أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 07 نيسان 2017

تأييد دولي كبير لضربات واشنطن على مطار الشعيرات  

أعلنت عدة دول تأييدها الكامل واللامشروط للضربة التي وجهتها الإدارة الأميركية لمطار الشعيرات بحمص، فيما انتقدت روسيا وإيران التحرك الأميركي، واعتبرتاه عدوانا على دولة ذات سيادة.

وأعلنت بريطانيا تأييدها الكامل للضربة الأميركية، واعتبرتها الرد المناسب على “الهجوم الكيميائي الوحشي” الذي وجهه النظام السوري، وهذا قد يشكل ردعا لضربات أخرى قد يكون خطط لها.

 

وفي أول رد فعل عربي على الضربة الأميركية لمطار الشعيرات بحمص عبر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية عن تأييد المملكة الكامل للعمليات العسكرية الأميركية على أهداف عسكرية في سوريا.

 

وحمل المصدر النظام السوري مسؤولية تعرض سوريا لهذه العمليات العسكرية، كما نوه بهذا “القرار الشجاع من قبل واشنطن ردا على جرائم هذا النظام تجاه شعبه في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن إيقافه عند حده”.

 

تحذير الأسد

وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت إن الضربة تحذير لنظام إجرامي، وإن مستقبل سوريا ليس مع الأسد.

 

وأضاف أيرولت أن “استخدام الأسلحة الكيميائية أمر مروع، ويجب أن تتم المعاقبة عليه لأنه جريمة حرب”.

 

كما صرح وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريال بأن الضربة الأميركية “يمكن تفهمها”، داعيا إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة.

 

وفي تركيا، قال نعمان قورتولموش مساعد رئيس الوزراء والناطق باسم الحكومة التركية إن تركيا تنظر بإيجابية للعملية التي قامت بها الولايات المتحدة ضد قاعدة مطار الشعيرات.

 

وقال قورتولموش إن تركيا تدعو لاستمرار هذه الضربات “إلى أن تتم معاقبة الأسد ونظامه دوليا”، وتطالب المجتمع الدولي “باتخاذ موقف واضح ضد همجية نظام الأسد”.

 

وفي اليابان، عبر رئيس الوزراء شينزو آبي عن مساندته للضربات الصاروخية الأميركية، قائلا للصحفيين إن بلاده “تساند عزم الحكومة الأميركية على الحيلولة دون انتشار واستخدام السلاح الكيميائي”.

 

بدوره، رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالضربة العسكرية الأميركية، وقال إن بلاده تدعم دعما كاملا تنفيذ الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتلك الضربة، وأعرب عن أمله في أن تتردد أصداء تلك الضربة في أماكن أخرى.

 

تقوية الإرهابيين

وفي روسيا، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الضربة الأميركية “عدوان على دولة ذات سيادة”، محذرا من أنها تلحق “ضررا هائلا” بالعلاقات بين واشنطن وموسكو.

 

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن “الرئيس بوتين يعتبر الضربات الأميركية على سوريا عدوانا على دولة ذات سيادة ينتهك معايير القانون الدولي، ويستند إلى حجج واهية”.

 

من جانبه، أدان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي الضربة الأميركية التي استهدفت مطار الشعيرات في ريف حمص الشمالي، ووصفها بأنها “عدوان أميركي”.

 

واعتبرت طهران أن الضربة “تعزز قوة الإرهابيين وهم يشارفون على هزيمة نهائية”، كما ذكرت أنها “تحرك أحادي خطير قد ينسف ما أنجز لحل الأزمة السورية”.

 

كما قالت طهران إن الضربة تكشف أن الحل السياسي ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية ليسا أولوية واشنطن.

 

وفي السياق ذاته، دعت الصين إلى “تفادي أي تدهور جديد للوضع” في سوريا، منددة بـ”استخدام أي بلد” أسلحة كيميائية، داعية جميع الأطراف المعنية إلى الالتزام بالتسويات السياسية.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

لندن وباريس تؤكدان علمهما المسبق بالضربة الأميركية  

أكدت كل من بريطانيا وفرنسا أنهما أبلغتا مسبقا بالضربة التي نفذتها الولايات المتحدة الأميركية على قاعدة الشعيرات الجوية السورية قرب حمص أمس الخميس، في حين ذكرت بريطانيا أن واشنطن لم تطلب منها المشاركة في هذه الضربة.

 

وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون “كنا على اتصال وثيق على كل المستويات مع الحكومة الأميركية بشأن الضربات في سوريا”.

 

وصرح لتلفزيون “بي بي سي” أيضا “استشارني وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس مساء أمس في تقييمنا لتورط النظام في الهجوم الكيميائي”.

 

وأضاف “اتصل بي فيما بعد لإبلاغنا بقرار الرئيس وإخطارنا بالهجوم، وكانت رئيسة وزرائنا على علم بالأمر طوال الوقت”.

 

كما قال لقناة “آي تي في” التلفزيونية إن الضربة الأميركية كانت “تقتصر على قاعدة جوية وكانت مناسبة تماما وتهدف لردع النظام عن شن المزيد من الهجمات بالأسلحة الكيميائية.. لذا لا نرى أنها بداية حملة عسكرية مختلفة”.

 

وتابع “لم نتلق طلبا بالمشاركة في هذا. لم يكن شأنا من شؤون التحالف الذي يحارب تنظيم الدولة في سوريا والعراق.. كانت هذه عملية أميركية، لكن دعوني أؤكد مجددا أننا نؤيدها تماما”.

 

من جانبها أكدت الحكومة البريطانية الجمعة أنها تدعم كليا تحرك الولايات المتحدة، وقال الناطق باسم رئاسة الحكومة في بيان إن هذه الضربة “تشكل ردا مناسبا على الهجوم الوحشي بالسلاح الكيميائي الذي ارتكبه النظام السوري”.

 

من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت اليوم إن الولايات المتحدة أبلغت فرنسا مسبقا بالضربة الصاروخية على الموقع العسكري السوري.

 

وأضاف لرويترز وإذاعة فرانس إنفو في نواكشوط عاصمة موريتانيا حيث يقوم بزيارة “أبلغني (وزير الخارجية الأميركي) ريكس تيلرسون خلال الليل”.

 

تحذير

ووصف إيرولت توسيع الدور الأميركي في سوريا بأنه “تحذير لنظام مجرم”، وقال إن مدمرتين أميركيتين أطلقتا صواريخ كروز على قاعدة جوية سورية.

 

واعتبر الوزير الفرنسي أن “استخدام الأسلحة الكيميائية أمر مروع ويجب أن تتم المعاقبة عليه لأنه جريمة حرب”.

 

وأكد أنه على الروس والإيرانيين أن يدركوا أن مساندة بشار الأسد حتى ارتكاب الفظاعة موقف غير معقول، مشيرا إلى أن فرنسا لا تسعى لمواجهة مع هاتين الدولتين.

 

وأوضح المسؤول الفرنسي أنه حان الوقت للعودة إلى ما تم الاتفاق عليه معهم، أي الانتقال السياسي عبر مفاوضات جنيف التي يجب أن تكون جادة وفعالة وذات صدقية وليس مفاوضات واجهة.

 

وصرح بأن دور فرنسا الوحيد في سوريا حاليا هو ما تقوم به في إطار التحالف الذي يحارب تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وبشأن الموقف الفرنسي أيضا قال الرئيس فرانسوا هولاند إن بلاده وألمانيا ستواصلان جهودهما عبر الأمم المتحدة للوصول إلى أفضل رد على الهجمات السورية بالسلاح الكيميائي.

 

بدورها ذكرت صحيفة فيكا النرويجية أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) كان على علم مسبق بأن الولايات المتحدة كانت تنوي مهاجمة أهداف داخل سوريا.

 

وجاءت الضربة الأميركية ردا على هجوم كيميائي اتهمت واشنطن النظام السوري بتنفيذه على بلدة خان شيخون في شمال غرب البلاد الثلاثاء، مما أدى إلى مقتل 86 مدنيا بينهم 30 طفلا و20 امرأة.

 

وأعلن الجيش السوري الجمعة في بيان عن سقوط ستة قتلى في الضربة الأميركية التي استهدفت قاعدة الشعيرات.

 

في حين نسبت وكالة الإعلام الروسية لموظف في قاعدة الشعيرات قوله اليوم الجمعة إن “جميع الطائرات في القاعدة أصبحت خارج الخدمة. يمكن القول إنها دمرت بالكامل”.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

المعارضة السورية: ضرب مطار واحد لا يكفي  

قالت فصائل سورية معارضة إن الضربة الأميركية على عدد من الأهداف في مطار الشعيرات بريف حمص الشمالي لا تكفي، معربة عن أملها في استمرار مثل هذه الضربات للحد من قدرات النظام العسكرية.

 

وقصفت الولايات المتحدة بعشرات من صواريخ توماهوك عددا من الأهداف في مطار الشعيرات بريف حمص، بعد أن أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتوجيه ضربة عسكرية في سوريا.

 

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن القيادي في فصيل جيش الإسلام وعضو وفد المعارضة إلى مفاوضات جنيف محمد علوش قوله في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر “ضرب مطار واحد لا يكفي، فهناك 26 مطارا تستهدف المدنيين”.

 

وفي تصريحات أخرى دعا علوش إلى أن “تكون الضربات مشتركة من جميع أنحاء دول العالم في كل المطارات” التي يتم استهداف السوريين منها.

 

من جهته رحب عضو المكتب السياسي في جيش الإسلام محمد بيرقدار بـ”أي رد على إجرام النظام لردعه”، مشيرا إلى أن “النظام لم يترك مجالا لحقن الدماء..”.

 

ورأى بيرقدار في الضربة الأميركية “خطوة جريئة وصحيحة باتجاه حقن دماء السوريين وهي ورقة ضغط مهمة في مسار أي حل في سوريا”.

ترحيب وإشادة

كما أكد فصيلان معارضان آخران ترحيبهما بالضربة الأميركية، مشددين على ضرورة استمرارها.

 

وقال قائد فصيل “السلطان مراد” العقيد أحمد عثمان، الذي قاتل تنظيم الدولة الإسلامية إلى جانب القوات التركية في شمال سوريا، “نحن في السلطان مراد كبقية فصائل الجيش الحر نرحب بأي عمل ينهي النظام الذي يرتكب أبشع الجرائم في التاريخ الحديث”.

 

وأضاف عثمان “نتمنى ألا تكتفي أميركا بهذه الضربة لأن إجرام النظام سوف يزداد عن السابق”.

 

واعتبر المتحدث باسم “الجبهة الجنوبية” -الفصيل الناشط في جنوب سوريا- عصام الريس أن “الضربة الأميركية ضد أدوات القتل التي يستخدمها بشار الأسد هي الخطوة الأولى على الطريق الصحيح لمكافحة الإرهاب”، معربا عن أمله في أن تستمر.

 

كما رحب الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية في وقت سابق بالضربة الأميركية.

 

وقال رئيس الدائرة الإعـلامية في الائتلاف أحمد رمضان “ما نأمله استمرار الضربات لمنع النظام من استخدام طائراته في شن أي غارات جديدة أو العودة لاستخدام أسلحة محرمة دولية (…) أن تكون هذه الضربة بداية”.

 

وأتت الضربة العسكرية الأميركية بعيد فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على مشروع قرار ردا على “الهجوم الكيميائي” على خان شيخون الذي أودى بحياة 86 شخصا بينهم 30 طفلا.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

ضرب قاعدة الشعيرات فرصة لتصحيح أخطاء أوباما  

قالت خبيرة في سياسات الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط إن الإدارة الأميركية الجديدة تمر بلحظة حاسمة ستحدد نظرة العالم لرئيسها الذي لم يُختبر، مضيفة أن الرؤساء الأميركيين يحكم عليهم بأعمالهم.

 

ورأت جيسيكا أشو نائبة مدير مجموعة عمل إستراتيجية الشرق الأوسط بالمجلس الأطلسي الأميركي أن لدى الرئيس ترمب “فرصة نادرة” لتصحيح أحد أبرز إخفاقات إدارة أوباما وإعادة المصداقية إلى الولايات المتحدة بالسرعة والقوة الممكنة.

 

ديفد إغناشيوس/واشنطن بوست

ترمب اتخذ خطوة “حاسمة” ظل سلفه الرئيس باراك أوباما يقاومها إلا أنه لا يزال يواجه مأزقا يتمثل في كيفية إحداث تغيير سياسي في سوريا التي مزقتها ست سنوات من الحرب

وكما ورد في مقالها بصحيفة واشنطن بوست فإن على ترمب أن يأمر بتوجيه ضربات “عقابية منتقاة” ضد نظام الأسد للحد من قدرته على إيذاء شعبه، ومن الأهمية بمكان أن نفهم أن مثل هذا العمل لا يستوجب بالضرورة القيام بعمليات تستهدف الإطاحة بالرئيس السوري فذلك أمر “غير عملي”، كما أنه “غير ضروري”، وعوضا عن ذلك لا بد من استهداف تجهيزات النظام العسكرية كمدارج المطارات والقواعد الجوية.

 

ومضت الكاتبة إلى الإيعاز أن من شأن مثل هذه الضربات أن يكون لها نفوذ قوي على عملية السلام المتوقفة “فالطغاة لا يجلسون على مائدة المفاوضات عن طيب خاطر، بل لاعتقادهم بأنهم قد يحصلون على صفقة أفضل من تلك التي يغنمونها من ساحات الوغى”.

 

وشددت على أنه ينبغي على ترمب أن يفهم ذلك، وأن يضطلع بما هو ضروري لإحداث التأثير والنفوذ اللازمين لتهيئة الطاولة لمفاوضات سلام حقيقية.

 

وقالت جيسيكا أشو إن استخدام النظام السوري الغازات السامة في هجوم الثلاثاء الماضي على بلدة خان شيخون بريف إدلب أشاع الخوف في نفوس الإيرانيين والروس نظرا لهول ما جرى، وهم يفعلون ما في وسعهم للنأي بأنفسهم عما حدث ولذلك يقدمون تفسيرات “يائسة لا يمكن تصديقها”.

 

وأشارت في مقالها إلى أن كلتا الدولتين -روسيا وإيران- انتابهما القلق لأول مرة منذ سنوات إزاء ما قد ينجم عن المجتمع الدولي من عواقب.

 

وتطرقت صحيفة وول ستريت جورنال إلى التحول الذي طرأ على مواقف إدارة ترمب إزاء النظام السوري، قائلا إن نبرة خطابها تجاه بشار الأسد سرعان ما تبدلت عقب الهجوم بالغازات السامة على بلدة خان شيخون.

 

ورصدت الصحيفة تصريحات المسؤولين في الإدارة الجديدة قبل الهجوم الكيميائي وبعده، ولا سيما تصريحات وزير الخارجية ريكس تيلرسون والسفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، وفوق هذا وذاك أقوال الرئيس ترمب نفسه.

 

ولفت الكاتب المعروف ديفد إغناشيوس الانتباه إلى أن القصف الأميركي على قاعدة الشعيرات الجوية بريف حمص الشمالي أمس الخميس صادف الذكرى المئوية لدخول الولايات المتحدة في الحرب العالمية الأولى.

 

وأوضح في مقال بصحفة واشنطن بوست أن ترمب اتخذ خطوة “حاسمة” ظل سلفه أوباما يقاومها، إلا أنه لا يزال يواجه مأزقا يتمثل في كيفية إحداث تغيير سياسي في سوريا التي مزقتها ست سنوات من الحرب.

 

ولعل المفارقة تكمن في أن ترمب يقف أمام خيارات عسكرية سيئة دفعته لشن الهجوم في غرب سوريا، في حين ظل القادة العسكريون الأميركيون يركزون على القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية شرقي البلاد.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

تعرف على مطار الشعيرات العسكري  

مطار عسكري تابع للجيش السوري النظامي في ريف حمص الجنوبي الشرقي مجهز بمدرجين وقرابة أربعين حظيرة إسمنتية للطائرات، وهو أحد خمسة مطارات رئيسية استخدمها النظام خلال السنوات الماضية.

 

الموقع والتجهيزات

يقع مطار الشعيرات على بعد 31 كيلومترا جنوب شرق مدينة حمص وسط سوريا.

 

ويضم مطار الشعيرات طائرات ميغ 23 وميغ 25 وسوخوي22 وسوخوي 25 القاذفة، كما يتضمن دفاعات جوية من نوع صواريخ سام 6، ورادارات.

وتقام في هذه المنشأة عروض عسكرية وتدريبات على الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وتضم الفرقة 22-اللواء 50 جوي مختلط، وكان المطار منطلقا للغارات الجوية التي تستهدف مواقع في حمص وحماة وإدلب.

 

وحسب مركز حمص الإعلامي المعارض، يحتوي المطار على عدد كبير من مقاتلات ميغ 23 وميغ 25 وسوخوي 25 القاذفة.

 

وتحط مقاتلات عسكرية روسية في المطار منذ أواخر العام 2015، وفي ديسمبر/كانون الثاني من العام نفسه -أي بعد أسابيع من بدء روسيا تدخلها العسكري المباشر في سوريا- ذكرت وكالات أنباء أن موسكو عززت المطار ببناء مدرج إضافي قبل أن تبدأ باستخدامه.

 

وقد استخدمت موسكو مطار الشعيرات لتنفيذ هجمات على تنظيم الدولة الإسلامية في تدمر، وفي سبتمبر/أيلول 2016 وفي مارس/آذار 2017 نشرت روسيا في المطار مروحيات هجومية من طراز ميغ 26 هافوك وطائرة نقل عسكري وقوات عمليات خاصة.

 

الضربة الأميركية

في 7 أبريل/نيسان 2017 قصفت الولايات المتحدة مطار الشعيرات بـ59 صاروخا من نوع توماهوك المجنحة انطلاقا من مدمرتين أميركيتين تبحران في شرق البحر المتوسط.

 

وقد أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتوجيه ضربة عسكرية في سوريا ردا على الهجوم بالغاز السام على مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي في 4 أبريل/نيسان 2017، والذي تقول واشنطن إن الطائرات التي استخدمت في الهجوم الكيميائي انطلقت من هذا المطار. وأودت مجزرة خان شيخون بحياة 84 وأصيب فيها أكثر من خمسمئة.

 

واستهدفت الضربة الجوية الأميركية مقاتلات سورية رابضة في المطار وحظائر طائرات ومناطق لتخزين الوقود والإمدادات اللوجستية ومخازن للذخيرة وأنظمة دفاع جوي وأجهزة رادار.

 

وقالت واشنطن إنه لم تصب في الغارات أي طائرات عسكرية روسية، وإنها أخطرت القيادة الروسية قبل تنفيذ الغارات.

 

وقال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن واشنطن اختارت استخدام سلاح صواريخ توماهوك المجنحة لضرب مطار الشعيرات لأن الصواريخ تطير على ارتفاع ثابت، وهو ما يجعل منظومة صواريخ 300 وصواريخ أس 400 التي نشرتها روسيا في سوريا غير فعالة للتصدي للصواريخ الأميركية.

 

وقالت المعارضة السورية المسلحة إن الضربة أدت إلى تعطيل المطار وتدمير عدد من طائرات سوخوي السورية، بينما قال محافظ حمص طلال الداري إن الأضرار البشرية في المطار لم تكن كبيرة وكانت مادية بالأساس، غير أن مواقع موالية للنظام السوري أشارت إلى مقتل ستة من قواته، بينهم ضابط برتبة عميد.

 

وقال مراسل الجزيرة بريف حمص جلال سليمان إنه كانت خمسون طلعة جوية لطائرات النظام تخرج من مطار الشعيرات يوميا لضرب مواقع المعارضة في ريف حمص، غير أنه بعد تدمير الضربة الأميركية أجزاء واسعة من المطار خفت حركة الطائرات كثيرا، كما أخلت مليشيات موالية للنظام نقاط تمركز لها من محيطه.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

دمشق تؤكد القصف الأميركي وأنباء عن أضرار بالغة  

أعلن الجيش السوري مقتل ستة من أفراده في الضربات الصاروخية الأميركية على  قاعدة الشعيرات الجوية السورية، في وقت أكدت مصادر إعلامية روسية أن الضربات سببت أضرارا بالغة بالقاعدة ودمرت جميع الطائرات فيها.

 

ونسبت وكالة الإعلام الروسية إلى موظف في قاعدة الشعيرات الجوية السورية قوله اليوم الجمعة إن الضربة سببت “أضرارا بالغة” في الموقع.

 

وقال الموظف الذي لم يُنشر اسمه للوكالة إن “جميع الطائرات في القاعدة أصبحت خارج الخدمة. يمكن القول إنها دمرت بالكامل”، بينما نقلت الوكالة عن التلفزيون السوري القول إن حريقا في القاعدة لا يزال مستعرا.

 

من جهتها قالت مصادر إعلامية موالية للنظام إن قيادة الجيش السوري أخلت القاعدة الجوية من معظم الطائرات قبل القصف الصاروخي الأميركي.

قتلى وأضرار

وقالت قيادة الجيش السوري في بيان لها إن الضربة الأميركية أسفرت عن سقوط ستة قتلى وعدد من الجرحى وإحداث أضرار مادية كبيرة.

 

وأوضح البيان أن “الولايات المتحدة أقدمت على ارتكاب عدوان سافر ضد إحدى قواعدنا الجوية”، واعتبر أن “العدوان الأميركي يؤكد استمرار الإستراتيجية الأميركية الخاطئة ويقوض عملية مكافحة الإرهاب”.

 

وبحسب البيان ذاته فإن الضربة الأميركية “تجعل الولايات المتحدة شريكا لداعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية”.

 

وتوعدت القيادة العامة للجيش السوري بـ”المزيد من التصميم في سحق الارهاب أينما وجد وإعادة الأمن والأمان لكافة أراضي الجمهورية العربية السورية”.

 

يأتي ذلك في وقت قال وزير الإعلام السوري رامز الترجمان في مقابلة هاتفية مع التلفزيون الرسمي السوري إنه يعتقد أن هذه الضربة محدودة في الزمان والمكان وكانت متوقعة.

أهداف وقصف

وفجر اليوم قصفت الولايات المتحدة بعشرات من صواريخ توماهوك أهدافا في مطار الشعيرات بريف حمص الشمالي، بعد أن أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتوجيه ضربة عسكرية في سوريا.

 

وقال مسؤول أميركي إن مدمرتين أميركيتين أطلقتا من شرق البحر المتوسط 59 صاروخا على قاعدة جوية سورية تشمل مدرجا وطائرات ومحطات للوقود، ردا على هجوم بالغاز السام على مدينة خان شيخون بريف إدلب. وقالت وسائل إعلام أميركية إن القصف استهدف موقعا للأسلحة الكيميائية.

 

من جهتها نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن المشرع الروسي ديمتري سابلين قوله إن الضربات الصاروخية الأميركية لم تسفر عن إصابة أي روسي.

 

وأضاف سابلين، وهو رئيس جماعة الإخوان العسكريين لقدامى الحرب، أن هذه المعلومات تستند إلى مصادره الخاصة.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

قدرات عسكرية أميركية قوية في محيط سوريا  

تنشر الولايات المتحدة، التي قصفت الخميس قاعدة عسكرية للجيش السوري ردا على هجوم كيميائي تُتهم دمشق بتنفيذه في شمالي غربي البلاد، قدرات عسكرية قوية في محيط سوريا.

 

وبحسب تقدير لمركز “هيريتدج” الأميركي للدراسات، هناك 35 ألف عسكري تابعين لقيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط.

ويمكن للولايات المتحدة أن تعتمد في ضرباتها ضد النظام السوري على بوارج من الأسطول السادس توجد في نابولي بإيطاليا وقادرة على إطلاق صواريخ من طراز توماهوك على أهداف على الأرض على بعد أكثر من ألف كيلومتر.

 

وقد استُهدفت قاعدة الشعيرات الجوية العسكرية في محافظة حمص بوسط سوريا فجر الجمعة بـ59 صاروخ توماهوك، بحسب المسؤولين الأميركيين، بناء على أمر من الرئيس دونالد ترمب.

 

وتوجد المدمرتان “يو أس أس بورتر” و”يو أس أس روس” في شرق البحر المتوسط، بحسب مسؤول في البحرية الأميركية.

 

وتوجد سفينة النقل “يو أس أس ميزا فيردي” أيضا في شرق البحر المتوسط، كما توجد بواخر من الأسطول الخامس في مياه الخليج أو في مياه البحر الأحمر.

 

وتجوب حاملة الطائرات “جورج أتش دبليو بوش” حاليا مياه الخليج، في مهمة دعم للعمليات الجارية ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وفي سبتمبر/أيلول 2014 أطلقت السفن الأميركية 47 صاروخا من طراز توماهوك على سوريا، في أول ليلة من القصف على مواقع تنظيم الدولة في البلاد.

قواعد جوية

وتستخدم الولايات المتحدة قواعد عسكرية عدة في الشرق الأوسط، أقربها إلى سوريا قاعدة إنجرليك في جنوب تركيا، وتقع على بعد حوالي مئة كيلومتر من الحدود السورية. كما تستخدم قاعدة في الأردن وقواعد جوية كبيرة في منطقة الخليج.

 

وتنشر الولايات المتحدة في المنطقة نخبة قطع سلاحها الجوي من طائرات “أف 15″ و”أف 16” و”أف 22″، بالإضافة إلى طائرات التزويد بالوقود في الجو من طراز “كي سي 135″، وطائرات الرادار من طراز “أواكس”، وقاذفات إستراتيجية من طراز “بي 52”.

 

وقد تم استخدام طائرة الشبح “أف 22” للمرة الأولى في سوريا في سبتمبر/أيلول 2014.

 

ومن الصعب جدا رصد هذه الطائرة التي تباع الواحدة منها بمبلغ 360 مليون دولار، وهي قادرة على التحليق بسرعة كبيرة جدا وعلى إلقاء قنابل موجهة بالليزر على بعد 25 كيلومترا من الهدف.

 

كما تجوب طائرات بلا طيار من طراز “ريبر” و”بريدايتور” من دون توقف أجواء العراق وسوريا لمراقبة الوضع على الأرض، أو لتنفيذ هجمات بصواريخ “هيلفاير”.

 

مستشارون عسكريون

وعلى الأرض في سوريا، نشرت الولايات المتحدة في شمال شرق البلاد نحو تسعمئة مستشار عسكري وعناصر من القوات الخاصة ومن سلاح المدفعية.

 

وتساعد مدافع تابعة لسلاح البحرية الأميركي قوة كردية عربية في تنفيذ هجوم في محافظة الرقة حيث معقل تنظيم الدولة في سوريا.

 

وقام الأميركيون بتجهيز مدرج لهبوط الطائرات في عين العرب (كوباني) قرب الحدود التركية ليتمكنوا من استقبال طائرات شحن أميركية من طراز “سي 17” قادرة على نقل عربات مدرعة.

 

وفي العراق المجاور، نشر الأميركيون أكثر من خمسة آلاف عسكري للقيام بمهمات تدريب واستشارة ومساعدة.

 

كما تستخدم القوات الأميركية المدفعية وطائرات هجومية من أجل مساندة القوات العراقية في بعض العمليات.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

روسيا وبوليفيا تدعوان لاجتماع عاجل لمجلس الأمن  

أفاد رئيس لجنة الدفاع بمجلس الاتحاد الروسي بأن موسكو ستدعو لاجتماع عاجل لمجلس الأمن إثر الهجوم الأميركي على سوريا، في حين طلبت بوليفيا عقد مشاورات مغلقة اليوم الجمعة بشأن هذا الموضوع.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن رئيس لجنة الدفاع والأمن بمجلس الاتحاد الروسي فيكتور أوزيروف قوله إن الضربات الأميركية على قاعدة جوية سورية قد تقوض جهود مكافحة الإرهاب، كاشفا أن روسيا ستدعو لاجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي.

 

وأرجأ أعضاء مجلس الأمن التصويت على مشروع قرار بشأن الهجوم الكيميائي على خان شيخون بسوريا من أجل إجراء مزيد من المفاوضات.

 

وجاءت الخطوة بالتزامن مع جلسة مشاورات مغلقة في مجلس الأمن طرحت خلالها ثلاثة مشاريع قرار بشأن الهجوم، الأول مقدم من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا، والثاني من روسيا، في وقت قُدم المشروع الثالث باسم الدول العشر غير الدائمة بالمجلس، وفقا لمصادر دبلوماسية.

تأجيل الجلسة

وقال مراسل الجزيرة في نيويورك مراد هاشم إن الجلسة أرجئت إلى موعد غير محدد بعد أن كانت تتجه لفيتو مؤكد من روسيا التي لا يحظى مشروعها بعدد كافٍ من الأصوات، مشيرا إلى أن تقديم الدول العشر غير الدائمة العضوية في مجلس الأمن مشروع قرار ثالثا يطالب بإجراء تحقيق في الهجوم جاء في محاولة منها لردم الهوة بين المشروعين الروسي والغربي المتضادين.

 

وأضاف المراسل أن إزالة فقرة مهمة تعترض عليها روسيا من مشروع القرار الثالث سبب الإرباك، وأن الولايات المتحدة لا تشعر بالارتياح لذلك، لافتا إلى أنه لم يحدد بعد وقت معين للتصويت.

 

وقد حصلت الجزيرة على نسخة من مشروع قرار معدل وزعته واشنطن ولندن وباريس أمس على أعضاء مجلس الأمن، يدين بأشد العبارات هجوم خان شيخون الكيميائي الذي أسفر عن مقتل 84 شخصا وإصابة خمسمئة آخرين، وفق حصيلة ضحايا أعلنها الدفاع المدني السوري.

 

ويؤكد المشروع ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة في حال انتهاك القرار وثبوت حيازة أو استخدام أسلحة كيميائية في سوريا.

 

ويدعم المشروع بشكل كامل فريق تقصي الحقائق التابع لمنظمة حظر السلاح الكيميائي، ويطالب جميع الأطراف بتسهيل وصوله بسرعة. ويطلب من النظام السوري تقديم كشوف بالطلعات الجوية التي تمت يوم الهجوم وأسماء القادة المسؤولين عنها.

مشروع روسي

كما يطالب بتيسير وصول فريق التحقيقات إلى القواعد الجوية التي يحتمل أن تكون انطلقت منها الهجمات باستخدام السلاح الكيميائي، ولقاء من يريد لقاءهم من القادة العسكريين. وقد أضافت الدول الثلاث تعديلات طفيفة تراعي بعض مطالب روسيا، لكنها تجاهلت معظم مطالبها الرئيسية.

 

من جهتها، قدمت روسيا مشروع قرار خاصا بها إلى مجلس الأمن بعدما رفضت مشروع القرار الغربي ووصفته بغير المقبول.

 

ويطلب مشروع القرار الروسي -الذي حصلت الجزيرة أيضا على نسخة منه- من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وفريق الآلية المشتركة التابعة للأمم المتحدة تقديم مقترحات إلى مجلس الأمن بشأن أعضاء الفريق الذي سيتولى التحقيقات، ويشدد على ضرورة أن يتم تشكيله بطريقة متوازنة تراعي التمثيل الجغرافي.

ويدعو المشروع الروسي إلى التوجه في أسرع وقت ممكن إلى موقع الهجوم في خان شيخون بريف إدلب الجنوبي والمناطق المجاورة له للشروع في التحقيقات، ويطلب من جميع الأطراف في سوريا تسهيل الوصول إلى هذه المواقع.

 

ويشدد المشروع نفسه على ضرورة أن يتضمن تقرير فريق التحقيقات كل الأدلة التي جمعت من موقع الهجوم إلى مجلس الأمن.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

لافروف: الضربات الأميركية بسوريا تُذكّر بغزو العراق   

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الجمعة إن الضربات الأميركية التي نُفّذت فجرا على عدد من الأهداف في مطار الشعيرات بريف حمص الشمالي تذكره بهجوم الغرب على العراق عام 2003 دون موافقة الأمم المتحدة.

 

وأضاف لافروف في مؤتمر صحفي في طشقند بـ أوزبكستان “هذا عمل من أعمال العدوان يستند إلى ذريعة مختلقة تماما”.

 

وتابع “يذكرني بالموقف عام 2003 حينما هاجمت الولايات المتحدة وبريطانيا مع بعض حلفائهما العراق دون موافقة مجلس الأمن الدولي، ما يشكل خرقا واضحا وكبيرا للقوانين الدولية”.

 

وقال الوزير الروسي إن موسكو ستطلب من واشنطن توضيحا عن سبب شن الضربات، معربا عن أمله في ألا تلحق الضربات الأميركية في سوريا ضررا لا يمكن إصلاحه في العلاقات بين موسكو وواشنطن، المتضررة أصلا وفق وصفه.

 

ولفت لافروف إلى أن روسيا سيكون لها استنتاجاتها حول العلاقات مع واشنطن، وأنها تتمنى ألا تؤدي الاستفزازات الأميركية في سوريا إلى نتائج عكسية.

 

إفشال المفاوضات

واعتبر وزير الخارجية الروسي أن شن ضربات أميركية ضد سوريا من مصلحة من يريد إفشال مفاوضات أستانا وجنيف، وتغيير السلطة في سوريا باستخدام القوة.

 

كما اعتبر أن الولايات المتحدة لم تكلف نفسها عناء تقديم أي أدلة تؤكد حقيقة الهجوم الكيميائي على إدلب، وأرادت تحويل الانتباه عن تصرفات “جبهة النصرة”.

 

وفجر اليوم، قصفت الولايات المتحدة بعشرات من صواريخ “توماهوك” عددا من الأهداف في مطار الشعيرات بريف حمص الشمالي، بعد أن أمر الرئيس دونالد ترمب بتوجيه ضربة عسكرية في سوريا.

 

وقال مسؤول أميركي إن مدمرتين أميركيتين أطلقتا من شرق البحر المتوسط أكثر من خمسين صاروخا على قاعدة جوية سورية تشمل مدرجا وطائرات ومحطات للوقود، ردا على هجوم بالغاز السام على مدينة خان شيخون بريف إدلب. وقالت وسائل إعلام أميركية إن القصف استهدف موقعا لـ الأسلحة الكيميائية.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

روسيا ترفض ضرب سوريا وتلغي اتفاق أمن الطيران  

اعتبر الكرملين اليوم الضربة الأميركية على قاعدة جوية للنظام السوري في حمص “عدوانا على دولة ذات سيادة” وانتهاكا للقوانين الدولية لدولة. كما أوقفت روسيا العمل بالمذكرة مع واشنطن لتفادي الحوادث بسوريا.

 

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن “الرئيس بوتين يعتبر الضربات الأميركية على سوريا عدوانا على دولة ذات سيادة”، مؤكدا أنها ألحقت “ضررا هائلا” بالعلاقات مع روسيا.

 

وأكد بيسكوف أن الضربة الأميركية في سوريا “تنتهك معايير القانون الدولي، و(تستند) إلى حجج واهية”، وأضاف أن روسيا لا تعتقد بأن سوريا تمتلك أسلحة كيميائية، وأن التحرك الأميركي سيشكل حتما عقبة أمام إنشاء تحالف دولي في سبيل محاربة الإرهاب.

 

ولمح المتحدث باسم الكرملين إلى أن الضربة الأميركية “محاولة لصرف انتباه العالم عن أعداد القتلى المدنيين في العراق”. كما قال إن “تجاهل استخدام الإرهابيين للأسلحة الكيميائية بشكل تام يؤدي إلى تفاقم الوضع في سوريا بشكل كبير”.

 

ومن ناحيتها، أعلنت الخارجية الروسية على خلفية الضربات الأميركية ضد سوريا أنها توقف العمل بالمذكرة التي تم الاتفاق عليها مع الولايات المتحدة لتفادي الحوادث وتوفير أمن الطيران خلال العملية في سوريا.

 

وقالت الخارجية في بيان إن “الجانب الروسي يجمد العمل بمذكرة الاتفاق مع الولايات المتحدة لتفادي الحوادث وتوفير أمن تحليق الطيران خلال العملية في سوريا”.

 

ووصفت الخارجية الروسية الضربات الأميركية على سوريا بالنهج الجنوني الذي يعقد من المشاكل القائمة، وأكدت أنها عمل عدواني واضح ضد سيادة الدولة السورية.

 

وقالت الخارجية في بيان لها إن قرار واشنطن بضرب القاعدة السورية هو استعراض للقوة ضد دولة تحارب الإرهاب الدولي. وأضاف البيان أن هذه التصرفات تزيد من تدمير العلاقات الروسية الأميركية.

 

ودعت الخارجية الروسية لاجتماع عاجل في مجلس الأمن، وقالت إنه “من الواضح أن الضربات الأميركية أعدت قبل الهجوم الكيماوي المزعوم في إدلب.

 

وفي السياق نفسه أعلن مجلس الدوما عن عقد جلسة طارئة اليوم لبحث التطورات بعد الضربة الصاروخية الأميركية على مطار الشعيرات بحمص وسط سوريا.

 

ومن ناحيته، قال رئيس لجنة الدفاع والأمن بمجلس الاتحاد الروسي فيكتور أوزيروف إن الضربات الأميركية على قاعدة جوية سورية قد تقوّض جهود مكافحة الإرهاب.

 

وأضاف أوزيروف أن هذا الهجوم “يمكن النظر إليه على أنه عمل عدواني من قبل أميركا ضد دولة بالأمم المتحدة”، مشيرا إلى أن روسيا ستدعو لاجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي.

 

ووصف رئيس مجلس الدوما الروسي الضربة الاميركية ضد سوريا بأنها عدوان من قبل الولايات المتحدة تحت حجة واهية.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

تباين بالكونغرس بشأن الضربة الأميركية بسوريا  

عبّر أعضاء جمهوريون وديمقراطيون في الكونغرس الأميركي عن دعمهم لقرار دونالد ترمب ضرب قاعدة جوية سورية، لكن عددا منهم دعا ترمب لتوضيح إستراتيجيته، معربين عن قلقهم من هذه الخطوة.

 

واستهدفت الولايات المتحدة الأميركية فجر اليوم الجمعة مطار الشعيرات الواقع جنوب شرق مدينة حمص السورية انطلاقا من مدمرتين أميركيتين في شرق البحر المتوسط، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى فضلا عن أضرار مادية، وذلك ردا على هجوم بالغاز السام على مدينة خان شيخون بريف إدلب الأمر الذي أدى إلى سقوط عشرات الضحايا.

وقال رئيس مجلس النواب بول راين الجمهوري إن “هذا التحرك مناسب وصحيح”. وأضاف “هذه الضربات التكتيكية تظهر لنظام (الرئيس السوري بشار) الأسد أنه لم يعد بإمكانه الاعتماد على الشلل الأميركي عندما يرتكب فظائع ضد الشعب السوري”.

 

ورأى زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر أن “جعل الأسد يدفع ثمنا عندما يرتكب مثل هذه الفظائع أمر جيد”. لكنه أضاف أن “إدارة ترمب يجب أن تتبنى إستراتيجية وتشاور الكونغرس قبل تطبيقها”.

 

وتبنى أعضاء آخرون في الكونغرس مواقف مماثلة، معبرين عن ارتياحهم لرد الولايات المتحدة السريع على هجوم كيميائي على بلدة خان شيخون أسفر عن سقوط 86 قتيلا على الأقل ومئات الجرحى الثلاثاء الماضي.

 

وقال السيناتور جون ماكين الذي يؤيد منذ سنوات تدخلا أميركيا قويا، إنه يرحب بهذه “المرحلة الأولى التي تتمتع بالصدقية”، لكنه دعا إلى تبني إستراتيجية جديدة لإنهاء النزاع السوري.

 

وصرح المرشح السابق للرئاسة أن “الإجراء الأول في إستراتيجية من هذا النوع سيكون إخراج السلاح الجوي للأسد (…) بالكامل من المعركة”.

 

من جهته دعا عضو الكونغرس ماركو روبيو أيضا إلى تبني إستراتيجية تمنع “روسيا من دعم النظام السوري بحرية”.

تساؤل ورفض

في المقابل، اعتبرت النائبة الديمقراطية بربرا لي -وهي جزء من التحالف المناهض للحرب- التي وقفت جنبا إلى جنب مع بعض الجمهوريين الذين عارضوا الرئيس السابق باراك أوباما عندما سعى للحصول على موافقة للتدخل في سوريا عام 2013، أن هذه الضربة “عمل من أعمال الحرب”.

 

وأضافت أن “الكونغرس يحتاج إلى العودة إلى الجلسة وعقد نقاش، وكل ما هو أقل يعد من التنازل عن مسؤوليتنا”.

 

يشار إلى أن عددا كبيرا من البرلمانيين تساءلوا عن قضية الموافقة على اللجوء إلى القوة، كما حدث عندما وجه الرئيس السابق باراك أوباما ضربات في سوريا والعراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية في 2014 قبل الحصول على موافقة الكونغرس.

 

وبررت إدارة أوباما الضربات حينذاك على أساس قرار اعتمد بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

 

من جهته عبّر السيناتور الديمقراطي كريس كونز عن “قلقه” من تحرك الولايات المتحدة ضد النظام السوري دون إستراتيجية حقيقية، معتبرا أن “التحركات التي قررها الرئيس تثير تساؤلات أكثر مما تقدم أجوبة”.

 

كما قال السيناتور راند بول “ندين الفظائع في سوريا، لكن الولايات المتحدة لم تتعرض لهجوم”. وأضاف أن “الرئيس يجب أن يحصل على موافقة الكونغرس على أي عمل عسكري، بحسب ما ينص عليه الدستور”.

 

وقال الديمقراطي تيد ليو متحديا “الكونغرس سمح للرئيس باللجوء إلى القوة ضد الإرهابيين. لم نسمح باستخدام القوة لفرض تطبيق الاتفاقيات المتعلقة بالأسلحة الكيميائية”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

تركيا تؤيد الضربة الأميركية وتدعو للإطاحة بالأسد  

دعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم الجمعة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد على الفور، معبّرا عن دعمه للهجوم الصاروخي الأميركي على قاعدة الشعيرات في ريف حمص الشمالي.

 

وقال جاويش أوغلو للصحفيين في بلدة ألانيا في تصريحات بُثت على الهواء مباشرة “من الضرورة الإطاحة بالنظام في أسرع وقت ممكن من قيادة سوريا” داعيا في السياق نفسه إلى تشكيل حكومة انتقالية.

 

كما ذكر الوزير بأن إقامة مناطق آمنة للمدنيين في سوريا أصبحت أهم من أي وقت مضى.

 

وفي السياق ذاته، قالت الخارجية التركية في بيان نشرته صباح اليوم على موقعها الإلكتروني إنها “ستدعم كافة الخطوات التي من شأنها ضمان عدم بقاء الجرائم دون عقاب، ومحاسبة مرتكبيها”.

 

وأوضح البيان أن العالم بأسره شاهد على وحشية النظام السوري واستهدافه المدنيين بشتى أنواع الأسلحة على مدار الست سنوات الماضية، والرد الأميركي جاء عقب قتل قوات بشار الأسد عشرات من المدنيين أغلبهم من الأطفال بالأسلحة الكيميائية في بلدة خان شيخون السورية.

 

بدوره، قال إبراهيم كالين الناطق باسم الرئيس رجب طيب أردوغان “لتجنب تكرار هذا النوع من المجازر، من الضروري فرض منطقة حظر جوي ومناطق آمنة في سوريا بدون تأخير”.

 

وكان نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء قد رحب بالضربة الأميركية، ودعا إلى ضرورة معاقبة نظام الأسد.

 

وقال قورتولموش إن تركيا تدعو لاستمرار هذه الضربات “إلى أن تتم معاقبة الأسد ونظامه دوليا” وتطالب المجتمع الدولي بـ “اتخاذ موقف واضح ضد همجية نظام الأسد”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

طهران: الضربة الأميركية تقوي الإرهابيين  

دان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي صباح اليوم الجمعة الضربة الأميركية التي استهدفت مطار الشعيرات بريف حمص الشمالي، ووصفها بأنها “عدوان أميركي”.

واعتبرت طهران أن الضربة “تعزز من قوة الإرهابيين وهم يشارفون على هزيمة نهائية”، كما ذكرت أنها “تحرك أحادي خطير قد ينسف ما أنجز لحل الأزمة السورية”.

 

وأفادت وكالة مهر الإيرانية للأنباء بأن قاسمي قال “إن إيران بوصفها الضحية الأكبر للسلاح الكيميائي في التاريخ المعاصر تدين استخدام هذا السلاح، وبالتوازي فإنها تعتبر أن استخدام ما حصل كذرائع من أجل خطوات منفردة خطيرة، هو أمر مزعزع ويناقض شرعة حقوق الإنسان”.

 

وأضاف قاسمي أن إيران تدين “بشدة أي تدخل عسكري منفرد والضربات الصاروخية على قاعدة الشعيرات الجوية”، مضيفا أن “هذه التصرفات بناء على الهجوم المشكوك في أمره في إدلب لجهة المنفذين والمستفيدين منه، هي في صالح تقوية الإرهابيين وتساهم في تعقيد الأوضاع في سوريا والمنطقة”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

وزير الإعلام السوري يستبعد تصعيدا بعد الضربة الأميركية  

قال وزير الإعلام السوري رامز ترجمان اليوم الجمعة إن الضربة الأميركية التي أصابت قاعدة جوية سورية في محافظة حمص محدودة، وإنه لا يتوقع تصعيدا عسكريا.

 

وقال ترجمان في مقابلة هاتفية مع التلفزيون الرسمي السوري إنه يعتقد أن هذه الضربة محدودة في الزمان والمكان وكانت متوقعة.

 

وأطلقت الولايات المتحدة عشرات من صواريخ توماهوك على قاعدة جوية سورية قالت إن هجوما بأسلحة كيميائية انطلق منها هذا الأسبوع وتسبب في سقوط مئات الضحايا.

 

وقوبلت الضربة الأميركية بانتقاد سريع من جانب روسيا، وقال ترجمان -عندما سئل هل سيكون هناك رد روسي؟- إن موسكو تعد بيانات لإدانة الهجوم الأميركي. وقال إنه لا يتوقع تصعيدا عسكريا.

 

وفي هذه الأثناء قال بيان للجيش السوري إن “العدوان الأميركي يؤكد استمرار الإستراتيجية الأميركية الخاطئة ويقوض عملية مكافحة الإرهاب”، وأكد أن الضربة “تجعل الولايات المتحدة شريكا لداعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

كيف سترد روسيا وسوريا على الضربة الأميركية؟  

حظيت الضربات التي وجهتها الولايات المتحدة ضد قاعدة الشعيرات العسكرية قرب ريف حمص الشمالي أمس الخميس، بتغطية واسعة تناولت الحدث تحليلا وتعليقا واستشرافا لما قد يترتب عليه من تداعيات وردود فعل من جانب القوى المعنية بالحرب الدائرة هناك.

 

واهتمت صحف بعينها بموقف روسيا تجاه الضربة وكيفية ردها عليها. وقالت صحيفة واشنطن بوست في تقرير بعنوان “كيف سترد روسيا؟” إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد يعمد إلى طمأنة الروس بأن الضربة لم يكن يُقصد منها سوى معاقبة الرئيس السوري بشار الأسد على استخدامه أسلحة كيميائية على بلدة خان شيخون الثلاثاء الماضي، وأنه ليس في نيته قلب التوازن في الحرب الأهلية الدائرة هناك.

وأوضحت الصحيفة أن ما يواجه ترمب وقادته العسكريين الآن هو وجود قوات روسية في ساحات القتال وأنظمة دفاع جوي روسية قادرة على إسقاط الطائرات الأميركية.

 

ومما يزيد الطين بلة أن القوات الروسية امتزجت مع قوات النظام السوري، وهو ما قد يؤدي إلى سقوط ضحايا عسكريين روس في حال توجيه ضربة لأي هدف عسكري سوري.

 

وحذر الجنرال المتقاعد جون ألن، الذي نسق الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا إبان إدارة الرئيس باراك أوباما، من أن يكون لمثل هذه الضربات العسكرية “تأثير حاسم” على الحرب ضد الإرهاب.

 

وقال أندرو إكسوم -وهو مسؤول عسكري سابق في إدارة أوباما- إن السوريين والروس قد يُفسدون الحرب على الإرهاب في حال توجيه ضربة ضد نظام الأسد، إذ سيكون لديهم من الذرائع للبدء بإطلاق نيران أنظمة دفاعاتهم الجوية على طائرات التحالف الدولي.

وإذا ما أُسقطت طائرات أميركية أو اضطرت للرد على الرادارات السورية والروسية، فإن الولايات المتحدة قد تنجر إلى مستنقع الحرب الأهلية “الفوضوية” في سوريا، بحسب واشنطن بوست.

 

وركزت صحيفة يو إس توداي من جانبها على الرد المتوقع من سوريا على القصف الأميركي لقاعدتها الجوية. فقد ذكرت أن ترمب يراهن كما يبدو على أن سوريا لن تنتقم من واشنطن، وأن روسيا وإيران -حلفاء الأسد الرئيسيين- سيمتنعون أيضا عن الرد.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن نظام الأسد سيصمد على الأرجح في وجه هذه الضربات، وأن الرئيس السوري سيترقب بصبر الوقت المناسب للرد بأمل أن ترمب سرعان ما سيصرف انتباهه نحو أزمة أخرى في مكان آخر من العالم.

 

وبحسب الصحيفة نفسها، فإن الضربة المحدودة تنبئ بمدى المأزق الذي يواجهه ترمب مثل ذلك الذي تعرض له سلفه أوباما. فالأول كما الثاني كلاهما طالب الأسد بالتنحي “لكن ليس ثمة ما يشي بأن رجل سوريا القوي سينصاع لذلك طوعا”.

 

أما مجلة نيوزويك فقد رأت أن قصف القاعدة الجوية السورية أمس الخميس ينطوي على مخاطر أكثر بكثير مما لو كانت حدثت في عهد أوباما نظرا لوجود قوات ومعدات عسكرية روسية في سوريا، بما في ذلك وحدات حديثة مضادة للطائرات.

 

ومع أن موسكو لا تعلن عن عدد قواتها المتمركزة الآن في سوريا، فإن المحللين يقدرونها بنحو عشرة آلاف جندي بما فيها قوات خاصة بعضها مدمج مع مقاتلين من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.

 

وبالنسبة لترمب، فإن أي عمل عسكري جديد يحمل في طياته مخاطر جمة تماما مثل ضربة الخميس. وتعكف وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) حاليا على دراسة إمكانية فرض منطقة حظر جوي للحؤول دون شن النظام السوري غارات جوية على قوات المعارضة المسلحة.

 

لكن مجلة نيوزويك عادت لتقول إن مناطق الحظر الجوي لها مخاطرها هي الأخرى إذ يتعين حمايتها من الجو، مشيرة إلى أن ثمة احتمالا وحيدا هو أن تقام منطقة من هذا النوع قرب الحدود العراقية جنوبي شرقي سوريا، أي بعيدا عن الأماكن التي تنشط فيها القوات الروسية والإيرانية وبجوار المناطق التي تنطلق منها الطائرات الأميركية لضرب أهداف تابعة لتنظيم الدولة.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

أميركا تنفذ ضربة عسكرية على قاعدة جوية سورية

واشنطن، أنقرة، بيروت، طوكيو، نواكشوط، بكين ـ رويترز

شنت الولايات المتحدة أمس (الخميس) عشرات الضربات الصاروخية على قاعدة جوية تسيطر عليها قوات النظام السوري في حمص رداً على الهجوم الكيماوي الذي وقع الثلثاء في منطقة تسيطر عليها المعارضة ما أغضب روسيا التي قررت تعليق العمل باتفاق للسلامة الجوية مع الولايات المتحدة.

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه أمر بضربة عسكرية على قاعدة جوية في سورية انطلق منها هجوم كيماوي هذا الأسبوع، موضحاً أنه «يجب أن لا يكون هناك شك في أن سورية استخدمت أسلحة كيماوية محظورة وأخلت بالتزاماتها بموجب اتفاق الأسلحة الكيماوية وتجاهلت دعوة مجلس الأمن». وتابع «من مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة منع وردع انتشار واستخدام الأسلحة الكيماوية المميتة».

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الجيش الأميركي أطلق 59 صاروخاً من طراز «توماهوك» من مدمرتين تابعتين للبحرية الأميركية في البحر المتوسط فأصابت أهداف عدة منها المدرج وطائرات ومحطات وقود في قاعدة جوية.

وأضاف الكابتن جيف ديفيز للصحافيين «استهدفت هذه الصواريخ طائرات ومرآب طائرات ومناطق لتخزين الوقود والإمدادت اللوجيستية ومخازن للذخيرة وأنظمة دفاع جوي وأجهزة رادار»، موضحاً أن الجيش الأميركي أجرى حوارات عدة مع القوات الروسية قبل الضربة مستخدماً خط اتصال أنشئ في وقت سابق لمنع حدوث اشتباك من طريق الخطأ في سورية خلال المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)».

ودانت روسيا الضربات الأميركية على القاعدة، معتبرة أنها شكلت انتهاكاً للقانون الدولي وأضرت بشدة بالعلاقات بين واشنطن وموسكو. وقالت الخارجية الروسية في بيان إن روسيا ستعلق العمل باتفاق للسلامة الجوية مع الولايات المتحدة في الأجواء السورية، وأنها تريد عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة الضربات الصاروخية والتي وصفتها بالخطوة «الطائشة».

وقال الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ديمتري بيسكوف إن بوتين «يعتبر التحرك الأميركي عدواناً على دولة ذات سيادة بذريعة مختلقة ومحاولة لصرف انتباه العالم عن أعداد القتلى المدنيين في العراق». وتابع «روسيا لا تعتقد أن سورية تملك أسلحة كيماوية… التحرك الأميركي سيشكل حتماً عقبة حقيقية أمام تشكيل تحالف دولي لمحاربة الإرهاب» وهي فكرة روج لها بوتين مراراً.

لكن لجنة الشؤون الدولية في مجلس النواب الروسي قالت إن من غير المرجح أن تؤدي الهجمات الصاروخية التي شنتها الولايات المتحدة على قاعدة جوية سورية إلى إلغاء زيارة يعتزم وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون القيام بها إلى موسكو الأسبوع المقبل.

ونددت طهران أيضاً بالهجوم الأميركي، وصرح الناطق باسم وزير خارجيتها بأن بلاده «تدين بقوة أي ضربات أُحادية الجانب من هذا النوع»، موضحاً أن مثل هذه الإجراءات ستقوي شوكة الإرهابيين… وستعقد الوضع في سورية والمنطقة».

وأيَّدت تركيا واليابان وأسترليا وإيطاليا وبولندا وإسرائيل الضربات الجوية، بينما «تفهمت» ألمانيا الرد الأميركي. وقال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل إن بلاه تتفهم الضربات على القاعدة الجوية «خصوصاً بعدما كان مجلس الأمن عاجزاً تماماً عن الرد على الاستخدام الهمجي للأسلحة الكيماوية ضد الأبرياء».

وأكدت كل من فرنسا وبريطانيا أن واشنطن أبلغتهما مسبقاً عن الضربات الصاروخية، فيما أعربت الصين عن قلقها، داعيةً الجهات المعنية إلى الالتزام بالتسويات السياسية.

من جهته، شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة فرض منطقة لحظر الطيران وإقامة مناطق آمنة في سورية على وجه السرعة، واصفاً الضربات الصاروخية بأنها رد إيجابي على «جرائم حرب». ودعا مسؤول كبير في المعارضة السورية إلى شن ضربات جوية دولية على كل القواعد الجوية السورية.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن سفارة موسكو في دمشق قولها إنه ليس لديها أي معلومات حتى الآن عن إصابة جنود روس نتيجة الضربات، فيما ذكرت «الوكالة العربية السورية للأنباء» (سانا) أن تسعة مدنيين بينهم أربعة أطفال قتلوا في الهجوم في قرى قرب القاعدة الجوية. وأضافت أن سبعة آخرين أصيبوا وأن أضراراً بالغة لحقت بمنازل في المنطقة.

من جهته، قال وزير الإعلام السوري رامز ترجمان إن الضربة كانت محدودة وإنه لا يتوقع تصعيداً عسكرياً، فيما أعلنت قناة «الميادين» أن قيادة الجيش السوري أخلت القاعدة الجوية من غالبية الطائرات قبل القصف الصاروخي.

وكان مسؤول أميركي فضل عدم الكشف عن اسمه قال إن الخيارات التي يمكن لترامب اتخاذها قد تشمل منع الطائرات التي تستخدمها قوات الرئيس السوري بشار الأسد من الطيران أو استخدام صواريخ «كروز» ما يسمح للولايات المتحدة بضرب أهداف من دون نشر طائرات مأهولة فوق سورية. وتابع إن وزير الدفاع جيمس ماتيس ومستشار الأمن القومي للبيت الأبيض إتش.آر مكماستر أجريا محادثات موسعة في هذا الشأن.

 

تركيا تعتقل طياراً سورياً تحطمت طائرته على أراضيها

أنقرة ـ رويترز

قالت وسائل إعلام تركية رسمية اليوم (الجمعة) إن السلطات اعتقلت رسمياً طياراً في سلاح الجو السوري تحطمت طائرته في تركيا الشهر الماضي بتهمة التجسس وانتهاك أمن الحدود.

وكان الطيار السوري محمد صوفان (56 عاماً) هبط بمظلته في الأراضي التركية قبل تحطم طائرته في الرابع من آذار (مارس) الماضي. وقال صوفان للسلطات التركية إن طائرته أسقطت وهي في طريقها لقصف مناطق ريفية على مقربة من محافظة إدلب في شمال سورية.

ويأتي قرار الاعتقال بعد ساعات من ضربات أميركية صاروخية على قاعدة جوية سورية.

 

الأردن: الهجوم الصاروخي الأمريكي على سوريا “رد فعل ضروري ومناسب

عمان – الأناضول – وصف الأردن، الجمعة، الهجوم الصاروخي الأمريكي على قاعدة الشعيرات الجوية التابعة لنظام بشار الأسد، بأنه “رد فعل ضروري ومناسب على استمرار استهداف المدنيين بأسلحة الدمار الشامل وارتكاب جرائم ضد الانسانية”.

 

جاء ذلك في بيان صادر عن وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، حسب الوكالة الرسمية “بترا”.

 

وجدّد الأردن، رفضه وإدانته لاستخدام أسلحة الدمار الشامل، وضمنها الهجوم بالسلاح الكيميائي الذي استهدف المدنيين في بلدة “خان شيخون” بمحافظة إدلب السورية، وراح ضحيته عشرات المدنيين الأبرياء.

 

وأضاف “هذا الفعل لا إنساني وشنيع، الأمر الذي أثار ردود فعل دولية واسعة النطاق، كان آخرها الضربة العسكرية الأمريكية للقاعدة العسكرية السورية التي انطلقت منها تلك الأسلحة الكيميائية”.

 

وأكد المومني، أن “بلاده تجدد دعمها لجهود منظمة حظر الأسلحة الكيميائية؛ للتأكد من عدم تكرار استخدام مثل هذه الأسلحة التي أعلن سابقاً عن أن سوريا قد تخلصت منها تماماً”.

 

واعتبر أن “التطورات الخطيرة تؤكد مرة أخرى الحاجة الماسة والضرورية لتكاتف المجتمع الدولي من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية ودعم الجهود لإنجاح مفاوضات جنيف للوصول لحل سياسي، وكذلك دعم مشاورات أستانة”.

 

وشدد المومني، على أنه “من شأن نجاح هذه المفاوضات وقف الأعمال اللاإنسانية التي ترتكب بحق الشعب السوري والتوصل إلى حل سياسي يجنبه (الشعب) ويلات الحرب والدمار”.

 

وقبيل البيان الحكومي، وفي تغريدة على موقع “تويتر”، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي: “الهجوم الصاروخي الأمريكي في سوريا رد ضروري ومناسب على استهداف النظام السوري للأبرياء”.

وشدّد الصفدي، على أنه “لا بد من وقف القتال وإيجاد حل سياسي يقبله السوريون”.

 

ونفذت واشنطن صباح اليوم، هجوماً بصواريخ عابرة من طراز توماهوك، استهدف قاعدة الشعيرات التابعة لنظام الأسد بريف حمص، وذلك رداً على قصف الأخير “خان شيخون” في إدلب بالأسلحة الكيميائية.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جيف ديفيس، إن “قوات الدفاع نفّذت هجوماً باستخدام صواريخ توماهوك للهجمات البرية، انطلقت من المدمرتين يو اس اس بورتر ويو اس اس روس، شرق البحر المتوسط”.

 

وأوضح المتحدث، أن “59 صاروخاً استهدفت طائرات وملاجئ الطائرات ومستودعات للوقود والدعم اللوجستي ومستودعات الذخائر ونظم الدفاع الجوي وأجهزة الرادار”.

 

والثلاثاء الماضي، قتل أكثر من 100 مدني، وأصيب أكثر من 500 غالبيتهم من الأطفال باختناق، في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنته طائرات النظام، على “خان شيخون” بريف إدلب، وسط إدانات دولية واسعة.

 

وكالة: قاعدتان روسيتان في سوريا محميتان بأنظمة دفاع صاروخية

موسكو – رويترز – نسبت وكالة الإعلام الروسية إلى عضو في البرلمان قوله الجمعة، إن القاعدة الجوية الروسية في محافظة اللاذقية السورية والمنشأة البحرية في طرطوس محميتان بنظامي إس-300 و إس-400 للدفاع الجوي الصاروخي.

 

وقال فيكتور أوزيروف رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي، وهو المجلس الأعلى للبرلمان إن “نظامي إس-300 و إس-400… يضمنان بشكل كاف أمن قواتنا المسلحة على الأرض وكذلك عن طريق البحر والجو.”

 

الكرملين: الولايات المتحدة أبلغتنا قبيل قصف القاعدة السورية

موسكو – الأناضول – أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن الولايات المتحدة أبلغت روسيا باعتزامها ضرب أهداف تابعة للنظام السوري، قبيل قصف قاعدة الشعيرات الجوية.

 

جاء ذلك في تصريح لتلفزيون “روسيا-24″، حيث أكد ازدياد خطر التصادم المباشر مع الولايات المتحدة في سوريا بشكل كبير، عقب تعليق اتفاق سلامة الطيران فوق سوريا، المبرمة بين البلدين.

 

كما ذكر بيسكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين، سيترأس اجتماعا مع أعضاء مجلس الأمن الروسي، الجمعة لبحث آخر التطورات، على خلفية القصف الصاروخي الأمريكي للقاعدة الجوية السورية.

 

وهاجمت الولايات المتحدة بصواريخ توما هوك، صباح الجمعة، قاعدة الشعيرات الجوية بمحافظة حمص، مستهدفة طائرات سورية ومحطات تزويد الوقود ومدرجات المطار، في رد أمريكي على قصف نظام بشار الأسد خان شيخون بإدلب بالأسلحة الكيميائية.

 

دعوات لفتح ممرات آمنة لخروج المدنيين من مدينة الطبقة السورية

عبد الرزاق النبهان

الحسكة ـ «القدس العربي»: دعا مجلس محافظة الرقة التابع للمعارضة السورية، الأمم المتحدة والتحالف الدولي إلى فتح ممرات آمنة للمدنيين المحاصرين في مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي شمالي شرقي سوريا، وذلك بسبب ما يشهده محيط المدينة من معارك عنيفة بين ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية المكونة أساساً من وحدات الحماية الكردية وتنظيم الدولة.

وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية صباح امس الخميس على قرية الصفصافة مدعومة بغطاء جوي وفرته طائرات التحالف الدولي الداعم لها، الأمر الذي أدى إلى حصار مدينة الطبقة التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة» بالكامل من جهاتها الأربع.

وقال نائب رئيس مجلس محافظة الرقة محمد حجازي «ان المدنيين في مدينة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة يعانون منذ عشرين يوماً أوضاعاً معيشية صعبة جداً في ظل فقدان الماء والكهرباء والغذاء، حيث تشهد المدينة وضعاً كارثياً بسبب الحصار الذي تفرضه قوات سوريا الديمقراطية على المدينة من كافة الجهات، لافتاً إلى وصولهم مناشدات كثيرة من الأهالي من أجل فتح ممرات إنسانية لخروجهم من المدنية».

وأضاف في حديثه لـ»القدس العربي» ان «مدينة الطبقة المحاصرة يقطنها حالياً قرابة 40 الف نسمة، ولا يوجد اي ممر أو طريق سري للهروب، مشيراً إلى أن إحدى العائلات حاولت قبل أيام الخروج إلا أنها تعرضت لإطلاق نار من قبل قناصة «قسد»، بالإضافة إلى الخوف من كثرة الألغام التي زرعها تنظيم «الدولة»، حيث يعيش المدنيين الآن بين سندان التنظيم ومطرقة «قسد»، وسط مخاوف من استعمال المدنيين المحاصرين كدروع بشرية من قبل التنظيم أو التغيير الديموغرافي الذي تمارسه الوحدات الكردية في المنطقة».

وأكد حجازي أن «التحالف الدولي استهدف الأربعاء قرية الصفصافة ومواقع أخرى على الطريق بين الطبقة والرقة بالفسفور الابيض والقنابل العنقودية، مما تسبب في دمار بالمباني السكنية، لافتاً إلى أن أكثر من مئتي قتيل وعشرات الجرحى من المدنيين كانوا حصيلة ضحايا قصف طيران التحالف الدولي خلال الأسابيع الماضية على قرى المنصورة وقرطبة والمناطق الواقعة بين مدينتي الطبقة والرقة».

ودعا حجازي الأمم المتحدة والتحالف الدولي والممكة العريية السعودية إلى «فتح ممرات آمنة للمدنيين وعدم قصف البنى التحتية بعدما ما قامت مقاتلات التحالف الأربعاء بقصف منطقة الصفاصفة قرب مدينة الطبقة بالفسفور الأبيض».

ويقول الناشط السياسي بشير هويدي انه «يمكن القول إن قوات سوريا الديمقراطية قد فرضت خطتها على معركة الطبقة بعد فرض حصارها على المدينة من جهاتها الأربع على حساب تنظيم «الدولة»، حيث يستوجب عليها الآن فتح ممرات آمنة للمدنيين للخروج من الطبقة، كطريقة لتفادي وقوع المزيد من الضحايا وتدمير البنية التحتية في المدينة».

وأضاف هويدي حديثه لـ»القدس العربي» أن «حصار مدينة الطبقة الذي اكتمل منذ يوم الأربعاء يهدد حياة عشرات الآلاف المدنيين وينذر بكارثة إنسانية وشيكة على غرار المناطق التي دخلتها «قوات سوريا الديمقراطية» مدعومة بطيران التحالف الدولي الذي تسبب بقتل مئات المدنيين خلال الأسابيع الماضية».

يشار إلى أن «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري تحاول عزل مناطق سيطرة تنظيم الدولة في ريف الرقة قبل البدء في معركة السيطرة على مدينة الرقة معقل التنظيم في سوريا، بدعم بري وجوي من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، فيما تشن هذه القوات منذ تشرين الثاني/ نوفمبر عملية «غضب الفرات» للسيطرة على الرقة.

 

المعارضة تستعيد زمام المبادرة في معارك درعا… و«حزب الله» يتغلغل على الحدود السورية الأردنية

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: أعلنت فصائل المعارضة المسلحة التي تشن هجوماً على مواقع النظام في بلدة المنشية بمدينة درعا، انتزاعها السيطرة على 45 كتلة من الأبنية السكنية، في مواجهات مع قوات النظام، ضمن معركة أطلقوا عليها اسم «الموت ولا المذلة»، تمكنوا خلالها من قتل عدد من العناصر التابعة لميليشيا حزب الله اللبناني، وأسر عدد من قوات النظام، رداً على عدم التزامها والميليشيات الطائفية التي تساندها، بهدنة وقف إطلاق النار، ومحاولاتهم المتكررة للسيطرة على معبر درعا القديم مع الأردن، فضلاً عن القصف على مناطق متفرقة من درعا.

وبثت غرفة عمليات «البنيان المرصوص» شريطاً مصوراً للجندي الأسير لديها ابراهيم مروان مصعب من ريف دمشق، حيث أكد الأسير خلال الشريط مشاركة «حزب الله» اللبناني في معارك درعا الحدودية مع الأردن، ومقتل مجموعة منهم على خلفية قصف مواقعهم بخرطوم متفجر، مشيراً إلى أنه سقط العديد من القتلى في صفوف قوات النظام خلال المواجهات التي دارت بين الجانبين، وأفضت إلى أسره.

وفي المقابل أكد الناشط السوري عبد الحي الأحمد من درعا لـ «القدس العربي» خلال اتصال هاتفي خاص معه «تمركز وانتشار كبير لحزب الله اللبناني في محافظة درعا جنوبي سوريا، وخاصة ضمن المنطقة الواقعة على الحدود السورية الأردنية، ضمن مسافات لا تبعد عن الحدود الأردنية سوى مئات قليلة من الأمتار».

واستطرد الناشط، ان «حزب الله اللبناني يتمركز ويتغلغل في محافظة درعا وخاصة على امتداد الحدود السورية الأردنية، وأن العناصر التي تم أسرهم مؤخراً خلال معركة «الموت ولا المذلة» التي أطلقها الجيش السوري الحر كشفت عن تواجد مئات العناصر من الحزب يقاتلون إلى جانب قوات النظام السوري في حي المنشية بدرعا البلد».

إضافة لوجود مقر للحزب في ملعب «البانوراما» كما تتركز مجموعات حزب الله اللبناني أيضا في مدينة خربة «غزالة وفي محيط مدينة داعل» كما يتواجد لهم مقرات عدة دائمة في مدينة ازرع.

 

توسيع مساحة النفوذ

 

وزاد الأحمد، «ما تشير إليه الوقائع الملموسة على الأرض تؤكد وجود جهود إيرانية لبنانية كبيرة لتوسعة مساحة الانتشار على طول الشريط الحدودي السوري الأردني، الأردنية وذلك بهدف وضع موطئ قدم لهم على مشارف المملكة الأردنية بغية تشكيل ورقة ضغط مستقبلية على الجار الأردني الذي يعي ذلك ويرفض اي تواجد لهم على حدوده».

وقال الناشط المعارض «إيران تسعى لتكوين ارضية ثابتة في الجنوب السوري عبر ميليشياتها العراقية والافغانية وحزب الله والهدف المستقبلي من ذلك هو تأسيس قاعدة شبيهة بجنوب لبنان تشكل ورقة ضغط دولية لها، ومتنفس في حال تزايد أي ضغوط دولية على النظام الحاكم في الإيران».

 

تعارض السياسة الروسية الإيرانية

 

ورأى ان «هناك تعارضاً واضحاً بين السياسة الروسية والإيرانية، خاصة مع وجود حالة مميزة في العلاقات التي تربط روسيا مع إسرائيل، لذلك نجد الطائرات الإسرائيلية تقصف باستمرار مواقع إيران وحزب الله في الجنوب السوري».

ووصل الخلاف إلى قيام طائرة روسية منتصف ليل الاربعاء بقصف مواقع للنظام ولحزب الله في محيط بلدة ابطع وداخل مدينتي ازرع وخربة غزالة، وأرجع المصدر سبب ذلك إلى عدم خضوع إيران ونظام الاسد لطلب روسي بسحب قواتهم من حي المنشية على الحدود السورية الأردنية.

 

نعسان آغا: قصف الشعيرات حمل رسائل للنظام وروسيا وإيران

محمد أمين

قال المتحدّث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات، التابعة للمعارضة السورية، رياض نعسان آغا، إن الهدف من ضربة مطار الشعيرات، فجر اليوم الجمعة، هو “إبلاغ النظام أنه لا يملك تفويضًا بقتل كامل الشعب السوري، والاستمرار في تحدي البشرية”.

 

واعتبر نعسان آغا، في أول رد فعل من الهيئة على الضربة الأميركية، أن الضربة “هدفت كذلك إلى إبلاغ النظام أن عليه ألا يستمر في الاستهتار بالحل السياسي، وأن الحسم العسكري الذي يعلنه، ويمضي فيه بدعم ايراني وروسي، هو استفزاز للعالم كله”.

 

وأعرب نعسان آغا، في حديث مع “العربي الجديد”، عن اعتقاده بأن ما وصفها بـ”الضربة الإنذارية” ستجعل روسيا “تدرك أيضًا أنها ليست مطلقة الصلاحية بتدمير ما تبقى من سورية، وأن على إيران أن تعيد النظر في مشروعها التوسعي، وأن تدرك أن تغييرًا كبيرًا حدث في أميركا مع رحيل باراك أوباما، الذي سلم الملف السوري لروسيا لتتفرد به، وأعطى إيران ضوءًا أخضر للتوسع والسيطرة الكاملة على العراق ولبنان وسورية، وسمح لها أن تمتد إلى اليمن”.

 

وأكد المتحدث أن الهيئة العليا للمفاوضات “بذلت جهودًا ضخمة ومضنية لإقناع النظام بالحل السياسي”، مضيفًا: “قبلنا بالقرار الدولي الذي صاغته موسكو مضطرين كي نحقن الدم السوري، لكن النظام المتجبر المتكبر الذي استهان بالشعب بعد أن شرّد نصفه، وقتل واعتقل وأعاق الملايين، ازداد عجرفة إلى درجة استخدام الأسلحة المحرمة دوليًّا مرات عديدة بعد مجزرة الغوطة الشهيرة، متحديًا العالم كله، وتوجّه لقتل المزيد من الأطفال”.

 

وأشار نعسان آغا إلى أنه “كان لا بد للولايات المتحدة أن تثبت مصداقية أخلاقية بعد ست سنوات من التردد، ومن الضعف الذي اعترف به وزير الخارجية الأميركي السابق، جون كيري، في آخر لقاء لنا به في باريس”، مختتمًا بالقول: “الضربة هي فركة أذن لديكتاتور مستبد ومجرم ظن أن لن يقدر عليه أحد”.

 

وكانت مدمّرتان أميركيتان، تتمركزان في البحر المتوسط، قد استهدفتا قاعدة الشعيرات الجويّة في ريف حمص، بـ59 صاروخًا من طراز “توماهوك”، بعد أيام قليلة من مجزرة خان شيخون، التي استخدم فيها النظام السوري أسلحة كيماويّة راح ضحيّتها أكثر من مئة قتيل.

 

ضربات أميركية بعشرات الصواريخ تستهدف قاعدة الشعيرات في سورية

عبد الرحمن خضر

استهدفت الولايات المتحدة الأميركية، فجر اليوم الجمعة، بعشرات الصواريخ بعيدة المدى انطلقت من مدمرتين أميركيتين شرق البحر المتوسط، قاعدة الشعيرات (طياس) العسكرية، جنوب شرق مدينة حمص، وسط سورية، ما أحدث انفجارات، سمعت في أرجاء المنطقة.

وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” إنّ “دوياً لعشرات الصواريخ، سُمع في محيط قاعدة الشعيرات، بريف حمص الشرقي، إضافة إلى مشاهدة ألسنة اللهب في المنطقة”.

وبحسب المصادر فإنّه “من الصعب تحديد الأضرار بسبب تحصين المنطقة من قبل قوات النظام”، وأشارت إلى “وجود قوات روسية وأجنبية داخل المطار”.

بدوره، أعلن التلفزيون السوري أنّ “عدواناً أميركياً استهدف أهدافاً عسكرية سورية بعدد من الصواريخ”، ولم يتعرّض لذكر الأضرار أو تفاصيل أخرى.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد أعلنت عن استهداف قاعدة جوية سورية، شرق حمص بأكثر من 50 صاروخاً، من طراز “توماهوك”، من بوارجها في البحر الأبيض المتوسط.

وكان “العربي الجديد” قد تحدّث في تقرير سابق عن انطلاق المقاتلة، التي قصفت خان شيخون في إدلب، من قاعدة الشعيرات، التي تحوي أسراباً من طائرات سوخوي، روسية الصنع.

ونشرت وزارة الدفاع الأميركية مقطعا مصوراً يظهر عملية إطلاق الصواريخ من المدمرة “يو إس إس بورتر” نحو قاعدة الشعيرات فجر الجمعة.

إلى ذلك، أعلن النظام السوري، مقتل ستة من عناصره، وإصابة آخرين، إضافة إلى دمار في مطار الشعيرات، نتيجة الضربة.

وذكر “جيش النظام” في بيان أنّ “6 عسكريين قتلوا، وأُصيب آخرون بالضربات الأميركية التي استهدفت إحدى قواعده الجوية، في المنطقة الوسطى بعدّة صواريخ”.

وأوضح البيان أنّ “القصف أدّى إلى حدوث أضرار مادية كبيرة”، (لم يحدّدها)، فيما قالت مصادر محليّة لـ”العربي الجديد”، إنّ “قاعدة الشعيرات خرجت عن الخدمة، نظراً للأضرار الكبيرة التي لحقت به”.

وأكد أن “ردّ النظام على (الاعتداء) هو المزيد من التصميم على مواصلة واجبه الوطني في الدفاع عن الشعب السوري وسحق الإرهاب أينما وجد، وإعادة الأمن والأمان إلى كافة أراضي الجمهورية العربية السورية”.

 

تأييد أميركي واسع لضربات ترامب الصاروخية في سورية

بدر الراشد

تتوالى في واشنطن منذ البارحة ردود الفعل المؤيدة للضربات المحدودة التي نفذتها القوات الأميركية على قاعدة الشعيرات العسكرية في سورية. وفي الوقت الذي يحظى فيه الرئيس دونالد ترامب بأقل تأييد شعبي بين الأميركيين، يبدو أن هناك قدرا هائلا من التأييد للخطوة الأميركية في سورية، من الحزبين الجمهوري والديمقراطي على حد سواء.

ووصلت شعبية ترامب خلال الأسبوع الماضي إلى معدلات متدنية تاريخية، اقتربت من 34% فقط من الأميركيين. وبحسب الإيكونومست، فإن 32% من الأميركيين يعتقدون أن بلادهم تسير في الطريق الصحيح.

وفي استطلاع لوكالة “رويترز” وصلت النسبة إلى 34%، وهي معدلات متدنية مقارنة بمعدلات الشعبية التي حظي بها رؤساء أميركيون سابقون في أسابيعهم الأولى، بسبب ما يرونه تخبطا في سياسات البيت الأبيض.

إلا أن الضربات الصاروخية الأميركية المفاجئة لسورية، والتي جاءت بعد تغير الموقف الأميركي من نظام الأسد بعد استخدامه للسلاح الكيمياوي في خان شيخون هذا الأسبوع، يدفع باتجاه تغير هام في صورة إدارة ترامب لدى الأميركيين، خاصة مع التصريحات الإيجابية المؤيدة لترامب من سياسيين جمهوريين وديمقراطيين، خاصة ممن انتقدوا ترامب بشكل متكرر.

وأشاد عضوا مجلس الشيوخ الجمهوريان، جون ماكين وليندزي غراهام، بـ”احترافية الجيش الأميركي الذي نفذ الضربات في سورية”، في بيان مشترك يوم أمس.

وأكد البيان أن الضربات الأميركية “ترسل رسالة هامة مفادها أن الولايات المتحدة لن تصمت أمام قتل الأسد، المدعوم من بوتين روسيا، للسوريين الأبرياء بالسلاح الكيماوي والبراميل المتفجرة”.

وأكد بيان غراهام – ماكين أنه على عكس الإدارة الأميركية، فإن الرئيس ترامب “واجه لحظة محورية في سورية، وبادر بالفعل، لذا يستحق دعم الأميركيين”.

وطالب البيان باتخاذ خطوات أوسع، تشمل شل قدرات الأسد الجوية، ودعم المعارضة السورية، ودعم إقامة مناطق آمنة في سورية.

من جهته، دعم زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، خطوة ترامب العسكرية في سورية. مضيفا “يجب أن يعرف الأسد أنه سيدفع ثمن الفظائع التي يرتكبها”.

إلا أن شومر لمّح إلى ضرورة استشارة الكونغرس قبل الاستمرار في ضربات من هذا النوع. يقول شومر “ما يجب على إدارة ترامب الآن، هو صياغة استراتيجية (حيال سورية) واستشارة الكونغرس حيالها قبل تنفيذها”.

ووصفت زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، نانسي بيلوسي، الضربات العسكرية على سورية بأنها “رد مناسب على نظام استخدم السلاح الكيماوي”، إلا أنها أكدت أهمية استشارة الكونغرس مستقبلا “حتى لا تذهب الولايات المتحدة إلى حرب أخرى بلا نهاية في الشرق الأوسط”.

أما المرشحة الديمقراطية الخاسرة في الانتخابات، هيلاري كلينتون، والتي كانت تدعو لفرض مناطق آمنة في سورية، فقد دعت الولايات المتحدة لشن هجوم على سورية قبل ساعات من بدء الضربات الأميركية على قاعدة الشعيرات، جنوب شرق حمص.

وقالت كلينتون، يوم أمس: “قوات الأسد الجوية تتسبب بمعظم الخسائر في صفوف المدنيين كما نرى منذ سنوات، وكما رأينا خلال الأيام القليلة الماضية”.

وتضيف “أنا أعتقد أنه علينا منع الأسد من استخدام قواته الجوية في شن هجمات على المدنيين الأبرياء واستخدام غاز السارين ضدهم”.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد اتهم هيلاري بمحاولة “إشعال حرب مع روسيا” في تعليقه على دعواتها “إقامة مناطق آمنة في سورية” أثناء الحملات الرئاسية الأميركية العام الماضي.

 

المفاجأة الأميركية في سورية: ترامب يتجاوز أوباما بخطوة

واشنطن ــ أحمد الأمين

صدم التحول السريع في موقف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تجاه الحرب السورية الإعلام الأميركي، الذي لم يستوعب تحوّل ترامب من متهم بالتغاضي عن جرائم رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى صاحب القرار السريع برد عسكري أميركي على استخدام قوات النظام السوري أسلحة كيميائية ضد المدنيين السوريين في خان شيخون.

قرار قد يكون الخطوة الحقيقية الأولى في طريق الإطاحة بنظام بشار الأسد، وقد انتظر العالم سنوات، دون جدوى، من أجل أن يتخذه الرئيس السابق، باراك أوباما، بعدما تجاوز الأسد الخطوط الأميركية الحمراء.

لقد فعل ترامب بالقضية السورية خلال أيام ما فشل أوباما في فعله طوال سنوات إقامته في البيت الأبيض. لذا اختارت وسائل الإعلام الأميركية المعادية للعهد الترامبي البحث عن ثغرة ما بالضربة العسكرية الأميركية للأسد، يمكن استخدامها في معركة تصفية الحسابات الداخلية مع سيد البيت الأبيض.

ما توقف عنده الإعلام الأميركي أيضًا هو توقيت ترامب في إعلان الضربة ضد نظام الأسد في سورية مع اجتماعه مع الرئيس الصيني، المخصص أصلًا لبحث الأزمة مع بيونغ يانغ والبرنامج النووي لكوريا الشمالية.

وتردد في واشنطن أن الرئيس الأميركي أبلغ نظيره الصيني شخصيًّا عن الضربات الأميركية في سورية خلال محادثاتهما في فلوريدا قبل الإعلان رسميًّا عنها. ورأى البعض في ذلك رسالة مباشرة إلى كوريا الشمالية، وربما لبكين، بأن الولايات المتحدة أيضًا جاهزة للحرب مع من لا يريد عقد الصفقات والتسويات السياسية.

وبحسب مزاعم ترامب، فإن سبب تحول الموقف من المسألة السورية يعود إلى صور الأطفال الذين قتلوا أو أصيبوا بالغازات السامة التي أطلقتها طائرات نظام الأسد في بلدة خان شيخون، فكانت الرسالة الأميركية الأولية تدمير القاعدة الجوية التي انطلقت منها الطائرات.

وفي قراءة أخرى، فإن التغير الدراماتيكي في السياسات الخارجية الأميركية يعود إلى تغيير جوهري في استراتيجية إدارة ترامب على صعيد السياسة الخارجية. والكلام هنا يتعلق بمعادلة علاقة واشنطن مع كل من موسكو وبكين.

أحد أوجه تفسير ذلك هو أن العقيدة السياسية الترامبية كانت تقوم على التقرب من موسكو والتحالف معها ضد الصين. ربما كان للمستشار الاستراتيجي في البيت الأبيض، ومنظر اليمين الأميركي المتطرف، ستيف بانون، باع طويل في إقناع ترامب بتلك العقيدة. لكن دفء الاستقبال الذي لاقاه الرئيس الصيني في منتجع ترامب في فلوريدا، واستبعاد بانون عن مجلس الأمن القومي، تفهم منهما رغبة أميركية في إصلاح العلاقة مع الصين، ما يقوي أوراق واشنطن بمواجهة موسكو.

ولعل العقيدة السياسية الأميركية الجديدة اختارت إفهام الروس أيضًا أنها لا تزال تملك المبادرة العسكرية في سورية والعراق واليمن وفي كافة زوايا الشرق الأوسط، وأن تزامن إعلانها عن التدخل العسكري في سورية مع القمة الأميركية الصينية ليس من قبيل الصدف، وأن على روسيا أن تضع حدًّا لمطامحها، وتفهم أن بحوزة الولايات المتحدة أوراق قوة استراتيجية ليس من السهل الوقوف في وجهها.

ولم يغب عن الإعلام الأميركي تسليط الضوء أيضًا على البعد الإيراني في تداعيات الضربة، واحتمالات رد فعل طهران وحزب الله على ضرب واشنطن لحليفهما في دمشق. هي أيضًا رسالة تحذير أميركية لطهران من مغبة المضي قدمًا في دعم نظام الأسد، والرهان على أي دور له في مستقبل سورية.

ورغم انتقادات وسائل الإعلام، وملاحظات بعض أعضاء الكونغرس حول ما اعتبروه تجاهلًا لصلاحيات الكونغرس، واتخاذ الرئيس قرارًا بالحرب دون الحصول على موافقة مسبقة من الكونغرس؛ إلا أن جرأة القرار، وسرعة اتخاذه، لاقتا قبولًا كبيرًا في أوساط الرأي العام الأميركي الذي تعب من تقاعس إدارة أوباما عن اتخاذ القرارات.

ومن أبرز المؤيدين للعملية العسكرية في سورية، رئيس مجلس النواب، بول رايان، الذي طالب بمعاقبة بشار الأسد على الجرائم التي ارتكبها ضد الشعب السوري، كما أشاد بقرار الرئيس أبرزُ الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ، مثل جون ماكين، تيد كروز، ماركو روبيو، لندسي غراهام، الذي طالب بالاستمرار في العملية العسكرية الأميركية بتصعيدها وتوسيعها بهدف الإطاحة بنظام بشار الأسد.

العربي الجديد

 

ترامب: الأسد قتل الأبرياء والضربة العسكرية “انتصار للعدالة

واشنطن ــ أحمد الأمين

قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الجمعة، إن “الضربة العسكرية التي وجهتها الولايات المتحدة الأميركية هي انتصار للعدالة”، مؤكداً أنه “أمر بتوجيه ضربة عسكرية للقاعدة الجوية التي انطلق منها الهجوم الكيميائي على خان شيخون قبل يومين”.

 

وأكد ترامب أن “الضربة العسكرية تصب في مصحلة الأمن القومي الأميركي”، كما دعا الرئيس الأميركي “كل الأمم المتحضرة” إلى العمل من أجل إنهاء سفك الدماء في سورية، وذلك بعيد إصداره أمراً بتوجيه ضربة عسكرية استهدفت، فجر الجمعة، قاعدة الشعيرات الجوية العسكرية سورية.

 

وقال ترامب إن “الديكتارتور السوري بشار الأسد شن هجوماً رهيباً بأسلحة كيميائية ضد مدنيين أبرياء مستخدما عامل أعصاب ساماً مميتاً”، مشدداً على أن الولايات المتحدة هي “مرادف للعدالة”.

 

وكان الرئيس الأميركي قد أعلن عن شن ضربة عسكرية في سورية بعد أقل من ساعة من اجتماعه مع الرئيس الصيني، اكسيانغ جينغ، في فلوريدا، وترددت أنباء أنه أبلغ الرئيس الصيني بها، فيما توقف البعض عند دلالات التوقيت وما إذا كانت الضربة لسورية رسالة من إدارة ترامب لكوريا الشمالية، وربما للصين، مفادها أن “الولايات المتحدة في كامل جهوزيتها للدخول في مواجهة عسكرية محتملة في شبه الجزيرة الكورية”.

 

وقال ترامب في خطاب الإعلان عن الضربة العسكرية “أعطيت الليلة الأمر بشن ضربة عسكرية، على القاعدة العسكرية التي استخدمت في الهجوم الكيميائي”. وقالت مصادر البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي أراد إبلاغ رسالة قوية لنظام بشار الأسد تحذره فيها من مغبة استخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه.

 

من جهته أكد وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيليرسون، أن “واشنطن لم تطلب إذنا من موسكو لتنفيذ هجمات عسكرية في سورية”، مشيرا إلى أن “الولايات المتحدة ستعمل عبر مفاوضات جنيف من أجل الإطاحة ببشار الأسد”. وأضاف “”الضربة على سورية دليل على أن ترامب يتحرك عندما تقوم دول بتجاوز الخط”.

 

وفيما حاول مناوئو الرئيس الأميركي في وسائل الإعلام الأميركية طرح علامات استفهام، والتشكيك بدوافع الخطوة الأميركية العسكرية المفاجئة، موجهين انتقادات لترامب لعدم حصوله على موافقة مسبقة من الكونغرس، أشاد الأعضاء الجمهوريون في الكونغرس بالعملية العسكرية الأميركية في سورية، ودعا بيان مشترك للسناتورين جون ماكين ولندسي غراهام إلى استكمال العملية إلى حين الإطاحة بالأسد.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الكابتن جيف ديفيز، إن “الجيش الأميركي أخطر القوات الروسية مسبقا بضرباته على قاعدة جوية سورية، ولم يقصف الأجزاء من القاعدة التي يعتقد أن للروس وجودا فيها”.

 

وأضاف ديفيز في تصريحات للصحافيين عن العملية أن “الجيش الأميركي أجرى عدة حوارات مع القوات الروسية، يوم الخميس، قبل الضربة، مستخدما خط اتصال أنشئ في وقت سابق لمنع حدوث اشتباك بطريق الخطأ في سورية، خلال المعركة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)”.

 

من جانبه، رحب الائتلاف السوري المعارض بالضربة الأميركية التي استهدفت قاعدة الشعيرات العسكرية في وسط سورية، داعيا إلى استمرارها.

 

وقال رئيس الـدائـرة الإعلامية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد رمضان لوكالة فرانس برس “الائتلاف السوري يرحب بالضربة ويدعو واشنطن لتقويض قدرات الأسد في شن الغارات”.

 

وأضاف رمضان “ما نأمله استمرار الضربات لمنع النظام من استخدام طائراته في شن أي غارات جديدة، أو العودة لاستخدام أسلحة محرمة دولية (…) أن تكون هذه الضربة بداية”.

 

وشنّ الجيش الأميركي بأمر من الرئيس دونالد ترامب ضربة صاروخية استهدفت قاعدة الشعيرات العسكرية في محافظة حمص، وقال مسؤول في البيت الأبيض إن “59 صاروخا موجها من طراز توماهوك، استهدفت مطار الشعيرات العسكري المرتبط ببرنامج الأسلحة الكيميائية السوري، والمتصل مباشرة بالأحداث الرهيبة التي حصلت صباح الثلاثاء في خان شيخون”.

 

هكذا تفاعلت الأسواق العالمية مع الضربة الأميركية في سورية

قفزت أسعار النفط اليوم الجمعة إلى 55.60 دولاراً للبرميل بعدما أطلقت الولايات المتحدة الأميركية العشرات من صواريخ كروز على قاعدة جوية في سورية.

وكذا، ارتفع الذهب إلى أعلى مستوى له في خمسة أشهر إلى 1264.70 دولاراً للأوقية مع إقبال المستثمرين على شراء المعدن النفيس بحثاً عن ملاذ آمن بعد الضربة الأميركية في سورية.

وقال وليم ميدلكوب مؤسس صندوق كومودتي ديسكفري “هناك خطر بأن يؤدي الصراع السوري إلى مواجهة أوسع قد تدخل فيها إيران وروسيا والولايات المتحدة، وبالتالي يمكن أن يكون لها تداعيات أكثر خطوة بوجه عام”. وأضاف “هذا يفسر السبب وراء تحرك الذهب بسرعة كبيرة بعد إعلان الخبر”.

في المقابل، تراجع الدولار أمام الين اليوم، وفقد الدولار مكاسبه التي حققها في وقت سابق وانخفض 0.3% إلى 110.46 ين.

وكذلك، ارتفع مؤشر نيكي القياسي في بداية التعامل في بورصة طوكيو للأوراق المالية. وزاد نيكي 0.63% إلى 18714.98 نقطة كما ارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.74% إلى 1491.14 نقطة.

 

كما هبطت الليرة التركية نحو 1% أمام الدولار تأثراً بالضربة الأميركية. وبلغت العملة التركية 3.7375 ليرات للدولار بعدما لامست مستوى 3.7500 ليرات في التعاملات المبكرة.

 

وانخفض الروبل الروسي نحو 1% إلى 56.93 روبل للدولار متأثراً بتعليقات لوزير الاقتصاد ماكسيم أورشكين، أشار فيها إلى أن العملة قد تهبط كثيراً في وقت لاحق هذا العام إلى جانب تصاعد التوترات الجيوسياسية.

وتعيش السوق النفطية حالة ترقب، مع اقتراب موعد اجتماع الدول المصدرة للنفط في فيينا منتصف الشهر الحالي، والاتجاه نحو تمديد خفض الإنتاج إلى ما بعد حزيران/ يونيو المقبل. وذلك بعد الاتفاق في نهاية العام الماضي، بين منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، و11 دولة نفطية من خارجها على خفض إجمالي الإنتاج النفطي بنحو 1.8 مليون برميل يومياً خلال النصف الأول من 2017.

وكانت أسعار النفط  حققت ارتفاعاً ملحوظاً منذ يومين، إذ صعد النفط إلى أعلى مستوى في نحو شهر، الأربعاء الماضي، مع وجود إشارات على انخفاض تدريجي في مخزونات النفط العالمية، إلى جانب المخاوف بشأن انقطاع الإمداد في أحد حقول بحر الشمال في المملكة المتحدة.

 

الضربة الأميركية: بدء تحجيم نفوذ إيران وحزب الله/ منير الربيع

الجميع كان في انتظار ما سيفعله دونالد ترامب في سياسته الخارجية، وتحديداً في سوريا، رغم أن المراهن الوحيد عليها كان النظام السوري. إذ اعتبر بشار الأسد أن ترامب لن يوجه ضربة له، خصوصاً بعد مواقف أميركية أكدت أن مصير الأسد يقرره الشعب السوري، بينما تريد واشنطن محاربة الإرهاب. وهذا ما فهم الأسد أنه ضوء أخضر لإطلاق يده مجدداً في سوريا. لكن ما فعله الرئيس الأميركي كان مغايراً، فأكد عملياً أنه مختلف عن سلفه، باراك أوباما، وأنه الرئيس الذي يفعل ولا يتكلم فحسب.

حتى الآن، لا تزال الضربة الأميركية في سوريا محدودة. ولم تخرج عن سياق التنسيق مع روسيا، التي أعلمت قبل إطلاق صواريخ توماهوك في اتجاه القاعدة الجوية السورية، التي انطلقت منها الطائرة التي قصفت خان شيخون بالكيماوي. وهذا يشبه إلى حد بعيد التنسيق الجوي الروسي الإسرائيلي عند قصف مواقع حزب الله وشحنات أسلحته، مع فارق وحيد أن واشنطن استهدفت نظام الأسد، فيما بدا الروس مرتبكين، واكتفوا بإعلان تعليق التنسيق الجوي، والدعوة إلى جلسة طارئة لمجلس الأمن لمناقشة الضربة الأميركية.

تحمل هذه الضربة أكثر من هدف. فهي ستفرض على أي طرف يريد تنفيذ أي ضربة عسكرية أو تحرك عسكري في سوريا، أن يفكر مليّاً قبل أن يخطي أي خطوة. ما قد يؤدي إلى تجميد العمليات العسكرية نوعاً ما، خوفاً من أي ردة فعل أميركية، وتقدّم الحل السياسي بشكل أو آخر. وسيؤدي إلى عودة أميركا بقوة إلى الساحة السورية، واستعادة دورها كعنصر مقرّر في التسوية المقبلة، على قاعدة التفاهم مع الروس. بمعنى أن سوريا أصبحت بين موسكو وواشنطن، وليس بين طهران وموسكو.

أحد أبرز الأهداف الأميركية هو تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا، بعد مواقف عدة أطلقها ترامب في هذا المجال. وهذا ما بدأ بالتدخل الأميركي في الرقة، إذ إن الأميركيين يعتبرون أن الإيرانيين يريدون الربط جغرافياً بين سوريا والعراق عبر الرقة والموصل. وهو المشروع الأساسي لإيران لحماية خط الإمداد المباشر لنفوذها في البلدين، ومع حزب الله. بالتالي، فإن استخدام الكيماوي جاء كذريعة لتنفيذ الضربة، وإيصال رسالة أميركية إلى الإيرانيين أن طهران ليست هي من يقرر في تلك المنطقة، خصوصاً أن هذه الضربة تتزامن مع تعزيز الدعم الأميركي للأكراد في الرقة، وتنفيذ إنزال فيها.

وقد تكون هذه الضربة مقدّمة لإعادة البحث الجدي في إقامة مناطق آمنة في سوريا. وإذا ما عاد التنسيق والتفاهم بين موسكو وواشنطن، فسيكون بالتأكيد على حساب طهران وحلفائها في سوريا، خصوصاً أن المنطقة التي جرى استهدافها، وبمعزل عن إنطلاق طائرات الكيماوي منها، تمثّل العمق الإستراتيجي للنفوذ الإيراني في سوريا.

ربما تصل موسكو وواشنطن إلى تفاهم بعد هذه الضربة. لكن هذا التفاهم بالنسبة إلى الأميركيين، لن يشمل إيران وحلفائها في سوريا، لأن واشنطن وإسرائيل تعتبران أن المواقع الإيرانية والمواقع التابعة لحزب الله، هي أهداف مشروعة بالنسبة إليها. بالتالي، إذا أوقفت واشنطن الضربات ضد مواقع النظام السوري، فهذا لا يعني أن الضربات ضد مواقع حزب الله ستتوقف. وإذا طلبت موسكو من واشنطن وقف هذه الضربات، فإن الأخيرة ستطلب من الأولى المساعدة في تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا. وهذا الاستهداف العسكري سيتزامن مع الاستهداف المالي لحزب الله عبر الاجراءات التي ستتخذها واشنطن ضده، خصوصاً أن استهداف حزب الله في هذه المرحلة، لا يشكل عامل إنقسام دولي، كما يشكّله استهداف النظام السوري.

المدن

 

إنزال لـ”التحالف الدولي” غربي ديرالزور

نفذت قوات “التحالف الدولي”، الخميس، عملية إنزال جوي في منطقة حمة التبني ومبنى الإذاعة، غربي محافظة ديرالزور. وبدأت عملية الإنزال، في تمام الساعة 11 ظهراً، بالتوقيت المحلي، واستمرت لنصف ساعة تقريباً. وشاركت في العملية قوات خاصة محمولة في مروحيتين، ترافقهما طائرة حربية لتأمين الحوامات وفرق الإنزال. واستهدفت العملية سيارة من نوع جيب، تقل عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” ما تسبب في مقتلهم جميعاً.

 

وأكد شهود عيان لـ”المدن”، أن السيارة كانت تقل أربعة قياديين من تنظيم “الدولة”، كانوا في طريقهم من محافظة الرقة إلى محافظة ديرالزور، من دون معرفة هوياتهم، بسبب فرض التنظيم طوقاً أمنياً حول مكان الحادثة.

 

وبعد انتهاء عملية الإنزال، شوهدت المروحيات وهي تنسحب نحو الجهة الشمالية من محافظة ديرالزور، باتجاه مناطق سيطرة “قوات سوريا الديموقراطية”.

 

مراسل “المدن” محمد حسان، قال إن التنظيم فرض منذ بدء العملية حتى اللحظة طوقاً أمنياً، حول مكان الحادثة، كما قام باستنفار عناصره في بلدة التبني ومدينة معدان، ونشر عدداً كبيراً من الآليات المزودة بمضادات الطيران.

وكانت “قوات سوريا الديموقراطية” قد أعلنت الخميس، عن سيطرتها على قرية الصفصافة شرقي مدينة الطبقة، وأن عملية تمشيط القرية من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، ما زالت جارية. وبسيطرتها على الصفصافة، أحكمت “قسد” حصارها الكامل لمدينة الطبقة، شرقي مدينة الرقة.

 

وكانت وكالة “أعماق” التابعة لـ”داعش”، كانت قد أعلنت الخميس مقتل 16 عنصراً من “قسد”، إثر هجوم انتحاري، قرب مزرعة الصفصافة.

 

الضربة الأميركية تجنبت إصابة الروس في المطار

نقلت وكالات روسية عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اعتقاده بأن قصف الصواريخ على قاعدة جوية سورية ينتهك القانون الدولي وله عواقب جدية تؤذي العلاقات الروسية-الأميركية، و”يخلق عقبات جدية” لتشكيل تحالف دولي لمحاربة الإرهاب بفاعلية.

 

واعتبر الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن تصرف الولايات المتحدة يمثّل “عدواناً على دولة ذات سيادة”، وهو في هذا السياق محاولة تضليلية لحرف انتباه العالم عن موت المدنيين في العراق. وأضاف بيسكوف: “الجيش السوري لا يملك مخزونات من السلاح الكيماوي”، والخطوة الأميركية “لا تقربنا من الهدف النهائي في محاربة الإرهاب الدولي”. وقالت محطة الإذاعة الرسمية الروسية: “هذا قد يكون حادثاً يغير مسار التاريخ”. وقالت “لجنة الدفاع الروسية”: “قد تُبطل موسكو التعاون العسكري مع الولايات المتحدة في سوريا”.

 

وقال مسؤولون أميركيون إنهم أطلعوا القوات الروسية قبيل الهجوم الصاروخي الأميركي، واتخذوا اجراءات لتجنّب ضرب الجنود الروس في مطار الشعيرات، وإن غارات لم تنفذ على مقاطع من القاعدة الجوية حيث تتموضع فيها قوات روسية. ولكن المسؤولين الأميركيين قالوا إن الإدارة لم تسعَ خلف موافقة روسية على الضربة. في حين قالت وزارة الدفاع البريطانية، إن “المملكة المتحدة لم تُسأل للمشاركة (في العملية الأميركية) في سوريا”، وأعربت الحكومة البريطانية عن دعمها الكامل للغارات الأميركية.

 

وأطلقت صواريخ توماهوك الأميركية من السفينتين “USS Porter” و”USS Ross” المتموضعتين في البحر المتوسط جنوب شرقي جزيرة قبرص، مستهدفة مواقع متعددة في مطار الشعيرات الذي استخدم لتخزين الأسلحة الكيماوية. وقال الناطق باسم البنتاغون جيف ديفيز: “المؤشرات الأولية هي أن الضربة أضرّت بشكل كبير أو دمّرت طائرات وبنى تحتية داعمة ومعدات في حقل الشعيرات الجوي، وقللت قدرة الحكومة السورية على نقل الأسلحة الكيماوية.

 

وقتل على الأقل أربعة جنود سوريين، بينهم العميد شرف خليل ابراهيم، في الهجوم، الذي دمّر القاعدة بالكامل، على الأغلب. ويعتقد بسقوط قتلى من قوات أجنبية حليفة للنظام “إيرانية” بعدما استهدف القصف القسم الشرقي من المطار، في حين بقيت بعض المدرجات في مواقع آخرى منه سليمة. ونقل عن أحد ضباط النظام قوله: “في شهداء مو قليل، وبيناتهم ضباط عاملين وضباط مجندين، وما حدا كان بالملاجئ. الصواريخ بالمخازن عم تتفجر وتطلع شظاياها لبرا ومستودعات الكيروسين ولعانة”. وقال أحد المواطنين من بلدة الشعيرات بالقرب من المطار، نقلاً عن قريب له ضابط في المطار: “كل الطائرات دمرت، والمطار خرج عن الخدمة”.

 

وقال وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون: “نشعر بأن الضربة كانت متناسبة” مع الهجوم الكيماوي، وهذا “يشير بوضوح إلى أن الرئيس ينوي اعتماد سلوك حاسم عندما يتطلب الأمر”، وأضاف: “لن أحاول استقراء ذلك بأنه تغيير في سياستنا أو موقعنا المرتبط بنشاطاتنا العسكرية اليوم في سوريا. ليس هناك تغيير في هذا الموقع”.

 

وقال مسؤول أميركي لوكالة “رويترز”: “المسألة كانت في نفض الغبار عنها (خطط عسكرية سبق أن أعدها البنتاغون) وتكييفها مع الهدف الحالي والتوقيت”. وقال مسؤول أميركي مشارك في التخطيط للغارات: “السؤال يبقى متعلقاً بما إذا كان الروس سيردّون بأي طريقة لها معنى”، وإذا ما فعلوا “فإنهم سيتورطون أكثر في أفعال النظام السوري”.

 

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إن الولايات المتحدة أبلغت الجيش الإسرائيلي بالهجوم العسكري على مطار الشعيرات في سوريا، التابع لقوات النظام، كدليل على “قوة العلاقات وعمق الاتصالات بين البلدين”. مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال: “بالقول والفعل معاً، الرئيس ترامب أرسل رسالة قوية وواضحة اليوم بأن استخدام وانتشار الأسلحة الكيماوية لن يتم التسامح معه”.

 

وكالة أنباء الطلبة الإيرانية قالت إن إيران تدين الضربة الأميركية، واعتبرت أن “هذا الفعل من طرف واحد خطير ومدمر وينتهك مبادئ القانون الدولي”. في حين قالت الحكومة التركية إن الهجوم على القاعدة العسكرية كان “إيجابياً ومهماً”. وأعرب المملكة السعودية عن دعمها الكامل للقصف الجوي الأميركي.

 

وتتواجد في مطار الشعيرات حوامات روسية من طراز: “Mi-35M” و”Mi-24P” و”Mi-17″ بالإضافة إلى طيران حربي من طراز سوخوي. ومن مطار الشعيرات خرجت المقاتلة “قدس-1” التي قصفت بلدة خان شيخون بصواريخ محملة بغاز السارين. ويعتقد، بحسب المخابرات الأميركية، أن الطائرة وحمولتها خرجت بموافقة القوات الروسية المشرفة فعلياً على المطار.

 

وتسبب الهجوم الكيماوي على بلدة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي بمقتل أكثر من 80 مدنياً، بينهم أطفال ونساء. واستهدف القصف بحسب صور الأقمار الصناعية طريقاً اسفلتياً ضمن البلدة، بما يكذّب الرواية الروسية عن استهداف مصنع لانتاج الكيماويات.

 

صواريخ توماهوك الاميركية دمّرت مطار الشعيرات

اختار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على ما يبدو، تنفيذ هجمات على أهداف محددة، من قوات ومنشآت النظام السوري. وقال ترامب: “الليلة أمرت بضرب القاعدة الجوية التي انطلقت منها الهجمة الكيماوية‎ على خان شيخون السورية”، إذ “ليس هنالك شك في استخدام النظام السوري اسلحة كيماوية محظورة”، وأكد أن “الضربات العسكرية على سوريا كانت لحماية الامن القومي الأميركي”، بعد أن “فشلت جميع المحاولات لتغيير سلوك الأسد”، وأضاف “ادعو العالم المتحضر للانضمام إلى الولايات المتحدة لإنهاء المجازر في سوريا”.

 

وقصفت الولايات المتحدة ب59 صاروخ “توماهوك” أهدافاً في مطار الشعيرات في ريف حمص الشمالي. وقال مسؤول أميركي إن مدمرتين أميركيتين أطلقتا من شرق البحر المتوسط أكثر من خمسين صاروخاً على قاعدة جوية سورية، تشمل مدرجاً وطائرات ومحطات للوقود، ردا على هجوم بالغاز السام على مدينة خان شيخون في ريف إدلب.

 

وقال مسؤول دفاعي أميركي إن الضربة الأميركية الصاروخية في سوريا، الجمعة، “منفردة”، ما يعني أنه من المتوقع أن تكون ضربة واحدة، وألا تكون هناك خطط حالية للتصعيد.

 

وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن أميركا أبلغت القوات الروسية بالضربة الصاروخية على قاعدة الشعيرات بسوريا.

 

وقال مسؤول إعلامي في الائتلاف السوري المعارض الجمعة إن الائتلاف يرحب بالضربة الأميركية ويتمنى استمرارها لوقف الضربات الجوية للنظام، و”استخدام الأسلحة المحظورة دولياً”.

 

وقال محافظ حمص طلال البرازي، إنه لا يعتقد أن الضربة الصاروخية الأميركية على قاعدة الشعيرات قرب مدينة حمص، تسببت في “أضرار بشرية كبيرة”، لكن هناك أضرارا مادية. في حين اعتبر التلفزيون السوري أن “عدوانا أميركياً استهدف قاعدة جوية سورية بعدد من الصواريخ”.

 

رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي فيكتور أوزيروف، قال الجمعة إن الضربات الأميركية على قاعدة جوية سورية قد تقوض جهود مكافحة الإرهاب. وأضاف أن روسيا ستدعو لاجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي. وتابع “يمكن النظر إلى هذا (الهجوم) على أنه عمل عدواني من قبل أميركا ضد دولة في الأمم المتحدة”.

 

ودعت بوليفيا مجلس الأمن الدولي لعقد مشاورات مغلقة، الجمعة، بشأن الضربات الصاروخية الأميركية على سوريا.

 

وكان مجلس الأمن الدولي قد أخفق في التصويت على أي من مشاريع القرارات الثلاثة التي طرحت على طاولته، فجر الجمعة، بشأن الهجمات الكيماوية في خان شيخون. وأظهرت جلسة المشاورات المغلقة التي تم إعلان فضها فجر الجمعة، وقبل 15 دقيقة فقط من شن واشنطن ضربات عسكرية على سوريا، انقساماً واضحاً بين موقفي روسيا من ناحية ومواقف كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا.

 

وكانت روسيا قد وزعت أمس على أعضاء مجلس الأمن مشروع قرار مضاد لمشروع القرار الأميركي البريطاني الفرنسي المشترك والذي رغبت الدول الثلاث في طرحه للتصويت في الجلسة لكن تهديدات المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة السفير فلاديمير سافرنكوف، باستخدام بلاده حق النقض حالت دون ذلك.

 

وخلال الجلسة تقدمت الدول العشر المنتخبة في مجلس الأمن: مصر وبوليفيا واثيوبيا وإيطاليا واليابان وكازاخستان والسنغال والسويد وأوكرانيا وأوروغواي، بمشروع قرار ثالث، كحل وسط بين مشروع القرار الروسي ومشروع القرار الأميركي البريطاني الفرنسي المشترك، بيد أن الخلافات الواضحة بين روسيا من جهة والدول الثلاث من جهة أخرى حالت دون التوصل إلى اتفاق بشأن مشروعات القرار الثلاث.

 

وعقب انتهاء جلسة المشاورات المغلقة قال السفير فلاديمير سافرنكوف، في تصريحات للصحافيين أمام قاعة مجلس الأمن “إن الدول التي تعتزم شن عدوان عسكري على سوريا سوف تقع عليها المسؤولية”.

 

درعا:المعارضة تتقدم في المنشية

أحمد الحوراني

أعلنت غرفة عمليات “البنيان المرصوص”، الخميس، سيطرتها على أكثر من 40 بناء في حي المنشية، في مدينة درعا، ضمن معركة “الموت ولا المذلة”، التي أطلقتها فصائل المعارضة قبل شهر تقريباً.

 

وجاء التقدم بعد معارك هي اﻷعنف، استمرت ليومين متتاليين، تمكنت خلالها فصائل المعارضة من تدمير دبابتين وعطب عربة شيلكا لقوات النظام. وأسفرت اﻹشتباكات عن مقتل 8 عناصر من مليشيا “حزب الله” اللبناني. وسيطرت المعارضة على مفارز “اﻷمن الجوي” و”السياسية” و”العسكري”. وكانت غرفة عمليات “البنيان المرصوص” قد أعلنت عن استهدافها كتلة “فايز اﻷديب” السكنية، بعد سيطرتها الكاملة على قطاعي الدادا والسنفور، اللذين كانت تسيطر على أجزاء منهما سابقاً. وتمكنت فصائل المعارضة من التقدم مسافة تزيد على 500 متر، قبل استهدافها بعربة مفخخة لكتلة “فايز اﻷديب” التي تتحصن فيها قوات النظام ومليشيا “حزب الله”، والتي يزيد عدد اﻷبنية فيها على 20 كتلة سكنية، ما مهد للسيطرة عليها.

 

تقدم المعارضة قابله قصف جوي وبري غير مسبوق من قبل الطيران الروسي وطيران النظام، وبلغت حصيلة الغارت الجوية، الخميس، أكثر من 45 غارة خلال النهار استهدفت أحياء درعا البلد، و5 غارات جوية مساءً استهدفت درعا البلد ومحيط منطقة غرز بالقرب من مدينة درعا.

 

وأوقعت الغارات قتلى في صفوف المدنيين، إذ قضى 5 أفراد من عائلة واحدة بينهم ثلاثة أطفال وسيدة حامل، بعد استهداف منزلهم بصاروخ فراغي. كما استهدفت قوات النظام أحياء درعا البلد المحررة بأكثر من 12 برميلاً متفجراً و13 صاروخ أرض-أرض من نوع “فيل”، مخلفة أضراراً بالغة في الممتلكات.

 

ولاحقت مليشيات النظام الأهالي النازحين من المعارك إلى السهول المحيطة بدرعا، وقصفتهم بصواريخ عنقودية بعيدة المدى، مصدرها “اللواء 43″ القريب من مدينة الصنمين و”اللواء 34” القريب من بلدة المسمية في اللجاة.

 

وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من استهداف طيران مجهول الهوية، لمواقع عسكرية يتمركز فيها عناصر من “حزب الله” في القطاع اﻷوسط من محافظة درعا. وشنّت مقاتلة حربية، قبيل منتصف ليل اﻷربعاء/الخميس، ثلاث غارات جوية استهدفت الكتيبة المهجورة شرقي مدينة داعل موقعة إصابات في صفوف المتواجدين داخلها، كما استهدفت الطائرة ذاتها بغارة جوية محيط فرع “اﻷمن العسكري” في مدينة ازرع، والذي يعتبر أحد أعتى الفروع اﻷمنية في درعا. وبحسب ناشطين، فإن طيران الاستطلاع اﻹسرائيلي، كان يحلق في المنطقة قرابة الساعة الثامنة من مساء الأربعاء، وهذا ما أكدته بعض مراصد المعارضة.

 

إلا أن رواية أخرى للاستهداف، رواها ناشطون من المنطقة، تفيد بأن الطيران الذي استهدف تلك النقاط هو روسي، فالغارات جاءت بعد 15 دقيقة من إقلاع طيران حربي روسي من قاعدة حميميم العسكرية في الساحل، وكانت وجهته إلى الجنوب السوري. كذلك فإن الطائرة المغيرة سلكت مسار الطيران الروسي المعتاد.

 

ورجح ناشطون أن تكون هذه الضربة روسية مقصودة لعناصر “حزب الله” الذين رفضوا اﻷوامر الروسية بالانسحاب من حي المنشية، الذي يشهد معارك هي اﻷعنف منذ شهر، خاصة وأن وسائل اﻹعلام التابعة للنظام والصفحات الموالية في وسائل التواصل اﻹجتماعي لم تأت على ذكر الغارات، على غير العادة، عندما يكون الاستهداف اسرائيلياً.

 

الغريب أن أجواء درعا كانت خالية من الطيران طيلة ليل الخميس/الجمعة، على عكس اﻷيام السابقة والتي كانت تشهد غارات مكثفة للطيران الحربي الروسي، الذي كان يستهدف غالباً أحياء درعا البلد، والقرى والبلدات القريبة من مدينة درعا، خاصة صيدا والمتاعية ومنطقة غرز. ويُرجح أن يكون غياب الطيران الروسي مرتبطاً بالغارات الأميركية على مطار الشعيرات في ريف حمص. وعاود الطيران الروسي وذلك التابع للنظام، غاراته الجوية على أحياء درعا البلد وجمرك نصيب، بعد صلاة الجمعة.

 

وبالتزامن مع هذه التطورات، ما زال تنظيم “الدولة الإسلامية” يُشكل قلقاً للمعارضة والمدنيين في جنوب غربي درعا، على حد سواء. وشهدت مناطق سيطرة التنظيم، تحركات غريبة، خلال اﻷيام الماضية، وقام عناصره بنقل بعض العتاد واﻵليات الثقيلة، من بلدتي تسيل وسحم الجولان، إلى قرية الشجرة وبلدات في عمق منطقة حوض اليرموك معقل التنظيم الرئيس.

 

ويُعتقد أن وجهة التنظيم هذه المرة هي بلدة حيط، التي تعاني من حصار التنظيم الذي يحاول جاهداً إحكام قبضته وبسط السيطرة عليها. والبلدة محاصرة باستثناء طريق وحيد شديد الوعورة يربطها بمناطق المعارضة. ويُحتمل أيضاً أن يكون تحرك التنظيم استباقياً، وسط خشيته على عتاده من اﻹستهدافات المتكررة من المعارضة براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة لنقاط تمركزه.

 

روسيا تعلق العمل بـ”سلامة الملاحة”..وتركيا تستعجل المناطق الآمنة

قالت وزارة الخارجية الروسية، الجمعة، إن روسيا تريد عقد اجتماع طارئ لـ”مجلس الأمن الدولي”، لمناقشة الضربات الصاروخية الأميركية في سوريا، والتي وصفتها بأنها خطوة “طائشة”. وقالت الوزارة في بيان لها، إن روسيا “ستعلق أيضاً العمل باتفاق للسلامة الجوية مع الولايات المتحدة في الأجواء السورية”. وأضافت: “هذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها الولايات المتحدة لمثل هذه الخطوة الطائشة التي لا تساهم إلا في تفاقم المشاكل القائمة وتهدد الأمن العالمي”. وزعمت الوزارة إنه “من الواضح أن الضربات الصاروخية الأميركية كان مخططاً لها قبل واقعة إدلب”.

 

وكانت روسيا والولايات المتحدة وقعتا في تشرين الأول/أكتوبر2015 بروتوكول اتفاق ينص على قواعد وقيود تهدف إلى منع وقوع حوادث بين طائرات البلدين في المجال الجوي السوري، وذلك بعد أسابيع من بدء التدخل الروسي دعماً لنظام الأسد.

 

وانخفضت قيمة الروبل الروسي نحو واحد في المئة، الجمعة، جراء الضربات الصاروخية على قاعدة الشعيرات. وأشار وزير الاقتصاد الروسي ماكسيم أورشكين، إلى أن قيمة العملة قد تهبط كثيراً في وقت لاحق هذا العام، إلى جانب تصاعد التوترات الجيوسياسية. كما هبطت الليرة التركية نحو واحد في المئة أمام الدولار، الجمعة.

 

ونقلت وكالة “الأناضول” التركية عن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، قوله إن “تدمير قاعدة الشعيرات الجوية يشكل خطوة هامة في عدم بقاء الهجمات الكيماوية للنظام السوري من دون رد”. ودعا إلى “إنشاء منطقة آمنة ومنطقة حظر جوي بأسرع وقت، من أجل تفادي مجازر مشابهة للمجزرة بالأسلحة الكيماوية التي شهدتها بلدة خان شيخون في إدلب”.

 

وأشار بيان عن الخارجية التركية إلى أن “تركيا بصفتها دولة تستضيف ثلاثة ملايين سوري، ستواصل تعاونها مع المجتمع الدولي من أجل الوقوف أمام النظام السوري وردعه عن استهداف شعبه، إلى جانب تمهيد الطريق للوصل إلى حل سياسي للأزمة”. وطالب وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، بإزاحة الأسد وتشكيل حكومة انتقالية.

 

وأعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل، في بيان مشترك، عن دعمهما للضربة الاميركية في سوريا، وحملا الرئيس السوري بشار الاسد “المسؤولية الكاملة عن هذا التطور. فلجؤوه المتواصل الى الاسلحة الكيماوية والى جرائم الابادة لا يمكن ان يظل دون عقاب”. وتابع البيان ان المانيا وفرنسا “ستواصلان جهودهما مع شركائهما في اطار الامم المتحدة من اجل معاقبة” استخدام النظام السوري لأسلحة كيماوية.

 

وأوضحت الرئاسة الفرنسية ان واشنطن أبلغت باريس وبرلين قبل “ساعة أو ساعتين” من تنفيذ الضربة. وقال وزير الخارجية الالماني سيغمار غابريال ان الضربة الاميركية على قاعدة عسكرية في سوريا “يمكن تفهمها”، داعيا الى حل سياسي برعاية الامم المتحدة.

 

وقال هولاند: “اليوم هناك من جديد أزمة حول الأسلحة الكيماوية، وبعد إبلاغنا، قرر الأميركيون ضرب عدد من المنشآت في سوريا”. وتابع: “أعتبر أن هذه العملية كانت رداً” من الولايات المتحدة، مضيفا “يجب الآن مواصلتها على المستوى الدولي في إطار الأمم المتحدة إذا أمكن، بحيث نتمكن من المضي حتى النهاية في العقوبات على (الرئيس السوري) بشار الأسد ومنع هذا النظام من استخدام الأسلحة الكيماوية مجددا وسحق شعبه”. وأضاف قبل اجتماع لمجلس الدفاع الفرنسي في الأليزيه: “هناك اليوم بسبب هذه المأساة، بسبب هذا الوضع، إمكانية أيضا لبدء مفاوضات والسماح بانتقال سياسي في سوريا”. وتابع “لذلك ستتخذ فرنسا مع شركائها ولا سيما الأوروبيين… المبادرة حتى نتمكن من تحريك عملية الانتقال السياسي في سوريا”.

 

وصعدت أسعار النفط في العقود الآجلة، أكثر من اثنين في المئة، إلى أعلى مستوى لها في شهر، بعد العملية الأميركية، لكن الأسهم قلصت مكاسبها لاحقاً في ظل عدم وجود أي أثر فوري على الإمدادات على ما يبدو. ورغم أن إنتاج سوريا من النفط محدود، إلا أن موقعها في الشرق الأوسط، والتحالفات مع منتجين كبار للخام، أثار مخاوف بشأن اتساع دائرة الصراع بما قد يعطل شحنات الخام. وأثرت الضربات أيضا على الأسواق العالمية، إذ قفزت أدوات الاستثمار الآمنة مثل الذهب، بينما هبطت أسواق الأسهم والدولار الأميركي.

 

ونقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية “تأييد المملكة العربية السعودية الكامل للعمليات العسكرية الأميركية على أهداف عسكرية في سوريا، والتي جاءت ردًا على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين الأبرياء”. وحمّل المصدر “النظام السوري مسؤولية تعرض سوريا لهذه العمليات العسكرية”، ونوّه بالقرار “الشجاع لفخامة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يمثل رداً على جرائم هذا النظام تجاه شعبه في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن إيقافه عند حده”.

 

وأعلنت البحرين ترحيبها بالضربة الاميركية التي رأت انها كانت “ضرورية لحقن دماء الشعب السوري ومنع انتشار او استخدام أي اسلحة محظورة ضد المدنيين”.

 

وقال التلفزيون الرسمي الروسي، الجمعة، إن الضربات الصاروخية الأميركية على قاعدة الشعيرات الجوية لقوات النظام في سوريا، دمرت تسع طائرات، لكنها تركت المدرج الرئيسي بلا أضرار نسبياً. وعرضت قناة “روسيا 24” صوراً من القاعدة بعد ضربها بصواريخ توماهوك، ولم يتضح إن كانت القناة تعرض لقطات للقاعدة بأكملها أم جزءاً منها.

 

وأوردت صفحات موالية للنظام في مواقع التواصل الاجتماعي، أسماء القتلى من قوات النظام: العميد خليل عيسى إبراهيم، الملازم أول فراس حمود، الملازم أول عيسى محمد علي، الملازم أول فراس بايكي، الملازم أول إبراهيم منصور، والمتطوع وائل عيسى ميهوب. ويشغل العميد إبراهيم منصب قائد الكتيبة الثانية في “اللواء 136/دفاع جوي” في مطار الشعيرات.

 

وتعد قاعدة “الشعيرات” الموقع الرئيس الذي انطلقت منه مقاتلات النظام وحواماته، لتنفيذ معظم غاراتها على مناطق المعارضة في مدينة حمص وريفها. وبحسب جريدة “عنب بلدي” لم يشهد المطار أي هجوم أو تهديد من قبل فصائل المعارضة. ويحتوي المطار على 40 حظيرة إسمنتية، ويتضمن عدداً من طائرات “ميغ 23″ و”ميغ 25” و”سوخوي 25″، ولديه مدرجان أساسيان، وكتائب دفاع جوية لتحصينه ضد الهجمات. وكانت تقارير قد أشارت إلى نية روسيا تجهيز مطار الشعيرات، ليصبح قاعدة روسية ثانية في سوريا بعد مطار حميميم في ريف اللاذقية.

 

ووصف بيان من “القيادة العامة للقوات المسلحة” السورية، الهجوم بأنه “عدوان سافر” قائلاً إنه جعل “الولايات المتحدة الأميركية شريكة لـ”داعش” و”النصرة” وغيرهما من التنظيمات “الإرهابية”. وأعلنت قوات النظام أن الهجوم الصاروخي الأميركي أسفر عن مقتل ستة أشخاص، وسبب أضراراً بالغة، وأضافت أنها سترد بمواصلة حملتها لـ”سحق الإرهاب” و”وإعادة الأمن والأمان إلى كافة أراضي الجمهورية العربية السورية”.

 

وقال مسؤول بارز في “التحالف العسكري الداعم للرئيس السوري بشار الأسد”، بحسب تعبير وكالة “رويترز”، إن الهجوم الصاروخي “سيزيد التوتر في المنطقة لكن من غير المتوقع أن يؤدي إلى تصعيد عسكري”. وأضاف: “حالياً لا اعتقد أننا ذاهبون إلى حرب كبيرة في المنطقة”. واستبعد المسؤول “أن يصعد الروس باتجاه الاحتكاك العسكري مع الأميركيين”.

 

رئيس أركان الجيش الحر، العميد الركن أحمد بري، قال: إن الضربة الأميركية لقاعدة الشعيرات الجوية غير كافية، وأوضح أن النظام يملك مواقع لتصنيع مواد سامة في جبل تقسيس في ريف حماة الجنوبي، ومعامل الدفاع في منطقة السفيرة جنوب شرقي حلب، بحسب جريدة “عنب بلدي”.

 

خان شيخون في إعلام الكرملين: الغرب يفتري على الأسد!

خلت التغطية الرسمية من صور الضحايا المروعة

تصدّر هجوم الغاز السام في سوريا، نشرات الأخبار في محطات التلفزيون الغربية، مع صور للضحايا من الأطفال والبالغين وهم ينازعون لالتقاط أنفاسهم، لكنه في روسيا مرّ بسرعة، وحل في الترتيب العاشر بين 17 خبراً في إحدى نشرات الأخبار في التلفزيون الرسمي، من دون أن تعرض أي لقطات للضحايا.

 

وبينما أجمعت الحكومات الغربية على توجيه أصابع الاتهام في الهجوم إلى قوات النظام السوري، فقد كان للنشرة الإخبارية المسائية (فريميا) في التلفزيون الروسي الرسمي، رأي آخر بأن “الإرهابيين والدول الغربية” يحاولون على نحو خاطئ إلقاء اللوم على دمشق، حسبما نقلت وكالة “رويترز”.

 

ونقلت “فريميا”،  التي ورثت اسمها من برنامج إخباري مسائي إبان الحقبة السوفييتية، عن متحدث باسم وزارة الدفاع قوله “أن ما حدث بالفعل هو أن طائرات لسلاح الجو السوري قصفت مصنعاً للقنابل تابعاً للإرهابيين كانت فيه أسلحة كيماوية جرى شراؤها من العراق”، وهي رواية رفضتها الدول الغربية ووصفتها بأنها مستحيلة.

 

وخلا تقرير “فريميا” تقريباً من أي سوريين مدنيين. وعرض بايجاز صورة لامرأة واحدة بدت مصابة في يديها من هجوم آخر بأسلحة كيماوية، زعمت روسيا أن معارضين نفذوه. ولم تقل المرأة شيئاً ولم يظهر عليها أي انفعال.

 

ويبرز هذا الاختلاف الصارخ بين منحى الاختلاق الذي تناولت به وسائل الإعلام الروسية، الهجوم في سوريا، وبين وسائل الإعلام في أنحاء العالم، مدى التباعد بين الكرملين والغرب بشأن سوريا، كما يوضح أيضاً استمرار الدعم الرسمي الروسي القوي لرئيس النظام بشار الأسد.

 

وتعليقاً على الموضوع، قال أليكسي كوفاليف، مؤسس موقع “نودل ريموفر” الروسي المتخصص في التحليل الإعلامي، والمشهور بانتقاداته المتكررة للكرملين: “سيقول التلفزيون الروسي الرسمي أي شيء يبرئ ساحة الأسد ويلقي اللوم على الغرب”، مضيفاً أنه مهما فعل الأسد، فلن يواجه لوماً روسي أبداً.

 

الضربة الأميركية في سوريا ‘إشارة’ إلى الروس والإيرانيين

باريس- اعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت الجمعة أن الضربة الصاروخية الأميركية في سوريا هي “إشارة” يجب أن تجعل الروس والإيرانيين يدركون أنه لم يعد بوسعهم دعم نظام بشار الأسد.

 

وقال آيرولت متحدثا لإذاعة “فرانس إنفو” إن “ثمة هنا إشارة تم توجيهها، يجب الآن أن يدرك الروس والإيرانيون أن دعم نظام بشار الأسد مثلما يفعلون حتى حدود الفظاعة أمر غير منطقي، ولا معنى له”.

 

وردا على الضربة الصاروخية الأميركية، أعلنت وزارة الخارجية الروسية الجمعة عن تجميد العمل بمذكرة الاتفاق مع الولايات المتحدة لتفادي الحوادث وتوفير أمن تحليق الطيران خلال العمليات في سورية، بحسب وكالة سبوتنيك الروسية.

 

وطالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة بتفسير للضربة الصاروخية، قائلا “الضربات الأميركية تذكرني بهجوم الغرب على العراق في 2003 دون موافقة الأمم المتحدة”.

 

ونقلت وكالات أنباء روسية الجمعة عن الكرملين قوله إن الرئيس فلاديمير بوتين يعتقد أن الضربات الصاروخية الأميركية على قاعدة جوية سورية انتهكت القانون الدولي وأضرت بشدة بالعلاقات بين واشنطن وموسكو.

 

ونسبت الوكالات إلى ديمتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين قوله إن الرئيس الروسي، وهو حليف وثيق للرئيس السوري بشار الأسد، “يرى الضربات الأميركية على سوريا عدوانا على دولة ذات سيادة في انتهاك لمعايير القانون الدولي واستنادا إلى ذريعة مختلقة.”

 

وقال بيسكوف إن الضربات محاولة لصرف انتباه العالم عن أعداد القتلى المدنيين في العراق. وتابع “الخطوة التي اتخذتها واشنطن ستلحق ضررا بالغا بالعلاقات الأميركية الروسية”.

 

وحملت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة الرئيس السوري بشار الأسد “المسؤولية الكاملة” عن الضربة الصاروخية الأميركية على قاعدة عسكرية لنظامه ردا على “هجوم كيميائي” يتهمه الغرب بتنفيذه.

 

وجاء في بيان مشترك لميركل وهولاند “دمرت ضربات أميركية هذا الليل منشأة عسكرية للنظام السوري استخدمت لتنفيذ عمليات قصف كيميائي” مؤكدا أن “الأسد يتحمل المسؤولية كاملة عن هذا التطور”.

 

وصرح وزير الخارجية الالماني سيغمار غابريال ان الضربة الاميركية على قاعدة عسكرية للنظام السوري، ردا على هجوم كيميائي، “يمكن تفهمها”، داعيا الى حل سياسي برعاية الامم المتحدة.

 

وقال غابريال في بيان “بالكاد كان يمكننا احتمال رؤية مجلس الامن الدولي عاجزا عن التحرك بشكل واضح امام الاستخدام الوحشي لأسلحة كيميائية. لذلك يمكن تفهم رد الولايات المتحدة بمهاجمة البنى العسكرية لنظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي ارتكب جريمة الحرب هذه”.

 

وأضاف “لكن من الضروري جدا التوصل الى جهود سلام مشتركة برعاية الامم المتحدة”. وندد بعجز مجلس الامن عن تبني قرار بعد “الهجوم الكيميائي” الذي يشتبه الغرب بأن دمشق تقف وراءه وأوقع 86 قتيلا بينهم 30 طفلا في شمال غرب سوريا الثلاثاء.

 

ووجه الجيش الاميركي بأمر من الرئيس دونالد ترامب فجر الجمعة ضربة صاروخية استهدفت قاعدة جوية للنظام السوري، وذلك ردا على “هجوم كيميائي” اتهمت واشنطن النظام السوري بتنفيذه على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب الثلاثاء.

 

ونفت دمشق تنفيذ هجوم كيميائي، فيما أفادت حليفتها روسيا أن الطيران الحربي السوري قصف في خان شيخون “مستودعا ارهابيا” يحتوي “مواد سامة”.

 

تصعيد أميركي ضد الأسد في حرب تثبيت المواقع مع روسيا

واشنطن – لا تعكس التصريحات القوية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد الرئيس السوري بشار الأسد، بعد الهجوم الكيماوي الثلاثاء على منطقة شمال غرب سوريا، حقيقة استراتيجية الإدارة الجديدة في البيت الأبيض التي تصنف الحرب على الإرهاب أولوية قصوى، وضرورة التنسيق مع روسيا للقضاء على داعش.

 

وقللت مراجع دبلوماسية عربية من سقف التوقعات التي تراهن على تدخل عسكري أميركي ضد القوات السورية، معتبرة أن الأمر لا يعدو أن يكون سوى سجال سياسي في حرب تثبيت المواقع بين موسكو وواشنطن في الملف السوري.

 

وأشارت المراجع إلى أن إدارة ترامب تريد اعترافا روسيا كاملا بدورها في الملف السوري، وخاصة ما تعلق بحقها في إقامة مناطق آمنة لإدارة المعركة ضد تنظيم داعش، معتبرة أن التصعيد الكلامي الحاد ضد الأسد هدفه بالدرجة الأولى تثبيت الوجود الأميركي في سوريا، وإقامة شراكة أميركية روسية متكافئة في أي حل مستقبلي للملف السوري.

 

ويشعر الأميركيون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صار يمتلك لوحده مفاتيح الحل في سوريا، ويكيّفه حسب مصالح موسكو والأطراف الإقليمية المتحالفة معها.

 

وتريد إدارة ترامب أن تلعب دور الشريك الحقيقي في الحل السوري حتى يمكنها تكييفه بما يخدم مصالحها ومصالح حلفائها الإقليميين خاصة ما تعلق بتحجيم دور إيران ودفع الميليشيات الموالية لها إلى مغادرة سوريا، لتحقق بذلك أهدافا من بينها طمأنة إسرائيل المطالبة بانكفاء دور حزب الله وإثبات جديتها، ومن ناحية ثانية، في بناء تحالف مع السعودية يراعي أمنها الإقليمي.

 

وتتوقع مصادر دبلوماسية عربية في الولايات المتحدة أن يبادر ترامب إلى إعلان إجراءات توحي بالجدية في استثمار الهجوم الكيماوي لخلق واقع عسكري جديد في سوريا، مثل إرسال أعداد جديدة من عناصر القوات الخاصة إلى شمال سوريا، أو إلى الحدود السورية مع الأردن، أو الإعلان عن توجه حاملة الطائرات إلى المتوسط.

 

وعزز الجيش الأميركي وجوده الفعلي في سوريا، وارتفع عديد عناصره من 500 إلى 1200، فيما جرى إدخال نحو 100 قطعة عسكرية أميركية جديدة خلال الأيام القليلة الماضية إلى الأراضي السورية، تنوعت بين مروحيات قتالية ودبابات وعربات مدرعة.

 

مسؤول في الخارجية الأميركية: نريد أن نرى روسيا تستخدم نفوذها في سوريا للحد من الأعمال المروعة

وتوزع الجنود الأميركان والآليات العسكرية الجديدة على معسكري الحسكة والشدادي وقاعدة القامشلي، وهي مواقع ارتكاز العمل العسكري المتوقع في سوريا.

 

وكشفت مصادر دبلوماسية لـ”العرب” عن قيام فريق استشاري خاص من وزارة الدفاع الأميركية ومكتب مستشار الأمن القومي، على إعداد خطة عمل عاجلة للتدخل في الملف السوري، ستقدم إلى ترامب الأسبوع القادم.

 

وعقب اجتماعه بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني امتنع ترامب عن الإفصاح عن خطواته المقبلة بعد وصفه للهجوم بالأسلحة الكيماوية في سوريا بأنه إهانة للإنسانية، مضيفا أنه تجاوز عدة خطوط.

 

وأعلن ترامب أنه لن يكشف عما ينوي عمله، لكنه أقر بأنه غيّر نظرته إلى الأسد بعد الهجوم، موجها انتقادات لاذعة إلى سلفه باراك أوباما الذي هدد الأسد مرارا لكنه لم يفعل شيئا.

 

وقالت المصادر إن الخطة الأميركية ستتضمن إقامة مناطق آمنة تحتضن المواطنين السوريين من العرب والأكراد والتركمان، وتوفر لهم الحماية مدة 5 أعوام.

 

وأكد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ”العرب” أن بلاده ترغب في أن يقوم مجلس الأمن بالتحرك الجماعي ردا على هذا العمل الشنيع في إدلب.

 

وقال المسؤول “نعلم أنّ الهجوم يحمل كل السمات المميزة التي تشير إلى استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيماوية. ونعلم أنّ الأسد قد استخدم هذه الأسلحة من قبل، وهذا ما أكده فريق المحققين المستقل التابع لهذا المجلس”.

 

وبالنسبة إلى روسيا ودورها في سوريا اعتبر المسؤول الأميركي “أن الأسد وروسيا وإيران ليس لهم مصلحة في السلام”. وقال “إذا كانت روسيا تتمتع فعلا بالنفوذ الذي تدعيه في سوريا، فنحن في حاجة إلى أن نراها تستخدم نفوذها. يجب أن نراها تضع حدا لهذه الأعمال المروعة”.

 

وأكد المسؤول على ما قالته السفيرة الأميركية نيكي هايلي في مجلس الأمن “إنه في حياة الأمم المتحدة، ثمة أوقات نضطر فيها إلى اتخاذ إجراءات جماعية… وعندما تفشل الأمم المتحدة بالاستمرار في أداء واجبها بالعمل جماعيا، هناك أوقات تضطر فيها الدول إلى القيام بالأمور بنفسها”.

 

وقد يجد الرئيس الأميركي نفسه مجبرا على مجاراة خطاب التصعيد ضد الأسد وروسيا الذي دأب عليه النواب الجمهوريون في فترة أوباما، لكنه في الأخير سيحتكم إلى المقاربة التي أعلن عنها منذ حملته الانتخابية، وهي الشراكة مع روسيا لمواجهة الإرهاب قبل الخلاف على المصالح. وأثنى السيناتور جون ماكين المعروف بمواقفه المتشددة حيال النظام السوري، على مواقف إدارة ترامب الأخيرة ودعوتها لمجلس الأمن من أجل التحرك حيال سوريا.

 

ودافع ماكين عن تحميل ترامب لسلفه أوباما مسؤولية ما يجري في سوريا. وقال “لقد سبق لهم (النظام السوري) أن شنوا هجوما كيماويا، والرئيس أوباما فعل ما هو أسوأ من مجرد الوقوف مكتوف الأيدي، إذ أنه كان قد وجه تهديدا ومن ثم لم يفعل شيئا”.

 

«ستراتفور»: الضربة الأمريكية في سوريا «تحذيرية».. لكنها تزيد من احتمالات التصعيد

ترجمة وتحرير شادي خليفة – الخليج الجديد

قررت الولايات المتحدة إرسال رسالة إلى الحكومة السورية بأنّها لن تتسامح مع الهجمات التي تستخدم الأسلحة الكيميائية. وقد أطلقت واشنطن نحو 50 إلى 70 صاروخًا دقيق التوجيه يوم 6 أبريل/نيسان نحو قاعدة الشعيرات الجوية. وتضم القاعدة التي تقع جنوب شرق مدينة حمص سربين من طائرات «سو-22» التي نفذت الهجوم الذي وقع في 4 أبريل/نيسان شمال سوريا، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل 88 مدنيًا على الأقل.

 

وقال الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» أنّ الضربات الموجّهة جاءت في إطار حماية المصالح الحيوية لأمن للولايات المتحدة. وقد صرّح بالبيان من نادي «مار-إيه-لاغو» حيث كان في اجتماع مع الرئيس الصينى «شى جين بينغ». وفي بيانٍ لاحق قال وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون» أنّ روسيا قد فشلت في تحقيق وعدها عام 2013 بالتخلص من الأسلحة الكيميائية التي تملكها الحكومة السورية، قائلًا بأنّ موسكو كانت إمّا غير كفؤة أو متواطئة. وردت وسائل الإعلام السورية على الضربات الأمريكية، ووصفتها بالعمل العدواني.

 

ويشير قرار ضرب قاعدة جوية واحدة فقط إلى أنّ الهجوم هو مجرد تحذير، وليس المقصود أن يكون مفتتحًا لتدخلٍ واسع. علاوةً على ذلك، فقد استهدفت الصواريخ الأمريكية القاعدة الجوية، بدلًا من مواقع صواريخ الأرض-جو السورية، الأمر الذي يشير إلى أنّ الضربات لم تكن تحضيرًا لضربات جوية أوسع.

 

لكنّ السؤال الآن هو كيف سترد سوريا. فعلى سبيل المثال، قد تبدأ القوى الموالية يمكن أن تبدأ التداخل مع العمليات الأمريكية في البلاد. وكان الوضع متوترًا بالفعل، لكن يتعين على الطيارين الأمريكيين العاملين حاليًا في المنطقة أن يكونوا في حالة تأهبٍ للانتقام المحتمل. وقد أصبح الآن خطر سوء التقدير، والذي كان موجودًا بالفعل، أعلى من السابق بكثير.

 

وسيكون من المهم أيضًا مراقبة استجابة روسيا. وعلى الرغم من أنّ القوات الروسية تعمل في سوريا، فمن غير المعروف أنّ لها وجود كبير في القاعدة التي تم استهدافها. وقالت واشنطن أنّها قد حذرت موسكو من الضربة مسبقًا، ولكن نفت وسائل الإعلام الروسية هذا الادعاء. وعلى أيّ حال، في حال كانت هناك قوات روسية في القاعدة، فإنّهم كانوا قد غادروا المنطقة، معترفين بأنّها كانت هدفًا واضحًا.

المصدر | ستراتفور

 

واشنطن تشن ضربات عسكرية على قاعدة جوية للنظام السوري.. والسعودية تؤيد و«بوتين» يحذر

هاجمت الولايات المتحدة، فجر اليوم الجمعة، قاعدة الشعيرات الجوية بمحافظة حمص، مستهدفة طائرات للنظام السوري ومحطات تزويد الوقود ومدرجات المطار، في رد أمريكي على قصف نظام «بشار الأسد» خان شيخون بإدلب بالأسلحة الكيماوية.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، «جيف ديفيس»، إنه «بتوجيه من الرئيس (دونالد ترامب) نفذت القوات الأمريكية هجوماَ بصواريخ كروز (نوع توما هوك) في الساعة 08:40 من مساء الثلاثاء بتوقيت الساحل الشرقي (04:40 صباحاً من يوم 7 ابريل/ نيسان في سوريا)».

 

وأضاف في بيان: «الضربة استهدفت قاعدة الشعيرات الجوية في محافظة حمص وجاءت كرد على قيام النظام السوري بهجوم كيماوي في خان شيخون قتلت وجرحت مئات من المواطنين الأبرياء».

 

وتابع: «تم تنفيذ الغارة باستخدام صواريخ توماهوك للهجمات البرية، انطلقت من المدمرتين يو اس اس بورتر ويو اس اس روس، شرق البحر المتوسط».

 

وأبان أن 59 صاروخاً استهدفت «طائرات وملاجئ الطائرات ومستودعات للوقود والدعم اللوجستي ومستودعات الذخائر ونظم الدفاع الجوي وأجهزة الرادار».

 

وشدد على أن واشنطن «حاولت تجنب اصابات في صفوف المدنيين، طبقا لقانون الصراعات العسكرية، ولقد تم اتخاذ كل اجراء لتنفيذ هذه الضربة بأقل المخاطر للطواقم الموجودة في القاعدة الجوية».

 

واعتبر الهجوم الأمريكي «ردا يتناسب مع أفعال الأسد الشنيعة»، مبيناً أن مطار الشعيرات «كان يستخدم لخزن الأسلحة الكيماوية، والذي قدرت الأجهزة الاستخبارية (الأمريكية)، بأن طائرات من قاعدة الشعيرات نفذت الجوم الكيماوي».

 

وكشف أن الغرض من الهجوم هو «ردع النظام من استخدام الأسلحة الكيماوية».

 

وقتل أكثر من 100 مدني، وأصيب أكثر من 500 غالبيتهم من الأطفال باختناق، في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنته طائرات النظام، الثلاثاء، على بلدة «خان شيخون» بريف إدلب، وسط إدانات دولية واسعة.

 

من جهته، أكد الرئيس «دونالد ترامب» أنه أمر بتنفيذ ضربة عسكرية على القاعدة التي نفذ منها هجوم على بلدة خان شيخون أسفر عن مقتل عشرات المدنيين.

 

وقال «ترامب» إن  «الأسد» استخدام غاز أعصاب لقتل الكثير من الأشخاص.

 

وشدد «ترامب» على أنه من مصلحة الأمن القومي الأمريكي منع انتشار واستخدام الأسلحة الكيماوية، داعيا الدول المتحضرة إلى العمل على إنهاء نزيف الدماء في سوريا.

 

ووصف ترامب الأسد بأنه «ديكتاتور استخدم أسلحة كيماوية مروعة ضد مدنيين أبرياء».

 

بدوره اعتبر وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون» الهجوم الصاروخي بأنه رد مناسب يظهر أن «ترامب» جاهز لاتخاذ إجراء حاسم للرد على أفعال شنيعة.

 

واتهم «تيلرسون» روسيا بالتواطؤ أو عدم الكفاءة لأنها لم تؤمن الأسلحة الكيماوية لدى حلفاءها في سوريا.

 

من جهته، أكد البنتاغون أنه لم يسع للحصول على موافقة مسبقة من موسكو، لكنه حذرها قبل تنفيذ الهجوم.

 

وأوضح أن الهجوم الصاروخي يهدف إلى منع الحكومة السورية من شن هجوم كيماوي آخر.

 

وميدانيا قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان «رامي عبد الرحمن»، في اتصال مع «سكاي نيوز عربية»، إن الضربة الأمريكية أدت إلى قتل أربعة عسكريين من لواء الدفاع الجوي، من بينهم ضابط برتبة عميد.

 

وأضاف أن مطار الشعيرات، الذي يعتبر ثاني أكبر قاعدة عسكرية للجيش السوري «دمر بشكل شبه كامل، بما فيه من طائرات وقواعد دفاع جوي»، مشيرا إلى أن «مدرج المطار وحظائر الطائرات ومخزن الوقود ومبنى الدفاع الجوي جميعها دمرت بشكل كامل».

 

من جهتها حذرت روسيا من «عواقب سلبية»، وقال الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، في بيان للكرملين، إنه «يعتبر الضربات الأمريكية على سوريا محاولة لتشتيت الأنظار عن سقوط ضحايا في العراق».

 

وأضاف أنه يعتبر أن «الضربة الأمريكية على سوريا ستضر بالعلاقات مع روسيا، وتعرقل بشكل كبير إنشاء تحالف لمكافحة الإرهاب».

 

من جانبها أعلنت السعودية عن «تأييدها الكامل للعمليات العسكرية الأمريكية على أهداف عسكرية في سوريا».

 

وحمّل مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية – في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية – النظام السوري «مسؤولية تعرض سوريا لهذه العمليات العسكرية».

 

ونوه المصدر بهذا «القرار الشجاع للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يمثل ردًا على جرائم هذا النظام تجاه شعبه في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن إيقافه عند حده».

 

وبهذا الاعلان تكون السعودية أول دولة تعلن تأييدها للعمليات العسكرية الأمريكية في سوريا.

 

وتشن الولايات المتحدة غارات ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا منذ 2014، لكن هذه المرة الأولى التي تستهدف القوات الحكومية.

المصدر | الخليج الجديد+ وكالات

 

النظام السوري يندد بالضربة الأميركية ويتوعد “الإرهابيين”  

وصف بيان صادر عن الرئاسة السورية الضربة الصاروخية الأميركية التي استهدفت فجر اليوم مطار الشعيرات بريف حمص، بالتصرف الأرعن وغير المسؤول، وتعهد برفع وتيرة العمليات ضد “الإرهابيين” بمجمل الأراضي السورية.

 

وقال البيان إن “الهجوم الأميركي ما هو إلا تصرّف أرعن غير مسؤول ولا ينمّ إلا عن قصر نظر وضيق أفق وعمى سياسي وعسكري عن الواقع وانجرار ساذج وراء حملة وهمية دعائية كاذبة”.

 

كما وصف البيان الإدارة الأميركية بالنظام الذي لا يتغير وإن تعاقبت الإدارات التي تحاول “إخضاع الشعوب ومحاولة الهيمنة على العالم” و”دعم عملائه من العصابات والمنظمات الإرهابية على الأرض”.

 

من جهته قال وزير الإعلام السوري رامز ترجمان إن الضربة الأميركية تأتي في سياق دعم الإرهاب وبعد الخسائر الكبيرة التي تلقاها “الإرهابيون”، مضيفا أن القاعدة الجوية التي تعرضت للقصف الأميركي قاعدة مخصصة لمكافحة الإرهاب.

 

وقالت بثينة شعبان المستشارة الإعلامية لبشار الأسد إن الضربة الصاروخية الأميركية لمطار الشعيرات تعتبر مؤشرا على الضعف والانهزام أمام إنجازات الجيش السوري، وتؤكد أن الولايات المتحدة تقف في صف الإرهاب.

 

بيان الجيش

وأعلن الجيش السوري مقتل ستة من أفراده وجرح آخرين نتيجة العملية العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة على قاعدة الشعيرات الجوية، وأضاف أن ما وصفه بالعدوان السافر يقوض عمليات مكافحة الإرهاب، حسب تعبيره.

 

 

وأضاف بيان الجيش السوري أن الرد على ما سماه العدوان الأميركي الغاشم سيكون بالمزيد من التصميم على مواصلة واجبه في الدفاع عن الشعب السوري، وأوضح البيان أن سوريا ستشدد حربها على مكافحة ما دعاه الإرهاب.

 

وقال محافظ حمص طلال البرازي إنّ ما وصفه بالاعتداء الأميركي على سوريا لن يثنيها عن مواجهة ما وصفه بالإرهاب، وأضاف المسؤول السوري أنه لا يستغرب أن تكون إسرائيل وأميركا شريكتين بل داعمتين لضرب البنى التحتية السورية.

 

وقال المحلل السياسي السوري الداعم للنظام شريف شحادة إن لدى نظام الأسد عدوا واحدا على الأرض السورية هو تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة حسب تعبيره، وأضاف شحادة أن الولايات المتحدة دولة عظمى ولا يمكن الرد عليها عسكريا.

 

وفجر اليوم قصفت الولايات المتحدة بعشرات من صواريخ توماهوك أهدافا في مطار الشعيرات بريف حمص الشمالي، بعد أن أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتوجيه ضربة عسكرية في سوريا.

 

وقال مسؤول أميركي إن مدمرتين أميركيتين أطلقتا من شرق البحر المتوسط 59 صاروخا على قاعدة جوية سورية تشمل مدرجا وطائرات ومحطات للوقود، ردا على هجوم بالغاز السام على مدينة خان شيخون بريف إدلب، وقالت وسائل إعلام أميركية إن القصف استهدف موقعا للأسلحة الكيميائية.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

بريطانيا: روسيا تدعم مجرم حرب في سوريا

العربية.نت – الوكالات

قال المندوب البريطاني لدى الأمم المتحدة، ماثيو رايكروفت، الجمعة، إن بشار الأسد مجرم حرب في #سوريا وإن روسيا تدعمه.

وأضاف المندوب البريطاني خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن على خلفية #الضربة التي نفذتها #الولايات_المتحدة على #قاعدة_عسكرية سورية، أن بلاده تؤيد الضربة الأميركية، لأن بشار الأسد ارتكب جريمة بشعة، وأن الأسد ديكتاتور بشع استخدم الكيمياوي ضد شعبه، مشيراً إلى أنه حان الوقت للقيام بعملية سياسية حقيقية.

وعلق سفير بريطانيا على مندوب بوليفيا قائلاً إن الأخير يبدي غضباً على واشنطن ولم يظهر تضامناً مع قتلى الأسد. حيث صرح مندوب بوليفيا الذي افتتح المداخلات أن الضربة الأميركية تهدد عملية السلام في سوريا.

أما المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة فقد اتهم روسيا بمنع مجلس الأمن من التحرك ضد نظام الأسد، ملحاً على ضرورة محاكمة المسؤولين عن هجوم الكيمياوي في #خان_شيخون.

من جانبه دعا المندوب المصري، عمر أبو العطا، روسيا والولايات المتحدة إلى التحرك الفعال وفق قرارات مجلس الأمن. فيما شدد مندوب إيطاليا على  ضرورة استئناف المفاوضات لإيجاد حل سياسي في سوريا. وهو ما ذهب إليه سفير الصين، مشيراً إلى أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة في #سوريا.

أما المندوب الياباني لدى الهيئة الأممية فقد اعتبر استخدام الهجمات الكيمياوية في سوريا غير إنساني.

روسيا تدين الضربة الأميركية

وعلى النقيض تماما دان المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة  بشدة القصف الأميركي على سوريا، معتبراً أن القوات الأميركية متواجدة في سوريا بشكل غير قانوني. وأن قوات الأسد ستكون الجهة الرئيسية لمكافحة الإرهاب.

وخاطب المندوب الروسي المندوبة الأميركية قائلاً إن التقدم في جنيف لم يتم بفضلكم، كما وصف الدعوات لحل سياسي في #سوريا بـ “المنافقة” بعد الضربة الأميركية.

جلسة طارئة

ويعقد #مجلس_الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً، للتباحث في #الضربة التي نفذتها #الولايات_المتحدة على #قاعدة_عسكرية بوسط #سوريا بعد ثلاثة أيام على #الهجوم_الكيمياوي على خان شيخون بإدلب.

وطلبت روسيا، الحليف الرئيسي لسوريا، بعقد الاجتماع بعد أن نددت بالضربة الأميركية التي اعتبرت أنها “عدوان على دولة ذات سيادة”.

ووجه الجيش الأميركي بأمر من الرئيس دونالد ترمب فجر الجمعة ضربة صاروخية استهدفت قاعدة جوية للنظام السوري، وذلك رداً على “هجوم كيمياوي” اتهمت واشنطن النظام السوري بتنفيذه على بلدة #خان_شيخون في محافظة إدلب شمال غربي سوريا الثلاثاء.

ونفت دمشق تنفيذ هجوم كيمياوي، فيما أفادت حليفتها روسيا أن الطيران الحربي السوري قصف في خان شيخون “مستودعاً إرهابياً” يحتوي على “مواد سامة”.

وكان مجلس الأمن فشل خلال جلسة الخميس في الاتفاق على شروط التحقيق حول الهجوم الكيمياوي.

وقالت بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة إن أعضاء المجلس سيعقدون الجمعة اجتماعاً مفتوحاً، وسيستمعون إلى عرض للعمل العسكري الأميركي.

وتتولى الولايات المتحدة خلال نيسان/أبريل الحالي الرئاسة الدورية لمجلس الأمن.

غوتيريس يدعو لضبط النفس في سوريا

وناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو #غوتيريس، في وقت سابق، أطراف الصراع في سوريا ضبط النفس لتفادي زيادة معاناة الشعب السوري.

وقال غوتيريس في بيان بعد أن أمر الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بشن هجمات صاروخية على قاعدة عسكرية سورية انطلق منها هجوم دام بالأسلحة الكيمياوية “مع الأخذ في الاعتبار خطر حدوث تصعيد أدعو إلى ضبط النفس لتفادي أي أعمال يمكن أن تعمق #معاناة الشعب السوري”.

 

هل الأسد من سيحدد موعد الضربة الأميركية الثانية؟

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

بعد الضربات الأميركية الصاروخية على القاعدة العسكرية وسط سوريا ردا على هجوم خان شيخون الكيماوي، توالت الردود المطالبة بمواصلة العملية الأميركية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن لواشنطن على ما يبدو رأيا مخالفا لهذه الأصوات.

وسارعت معظم الدول التي تعتبر أن الأسد فقد شرعيته وتطالب منذ سنوات برحيله، إلى الترحيب بالضربة الصاروخية التي استهدفت مطار الشعيرات، وذهب بعضها إلى أبعد من ذلك، حين شدد على ضرورة الاستمرار في الضربات على “المستوى الدولي”.

 

ومن أبرز تلك الدول فرنسا، التي قال رئيسها فرنسوا هولاند إن العملية الأميركية “كانت ردا” من الولايات المتحدة على هجوم خان شيخون الكيماوي، الذي وقع يوم 4 أبريل الماضي، واتهمت عواصم غربية نظام الأسد بالوقوف وراءه.

 

وطالب أيضا بضرورة مواصلة الضربات “على المستوى الدولي في إطار الأمم المتحدة إذا أمكن، بحيث نتمكن من المضي حتى النهاية في العقوبات على بشار الأسد ومنع هذا النظام من استخدام الأسلحة الكيمياوية مجددا وسحق شعبه”.

 

كما رحبت معظم فصائل المعارضة السورية بالضربة الصاروخية التي أسفرت، وفق المعلومات الأولية عن سقوط قتلى وتدمير طائرات وإلحاق أضرار بالمطار الذي استخدمته المقاتلات السورية لشن هجوم خان شيخون الكيماوي.

 

واعتبرت المعارضة أيضا أن ضربة واحدة غير كافية لاسيما مع وجود عشرات القواعد العسكرية التي تنطلق منها طائرات النظام السوري “لاستهداف المدنيين”، وطالبت الولايات المتحدة بمواصلة العمل العسكري لإسقاط “نظام الأسد”.

 

بيد أن التصريحات الأولى التي خرجت من واشنطن، عقب الضربات الصاروخية، توحي أن إدارة دونالد ترامب سعت، من وراء هذه الخطوة العسكرية غير المسبوقة ضد النظام السوري، إلى توجيه رسالة لدمشق مفادها أن استخدام الكيماوي سيواجه برد قاس.

 

والولايات المتحدة تشن منذ سنوات ضربات في الأراضي السورية في إطار التحالف الدولي تستهدف حصرا داعش والجماعات المتشددة، ولم يسبق لها أن وجهت أي ضربة ضد النظام قبل استهداف مطار الشعيرات.

 

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية “بنتاغون”، وهو الكابتن جيف ديفيس، لصحفيين تعليقا على الضربة الأميركية، إن الهدف هو “ردع النظام عن القيام بذلك (الهجوم الكيميائي) مجددا، ونأمل في أن ينجح في ذلك”.

 

وألمح إلى أن العملية العسكرية ليست جزءا من عملية أكبر و”أنها رد يتناسب” مع هجوم خان شيخون، قبل أن يرمي كرة الضربة الثانية في ملعب دمشق حين قال “سيعود للنظام أن يقرر ما إذا كانت ستكون هناك ضربات أخرى، لأن ذلك سيتقرر بناء على تصرفاته”.

 

مصدر يكشف لـCNN متى حذرت أمريكا روسيا من الهجوم على سوريا

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– كشف مصدر أمريكي مسؤول، لـCNN، الجمعة، أن الولايات المتحدة حذرت روسيا بشأن الهجوم الذي نفذته على مطار الشعيرات العسكري قبل ساعة واحدة من تنفيذ الهجمات الصاروخية.

 

وكان مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قال إن قاعدة الشعيرات التي تم استهدافها كان بها عناصر روس، ولم يبين المسؤول الدور الذي كان يؤديه هؤلاء الروس في القاعدة. ورغم تحذيرها من الهجوم، لم تنشر روسيا صواريخ أرض- جو يمكنها اعتراض صواريخ توماهوك الأمريكية.

 

في الوقت نفسه، قال مسؤول أمريكي آخر إن عمليات الجيش الأمريكي في سوريا “تم تعديلها” لضمان سلامة القوات الأمريكية البرية التي تساعد المعارضة السورية ضد تنظيم “داعش”. وأضاف أن القوة الجوية والمعدات الأرضية الأخرى في مكانها لحماية القوات الأمريكية”.

 

جينتيلوني: ضرب مطار الشعيرات يسرِّع فرص حل أزمة سورية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 7 أبريل 2017

روما – قال رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني إنه “واثق من أن ما أقدمت عليه الولايات المتحدة، من شأنه أن يسرِّع فرص التوصل الى تسوية سياسية” للأزمة السورية، في اشارة للضربة التي وجهتها الإدارة الأميركية لمطار الشعيرات في ريف حمص.

 

وفي بيان صدر عن مقر الحكومة، قصر (كيجي) الجمعة، أضاف جينتيلوني “اتصلت بالرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل”، وهناك “التزام المشترك بمساهمة أوروبية لاستئناف المفاوضات وإيجاد حل سياسي للأزمة السورية”.

 

وتابع منوها بأن “استخدام الأسلحة الكيميائية محظور بموجب الاتفاقيات الدولية، ومن خلال عدة قرارات للأمم المتحدة، ولا يمكن إحاطة الأمر باللامبالاة”، وأن “من يستخدم الأسلحة الكيميائية لا يمكنه الاعتماد على التخفيف والتضليل”.

 

وأشار رئيس الحكومة الى أن “ايطاليا كانت دائما على قناعة بأن حلا دائما للأزمة السورية ينبغي أن يمرّ من خلال المفاوضات”، وقد “كان هذا موقفنا ولا يزال وسيبقى دائما”. واختتم بالقول “يجب أن تشمل المفاوضات كلا من قوى المعارضة والنظام”، كما “ينبغي أن تجري تحت رعاية الأمم المتحدة وأن ترى دورا حاسما وبنّاء من روسيا”.

 

مصادر بالمعارضة: ميليشيات تابعة لإيران تُخلي ضحايا مطار الشعيرات

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 7 أبريل 2017

روما ـ قالت مصادر عسكرية سورية معارضة إن “مطار الشعيرات العسكري بحمص، الذي قامت الولايات المتحدة بقصفه فجر الجمعة، بات خارج الخدمة نهائياً”، مشيرة إلى “مقتل عدد كبير من العسكريين فيه”، ورجّحت أن “تكون النسبة الكبرى من القتلى من حزب الله والإيرانيين”، وأكّدت أن “قوات تابعة لميليشيات حزب الله اللبناني قد أتت للمطار بعد نحو ساعة من قصفه، وبدأت عمليات إخلاء للقتلى والجرحى من المطار إلى جهات مجهولة”.

 

وأكّدت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، أن “هذا المطار الذي يعتمد عليه النظام السوري لقصف المناطق الخارجة عن سيطرته في المنطقة الوسطى والشمالية من سورية، وأحياناً المنطقة الجنوبية، قد تم تدميره تماماً، وبات خارج الخدمة، وغير قابل لإعادة التأهيل”، مشيرة إلى “تدمير كامل طال المدرجات وبرج المراقبة والرادارات والمستودعات، فضلاً عن تدمير 14 طائرة حربية في مرابضها”.

 

ويقع المطار على طريق حمص – تدمر قرب قرية الشعيرات، وتحيط به تلال مرتفعة ومناطق جرداء من كل الجوانب، ويعد المطار الرئيسي الذي ينطلق منه سلاح الطيران السوري ليقصف المدن والقرى في المنطقة الوسطى ولشمالية، وهو بالكامل تحت السيطرة الإيرانية.

 

وأكّدت المصادر للوكالة أن المطار المذكور أصبح تحت إشراف إدارة إيرانية خالصة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2015، وهو معزز عسكرياً بشكل كبير وتعتبره إيران استراتيجي لها لإدارة عملياتها في سورية والعراق على حد السواء.

 

ووفق هذه المصادر، فإن المطار محصّن بصواريخ أرض – أرض، وأخرى أرض ـ جو، بعضها روسي الصنع وبعضها إيراني، من بينها صواريخ (سام 6)، ويُستخدم بشكل أساسي لتشغيل عمليات طائرات ميغ وسوخوي الحربية القتالية، ويضم عدد كبيراً منها، موزعة على ثلاثة أسراب على الأقل، بالإضافة إلى احتواءه لعدد غير محدد من الطائرات الحوامة.

 

ويحتوي المطار الذي يقع على بعد 31 كم جنوب شرق مدينة حمص، على 40 حظيرة اسمنتية، ويتضمن عددًا كبيرًا من طائرات ميغ 23 وميغ 25 وسوخوي 25 القاذفة، وفيه مدرجين أساسيين، ويعتبر معسكراً كاملاً ضخماً وليس مجرد مطار عسكري، ويُشكّل 25% من قدرة سلاح الجو السوري، وفيه مركز قيادة (اللواء 22) التابع للجيش.

 

إسرائيل تشيد بالغارات الأمريكية على سورية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 7 أبريل 2017

القدس – أشادت إسرائيل بالغارات التي نفذها الجيش الإمريكي على أهداف في سورية وذلك بعد أن قال الجيش الإسرائيلي إنه تم إعلامه مسبقا بقرار الغارات.

 

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، “بالأقوال وبالأفعال بعث الرئيس ترامب رسالة قوية وواضحة مفادها أن استخدام الأسلحة الكيميائية وترويجها لا يحتملان”.

 

واضاف في بيان تلقت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء نسخة منه، أن “إسرائيل تدعم قرار الرئيس ترامب دعما كاملا وتأمل أن هذه الرسالة الحازمة حيال الممارسات الفظيعة التي قام بها نظام الأسد، ستدوي ليس فقط في دمشق بل في طهران وبيونغيانغ وفي أماكن أخرى أيضا”.

 

من جهته قال الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين إنه “في مواجهة الاستخدام الرهيب للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين الأبرياء، فإن الخطوات العسكرية الواضحة والحازمة للإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس ترامب تشكل استجابة ملائمة لهذه الوحشية التي لا يمكن تصورها”.

 

وبدوره قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي في بيان وصل وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن الجيش الإسرائيلي كان على علم مسبق بالغارات وأبدى دعمه لقرار شنها”.

 

موغيريني تلتقي وفدا من المعارضة السورية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 6 أبريل 2017

بروكسل – في أول تحرك في إطار متابعة مؤتمر بروكسل حول مستقبل سورية والمنطقة، التقت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، وفدا من المعارضين السوريين، من بينهم رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أنس العبدة،  ورئيس الحكومة المؤقتة للمعارضة (الذراع التنفيذي للإئتلاف)، جواد أبو حطب.

 

وناقشت موغيريني مع أعضاء الوفد الدعم العملي الذي يمكن للاتحاد الأوروبي أن يواصل تقديمه للمعارضة السورية، فـ”الهدف هو تسريع محادثات جنيف تحت راية الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية يمكن أن تؤدي إلى انتقال سياسي حقيقي”، حسب البيان الصادر عن مكتبها.

 

وأوضحت المسؤولة الأوروبية أن الاتحاد سيواصل عمله على المسار الإنساني للأزمة السورية من أجل تحسين الحياة اليومية لجميع السوريين.

 

وأشارت موغيريني في بيانها إلى أن الاتحاد يقف على أهبة الاستعداد للإسهام في المصالحة وإعادة البناء حالما توضع عملية الانتقال السياسي على الطريق الصحيح.

 

وكان المؤتمر الدولي لدعم مستقبل سورية والمنطقة قد عقد يومي 4 و5 نيسان/أبريل في بروكسل وتعهدت خلاله الوفود المشاركة بتقديم مساعدات انسانية للنازحين واللاجئين السوريين بقيمة 6 مليار دولار.

 

روسيا وإيران تنددان بالضربة الأمريكية في سوريا وحلفاء أمريكا يؤيدونها

(رويترز) – عبّر حلفاء الولايات المتحدة حول العالم عن دعمهم للضربات الصاروخية الأمريكية إلى قاعدة جوية سورية ووصفوها بأنها رد فعل يتناسب مع استخدام سوريا المشتبه به لأسلحة كيماوية.

 

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه أمر بضربات صاروخية على قاعدة جوية سورية انطلق منها هجوم فتاك بأسلحة كيماوية هذا الأسبوع مضيفا أنه تصرف بما يخدم “مصالح الأمن القومي” لبلاده.

 

وفي تصعيد حاد للدور العسكري الأمريكي في سوريا قال مسؤولون أمريكيون إن سفينتين حربيتين أمريكيتين أطلقتا عشرات من صواريخ كروز من شرق البحر المتوسط على القاعدة التي تسيطر عليها قوات حكومة الرئيس بشار الأسد ردا على هجوم بالغاز السام في منطقة تسيطر عليها المعارضة يوم الثلاثاء.

 

وندّدت سوريا وحليفتاها روسيا وإيران بالضربات واعتبرتها غير مشروعة.

 

ونقلت وكالات أنباء روسية عن الكرملين قوله يوم الجمعة إن الرئيس فلاديمير بوتين يعتقد أن الضربات انتهكت القانون الدولي وأضرت بشدة بالعلاقات بين واشنطن وموسكو.

 

وفي طهران نسبت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء إلى المتحدث باسم وزارة الخارجية قوله إن إيران نددت يوم الجمعة بالهجوم الأمريكي “المدمر والخطير”.

 

ونقلت الوكالة عن المتحدث بهرام قاسمي قوله “تدين إيران بقوة أي ضربات أحادية الجانب من هذا النوع… مثل هذه الإجراءات ستقوي شوكة الإرهابيين في سوريا… وستعَقد الوضع في سوريا والمنطقة.”

 

غير أن عددا كبيرا من حلفاء الولايات المتحدة في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط عبروا عن دعمهم، وإن كان بحذر في بعض الأحيان، مستخدمين تعبيرات متشابهة.

 

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إنها “تدعم بشكل كامل التحرك الأمريكي الذي نعتقد أنه رد مناسب على الهجوم الهمجي بأسلحة كيماوية الذي نفذه النظام السوري ويهدف إلى درء مزيد من الهجمات.”

 

وفي اليابان، قال رئيس الوزراء شينزو آبي للصحفيين “كثير من المدنيين وقعوا ضحايا الهجمات الكيميائية. أصيب المجتمع الدولي بالصدمة جراء هذه المأساة التي كان فيها الكثير من الأطفال بين الضحايا.

 

“اليابان تدعم تصميم حكومة الولايات المتحدة على منع انتشار واستخدام الأسلحة الكيميائية.”

 

واعتبرت تركيا الضربات إيجابية مشيرة إلى ضرورة أن يحافظ المجتمع الدولي على موقفه المناهض “لهمجية” الحكومة السورية.

 

وقال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي في مقابلة مع قناة فوكس تي.في التركية إنه يجب إنزال عقاب رادع بالحكومة السورية على الساحة الدولية مشيرا إلى أنه ينبغي تسريع وتيرة عملية السلام في سوريا.

 

ومن العاصمة الموريتانية نواكشوط، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو إن روسيا وإيران بحاجة لإدراك أنه لا معنى لدعم الأسد وإن تصعيد الدور الأمريكي في سوريا “تحذير… إلى نظام مجرم”.

 

وأبلغ رويترز وراديو فرانس إنفو أثناء زيارة لموريتانيا أن “استخدام الأسلحة الكيماوية أمر مروع يجب أن يلقى عقابا لأنه جريمة حرب.”

 

وتحدث الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هاتفيا. وأصدر الزعيمان بيانين يؤكدان فيهما أن الأسد وحده هو المسؤول عن الضربات الصاروخية.

 

وقالت الحكومة الهولندية في بيان إن “الولايات المتحدة أرسلت إشارة واضحة إلى أن استخدام الغاز السام غير مقبول”. ووصفت أيضا الضربات الأمريكية بأنها رد “متناسب”.

 

وفي بروكسل قال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي في تغريدة على تويتر إن “الضربات الأمريكية تظهر التصميم الذي نحتاجه ضد الهجمات الكيماوية الهمجية. الاتحاد الأوروبي سيعمل مع الولايات المتحدة لوضع حد للوحشية في سوريا.”

 

وقال رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم ترنبول إن الضربات بعثت “رسالة في غاية الأهمية” بأن العالم لن يتسامح مع استخدام الأسلحة الكيماوية.

 

وأضاف قائلا للصحفيين “العقاب كان متناسبا وسريعا… نؤيد الولايات المتحدة في ذلك التحرك السريع.”

 

ورحب قادة إسرائيليون بالضربات الصاروخية الأمريكية في سوريا وقالوا إنها تبعث برسالة قوية مفادها أن إدارة ترامب لن تسمح باستخدام الأسلحة الكيماوية كما وصفوا الضربات بأنها تحذير للدول الأخرى المعادية ومنها إيران وكوريا الشمالية.

 

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه يقف بشكل كامل وراء قرار إطلاق أكثر من 50 صاروخ كروز على القاعدة الجوية السورية. وأضاف في بيان “بالقول والفعل على حد سواء بعث الرئيس ترامب رسالة قوية وواضحة اليوم مفادها أنه لا تهاون مع استخدام وانتشار الأسلحة الكيماوية.”

 

وأبدت إيطاليا تأييدها للضربات الصاروخية الأمريكية وقالت إنها رد مناسب يردع الأسد عن استخدام الأسلحة الكيماوية.

 

وقال وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو في بيان “تتفهم إيطاليا أسباب التحرك العسكري الأمريكي” مضيفا أن الضربة “رد فعل متناسب… وإشارة لردع الأسد عن استخدام الأسلحة الكيماوية مرة أخرى.”

 

وتتولى إيطاليا حاليا الرئاسة الدورية لمجموعة الدول السبع الصناعية.

 

وقال متحدث باسم الحكومة البولندية إن الولايات المتحدة ضامن للسلام العالمي وإن هناك أوقاتا لابد فيها من الرد.

 

غير أن عددا من الدول عبرت عن تحفظاتها بشأن القرار الأمريكي بشن هجمات من دون تفويض من مجلس الأمن الدولي.

 

وعبًر العراق عن “القلق لخطورة التصعيد في الصراع الجاري على الأراضي السورية دون الاتفاق على خطة شاملة لإنهائه”. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال في بيان إن “التدخلات والإجراءات المستعجلة قد تؤثر سلبا على الجهود المبذولة لمواجهة الإرهاب.”

 

لكنه أكد موقف العراق “الثابت والصريح في إدانة واستنكار الجريمة النكراء المتمثلة باستخدام السلاح الكيماوي في سوريا” داعيا إلى “تحقيق دولي حيادي عاجل ودقيق لتحديد الجهة التي استخدمته في سوريا ومعاقبتها مع اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بمنع استخدامه مجددا.”

 

وأدانت إندونيسيا، التي تضم أكبر عدد من المسلمين في العالم، بقوة استخدام أسلحة كيماوية في سوريا.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإندونيسية أرماناتا ناصر في رسالة نصية “في الوقت ذاته، تشعر إندونيسيا بالقلق إزاء التحركات الأحادية من جانب أي طرف بما في ذلك استخدام صواريخ توماهوك ردا على مأساة الهجوم بأسلحة كيماوية في سوريا.”

 

وأضاف قائلا “الأعمال العسكرية التي تتخذ بدون تفويض مسبق من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لا تتفق مع مبادئ القانون الدولي في تسوية النزاعات سلميا كما هو منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة.”

 

(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية – تحرير وجدي الألفي)

 

بريطانيا: الضربة الأمريكية “إنذار” لنظام الأسد

الأمم المتحدة (رويترز) – قال ماثيو رايكروفت سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة إن الضربة الأمريكية تعد “إنذارا” للرئيس السوري بشار الأسد بعد هجوم مميت بغاز سام ووصف الضربة الأمريكية بأنها “رد متناسب مع أفعال لا توصف”.

 

وقال رايكروفت لمجلس الأمن الدولي “لو لم تستخدم روسيا حق النقض سبع مرات في مجلس الأمن في تحد لآراء الأعضاء الآخرين في هذا المجلس لكان الأسد قد واجه عقوبات وواجه العدالة.”

 

(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

تحليل-الضربات الأمريكية لن تغير قواعد اللعبة في صراع سوريا المعقد

من كاتي بول وأسماء الشريف

الرياض/القاهرة (رويترز) – مثلت الضربات الأمريكية على سوريا التي جاءت للرد على هجوم بأسلحة كيماوية تصعيدا حادا في الحرب الأهلية السورية لكن العالم العربي لا يعتبرها مغيرة لقواعد اللعبة في صراع مستمر منذ ست سنوات أثار الانقسام في المنطقة.

 

وأطلقت بارجتان أمريكيتان صواريخ كروز على قاعدة جوية تسيطر عليها قوات الرئيس بشار الأسد في وقت مبكر من صباح يوم الجمعة ردا على الهجوم بالغاز السام الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 70 شخصا في منطقة تسيطر عليها المعارضة.

 

وقال مسؤولون أمريكيون إن الهجمات ضربة واحدة تستهدف ردع شن هجمات بأسلحة كيماوية في المستقبل ولا تأتي في إطار توسيع للدور الأمريكي في الحرب.

 

وصدرت ردود فعل متوقعة من إيران، حليف دمشق، وعدوتها السعودية وهما قوتان إقليميتان تدعمان أطرافا متعارضة في صراعات في سوريا ودول أخرى بالشرق الأوسط.

 

فقد أشادت السعودية “بالقرار الشجاع” للرئيس دونالد ترامب كما عبرت الإمارات العربية المتحدة، العضو في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، عن دعمها للضربات.

 

أما إيران فنددت “بالضربات الأحادية”.

 

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي قوله “مثل هذه الإجراءات ستقوي شوكة الإرهابيين في سوريا… وستؤدي إلى تعقيد الوضع في سوريا والمنطقة.”

 

وتمثل الضربة أقوى تحرك أمريكي مباشر في سوريا حتى الآن لكن محللين سياسيين عربا أبدوا تشككا في أنها ستحدث تغيرا كبيرا في اتجاه الصراع في سوريا أو في الجهود الرامية لإيجاد حل سياسي له.

 

بيد أنها توضح في الوقت نفسه المدى الذي يمكن لترامب الذهاب إليه واضعا على الأرجح جمهوره المحلي في الاعتبار حتى إذا هدد ذلك بمخالفته لمواقف سابقة له وبمواجهة مع روسيا، الحليف العسكري الرئيسي الآخر للأسد.

 

كان ترامب عبر مرارا عن رغبته في تحسين العلاقات مع موسكو بما في ذلك التعاون مع روسيا في قتال تنظيم الدولة الإسلامية ويركز سياسته بشأن سوريا حتى الآن بشكل كامل على هذا الجهد.

 

لكنه انتقد أيضا سلفه باراك أوباما لوضعه “خطا أحمر”، مهددا باستخدام القوة ضد الأسد إذا استخدم الأسلحة الكيماوية، ثم تراجعه عن إصدار أمر بشن ضربات جوية في 2013 عندما وافق الأسد على التخلي عن ترسانته من الأسلحة الكيماوية.

 

وندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالضربات الصاروخية ووصفها بأنها تحرك غير قانوني من شأنه أن يضر بالعلاقات الأمريكية الروسية.

 

وقال عبد العزيز الصقر، وهو أكاديمي سعودي ورئيس مركز الخليج للأبحاث “هذا النوع من الضربات لن يسقط النظام السوري.

 

“لكنها تظهر توجها جديدا من الإدارة الأمريكية في المنطقة وهو أنها ستأخذ بزمام المبادرة بمفردها إذا لزم الأمر.”

 

وعلى مدار الشهور القليلة الماضية تراجع كثير من الدول الغربية عن مطالبات قديمة بوجوب ترك الأسد للسلطة إذ قبلت بأن المعارضة لم يعد لديها القوة الكافية للإطاحة به. لكن بعد الهجوم الكيماوي نادى العديد من الدول بضرورة رحيله.

 

وتركيا من بين الدول التي تؤيد الضربات بشدة وتطالب بالإطاحة بالأسد. وحدث تقارب في الشهور الأخيرة بين تركيا وروسيا وترعى أنقرة محادثات سلام سورية في قازاخستان بالاشتراك مع موسكو.

 

وشكك مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة في أن تقوض الهجمات هذا النوع من الجهود.

 

وقال “لا أعتبر هذا تغيرا في سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا ولكنها ضربة محدودة ربما استهدف بها ترامب تعزيز موقفه داخل الولايات المتحدة.”

 

ويجد العراق نفسه في موقف صعب يتعين عليه فيه موازنة مصالحه بين حليفيه الرئيسيين الولايات المتحدة وإيران. والتزم مسؤولوه الصمت بشأن الضربات حتى الآن.

 

وقال المحلل الذي يعمل انطلاقا من بغداد فاضل أبو رغيف “الجانب العراقي لن يهرع إلى رد فعل من شأنه أن يأتي بنتائج عكسية.”

 

وفي شوارع العاصمة العراقية اعتبر البعض تحرك ترامب مجرد علامة أخرى على أن الولايات المتحدة تريد الهيمنة على الشرق الأوسط.

 

وقال صاحب متجر اكتفى بتعريف نفسه باسمه الأول قاسم “هو (ترامب) يريد عزل إيران وبناء قواعد عسكرية أمريكية في العراق.”

 

(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية- تحرير مصطفى صالح)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى