أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 08 أيلول 2017

إسرائيل تقصف «مصنع صواريخ وأسلحة كيماوية» في سورية

دبي – «الحياة»

أعلن الجيش السوري أن طائرات إسرائيلية أغارت فجر اليوم (الخميس) على أحد مواقعه العسكرية قرب بلدة مصياف في محافظة حماة، ما أدى إلى مقتل جنديين، في حين ذكرت وسائل إعلام اسرائيلية ولبنانية أن الغارة استهدفت مصنعاً لانتاج الصواريخ والأسلحة الكيماوية.

ونقلت «وكالة الأنباء السورية» (سانا) عن «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة» قولها في بيان إن «طيران العدو الاسرائيلي أقدم عند الساعة 2 و42 دقيقة فجر اليوم على إطلاق صواريخ عدة من الأجواء اللبنانية استهدف أحد مواقعنا العسكرية بالقرب من مصياف ما أدى إلى وقوع خسائر مادية واستشهاد عنصرين في الموقع».

وفيما رفض الجيش الإسرائيلي تأكيد الغارة أو نفيها، والتي تتزامن مع اجرائه مناورات عسكرية تعتبر الأكبر منذ 19 عاماً وتحاكي حرباً مع «حزب الله»، قالت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية إن الغارة «استهدفت مركزاً للدراسات والأبحاث العلمية يعمل على تطوير أسلحة كيماوية»، ونقلت عن حسابات سورية في مواقع التواصل الاجتماعي وقوع 3 إصابات.

وذكرت صحف لبنانية ان «وسائل إعلام اسرائيلية أعلنت أن القوات الجوية الإسرائيلية استهدفت فجرا مصنع أسلحة كيماوية في منطقة مصياف بالقرب من حماة في سورية».

وأوضحت أن «لبنانيين ذكروا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أنهم سمعوا فجر اليوم اصوات طائرات حربية مرت فوق لبنان على علو منخفض بالتزامن مع استهداف الموقع في سورية».

ونقل موقع «عرب 48» الفلسطيني كلاماً للمحلل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت» رون بن يشاي، قال فيه إن «المركز المشار إليه هو مركز لتطوير الوسائل القتالية وانتاج الصواريخ، استناداً إلى معلومات مصدرها كوريا الشمالية وإيران، تنقل إلى حزب الله منها صواريخ أس 60». ولفت إلى أن إسرائيل «كانت حذرت من أنها لن تتساهل مع إقامة مصانع لإنتاج أسلحة دقيقة لحزب الله».

ووصف رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق رئيس «معهد أبحاث الأمن القومي» في جامعة تل أبيب عاموس يدلين، الغارة بأنها «غير عادية»، محذراً من إمكان رد سوري أو إيراني أو من «حزب الله».

ونقل «عرب 48» تغريدات ليدلين في «تويتر» قال فيها إن «الهجوم هذه الليلة ليس عادياً. الحديث يدور عن مركزي عسكري – علمي سوري يطورون ويصنعون فيه، بين أمور أخرى، صواريخ دقيقة، وستكون مشاركتها مهمة في الحرب المقبلة».

وأضاف: «أن المصنع في المصياف الذي تمت مهاجمته ينتج أسلحة كيماوية وبراميل متفجرة قتلت آلاف المواطنين السوريين. إذا كان الهجوم إسرائيلياً فعلاً، فإنه يعني أنه يوجد أخيراً رد أخلاقي إسرائيلي على المجزرة في سورية».

وأشار يدلين إلى أن هذه الغارة تنطوي على «ثلاث رسائل مهمة: أن إسرائيل لا تسمح بتعاظم القوة وصنع سلاح إستراتيجي؛ توقيت الهجوم في وقت تتجاهل فيه الدول العظمى الخطوط الحمر التي وضعتها إسرائيل؛ وجود الدفاعات الجوية الروسية لا تمنع نشاطاً منسوباً لإسرائيل في سورية».

وختم يدلين قائلاً: «ثمة أهمية كبيرة الآن بالتركيز على مراقبة التصعيد والاستعداد لرد فعل من جانب سورية، إيران، حزب الله وربما خطوات احتجاجية روسية أيضاً».

 

إسرائيل تقصف موقعاً عسكرياً سورياً للأبحاث وتطوير الصواريخ

الناصرة – أسعد تلحمي , لندن – «الحياة»

أعلنت السلطات السورية أن الطيران الإسرائيلي أطلق صواريخ عدة من الأجواء اللبنانية مستهدفاً موقعاً عسكرياً في غرب سورية، يضم مركزاً للبحوث العلمية ومعسكر تدريب. ولم يصدر أي موقف إسرائيلي رسمي حول الغارات. كما امتنع مسؤولون رسميون عن التعليق. وجاء في بيان لقيادة الجيش السوري أمس «أقدم طيران العدو الإسرائيلي عند الساعة 2:45 (23:45 الأربعاء، ت غ) فجر اليوم (أمس) على إطلاق عدة صواريخ من الأجواء اللبنانية استهدفت أحد مواقعنا العسكرية بالقرب من مصياف»، الواقعة على بعد ستين كيلومتراً شرق مدينة طرطوس الساحلية في غرب سورية. وقال البيان إن الغارات تسببت بـ «استشهاد عنصرين في الموقع» لم يحدد هويتهما أو عملهما.

من ناحيته، قال مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» إن «الصواريخ الإسرائيلية استهدفت مركز البحوث ومعسكر التدريب الذي يضم مستودعات لتخزين الصواريخ».

وأفاد بسقوط قتيلين من قوات النظام، إضافة الى خمسة جرحى آخرين على الأقل، لافتاً إلى «أضرار في مركز البحوث في شكل قطعي وحريق ضخم في مستودعات الصواريخ».

ووفق عبدالرحمن، يستخدم «الإيرانيون وحزب الله هذا المعسكر، وهو قاعدة لكل الميليشيات الموالية للنظام التي تقاتل في ريف حماة» في وسط البلاد.

وتدعم إيران سورية مالياً وعسكرياً منذ بدء الحرب، وتنشر عدداً كبيراً من عسكرييها كمستشارين في أنحاء البلاد، وفق تقارير مختلفة.

وأفاد محللون عسكريون إسرائيليون أنه يتم في المكان المستهدف إنتاج أسلحة كيماوية وأسلحة أخرى، وأن الضربة تندرج في إطار القرار الإسرائيلي منع انتشار أسلحة استراتيجية في سورية، لا سيما بالنسبة إلى «حزب الله» وإيران.

وقال ياكوف اميدرور، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بين 2011 و2013 لصحافيين أمس «إنها المرة الأولى التي يتم فيها استهداف مركز عسكري سوري رسمي»، مشيراً إلى أن مركز البحوث قديم في سورية و «كان ينتج في الماضي أسلحة كيماوية، لكن ايضاً أسلحة أخرى بينها قذائف وصواريخ».

وأضاف أن إسرائيل وجهت مراراً «رسائل واضحة» حتى قبل الهجوم «بأننا لن نسمح لإيران وحزب الله ببناء قدرات تمكنهما من مهاجمة إسرائيل من سورية، ولن نسمح لهما ببناء قدرات لحزب الله في ظل الفوضى القائمة في سورية».

وتابع «حتى من دون هذا الهجوم، كان واضحاً أننا مستعدون للتحرك متى تجاوزوا الخطوط الحمر».

ونفذت إسرائيل خلال سنوات النزاع في سورية عدداً كبيراً من الغارات الجوية نادراً ما أقرت بها، واستهدفت غالباً مواقع لـ «حزب الله».

واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في 28 آب (أغسطس) إيران ببناء مواقع في سورية ولبنان لـ «صواريخ موجهة ودقيقة»، معتبراً أن «إيران تعمل على تحويل سورية إلى قاعدة عسكرية «محصنة، وتريد استخدام سورية وإسرائيل «كجبهات لحربها المعلنة لإلغاء إسرائيل».

وبدأ الجيش الإسرائيلي الثلثاء تدريباً عسكرياً واسع النطاق يحاكي حرباً مع «حزب الله»، في أضخم مناورات من نوعها منذ قرابة 20 عاماً.

في موازاة ذلك، وصف رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقاً الذي يرأس حالياً معهد أبحاث الأمن القومي عاموس يدلين في حسابه على «تويتر» الهجوم بـ «غير العادي»، بداعي أن الحديث عن «منشأة عسكرية تطور وتصنع سلاحاً كيماوياً، بينها صواريخ دقيقة سيكون لها دور مركزي في الحرب المقبلة».

وأضاف أن المنشأة التي قُصفت «تنتج أيضاً سلاحاً كيماوياً وبراميل تفجيرية». ورأى يدلين أن الهجوم ينطوي على ثلاث رسائل مهمة: الأولى أن إسرائيل لن تسمح بتعاظم القوة العسكرية السورية وإنتاج سلاح استراتيجي، والثانية تتعلق بتوقيت الهجوم «في وقت تتجاهل الدول العظمى الخطوط الحمر التي حددتها إسرائيل»، والثالثة تعتبر أن وجود الدفاعات الجوية الروسية «لا يمنع إسرائيل نشاطاً منسوباً لها في سورية».

وشدد يدلين على أنه «مع ذلك يجب تجنب تصعيد الأوضاع، لكن مع التأهب لاحتمال رد فعل سوري، ايراني، أو من حزب الله أو حتى خطوات احتجاج روسية».

وكان قائد سلاح الجو السابق اللواء أمير ايشل أقرّ قبل شهر بأن الطيران الحربي الإسرائيلي قصف خلال السنوات الخمس الأخيرة أكثر من مئة مرة في الجبهة الشمالية (السورية واللبنانية) وجبهات أخرى، بهدف منع تعاظم قوة حزب الله العسكرية.

لكن المعلق العسكري في «هآرتس» عاموس هارئيل أشار إلى أن الهجوم أمس يختلف عن المرات السابقة إذ لم يستهدف قوافل أسلحة أو مخازن تابعة لـ «حزب الله» إنما «الدولة السورية ومصنعاً تابعاً لها».

كما لفت إلى «التوقيت الحساس» لهذا الهجوم، بعد شهر من اتفاق «خفض التوتر» جنوب سورية الذي أعلنت إسرائيل عدم ارتياحها له، خصوصاً من إبقائه على الوجود الإيراني في سورية، من دون أن يلفت هذا الاحتجاج اهتماماً أميركياً أو روسياً كافياً. وأضاف أن الهجوم قد يُفسَر على أنه «رسالة إسرائيلية للدول العظمى بأن عليها أن تأخذ في حساباتها الاعتبارات الأمنية الإسرائيلية، وأنه في وسع إسرائيل التشويش على عملية التسوية المستقبلية في سورية إذا ما أصرت الدول العظمى على إبقاء إسرائيل خارج صورة التسوية».

وتابع أنه بينما فضل الرئيس السوري بشار الأسد عدم الرد على عشرات الهجمات السابقة بسبب موقعه الضعيف، باستثناء واحدة حين اعترضت صواريخ دفاعية طائرات إسرائيل، فإنه «الآن وبعد أن استقر من جديد على كرسيه ويتمتع بدعم روسي وإيراني قوي، ينبغي على إسرائيل الانتظار في الأيام القريبة المقبلة لترى كيف تنظر روسيا والولايات المتحدة وإيران إلى التطورات الأخيرة».

كما ربط المعلق بين الهجوم وبين المناورة العسكرية الأكبر منذ 20 عاماً التي تشهدها إسرائيل في شمالها على مقربة من الحدود مع لبنان «وهي مناورة رفعت منسوب الغضب لدى حزب الله».

واعتبر المعلق أمير بوحبوط الهجوم الإسرائيلي «مبادرة هجومية إسرائيلية ضد عملية تعزيز إيران وجودها في سورية وتعاظم قوة حزب الله، خصوصاً في ضوء سلوك الأسد الخاضع تماماً لإملاءات إيران عرفاناً بجميلها في بقائه على كرسيه». وأضاف أن قائد سلاح الجو الجديد اللواء عميقام نوركين يؤمن بأهمية الحفاظ على التفوق الإسرائيلي جواً»، ليس فقط من خلال تعزيز هذا السلاح إنما من خلال عمليات يبادر إليها وتنقل الرسالة بكل وضوح بأن إسرائيل ستضرب أعداءها لكن في موازاة السعي لإرجاء الحرب المقبلة».

وفرضت الولايات المتحدة في 24 نيسان (أبريل) «عقوبات واسعة» على 271 خبيراً كيماوياً موظفين في مركز الدراسات والبحوث العلمية وعدد من المسؤولين السوريين رداً على هجوم خان شيخون.

واتهمت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة رسمياً دمشق أول من أمس، باستخدام غاز السارين في هجوم على مدينة خان شيخون في إدلب (شمال غرب البلاد) تسبب بمقتل أكثر من ثمانين شخصاً.

وتنفي دمشق باستمرار حيازتها أو استخدامها أسلحة كيماوية، مؤكدة أنها فككت ترسانتها في العام 2013، بموجب اتفاق روسي- أميركي أعقب هجوماً بغاز السارين على منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق وتسبب بمقتل المئات، ووجهت أصابع الاتهام فيه الى دمشق.

إلى ذلك، نقل الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريبلين إلى المستشارة الألمانية أنغيلا مركل في لقائهما في برلين أمس رسالة مفادها بأن «تسلح حزب الله المتواصل يستوجب من إسرائيل أن ترد»، معتبراً إيران «جهةً متآمرة تقود نحوز تعزيز المحور الشيعي في سورية والشرق الأوسط كله»، وأن هذا يشكل تهديداً مباشراً على إسرائيل وعلى الاستقرار في المنطقة، «وعلى هذا النحو فإن إيران قد تقود المنطقة كلها إلى حرب».

 

إسرائيل تقصف صواريخ إيرانية في سورية

الناصرة – أسعد تلحمي , لندن – «الحياة»

اتهمت السلطات السورية إسرائيل بشن هجوم صاروخي من الأجواء اللبنانية استهدف موقعاً عسكرياً في محافظة حماة غرب سورية، يضم مركزاً للبحوث العلمية ومعسكر تدريب. وحذرت من «التداعيات الخطيرة لهذا العمل العدائي». وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الضربة استهدفت منشأة لمركز الدراسات والبحوث العلمية، وهو الهيئة التي تقول واشنطن إنها تصنع الأسلحة الكيماوية في سورية. وأفاد «المرصد» بأن الضربة أصابت أيضاً معسكراً للتدريب إلى جوار مركز الأبحاث، تُخزن فيه صواريخ أرض- أرض ويستخدمه الإيرانيون و «حزب الله» اللبناني. وأشار إلى أن عناصر من إيران و «حزب الله» شوهدوا هناك أكثر من مرة.

وجاء الهجوم مع مناورات عسكرية إسرائيلية قرب الحدود مع لبنان هي الأضخم منذ قرابة 20 عاماً تحاكي حرباً مع «حزب الله».

في موازاة ذلك، انتقد مسؤولون في المعارضة السورية تصريحات المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا التي دعاهم فيها إلى الاعتراف بأنهم «لم ينتصروا في الحرب» ضد نظام الرئيس بشار الأسد. ووصفت «الهيئة العليا للمفاوضات» التصريحات بـ «الصادمة والمخيبة للآمال».

وفي بيانها أمس، أفادت قيادة الجيش السوري: «أقدم طيران العدو الإسرائيلي فجر اليوم (أمس) على إطلاق صواريخ عدة من الأجواء اللبنانية استهدفت أحد مواقعنا العسكرية قرب مصياف» الواقعة على بعد ستين كيلومتراً شرق مدينة طرطوس الساحلية غرب سورية. وذكر البيان أن الضربة الجوية قتلت جنديين وألحقت أضراراً مادية قرب مدينة مصياف، محذراً من أن الهجوم يفيد تنظيم «داعش».

وفيما امتنعت ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي عن التعليق على الهجوم، كتب عاموس يالدين رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية سابقاً في تغريدة على «تويتر»، أن الهجوم «ليس روتينياً»، ورأى أنه ينطوي على ثلاث رسائل مهمة، وهي أن إسرائيل لن تترك سورية تنتج أسلحة استراتيجية، وستفرض خطوطها الحمراء، وأن أنظمة الدفاع الجوي الروسية في سورية لن تعرقلها.

وقال الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين أمس خلال اجتماعه مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، إن الأسلحة التي يملكها «حزب الله» اللبناني «تشكل خطراً وتتطلب من إسرائيل الرد عليها».

من ناحيته، ذكر ياكوف أميدرور، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بين 2011 و2013 للصحافيين أمس، أن مركز البحوث في سورية «كان ينتج في الماضي أسلحة كيماوية، لكن أيضاً أسلحة أخرى بينها قذائف وصواريخ». وأضاف أن إسرائيل وجهت مراراً «رسائل واضحة» حتى قبل الهجوم «بأننا لن نسمح لإيران وحزب الله ببناء قدرات تمكنهما من مهاجمة إسرائيل من سورية، ولن نسمح لهما ببناء قدرات لحزب الله في ظل الفوضى القائمة في سورية».

وربط أميدرور بين الضربة وزيارة الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله إلى دمشق. وأضاف: «انتقلت أنظمة أسلحة من هذه المنظمة (مركز الدراسات والبحوث العلمية) إلى أيدي حزب الله خلال سنوات».

ولفت المعلق العسكري في «هآرتس» عاموس هارئيل إلى «التوقيت الحساس» لهذا الهجوم، بعد شهر من اتفاق «خفض التوتر» جنوب سورية الذي أعلنت إسرائيل عدم ارتياحها له، خصوصاً من إبقائه على الوجود الإيراني و «حزب الله» في سورية. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اتهم في 28 آب (أغسطس) إيران ببناء مواقع في سورية ولبنان لـ «صواريخ موجهة ودقيقة»، معتبراً أن «إيران تعمل على تحويل سورية إلى قاعدة عسكرية محصنة»، واستخدامها ضد إسرائيل.

في موازاة ذلك، شنت فصائل في المعارضة السورية هجوماً على دي ميستورا الذي دعاها إلى «الواقعية» والاعتراف بأنها لم تنتصر في الحرب الدائرة ضد الأسد. ووصفت «الهيئة العليا للمفاوضات» تصريحات دي ميستورا بأنها «صادمة ومخيبة للآمال». وقال رياض حجاب «المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات»، إن وساطة الأمم المتحدة لإنهاء الصراع «فشلت وإن الثورة السورية مستمرة».

وكتب حجاب على «تويتر» أمس: «تصريحات دي ميستورا تعكس هزيمة الوساطة الأممية في إنفاذ قرارات مجلس الأمن واحترام التزاماتها أمام المجتمع الدولي». وأضاف: «مرة أخرى يورط دي ميستورا نفسه بتصريحات غير مدروسة». وزاد: «الثورة السورية ماضية». ودعا حجاب إلى «طرح أممي جديد إزاء القضية السورية».

من ناحيته، قال رئيس وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» إلى جنيف نصر الحريري في مؤتمر صحافي عقده في إسطنبول أمس: «هذه التصريحات أقل ما يقال إنها صادمة».

واعتبر أن «عملية جنيف بهذا الشكل تفقد صدقيتها، لأن الاتجاه الحالي في العملية السياسية يتم التلاعب به من بعض الأطراف الدولية، لا سيما روسيا».

 

نتانياهو يكشف عن تعاون سري مع دول عربية

القدس المحتلة – أ ف ب

أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم (الاربعاء)، أن هناك تعاوناً على مستويات مختلفة مع دول عربية ليس بينها وبين إسرائيل اتفاقات سلام، موضحاً أن هذه الاتصالات تجرى بصورة غير معلنة، وهي أوسع نطاقاً من تلك التي أجريت في أي حقبة سابقة من تاريخ إسرائيل.

وجاء حديث نتانياهو خلال حفل اقيم لمناسبة رأس السنة العبرية الجديدة في مقر وزارة الخارجية الاسرائيلية في مدينة القدس، وأشار فيه الى نجاح إسرائيل في توسيع علاقاتها الدولية، خصوصاً مع دول أميركا اللاتينية، وإلى انفراج في العلاقات العربية – الاسرائيلية.

وقال نتانياهو: «نستبق العيد للاحتفال بنجاحنا»، مشيراً إلى دخول إسرائيل إلى «ساحات جديدة، الى كتلة الدول العربية» معتبراً ان «التعاون الذي يحدث معها أمر لم يسبق حدوثه بالفعل في تاريخنا، حتى عندما كنا نبرم الاتفاقات مع الدول التي أقمنا معها علاقات سلام».

وأضاف: «ان هناك تعاوناً بطرق مختلفة وعلى مستويات متعددة مع دول عربية، لكنه ليس في مرحلة الظهور العلني بعد» قبل ان يوضح ان هذه «الامور الحاصلة بصورة غير معلنة هي أوسع نطاقاً إلى حد كبير من أي حقبة مضت على تاريخ دولة إسرائيل».

واعتبر ان ما يحدث مع الدول العربية «يعتبر تغييراً كبيراً، مع أن الفلسطينيين وللأسف الشديد لم يعدلوا بعد من شروطهم للتوصل الى تسوية سياسية، وهذه الشروط غير مقبولة بالنسبة لقسم كبير من الجمهور الاسرائيلي».

وهي المرة الاولى التي يشير فيها نتانياهو بوضوح الى علاقات وتعاون سري مع دول عربية.

وفي سياق منفصل، طالب نتانياهو «اللجنة الدولية للصليب الاحمر» بالمساعدة في اعادة مدنيين لا يزالون محتجزين في غزة ورفات جنديين اسرائيليين. وقال عقب لقائه رئيس اللجنة بيتر ماورير الذي يزور اسرائيل والاراضي الفلسطينية: «نحن قلقون حيال هذه الوحشية التي لا يمكن تصديقها».

ويعتقد ان الجنديين الاسرائيليين آورون شاول وهدار غولدين قتلا خلال حرب صيف 2014 التي شنتها اسرائيل ضد حركة «حماس» والفصائل الاخرى في قطاع غزة.

ويعتقد ان رفاتهما لا تزال لدى حركة «حماس» التي تسيطر على القطاع.

وهناك ايضا ثلاثة مدنيين اسرائيليين، اعلنت اسرائيل انهم يعانون من اضطرابات عقلية، دخلوا غزة وتحتجزهم «حماس».

وقال ماورير الذي التقى الثلثاء رئيس حركة «حماس» في قطاع غزة يحيى السنوار ان اللجنة لديها تفويض بموجب القانون الدولي بمساعدة الناس وايجاد الوسائل العملية لتحقيق ذلك.

 

غارة روسية تقتل قياديين من «داعش» في دير الزور

موسكو – أ ف ب

قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم (الجمعة) انها قتلت حوالى 40 من مقاتلي تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) بينهم أربعة قياديين ميدانيين في ضربة جوية قرب مدينة دير الزور شرق سورية.

وأضحت الوزارة في بيان على «فايسبوك»: «نتيجة الضربة الدقيقة التي نفذها سلاح الجو الروسي في محيط مدينة دير الزور على مركز قيادة ومركز اتصالات قتل نحو 40 مقاتلاً من داعش».

واضافت: «بحسب معلومات مؤكدة بين القتلى أربعة قياديين ميدانيين كبار منهم أمير دير الزور ويدعى أبو محمد الشمالي، ووزير الحرب في التنظيم ويدعى غول مراد حليموف من طاجيكستان بسبب تعرضه لإصابة قاتلة».

ولفتت الوزارة إلى ان حليموف كان يقود القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية الطاجيكية قبل التحاقه بالتنظيم في 2015.

وكانت وزارة الخارجية الاميركية قالت ان طارق الجربة المعروف باسم ابو محمد الشمالي عضو مهم في «داعش» وينظم مرور المقاتلين الاجانب القادمين من استراليا واوروبا او الشرق الاوسط للانضمام الى صفوف التنظيم.

ووصفت أميركا والأمم المتحدة ابو محمد الشمالي بـ «الارهابي» وتم تجميد ممتلكاته ومنعه من السفر، كما وصفته مذكرة البحث عنه الصادرة عن الخارجية الاميركية بانه «مسؤول في تنظيم الدولة الاسلامية ويعيش في مدينة جرابلس شمال سورية على الحدود مع تركيا».

وتمكنت القوات السورية بدعم من روسيا من كسر حصار فرضه تنظيم «داعش» على دير الزور منذ مطلع 2015.

 

وصول قافلة مساعدات لمدينة دير الزور بعد حصار ثلاثة أعوام

بيروت – رويترز

قالت وسائل إعلام رسمية سورية إن قافلة مساعدات وصلت مدينة دير الزور في شرق سورية اليوم (الخميس)، حاملة إمدادات للجنود والمدنيين بعد أيام من كسر الجيش لحصار فرضه تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على المدينة لثلاث سنوات.

وذكرت «الوكالة العربية السورية للأنباء» أن الجيش وحلفاءه وصلوا دير الزور أول من أمس في تقدم خاطف صوب المدينة بعد شهور من التقدم بوتيرة ثابتة شرقاً عبر الصحراء.

وقدرت الأمم المتحدة أن 93 ألف مدني كانوا يعيشون تحت حصار «داعش» لدير الزور في أوضاع «صعبة للغاية» وكانت تصلهم إمدادات من طريق عمليات الإنزال الجوي.

وقالت الوكالة إن حوالى 40 شاحنة وصلت المنطقة اليوم حاملة الحاجات الأساسية مثل الوقود والمواد الغذائية والإمدادات الطبية التي شملت عيادتين متنقلتين للمدنيين.

ويسيطر الجيش على جيب آخر محاصر في القاعدة الجوية في المدينة تفصله عن القوات المتقدمة مئات الأمتار من الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم «داعش».

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم إن الجيش لم يصل بعد إلى هذا الجيب وإنه يعمل على توسيع الممر الذي يتحرك فيه من الغرب.

وأضاف أن الهجوم أدى إلى وقوع خسائر من الجانبين.

وذكرت «الوكالة السورية» أن الجيش وسع نطاق سيطرته على الأرض حول الممر بعد ضربات جوية وقصف مدفعي عنيف.

ومن ناحية أخرى، قال المبعوث الأميركي الخاص للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» بريت مكغورك أمس إن قافلة من مقاتلي التنظيم وأسرهم انطلقت من على الحدود بين سورية ولبنان لا تزال في الصحراء المفتوحة.

ويستخدم التحالف الضربات الجوية لمنع القافلة من الوصول لأراض يسيطر عليها التنظيم في شرق سورية يرافقها إليها الجيش السوري وحليفه «حزب الله» في إطار هدنة بعد قتال على الحدود السورية- اللبنانية.

ويقاتل التنظيم المتشدد لوقف تقدم الجيش السوري وحلفائه في شرق ووسط سورية من جهة و«قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة في الرقة من جهة أخرى.

وقال التحالف بقيادة واشنطن إن التنظيم خسر قرابة نصف أراضيه في العراق وسورية لكن لا يزال لديه ما بين ستة آلاف وثمانية آلاف مقاتل في سورية.

 

واشنطن تنفي إجلاء قياديي “الدولة” من دير الزور السورية

 

“القدس العربي” – وكالات: نفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الجمعة، تصريحات روسية حول قيام مروحيات تابعة لسلاح الجو الأمريكي، بإجلاء قرابة 20 قيادي في تنظيم “الدولة الاسلامية”(داعش) من محافظة دير الزور، شرقي سوريا.

 

جاء ذلك في تصريح أدلى به المتحدث باسم الوزارة الرائد أدريان رانكين غالواي، للأناضول، بشأن تقرير نشرته وكالة “ريا نوفوستي” الروسية، الخميس، استناداً إلى مصادر عسكرية ودبلوماسية روسية.

 

وقال المتحدث الأمريكي، إن “ادعاءات الوكالة الروسية خاطئة تماماً ولا تعكس الحقائق”، مشيراً إلى أنه “لا داعي لمزيد من التعليق حيال الموضوع″.

 

والخميس، نقلت وكالة “ريا نوفوستي”، عن مصادر عسكرية ودبلوماسية روسية، فضلت عدم الكشف عن اسمها، أن مروحيات أمريكية أجلت قرابة 20 قيادياً ميدانياً بـ”داعش” من “دير الزور”، في أغسطس/آب الماضي.

 

وأضافت المصادر، أن المروحيات الأمريكية أجلت القيادات وبعض عناصر “داعش” لاستخدامهم في مناطق أخرى (لم تذكرها).

 

وأشارت إلى أن اثنين من تلك القيادات الميدانية، من أصول أوروبية، دون ذكر جنسيتهما، أو جنسية الباقين.

 

ولفتت المصادر، إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم بها الولايات المتحدة بإجلاء إرهابيي “داعش” من سوريا، وأن المروحيات الأمريكية أجلت أيضاً في مايو/أيار الماضي، قيادات ميدانية من “داعش”، وبعض المقاتلين الأوروبيين المرتزقة من دير الزور.

 

وفي يونيو/حزيران ويوليو/تموز الماضي، تم إجلاء قيادات من “داعش” في محافظة الرقة (شمال)، حسب الوكالة الروسية.

 

سوريا: بعض المدارس تمحو الأسد من المناهج وتوتر حول اللغة الكردية

حزيمة- (رويترز): تضج المدارس القليلة، التي لم يدمرها تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، والتي تتناثر على جدرانها آثار الرصاص، بأصوات التلاميذ وهم يتعلمون للمرة الأولى منذ سنوات.

 

وفي قرية حزيمة، شمالي الرقة، أعطى المعلمون دروسا في الهجاء للفصول المكتظة بالتلاميذ في أحد أيام الصيف الحالي قبل أن يبدأ الفصل الأول من العام الدراسي الجديد.

 

وقال معلم يدعى أحمد الأحمد وهو يقف إلى جانب فتحة بجدار المدرسة خلفها انفجار لغم أصاب زميلا له “المهم الآن هو عودة الأطفال إلى فصول الدراسة”.

 

وأغلق التنظيم المتشدد هذه المدرسة وكثيرا غيرها في شمال سوريا بعدما سيطر على المنطقة في 2014، بعد 3 أعوام على بداية الحرب. وبدلا من ذلك شرع في تعليم الأطفال الفكر المتطرف في المساجد.

 

ولكن بعد طرد قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف عسكري تسانده الولايات المتحدة، مسلحي “الدولة” من معظم الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها في الرقة ومحيطها، يشير الجدل المتصاعد بشأن التعليم إلى التوتر العرقي المتوقع أن يطفو على السطح في المستقبل.

 

وتعتبر المواد الدراسية التي يتعين تدريسها في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية من الأسئلة العديدة المتعلقة بكيفية إدارة الأجزاء التي يغلب العرب على سكانها في شمال سوريا بعد دخولها تحت سيطرة الأكراد.

 

وستدرس المدارس في أنحاء الرقة هذا العام منهجا جديدا يستند إلى الكتب القديمة لكنه يمحو فكر حزب البعث الذي يمثله الرئيس السوري بشار الأسد، وهو قرار وافق عليه المعلمون العرب والأكراد على السواء.

 

لكن مسؤولا في قوات سوريا الديمقراطية طرح فكرة تدريس اللغة الكردية في مدارس الرقة، وهي فكرة أثارت حفيظة المسؤولين المحليين.

 

وعلى عكس المناطق الأخرى الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، والتي تدرس الكردية منذ سنوات، لا توجد خطط حتى الآن لتدريس تلك اللغة في الرقة التي يهيمن عليها العرب.

 

ويقول المسؤولون إن ذلك سيحتاج إلى توافق عام في الرأي ملمحين إلى مخاوف من أن إضافة هذه اللغة إلى المناهج على نحو متسرع يمكن أن تحدث اضطرابات.

 

وقال الأحمد “ما في أي مشكلة مع تعليم الكردية. (لكن) إذا فرضوها راح يكون في مشاكل”.

 

استياء من سلطة الأكراد

 

يقول مسؤولون إن وحدات حماية الشعب الكردية تسيطر على مناطق شمال شرق سوريا منذ بدايات الحرب التي بدأت قبل 6 سنوات، والتي تخضع الآن لإدارة حكم ذاتي يعارضها الأسد. وتسيطر قواته على المراكز السكانية الرئيسية في الغرب وتتقدم كذلك على حساب “الدولة الإسلامية” وقوات تدعمها تركيا.

 

وجميع المجموعات العرقية ممثلة في الهيئات المحلية التي تدير المناطق ذات الأغلبية العربية التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية بعد طردها لمقاتلي “الدولة” لكن منتقدين يقولون إن الأكراد يهيمنون على صنع القرار.

 

وتشير مقابلات أجرتها رويترز مع مسؤولي قوات سوريا الديمقراطية والسلطات المحلية إلى استياء من السلطات الكردية بسبب خطط التعليم.

 

وقال مستشار كبير لقوات سوريا الديمقراطية ومنسق يعمل مع التحالف الأمريكي إنه يعتقد أنه سيجري تدريس اللغة الكردية للتلاميذ الأكراد في أنحاء الرقة هذا العام على غرار ما يحدث في المدارس الأخرى في المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

 

وقال آمد سيدو عبر الإنترنت “أي مكون له الحق في التعلم بلغته وهذا ينصب في صلب مشروعنا الديمقراطي”.

 

وفوجئ المسؤولون في مجلس الرقة المدني، وهو هيئة حكم محلي تشكلت حديثا، بهذا القرار.

 

وقال عمار الحسين المسؤول بلجنة التعليم في المجلس في مكتبه ببلدة عين عيسى “لا.. ما يصير بدون استشارة معنا والمجلس هو اللي لازم يتفق…توجد حاليا العربية مع دروس إنكليزية وفرنسية”.

 

وأضاف مرددا ما قاله العديد من أعضاء المجلس إن الكردية ستدرس فقط إذا طلبت الأسر ذلك وإذا كان هناك ما يكفي من المعلمين المؤهلين وإذا أقر المجلس العربي الكردي ذلك.

 

وقال مسؤول آخر بلجنة التعليم يدعى علي شنه “في حال اتفق الشعب الموجودين هنا … (والسلطات) بس يتفقوا ما في أي اعتراض… هو يعرف اللغة الكردية شو بده يتعلم”.

 

وذكر معلم زج به الأسد في السجن لإصدارة مجلة بلغة كردية “أبغض هذا الاتجاه. إنه جهل..إنه نفس تفكير (تنظيم الدولة الإسلامية)”.

 

مخاوف من الاضطرابات

 

تسببت الحساسية بشأن اللغة في اضطرابات بالفعل في الحسكة إلى الشمال الشرقي وهي منطقة تسيطر عليها منذ سنوات وحدات حماية الشعب الكردية حيث يجري تدريس منهج جديد بالعربية والكردية وكلتيهما لغة رسمية.

 

وقال مصطفى بالي المسؤول بقوات سوريا الديمقراطية إنه لا توجد نية لفرض اللغة الكردية على العربية أو كبح العربية.

 

وأضاف “أنا لا أؤيد التوجه العنصري باتجاه اللغة. لكن حاليا في (يوجد) توجه لدى الكثير من الشباب الكردي إنه يمنعوا تدريس اللغة العربية في المناطق الكردية كانتقام من مرحلة البعث”.

 

وتعلي مناهج البعث القومية العربية على الهوية العرقية. وكان التلاميذ الأكراد يعاقبون إذا تحدثوا بلغتهم الأم في أفنية المدارس. والآن يتعلم الأكراد الكردية حتى في بعض البلدات ذات الأغلبية العربية.

 

والمسؤولون الأكراد في الرقة مصممون على فرض أسلوبهم على الرغم مما يقولون إنها تهديدات محتملة من الأسد أو تركيا.

 

وقالت ليلى مصطفى الرئيسة المشاركة لمجلس الرقة المدني “لن نسمح لتركيا أو أي شخص آخر أن يتدخل في شؤوننا الداخلية. نحن من نقرر ما ندرس أو لا ندرس″.

 

وفي مدرسة حزيمة يساور المعلمين القلق بشأن كل من إرث ا”لدولة الإسلامية” والأسد ومن الاضطرابات السياسية في المستقبل.

 

وقال معلم يدعى أحمد سعود “طفل راح يغني أناشيد الدولة الإسلامية”.

 

ويقول المعلمون إن مناهج البعث “العنصرية” تساعد في إذكاء الصراع السوري وإنهم قلقون من تدريس المنهج الجديد.

 

وقال أحمد الأحمد دون أن يحدد الجماعات التي يشير إليها “من الملح أن نبدأ الدراسة. المرحلة التالية ستكون صعبة… ستكون هناك محاسبة بين الفصائل… محاسبة بشكل عام”.

 

الميليشيات الكردية تختطف 17 شخصاً بينهم صبي وتجهزهم للقتال ضمن صفوفها في الحسكة

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي»: تحتل المنطقة الشرقية في سوريا المرتبة الأولى في تجنيد الأطفال حيث تتوسع الرقعة التي تسيطر عليها مليشيا «ب ي د» بدعم امريكي، الامر الذي نتج عنه تصاعد في تجنيد المزيد من المقاتلين بغض النظر عن فئتهم العمرية، فتنامي هذه الرقعة الجغرافية يتطلب من الميليشيات الكردية القدرة على تغطيتها بشرياً ما استدعاها إلى تشريع قوانين التجنيد الإجباري، واختطاف غير المعنين في هذا القانون حتى لو كان طفلاً.

فقد اختطفت ميليشيات مسلحة تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي «ب ي د» 17 شاباً، بينهم فتى يبلغ 14 عاماً، أثناء رعيه للأغنام في ريف مدينة رأس العين بمحافظة الحسكة، واقتادته إلى احد المعسكرات القريبة المخصصة لتدريب العناصر الاغرار قبيل انخراطهم بالاعمال العسكرية. وقال مدير شبكة الخابور «ابرهيم حبش» في اتصال مع «القدس العربي» ان قوة مسلحة من المخابرات العسكرية التابعة للميليشيات الكردية اختطفت قبل يومين الطفل «سعيد محمود المحمد» وأجبرته على الخضوع للتدريبات العسكرية تمهيدًا لزجه ضمن صفوف الـ «ب ي د». وبيّن المتحدث الاعلامي أن ذوي الطفل قد راجعوا مركز «التجنيد « في مدينة رأس العين، وتأكدوا من وجود طفلهم لدى ميليشيات «ب ي د» بعد اختفائه منذ يومين.

وأكدت مصادر اهلية لـ«القدس العربي» اعتقال ميليشيا «المخابرات العسكرية» التابعة «ب ي د» يوم الخميس أكثر من 17 شاباً أثناء محاولتهم العبور إلى تركيا من أحد المعابر غير الشرعية قرب قرية العزيزية غربي مدينة رأس العين، حيث تم اعتقالهم بشكل تعسفي وسوقهم إلى معسكرات التجنيد الاجباري.

الناشط الحقوقي محمد الخابوري قال في تصريح لـ «القدس العربي» ان تشريع قانون التجنيد الإجباري كان في الظاهر يشمل الاشخاص الذين تجاوزت اعمارهن سن 18 وحتى سن 35 سنة، بيد ان مليشيا «ب ي د» لم تعترف حتى على قوانينها التي سنتها وقامت منذ توسع سيطرتها بتجنيد الأطفال القصر دون 15 سنة فمن لم تستطع اعتقاله وزجه بالمعسكرات تقوم باختطافه.

وأضاف: «كان آخر ضحايا الميليشيات الكردية هو الطفل سعيد محمود المحمد البالغ 14 عاماً، من ابناء ريف رأس العين اثناء رعيه الأغنام وزجت به باحد معسكراتها التي لا تتعدى فترة التدريب فيها الاسبوعين، ليكون الطفل بمواجهة الموت المحتم، فهو طفل لا يملك الخبرة القتالية، اما قانونياً فقد تضمنت اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989 التي كاد أن يكون التصديق عليها عالمياً، سن الخامسة عشرة كحد أدنى. وأُضيف بروتوكول اختياري إلى هذه الاتفاقية في أيار/مايو 2000 رفع سن التجنيد الإجباري إلى الثامنة عشرة ودعا الدول إلى رفع الحد الأدنى للتجنيد الطوعي إلى ما يزيد على 15 سنة وكلنا نعلم ان تم التشديد على أن الجماعات المسلحة لا ينبغي لها أن تستخدم الأطفال دون سن الثامنة عشرة في أي حال من الأحوال».

وقال الناشط الحقوقي: امريكا أم الديمقراطيات المزعومة، لا تنظر إلى حلفائها التي تدعمهم بشكل مباشر أنهم يمتهنون تجنيد الأطفال ويزجون بهم بالمعارك بصورة مباشرة واشتباكات مباشرة، ما أسفر ذلك عن مقتل عدد كبير من أطفال سوريا في صفوف ميليشيا الوحدات الكردية، فيما لم تشيع الأخيرة الا عدداً قليلاً منهم، حيث اخفت القتلى وملفاتهم عن الجميع.

وكانت الاستخبارات العسكرية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي قد شنت مجموعة من حملات الاعتقال بحق القصّر ممن لا تتجاوز اعمارهم الثامنة عشرة سواء من الفتيات او الفتيان، بهدف تعزيز قواتها بالمزيد من المجندين في ظل استمرار المعارك التي يخوضها الأكردا بالتعاون مع قوات التحالف الدولي، حيث تصعد الأخيرة من حملاتها في مناطق سيطرتها ضمن مدن وبلدات الحسكة والقامشلي والمالكية ورأس العين وتل تمر وأبو رأسين والدرباسية وتل الصدق، وريف القحطانية، وتل أعور والقيروان.

و رفضت ميليشيات «ب ي د» الكشف عن مصير الصبية «فيفيان الاحمد»/14 عاماً/، والمختطفة منذ قرابة العشرة أشهر، وخاصة بعد تأكد ذويها ان فيفيان تم تجنديها بشكل قسري وبسرية تامة في صفوف الميليشيا. وقال الإعلامي إبراهيم الحبش في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» ان الادراة الذاتية رفضت تسليم الطفلة «فيفيان أحمد محمد» إلى أهلها، بعد ان تم اختطافها منذ الثالث والعشرين من شهر تشرين الأول /اكتوبر/ من العام الفائت، من قبل عناصر الميليشيا، تم تجنيدها بشكل سري خوفاً من تحول عملية تجنيد القاصرات إلى قضية رأي عام.

واضاف المتحدث أن (ب ي د) يكثف من تواجده الأمني في المدينة، تحسباً لانفجار شعبي على خلفية تكثيف الاعتقالات وعمليات الخطف بعد أن أثارت قصة الطفلة موجة غضب واسعة، مؤكداً ان «حالة نفسية وصلت إلى حد الهذيان أصابت الكثير من القِصر العائدين من ساحات القتال، الأمر الذي دفع الأهالي إلى اطلاق العديد من المناشدات الموجهة إلى الجهات دولية علها تفلح في فتح ملف التجنيد القسري للأطفال، برعاية دولية تطالب فيه ميليشيا (ب ي د) بالتوقف عن هذه الأعمال، والكشف عن مصير الذين تم خطفهم وتجنيدهم من هذه الفئة العمرية، وخاصة ان ميليشيا (ب ي د) كانت اطلقت أول حملة تجنيد قسري للقاصرات بهدف القتال ضمن صفوفها بداية عام 2011.

 

رياض حجاب يرد على دي ميستورا «المهزوم هو الخاضع لإملاءات ملالي طهران»

دمشق – «القدس العربي»: رد المنسق العام للهية العليا للمفاوضات الدكتور رياض حجاب عبر حسابه الرسمي على التويتر، على مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا بأن «الثورة السورية ماضية والمهزوم هو من فقد الشرعية والسيادة والقرار الوطني، وبات خاضعًا لاملاءات ملالي طهران» حسب تعبيره.

وأضاف حجاب «مرة بعد أخرى يورط دي مستورا نفسه بتصريحات غير مدروسة تعزز دعوتنا لطرح أممي جديد إزاء القضية السورية، تصريحات دي مستورا تعكس هزيمة الوساطة الأممية في إنفاذ قرارات مجلس الأمن واحترام التزاماتها أمام المجتمع الدولي».

بدوره اكد كبير مفاوضي وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف محمد صبرا في تغريدات له عبر حسابه على التويتر أن دي مستورا «لم يعد وسيطاً نزيهًا أو مقبولاً بعد فقدانه الحيادية».

وأضاف صبرا: أن الهدف من مطالبة دي ميستورا المعارضة بالواقعية وتحميلها المسؤولية هو «التغطية على تقرير الأمم المتحدة عن استخدام الأسد للسلاح الكيميائي في مجزرة خان شيخون»، مطالباً الأمين العام للأمم المتحدة بالتصرف إزاء هذا الانحياز، مشيراً إلى أن المبعوث الأممي «تحدث كجنرال روسي وليس كوسيط دولي».

وكان قد دعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا المعارضة السورية في مؤتمر صحافي في جنيف أمس، لأن تدرك أنها «لم تربح الحرب»، مطالباً الحكومة السورية في المقابل بعدم الحديث عن انتصار.

وقال الأربعاء «لقد اقتربت ساعة الحقيقة، أعرف أنكم تسمعون عبارات «العملية السياسية» كثيراً، لكن هل ستكون الحكومة السورية مستعدة للمفاوضات بعد تحرير دير الزور والرقة أم أنها ستكتفي برفع راية النصر؟

وتابع قائلاً «هل ستكون المعارضة قادرة على أن تتحد وأن تكون واقعية لتدرك أنها لم تربح الحرب؟

ورأى أنه «لا يمكن لأحد الآن أن يقول إنه ربح الحرب وان الأولوية الآن يجب أن تكون لمواصلة العمل على إنشاء مناطق خفض التصعيد في سوريا، والتوصل إلى «وقف شامل لإطلاق النار» لا يمكن أن يكون مستداما الا عبر «عملية سياسية.

وسبق أن نظّمت الأمم المتحدة جلسات مفاوضات في جنيف، لكنها كانت تفشل بسبب الخلاف حول مستقبل الرئيس بشار الأسد، وأوقع النزاع السوري 330 ألف قتيل منذ العام 2011، ودفع نصف السكان السوريين إلى سلوك طرق الهجرة

 

جنرال إسرائيلي: الهجمة في سوريا تحمل ثلاث رسائل

إسرائيل تلتزم الصمت رسميا

الناصرة – «القدس العربي»: التزمت إسرائيل الرسمية الصمت حيال اعتراف سوريا بتعرضها لاعتداء جوي إسرائيلي جديد، ولم تكترث لتهديدات الجيش السوري بالثأر ولا للقوات الروسية المنتشرة هناك، فيما كشفت أوساط عسكرية في جيش الاحتياط عن الأهداف غير المعلنة للهجمة الجديدة.

اللافت في هذا العدوان الإسرائيلي الجديد أنه طال هدفا سوريا رسميا ومحاطا ببطاريات صواريخ وقوات روسية متطورة مما يثير علامات سؤال حول حقيقة موقف موسكو من هذه الاعتداءات والانتهاكات المتكررة  في سوريا، وتلقي بظلالها على هيبتها.

كما في مرات سابقة لم تؤكد إسرائيل قصفها الجوي وانتهاكها للسيادة السورية، ولم تنف ذلك ضمن سياستها التقليدية القائمة على الضبابية بشكل عام حيال مثل هذه الاعتداءات التي تتزامن هذه المرة مع مناورات عسكرية في الجليل تحاكي حربا مع حزب الله.

في المقابل تطرق رئيس معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب ورئيس الاستخبارات العسكرية السابق الجنرال (احتياط) عاموس يادلين، للهجمة الإسرائيلية على موقع في منطقة المصايف السورية.

في صفحته على تويتر قال يادلين إن الهجمة المنسوبة لإسرائيل ليست اعتيادية، لكون الموقع المستهدف مركزا عسكريا علميا يتم فيه تطوير وتصنيع صواريخ دقيقة يمكن لها أن تلعب دورا مهما في حرب مقبلة.

وأوضح أن المنشأة العسكرية السورية المذكورة تنتج أيضا سلاحا كيميائيا وبراميل متفجرة استخدمها النظام الحاكم خلال الحرب الدائرة في بلاده. وتابع «إذا كانت فعلا هذه هجمة نفذتها إسرائيل فإنها مقولة مهمة من طرفها حيال المذابح التي ترتكب هناك بحق الشعب السوري المجاور»، معتبرا أن الهجمة الإسرائيلية تحمل ثلاث رسائل مهمة، أولها أن إسرائيل لن تتيح إنتاج سلاح إستراتيجي، وثانيها تتمثل بالتوقيت حيث تتجاهل الدول العظمى الخطوط الحمر التي وضعتها إسرائيل في ما يتعلق بمستقبل سوريا. وهذه إشارة للتفاهمات بين الولايات المتحدة وبين روسيا حول مستقبل سوريا والنفوذ الإيراني فيها. أما الرسالة الثالثة برأي يادلين من خلف هذه الهجمة الإسرائيلية فمفادها أن القوات الروسية في سوريا لا تحول دون تدخل إسرائيل هناك.

وتتزامن الهجمة الإسرائيلية الجديدة على السيادة السورية مع مرور عشر سنوات على غارة إسرائيلية كبيرة استهدفت منشأة قيل إنها نووية في دير الزور شمال سوريا عام 2017، وهي غارة تمت حينما شغل يادلين وقتها منصبا مهما داخل الاستخبارات العسكرية. وعنها قال في حسابه في تويتر أمس إنها ثمرة وجود قادة حقيقيين في إسرائيل لولاهم لصنعت سوريا سلاحا نوويا من شأنه أن يصل لحزب الله ولتنظيم الدولة (داعش).

وهو يقترح الآن التركيز في موضوع احتمالات التصعيد ومنعه، مع الاستعداد لرد سوري محتمل أو رد من قبل إيران أو حزب الله  والاستعداد ربما لاحتجاجات روسية أيضا.

ويشار الى أن  رئيس الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال الجنرال هرتسي هليفي، سبق وحذر بالآونة الأخيرة من طموحات إيران لإنتاج أسلحة دقيقة معدة للجيش السوري ولحزب الله وعلى الأرض اللبنانية، معتبرا ذلك تصعيدا غير محتمل بالنسبة لإسرائيل. وكرر هليفي تحذيراته هذه قبل أيام خلال لقاء جمعه مع السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتريش خلال زيارته البلاد. وقال هليفي لغوتيريش إن تعميق إيران والمحور الشيعي لنفوذهم داخل سوريا من شأنه أن يؤدي لتصعيد لا تحمد عقباه في الشمال.

يذكر أن ضابطا إسرائيليا رفيعا كشف قبل شهرين أن إسرائيل قامت في السنوات الثلاث الأخيرة بنحو مئة هجمة جوية على مواقع ومنشآت وقوافل سلاح.

وكان وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قد تطرق في الأسبوع الماضي للنفوذ الإيراني المتزايد في سوريا، وقال مهددا إن إسرائيل لا تنوي المرور على ذلك مرور الكرام أو الاكتفاء بمشاهدة ما يجري.

ومن اللافت أن استهداف المركز يأتي غداة نشر تقرير محققي الأمم المتحدة في جرائم الحرب، الذي جاء فيه أن قوات النظام السوري استخدمت الأسلحة الكيميائية في أكثر من 20 هجوما، بما في ذلك الهجوم الفتاك في خان شيخون في محافظة إدلب في الرابع من نيسان/ أبريل الفائت، الذي أدى في حينه إلى مقتل 87 مدنيا، وإصابة المئات. كما كان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد انضم لهذه التهديدات، وقال خلال لقائه مع الرئيس الروسي قبل عشرة أيام إن «لبننة سوريا» بالنسبة لإسرائيل خط أحمر، داعيا لوقف تعزيز النفوذ الإيراني قبل أن يفضي ذلك لانفجار حرب جديدة في المنطقة.

وفي حديث للإذاعة الإسرائيلية العامة دعا عميرام لفين الجنرال بالاحتياط وأحد قادة حزب»المعسكر الصهيوني» للاستعداد لحرب جديدة مع حزب الله في ظل ما تشهده سوريا من تغيرات.

 

تقديرات إسرائيلية: النظام وحلفاؤه لن يردوا على غارة مصياف

القدس المحتلة ـ نضال محمد وتد

ذكر تقرير لصحيفة “معاريف هشفواع” أن تقديرات جيش الاحتلال الإسرائيلي تفيد بأن النظام السوري و”حزب الله” لن يردا على القصف الإسرائيلي للمركز السوري في مصياف، وأن الطرفين سيفضلان عدم الرد على الهجوم الذي استهدف مصنعاً لإنتاج السلاح ويقع على مسافة 70 كيلومتراً فقط من القاعدة الروسية في حميميم.

ووفقاً للصحيفة المذكورة، فإن الجيش الإسرائيلي يعتقد بأنه لن يحدث تسخين على الجبهة الشمالية، ولكن في حالة نفذ جيش النظام السوري تهديده بالرد، فإن هذا الرد سيكون موضعياً.

 

ووفقاً لمصادر أمنية تحدثت إليها الصحيفة، فإنه لا توجد في إسرائيل، حالياً، نية برفع درجة الاستعداد في الحدود الشمالية، حيث أوعزت الجهات الإسرائيلية المختصة للمواطنين في المستوطنات الإسرائيلية الشمالية بالإبقاء على روتين الحياة اليومية، على الرغم من تواجد أعداد كبيرة من القوات الإسرائيلية في الجليل الأعلى، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء مناورة عسكرية أعلن أنها الأضخم منذ 10 أعوام.

 

وتستمر هذه المناورات والتدريبات حتى مطلع الأسبوع القادم، وهي تحاكي مواجهة عسكرية مع “حزب الله”، يُحدّد فيها للجيش الإسرائيلي هدفُ حسم الحرب مع “حزب الله” وإخضاعه وعدم الاكتفاء بتوجيه ضربات قاسية له.

 

رسائل متنوعة وراء القصف

واحتل القصف الإسرائيلي بطبيعة الحال مكانة الصدارة في الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم الجمعة، ومع أن التوقعات بشأن الرد السوري المحتمل أو عدمه تباينت، إلا أن إجماعا واضحا كان على أن القصف يأتي ليوجه رسائل لأطراف مختلفة وفي مقدمتها روسيا، وإيران ودمشق.

وعلى صعيد التوقعات برد النظام السوري على الهجوم، اختلفت التقديرات، إذ ذهبت بعض الآراء إلى أن القصف جاء في توقيت “مثالي” بالنسبة لإسرائيل، على غرار عاموس هرئيل في صحيفة “هآرتس”، مقابل من توقعوا ردا سورياً هذه المرة، مثل ما ذهب إليه محلل الشؤون الأمنية في نفس الصحيفة، أمير أورن، الذي قال إنه ينبغي على إسرائيل أن تستعد لمواجهة رد سوري، حتى وإن جاء هذا الرد متأخرا، أو غير مباشر، كأن يصدر عن جهات غير سورية، رسميا، أو أن يستهدف موقعا آخر غير إسرائيل.

وفي سياق الرسائل الإسرائيلية من الهجوم، اعتبر رئيس مجلس الأمن القومي السابق، الجنرال احتياط ، يعقوف عامي درور، في مقال نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم” اليوم، أن قصف المركز السوري في مصياف يحمل رسالة أولى لسورية نفسها، بشأن تغيير في السياسة الإسرائيلية التي تركزت إلى الآن في قصف مواقع وشحنات أسلحة لحزب الله في الأراضي السورية، والانتقال إلى استهداف مواقع ومنشآت إنتاج السلاح التابعة للحكومة السورية والنظام نفسه.

 

ومع أن عامي درور يبدي نوعا من التساؤل عن سبب هذا التغيير في السياسة الإسرائيلية، فإنه يقول إنه من غير المستبعد أن يكون سبب هذا التغيير اقتناع الجهات ذات الصلة في إسرائيل، أنه إذا لم تبادر إسرائيل لعمل في هذا الاتجاه فقد ينشأ وضع يهدد الأمن الإسرائيلي، من حيث وصول منظومات سلاح متطورة لحزب الله تحسن قدراته القتالية بشكل كبير وجوهري.

وبحسب عامي درور، فإن العملية هدفت أيضا لتحديد رسالة إسرائيلية مفادها أن إسرائيل لن تسمح لحزب الله بالاستفادة من الفوضى السورية للحصول على أسلحة متطورة كاسرة للتوازن، من جهة، وأيضا منع إيران من بناء قواعد لها في سورية تسهل على حزب الله ورعاته في إيران من العمل مستقبلا ضد إسرائيل.

ويرى يعقوف عامي درور أنه من المهم أن تصل هذه الرسائل للاعبين الرئيسيين في سورية  وعلى رأسهم روسيا وهو ما يفسر برأيه أهمية المحادثات التي أجراها نتنياهو مؤخرا في سوتشي مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

وبإجماع المحللين الإسرائيليين في الصحف الإسرائيلية، فإن الرسائل إلى روسيا وإيران وسورية، وإن كان لكل طرف رسالة يختلف جوهرها عن الأخرى، تصب كلها في الموقف الإسرائيلي المعلن منذ سنوات، بأن إسرائيل لن تسمح بانتقال أسلحة متطورة وكاسرة للتوازن إلى حزب الله ولبنان، من جهة، والموقف الأخير لحكومة الاحتلال وخاصة منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سورية، واشتراط إبعاد ومنع أي تواجد إيراني على الأرض السورية.

 

ويشير المراسل العسكري ليديعوت أحرونوت، يوسي يهوشواع، في هذا الصدد، أنه على الرغم من أن القصف الإسرائيلي جاء لترجمة التهديدات الإسرائيلية التي صدرت مؤخرا من عدة مسؤولين، بدءا برئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ومرورا بوزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، ومن ثم رئيس أركان الجيش، غادي أيزنكوط، لتكريس وتعزيز الردع الإسرائيلي، إلا أن التقديرات الإسرائيلية، بحسب ما يذكر يهوشواع تتوقع أن تسرع إيران بالذات من مخططات بناء مصانع الصواريخ في لبنان، استنادا إلى التفاهمات الإسرائيلية مع حزب الله، بعد ضرب مواقع ومقار الحزب في لبنان، وإبقاء المواجهة والقتال بين الطرفين، في الأراضي السورية.

 

مع ذلك يستطرد يهوشواع ليقول إن الوضع الجديد يضع إسرائيل أمام قرار جديد بشأن مواصلة هذه التفاهمات منعا للتصعيد، أم الاتجاه نحو فتح جبهة جديدة مع حزب الله.

في المقابل، اعتبر محرر الشؤون العربية في صحيفة هآرتس، تسفي برئيل، أن القصف الإسرائيلي يشكل نقطة تحول في الموقف الإسرائيلي مما يجري في سورية، وانتقال من موقف المتفرج والمراقب، إلى موقف الشريك الفاعل، الذي يريد أن يحدد هو الآخر شروطه لمستقبل سورية في مرحلة ما بعد الحرب الأهلية.

ويذهب برئيل في المجمل إلى التركيز على أن الهجوم هو رسالة موجهة بالأساس لروسيا، بمعنى اختبار الرد الروسي، وهل ستقبل روسيا بالتفسير الإسرائيلي للخطوط الحمراء الإسرائيلية في كل ما يتعلق بمستقبل سورية، وأثر ذلك على أمن إسرائيل، مثل مسألة وجود وبقاء قوات لحزب الله وإيران في سورية، إضافة إلى توسيع إسرائيل، من خلال هذا القصف لمعنى وتعريف “مصالحها الأمنية في سورية”، والذي يتناقض مع المنظور الروسي لهذه المصالح خاصة في مسألة الدور الإيراني في سورية، وبقاء قوات لحزب الله ومليشيات شيعية تابعة وموالية لإيران على الأراضي السورية. وهو يرى أن روسيا مثلا تعتبر أنه من أجل ضمان استقرار نظام الأسد فهي بحاجة للتنسيق مع إيران والقوات الموالية لها على الأراضي السورية.

وفي هذا السياق، أشار عاموس هرئيل بدوره إلى أن الرد الأهم على العملية الإسرائيلية هو الرد الروسي. ويضيف أن “إسرائيل ستضطر إلى الانتظار عدة أيام لتعرف كيف تقرأ كل من موسكو وواشنطن وطهران التطورات الأخيرة، وأن الرد الروسي هو الأكثر أهمية، وهو رد لن يأتي فورا بالضرورة. فروسيا ليست معادية لإسرائيل، لكنها تهتم أولا بنفسها وببقاء نظام الأسد، وسيأخذ الروس بالحسبان تداعيات ما حدث على سياستهم في ميادين أخرى، وعلى شبكة علاقاتهم الشائكة مع الولايات المتحدة، التي تتصرف مؤخرا وكأنها حاضر غائب عن الشرق الأوسط”.

 

حزب الله والغارة الإسرائيلية: الرد ما بعد دير الزور؟/ منير الربيع

في موازاة المناورات الضخمة التي تجريها قوات العدو الإسرائيلي، وتعتبر إحدى أضخم المناورات منذ عشرين عاماً، استهدفت طائرة حربية إسرائيلية مركزاً في مدينة مصياف بمحافظة حماه. ووفق المعلومات، فإن الغارة التي أطلقت من الأجواء اللبنانية استهدفت مركزاً عسكرياً هو عبارة عن مخزن أسلحة تابع لحزب الله. وهذه الأسلحة كان سيتم نقلها إلى لبنان أو إلى الحدود اللبنانية السورية، لتصبح قريبة من الحدود مع إسرائيل. وتوقيت الغارة لافت وكذلك ظرفها، أولاً لكونها تستهدف العمق السوري وليس مناطق تعتبرها إسرائيل مصدر خطر عليها أو قريبة منها وبالإمكان استهدافها منها، وثانياً لكونها تبعد كيلومترات قليلة عن قاعدة حميميم الروسية. ولا بد هنا من الإشارة إلى أنه لم يكن بإمكان الإسرائليين تنفيذ هذه الغارة بدون الحصول على ضوء أخضر من الروس.

ولا شك في أن توقيت الغارة يأتي في ظروف سياسية وإقليمية مفصلية في سوريا، خصوصاً بعد إعلان حزب الله والجيش السوري الانتصار في دير الزور وفك الحصار عنها، والاستعداد للسيطرة عليها بشكل كامل، وما يعنيه ذلك من استمرار التقدم الذي تحققه إيران والنظام السوري في سوريا برعاية روسية، يصل إلى تعزيز الوجود الإيراني على الحدود العراقية السورية. الأمر الذي تدّعي واشنطن وغيرها من الدول أنها تعارضه وترفضه، وهي تريد قطع كل خطوط الإمداد التي أمّنتها إيران من طهران إلى بيروت. وبالنسبة إلى حزب الله فإن الأهمية الاستراتيجية لدير الزور باعتبارها منطقة بين العراق وسوريا، لأنها تشكّل خطّ الإمداد الرئيسي للحزب الذي يبدأ من إيران مروراً ببغداد والنجف والقائم وبوكمال ودير الزور وتدمر والقريتين والقصير.. فلبنان.

وفيما لا يبدو أن حزب الله سينهي المعارك في دير الزور، بل هناك وجهة أخرى لهذه المعارك في المرحلة المقبلة، لاستعادة أكبر قدر من المناطق. بالتالي، فإن الوجهة ستكون للسيطرة على ضفتي نهر الفرات، في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع في محافظة إدلب، بالإضافة إلى استمرار المساعي والضغوط لإيجاد حلّ ملائم للمناطق القريبة من دمشق، وخصوصاً الغوطة.

ولكن، وسط هذه التطورات، تبقى بعض الأمور غير مفهومة، بالنسبة إلى التحالفات الدولية، أو القوى التي تغطّي العمليات والقوى الآخرى التي تعارضها. وتشير مصادر إلى وجود افتراضات عدة، الأول أن روسيا ستدخل في لعبة التوازن مع واشنطن في المنطقة. وتلاقى ذلك مع الكلام السعودي عن تحجيم نفوذ إيران، الذي ستتولاه روسيا. وهو يندرج في سياق حملة التصعيد الكبرى التي تحصل في سوريا وغير سوريا، والتي تتجلّى بالمناورات الإسرائيلية الكبرى، والغارة التي استهدفت أحد المراكز في حماه إنطلاقاً من الأجواء اللبنانية، بالإضافة إلى التصعيد السعودي ضد الحزب، والقول إنه على اللبنانيين الاختيار بين “حزب الشيطان” والدول العربية.

أما الافتراض الثاني، الذي يبدو حتى الآن أن لديه مفاعيل واقعية، هو أن روسيا تريد الحصول على كل شيء في المنطقة، وخصوصاً في سوريا. بالتالي، هي غير مستعدة للتنازل للأميركيين. ما يقضي بتعميق التواصل والتحالف الروسي- الإيراني، وتعزيز قوة طهران ونفوذها في سوريا وليس تحجيمه. ويستند أصحاب وجهة النظر هذه إلى تراجع الروس عما اتفقوا عليه مع الأميركيين في أكثر من مرّة، بما يخص مناطق خفض التصعيد وغيرها، بالإضافة إلى سماحهم للجيش السوري والإيرانيين بربط الحدود السورية العراقية ببعضها البعض، بخلاف ما كانوا قد وعدوا به الأميركيين.

وفي الحالين، لا شك في أن الأوضاع تتجه نحو مزيد من التعقيد والتصعيد، إذا ما كانت الوقائع ستفرض تعزيز نفوذ إيران وتثبيته في المنطقة، وهذا سيستدعي ردّاً سعودياً مع مزيد من التصعيد والضغط، أو إذا ما اتجهت الأمور نحو استمرار الكباش الدولي مع إيران. بالتالي، فإن ذلك سينعكس على الوضع اللبناني. إلا أن حزب الله يؤكد أن لبنان لن يتأثر بأي من هذه الارتدادات، لأن الجميع حريص على الاستقرار، وعلى بقاء الحكومة، وعدم استثمار أي نتائج خارجية في الداخل. ويكرر أنه سيبقى حزباً لبنانياً رغم تعاظم دوره الإقليمي، ولكنه سيعود إلى لبنان عند انتهاء الأزمة السورية، ولن يستثمر في هذه العودة. أما بشأن التصعيد، فتعتبر المصادر أن حزب الله ليس معنياً به، بل الأطراف الأخرى. وتتوقع أن لا يؤدي إلى تغيير في مسار الأمور.

المدن

 

رئيسة”أطباء بلا حدود”تخاطب أوروبا:أوقفوا مأساة المهاجرين

وجّهت الرئيسة الدولية لـ”منظمة أطباء بلا حدود” جوان ليو، رسالة إلى القادة الأوروبيين، أدانت فيها سياسات قادة دول أوروبا وتصميمهم على إعاقة وسد الطريق أمام حركة الناس من ليبيا.

 

ودعت رئيسة المنظمة إلى أن يشكّل ما يعانيه المهاجرون واللاجئون في ليبيا، صدمة للضمير الجمعي للمواطنين الأوروبيين وقادتهم المنتَخبين. وقالت “إن التمويل الأوروبي، الذي أعمته الرؤية قصيرة النظر المتمثلة في إبقاء المهاجرين واللاجئين خارج أوروبا، يساعد في منع قوارب المهاجرين من مغادرة المياه الليبية، لكن هذه السياسة تغذي أيضاً نهجاً إجرامياً وممارسات استغلال إجرامية بحق أولئك المهاجرين وطالبي اللجوء”.

 

واعتبرت ليو أن “احتجاز المهاجرين واللاجئين في ليبيا هو عمل يلفُّه الفساد بأكمله، ويجب أن نسميه بمسمَّاه الحقيقي: هو تجارة رائجة تشمل أعمال الخطف والتعذيب والابتزاز. وقد اختارت الحكومات الأوروبية إبقاء تلك الفئة من الناس ضمن تلك الظروف، وهو وضع غير مقبول إذ يجب أن لا تتم إعادة الناس إلى ليبيا أو احتجازهم فيها”.

 

ومنذ أكثر من عام، تقدّم “اطباء بلا حدود” المساعدة إلى الأشخاص المحتجزين في مراكز الاحتجاز الليبية في طرابلس، وتقول رئيسة المنظمة إنها شهدت إجراءات الحجز التعسفي والابتزاز والإساءة الجسدية والحرمان من الخدمات الأساسية التي يعاني منها رجال ونساء وأطفال في تلك المراكز.

 

في هذا السياق، قالت ليو إن “هذا العنف المروِّع ضدهم يجب أن يتوقف، ويجب أن يكون هناك حد أدنى من الاحترام لحقوقهم كبشر بما في ذلك توفير الغذاء الكافي والماء والرعاية الطبية”.

 

واتهمت رئيسة “أطباء بلا حدود” في رسالتها، الساسة الأوروبيين بالاختباء “خلف اتهامات لا أساس لها تجاه المنظمات غير الحكومية والأفراد الذين يحاولون تقديم المساعدة لأولئك الذين في ضائقة”، بدلاً من “مواجهة الحلقة المفرغة التي تخلقها سياساتهم”.

 

وكانت فرق إنقاذ المنظمة قد تعرضت إلى حوادث خطيرة أثناء عملها وسعيها إلى إنقاذ مهاجرين من الغرق. وأبرز ما واجهته المنظمة إطلاق نار من قبل خفر السواحل الليبي الممول أوروبياً، كما وُجهت لها تهم متكررة بالتواطؤ مع المهربين.

 

وختمت ليو رسالتها بالقول “لا يمكننا الادعاء بأننا لم نكن نعلم بما يحدث. ويجب على الفور أن تتوقف معاناة أولئك المحتجزين ويتوقف استغلال مآسيهم. فهل ترغب أوروبا فعلاً أن تدفع ثمناً لوقف تدفق الناس إليها من خلال تقديم المكافآت والحوافز المالية التي تعزز الممارسات الإجرامية، وتدفع الناس ليقعوا في براثن الاغتصاب والتعذيب والاستعباد؟”.

 

حسام الأطرش ينشر غسيل الإسلاميين الوسخ في سوريا

أدلى شرعي “حركة نور الدين الزنكي” حسام ابراهيم الاطرش، عضو شورى “هيئة تحرير الشام”، سابقاً، بشهادة اعتبرها البعض صادمة عن “تحرير الشام”. إلا أن أهم ما فيها، كان نشر الأطرش في معرض تهجمه على “الهيئة”، تفاصيل تسيء إلى كافة فصائل الجهاديين في سوريا، وتظهر حجم التفاهة والغرق في التفاصيل. شهادة الأطرش، تسيء بالطبع إلى “هيئة تحرير الشام”، وتكشف بعض جوانبها الغامضة، إلا أنها أيضاً تُسيء إلى “نور الدين زنكي”، وتفضح تعصبها وضيق أفقها.

 

وقال الأطرش: “‏يا جنود تحرير الشام: هل العلاقة مع تركيا جريمة؟ أم العلاقة مع إيران؟ وأنتم تعلمون ما قدمته تركيا السُنيّة المسلمة للثوار المجاهدين بالشام”.

 

وازدادت حدة التوتر بين “حركة نور الدين زنكي” و”هيئة تحرير الشام”، على ضوء اغتيالات نفذتها “الهيئة” ضد قياديين في “الحركة”. “نور الدين زنكي” كانت قد انشقت في تموز/يوليو عن “هيئة تحرير الشام” في اعقاب الهجوم الذي شنّته “الهيئة” ضد “أحرار الشام” في ريفي حلب وإدلب.

 

وكانت مكالمة بين “قائد قطاع حلب” في “الهيئة” المعروف بـ”أبو ابراهيم سلامة خباب” وعسكري الريف الغربي “أبو عبيدة كفرحور”، قد نشرت في “يوتيوب”، توضح تفاصيل خطة إغلاق المنطقة على “حركة الزنكي” وحبس مقاتليها فيها، بحسب خباب الذي وصف أعضاء “الزنكي” بـ”ليس لهم أمان”.

 

‏وقال الأطرش: “أميركم الجولاني طرح في مجلس شورى الهيئة، ولمرتين، فتح علاقات سياسية مع إيران وناقش مجلس الشورى بذلك. وكان بين الطرح والطرح، شهر. وألح بذلك، ‏وقال بالعبارة إن الاتراك جحاش بالسياسة، أما الإيرانيون فهم يفهمون بالسياسة ويقفون مع حلفائهم. وقال نقتصر مع تركيا على الحد الذي نستطيع به إدخال الجرحى”.

 

كلام الأطرش، جاء بعد ازدياد التوتر أيضاً، بين “هيئة تحرير الشام” وبقية فصائل المعارضة، على خلفية دعوة “المجلس الإسلامي السوري” الفصائل الى التوحد وتشكيل وزارة دفاع تابعة للحكومة السورية المؤقتة. “الهيئة” اعتبرت دعوة “المجلس” تحريضاً ضدها، وأن تركيا تقف خلف الدعوة.

 

وتابع الأطرش: “‏طبعاً الكل يعلم أن أعضاء الشورى أغلبهم صورة ولا فعل لهم إلا الهز بالرأس ولكن إخوتكم بالزنكي وقفوا بوجهه (للجولاني) وقالوا له يستحيل هذا أن يمر هذا الأمر. ‏وقلنا بالعبارة إن تركيا هي عمقنا الاستراتيجي والخزان السني بجانبنا، أما إيران فهي عدو تاريخي للمسلمين، وما زلت سيوفها تقطر دماً من أهلنا”.

 

‏التصعيد بين مناصري “هيئة تحرير الشام” ضد تركيا، في الفترة الماضية، يأتي أيضاً ضمن أنباء عن إمكانية دعم تركيا لفصائل المعارضة السورية لتنفيذ عملية ضد “الهيئة” في إدلب.

الأطرش قال: “يا جنود تحرير الشام هل تعلمون من هي قيادتكم و من أين تتلقى أوامرها؟ هل تعلمون أن أمراء لكم في الصف الأول لا يعلمون اسماء بعضهم البعض”. وتابع: “‏أما سألتم أنفسكم كيف تصل 100 مليون دولار من صفقة الفوعة وكفريا إلى يد الجولاني؟ الطريق الوحيد لإيصالها هو عبر إيران أو النظام”.

 

الأطرش، الذي يتهمه مناوؤه بحب الظهور، لم يتردد بكشف تفاصيل لقاءاته مع قيادات “النصرة”، فقال: “‏يا جنود تحرير الشام سمعت من فم ابي ماريا القحطاني أنه قال: تبيّن لنا أن كل قياداتنا في العراق، الأمراء منهم والشرعيين، هم مخابرات”. الأطرش أكد أن كلام القحطاني، الشرعي السابق في “النصرة” كان في اجتماع معه.

 

وأضاف: “‏يا جنود تحرير الشام كيف يقنعكم ابواليقظان السيساوي، بدم إخوانكم بالزنكي، وانتم لا تعلمون أنه يذهب بين الفينة والإخرى الى مصر ليستضيفه حزب النور”. ويقصد بذلك الشخصية المثيرة للجدل؛ أبو اليقظان المصري، الشرعي البارز في “هيئة تحرير الشام”، والذي تدور إشاعات عن كونه ما زال على علاقة بـ”حزب النور” السلفي في مصر، والذي يحتفظ بدوره بعلاقة جيدة مع نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي.

 

وتابع الأطرش: “‏كيف يقنعكم الزبير الغزي بدم إخوانكم بالزنكي وهو الذي ترك جهاد اليهود بفلسطين وأتى للافتاء برقاب المجاهدين بالشام؟ ‏يا جنود تحرير الشام أما سألتم أنفسكم كيف قُطِفَت رؤوس قادة القاعدة في سوريا بدقة متناهية، ولا أحد يعلم وجوههم من السوريين؟”. وأشار الأطرش في حديثه إلى حادثة مقتل أبو الخير، نائب زعيم “القاعدة” أيمن الظواهري، وقال “لا أحد يعرف وجهه”.

 

وأجاب الأطرش على سؤاله بالقول: “الجولاني يتخلص من كل رجل يمكن أن ينازعه القرار في المستقبل”.

 

تساؤلات الأطرش امتدت، فقال: “‏يا جنود تحرير الشام هل تعلمون كيف تم إغراؤكم بإخوانكم في احرار الشام؟ هل تعلمون كيف أضلكم الجولاني وشرعيوه الخونة الضالون المبهمون؟ ‏يا جنود تحرير الشام ما حكم من قال اسمحوا لي أن اقضي على احرار الشام، ومستعد أن أجلس مع الدروز والمسيحيين والعلويين؟ ما حكمه في منهجكم؟”.

 

وتابع: “الجولاني قالها في مجلس الشورى: ارجوكم اسمحوا لي بالقضاء على احرار الشام ومستعد للجلوس مع العلويين والمسيحيين والدروز لانشاء ادارة مدنية”. وأضاف: “‏يا جنود تحرير الشام صبرنا كثيرا ونحن نؤول لقيادتكم المجرمة ونحسن الظن بهم ولكن وصلنا في النهاية إلى طريق مسدود وايقنا بعمالة القيادة”. فـ”‏الجولاني مستعد للجلوس مع كل كفار العالم ومجرميهم وغير مستعد للجلوس مع أحرار الشام والفصائل المجاهدة بالشام”.

 

‏تهجّم الأطرش على الجولاني، لم يكن الاول من نوعه، إلا أنه كان الأكثر عنفاً وحدة، ما يعكس حجم التوتر بين “نور الدين زنكي” و”هيئة تحرير الشام”، خاصة بعد الحوادث في تلعادة، والتي تسببت بانقسام أهلي بين مناصري الطرفين، قتل على أثره عدد من المدنيين. كما أن محاولة اغتيال القيادي في “الزنكي” أشرف رحيم، الأربعاء، واتهام “الهيئة” بها، ساهمت في زيادة التوتر.

 

الأطرش قال: “‏الشيخ توفيق قال للجولاني: ويلك من بين يدي الله تجلس مع العلويين والدروز ولا تجلس مع اخوانك في احرار الشام. ‏ياجنود تحرير الشام هذا ليس تفكير الخوارج وإننا نعتذر للخوارج إنما هذا تفكير الباطنية والقرامطة”. والشيخ توفيق هو مؤسس “حركة نور الدين زنكي” وقائدها.

 

‏وإليكم الدليل، بحسب الأطرش: “في أحد المجالس هدد الجولاني أبا الحارث المصري، بعد أن قال له أبو الحارث: سأنشر شهادتي حول سوريا وقد دونتها”. فقال الجولاني لأبي الحارث، بحسب الأطرش: “لا تقل لي فتاوى فأنا استطيع إخراج فتاوى من الكتب تحلل الزنا. أسألكم بالله أليس هذا تفكير القرامطة والرافضة”.

 

شهادة الأطرش، وإن كانت تهدف لمهاجمة الجولاني و”هيئة تحرير الشام”، إلا أنها خرجت لتصب الزيت على النار، ولتشير إلى ضيق أفق الأطرش ومزاودته على السلفيين الجهاديين. الأطرش، الذي لم يتورع عن وصف الدروز والعلويين بـ”القرامطة والرافضة”، أعاب على الجولاني استعداده لمحاورتهم، فيما أدرجه كثيرون من باب الجهل والتعصب والمزاودة، التي تسم مناقشات الإسلاميين.

 

‏مآخذ الأطرش على “تحرير الشام” لم تتوقف هنا، فقال: “يا جنود تحرير الشام هل تعلمون أن أبو يوسف الحموي، الأمني العام سابقاً، لا يعرف اسم ابو أحمد حدود، الأمني العام الحالي، ولا يعلم من أي البلاد هو؟ ‏يا جنود تحرير الشام، أيها المهاجرون والانصار، هذا غيض من فيض ولذلك خرجنا من الهيئة معلنين أننا نريد تحكيم الشريعة وقد ايقنا بعدم (امكانية) ذلك في الهيئة”.

 

الأطرش، أنهى شهادته، بالقول: “‏أيها المهاجرون والانصار في الهيئة: أنا مستعد للمباهلة بما ذكرت بساحة إدلب بيني وبين أي عضو شورى بالهيئة”.

 

ديرالزور: النظام لم يكسر الحصار بعد

محمد حسان

تمكنت قوات النظام، الخميس، من التقدم والسيطرة على أجزاء واسعة من بلدة كباجب في ريف ديرالزور الجنوبي، بدعم جوي من الطيران الحربي الروسي، فيما لا يزال تنظيم “الدولة” يتحصن في الطرف الشمالي من البلدة وداخل مجبل الأسفلت المجاور لها. وما زالت المعارك العنيفة بين مليشيات النظام وتنظيم “الدولة الإسلامية”، مستمرة، في الجهة الغربية من “اللواء 137″ ومنطقة الحّوية، ولا يزال التنظيم مسيطراً على المنطقة الممتدة بين النقطتين، والتي تحاول قوات النظام اختراقها لكسر الحصار عن مناطق سيطرتها في مدينة ديرالزور.

 

وتقوم مليشيات النظام منذ ليل الأربعاء/الخميس بمحاولة التقدم من جهة الجنوب الغربي لـ”اللواء 137” عبر هجوم مزدوج؛ الأول من قواتها المتمركزة داخل “اللواء 137″، والثاني من قواتها المتقدمة إلى ديرالزور عبر الطريق الواصل بين جبل البشري وقرية الشولا عند نقطة عضّمان.

 

وتمكنت مليشيات النظام المتقدمة من جبل البشري، ليل الأربعاء/ الخميس، من السيطرة على نقاط واسعة من منطقتي عضّمان والطرفاوي، وصولاً إلى منطقة قونص المالحة شرقي منطقة المحاش. لكن التنظيم تمكن من صدّ الهجوم، واستعاد السيطرة على قونص المالحة والمنطقة الواقعة غربي كسارات رودكو، بالإضافة إلى عضّمان، وذلك عبر هجوم معاكس شنه مقاتلوه الذين تمكنوا من تفجير ثلاث سيارات مفخخة يقودها انتحاريون.

 

مصدر ميداني من ديرالزور، قال لـ”المدن”، إن قوات النظام المتقدمة تمكنت ليل الأربعاء/الخميس، من فتح ممر باتجاه المناطق المُحاصرة، من جهة منطقة قونص المالحة الملاصقة لـ”اللواء 137″، وتمكنت من إدخال عدد من الآليات والعناصر إلى “اللواء”، لكن تنظيم “الدولة” تمكن من قطع الطريق مجدداً بعد هجوم معاكس شنه مقاتلوه ليلاً.

 

هجوم مليشيات النظام من محور عضّمان الطرفاوي كان متزامناً مع هجوم أخر من الجهة الجنوبية لمنطقة الحّوية، حيث حاولت المليشيات التقدم عبر الطريق الدولي المعروف محلياً بـ”المدحول” إلى الشرق باتجاه منطقة رجم محمد الحسين، بهدف الوصول إلى محطة الغاز والطرف الشمالي الغربي لـ”اللواء 137″، لكن التنظيم تمكن من صدّ الهجوم أيضاً وأوقع عدداً من القتلى في صفوف القوات المهاجمة.

 

وتهدف مليشيات النظام من خلال تحركاتها العسكرية للتقدم والسيطرة على الطريق الدولي “المدحول”، والمنطقة الواقعة جنوب غربي “اللواء 137” وصولاً إلى طريق البشري-الشولا، إلى اطباق حصار على تنظيم “الدولة” في منطقة قصيبة وحقل الخراطة النفطي، وقطع طرق الإمداد عنهم، تمهيداً للسيطرة على المنطقة، وبالتالي ضمان فتح ممر آمن لقواتها من جبل البشري عبر البادية الجنوبية الغربية إلى داخل مدينة ديرالزور.

 

ويشهد حي البغيلية المُحاصر، غربي مدينة ديرالزور، معارك عنيفة بين التنظيم ومليشيات النظام، التي تحاول التقدم عبر تجمع مساكن الرواد إلى داخل الحي بتمهيد جوي من الطيران الروسي الذي شن عشرات الغارات، كما قامت البارجات الروسية في البحر المتوسط باستهداف جامعة الجزيرة الخاصة جنوبي الحي بصواريخ “كاليبر” ما تسبب بتدميرها بشكل كامل.

 

معارك الكر والفر في الجهتين الغربية والجنوبية الغربية، تتزامن مع معارك بين الطرفين على أطراف بلدة قباجب في ريف ديرالزور الجنوبي، إذ تمكن عناصر تنظيم “الدولة” من قتل أكثر من 22 عنصراً من مليشيات النظام وجرح أخرين، في ظل عجز واضح للمليشيات عن التقدم عبر هذا المحور الذي يسيطر التنظيم فيه على ثلاث نقاط رئيسية؛ بلدة قباجب والمجبل وقرية الشولا، وصولاً إلى أطراف منطقة البانوراما في مدينة ديرالزور.

 

معارك ديرالزور تشهد تكتيكات هجومية جديدة يتبعها كلا الطرفين، وتعتمد قوات النظام على تركيز هجومها من المناطق المفتوحة في البادية، مستفيدةً من سلاح الجو الذي يتكفل بعمليات التمهيد، ما يعطيها فرصة التقدم نهاراً. بينما يعتمد التنظيم على الهجوم ليلاً لتحييد سلاح الجو عبر مجموعات قتالية صغيرة تستخدم أسلوب التسلل والالتحام المباشر مع القوات المعادية، ما يمكنه من استعادة النقاط التي يخسرها نهاراً. ويكتفي التنظيم في الأوقات التي ينشط فيها الطيران، بالقصف المدفعي البعيد، وزرع الكمائن في نقاط مخفية، بالإضافة إلى زرع منصات صواريخ مضادة للدروع، لتعامل مع أي محاولة لتقدم آليات مليشيات النظام.

 

وتشهد الأحياء المحاصرة في مدينة الدير، منذ الثلاثاء، خروج مسيرات لمؤيدي النظام وعناصر الشبيحة، احتفالاً بما أسموه “فك الحصار عن المدينة”. وشهدت الأسواق انخفاضاً غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية، وقيام التجار بعرض بضائعهم المُخزّنة خوفاً من كسر قريب للحصار، خلال الأيام القادمة، ما سيسمح بدخول المواد الغذائية إلى أسواق الجورة والقصور.

 

محافظ ديرالزور محمد سمرة، ترأس ليل الأربعاء/الخميس، اجتماع “خلية العمل” في أحياء مدينة ديرالزور، لبحث الاستعدادات من أجل استقبال القوافل الغذائية القادمة إلى المحافظة ووضع الآليات المناسبة لتوزيعها على مستحقيها. وتضم “خلية العمل” بحسب مصادر “المدن” من داخل مناطق سيطرة النظام كلاً من “منظمة الهلال الأحمر” ومديريات الكهرباء والصحة والخدمات والاتصالات والمياه والزراعة والتجارة وأعضاء مجلس المحافظة.

 

مرام، من أهالي حي الجورة المحاصر، أكدت لـ”المدن”، أنه لم يدخل إلى الأحياء المحاصرة أي مواد غذائية خلال الأيام الماضية، وأن ترويج إعلام النظام لقضية فك الحصار وبدء دخول المساعدات ما هو إلا “كذب وادعاء لنصر مزعوم لم يتحقق بعد”.

 

معركة ديرالزور، ستكون طويلة حتى إذا تمكنت مليشيات النظام من فتح الطريق إلى داخل الأحياء المحاصرة، مؤقتاً، سواء من الجنوب أو من الجنوب الغربي. فالتنظيم لن يترك هذه الطرق بسلام وستكون عرضة لكمائنه وعبواته الناسفة. والتنظيم يملك باعاً طويلاً في حرب العصابات وقطع الطرق خاصة تلك التي تكون في مناطق صحراوية مفتوحة، فيما لا تملك مليشيات النظام حلولاً لتفادي هذا الأمر سوى العمل على التخلص من جيوب التنظيم المتبقية في ريف حمص الشمالي الشرقي، ومناطق سيطرته جنوبي نهر الفرات في محافظتي الرقة وديرالزور.

 

تل رفعت: قوات النظام تفصل بين المعارضة و”الوحدات

أعلنت قيادة الأركان الروسية، الأربعاء، عن التوصل لاتفاق على إنشاء منطقة فصل بين المعارضة المسلحة و”وحدات حماية الشعب” الكردية في ريف حلب. وينص الاتفاق بحسب التصريحات الروسية على نشر قوات تابعة للنظام، وقوات تابعة للشرطة العسكرية الروسية في تل رفعت وريفها، وبقية البلدات المقابلة للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة في “درع الفرات” سابقاً.

 

الجنرال رودسكوي من قيادة الأركان الروسية، قال إن الهدف من إنشاء المنطقة هو “منع الاستفزازات والاشتباكات التي يمكن أن تقع بين الجيش السوري الحر والمقاتلين الأكراد”، وأوضح الجنرال الروسي أن “قوات حكومية سورية حلت مكان الوحدات الكردية التي أخلت المنطقة، ونُشرِت وحدات من الشرطة العسكرية للجيش الروسي، لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار”.

 

ويعتبر بيان الأركان الروسية، أول تصريح رسمي يصدر بشأن الاتفاق الذي بدأت علاماته تظهر على الأرض منذ أسبوع تقريباً. إذ توقف القصف المتبادل بين المعارضة المسلحة والقوات التركية من جهة، و”وحدات الحماية” من جهة ثانية، في مختلف مناطق ريف حلب. ولم يُسجّل خلال الأيام الماضية أي اشتباك على مختلف الجبهات، بين الطرفين، بأي نوع من الأسلحة الخفيفة أو المتوسطة.

 

ولم يصدر عن تركيا حتى الآن أي تصريح رسمي بخصوص الاتفاق، وكذلك فضلت المعارضة المسلحة الصمت، ولم تدلِ بأي تصريحات في هذا الخصوص. لكن تصريحات قيادة الأركان الروسية، صدمت الشارع المعارض في ريف حلب، وبالتحديد المُهجّرين قسرياً من أبناء القرى والبلدات التي تسيطر عليها “وحدات الحماية” في تل رفعت ومحيطها. الصدمة أتت بعد الحديث عن دخول قوات النظام إلى المنطقة، وهو الأمر الذي سيجعل من عودتهم إلى أراضيهم أمراً صعباً للغاية. فأكثر من150  ألف مدني نازح، كانوا يعتقدون أن التفاهم الروسي-التركي حول المنطقة سيعمل على انسحاب “وحدات الحماية” منها، وجعلها منطقة منزوعة السلاح لتسهيل عودتهم إليها، وهذا ما كان يتم الترويج له خلال الفترة السابقة.

 

ولم تتحول كل التصريحات الروسية بشأن تفاصيل الاتفاق إلى واقع ملموس على الأرض حتى الآن، واقتصرت الإجراءات الروسية على نشر مجموعات من الشرطة العسكرية بشكل رمزي في خمسة مواقع على الأقل، من بينها تل رفعت. أما قوات النظام والمليشيات فهي في الأصل موجودة في المنطقة ولها بعض المقار العسكرية والأمنية. في حين أن “وحدات الحماية” ما تزال موجودة في المنطقة ولم تنسحب من أي موقع لها بعد.

 

غارة مصياف: تحذير اسرائيلي إلى بوتين وترامب

اعتبر المحلّل الإسرائيلي عاموس هرئيل، في مقال نشرته صحيفة “هآرتس”، الخميس، أن الغارة التي استهدفت فجراً “مركز الدراسات والبحوث العلمية” ومخزناً مجاوراً لصواريخ أرض-أرض قرب بلدة مصياف السورية في حماة، هي في الدرجة الأولى رسالة اسرائيلية إلى روسيا والولايات المتحدة، تفيد بأن تل أبيب لن تتردد في زعزعة الهدنة السورية، بحال واصلت واشنطن وموسكو تجاهل المصالح الإسرائيلية.

ويرى هرئيل أن الغارة، التي نُسبت إلى سلاح الجو الإسرائيلي، هي “استثنائية”، من ناحية الهدف والتوقيت. مذكراً بتصريح سابق ألقاه قائد القوات الجوية الاسرائيلية عمير اشيل، يقول فيه إن اسرائيل هاجمت مواقع متفرقة في سوريا، خلال السنوات الخمس الماضية، لما يقارب الـ100 مرة. ويتابع هرئيل أن معظم هذه الغارات شُنّت لمنع تعزيز قوة حزب الله، وميليشيات أخرى، في سوريا.

لكن في الضربة الأخيرة في حماة، وبحسب التقارير الواردة من سوريا، فإن الهدف هو حكومي سوري: مصنع للأسلحة الكيماوية، أو وفقاً لتقارير متعددة، مصنع للصواريخ يديره نظام بشار الأسد، عوضاً عن مستودعات أو قافلات أسلحة تابعة لحزب الله.

أما لجهة التوقيت، فأتت الغارة الاسرائيلية، في وقت حساس. ففي نهاية تموز/يوليو الماضي، توصل نظام الأسد وفصائل المعارضة- برعاية روسية- إلى هدنة جزئية في مناطق عديدة. وبالرغم من تواصل القتال على جبهات عديدة، فإن حدة المواجهات تراجعت بشكل أعطى النظام السوري استقراراً متواصلاً، علماً بأنه كان على حافة الانهيار قبل عامين.

ويتابع هرئيل أن الولايات المتحدة، التي تراجع اهتمامها بسوريا، انضمّت إلى المبادرة الروسية، لكنّ موسكو وواشنطن لم تراعيا الاحتجاجات الاسرائيلية بأن اتفاق التهدئة في الجنوب السوري، لم يطالب ايران بسحب قواتها والميليشيات الموالية لها، من مرتفعات الجولان.

وبالتالي، فإن الغارة الاسرائيلية المزعومة على حماة، وهي الأولى من نوعها منذ التوصل إلى اتفاق التهدئة، قد تُفسّر بأنها رسالة اسرائيلية إلى القوى الكبرى في سوريا، أي روسيا والولايات المتحدة تقول: “ما زلتما بحاجة إلى أخذ مصالحنا الأمنية في الاعتبار. ونحن قادرون على تعطيل عملية التسوية المستقبلية في سوريا إذا كنتما تصران على تركنا خارج الصورة”.

ويلحظ المحلل الاسرائيلي أنه منذ الغارات الاسرائيلية الأولى في سوريا، عام 2012، أظهرت دمشق “ضبط نفس” ولم تردّ، باستثناء حادثة واحدة في آذار/مارس الماضي، عندما أطلق النظام السوري صواريخ على طائرات إسرائيلية، بعد غارات شنّتها بالقرب من مدينة تدمر.

إذاً، في البداية تجاهل النظام السوري بشكل كامل الضربات الإسرائيلية، وفي مرحلة لاحقة بدأ باتهام اسرائيل بشنّ الغارات بل هدد بالردّ، لكنه لم ينفذ تهديداته، والسبب واضح: آخر ما أراده الأسد هو جرّ إسرائيل إلى المعركة وقلب موازين القوى لمصلحة مقاتلي المعارضة.

لكن الآن، وبحسب هرئيل، تغيّرت الظروف. الأسد أكثر ثقة ببقائه في السلطة، ويحظى بدعم كبير من روسيا وإيران. ويتعيّن على اسرائيل، في هذه المرحلة، ترقّب كيف ستستقبل كل من واشنطن وموسكو وطهران، التطورات الأخيرة في سوريا، التي تأتي بعيد إجراء الجيش الإسرائيلي مناورة حول سيناريو حرب مع حزب الله.

وبالرغم من إعلان اسرائيل أن هذه المناورة كانت مقرّرة قبل عام من اليوم، فإن هذا التمرين على الحرب يقلق قيادات حزب الله، بصرف النظر عن إعلان قناة “المنار”، الأربعاء، أن حزب الله لا يخشى اندلاع الحرب. فإلى حدّ كبير، حزب الله كما اسرائيل، متخوفان من حرب جديدة ويفضلان تجنّبها، لكن في الشرق الأوسط، أحياناً تجري أحداث لم تكن مقصودة.

ويذكّر عاموس هرئيل أن غارة حماة حصلت بعد 10 أعوام من استهداف اسرائيل منشأة نووية لكوريا الشمالية في شرق سوريا، ويتابع: “في تلك المرة (شُنّت الغارة أيضاً خلال مناورة عسكرية كبيرة للقوات الجوية الإسرائيلية) تم تجنّب الحرب. نأمل أن يحدث ذلك في هذه المرة أيضاً”.

 

المعارضة السورية تطلب تغيير دي ميستورا:أصبح جنرالاً روسياً

رفضت المعارضة السورية التصريحات الأخيرة التي أطلقها مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، حيث اعتبر أنه يجب على المعارضة “التفكير بموضوعية” وإدراك أنها “لم تربح الحرب” السورية.

 

ووصف المنسّق العام لـ”الهيئة العليا للمفاوضات” رياض حجاب، تصريحات دي ميستورا بأنها “غير مدروسة” وتعزز من دعوة المعارضة لتعيين مبعوث دولي جديد إلى سوريا. وكتب حجاب على حسابه في “تويتر”، الخميس، أن دي ميستورا “ورّط نفسه” مجدداً عبر هذا الموقف، وهو بذلك “يعكس هزيمة الوساطة الأممية في إنفاذ قرارات مجلس الأمن واحترام التزاماتها أمام المجتمع الدولي”.

وأكد حجاب أن الثورة السورية مستمرة، مشيراً إلى أن المهزوم الحقيقي هو “من فقد الشرعية والسيادة والقرار الوطني، وبات خاضعاً لإملاءات ملالي طهران”، في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد.

 

من جهته، طالب كبير مفاوضي “الهيئة العليا” محمد صبرا، الأمين العالم للأمم المتحدة بالتصرّف إزاء “انحياز” دي ميستورا، قائلاً إن الأخير “لم يعد مقبولاً كوسيط للمحادثات” لأنه “فقد حياده وتحوّل إلى طرف”. وكتب صبرا في حسابه على “تويتر” إن الهدف من مطالبة دي ميستورا المعارضة بالواقعية وتحميلها المسؤولية هو “التغطية على تقرير الأمم المتحدة عن استخدام الأسد للسلاح الكيميائي في مجزرة خان شيخون”.

وأضاف صبرا أن دي ميستورا “تحدث كجنرال روسي وليس كوسيط دولي”، مضيفاً أن “الواقعية هي أن يلتزم دي مستورا بموجبات القانون الدولي وبقرارات مجلس الأمن وأن يطالب بمحاكمة بشار كمجرم حرب طبقًا لتأكيد لجان التحقيق الدولية”.

 

دي ميستورا: لن ينتصر أحد في سوريا

قال المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، إن لا المعارضة السورية ولا النظام، يمكنهما الحديث عن تحقيق أي “انتصار” في سوريا، مرجحاً انتهاء الحرب “قريباً” مع إرساء الهدنة في البلاد بعد سقوط تنظيم “داعش”.

 

ورأى دي ميستورا في تصريحات صحافية، الأربعاء، أن على المعارضة السورية قبول أنها لم تنتصر في الحرب. وفي المقابل، طالب دمشق بعدم الحديث عن انتصار.

 

وقال دي ميستورا للصحافيين “بالنسبة للمعارضة الرسالة واضحة للغاية: إذا كنتم تخططون للفوز بالحرب فإن الحقائق تثبت أن هذا ليس هو الوضع. لذلك آن الأوان الآن للفوز بالسلام”، وأضاف “هل ستكون المعارضة قادرة على أن تتحد وأن تكون واقعية لتدرك أنها لم تربح الحرب؟”.

 

ولدى سؤاله عما إذا كان يعني أن الأسد انتصر في الحرب، أجاب دي ميستورا إن لا أحد يمكنه الإعلان أنه فاز بالحرب. وأضاف “القضية هي: هل ستكون الحكومة، بعد تحرير دير الزور والرقة، جاهزة ومستعدة للتفاوض بصدق وليس فقط لإعلان النصر؟”، معتبراً أن أي نصر في سوريا “لا يمكن إعلانه لأنه لن تتوفر له مقومات الاستمرار دون العملية السياسية”.

 

وتابع “لا يمكن تحقيق النصر إلا إذا كان هناك حل سياسي مستدام على الأمد الطويل. وإلا فربما نرى بدلا من الحرب كثيرا من الصراعات الأقل شدة تستمر على مدى السنوات العشر المقبلة ولن تروا إعادة إعمار وهي نتيجة محزنة للغاية للفوز بحرب”.

 

في غضون ذلك، نشرت وزارة الدفاع الروسية وحدات من الشرطة العسكرية الروسية في تل رفعت في شمال سوريا، التي أعلنها الجيش الروسي، الأربعاء، منطقة “فض اشتباك”، بهدف “منع الاستفزازات والاشتباكات” التي يمكن أن تقع بين الجيش السوري الحر و”وحدات حماية الشعب” الكردية.

 

وقال رئيس هيئة العمليات العامة التابعة لهيئة الأركان العامة الروسية الجنرال سيرغي رودسكوي، إن موسكو “أقنعت” القوات الكردية بإخلاء مواقعها في المنطقة، حيث حل مكانها جيش النظام السوري. ولفت الجنرال الروسي إلى أن وحدات من الشرطة العسكرية للجيش الروسي لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار.

 

وكانت الوحدات الكردية قد أعلنت، في آب/أغسطس الماضي، التوصل إلى اتفاق لنشر “مراقبين روس في مناطق عدة بين عفرين والشهباء” في ريف حلب الشمالي. ومع انتشارها قرب تل رفعت، يتوسع نطاق تواجد الشرطة العسكرية الروسية في سوريا، الذي يشمل جنوب سوريا والغوطة الشرقية ومناطق من حمص.

 

النظام السوري يصالح روبرت فورد/ نذير رضا

مواقفه الاخيرة تستدعي مصالحته و”الغفران” له على مشاركته في وقت سابق في مظاهرات حماه

لا تُقرأ خطوة وسائل الاعلام المقربة من النظام السوري، باستضافة سفير الولايات المتحدة السابق في سوريا روبرت فورد، على انها براغماتية سياسية فحسب. فحاجة النظام السوري الى صوت أميركي، مثل فورد، يؤكد “انتصار” النظام، و”هزيمة” الولايات المتحدة، دفعته لمصالحة فورد في هذا الوقت، وتبنّي ما يقوله، رغم ان الرجل لم يبدّل موقفه حول دوافع مشاركته في التظاهرة الشهيرة في حماه في تموز (يوليو) 2011.

وفورد، رغم أنه دبلوماسي سابق في الخارجية الاميركية، الا أن حيثيته كآخر سفير للولايات المتحدة في دمشق، تتخطى كونه باحثاً في شؤون الشرق الاوسط في هذا الوقت. وهي صفة لازمت حواره على قناة “الميادين” مساء الاربعاء، حين تكرر تقديمه “كآخر سفير أميركي في دمشق”. من هنا، تصبح الضجة الكبيرة التي احدثها خلال الشهرين السابقين، بتأكيده ان الرئيس السوري بشار الاسد انتصر في الحرب، مبررة. وهو الامر الذي يدفع وسائل الاعلام المقربة من النظام لاستضافته، وتبني رؤيته التي تخدم السياق السياسي العام.

ومع أن فورد لم يقل، خلال لقائه مع “الميادين”، ما يثبت وجهة نظر النظام  حول دوافع مشاركته في تظاهرة حماه، إلا أن هذه القضية باتت من الماضي، بالنظر الى المستجدات التي طرأت على الساحة السورية، والتي دفعت فورد، كباحث سياسي، لقراءتها، واستنتاج ما يقوله الروس حول “انتصار” النظام السوري.

فالخطاب الذي تبناه فورد أخيراً، ويتنقل به بين وسائل الاعلام المختلفة، يمثل خدمة غير مسبوقة للنظام، وتفيده دعائياً بما يتخطى أي موقف سياسي تم بناؤه في العام 2011، ومن ثم تعميمه على أن الولايات المتحدة “شريك في المؤامرة”، بدليل زيارة فورد للمعارضين.

فورد اليوم، يمثل وجهة نظر أميركية بالنسبة للنظام مؤيدة له، تستدعي مصالحته و”الغفران” له على مشاركته في وقت سابق في مظاهرات حماه. مواقفه، هي خرق للتصريحات الاميركية التي لا تزال غير محسومة بشأن بقاء الاسد. قال في المقابلة ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو أحد الرابحين في سوريا. وأن إيران ربحت وكذلك حكومة بشار الأسد في دمشق. وأن أميركا خسرت إلى حد ما، ربما ليست أكبر الخاسرين لكنها أحد هؤلاء. كما قال ان الإدارة الأميركية قبلت بانتصار الاسد من دون حماس أو ابتهاج.

هذه التصريحات، تتصدر في أهميتها كل الماضي. ففي العام 2011، واثر مشاركته في تظاهرة حماه، قالت وزارة الداخلية السورية إن السفير الأميركي التقى في حماة ببعض من وصفتهم بـ “بالمخربين وحضهم على التظاهر والعنف ورفض الحوار” كما التقى بعض الاشخاص تحت غطاء زيارته لبعض المشافي، متهمة واشنطن “بالتورط في الحركة الاحتجاجية التي تشهدها البلاد ” و”التحريض على التصعيد”.

وكرر فورد مرة أخرى نفيه  مجيئه إلى سوريا لمساعدة المعارضة لكي تقوم بالتحركات ضد النظام، قائلاً لـ”الميادين” ان “المظاهرات جاءت بإرادة سورية لدى الكثير من السوريين. فكرة أن هؤلاء كانوا يوافقون على أوامر صادرة عني شخصياً أو عن الحكومة الأميركية هي فكرة سخيفة، هل تعتقد أن السوريين يحبون الولايات المتحدة لهذه الدرجة مع دعمنا المستمر لإسرائيل، وبعد التدخلات الأميركية في العراق، هل فعلاً تعتقد أن النفوذ الأميركي في سوريا وصل إلى هذه الدرجة.. هذه الفكرة سخيفة”.

المدن

 

إسرائيل تستهدف مركزاً إيرانياً-سورياً لانتاج الصواريخ

استهدفت غارة جوية، يُعتقد أنها اسرائيلية، فجر الخميس، “مركز الدراسات والبحوث العلمية” ومعسكراً مجاوراً للجيش تخزن فيهما صواريخ أرض-أرض، بالقرب من بلدة مصياف شمالي حماة.

وأوضح مراسل “المدن” في حماة أن “معمل الدفاع” المستهدف يقع في منطقة الشيخ غضبان، شمال شرقي مصياف، بنحو خمسة كيلومترات، بمحاذاة معسكر الطلائع الذي حولته قوات النظام إلى معتقل واسع لمعارضي النظام منذ مطلع الثورة.

وأضاف مراسل “المدن” أن المعمل أنشئ في السبعينيات من القرن الماضي، وأشرف عليه خبراء من كوريا الشمالية، ليتبع منذ العام 2010 لـ”البحوث العلمية” التابعة بدورها لوزارة الدفاع. وهو مختص بتصنيع الصواريخ والقذائف المتنوعة. وأوضح المراسل أن المعمل شهد نشاطاً إيرانياً ملحوظاً منذ عام 2012، وأحيط بحراسة مشددة تتبع لمفرزة “الأمن العسكري” في مصياف.

وقالت “القيادة العامة للجيش السوري” في بيان لها إن طائرات حربية إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً قرب مصياف من الأجواء اللبنانية، صباح الخميس، ما أدى إلى مقتل عنصرين، ووقوع خسائر مادية.

وتبعد قاعدة مصياف 70 كيلومتراً عن قاعدة حميميم العسكرية الروسية في الساحل السوري.

الجنرال الإسرائيلي المتقاعد آموس يالدين، قال في “تويتر”، إنه إذا ما صحت الأخبار عن استهداف غارات إسرائيلية لقاعدة عسكرية سورية بالقرب من بلدة مصياف في ريف حماة، ليل الأربعاء/الخميس، فإنها ليست غارات “اعتيادية”، إذ أنها استهدفت مركزاً عسكرياً/علمياً بسبب تطويره وتصنيعه، من بين أشياء أخرى، صواريخ دقيقة، يمكن أن تلعب دوراً هاماً في جولة النزاع القادمة.

يالدين، وهو المدير التنفيذي لمعهد دراسات الأمن الوطني في جامعة تل أبيب، أضاف: “المصنع الذي تم استهدافه في مصياف، يُنتجُ أسلحة كيماوية وبراميل متفجرة كانت قد قتلت آلاف المدنيين السوريين”. وأوضح: “الهجوم نقل 3 رسائل مهمة: إسرائيل لن تسمح بتمكين وانتاج أسلحة استراتيجية. وأن اسرائيل تنوي فرض خطوطها الحمراء بالقوة، على الرغم من أن القوى العظمى تقوم بتجاهلها. وأن حضور أنظمة الدفاع الجوي الروسية لن يمنع الغارات المنسوبة إلى إسرائيل”.

وأضاف يالدين: “من الضروري الآن المحافظة على التصعيد في الاختيار، والتجهّزُ لرد إيراني/سوري/حزب الله، وحتى لمعارضة من روسيا”.

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على العاملين في “مركز الدراسات والبحوث العلمية” الذي تصفه بأنه الهيئة السورية المسؤولة عن تطوير وإنتاج أسلحة غير تقليدية بما في ذلك الأسلحة الكيماوية.

وامتنعت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي عن مناقشة تقارير بشأن توجيه ضربة لسوريا قائلة إن الجيش لا يعلق على العمليات.

وكان محققو جرائم الحرب التابعون للأمم المتحدة، قد قالوا الأربعاء، إن القوات السورية استخدمت الأسلحة الكيماوية أكثر من 20 مرة خلال الحرب الأهلية في سوريا، بما في ذلك الهجوم الفتاك في خان شيخون الذي أدى إلى ضربات جوية أميركية. وأكدت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا، إن طائرة حربية حكومية أسقطت غاز السارين على خان شيخون في محافظة إدلب في نيسان/أبريل ما أسفر عن مقتل أكثر من 90 مدنياً.

بيان “القوات المسلحة” السورية قال: “الهجوم هو محاولة يائسة ارتكبت لرفع المعنويات المنهارة” لتنظيم “الدولة الإسلامية” بعد “الانتصارات الكاسحة التي حققها الجيش العربي السوري”، وأكد البيان على “دعم اسرائيل المباشر” لداعش والمنظمات الارهابية الأخرى.

مواقع معارضة قالت إن القاعدة في مصياف تستخدم لتخزين أسلحة منها رؤوس كيماوية كانت في طريقها للتسليم إلى “حزب الله”. وأشارت المعلومات الأولية إلى أن الأسلحة التي تنتجها قاعدة مصياف هي صواريخ S-60، التي يتم نقلها إلى “حزب الله”، وسط أحاديث عن إمكانية تحول قاعدة مصياف إلى مصنع لإنتاج الصواريخ الدقيقة، بإدارة إيرانية. وتأتي تلك الغارة بالتزامن مع المناورة العسكرية الأبرز التي تقوم بها إسرائيل، في محاكاة لأي حرب محتملة مع “حزب الله”.

صحيفة “the times of Israel” نقلت عن معارض سوري رفيع، لم تسمه، قوله نقلاً عن مسؤولين أمنيين في النظام، إن قوات النظام كانت تُخزّن مواداً كيماوية وقذائف تحمل رؤوساً كيماوية، في ذلك الموقع الذي لم يُسمح للمحققين الدوليين زيارته، في إطار التأكد من تدمير الأسلحة الكيماوية السورية بعد مجزرة الغوطة الشرقية في آب/أغسطس 2012. قوى المعارضة كانت قد ادعت خلال الشهور الماضية أن موقع مصياف، وتجهيزات أخرى لـ”مركز البحوث العلمية”، كانت تعمل في مشاريع مشتركة مع أختصاصيين إيرانيين لتطوير قدرة أسلحة كيماوية لاستخدامها كقذائف.

تقرير لجنة الأمم المتحدة، الذي صدر الأربعاء، هو الأول من نوعه، في اتهام النظام السوري صراحة باستخدام الأسلحة الكيماوية. وقال التقرير: “واصلت القوات الحكومية نمط استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. في الواقعة الأخطر استخدمت القوات الجوية السورية غاز السارين في خان شيخون بإدلب فقتلت العشرات وكان أغلبهم من النساء والأطفال.

وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، كان قد قال في أيار/مايو: إن “جيش الدفاع الإسرائيلي سيقوم بالإغارة على سوريا لثلاثة أسباب: عندما تتعرض إسرائيل لإطلاق نار، ومنع نقل الأسلحة، ولتفادي (قنبلة موقوتة)، أي لقطع الطريق على هجوم إرهابي وشيك على اسرائيل من قبل مجموعات على حدودها”.

المدن

 

الإخوان المسلمون”و”الزنكي”..وكواليس تشكيل “الجيش الوطني”/ خالد الخطيب

تبدو المبادرة الأخيرة التي أطلقتها المعارضة لتشكيل “جيش وطني” مختلفة عن سابقاتها من جانب سرعة تجاوب الفصائل معها، والمباحثات والاتصالات المكثفة التي أجريت بعدها بين رئيس الحكومة السورية المؤقتة جواد أبو حطب، وقادة الفصائل في منطقة “درع الفرات” في ريف حلب، ومناطق سورية أخرى. وتثبت تلك التطورات أن المشروع يراد له الخروج إلى النور، بغض النظر عن التفاصيل الفنية والإجراءات التنظيمية ونظام تقاسم الحصص، والتي عادة ما تسبب تعطيل مشاريع كهذه.

أبو حطب، بدأ جولته من مارع في ريف حلب الشمالي، منتصف آب/أغسطس، حاملاً معه المبادرة، والتقى بـ”كتلة النصر” التي تُشكّلُ “فرقة الصفوة” إحدى دعائمها في المنطقة، وحصل على دعم “الفرقة” للمضي قدماً في المشروع.

مصدر معارض أكد لـ”المدن” أن البداية في تشكيل “جيش وطني”، التي بدأ رئيس الحكومة العمل عليها، كان مقترحاً قدمته إحدى فصائل المعارضة البارزة، بداية تموز/يوليو 2017، لكنه لم يخرج إلى النور، وبقي في إطار ضيق، بسبب غياب الظروف الملائمة. فعلياً، لم يرَ “أصدقاء المعارضة” حينها أن الوقت مناسب للعمل بالمشروع المقترح. وأضاف المصدر: “رئيس الحكومة المؤقتة جواد أبو حطب، هو واجهة المشروع باعتباره شخصية وطنية توافقية بعيدة عن التجاذبات، ولا ينتمي لأي من التيارات، ولديه حماسة كبيرة لإنجاز المشروع الذي يعتبره فرصة تاريخية للثورة في ظرفها الراهن الذي تعيشه، وفي وجوده مصلحة كبيرة لضم طيف واسع من فصائل المعارضة المسلحة”، لكنه أشار إلى وجود فصائل تشكك في المبادرة و”تعتبرها مشروعاً أخوانياً يهدف للهيمنة على المعارضة، ويعمل لأجندات خاصة بالإخوان المسلمين”.

فكرة إنشاء “جيش وطني” ظهرت للإعلام في 30 آب/أغسطس، بعد أن أعلن “المجلس الإسلامي السوري” تبنيه للمبادرة. لا بل تم اعتبار المبادرة مقترحاً خاصاً بـ”المجلس”. وتلى إعلان “الإسلامي السوري” سيل من بيانات التأييد التي أصدرتها فصائل المعارضة المسلحة المؤيدة للمشروع، والتي زاد عددها عن أربعين فصيلاً.

ومنذ بداية أيلول، كثّف أبو حطب من زياراته لفصائل المعارضة المسلحة في منطقة “درع الفرات”، وعاد لزيارة مارع في ريف حلب الشمالي، حيث صلّى العيد في مسجدها الكبير وتجول في المدينة وزار بعض مواقع “لواء المعتصم” الذي استضافه. لقاءات رئيس الحكومة شملت مختلف الفصائل في المنطقة، والتي تنقسم إلى ثلاث كتل عسكرية؛ “كتلة الشامية” و”كتلة النصر” و”كتلة السلطان مراد”. وحصل أبو حطب على موافقات شفهية وأخرى عبر بيانات منفردة، مهدت لاجتماع الإثنين 4 أيلول/أغسطس، في مبنى “الحكومة المؤقتة” في غازي عينتاب، والذي تمخض عنه تسمية أبو حطب وزيراً للدفاع.

وأبو حطب، ليس الوحيد في حشد الدعم لمبادرة “الجيش الوطني”، التي تدعمها تركيا، ففي أثناء زياراته المكوكية للفصائل في ريف حلب، كانت شخصيات دينية معارضة محسوبة على “الإخوان المسلمين” تزور إدلب وريف حلب الغربي. وأبرز هذه الشخصيات الشيخ حسن الدغيم، الذي ظهر في تظاهرة شهدتها بلدة عينجارة غربي حلب في 25 آب/أغسطس. ومن المؤكد أن الدغيم قد التقى قيادة “حركة نور الدين الزنكي” وبعض قيادات فصائل المعارضة غربي حلب وأطلعهم على المشروع، وأين وصل العمل فيه. الدغيم كان قد دخل المنطقة، بحسب تصريحات منسوبة له، بعدما تلقى دعوة من قبل قيادة “هيئة تحرير الشام” بقصد الحوار.

زيارات الشيخ حسن الدغيم، وفريق من شخصيات تعمل على ترويج مشروع “الجيش الوطني”، لم تقتصر على إدلب وريف حلب الغربي، بل شملت منطقة “درع الفرات” في ريف حلب خلال اليومين الماضيين. والتقى الفريق بعدد من قيادات فصائل المعارضة في المنطقة، وتم التباحث في آليات إنجاح المشروع، ونقل الفريق للحاضرين قائمة الأهداف التي يُمكن أن يحققها المشروع.

فصائل المعارضة في ريف حلب بدت وكأنها ليست بحاجة للكثير من الشرح وكل هذه الزيارات، ولا الدخول في التفاصيل الدقيقة، فهي أيدت المشروع من دون تردد. وتختلف الأهداف بين فصيل وآخر. فالفصائل الفقيرة التي لا تمتلك موارد مالية محلية أو خارجية، والمهددة بالزوال، وافقت بحماسة إذ تأملت أن يكون مشروع “الجيش الوطني” إعادة إنعاش لها تحديداً إذا ما كان الهدف الرئيسي للمشروع هو عمل عسكري كبير أشبه بـ”درع الفرات” في إدلب.

أما الفصائل المسلحة الكبيرة والتي لديها مصادر دعم مستمرة؛ من خلال المعابر الرسمية وغير الرسمية ومرافقة الشحنات التجارية العابرة للمنطقة بالإضافة إلى مصادر دعم خارجية، فقد تم اعتبارها من الركائز الأساسية للمشروع، إذ لديها ما يقارب نصف العدد والعتاد في المنطقة، ومن مصلحتها الاجتماع تحت مظلة عسكرية واحدة. وليس ضرورياً بالنسبة لتلك الفصائل الكبيرة أن يكون “الجيش الوطني” مطابقاً لما تم الإعلان عنه من حيث تفاصيل الانصهار الكلي للفصائل، إذ يكفيها الحد الأدنى من التعاون وتشكيل محور متماسك تمهيداً للمعركة القادمة.

مصدر مطلع أوضح لـ”المدن” أن مبادرة “الجيش الوطني” أشبه بغرفة عمليات تقودها “هيئة أركان” تحظى بثقة الحلفاء لبدء مرحلة جديدة من الدعم العسكري لأهداف محددة سلفاً. والهدف الحالي للمشروع ينحصر في التقريب بين فصائل المعارضة المسلحة و”حركة نور الدين الزنكي” بعد فترة طويلة من القطيعة على خلفية انضمامها إلى “هيئة تحرير الشام” قبل العودة والانفصال عنها في تموز/يوليو. ومن ثم سيتم العمل على الخطوات اللاحقة، بما فيها التحضير لمعركة إدلب ضد “هيئة تحرير الشام”.

المشهد يعود بنا إلى مطلع العام 2014 حينما شُكِّلَ “جيش المجاهدين” لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية”، في وقت قياسي، وكانت “حركة نور الدين الزنكي” آنذاك القوة الأبرز في الجيش، وتسلمت كامل الدعم المالي الذي قُدِّمَ لقتال التنظيم.

ومنذ مطلع أيلول/سبتمبر صعّدت “حركة نور الدين الزنكي” من لهجتها ضد “هيئة تحرير الشام”، وبدأ مكتبها الإعلامي على غير العادة بضخ مواد إعلامية مناوئة لـ”الهيئة”. كذلك تغيرت لهجة مُنظّري فصائل المعارضة المسلحة في وسائل التواصل الاجتماعي تجاه “الزنكي” خلال الفترة الماضية، في ما بدا وكأنه تمهيد لعودة “الحركة” إلى أحضان الفصائل بعد الطلاق السابق بينهم. وينتهي بذلك التداخل الحرج الذي أحدثته “الحركة” بانضمامها لـ”الهيئة”، لتصبح الساحة في الشمال السوري منقسمة بشكل واضح بين معسكرين؛ “الهيئة” وتوابعها من “القاعدة”، وأصحاب “الجيش الوطني” بقيادة “الإخوان المسلمين”.

المدن

 

موسكو:غارة روسية قتلت قياديين من “داعش” في ديرالزور

أعلنت روسيا عن مقتل أربعة من قيادي تنظيم “الدولة الإسلامية”، الجمعة، فضلاً عن عشرات المقاتلين، جراء غارة جويّة استهدفت اجتماعاً لمسؤولي التنظيم في محافظة دير الزور، شرقي سوريا، في وقت اتهمت فيه الولايات المتحدة بإجلاء قرابة 20 قيادياً ميدانياً من التنظيم في المحافظة نفسها، الأمر الذي نفته واشنطن.

 

وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان نشر على “فايسبوك”، إن طائرتين لسلاح الجو الروسي نفذتا غارة استهدفت مركزي قيادة واتصالات تابعين لـ”داعش”، وأسفرت عن مقتل نحو 40 عنصراً من مقاتليه. وأضافت أنه، بحسب معلومات مؤكدة، فقد قتل جراء الغارة أربعة قياديين ميدانيين كبار منهم “أمير” دير الزور، أبو محمد الشمالي، فيما تعرض “وزير حرب” التنظيم، مراد حليموف “لإصابة قاتلة”.

 

بيان الوزارة أشار إلى أنه في الخامس من أيلول/سبتمبر الحالي، تم الحصول على معلومات حول خطة قياديي تنظيم “داعش” عقد اجتماع في أحد مراكز القيادة الواقع في محيط مدينة دير الزور. وأضاف البيان، أنه “بعد تدقيق المعلومات المتيسرة، وإجراء الاستطلاع، شنت طائرتان مقاتلتان روسيتان من طراز “سو-34″، و”سو-35″ غارة جوية باستخدام قنابل خارقة للتحصينات، ما أدى إلى تصفية نحو 40 مسلحا للتنظيم، وتدمير مركزي القيادة، والاتصالات التابعين له”.

 

وأوضح البيان، أن بين المسلحين القتلى 4 قادة ميدانيين منهم أبو محمد الشمالي “أمير دير الزور”، وهو المسؤول عن الشؤون المالية في التنظيم، وتابع البيان، أن غُل مراد حليموف “وزير الحرب” في “داعش” كان في الاجتماع المذكور ولقي مصرعه نتيجة الغارة، إلا أن مصادر أخرى أفادت بأنه تعرض لإصابات بالغة، وتم نقله إلى بلدة موحسن، جنوب شرقي دير الزور.

 

يذكر، أن حليموف كان قائداً في الشرطة الخاصة في طاجكستان، وفي 2015، انضم مع 6 من زملائه إلى “داعش”، ليشغل منصب وزير الحرب في “داعش” بعد تصفية أبو عمر الشيشاني، بينما قالت وكالة “إرنا” الإيرانية، في وقت سابق، إنه جرى انتخاب حليموف خليفة لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.

 

ومن بين القتلى كذلك، طراد محمد الجربا، وهو سعودي الجنسية ويلقب بأبي محمد الشمالي، فقد كان عضوا في تنظيم “القاعدة”، وانضم إلى “داعش” في 2005، حيث عيّن مسؤولاً عن الشؤون اللوجستية ونقل المجندين الجدد إلى مراكز التدريب، كما شارك الشمالي في تنظيم طرق نقل المسلحين عبر تركيا، وبلدان أوروبا، وشمال إفريقيا، ودول الخليج، وأستراليا، إلى العراق وسوريا، وتتهمه بعض الأجهزة الأمنية الأوروبية بالوقوف وراء هجمات باريس التي وقعت في نوفمبر/تشرين الأول 2015.

 

وفي السياق، قالت مصادر روسية، الخميس، إن مروحيات تابعة لسلاح الجو الأميركي أجلت قرابة 20 قيادياً ميدانياً في “داعش” من محافظة دير الزور. ونقلت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية عن مصادر عسكرية ودبلوماسية روسية، فضلت عدم الكشف عن اسمها، أن إجلاء هؤلاء القياديين جرى في آب/أغسطس الماضي.

 

 

وأضافت المصادر أن “المروحيات الأميركية أجلت القيادات وبعض عناصر داعش لاستخدامهم في مناطق أخرى”، مشيرة إلى أن اثنين من تلك القيادات من أصول أوروبية، ولفتت إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها الولايات المتحدة بإجلاء عناصر من “داعش” في سوريا.

 

وفي وقت لاحق، نفت وزارة الدفاع الأميركية، الجمعة، التصريحات روسية، وفق ما نقلت وكالة “الأناضول”، عن المتحدث باسم الوزارة الرائد أدريان رانكين غالواي.

 

وقال المتحدث الأميركي، إن “ادعاءات الوكالة الروسية خاطئة تمامًا ولا تعكس الحقائق”، مشيرًا إلى أنه “لا داعي لمزيد من التعليق حيال الموضوع”.

 

رحلة الأسد

يتوقع النظام السوري أن يجني مكاسب وأرباحاً هائلة من وراء هزيمة، تبدو وشيكة، لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وقد لا يتردد الرئيس السوري بشار الأسد في أن يحلم بزيارة خارجية قريبة لن تتخذ وجهتها مساراً جوياً تقليدياً، إلى روسيا أو إيران، فالقضاء على “داعش” في سوريا يبدو بالنسبة للمزاج السياسي العالمي، كما للأسد نفسه، ثمناً مناسباً لإعادة تأهيل النظام دولياً، مع الأخذ بالاعتبار أن الأمر قد يحتاج إلى وقت، لكن، ليس إلى وقت طويل.

 

كانت المستشارة السياسية والإعلامية للرئاسة بثينة شعبان، وزميلها نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، قد “بشّرا”، قبل نحو شهرين، بدخول سوريا “ربع الساعة الأخير” من “أزمتها”، الأمر الذي سمح لموالين للنظام أن يجددوا استخدام كلمتهم الشهيرة التي كانت قد شاعت كثيراً خلال الأشهر الأولى لـ”الثورة”: “خلصت!”.

 

من جهته، لم يتأخر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في رفع أسهم الأسد وتعزيز صورته باعتباره “محارباً للإرهاب” و”منتصراً عليه”، عندما خصص جزءاً كبيراً من مؤتمره الصحافي، في ختام أعمال قمة مجموعة “بريكس”، الثلاثاء، للحديث عن نجاحات الحكومة السورية في “حربها على الإرهاب”، بالتزامن مع إعلان النظام فك الحصار عن دير الزور؛ الذي وصفه بوتين بـ”النصر الاستراتيجي المهم جداً”، فضلاً عن إرساله برقية تهنئة للأسد.

 

وقبيل ساعات قليلة من حديث بوتين، الذي “رسم فيه ملامح مرحلة ما بعد دير الزور”، بحسب ما عنونت “روسيا اليوم”، كانت فرقاطة روسية تقصف، من شواطئ المتوسط، مواقع لـ”داعش” في ريف المحافظة، بالتزامن مع دخول القوات النظامية المدينة بغطاء جوي لسلاح الجو الروسي الذي لولاه ما استطاعت قوات النظام القادمة من ثلاثة محاور أن تحقق انتصاراً على “داعش”، فالمعروف، أن خبرة سلاح الجو السوري تقتصر على قصف طوابير المدنيين أمام أفران الخبز.

 

الدعم العسكري الروسي، الذي جعل من موسكو شريكة في الحرب على السوريين، سوريي الثورة على الأقل، بغض النظر عن “داعش”، لم ولن يمنع منصات المعارضة السورية، التي لم تعد تستحق صفتها، من الذهاب إلى أستانة منتصف الشهر الحالي، حيث سيجري فصل جديد من فصول “(عملية) أستانة” التي تدعمها الدوحة والرياض، بحسب ما أكد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، قبل أيام، في وقت يتعاظم فيه الترحيب الدولي بـ”بدعة” اتفاقات “خفض التوتر”، فضلاً عن دور الفرق العسكرية الروسية المنتشرة في أكثر من منطقة سورية لـ..”حفظ السلام”.

 

المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، من جهته، تحدث قبل نحو أسبوع، كأي “محلل استراتيجي”، حول إمكانية هزيمة “داعش” في سوريّة خلال ثلاثة أشهر، وهو الحديث الذي جاء بعد أسابيع من تصريحاته، التي قال فيها إن الأشهر القليلة المقبلة ستكون حاسمة بشأن “الأزمة السوريّة” والتي “ستشهد انعطافة في مسارها”. تجدر الإشارة إلى أن تصريحات دي ميستورا تعكس الرغبة التي باتت تتشاركها أطراف عدة، إقليمية ودولية، بإنهاء ما آل إليه الوضع في سوريا: “حرب طائشة”.

 

كل ما سبق، قد يحوّل الحلم المفترض للأسد بزيارة خارجية قريبة، حتى وإن كانت بلا صفة رسمية، إلى حقيقة، وربما كان هذا الحلم هو الدافع الوحيد الذي يقف وراء اتصال الأسد ببعض ضباط نظامه ومسؤوليه الأمنيين في دير الزور، بعد إعلان التلفزيون الرسمي السوري عن فك حصار “الإرهابيين” عن المدينة، علماً أن “الرئيس الفريق”، القائد العام للجيش والقوات المسلحة، لم يقم، طيلة سنوات الحرب، بأية زيارة إلى جبهات القتال بزيّه العسكري، لكنه قد يفعل، قريباُ، ما هو أهم من ذلك: مغادرة سورية مطمئناً، والعودة إليها، عبر مطار دمشق.

 

ضربة حماة رسالة إسرائيلية لحزب الله وإيران

المرصد السوري لحقوق الإنسان يقول إن الموقع المستهدف في الغارة يستخدمه حزب الله والإيرانيون وهو قاعدة لكل الميليشيات الموالية للنظام.

 

ضربة إسرائيلية في توقيت مختلف

 

دمشق – حملت الغارة الإسرائيلية على مركز بحوث ومعسكر تدريب يضم مستودعات لتخزين الصواريخ غرب سوريا رسالة مزدوجة لكل من دمشق وحزب الله وطهران.

 

وذكر محللون عسكريون إسرائيليون أن المكان المستهدف ينتج أسلحة كيميائية وأسلحة أخرى، وأن الضربة تندرج في إطار القرار الإسرائيلي منع انتشار أسلحة استراتيجية في سوريا، لا سيما بالنسبة إلى حزب الله وايران.

 

وكانت قيادة الجيش السوري قد أعلنت عن استهداف الطيران الإسرائيلي فجر الأربعاء بعدة صواريخ أحد المواقع العسكرية بالقرب من مصياف الواقعة على بعد ستين كيلومترا شرق مدينة طرطوس الساحلية.

 

وذكر بيان للقيادة أن الغارات تسببت بـ”استشهاد عنصرين في الموقع” لم يحدد هويتهما أو عملهما، فيما التزمت إسرائيل كالعادة الصمت عن العملية.

 

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الموقع المستهدف يستخدمه حزب الله والإيرانيون وهو قاعدة لكل الميليشيات الموالية للنظام التي تقاتل في ريف حماة في وسط البلاد.

 

ويرى مراقبون أن هذه الضربة غير الضربات السابقة، فتوقيتها يتزامن مع انقلاب جذري للمشهد الميداني في سوريا لصالح الأسد وحلفائه وخاصة إيران وميليشياتها.

 

ويضيف هؤلاء أن إسرائيل يبدو أنها أخذت على عاتقها مسؤولية حماية أمنها بنفسها وعدم التعويل على الموقفين الروسي والأميركي، خاصة بعد زيارة كبار المسؤولين الإسرائيليين في الفترة الماضية لكلا الدولتين وصفتها الصحافة الإسرائيلية بالفاشلة.

 

وهناك مخاوف إسرائيلية واضحة من أن تصبح إيران على اعتابها، كما أنها تخشى من حصول حزب الله العدو رقم واحد بالنسبة إليها على أسلحة دقيقة.

 

وأكد ياكوف أميدرور الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بين 2011 و2013 الخميس، “أنها المرة الأولى التي يتم فيها استهداف مركز عسكري سوري رسمي”، مشيرا إلى أن مركز البحوث قديم في سوريا “كان ينتج في الماضي أسلحة كيميائية، لكن أيضا أسلحة أخرى بينها قذائف وصواريخ”.

 

وأضاف أن إسرائيل وجهت مرارا “رسائل واضحة” حتى قبل الهجوم “بأننا لن نسمح لإيران وحزب الله ببناء قدرات تمكنهما من مهاجمة إسرائيل من سوريا، ولن نسمح لهما ببناء قدرات لحزب الله في ظل الفوضى القائمة في سوريا”.

 

ومن جهته، قال رئيس الاستخبارات الإسرائيلية السابق عاموس يدلن في سلسلة تغريدات على موقع تويتر إنه إذا تأكد أن إسرائيل نفذت هذه العملية، فهذه رسالة بأنها “لن تسمح بإنتاج الأسلحة الاستراتيجية في سوريا”.

 

وتزامنت العملية الإسرائيلية مع بدء الأخيرة أكبر مناورات عسكرية لها في المنطقة الشمالية منذ قرابة 20 سنة تحاكي حربا مع حزب الله، الأمر الذي قرأه المحللون على أنه استعداد إسرائيلي لحرب حتمية مع الحزب اللبناني الذي يدور في الفلك الإيراني.

 

«مصنع كيماوي إيراني» هدف غارة إسرائيل

المعارضة السورية تنتقد دي ميستورا

رام الله: كفاح زبون – بيروت: يوسف دياب

لَمّح وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى مسؤولية إسرائيل عن الهجوم الذي استهدف مركزا عسكريا في حماة وسط سوريا أمس، قائلاً إن إسرائيل {مصممة على منع الأعداء من تخطي الخطوط الحمراء»، وسط أسئلة عن موقف موسكو التي تملك صواريخ «إس – 400» على بعد 80 كيلومترا من مكان القصف.

 

وأشارت مصادر إلى أن الغارة استهدفت مصنعاً لإنتاج السلاح الكيماوي قرب مصياف، يعتقد أنه يضم مدربين إيرانيين، وهو يقع على بعد 80 كيلومتراً من قاعدة حميميم الروسية. ولم تعقب إسرائيل رسميّاً على الغارة بعدما أقر الجيش النظامي السوري بها وسقوط قتلى من جنوده.

 

ودافع الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين عن الهجوم بطريقة غير مباشرة أثناء لقائه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وقال: «البنية التحتية للأسلحة التي يتسلح بها (حزب الله) تتطلب من دولة إسرائيل الرد عليها».

 

وجاء الهجوم الإسرائيلي في ظل اتفاق أميركي – روسي على الوضع الجديد في سوريا. وقال مصدر إسرائيلي، إن الهجوم يرسل رسائل متوازية للطرفين بأن إسرائيل لن تقبل بأي اتفاق مستقبلي في سوريا من دون ضمان أمنها وطرد إيران وميليشياتها من الجولان. وقال عاموس يادلين، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السابق، إن الهجوم يحمل أيضا رسالة بأن أنظمة الحماية الروسية لن تمنع إسرائيل من العمل بحرية في المنطقة.

 

إلى ذلك، انتقدت «الهيئة العليا للمفاوضات» السورية المعارضة، تخلي المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، عن الانتقال السياسي ووصفت تصريحاته الأخيرة بأنها «صادمة ومخيبة للآمال». وكان دي ميستورا قد دعا المعارضة إلى الاعتراف بأنها «لم تربح الحرب». وقال رئيس وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» إلى جنيف، نصر الحريري، إن «عملية جنيف بهذا الشكل تفقد مصداقيتها لأن الاتجاه الحالي في العملية السياسية يتم التلاعب به من بعض الأطراف الدولية، لا سيما روسيا».

 

في غضون ذلك، أعلن مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين، أمس، أن وساطة دي ميستورا بين الحكومة والمعارضة يجب أن تستمر، تنفيذاً للقرار الأممي 2254.

 

إسرائيل تقصف «مصنعاً كيماوياً» وسط سوريا لتثبيت «الخطوط الحمراء»

تل أبيب تقول إنها لن تسمح بممر إيراني إلى «حزب الله»

رام الله: كفاح زبون

لَمّح وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى مسؤولية إسرائيل عن الهجوم على مركز عسكري في حماة وسط سوريا، قائلاً إن إسرائيل مصممة على منع الأعداء من تخطي «الخطوط الحمراء».

 

وقال ليبرمان في تصريحات نقلتها القناة العاشرة الإسرائيلية: «نحن لا نبحث عن مغامرات، لكننا عازمون على الدفاع عن أمن مواطنينا بكل الطرق المتاحة. نحن مصممون على منع أعدائنا من الإضرار بنا أو حتى خلق فرصة لذلك». وتابع: «إسرائيل مستعدة لكل سيناريو في الشرق الأوسط. وستفعل كل شي لمنع وجود ممر شيعي من إيران إلى دمشق… لن تسمح لأي جهة كانت بتعدي الخطوط الحمراء».

 

ويشير حديث ليبرمان إلى مسؤولية إسرائيل عن غارة استهدفت موقعاً عسكرياً قرب مصياف في ريف حماة، فجر الأمس وأدَّت إلى تدميره بالكامل، إضافة إلى مقتل جنديين في المكان.

 

ولم تعقب إسرائيل رسميّاً على الغارة، وقالت إنها لا ترد على مثل هذه التقارير، بعدما أقر الجيش النظامي السوري بالغارة، وقال في بيان إن «طيران العدو الإسرائيلي أقدم عند الساعة 2:42 فجراً على إطلاق عدة صواريخ من الأجواء اللبنانية استهدفت أحد مواقعنا العسكرية بالقرب من مصياف، ما أدى إلى وقوع خسائر مادية و(استشهاد عنصرين في الموقع)». وحذر في بيانه من «التداعيات الخطيرة لمثل هذه الأعمال العدوانية على أمن واستقرار المنطقة»، مؤكداً: «عزمه وتصميمه على سحق الإرهاب واجتثاثه من جميع أراضي الجمهورية العربية السورية مهما تعددت وتنوعت أشكال الدعم المقدم لهذه المجموعات الإرهابية».

 

وقال البيان إن هدف الغارة هو رفع معنويات تنظيم داعش الذي تكبد خسائر كبيرة بالفترة الأخيرة، ويعتبر أن إسرائيل والولايات المتحدة ترتبط مع التنظيم وتقوم بدعمه. لكن مصادر إسرائيلية قالت إن الهدف كان إحباط تطوير أسلحة كيماوية.

 

ودافع الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفيلن عن الهجوم بطريقة عير مباشرة أثناء لقائه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قائلاً: «البنية التحتية للأسلحة التي يتسلح بها حزب الله تتطلب من دولة إسرائيل الرد عليها».

 

وجاء الهجوم الإسرائيلي في ظل اتفاق أميركي – روسي، حول الوضع الجديد في سوريا، وبعد مشاورات مكثفة أجرتها إسرائيل مع واشنطن ومع روسيا كذلك.

 

وقال مصدر إسرائيلي كبير إن الهجوم يرسل رسائل متوازية للطرفين بأن إسرائيل لن تقبل بأي اتفاق مستقبلي في سوريا من دون ضمان أمنها وطرد إيران وميليشياتها من الجولان. وقال عاموس يادلين رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السابق إن الهجوم «الاستثنائي» يحمل كذلك رسالة بأن أنظمة الحماية الروسية لن تمنع إسرائيل من العمل بحرية في المنطقة.

 

وأكد يدلين أن صواريخ كبيرة قد دُمِّرت جراء الهجوم المباغت.

 

وكتب عاموس هرئيل المراسل العسكري لصحيفة «هآرتس» أن إسرائيل أرادت ظاهرياً نقل رسالة بأنه يمكن لها تعطيل ترتيب المستقبل الذي يتم إعداده في سوريا، إذا لم تؤخذ في الاعتبار المصالح الأمنية لها التي تتمثل في منع وجود إيران والميليشيات المرتبطة بها في منطقة مرتفعات الجولان.

 

والهجوم الجديد وقع بعد 10 سنوات من هجوم إسرائيلي كبير ضد المفاعل النووي الذي كانت تبنيه كوريا الشمالية لصالح النظام السوري عام 2007 في دير الزور.

 

وقالت صحيفة «يديعوت أحرنوت» إن المكان المستهدف هو مركز لتطوير أسلحة الدمار الشامل أنشئ عام 1970، وتم تطويره في السنوات الأخيرة، وكان مسؤولاً عن تطوير المفاعل النووي الذي قصفته إسرائيل في دير الزور قبل 10 أعوام.

 

وبحسب الصحيفة، فإنه خلال العامين الماضيين تم رصد توسيع عمل ونشاطات الموقع بشكل كبير. وأضافت: «في المكان دُفِن بقايا اليورانيوم التي تم إنتاجها من قبل كوريا الشمالية في المفاعل ذاته».

 

وكتب رون بن يشاي المحلل العسكري في «يديعوت أحرنوت» أنه «بينما كان حزب الله وإيران وسوريا يتابعون باهتمام المناورات العسكرية الأكبر للجيش الإسرائيلي منذ 20 عاماً على الحدود، وجَّهَت إسرائيل لهم ضربة هي الأقوى والأكبر منذ عام 2007». وأضاف: «لقد كانوا يعتقدون أن المناورات فرصة لنقل أسلحة مطورة من الموقع المستهدف إلى مناطق سورية أو لبنانية، لكن الجيش نفذ هجوماً غير مسبوق وغير روتيني».

 

وهذا ليس أول هجوم إسرائيلي على سوريا، إذ ضربت إسرائيل في الخمسة أعوام السابقة نحو 100 مرة في مناطق سورية وأخرى لبنانية، بهدف تعطيل نقل ترسانة لـ«حزب الله» أو استهداف عناصره، وهذه المرة تم استهداف منشأة تابعة للنظام السوري.

 

ودانت «حماس» الهجوم الإسرائيلي، وقال ممثل الحركة في لبنان علي بركة في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «ندين الغارات الصهيونية التي حصلت فجر اليوم (أمس) على سوريا ونرفض أي عدوان صهيوني على أي دولة عربية أو إسلامية».

 

موسكو تتحدث عن هدنة في إدلب

فصائل معارضة تقول إنها ليست طرفاً في أي اتفاق لا يشمل عودة اللاجئين

موسكو: طه عبد الواحد – بيروت: كارولين عاكوم

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن تقدما ملموسا تم تحقيقه في المفاوضات حول معايير منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب، وعبر عن أمله في الإعلان قريبا عن اتفاق بهذا الخصوص، بينما قالت وزارة الدفاع الروسية إن لقاءات بين فصائل المعارضة السورية والنظام ستجرى في العاصمة الكازخية آستانة من 13 حتى 15 سبتمبر (أيلول) الحالي، وأعلنت في الوقت ذاته عن إقامة منطقة فصل في تل رفعت (ريف حلب) شمال سوريا، لتفادي المواجهة بين الجيش السوري الحر من جهة، والميليشيات الكردية وقوات النظام من جانب آخر، كما كشفت عن اتفاق آخر مع المعارضة، قالت إنه أتاح فتح الطريق الدولية بين حمص وحماة.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن في تصريحات، أمس، من فلاديفستوك، أقصى شرق روسيا، أن «الاتصالات حول الوضع في محافظة إدلب مستمرة بين الدول الضامنة والمبادرة في (عملية آستانة)؛ أي روسيا وتركيا وإيران»، وأكد أنه «خلال تلك الاتصالات تم تحقيق تقدم جدي في التوافق على معايير وأساليب ضمان الأمن بالنسبة لمنطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب»، وأعرب عن أمله في الإعلان عن معلومات أكثر دقة بهذا الخصوص في أقرب وقت ممكن. من جانبه، قال الفريق أول سيرغي رودسكوي، مدير العمليات في قيادة الأركان الروسية إن لقاء «آستانة – 6» سينعقد من 13 حتى 15 سبتمبر، وأشار إلى أن المشاركين، وفق ما هو مقرر، سيتبنون خلال اللقاء وثائق تنظم عمل قوات المراقبة في مناطق خفض التصعيد، بما فيها منطقة إدلب التي لا تزال قيد الإنشاء، وسيتبنى المجتمعون كذلك فقرة حول تأسيس مركز تنسيق مشترك. وقالت الخارجية الكازخية إن لقاء مجموعة العمل التابعة للدول الضامنة سيجرى في آستانة يوم 13 سبتمبر، بينما ستجرى الجولة السادسة من مفاوضات آستانة بمشاركة ممثلين عن المعارضة والنظام يومي 14 و15 سبتمبر.

ولم يوضح المسؤولون الروس في تصريحاتهم حول منطقة خفض التصعيد في إدلب كيفية التعامل مع «جبهة النصرة» باعتبارها تنظيماً إرهابياً لا يشمله وقف إطلاق النار. وكان مركز دراسات «صندوق الثقافة الاستراتيجية» الروسي، نشر تقريراً قال فيه إن عملية عسكرية كبيرة ضد المتشددين في إدلب سوف تنطلق الشهر الحالي حيث من المتوقع أن يهاجم الجيش التركي المسلحين من الشمال، بينما يتقدم الجيشان الروسي والإيراني من الجنوب. وتوقع التقرير أن تبدأ العملية عقب اجتماعات «آستانة – 6»، وعدّ أن القرار جاء عقب رفض «هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً)» مساعي إخراجها من المحافظة بشكل سلمي.

إلى ذلك، أعلن رودسكوي، أمس، عن اتفاق حول إقامة منطقة لفض الاشتباك على خطوط التماس بين الجيش السوري الحر وقوات النظام السوري، في محيط مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، وذلك بعد انسحاب الميليشيات الكردية من المنطقة. وقال: «بغية تفادي وقوع أعمال استفزازية ومواجهات محتملة بين تشكيلات الجيش السوري الحر في شمال سوريا، والمقاومة الكردية، وبمساهمة من مركز المصالحات الروسي، أُقيمت منطقة فض اشتباك في محيط تل رفعت»، وأضاف موضحاً أن «وحدات من القوات الحكومية حلت بديلاً عن التشكيلات الكردية المسلحة التي انسحبت من المنطقة (تل رفعت)»، وأكد نشر مجموعة من الشرطة العسكرية، وإقامة عناصر الشرطة حاجزين و4 نقاط للمراقبة، للقيام بمهامها والحيلولة دون نشوب مواجهات في منطقة فض الاشتباك. وقال إن وقف إطلاق النار مهد الأجواء لعودة المدنيين، لافتاً إلى أن 400 مدني عادوا بينما تخطط مئات العائلات للعودة في وقت قريب.

وفي حين لم يصدر أي تعليق تركي على الاتفاق، اعتبرت المعارضة أنها غير معنية بالموضوع. وقال مصطفى سيجري رئيس المكتب السياسي للواء المعتصم لـ«الشرق الأوسط»: «لسنا معنيين بالتصريحات الروسية، ولا نعلم شيئاً عن الاتفاق الذي يتحدثون عنه»، مضيفاً: «أعلنوا عنه بعيداً عن أبناء المنطقة والفصائل العسكرية العاملة في المنطقة، ومن خلال تجربتنا مع الروس بتنا معتادين عليهم وعلى كذبهم».

وأكد أن أي اتفاق «لا يضمن عودة المناطق المحتلة لأهلها لن نكون طرفاً فيه، وطرد المحتل حق وواجب على (الجيش الحر)».

وأتى الإعلان الروسي في ظل المعلومات التي كانت تشير إلى تحضير أنقرة للبدء بعملية عسكرية بالتنسيق مع فصائل في المعارضة، تهدف من خلالها استعادة القرى التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية في أواخر 2015 وأوائل 2016، بين مارع ودير جمال، والهجوم على منطقة مدينة عفرين.

وعن احتمال أن يكون الإعلان الروسي جاء نتيجة اتفاق بين موسكو وأنقرة لإيقاف العملية المرتقبة، قال سيجري: «كل شيء وارد، لكن لغاية الآن يمكننا التأكيد بناء على المعلومات التي وصلتنا من مسؤولين أتراك أن الانتشار الروسي ليس ناتجاً عن اتفاق مع موسكو»، مضيفاً: «نتيجة المباحثات في مؤتمر آستانة، التي كان يُفتَرَض أن تؤدي إلى حلّ حول هذه المناطق تبين أن الخلاف بين الطرفين كان كبيراً».

واعتبر أن دخول القوات الروسية هو تصعيد من قبل موسكو لا سيما أن أنقرة كانت تستعد للدخول إلى المنطقة، وترفض أن تتحول إلى منطقة نفوذ روسية أو أميركية.

واتهم «لواء المعتصم»، في وقت سابق، قوات سوريا الديمقراطية بإفشال الاتفاق مع قوات التحالف الدولي، الذي قضى بانسحابها من المدينة وأربع عشرة قرية في محيطها، إلى مواقعهم في مدينة عفرين، وتسليمها له.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، أعلن، الأسبوع الماضي، عن دخول القوات الروسية ضمن رتل عسكري إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بالريف الشمالي لحلب، مشيراً إلى أن هذا الأمر جاء بعد مساعٍ قام بها الجانب الروسي منذ منتصف شهر يوليو (تموز) الماضي، للتوصل لاتفاق، وموافقة من القوات الكردية، حول نشر قوات الشرطة العسكرية الروسية، في المنطقة الممتدة بين مدينة مارع وبلدة دير جمال بريف حلب الشمالي، على خطوط التماس مع القوات التركية والفصائل المقاتلة المدعومة منها.

وسيطرت «وحدات حماية الشعب» سيطرت على مدينة تل رفعت منتصف شهر فبراير (شباط) 2016.

وتعبير «فض الاشتباك» يستخدمه العسكريون للإشارة إلى التدابير المتخذة لتجنب وقوع حوادث ناتجة عن وجود أطراف عدة تحارب عدواً في منطقة واحدة.

وهناك «خطوط فض اشتباك» موجودة أيضاً بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام لمنع وقوع اشتباكات بين الطرفين في مناطق يقاتلان فيها «داعش» أو بين الأميركيين والروس لتجنب وقوع حوادث جوية.

وسبق أن أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية في أغسطس (آب) التوصل إلى اتفاق لنشر «مراقبين روس في مناطق عدة بين عفرين والشهباء»، في ريف حلب الشمالي.

ويسيطر الأكراد على مناطق في ريف حلب الشمالي يطلقون عليها «الشهباء»، كذلك على منطقة عفرين في ريف المحافظة الشمالي الغربي.

ونشرت روسيا وحدات من الشرطة العسكرية في جنوب سوريا أيضاً، في الغوطة الشرقية على تخوم دمشق، وفي مناطق من حمص، في إطار سياسة إنشاء مناطق «خفض التوتر»، بهدف التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار.

وأعلن رودسكوي كذلك عن اتفاق مع المعارضة السورية، سمح بفتح الطريق الدولية حمص – حماة، وقال إنه «بفضل اتفاق ضباط مركز حميميم الروسي للمصالحات مع ممثلي المعارضة السورية المعتدلة، تمكنا من تسيير الحركة على طريق حمص – حماة، الأمر الذي سهل تنقل المواطنين والنقل بين شمال وجنوب سوريا». ولم يوضح رودسكوي مع أي من مجموعات المعارضة تم التوصل إلى هذا الاتفاق، لكن معروف أن قضية فتح طريق حمص – حماة واحدة من الملفات التي يجري بحثها في مفاوضات بين لجنة تمثل مناطق ريف حمص وممثلين عن مركز حميميم الروسي، بغية التوصل لاتفاق جديد حول منطقة خفض التصعيد في ريف حمص. وأكد الإعلامي عامر الناصر أن جولة جديدة من تلك المفاوضات ستجرى وسيعرض خلالها ممثلو المعارضة نص الاتفاق الجديد على الجانب الروسي، وأشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن فتح طريق حمص – حماة سيتم اتخاذ القرار فيه بعد إنجاز ملف المعتقلين في سجون النظام السوري.

 

قوات النظام تتوسّع في دير الزور… و«داعش» يستميت لصد الهجوم

بيروت: «الشرق الأوسط»

بقي محيط مدينة دير الزور وباديتها الغربية، مسرحاً للمعارك وعمليات الكرّ والفرّ، بين النظام السوري والميليشيات الموالية له من جهة، وبين تنظيم داعش من جهة أخرى، ورغم الغطاء الجوي الكثيف وعشرات الغارات الجوية التي نفذتها الطائرات الروسية، لم تفلح قوات النظام في الوصول إلى المطار العسكري (الذئب)، الذي لا يزال محاصرا من قبل التنظيم.

وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن قوات النظام «لم تنجح بشكل كامل، في إعادة تأمين الثغرة التي تمكنت من فتحها والوصول من خلالها إلى اللواء 137 بمحيط مدينة دير الزور». وقال: «لا تزال عمليات تأمين الممر مستمرة من قبل قوات النظام لاستكمالها؛ تمهيدا لإدخال شاحنات مساعدات إنسانية عبر طرق ترابية إلى داخل الكتلة الأكبر المحاصرة والواقعة في القسم الشمالي الغربي من مدينة دير الزور والمتصلة مع اللواء 137»، مشيراً إلى أن منطقة الممر «شهدت هجوماً عنيفاً منذ مساء الثلاثاء وحتى فجر الأربعاء، تمكن التنظيم خلالها من سد الثغرة عبر رصدها نارياً».

ولم تتوقف الاشتباكات في محيط اللواء 137، في ظلّ الهجمات المعاكسة ينفذها تنظيم داعش على مواقع النظام في منطقة كباجب، الواقعة على طريق دمشق – السخنة – دير الزور، في البادية الغربية لدير الزور، في وقت تمكنت قوات النظام من توسيع سيطرتها على الطريق، وهي تعمل على تأمين الطريق عبر توسعة نطاق السيطرة على محيطها لتأمينها.

وقال «المرصد السوري»: «مع سعيها للتقدم والوصول إلى دوار البانوراما، بغية فتح طريق دير الزور – السخنة، وإدخال قوافل المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية إلى مناطق سيطرة قوات النظام في المدينة».

وتنتظر قوات النظام معركة صعبة لدى تحولها من مرحلة كسر الحصار، إلى مرحلة طرد التنظيم من نصف مدينة دير الزور الذي يسيطر عليه، في قتال شوارع يبرع مقاتلو «داعش» في خوضها، وفق ما أفادت وكالة «رويترز»، التي نقلت عن قائد عسكري غير سوري من التحالف العسكري الداعم لنظام بشار الأسد، إن «الخطوة التالية هي تحرير المدينة». وأضاف أن «الأسد وحلفاءه، روسيا وإيران وفصائل شيعية منها (حزب الله)، سيشرعون في هجوم بمحاذاة وادي الفرات بعد تحرير مدينة دير الزور».

وكان تنظيم داعش، تمكن صباح أمس (الأربعاء) من إعادة إغلاق الممر الذي فتحه النظام باتجاه اللواء 137 المحاصر، بعد سيطرته نارياً على هذا الممر إثر هجوم عنيف نفذه التنظيم، بدءاً من مساء الثلاثاء. وقال ناشطون، إن عناصر التنظيم «يواصلون هجماتهم المعاكسة، ويعملون على منع قوات النظام من التقدم نحو مدينة دير الزور وكسر حصارها». وقالوا: إن «الهجمات، تأتي وسط قصف للطائرات الحربية على محاور القتال، واستهدافات متبادلة بين الطرفين، وتفجير التنظيم 6 عربات مفخخة على الأقل، استهدفت مواقع النظام في محيط اللواء 137».

وكان رئيس النظام السوري بشار الأسد، هنّأ القادة العسكريين على «عملية فك الحصار عن دير الزور». وقال الأسد في اتصال هاتفي مع اللواء رفيق شحادة، رئيس اللجنة الأمنية في دير الزور، واللواء حسن محمد، قائد الفرقة 17 والعميد عصام زهر الدين قائد اللواء 104 في الحرس الجمهوري «لقد أثبتم بصمودكم في وجه أعتى التنظيمات الإرهابية على وجه الأرض، أنكم على قدر المسؤولية فصنتم العهد وكنتم خير قدوة للأجيال القادمة». وأضاف الأسد: إن «الدماء الطاهرة، سطرت نصراً مدوياً على الفكر التكفيري الإرهابي المدعوم إقليمياً ودوليا»، مشدداً على «تطهير المنطقة الإرهاب، واستعادة الأمن إلى آخر شبر من ربوع البلاد».

ومع دخول معركة دير الزور شهرها الرابع، فقد تمكنت «قوات سوريا الديمقراطية» من السيطرة على 64 من مدينة الرقة، التي تعدّ عاصمة إمارة «داعش» في سوريا، وقال «المرصد السوري»: إن المعركة «قلصت سيطرة التنظيم إلى 36 في المائة، وبات الأخير يحكم قبضته على بضعة أحياء، أهمها الأندلس وشمال سكة القطار والحرية وتشرين والتوسعية في القسم الشمالي من مدينة الرقة». وقال «المرصد»: إن «المعارك تتركز الآن في أحياء، البريد والنهضة والدرعية في القسم الغربي من المدينة، وأطراف المنصور والأمين وحيي المرور والثكنة بوسط مدينة الرقة، والروضة والرميلة في شمال شرقي مدينة الرقة».

 

فرنسا تتخلى عن شرط رحيل الأسد لاستئناف العملية السياسية

قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، الجمعة، إنّ رحيل بشار الأسد ليس شرطًا لاستئناف العملية السياسية في سوريا.

 

وأضاف لودريان، خلال مؤتمر صحفي عقده في موسكو، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أنّ “باريس أكدت مرارًا على عدم جواز ربط استئناف العملية السياسية الانتقالية في سوريا بشروط مسبقة مهما كانت، بما في ذلك رحيل الأسد”.

 

وأوضح أن تصريحاته لا تعني “أن الأسد أحد المستهدفين من العملية السياسية”.

 

من جانبه، أشار وزير الخارجية الروسي إلى “وجود مؤشرات توحي بتقدم ملموس باتجاه حل الأزمة في سوريا”.

 

وقال لافروف “نرى من جانبنا علامات تعكس تقدماً ملحوظاً في الأوضاع بسوريا، بينها إنشاء 3 مناطق خفض توتر في الجنوب الغربي”.

 

وتابع أنّه “من المتوقع أن تشهد مباحثات الأستانة السادسة بشأن سوريا، خلال الفترة ما بين 13 و15 سبتمبر الجاري، الاتفاق على تحديد منطقة خفض التوتر الرابعة في منطقة إدلب”.

 

ولفت لافروف إلى أن الاتفاق حول منطقة خفض التوتر الرابعة هو”الأكثر تعقيدًا” كما أنه “يحتاج لوقت أكبر”.

 

وفي مايو الماضي، اتفقت روسيا وتركيا وإيران (كأطراف ضامنة)، على إنشاء أربعة مناطق “خفض توتر”، إحداها في إدلب، ضمن مفاوضات العاصمة الكازاخية أستانة حول الأزمة السورية.

 

وعلى صعيد آخر، شدد لافروف على ضرورة مكافحة الإرهاب في سوريا والقضاء عليه نهائيًا، لحماية آسيا وأوروبا من الإرهابيين الذين قد يضطرون للفرار من سوريا.

 

وقال “نشارك فرنسا قلقها حيال إمكانية هروب الإرهابيين من سوريا إلى أوروبا وآسيا وروسيا، ما يشكل تهديدًا جديدًا”. وأضاف “يتعين علينا سحق الإرهابيين، ولا يجوز أن نسمح لهم بالتواري عن الأنظار”.

 

لافروف: الجولة 7 لأستانا تنعقد في 13 و15 سبتمبر

العربية.نت

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الجمعة، أن الجولة 7 لمسار أستانا ستنعقد في 13 و15 سبتمبر/أيلول الجاري.

وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي في موسكو، “نسعى لضم #إدلب في القريب العاجل لمناطق خفض التوتر”.

وتابع “نسعى لحوار مباشر وشامل بين المعارضة والحكومة في #جنيف”.

من جانبه قال وزير خارجية فرنسا، جان إيف لودريان، “أنه يجب وقف استخدام السلاح الكيمياوي وقطع الدعم على الإرهابيين في #سوريا”.

وأضاف “نسعى لحل سياسي برعاية أممية للأزمة في #سوريا”.

وأكد أن مواقف باريس متقاربة مع موسكو بشأن الملف الليبي.

وفي الملف الليبي قال لافروف “لتقارب بين #السراج و #حفتر من شأنه المساعدة على إيجاد حل في #ليبيا”.

وأكد لودريان أن اتفاق الصخيرات يبقى أرضية جيدة لحل الأزمة الليبية.

أما عن كوريا الشمالية فدَانَ لافروف استفزازات كوريا الشمالية، التي تمثل خرقاً للقانون الدولي – حسب وصفه – وقال “لا خيار لحل أزمة كوريا الشمالية سوى الحل الدبلوماسي”.

فيما دعا لودريان إلى فرض عقوبات صارمة على #كوريا_الشمالية.

وكانت الخارجية الروسية أعلنت الخميس أن اللقاء بين لافروف ولودريان سيتناول مواضيع دولية ملحة، حيث سيركز الطرفان اهتمامهما بشكل خاص على بحث إمكانيات تعاون البلدين في الشأن السوري، والليبي، والأوكراني”.

وأضاف البيان الصادر عن الخارجية أن “جهود الدولتين المشتركة من شأنها تخفيف حدة التوتر في الشؤون الأوروبية، والعالمية، إضافة إلى الأزمات الإقليمية التي تشارك روسيا، وفرنسا في تسويتها بشكل أو آخر.

 

المعارضة السورية: حديث دي ميستورا يتطابق مع أجندة موسكو

العربية.نت

وصف نصر الحريري رئيس الوفد السوري المعارض، الخميس، من إسطنبول، تصريحات المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بأنها “صادمة ومخيبة للآمال”. مؤكداً أن حديث دي ميستورا يتطابق تماماً مع الأجندة الروسية.

وأشار إلى أن دي ميستورا لمس بنفسه حرص المعارضة على الوصول لحل سياسي. لافتا إلى أن دي ميستورا تخلى عن المرجعية الدولية للحل.

وقال رئيس الوفد السوري المعارض إن “أي صفقة دولية للحل لن تنجح ما لم تنفذ مطالب الشعب السوري”.

وأضاف أن انتصارات نظام الأسد العسكرية حققها الروس والإيرانيون والمرتزقة.” فهناك عشرات آلاف المرتزقة يقتلون الشعب السوري إلى جانب الأسد”.

وشدد الحريري على ضرورة التعامل مع مرتكبي الانتهاكات في #سوريا كمجرمي حرب. وطالب مجلس الأمن بمعاقبة النظام على استخدام السلاح الكيمياوي.

وقال الحريري إن تقارير دولية عدة أكدت ارتكاب #نظام_الأسد لجرائم حرب في سوريا.

وفي وقت سابق اليوم، ردَّ المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، #رياض_حجاب، على تصريحات المبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان #دي_ميستورا، واصفاً إياها بغير المدروسة، ومعتبراً أنه فقد حياده وبات طرفاً. واعتبر أن كلام دي ميستورا يعكس هزيمة الوساطة الأممية في إنفاذ قرارات مجلس الأمن واحترام التزاماتها أمام المجتمع الدولي.

وكتب الخميس على حسابه على تويتر “مرة أخرى يورط دي ميستورا نفسه بتصريحات غير مدروسة”. وقال “الثورة السورية ماضية”.

ودعا حجاب الذي سبق وشغل منصب رئيس الوزراء في عهد الأسد “لطرح أممي جديد إزاء القضية السورية”.

وكان دي ميستورا قال الأربعاء إن على المعارضة السورية قبول أنها لم تنتصر في الحرب المستمرة منذ ستة أعوام ونصف العام على الرئيس السوري بشار الأسد.

ولمح المبعوث الأممي إلى أن الحرب في سوريا انتهت تقريبا، لأن الكثير من الدول شاركت فيها بالأساس لهزيمة تنظيم #داعش في #سوريا ويجب أن يلي هذا فرض هدنة على مستوى البلاد قريبا. وقال للصحافيين “بالنسبة للمعارضة الرسالة واضحة للغاية: إذا كنتم تخططون للفوز بالحرب فإن الحقائق تثبت أن هذا ليس هو الوضع. لذلك آن الأوان الآن للفوز بالسلام”.

 

مفاوضات جنيف بانتظار (جدية) النظام و(واقعية) المعارضة/ إبراهيم حميدي

تتناول إجراء انتخابات رئاسية مبكرة

يضبط المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا برنامج وساطته على توقيت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالوصول إلى «تسوية سياسية» قبل الانتخابات الرئاسية الروسية ربيع العام المقبل، ويسعى إلى ضمان «جدية» من وفد دمشق و«واقعية» من المعارضة للدخول في مفاوضات مباشرة لمدة أسبوعين نهاية الشهر المقبل لتنفيذ القرار «2254» قد تفضي إلى انتخابات رئاسية مبكرة.

وإلى حين ذلك، يسعى دي ميستورا وفريقه إلى البناء على تراكم سلسلة من التطورات:

أولاً؛ دير الزور والرقة: يُتوقع أن تسيطر قوات النظام و«حزب الله» بدعم جوي وبري روسي خلال ساعات على المدينة شمال شرقي البلاد. والواضح، أن السيطرة على المدينة الغنية بالنفط والغاز جزء من تفاهم أميركي – روسي تضمن رسم خطوط الجبهات، إضافة إلى أن واشنطن لم تعد تهتم كثيراً بمن يهزم «داعش» ما دام هذا يقع ضمن أولويتها القائمة على القضاء على مناطق «داعش» وتحريرها.

دير الزور لروسيا والرقة لأميركا؛ وبحسب الخطة التي وضعها التحالف الدولي بقيادة أميركا، يتوقع أن تسيطر «قوات سوريا الديمقراطية» على عاصمة «داعش» في نهاية الشهر المقبل.

وتشكل خسارة المدينتين ضربة كبيرة للتنظيم وتراجع مناطقه من 40 إلى 15 في المائة من مساحة سوريا البالغة 185 ألف كيلومتر مربع. لكن يتوقع أن تستمر الحرب على «داعش» في وادي الفرات بين سوريا والعراق جراء انكفاء عناصر التنظيم إلى هذه المنطقة الصحراوية.

ثانياً؛ اتفاقات «خفض التصعيد»: إذ تواصل روسيا توسيع مروحة اتفاقات التهدئة بين قوات النظام وفصائل المعارضة، وباتت تشمل الجنوب وجنوب غربي البلاد وغوطة دمشق والقلمون الشرقي وريف حمص، إضافة إلى أن الجيش الروسي بات وسيطاً بين «وحدات حماية الشعب» الكردية المكون الرئيسي لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، وبين «الجيش السوري الحر» شمال حلب، للحيلولة دون تدخل أعمق للجيش التركي. الهدف، وقف القتال بين أعداء «داعش» وتركيز هذه الأطراف على قتال المتطرفين.

ثالثاً؛ «اجتماع آستانة» يومي 14 و15 من الشهر الحالي: تجري اتصالات بين موسكو وأنقرة وطهران للوصول إلى تفاهم دولي – إقليمي إزاء مصير إدلب؛ المنطقة الرابعة في اتفاق «خفض التصعيد»، وسط تمدد «هيئة تحرير الشام» التي تضم «فتح الشام (النصرة سابقا)». وطرحت احتمالات عدة بين إعطاء «ضوء أخضر» لفصائل معارضة، وقيام تنسيق للعمليات العسكرية لقوات النظام وفصائل معارضة تحت غطاء روسي.

وكانت أنقرة شجعت «المجلس الإسلامي الأعلى» مرجعية الفصائل المعارضة لبحث تشكيل «جيش وطني». وقوبلت المبادرة بموافقة 40 فصيلاً إسلامياً وسط تردد من «الجيش الحر». ويعتقد أن مبادرة توحيد الفصائل تقع ضمن الاستعداد لمعركة مقبلة شمال سوريا، والسعي إلى جمع الفصائل، خصوصاً مع اقتراب موعد تنفيذ قرار «غرفة العمليات العسكرية» بقيادة «وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه)» بوقف جميع أشكال الدعم عن الفصائل بما في ذلك الرواتب الشهرية في نهاية ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ولأن مبدأ «عملية آستانة» يقوم على أنه لا اتفاق قبل الاتفاق على كل شيء، فإن مصير وثائق تخص نزع الألغام، وتبادل الأسرى والمخطوفين، وآلية الرد على الخروق، وتشكيل مراكز مراقبة روسية – تركية – إيرانية، ينتظر لمسات أخيرة بين الدول «الضامنة» في ضوء محادثات المبعوث الرئاسي الروسي ألكسندر لافرينييف في طهران مع رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني.

رابعاً؛ دينامية سياسية في الجمعية العامة للأمم المتحدة: يتوقع طرح الملف السوري في أروقة الاجتماعات الدورية وإن كان بدرجة أقل من السنوات السابقة. وإلى مبادرة منسقة شؤون الأمن والخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني لعقد اجتماع في حدود 20 سبتمبر (أيلول) الحالي، تسعى باريس إلى الحصول على دعم لاقتراح تشكيل «مجموعة اتصال»، وسط خلاف على مشاركة إيران.

ولاحظ مسؤول غربي صدور «رسائل متناقضة» من باريس بين الحديث عن أن الأولوية هي محاربة «داعش» وأن رحيل الرئيس بشار الأسد «ليس شرطاً مسبقاً»، وبين قول وزير الخارجية جان إيف لودريان إنه لا يمكن حصول «انتقال سياسي بوجود الأسد». وأشار المسؤول إلى أن دبلوماسيين فرنسيين سألوا دي ميستورا عن أسباب عدم حديثه عن «الانتقال السياسي» في الإيجاز الذي قدمه قبل أيام إلى مجلس الأمن، إضافة إلى استغراب طرحه (دي ميستورا) ملف إعادة الإعمار من دون ربط ذلك بـ«الانتقال السياسي». وفسر دبلوماسيون غربيون ذلك بأن دي ميستورا «يحاكي المقاربة الروسية»، في وقت قال فيه مصدر روسي إن تنفيذ القرار «2254» يتضمن «الانتقال السياسي».

خامسا؛ مؤتمر المعارضة في الرياض في بداية أكتوبر (تشرين الأول) المقبل: إذ بدأت «الهيئة العليا للمفاوضات» ومكونات معارضة إجراء اتصالات لعقد المؤتمر وضمان نجاحه برؤية سياسية ووفد موحد. وبحثت الهيئة السياسية لـ«الائتلاف الوطني السوري» ذلك، واقترح رئيس «الائتلاف» رياض سيف تشكيل لجنة من 15 عضواً تضم ممثلي فصائل ومكونات سياسية؛ بينها «هيئة التنسيق»، للإعداد للمؤتمر. وحافظ «الائتلاف» على موقفه السياسي بالدعوة إلى اعتماد «رؤية سياسية توضح بشكل لا يقبل الشك الأهداف التي يجمع عليها جميع السوريين للوصول إلى سوريا المستقبل؛ دولة موحدة، يكون أساسها المواطنة والمساواة والعدالة، ذات النظام المدني الديمقراطي، من دون أي دور للأسد وزمرته فيها».

سادساً؛ مفاوضات مباشرة في جنيف: يأمل دي ميستورا أن يخرج مؤتمر المعارضة بتشكيل «وفد موحد» للمعارضة يحمل «موقفاً واقعياً» للذهاب إلى جنيف لعقد مفاوضات مباشرة مع وفد الحكومة حول «السلال الأربع»، (حكم، دستور، انتخابات، مكافحة إرهاب). كان دي ميستورا وفريقه سعوا إلى عقد مفاوضات فنية بين ممثلي «الهيئة» ومجموعتي موسكو والقاهرة لإقرار وثائق مشتركة تتعلق بآلية إقرار الدستور الجديد، والانتقال السياسي، وتشكيل الهيئة الانتقالية. ولم تعقد جلسات فنية إضافية تتعلق بـ«سلتي» الانتخابات ومكافحة الإرهاب. وسيكون أحد بنود المفاوضات إجراء انتخابات برلمانية أو رئاسية مبكرة العام المقبل، علما بأن ولاية الأسد تنتهي في 2021.

قلق دي ميستورا من أمرين: الأول، أن يشعر النظام أنه «انتصر ولا داعي لتسوية سياسية». لذلك لجأ المبعوث الدولي إلى طهران وموسكو لممارسة ضغوطات على دمشق لإبقاء الخيار السياسي، خصوصاً بعد تصريحات الأسد الأخيرة في مؤتمر وزارة الخارجية. ويعتقد أن طهران أوفدت بعد استقبالها دي ميستورا مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين جابر الأنصاري إلى الأسد لإقناعه بإجراء مفاوضات «جدية» في جنيف. وقال دي ميستورا أمس: «لا أعتقد أن أي طرف بإمكانه حقيقة إعلان الانتصار».

الثاني: أن تشعر المعارضة بـ«الهزيمة» وتخلي حلفائها عنها عسكرياً وسياسياً مع بقائها بالتمسك بمواقف «غير واقعية» ومبادئ لا تعكس ميزان القوى على الأرض وعمق دعم روسيا وتفاهمها مع أميركا. وتساءل دي ميستورا أمس: «هل ستكون المعارضة قادرة على أن تكون موحدة وواقعية بالقدر الكافي لإدراك أنها لم تفز بالحرب؟».

كان المبعوث الدولي، الذي اشتغل في العراق خلال تصاعد تنظيم «القاعدة»، حذر من أن الارتكان إلى حلول سريعة ومؤقتة لا تضمن «حكماً تمثيلياً»، قد يؤدي إلى ولادة نسخة أكثر عنفاً من «داعش» بعد بضعة أشهر، أو تقسيم أمر واقع في مناطق «خفض التصعيد».

الشرق الأوسط

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى