أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 09 تموز 2011

السفير الأميركي التقى في حماة 12 معارضاً

باريس – رندة تقى الدين وأرليت خوري

دمشق، عمان، جنيف، واشنطن – «الحياة»، أ ف ب ، أ ب – قال ناشطون وشهود عيان، إن تعزيزات أمنية وصلت إلى مدينة تلبيسة في ريف حمص ضمت اكثر من 4 باصات وخمس شاحنات تقل عناصر امنية ومعدات، وتحدثوا عن «حملات ترهيب» في أحياء عدة من حمص وحماة، التي دخلها نحو 12 باصاً للأمن لتعزيز قسم الشرطة في ديربعلبة.

وجاءت التعزيرات مع تنفيذ اهالي حماة وحمص والرستن والحولة إضراباً كاملاً، حيث اغلقت المحال التجارية والمدارس والاعمال الخاصة والعامة عشية «جمعة لا للحوار». واعتبر وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه، ان فرص قيام النظام السوري بإصلاحات «معدومة»، في حين حض الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دمشق على «وقف» اعمال القتل المستمرة والسماح لبعثات تقويم انسانية وحقوقية بدخولها، كما دعا أعضاء البرلمان الاوروبي إلى «انشاء ممرات انسانية» لتقديم المساعدة إلى اللاجئين السوريين في لبنان وتركيا.

وأكدت الخارجية الأميركية ليل امس أن سفيرها روبرت فورد يزور مدينة حماة برفقة وفد من السفارة الأميركية والتقى بـ»12 شخصية» من المدينة «للتعبير عن وقوف الولايات المتحدة مع الشعب السوري وحقه في التعبير» وللاطلاع مباشرة على الأوضاع هناك، وسيبقى فيها اليوم.

وأكد مسؤول في الخارجية الأميركية لـ»الحياة» أن فورد توجه الى المدينة أمس وعلى رأس وفد من السفارة الأميركية، وأنه «جرى ابلاغ الحكومة السورية بأن وفدا من السفارة سيتوجه الى المدينة».

وقد تولت السفارة الترتيبات مباشرة، خلافاً لزيارة جسر الشغور التي نظمتها الحكومة السورية. وقال المسؤول أن هدف الزيارة هو «للاطلاع بشكل مباشر على الأوضاع في المدينة والتعبير عن وقوف الولايات المتحدة مع الشعب السوري في سعيه للتعبير عن نفسه ونيل حقوقه».

وفي التطورات الميدانية، قال ناشطون وشهود إن دبابات الجيش أعادت انتشارها على مداخل حماة وفي داخلها، وشنت قوى الامن حملة اعتقالات ضد عشرات الناشطين.

وقال ناشطون إن اكثر من مئة عائلة فروا امس الى منطقة السلمية، جنوب شرقي حماة، بسبب تدهور الوضع الامني والخدماتي في المدينة، مشيرين إلى انقطاع الكهرباء بعد المياه، وصعوبة عمل المستشفيات.

وقال احد سكان حماة لـ «فرانس برس»، إنه تم «نقل جثتين لشابين وجدتا على جسر مزيريب إلى مشفى الحوراني»، مشيراً إلى «عدم التمكن من تحديد هويتهما، نظراً لتشوهات طالت وجههما». واتهم «عناصر موالية للنظام بالقيام بذلك، لأنهم هم من يسيطرون على هذا الجسر الذي هو جزء من الطريق الدولي بين حمص وحلب المار من جانب حماة من الجهة الشرقية».

وفي ريف إدلب، حيث يجري الجيش عمليات منذ منتصف حزيران (يونيو) انسحبت قوات الامن من بلدتي كنصفرة وبليون، متوجهة إلى قرية أبلين. كما حاصرت قرية ابتيتا بحسب ناشط. وأوضح الناشط ان «الجيش انسحب من كفرعويد وسفوهن باتجاه كفرنبل»، مشيراً إلى «استمرار العمليات شرق وجنوب بلدة مرعيان في المغارة وفركيا ودير سنبل» في إدلب.

وأشار المرصد السوري إلى «فرض حظر تجول غير معلن في عدد من القرى التي شهدت عمليات أمنية في اليومين الماضيين اعتقل خلالها نحو 300 شخص». وذكر المرصد «أن حظراً للتجول غير المعلن فرض على سكان كنصفرة وكفرعويد وكفررومة واحسم وكفرنبل».

كما لفت إلى تظاهرات ليلية ضمت الآلاف في ريف دمشق وإدلب وحرستا ودير الزور ونوى. وأفادت الرابطة السورية لحقوق الإنسان إلى تظاهرات ليلية في اللاذقية والحسكة وحمص والبوكمال ومعرة النعمان.

ورأت رئيسة اللجنة العربية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير بهية مارديني «ان من سيحضر جلسة الحوار سيسقط شعبياً». ولفتت إلى «ان الموضوع برمته هو أزمة ثقة بين المعارضة والسلطة وبين السلطة والشعب».

دمشق تنتقد زيارة السفير الأميركي لحماه: من دون إذن ودليل على تورّط واشنطن في الأحداث

انتهكت واشنطن الاعراف الدبلوماسية بسعيها الى الاستخفاف بالسيادة السورية من خلال الزيارة غير المعلنة التي بدأها السفير الاميركي روبرت فورد لمدينة حماه وعزمه على البقاء فيها لمواكبة التظاهرات المتوقعة اليوم، وهي خطوة وصفتها وزارة الخارجية السورية بأنها «دليل واضح على تورط الولايات المتحدة في الأحداث الجارية في سوريا ومحاولتها التحريض على تصعيد الأوضاع التي تخل بأمن سوريا واستقرارها».

وجاءت الخطوة الاميركية في توقيت مشبوه حيث تدخل الاستعدادات في دمشق للقاء التشاوري الاحد المقبل مراحلها الاخيرة اليوم، في ظل مواقف مقاطعة غير مفهومة اتخذتها بعض الشخصيات المعارضة من مبدأ الحوار في حد ذاته، وذلك على وقع الدعوة الى تظاهرات من المتوقع أن تشهدها البلاد تلبية لدعوة الحركة الاحتجاجية جاءت تحت عنوان «لا للحوار».

ونقلت وكالة «سانا» السورية للانباء عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله إن «وجود السفير الأميركي في مدينة حماه من دون الحصول على الإذن المسبق من وزارة الخارجية وفق التعليمات المعممة مرارا على جميع السفارات، دليل واضح على تورط الولايات المتحدة في الأحداث الجارية في سوريا ومحاولتها التحريض على تصعيد الأوضاع التي تخل بأمن سوريا واستقرارها». وأضاف المصدر «إن سوريا إذ تنبه إلى خطورة مثل هذه التصرفات اللامسؤولة تؤكد وبصرف النظر عن هذه التصرفات تصميمها على مواصلة اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة باستعادة الأمن والاسقرار في البلاد».

وقام فورد بزيارة مدينة حماه بشكل «مستقل» بحسب التعبير الاميركي، في خطوة لم تتضح دوافعها وتداعياتها المحتملة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند إن فورد انتقل بشكل مستقل إلى حماه، لا ضمن أي زيارة منظمة رسميا.

وقالت نولاند «لقد أمضى النهار معربا عن دعمنا العميق لحق الشعب السوري في التجمع سلميا والتعبير عن نفسه».

وللوصول إلى المدينة أفادت واشنطن، بأن فورد مرّ بحاجزين أولهما عسكري والآخر أقامه سكان حماه، وتحدث فورد عن اجواء «متوترة» في المدينة ونقل مشهد المحال التجارية المغلقة احتجاجا. وأكدت نولاند أن فورد يعتزم البقاء في حماه اليوم لمتابعة الاحتجاجات المتوقعة، وأضافت «السكان قلقون ازاء إمكان دخول قوات الأمن إلى المدينة».

وجاءت الزيارة في وقت دعت صفحة «الثورة السورية» على موقع «فيسبوك»، السوريين إلى الخروج في تظاهرات اليوم تحت شعار «لا للحوار» الذي ستعقد جلساته انطلاقا من 10 تموز الحالي، فيما أعلنت اطراف جديدة في المعارضة عن نيتها مقاطعته، تمثلت بالمعارضين أنور البني وميشال كيلو اللذين قالا إن على الحكومة أن توقف قمعها للمحتجين ليمتلك الحوار فرصة للنجاح.

وقال ناشط وأحد السكان إن سكان مدينة حماه سدوا شوارع المدينة بالإطارات المشتعلة لمنع دخول حافلات تقل قوات الأمن بينما فرت عشرات الأسر الى مدينة مجاورة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان قوات الأمن «حاولت دخول حماه لكن السكان أضرموا النار في إطارات السيارات على الطرق لمنعها من الدخول».

وقال مسؤول حكومي سوري لـشبكة «سي ان ان» الأميركية «إن الجيش السوري لم ولن يدخل مدينة حماه»، مشيرا إلى ان الجيش متواجد عند مداخل المدينة لتسهيل دخول الموظفين الحكوميين الذي يعيشون في ريف حماه ويعملون داخل المدينة.

في هذه الأثناء، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريح لوسائل إعلام روسية إن «موقف الشركاء الغربيين (ازاء سوريا) هو الإصرار على ممارسة الضغط على جانب واحد فقط ألا وهو الحكومة والرئيس»، وأضاف «نحن نعتبر أن هذا أسلوب خاطئ، ونريد أن يتم في سوريا استخدام الأسلوب ذاته الذي يتم انتهاجه مع اليمن «، إلا أنه أوضح أنه «في كل الأحوال فإن أعمال قتل المدنيين السلميين أمر غير مقبول وكذلك لا يجب السماح باستخدام القوة والعنف من جانب المعارضة وجعل المتظاهرين هدفا للشرطة».

أما نظيره الفرنسي الان جوبيه فقال «إن الوضع في سوريا لا يتعارض فقط مع قيم منظمة الأمم المتحدة، وإنما أيضا يهدد الأمن الدولي، غير أن روسيا التي تمتلك حق الفيتو، تعارض تبني مشروع قرار في مجلس الأمن، بعد أن قدمته منذ أسابيع أربع دول أوروبية أعضاء في مجلس الأمن لإدانة القمع في سوريا». وأكد جوبيه أن فرنسا ستواصل العمل من اجل جمع الغالبية اللازمة وطرح مشروع القرار للتصويت في مجلس الأمن الدولي. واعتبر جوبيه أن «قدرة النظام السوري ضعيفة للغاية، إن لم تكن محدودة، على إجراء إصلاحات في البلاد، لأنه يتصرف بصورة لا يتوقف معها تصعيد العنف في سوريا، وبالتالي فإن مصداقيته تتلاشى».

ويذكر أن قناة «روسيا اليوم» أجرت مقابلة مع نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام، جدد فيها الإعلان عن تطلعه إلى سقوط النظام، وانتقد روسيا لموقفها في مجلس الأمن الرافض لقرار إدانة سوريا.

إلى ذلك، أفادت وكالة «سانا» السورية للأنباء بأن حشودا من السوريين خرجت في عدد من المدن للتعبير عن دعمها للرئيس السوري بشار الأسد، وفي طرطوس شارك عشرات الآلاف من أبناء مدينة الدريكيش وضواحيها في مسيرة جماهيرية حاشدة رفع خلالها العلم السوري بطول 1000 متر ، وفي بانياس شارك آلاف المواطنين من أهالي المدينة وريفها في حملة بعنوان «لأجلكم شهداء الوطن». وفي إدلب خرج الآلاف من أبناء جسر الشغور في مسيرة جماهيرية «تعبيرا عن تأييدهم لمسيرة الإصلاح الشامل التي يقودها السيد الرئيس بشار الأسد ورفضهم للأعمال الإجرامية التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية المسلحة»، بحسب «سانا».

(«السفير»، أ ف ب، أ ب، رويترز)

مقتل ثلاثة متظاهرين وجرح آخرين برصاص قوات الأمن السورية

نيقوسيا- (أ ف ب): اعلن ناشطون حقوقيون الجمعة مقتل ثلاثة متظاهرين وجرح اخرين عندما اطلق رجال الأمن النار عليهم أثناء تفريق مظاهرات في عدة مدن سورية.

وصرح رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي لوكالة فرانس برس “قتل متظاهران في حي الميدان وسط العاصمة دمشق كما قتل شخص واصيب خمسة اخرون بجروح في مدينة الضمير (ريف دمشق) عندما اطلق رجال الأمن النار لتفريق متظاهرين”.

وشهدت عدة مدن سورية الجمعة تظاهرات تلبية لدعوة وجهها ناشطون تحت شعار (لا للحوار) مع نظام الرئيس بشار الاسد الذي يواصل قمع حركة الاحتجاج الشعبية في مختلف انحاء البلاد اضخمها في حماة (وسط) حيث تظاهر نحو 450 الف شخص.

وأكد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن من جهته لوكالة فرانس برس “ان أكثر من 24 شخصا اصيبوا عندما حاولت قوات الامن تفريق مظاهرات جرت في عدة احياء في حمص (وسط)”.

واشار الناشط إلى أن “جروح بعضهم خطرة”.

وأشار عبد الرحمن إلى قيام قوات الأمن “بحملة اعتقالات ومداهمات مستمرة في عدة احياء في حمص بالاضافة إلى اطلاق نار كثيف جدا”، لافتا إلى أن “المتظاهرين ما زالوا في الشوارع الجانبية يهتفون برفض الحوار”.

كما لفت رئيس المرصد إلى “مظاهرة شارك فيها الالاف في ادلب (شمال غرب) اطلق فيها رجال الأمن الرصاص والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين”، مشيرا إلى “سقوط عدد من الجرحى”.

واضاف عبد الرحمن “اطلقت الاجهزة الأمنية الرصاص الحي في محاولة لتفريق مظاهرة كبيرة خرجت من مساجد الاحياء الجنوبية في مدينة بانياس (غرب)”، مشيرا إلى “استمرار سماع صوت اطلاق الرصاص في المدينة”.

وكان ناشطون معارضون للحكم في سوريا دعوا الى التظاهر الجمعة تحت شعار “لا للحوار” مع نظام الرئيس بشار الاسد الذي يواصل قمع حركة الاحتجاج الشعبية في مختلف انحاء البلاد.

وكتب الناشطون على صفحتهم من موقع فيسبوك بعنوان “الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011”: “أي حوار والدماء انهار، أي حوار والمدن تحت الحصار، الشعب يريد اسقاط النظام”.

الداخلية السورية: السفير الأمريكي التقى مخربين بحماة وحضهم على التظاهر والعنف ورفض الحوار

دمشق- (يو بي اي): قالت وزارة الداخلية السورية الجمعة إن السفير الامريكي روبرت فورد التقى في مدينة حماه بعض ممن تسميهم الحكومة “المخربين” وأنه “حضهم على التظاهر والعنف ورفض الحوار”.

وقالت الداخلية السورية، في بيان لها الجمعة “إن السفير الأمريكي التقى في حماة ببعض هؤلاء المخربين وحضهم على التظاهر والعنف ورفض الحوار كما التقى بعض الاشخاص تحت غطاء زيارته بعض المشافي في الاطار ذاته”.

واعتبرت الوزارة ذلك “تحريضا على استمرار العنف وعدم الاستقرار ومحاولة لتخريب الحوار الوطني الجاري بين القوى الوطنية الشريفة وتعميقا للشقاق والفتنة بين ابناء الشعب السوري الواحد الذي يرفض رفضا قاطعا مثل هذا التحريض الأجنبي ويستنكره بشدة”.

وأضافت الداخلية “انها تراقب عن كثب أعمال الشغب والعنف التي تقوم بها بعض المجموعات التخريبية في مدينة حماة وتعمل على معالجتها وقد استغربت وصول السفير الأميركي إلى مدينة حماة بشكل يتعارض مع الاعراف الدبلوماسية رغم وجود الحواجز التي يسيطر عليها المخربون وقطع الطرقات ومنع المواطنين من الوصول إلى أعمالهم ووظائفهم”.

وكان السفير الأمريكي وصل إلى مدينة حماه بعد ظهر الخميس حيث التقى مع عدد من الناشطين والمعارضين كما زار عدد من الجرحى في المشافي.

وانتقدت وزارة الخارجية السورية زيارة السفير فورد إلى المدينة من دون أذن مسبق من الخارجية واعتبرته محاولته تحريضاً على تصعيد الأوضاع التي تخل بأمن واستقرار سورية.

وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية “إن وجود السفير الأمريكي في مدينة حماة دون الحصول على الإذن المسبق من وزارة الخارجية وفق التعليمات المعممة مرارا على جميع السفارات دليل واضح على تورط الولايات المتحدة بالأحداث الجارية في سورية ومحاولتها التحريض على تصعيد الأوضاع التي تخل بأمن واستقرار سورية”.

وأضاف المصدر”إن سورية إذ تنبه إلى خطورة مثل هذه التصرفات اللامسؤولة تؤكد وبصرف النظر عن هذه التصرفات تصميمها على مواصلة اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة باستعادة الأمن والاستقرار في البلاد”.

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت الخمس أن “السفير الأمريكي في سورية روبرت فورد توجه الخميس إلى مدينة حماة ويعتزم البقاء فيها حتى يوم الجمعة”.

وكانت وزارة الخارجية السورية نظمت رحلة نهاية الشهر الماضي لمجموعة من السفراء العرب والأجانب زاروا مدينة جسر الشغور في محافظة ادلب شمال غرب البلاد، بعد الأحداث التي شهدتها المدينة وكان بينهم السفير الأمريكي.

مسؤولون: نظام الاسد لن يسقط قريبا ولكنه يتداعى وحماة قد تكون المنعطف الرئيسي في الانتفاضة

الثورة قادمة لدمشق… نخبة رجال الاعمال تبحث عن بديل ليس فيه بشار

لندن ـ ‘القدس العربي: هل بدأ الحديث عن مرحلة ما بعد الاسد، وهل بات نظام بشار الاسد في حالة من الضعف تجعل من هذا الحديث ذا مصداقية، اسئلة كثيرة تطرح الآن عن مصير النظام وطريقة معالجته للازمة الحالية.

وترى تحليلات ان ازمة حماة قد تكون منعطفا مهما في الانتفاضة التي تعيشها سورية منذ اكثر من 3 اشهر، وحتى قبل حماة فالنظام اظهر حالة من الضعف حيث يواجه سلسلة من الانتفاضات في كل انحاء البلاد، اضافة الى المشاكل الاقتصادية والدبلوماسية والعلاقة مع الاصدقاء السابقين. ورغم كل التحليلات فالنظام وان بدا متصدعا الآن الا ان بشار الاسد المصمم على البقاء في السلطة لن يسقط قريبا. ويرى تقرير في ‘واشنطن بوست’ الامريكية ان معضلة النظام امام حماة تقترح حسب مسؤولين امريكيين ان بشار الاسد يكافح من اجل احتواء التظاهرات مما يشير الى تصدعات في نظامه، فهو يواجه انتفاضات على اكثر من جبهة، ويعاني من خسارة على الجبهة الدبلوماسية من خسارة الحلفاء والاصدقاء وتراجع المصادر والمال.

وبنفس السياق ونقلت صحيفة ‘كريستيان ساينس مونيتور’ عن باتريك كلاوسون من معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى قوله ان هناك العديد من المسؤولين في الادارة الامريكية يعتقدون ان الحكومة السورية بدا تتفتت، وينظر الى الاسد بانه لم يعد قادرا على السيطرة على قواته التي لم تعد قادرة نفسها على اعادة السيطرة على الوضع.

حماة المعضلة والمنعطف

ويرى المسؤولون الامريكيون الذين تحدثت اليهم ‘واشنطن بوست’ ان تعامل النظام مع حماة التي خرج منها الجيش قبل ثلاثة اسابيع ليعود اليها يوم السبت الماضي بشكل متسرع تكشف عن فوضى داخل الحكومة. وتقول الصحيفة ان اكبر مظاهرة شهدتها حماة يوم الاسبوع الماضي ادت الى تصلب المتظاهرين ومعهم المعارضة التي لم تعد مستعدة للتعامل مع حل يبقى فيه الاسد في السلطة وذلك حسب مسؤولين امنيين ودبلوماسيين امريكيين.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في ادارة اوباما قوله ان احداث حماة قد تكون نقطة التحول الهامة في الانتفاضة السورية، في وقت تحاول فيه الحكومة التعامل مع انتفاضات متعددة داخل البلاد.

ويعتقد المسؤولون ان خروج القوات السورية من حماة، ادى الى سلسلة من الاحتفالات والتظاهرات السلمية التي عبر فيها المتظاهرون سيطرتهم على المدينة مثل ساحة التحرير في القاهرة. ويقول مسؤول ان الجو العام في حماة خلال الاسابيع الثلاث الماضية اتسم بالاحتفالية مما جعل النظام يفكر مرتين بعدم السماح لما يحدث بالاستمرار. وتضيف الصحيفة انه حتى قبل خروج الوضع في حماة عن السيطرة فقد سجل محللون ملامح ضعف خاصة بعد ان عبر قطاع في قاعدة دعم الاسد، منهم رجال الاعمال وقادة دين عن غضبهم من وحشية تعامل النظام مع الانتفاضة.

الاغلبية الصامتة تبحث عن بديل

ونقلت عن مسؤول استخباراتي امريكي ان ‘الاغلبية الصامتة’ من رجال الاعمال والمواطنين العاديين ممن لم يشاركوا في التظاهرات اصبحوا معارضين للنظام ومستعدين لدعم بديل قادر على اعادة الاستقرار للبلاد، واضاف ان قاعدة النظام تتراجع خاصة بين طبقة رجال الاعمال، وهذه الطبقة لها وزن ثقيل وقد استفادت من النظام لكنها الآن بدأت تبحث عن بديل و’الاسد ليس جزءا من الحل’.

ويقول دبلوماسي امريكي ان الاسد الذي بدا واثقا في البداية من قدرته على قمع الانتفاضة يبدو الآن ضعيفا، وفي الوقت نفسه لم يقدم اية اشارات انه سيتنحى وان نهايته قريبة. ويقول مسؤولون في استخبارات اجنبية ان الاسد مصمم على البقاء بأي ثمن، ومواصلة القمع الدموي، فكما اشار مسؤول استخباراتي وصفته بالشرق اوسطي فالنظام متماسك والجيش واجهزة الامن كلها متماسكة.

الثورة قادمة لدمشق

ومع ذلك فهناك تغير في المزاج العام يؤكد الى تراجع في دعم القاعدة الشعبية للاسد وسقوط ستار الخوف في العاصمة السورية دمشق، ويرصد تقرير مطول اعده مراسل صحيفة ‘الغارديان’ في دمشق نداء حسن (اسم مستعار) اجواء الحياة في دمشق التي يقول انها تبدو على السطح عادية ولكن شيئا ما في العمق يحدث.

ويشير كاتب التقرير ان عائلة الاسد تحكم سورية منذ 41 عاما، حيث تنتشر صور الرئيس السابق والحالي في شوارع وازقة دمشق العتيقة، ويقول ان الاسد الاب دائما ما ربط بين سورية ونفسه، حيث كان الجنود كما يقولون يقسمون الولاء له وليس للبلد، وهذا يفسر كثرة تماثيل حافظ الاسد في مراكز المدن. هذا الوضع الذي كان عاديا في السنوات السابقة يبدو الآن يتصدع فالسوريون لم يعودوا يربطون بين العائلة والوطن، وينقل التقرير اراء واحاديث مع كاتب سوري معروف في دمشق ان ‘العائلة ادارت حكم البلاد وكأنها اقطاعية وليس كبلد ينتمي الى مواطنيه’.

ويرى التقرير ان الهوية الوطنية الجديدة المتحررة من الاضطهاد هي التي تدفع المتظاهرين للاحتجاج في كل انحاء البلاد، وهي التظاهرات التي بدأت اولا مطالبة باصلاح ثم انتهت مطالبة بالثورة وتغيير النظام ‘ارحل’. ويرى التقرير ان التيمة الوطنية الجديدة وان وحدت السوريين حولها الا انها ادت الى شق بينهم وبين مؤيدي النظام الذين يقاتلون من اجل بقائه. وهناك دعم واضح وحقيقي للنظام في دمشق، وهذا مرتبط بالعلاقة مع النظام او خوفا منه، وهنا يتساءل احدهم قائلا هل يريد المتظاهرون ‘دفعنا لحرب اهلية’.

ويقول كاتب التقرير ان ‘عبادة الشخصية’ وصلت اعلى درجاتها لحد الجنون، فكل وسائل الاعلام والصحف تمدح الاسد ‘ابو حافظ’. ومقارنة مع الجو العادي في المدينة التي تعيش حالة من النشاط والحركة، الاسواق عامرة والمقاهي مليئة بالمرتادين الذين يشربون القهوة والشاي، فحماة وحلب التي تقع دمشق بينهما تعيشان اوضاعا غير طبيعية فيما نزفت فيه مدينة حمص ومدن اخرى في الشمال، حيث يقوم الجيش بعمليات واسعة. وحتى الآن قتل اكثر من 1400 شخص وجرح الالوف فيما سجن عشرات الالوف. كل هذا اثر على دمشق التي اقتنعت اولا برواية النظام التي تحدثت عن ‘عصابات اجرامية’ تقف وراء التظاهرات، ومن حالة النكران الى التشوش ثم الغموض بدأ سكان اخيرا يتحدثون عن الوضع وقد انقسموا الى قسمين. وتنقل الصحيفة عن رجل في منتصف العمر قوله انه شاهد موقفين مختلفين حول الوضع من اصدقائه، مشيرا الى انه في البداية كان الناس يخشون التصريح بما يدور في عقولهم، ولكن حاجز الخوف الآن زال وبدأ الناس يعبرون عن مواقفهم بشكل واضح، مما ادى الى خلافات حادة بين الاصدقاء والمتحاورين، ومن هنا يقول التقرير ان دمشق التي ظلت هادئة من بداية الازمة في اذار (مارس) الماضي وكانت شوارعها خالية مع غروب الشمس ثم عادت لحياتها الليلية والنشطة تعيش الان وضعا من الخلافات في المواقف حول الوضع بين مؤيدي النظام والمعارضين. ويرى ان الاصدقاء يتناقشون ويتبادلون الاراء المختلفة على الفيسبوك او يتبادلون الاراء على المدونات. وفي الوقت الذي توجد فيه اقلية لا تزال تؤمن برواية النظام عن الاصابع الاجنبية الا انها تشك. في دمشق عدة مقاهي يجتمع فيها المثقفون من مثل قهوة الهافانا التي خطط فيها حافظ الاسد لانقلابه عام 1969، وفي الوضع الحالي يلتقي المثقفون باعداد كبيرة ويتجادلون في اراء كانوا يتناولونها في جلساتهم الخاصة.

وفي ظل الوضع الحالي بات صوت المعارضة واضحا، مشيرا الى مؤتمرها الذي انعقد في فندق سميراميس حيث تحدث احد رموزها لؤي حسين عن ‘الطغيان’، ولم تعد تهديدات النظام لتثنيهم عن مواقفهم، وينقل عن ناقد للنظام قوله ان المعارضة كانت طيعة على الانقياد لكن كل هذا انتهى.

وادى الوضع بالمعارضين لعقد جلسات في بيوتهم بدون خوف من عملاء النظام فيما يقوم الجيل الجديد بتنظيم نفسه عبر شبكات اتصال ولجان تنسيق محلية في دمشق وتمتد الى معظم المدن السورية. وتشهد المقاهي تبادلا في الاخبار وحتى صورا ولقطات فيديو على اجهزة الكمبيوتر عما يحدث في الارياف من انتفاضة ضد النظام. وينقل عن سيدة تساعد في التنسيقيات قولها ان ما يفعله النظام ضد المتظاهرين غريب وهو سبب كاف لقتاله واجباره على الرحيل. ويقوم ناشطون بمتابعة اخبار الانتفاضة ورصدها من شقق وضيعة حول العاصمة فيما تحول الفيسبوك الى اداة مهمة في دعم المنتفضين خارج دمشق. ومن هنا فالناشطون يعيشون في عالم مزدوج، يذهبون الى اعمالهم كالعادة ويتواصلون مع اصدقائهم حول الاوضاع ويشاركون في التظاهرات.

ويرى التقرير ان مدينة دمشق تغيرت وسكانها بدأوا ينظرون الى الافق ويشيرون الى الاسد باسمه وليس كما تعودوا ‘هو’ فيما وصفه الكاتب الذي التقاه بالولد.

لم يعد ‘هو’ بل بشار

ويضيف كاتب التقرير ان حالة الاعتيادية والنشاط في دمشق قد لا تطول، خاصة في مجال الاقتصاد، مع ارتفاع اسعار الغذاء، وقلة المواد الاساسية، وارتفاع اسعار تبادل العملات، فيما اختفت السياحة، فان النظام قد يفقد قاعدته الرئيسية التي دعمته بسبب الاستقرار. وينهي الكاتب تقريره بالقول انه على الرغم من انتشار المخابرات في كل مكان فان مرتادي المقاهي والاماكن العامة ـ بعضهم ـ لا يخشى الاستهزاء من الرئيس، والقول ان ‘هذه البلد ليست ملكا للاسد يجب ان يكون هذا واضحا’ فيما يقول آخر ان يوم دمشق سيأتي، اي بعد حمص وحماة التي يقول سكانها انهم حرروها، ويعتقدون ان النظام لا يعرف كيف يتعامل معها، ونقلت ‘ الغارديان’ عن مواطن قوله ان النظام يحاول منع تحول مركز المدينة لساحة التحرير مثل القاهرة ولو حدث هذا فقد انتهى النظام.

دمشق تتهم واشنطن بالتورط في الاحتجاجات

اتهمت دمشق الولايات المتحدة، أمس، بالتورط في الاحتجاجات التي تشهدها سوريا منذ 4 أشهر، والتحريض على التصعيد، وذلك بعد ذهاب السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد الى حماة أمس. وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية «سانا» إن «وجود السفير الأميركي فى مدينة حماة دون الحصول على إذن مسبق من وزارة الخارجية وفق التعليمات المعممة مراراً على جميع السفارات دليل واضح على تورط الولايات المتحدة في الأحداث الجارية في سوريا، ومحاولتها التحريض على تصعيد الأوضاع التي تخل بأمن سوريا واستقرارها».

وأضافت الخارجية السورية إن «سوريا إذ تنبّه إلى خطورة مثل هذه التصرفات اللامسؤولة، تؤكّد، بصرف النظر عن هذه التصرفات، تصميمها على مواصلة اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة باستعادة الأمن والاسقرار في البلاد».

وتتمثل مهمة فورد في حماة في «إجراء اتصال» مع المعارضة، بحسب ما أعلن مسؤول أميركي كبير، رافضاً الكشف عن هويته.

(أ ف ب)

الانتخابات تنتظر التعدّدية و«الحوار الوطني» ماضٍ رغم المقاطعة

مع اقتراب موعد انعقاد «هيئة الحوار الوطني»، المقرر يوم الأحد المقبل، نقل موقع «سيريا نيوز» عن مصدر في الهيئة قوله إن الهيئة تسلمت ردوداً سلبية من ممثلين عن المعارضة، يرفضون حضور اللقاء التشاوري الذي سيكون على جدول أعماله موضوع التعديلات على الدستور وطرح عدد من المشاريع، من بينها قانون الأحزاب وقانون الإعلام وغيرها، في وقتٍ أعلن فيه أن الانتخابات البرلمانية باتت في حكم المؤجلة بهدف إفساح المجال أمام بلورة حياة سياسية تعددية. وأوضح المصدر أن «الرأي المعارض ما زال ممثلاً في اللقاء، بحضور مستقلّين ينتمون إلى هذا التيار الفكري بشكل أو بآخر»، وأن «غياب البعض لن يؤثر على قرارات الإصلاح ولا على مسيرته، وأنه أياً كان الحضور فإن الإصلاح مستمر وإجراءاته قيد النقاش».

واعتذر كل من المعارض لؤي حسين نيابة عن «لجنة متابعة توصيات اللقاء التشاوري»، إلى جانب «هيئة التنسيق للتغيير الوطني الديموقراطي»، التي يرأسها المعارض حسن عبد العظيم، عن عدم الحضور، بسبب غياب المناخ المناسب للحوار، في وقت أعلن فيه نائب الرئيس السوري فاروق الشرع في حديث إلى صحيفة «الحياة» أن لقاءات تمهيدية «غير معلنة» جرت بين «هيئة الحوار الوطني» وشخصيات معارضة، جرى خلالها التأكيد على عدم وجود شروط مسبقة من أي طرف للمشاركة في الحوار.

وتزامن امتناع بعض المعارضين عن المشاركة مع إعلان صحيفة «الوطن» السورية، نقلاً عن مصادر رفيعة المستوى في دمشق، قولها إن الانتخابات البرلمانية التي كانت مقررة الشهر المقبل أجّلت إلى موعد غير محدد، بهدف إفساح المجال أمام بلورة حياة سياسية تعددية، استناداً إلى التشريعات الجديدة. وأضافت المصادر إن مجلس الشعب السوري سينعقد الشهر المقبل وفق الأصول الدستورية، وسيكون على عاتقه إقرار القوانين الجديدة، إن لم تقرّ قبل ذلك، فضلاً عن إقرار التعديلات الدستورية، وبينها المادة الثامنة من الدستور.

كذلك أوضحت الصحيفة أن حزب البعث يجري حوارات داخلية، ويستعد للتأقلم مع المتغيرات، «بحيث يصبح الحزب كغيره وفق القوانين الجديدة جزءاً من الحراك السياسي العام».

ميدانياً، أفاد رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، بأن أكثر من مئة عائلة نزحت من حماه خشية أن تقوم السلطات السورية بعملية عسكرية، فيما ذكرت صحيفة «الوطن» أن هدوءاً حذراً سيطر على المدينة، بعدما عمدت الأجهزة الأمنية الى إزالة الحواجز وفتحت معظم الشوارع.

وفي السياق، تحدث موقع «سيريا نيوز» عن أن مجموعات في حماه اختطفت 4 عناصر في حفظ النظام وضابطين في الجيش الشعبي، فيما ذكرت «سانا» أنه شيع من المستشفيين العسكريين في حمص وحلب جثمانا عنصري أمن «استهدفتهما التنظيمات الإرهابية المسلحة بحمص وإدلب».

في هذه الأثناء، تجددت المواقف الدولية المنددة بمجريات الأحداث في سوريا. ورأى وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن «من غير المقبول» عدم تمكن مجلس الأمن من إدانة سوريا بسبب معارضة روسيا، واصفاً فرص قيام الرئيس السوري بشار الأسد بإصلاح النظام بأنها «ضعيفة جداً، إن لم تكن معدومة». من جهته، دعا البرلمان الأوروبي مجلس الأمن الدولي إلى إدانة «قمع» النظام السوري، وفرض المزيد من العقوبات على سوريا، فيما طالب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بـ«وقف» المجازر في سوريا.

في المقابل، رأى وزير الخارجية الروسي أنه «لا يجوز أن يضغط الغرب على السلطة السورية فقط بغية تطبيع الوضع في البلاد»، واصفاً هذا الموقف بأنه «خاطئ»، فيما أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست أن «الأزمة السورية تتطلب حلاً داخلياً، وعلى الدول الأخرى ألا تتدخل في شؤون سوريا الداخلية».

إسرائيلياً، ذكرت صحيفة «معاريف» أن هيئة إسرائيلية عقدت مداولات سرية في الأيام الأخيرة، وشارك فيها مسؤولون سياسيون رفيعو المستوى جرى خلالها البحث في الوضع في سوريا، تبيّن منها أن الآراء منقسمة حيال النظام السوري بين من يرى أنه يجب عدم القيام بشيء وانتظار التطورات، وبين قائل بأن نظام الأسد ما زال شرعياً. أما القسم الثالث من المسؤولين الإسرائيليين، فرأوا أن «الأسد فقد شرعيته وفاعليته»، ودعوا الى البدء بإجراء محادثات مع جهات في المعارضة السورية. في غضون ذلك، تحدثت وكالة الأنباء السورية عن أن الآلاف من أهالي مدينة جسر الشغور وريفها شاركوا في مسيرة حاشدة دعماً لبرنامج الإصلاح الشامل. وفي منطقة الدريكيش وريفها، رفع الآلاف علماً بطول ألف متر. أما في بانياس، فشارك آلاف المواطنين في حملة بعنوان «لأجلكم شهداء الوطن»، فيما أطلقت في السويداء فعاليات شعبية ونقابية حملة وطنية لدعم الليرة.

التاريخ يعيد ذاته.. الأب ذبح 40 ألف نسمة خلال عشرين يوماً

الأهالي يحذرون الأسد الإبن: حماة خط أحمر

بهية مارديني من القاهرة

حذّر أهالي حماة الرئيس السوري بأن المدينة هذه المرة خط أحمر، وأنه باقترابه منها فانه يتحرش بالإعصار. ولفتوا الى أن الأسد الأب ذبح زهاء أربعين ألف نسمة فيها خلال عشرين يوماً وها هو الإبن يحشد آلته العسكرية ويتهيأ لاقتحامها. فيما تبنّت النسما اقتراح حزب الخضر لإدانة القمع وتكثيف الضغوط على النظام.

الجيش السوري يقتل العشرات في حماة

بهية مارديني، وكالة آكي الإيطالية: حذّر أهالي حماة الرئيس السوري بشار الأسد بأن “حماة هذه المرة خط أحمر”، وأنه”باقترابه منها فانه يتحرش بالإعصار”.

وأكدوا في بيان من أهالي حماة السورية إلى أحرار العالم،، تلقت “ايلاف” نسخة منه،” أنه في الثاني من شباط  1982، وفي سابقة تاريخية مفجعة، وخلال عشرين يوما، ذبح حافظ الأسد زهاء أربعين ألف نسمة في مدينة حماة بشراسة لا تزال تزكم الأنوف برائحة الدم المسفوح الذي لم يجف بعد في ساحاتها”.

وأشاروا” الى أنّ الأسد الأب فتك في حماة بالإنسان والأشجار والياسمين والماء والنواعير، وخنق عبير التاريخ في تلك المدينة التي تختزل ذاكرة العصور والعطور”.

ولفتوا الى” أنه اليوم وفي تموز  2011 يحشد بشار الأسد آلته العسكرية حول مدينة حماة ويتهيأ لاقتحامها كما فعل أبوه من قبل”.

وأكد البيان” إن لحم الأطفال المحروق وأشلاء الجثث التي تطفو على نهر العاصي والأنين المدفون للمقابر الجماعية لايزال يسكن المخيلة الجماعية لأهالي هذه المدينة الذين يهبون اليوم بالضمير الإنساني الحر أن يتحمل مسؤوليته التاريخية”، وشدد الاهالي في بيانهم “إن العالم لن يتحمل أخلاقيا مايفعله بشار الأسد من عار على الإنسانية” .

وناشدوا “الأمين العام للأمم المتحدة، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، والأمين العام لجامعة الدول العربية وكل منظمات حقوق الإنسان والعفو الدولية، وجميع أحرار العالم باتخاذ التدابير الدولية المتعارف عليها قانونيا لردع هذا النظام السوري المارق عن فعلته الوحشية” .

وأهابوا “بأبناء شعبنا السوري البطل في المدن الأخرى أن يواصلوا ثورتهم المباركة مع مزيد من الصبر والتلاحم”.

ووجهوا كلمة أخيرة لبشار الأسد” إن حماة هذه المرة خط أحمر، وباقترابك منها فإنك تتحرش بالإعصار”..

جانب من تظاهرة النصف مليون في حماة

من جانبه قال مشعل التمو الناطق الرسمي باسم تيار المستقبل الكردي أنه “في الوقت الذي يجتاح فيه جيش النظام وشبيحته مدينة حماة ويمعن فيها قتلا وتدميرا واستباحة كما فعل في درعا وبانياس وجسر الشغور والكثير من المدن السورية الأخرى، يطلق بالتوازي دعوات الرياء والعهر السياسي والأخلاقي والإنساني في استدعاء من يلزم لحوار النفاق وكسب الوقت” .

معتبرا “ان حملات القتل والترويع والاستباحة جزء من طبيعة النظام ومنهجه في التعامل مع المجتمع السوري والثورة السورية المطالبة بالحرية ورحيل النظام، الذي بات الحوار معه، هو حوار على دم الشهداء، الأمر الذي لم يعد مرفوضا فقط، بل مدانا ويصب في سياقات بعيدة عن الانتماء للشعب السوري بكل قومياته وأطيافه” .

وجدد موقفه “الرافض لأي حوار مع آلة القتل والعهر السياسي”، وأكد”على سعينا بالتعاون مع فعاليات الثورة السورية على البحث عن أفضل الصيغ السياسية المعبرة عن طموح الشعب السوري في الحرية وبناء دولة مدنية تعددية تشاركية، تقوم على الحق والقانون، تكون واحدة وموحدة ولكل أبنائها بمختلف انتماءاتهم القومية والدينية .

كما ردّ المعارض السوري مصطفى رستم على الدعوة الموجهة له لحضور مؤتمر الحوار الموجهة له من قبل نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الأحد معتذرا بالقول “منذ آذار 2011، وأنا مع كثير من المعارضين، نطالبكم بعقد مؤتمر للحوار الوطني، بعد إخلاء سبيل جميع السجناء السياسيين، وعودة المبعدين وغيرها من المطالب التي يعرفها الجميع” .

لكنه رأى أن” السلطة صمّت آذانها ونفذت حلّا ً أمنيا قاسيا، كلف شعبنا الآلاف من الشهداء مدنيين وعسكريين، إضافة إلى آلاف كثيرة من المعتقلين” .

و أضاف “منذ استلام كتابكم قبل يومين، شنّت السلطة حملة أمنية دموية على مدينتي الرائعة حماة، والتي شهد العالم كله أن مظاهراتها كانت سلمية، قُتل في هذه الحملة حتى الآن العشرات، كما جُرح واعتقل عدد لازال مجهولاً، لأنه يتزايد كل ساعة” .

وشدد أنه “فقط عندما توقف السلطة هذه الحملة في جميع المحافظات، وتطلق سراح جميع المعتقلين وتعيد المبعدين وتوقف التجييش الإعلامي، حينها يكون للحوار مصداقية لدى الشارع السوري” .

هذا ورفضت المعارضة السورية دعوة من الحكومة إلى الحوار، فيما كانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية أعلنت أن السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد توجه الخميس إلى مدينة حماة، موضحة أنه سيبقى هناك لغاية الجمعة، حيث سيجري اتصالا مع المعارضة الموجودة هناك. وردت وزارة الخارجية السورية في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية سانا إن “وجود السفير الأميركي فى مدينة حماة دون الحصول على الاذن المسبق من وزارة الخارجية وفق التعليمات المعممة مرارا على جميع السفارات دليل واضح على تورط الولايات المتحدة في الأحداث الجارية في سوريا ومحاولتها التحريض على تصعيد الأوضاع التي تخل بأمن واستقرار البلاد”. قالت الداخلية السورية إن السفير الأميركي التقى “مخربين” في حماة وحضهم على التظاهر والعنف ورفض الحوار.

وأضاف البيان أن “سوريا تنبه إلى خطورة مثل هذه التصرفات غير المسؤولة وتؤكد تصميمها على مواصلة اتخاذ كل الاجراءات الكفيلة باستعادة الامن والاستقرار في البلاد”.

فيما تساءل ناشطون في حديث مع “ايلاف” لماذا يمكن للسفير الايراني ان يتنقل بين ارجاء سوريا كأنه في طهران بينما يحظر النظام على بقية الدبلوماسيين الحركة؟

سفير باريس لدى دمشق زار حماة

وأكدت باريس اليوم أن سفيرها في دمشق ايريك شوفاليه موجود في مدينة حماة منذ الأمس، وتجول على مستشفياتها.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن سفير فرنسا أمضى الليلة الماضية في حماة التي تشهد احتجاجات، وأضاف “لقد زار السفير المشافي الأساسية في المدينة والتقى الطواقم الطبية والجرحى وعائلاتهم”. وأضاف “تؤكد هذه الزيارة قلقنا وتأتي بعد زيارات ميدانية عدة قام بها السفير منذ بداية الأزمة للمراقبة وتقصى الحقائق على الأرض وإظهار التزام فرنسا إلى جانب الشعب السوري”، وفق تعبيره في مؤتمر صحفي.

وذكر فاليرو بـ”قلق” بلاده إزاء مصير مدينة حماة، وقال إن فرنسا تدين مجدداً “العنف الذي تمارسه السلطات السورية ضد المتظاهرين والمدنيين وتندد بمواصلة الانتهاكات والتوقيف التعسفي وغياب التزام ذي مصداقية من قبل السلطات بتنفيذ عملية إصلاح سياسي”.

ودعت الخارجية الفرنسية إلى “وقف العنف فوراً والإفراج عن كل السجناء السياسيين وتنفيذ الإصلاحات بسرعة بما يلبي تطلعات الشعب المشروعة” في سوريا.

النمسا تعتمد اقتراح “حزب الخضر”

ومن جهة أخرى، رحب مسؤول السياسة الخارجية في حزب الخضر النمساوي النائب الكسندر فان دير بيلين، باعتماد البرلمان الاتحادي للاقتراح الذي تقدم به حزبه أمس بإدانة “القمع الوحشي” الذي تمارسه الحكومة السورية، والمطالبة بتنفيذ العقوبات الأوروبية في أسرع وقت.

وأوضح فان دير بيلين في تصريحات اليوم في فيينا “إن المجلس الوطني (مجلس النواب) قد عبر عن انتقادات واضحة جدا للقمع الوحشي للاحتجاجات من جانب النظام السوري” لذا “فإن الاقتراح هو محاولة أخرى لممارسة المزيد من الضغوط على (الرئيس السوري بشار) الاسد لكي يكف عن ممارسة العنف” كما “يطلب الاقتراح من الحكومة الاتحادية إدانة القمع والعنف المروعين المستمرين بأشد العبارات، سواء ضد الحكومة السورية نفسها، وكذلك على المستوى الدولي”.

وأشار إلى أنه “يتوجب على الحكومة النمساوية وتلك البلدان التي فر إليها السوريون، تقديم المساهمة في الجهود الانسانية، ولاسيما حماية الأقليات الدينية والعرقية”.

وشدد على ضرورة تنفيذ النمسا لقرارات مجلس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في أقرب وقت ممكن، وأضاف “آمل وأتوقع من الحكومة النمساوية أن تصعد ضغوطها على النظام السوري وأن يتم ذلك حتى داخل الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة، وأتوقع أيضاً أن تبلغ الحكومة البرلمان في الخريف بشأن تنفيذ العقوبات ضد سورية”.

مسؤول استخبارات أميركي: الأغلبية الصامتة في سوريا ضد الأسد الآن ومستعدة لدعم بديل

مسؤول في إدارة أوباما: حماه نقطة تحول في الانتفاضة الشعبية

واشنطن: جوبي واريك*

كشف هجوم جديد لقوات الأمن السورية على مدينة حماه هذا الأسبوع عن تصدعات عميقة في حكومة الرئيس بشار الأسد، بحسب مسؤولين أميركيين يشيرون إلى أن النظام يكافح من أجل احتواء المظاهرات في عدة مدن، في الوقت الذي يعاني فيه من توقف الدعم من جانب الحلفاء ونقص الموارد والسيولة النقدية.

وبعد الابتعاد عن حماه لما يقرب من ثلاثة أسابيع، عادت قوات الأمن بسرعة إلى رابع أكبر المدن السورية يوم الاثنين الماضي لتضييق الخناق على المظاهرات التي تعتبر الأضخم من نوعها منذ بدء الانتفاضة الشعبية قبل نحو أربعة أشهر. غير أنه في الوقت الذي شجب فيه قادة المعارضة حلقة أخرى من الاعتقالات وعمليات إطلاق النار، ذكر مسؤولون أميركيون أن الأحداث أبرزت زيادة حالة التشتت داخل الحكومة السورية، والتي تعين عليها منذ بضعة أسابيع مضت سحب قواتها من حماه ومدن أخرى للتعامل مع حالة الاضطراب على الحدود السورية مع تركيا.

وفي الوقت نفسه، يبدو أن المساحة المحدودة من الحرية النسبية في حماه – والتي تجلى أقصى حد لها من خلال المظاهرات الضخمة التي تم تنظيمها يوم الجمعة الماضي والتي شارك فيها مئات الآلاف – أضفت مزيدا من الجرأة على حركة الاحتجاجات وزادت من حدة الاعتراضات على أي تسوية سياسية من شأنها أن تسمح للأسد بالبقاء في السلطة، مثلما ذكر محللون بالاستخبارات الأميركية ودبلوماسيون في مقابلات أجريت معهم.

ووصف مسؤول رفيع المستوى في إدارة أوباما الأحداث في حماه باعتبارها نقطة تحول محتملة في الانتفاضة الشعبية السورية، إذ إن الحكومة تواجه بشكل متزايد تحدي السيطرة على المظاهرات الجامحة التي تعصف بمناطق عدة من الدولة. وفي حماه، البلدة التي يبلغ تعداد سكانها 700,000 نسمة، أدى رحيل قوات الأمن منذ ثلاثة أسابيع مضت إلى بدء سلسلة من الاحتفاليات العارمة، والسلمية في الوقت نفسه، والتي تحاكي احتفاليات ميدان التحرير في القاهرة في أعقاب الإطاحة بالرئيس حسني مبارك، هذا ما ذكره المسؤول، الذي يجمع استخبارات من مصادر سورية مطلعة.

«على مدار ثلاثة أسابيع، اتخذت المظاهرات صورة مهرجان»، هكذا تحدث المسؤول الذي أصر على عدم الكشف عن هويته، ككثيرين غيره، لمناقشته تقارير استخباراتية على قدر من الحساسية. وأشار المسؤول إلى أنه مع زيادة أعداد جموع المتظاهرين، «أدرك نظام الأسد بوضوح أنه لا يمكنه السماح باستمرار هذه المظاهرات».

وعاد تواجد قوات الأمن بشكل مكثف في حماه يوم الاثنين، والتي بدأت تعتقل عشرات المتظاهرين وتطلق النار على آخرين. وقال متحدث باسم المعارضة يوم الأربعاء إن أكثر من اثني عشر متظاهرا لقوا مصرعهم في اشتباكات مع رجال الشرطة.

وتجدد العنف بعد أسبوعين من تعهد الأسد في خطابه بتنفيذ إصلاحات سياسية كنوع من التهدئة لحركة الاعتراضات التي قد سببت أعمق أزمة سياسية منذ تولي عائلة الأسد مقاليد السلطة منذ أربعة عقود مضت. وعلى الرغم من أن الأسد قد دعا إلى مفاوضات حوار وطني بدءا من يوم الأحد الماضي، فإن العديد من قادة المعارضة صرحوا بأنهم سيقاطعون مثل هذه المفاوضات بسبب استمرار العنف من جانب القوات الحكومية.

وحتى قبل هجوم القوات السورية على حماه، كان محللون أميركيون يشيرون إلى الضعف المطرد في حكومة الأسد، نظرا لأن بعض أبرز أنصارها – تحالف رجال الأعمال ورجال الدين وشيوخ القبائل – قد ثاروا ضد الرئيس وأساليب نظامه الوحشية.

وأشار مسؤول استخبارات أميركي إلى «الأغلبية الصامتة» من السوريين بما في ذلك رجال الأعمال السنة والمواطنون العاديون الذين لم يشاركوا في الاحتجاجات – أصبحت تعارض الأسد الآن بقوة وعلى أتم الاستعداد لدعم أي بديل معقول من شانه أن يعيد الاستقرار للبلاد.

وقال المسؤول، الذي أصر على عدم الكشف عن هويته في مناقشات تقييمات الاستخبارات: «قاعدة الدعم تتأكل، وعلى وجه الخصوص بين نخبة رجال الأعمال». وأضاف: «هؤلاء الرفاق ذوو ثقل كبير، وحتى الآن، ما زالوا ينتفعون من النظام. والآن، يبحثون عن بديل، والأسد ليس جزءا من الحل». لقد ضعف الاقتصاد السوري بشكل كبير منذ بداية حالة عدم الاستقرار، حيث اختفت دولارات السياحة الأجنبية وتوقفت عمليات التجارة مع الدول المجاورة. في الوقت نفسه، شددت دول الغرب العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، بل وسعى حتى أبرز حلفائها وشركائها التجاريين مثل تركيا إلى التوقف عن دعم الحكومة السورية.

ويبدو الأسد، الذي بدا حتى وقت قريب واثقا من قدرته على قمع حركة الاحتجاجات، أكثر ضعفا من أي وقت منذ بدء الاحتجاجات في مارس (آذار) الماضي، بحسب دبلوماسيين ومحللين أميركيين. في الوقت نفسه، لم يظهر أي نية للتنحي، فضلا عن عدم وجود أي إشارات واضحة تنم عن قرب سقوط نظامه، على حد ذكر المسؤولين.

وذكرت بعض أجهزة الاستخبارات الأجنبية أن الأسد مصر على التشبث بالسلطة مهما كان الثمن، بدعم من حلفائه من الأقلية العلوية، التي تسيطر على المؤسسة السياسية والعسكرية في الدولة. وقال مسؤول استخباراتي رفيع المستوى من الشرق الأوسط راقب سياسات سوريا الداخلية منذ وقت طويل: «النظام ما زال حصينا، وكذلك الجيش وجهاز الأمن». وأضاف: «نحن نعتقد أن النظام قد قرر الاستمرار في الصراع الدموي».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

حاكم مصرف سوريا المركزي يدعو السوريين المغتربين لإيداع أموال في الداخل

وعد بتسهيلات عبر السفارات السورية في العالم

لندن: «الشرق الأوسط»

دعا حاكم مصرف سوريا المركزي، أديب ميالة، في مداخلة عبر قناة «الدنيا» السورية، السوريين المغتربين إلى إيداع أموال في سوريا، مؤكدا أن الحكومة السورية ستسهل على المواطنين السوريين في الخارج العملية، من دون أن يضطروا إلى القدوم لفتح الحسابات.

وقال ميالة في مداخلته: «السوريون في المهجر يمكن لهم أن يودعوا أموالهم، سنقدم خيارا مهما جدا بالنسبة لهم، لأنه من غير المعقول أن يأتي المغترب بنفسه إلى سوريا لكي يفتح حسابا. نحن نقوم بترتيبات مهمة جدا بهذا الموضوع، ونقوم بإعداد شهادة إيداع، إن كان بالعملة السورية أو العملة الأجنبية، ويمكن للإخوة المغتربين أن يشتروا مثل هذه الشهادات من خلال السفارات السورية في الخارج».

وقاطع المقدم الوزير ليقول له: «أنت تعلم أن هناك حربا على سوريا.. السوريون في الداخل يودعون أموالا في المصارف لكي يدعموا الليرة، كيف بالحري بالمغتربين المقهورين والذين يريدون المساعدة، ساعدوهم ليضعوا الأموال…». فرد الوزير بالقول: «نحن لا نشك بهذه المواقف الوطنية العالية جدا والراقية جدا، ويتحلى بها كل السوريين.. لذلك سنقوم بواجبنا بالسرعة القصوى ونحاول أن نرتب شهادات إيداع خاصة بالمغتربين السوريين إن كان بالليرة السورية أو بالقطع الأجنبية، وسيتم ذلك بالسرعة الكلية».

وكانت «الشرق الأوسط» نشرت أمس تقريرا يشير إلى مخاوف من انهيار قريب للاقتصاد السوري بسبب عمليات كبيرة لسحب الأموال بالليرة السورية وإيداعها في مصارف خارج البلاد. وكانت ذكرت مجلة الـ«إيكونوميست» أن السائقين على الطريق بين سوريا ولبنان يتحدثون عن زبائن يتوجهون مباشرة من مصارف في دمشق إلى أخرى في بيروت، محملين بحقائب ضخمة. وأشارت، بحسب أحد التقديرات، إلى أن 20 مليار دولار أميركي غادرت البلاد منذ مارس (آذار) الماضي، مما تسبب في ضغوط على الليرة السورية. وذكرت أن السلطات رفعت من أسعار الفائدة لكي توقف سحب الأموال، مشيرة إلى أن شركة هواتف جوالة تابعة لعائلة الأسد بعثت برسائل نصية للمشتركين تحثهم فيها على إيداع أموال في حساباتهم المصرفية.

واعتبرت المجلة أن الوضع الاقتصادي يشكل التهديد الأول للنظام، وذكرت أن التبادلات التجارية انخفضت إلى النصف، استنادا إلى محللين ومتمولين.

العثور على جثة ناشط في حماه مذبوحا

بعد أن تحول إلى «بلبل الثورة السورية» بأغانيه الارتجالية

لندن: «الشرق الأوسط»

لن تشدو بعد اليوم حنجرة إبراهيم القاشوش الذي ذبح ووجدت جثته مرمية في نهر العاصي أمس، لكن الآلاف من محبيه سيرددون الغناء العفوي لهذا الشاب الذي ألهب قلوب أهالي حماه وسائر المحتجين في سوريا. فقد توعد محبوه، على صفحات «فيس بوك»، أن يرددوا كما سبق ورددوا خلفه يوم «جمعة ارحل»: «يا بشار ومانّك منّا.. خود ماهر وارحل عنّا… شريعتك سقطت عنّا ويلا ارحل يا بشار»، و«يا بشار ويا كذاب.. وتضرب أنت وهالخطاب.. الحريّة صارت عالباب.. ويلا ارحل يا بشار».

يقول محبو قاشوش إنه لا يمتلك حنجرة مطرب عذبة الصوت، وإنما حنجرة شعب أراد الحياة. فكان يخرج إلى الشوارع ليواجه الموت بصوته العالي. ألهب قاشوش بغنائه الجماهير، إذ تحولت الشعارات إلى أهازيج شعبية تعبر عن تطلعات المدينة المكلومة وشعب يعاني الظلم. كانت تلك تهمته التي استحق عليها الذبح من الوريد إلى الوريد، واقتلاع حنجرته وإلقاء الجثة في نهر العاصي يوم الثلاثاء الماضي.

منذ بداية انطلاق الانتفاضة الشعبية في حماه ارتجل إبراهيم قاشوش أغاني ملحنة موزونة، عن عدة مناطق تصل إليها قوات الأمن مثل السليقة ودرعا وحمص وبانياس والبيضا وجسر الشغور ومعرة النعمان ودوما وغيرها.. لم ينسَ منطقة وهو يرتجل مباشرة بأهازيجه الحماسية. وخلفه كانت تردد الحشود «ياللا ارحل عنا يا بشار». فكان لخبر مقتله أمس وقع مدوٍّ، ليصبح رمزا جديدا يضاف إلى رموز الثورة السورية. وأطلق عليه الناشطون السوريون لقب «بلبل الثورة السورية»، ونعاه كتاب وشعراء شباب وناشطون على صفحات «فيس بوك».

وكتبت خولة دنيا على صفحتها في موقع «فيس بوك»: «هل يكون ثمن الكلمة الذبح على قارعة وطنٍ يولد من رحم الدماء والكلمات؟ بئس الحوار منكَ وأنت تتلو حواركَ منتصبا شامخا أو مقتولا. لا صوت يعلو فوق صوت دمكَ يا إبراهيم، فعلّمنا قليلا من درسكَ الذي أتقنته حتى فجّرته غضبا، في صدور مئات الآلاف من أبناء مدينتك…»، بينما كتب محمد حيان السمان: «قتلوا مغني ساحة العاصي بحماه… الذي صدح بكلمات كان يرتجلها من أجل الحرية ومستقبل سوريا في جمعة الرحيل.. ذبحوه من الوريد إلى الوريد وألقوا بجثته في نهر العاصي.. إبراهيم قاشوش يطفو على مياه النهر، وغدا النواعير ستملأ الكون بصوته الرجولي الحر». وأكد أحد الناشطين على فيس بوك أن قتل قاشوش لن يمنع ملايين السوريين من الغناء والهتاف، بينما نشر آخر أغنية تحاكي الأغاني التي كان يرددها القاشوش.

لجان تنسيق المتظاهرين تعلن رفض دعوة الحوار: النظام لا يعترف بأن البلاد تمر بأزمة وطنية

قالت للنظام: تأخرتم.. ولا يمكن لأي مشارك في مؤتمركم أن يكون بمنأى عن الاعتقال

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»

أبدت لجان التنسيق المحلية للمتظاهرين وبعض المعارضين معارضتهم للمشاركة في هيئة الحوار الوطني التي شكلها النظام السوري، ومن المتوقع أن تناقش موضوع التعديلات الدستورية ولا سيما المادة الثامنة منه، في اللقاء الذي دعت إليه يومي الأحد والاثنين المقبلين. وتنص المادة الثامنة من الدستور على أن «حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد في المجتمع والدولة ويقود جبهة وطنية تقدمية تعمل على توحيد طاقات جماهير الشعب ووضعها في خدمة أهداف الأمة العربية». ومن المتوقع أيضا طرح مشاريع القوانين التي تم إعدادها، على اللقاء التشاوري، وخصوصا قوانين الأحزاب والانتخابات والإدارة المحلية والإعلام.

ونشرت «حركة شباب 17 نيسان للتغيير الديمقراطي في سوريا» في بيان لها نص الدعوة التي وجهتها «هيئة الحوار الوطني»، التابعة للنظام السوري، لبعض الشخصيات. وتضمن جدول الأعمال في الدعوات التي وزعتها الهيئة، ما يلي:

1 – دور الحوار الوطني في المعالجة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للأزمة الراهنة، والآفاق المستقبلية.

2 – تعديل بعض مواد الدستور، بما في ذلك المادة الثامنة منه، لعرضها على أول جلسة لمجلس الشعب، وعدم استبعاد وضع دستور جديد للبلاد وفق آليات يتفق عليها.

3 – مناقشة مشاريع: قانون الأحزاب، قانون الانتخابات، قانون الإعلام. واعتبرت «حركة شباب 17 نيسان للتغيير الديمقراطي في سوريا» هذه الدعوة أنها «جاءت متأخرة أكثر من ثلاثة أشهر، وبذلك فهي مرفوضة جملة وتفصيلا». وأوضحت الحركة أسباب الرفض في بيانها، وقالت إن «النظام ما زال لا يعترف بشكل صريح بأن سوريا تمر بأزمة وطنية عامة، وما زال يتمترس وراء روايات المؤامرة والعصابات المسلحة». وأضاف البيان: «يبدو أن النظام لا يستطيع التعامل مع المعارضة والمواطنين السوريين إلا من موقع فوقي، فيحتكر لنفسه تحديد شكل الحوار وموضوعه وأسماء المتحاورين المفترضين من خلال تشكيل هيئة من صلبه وصلب حزبه الأوحد».

وأكد البيان على أنه «لا يستوي أي نوع من الحوار مع استمرار القتل والاعتقال والتعذيب بحق المتظاهرين المطالبين بحريتهم وكرامتهم، ومع استمرار استخدام الجيش الوطني في حصار المدن والبلدان وتقطيع أوصالها». وقال إن الأهم من كل ذلك «أنه لا حوار مع نظام فقد شرعيته حول أي نوع من الإصلاحات، بل أصبح البند الوحيد المقبول في أي حوار مع النظام هو كيفية تنحيه عن السلطة بشكل سلمي وآمن».

من جانبها، اعتذرت هيئة متابعة توصيات اللقاء التشاوري الأول (السميراميس) عن قبول دعوة هيئة الحوار الوطني، وعبرت عن خوفها من اعتقال المشاركين في المؤتمر. وفي رسالة وجهتها إلى نائب رئيس الجمهورية ورئيس هيئة الحوار الوطني فاروق الشرع، قالت: «نعتذر عن المشاركة في لقائكم التشاوري هذا، على أمل أن تباشر السلطة فورا بإنهاء العملية الأمنية القمعية وبتوفير الشروط الموضوعية الكفيلة بتشكيل مناخ إيجابي للحوار وللعملية السياسية بمجملها». واعتبرت «أن جدول الأعمال المتضمن في الدعوة يقوم على اعتماد وجود أزمة في البلاد من دون إعطاء أي وصف أو تسمية لها، في حين أننا نرى مصدر الأزمة هي الوقوف في وجه إقرار حقوق المواطنين المشروعة والمنصوص عليها في الدستور والقوانين السورية المرعية».

وأضافت: «إن دعوتكم تتضمن البحث عن حلول لهذه الأزمة على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ونحن نرى أن الجانبين الاقتصادي والاجتماعي، على أهميتهما، لا يشكلان (في الوقت الراهن على الأقل) جوهر الأزمة ومحورها، وهو الجانب السياسي ليس إلا». وتعليقا على مناقشة المادة الثامنة من الدستور، قالت الهيئة: «رأينا أن موضوع المادة الثامنة لا يقتصر على نص ورقي بل يمكن للسلطة تحييد العمل بهذه المادة فورا. ويكون ذلك بداية بإعادة تشكيل هيئة الحوار الوطني بحيث لا يكون من ضمن أعضائها أعضاء من قيادة حزب البعث أو من الجبهة الوطنية التقدمية، بل يقتصر وجودهم كما وجود بقية القوى أو التيارات السياسية والفعاليات الاجتماعية كمدعوين ممثلين لأحزابهم». وأضافت: « الأهم من ذلك فإننا نرى أنه ليس من حق الهيئة أو حتى من سيجتمع في اللقاء التشاوري صياغة دستور جديد للبلاد قبل فتح الباب مشرعا بكل حرية أمام الحياة العامة السورية حتى يتمكن جميع السوريين أن يتمثلوا في إقرار تغيير الدستور».

واعتبرت الهيئة في بيانها أن «الحوار الوطني لا يقتصر على شكل مؤسساتي، بل ليس بحاجة في هذه اللحظة لهذا الإطار، إذ من الضروري أولا وأخيرا إطلاق عملية حوار مجتمعي تقوم بين السوريين بشكل حر ومستقل عن أطر السلطة والحكومة، كيما يتمكن الجميع من إبداء رأيه وصقل موقفه ويشعر بأنه شريك فاعل وحقيقي بصياغة مصير البلاد ومستقبلها».

سفير أمريكا في حماه وأوروبا تلوّح بعقوبات جديدة

المعارضة السورية ترفض الحوار وتتمسك بوقف الخيار الأمني

رفضت “هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي” المعارضة في سوريا دعوة الحكومة إلى المشاركة في اللقاء التشاوري المقرر انعقاده بعد غد الأحد، وأكدت إصرارها على الشروط التي أطلقتها في الاجتماع الذي عقد الأسبوع الماضي، والتي تتمثل بوقف الخيار الأمني، والتوقف مباشرة عن استخدام قوى الأمن والجيش في معركة مع الشعب، والإفراج عن جميع الموقوفين وعن جميع المعتقلين السياسيين وتشكيل لجنة تحقيق مستقلة لمحاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين إلى جانب الاعتراف بحق التظاهر السلمي والإقرار بضرورة إلغاء المادة الثامنة من الدستور .

ودعا ناشطون إلى التظاهر اليوم في يوم “جمعة لا للحوار” الذي دعا إليه النظام، وأكدوا نزوح أكثر من مئة عائلة من مدينة حماة، خشية عملية عسكرية في هذه المدينة التي يطوقها الجيش غداة مظاهرات ليلية في مدن عدة رداً على مسيرات التأييد التي نظمتها فعاليات نقابية واجتماعية، فيما واصل عدد اللاجئين السوريين إلى تركيا تراجعه ليصل إلى 9291 شخصاً .

وأعلن في واشنطن أن السفير الأمريكي لدى سوريا توجه أمس إلى مدينة حماة وسيبقى فيها حتى اليوم (الجمعة) الذي سيشهد ككل جمعة تظاهرات احتجاجية في عموم سوريا وفق ما ذكرت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية . ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السلطات السورية إلى “وقف” أعمال القتل المستمرة، والسماح لبعثات تقييم إنسانية وحقوقية بدخول أراضيها . في حين دعا البرلمان الأوروبي مجلس الأمن الدولي إلى إدانة “قمع” النظام في دمشق، وطالب أعضاء البرلمان بفرض المزيد من العقوبات وطرد سفراء سوريا من دول الاتحاد لإجبار النظام على وقف قمع المتظاهرين . واعتبر وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه أنه “من غير المقبول” عدم تمكن مجلس الأمن من إدانة سوريا بسبب معارضة روسيا، واصفاً فرص قيام الرئيس بشار الأسد بإصلاح النظام بأنها “معدومة” .

سفير أميركا نام بحماه ودمشق تحتج: أكبر مظاهرة غداً والعصيان المدني مستمر

أكّدت وزارة الخارجية السورية الأنباء التي نقلها أولا أهالي حماه أنفسهم ومفادها أن وفداً ديبلوماسياً يضم السفيرين الأميركي والفرنسي وصل إلى المدينة، وأن السفيرين سينامان في حماه الليلة.

وقد أصدرت الخارجية السورية البيان التالي:

مصدر مسؤول في وزارة الخارجية: وجود السفير الأميركي في حماة دليل واضح على تورط الولايات المتحدة بالأحداث الجارية في سورية 08 تموز , 2011

دمشق-سانا

تعقيبا على ما صرحت به الناطقة بلسان الخارجية الأميركية مساء أمس بشأن توجه السفير الأميركي بدمشق روبرت فورد إلى مدينة حماة صرح مصدر مسؤول فى وزارة الخارجية بمايلي: إن وجود السفير الأميركي فى مدينة حماة دون الحصول على الإذن المسبق من وزارة الخارجية وفق التعليمات المعممة مرارا على جميع السفارات دليل واضح على تورط الولايات المتحدة بالأحداث الجارية في سورية ومحاولتها التحريض على تصعيد الأوضاع التي تخل بأمن واستقرار سورية.

وأضاف المصدر.. إن سورية إذ تنبه إلى خطورة مثل هذه التصرفات اللامسؤولة تؤكد وبصرف النظر عن هذه التصرفات تصميمها على مواصلة اتخاذ أهكل الإجراءات الكفيلة باستعادة الأمن والاسقرار في البلاد.

وحسب وكالة رويترز:

في واشنطن قالت وزارة الخارجية الامريكية ان السفير روبرت فورد قام بجولة في حماة يوم الخميس لاظهار التضامن مع سكان المدينة الذين يواجهون حملة امنية بعد اسابيع من مظاهرات مناهضة للرئيس بشار الاسد. واضافت ان السفير يأمل بالبقاء في المدينة حتى غد الجمعة حيث من المنتظر حدوث مزيد من الاحتجاجات.

توجّه إلى حماه بوسائله الخاصة!

وأضافت وكالة الأنباء الفرنسية المعلومات التالية:

مهمة فورد في حماة تكمن في “اجراء اتصال” مع المعارضة، كما اعلن مسؤول اميركي كبير رافضا الكشف عن هويته.

واضاف هذا المصدر “نريد معرفة من هم هؤلاء الناس والى نوع من العملية السياسية ومستقبل البلاد يتطلعون، ينبغي ان نجري اتصالا معهم وهذا ما سيقوم به هناك”. وكانت واشنطن اكدت الاسبوع الماضي ان السفير تمكن من مقابلة معارضين في دمشق.

وبحسب نولاند، فان الدبلوماسي تمكن من الحديث “مع اكثر من عشرة اشخاص” وتمكن من زيارة مستشفى المدينة حيث تتم معالجة ضحايا اعمال عنف، مشيرا الى “وضع متوتر ومحال مقفلة”. واشارت نولاند الى ان السفير توجه بوسائله الخاصة الى المدينة عابرا نقطة مراقبة للجيش السوري ثم نقطة اخرى “للسكان”. وتم ابلاغ السلطات السورية مسبقا بزيارته هذه.

وفي 21 حزيران/يونيو زار فورد مدينة على الحدود مع تركيا في اطار زيارة نظمها نظام الرئيس بشار الاسد الذي يواجه حركة احتجاجية واسعة منذ اربعة اشهر يواجهها بقمع شرس.

وقد فر مئات السكان من مدينة حماة في الساعات الاخيرة خشية قيام الجيش بعملية عسكرية عشية تظاهرات جديدة متوقعة عبر البلاد تحت شعار رفض اي حوار مع نظام الاسد.

وحماة رمز تاريخي منذ 1982 بعد حملة قمع لتمرد قاده الاخوان المسلمون ضد الرئيس الراحل حافظ الاسد، والد بشار الاسد، اوقعت 20 الف قتيل.

تنسيقية حماه: العصيان المدني مستمر حتى تحقيق 6 مطالب

أصدرت “تنسيقية حماه” بياناً تضمّن 6 مطالب هي:

1- سحب الجيش من داخل المدينة وسحب الدبابات من حدودها

2- إطلاق سراح المعتقلين الذين تم اعتقالهم منذ بداية الأحداث في 15/3//2011

3- ضمانات معلنة بعدم إجراء حملة اعتقالات مستقبلية أو مداهمة للمدينة

4- إعطائنا حقوقنا المدنية وأهمها حق التظاهر السلمي

5- محاسبة من قتل 26 مواطناً سورياً خلال الأسبوع الجاري في حماه من غير ذنب ارتكبوه والتعويض للجرحى

6- محاسبة من ارتكب مجزرة 3-6-2011 جمعة أطفال الحرية في حماه والتعويض للجرحى

وخلص بيان التنسيقية إلى أن أهالي حماه سيخرجون غداً الجمعة بمظاهرة سلمية حاشدة.

وقد تناقل أهالي حماه التطورات على “الفيسبوك” على النحو التالي:

وفد دبلوماسي أمريكي وفرنسي . قال الناس أنهم سفراء. السيارة التي يركبونها عليها لوحة دبلوماسية بيجو ورانج ويمشي أمامهم سيارة داسيا من الناس لفتح الحواجز. تجولوا في المدينة والناس فتحت لهم الحواجز بشكل سريع لما عرفوهم وفد دبلوماسي.

ذهبوا إلى مشفى الحوراني واجتمعوا مع إدارة المشفى وزاروا الجرحى وسمعوا من بعض الناس ثم ركبوا سيارتهم واتجهوا إلى فندق أفاميا .

وقالوا : الآن عندهم اجتماع وسيعملون جولة أخرى. وسائق سيارتهم قال لنا بشكل خاص: اطلعوا غدا مظاهرة لأنهم باقييين هنا إلى الغد.

نريدها غدا مظاهرة كما الجمعة الماضية وأكبر حتى نري العالم سلميتنا

إلى ريف حماة البطل: نريد منكم غدا القدوم إلى حماة لنكن يد واحدة ضد النظام

الوحدة الوطنية في العصيان المدني

أخوتنا النصارى قاموا بإنشاء ثلاث حواجز حمايةً لحيهم من القوات الأمنيه التابعة للنظام العنصري القاتل

أسماء الشهداء اللذين دهسوا عند جزر المزارب اليوم بعد التأكد :

نور الدين منصور 28 سنة ملهم عليوي 38 سنة ألى جنان الخلد يا أحباب سنكمل الطريق و لن نركع الا لله

تنبيـــــــــه:

أولا :الرجاء على الشباب غدا حماية المساجد و الانتباه جيدا من وجود عناصر امن بلباس مدني و الانتباه للاذاعة الخاصة بالمسجد حيث لا يستخدمها اي شخص بعد الأذان

ثانياً : الرجاء غداً عدم ترك الاحياء بشكل كامل عند المظاهرة خوفاً من مداهمة البيوت والثوار في المظاهرة

ثالثا: غدا كل سيارات الدولة ستعتبر مشبوهة فقد تم ارسال سيارات البلدية الى الافرع الامنية و تم مشاهدتها هناك

رابعا: يقوم بعض الأشخاص وبينهم نساء ايضا بتعليم أبواب البيوت لمداهمتها بأحد الألوان وقد تم رصد لون أخضر على الأبواب او بالقرب منها أو قبالتها يرجى التنبه والإزالة

الموضوع إقالة قائد الشرطة و إعادته خلال ساعات

يتخبط النظام في حماه يحتار مع هذه المدينة المناضلة ،، تحيره بطولة أبنائها وشجاعتهم

يعفي محافظا ويعين آخر يعيد راس الإجرام القاتل محمد مفلح

…واليوم صباحا تخبط جديد حيث تم إعفاء قائد الشرطة محمود سعودي من منصبه وتم تعيين اللواء محمد فايز غازي بديلا عنه

واخذ السعودي أغراضه واتجه إلى مدينته حلب وقبل أن يقطع نصف الطريق اتصل به وزير داخلية النظام ليطلب منه العودة إلى مكتبه ويطلب من اللواء فايز التوجه إلى دمشق

يـــــــــوم الحســــــــــــم

إلى محافظة حماة قاطبة غداً يوم الحسم غداً الأنظار في العالم قاطبة تتركز على حماة غداً كل سوريا تنتظر يوم الحسم في حماة

الثوار في سوريا عندما سيرون البطولة في حماة غدا و يرون الاصرار على التظاهر السلمي بالصدور العالية فستنفجر الهمم في كل سوريا ستكون حماة هي الصخرة التي ستحطم النظام

فسيروا يا ثوار حماة على بركة الله و لنتوكل على الله و لننزل غدا كما الجمعة الماضية بصدور عالية وسلمية و لنري العالم اجمع من هم السوريون

التاريخ سيكتب يوم غد في صفحاته و حماة ستكون كلمة الحسم

تنبيــــــــــــه هــــــــام

يوجد حواجز عسكرية على مداخل حماة تقوم بتفقد هويات المواطنين و يقارنوها وفق قوائم لديهم من أجل الإعتقال على الأشخاص الناشطين الانتباه لعدم المرور عبر الطرقات التي يوجد عندها حواجز و إنما سلوك الطرقات الفرعية او الزراعية يرجى من الجميع النشر والتنبيه

[07/07/2011 23:52:41] hakam baba: حماة اليوم في اضراب كامل و شامل و هي في حالة عصيان مدني منذ اربعة ايام و سنستمر في حالة العصيان المدني طالما بقي التهديد المتربص بنا ثورتنا سلمية و ستبقى سلمية و سيتحطم النظام على صخرة حماة الله معنا فمن معكم

الوضع الراهن في حماة

هدوء كبير يعم البلد و لا تواجد امني اطلاقا

الثوار يحمون مداخل البلد و يراقبونها و كذلك الشباب في كل الأحياء

المراقبة لا تتوقف طيلة الليل والنهار

حما الله الثوار و حماة

منصورين بعون الله

thwar_hama@googlegroups.com بيان صادر عن تنسيقية الثورة السورية في محافظة حماة حول الأحداث الأخيرة

14قتيلا في التظاهرات وسفيرا واشنطن وباريس يتحديان دمشق من حماة

دمشق – قتل 14 مدنيا على الاقل برصاص قوات الامن السورية اثناء تفريقها الجمعة تظاهرات مناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد جرت في مدن عدة، بينما زار السفيران الاميركي والفرنسي مدينة حماة في تحد ظاهر لدمشق التي اتهمت واشنطن ب”التورط” في الاحداث.

وبحسب منظمتين حقوقيتين فقد قتلت قوات الامن خلال تفريقها التظاهرات التي دعا اليها ناشطون تحت شعار “لا للحوار” مع النظام، ستة متظاهرين في مدينة الضمير في ريف دمشق وخمسة متظاهرين في حمص (وسط) ومتظاهرين اثنين في حي الميدان بوسط العاصمة.

وسارعت دمشق الى اتهام الولايات المتحدة ب”التورط” في الحركة الاحتجاجية التي تشهدها البلاد منذ اربعة اشهر و”التحريض على التصعيد” اثر ذهاب السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد الى حماة (وسط) التي تظاهر فيها اليوم الجمعة اكثر من 450 الف شخص.

ووصل فورد الى حماة الخميس ومكث فيها الجمعة ايضا، بحسب واشنطن، في حين لحق به نظيره الفرنسي اريك شوفالييه الجمعة، بحسب باريس.

واكد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “مقتل 6 اشخاص عندما اطلق رجال الامن النار لتفريق متظاهرين في مدينة الضمير (ريف دمشق)”.

وكان رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي اعلن في حصيلة سابقة عن مقتل متظاهر واحد في هذه المدينة.

كما اعلن ريحاوي “مقتل خمسة متظاهرين في مدينة حمص (وسط) ومتظاهرين اثنين في حي الميدان وسط العاصمة دمشق بنيران رجال الامن خلال تفريق مظاهرات”.

وكانت حصيلة سابقة اشارت الى مقتل 8 متظاهرين.

من جهة ثانية، اوردت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) بيانا لوزارة الداخلية اكدت فيه ان “السفير الاميركي التقى في حماة ببعض المخربين” واتهمته بانه “حضهم على التظاهر والعنف ورفض الحوار”.

واكدت الوزارة انها “تراقب عن كثب اعمال الشغب والعنف التي تقوم بها بعض المجموعات التخريبية في مدينة حماة وتعمل على معالجتها”.

وتتمثل مهمة فورد في “اجراء اتصال” مع المعارضة، كما اعلن مسؤول اميركي كبير رافضا الكشف عن هويته.

والخميس اتهمت دمشق الولايات المتحدة ب”التورط” في الحركة الاحتجاجية التي تشهدها سوريا منذ اربعة اشهر و”التحريض على التصعيد”، وذلك بعد ذهاب السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد الى حماة.

وحماة رمز تاريخي منذ 1982 بعد حملة قمع لتمرد قاده الاخوان المسلمون ضد الرئيس الراحل حافظ الاسد، والد بشار الاسد، اوقعت 20 الف قتيل.

وفر مئات الاشخاص من حماة عشية تظاهرات جديدة متوقعة عبر البلاد تحت شعار “لا للحوار” مع نظام الاسد، بحسب ناشطين.

كما توجه السفير الفرنسي في سوريا اريك شوفالييه الى مدينة حماة التي اصبحت مركزا لحركة الاحتجاج على نظام بشار الاسد وذلك للتعبير عن “التزام فرنسا بالوقوف الى جانب الضحايا”، كما اعلنت باريس.

وشهدت عدة مدن سورية الجمعة تظاهرات تلبية لدعوة وجهها ناشطون تحت شعار “لا للحوار” مع النظام الذي يواصل قمع حركة الاحتجاج الشعبية في مختلف انحاء البلاد.

واوضح ريحاوي “ان اكثر من 450 الف شخص خرجوا للتظاهر في ساحة العاصي والشوارع المؤدية لها وسط مدينة حماة داعين الى رفض الحوار والى اسقاط النظام”، لافتا “الى عدم وجود عناصر تابعة للامن في المنطقة”.

واكد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن من جهته لوكالة فرانس برس “ان اكثر من 24 شخصا اصيبوا عندما حاولت قوات الامن تفريق مظاهرات جرت في عدة احياء في حمص (وسط)”، مشيرا الى ان “جروح بعضهم خطرة”.

واشار عبد الرحمن الى قيام قوات الامن “بحملة اعتقالات ومداهمات مستمرة في عدة احياء في حمص”.

ولفت رئيس المرصد الى “حالة غليان” اعقبت المظاهرات داخل مدينة حمص.

واضاف “عادت الناس للتظاهر في الشوارع احتجاجا على ماجرى من قمع اليوم” مشيرا الى “سماع صوت اطلاق نار كثيف في حي القصور وعبور 5 حافلات كبيرة تقل عناصر امن باتجاه حي الخالدية حيث تسمع أصوات اطلاق نار”.

وذكر رئيس المرصد ان “قوات الامن قامت بتفريق نحو مئة الف متظاهر في مدينة دير الزور (شرق)”، مشيرا الى “سقوط نحو عشرة جرحى بينهم اصابتان خطرتان اثناء مظاهرة في الميادين (شرق) شارك فيها الالاف”.

كما لفت الى “مظاهرة شارك فيها الالاف في ادلب (شمال غرب) اطلق فيها رجال الامن الرصاص والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين”، مشيرا الى “سقوط عدد من الجرحى”.

واضاف عبد الرحمن “اطلقت الاجهزة الامنية الرصاص الحي في محاولة لتفريق مظاهرة كبيرة خرجت من مساجد الاحياء الجنوبية في مدينة بانياس (غرب)”، مشيرا الى “استمرار سماع صوت اطلاق الرصاص في المدينة”، مؤكدا ان “القوات السورية فرقت اكثر من الف متظاهر وذلك باطلاق قنابل مسيلة للدموع عليهم في الرقة (شمال)”.

واشار الى “انطلاق مظاهرة في حي الرمل الجنوبي في مدينة اللاذقية (غرب) تهتف لحماه ولاسقاط النظام”، موضحا ان “المتظاهرين حملوا علما سوريا طويلا”.

واضاف ان “نحو سبعة الاف متظاهر خرجوا في كنصفرة (ريف ادلب)” رغم التواجد العسكري منذ ايام في منطقة جبل الزاوية (شمال غرب).

وذكر ريحاوي ان “الالاف خرجوا للتظاهر في مدينة ادلب وقرى ريفها (شمال غرب) كما في بنش وسراقب وخان شيخون وكفر نبل تفتناز”، مشيرا الى “خروج مظاهرة نسائية في مدينة ادلب ومظاهرة في جاسم (ريف درعا)”.

وتابع ان “الاف المتظاهرين هتفوا برفض الحوار وإسقاط النظام ونصرة المدن المحاصرة في سقبا وقطنا وجديدة عرطوز وقارة والقابون والزبداني ومضايا والقدم وداريا ونهر عيشة وبرزة (ريف دمشق)”.

من جهته، ذكر رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان رديف مصطفى ان “متظاهرين في عين العرب (شمال) تفرقوا في عدة احياء ضيقة بعد ان منعتهم قوات الامن من التظاهر”.

واشار الى “حضور امني كثيف وغير مسبوق في الساحات التي تشهد عادة التظاهرات مما اثار انزعاجا لدى الفئات الاجتماعية والاحزاب الكردية”.

واضاف ان “عامودا (شمال شرق) خرجت بالالاف”، مشيرا الى “مشاركة نسائية غير مسبوقة” في هذه المدينة وقال ان “خروج اكثر من 5 الاف متظاهر في القامشلي (شمال شرق) تضامنا مع حماة”.

وذكر ناشط في اتصال هاتفي من اللاذقية مع وكالة فرانس برس ان “مظاهرة خرجت في حي الطابيات في اللاذقية الا ان قوات الامن هاجمتها واعتقلت مشاركين فيها”، موضحا ان “المتظاهرين فروا نحو حي الصليبة حيث لحقتهم قوات الامن”.

واشار ناشط اخر من حلب الى ان “الاف الاشخاص تظاهروا في عدة احياء في حلب حيث اعتدى عليهم رجال الامن واعتقل العشرات لمطالبتهم باسقاط النظام”.

من جهتها، ذكرت وكالة سانا ان “عشرات الالاف من المواطنين احتشدوا في ساحة الحجاز وباب توما” في وسط العاصمة دمشق “احتجاجا على وجود السفير الاميركي في حماة مؤكدين ان هذا الوجود دليل على تورط اميركا وسعيها لتصعيد الاحداث في سوريا”.

كما اشارت الى “مسيرات في حلب (شمال) وريفها دعما لبرنامج الاصلاح ورفضا للتدخل الخارجي”.

الجمعة 8 يوليوز 2011

ا ف ب

                                                                                                              واشنطن “مستاءة” لرد فعل دمشق على زيارة سفيرها لحماة

واشنطن- اعربت الادارة الاميركية الجمعة عن “استيائها” ازاء انتقاد النظام السوري للزيارة التي قام بها السفير الاميركي روبرت فورد الى مدينة حماة (وسط) التي تشهد احتجاجات واسعة ضد نظام الاسد.

وصرحت فيكتوريا نالاند المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ان السفير فورد ترك المدينة عائدا الى دمشق في وقت لاحق الجمعة بعد لقائه بعدد من المتظاهرين، مجددة التأكيد على ان واشنطن ابلغت دمشق مسبقا بهذه الزيارة.

وقالت “نحن بصراحة مستاؤون قليلا” لرد الفعل السوري، مشددة على ان قول الحكومة السورية انها تفاجأت بالزيارة التي قام بها فورد الى حماة “لا معنى له”.

وكانت واشنطن اعلنت الخميس ان سفيرها في سوريا توجه الى حماة (210 كلم شمال دمشق) وسيمكث فيها حتى الجمعة بهدف “اجراء اتصالات” مع المحتجين في هذه المدينة التي تحاصرها دبابات الجيش.

واضافت المتحدثة ان المتظاهرين في حماة احتشدوا الجمعة لتحية السفير وغطوا الزجاج الامامي لسيارته بالورود التي نثروها عليها، ولكنه رفض الترجل من السيارة لتحيتهم كي لا يحول التظاهرة عن مجراها ويصبح محطا للانظار.

واضافت نالاند ان السفير ولدى مغادرته حماة قرابة الساعة 13,30 بالتوقيت المحلي واكب سيارته متظاهرون على متن دراجات نارية لخشيتهم على سلامته.

واوضحت ان الزيارة التي قام بها السفير الفرنسي في سوريا اريك شوفالييه الى حماة الجمعة لم يجر تنسيقها مع زيارة نظيره الاميركي.

واثر اعلان واشنطن عن هذه الزيارة الخميس سارعت دمشق الى اتهام الولايات المتحدة ب”التورط” في الحركة الاحتجاجية التي تشهدها البلاد منذ اربعة اشهر و”التحريض على التصعيد”.

والجمعة اوردت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) بيانا لوزارة الداخلية اكدت فيه ان “السفير الاميركي التقى في حماة ببعض المخربين وحضهم على التظاهر والعنف ورفض الحوار”.

الجمعة 8 يوليوز 2011

أ ف ب

                                                                                                              قتلى في جمعة “لا حوار” بسوريا

قتل نحو 16 سوريا وجرح أكثر من أربعين آخرين عندما أطلقت قوات الأمن النار على متظاهرين -قدروا بمئات الآلاف- خرجوا في عدة مدن ضمن “جمعة لا للحوار” مع نظام الرئيس بشار الأسد.

في هذه الأثناء، أكدت “تنسيقيات الثورة” رفضها دعوات حوار وجهها الرئيس السوري، وقال ممثلها بدمشق للجزيرة إن عائلة بشار الأسد يجب “ألا تُحاوَر بل بحاجة إلى أن تُحاكم”.

فقد قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن القتلى سقطوا في ضاحيتي الدمير والزبداني بمنطقة الميدان وسط العاصمة دمشق، وبمدينة بانياس الساحلية بالإضافة إلى حمص ومناطق أخرى.

وأضافت هذه اللجان -التي توثق للاحتجاجات الشعبية ضد نظام الأسد منذ اندلاعها منتصف مارس/ آذار الماضي- جرح أكثر من أربعين سوريا معظمهم في مدن دمشق وإدلب ودوما.

ومن بين المظاهرات التي شهدتها مختلف مناطق البلاد، أظهرت مشاهد بثها ناشطون على الإنترنت -قالوا إنها التقطت عقب صلاة الجمعة اليوم في حيي القابون والقدم بدمشق- خروج مظاهرات في شوارع المدينة حيث ردد المحتجون هتافات ترفض الحوار وتدعو لرحيل النظام.

ضمن هذا الإطار، أكد رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية “مقتل ستة أشخاص عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق متظاهرين في مدينة الضمير (ريف دمشق)”.

كما أعلن رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي “مقتل خمسة متظاهرين في مدينة حمص ومتظاهريْن اثنين في حي الميدان وسط العاصمة دمشق بنيران رجال الأمن خلال تفريق المظاهرات”.

أحياء حمص

وشهدت مدينة حمص مظاهرات عقب صلاة الجمعة في عدد من أحيائها لا سيما “الغوطة” و”القصور” و”الحولة” و”الخالدية” حيث طالب المتظاهرون بإسقاط نظام الأسد ورفضوا الحوار.

وأكد رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “أكثر من 24 شخصا أصيبوا عندما حاولت قوات الأمن تفريق مظاهرات جرت في عدة أحياء” بالمدينة مشيرا إلى أن “جروح بعضهم خطيرة”.

وفي وصفه لما شهدته حمص اليوم، قال أبو جعفر -وهو شاهد عيان- إن “قوات أمن بزي مدني أطلقت النار على المدنيين بشكل عشوائي”.

وأضاف في تصريح للجزيرة “كنا نطلب الحرية في السابق، وقد أخذناها رغم أنف النظام” مشيرا إلى أن “بشار الأسد فقد شرعيته منذ أن قتل أكثر من 1500 واعتقل 35 ألف سوري في السجون”.

وأكد أبو جعفر أن هدف مظاهرات اليوم هو التأكيد على أنه “لا للحوار مع نظام بشار الأسد تحت أي ظرف من الظروف” كاشفا عن “بشائر طيبة إلى كل الأحرار السوريين خلال الأسبوع القادم”.

حماة تحتج

وازدحم ميدان العاصي بمدينة حماة في جمعة “لا للحوار” بعشرات آلاف المتظاهرين، ولم يستبعد الناشط صالح الحموي متحدثا إلى الجزيرة من هناك أن يعادل عدد المتظاهرين هؤلاء الذين خرجوا الجمعة الماضية.

وقال عبد الكريم ريحاوي لوكالة الأنباء الفرنسية “أكثر من 450 ألف شخص خرجوا للتظاهر في ساحة العاصي والشوارع المؤدية لها وسط مدينة حماة داعين إلى رفض الحوار وإسقاط النظام” لافتا إلى “عدم وجود عناصر تابعة للأمن في المنطقة”.

وتأتي مظاهرة اليوم في حماة بعد حملة أمنية خلفت -وفق نشطاء- منذ الاثنين مقتل 26 شخصا على الأقل، وسببت نزوح ألف ساكن وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وخرج متظاهرون سوريون في درعا ومدينة البوكمال بمحافظة دير الزور  شمال شرقي البلاد.

كما شهدت مدينة اللاذقية على الساحل السوري مظاهرة ترفض الحوار مع النظام وتدعو لإسقاطه، وعاشت مدن أخرى على نفس المشهد.

رفض الحوار

في الشق السياسي للأزمة بشهرها الرابع، أكدت “تنسيقيات الثورة” رفضها دعوات حوار وجهها الأسد، وقال ممثلها بدمشق للجزيرة إن عائلة بشار يجب ألا تحاوَر بل بحاجة إلى أن تحاكم.

كما قال صالح الحموي من حماة للجزيرة إن الحوار “يجب أن يكون بين أحرار لا بين سادة وعبيد”.

وإضافة إلى رفض الحوار دعا الناشطون لمقاطعة الشركات المحسوبة على عائلة الأسد، وإلى مسيرة تتجه إلى الحدود التركية دعما للاجئين والمنفيين وضحايا العمليات الأمنية.

والتقى هذا الرفض مع رفضٍ أبداه المنسق العام لقوى التغيير الديمقراطي الذي قال للجزيرة إن الهيئة تلقت الأربعاء دعوة رسمية لحضور الحوار الذي يبدأ الأحد، لكنْ قررت رفضها بسبب استمرار أعمال القتل.

مظاهرات تعم المدن السورية في “جمعة لا للحوار

حماة تتحدى الأسد بنصف مليونية جديدة.. ودمشق تتهم سفير أمريكا بتحريض “مخربين”

دبي – العربية.نت

خرج مئات الآلاف في سوريا للتظاهر اليوم الجمعة في جمعة “لا للحوار”، في إطار حملتهم التي بدأت قبل عدة شهور للإطاحة بالنظام، وشهدت مدينة حماة التي تعد معقلاً رئيسياً للنظام السوري منذ ثمانينات القرن الماضي، احتشاد أكبر عدد من المتظاهرين، والذين قدر ناشطون أعدادهم بنحو نصف مليون متظاهر.

وقد توجه السفير الفرنسي لدى سوريا لحماة لمتابعة المظاهرات في المدينة، بينما وجهت وزارة الداخلية السورية الاتهام للسفير الأمريكي بالاجتماع بمخربين في حماة وتحريضهم على العنف.

وأفادت تقارير أولية بمقتل أربعة متظاهرين برصاص الأمن، أحدهم في العاصمة دمشق.

وكان ناشطون دعوا اليوم للخروج في تظاهرات “جمعة لا للحوار”، وكتبوا على صفحتهم في موقع “فيسبوك” بعنوان “الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011”: “أي حوار والدماء أنهار، أي حوار والمدن تحت الحصار، الشعب يريد إسقاط النظام”.

وسياسياً, اتهمت دمشق الولايات المتحدة بـ”التورط” في الحركة الاحتجاجية التي تشهدها سوريا منذ أربعة أشهر و”التحريض على التصعيد”، وذلك بعد ذهاب السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد، أمس الخميس، إلى حماة (وسط) التي تشهد انتفاضة ضد النظام.

وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إن “وجود السفير الأمريكي في مدينة حماة دون الحصول على الإذن المسبق من وزارة الخارجية وفق التعليمات المعممة مراراً على جميع السفارات دليل واضح على تورّط الولايات المتحدة بالأحداث الجارية في سوريا، ومحاولتها التحريض على تصعيد الأوضاع التي تخل بأمن واستقرار سوريا”.

وأضافت الخارجية السورية أن “سوريا إذ تنبه إلى خطورة مثل هذه التصرفات غير المسؤولة، تؤكد وبصرف النظر عن هذه التصرفات تصميمها على مواصلة اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة باستعادة الأمن والاستقرار في البلاد”.

إبراهيم قاشوش قال: “ارحل يا بشار” فكان مصيره القتل

نظام الأسد يُخرس صوت مغني الثورة السورية في حماة ويقطع حنجرته

دبي – آمال الهلالي

“يا بشار ومانّك منّا.. خود ماهر وارحل عنّا.. شرعيتك سقطت عنا ويلا ارحل يا بشار.. يا بشار ويا كذاب.. وتضرب أنت وهالخطاب.. الحريّة صارت عالباب.. ويلا ارحل يا بشار”، أغنية رددتها حناجر آلاف المتظاهرين في مدينة حماة السورية التي شهدت أكبر تظاهرة مليونية تطالب بإسقاط نظام الأسد في “جمعة ارحل”، وكتب كلماتها الشاب السوري إبراهيم قاشوش الذي صار رمزاً للثورة وصدح بصوته في ليالي مدينة حماة مطالباً بالحرية والكرامة.

قاشوش لم يحمل السلاح ولم ينضم إلى “العصابات المسلحة” لكن صوته أزعج النظام السوري فقرر كتمه إلى الأبد، ليعثر على جثته ملقاة الثلاثاء الماضي في نهر العاصي وقد قطع نصف رقبته واستئصلت حنجرته من الوريد إلى الوريد.

وأكد أصدقاء “بلبل الثورة السورية”، كما يحلو لمحبيه تسميته، أنه قاد “عراضة حموية” في جمعة ارحل الشهيرة وصدح بأهازيج ثورية ألهبت حماسة الملايين من المتظاهرين وفي صبيحة يوم الأحد الماضي خرج متوجهاً لعمله لكنه تعرض لعملية اختطاف من قبل قوات الأمن ليعثر عليه بعد ذلك مرمياً في نهر العاصي بعد قطع رقبته بسكين.

ولم تقل الصور التي بثها ناشطون سوريون على موقع “يوتيوب” لإبراهيم قاشوش فظاعة عن الجرائم التي ارتكبها “الشبيحة” في حق كل سوري خرج مطالباً بالحرية، وقد اتهم أصدقاء له ومحبوه عبر شبكات التواصل الاجتماعي أنصار الأسد بقتله والتنكيل بجثته.

وأكد كذلك محبو قاشوش الذين سارعوا لإنشاء أكثر من 12 صفحة عبر “فيسبوك” تخليداً لذكراه، عزمهم على مواصلة ما بدأه رفيقهم والغناء للحرية في ساحات المدن السورية حتى ولو كان ثمن الكلمة الذبح من الوريد إلى الوريد.

يُذكر أن مدينة حماة السورية التي شهدت خروج أضخم المظاهرات المناهضة للأسد منذ بدء الاحتجاجات لاتزال محاصرة من قبل قوات الأمن، وقد نزح المئات من سكانها نحو الجنوب خوفاً من شن الجيش عمليات عسكرية انتقامية على غرار ما وقع في مدينة جسر الشغور ودرعا.

سورية: تظاهرات حاشدة في عدة مدن ومقتل 14 محتجا على الأقل

قال ناشطون إن قوات الأمن السورية قتلت 14 محتجا منهم 6 في مدينة الضمير بالقرب من العاصمة دمشق و 5 في مدينة حمص.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على الإنترنت تظاهرات حاشدة في ميدان العاصي بمدينة حماة.

ورفع بعض المحتجين علما سوريا بطول عشرات الأمتار ورددوا شعار “الشعب يريد إسقاط النظام”.

وأكدت منظمتان حقوقيتان حصيلة القتلى، وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن ” 6 اشخاص قتلوا عندما اطلق رجال الامن النار لتفريق متظاهرين في مدينة الضمير (ريف دمشق)”.

وكان رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي اعلن في حصيلة سابقة عن مقتل متظاهر واحد في هذه المدينة و “مقتل خمسة متظاهرين في مدينة حمص ومتظاهرين اثنين في حي الميدان وسط العاصمة دمشق بنيران رجال الامن خلال تفريق مظاهرات”.

تظاهرات

وخرجت تظاهرات حاشدة في عدة مدن وبلدات سورية تحت شعار “جمعة لا للحوار”، نادت بإسقاط النظام ونصرة مدينة حماة.

وفي العاصمة دمشق، قال ناشطون وسكان لـ بي بي سي إن تظاهرة خرجت في منطقة الميدان قرب جامع الحسن عقب صلاة الجمعة وتم تفريقها بالقوة من قبل الأجهزة الأمنية.

كما خرجت تظاهرة أخرى في منطقة ركن الدين وتم تفريقها دون سقوط ضحايا.

وفي ضواحي دمشق، خرجت تظاهرات في منطقة القدم وفي منطقة برزة والمعضمية ولم يبلغ عن أي احتكاك مع قوات الأمن.

حماة

وفي مدينة حماة، قال سكان لـ بي بي سي إن حشوداً بالآلاف تجمعوا بعد صلاة الجمعة في ساحة العاصي في ظل غياب أمني كامل، بينما لا تزال قوى الجيش موجودة في محيط المدينة وتمنع سكان القرى المجاورة من النزول إلى المدينة.

خرجت من حماة أكبر التظاهرات التي شهدتها سورية

وقالت منظمة حقوقية لوكالة فرانس برس الجمعة ان اكثر من 450 الف شخص خرجوا للتظاهر في مدينة حماة.

أما في حمص، فخرجت تظاهرات في أحياء الوعر والخالدية وباب عمر وكذلك في الريف في منطقة القصير وتلبيسة والرستن.

وفي الجزيرة المجاورة للحدود العراقية شمال شرق سورية، خرجت تظاهرات في كل من عامودا والميادين وكان أكبرها في دير الزور بالآلاف حيث تجمعوا في ساحة المدينة.

وفي شمال غربي سورية، شهدت مدينة إدلب تظاهرة حاشدة خرجت من جامع الروضة وجامع الرحمن وجامع الأبرار. كما شهدت قرى ومدن ريف إدلب، متل بنش وخان شيخون وأريحا وكفر نبل تظاهرات أيضاً.

أما في شمال سورية، فشهدت أحياء الصاخور والشعار وسيف الدولة في مدينة حلب تظاهرات وكان أكبرها في منطقة صلاح الدين.

وفي مدينة جبلة الساحلية، خرجت تظاهرة انفضت دون احتكاك.

زيارة السفيرين الأمريكي والفرنسي إلى حماة

وصفت مظاهرات حماة الأسبوع الماضي بأنها الأكبر منذ اندلاع الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد

وفيما يخص اعتراض السلطات السورية على زياة السفير الأمريكي لدى دمشق روبرت فورد إلى حماة، قالت الخارجية الأمريكية انها ابلغت السلطات السورية بزيارة السفير الأمريكي إلى هذه المدينة وانها بالفعل حصلت على موافقة السلطات السورية على هذه الزيارة.

واضافت المتحدثة باسم الخارجية ان هدف الزيارة هو التواصل مع الشعب السوري وابراز الدعم الامريكي بحق الشعب السوري في التظاهر السلمي.

وفي الإطار ذاته، قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان “السفير الفرنسي في سورية (اريك شوفالييه) توجه الى حماة بالامس. وقد زار خصوصا واحدة من اكبر مستشفيات المدينة حيث التقى الفرق الطبية وعددا من الجرحى واهاليهم”.

وقالت وزارة الداخلية السورية في بيان لها اليوم الجمعة إن السفير الأمريكي التقى في حماة ببعض من وصفتهم بـ “بالمخربين وحضهم على التظاهر والعنف ورفض الحوار” كما التقى بعض الاشخاص تحت غطاء زيارته لبعض المشافي.

وأضاف البيان أن تصرفات السفير الأمريكي تعد “تحريضا على استمرار العنف وعدم الاستقرار ومحاولة لتخريب الحوار الوطني وتعميقا للشقاق والفتنة بين ابناء الشعب السوري الواحد.”

واتهمت مستشارة الرئيس السوري بثنية شعبان في مقابلة مع بي بي سي فورد بتقويض محاولات الحكومة السورية لنزع فتيل الاحتجاجات المناوئة للحكومة التي بدأت قبل أربعة أشهر.

وقالت شعبان إن هذه الزيارة غير المرخصة تزامنت مع اجتماع لأئمة مساجد وقادة المجتمع المدني، مضيفة أنها “تنتهك الأعراف الدبلوماسية.”

وتابعت شعبان أن “فورد لا بد وأن تكون له صلات بالمجموعات المسلحة التي تحول دون استئناف الحياة الطبيعية في سورية.”

ويقول نشطاء المعارضة السورية إن أكثر من 1300 شخص قتلوا برصاص القوات السورية منذ اندلاع مظاهرات الاحتجاج والمطالبة بالإصلاحات في مارس/ آذار الماضي، بينما تقول الحكومة السورية إن من أكثر من 500 جندي نظامي قتلوا برصاص من تصفهم بأنهم “بلطجية” وجماعات مسلحة.

سفيرا أمريكا وفرنسا يزوران حماة ومقتل 14 محتجا في سوريا

بيروت (رويترز) – قال سكان ان الاف السوريين تجمعوا في مدينة حماة يوم الجمعة للاحتجاج ضد الرئيس بشار الاسد في الوقت الذي زار فيه سفيرا فرنسا والولايات المتحدة المدينة في اشارة دعم أغضبت السلطات السورية.

وقال نشطاء ان قوات الامن قتلت بالرصاص 14 شخصا في مناطق أخرى ستة منهم في بلدة الضمير قرب دمشق.

وشهدت حماة التي تبعد 200 كيلومتر الى الشمال من دمشق بعضا من اكبر المظاهرات ضد الاسد وكانت ايضا مسرحا لحملة قمع دموية نفذها والده الرئيس الراحل حافظ الاسد قبل نحو 30 عاما وتجددت ذكرياتها المؤلمة بنشر الاسد للدبابات خارج المدينة هذا الاسبوع.

واظهرت لقطات فيديو مباشرة نشرت على الانترنت حشدا كبيرا في ميدان العاصي حمل بعضهم علما سوريا كبيرا ويهتفون “الشعب يريد اسقاط النظام”.

وأدانت سوريا زيارة السفير الامريكي روبرت فورد للمدينة ووصفتها بأنها تحريض ودليل على أن واشنطن تلعب دورا في الاضطرابات التي بدأت قبل نحو 15 اسبوعا.

وقالت وزارة الداخلية السورية ان فورد التقى مع “مخربين وحضهم على التظاهر والعنف ورفض الحوار” الذي قالت السلطات انه سيبدأ يوم الاحد.

وفيما بات نموذجا معتادا للتحدي خرج المتظاهرون من المساجد للاحتجاج في العاصمة وفي مدينة درعا الجنوبية حيث بدأت شرارة الاحتجاجات وفي مدينة حمص وغيرها من المدن السورية.

وقال نشطاء ان قوات الامن قتلت بالرصاص ستة اشخاص في بلدة الضمير. وقال عمار القربي من المنظمة الوطنية السورية لحقوق الانسان ان ثلاثة محتجين قتلوا في بلدة معرة النعمان عند الاطراف الشرقية لمحافظة ادلب وقتل اخران في حي الميدان بوسط دمشق. واضاف أن ثلاثة أشخاص قتلوا في حوادث أخرى منفصلة.

وقال سكان ونشطاء ان قوات الامن أطلقت النار على محتجين عند المدخل الشمالي لحماة كانوا يحاولون الانضمام الى مظاهرة في المدينة فاصابوا اثنين.

وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية “الهدف الرئيسي … هو أن يوضح بشكل تام ومن خلال وجوده الشخصي اننا نقف مع هؤلاء السوريين الذين يعبرون عن حقهم في الحديث عن التغيير.”

وأبلغت نولاند مؤتمرا صحفيا في واشنطن “نحن قلقون للغاية تجاه الوضع في حماة.”

وقال دبلوماسيون اليوم ان اريك شوفالييه سفير فرنسا لدى سوريا توجه الى حماة يوم الجمعة اظهار الدعم للمدينة.

وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية ان زيارة شوفالييه كانت ضمن عدة زيارات قام بها لمراقبة الاضطرابات.

واضاف “تعبر فرنسا عن قلقها بشأن سكان حماة وادانتها للعنف ضد المحتجين على يد السلطات” داعيا الاسد للافراج عن السجناء السياسيين وبدء اصلاحات.

وجسدت مذبحة حماة في 1982 الحكم الصارم للرئيس الراحل. وبعد نحو 30 عاما قال نشطاء ان قوات ألامن قتلت بالرصاص ما لا يقل عن 60 شخصا في حماة خلال احتجاجات في الثالث من يونيو حزيران.

وأدى هذا على ما يبدو الى انسحاب قوات الامن مما زاد من جرأة المحتجين الذين يتجمعون بأعداد أكبر عقب صلاة الجمعة. وفي الاسبوع الماضي تظاهر عشرات الالاف – وقال سكان انهم مئات الالاف – في ميدان العاصي.

ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) عن مصدر بوزارة الخارجية قوله “ان وجود السفير الامريكي في مدينة حماة دون الحصول على الاذن المسبق من وزارة الخارجية وفق التعليمات المعممة مرارا على جميع السفارات دليل واضح على تورط الولايات المتحدة بالاحداث الجارية في سوريا ومحاولتها التحريض على تصعيد الاوضاع التي تخل بأمن واستقرار سوريا.”

وقالت وزارة الخارجية الامريكية ان السفارة الامريكية أخطرت الحكومة السورية بأن فريقا من السفارة – دون أن تذكر اسم فورد – سيزور حماة.

وتشير زيارة فورد الى تكثيف الجهود الامريكية لمنع الاسد من القيام بأعمال صارمة أخرى لسحق الاحتجاجات المناهضة لحكمه.

وقال سكان في حماة ان السفير تجول في مستشفى حوراني حيث نقل بعض الاشخاص للعلاج هذا الاسبوع بعد أعمال يقول نشطاء ان قوات الامن قتلت فيها ما لا يقل عن 26 شخصا.

ويقول نشطاء ان قوات الاسد قتلت ما لا يقل عن 1400 مدني في الاحتجاجات وتقول السلطات ان 500 من افراد الشرطة والجيش قتلوا بيد “عصابات مسلحة” تلقي عليها السلطات باللوم في مقتل مدنيين.

وقالت سانا ان أحد أفراد الامن قتل في تلبيسة قرب حمص واصيب اخر في حي الميدان في دمشق.

ومنعت سوريا معظم وسائل الاعلام المستقلة من العمل داخل البلاد الامر الذي يتعذر معه التحقق من صحة روايات السلطات والنشطاء.

كما منعت الامم المتحدة الى حد بعيد من دخول أراضيها. ودعا الامين العام للامم المتحدة بان جي مون سوريا يوم الخميس للسماح على الفور لموظفي المعونة التابعين للمنظمة الدولية بدخول البلاد لتقييم حاجات المدنيين الذين اضيروا في حملة قمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة. كما دعاها الى السماح لفريق من محققي الامم المتحدة المعنيين بحقوق الانسان بتنفيذ مهمتهم في ليبيا.

وقالت شخصيات معارضة انها لن تشارك في الحوار مع السلطات بينما تستمر أعمال القتل والاعتقالات.

وعبر المعارض هيثم المالح عن دهشته من توجيه السلطات دعوة للحوار في الوقت الذي تنشر فيه الدبابات في أنحاء البلاد ويراق الدم وتكتظ السجون بالسجناء ويطلب السوريون اللجوء الى دول أخرى.

واضاف المالح وهو محام وقاض سابق انه لا يعتقد ان اي مواطن يحترم هذا البلد سيقبل مثل هذه الدعوة.

من دومينيك ايفانز

 الجيش السوري الالكتروني” يهدد بالانتقام من أهالي معارضين سوريين!

هدد “قائد عمليات الجيش السوري الالكتروني” مواطنان سوريان مقيمان خارج سورية بالاقتصاص من ذويهما في الداخل بسبب مواقفهما من هذا الجيش.

وكشف “عمار اسماعيل” للمرة الأولى ف صفحته ضمن فيسبوك أنه مؤسس وقائد عمليات ما سميّ بالجيش السوري الأول على الانترنت، وهو مجموعة من الموالين للنظام تنشط على فضاء الانترنت والفيسبوك.

وهدد اسماعيل في مقطع مليء بالكلام النابي كل من الصحفي السوري المقيم في الخليج العربي (حكم البابا) والناشط السوري الشاب المقيم في الولايات المتحدة (أنس قطيش) بالنيل من ذوييهما في الداخل بعد أن وصفهما بأوصاف نابية وبتهم تخوينية…

وقال اسماعيل: ” جنادب هولاكو سوف يتم سحقها بعد ان تم الدعس في رقبتها و بالبوط الابيض الي كان لابسه ابو علي عباس و ابو هادي و نحن نعرف احد جنادبهم انس قطيش ولدينا معلومات كافية عن اهله ونعرف كيف نكرمهم على عطائهم لسورية بمثل هذا الابن العاق ونعرف حكم البابا اللي عم يدير حلقة الدبكة علينا و سنعتني بمن تركت ورائك يا حكم”.

ويشار إلى أن أبو علي عباس وأبوهادي اللذان ذكرهما عمار اسماعيل هما من عناصر الأمن السوري اللذان نالا شهرة نتيجة ظهورهما وهما يدوسان على مواطنين مقيدي الأيدي من قرية البيضة قرب بانياس. وهو الشريط الذي اخذ شهرة في بداية الاحتجاجات لاظهاره تجاوزات خطيرة لحقوق الانسان من قبل الامن السوري والذي تم اقالة مسؤول الأمن السياسي في بانياس (أمجد عباس) بعد ظهوره فيه أيضاً.

ويذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد في خطابه الأخير قد وجه شكراً خاصاً للجيش السوري على الانترنت دون أن يذكر أسماء محددة.

ورغم أن نشاط ما يعرف بـ الجيش السوري على الانترنت اقتصر في الفترة الأخيرة على الفضاء الافتراضي إلا أن تهديد “قائد عمليات الجيش” بالاقتصاص من ذوي قطيش والبابا يضع اشارات استفهام حول ارتباط هذا “الجيش” ببعض “العمليات” في الواقع وعلى الأرض، سواء عبر إفراده أو عبر ارتباطه بما يعرف بعصابات الشبيحة.

يذكر أن إدارة فيسبووك قد أغلقت صفحات الجيش السوري الالكتروني على الانترنت عدة مرات تحت زعم انها تنتهك اتفاقية الموقع، فيما يدعي “الجيش” بأن الاغلاق يعبر عن تحيّز ادارة فيسبوك ضد النظام السوري.

فاتن” الثائرة من حمص: كأننا وُلدنا للتو دفعة واحدة وفي توقيت واحد، وخرجنا جميعنا من رحم واحد!

لا متعة في الدنيا تضاهي متعة المشاركة في تظاهرة

علي حيدر

منذ قدوم “فاتن” من مدينة حمص السورية، تحول منزل جارتنا “أم علي” إلى ما يشبه “المضافة”. يجتمع فيها كل مساء الأهل والأصدقاء والجيران ليستمعوا من “الثائرة” إلى يوميات الإنتفاضة الشعبية ضد نظام الأسد.

لم نترك جميعنا للمسكينة التي وصلت منذ أيام معدودة مع ابنتيها إلى منزل خالتها أن ترتاح ولو قليلا من الإجهاد الذي لحق بها أثناء رحلة الفرار إلى لبنان، ومن كابوس الموت الذي ظل يلاحقها على مدى ثلاثة أشهر في بلادها.

أمضت “فاتن” وابنتاها أياما وليالي طويلة داخل سوريا، يتنقلن في الخفاء من بيت إلى بيت ومن منطقة إلى منطقة، بعدما اعتقل “شبيحة النظام” زوجها وأشقاءه وهددوا باقي أفراد العائلة بالقتل. وحين لجأت إلى قرية حدودية قرب البقاع، تمكنت من الإتصال بأقاربها في لبنان الذين استعانوا بأحد “المتنفّذين” وأرسلوا سيارة أجرة أقلّتها مع ابنتيها بسرية تامة إلى منزل خالتها المتزوجة من جارنا اللبناني.

لا تمل “فاتن” خلال الأماسي المعقودة من الحديث عن تفاصيل ثورة بلادها! تجلس بوضعية “الحكواتي” وتؤكد لنا أن ما يجري على أرض الواقع أكثر وحشيةً مما تتاح لنا مشاهدته، وأن ما يصلنا من أخبار ليس إلا صورة مصغرة عما يحدث هناك من جرائم مهولة.

تشبّه القادمة من “بلاد الثورة” شعبّها بمن استفاق فجأة من نوم مغناطيسي وقد سرت في دمه دفقة جامحة من الإحساس بضوء الشمس، فخرج إلى الشارع مودعا ليالي الظلام وأزمنة الخلود إلى العتمة.

وتشرح: “فرحتنا بالثورة، وخروجنا اليومي كالسيل الذي لا يحد إلى الشارع، لا تعادلها فرحة! كأننا وُلدنا للتو دفعة واحدة وفي توقيت واحد، وخرجنا جميعنا من رحم واحد! نركض في الطرقات نصرخ, ننادي على أحلامنا المخطوفة من ذاكرتنا منذ عقود. وبقدر ما تغلبنا على الخوف الذي تربّينا عليه، تغلّبنا على القهر الذي لازمنا منذ ولادتنا. تغلّبنا على الشعور بالإحباط والإستسلام للواقع بكل ما فيه من تجنٍّ وجور.

“حفلات حرّية” لا تنتهي..

كنا قد فقدنا الأمل بأننا نستطيع كبشر أن نختبر ذلك الإحساس الذي يسمونه كرامة! أن نتذوّق طعم الحرية التي نسمع عنها ونخاف أن تزورنا حتى في المنامات! أن نعبّر بصوت عالٍ عما يجول في خاطرنا! أن نعترض على أتفه الأمور وأقلها شأنا! أما اليوم، فلا متعة في الدنيا تضاهي متعة المشاركة في تظاهرة ما! وقد أصبحت التظاهرات زادنا اليومي شغلنا الشاغل. نستقيظ صباحاً، لا لنذهب إلى أعمالنا أو لنقوم بزيارة الأصدقاء والأهل، أو لنحضر حفلة صاخبة. فعملُنا الوحيد هو التظاهر! هناك نتبادل الزيارات ونطمئن على أحوال بعضنا. و في التظاهرة، ننظم “حفلات حرية” لا تنتهي. صار الخروج إلى الشارع للمشاركة في تظاهرة شرطا وحيدا للهوية وامتحانا لمدى الوطنية وعمق الإنتماء.

حين تبدأ التظاهرة بالإلتمام تسري بين الحارات و الشوارع والأزقة هسهسة تعرف آذاننا معانيها وتجيد قلوبنا فك رموزها، يحملها إلينا الهواء والضوء، وأحواض الزهور على الشرفات، وستائر المقاهي الشعبية، وأسراب العصافير التي تلوح فجأة ثم تختفي. فنندفع فرادى إلى الشوارع الرئيسية والساحات العامة وهناك تلتقي الأعماق بالأعماق، وتلتحم القبضات وتصدح الحناجر. نشتبك مع القتلة، نواجه رصاصهم بلحمنا الحي، يتراجعون فنتقدم، يخافون فنتقدم أكثر، يفرّون من وقع أقدامنا وإلتماعة أعيننا، ويختبئون خلف الجدران. يتسلقون الأسطح والشرفا، ويقومون بقنصنا من الأماكن العالية لأنهم لا يقدرون على الصمود قبالتنا، ثم ينسحبون بعد أن يسقط منا مئات الجرحى والشهداء.

في البداية، كنا نتظاهر بأعداد قليلة. كانت التظاهرات تخرج من الأحياء الفقيرة. وشيئا فشيئاً، اتسعت رقعة المواجهة. صار وسط المدينة بين “ساحة الساعة العتيقة” و”ساحة الساعة الجديدة” مقراً دائماً لثورتنا. نسيطر في لحظات على المكان، فتتفرق فلول “الشبّيحة”، يلوذون بدباباتهم، يحتمون ببنادقهم وقدرتهم على البطش التي لم تعد تجدي نفعا.

في حي “باب السباع”، زرعنا تحت كل حجر، خلف كل باب، حكاية مجد، أغنية حب. ومن “دوّار الكاردينيا” أطلقنا رائحة الحرية. وفي دوار القاهرة قهرنا الباطل وأزهقنا روح. في “بابا عمرو” و”الخالدية” و”البياضة” و”الستين” و”دير بعلبة” و”بستان الديوان” و”منطقة القصور” و”شارع الدبلان”، كتبنا أسماءنا وتواريخ ميلادنا ومواعيد موتنا وحياتنا، ورسمنا خارطة جديدة لمدينتنا. فقدنا في حمص “الساخنة”، كما يصفها إعلام النظام، طعم الهدوء. استبدلناه بصخبٍ جميل، يشبه صخب الأجنّة لحظة الولادة.

أبهى ما في ثورتنا، في سوريا، أنها أشعلت أجسادنا وأثلجت قلوبنا! كنا، قبلها، نعيش بأجسادٍ باردة وقلوب تغلي. كانت أمهاتنا تخاف أن نخرج إلى الشارع ، اليوم صرن يخرجن قبلنا. وإذا تقاعسنا، “يشخطن” بنا! كنا نظن أنه بسكوتنا نتمسك بالحياة. وعلمتنا الثورة أن الخوف لا يصنع حياة. ومعها اكتشفنا ذواتنا من جديد أو اكتشفنا أن ذواتنا من حديد.

للمرة الأولى منذ عقود، تظلّل أفياء الحرية سماء حمص وأرضها، وتكنّس مدينتُنا غبارَ القمع والظلم إلى غير رجعة. نحن أصبحنا أحرارا من ساعة إلتئام أول تظاهرة، و لم يعد لأزلام النظام وأهله مكان بيننا. انتهى زمن سيطروا فيه على حياتنا في ساعة غفلة. شعورنا بالأمان والإستقرار لا يمكن لأعمال القتل والإعتقال والتنكيل والتجويع أن تًبدِّده.

ومن قال إن حمص كانت هادئة قبل الثورة؟ وإن أهلها يعيشون في أمان؟ ألم يكن رجال الأمن يحكمون رقابنا ويتحكمون بأعمارنا؟من ينسى حفلات القتل و الرعب؟ ألم تكن حمص مدينة أشباح؟ ألم يكن الأشباح والشياطين ينتشرون في كل مكان، ينقلون معهم الموت حيثما حلوا، يستبيحون المنازل والأرواح، يبثون الرعب في نفوسنا، يراقبون تحركاتنا ويتجسسون على أحاديثنا، يلاحقوننا في يومياتنا ويمدون أيديهم إلى قلوبنا وعقولنا، يسرقون منها أحلامنا وأحلام أطفالنا؟ من كان يستطيع التعبير عن رأيه؟ من كان يستطيع الكلام أو يقوى عليه؟ كانوا يحشرون أنوفهم في كل تفاصيلنا. في أسماء أطفالنا، وفي اختيارنا لألوان ثيابنا وأصدقائنا، ورغباتنا في الأكل والشرب والحب والزواج والطلاق، ويتدخلون حتى في كمية الملح التي نضيفها إلى الطعام.

وتشير “فاتن” إلى أن رجال الأمن في مدينة حمص استخدموا في الآونة الأخيرة أسلوبا إجراميا متقدما، حيث يندس بعضهم في صفوف المتظاهرين ويقومون بطعنهم بالسكاكين! وفي جمعة “إرحل”، أصيب أكثر من 40 متظاهر بطعنات في الرأس والصدر والظهر، وتضيف: “تركت المدينة شبه محاصرة. المواد التموينية فيها بدأت بالنفاذ، لا طحين ولا حبوب ولا حليب للأطفال في الأسواق. الوقود مفقود، الكهرباء غائبة عن معظم الأحياء خاصة حي “باب السباع”، الليرة السورية تخسر قيمتها يوميا أمام الدولار، ولا سيولة في أيدي الناس. يد الغلاء طاولت كل الأماكن، وارتفعت أسعار الدواء بشكل جنوني. تجار المدينة يقولون إن البنك المركزي لن يبقى صامدا أكثر من أشهر معدودة بعد. الدولة منهكة، ولم يعد باستطاعتها دفع رواتب الموظفين والعسكريين، و”الشبّيحة” ملوا على ما يبدو حالة الإستنفار الدائم، لذلك يتسلّون في أوقات مللهم بقتلنا وتصفية عناصر الجيش الذين يتمردون على أوامرهم. السلطات متخوفة جدا من شهر رمضان، وكلما اقتربت بدايته يشعر المتسلطون بقرب نهايتهم. الثوار السوريون يحضرون لـ”هبّة” جديدة في رمضان سوف تنهي، انشاء الله، نظام الأسد ونحتفل بعيد الفطر مع أحرار العالم.

واشنطن: دمشق علمت بزيارة فورد لحماة واتهاماتها “هراء

دمشق، سوريا (CNN)– رفضت الخارجية الأمريكية الانتقادات التي وجهتها السلطات السورية لسفير واشنطن في دمشق، روبرت فورد، بسبب زيارته لمدينة حماة التي تشهد واحدة من أضخم المظاهرات المنادية بسقوط الرئيس بشار الأسد، وأكدت أن سوريا كانت على علم مسبق بالزيارة وقد مر الموكب الدبلوماسي عبر الحواجز العسكرية بعد إخطار وزارة الدفاع، واعتبرت اتهام دمشق للسفير بتشجيع المظاهرات بأنه “هراء.”

وقالت فيكتوريا نولاند، الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، إن السفير فورد وصل حماة الخميس، حيث أجرى لقاءات مع “مواطنين عاديين” في الشارع.

وأضافت نولاند: “لقد قام السفير الجمعة بالمرور في الشوارع للقاء السكان، كان الناس ستجمعون في إحدى الساحات وسرعان ما أحاط بسيارته مجموعة من المتظاهرين الودودين الذين قاموا بوضع الزهور وأغصان الزيتون على السيارة، وهتفوا بسقوط النظام.”

وأضافت نولاند أن هناك مشاهد فيديو معروضة على موقع يوتيوب تظهر وصول السفير الأمريكي لحماة، وقالت إن المقاطع تظهر بأن الموقف “كان مميزاً،” ولفتت إلى أن فورد قرر المغادرة وعدم الترجل من السيارة كي لا يصار إلى التركيز على هذا الحدث لأن الزيارة تهدف إلى “التأكيد بأن الأمر لا يتعلق بنا، بل بحقوق المواطنين السوريين.”

وتابعت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية بأن موكب فورد خرج من حماة “بمواكب ودودة من شبان كانوا على دراجاتهم النارية.”

ونددت نولاند بالموافق التي أعربت عنها السلطات السورية حيال الزيارة، وأكدت أن السفير فورد “أعلم السلطات السورية مسبقاً ومر عبر القنوات الحكومية.”

وأردفت نولاند بالقول: “لقد قامت السفارة الأمريكية بإعلام وزارة الدفاع السورية بالزيارة قبل حصولها، وقد مرت السيارة (التي كان فيها السفير) عبر الحواجز الأمنية،” وأقرت بأن زيارة فورد كانت “جريئة” ولكنها اعتبرت أن اتهامات السلطات السورية له بإذكاء نار المظاهرات “مجرد هراء.”

وكانت السلطات السورية قد اتهمت فورد، بتحريض من وصفتهم بـ”المخربين” على العنف والتظاهر ورفض الحوار مع الحكومة، كما اعتبرت أن زيارته لمدينة “حماة”، التي تشهد احتجاجات حاشدة، تُعد دليل على تورط الولايات المتحدة بالأحداث الجارية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية السورية إن “وجود السفير الأمريكي في مدينة حماة، دون الحصول على الإذن المسبق من وزارة الخارجية، وفق التعليمات المعممة مراراً على جميع السفارات، دليل واضح على تورط الولايات المتحدة بالأحداث الجارية في سوريا، ومحاولتها التحريض على تصعيد الأوضاع التي تخل بأمن واستقرار سوريا.”

ونقل بيان صدر عن الوزارة الجمعة عن مصدر مسؤول قوله إن “سوريا إذ تنبه إلى خطورة مثل هذه التصرفات اللا مسؤولة، تؤكد، وبصرف النظر عن هذه التصرفات، تصميمها على مواصلة اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة باستعادة الأمن والاستقرار في البلاد.”

كما أصدرت وزارة الداخلية بياناً بشأن الزيارة ذاتها، أكدت فيه أنها “تراقب عن كثب أعمال الشغب والعنف التي تقوم بها بعض المجموعات التخريبية في مدينة حماة، وتعمل على معالجتها، وقد استغربت وصول السفير الأمريكي إلى مدينة حماة، بشكل يتعارض مع الأعراف الدبلوماسية.”

وأشارت الداخلية السورية إلى أن السفير فورد تمكن من الوصول إلى حماة “رغم وجود الحواجز التي يسيطر عليها المخربون، وقطع الطرقات، ومنع المواطنين من الوصول إلى أعمالهم ووظائفهم”، وتابعت أن “السفير الأمريكي التقى في حماة، ببعض هؤلاء المخربين، وحضهم على التظاهر والعنف ورفض الحوار.”

واعتبر البيان أن زيارة فورد لحماة تشكل “تحريضاً على استمرار العنف، وعدم الاستقرار، ومحاولة لتخريب الحوار الوطني الجاري بين القوى الوطنية الشريفة، وتعميقاً للشقاق والفتنة بين أبناء الشعب السوري الواحد، الذي يرفض رفضاً قاطعاً مثل هذا التحريض الأجنبي، ويستنكره بشدة.”

من جانبها، قالت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية، بثينة شعبان، إن هناك احتجاجاً واستياءً شديداً من قبل الشعب السوري، حول بيان وزارة الخارجية الأمريكية، والذي أفاد بوجود السفير الأمريكي بحماة، واعتزامه البقاء في المدينة حتى الجمعة.

وذكرت شعبان، في تصريحات لقناة BBC البريطانية، أوردتها الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا”، أن السفير الأمريكي لم يطلب إذناً بالتوجه إلى حماة، وقالت إن “وصول السفير إلى حماة، في لحظة محاولة أهل المدينة حل المشكلة، يعني أنه جاء لمنع حلها.”

ورداً على سؤال حول ما يدور في سوريا من حديث عن مؤامرة خارجية، وتورط أمريكي في الأحداث، قالت شعبان إن “القصة أصبحت واضحة، ووجود السفير الأمريكي في حماة، ودخوله إلى مناطق لا يستطيع أي مواطن سوري أن يدخلها إلا إذا كان مع المسلحين، مؤشر على ذلك.”

وعن الخطوة التي ستقدم عليها وزارة الخارجية السورية تجاه تصرف السفير الأمريكي، قالت شعبان: “هذا أمر تقرره القيادة السورية، وهذه علاقات بين دول تقررها الدولة بمجملها.”

وفي تحرك آخر من جانب الغرب لإبداء التضامن مع سكان حماة، التي تتعرض لحملة قمع واسعة تشنها قوات الجيش السوري، منذ قرابة أسبوع، قام السفير الفرنسي لدى دمشق، أريك شوفاليه، بزيارة المدينة، التي كانت قد تعرضت في العام 1982 لمذبحة ذهب ضحيتها نحو 20 ألف نسمة، في عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد.

مع “أطباء دمشق”.. لكي يعرف العالم

دمشق، سوريا (CNN)– يجازف عدد من الأطباء بأرواحهم ومستقبلهم، ولكنهم يريدون من العالم أن يعرف.. إنهم يمارسون واجبهم الإنساني في ظل الخوف.. ولكن الواجب الإنساني أكبر من الخوف الذي يتملكهم.

إنهم أطباء سوريا “الثائرون” الذين يعملون سراً لإنقاذ أرواح الجرحى والمصابين الذين يسقطون يومياً في ساحات وميادين وشوارع العديد من المدن السورية منذ نحو 100 يوم.

لسلامته، تم إخفاء هوية الطبيب، فهو يخشى على حياته إذا ما اعتقله أعوان النظام السوري، ويخشى أن يعذب ويقتل، لكنه مع كل هذه الخشية يجازف بالحديث إلى CNN.. فقط لكي يعرف العالم.

إنه مؤسس شبكة الأطباء السريين، الذين يطلقون على أنفسهم “أطباء دمشق”، وقاموا بتأسيس صفحة لهم على موقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك”، وهدفهم ليس إنقاذ الأرواح فحسب، بل لكشف جرائم النظام.

لقد قاموا بتأسيس عيادات سرية في الأحياء التي تشهد مظاهرات، ولكنهم يغيرون من أماكن ومواقع تلك العيادات باستمرار، وحتى الطبيب نفسه لا يعرف أين سيكون موقع عيادته في اليوم التالي.. فهم لا يسعهم أن يجازفوا بمثل هذا الأمر.

وتضم شبكة الأطباء السريين قرابة 60 طبيباً محترفاً يقومون بأدوار عديدة، فبعضهم يوفر الرعاية الميدانية، والبعض الآخر يساعد في توفير الأدوات والأدوية، وقسم ثالث لديه عيادات خاصة يتم نقل المصابين إليها في الأحيان التي يكون فيها الوضع آمناً.

ويوضح الطبيب أن “الناس يرفضون التوجه إلى المستشفيات الحكومية لأنه سيتم اعتقالهم، وإذا ماتوا فإنه من الصعب استرداد الجثة.”

ويزعم أن العائلات والأسر لا تستطيع استرداد جثث أحبتها إلا بعد التوقيع على وثيقة تفيد بأنهم قتلوا على أيدي الجماعات المسلحة.

وتصر الحكومة السورية على أنها لا تستهدف المتظاهرين المدنيين، وتلقي باللائمة في العنف على العصابات المسلحة التي تستهدف المتظاهرين، وتستغلهم بهدف إقامة نظام على غرار الخلافة الإسلامية في سورياً.

وفي مستشفى دمشق العام، تحدثنا إلى الطبيب أديب محمود، الذي قال إن المتظاهرين يخشون ألا يتم العثور عليهم، وقال ” نحن نقبل كل الحالات بصرف النظر عن كيفية الإصابة التي وقعت أو أين حدثت.”

ويصر أديب على أن الزاعم بأن على الأسر أن توقع على وثيقة مزورة هو أمر لا أساس له من الصحة.

وفي المستشفى، التقينا برجل قال إنه أصيب برصاصة في ساقه عندما فوجئ بمظاهرة معادية للنظام، وتمت معالجته في واحدة من العيادات السرية، غير أن الجرح لم يلتئم.

وقال إنه كان خائفاً من التوجه للمستشفى في البداية بسبب ما سمعه، مضيفاً “ولكن ليس لدي مشكلة.”

ومع ذلك مازال هناك العديد من المتظاهرين المعارضين للنظام يخشون من التوجه للمستشفيات العمومية زاعمين أن المعارضين للنظام يحرمون من العلاج ويقيدون بالأصفاد في أسرتهم ويتعرضون للضرب والاحتجاز أو بكل بساطة يختفون.

ولذلك فإنهم يتوجهون إلى العيادات السرية للحصول على العلاج وكذلك إلى المستشفيات الميدانية.

وفي إحدى العيادات السرية، في غرفة وضيعة، لا تحتوي إلا على اسطوانة أكسجين ومستلزمات بسيطة وأساسية.

وقال الطبيب السري إنه شهد وفاة عدد من المتظاهرين المعارضين جراء تعرضهم للنزيف حتى الموت، لأنه لم يكن لديهم أي وسيلة لإنقاذهم.

وقال: “لقد قضينا معظم حياتنا نساعد الناس، وإنه لمن المؤلم حقاً أن نراهم يحتضرون ويموتون دون أن نتمكن من مساعدتهم.”

والتقينا بعدد من المرضى الذين عولجوا في العيادات السرية، ومن بينهم طفل أصيب بشلل جزئي بعد أصيب برصاصة في صدره استقرت قرب العمود الفقري.

وقال الطبيب إنه شهد الكثير من الدماء والكثير من الألم ولكنه شهد أيضاً الكثير من الأمل، فهم حتى في أسوأ ظروفهم كانوا يهتفون للحرية ويصرون على مواصلة النضال.

ولاحقاً، كتب الطبيب رسالة لي قال فيها: “باسم الإنسانية، ليعلم العالم أننا نعاني من أجل حريتنا.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى