أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 09 كانون الأول 2016

 

 

 

موسكو تعلن «فرصة جديدة» لهدنة حلب

موسكو – رائد جبر

لندن، نيويورك، هامبورغ، جنيف، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، أن خبراء من روسيا وأميركا سيجتمعون في جنيف السبت للبحث في وضع حلب، وأن القوات النظامية السورية جمدت هجومها وسط أنباء تحدثت عن تجديد محاولاتها التقدم في عمق الأحياء الشرقية. وتداولت وسائل إعلام روسية معطيات عن تحضيرات جارية في جمهورية الشيشان لإرسال كتيبتين من القوات الروسية الخاصة الموجودة في الشيشان للمشاركة في «حرب شوارع» قد تشمل شرق حلب. ومساء، نقل الإعلام الروسي عن الوزير لافروف قوله إن الجيش السوري أوقف «العمليات العسكرية النشطة» في شرق حلب لأن جهوداً كبيرة جارية لإجلاء المدنيين من المنطقة. وعلّق البيت الأبيض على الموقف الروسي بالقول إن الولايات المتحدة «ستنتظر لترى» ما إذا كانت روسيا ستساعد فعلاً في تهدئة الهجمات في حلب. (للمزيد)

وتتجه الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم، إلى تبني قرار بدعم دولي كبير توقع ديبلوماسيون أن يحصل على تأييد نحو ١٢٠ دولة، يتضمن «خطوات عملية تتعلق بالحماية الدولية للشعب السوري، سيكون على الأمين العام المقبل للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريس أن يتولى تقديمها بنفسه».

واستطاعت المملكة العربية السعودية وقطر تعزيز مشروع القرار بعناصر متينة وجديدة لم تكن مدرجة فيه، بعدما بادرت كندا إلى وضع مسوّدته الأولية قبل نحو عشرة أيام، أبرزها مسألة تكليف الأمين العام «تقديم توصيات خلال ٤٥ يوماً حول الإجراءات العملية التي تؤمن الحماية الدولية للمدنيين السوريين»، فضلاً عن الدعوة إلى الوقف الكامل للقصف العشوائي وتطبيق وقف الأعمال القتالية ووصول المساعدات الإنسانية إلى كل المناطق المحاصرة.

وأكد ديبلوماسيون شاركوا في المفاوضات حول مشروع القرار، أن «الدعم الدولي سيكون كبيراً في الجمعية العامة، بناء على أجواء المفاوضات التي سادت خلال الأيام الأخيرة بمشاركة المجموعات الإقليمية في الأمم المتحدة».

ونص مشروع القرار «الكندي المعزز» على «تأكيد ضرورة اتخاذ الإجراءات لتأمين الحماية للمدنيين السوريين» وطلب «التوقف الكامل في شكل فوري لكل أشكال القصف العشوائي على المدنيين، وتطبيق وقف الأعمال القتالية فوراً بموجب قرار مجلس الأمن ٢٢٦٨ والوصول الآمن للمساعدات الإنسانية إلى كل المناطق المحاصرة»، ويؤكد «ضرورة المحاسبة على الجرائم المرتكبة في سورية التي تعد انتهاكات للقانون الدولي، وبعضها يرقى إلى جرائم حرب وضد الإنسانية، إن على مستوى العدالة الوطنية أو الدولية».

في جانب آخر، قال ديبلوماسيون في مجلس الأمن إن المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا «يواجه وضعاً حرجاً في تسويق مقترحاته، في ضوء الانقسام العميق داخل مجلس الأمن وإصرار روسيا على اعتماد الخيار العسكري إلى جانب دمشق».

وكان منتظراً أن يقدم دي مستورا مساء أمس، إحاطة إلى المجلس بعد سلسلة من اللقاءات التي أجراها خلال اليومين الماضيين في نيويورك.

ميدانياً، واصلت القوات النظامية مدعومةً من الميليشيات الموالية، تقدمها في الأحياء الأخيرة التي لا تزال تحت سيطرة فصائل المعارضة شرق حلب. وفيما وجّهت منظمة الدفاع المدني السوري (القبعات البيض) نداء إلى المنظمات الدولية لحماية متطوعيها وتوفير ممر آمن لهم أمام تقدم القوات النظامية في المدينة، نددت منظمة «سايف ذا تشيلدرن» غير الحكومية، بتحول «عشرات آلاف الأطفال» في حلب إلى «أهداف سهلة». وتم ليل الأربعاء- الخميس إجلاء أكثر من 150 مدنياً، غالبيتهم مرضى أو من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأعلن مسؤول أميركي أن الوزيرين جون كيري ولافروف لم يحققا أي تقدم في محادثاتهما حول التوصل إلى وقف للنار في حلب بعد عقد اجتماعين غير رسميين مقتضبين في هامبورغ على هامش لقاء دولي. لكن لافروف أعلن لاحقاً أن خبراء من البلدين سيجتمعون في جنيف السبت.

إلى ذلك، نقلت قناة «دوجد» الروسية عن مصادر في الحكومة الشيشانية، أن الوحدات العسكرية المتمركزة في معسكر خان قلعة، قرب غروزني، تلقت توجيهات بالتحضير للسفر، وأن العمل جار حالياً لتجهيز الوحدات الأولى التي سيتم نقلها إلى الأراضي السورية. ونشرت القناة التلفزيونية شريط فيديو صوّر داخل المعسكر وأظهر الجنود وهم يستمعون إلى خطبة ألقاها مفتي الجمهورية صلاح ميجييف قال فيها: «(الرئيس الشيشاني رمضان) قاديروف طلب من الرئيس (فلاديمير) بوتين أن يرسله إلى سورية للقتال، وهو يتوق لمحاربة الإرهابيين هناك. كثيرون يتوقون مثل قائدنا للتوجه إلى هذا البلد، والقيام بواجبهم الديني. الناس يحسدون من يحظى بفرصة مثلكم لمقاتلة الإرهابيين. أنتم تذهبون إلى عمل عظيم وسنصلي معاً وندعو القادر العليم أن يمنحنا الرحمة والقوة في الطريق إلى سورية».

وكانت صحيفة «إزفيستيا» نقلت عن مصادر عسكرية، أن قراراً اتخذ لإرسال كتيبتي «زاباد» (الغرب) و «فوستوك» (الشرق) إلى سورية، وهما من أبرز كتائب الوحدات الخاصة شاركتا إضافة إلى الحرب الشيشانية في السابق، في الحرب مع جورجيا عام 2008، وتسربت تفاصيل عن نشاط لوحدات تابعة لهما في أوكرانيا خلال العامين الأخيرين. وأشارت الصحيفة إلى أن مهمتهما الأولى ستكون «حماية» قاعدة حميميم في اللاذقية غرب سورية، و «تأمين التحركات على الأرض اللازمة للنشاط العسكري الجوي»، في إشارة إلى عمل وحدات الاستطلاع التي تتوغل في مناطق لتحديد إحداثيات القصف.

واللافت أن الحديث عن توسيع الوجود العسكري الروسي في سورية ليشمل نشاطاً برياً، لا يقتصر على إرسال مزيد من الوحدات الخاصة المدربة على «حرب الشوارع». وكان قاديروف قال سابقاً، في مقابلة مع القناة التلفزيونية الحكومية الأولى، إن «عسكريين من الشيشان يقاتلون في سورية ضد الإرهابيين»، لكنه أقر بأن للوجود العسكري الشيشاني أبعاداً أخرى، مشيراً إلى أنه كان «تلقى معلومات حول تأسيس «داعش» قبل الإعلان عن تأسيس التنظيم». وزاد: «أرسلت عناصر مدربة تابعة للأجهزة الخاصة الشيشانية إلى معسكرات خاصة علمنا أنها تقوم بجمع الإرهابيين وتدريبهم تحت إشراف مدربين من حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وتأكدنا بالفعل من صحة المعلومات حول تحضيرات جارية لإعلان تأسيس التنظيم الإرهابي، وقمنا بعد ذلك بتأسيس خلايا داخله من أفضل مقاتلينا، وكانت مهماتهم جمع المعلومات عن تحركات الإرهابيين وأهدافهم وتقويم نشاطهم».

 

قوات النظام تقصف حلب على رغم إعلان موسكو وقف الأعمال القتالية

بيروت، موسكو، دبي – أف ب، رويترز، «الحياة»

تعرضت أحياء عدة محاصرة في شرق حلب اليوم (الجمعة) إلى قصف مدفعي عنيف من قوات النظام على رغم إعلان موسكو أمس وقف العمليات القتالية، وفق ما أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وأفاد مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن «بقصف مدفعي عنيف على أحياء عدة محاصرة في شرق حلب الجمعة بعد ليلة تخللها قصف عنيف أيضاً، تزامناً مع توقف الغارات الجوية». وقال مراسل في شرق حلب إن دوي القصف لم يتوقف خلال ساعات الليل.

وبحسب «المرصد»، تدور اشتباكات عنيفة يتخللها قصف مدفعي في حي بستان القصر، أحد أبرز الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل المقاتلة، ويقع على تماس مع الأحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام في حلب.

وبحسب عبد الرحمن، فإن الإعلان الروسي عن وقف العمليات القتالية «هو إعلان إعلامي لإسكات الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بينما يستمر القصف ميدانياً لعدم إعطاء المقاتلين أو المدنيين فرصة للشعور بالأمان».

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال أمس، إن العمليات العسكرية للجيش السوري في مدينة حلب توقفت من أجل إدخال المساعدات الإنسانية وإخراج المدنيين.

وأضاف لافروف في مؤتمر صحافي في مدينة هامبورغ الألمانية: «روسيا ضد استخدام المعايير المزدوجة في تقييم الضربات العسكرية على الإرهابيين في سورية والعراق»، مشيراً إلى أن «التحالف الأميركي تشكل فقط بعد قيام التنظيم بقتل عدد من المواطنين الأميركيين».

من جهته، قال الكرملين اليوم إن قراراً أميركياً برفع بعض القيود على شحنات الأسلحة لمقاتلي المعارضة السورية محفوف بالمخاطر لأن السلاح قد يقع في نهاية الأمر في أيدي «إرهابيين». وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف إن مثل هذا القرار إذا تمت الموافقة عليه سيمثل تهديداً للشرق الأوسط والقوات الروسية في سورية.

وتعليقاً على الجهود الأميركية – الروسية للتوصل إلى اتفاق لتسهيل الخروج الآمن لمقاتلي المعارضة من شرق حلب قال بيسكوف إن الكرملين يحدوه الأمل في التوصل إلى اتفاق، لكنه ذكر أن المحادثات معقدة ولا تزال متعثرة بسبب قرارات واشنطن.

ورد البيت الأبيض على تصريحات لافروف قائلاً: الولايات المتحدة «ستنتظر لترى» هل ستنجح روسيا في المساعدة في وقف العمليات العسكرية في شرق حلب في مسعى لإخراج المدنيين المحاصرين في القتال المستمر منذ فترة طويلة.

وقال الناطق باسم البيت الأبيض جوش إرنست «نهجنا منذ البداية هو الإنصات بعناية لما يقوله الروس لكن مع التحقق من أفعالهم». وتابع: «لذلك من الواضح أن هذا البيان مؤشر على إمكانية حدوث شيء إيجابي لكن ينبغي علينا الانتظار لنرى هل ستنعكس تلك التصريحات على أرض الواقع».

وكانت وزارة الخارجية الروسية قالت في وقت سابق أمس، أن روسيا والولايات على وشك التوصل إلى اتفاق في شأن مدينة حلب، وفق ما ذكرت وكالة «إنترفاكس» الروسية.

 

مساع أميركية لتجنب مواجهة بين الأتراك والأكراد في سورية

واشنطن، إسطنبول – أ ف ب، رويترز

قال مسؤولون أميركيون، أمس، إن الولايات المتحدة تسعى إلى تجنب وقوع مواجهات بين الجيش التركي والقوات الكردية في شمال سورية.

وقال الناطق باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الكولونيل الأميركي جون دوريان: «نحن سهلنا هذا الأسبوع محادثات مشتركة مع تركيا، وقوات سورية الديموقراطية (تحالف فصائل عربية وكردية) وشركاء آخرون في التحالف من أجل تعزيز وقف التصعيد في المنطقة».

والأتراك والأكراد السوريون حلفاء رئيسون للتحالف الذي تقوده واشنطن، لكن مصالحهم متناقضة. ووقع تبادل لإطلاق النار بين القوتين في مناسبات عدة. وأضاف دوريان: «نحن نحاول ضمان (…) الإبقاء على حوار يجعل الجميع مركزاً على على مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية».

وبدأت أنقرة في آب (أغسطس) الماضي تدخلاً عسكرياً غير مسبوق في شمال سورية لدعم مقاتلي الفصائل المعارضة ورد «داعش» والمقاتلين الأكراد جنوباً، مهددة بالتقدم نحو منبج، المدينة التي تسيطر عليها «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من التحالف.

وقال مسؤول عسكري أميركي، أمس، إن «أكثر ما يثير قلق قوات سورية الديموقراطية هو أن الأتراك يهددونهم بمهاجمتهم من الخلف». وأضاف أن «هذا ما جعلهم يترددون بالتقدم» نحو الرقة، المعقل الرئيس للتنظيم المتطرف في سورية والهدف الكبير المقبل للتحالف في البلاد.

وبدأت «قوات سورية الديموقراطية» في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) حملة «غضب الفرات» لـ «عزل» الرقة. لكن اقتحام المدينة يجب أن يعهد إلى قوات عربية، وفقاً للتحالف. ووفق دوريان، فإن عديد «قوات سورية الديموقراطية» حالياً «45 ألف مقاتل»، بينهم «13 ألف عربي».

إلى ذلك، قال الجيش التركي اليوم إن طائرات حربية تركية دمرت عشرة أهداف لتنظيم «الدولة الإسلامية» شمال سورية، بينما سيطر مقاتلون تدعمهم أنقرة على طريق سريع يربط بين بلدتي الباب ومنبج المهمتين في المنطقة.

وهذه التحركات هي جزء من عملية «درع الفرات» المستمرة منذ قرابة أربعة أشهر لدعم مقاتلي معارضة وطرد المتطرفين والمقاتلين الأكراد من المنطقة الحدودية السورية. وأفاد بيان الجيش التركي اليوم، أن طائرات تركية دمرت سبعة مبان وثلاث نقاط مراقبة يستخدمها عناصر التنظيم في أربعة أجزاء مختلفة من المنطقة.

وتأتي الهجمات بعد أن قالت وسائل إعلام رسمية تركية أمس، إن أنقرة أرسلت 300 من أفراد «الكوماندوس» إلى شمال سورية لتعزيز العملية. وتحاصر القوات التي تدعمها تركيا بلدة الباب وهي آخر معقل حضري لـ «داعش» في ريف حلب الشمالي. وربما يضع تقدمها الأتراك في مواجهة المقاتلين الأكراد وقوات الحكومة السورية.

وأضاف بيان الجيش التركي أن مقاتلي «الجيش السوري الحر» تمكنوا إلى حد بعيد من السيطرة على الطريق السريع بين الباب ومنبج. وتعتبر تركيا «وحدات حماية الشعب الكردية» وهي جزء أساسي من هذه القوات، جماعة معادية لها صلات قوية بمسلحين أكراد يشنون تمرداً في تركيا منذ ثلاثة عقود.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن منبج تمثل أحد أهداف عملية «درع الفرات» بعد السيطرة على الباب.

 

ترامب قد يعقد مع بوتين «صفقة سورية» تضعف إيران… وأوروبا تُعيد الإعمار

لندن – إبراهيم حميدي

بعيداً من التصريحات الإعلامية والبيانات السياسية، بدأت عواصم أوروبية بالتفكير في احتمالات «ما بعد حلب»، وبدأ مسؤولون أوروبيون ودوليون رحلة فهم الرئيس المنتخب دونالد ترامب وكيفية تعاطيه مع الموضوع السوري، حيث يراهن بعضهم على التوصل الى «صفقة» بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تتضمن «شراكة لحل سياسي ومحاربة داعش لمصلحة روسيا وتقليص النفوذ الإيراني» في سورية، إضافة الى التلويح بـ «جزرة» إعادة الإعمار مدخلاً للتسوية والحلول الوسط بين مناطق تتضمن «خطوطاً مرنة» في سورية.

وبعد إلقائه إيجازاً سياسياً في مجلس الأمن، يتوجه المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا الى واشنطن الإثنين، للقاء فريق الرئيس باراك أوباما لحضه على البقاء للعمل على «خفض العنف وإيصال المساعدات الإنسانية» الى آخر يوم من ولايته، إضافة الى لقائه فريق ترامب لإبلاغه رسالة من أنه إذا أراد التعاون مع بوتين لمحاربة «داعش» في سورية فلا بد من حل سياسي يتضمن تشكيل حكومة شاملة تضم جميع السوريين.

وتستضيف باريس اجتماعاً وزارياً لـ «مجموعة أصدقاء سورية» لتنسيق المواقف بين الدول الداعمة للمعارضة، إضافة الى «ضبط» إيقاع موقف وزير الخارجية الأميركي جون كيري وسط تخوف من «المبالغة بالواقعية» واقترابه مرة أخرى من قبول طلبات نظيره الروسي سيرغي لافروف، إزاء شروط هدنة حلب واستئناف المفاوضات ودور الرئيس بشار الأسد في العملية السياسية وقبول «حل تجميلي». ونُقل عن كيري قوله في بروكسيل أمس: «اجتمعنا في فيينا قبل عامين لبدء عملية لخلق اتجاه سياسي في محاولة لوضع حل للحرب، وجلبنا الجميع، بما في ذلك روسيا وإيران، إلى طاولة المفاوضات. وسعينا من أجل وقف نار. كانت روسيا وإيران في ذلك مع وقف النار، لكن المعارضة لم تكن مهتمة بقبول وقف النار». وأضاف: «قلنا أن وقف القتال هو أفضل وسيلة للجلوس على طاولة المفاوضات والبدء بالتفاوض حتى يتم حل النزاع سياسياً، لكن الناس اختاروا القتال… بما أنهم وليس نحن من يقاتل على الأرض، عليهم أن يقرروا خياراتهم».

وأضاف كيري، وفق نص مداخلة له في بروكسيل، أنه يحاول «إيجاد وسيلة للجلوس على طاولة المحادثات للبدء بعملية التفاوض التي كان الكثيرون يتوخون حصولها قبل عامين أو أكثر، غير أن أطراف النزاع لم تكن راغبة، وأعني بذلك كلا الجانبين. الأسد لم يتوقف أبداً عن القتال ولم يكف أبداً عن مواصلة الحرب ولم يظهر أي رغبة في الانخراط فعلياً في أي نقاش يمكن أن يفضي إلى نهاية للحرب… لذلك علينا أن ندفع الطرفين ليكونا جاهزين للجلوس إلى طاولة الحوار. روسيا الآن تقول أن الأسد جاهز للجلوس الى الطاولة وأن جزءاً من الدعم له أن ينخرط بحسن نية في العملية التفاوضية وأميل بشدة لأضع ذلك على محك الاختبار من خلال محاولة الذهاب إلى جنيف من أجل أن نكون قادرين على التفاوض على الحل السياسي الذي لا غنى عنه».

عليه، فإن كيري يعتقد بأنه «حتى لو سقطت حلب»، لن يغير هذا من «عناصر التعقيد الجوهرية لهذه الحرب. هل ستنتهي الحرب لو استطاع الأسد أن ينتزع حلب؟ كلا. هل سيكون قادراً على حل التحدي السياسي المتمثل في التقريب بين أفراد شعبه لتوحيد البلاد؟ كلا. هل سيستمر العديد من الذين ذاقوا مرارة ويلات ما حدث في حلب بالقتال وتفجير أنفسهم أو تفجير سيارة مفخخة أو حزام ناسف. الحرب ستستمر والعنف سيتواصل».

من هنا، دخل كيري الى ميدان إعادة إعمار حلب وسورية، باعتباره «حافزاً» يمكن استخدامه في التفاوض مع دمشق وحلفائها. وقال: «لو أردت بناء سورية، هل سيتم ذلك من الأسد وحده بطريقة ما بعد سقوط حلب لو سقطت؟ الجواب كلا. سيتطلب ذلك بلايين الدولارات بمساهمة من المجتمع الدولي. ولن يشارك المجتمع الدولي في فعل أي شيء يتعلق بحلب ما لم تكن هناك تسوية سياسية»، ما جعل ذلك اساساً لإقناع الروس بضرورة الجلوس على طاولة المحادثات والانخراط بالمفاوضات وعدم تأجيج المشاعر أكثر بالإيغال في التدمير الشامل لحلب».

وكانت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأووربي فيدريكا موغريني أعدت وثيقة نشرتها «الحياة» سابقاً، جاء فيها: «تشكل آفاق إعادة الإعمار حافزاً مهماً للتوصُّل لاتفاقية سلام، ولا بد من البدء بالتخطيط منذ الآن للتمكُّن من التنفيذ السريع. كما يتطلب ذلك إشراك الجماعات السورية، باعتبار أن إعادة الإعمار من الأسفل للأعلى ستكون أساسية للنجاح وتفادي الفساد وعدم الكفاءة. وسيكون الاتحاد الأوروبي مستعداً لتقديم مساهمته لكل من الاستقرار السريع في مرحلة ما بعد الصراع وإعادة إعمار على المدى الطويل في مرحلة ما بعد الصراع في سورية، لدعم عمل المؤسسات السورية» لكنها ربطت ذلك بـتنفيذ «انتقال سياسي» يؤدي لتأسيس نظام خاضع للمساءلة ويقوم على اللامركزية.

ورغم أن دولاً كبرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي احتجت على استعجال موغريني بالتلويح بورقة إعادة الإعمار وإشارتها الى الاستعداد إلى مراجعة ما للعقوبات على مؤسسات عامة سورية، وكانت هذه الدول لعبت دوراً في فرملة دي ميستورا من المشاركة في مؤتمر رتبه البنك الدولي لإعادة الإعمار في 7 تشرين الاول (اكتوبر)، فإنها (بعض الدول) بدأت تفكر في أدوات التأثير في الملف السوري باعتبار أن سورية «مهمة لمصالح أوروبا لثلاثة أسباب: الهجرة، الإرهاب، والاستقرار في الشرق الأوسط المجاور»… إضافة الى الواقعية نظراً لما يحصل في سورية وفوز اليمين في أوروبا.

وباعتبار أن أوروبا ليست قوة عسكرية وتعتمد على أميركا وكانت تنتظر كيري كي يؤكد أن «التزام واشنطن نحو حلف شمال الأطلسي (ناتو) والمادة الخامسة يتعدى السياسة»، بعدما أثار كلام ترامب عن تراجع عن التزامات مع «ناتو» قلقاً أوروبياً، فإن دولاً أوروبية ترى أن نقاط قوتها هي «البعد الأخلاقي والتزام مبادئ دولية في سورية» والبعد الإنساني عبر تقديم بلايين الدولارات لدعم السوريين في سورية ودول الجوار، إضافة الى الاستعداد للمساهمة مع البنك الدولي والدول العربية الفاعلة في إعادة إعمار سورية التي ستكلف اكثر من 250 بليون دولار اميركي، لتحفيز دمشق وحلفائها على البحث عن حل سياسي مقبول.

 

دور الأسد

وتنقسم دول أوروبية إزاء العلاقة مع روسيا ودور الأسد في العملية السياسية. اذ يقترح بعض الدول «واقعية وقراءة الميدان، ذلك انه ليس هناك حل من دون روسيا وأن الأسد باق حالياً وروسيا تقدم الدعم العسكري الكامل كي يعزز الجيش السوري مواقعه غرب نهر الفرات ويستعيد المدن الكبرى» في «سورية المفيدة»، مع إشارة الى احتمال «انخراط ما» مع دمشق، فإن دولاً أخرى تقول ان لديها «تجارب في الانخراط وكانت التجارب غير مرضية أبداً، بل جاءت بنتائج عكسية» مع إشارتها الى التعبير عن القلق من انه «ما لم يحصل حل سياسي مرضٍ للسوريين، فإن الحرب ستستمر وسيتجه المقاتلون الى حرب العصابات مع احتمالات زيادة التطرف الذي سيؤثر في الأمن الأوروبي».

ووفق قراءة أوروبية، مع قدوم ترامب الى البيت الأبيض، هناك احتمالان: الأول، أن يعقد صفقة مع بوتين تتضمن حلاً سياسياً مقبولاً تكون الغلبة فيه لروسيا، بحيث «تملك سورية بمشاكلها واحتمالاتها». ويتضمن الحل تراجعاً لنفوذ إيران وترتيبات ترضي تركيا ودولاً عربية، بين ذلك أن يضمن التوافق الأميركي – الروسي المنطقة الآمنة التي تقيمها تركيا شمال حلب لتكون خالية من «داعش» والمقاتلين الأكراد.

الثاني، عدم قبول موسكو أو عدم قدرتها بسبب «فيتو» إيراني على الوصول الى اتفاق مع واشنطن الجديدة أو خضوع ترامب الى «المؤسسة العميقة» في أميركا والمستشارين الذين يحيطون بها وبعضهم معاد جداً لموسكو وطهران، ما يفسح في المجالات لترتيبات وتسويات صغيرة. بين الأفكار أن تتجه مشاريع إعادة الإعمار الى «داعشستان» شرق نهر الفرات، بحيث تتحول الرقة بعد تحريرها من «داعش» الى مدينة عصرية وتقدم نموذجاً آخر منافساً لـ «سورية المفيدة» وليس نموذجاً للتطرف والفوضى كما تخطط دمشق وبعض حلفائها، وفق اعتقاد مسؤولين أوروبيين.

 

بريطانيا تتهم روسيا وسورية بعرقلة هزيمة «داعش»

لندن، برلين، دبي – أ ب، رويترز، أ ف ب

نبّه رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية (أم آي 6) أليكس يونغر أمس، إلى خطر «يُعتبر سابقةً» لتعرّض المملكة المتحدة لهجوم إرهابي ينفّذه تنظيم «داعش»، معتبراً أن بريطانيا لن تكون في مأمن «ما دامت الحرب الأهلية مستمرة» في سورية. ورأى أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد يعرقلان هزيمة التنظيم، بمحاولتهما تحويل سورية إلى «صحراء».

إلى ذلك، دعا «داعش» أنصاره إلى شنّ هجمات في البحرين تستهدف القوات الأميركية، قبل زيارة وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إلى الجزيرة. وأفاد موقع «سايت» الأميركي الذي يرصد تنظيمات متشددة، بأن «داعش» بثّ تسجيلاً قال خلاله مسلّح: «أينما وُجد أعداء الله، هناك جهاد»، وحضّ على استهداف الشيعة و «الجنود المرتدين للطغيان»، مشيراً إلى «قواعد أميركية تقلع منها مقاتلات لتصبّ نيرانها على الموحّدين في أراضي الإسلام».

وعلّقت الحكومة البحرينية على التهديد، مؤكدة أنها «تبقى متيّقظة ضد النشاطات الإرهابية والتطرف». وشددت على أن «السلطات تواصل اتخاذ كل الخطوات اللازمة لحفظ الأمن والاستقرار في المملكة».

وحذرت السفارة الأميركية في المنامة، من أن «جماعات متطرفة» دعت أنصارها إلى «العمل ضد الحكومة البحرينية والقوات الأميركية».

في لندن، أعلن يونغر أن بريطانيا تواجه «تهديداً يُعتبر سابقة»، مشيراً إلى إحباطها 12 مؤامرة إرهابية منذ حزيران (يونيو) 2013، وإجرائها مئات من التحقيقات. أتى ذلك في خطاب نادر ألقاه خلال لقائه إعلاميين في مقرّ «أم آي 6» وسط العاصمة البريطانية، للمرة الأولى منذ توليه منصبه عام 2014.

وأضاف: «البنية المنظمة جداً لتخطيط الهجمات الخارجية في داعش، وعلى رغم أنها تواجه تهديداً عسكرياً، تُعِدّ مؤامرات لارتكاب أعمال عنيفة ضد المملكة المتحدة وحلفائنا، من دون حاجة إلى مغادرة سورية. لا يمكن أن نكون في منأى من هذا التهديد، ما دامت الحرب الأهلية مستمرة» في سورية. ورأى وجوب «نقل المعركة إلى ميدان العدو والتسلّل إلى التنظيمات الإرهابية في شكل مسبق، والاقتراب أكثر ما يمكن من مصدر» الخطر.

واعتبر أن تدخّل بوتين إلى جانب الأسد، حيلة تكتيكية فجّة تجعل موسكو تصطفّ مع الأقلية العلوية، لافتاً إلى أن الجانبين «يسعيان إلى إيجاد صحراء وتسميتها سلاماً». ونبّه إلى أن «تعريف كل مَن يعارض حكومة وحشية بوصفه إرهابياً، يستعدي الجماعة التي يجب أن تكون إلى جانبهما، من أجل هزيمة المتشددين».

وأشار يونغر إلى أن بريطانيا تواجه «حرباً هجينة» من دول معادية، عبر هجمات إلكترونية ودعاية وتخريب العملية الديموقراطية. وأضاف أنه سُئل مراراً عن مستقبل التعاون الاستخباراتي مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بعد تصويت بريطانيا على الانسحاب من الاتحاد وفوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية، وزاد: «جوابي أن ما أنتظره هو الاستمرارية. هذه العلاقات مستمرة منذ فترة بعيدة والعلاقات الشخصية بيننا قوية. أنا مصمّم على أن يبقى أم آي 6 شريكاً جاهزاً وفاعلاً جداً».

إلى ذلك، اتهم رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية الألماني هانز غيورغ مايسن، روسيا بمحاولة «إضعاف ألمانيا أو زعزعة استقرارها». وأشار إلى «أدلة متزايدة على محاولات للتأثير في الانتخابات الاتحادية (المرتقبة) العام المقبل»، متحدثاً عن أدوات دعاية روسية واسعة و «استخدام هائل للموارد المالية»، لتنفيذ حملات «تضليل» تستهدف الناطقين بالروسية في ألمانيا وحركات وأحزاباً وصنّاع قرار.

وأضاف: «نرى تجسساً إلكترونياً متزايداً وعمليات إلكترونية قد تعرّض للخطر المسؤولين الألمان والنواب والعاملين في الأحزاب الديموقراطية»، معتبراً أن «الدعاية والتضليل والهجمات الإلكترونية والتجسس والتخريب الإلكترونيَين، جزء من تهديد هجين يواجه الديموقراطيات الغربية». وزاد: «نتوقّع زيادة في الهجمات الإلكترونية، في مرحلة ما قبل الانتخابات».

 

حلب تنتظر التفاوض الأميركي – الروسي و”داعش” نحو تدمر

المصدر: (و ص ف، رويترز)

صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس في هامبورغ بأن الجيش السوري أوقف عملياته القتالية في حلب بغية السماح بإجلاء المدنيين.

وقال على هامش اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في اوروبا، كما نقلت عنه الوكالات الروسية للأنباء: “أستطيع ان أقول لكم اليوم ان العمليات القتالية للجيش السوري أوقفت في شرق حلب لأن هناك عملية كبيرة قائمة لاجلاء المدنيين”. وأضاف: “سيكون هناك ممر لاجلاء ثمانية آلاف شخص مسافة خمسة كيلومترات”.

ورداً على اسئلة الصحافيين رأى الناطق باسم البيت الأبيض جوش ايرنست أن “هذا يعد مؤشراً لكون شيئاً إيجابيًا يمكن أن يحدث”.

الى ذلك، أفاد لافروف أن محادثات عسكرية وديبلوماسية ستجرى السبت في جنيف “لإنهاء العمل… الذي يحدد وسائل حل المشاكل في شرق حلب”.

ونقلت وكالة “أنترفاكس” الروسية المستقلة عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أنه “في الأيام الأخيرة حدث تبادل مكثف للوثائق في شأن الوضع في حلب… نقترب من الوصول إلى تفاهم ولكن أريد أن أحذر من رفع سقف التوقعات”.

 

واشنطن

وفي وقت سابق، أعلن مسؤول أميركي أن وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي لم يحرز أي تقدم في محادثاتهما في شأن التوصل الى وقف النار في حلب بعدما عقدا اجتماعين غير رسميين مقتضبين في هامبورغ على هامش لقاء دولي.

وأوضحت وزارة الخارجية الأميركية أن كيري ناقش في اتصال هاتفي مع لافروف الوضع في مدينة حلب السورية واتفقا على مواصلة المحادثات في شأن وقف النار للسماح بتسليم معونات الإغاثة وإجلاء المدنيين.

وقالت الناطقة باسم الوزارة إليزابيت ترودو إن الوزيرين “اتفقا على مواصلة المناقشات في شأن إنشاء إطار عمل لوقف النار يسمح بتسليم معونات إنسانية تشتد الحاجة إليها وأيضا الرحيل الآمن لأولئك الذين يرغبون في مغادرة المدينة”.

وأضافت أن لافروف تحدث عن مناقشات على مستوى الخبراء في جنيف السبت، لكن العمل لا يزال جارياً لتحديد طبيعة تلك المحادثات.

وبعد ساعات من اعلان لافروف وقف الجيش السوري العمليات العسكرية في حلب، لاحظ مراسلون في المدينة أن دوي القصف يمكن سماعه.

 

الأمم المتحدة

أما تقويم الأمم المتحدة لاحتمال اتفاق على إجلاء المدنيين من المناطق المحاصرة التي تخضع لسيطرة المعارضة في شرق حلب والمساعدة في تسليم المساعدات، فقد كان قاتماً.

وقال مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا يان إيغلاند إن الولايات المتحدة وروسيا أبعد ما تكونان عن الاتفاق على شروط عمليات الإجلاء من شرق حلب.

وأشار الى أن مفاوضات استمرت خمسة أشهر في شأن خطط الإغاثة فشلت ولم تتمخض عن شيء. وشدد على ضرورة أن تتفق الولايات المتحدة وروسيا على عمليات الإجلاء من القطاع المحاصر الذي يقول مبعوث الأمم المتحدة إن أكثر من 100 ألف مدني ربما لا يزالون يعيشون فيه.

وقال رئيس المجلس المحلي في حلب بريتا حاجي حسن إن أكثر من 800 شخص قتلوا وإن ما بين ثلاثة آلاف و3500 أصيبوا في شرق حلب في الأيام الـ 26 الأخيرة، بينما ينتظر سائر المدنيين المحاصرين حكماً فعلياً بالإعدام. واعتبر أنه “اليوم 150 ألف شخص مهددون بالإبادة. ندعو لوقف القصف وتوفير ضمانات للمرور الآمن للجميع”.

 

الميدان

ميدانياً، أوردت وسائل إعلام مؤيدة لدمشق أن قوات الحكومة السورية وحلفاءها شنوا هجمات على المقاتلين في أحياء السكري والكلاسة وبستان القصر التي تقع غرب القلعة القديمة وجنوبها.

وقال ناشط من المعارضة في حلب إن مقاتلي المعارضة تصدوا للهجمات على الكلاسة وبستان القصر.

وأفاد مصدر عسكري سوري أن الجيش وحلفاءه حققوا تقدموا أيضاً في حي الشيخ سعيد جنوب جيب لمقاتلي المعارضة. وأكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، هذه المعلومات.

وانتزعت قوات الحكومة خلال الأسبوعين المنصرمين أكثر من ثلثي شرق حلب الذي ظل في قبضة المعارضة سنوات.

 

“داعش” نحو تدمر

وعلى جبهة أخرى، أعلن المرصد أن مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في سوريا هاجموا قوات الحكومة قرب مدينة تدمر بمحافظة حمص وقتلوا عشرات من الجنود وتقدموا الى مسافة أربعة كيلومترات من المدينة.

وقال إن مقاتلي التنظيم استعادوا السيطرة على قصر الحلابات جنوب غرب تدمر وجبل حيان غرب المدينة ومنطقة حويسيس شمال شرقها.

وأضاف أن 34 جندياً سورياً على الأقل قتلوا بينهم ثمانية ضباط على الأقل وأنه سقط قتلى أيضا بين مقاتلي “داعش”.

ويذكر ان الجيش السوري كان استعاد بدعم من طائرات حربية روسية تدمر التي تضم مدينة أثرية ترجع إلى العهد الروماني وآثاراً خلابة في آذار بعدما كان التنظيم الجهادي قد استولى عليها في أيار 2015.

 

المسلحون يرفضون الخروج إلى إدلب

حلب: خطوة التحرير الأخيرة

علاء حلبي

بينما كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يعلن من مدينة هامبورغ الألمانية توقف عمليات الجيش السوري الهجومية نحو ما تبقى من أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة، أنهى الجيش قضم معظم حي الشيخ سعيد الذي يمثل البوابة الجنوبية على الأحياء التي يسيطر عليها المسلحون، ما يعني أن معظم تلك الأحياء باتت بحكم الساقطة عسكريا، خصوصاً بعدما نجحت القوات الحكومية في قضم مزيد من المناطق في حيي صلاح الدين وسيف الدولة، وإحكام السيطرة على حي الميري المحاذي لحي الصالحين.

حديث الوزير الروسي عن وقف العمليات الهجومية تناغم تناغما كبيرا مع مجريات ميدان القتال، المسلحون حوصروا في بقعة جغرافية لا تتجاوز مساحتها العشرة كيلومترات مربعة، بعدما كانوا يسرحون ويمرحون في نحو 90 كيلومتراً. لم يعد هناك مهرب، ومصير واحد يواجههم الموت أو التسليم.

مصدر عسكري سوري شرح خلال حديثه إلى «السفير» أن الأحياء التي يسيطر عليها المسلحون في الوقت الحالي، برغم أنها ساقطة عسكرياً، إلا أن إخراجهم منها أمر سيحافظ على أرواح المدنيين الموجودين في تلك الأحياء، كما أنه سيعجّل من عودتها إلى الدولة السورية.

وتابع «في المراحل السابقة اعتمد الجيش السوري على إطباق حصار جزئي وفتح جبهات معينة مع ترك خطوط يمكن للمسلحين أن يهربوا من خلالها لتسهيل عمليات توغل قوات المشاة، وهو تكتيك ساهم في دفع المسلحين إلى الانزواء تدريجيا في الزاوية الجنوبية للأحياء الشرقية، وسرَّع من وتيرة التقدم والسيطرة على تلك الأحياء».

وشدد المصدر العسكري على انه برغم أن قرار السيطرة على كامل حلب متخذٌ ولا رجعة عنه، إلا أنه لا مانع من الحصول على المكاسب بالسياسة، خصوصاً أن المسلحين، نتيجة الحصار المطبق وأمام إصرار بعضهم على الاستمرار في القتال، يعرّضون حياة آلاف المدنيين لمزيد من الخطر.

بدوره، أكد مصدر معارض متابع للملف التفاوضي بشأن مغادرة المسلحين، أن العقدة الأبرز في الوقت الحالي تتمثل في الوجهة التي سيتم نقل المسلحين إليها، فالحكومة السورية تصر على أن الوجهة هي إدلب فقط، فيما يطالب المسلحون بأن يتم نقلهم إلى ريف حلب، وهو الاتجاه ذاته الذي تضغط نحوه تركيا، ويبدو أن الولايات المتحدة قد تبنته أيضاً تبنّياً غير مباشر.

ويعلل المصدر سبب إصرار المسلحين على التوجه إلى ريف حلب بأمرين، الأول يتعلق بفتوى هدر الدماء التي أصدرها «شرعيون» محسوبون على «جبهة النصرة»، بالإضافة إلى حاجة تركيا إلى المزيد من المقاتلين للزج بهم في «درع الفرات»، مع وجود رواتب مغرية وضمانات بعدم تعرض مواقع وجودهم للقصف السوري أو الروسي، على خلاف إدلب.

ويبدو أن إصرار الحكومة السورية على إرسالهم إلى إدلب تحديدا، يتوافق مع السياسة التي اتبعها الجيش السوري منذ بدء عمليات ترحيل المسلحين في حمص، وصولاً إلى ريف دمشق، والآن حلب، حيث يسعى الجيش السوري إلى حشر المسلحين في منطقة واحدة يسهل في مرحلة لاحقة التعامل معها واسترجاعها.

في هذا السياق، يبرز إعلان لافروف عقب لقائه نظيره الأميركي جون كيري عن عقد لقاء بين الخبراء العسكريين الروس والأميركيين يوم السبت في جنيف لمناقشة تفاصيل خروج المسلحين من حلب.

وللضغط في الاتجاه ذاته، أصدر ما يسمى «مجلس محافظة إدلب» المعارض بياناً أعلن من خلاله رفض المدينة استقبال المزيد من المسلحين، معللاً السبب بعدم قدرة المحافظة على استيعاب مزيد من الوافدين.

 

نهوض من تحت الركام

أمام حتمية عودة حلب بالكامل، خلال الأيام القليلة المقبلة، بدأت المدينة تنفض غبار الحرب عن أحيائها بعدما سيطر عليها الجيش، استنفار لجميع ورش العمل في بلدية المدينة، وعمل على مدار الساعة لوحدات الهندسة العسكرية التي تجهد في تمشيط الأحياء وتفكيك العبوات التي خلّفها المسلحون، بالإضافة إلى عمليات نقل للأسلحة التي تركوها خلفهم، تمهيدا لعودة الأهالي النهائية إلى هذه الأحياء.

رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية، وعضو مجلس الشعب السوري فارس شهابي، رأى خلال حديثه إلى «السفير»، أنه بعد انتهاء تحقيق النصر العسكري في حلب، يأتي دور «النصر الاقتصادي» الذي تحتاجه المدينة لتعود عاصمة اقتصادية.

يشرح شهابي، الذي يزور مدينته حلب في الوقت الحالي، أن «حجم الدمار لا يمثل مشكلة لنا كحلبيين، سنعيد بناء ما تهدم في وقت قياسي، خلال عشر سنوات تنقلب حلب رأساً على عقب، وستعود أفضل مما كانت عليه، ولكن ذلك يتطلب دعماً حكومياً، واحتضاناً كاملاً عن طريق تشريع خاص للمناطق المتضررة، وإقرار مشروع الاستثمار العصري الذي جرى طرحه في مجلس الشعب، والإسراع بهذا الموضوع، وتحفيز رؤوس الأموال التي غادرت للعودة»، مشيراً إلى أن «أهم كتلة لرؤوس الأموال المهاجرة من حلب موجودة حاليا في مصر، ونتواصل مع المستثمرين والصناعيين يوميا، وهم يدرسون جدياً العودة إلى حلب، إلا أن ذلك يتطلب احتضانا حكوميا حقيقيا».

وأمام ما تسوّقه وسائل الإعلام المعارضة عن عمليات تغيير ديموغرافي وتهجير في حلب، نفى شهابي وقوع هذا الأمر جملة وتفصيلاً، وشرح أن «ما جرى في حلب هو هجوم من خارج المدينة لمعاقبة سكانها على موقفهم منذ بداية الأحداث حتى صيف عام 2012 حيث تم اجتياحها، بالتالي فإن الجيش قام فعليا بطرد الغرباء، وأهالي المدينة سيعودون لإعادة إحيائها من جديد».

 

كيري «متفائل» باتفاق حول حلب

وزير الخارجية الأميركي جون كيري، قال بُعيد اجتماعه مع لافروف إنه ليس واثقا لكنه «متفائل» بالتوصل لاتفاق، لافتاً إلى أنه ما زال ينتظر «إفادة معينة ومعلومات» من روسيا.

وفي هذا الاطار، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن كيري غادر اجتماعا لـ «منظمة الأمن والتعاون في أوروبا» ليتجه إلى باريس بهدف عقد اجتماعات جديدة بشأن سوريا غداً.

ونقلت وكالة «انترفاكس» عن نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف قوله: «في الأيام القليلة الماضية حدث تبادل مكثف للوثائق بشأن الوضع في حلب، نقترب من الوصول إلى تفاهم لكن أريد أن أحذر من رفع سقف التوقعات».

بدوره، قال مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا يان إيغلاند إن الولايات المتحدة وروسيا أبعد ما تكونان عن الاتفاق على شروط عمليات الإجلاء من شرق حلب. وذكَّر بأن مفاوضات استمرت خمسة أشهر بشأن خطط الإغاثة فشلت ولم تسفر عن شيء.

من جهة ثانية، ذكرت وكالة «الأناضول» التركية أن أنقرة سترسل 300 جندي إضافي إلى شمال سوريا لتعزيز عملية «درع الفرات» ضد «داعش»، من دون أن تذكر المنطقة التي ستنتشر فيها تلك القوات. ويأتي ذلك فيما أعلن مسؤول عسكري أميركي أن «التحالف الدولي» قضى على خمسين ألف مقاتل من «داعش» في سوريا والعراق خلال عامين!

 

عمليات استخبارية طويلة ومعقّدة سهّلت عودة حلب

عبد الله سليمان علي

ما زال الانهيار المُفاجئ للفصائل المسلحة في الأحياء الشرقية من حلب، يُشكلّ لغزاً يستعصي على الفهم لدى العديد من الجهات الإقليمية والدولية التي كانت تتوقع معركةً قاسية تليق بمكانة حلب وأهميتها الاستراتيجية. ولطالما شُبّهت المعركة المتوقعة في حلب بمعركة غروزني، من حيث الدمار الذي سينتج عنها. لكن ما حصل هو العكس تماماً، فالأحياء تساقطت في يد الجيش السوري مثل أحجار الدومينو، دون أن تواجهه أيُّ مقاومة عنيفة، وهو ما أثار حيرة المراقبين من كلا الطرفين (الموالي والمعارض)، ودفعهم للبحث عن حقيقة الأسباب التي أدت إلى ذلك.

وقد ذُكرت أسبابٌ عديدة قيل إنها تقف وراء الانهيار الذي حصل في صفوف الفصائل المسلحة، منها الخلافات بين الفصائل التي وصلت في مراحل معينة إلى درجة الاشتباك المُسلح كما حصل بين «الزنكي» و «فاستقم»، أو بين «فتح الشام» و «فيلق الشام» و «جيش الاسلام»، ومنها أيضاً الدعم الروسي اللامحدود للجيش السوري مقابل غياب الدعم الغربي للفصائل المسلحة، وكذلك تغير الأولويات التركية، وتركيز أنقرة جهودها على عملية «درع الفرات» في الشمال، لا على مدينة حلب.

ولا شكّ في أن جميع هذه الأسباب ساهمت بنحو أو بآخر في تسهيل مهمة الجيش السوري في اقتحام الأحياء الشرقية من حلب وساعدته على فرض سيطرته على الجزء الأكبر منها (ما يعادل 80 في المئة) حتى الآن. غير أن هذه الأسباب لا تكفي لتفسير الانهيار الذي حصل في صفوف الفصائل المسلحة ودخول الجيش إلى غالبية الأحياء من دون قتال.

ويكفي في هذا السياق إجراءُ مقارنةٍ بسيطة مع مدينة داريا في ريف دمشق التي استغرقت المعارك فيها أعواماً طويلة قبل أن يتمكن الجيش من كسر دفاعات الفصائل فيها وإجبارها على توقيع تسوية أخرجت عناصرها إلى مدينة إدلب قبل اسابيع قليلة، ولم تكن الفصائل في داريا تحظى بأي دعم غربي لكونها محاصرة ولا خطوط إمداد لها، كما لم يكن وراءها أنقرة ولا غيرها. لكن مع ذلك فإن معركة واحدة من المعارك التي جرت في داريا، وهي في النهاية مدينة صغيرة في ريف دمشق، تكاد تعادل ما جرى في الأحياء الشرقية من حلب على ضخامتها وكثافتها السكانية وأهميتها الاستراتيجية.

ما الذي جرى إذاً حتى تضعضعت صفوف الفصائل المسلحة وانهارت بهذا الشكل غير المسبوق؟

«عملية استخبارية طويلة المدى ومعقدة بدأت في الواقع بعد اسابيع قليلة فقط من سقوط حلب الشرقية بيد المسلحين عام 2012 واستمرت بالتدحرج البطيء طوال الأعوام السابقة، ثم جرى تصعيدها خلال العام الحالي، وبلغت ذروتها بعد إكمال الطوق قبل أربعة أشهر، هي وحدها قادرة على تفسير اللغز المحير الذي شكله انهيار المسلحين المفاجئ»، كما قال لـ «السفير» مصدر مطلع. ويضيف المصدر أن «جهود العشرات من عقول الاستخبارات السورية، وعمل المئات من العملاء على الأرض، طوال أشهر طويلة تخللها الكثير من المصاعب والتحديات، هي التي مهدت الطريق أمام الجيش السوري لتحقيق النصر الكبير الذي حققه في الأحياء الشرقية»، مشدداً على أن «ما تمّت زراعته في حقل الاستخبارات، حصدناه في بيدر الجيش».

وفي التفاصيل أن الاستخبارات السورية سعت منذ الأيام الأولى لسقوط حلب الشرقية إلى زرع العيون والعملاء والجواسيس في كافة البنى العسكرية والأمنية والاقتصادية والإعلامية التابعة للجماعات المسلحة في حلب. وقد نجحت في حالات كثيرة باختراق هذه الجماعات في مستويات قيادية مؤثرة سواء على الصعيد العسكري أو الأمني أو الإعلامي. وقد أتاحت لها هذه الاختراقات من خلال عملية تراكمية استمرت طوال السنوات الماضية، لكن بدرجات متفاوتة، الحصول على كنز من المعلومات والصور والاحداثيات، بل إنها في بعض الحالات كانت على اطلاع تفصيلي بما يجري من نقاشات داخل بعض غرف عمليات المسلحين، ومن بينها الحصول على تفاصيل الخطة العسكرية الخاصة بـ «ملحمة حلب الكبرى»، وهو ما ساعد الجيش في إفشال هذه الخطة وإجهاضها من خلال وضع خطة مقابلة عملت على احتواء خطة المسلحين وتحويلها إلى كمين ضدهم. وقد كان من بنود هذه الخطة توقع المسلحين أن يقوم الجيش بسحب قسم من جنوده من بعض جبهات حلب لتعزيز الجبهة الغربية التي كانت تتعرض لضغطٍ عسكري كبير على محور ضاحية الأسد، وكانت الفصائل داخل حلب الشرقية بانتظار قيام الجيش بهذه الخطوة كي تبدأ هجومها المتفق عليه من داخل هذه الأحياء ووضع الجيش بين فكّي كماشة، وهو ما تمكن الجيش من تفويته على المسلحين بعد حصوله على تفاصيل الخطة.

ورغم أن المصدر الذي تحدث لـ «السفير» اعتبر أنه من السابق لأوانه الكشف عن تفاصيل العمليات الاستخبارية التي استبقت عملية الجيش السوري في الأحياء الشرقية، نظراً لأن العملية لا تزال مستمرة، وقد يؤدي كشف المعلومات إلى التأثير عليها سلباً، أكد أن «الجهد الاستخباري أدى دوراً كبيراً في إنجاح عملية الجيش وتسهيلها على هذا النحو غير المتوقع». وأشار بنحو خاص إلى أن «تفعيل دور العيون والعملاء في الأيام التي سبقت إطلاق عملية الجيش هو الذي أدى إلى الانهيارات التي حصلت في صفوف الجماعات المسلحة، وذلك نتيجة التخبط الذي اصابها بعدما اكتشفت هذه الجماعات منذ الضربات الأولى للطيران والمدفعية أنها مكشوفة وعارية»، وأن من يضربها بهذه الدقة «لا يفعل ذلك إلا لأنه يملك معلومات كافية عن جميع تحصيناتها وخططها الدفاعية وإحداثيات أهم مراكزها ومعاقلها ومستودعاتها».

وإلى جانب الفوضى والتخبط اللذين حدثا نتيجة هذا الاحساس بالانكشاف لدى الفصائل، فقد انطلقت موجةٌ عارمة من التخوين وتبادل الاتهامات في تسريب المعلومات للجيش السوري، وهو ما خلق نواة انعدام الثقة بين هذه الفصائل بعضها ببعض، وأدى في نهاية المطاف إلى تحرك كلًّ منها بنحو مستقل عن الفصائل الأخرى، كما رفض بعض القادة مساندة جبهات بعض الفصائل خشية أن يكون في الأمر كمين، بمعنى أن الفصائل تفككت، ولم تعد تعمل على أنها جبهة واحدة، فكان الانهيار الذي حصل وأثار حيرة الكثيرين.

لذلك لم يكن من قبيل المصادفة، أن يتحدث قيادي كبير في «حركة نور الدين الزنكي» هو أبو بشير معارة الذي يشغل منصب القائد العسكري العام لـ «جيش حلب»، علناً عن الخيانة كما كتب على حسابه على «تويتر»، وأنه «لولا خونة الداخل ما تجرأ علينا عدّو الخارج» في إشارة إلى الجيش السوري. ولم يقتصر الأمر على مجرد الاتهامات الشفهية، بل إن «الزنكي» بعد تحريات قامت بها خلال الأيام الماضية، اكتشفت أمر بعض الشبكات المرتبطة مع الجيش السوري وعملت على ملاحقتها والقبض على أفرادها.

وقد علمت «السفير» أن غالبية أفراد هذه الشبكات ومن بينهم أشخاص عملوا كإعلاميين لدى بعض الفصائل، تمكنوا من الهرب والوصول بأمان إلى مناطق سيطرة الجيش، فيما لا يزال قسمٌ منهم يحاول الهروب، فيما وقع بعضهم بيد الجهاز الأمني لحركة «نور الدين الزنكي» حيث يجري التحقيق معهم حالياً في محاولة لكشف باقي الشبكات، وهو ما يبدو متعذراً لأن الشبكات مشكلة وفق البنية العنقودية بحيث لا تعلم كل شبكة شيئاً عن الشبكات الأخرى.

 

الفصائل منقسمة.. و«الزنكي» توزع السلاح

كانت إصابة أبو عبد الرحمن نور بعد ساعات من تعيينه قائداً عاماً لـ «جيش حلب» واحدة من الدلائل الكثيرة التي أثبتت مدى درجة الاختراق التي أحدثتها الاستخبارات السورية في بنية الفصائل المسلحة. لكن هذه الحادثة بالذات كان لها دلالة أخرى صبّت في خانة انعدام الثقة بين الفصائل انعداماً مطلقاً الأمر الذي مهد لانقسامها إلى كيانين مختلفين.

وبحسب معلومات حصلت عليها «السفير» من مصدر مقرب من أحد فصائل «الجيش الحر» في الأحياء الشرقية من حلب، فإن إصابة أبو عبد الرحمن كانت المسمار الأخير في نعش «جيش حلب» الذي لم يكتمل تكوينُه أصلاً. لأن هناك شبه يقين من أن محاولة اغتيال قائد الجيش بعد ساعات من إعلانه، إما أن تكون نتيجة تسريب معلومات عن مكان وجوده للجيش السوري، أو أنه استُهدف من نيرانٍ يفترض أنها صديقة، وهو ما تجري التحقيقات بشأنه حتى الآن من قبل بعض الفصائل المعنية. والنتيجة واحدة في كلتا الحالتين، هي انعدام الثقة بين الفصائل، الأمر الذي أدى إلى انقسامها إلى قسمين: القسم الأول يضمُّ «الجبهة الشامية» التي ينتمي إليها أبو عبد الرحمن و «تجمع فاستقم» و «فيلق الشام». والقسم الثاني يضم «فتح الشام» و «الزنكي» و «أحرار الشام» و «مجاهدو اشداء» الذي انفصل عن «أحرار الشام» مؤخراً، وغيرها.

وأكد المصدر الذي تحدث إلى «السفير» من داخل الأحياء الشرقية، طالباً عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المعلومات، أن القسم الثاني من الفصائل هو الذي عيّن أبو العبد قائد «مجاهدو أشداء» خلفاً لأبي عبد الرحمن كقائد عام لفصائل حلب، وهو ما رفضته فصائل القسم الأول.

وفي حديثه مع «السفير»، أكد معيوف أبو بحر، القائد العسكري لقطاع حلب في «حركة نور الدين الزنكي»، العديد من المعلومات السابقة. فقد تحدث صراحةً عن «وجود بعض الخونة ممن كانوا يحملون السلاح والكاميرات بجانبنا لوقت طويل»، مشيراً إلى أن «التطهير في آخر مراحله من هؤلاء»، كما شدد على أن «الفصائل بدأت بامتصاص الصدمة وإعادة ترتيب أوراقها بعد هروب الخونة وإلقاء القبض على من تبقى داخل مناطقنا».

كما أن قيادياً في أحد فصائل «الجيش الحر» الموجود في الأحياء الشرقية، أكد لـ «السفير» وجود الانقسام بين الفصائل وعدم قبول القسم الذي ينتمي إليه بتعيين أبو العبد أشداء قائداً عاماً للفصائل في حلب، كما أعرب القيادي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، عن اعتقاده بأن «سقوط الأحياء بيد الجيش السوري كان بعملية استخبارية أكثر منه بعملية عسكرية».

وعن مبادرة الهدنة لمدة خمسة أيام، قال معيوف أبو بحر إنه «لا يتوقع موافقة موسكو عليها»، مشدداً على أن «طرح الهدنة لا يعني الموافقة على خروج الفصائل المسلحة من حلب»، مشيراً إلى أن «الفصائل ستقاتل حتى آخر رجل»، بحسب قوله.

وفيما يبدو أنه تأكيد لتوجه «الزنكي» وحلفائها للقتال حتى النهاية، أصدر المكتب الشرعي في الحركة بياناً قال فيه إنه «مستعد لتسليح وتذخير كل الفصائل والكتائب المقاتلة في حلب».

 

لافروف يقول ان الضربات ستتواصل طالما بقيت “عصابات” في حلب

هامبورغ – وكالات – أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة، ان الضربات على مدينة حلب السورية ستتواصل طالما بقي مسلحون داخلها.

 

وصرح لافروف للصحافيين على هامش اجتماع وزراء خارجية دول منظمة الامن والتعاون في اوروبا الذي يعقد في هامبورغ، “بعد الهدنة الانسانية، استؤنفت الضربات وستستمر طالما بقيت عصابات في حلب”، حسب وكالة الانباء الفرنسية.

 

كما اتهم لافروف الولايات المتحدة، بالمماطلة في المحادثات الرامية إلى إبرام اتفاق يسمح للمعارضة المسلحة في سوريا بالخروج بسلام من حلب، وقال إن واشنطن تتبنى مواقف “غربية” ومتناقضة في محادثاتها مع موسكو.

 

وقال لافروف إنه لا تزال هناك “فرصة جيدة” للتوصل لاتفاق بشأن حلب بشرط ألا تغير واشنطن موقفها من المشاركة في اجتماع لخبراء فنيين بشأن القضية في جنيف السبت، حسب وكالة أنباء رويترز.

 

وأبلغ لافروف الصحفيين أيضاً خلال اجتماع في هامبورج لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أنه يحمل أوكرانيا مسؤولية التأخر في التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل السجناء وقال إن كييف رفضت الدخول في محادثات مباشرة مع ممثلين عن منطقة دونباس بشرق أوكرانيا.

 

ونفى لافروف اتهامات بتدخل روسيا في الشؤون السياسية الألمانية، وأشار إلى تصريح مزعوم للمستشارة أنجيلا ميركل تنفي فيه مثل هذه الاتهامات وتصفها بأنها “محض هراء”.

 

وقال لافروف: “ليس لدي ما أضيفه” وفي الوقت نفسه وصف لافروف الإعلام الألماني بأنه “رأس حربة الحركة المعادية لروسيا”، حسب ما أفادت وكالة الانباء الالمانية.

 

وتأتي تصريحات لافروف على خلفية تقارير تحدثت عن محاولة روسيا التأثير على السياسة الداخلية الألمانية قبل الانتخابات التشريعية في ألمانيا المقررة في أيلول/سبتمبر المقبل.

 

وانتقد لافروف أيضاً وصف إحدى الصحف الألمانية له على أنه “مجرم حرب”، وقال: “سأترك ذلك لضمير الإعلام الألماني الذي يتولى دور قيادي على هذا الكوكب فيما يتعلق بالرهاب من روسيا”.

 

ويشارك لافروف في اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في هامبورج، واجتمع اليوم مجدداً مع نظيره الألماني فرانك-فالتر شتاينماير.

 

مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يتحدث عن اختفاء مئات بعد مغادرة شرق حلب

جنيف – رويترز – قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الجمعة، إن مئات من شرق حلب اختفوا بعد أن تركوا المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، وأبدى قلقه البالغ على مصيرهم وهم في أيدي القوات الحكومية.

 

وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم المكتب في إفادة صحافية، إنه وردت إلى مسامع مكتب الأمم المتحدة “مزاعم مقلقة عن اختفاء مئات من الرجال بعد عبورهم إلى مناطق تحت سيطرة الحكومة.”

 

وأضاف “ونظراً للسجل المروع من الاحتجاز التعسفي والتعذيب وحالات الاختفاء فإننا بالطبع نشعر بقلق بالغ.”

 

وتابع قائلاً إن هناك نحو 100 ألف شخص يعتقد أنهم ما زالوا في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، و”الآخذة في التقلص” في شرق حلب.

 

وأشار أيضاً إلى تقارير ذكرت أن مقاتلي المعارضة يمنعون بعض المدنيين من اللوذ بمناطق آمنة وهو ما قد يعد جريمة حرب.

 

روسيا تعلن وقف القتال لإجلاء مدنيين من حلب… ومقتل 34 من جنود النظام في هجوم لتنظيم «الدولة»

قوات خاصة شيشانية لحماية قاعدة حميميم الروسية في سوريا

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس الخميس أنه تم التوصل مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى اتفاق حول عقد لقاء بين الخبراء العسكريين الروس والأمريكيين غدا السبت في جنيف.

وقال لافروف الذي كان يتحدث للصحافيين بعد اجتماع مع كيري على هامش مؤتمر منظمة الأمن والتعاون في اوروبا في هامبورغ في المانيا «الوفدان اتفقا على بحث تفاصيل استعداد المسلحين للخروج من حلب كما سيناقشون يوم السبت في جنيف تفاصيل خروج المسلحين منها»، بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية.

وأضاف «أستطيع أن أبلغكم أن العمليات القتالية للجيش السوري شرق حلب توقفت، لأن عملية كبيرة جديدة تجري لإجلاء المدنيين من شرق حلب. قافلة تضم 8 آلاف شخص، إنها عملية كبيرة. وطريق سيرها 5 كم. أنا أتحدث عنها من هامبورغ، وهذه المعلومات وصلت، والزملاء من سوريا سيتحدثون بشكل مفصل».

وأعلنت واشنطن أن وزراء خارجية قطر وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة سيجتمعون، في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، في العاصمة الفرنسية باريس، لبحث سبل ايقاف القتل في مدينة حلب السورية.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر، إن الاجتماع سيناقش «محاولة إيجاد طرق للوصول إلى توقف مؤقت للقتال (في حلب)».

وأشار إلى أن كيري موجود في باريس حتى الأحد المقبل، حيث سيقوم بالاجتماع مع نظرائه، القطري والألماني والفرنسي، لبحث الأزمة في حلب.

جاء ذلك فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الخميس بمقتل ما لا يقل عن 34 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم ضباط، وإصابة آخرين بجراح، خلال هجمات عنيفة ومتزامنة نفذها عناصر تنظيم «الدولة» في محيط حقول جزل والمهر وشاعر النفطية، ومحيط منطقة حويسيس، في البادية الشرقية لحمص.

وقال المرصد في بيان إن التنظيم تمكن على إثر الهجمات من انتزاع السيطرة على عدد من الحواجز والمواقع والنقاط والتلال، مجبراً قوات النظام على التراجع والانسحاب من نقاط تمركزها.

الى ذلك دفعت روسيا بـ»قوات خاصة شيشانية» إلى سوريا، من أجل حماية قاعدة حميميم العسكرية هناك، وفق وسائل إعلام روسية.

ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن صحيفة «إزفستيا» الروسية، أمس الخميس، أن عسكريين من كتيبتي المهمات الخاصة «الشرق» و»الغرب»، المرابطتين في جمهورية الشيشان، سيتولون حراسة قاعدة حميميم الجوية التي تستخدمها القوات الروسية في سوريا.

وذكرت الصحيفة أن عناصر الكتيبتين، والمعروفين أيضًا باسم «القوات الخاصة الشيشانية»، شاركوا في الحرب ضد جورجيا عام 2008، وتولوا مهمة حماية قوات الهندسة الروسية في لبنان عام 2006».

وأشارت إلى أنهم «اكتسبوا خبرات قتالية، ولا سيما فيما يخص القيام بعمليات خاصة في المناطق الجبلية، على غرار المنطقة التي توجد فيها قاعدة حميميم، وفي المناطق المأهولة»، وفق ما نقلته «روسيا اليوم».

 

جنبلاط يتقيّد بالنصائح الأمنية خشية اغتياله ولن يدقّ أبواب دمشق مجدداً

كوادره يخاطبونه: لن ينالوا منك حتى لو شُبّه للأسد أنه انتصر في حلب

سعد الياس

بيروت ـ «القدس العربي» : «لن ينالوا منك يا وليد جنبلاط» هكذا تفاعل مناصرو الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط مع التهديدات الأمنية التي تستهدفه منذ فترة، واعتقاد سيّد المختارة أن «صاحب المصلحة الأكبر في التخلص منه هو النظام السوري».

هذه التهديدات التي سبق لـ»القدس العربي» أن اشارت اليها جعلت النائب جنبلاط يمكث في دارته في المختارة ولا يبارحها إلا عند الضرورة، كما دفعت ببعض المحيطين به إلى أخذ ما يلزم من تدابير احترازية لحماية «الزعيم» خصوصاً أن جنبلاط لا يحب المواكب الأمنية وغالباً ما يقود سيارته بنفسه من دون مرافقين.

ويروي النائب جنبلاط أنه تلقى تحذيرات منذ فترة من جهات أمنية رسمية جدّية، «ما فرض عليّ عدم التحرك إلا في حدود ضيقة جداً»، كاشفاً عن أن «حزب الله» نصحه كذلك بأن يأخذ جانب الحيطة والحذر ويخفف من تنقلاته. ورأى في حديث إلى «السفير» أنه مهما تعدّدت تسميات المجموعات التي تحاول اغتياله فان المتهم الأساسي يبقى من وجهة نظره هو النظام السوري.

ويضيف «لقد قيل لي ان «داعش» يريد قتلي، ثم أبلغوني بأن «الكاوبوي» كان يخطط أيضاً لاغتيالي بإيعاز إسرائيلي. وفي أحدث المعلومات التي وصلتني أنّ عماد ياسين الذي اعتقلته مخابرات الجيش في «عين الحلوة» اعترف بأنّني كنت مدرجاً على لائحة أهدافه».

وتابع «أعتقد أنّ صاحب المصلحة الأكبر في التخلص مني هو النظام السوري الذي ازداد قوة بعد التطورات الميدانية على جبهات القتال، وأنا أقيم معظم الوقت في المختارة، تقيّداً بالنصائح الأمنية، ولولا اضطراري إلى إجراء عملية بسيطة في إحدى عينيّ، ما كنت لآتي إلى كليمنصو في هذا الظرف».

ويلفت الانتباه إلى أنّ الذين كانوا يحمونه في سوريا لم يعودوا موجودين، من حكمت الشهابي إلى غازي كنعان وآخرين.

وعلى الرغم من التطورات الميدانية في حلب وتقدم النظام السوري لن يدق النائب جنبلاط أبواب دمشق من جديد، مستبعداً إعادة مدّ الجسور مع الرئيس بشار الأسد، معلناً «لن أنهي حياتي السياسية بإعادة ترميم العلاقة مع الأسد، لست بهذا الصدد بتاتاً، حتى لو حقق النظام انتصاراً شاملاً. وعلى كلٍّ، سوريا التي أعرفها تغيرت ولا أظن أنّها ستعود، وأنا أنصح تيمور بأن يفعل الأمر ذاته عندما يتسلّم زمام القيادة».

وعزا جنبلاط انتصار الاسد في حلب «الى استفادته من تخلّي معظم المجتمع الدولي عن الشعب السوري»، وقال «لاحقاً سينقض على إدلب، وهذا يعني أن تأثيره في لبنان سيزداد، وأن القبضة الإيرانية ـ السورية على البلد ستشتدّ».

الى ذلك، كتب وكيل داخلية عاليه في الحزب التقدمي الاشتراكي خضر غضبان على حسابه على الفيسبوك «لن ينالوا منك يا #وليد_جنبلاط، لن ينالوا من حريتنا وحبنا للحياة أبداً.. حتى لو شبّه للأسيد انه انتصر في حلب بجبنه وإجرامه وبأنياب غيره طبعاً».

أما غسان حسيكي فعلّق على حديث رئيس الاشتراكي بالقول «كلماته تعيدنا إلى ما يقارب الاربعين عاماً خلت، عندما قال المعلم العظيم ربي إشهد اني بلغت».

 

فشل مفاوضات أنقرة بين روسيا والمعارضة السورية والنظام يرفض الرد على طلبات فصائل في حلب

رائد الحامد

إسطنبول ـ «القدس العربي»: كشف قائد فصيل سابق في «الجيش السوري الحر» ان مفاوضات انقرة بين روسيا والمعارضة السورية قد فشلت تماماً، وان بعض الفصائل المدافعة عن الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب انسحبت الأربعاء 7 كانون الأول/ ديسمبر، من بعض الاحياء إلى أحياء أخرى داخل حلب بعد رفض النظام الرد على طلب تقدمت به قبل 48 ساعة لاعلان هدنة إنسانية تعقبها مفاوضات تحدد مستقبل المدينة.

وأضاف في اتصال مع «القدس العربي» من احدى المدن التركية حيث يقيم، «ان جبهة فتح الشام وفصائل أخرى لا زالت ترفض الانسحاب من عدد من الأحياء التي تسيطر عليها وقد قررت الدفاع عن هذه الأحياء حتى النهاية»، حسب تعبيره.

وأكد القائد السابق في «الجيش السوري الحر»، أن «خيبة أمل» اصابت بعض قادة الفصائل بعد «فشل التوصل إلى اتفاق بينهم وبين روسيا برعاية تركية في العاصمة انقرة والتي استمرت لاقل من أسبوعين متواصلة»، وأضاف ان من بين أسباب فشل المفاوضات «إصرار الجانب الروسي على استسلام جميع الثوار وترحيلهم إلى ادلب، في حين كانت قيادات الفصائل تصر على ان أي خروج للثوار سيكون إلى ريف حلب الشمالي».

من ناحية أخرى، تركزت طلبات الجانب الروسي على «ان تتقدم الفصائل الثورية المشاركة في المفاوضات، ومنها الجبهة الشامية ونور الدين زنكي وتجمع فاستقم، بضمانات تؤكد قبول جبهة فتح الشام الخروج من حلب بشكل نهائي وتسليم الأحياء الحلبية لقوات النظام السوري»، على حد قوله.

وأوضح المصدر، ان هناك أسباباً أخرى «دفعت الفصائل لتقديم طلبها للنظام عن طريق وسطاء محليين حول ما يتعلق بالجانب العسكري، وطلبات أخرى تقدمت بها للنظام عن طريق بعثة الصليب الأحمر الدولي حول ما يتعلق بالجوانب الإنسانية كإدخال المساعدات وإخلاء مئات الجرحى المحاصرين دون أي رعاية طبية بعد ان قصف الطيران الروسي جميع المشافي العاملة في الأحياء المحاصرة، لكن النظام لم يرد على طلبات الفصائل»، حسب قوله.

واضاف، ان «انسحاب الثوار من بعض الأحياء جاء على خلفية تراجع الامال على مفاوضات انقرة ما جعلهم ينسحبون إلى أحياء أخرى محاصرة أيضا وترك تلك الأحياء التي دخلتها قوات النظام والميليشيات دون معارك تذكر».

ورجح القائد في «الجيش السوري الحر»، وحسب ما «تيسر لديه من معلومات من قيادات عاملة داخل الأحياء المحاصرة في حلب»، حسب قوله، ان تكون «موجة الخلافات السابقة أدت إلى ضعف في مواجهة هجوم النظام لاستعادة تلك الأحياء بعد خلافات بين الفصائل واعتقالات متبادلة واستيلاء بعض الفصائل على مستودعات تسليح وتذخير فصائل أخرى جعل الفصائل في موقف يصعب معه الصمود»، حسب تعبيره.

كما ان الخلافات الأخيرة «بين أكبر فصيلين، جبهة فتح الشام واحرار الشام، اثرت بشكل سلبي على موضوع صمود المقاتلين بوجه هجمات النظام والقصف الروسي المؤازر لقوات النظام وحزب الله اللبناني وميليشيات عراقية تقاتل جميعًا في معركة هي الأهم لهم في توقيت دخلت فيه التفاهمات الروسية الأمريكية حول حلب في طرق مسدود»، على حد قوله.

 

التعليمات من دمشق إلى حلب: خروج للمسلحين فقط بـ «شروطنا» أو تحت أزيز النار

كامل صقر

دمشق ـ «القدس العربي»: من أعلى نقطة في قلعة حلب، يجتمع عدد من ضباط القوات الخاصة والحرس الجمهوري حول قائد العمليات العسكرية بحلب اللواء زيد صالح فيُخبرهم أن تعليمات القيادة العليا التي وصلته شفهياً تقول بالحرف أنه «ما لم يخرج المسلحون من أحياء حلب الشرقية وفق شروطنا فإنهم لن يخرجوا إلا تحت النار»، الواضح من كلام الضابط الرفيع أن هوامش التفاوض ضيّقة للغاية ولا مجال لتوسيعها، وقف العمليات مقابل إلقاء السلاح والاستسلام أو الرحيل إلى محافظة إدلب حصراً. لا توجد خياراتٌ أخرى.

في أسفل القلعة الشاهقة، كانت سحب الدخان تغطي أحياء الكلاسة وباب النصر وباب الحديد وبستان القصر، الجيش السوري يضرب بلا هوادة مواقع مقاتلي «أحرار الشام» و»النصرة» و»الزنكي» و»حركة استقم كما أمرت». ارتباك في المعسكر الآخر، واشنطن لا تستطيع أن تعطي حلفاءها فيما تبقى من حلب الشرقية جواباً شافياً، فلا جواب تملكه، لأن كلمة السر في دمشق وموسكو.

معلومات «القدس العربي» تفيد بأن مقاتلي الأحياء الشرقية توزعوا حسب الفصائل في الأحياء التي مازالت تحت سيطرتهم، أي أن كل حركة أو تنظيم انكفأ داخل معقله الأساسي حصراً فتجمع «أحرار الشام» في الكلاسة ومقاتلو النصرة في بستان القصر مثلاً، حتى يسهل التفاوض مع كل فصيل ويقرر هذا الفصيل أو التنظيم مصير مقاتليه ومصير الحي الذي يسيطر عليه دون تأثير في باقي الأحياء.

في المعلومات المؤكدة من مصادر أمنية في حلب أن مسؤولين من الأمم المتحدة يبحثون مع مقاتلي الأحياء الشرقية خيارات الانسحاب، وأن المقاتلين يتحدثون عن خيار الخروج من شرقي حلب إلى الريف الشمالي لحلب، وأن هذه الفكرة مرفوضة وبقوة من قبل القيادتين السورية والروسية لأسباب كثيرة أهمها أن خروج المنسحبين نحو الريف الشمالي قد يهدد المدينة ذات يوم وأن الوجهة المقبولة بالنسبة للقيادة السورية هي مدينة إدلب حصراً.

المصادر الأمنية ذاتها وفي تفسيرها للإنهيارات الميدانية التي تعرض لها مقاتلو الأحياء الشرقية لحلب تقول إن في الأمر سببين، الأول هو فشل محاولة الفرصة الأخيرة التي قام بها مقاتلو الريف الغربي في فك الطوق العسكري عن شرقي حلب عندما حصل الهجوم على محور منيان والأكاديمية العسكرية وضاحية الأسد الأمر الذي أصاب مقاتلي شرقي حلب باليأس والإحباط التام، أما السبب الثاني فهو قطع الإمداد بالمطلق عن مقاتلي الشرقية وشعورهم بأنهم مهما حاولوا الصمود فإن ذخيرتهم ستنفد.

 

الخارجية الأمريكية: المعارضة السورية لن تلقي السلاح بل ستستمر في القتال وسيتصاعد في كل أنحاء سوريا

تمام البرازي

واشنطن ـ «القدس العربي»: أكدت الخارجية الأمريكية أنها على اتصال يومي مع المقاتلين المعتدلين في حلب لإقناعهم بوقف القتال مؤقتاً. وأضاف نائب الناطق باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر أن القصف المستمر من قبل النظام السوري وروسيا يجعل من تلك الجهود صعبة.

وأشار تونر إلى ان النظام السوري خلق الظروف الحالية في حلب ودفع إلى ظهور التطرف الذي يدعي الآن أنه يدحره. ورفض ان يعلق على ما قاله الأسد من انه مستمر في قتاله في كل أنحاء سوريا، واعتبر ذلك إضاعة للوقت.

لكنه أكد ان «جون كيري وزير الخارجية الأمريكي على اتصال مستمر مع الروس والأتراك والسعوديين والقطريين والحلفاء الأوروبيين وسيلتقي معهم في نهاية الأسبوع في باريس، وأن الولايات المتحدة دعمت المفاوضات بين روسيا والمعارضة السورية في انقره بوساطة تركية للتوصل إلى ايقاف القتال في حلب، ولكن هناك من يعيق تلك المفاوضات لمنع حدوث وقف الأعمال العدائية ولا يريدون السماح للمفاوضات السياسية بان تستأنف».

ورفض تونر التعليق على إقرار الكونغرس قانوناً يسمح للإدارة الأمريكية بإعطاء المعارضة السورية صواريخ محمولة على الكتف ضد الطائرات (مانبادز) لأن الإدارة الأمريكية لا تزود المعارضة السورية بالأسلحة الفتاكة، لكنه استدرك قائلاً «هذا لا يعني ان بعض الدول تدعم المعارضة السورية وتزودها بالأسلحة، وان الولايات المتحدة تحاول إيقاف القتال وتشجيع الأطراف على التفاوض وتحقيق حل سياسي للنزاع في سوريا».

وحول فشل الإدارة الأمريكية في سوريا أجاب الناطق تونر «ان بشار الأسد رد منذ البداية على التظاهرات السلمية بالعنف وكان بإمكانه ان يحلها بل صعد العنف مما ولد العنف المضاد واضطرت المعارضة السورية إلى حمل السلاح للدفاع عن الشعب السوري وتصدت لقمع النظام السوري، وقام النظام بخلق الإرهاب في سوريا، ولا يمكنني أن أنفي ان المعارضة السورية خرقت وقف إطلاق النار أحياناً ولكن دائما النظام السوري بدعم روسي يخرق وقف إطلاق النار».

وأضاف تونر «لا نعتقد ان الحل العسكري الحالي سيكون ناجحاً في سوريا وحاولنا جلب كل الأطراف والتي تدعم كل طرف ولهذا شكلنا المجموعة الدولية لدعم سوريا ولكن فشلنا في تحقيق الحل السلمي في سوريا، وكلما يمارس النظام المزيد من الحل العسكري يزيد من تعقيد النزاع في سوريا، ان المعارضة السورية لن تلقي السلاح بل ستستمر في القتال وسيتصاعد القتال في كل أنحاء سوريا، وكررنا مراراً أنه لا حل عسكرياً في سوريا حتى وإن قدر النظام بمساعدة روسية على السيطرة على حلب فإن هذا لا يعني ان العنف والنزاع سينتهيان».

 

الأسد ينعى عملية جنيف ويشبه الولايات المتحدة بالتنظيمات المسلحة ويؤكد أن العلاقة مع مصر تقتصر على الجانب الأمني فقط

قال إن الانتصار في حلب لا يعني نهاية الحرب في سوريا وسنتابع في مناطق أخرى

كامل صقر

دمشق ـ «القدس العربي»: اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن فشل المعركة بالنسبة لواشنطن والغرب في حلب يعني تحول مجرى الحرب في كل سوريا، ويعني سقوط ما سماه الأسد بالمشروع الخارجي، سواء كان إقليمياً أو غربياً، واعتبر أيضاً أن كسب معركة حلب بالنسبة للجيش السوري سيكون ربحاً لكنه لا يعني نهاية الحرب في سوريا وفق وصف الأسد الذي قال «إن عملية تحرير المنطقة الشرقية من حلب مؤخراً لا تأتي في إطار سياسي وإنما في سياق الأعمال العسكرية الطبيعية».

وبخصوص معارك حلب قال الاسد أيضاً «معركة حلب محطة كبيرة باتجاه نهاية الحرب في سوريا، لكن لا تنتهي الحرب إلا بعد القضاء على الإرهاب تماماً، فالإرهابيون موجودون في مناطق أخرى. حتى لو انتهينا من حلب، فإننا سنتابع الحرب عليهم.»

وفي حديث لصحيفة «الوطن» السورية نُشر أمس الخميس قال الأسد إن الأمريكيين مصرون على الهدنة «لأن عملاءهم من الإرهابيين أصبحوا في وضع صعب، لذلك تسمع الصراخ والعويل واستجداء الهدنة هو الخطاب السياسي الوحيد الآن، إضافة طبعاً إلى الحديث عن النواحي الإنسانية».

ووصف الأسد الولايات المتحدة بأنها تشبه الفصائل المسلحة في سورية لجهة البحث عن الغنائم والحصص وقال «الدولة الأمريكية في السنة الأخيرة ظهرت بوضع يشبه الفصائل المسلحة في سوريا، عندما تتصارع من أجل الغنيمة والمكاسب، وهذا الأمر ليس بجديد لكنه بدا أكثر وضوحاً».

ورأى الأسد أن سياسة واشنطن تتسم بـ»التذبذب والتناقض» وأضاف «ترى تصريح الصباح يختلف عن سياسة المساء، وسياسة المساء تختلف عما يقومون به من تطبيق لهذه السياسة في اليوم التالي وهكذا، والتصريحات متناقضة بين اللوبيات والإدارات، وتشعر بأنه لا يوجد سياسة محددة، هي صراعات».

وتعليقاً على انتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً للبنان رأى الأسد أن تمكّن اللبنانيين من انتخاب رئيس هو انتصار للبنان، وأن انتخاب اللبنانيين لشخص حوله إجماع هو أيضاً انتصار للبنان، وأن هذا سيجعل من لبنان دولة أقوى وأضاف «عندما يكون هناك شخص كالعماد ميشيل عون يعرف خطر الإرهاب حول لبنان على اللبنانيين فهذا أيضاً سيكون انتصاراً للبنان وانتصاراً لسوريا وخاصة عندما يعرف هذا الرئيس بأنه لا يمكن للبنان أن يكون بمنأى عن الحرائق التي تشتعل حوله ويتبنى سياسة اللاسياسة أو ما سميت سياسة النأي بالنفس».

وحول العلاقة مع مصر اعتبر الأسد انها مازالت علاقة غير طبيعية ومقتصرة على الجانب الأمني لأنه لا يوجد سفراء في السفارتين السورية والمصرية وإنما فقط قنصليات، ولا يوجد تشاور سياسي معرباً عن أمله في أن تُصبح هذه العلاقة طبيعية وأضاف «العلاقة هذه اللحظة محصورة بالإطار الأمني فقط، من جهة أخرى، يوجد قنصليات، توجد سفارات لكن لا يوجد سفراء، لا توجد زيارات على مستوى الخارجية، لا يوجد تشاور سياسي، عملياً لا تستطيع أن تقول بأن هذه العلاقة طبيعية حتى الآن، طبعاً لا توجد معوقات من قبل سوريا، نحن نريد أن تكون هذه العلاقة طبيعية، ومصر بالنسبة لنا هي دولة مهمة، ونتمنى أن تنعكس تصريحات الرئيس السيسي على رفع مستوى هذه العلاقة».

وحول العملية السياسية التي انطلقت في جنيف بين المعارضة والحكومة السورية منذ العام 2012 اعتبر الأسد أنها لم تكن عملية حية منذ بدايتها لأنها لم تُبنَ على أسس واضحة وقال الأسد «العملية السياسية ليست حواراً سورياً-سورياً حسبما بنيت عليه، ولم يكن بيان جنيف بياناً سورياً بل كان بياناً دولياً أممياً، لم تبن على مكافحة الإرهاب، على العكس، كان واضحاً بالنسبة لنا أن هذه العملية لم تكن سوى وسيلة لكي يحقق الإرهابيون ما لم يتمكنوا من تحقيقه في الميدان، هي لم تبن على مفاوضات بين سوريين وطنيين وإنما بين سوري وطني وسوري عميل، كل ما سبق جعل من العملية مولوداً ميتاً منذ البداية».

 

النظام يواصل قصف أحياء حلب المحاصرة بالبراميل المتفجرة

عبد الرحمن خضر

على عكس مزاعم موسكو، واصلت قوات النظام السوري اليوم الجمعة، إسقاط البراميل المتفجرة على الأحياء الشرقية المحاصرة في حلب، والخاضعة لسيطرة المعارضة، وآخرها قصف بالبراميل المتفجرة، شنّته قوات النظام صباحاً على حي المغاير، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.

كما أوضح الناشط الإعلامي محمد الحلبي، لـ”العربي الجديد”، أنّ “قصفاً بالبراميل المتفجرة نفّذته طائرات النظام المروحية، مساء أمس الخميس، استهدف حيي المعادي والصالحين، فضلاً عن قصف بالرشاشات الثقيلة من طائرة حربية على جسر دوار الحج”، مشيراً إلى أنّ “جبهات القتال لا تزال تشهد اشتباكات متقطعة”.

 

ويتواصل القصف المكثّف من قبل قوات النظام منذ أكثر من عشرين يوماً، إذ خلّف أكثر من 700 قتيل وآلاف الجرحى، في ظل خروج معظم المستشفيات والمخابز عن الخدمة، نتيجة الضربات.

 

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قد زعم أمس “وقف النظام السوري، العمليات العسكرية في مدينة حلب، لإجلاء المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية إليها”.

من جهةٍ أخرى، وصل مقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) إلى أطراف مدينة تدمر الأثرية، التي سيطرت عليها قوات النظام بدعم روسي، في مارس/ آذار الماضي، بعد انسحاب التنظيم منها.

 

وقال عضو تنسيقية مدينة تدمر خالد الحمصي، لـ”العربي الجديد”، إنّ “قوات النظام منعت خروج المدنيين من المدينة، بعد اشتداد المعارك في الجهة الشمالية الشرقية منها”، لافتاً إلى “انسحاب معظم ضباط النظام من مواقعهم”.

 

كما أشار إلى أنّ “الطيران الحربي الروسي شنّ عدة غارات على مناطق السخنة وأرك، ومحيط صوامع الحبوب شرقي تدمر، وعلى محيط جبل هيان ومنطقة السكري، ومحيط حقول شاعر للنفط، وجزل والمهر شمال غربي المدينة”.

 

لافروف ينعى اتفاق حلب ويؤكد مواصلة الضربات

بينما يواصل النظام السوري قصف المدنيين في شرق حلب، نعت روسيا، الاتفاق مع الولايات المتحدة، بشأن تسوية الوضع في المدينة، مؤكدةً في الوقت عينه إجراء لقاء بين خبراء روس وأميركيين يوم غد السبت، في جنيف.

 

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الجمعة، في مؤتمرٍ صحافي من مدينة هامبورغ الألمانية، “لم نتوصل إلى اتفاق بشأن حلب، ومقترحاتنا لم تطرح للنقاش”.

ونكر لافروف ما أعلنه، أمس الخميس، عن توقف العمليات العسكرية في شرق حلب، وقال “لم أقل إنّ الأعمال القتالية توقّفت بالكامل، لكنّها توقفت مؤقتاً لإخراج المدنيين والمسلحين ممن يريد الخروج”، متوعّداً الصامدين في المدينة بالقول إنّ “الضربات ستتواصل طالما بقيت عصابات في حلب”.

وأوضح أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سلّمه وثيقة حول تسوية الوضع في حلب في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول الحالي، وردّت عليها روسيا خلال أربع وعشرين ساعة، ثم سحبها كيري وسلّم وثيقة معدّلة في السادس من الشهر ذاته، وردّت عليها روسيا، من دون أن تتلقى رداً من الجانب الأميركي.

وحول أسباب عدم التوصل إلى اتفاق بشأن حلب، قال لافروف “لا نفهم كثيراً من تصرفات الولايات المتحدة معنا حول سورية، لكن ما زال أمامنا فرصة جيدة للاتفاق على حل قضية شرق حلب من خلال إخراج المسلحين”.

وكانت واشنطن قد أكدت أنّه تم الاتفاق على استمرار المباحثات مع موسكو، للتوصّل إلى “إطار عمل” لوقف إطلاق النار في حلب شمالي سورية، “وإيصال المساعدات، ورحيل كل من يريد مغادرة المدينة”، وفق ما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية إليزابيث ترودو.

ورداً على سؤال حول عدم حل روسيا الملف السوري بانتظار تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، قال لافروف إنّ “روسيا لا تنتظر مغادرة الرئيس باراك أوباما، وإلّا لما تواصلت مع كيري لأكثر من مرة”.

 

ويأتي الموقف الروسي، في وقت يتوقع فيه أن تصوّت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في سورية ووصول قوافل المساعدات الإنسانية، بحسب ما ذكرت “فرانس برس”.

 

ومشروع القرار الذي ستصوّت عليه 193 دولة في الجمعية العامة، صاغته كندا. وهو قرار غير ملزم يطلب “وقفاً كاملاً لجميع الهجمات ضد المدنيين”، ورفع الحصار عن كل المدن المطوقة.

(فرانس برس, رويترز)

 

سورية: وقف النار أمام الجمعية العامة اليوم

نيويورك ـ العربي الجديد

يتوقع أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في سورية ووصول قوافل المساعدات الإنسانية، بحسب ما ذكرت “فرانس برس”.

 

ومشروع القرار الذي ستصوّت عليه 193 دولة في الجمعية العامة، صاغته كندا. وهو قرار غير ملزم يطلب “وقفاً كاملاً لجميع الهجمات ضد المدنيين”، ورفع الحصار عن كل المدن المطوقة.

 

بدوره، قال السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة، ماثيو رايكروفت “إنني أخشى للأسف أن يكون ذلك قليلا جداً، ومتأخرا جداً”، معتبراً أنّ التصويت “سيظهر أن هناك غالبية أخلاقية” من الدول “اليائسة من أنه بعد سلسلة من الفيتوات، لم ينجح مجلس الأمن في إظهار الوحدة اللازمة لإحراز تقدم في الوضع السوري”.

 

وكانت روسيا والصين قد استخدمتا في وقتٍ سابق حق النقض (فيتو) على قرار لمجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار لسبعة أيام في حلب. وكانت تلك المرة السادسة التي تستخدم فيها روسيا الفيتو حول سورية منذ بدء النزاع في مارس/ آذار 2011. كما سبق أن اعتبرت أنه لن يكون لمشروع القرار الكندي أي تأثير على الأرض.

 

ودعا المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، خلال اجتماع مغلق لمجلس الأمن الخميس، إلى استئناف محادثات السلام الرامية إلى إنهاء الحرب السورية، قائلأً إن “الوقت حان للنظر بجدية في إمكانية إحياء محادثات سياسية”.

 

اتفاق حي الوعر يتأرجح بين روسيا وإيران

أسامة أبوزيد

يعيش أهالي حي الوعر المحاصر في مدينة حمص أياماً عصيبة وثقيلة، في انتظار ما ستؤول إليه المفاوضات المتواصلة بين ممثلي لجنة التفاوض في الوعر، واللجنة الأمنية التابعة للنظام.

 

وعمد النظام خلال المفاوضات إلى التهديد بقصف الحي وتشديد الحصار أكثر. وكان أخر تلك التهديدات إعطاء لجنة الوعر مهلة 24 ساعة، بدأت الثلاثاء الماضي، بأنهم أمام خيارين، إما الاستسلام وتسليم الحي، أو مواجهة حملة تصعيد جديد.

 

مصدر من داخل لجنة المفاوضات، أكد لـ”المدن”، أنه رغم انتهاء المهلة التي أعطاها النظام للجنة، إلا أن الهدوء الحذر ما زال يخيّم على الوعر، وسط حالة من الترقب لما سيقدم عليه النظام، خصوصاً وأنه اعتبر المفاوضات “قد انتهت” ولا عودة إليها.

 

مصدر ثانٍ من “لجنة التفاوض في الوعر، قال لـ”المدن”، إن جهات دخلت على خط المفاوضات التي ستحدد مصير أكثر من 25 ألف نسمة داخل حي الوعر، فيما رجّح مصدر مقرب من “لجنة الوعر” بأن المفاوضات قد تحل في إطار بند التسوية والمحافظة على وجود سكان الوعر داخل الحي، مقابل عودة هيمنة “الدولة السورية” عليه. وهذا الشرط كان قد ورد خلال بنود الاتفاق الذي تمت الموافقة عليه من طرفي النزاع نهاية عام 2015، وأعيد تفعيله في نهاية أغسطس/آب بعد توقف دام 6 أشهر.

 

ووسط حالة من ترقب رد النظام، دعت لجنة التفاوض أهالي الحي، في بيان أصدرته الخميس، إلى الحذر من أي قصف محتمل، وأكدت أنها ما تزال متمسكة في بند المعتقلين الذي عطل المفاوضات مراراً لرفض النظام الالتزام بتطبيقه. وأشار البيان إلى أن اللجنة تسعى جاهدةً لتطبيق أفضل الحلول للحفاظ على دماء المدنيين، والعمل على تحقيق مقاصد وأهداف معينة كمنع التهجير القسري، وفقاً للطروحات المقدمة لهم.

 

بيان لجنة المفاوضات لم يُزِل حالة الترقب لدى المدنيين، فالغموض الذي يلف المفاوضات، كما أصبح يدور في أذهان العديد من سكان الحي، ومتابعين للمفاوضات، يتمثّل في التساؤل حول ورقة الضغط التي تمتلكها “لجنة التفاوض في الوعر” لتجبر النظام على التراجع عن تهديداته.

 

وبحسب معلومات حصلت عليها “المدن” من مصادر مقربة من لجنة المفاوضات، فإن هناك خلافات روسية-إيرانية حول آلية إنهاء “ملف الوعر”، رغم اتفاق الطرفين على ضرورة ذلك وإعلان الحي تحت سيطرة النظام السوري. فالإيرانيون يسعون وبشكل سريع إلى ضرورة إخلاء حي الوعر من سكانه ونقلهم إلى محافظة إدلب، على غرار مناطق أخرى شهدت مفاوضات مماثلة، فيما ترى موسكو أن هذه المساعي تتعارض مع مصالحها، إذ باتت تخشى من ازدياد سيطرة الميليشيات الشيعية على مناطق عديدة في سوريا، ما يهدد سلطة روسيا على الأجهزة الأمنية والجيش.

 

وما يزيد من تلك الشكوك حول الخلافات الروسية-الإيرانية، أن لجنة مفاوضات الحي كانت قد عقدت اجتماعاً مع لجنة النظام، بحضور وفد روسي مؤلف من 3 ضباط، نهاية الشهر الماضي، توصّل خلاله الطرفان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتهدئة الأوضاع لمدة خمسة أيام، وذلك بعد حملة عسكرية شرسة شنّتها قوات النظام وحلفاؤها على الحي، وتلتها هدنة جديدة لمدة 9 ساعات، ليتفاجأ أعضاء لجنة الوعر بعدها بإقالة النظام لرئيس فرع أمن الدولة والمسؤول الأمني لملف الوعر عقاب صقر، ونقله إلى محافظة درعا جنوب سوريا، وتعيين العميد ابراهيم درويش مكانه.

 

وكان وفد تابع للأمم المتحدة قد زار الحي بالتزامن مع انتهاء مهلة الـ24 ساعة التي أعطاها النظام للجنة المفاوضات، واطلع الوفد على المآوي والملاجئ، التي باتت تستضيف الأهالي الهاربين إليها احتماءً من القصف، كما تمت مناقشة الوضع الطبي المتدهور في الحي، بعيداً عن ملف المفاوضات.

 

في هذا السياق، قال الطبيب أبو المجد الخالدي، لـ”المدن”، إن النقاط الطبية الثلاث في الوعر تفتقر للأدوية، مشيراً إلى أن المساعدات التي أدخلتها منظمات إنسانية تحت إشراف الأمم المتحدة اقتصرت على مسكنات الألم، وهي شارفت على النفاد. كما أن العمل على تقديم الخدمات الطبية في الوعر، بحسب الخالدي، سيتوقف “خلال مدة أقصائها 10 أيام لا أكثر”.

 

روسيا: الحرب القادمة في إدلب

بسام مقداد

كتبت صحيفة الكرملين “VZGLIAD”، الخميس، أن حلب التي كانت “تموت ولا تستسلم”، قد غيرت الآن أجهزة الإعلام الموالية لمقاتليها لهجتها، وباتت تقول: أجل نحن مضطرون للإنسحاب. لكن “الحرب بدأت للتو”. وتتفق وزارة الخارجية الأميركية مع المقاتلين في ذلك، فالحرب قد “بدأت” فعلاً، فالإسلاميون بهجومهم على الجيوب الشيعية، قد خرقوا وقف إطلاق النار في إدلب، وشكلوا بذلك تحدياً جدياً جديداً لللجيش السوري.

 

صباح الأربعاء الماضي، أخذ مقاتلو غرفة عمليات “فتح حلب” يغادرون على نحو كثيف أحياء حلب القديمة، ليدخلها الجيش السوري، وأصبحت دمشق تسيطر على 85 في المئة من الجزء الشرقي للمدينة، على حد قول الصحيفة. وبعد أن توقفت “فتح حلب” عن المقاومة، عملياً، وبدأت تسليم سلاحها، وهي التي كانت سابقاً تشكل العمود الفقري لدفاعات المقاتلين في حلب، لم يبق في “المرجل” (المنطقة المحاصرة) سوى “النصرة” ومجموعة “نور الدين زنكي”.

 

وقد اعترفت “بالهزيمة الكاملة” في حلب المصادر الإعلامية المعارضة الأكثر قرباً من المقاتلين. وتسهب الصحيفة في الحديث عن المعارك، التي “أدت إلى اعتراف فتح حلب بنهايتها، وإن كان الأمر تطلب بعض الجهود الدبلوماسية والإستخباراتية حتى استسلمت الجماعة نهائياً”، بحسب الصحيفة.

 

بعض المصادر تشير إلى أن انسحاب “فتح حلب” و”خروج هذه المنظمة، عملياً، من الحرب”، كان نتيجة “نوع من التوافق الروسي-التركي” تم التوصل إليه ليل الثلاثاء-الأربعاء، لكن الأمر ليس كذلك وهو “في الأغلب خطأ في الترجمة”. من الجائز أن تكون المفاوضات بين ممثلين عن القوات المسلحة الروسية وبعض زعماء المعارضة، التي من الممكن أن تكون قد جرت على الأراضي التركية هي المقصودة بالكلام. وقد انتهت هذه المفاوضات باستسلام “فتح حلب” مقابل ضمان جلاء المقاتلين مع أسرهم إلى محافظة إدلب، وهو الجلاء الذي بدأ فعلاً، بحسب ما تنقل الصحيفة عن مصادرها.

 

وتجزم الصحيفة أن تركيا، كدولة، لم يكن لها أي علاقة بالأحداث في حلب “ولا يمكن أن يكون”. إلا أن أجهزة مخابراتها قد أقامت علاقات مع المقاتلين، وكان بوسعها أن تكون وسيطاً في المفاوضات، وأن تقدم أراضيها لاستضافة المفاوضات.

 

وبحسب الصحيفة، فإن خط الجبهة يتغير بسرعة شديدة حالياً… أما مدى التقدم، الذي ستحرزه قوات النظام، بعد خروج “فتح حلب” من الحرب وجلائها، فلا يمكن تحديده سوى قبل “مرور يوم على الأمر”.

 

وكان الطيران الروسي في هذا الوقت يقوم بتوجيه ضربات إلى مواقع “الدولة الإسلامية” في دير الزور، التي كانت تخطط لشن هجومها الدوري على المطار وعلى قاعدة اللواء 137 في الجيش الرسمي. وتقول الصحيفة، إن خط الجبهة عند المطار والقاعدة وحقول النفط لم يتغير منذ سنوات “وقد آن الآوان للقيام بشيء ما حيال الأمر”.

 

منذ يومين، على قول الصحيفة، قام وزير الخارجية الأميركية نفسه بتغيير اللهجة بقوله إن “الحرب في سوريا لا تنتهي بسقوط حلب”. وقد سبق أن نزح إلى إدلب حوالى 20 ألف مقاتل من مناطق سوريا الأخرى، في إطار اتفاقات الهدنة مع الحكومة. وعلى الرغم من السيطرة الكلية للجهاديين في المحافظة، إلا أنه توجد فيها جيوب عديدة من السكان العلويين والشيعة والمسيحيين، الذين يعيشون في حالة حصار منذ سنوات عديدة. وتشير الصحيفة، إلى أنه في إطار التحضير لدفاع طويل الأمد عن إدلب، كما يبدو، قام “جيش الفتح” بمحاولة تنظيف هذه الجيوب من مؤخرة جبهته.

 

وتمضي الصحيفة بالقول، إن إدلب تشهد الآن توافداً، ليس لمقاتلين عاديين مع أسرهم فحسب، بل يتوافد إليها كبار قادة “الدولة الإسلامية” المستعدون لقيادة هذه “الدولة السورية” الجديدة. فقد وصل الأربعاء الماضي، عبر الحدود التركية، قائد الفرع التونسي في “الدولة الإسلامية” بلال الشواش، ونائبه أبوذر التونسي. وكان قد تم رصدهما سابقاً عبر التنصت على اتصالاتهما، في شمال حلب، حين كانا يقومان بتنسيق عمليات “الجيش السوري الحر” ومجموعة “جيش أسود الشرقية”. وإذا صدقت وسائل إعلام الجهاديين، سوف تنضم هاتان الشخصيتان مع مقاتليهما إلى “جبهة النصرة” المحلية. وفي الوقت عينه أعلن الناطق باسم “جيش الفتح” الشيخ عبدالله المحيسني، أن المئات من مقاتلي “الدولة الإسلامية” يؤيدون “الدفاع عن سوريا” مع فقدان “الدولة الإسلامية” لـ”أراضيها”، تدريجياً، بحسب الصحيفة.

 

وتتابع الصحيفة، بأن هذا كله يشير إلى أنهم سوف يقيمون على الأجزاء من إدلب، التي يسيطر عليها الجهاديون، “دولة سورية بديلة”، سوف تصبح المعارك من أجلها “تحدياً جديداً” للقوات النظامية. وتقوم الإدارة الأميركية الراحلة، وعلى نحو عاجل، باختراع تركيبات دعائية جديدة للتشبث بإدلب. فوفقاً لمنطق كيري، يبقى الأسد بالذات السبب الرئيسي للحرب الأهلية، والإنتصارات الحربية للجيش النظامي لن توقف الحرب، بل تشرذمها فقط، لأنها “تعزز نظام الأسد”. ووفقاً لهذا المنطق، فإن روسيا، التي تدعم السلطة الشرعية في سوريا، هي عدو السلام والديموقراطية. وهذا يعني، أنه من الضروري دعم أعداء دمشق ومساندتهم، بغض النظر عن توجههم السياسي والإيديولوجي. ولذلك ثمة حاجة “لهدنة الأيام التسعة في حلب”، التي تسمح للمقاتلين بإعادة تجميع صفوفهم. ولهذا تظهر في إدلب أنظمة راجمات الصواريخ الأميركية.

 

وتختتم صحيفة الكرملين بالتأكيد على أن الأمر سوف يكون مختلفاً؛ أن تبدأ العمليات العسكرية الكبيرة في إدلب حين سيتخلى باراك أوباما عن كرسي الرئاسة لرونالد ترامب. فكما هو معروف، لدى ترامب نظرة مختلفة كلياً إلى الأحداث في سوريا ودور روسيا فيها. لكن زعماء الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وكندا اكتفوا حالياً بالإعلان عن استعدادهم لاتخاذ “تدابير مقيدة” ضد أنصار بشار الأسد.

 

المعارضة السورية قد تتلقى أسلحة متطورة..وموسكو قلقة

قالت روسيا، الجمعة، إنها “تدرس باهتمام” الأهداف وراء بند أُدرج في مسودة موازنة الدفاع الأميركية لعام 2017، يرفع القيود المفروضة على توريد أسلحة متطورة لمقاتلي المعارضة السورية.

 

وحذّر الكرملين الإدارة الأميركية من التوقيع على هذا القانون، قائلاً إنه سينعكس “خطراً على جميع الدول العالم”، في حال سمح بوقوع صواريخ أرض-جو بأيدي “الإرهابيين”.

 

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن حصول “الإرهابيين” على الصواريخ المضادة للطائرات التي تطلق من الكتف، “سيشكل خطرا على القوات الجوية الفضائية الروسية التي تعمل في سوريا، وعلى دول أخرى”. وأكد أن موسكو بحاجة إلى أن “تدرك ما هو الهدف الرئيسي (وراء هذا القرار) وأن نتفهم النوايا وتفاصيل هذا القرار”.

 

وكان مجلس الشيوخ الأميركي قد أقر بأغلبية كبيرة، الخميس، مسودة قانون “تفويض الدفاع الوطني” التي تتضمن موازنة البنتاغون لعام 2017، تتضمن بنداً يسمح بتقديم مضادات طائرات محمولة، إلى “المعارضة السورية المعتدلة”، وفقاً للنص الذي نشره موقع المجلس الإلكتروني.

 

وحظيت المسودة بتأييد 92 عضواً من مجلس الشيوخ من أصل 100، وهي بمثابة تفويض للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، يستطيع بموجبه تزويد المعارضة السورية “التي تم التحقق من خلفياتها” بمضادات للطائرات تحمل على الكتف من طراز “مانباد”، على أن يتم ذلك بموافقة وزيري الخارجية والدفاع، بحسب مسودة القانون.

 

واحتوت المسودة – رفضها 7 من الأعضاء ولم يصوت عليها عضو فقط – على موازنة وزارة الدفاع لعام 2017، والتي تبدأ في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2016، وحتى 30 سبتمبر/أيلول 2017، وبلغت.

 

وبلغت موازنة وزارة الدفاع الأميركية للعام 2017، 618.7 مليار دولار، خُصص منها 67.8 مليار دولار لصندوق العمليات الطارئة خارج الولايات المتحدة، مثل الحرب على تنظيم “داعش”، بحسب ما نشره موقع المجلس.

 

وكان مشروع القانون قد حظي بموافقة أغلبية مجلس النواب الأميركي، الأسبوع الماضي، بتأييد 375 صوتاً مقابل رفض 34 وامتناع 26 عضواً عن التصويت.

 

ويستطيع الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما التوقيع على هذا القانون لجعله قانوناً نافذاً، أو استخدام حقه الرئاسي في النقض، وهي خطوة قد لا تغيّر كثيراً في مجرى سير القانون كونه قد حصل على أكثر من أغلبية الثلثين في غرفتي الكونغرس. ويبقى هذا القانون معنياً في الدرجة الأولى بالرئيس المقبل ترامب، الذي سيتسلّم منصبه رسمياً في 20 الجاري.

 

وكان نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف، قد وصف في مقابلة مع وكالة “انترفاكس” وجود هذا البند في ميزانية الدفاع الأميركية بأنه “مسألة خطيرة”، لكنه دعا إلى عدم “استخلاص استنتاجات نهائية” كون الرئيس الأميركي لم يوقع عليه حتى الآن، “ولم تتضح حتى الآن صيغته النهائية”، بحسب تعبيره.

 

واعتبر ريابكوف أن “السبب الظاهري الأول” لهذا القرار قد يكون مرتبطاً بعمليات تحرير الرقة المرتقبة، لكنه جدد أنه مبعث للقلق “لأنه حسب الخبرات السابقة في هذا المجال، تقع أي أسلحة ومعدات يسلمها الأميركيون لحلفائهم من الهيئات غير الحكومية، في أغلبية الأحوال، في أيدي التنظيمات الإرهابية”.

 

المعارضة السورية قد تتلقى أسلحة متطورة..وموسكو قلقة

قالت روسيا، الجمعة، إنها “تدرس باهتمام” الأهداف وراء بند أُدرج في مسودة موازنة الدفاع الأميركية لعام 2017، يرفع القيود المفروضة على توريد أسلحة متطورة لمقاتلي المعارضة السورية.

 

وحذّر الكرملين الإدارة الأميركية من التوقيع على هذا القانون، قائلاً إنه سينعكس “خطراً على جميع الدول العالم”، في حال سمح بوقوع صواريخ أرض-جو بأيدي “الإرهابيين”.

 

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن حصول “الإرهابيين” على الصواريخ المضادة للطائرات التي تطلق من الكتف، “سيشكل خطرا على القوات الجوية الفضائية الروسية التي تعمل في سوريا، وعلى دول أخرى”. وأكد أن موسكو بحاجة إلى أن “تدرك ما هو الهدف الرئيسي (وراء هذا القرار) وأن نتفهم النوايا وتفاصيل هذا القرار”.

 

وكان مجلس الشيوخ الأميركي قد أقر بأغلبية كبيرة، الخميس، مسودة قانون “تفويض الدفاع الوطني” التي تتضمن موازنة البنتاغون لعام 2017، تتضمن بنداً يسمح بتقديم مضادات طائرات محمولة، إلى “المعارضة السورية المعتدلة”، وفقاً للنص الذي نشره موقع المجلس الإلكتروني.

 

وحظيت المسودة بتأييد 92 عضواً من مجلس الشيوخ من أصل 100، وهي بمثابة تفويض للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، يستطيع بموجبه تزويد المعارضة السورية “التي تم التحقق من خلفياتها” بمضادات للطائرات تحمل على الكتف من طراز “مانباد”، على أن يتم ذلك بموافقة وزيري الخارجية والدفاع، بحسب مسودة القانون.

 

واحتوت المسودة – رفضها 7 من الأعضاء ولم يصوت عليها عضو فقط – على موازنة وزارة الدفاع لعام 2017، والتي تبدأ في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2016، وحتى 30 سبتمبر/أيلول 2017، وبلغت.

 

وبلغت موازنة وزارة الدفاع الأميركية للعام 2017، 618.7 مليار دولار، خُصص منها 67.8 مليار دولار لصندوق العمليات الطارئة خارج الولايات المتحدة، مثل الحرب على تنظيم “داعش”، بحسب ما نشره موقع المجلس.

 

وكان مشروع القانون قد حظي بموافقة أغلبية مجلس النواب الأميركي، الأسبوع الماضي، بتأييد 375 صوتاً مقابل رفض 34 وامتناع 26 عضواً عن التصويت.

 

ويستطيع الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما التوقيع على هذا القانون لجعله قانوناً نافذاً، أو استخدام حقه الرئاسي في النقض، وهي خطوة قد لا تغيّر كثيراً في مجرى سير القانون كونه قد حصل على أكثر من أغلبية الثلثين في غرفتي الكونغرس. ويبقى هذا القانون معنياً في الدرجة الأولى بالرئيس المقبل ترامب، الذي سيتسلّم منصبه رسمياً في 20 الجاري.

 

وكان نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف، قد وصف في مقابلة مع وكالة “انترفاكس” وجود هذا البند في ميزانية الدفاع الأميركية بأنه “مسألة خطيرة”، لكنه دعا إلى عدم “استخلاص استنتاجات نهائية” كون الرئيس الأميركي لم يوقع عليه حتى الآن، “ولم تتضح حتى الآن صيغته النهائية”، بحسب تعبيره.

 

واعتبر ريابكوف أن “السبب الظاهري الأول” لهذا القرار قد يكون مرتبطاً بعمليات تحرير الرقة المرتقبة، لكنه جدد أنه مبعث للقلق “لأنه حسب الخبرات السابقة في هذا المجال، تقع أي أسلحة ومعدات يسلمها الأميركيون لحلفائهم من الهيئات غير الحكومية، في أغلبية الأحوال، في أيدي التنظيمات الإرهابية”.

 

رسالة الأسد إلى لبنان بعد انتخاب عون: لا نأي بالنفس

ألغام سورية

 

بيروت – اعتبرت الأوساط السياسية اللبنانية أن انتقاد الرئيس السوري بشار الأسد لسياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة اللبنانية حيال الأزمة السورية تمثّل التداعيات الأولى لمعركة حلب على لبنان لجهة استثمار “الإنجاز الحلبي” لإعادة ترويض لبنان وإعادته كاملا إلى حضن السياسة السورية.

 

وأضافت هذه الأوساط أن للأسد ثأرا شخصيا مع لبنان لأنه يعتبر أن إجباره على سحب القوات السورية من لبنان عام 2005 مثل اللبنة الأولى لسياق تنازلي انتهى بالأزمة التي انفجرت منذ عام 2011 والتي مازالت تهدد نظامه.

 

ويعد نشر تصريحات الأسد في صحيفة الوطن السورية شبه الرسمية، بمثابة بلاغ رئاسي سوري يكشف الوجهة التي سيعتمدها النظام في مقاربة الحالة اللبنانية بصفتها جبهة من جبهات المعارك التي يخوضها النظام شأنها في ذلك شأن جبهة حلب أو إدلب أو اللاذقية.

 

ويهدف توقيت التصريح إلى الإدلاء بدلو سوري ثقيل قبل ساعات من خطاب حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله وفي قلب المداولات الحالية لتشكيل الحكومة اللبنانية.

 

واعتبر الأسد في المقابلة أنه “لا يمكن للبنان أن يكون بمنأى عن الحرائق التي تشتعل حوله ويتبنى سياسة اللاسياسة أو ما سمي بسياسة النأي بالنفس”.

 

وتأتي تلك التصريحات رغم هشاشة قرار “النأي بالنفس” الذي اتخذته طاولة الحوار الوطني اللبناني عام 2012 بسبب تدخل الآلاف من مقاتلي حزب الله للقتال إلى جانب النظام السوري، على نحو يمثّل تدخلا لبنانيا صارخا لا يمت بصلة لمفهوم النأي بالنفس المزعوم.

 

ورغم تنويه الأسد بانتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية في لبنان، إلا أن مراقبين رأوا أن تصريحات الأسد تحمل ألغاما تستهدف مباشرة العهد الجديد وتهدف إلى دفع اللبنانيين إلى الانتقال من مستوى المداولات حول الحصص الحكومية وقانون الانتخابات باتجاه السجال حول الموقف من دمشق بعد “سقوط حلب”.

 

واعتبر هؤلاء المراقبون أن الأسد يريد إثبات أنه مازالت لنظامه اليد الطولى داخل لبنان رغم الضعف الذي أصابه خلال سنوات الأزمة الأخيرة.

 

ورأت مصادر مسيحية أن رسائل الأسد تستهدف رأس السلطة في بعبدا بشخص الرئيس ميشال عون، باعتبار أن دمشق تصنف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عدوا تتهمه وأوساطه بدعم الإرهاب، فيما تعتبر الثنائية الشيعية من ضمن نفوذها في لبنان، خصوصا بعد تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي الذي صنف فيها حركة أمل من ضمن القوات الإيرانية.

 

وأضافت المصادر أن التصريحات هدفها إرباك الصفقة بين عون والحريري والتي أنهت الفراغ الرئاسي في لبنان.

 

ويأتي موقف الأسد بعد أسابيع على تصريحات لرئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل طالب فيها حزب الله وبقية الميليشيات بالانسحاب من سوريا و”ترك سوريا للسوريين”.

 

وأثار هذا التصريح قلقا لدى الحزب كما لدى حلفاء دمشق في لبنان، يضاف إلى خشية هذا المعسكر من خطط الرئيس اللبناني لإعادة الدفء إلى العلاقات اللبنانية السعودية وتخصيص الرياض بزيارته الأولى إلى خارج لبنان. وهذا ما استدعى تصريحات لباسيل لتأكيد التحالف مع الحزب ونفي أي اشتباك مسيحي شيعي حول تشكيل الحكومة.

 

وأشار الأسد إلى أنه لم تتم دعوة عون بعد إلى زيارة دمشق بسبب انشغال بيروت بتشكيل الحكومة.

 

إلا أن مصادر سياسية لبنانية مقربة من دمشق اعتبرت إثارة موضوع الزيارة إنذارا لعون من مغبة الذهاب بعيدا في الخيار السعودي وأن عدم توجيه الدعوة له لزيارة دمشق، رغم أن موفد الرئيس السوري كان أول من زار الرئيس الجديد في بعبدا، هدفه عدم التصادم العلني مع عون بانتظار “تعقلن” خياراته باتجاه “حلفاء الأمس واليوم”.

 

وتأتي تصريحات الأسد في إطار حملة بدأتها دمشق لاستعادة لبنان إلى الحضن السوري، لعدم استطاعة حزب الله إخضاع لبنان الرسمي بما يتناسب مع أجندة دمشق.

 

ورأت مراجع دبلوماسية في لبنان أن دمشق التي تمّ لها ضبط الحراكين التركي والأردني على حدودها تسعى إلى ضبط ذلك اللبناني طالما أن العراق على حدودها الشرقية ملتزم بدقة بأجندة طهران.

 

واعتبر مراقبون لبنانيون أن زيارة مفتي النظام السوري أحمد بدر حسون إلى لبنان والتي أثارت جدلا واسعا داخل البلد هي جزء من الحملة السورية التي ستستمر مستفيدة من مفاعيل الإنجاز الحلبي.

 

فيما رأى آخرون أن الرئيس السوري يرمي أوراقه مكشوفة باتجاه لبنان في المرحلة الرمادية التي تفصل ما بين انقضاء ولاية أوباما وبدء رئاسة ترامب.

 

وفيما يشبه الرد على تصريحات الأسد قال وليد جنبلاط زعيم الدروز في لبنان إن انتصار الأسد الوشيك في حلب سيزيد من النفوذ السوري والإيراني في لبنان.

 

وأكد جنبلاط أن “الأسد انتصر في حلب مستفيدا من تخلي معظم المجتمع الدولي عن الشعب السوري ولاحقا سينقض على إدلب”.

 

وأضاف “هذا يعني أن تأثير الأسد في لبنان سيزداد وأن القبضة الإيرانية ـ السورية على البلد ستشتد”.

 

ويعتبر جنبلاط من السياسيين الذين يوفرون مؤشرات على الاتجاهات السياسية في الشرق الأوسط وتغيرت مواقفه حيال سوريا أكثر من مرة خلال السنوات الأخيرة. وكان جنبلاط من الأصوات البارزة في الحركة المناهضة لسوريا لكنه خفف من موقفه عقب تقاربه مع حلفاء سوريا في لبنان ومنهم حزب الله.

 

وقال جنبلاط في تصريحات صحافية إنه لا يخطط لإصلاح العلاقات مع الرئيس السوري. مؤكدا أنه لن ينهي حياته السياسية بإعادة ترميم العلاقة مع الأسد “لست بهذا الصدد بتاتا.. حتى لو حقق النظام انتصارا شاملا”.

 

دي ميستورا “سيجتمع بأشخاص حول فريق ترامب” لبحث الأزمة السورية

بي. بي. سي.

أعلن ستيفان دي ميستورا ، مبعوث الأمم المتحدة المكلف بالملف السوري، إنه يعتزم لقاء “أشخاص حول فريق” الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لبحث الأزمة السورية.

 

“الخطة هي أن ألتقى مع بعض الأشخاص حول فريق الرئيس (المنتخب) ترامب”، حسبما قال دي ميستورا في مؤتمر صحفي في الأمم المتحدة.

 

واشار إلى أن الاجتماعات سوف تعقد في نيويورك وواشنطن.

 

غير أنه لم يشر إلى مستوى المسؤولين الذين من المقرر أن يجتمع بهم.

 

وجاء تصريحات المبعوث الدولي بعد أن حث على الاسراع باستئناف المباحثات السلمية لإنهاء الحرب المستمرة في سوريا لما يقرب من ست سنوات.

 

وكان دي ميستورا قد أطلع الدول الأعضاء في مجلس الأمن، في جلسة مغلقة الخميس، على تطورات الأزمة.

 

لقاء خاص مع ستيفان دي ميستورا

 

وعقب الاجتماع، قال المبعوث الدولي “حان الوقت فعلا للنظر بجدية في امكانية تجدد المناقشات السياسية”.

 

ويسعى دي ميستورا منذ شهر يوليو/تموز عام 2014 للتوسط لإبرام تسوية سلمية بين أطراف الصراع في سوريا.

 

وكان قد نقل عن المبعوث الدولي قوله الشهر الماضي إنه لا يعرف سوى القليل عن سياسية ترامب نحو الشرق الأوسط.

 

وتجري حاليا مباحثات بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن هدنة قد تتيح لمقاتلي المعارضة المسلحة والمدنيين الخروج من حلب.

 

وكان الجيش السوري قد سيطر على المدينة القديمة من حلب بعد إخراج المعارضة المسلحة منها.

 

ومن ناحيتها، تكثف الأمم المتحدة مساعيها لوقف إطلاق النار كي يمكنها إجلاء المصابين والمرضي والأطفال والنساء من المدينة.

 

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد قال إن نصرا للجيش السوري في حلب سيكون “خطوة كبيرة” نحو إنهاء الحرب.

 

وتشير التقديرات إلى أنه منذ بدأت الأزمة السورية في هام 2011، شُرد حوالي نصف الشعب السوري البالغ 22 مليون نسمة في داخل وخارج بلده، وقتل أكثر من 400 ألف شخص.

 

«هافينغتون بوست»: الآثار المحتملة لمشاركة مصر عسكريًا في سوريا

نشرت جريدة السفير المقربة من النظام السوري مقالًا في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني تزعم نشر وحدة عسكرية مصرية في سوريا لتقديم الدعم اللوجيستي لجيش الرئيس «بشار الأسد». وزعم التقرير أنّ الوحدة المصرية قد تمركزت في قاعدة حماه الجوية في وسط سوريا منذ 12 نوفمبر/ تشرين الثاني وضمّت 18 طيّارًا، 4 منهم يحملون رتبًا عسكرية بارزة. وأضاف مصدر مجهول في المقال أنّ اثنين من جنرالات المجلس العسكري في مصر يقومون الآن بزيارة الخطوط الأمامية للمواجهات في سوريا ويقومون بعقد لقاءات تقييمٍ عسكرية.

 

وخرجت الأنباء عن التواجد المصري في سوريا بعد أيامٍ فقط من إعلان الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» دعم بلاده لـ«جيش الأسد». وقد أكّد وزير الخارجية السوري «وليد المعلم» لاحقًا في مؤتمر صحفي في دمشق، أنّ العلاقات السورية المصرية تشهد تقدّمًا، مضيفًا أنّه يتبقى فقط «قفزة صغيرة لتعود العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها».

 

وأثار تقرير السفير بعض الارتباك والجدل بين مراقبي المنطقة، الأمر الذي دفع السفارة المصرية في بيروت للرد. وأنكر السفير «نزيه النجاري» الادّعاءات بمشاركة بلاده عسكريًا في سوريا، لكنّ جريدة السفير نشرت توضيحًا يؤكد صدق مصادرها. وفي 29 نوفمبر/ تشرين الثاني، ذكرت وكالة الأنباء الروسية سبوتنيك أيضًا أنّ الحكومة السورية قد رحبت بمساهمة أي جيش عربي كحليف في «مواجهة الإرهاب في الأراضي السورية».

 

وبغض النظر عن دقة أنباء جريدة السفير، هي فقط مسألة وقت قبل وضع اللمسات النهائية في تحالف مصر مع «الأسد» وروسيا. وأشار كاتب المقال، «محمد بلوط»، وهو صحفي يشاع عنه علاقته القوية بالمخابرات السورية، إلى أنّ مصر ستزيد من مشاركتها في سوريا مع بدايات شهر يناير/ كانون الثاني عام 2017.

 

وإذا كانت مصر في الواقع تشارك في سوريا عسكريًا، فمن المرجح أن ديناميكيات القوة الرئيسية في سوريا والمنطقة ستضطرب للغاية.

 

العلاقات السورية المصرية

لقد حافظت دمشق والقاهرة على علاقات قوية طوال 60 عامًا، توقّفت فقط خلال الربيع العربي عام 2011، عندما خرجت الانتفاضات ضد الحكم العسكري في كلا البلدين. وعندما نجحت الثورة في مصر في الإطاحة بالرئيس في ذلك الوقت «حسني مبارك»، ظلّت العلاقات مع «نظام الأسد» مقطوعة، حتّى استولى الجيش المصري على السلطة وأطاح بالرئيس «محمد مرسي» القيادي بجماعة الإخوان المسلمين وأودعه السجن.

 

ومنذ انتخاب «السيسي» عام 2014، كانت سياسة مصر في سوريا دبلوماسية، وليست عسكرية، في صالح الوصول لحل سياسي بين النظام والمعارضة. ودعمت مصر مجموعة من شخصيات المعارضة سمّيت بوفد مؤتمر القاهرة.

 

وعلى الرغم من التقارب الحالي بين البلدين، جدد «السيسي» في مقابلة مع التلفزيون البرتغالي الأسبوع الماضي أنّ موقف مصر يظل مع «احترام الشعب السوري، والبحث عن حل سياسي كأفضل سبيل للأزمة السورية». لكنّ الدعم المصري لحل سياسي في سوريا يتطلب مواجهة الإرهاب، حيث أنّ أولوية القاهرة «في دعم الجيوش الوطنية»، كما قال «السيسي».

 

وإذا أعلنت مصر رسميًا نيتها ممارسة دور عسكري في سوريا، فإنها ستظهر دعمها للأسد في شكل القتال ضد تنظيم الدولة. وعلى غرار النهج الذي اتخذته روسيا، سيؤمّن ذلك لمصر موقعًا على طاولة المفاوضات كوسيط وسيسمح لها التواجد العسكري على الأرض بتعزيز موقف «الأسد».

 

تحولات التحالفات

ومنذ تولي «السيسي» السلطة، اعتمد على السعودية في التغلب على مشاكل مصر الاقتصادية. وكان الملك السعودي سخيًا في المساعدات والقروض والنفط رخيص الثمن. وفي المقابل، انتظرت الرياض الولاء من قبل القاهرة في القضايا الإقليمية، بما في ذلك قضايا سوريا واليمن، والتوترات القائمة مع إيران. مع ذلك، لم تزدهر هذه العلاقة التكافلية. ومع ظهور تحديات اقتصادية خاصة، قطعت السعودية شحناتها من النفط رخيص الثمن عن مصر وقللت المساعدات، الأمر الذي دفع القاهرة لإعادة التفكير في تحالفاتها والبحث عن أصدقاء جدد.

 

وفي حين استفادت مصر كثيرًا من السعودية في السنوات الأخيرة، أبقت كذلك على علاقات دافئة مع روسيا. وكانت روسيا تاريخيًا صديقة لمصر، مع الوفاق الذي يعود لحقبة الاتحاد السوفييتي. واليوم، تسعى روسيا لإعادة الاستثمار في الأنظمة ذات التوجه العسكري في المنطقة، الأمر الذي يجعل من مصر شريكًا منطقيًا.

 

وقد انجذب «السيسي» إلى مكانة روسيا المتنامية في المجتمع الدولي أكثر من النقد القادم من السعودية. ومن المنظور المصري، كلّما تدهورت العلاقة أكثر مع السعودية، لابد من توطيد العلاقة أكثر مع روسيا. وتستفيد مصر من صفقات السلاح الروسي، وتستضيف الآن تدريبات عسكرية مشتركة. ومن حيث تجارة النفط، ستكون مصر قادرة على الدخول إلى النفط الإيراني والعراقي كبديل بعد تعليق النفط السعودي.

 

ستؤثر كل تلك العوامل على القرار المصري بالانخراط في سوريا، حتّى وإن كان ذلك يعني إحاطتها نفسها بأعداء السعودية. وقلبت الحرب السورية النظام العالمي، ونتيجة لذلك، يتغير دور مصر. وتكتسب مع الوقت دعمًا دوليًا، وربما يزيد ذلك مع تولي الرئيس المنتخب «دونالد ترامب»، والذي يركز في سوريا على هزيمة تنظيم الدولة. ومع الدعم الدولي، تكون مع مصر في طريقها لتصبح «قوة استقرار» في المنطقة، كما كانت في الماضي.

 

كيف هو الأمر بالنسبة للأسد؟

يستمر «الأسد» في الاستفادة من الدول الأجنبية المتنافسة على السلطة في سوريا. ومع الدعم الذي حصل عليه قواته من روسيا وإيران وحزب الله في لبنان والميليشيات العراقية، فقد كان قادرًا على إنشاء نظام جديد للقوى على الأرض في سوريا، لا سيما ضد المعارضة المسلّحة. وبإضافة القوات المصرية سيكون الأمر أكثر من مساعدة عسكرية، ولكن سيترجم ذلك إلى مزيد من الإجماع الدولي على حكمه، وستكون ضربة للمعسكر الذي يدعم المعارضة السورية.

 

ومع وجود «ترامب» في البيت الأبيض، سيكون لهذا المعسكر المؤيد للأسد وروسيا القدرة على النمو. وستواجه المعارضة السورية قوةً لا تقهر تقريبًا، إلّا إذا وجدت قوى مثل تركيا والسعودية وقطر، بجانب دول الاتحاد الأوروبي، طريقًا لمواجهة النفوذ الروسي المتنامي.

 

وتحرص القاهرة على توسيع نفوذها في المنطقة، التحرك الذي سيزيد من المنافسة الدولية في الشرق الأوسط، حيث تعزز القوى الأجنبية مواقعها وتحالفاتها. وتساهم مشاركة مصر عسكريًا في سوريا لصالح «الأسد»، في دفع القوى الخارجية المساندة للمعارضة لزيادة مشاركتها العسكرية. وبغض النظر عن الجانب الذي يقاتلون في صفّه، فإنّ إدخال جيوش خارجية جديدة للصراع سيكون له فقط نتائج مأساوية على المدنيين السوريين.

المصدر | هافينغتون بوست

 

الأمم المتحدة تتبنى مبادرة المعارضة بحلب  

أكد مصدر بالمعارضة السورية أن الأمم المتحدة أبلغتهم بتبنيها للمبادرة التي قدمتها الفصائل المعارضة في حلب لإخراج الجرحى، وأن الأمر يتوقف على موافقة روسيا، بينما أعلن النظام السوري أنه مستعد لاستئناف حوار سوري سوري.

 

ونقل مراسل الجزيرة  في غازي عنتاب عن مصدر في المعارضة السورية المسلحة أن لقاء عقد مع ممثلين عن الأمم المتحدة والمبعوث الدولي الخاص ستفان دي ميستورا، وأنهم أبلغوهم بتبنيهم للمبادرة التي قدمتها الفصائل المسلحة في حلب.

 

وقال المراسل معن الخضر إن هذا اللقاء جاء بعد عدة لقاءات مؤخرا بين ممثلين للمعارضة المسلحة وممثلين للاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، مضيفا أن المبادرة تتضمن وقفا لإطلاق النار لمدة خمسة أيام وإخراج الجرحى والراغبين من المدنيين إلى ريف حلب الشمالي، والجلوس إلى طاولة المفاوضات لوضع حل للصراع بحلب.

 

وأوضح المراسل أنه يجري حاليا تجهيز قوائم بأسماء خمسمئة جريح من أصحاب الحالات الحرجة داخل حلب بهدف إخراجهم للعلاج، وأن الأمر الآن يعتمد على الموافقة النهائية من قبل الطرف الروسي، وذلك بعد موافقة روسية مبدئية.

 

وفي الأثناء، أعلنت وزارة الخارجية السورية في دمشق عن استعداد النظام لاستئناف الحوار السوري السوري دون تدخل خارجي أو شروط مسبقة.

 

وكانت قيادة الفصائل المقاتلة في حلب قد قدمت الأربعاء وثيقة باسم “مبادرة إنسانية من فصائل حلب المحاصرة لإنقاذ المدنيين في المدينة”، وطالبت بإجلاء الحالات الطبية الحرجة من شرق حلب تحت رعاية الأمم المتحدة وبالضمانات الأمنية اللازمة.

 

وجاء في الوثيقة “عندما يتم تخفيف وطأة الحالة الإنسانية في مدينة حلب الشرقية، تقوم الأطراف المعنية بالتفاوض حول مستقبل المدينة”.

 

يذكر أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صرح اليوم الجمعة بأن القتال سيستمر في حلب حتى خروج مسلحي المعارضة منها، وأنه سيُسمح لهم بمغادرة المدينة بسلاحهم الخفيف فقط.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

الجيش الحر يطلق معركة اقتحام الباب   

أعلن الجيش السوري الحر الجمعة انطلاق معركة السيطرة على مدينة الباب، أبرز معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في ريف حلب الشرقي، بينما نقلت وكالة أعماق التابعة للتنظيم مقتل عائلتين جراء قصف جوي ومدفعي تركي استهدف عدة مواقع بالمدينة.

 

وأفاد ناشطون بأن كتائب المعارضة المدعومة من تركيا سيطرت بالفعل على قريتي براتا والدانا غربي مدينة الباب بريف حلب الشرقي.

 

وتشكل السيطرة على مدينة الباب الهدف الإستراتيجي الأهم في معارك درع الفرات المدعومة من الجيش التركي التي بدأت أواخر أغسطس/آب الماضي.

وتشهد المنطقة صراعا على النفوذ بين الجيش الحر المدعوم من تركيا ووحدات الحماية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.

 

وتشكل مدينة الباب أهم نقاط الاتصال بين مواقع سيطرة الوحدات الكردية بمدينة منبج ومواقعها في ريف حلب الشمالي.

 

وبالتزامن مع إعلان الجيش الحر انطلاق معركة السيطرة على الباب، نقلت وكالة أعماق مقتل عائلتين وعدد من المدنيين في “أكثر من ثلاثين غارة تركية” على المدينة.

 

وقالت إن عددا من المدنيين ما زالوا عالقين تحت الأنقاض، لكنها لم تذكر ما إذا كانت هناك خسائر بين عناصر تنظيم الدولة الإسلامية.

يذكر أن الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة تسعى إلى تجنب وقوع مواجهات بين القوات التركية والوحدات الكردية شمال سوريا.

 

وقف التصعيد

وقال المتحدث باسم التحالف جون دوريان “سهلنا هذا الأسبوع محادثات مشتركة مع تركيا، وقوات سوريا الديمقراطية (أغلبها من الأكراد) وشركاء آخرين في التحالف من أجل تعزيز وقف التصعيد في المنطقة”.

 

وأضاف أن التحالف يحاول ضمان الإبقاء على حوار يجعل الجميع مركزا على مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وقال مسؤول عسكري أميركي الخميس إن “أكثر ما يثير قلق قوات سوريا الديمقراطية هو أن الأتراك يهددونهم بمهاجمتهم من الخلف”.

 

وأضاف أن “هذا ما جعلهم يترددون في التقدم” نحو الرقة، المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، والهدف الكبير المقبل للتحالف في  سوريا.

 

وكانت قوات سوريا الديمقراطية بدأت في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حملة “غضب الفرات” لعزل الرقة، لكن التحالف يرى أن اقتحام المدينة يجب أن يعهد به لقوات عربية.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

الشيوخ” الأميركي يقر تسليح معارضة سوريا.. وموسكو تحذّر

دبي – قناة العربية

أقر مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية ساحقة، مسودة قانون “تفويض الدفاع الوطني”، التي تتضمن موازنة “البنتاغون” للعام 2017.

التشريع تضمن تفويضاً للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يستطيع بموجبه تزويد المعارضة السورية التي يتم التحقق من خلفياتها بحسب النص، بمضادات للطائرات تُحمل على الكتف من طراز “مانباد”. التشريع يشترط موافقة وزيري الخارجية والدفاع.

من جانبه، قال الكرملين، اليوم الجمعة، إن قراراً أميركيا برفع بعض القيود على شحنات الأسلحة لمقاتلي المعارضة السورية محفوف بالمخاطر لأن السلاح قد يقع في نهاية الأمر في أيدي “إرهابيين” على حد وصفه.

 

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف إن مثل هذا القرار إذا تمت الموافقة عليه سيمثل تهديداً للشرق الأوسط والقوات الروسية في سوريا.

 

وفي سياق آخر، وتعليقا على الجهود الأميركية الروسية للتوصل إلى اتفاق لتسهيل الخروج الآمن لمقاتلي المعارضة من شرق حلب قال بيسكوف إن الكرملين يحدوه الأمل في التوصل لاتفاق لكنه ذكر أن المحادثات معقدة ولا تزال متعثرة بسبب قرارات واشنطن.

 

الأمم المتحدة تصوت اليوم على مشروع قرار لوقف النار بحلب

روسيا تعتبر أنه لن يكون لمشروع القرار الكندي أي تأثير على الأرض

دبي – قناة العربية، وكالات

من المتوقع أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا ووصول قوافل المساعدات الإنسانية.

مشروع القرار الذي ستصوت عليه 193 دولة في الجمعية العامة، صاغته كندا، وهو قرار غير ملزم يطلب وقفاً كاملاً لجميع الهجمات ضد المدنيين ورفع الحصار عن كل المدن المحاصرة.

يشار إلى أن روسيا والصين كانتا استخدمتا في وقت سابق من الأسبوع الحالي حق النقض “فيتو” على قرار لمجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار لسبعة أيام في حلب.

وكانت تلك المرة السادسة التي تستخدم فيها روسيا “فيتو” حول سوريا منذ بدء النزاع في مارس 2011.

وسبق أن اعتبرت روسيا أنه لن يكون لمشروع القرار الكندي أي تأثير على الأرض.

وكان المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، حضر اجتماعاً مغلقاً لمجلس الأمن الخميس قبل محادثات مرتقبة في جنيف السبت بين الولايات المتحدة وروسيا حيال اتفاق محتمل من شأنه أن يسمح بخروج المدنيين ومقاتلي المعارضة من حلب.

ويفترض أن تعقد جلسة الجمعية العامة عند الساعة 1500 بتوقيت غرينتش.

 

وزارة الدفاع الروسية تعلن إخراج 8000 مدني من شرق حل

دبي – قناة العربية

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها أمّنت إجلاء أكثر من 8 آلاف مدني من الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة، شرقي حلب، خلال الـ 24 ساعة الماضية، من بينهم 3 آلاف طفل.

وفي بيان رسمي أضافت وزارة الدفاع الروسية بأن 14 مقاتلاً من المعارضة قاموا بتسليم أنفسهم أيضا والعبور نحو القسم الغربي من المدينة والخاضع لسيطرة قوات النظام، حيث تم العفو عنهم بحسب ما أورد البيان.

 

دي ميستورا: حان الوقت لاستئناف المحادثات السورية

دبي – قناة العربية

أشار المبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي مستورا، إلى أن النظام وروسيا أعلنا عن تعليق العمليات العسكرية في حلب، لافتاً إلى أن المحادثات مستمرة بين الجانبين الأميركي والروسي لبحث خروج المقاتلين ومدنيين من شرق حلب وأن لقاءات السبت ستحدد إلى أي جهة سينتقلون.

وشدد دي ميستورا أنه حان الوقت للبحث في كيفية استئناف المفاوضات السياسية، مضيفاً أنه لا يجب إعطاء انطباع بأن الانتصار العسكري هو الحل، قائلاً إن “الوقت الآن مناسب لنتطلع بجدية إلى كيفية استئناف المفاوضات السياسية. الجميع يعي ذلك. هناك حاجة لتوجيه رسالة، خاصة إلى النظام، أنه يجب المجيء إلى جنيف والعمل في إطار القرار 2254. لا يجب إعطاء انطباع بأن الحل يكمن بالانتصار العسكري”.

 

روسيا تعلن خسارة المعارضة 93 بالمئة من شرق حلب

القوات الحكومية سيطرت على مناطق واسعة من شرق حلب.

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال مسؤول في وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، إن القوات السورية نجحت في انتزاع 93 بالمئة من الأراضي التي كانت تحت سيطرة المعارضة في شرق حلب، شمالي سوريا.

وقال سيرغي رودسكوي، المسؤول بوزارة الدفاع الروسية، إن ما يصل إلى 10500 شخص غادروا شرق حلب خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

 

وأضاف، في تصريحات بثها التلفزيون الروسي، أن الجيش السوري سيطر على 93 بالمئة من حلب، واستعاد 52 منطقة سكنية من مقاتلي المعارضة.

 

ومنذ منتصف الشهر الماضي، تشن القوات السورية، بدعم من الميليشيات المرتبطة بإيران، هجوما مكثفا على القطاع الشرقي من حلب، تحت غطاء من الغارات الجوية العنيفة والقصف المدفعي المركز.

 

وقد نجحت في السيطرة على مناطق واسعة من القطاع الشرقي لاسيما في الشمال والوسط، في حين تراجعت المعارضة إلى “القسم الجنوبي والجنوبي الشرقي”، حسب معلومات المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وعلق مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، على ما ذكرته المصادر الروسية، بالقول لـ”سكاي نيوز عربية” إن “قوات النظام لم تحقق أي تقدم في اليومين الماضيين”، مشيرا إلى أنها تسيطر على 85 بالمئة من شرق حلب.

 

وأوضح أن أحياء ومناطق “الصالحين والفردوس وبستان القصر والكلاسة والأنصاري (شرقي وغربي) والسكري والمشهد” لا تزال تحت سيطرة المعارضة بالكامل، في حين أن “المغاير وسيف الدولة وصلاح الدين والعامرية وشيخ سعيد” تشهد تنازعا للسيطرة بين الجانبين.

 

والتقدم الميداني على الأرض تزامن مع ضربات جوية ومدفعية عنيفة أسفرت عن مقتل 384 مدنيا ونزوح عشرات الآلاف إلى المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية أو الأحياء التي لاتزال تنتشر فيها المعارضة.

 

وأثار أحدث هجوم على القطاع الشرقي من حلب، المحاصر من قبل القوات الحكومية منذ أشهر، موجة استنكار، وقدمت دول مشروع قرار لمجلس الأمن يدعو لهدنة لسبعة أيام في المدينة، إلا أنه اصطدم بالفيتو الروسي والصيني.

 

وبعد الفيتو، قال وزير الخارجية الروسي، على هامش اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا الخميس، “أستطيع أن أقول لكم اليوم إن العمليات القتالية للجيش السوري أوقفت في شرق حلب، لأن هناك عملية كبيرة قائمة لإجلاء المدنيين”.

 

وأضاف لافروف “سيكون هناك ممر لإجلاء ثمانية آلاف شخص لمسافة خمسة كيلومترات”، قبل أن يشير إلى أن مفاوضات عسكرية ودبلوماسية ستعقد السبت في جنيف “لإنهاء العمل.. الذي يحدد وسائل حل المشكلات في شرق حلب”.

 

والجمعة، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء معلومات حول فقدان المئات من الرجال بعد هروبهم من شرق حلب إلى مناطق خاضعة لسيطرة “قوات النظام”، وكلك منع آخرين من الفرار من مناطق المعارضة.

 

وقال المتحدث باسم مجلس حقوق الإنسان، روبرت كولفيلن لصحفيين في جنيف “نحن قلقون جدا على أمن المدنيين في حلب، الذين لا يزالون في مناطق سيطرة المعارضة، والذين فروا إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة”.

 

وأضاف “تلقينا ادعاءات مقلقة للغاية حول فقدان مئات من الرجال بعد عبورهم إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام” السوري في حلب، مؤكدا أنه “من الصعب للغاية التحقق من الوقائع”.

 

وأوضح كولفيل أن التقارير تتحدث عن فصل الرجال عن النساء، وأن أعمار الرجال الذين فقد الاتصال معهم تتراوح بين 30 و50 عاما، وأن عائلاتهم قالت إنها فقدت الاتصال بهم بعد الفرار من مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في حلب، قبل أسبوع أو عشرة أيام.

 

وأردف قائلا “نظرا إلى سجل الحكومة السورية الرهيب في الاعتقالات التعسفية والتعذيب والاختفاء القسري، نحن بالطبع قلقون للغاية على مصير هؤلاء الأفراد”، وتحدث عن “ادعاءات بممارسات عقابية ضد مدنيين دعموا مجموعات المعارضة المسلحة”.

 

حلب بين واشنطن وموسكو.. البحث عن “صفقة

واشنطن تمهد لمباحثاتها المقبلة بالضغط على تركيا، ودفعها إلى مصالحة ولو مؤقتة مع الأكراد السوريين

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

البحث عن هدنة، أو وقف لإطلاق نار، أو على الأقل “حركة ما” تغيب الوجه القبيح للسياسة الدولية ولو مؤقتا عن المدنية الجريحة، هو المعلن أو المفهوم من اللقاء الجديد بين الجانبين الأميركي والروسي بشأن حلب.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الخميس، إنه اتفق مع نظيره الأميركي جون كيري على عقد اتفاق على مستوى الخبراء السبت لبحث أوضاع المدينة، مشيرا إلى أن عمليات القوات الحكومية توقفت في المدينة.

 

لكن شيطان التفاصيل يقول إن صفقة ما يجري الإعداد لها، عسكريون يتفقون، فيلحقهم الدبلوماسيون والأكيد أن الكل سئم من مجلس الأمن، ومن المجتمع الدولي، ومن حقيقة أن الإنسان بات في أسفل اهتمامات الساسة، فيما تودع حلب كل يوم كوكبة من أبنائها على مذبح الخلافات والاختلافات بين الكبار.

 

ما الجديد؟

 

العالم بشكله السياسي كان ولم يزل يقدم إنسانه ثمنا لصفقاته السياسية ويقدم مصالحه على القيم والمبادئ الإنسانية.

 

وواشنطن تمهد لمباحثاتها المقبلة بالضغط على تركيا، ودفعها إلى مصالحة ولو مؤقتة مع الأكراد السوريين، وموسكو تفرض وقفا للعمليات على حلفائها في سوريا لعلها تشتري رضا أيضا مؤقتا من العالم.

 

الناظر إلى خريطة العمليات في حلب وكيف تطورت على مدى الأسابيع الماضية قد يتكهن بأهدافها التي تجتمع في ترك المعارضة المسلحة مترنحة تتوقع كل يوم حلبا جديدة في أكثر من مكان وزمان.

 

وربما كما يقول البعض إنها تحضر لـ”سوريا المفيدة” التي يجري الحديث عنها: مناطق استراتيجية تتحكم فيها دمشق، ومن خلفها موسكو، وجزر معزولة للمعارضة تمثل إدلب النموذج الأبرز لها.

 

حسابات دمشق إذا تفرضها موسكو، ولكن لا ينبغي إغفال مصالح حلفاء دمشق، فحزب الله أراد من حرب سوريا الامتداد شرقا قبل أن يهاجم في معاقله، فهو يعلم أن هزيمة النظام السوري تدق آخر مسمار في نعش تحضره القوى الكبرى له منذ أمد.

 

أما اللاعب الأهم، إيران، فترى في سوريا الامتداد الطبيعي بعد العراق، وهو امتداد يعزز طموحا لم تنكره طهران يوما باستعادة مجد فارسي غابر تحت مسمى تصدير الثورة ودغدغة مشاعر المسلمين بالحديث عن التصدي للقوى الغربية وإسرائيل.

 

مصالح تتقاطع اليوم في حلب، قد تتلاقى عند نقطة أو اثنتين أو ثلاث، لكنها لن تلتقي في كل النقاط وفي كل الأوقات، فتترك حلب لتفرز أكثر من حلب وفي أكثر من بلد.

 

مسؤولون بالائتلاف الوطني السوري المعارض ينفون وقف هجمات النظام وروسيا على حلب

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 9 كانون الأول/ديسمبر 2016

روما- نفى مسؤولون في الائتلاف الوطني السوري المعارض وقف “الهجمات الإرهابية التي يشنها نظام الأسد وروسيا والميليشيات الإيرانية على حلب”.

 

وقال عضو الهيئة السياسية،  أسامة تلجو، حسبما نقل عنه المكتب الإعلامي للائتلاف،  إن “العمليات العسكرية على حلب مستمرة، والقصف استهدف الشيخ سعيد وجب الجلبي”، مشيراً إلى أن “قوات الأسد والميليشيات الإيرانية هاجمت أحياء حلب من محورين، وهي ذاتها التي تعرضت للقصف”.

 

وطالب تلجو الأمم المتحدة بـ”إصدار قرار ملزم يدعو إلى وقف القصف على المدنيين بشكل فوري، والضغط على روسيا لوقف دعمها لتلك الهجمات الإرهابية التي تسببت بمقتل أكثر من 1000 مدني خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.

 

فيما اعتبر رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني، هيثم المالح أن روسيا مستمرة بــ”الكذب” على السوريين والمجتمع الدولي، وهي “اختارت دعم النظام منذ البداية لأنه يتناسب مع نهجها، كما أن بشار الأسد يفكر في نفس عقلية فلاديمير بوتين وهي “المافيوية”.

 

وتابع المالح قوله، إن “روسيا لن تسمح للشعب السوري بأن يقرر مصير نفسه لأنها تعتبر وجودها في سورية أساسي، مضيفاً إن الغاية بالنسبة لموسكو تبرر الوسيلة، لافتاً الانتباه إلى أن الهجمات الإرهابية لن تتوقف على حلب أو أي مدينة سورية أخرى.

 

وبدورها، رأت عضو الائتلاف الوطنين كفاح مراد أن “روسيا لن توقف عملياتها العسكرية ضد المدنيين في سورية إذا لم تتلق ضغوطاً حقيقية من المجتمع الدولي تجبرها على ذلك”، مشيرة إلى أن “السبيل الوحيد اليوم أمام الأهالي هو الصمود ومقاومة قوات الأسد ومن معها من ميلشيات طائفية”.

 

روسيا تقول 10500 شخص غادروا شرق حلب خلال 24 ساعة

موسكو (رويترز) – قال سيرجي رودسكوي المسؤول بوزارة الدفاع الروسية يوم الجمعة إن ما يصل إلى 10500 شخص غادروا شرق حلب خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

 

وأضاف في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي أن الجيش السوري سيطر على 93 بالمئة من حلب واستعاد 52 منطقة سكنية من مقاتلي المعارضة.

 

وأضاف أن القوات الجوية الروسية والسورية لم تحلق فوق حلب منذ 18 أكتوبر تشرين الأول.

 

(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

 

المرصد: تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على مزيد من الأراضي قرب تدمر

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تنظيم الدولة الإسلامية استولى يوم الجمعة على مزيد من الأراضي من القوات الحكومية السورية قرب مدينة تدمر الأثرية بعد معارك عنيفة مستمرة لليوم الثاني على التوالي.

 

وشن مقاتلو التنظيم هجوما في وقت متأخر يوم الخميس استولوا خلاله على صوامع الغلال شمال شرقي تدمر وبعد ذلك سيطروا -جزئيا على الأقل- على حقول النفط والغاز إلى الشمال الغربي من المدينة.

 

وقال المرصد إن عشرات الجنود الحكوميين قتلوا في الاشتباكات. وتشن الطائرات الحربية السورية ضربات في المنطقة في محاولة من جانب الجيش السوري لاستعادة المواقع التي خسرها.

 

ويعد القتال الدائر حاليا قرب تدمر من أعنف ما شهدته المنطقة منذ استعاد الجيش السوري تدمر في مارس آذار بعد قرابة عامين من سيطرة الدولة الإسلامية عليها وتدمير أجزاء كبيرة من آثارها التي كانت منظمة اليونسكو قد أعلنتها من التراث العالمي.

 

والجماعة المتشددة في وضع سيء في كل من سوريا والعراق منذ أواخر العام الماضي مع فقدانها الكثير من المناطق التي كانت قد سيطرت عليها في كل من البلدين وأيضا مقتل بعض من أبرز قيادييها في ضربات جوية.

 

(إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

لافروف: أمريكا تماطل في المحادثات بشأن اتفاق حول حلب

من أندريا شلال

هامبورج (ألمانيا) (رويترز) – اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الولايات المتحدة يوم الجمعة بالمماطلة في المحادثات الرامية إلى إبرام اتفاق يسمح للمعارضة المسلحة في سوريا بالخروج بسلام من حلب وقال إن واشنطن تتبنى مواقف “غريبة” ومتناقضة في محادثاتها مع موسكو.

 

وقال لافروف إنه لا تزال هناك “فرصة جيدة” للتوصل لاتفاق بشأن حلب بشرط ألا تغير واشنطن موقفها من المشاركة في اجتماع لخبراء فنيين بشأن القضية في جنيف يوم السبت.

 

لكنه قال إن القتال سيستمر لحين مغادرة قوات المعارضة نافيا أنه قال يوم الخميس إن الجيش السوري سيوقف نشاطه.

 

وتابع أن افتقار واشنطن للسيطرة على المعارضة السورية كان عاملا في عدم قدرتها على التوصل لاتفاق.

 

لكنه قال أيضا أن وزارة الخارجية الأمريكية ليست “مسؤولة” فيما يبدو عن جميع العوامل وإن جهات في الحكومة الأمريكية لم تؤيد على ما يبدو استمرار المفاوضات مع روسيا.

 

وأبلغ لافروف الصحفيين أيضا خلال اجتماع في هامبورج لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أنه يحمل أوكرانيا مسؤولية التأخر في التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل السجناء وقال إن كييف رفضت الدخول في محادثات مباشرة مع ممثلين عن منطقة دونباس بشرق أوكرانيا.

 

(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

صور لروعة الماضي: حلب قبل الحرب

(رويترز) – قبل الحرب كانت مئذنة الجامع الأموي التي عمرها ألف عام تشمخ في سماء حلب بينما تطل قلعة مهيبة على قلب المدينة القديمة إلى جانب سوق مسقوف يرجع إلى العصور الوسطى ومركز تجاري من القرن الحادي عشر.

 

وقبل أن يضرب معول الحرب الأهلية المدمرة في سوريا حلب كانت المدينة الأكبر في البلاد قاعدة تجارية نابضة ومركزا تاريخيا مزهوا يعرض تراثه الغني في المعالم الأثرية القديمة التي ظل المسافرون والتجار والمصلون يستخدمونها في العصر الحديث.

 

لكن الصراع الذي اندلع في أرجاء سوريا في 2011 تفجر في حلب في صيف 2012 مع سيطرة مقاتلي جماعات المعارضة المسلحة على الجزء الشرقي من المدينة.

 

صور روعة الماضي: حلب قبيل الحرب

 

كان مقاتلو المعارضة يأملون بأن يشكل زحفهم إلى حلب بداية النهاية لنظام الرئيس بشار الأسد في حين تعهدت الحكومة في دمشق بطردهم بسرعة.

 

ولم يحقق أي من الطرفين أهدافه واستمرت الحرب في حلب أكثر من أربع سنوات. ومع استمرار الحرب الطاحنة أصبحت حلب الجائزة الكبرى في الحرب الأهلية حتى بعد أن تداعت المدينة تحت وطأة ضربات جوية من قوات الحكومة وقصف من الجانبين.

 

وتعرضت أجزاء من السوق القديم للتدمير وأٌحرقت أجزاء أخرى وتهدمت مئذنة الجامع الأموي قبل ثلاث سنوات بعد أن صمدت منذ القرن الحادي عشر.

 

ولم تسلم المباني الحديثة أيضا من ويلات الحرب. وأقفل مركز الشهباء التجاري على مشارف المدينة واستولى عليه عدد من الجماعات المسلحة أثناء مراحل مختلفة في القتال حول حلب.

 

وتحول فندق البارون -الذي تضم قائمة ضيوفه في الماضي شخصيات مثل مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة والضابط البريطاني المعروف باسم لورنس العرب والملك فيصل ملك سوريا والعراق- إلى أطلال على خط الجبهة.

 

والآن يوشك الجيش السوري المدعوم من روسيا وإيران على استرداد المدينة بعد أن استعادها كلها باستثناء جيب صغير في الشرق.

 

وترى الحكومة السورية أن النصر يلوح في الأفق. لكن حلب تغيرت.

 

فالدمار منتشر في المدينة والخسائر أكبر من أن تحصى.. الشيء الوحيد الذي ينبض بالحياة هو الصور والذكريات.

 

(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية – تحرير وجدي الالفي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى