أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 10 تموز 2015

النظام على تخوم تدمر ويوسّع غاراته على الزبداني

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –

شنت القوات النظامية السورية مدعومة بغارات مكثفة، هجوماً لاستعادة مدينة تدمر الأثرية من تنظيم «داعش» الذي اخذ المبادرة في مدينة الحسكة وسط تعرض عناصره لقصف مقاتلات التحالف في ريف الرقة، فيما وسع الطيران السوري غاراته لتشمل مضايا وبلودان المجاورتين للزبداني شمال غربي دمشق. ودافع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس عن فكرة تأسيس تحالف اقليمي – دولي ضد تمدد «داعش».

وأفاد التلفزيون الرسمي بأن القوات النظامية بدأت الهجوم على تدمر وعرض لقطات للقلعة التاريخية في المدينة، قائلاً ان «العملية العسكرية البرية والجوية لقواتنا المُسلحة بدأت بملاحقة إرهابيي تنظيم داعش وتطهير مدينة تدمر». وأضاف: «وصلت القوات وتمكنت من السيطرة على عدد من النقاط باتجاه تدمر».

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان القوات النظامية باتت على بعد خمسة كيلومترات غرب المدينة وتخوض مواجهات عنيفة مع «داعش» الذي دمر ثلاث عربات للنظام، لافتاً الى انها «يمكن ان تدخل المدينة في اي وقت والمنطقة التي تفصلهم عنها هي منطقة صحراوية». وأشار نشطاء من تدمر الى ان المدينة التي سيطر عليها «داعش» في ايار (مايو) الماضي، تعرضت لغارات عدة قتل وجرح فيها مدنيون، علماً انه يقيم فيها حوالى 50 الف شخص.

وتمكنت «وحدات حماية الشعب» الكردي بدعم من مقاتلات التحالف من صد هجوم «داعش» على بلدة عين عيسى قرب الرقة، بعد تسلل عناصر التنظيم، حيث فرَّ حوالى 40 نحو الريف الجنوبي من المدينة، فاستهدفتهم مقاتلات التحالف وقتلت الكثير منهم، وفق «المرصد» الذي اشار الى ان «داعش» استعاد المبادرة في مدينة الحسكة بين الرقة وحدود العراق شرقاً، بسيطرته على دوار البانوراما في المدينة. وأشار «المرصد» الى ان «داعش» اعتقل في نهاية حزيران (يونيو) الماضي بطل العالم في الملاكمة الألماني فالديت جاشي «أثناء محاولته الفرار مع مجموعة أخرى من مناطق يسيطر عليها داعش في ريف حلب واقتادوهم إلى سجن في مدينة منبج». وتضاربت الأنباء حول مصيرهم.

في حلب، قصفت قوات النظام منطقة البحوث العلمية التي يشهد محيطها اشتباكات، فيما قالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أن «عدداً من قوات النظام قتل وجُرح آخرون في مواجهات مع كتائب الثوار في ريف حلب الجنوبي». وأعلن «تجمع فاستقم كما امرت» الذي يشارك في الهجوم على حلب، عن تخريج دفعة من مقاتليه.

في الجنوب، قال «المرصد» ان مروحيات النظام ألقت حوالى 30 «برميلاً» على مناطق في مدينة الزبداني بالتزامن مع الاشتباكات العنيفة بين «حزب الله» اللبناني والفرقة الرابعة (في الحرس الجمهوري السوري) من طرف، ومسلحين محليين من طرف آخر، فيما قال نشطاء ان الطيران وسع دائرة غاراته لتشمل مضايا وبلودان اللتين قصفتا بعشرات «البراميل».

وقالت «منظمة أطباء بلا حدود» امس ان أكثر من 65 جريحاً – معظمهم مصابون نتيجة سقوط براميل متفجرة – وصلوا إلى غرفة الطوارئ في مستشفى الرمثا شمال الأردن في الأسبوعين الماضيين، مسجلين ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الحالات.

من جهة اخرى قال لافروف امس ان بلاده «تناقش يومياً» فكرة تأسيس تحالف اقليمي – دولي ضد تمدد «داعش» وإن النظام السوري وافق عليها. لكن لافروف شدد على عدم نية بلاده المشاركة في التحالف المقترح، وأنها لن ترسل قوات الى المنطقة، مشيراً الى ان روسيا «ستركز على حماية حدودها ضدَّ تهديد جماعة «داعش» الإرهابية، والمعركة في سورية والعراق يجب أن تقودها القوات المسلحة المحلية ولا يوجد أي نقصٍ في الرجال المسلحين ضمن هذه المنطقة».

ودافع لافروف امام الصحافيين عن «واقعية الفكرة» وقال: «عندما تسألون هل هذا واقعي، أن تتمكن السعودية وتركيا ودول أخرى، لا تتمتع الآن بعلاقاتٍ جيدة مع نظام بشار الأسد، من توحيد جهودها في إطار هذا التحالف؟ أعتقد أنه ينبغي الحديث ليس عن واقعية ذلك، بل عن الضرورة الملحة لهذا الأمر».

 

النظام على تخوم تدمر ويوسّع غاراته على الزبداني

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –

شنت القوات النظامية السورية مدعومة بغارات مكثفة، هجوماً لاستعادة مدينة تدمر الأثرية من تنظيم «داعش» الذي اخذ المبادرة في مدينة الحسكة وسط تعرض عناصره لقصف مقاتلات التحالف في ريف الرقة، فيما وسع الطيران السوري غاراته لتشمل مضايا وبلودان المجاورتين للزبداني شمال غربي دمشق. ودافع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس عن فكرة تأسيس تحالف اقليمي – دولي ضد تمدد «داعش». (للمزيد)

وأفاد التلفزيون الرسمي بأن القوات النظامية بدأت الهجوم على تدمر وعرض لقطات للقلعة التاريخية في المدينة، قائلاً ان «العملية العسكرية البرية والجوية لقواتنا المُسلحة بدأت بملاحقة إرهابيي تنظيم داعش وتطهير مدينة تدمر». وأضاف: «وصلت القوات وتمكنت من السيطرة على عدد من النقاط باتجاه تدمر».

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان القوات النظامية باتت على بعد خمسة كيلومترات غرب المدينة وتخوض مواجهات عنيفة مع «داعش» الذي دمر ثلاث عربات للنظام، لافتاً الى انها «يمكن ان تدخل المدينة في اي وقت والمنطقة التي تفصلهم عنها هي منطقة صحراوية». وأشار نشطاء من تدمر الى ان المدينة التي سيطر عليها «داعش» في ايار (مايو) الماضي، تعرضت لغارات عدة قتل وجرح فيها مدنيون، علماً انه يقيم فيها حوالى 50 الف شخص.

وتمكنت «وحدات حماية الشعب» الكردي بدعم من مقاتلات التحالف من صد هجوم «داعش» على بلدة عين عيسى قرب الرقة، بعد تسلل عناصر التنظيم، حيث فرَّ حوالى 40 نحو الريف الجنوبي من المدينة، فاستهدفتهم مقاتلات التحالف وقتلت الكثير منهم، وفق «المرصد» الذي اشار الى ان «داعش» استعاد المبادرة في مدينة الحسكة بين الرقة وحدود العراق شرقاً، بسيطرته على دوار البانوراما في المدينة. وأشار «المرصد» الى ان «داعش» اعتقل في نهاية حزيران (يونيو) الماضي بطل العالم في الملاكمة الألماني فالديت جاشي «أثناء محاولته الفرار مع مجموعة أخرى من مناطق يسيطر عليها داعش في ريف حلب واقتادوهم إلى سجن في مدينة منبج». وتضاربت الأنباء حول مصيرهم.

في حلب، قصفت قوات النظام منطقة البحوث العلمية التي يشهد محيطها اشتباكات، فيما قالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أن «عدداً من قوات النظام قتل وجُرح آخرون في مواجهات مع كتائب الثوار في ريف حلب الجنوبي». وأعلن «تجمع فاستقم كما امرت» الذي يشارك في الهجوم على حلب، عن تخريج دفعة من مقاتليه.

في الجنوب، قال «المرصد» ان مروحيات النظام ألقت حوالى 30 «برميلاً» على مناطق في مدينة الزبداني بالتزامن مع الاشتباكات العنيفة بين «حزب الله» اللبناني والفرقة الرابعة (في الحرس الجمهوري السوري) من طرف، ومسلحين محليين من طرف آخر، فيما قال نشطاء ان الطيران وسع دائرة غاراته لتشمل مضايا وبلودان اللتين قصفتا بعشرات «البراميل».

وقالت «منظمة أطباء بلا حدود» امس ان أكثر من 65 جريحاً – معظمهم مصابون نتيجة سقوط براميل متفجرة – وصلوا إلى غرفة الطوارئ في مستشفى الرمثا شمال الأردن في الأسبوعين الماضيين، مسجلين ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الحالات.

من جهة اخرى قال لافروف امس ان بلاده «تناقش يومياً» فكرة تأسيس تحالف اقليمي – دولي ضد تمدد «داعش» وإن النظام السوري وافق عليها. لكن لافروف شدد على عدم نية بلاده المشاركة في التحالف المقترح، وأنها لن ترسل قوات الى المنطقة، مشيراً الى ان روسيا «ستركز على حماية حدودها ضدَّ تهديد جماعة «داعش» الإرهابية، والمعركة في سورية والعراق يجب أن تقودها القوات المسلحة المحلية ولا يوجد أي نقصٍ في الرجال المسلحين ضمن هذه المنطقة».

ودافع لافروف امام الصحافيين عن «واقعية الفكرة» وقال: «عندما تسألون هل هذا واقعي، أن تتمكن السعودية وتركيا ودول أخرى، لا تتمتع الآن بعلاقاتٍ جيدة مع نظام بشار الأسد، من توحيد جهودها في إطار هذا التحالف؟ أعتقد أنه ينبغي الحديث ليس عن واقعية ذلك، بل عن الضرورة الملحة لهذا الأمر».

 

قائد الجيوش الأميركية: روسيا أكبر تهديد للأمن القومي

واشنطن – أ ف ب

قال قائد قوات مشاة البحرية الأميركية «المارينز» المعين لتولي منصب قائد الجيوش الأميركية الجنرال جوزيف دانفورد اليوم (الخميس)، إن روسيا تشكل اليوم أكبر تهديد للأمن القومي الأميركي.

وأضاف دانفورد لأعضاء «لجنة القوات المسلحة» في «مجلس الشيوخ» (الكونغرس) في مراسم تثبيته خلفاً للجنرال مارتن دمبسي، أن «روسيا تمثل أكبر تهديد لأمننا القومي». لكنه أكد على ضرورة أن تحافظ  وزارة الدفاع «البنتاغون» على نوع من العلاقات مع الجيش الروسي.

وسمى دانفورد إضافة الى روسيا، الصين وكوريا الشمالية وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بوصفها تهديدات للأمن الأميركي. ويعتبر رئيس أركان الجيوش أكبر مستشار عسكري للرئيس الأميركي ولوزير الدفاع.

يذكر أن العلاقات تراجعت بين روسيا والولايات المتحدة، بعد ضم روسيا للقرم واتهامها بالتدخل في النزاع الأوكراني وهو ما تنفيه موسكو.

 

اليونان تعد بتقديم إقتراحات مفصلة

اثينا – أ ف ب –

إستعدت اليونان أمس لتقديم اقتراحات مفصلة الى شركائها في منطقة اليورو في مسعى أخير لإنقاذ اقتصادها من الانهيار والحيلولة دون خروجها من منطقة اليورو. وفي تنازل مفاجئ، دعا رئيس الاتحاد الاوروبي دونالد توسك الجهات الدائنة الى تقديم مقترح «واقعي» لادارة الديون اليونانية الهائلة والبالغة 320 بليون يورو.

وقال توسك في مؤتمر صحافي: «تحدثت للتو مع رئيس وزراء اليونان الكسيس تسيبراس. وامل ان نتلقى مقترحات ملموسة وواقعية للاصلاح من اثينا. اذا حدث ذلك علينا ان نقدم اقتراحاً موازياً من الجهات الدائنة. اذا قدمت اليونان اقتراحاً واقعياً على الجهات الدائنة ان تقدم اقتراحاً واقعياً موازياً حول تسديد الديون. عند ذلك فقط سيكون لدينا وضع في مصلحة الجميع».

ووعد تسيبراس أول من أمس بأن يحتوي طلب بلاده الجديد لبلايين اليورو على «اقتراحات ملموسة، وإصلاحات ذات صدقية للتوصل الى حل عادل وقابل للتطبيق».

إلا أن دولاً أخرى في منطقة اليورو وعلى رأسها المانيا، تشكّك في قدرة اليونان على تطبيق شروط التقشف المرتبطة بالقروض خصوصاً بعدما رفض اليونانيون في استفتاء جى الاحد الماضي الشروط الاوروبية القاسية.

ومن المقرر ان يعقد زعماء دول الاتحاد الاوروبي الـ 28 ومن بينها دول اليورو الـ 19 قمة الاحد المقبل وصفت بانها «المهلة النهائية» للتوصل الى اتفاق. وعلى رغم ان المعاهدات الاوروبية لا تشمل بنداً يجبر اي بلد على الخروج من عضوية منطقة اليورو التي من المفترض ان تكون «غير قابلة للشطب»، الا ان بعض المستشارين الماليين يقولون ان ذلك يمكن ان يحدث من خلال طرد دولة مخالفة من الاتحاد الاوروبي.

وكان من المقرر ان تجري في اثينا في وقت متاخر أمس تظاهرة تدعو الى بقاء اليونان في الاتحاد الأوروبي. وتواجه اليونان خطر الانهيار المالي، وكان امامها حتى منتصف الليل بتوقيت بروكسيل للتقدم بمقترحات للاصلاح للحصول على ثالث صفقة انقاذ خلال خمس سنوات. ولا تزال البنوك اليونانية مغلقة، ويتوقع ان تبدأ اموالها بالنفاد في اي وقت الان على رغم ان الحكومة فرضت سقف 60 يورو على السحب اليومي من أجهزة الصرف الالي. ومددت السلطات اغلاق البنوك والبورصة حتى الاثنين.

وانخفض عدد حجوز السياح الى اليونان، بنسبة 30 في المئة خلال الاسبوعين الماضيين بسبب حالة عدم الاستقرار في البلاد. الا ان الاسواق المالية تبدو متفائلة نسبياً في شأن إمكان عدم حدوث عدوى في حال خروج اليونان من منطقة اليورو، على رغم انها سجلت انخفاضاً بعد الاستفتاء.

ودعا الرئيس الاميركي باراك اوباما اوروبا الى الابقاء على اليونان في منطقة اليورو. وأعربت كل من فرنسا وايطاليا عن رغبتهما القوية في بقاء اليونان في منطقة اليورو على رغم انهما اتخذتا نهجاً متشدداُ حيال اليونان. وخيّب وزير المال اليوناني الجديد يوكليد تساكولوتوس أمل نظرائه في منطقة اليورو عندما حضر الى اجتماع أول من أمس من دون ان يحمل معه أي خطط ملموسة لإنهاء الأزمة.

 

قمة “بريكس” ندّدت بالإرهاب وأكّدت دعمها التسوية السلمية في سوريا

المصدر: (أ ش أ)

ندد زعماء مجموعة “بريكس” في قمتهم المُنعقدة في مدينة أوفا الروسية أمس بـ”أعمال العنف والجرائم الوحشية، التي يرتكبها متطرفو تنظيم (الدولة الاسلامية) داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى”.

وجاء في بيان اصدروه: “إننا ندين بأشد العبارات الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره, كما ندين الانتهاكات الخطيرة الواسعة النطاق لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي لتنظيم داعش وجبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية الأخرى المنضوية تحت لوائهما، بما في ذلك ملاحقة الأشخاص والطوائف على أساس الانتماء المذهبي أو الإثني وأعمال العنف بجميع أشكالها ضد السكان المدنيين، وفي الدرجة الأولى النساء والأطفال”.

كما ندد زعماء “بريكس” بانتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في سوريا على أيدي جميع أطراف النزاع، وأبدوا قلقهم البالغ من تدهور الوضع الإنساني في البلاد. وأكدوا ضرورة ضمان وصول منظمات الإغاثة إلى سوريا بشكل آمن من دون عوائق إلى السكان المتضررين، تنفيذا للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن في هذا الشأن.

ورحبت القمة بـ”الخطوات العملية التي يتخذها الأطراف السوريون لتنفيذ هذه القرارات”، معربة عن “معارضتها لتسييس مسألة تقديم المساعدات الإنسانية في سوريا”. ولفتت إلى “التأثير السلبي” للعقوبات الأحادية المفروضة على دمشق على الوضع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا.

وأعرب زعماء المجموعة التي تضم روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا عن دعمهم لمبادرة إجراء مشاورات بين الأطراف السوريين في موسكو ولجهود الأمين العام للأمم المتحدة بان – كي مون ومبعوثه الخاص إلى سوريا ستيفان دو ميستورا، وللجهود الدولية الأخرى الرامية إلى تسوية الأزمة السورية بالوسائل السلمية.

 

المفاوضات النووية في ربع الساعة الأخير تهديدات متبادلة بالانسحاب لانتزاع تنازلات

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

قالت واشنطن وطهران أمس انهما ليستا في عجلة من أمرهما للتوصل الى الاتفاق النووي، لكن وزير الخارجية الاميركي جون كيري حذر من ان الولايات المتحدة لن تفاوض الى ما لا نهاية وانها مستعدة لوقف المفاوضات اذا لم تتخذ ايران قرارات صعبة من أجل التوصل الى الاتفاق.

وصرح كيري للصحافيين خارج الفندق الفخم الذي يستضيف المفاوضات في فيينا : “اذا لم تتخذ قرارات صعبة، فنحن مستعدون تماماً لوقف هذه العملية”. وأضاف أن المفاوضات “ليست الى ما لا نهاية”، لكنه لا يريد توقيع اتفاق “على عجل”. واكد “اننا نحرز تقدما حقيقيا نحو اتفاق شامل” للحد من البرنامج النووي الايراني.

وقد تم تجاوز مهلتين للتوصل الى اتفاق في المفاوضات المستمرة منذ 13 يوما. وحدّد المشرعون الاميركيون أيضاً مهلة حتى صباح الجمعة لتسلم نسخة من أي اتفاق لمراجعتها.

وشدد كيري على “اننا لن نجلس الى طاولة المفاوضات الى الابد. نحن ندرك أيضاً اننا ينبغي ألا نستسلم ونترك كل شيء ببساطة لان منتصف الليل حان”.

ظريف

وكتب وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في حسابه بموقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي أن إيران والقوى الكبرى تعمل بدأب للتوصل إلى اتفاق نووي، لكنها لن تستعجل ذلك. وقال: “نعمل بجد .. لكن دون عجلة لإنجاز المهمة”. وأوضح انه سيبقى في فيينا “ما لزم الامر” للتوصل الى نتيجة في المفاوضات النووية مع القوى الكبرى.

وفي ظهور قصير على شرفة قصر كوبورغ حيث تجرى المفاوضات في فيينا، سئل ظريف عن طول فترة اقامته، فأجاب “ما لزم الامر”.

ونقلت وكالة “فارس” الإيرانية شبه الرسمية أن رفض الولايات المتحدة قبول حقوق إيران ولا سيما منها ما يتعلق بالعقوبات يعرقل الوصول الى اتفاق. وقال المصدر لم تسمه: “بينما يظهر الفريق الإيراني مرونة، يرفض الأميركيين قبول حق إيران الطبيعي وخصوصاً في ما يتعلق بالعقوبات”.

لكن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أفاد انه لا تزال هناك نقاط “صعبة”، وقال: “الامور تسير في الاتجاه الصحيح. وفي هذه الظروف قررت البقاء هذه الليلة وصباح غد وآمل في ان نقطع الامتار الباقية”.

 

4 ملايين لاجئ سوري يتوزّعون على دول الجوار و7.6 ملايين نازح في الداخل وثلث العابرين للمتوسط

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

أعلنت المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين ان عدد اللاجئين السوريين جراء النزاع في بلادهم الذي نشب عام 2011 تخطى اربعة ملايين، بينهم مليون هربوا من سوريا خلال الاشهر العشرة الاخيرة وحدها.

قال رئيس المفوضية السامية انطونيو غوتيريس في بيان: “انها اكبر مجموعة من اللاجئين جراء نزاع واحد خلال جيل… انها مجموعة في حاجة الى دعم العالم لكنها عوض ذلك، تعيش في ظروف مروعة وتغرق في فقر متزايد”.

وأوضحت المفوضية السامية ان القسم الاكبر من اللاجئين السوريين يقيم في دول الجوار، مشيرة الى انه بعد الموجة الجديدة من اللاجئين السوريين الذين وصلوا الى تركيا، بات العدد الاجمالي للاجئين يتخطى أربعة ملايين و13 الف شخص، نحو نصفهم (1,8 مليون) في تركيا.

وأضافت انه قبل عشرة اشهر فقط، في نهاية آب 2014، كان عدد اللاجئين السوريين المسجلين ثلاثة ملايين، متوقعة في حال استمرار حركة الفرار من سوريا ان يصل العدد الاجمالي للاجئين بحلول نهاية السنة الى 4,27 ملايين يضاف اليهم نحو 7,6 ملايين نازح داخل سوريا.

وأحصت المفوضية السامية حاليا 1805255 لاجئا سوريا في تركيا، و1172753 في لبنان، و629128 في الاردن، و249726 في العراق، و132375 في مصر، و24055 في شمال افريقيا. أما السوريون الذين قدموا طلب لجوء الى اوروبا وعددهم يقارب 270 الفا، فلم يحتسبوا ضمن ارقام المفوضية السامية، وكذلك آلاف السوريين الذين انتقلوا للاقامة في بلدان مختلفة من غير ان يتسجلوا.

وصرحت ناطقة باسم المفوضية السامية انه اكبر عدد من اللاجئين جراء نزاع واحد تشرف عليه المفوضية السامية منذ نحو ربع قرن، عندما ساعدت الوكالة نحو 4,6 ملايين لاجئ افغاني عام 1992.

واستناداً الى البيان فإنه، الى الملايين الذين فروا من سوريا، نزح نحو 7,6 ملايين داخل البلاد و”يعيش العديد منهم في ظروف صعبة وفي مواقع يصعب الوصول اليها” .

وأفادت ان السوريين يشكلون ثلث المهاجرين الـ137 الفا الذين عبروا المتوسط قاصدين اوروبا في النصف الاول من 2015، مجازفين في غالب الاحيان بحياتهم في زوارق متداعية وتحت رحمة متاجرين بالارواح البشرية.

ولاحظ غوتيريس ان “الظروف المتفاقمة تدفع اعدادا متزايدة للتوجه الى اوروبا او دول اخرى”، مشيرا الى ان “الغالبية العظمى منهم تبقى في المنطقة”.

وصدرت ارقام المفوضية السامية الخميس وسط تقارير مفادها أن تركيا تبني في جنوب البلاد مخيما جديدا ضخما يمكنه استيعاب حتى 55 الف لاجئ، في ظل مخاوف من فرار عدد متزايد من السوريين مع تصعيد متوقع للمعارك في محافظة حلب.

وفي لبنان، بات اللاجئون السوريون يشكلون ربع عدد سكان هذا البلد.

وأعلنت المفوضية السامية انها في حاجة الى نحو 5،5 مليارات دولار هذه السنة لمساعدة اللاجئين السوريين والدول المجاورة التي تتحمل اعباء اضافية نتيجة وجود مجموعات منهم على أراضيها، لكنها لفتت الى انها لم تتلق حتى الان سوى اقل من ربع هذا المبلغ. وقالت: “هذا يعني ان اللاجئين سيواجهون نقصاً حاداً في المساعدات الغذائية وسيعانون لتامين الخدمات الصحية الحيوية او لارسال اطفالهم الى المدارس”. وشددت على ان حياة السوريين خارج بلادهم تزداد صعوبة.

وفي الاردن يعيش نحو 86% من جميع اللاجئين المقيمين خارج المخيمات دون عتبة الفقر ولا يتخطى دخلهم 3,2 دولارات يوميا، اما في لبنان فان 55% من اللاجئين يعيشون في ظروف سكن رديئة.

وحذرت المفوضية السامية من ان اللاجئين في المنطقة يفقدون الامل في العودة الى بلادهم. كما ان تزايد الطلب على الوظائف والاراضي والمساكن والمياه والطاقة يشكل ضغطا على الخدمات في الدول التي تستقبلهم ومعظمها يعاني أساسا اوضاعا صعبة، وحضت المانحين على تقديم مزيد من المساعدات.

 

الوضع الميداني

ميدانياً، نقلت هيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي” عن مصادر عسكرية سورية ان 40 مسلحا من تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) قتلوا وأن 90 آخرين جرحوا، في هجوم شنته قوات النظام السوري في إطار عملية واسعة بمحيط مدينة تدمر شرق مدينة حمص. واضافت: “إن قوات الجيش السوري تقدمت بعمق 11 كيلومترا في ريف المدينة وسيطرت على تل المرملة قرب منطقة البيارات في محيط تدمر، بعد معارك عنيفة مع التنظيم، والتي أسفرت عن مقتل 40 مسلحا وإصابة 90 آخرين”.

واشارت الى أن قوات الجيش تمكنت من السيطرة أيضا على منطقة نزل هبال ومزرعة القادري غرب تدمر، إلى شنها غارات جوية على محيط قصر الحير في البادية قرب تدمر والتي أسفرت عن تدمير آليات لمسلحي “داعش” في منطقة البيارات ومنطقة الهبرة الغربية.

وكانت مصادر معارضة قد تحدثت الاربعاء عن تقدم مسلحي التنظيم باتجاه مطار “تي فور” العسكري على الطريق بين تدمر وحمص، حيث سيطر مسلحو التنظيم على حواجز للقوات الحكومية. لكن هذه القوات شنّت هجوماً معاكساً واستعادت بعض الحواجز، بينما تستمر الاشتباكات في تلك المنطقة.

 

غارات الائتلاف

في غضون ذلك، اعلنت قوة المهمات المشتركة في بيان إن الولايات المتحدة وحلفاءها شنوا 14 غارة جوية على تنظيم “داعش” في العراق الأربعاء وشنوا سبع غارات على التنظيم المتشدد في سوريا.

ونفذت الغارات في أنحاء مختلفة من العراق ووجهت الى أهداف قرب بغداد والحويجة والفلوجة وحديثة وكركوك والمخمور والموصل والرمادي وسنجار وتل عفر. ودمرت نقطة تفتيش ومدخل نفق وأسلحة ومباني ومخبأ.

أما الغارات التي شنت في سوريا فضربت أهدافا قرب البوكمال وحلب والرقة وكوباني وتل أبيض ودمرت مركبات ومخابىء وأبنية ومواقع قتال.

 

أزمة اللاجئين السوريين هي الأكبر في العالم منذ ربع قرن

المصدر: “النهار”

كشف تقرير اصدرته حديثا مفوضية اﻻمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ان اجمالي عدد اللاجئين السوريين نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من 4 سنوات، تخطى حاجز الـ4 ملايين للمرة الأولى بعد 10 أشهر من إعلان بلوغ عددهم حاجز الـ3 ملايين، منهم نحو مليون و200 الف ﻻجئ في لبنان. هذا الامر يؤكد أن هذه الأزمة هي الأكبر في العالم منذ نحو ربع قرن، من بين الأزمات التي سبق ان شهدتها المفوضية.

ضاعفت أزمة اللجوء السوري من عمق الأزمة الاجتماعية والاقتصادية في لبنان الذي لا يزال اقتصاده مقيّداً بالاضطرابات القائمة في المنطقة. وتوقع صندوق النقد الدولي أن تؤدي تداعيات هذه الاضطرابات الى نمو خجول للاقتصاد اللبناني لن يتعدى 2,5% في 2015 مقارنة بنحو 2% في 2014، في ظل ارتفاع مستمر في عجز المالية من 7,1% في العام الماضي الى 9,1% خلال 2015، في موازاة ارتفاع الدين العام الى نحو 70 مليار دولار. وادت أزمة اللجوء السوري الى ايجاد جيل جديد من العاطلين عن العمل في لبنان، اذ ارتفع عددهم إلى نحو 346 الفا وفق أرقام وزارة العمل، في وقت يتخطى هذا الرقم الـ400 الف بحسب الاحصاءات غير الرسمية، لترتفع نسبة البطالة زهاء 25% من إجمالي القوة العاملة و36% بين الشباب، مما ساهم في ارتفاع عدد اللبنانيين الذين يعيشون تحت خط الفقر الى أكثر من مليون و170 الفا. وما زاد من حدة الازمة، الضغوط التي يعانيها المواطن بسبب المنافسة غير الشرعية التي يتعرّض لها في ظل ركود يعيشه الاقتصاد منذ أعوام. فسوق العمل تعاني منافسة غير شرعية وغير متكافئة، بعدما أقدمت مؤسسات على استبدال العمال اللبنانيين بسوريين لتخفيف التكاليف عنها. مع الاشارة الى ان لبنان باشر في 5 كانون الاول 2014، تطبيق معايير جديدة تنظم دخول السوريين الى اراضيه والاقامة فيها، تقوم على فرض سمة او اقامة. هذا الامر لم يكن معمولاً به في السابق، اذ كان السوريون يدخلون بحرية تامة الى لبنان ويعملون فيه بلا اي قيود. ولكن مع استمرار الازمة، ينبغي بدء تنفيذ خطوات أخرى قد تساهم في حماية سوق العمل اللبنانية من المنافسة السورية، ومنها وقف العمل بالاتفاق الثنائي الذي وُقّع بتاريخ 18 تشرين الثاني 1994 بين لبنان وسوريا والذي يحدد مجال العمل بين البلدين، أو إعادة النظر فيه، لحين عودة الاستقرار الى سوريا.

 

تقرير المفوضية

وبالعودة الى تقرير مفوضية اﻻمم المتحدة لشؤون اللاجئين، نزح 7,6 ملايين شخص جديد على الأقل داخل سوريا، فيما يعيش عدد كبير منهم في ظروف صعبة. وفي هذا السياق، أشار المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس الى ان اللاجئين السوريين يشكلون أكبر مجموعة من اللاجئين في العالم، مؤكدا حاجتهم الى الدعم لأنهم يعيشون وسط ظروف مزرية تزيدهم بؤساً”.

وفي ظل عدم بروز بوادر لانتهاء الحرب في سوريا، تتفاقم الأزمة بشكل مأسوي ويرتفع عدد اللاجئين تباعاً. واستناداً إلى المعدلات الراهنة، تتوقع المفوضية أن يصل عددهم إلى 4,27 ملايين لاجئ في حلول نهاية 2015. ومن بين الأربعة ملايين لاجئ سوري، هناك 1,805,255 لاجئاً في تركيا و1,172,753 في لبنان و629,128 في الأردن و249,726 في العراق و132,375 في مصر و24,055 في مناطق أخرى في شمال افريقيا. ولا يشمل هذا الرقم طلبات اللجوء التي يفوق عددها الـ270,000 طلب والتي قدمها سوريون في أوروبا. وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد كشف في وقت سابق ان نحو 12,2 مليون شخص في سوريا يحتاجون الى مساعدات بينهم أكثر من 5 ملايين طفل، في وقت أصبحت سوريا في نهاية 2014 أكبر منتج في العالم للنازحين داخلياً وللاجئين خارجيا، يليها كل من أفغانستان مع 2,59 مليوني لاجئ والصومال مع 1,1 مليون لاجئ.

لقد بات التمويل المتعلق بوضع اللاجئين السوريين مشكلة ملحة، اذ طالبت المفوضية وشركاؤها بتوفير مبلغ 5,5 مليارات دولار لسنة 2015 للمساعدات الإنسانية. رغم ذلك، واعتباراً من أواخر حزيران المنصرم، تم الحصول على أقل من ربع هذا المبلغ أي ما نسبته 24%. هذا الوضع يشير الى أن اللاجئين سوف يواجهون انقطاعاً حاداً في المساعدات الغذائية، مما سوف يجعلهم يصارعون من أجل تحمّل النفقات والاعباء المعيشية. وتتزايد حياة السوريين في المنفى صعوبة، إذ يعيش نحو 86% منهم تحت خط الفقر المحدد بـ3,2 دولارات يومياً خارج المخيمات في الأردن. وفي لبنان، يعيش 55% من اللاجئين دون المستوى المطلوب، في الوقت الذي يتضاءل فيه أمل العودة إلى الوطن مع استمرار الأزمة.

 

حاكم دمشق المقبل يجب أن يمر عبر طهران … والأسد أبرز أمير حرب في سوريا… والسعودية طلبت من بوتين تسمية بديل عنه

رمضان سوريا فقد معنى السلام.. فهو طويل ودام… وكل فصيل يقولب معانية لصالحه

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: في شهادة لرئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أمام الكونغرس أخبر النواب بأن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يقترب من نهايته وقريبا جدا، وذلك بناء على معلومات من إسرائيل والأردن.

وفي السياق نفسه يردد المسؤولون الإسرائيليون، خاصة الجنرالات السابقون الذين تنقل عنهم الصحف الإسرائيلية، كلاما من هذا القبيل حول قرب نهاية الأسد.

وساد موضوع سوريا والنظام السوري محادثات مجموعة الدول السبع الكبرى في الشهر الماضي التي استضافتها ألمانيا، على الأقل في اللقاءات الجانبية بين المسؤولين. هناك مبررات للحديث عن الأسد وسيطرته على البلاد التي تتراجع في كل يوم وسط خسائر جيشه المنهك. فمنذ آذار/مارس والنظام يخسر في الشمال والجنوب والوسط وباتت معاقله التقليدية في الساحل مهددة.

والسؤال هل حقيقة يلفظ الأسد أنفاسه الأخيرة؟ ففي عام 2012 أعطت المخابرات الأمريكية النظام أشهرا ولكنه صمد أكثر من ثلاث سنوات.

ولكن الأمر مختلف في ضوء الخسائر الأخيرة كما يقول الكثيرون. وترى رولا خلف في صحيفة «فايننشال تايمز» إنها متشككة في الحديث عن الانهيار والتهامس حول إرث النظام ومن سيخلف الأسد، خاصة أنها جلست في الكثير من الاجتماعات عن سوريا خلال الأعوام الأربعة الماضية.

وترى أن الحديث عن خروج الأسد من اللعبة السياسية هذه الأيام لا يقرن بحس الارتياح، ولكن بنوع من القلق الذي يرى أن رحيل النظام في هذا الوقت ليس مناسبا لأن البديل عنه لن يكون سوى «جبهة النصرة» أو تنظيم «الدولة» الإسلامية اللذين سيسارعان لملء الفراغ.

ولهذا السبب فالكثير من الذين عملوا ورغبوا برحيل الديكتاتور السوري ليسوا مستعدين لرحيله الآن. وتنقل عن دبلوماسي عربي قوله إن لعبة البحث عن اسم قائد بديل عن النظام أو يطيح به تزداد زخما مع أن الاسم لم يحدد بعد. وبحسب المسؤول «يسأل الناس بعضهم البعض من تفكر أنه بديل؟» والمثير كما يقول «أن لا أحد لديه اسم معين».

 

الموقف الروسي

 

هذا من جانب البديل لكن مصير الأسد مرتبط بتعقيد آخر وهو الموقف الروسي. فموسكو قريبة أكثر من داعمي الأسد في طهران من القيادة العسكرية السورية العليا التي تلقى جنرالاتها التدريب في روسيا.

ففي الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة والغرب عزل الرئيس فلاديمير بوتين بسبب دوره في أوكرانيا، تحاول أيضا التأثيرعليه في الموضوع السوري.

وتشير هنا لزيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى مدينة سوشي على البحر الأسود في أيار/مايو لجس نبض الروس حول دعمهم لعملية انتقال سياسي في سوريا بدون الأسد تمنع انهيار النظام في دمشق.

وبعد أسابيع من زيارة كيري بعثت السعودية التي تعتبر من أهم داعمي المعارضة المسلحة ولي ولي العهد ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى موسكو حيث اجتمع مع الرئيس فلاديمير بوتين وبحسب رواية عما جرى في اللقاء فقد حثت السعودية الزعيم الروسي لترشيح اسم بدلا من الأسد.

ولكن هل هذا يعني بداية النهاية للأسد. إن أخذنا بعين الاعتبار الخسائر الميدانية في إدلب وجسر الشغور وتدمر والحملة الحالية على حلب ووضع النظام في درعا والجنوب بشكل عام، فقواته أصبحت في وضع الدفاع لا الهجوم رغم الدعم الذي يوفره حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني له، لكن هذا لا يعني مقدمة لنهاية حكم الأسد لأنه سيقوم بالدفاع عن المناطق الخاضعة لسيطرته في دمشق ومناطق الساحل السوري التي تعتبر المعاقل التقليدية للطائفة العلوية.

وتقول إن الخسائر لا تعني استعداد القيادة العسكرية التخلي عنه. وكما يقول إميل هوكاييم من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن «اليوم يعتبر الأسد أقوى أمير حرب في سوريا وفي ظل الظروف الحالية يمكنه التعايش معها».

وهناك أيضا إيران التي بدونها لكان حكم الأسد قد انتهى. ولم تبد طهران حتى الآن تحولا في موقفها من الأسد ودعما لتغيير النظام في دمشق. بل تقوم بإرسال تعزيزات عسكرية لتقوية وجود حزب الله القوي في سوريا. وترى أن البحث عن الرئيس السوري المقبل مفيد وإن كان العثور عليه صعب. ولكن يجب أن لا ننسى أن أي اسم «سيطير» حتى توافق عليه طهران.

 

السيطرة على الدولة

 

وعلى العموم فالنظام السوري وإن خسر عسكريا إلا أنه لا يزال يسيطر على البيروقراطية ويتكفل بتوزيع الرواتب على الموظفين وقام بتدمير معظم البنى التحتية التي أقامتها المعارضة في المناطق التي تسيطر عليها والتي كان يمكن أن تمثل بديلا عن النظام وتكسر سيطرته واحتكاره للدولة.

فكما يقول خضر خضور في ورقة نشرها موقع «سيريا إن كرايسس» بمركز كارنيغي الشرق الأوسط فإن جزءا من لعبة بقاء النظام هي قدرته على ممارسة دور من يقدم الخدمات الرئيسية للمواطنين.

وزادت هذه الرؤية في ظل صعود تنظيم «الدولة» الإسلامية الذي يقدم مستوى من الخدمات لمن هم خاضعون له. فمع تحول الانتفاضة ما بين عامي 2011- 2012 إلى «العسكرة» عمل النظام على الحفاظ على مؤسسات الدولة فاعلة وتحول بالضرورة إلى المصدر الرئيسي للخدمات في البلاد.

وأصبحت مؤسسات الدولة هي المزود الرئيسي للخبز والخدمات الصحية والوقود المدعم والتعليم.

وأكد النظام أنه السلطة القائمة في البلاد فمؤسساته هي المؤهلة لمنح شهادات الزواج والطلاق والميلاد والوفاة وتسجيل الأملاك واستخراج وثائق السفر.

وفي الوقت الذي استهدف فيه النظام السوري مؤسسات المعارضة الوليدة ودمرها سمح بنمو مؤسسات تنظيم «الدولة» الإسلامية وترك التنظيم يتطور بدون مضايقة، ما أجبر السكان على الاختيار بينه وبين تنظيم «الدولة».

ويرى خضور أن فعالية مؤسسات الدولة نابعة من محاولة الأسد الظهور بمظهرالحامي الأول للسوريين والحصول على الشرعية.

وفي حالة تعرضت هذه الرؤية للتهديد فلم يتوان النظام عن تدمير مؤسسات الدولة التي يدعي ملكيتها.

ومن أجل كسر احتكاره للسلطة على اللاعبين الدوليين في المسألة السورية التحرك من الدعم العسكري إلى مساعدة المعارضة على بناء مؤسساتها في مناطقها والقيام بدور الدولة من ناحية تقديم الخدمات. وسيمنع هذا تنظيم «الدولة» من انتهاز فرصة انهيار النظام وملء الفراغ.

 

أنا الدولة

 

ويرى الكاتب أن الدولة السورية في ظل حافظ الأسد ونجله تماهت خلال أربعين عاما مع النظام بحيث صار التفريق بين الدولة والنظام أمرا صعبا.

وعندما قال بشار الأسد لبي بي سي في شباط/فبراير 2015 «الأمر لا يتعلق بي ولكن بسوريا» كان يعني نفسه.

ففي ظل الأسد أصبحت الدولة /النظام مالكة لكل شيء من المستشفيات والجامعات والمدارس وهي المورد الرئيسي للوظائف.

ولهذا عندما اندلعت الانتفاضة ركز النظام جهوده على مؤسسات الدولة والتأكد من عملها رغم الحرب التي اندلعت في كل البلاد.

وأكد النظام على أهمية توفير الأمن والخدمات لمناطقه مما دفع الكثيرين من السكان للإنتقال من مناطق المعارضة بمن فيها عائلات المقاتلين إلى مناطق النظام، وهو ما جعلها الأكثر كثافة من ناحية السكان.

وهناك ملمح آخر فرضته الحرب وهو أن النظام استمر بدفع رواتب الموظفين حتى من ظلوا في المناطق «المحررة».

ومع أن النظام حاول أداء هذه المهمة إلا أن الحرب التي اجهدت الاقتصاد والميزانية أجبرته على ممارسة هذه المهمة بطريقة تمييزية، ففي وادي بردى قرب دمشق استمرت الحكومة بتوفير رواتب الموظفين إلا أنها فصلت كل المدرسين المرتبطين بالمعارضة.

يرى خضور أن النظام عمل من أجل مواصلة احتكاره للسلطة على قتل البديل عنه المتمثل بجهود المعارضة المعتدلة التي عمل على إضعافها بحيث لم تتمكن من تعزيز المؤسسات التي بنتها.

وقام باستهداف تجارب في الحكم والإدارة في حلب وعمل على تنمية بديل عنها ممثلا بالجهاديين من تنظيم «الدولة» الإسلامية.

ويرى خضور أن المعارضة لن تكون قادرة على تجريد الأسد من شرعية الدولة بدون حماية من نوع ما تعطي فرصة لمؤسساتها بالنمو. ويجب تشجيع المعارضة على القيام بمهمام الدولة في مناطقها.

وبدون بديل قابل للحياة وقادر على توفير الخدمات الأساسية فسيواصل الأسد خنقه للدولة وادعاءاته بأنه المصدر الأول للشرعية.

واحتكار الدولة ليس الساحة الوحيدة للصراع في سوريا، وكذا السيطرة على الأراضي ولكن الشعائر الدينية التي باتت محلا للتكييف من قبل جماعات المعارضة والنظام. ولا بد من الإشارة هنا إلى حالة للدراسة وهو شهر رمضان الذي يستغله كل من النظام و»جبهة النصرة» و»تنظيم الدولة» كمناسبة لكسب العقول والقلوب.

 

رمضان السوري

 

وفي مقال بمجلة «فورين أفيرز» شارك فيه كل من فيرا ميرونوفا وكرم الأحمد وسام ويت تساءلوا فيه عن «رمضان في سوريا».

ويقول المشاركون «من المفترض أن يكون رمضان هو شهر السلام» ولكن في سوريا تستخدمه «جبهة النصرة» لتقديم الخدمات وتوسيع قاعدة الدعم لها.

أما النظام والجيش السوري الحر فالشهر هو مناسبة للتدمير فيما تعامل تنظيم «الدولة» مع رمضان لتوسيع مناطقه وشن حرب جهادية دولية.

وبالمعنى العام «فرمضان مثله مثل أي شهر في سوريا ولكنه أسوأ، بل هو طويل ودام وأكثر مدعاة لليأس». ويذكر الكتاب هنا بمعنى الشهر الذي يعني الابتعاد عن المعاصي والتركيز على كسب الحسنات.

وبعد خمسة أعوام من الحرب لم يعد أحد يهتم بهذه المعاني حتى من يزعم أنه يقاتل نيابة عن الإسلام. بل وأسوأ من هذا فسر كل فصيل معاني رمضان لتوائم اهدافه، مما أدى لظهور طيف من المفاهيم حوله. ففي مناطق النظام يصوم الناس ولكن بحس علماني منفتح. وفي الوقت الذي تقدم للجنود المرابطين على خطوط القتال وجبة الإفطار إلا أن شاحنات المشروبات الكحولية والخمر تنقل إليهم.

ويتفق الكثيرون على أن الجنود يرخص لهم عدم الصيام لكن تناول الخمر مثال للقلق «فكل المال يذهب للخمر» يعلق أحدهم.

كما أن مجرد شرب الجنود للخمرة يصرفهم عن القتال. في المقابل يتعامل «الجيش الحر» مع موضوع الصيام بطريقة منفتحة حيث سمح للمقاتلين بعدم الصيام لداعي القتال بل أصدر فتوى بهذا الشأن.

ويتسامح المدنيون مع المقاتلين بالزي العسكري بل ويشجعونهم على الإفطار حتى يستعدوا للمعركة.

 

رمضان الإسلاميين

 

رمضان الجماعات الإسلامية مختلف فـ «جبهة النصرة» وأحرار الشام تؤكدان على المعنى الإسلامي للشهر ويصوم المقاتلون حتى في الجبهات.

وفي الوقت الذي يستخدم الشهر لتقديم الخدمات لم تقم هذه بأجبار الناس على الصيام إلا أن من يفطر علنا يعاقب بـ20 جلدة.

ورغم نقص كل شيء في حلب إلا أن «جبهة النصرة» دعمت مطابخ لإعداد الطعام المجاني وتقديم وجبة الفطور حيث ترسل العائلات أبناءها لجلب الطعام من هذه المطابخ.

ويعتبر الشهر مناسبة للقاء قادة الفصائل فيما بينهم على وجبات الإفطار. ومع ذلك يظل المعنى الجهادي الأبرز باعتباره شهر المعارك وحدثت فيه معركة بدر الكبرى ولهذا بدأت الجماعات الجهادية هذه حملة ضد النظام في حلب.

 

تنظيم «الدولة»

 

وعند تنظيم «الدولة» الإسلامية يعتبر رمضان فرصة لتوسيع السيطرة على السكان وحمل الشهر معنى خاصا لكونه الذكرى الأولى لإعلان «الخلافة».

ومن الأشياء البارزة في طريقة تعامل التنظيم مع رمضان هو تنقيصه صلاة التراويح من 20 ركعة إلى 8 ركعات. ويطلب من كل إمام قراءة صفحة واحدة من القرآن. وتقام صلاة التراويح بعد دقائق من صلاة العشاء حيث تم منع قراءة القرآن والأدعية ما بين العشاء والتراويح.

ومن الإجراءات الأخرى المتعلقة بحركة الناس منعه للنساء في الموصل من مغادرة بيوتهن أثناء رمضان لأن مشاهدة الرجل للمرأة وتخيله لشكلها قد يؤدي لإفطاره. وفي الرقة يعاقب من يمسك مفطرا بوضعه في قفص بساحة عامة طوال اليوم وتحت الشمس حتى موعد الإفطار.

ورغم الشدة في مراقبة رمضان إلا أن بعض الناس يشعرون بالراحة. ففي دير الزور تحدث رجل عن رمضان المدينة بأنه مثل رمضان مكة وأيام الرسول قبل أكثر من 1400 عام. وعندما سئل عن شيء محدد في سياسة التنظيم أثناء رمضان أجاب أن زوجته لم تعد تراقب المسلسلات الرمضانية كما كانت تفعل في الماضي. وهناك من يشتكي في دير الزور من ممارسات التنظيم خاصة مطالب بعض المقاتلين الحصول على السمك في مدينة صيد السمك فيها أصبح صعبا.

ويقول البعض إن تنظيم «الدولة» لم يفتح مطابخ للفقراء في رمضان ولم يوفر لهم الطعام الكافي. وفي النهاية يظل أهم ملمح في رمضان السوري هو العنف فهو لم ينته بعد لكن الحرب تتصاعد.

 

لاجئون

 

وهذا يفسر هرب أكثر من 24.000 سوري باتجاه الأراضي التركية الشهر الماضي بسبب القتال بين الجهاديين والأكراد.

وانضم هؤلاء للاجئين السوريين في دول الجوار. فبحسب إحصائيات الأمم المتحدة فقد وصل عدد اللاجئين السوريين منذ بداية الحرب الأهلية إلى 4 ملايين لاجئ. وتقول مؤسسات الإغاثة الدولية إن القتال أجبر 7.6 مليون نسمة على مغادرة بيوتهم وأصبحوا لاجئين في بلادهم.

ووصف المفوض السامي للاجئين أنطونيو غاتررز «هذا هو أكبر عدد من اللاجئين من نزاع واحد نشهده منذ أجيال». وأضاف أن «الأوضاع المتدهورة تدفع أعدادا متزايدة نحو أوربا ومناطق أبعد» و»لكن الغالبية العظمى منهم لا تزال في المنطقة».

ورفعت الموجة الجديدة من اللاجئين عدد السوريين في تركيا إلى 1.8 مليون نسمة وهي أكبر نسبة من اللاجئين في العالم.

وفي لبنان يعتقد أن هناك حوالي 1.2 مليون نسمة و 629.000 لاجئ في الأردن وما يقرب من ربع مليون في شمال العراق.

 

أردوغان: داعش تنظيم مدعوم من النظام السوري لكسر مطالبة الشعب بالديمقراطية

أنقرة- الأأناضول: قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء الخميس، إن “داعش تنظيم مدعوم من قبل النظام السوري، بهدف كسر مطالب الحرية والديمقراطية والكرامة التي ينادي بها الشعب منذ 5 أعوام”.

 

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الرئيس التركي، على هامش مشاركته في حفل إفطار في القصر الرئاسي الذي أقامه على شرف سفراء الدول الأجنبية المعتمدين لدى أنقرة.

 

وأوضح أردوغان في كلمته أن الأزمة السورية المستمرة منذ خمسة أعوام تشكل تهديداً للأمن والسلم العالميين، على حد تعبيره.

 

ودعا أردوغان المجتمع الدولي لعدم النظر إلى المسألة السورية “عبر منظار داعش”، لافتا إلى أنَّ السبيل الوحيد للقضاء على الإرهاب هو إيجاد حل حقيقي للأزمة السورية.

 

وأعرب الرئيس التركي عن رفضه الشديد لأي تغيير ديموغرافي داخل الأراضي السورية.

 

وأشار أردوغان إلى وجود مليون و700 ألف سوري، فضلا عن 300 ألف عراقي في تركيا، مؤكدا أن بلاده تفتح أبوابها للاجئين دون النظر لعرقهم أو دينهم أو مذهبهم.

 

وانتقد أردوغان الدول الأوربية لعدم استقبالها اللاجئين السوريين قائلاً “كم من اللاجئين استقبلت الدول الغربية؟ مايقارب من 250 ألف فقط”.

 

وقال أردوغان، “على جميع الدول أن تتعاون لمكافحة التنظيمات الإرهابية سواء أكانت داعش أو القاعدة أو منظمة (بي كي كي)، فهنا لا يوجد إرهابي جيد وإرهابي سيئ، فالإرهاب منبوذ أياً كان شكله”.

 

وبين أردوغان أنَّهم رحَّلوا أكثر من 1300 أجنبي للاشتباه في اعتزامهم العبور لسوريا للانضمام لصفوف “داعش”، ومنعوا 14 ألفا آخرين من الدخول لتركيا للاشتباه في انخراطهم بأعمال إرهابية.

 

وفيما يتعلق بأتراك الأويغور أكد الرئيس التركي على دعم ومساندة بلاده لـ “إخوتنا الأويغور” في منطقة حكمهم الذاتي في الصين – في إشارة إلى إقليم “تركستان الشرقية” الذي تسيطر عليه الصين منذ العام 1949-.

 

وشدد أردوغان على أنهم يجرون اتصالات على أعلى المستويات من أجل إزالة الصعوبات التي يتعرض لها الأويغور، وذكر أنه سيؤكد على هذا خلال زيارته للصين نهاية الشهر الحالي.

 

كما حذَّر أردوغان في هذا الخصوص من مغبة التحريض الذي يمارس عبر وسائل الإعلام بنشر صور كاذبة وغير صحيحة تتعلق بمعاناة أتراك الأيغور للتأثير على الرأي العام التركي.

 

تجدر الإشارة إلى أن السلطات الصينية تمارس ضغوطا على أتراك الأويغور في إقليم “تركستان الشرقية”، ذي الغالبية التركية المسلمة، والذي يعرف أيضا باسم “شينجيانغ – الحدود الجديدة”.

 

وفي إطار تلك الممارسات حظرت الصين الصيام على الموظفين والطلاب والمدرسين بالإقليم، طوال شهر رمضان الحالي.

 

وكانت تركيا أبلغت في وقت سابق، السفير الصيني لديها، بقلقها العميق، إزاء الأنباء المتعلقة بقرار بلاده حظر الصيام، وأداء العبادات على أتراك الأويغور، وهو ما ردت عليه بكين بـ”انزعاجها” من رد فعل أنقرة.

 

وتضم الصين 10 أقليات مسلمة من أصل 56 أقلية في البلاد، حيث يعيش الـ”هوي” (مسلمون صينيون)، والأويغور، والقرغيز، والكازاخ، والطاجيك، والتتار، والأوزبك، والسالار، والباوان، والدونغشيانغ”، بكثافة في شمالي، وشمال غربي البلاد عموما.

 

ويطالب سكان الإقليم – الذي يشهد أعمال عنف دامية منذ عام(2009)- بالاستقلال عن الصين، فيما تعتبر الأخيرة، الإقليم منطقة تحمل أهمية استراتيجية بالنسبة إليها.

 

واشنطن تقترح بعثة تحقيق حول الهجوم بغاز الكلور في سوريا

الأمم المتحدة- (أ ف ب): اقترحت الولايات المتحدة الخميس على مجلس الامن الدولي تكليف فريق خبراء تحديد المسؤولين عن الهجمات بغاز الكلور في سوريا والتي نسبها الغربيون لقوات بشار الأسد.

 

وحسب مشروع القرار الذي اقترحته واشنطن وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه، فان هذه البعثة التي اطلق عليها “الية مشتركة للتحقيق” ستكون مؤلفة من خبراء من الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية.

 

وستكون مهمتها “تحديد وبكل الوسائل الممكنة الاشخاص والهيئات والمجموعات والحكومات” التي نظمت ورعت أو ارتكبت هذه الهجمات.

 

وسوف تكون مهمة البعثة لمدة عام مع امكانية تمديدها ويجب ان ترفع تقريرها الاول خلال 90 يوما بعد بدء مهمتها.

 

واشار مشروع القرار إلى أن اعضاءها يجب ان يكونوا “محايدين وعندهم خبرة” وان يتم اختيارهم على اساس “جغرافي بقدر المستطاع″.

 

ويطلب مشروع القرار من الحكومة السورية وكذلك من الدول الاخرى الاعضاء في الامم المتحدة “التعاون كليا” مع الخبراء وتقديم “كل معلومة مهمة” لهم والسماح لهم بالوصول الى الاماكن التي استهدفتها الهجمات الكيميائية.

 

وقالت السفيرة الامريكية لدى الامم المتحدة سامنتا باور “نظرا الى الاتهامات حول الهجمات بغاز الكلور في سوريا وغياب اية هيئة دولية لتحديد المسؤولين عن الهجمات بالأسلحة الكيميائية، من المهم ان يتوصل مجلس الامن الى اتفاق لتشكيل الية تحقيق مستقلة”.

 

يشار الى ان منظمة حظر الاسلحة الكيميائية لم تحمل مسؤولية هذه الهجمات للنظام السوري او للمعارضة المسلحة اللذان يتبادلان التهم لان هذا الامر لا يدخل ضمن صلاحياتها.

 

وحسب دبلوماسي في مجلس الامن، فان فكرة الأمريكيين هي “السماح للامم المتحدة الاستفادة من الخبرة التقنية لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية” التي تنشر طاقما في سوريا.

 

وحسب دبلوماسيون، فان المحادثات بين الدول الاعضاء ال15 حول هذا النص ستبدأ الاثنين.

 

الزبداني آخر معاقل المعارضة السورية تحت مدافع التطهير العرقي

محمد اصلان

القلمون ـ «القدس العربي»: احتدمت المعارك خلال الساعات القليلة الماضية لليوم السادس على التوالي بين قوات المعارضة السورية المتمثلين بأهالي الزبداني وشبّانها من جهة، و قوات النخبة المشتركة بين حزب الله اللبناني وعناصر النظام السوري من جهة أخرى، وذلك في سهل مضايا جنوب شرق المدينة عند حاجزي علي يوسف والمنشرة، بعد محاولات من قبل الثوار لفتح طريق لإجلاء المدنيين العالقين داخل الأحياء السكنية التي تتعرض للغارات الجوية المكثفة، والتي جعلت المباني ركاما بمستوى الأرض بعد عشرات البراميل التي ألقتها الحوامات التابعة للنظام السوري.

وفي سياق متصل قالت الناشطة الإعلامية المتواجدة في الزبداني مريم برهان في حديثها مع «القدس العربي» أن معركة الزبداني هي معركة تطهير عرقي يتبعها حزب الله اللبناني المخطط لهذه المعركة، واصفة الحرب على مدينتها بـ»حرب أوباش»، قائلة: «أوباش حزب الله والشبيحة يحاولون الآن إبادة المدينة لاقتحامها بغية إضافة مجازر لقائمة إجرامهم، وتحقيق نصر القصير الثاني؛ ذلك من خلال حرق الأخضر واليابس الذي تقوم به مروحيات النظام، و150 نقطة عسكرية محيطة بالمنطقة تستهدف الأحياء بالمدافع والصواريخ»، وأضافت البرهان: «نحن نموت بدم بارد تحت تعتيم إعلامي، ونعاني من نقـص الـمواد الطبـية والكـوادر، وحصـار يعزلـنا عن العـالم».

في حين حاولت قوات النخبة بأمر من الفرقة الرابعة التي يرأسها ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الأسد اقتحام مدينة الزبداني من عدة محاور، جهة الغرب من محوري الجمعيات وقلعة الزهراء، ومن الجنوب من محور السلطاني، ومن الشرق من محور ساحة الشلاح، وفي الشمال من محور حاجز المشفى، وترافقت محاولات الاقتحام التي ما تزال مستمرة بقصف بمئات من الصواريخ والقذائف المتنوعة، إضافة إلى غارات مكثفة من الطائرات الحربية والمروحيات.

وعن التطورات الميدانية وصف قيادي ميداني في صفوف المعارضة المعارك بأنها بحالة كَر وفر، وأن المدنيين وأهالي المدينة هم المتضرر الوحيد من هذه المعركة، وأضاف: «الزبداني اليوم تدفع ثمن تطهير عرقي بعد سلميتها منذ بداية الثورة».

الزبداني التي تبعد عن العاصمة دمشق 45 كيلو متر وعن الأراضي اللبنانية 8 كيلو مترات، أهميتها لا تقتصر على أنها آخر مدينة ذات الطائفة السنية خاضعة لسيطرة المعارضة في القلمون؛ بل لأن مدخلها يقع على الأوتستراد الدولي الواصل بين بيروت ودمشق أي أنها شريان عسكري يدعم قوات بشار الاسد عسكريا بالجنود والعتاد، وهو المعبر الوحيد الذي يعتمد عليه النظام في نقل العوائل التابعة المقربة له خارج سوريا إلى البلد الوحيد الذي يفرض فيه كلمته.

 

مبادرة جديدة تهدف استبدال الليرة السورية بالتركية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا

أحمد عاصي

ريف ادلب ـ «القدس العربي»: قال أحمد قسوم رئيس مجلس إدلب المحلي في حديث مع «القدس العربي» أنه تم اقتراح استعمال الليرة التركية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية كبديل عن الليرة السورية، بهدف الضغط الاقتصادي على النظام السوري والتسريع في عملية إسقاطه من خلال انهاكه اقتصادياً.

وأوضح قسوم أن الفكرة طرحت بداية في اجتماع ضم كل من مجلس إدلب، وحلب، وحماة من أجل وضع سعر للقمح الذي كانت تعمل المجالس على شرائه من المزارعين في المحافظات الثلاثة بسعر موحد، فاقترح الخبراء الاقتصاديين أن يتم التعامل بالليرة التركية وذلك لسهولة وجودها، وإمكانية التعامل بها في المناطق المحررة بحكم العلاقات الكبيرة التي تربطنا بتركيا من جهة، وبسبب وجود الليرة التركية بقطع نقدية صغيرة يسهل تداولها بين عامة الناس من جهة أخرى.

وأضاف القسوم: «تم طرح الفكرة والعمل على تطبيقها بشكل جدي وذلك لأن النظام لا يزال يحافظ على قوته الاقتصادية ويستفيد من القوة الاقتصادية الموجودة في المناطق المحررة والتي لم يتم ترشيد استخدامها، ولم يتم التوصل إلى آلية اقتصادية صحيحة يتم من خلالها منع النظام من تحقيق أي فائدة، فكل الأموال التي تدخل الثورة الآن ترجع بشكل أو بآخر فائدتها إلى النظام، وذلك من خلال التجار ومن خلال تصريفها بالسوق السودة التي يقوم الصرافون وتجار العملات بعد ذلك بإيصالها إلى بنوك ومؤسسات النظام».

وأكد أن التجربة عبارة عن حرب إدارية إن تمت بشكلها الصحيح تؤدي إلى تقويض النظام وإنهاكه، وسيتم العمل عليها في مناطق الشمال السوري وفي حال تم نجاحها ولاقت قبولا في السوق وتم تحقيق الهدف الأساسي منها يتم تعميمها على كافة المناطق السورية المحررة.

وأفاد قسوم أن المشروع قيد الدراسة ولم يتم تنفيذه حتى الآن، وسيتم التواصل مع الجانب التركي في هذا الخصوص والاتفاق على نقاط معينة، إضافة إلى أنه سيتم تكليف خبراء اقتصاديين لدراسة أبعاد المشروع بشكل صحيح ووضع آلية معينة لتنفيذه، إن اعتمدت الفكرة وتم الاتفاق عليها بين المؤسسات والهيئات العاملة في المناطق المحررة، وربما لاقت التجربة صعوبات وعوائق في الفترة الأولى من التنفيذ، ريثما يعتاد المستهلك على التعامل بالليرة التركية ويعرف قيمتها وكيفية تداولها.

وأشار إلى أن الموظفين والعمال الذين يتقاضون رواتبهم من النظام والتجار الذين يعملون من خلال بنوك النظام ومؤسسات الرسمية سيكون أثر هذا المشروع سلبيا عليهم بالكامل، وسيحاولون معارضة المشروع وربما يشكلون أصوات سلبية في طريق تنفيذه، لكن المشروع لن يتم حتى ينتهي الخبراء الاقتصاديين من إعداد دراسة مكتملة عن كل الجوانب والآثار السلبية والإيجابية أخذت بعين الاعتبار كل شرائح وفئات المجتمع.

ومن جهته أكد مصدر مقرب أن الحكومة والائتلاف لم يتبنيا حتى الآن مبادرة استبدال الليرة التركية بالليرة السورية في المناطق المحررة، وأن الأمر له جوانب سلبية وإيجابية في الوقت نفسه، وأنه في حاجة لدراسة مفصلة ومعرفة كامل الأبعاد والجوانب التي تتعلق في هكذا مبادرة.

وكما أن مشروع استبدال الليرة لاقى استحسان من أطراف سورية معينة، لكنه لاقى رفضا من أطراف أخرى بداعي أن المشروع ينطوي على محاذير عدة، حيث أن العملة الوطنية هي معلم من معالم السيادة للدولة، وليست لازمة من لوازم نظام الحكم في الدولة، إضافة إلى أن اعتماد الليرة التركية يعتبر نوع من أنواع استجلاب الوصاية على الدولة الجديدة أقله الوصاية اقتصادية.

كما يرى معارضو مبادرة طرح الليرة التركية أنه في ظل الأزمات الكبرى والانهيار الاقتصادي والنقدي لأي عملة يكون التحول إلى عملات مستقرة نسبيا، وهذا ما لا يتوفر بشكل أساسي بالليرة التركية إنما يكون مستوفى أكثر في الدولار الأمريكي وهو عملة تقاس اليها باقي العملات.

كما أن آلية الدورة الاقتصادية التي يعتمد عليها النظام متحركة وغير منضبطة بمعايير اقتصادية واضحة ولا تخضع للقوانين العامة التي تؤثر في اقتصادات الدول، ولذلك فشلت كل الدراسات التي تكلمت منذ بداية الثورة عن أن النظام سيسقط اقتصاديا في أقل من عام، حيث أن التدفق النقدي للنظام يعتمد بشكل أساسي على بعد أيديولوجي.

ويشار إلى أن المناطق المحررة تتمتع بقوة اقتصادية كبيرة حيث تتدفق عشرات آلاف الدولارات إلى المناطق المحررة، وخاصة في الشمال السوري ويتم تصريفها وتحويلها إلى الليرة السورية عن طريق تجار العملات الذين يقومون بدورهم بنقل هذه العملات إلى البنوك الرئيسية التي تتبع إلى النظام السوري.

 

ايران: المحادثات وصلت لطريق مسدود… وكيري يهدد بالانسحاب

واشنطن ـ وكالات: هدد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالانسحاب من المحادثات مع إيران ما لم تتخذ الجمهورية الإسلامية القرارات السياسية النهائية اللازمة للتوصل إلى اتفاق حول برنامجها النووي.

وأضاف كيري للصحافيين: «لا يمكننا الانتظار إلى الأبد لصدور قرار في هذا الشأن. إذا لم تتخذ القرارات الصعبة فإننا مستعدون تماما لوضع حد لهذه العملية».

في الوقت نفسه، أوضح كيري أن موعد رحيله لم يحن بعد، وذلك في ضوء التقدم الذي تم تحقيقه حتى الآن.

وقال مصدر لوكالة «فارس» الإيرانية أمس إن المحادثات النووية وصلت لطريق مسدود بعد رفض أمريكا قبول حقوق إيران وبخاصة ما يتعلق بالعقوبات.

 

استحقاق الزبداني: المعركة تبلغ ذروتها اليوم

عدنان علي

لليوم السابع على التوالي، تواصل قوات النظام السوري وحزب الله محاولاتها لاقتحام مدينة الزبداني في ريف دمشق، مدعومة بغطاء جوي وقصف مدفعي وصاروخي عنيف للمدينة المحاصرة من كل الجهات، لكن من دون أن تنجح في تحقيق أي تقدّم.

وقال الناشط المدني المعارض، محمد الزبداني، من مدينة الزبداني لـ”العربي الجديد”، إنه بالرغم من “الاستخدام المكثف للبراميل والألغام المتفجرة وغارات الطيران الحربي وإطلاق الصواريخ، خصوصاً من نوع “زينب” و”فيل” من المنصات التي نصبها الحزب، لم يتمكن النظام وحزب الله من تحقيق تقدم داخل المدينة، رغم بعض الخروقات البسيطة التي تم التعامل معها بسرعة من جانب مسلّحي المعارضة، وهناك الآن تراجع لقوات حزب الله والنظام في محيط حاجز الشلاح واستراحة الرئيس”.

وأضاف الزبداني أنّ المهاجمين تكبّدوا خسائر كبيرة على “حواجز الشلاح والقناطر، وتمكّن مقاتلو المعارضة من استعادة حي الجمعيات”. وأشار إلى أنّ “خسائر مقاتلي المعارضة بلغت حتى الآن 12 قتيلاً فقط، في حين وصلت خسائر قوات النظام إلى 32 قتيلاً، بينهم أربعة ضباط هم عميد وعقيدان ونقيب، بينما لا يوجد عدد نهائي لخسائر الدبابات التي استهدفتها صواريخ المعارضة”. أما قتلى حزب الله، بحسب الناشط، فقد “بلغت، حسب صفحات مؤيدة للحزب، 36 قتيلاً”.

تقول الصحافية هيا خيطو، وهي من مدينة الزبداني، إن “مقاتلي حزب الله حاولوا، صباح الخميس، التسلل من جهة قلعة الزهراء غربي المدينة، غير أن المدافعين عنها من فصائل المعارضة، تصدّوا لهم، وسط قصف عنيف من جانب الطيران الحربي”، مشيرة إلى أن “الطيران المروحي استهدف وسط البلد بـ18 برميلاً، مع قصف عنيف من رشاشات (شيلكا) باتجاه القصر السعودي، في محاولة لسحب جثث قتلى النظام والحزب”.

وأضافت خيطو أن مقاتلي المعارضة في المدينة، وهم جميعاً من أبناء المنطقة “يخوضون معركة وجود ودفاع عن أرضهم وأعراضهم ضد ما يعتبرونه محتلاً أجنبياً، لذلك يستبسلون في الدفاع عنها، وقد أقسموا ألا يدخل الجيش أو الحزب إلا على جثثهم”. وتضيف أنه “في المقابل، لا يملك مقاتلو الحزب مثل هذه الإرادة، وتشير المكالمات الملتقطة بينهم عبر أجهزة اللاسلكي إلى تراجع روحهم المعنوية وعدم إيمانهم بجدوى هذه المعركة التي يريد منها الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، مجرد التباهي بنصر عسكري أو حتى إعلامي قبل حلول يوم القدس في الجمعة الأخيرة من رمضان”.

وأوضحت أن “هناك وساطات تجري من أجل إيجاد حل ما، عبر تأمين انسحاب آمن للمقاتلين في المدينة، لكن المقاتلين في الزبداني رفضوا هذه الاقتراحات، وأصرّوا على الدفاع عن مدينتهم حتى النهاية”.

وكانت “شبكة أحرار الزبداني الإعلامية” قد ذكرت في صفحتها على “فيسبوك” أن المقاتلين في المدينة تمكنوا، خلال اليومين الماضيين، من صدّ هجوم لعناصر حزب الله من “محاور جمعيات 8 آذار والشلاح والباقوني، وتركزت الاشتباكات على محور الجمعيات، فيما قام مقاتلو المعارضة بتمشيط ثلاثة أبنية كانت قوات حزب الله سيطرت عليها منذ أيام”.

وأوضحت أن مقاتلي المعارضة نصبوا “كميناً محكماً لعدد من عناصر المليشيات وقوات النظام في الباقوني، وسقط قتلى وجرحى في صفوفهم، وحاصروا مجموعة أخرى في أحد الأبنية في حي قلعة الزهراء”.

وبدأت قوات النظام وحزب الله، منذ الجمعة الماضي، حملة شرسة لاقتحام مدينة الزبداني، بسبب أهميتها عسكرياً واستراتيجياً، خصوصاً قربها من الحدود اللبنانية السورية، ولتعزيز وجود الحزب في المنطقة.

وذكر ناشطون أنه تم استهداف المدينة منذ بدء الحملة بأكثر من 450 برميلاً متفجراً، ونحو 200 صاروخ فراغي وآلاف قذائف المدفعية.

وحول أسباب استعصاء المدينة حتى الآن على المهاجمين، بالرغم من القوة النارية والقتالية الضخمة الموظفة في المعركة من جانب قوات النظام وحزب الله، أرجع العميد هاني الجاعور في حديثه لـ”العربي الجديد” صمود المدينة إلى أسباب عدة:

أولاً، طبيعة المنطقة الجغرافية، كونها منطقة جبلية تساعد مقاتلي المعارضة على الدفاع بشكل كبير.

ثانياً، أن جميع المقاتلين تقريباً هم من سكان المنطقة نفسها، ما يعني أن كل واحد منهم يدافع عن بيته وأرضه وأولاده، وهذه تعطيه أفضلية في القتال والصمود. ثالثاً، الامتداد الجغرافي لمدينة الزبداني باتجاه مضايا وسرغايا وباتجاه رنكوس وجبال فليطة.

أما السبب الرابع، فيعود إلى “وجود قيادة واحدة للثوار في هذه المنطقة، وهو ما مكن من تركيز الجهود، وأعطاهم حرية مناورة كبيرة”.

وحول قدرة المدافعين عن المدينة على مواصلة الصمود، قال العميد الجاعور إن “الوضع في الزبداني صعب جداً، ولدى النظام والحزب إمكانية نارية كبيرة في تدمير المنطقة، وإذا لم تفتح جبهات أخرى مساعدة، ربما لا تستطيع المدينة الصمود إلى النهاية، وهذا يتعلق أيضاً بإمكانية تقديم الدعم للمقاتلين هناك”، وتوقع أن “يكون دخول الزبداني مكلفاً للنظام والحزب. وفي حال نجح النظام في الدخول إلى المنطقة لن يتمكن من مواصلة الاحتفاظ بها، لأنه سيتعرض لضربات قوية من جانب مقاتلي المعارضة”.

وتتفق توقعات الجاعور مع ما ذكرته خيطو، التي أشارت إلى أن المقاتلين في الزبداني لغموا غالبية الطرقات والبيوت، ما يعني أن دخول المدينة لن يكون نزهة لقوات النظام والمعارضة. لكنها لفتت إلى وجود صعوبات أمام المدافعين عن المدينة، كونها محاصرة من كل الجهات.

من جهته، قال الناشط عبدو عبدالمجيد من مدينة الزبداني إن “اللجان الشعبية تقوم وبشكل يومي بفرض حظر التجول في بلودان من الساعة 12 ظهراً وحتى السادسة مساء، ليتسنى لها نقل قتلى وجرحى قوات الأسد وحزب الله بدون أن يراها أحد، وللتكتم على حجم خسائرها”.

وأضاف عبدالمجيد أن النظام قطع طريق دمشق، مانعاً دخول الطعام والمواد الأساسية في شهر رمضان لأكثر من 10 آلاف عائلة في مضايا وبلودان وسرغايا في ريف دمشق.

 

سهل الغاب خاصرة رخوة لـ”جيش الفتح”؟

أنس الكردي

منذ سيطرة فصائل المعارضة السورية المسلّحة، ممثلة بـ”جيش الفتح”، على مدينة إدلب أواخر شهر مارس/ آذار من العام الحالي وحتى الآن، كانت قوات النظام السوري في حالة دفاع وثم انسحاب، بدأ ذلك في مدينة إدلب ثم جسر الشغور وأريحا والمسطومة إلى معظم حواجز وقرى سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، حيث توقّف الزحف.

قبل بضعة أيام حدث انسحاب جديد حسبه مقاتلو المعارضة سيناريو مشابه، تمثّل في انسحاب قوات النظام من قرية الشريعة، إحدى قرى سهل الغاب، من دون وجود أي نوع من المواجهات، وبث ناشطون صوراً وتسجيلات مصوّرة تظهر آليات ودبابات النظام وهي تنسحب من الحاجز إلى قرية الحرة الموالية للنظام.

بيد أن الانسحاب الأخير جاء مغايراً هذه المرة، وحالة الدفاع انتقلت إلى الهجوم، بعدما سيطرت قوات النظام على أربع قرى تقع على تسلسل خط واحد، هي الرملة والأشرفية وقبر فضة والكريم، وتُشكّل هذه القرى عمق سهل الغاب، ليؤمّن النظام بذلك خطاً عسكرياً لقواته من قرية الجيد الموالية ذات الأغلبية المرشدية إلى مدينة السقيلبية الموالية في أقصى سهل الغاب الأدنى، وليبدأ بعدها برفع السواتر الترابية العالية وزرع الألغام حول المناطق التي سيطر عليها.

وأدت المعارك الأخيرة إلى نزوح أكثر من 150 ألف شخص من قرى وبلدات سهل الغاب، جراء شن الطيران الحربي والمروحي أكثر من 70 غارة على قراهم، متوجهين إلى مناطق جبل شحشبو ومزارع قيراطة وكفرنبودة في ريف حماة الشمالي ومناطق جبل الزاوية في ريف إدلب، في حين توجّه البعض الآخر إلى المخيمات الحدودية مع تركيا، حسب ما كشف الناشط الإعلامي حسن العمري، مشيراً في تصريحات إعلامية إلى “أوضاع إنسانية مزرية لأغلب النازحين، اذ يسكنون الآن بمدارس في كفرنبودة وهم في حاجة للمساعدة الإنسانية والرعاية الصحية”.

يمكن القول إن قوات المعارضة مقبلة على مرحلة جديدة في سهل الغاب، ستختلف كثيراً عمّا جرى في محافظة إدلب، فسهل الغاب هي الوجهة الأخيرة قبل الدخول إلى الساحل، فضلاً عن تواجد عدد من القرى والبلدات الموالية للنظام والتي لن يتخلى عنها، فالمعركة هنا وجودية له ولا مجال للانسحاب، وما تحصين قرية جورين المتاخمة لسهل الغاب من الجهة الشرقية إلا لتكون نقطة الدفاع الرئيسية وبوابة الانطلاق نحو الهجوم المضاد في حال أرادت قوات النظام استعادة المناطق التي خسرتها على يد “جيش الفتح”.

ويُعتبر سهل الغاب هدفاً استراتيجياً لقوات المعارضة والنظام في الوقت نفسه، لكونه يقع في المنطقة الوسطى من سورية بين جبال اللاذقية غرباً وجبل الزاوية شرقاً وجسر الشغور شمالاً ومصياف جنوباً، ويُشكّل سهلاً منبسطاً خصباً، يمرّ فيه نهر العاصي، ويبلغ طول السهل نحو 80 كيلومتراً، وعرضه بين 10 و13 كيلومتراً، وهو محاط بجبال عالية، خصوصاً من الجهة الغربية.

ويسيطر النظام على قرى القاهرة الغربية والرصيف والعزيزية وتمانعة الغاب والجيد والزيارة والقرقور وتل واسط وتل زجرم، وهي تقع على خط واحد، في حين تسيطر فصائل المعارضة على قرى الحويز، والحويجة الشريعة وقلعة المضيق والمنصورة والعميقة والحرية.

واللافت في الأمر، أن السهل قد أضحى خاصرة رخوة لقوات المعارضة منذ تحوّلت المعارك إلى حلب، وعانت فصائل المعارضة في معظم مناطق سيطرتها من انقطاع الخدمات الأساسية بعد توقّف تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، عن نقل المحروقات لمناطق سيطرة المعارضة. وكان متوقعاً لـ”جيش الفتح” أن يتجاوز سهل الغاب ويتقدّم لفتح معركة الساحل، فالجمود العسكري بدا واضحاً من قبل “جيش الفتح” الذي يُقاتل بأعداد قليلة في قرى وبلدات سهل الغاب، تسانده بعض الفصائل التابعة لـ”الجيش السوري الحر”.

ويُرجع مدير مكتب القوة المركزية في حركة “أحرار الشام الإسلامية” أبو عمر، سبب ما يجري في سهل الغاب إلى “رغبة النظام في استعادة المناطق التي سيطر عليها جيش الفتح لمنع تمدد المعركة في العمق العلوي”، لافتاً إلى أن “قدرة المعارضة على الصمود تتوقف على تدخّل داعش بعرقلة سير المعركة وإشغال المجاهدين، اذ كان التنظيم السبب الأساس في تحويل الوجهة من الساحل إلى ريف حلب الشمالي بسبب المعاناة من انقطاع الوقود، وهو ما قلّل من تحركات جيش الفتح بشكل كبير، فضلاً عن تعدّد الجبهات المفتوحة”.

ويؤكد أبو عمر، في تصريحات لـ”العربي الجديد”، أن “المعركة مستمرة في سهل الغاب على الرغم من البرود الحاصل، وجيش الفتح يستطيع التقدّم في المنطقة على الرغم من صعوبتها، ويجري الاستطلاع حالياً على جبهات السهل لإعادة تفعيل المعركة التي توقّف التمدد فيها من دون الانسحاب، اذ لا تزال أعداد مرابطة على تلك الجبهات لجيش الفتح”، كاشفاً عن “التحضير لعمل كبير في عمق النظام عمّا قريب”.

يشار إلى أن عدد سكان سهل الغاب يبلغ نحو 250 ألف نسمة، وتسكنه العديد من العشائر العربية العريقة، مثل الدمالخة والويس والجيس وبني سعيد، ويشكل تنوّعاً طائفياً يسكنه السنّة والعلويون والإسماعيليون والمرشديون. ويعتمد سكانه بشكل خاص على الزراعة، تحديداً القطن والشمندر السكري والقمح.

 

النظام يستهدف الغوطة الغربية ومواجهات جنوب دمشق

دمشق – وفا مصطفى

اندلعت مواجهات عنيفة، أمس الخميس، بين قوات النظام السوري، وتنظيم جبهة “النصرة”، في محيط مخيم اليرموك، جنوبيّ العاصمة دمشق، ترافق ذلك، مع قصف واشتباكات في مناطق متفرقة من ريف المدينة.

وقالت مصادر ميدانية لـ”العربي الجديد”، إنّ “أطراف مخيم اليرموك، شهدت اليوم، اشتباكات عنيفة، بين قوات النظام مدعومة بمليشيا فتح الانتفاضة والجبهة الشعبية- القيادة العامة، من جهة، وعناصر جبهة النصرة من جهة أخرى”.

من جانبها، أعلنت مصادر إعلامية موالية للنظام، عن مقتل ستة عناصر لـ”الجبهة الشعبية- القيادة العامة” وقوى التحالف الفلسطيني، أثناء تصدّيهم لهجوم شنّه من وصفتهم بـ”التكفيريين”، على المخيم اليوم، فيما أكّدت مصادر أنّ هؤلاء القتلى، “معروفون لأهالي المخيم، فهم مسؤولون عن حصار اليرموك واعتقال عدد كبير من شبانه”.

وتزامنت المواجهات في اليرموك، وفق المصادر، مع قصف صاروخيّ ومدفعيّ، أسفر عن جرحى بين المدنيين، أعقبه استهداف جبهة النصرة لتجمعات النظام ومليشياته، على مدخل المخيم، في ظل توافد كثيف لسيارات إسعاف، تحمل قتلى وجرحى النظام، إلى مشفى المجتهد.

وكانت “جبهة النصرة”، قد تقدّمت قبل يومين، شرق اليرموك، وسيطرت على قطاعات في محيط ثانوية اليرموك وساحة الريجة، وذلك بعد معارك، وصفت بالأعنف خلال شهر رمضان، مع قوات النظام والمليشيات الموالية لها.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أنّ “مواجهات جرت اليوم، بين قوات النظام بالاشتراك مع عناصر من جيش الدفاع الوطني، ومقاتلي الجيش الحرّ والكتائب الإسلامية، في حيّ التضامن جنوب دمشق أيضاً، وسط قصف متبادل بين الطرفين”.

وفي سياق متصل، قتل أربعة عناصر لقوات النظام مساء اليوم، إثر استهدافهم برصاص قناصة لواء “شهداء الإسلام”، على الجبهة الشمالية والجنوبية لمدينة داريا في الغوطة الغربية، في وقت تعرّضت فيه منطقة الجمعيات بالمدينة، لقصف مدفعيّ، مصدره قوات النظام المتمركزة في الفرقة الرابعة بجبال المعضمية.

في موازاة ذلك، ألقى طيران النظام المروحيّ، ثلاثة براميل متفجرة، طاولت مزارع مخيم خان الشيح وبلدة الديرخبيّة، في حين قصفت قواته بالمدفعية الثقيلة، أطراف مزرعة بيت جنّ، في إطار سياسة الأرض المحروقة التي تستهدف الحقول والمحاصيل الزراعية.

 

حزب الله يقصف خطأ موقعاً للنظام في الزبداني

أصدر الرئيس السوري بشار الأسد قانوناً يقضي بالتصديق على اتفاقية خط تسهيل ائتماني بقيمة مليار دولار من إيران. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية “سانا”، أن اتفاقية خط التسهيل الائتماني موقعة بين “المصرف التجاري السوري” و”بنك تنمية الصادرات” الإيراني، الحكوميين. وقالت الوكالة إنه جرى توقيع الاتفاقية يوم 19 مايو/أيار، ووافق عليها مجلس الشعب، الثلاثاء، مشيرة إلى أن التمويل سيستخدم في “استيراد بضائع وسلع وتنفيذ مشاريع”.

 

من جانب آخر، أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، أن عدد اللاجئين السوريين تخطى أربعة ملايين. وأوضحت المفوضية في بيان لها، الخميس، أن عدد اللاجئين جراء الحرب في سوريا، ازداد بمقدار مليون لاجئ خلال الأشهر العشرة الأخيرة، وقال رئيس المفوضية انطونيو غوتيريس، إنها “أكبر مجموعة من اللاجئين جراء نزاع واحد خلال جيل”. وأضاف غوتيريس: “هؤلاء بحاجة إلى دعم العالم، لكنهم عوضاً عن ذلك، يعيشون في ظروف مروعة ويغرقون في فقر متزايد”. وتتوقع المفوضية العليا أن يصل عدد اللاجئين السوريين بحلول نهاية السنة إلى 4.27 ملايين، يضاف إليهم حوالي 7.6 ملايين نازح داخل سوريا.

 

من جهة أخرى، قُتل 6 أعضاء من “جبهة النصرة”، بينهم القيادي وخبير المتفجرات أبو إسلام الحموي، الأربعاء، في غارة لطيران التحالف الدولي، استهدفت سيارة كانوا يستقلونها، بين سرمدا وكفردريان بريف إدلب الشمالي. وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن طائرات التحالف استهدفت سيارة القيادي بأربع ضربات، كما قصفت عدداً من مقرات الجبهة في ريف إدلب الشمالي الغربي، ما أدى إلى مصرع سبعة من عناصرها على الأقل. في حين قال “المرصد” إن ضربة بطائرة بلا طيار، ضمن حملة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد “الدولة الاسلامية”، قتلت زعيماً من الأوزبك في التنظيم يعمل بالأمن، بينما كان جالساً في سيارة أمام فندق في وسط في مدينة الرقة، ليل الأربعاء.

 

وكانت “جبهة النصرة” قد داهمت الأربعاء، مقرات “الشرطة الحرة” في مدينتي كفرنبل وخان شيخون وبلدة كفرسجنة بريف إدلب. “الجبهة” اعتقلت العاملين في مقرات الشرطة، وصادرت محتوياتها والآليات التابعة لها، كما داهمت الجبهة المحكمة التابعة لـ”الهيئة الإسلامية لإدارة المناطق المحررة” في كفرنبل، واعتقلت كل من كان فيها وبينهم مراجعون، قبل أن تطلق سراح المراجعين. وأطلقت “الجبهة” سراح عناصر شرطة كفرنبل بعد ساعات على اعتقالهم، دون معرفة أسباب المداهمات والاعتقالات ودون التحقيق معهم، فيما أبقت على المقار والمعدات التي صادرتها، من بينها سيارات ودرجات نارية جديدة استلمتها الشرطة للتو.

 

وفي ريف دمشق، استمرت الاشتباكات العنيفة الأربعاء، بين “حزب الله” و”الفرقة الرابعة” التابعة لـ”الحرس الجمهوري” من طرف، والمعارضة المسلحة من طرف آخر، في محيط الزبداني، ما أدى الى تدمير دبابة لقوات النظام. وترافقت الاشتباكات مع إلقاء الطيران المروحي حوالى 40 برميلاً متفجراً وصواريخ أرض-أرض، على الزبداني ومنطقة مضايا المجاورة. وتمكنت المعارضة السورية المسلحة من قتل عدد من قوات النظام، في محيط قلعة الزهراء. وأشارت مصادر المعارضة إلى أن مقاتليها تمكنوا من تدمير منصة صواريخ تابعة لقوات النظام ومقاتلي “حزب الله” اللبناني، وأنهم ما زالوا يصدون الهجوم المشترك على مواقعهم داخل مدينة الزبداني، في حين قتل أكثر من عشرة مدنيين نتيجة قصف لطائرات النظام والقصف المدفعي لـ”حزب الله” استهدف أحياء المدينة.

 

وقصفت قوات “حزب الله” طريق عرطوز وشارع الكورنيش وطريق النابوع غربي المدينة بالتزامن مع استهدافها منطقة طريق السكة في الجهة الشرقية من المدينة. وتمكن عناصر من الحزب من السيطرة على مبان في المنطقة المحيطة بقلعة الزهراء والشلاح، شرق وجنوب الزبداني، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات المعارضة. وقصف “حزب الله” خطأً بصاروخ أرض-أرض موقعاً عسكرياً لقوات النظام في الزبداني، فدمره وقتل من فيه.

 

ونقلت وكالة “سانا” أن “رئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة العماد علي عبدالله أيوب” قام الأربعاء، بجولة ميدانية “تفقد فيها وحداتنا المقاتلة في منطقة الزبداني”، واطلع العماد أيوب على “سير الأعمال القتالية التي تخوضها وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع المقاومة اللبنانية ومجموعات الدفاع الشعبية ضد التنظيمات الإرهابية كما استمع من القادة الميدانيين إلى شرح مفصل حول طبيعة الأعمال القتالية المنفذة والاهمية الاستراتيجية للمنطقة”.

 

النظام والتنظيم يؤسسان لصراع عرقي في الحسكة

الأحداث الأخيرة في مدينة الحسكة، أدخلتها في أسوأ تجربة سياسية وإنسانية لها، لجهة احتمال اندلاع صراع بين مكونات المنطقة العرقية والطائفية. الاشتباكات بدأت بقيام تنظيم “الدولة الإسلامية” بسلسلة من التفجيرات الانتحارية، تبعها اختراق لعناصره وتمكنهم من السيطرة على أجزاء حيوية ضمن المدينة. بعد ذلك تمركز التنظيم في حي النشوة وأجزاء من حي الغويران، ليتقدم عناصره ويشتبكوا مع عناصر مليشيا “الدفاع الوطني” التابعة للنظام، في ما بعد تبيّن تعامل عناصر من “الدفاع الوطني” مع تنظيم “الدولة”، وانشقاق كثيرين منهم وانضمامهم إلى التنظيم.

 

سيناريو الهجوم اتسم هذه المرة بالتصعيد العنيف، حيث دأب التنظيم على نشر صور المجازر التي قام بها بحق المدنيين في وسائله الإعلامية، وكأن الهدف من الهجمات هو بث الرعب في قلوب الأهالي، ودفعهم للهروب أمامه. هذا ما تحقق بالفعل، حيث نزح عن المدينة أكثر من 60 ألف شخص، لتصبح الأحياء الجنوبية للمدينة معاقل للتنظيم، بعدما أفرغت منازلها من السكان. وهو الأمر الذي سمح لمقاتلي التنظيم بشنّ هجمات دائمة انطلاقاً منها. وفي الوقت ذاته، يعيش كُثر من الأهالي النازحين عن الأحياء الجنوبية، حالة انسانية سيئة، ويبيتون في الحدائق العامة، بعد أن عجزوا عن ايجاد كفيل لهم في الأحياء التي تسيطر عليها “وحدات حماية الشعب” الكردية، أو مليشيا “السوتورو” السريانية.

 

هجمات التنظيم على الحسكة، أو الاشتباكات التي كانت تحدث بين الحين والآخر، بين “وحدات الحماية” وقوات النظام، كانت تُعيد رسم الخريطة العسكرية في المدينة، إلا أنها اتسمت هذه المرة بالتأسيس لحالة صراع طائفي-عرقي، بين مكونات المنطقة بعد قيام قائد عمليات قوات النظام في المنطقة الشرقية بسوريا، اللواء محمد خضور، بحلِّ ميليشيا “الدفاع الوطني” والاستعانة بقوات “الحشد الشعبي” العراقية لصدّ تقدم التنظيم باتجاه وسط المدينة. ذلك ما أكده قائد ميليشيا “فيلق بدر” العراقية، هادي العامري، حين صرّح لوسائل الإعلام بأن قواته تشارك في المعارك ضد التنظيم في الحسكة.

 

استعانة النظام بقوات “الحشد الشعبي” الشيعية جاءت لأسباب متعددة، أهمها عدم ثقة النظام بميليشيا “الدفاع الوطني” التي شُكّلت من مرتزقة المنطقة، بحسب ما يؤكده نشطاء في الحسكة. كما لعب البُعد النسبي للقوى الكردية والمسيحية المقاتلة للتنظيم، عن مناطق الاصطدام معه في المدينة، دوراً في ذلك القرار؛ حيث يتمركز مقاتلو “الدولة” في الأجزاء الجنوبية والغربية من مدينة الحسكة، فيما تُشكل مناطق سيطرة النظام في وسط المدينة، فاصلاً بين مقاتلي التنظيم و”وحدات حماية الشعب” و”القوات الآشورية” المتمركزة في الأحياء الشمالية والشرقية للمدينة، ذات الطابع المسيحي.

 

النظام كان قد حصر الوجود العسكري له في الحسكة بمليشيا “الدفاع” و”حزب الله السوري” بعدما قام بتسليم المواقع العسكرية المهمة له في جبل كوكب وعبد العزيز للوحدات الكردية والمسيحية. والغرض من حل ميليشيا “الدفاع الوطني”، هو أن تصبح القوى الكردية والمسيحية جزءاً رئيسياً من جبهة النظام، بعد حصولها على الشعبية اللازمة ضمن مكوناتها المجتمعية. النظام يكتفي في هذه المرحلة بغارات طيرانه الحربي فقط.

 

أمام الأحداث الأخيرة التي تشهدها المدينة يرى النشطاء والمراقبون بأن مصير المدينة هو الخراب، بين قوى تعمل وفقاً لأجندات طائفية وعرقية، ضمن ترجيح باستمرار المعارك لشهور. عضو “اتحاد شباب الحسكة” (أول مؤسسة تابعة للثورة في المحافظة تضم الشباب من مختلف المكونات) محمد الخلف، أكّد لـ”المدن” بأن الاشتباكات كر وفر بين قوات التنظيم والنظام، لافتاً إلى أن بعض المناطق قد تكون تحت سيطرة النظام في الصباح، ثم تنتقل لسيطرة التنظيم في الليل، نافياً إمكانية قدرة طرف على حسم المعركة.

 

وأضاف الخلف بأن “الوحدات” الكردية دخلت الاشتباكات ضد التنظيم في اليوم الرابع، وذلك بعد سيطرة الوحدات على مناطق كانت تحت نفوذ ميليشيا “الدفاع الوطني”، كحي دولاب العصي ومشفى الكلمة، بالإضافة الى أجزاء من حي العزيزية. ومن هناك، تعمل “الوحدات” على شن هجمات ضد مقاتلي التنظيم من جهة جبل عبد العزيز، لقطع طرق الإمداد.

 

وأوضح القيادي في “المنظمة الآثورية” حنا جامو، لـ”المدن” بأن منظمته تقوم بجولات مستمرة على الأحياء المسيحية، الآثورية والسريانية، لتفقد الوضع الأمني فيها. وأضاف بأنه بعد نزوح الأهالي إلى مدينة القامشلي، يقوم الشباب المتبقين في الأحياء المسيحية بالتعاون مع قوات “السوتورو”، لحماية الممتلكات، وخصوصاً بعد قيام عناصر “الدفاع الوطني” وعناصر التنظيم، بنهب ممتلكات المدنيين في حيي النشوة الشرقي والغربي وحي الغويران.

 

وأكد جامو أن الوضع الأمني في تلك الأحياء مستقر نسبياً، مشيراً إلى أن سقوط  القذائف العشوائية يعيق عودة الأهالي إليها، وخصوصاً النساء والأطفال.

 

وفي المحصلة، تتركز الاشتباكات في المدينة في أحيائها السنيّة، مع استمرار استهدافها من قبل طيران النظام والتحالف الدولي. تلك الأحياء تحولت إلى ثكنات عسكرية للتنظيم، بسبب اتصالها الطبيعي والسكاني بالريف الجنوبي والشرقي للمدينة، التي تمثّل حلقة وصل ديموغرافية بمناطق سيطرة التنظيم في الشدادي والهول، ما يسمح بوصول الإمدادات إليها. كل ذلك جعّل المكون العربي السني في المدينة هدفاً رئيساً، في وقت عمد فيه النظام إلى تشكيل جبهة موحدة من المكونات الأخرى، بقيادة القوات الشيعية المستقدمة، لوسم الصراع في الحسكة بالسمة الطائفية.

 

ولعل أبرز ما أفرزته الهجمات الأخيرة للتنظيم، هو تسليح الأقليات لصالح جبهة النظام، بهدف استكمال مخططات النظام الرامية للتعريف بنفسه كحامٍ للأقليات، وخصوصاً أنه يدفع بالعرب السنّة للتعاطف مع التنظيم، من خلال استهداف أحيائهم بالطيران الحربي واستقدام “فيلق بدر” الذي لن يتوانى عن ارتكاب مجازر بحق السنّة، كما فعل في العراق.

 

فضيحة جديدة للأسد: الجيش يبيع المتفجرات لداعش

العربية.نت – عهد فاضل

ألقت عناصر تابعة للمخابرات العسكرية، القبض على مجموعة من ضباط وعناصر جيش النظام السوري، وهم في طريقهم إلى محافظة حماة ثم بادية حمص وتدمر، وفي حوزتهم عتاد عسكري متنوع، تم نقله في سيارات رباعية الدفع وشاحنات صغيرة مغطاة بقماش عسكري تستخدمه قوات النظام، عادة في التمويه أو حماية العتاد العسكري من العبث.

وفي خطوة رآها المراقبون أنها تعكس “اضطرابا” في “التنسيق” ما بين القوى الأمنية من جهة، والشرطة العسكرية التابعة للجيش، من جهة أخرى، تم القبض على المجموعة التي كانت في طريقها إلى محافظة حماة السورية ثم بادية تدمر، ليتبين لاحقا أن كل عناصرها هم من منسوبي جيش النظام، وبعض عناصر ما يعرف بجيش الدفاع الوطني.

وذكرت الأنباء من المنطقة، أنه ومنذ القبض على المجموعة، التي كانت تعمل تحت غطاء حماية من الجيش السوري ومن عناصر الدفاع الوطني، تم الزج بعدة مجموعات تابعة لأكثر من جهاز أمني في سوريا، فجاء عناصر من أمن الدولة ثم عناصر من الحرس الجمهوري، وعناصر من شعبة الأمن السياسي. ليظهر لاحقا، أن “جهة متنفّذة” تريد “لملمة” الموضوع وتخفيف آثاره على الناس، بعدما تبين أن السلاح مرسل الى وسطاء يعملون لدى “داعش” بشكل سرّي، يقومون باستلامه من أرياف حماة، ثم يتولون نقله بطريقتهم، إلى الميادين التي يقاتلون فيها.

المنطقة موالية 100% والمهرّبون ينتمون إليها

تمت العملية في نقطة عسكرية تابعة للنظام في قرى مدينة جبلة تسمى “رأس العين”، وفي المنطقة التي يشقّها أوتوستراد شهير معروف بأوتوستراد “بيت ياشوط” والذي ينتهي بمشارف مدينة حماه وعلى حدودها البرية الموصلة إلى حمص وبادية تدمر التي أصبحت بيد داعش منذ أسابيع. الأمر الذي تراه مصادر متعددة، ومن أبناء المنطقة، أنه لا يمكن أن يتم إلا برعاية من جيش النظام.

ومنطقة “بيت ياشوط” وما قبلها من قرى، وما بعدها، تعتبر “محمية” خاصة بالنظام السوري 100 % على المستوى الشعبي، وعلى المستوى السياسي والأمني، ويعرف أبناء المنطقة أن الغريب لا يمكن له حتى أن يتجول راجلاً أو في سيارة، لأنه سيتم إيقافه ومساءلته. ورأى أبناء المنطقة من هنا، أن عبور السيارات التي تنقل السلاح إلى “وسطاء داعش” لنقله إلى بادية حمص وتدمر، لا يمكن أن يتم إلا عبر “سلسلة من المتواطئين” الذين “باعوا شرفهم العسكري للدواعش” مقابل “المال”.

بعد إيقاف السيارات التي كانت تنقل السلاح، في منطقة موالية للنظام 100% بل تعتبر من أشد البيئات الحاضنة له موالاةً وتعصباً ، تدخّلت قوى تابعة للحرس الجمهوري، لإخفاء “الفضيحة” و”تجهيل” الفاعلين، فمنعت التصوير، واكتفت “للمرة الأولى” بتصوير المهرّبين التابعين للجيش من ظهورهم، وإخفاء وجوههم. في الوقت الذي لا يمتنع فيه النظام الأسد، من تصوير “جثث المسيحيين” والتركيز على “وشم الصليب، أو تصوير ونقل ونشر أقسى وأشنع الصور لدفع أنصاره لـ”التقزز” من خصومه!

إخفاء الفضيحة بفضيحة!

وما أن عمم النظام، على كل القوى الأمنية التي حضرت الواقعة، ألا ينشر أسماء المتورطين الذين تم القبض عليهم، ولا رتبهم العسكرية، ولا تصوير وجوههم كيلا يعرفهم أبناء المنطقة، حتى سارع العديد من أبناء اللاذقية بتوجيه اللوم على “قيادات الجيش” التي أصبحت فاسدة للدرجة التي تبيع فيها السلاح إلى داعش وعبر وسطاء.

أول ما طالب به أبناء المنطقة هو “كشف وجوه المتورطين” وتساءلوا: “لماذا تخفون وجوههم؟ ولماذا لا تنشرون أسماءهم” في تشكيك صريح لدور قوى الأمن بـ”لفلفة” المسألة ومداراة “الفضيحة” التي أصابت ضباطاً وعناصر في الجيش وعبر غطاء من قوى أمنية متعددة.

الجميع يتهرب من “جريمة” القبض على مجرمين

إلقاء القبض على مهربي وبائعي السلاح إلى وسطاء الدواعش، بدأ بـ”حفلة انتصار” من قبل دورية الأمن العسكري التي تولت إيقاف السيارات وكشف ما فيها من أسلحة. إلا أنه وبعد تدخل قوى أمنية أخرى، حضرت خصيصا لإيقاف الضجة التي رافقت الأمر، ومنع تداول تفاصيل وأسماء ووجوه المتورطين، قررت دورية المخابرات العسكرية “إهداء” هذا الإنجاز إلى “جيش الدفاع الوطني” لتتخلص من الإحراج، والقول إن الكشف عن تهريب السلاح تم على أيدي ضباطه وعناصره. إلا أن الأخير لم يقبل “الهدية” وقال إنه جاء إلى المنطقة، بعد سماعه أنباء “عن إيقاف سيارات محملة بالأسلحة متوجهة إلى وسطاء داعش”!

الأمر الذي اعتبره خبراء بأنه “تهرُّب” من مسؤولية القبض على هذه المجموعة، التي عرف أنها تمارس هذا العمل منذ فترة، وتحت تسهيلات من الجيش وقوى الأمن. إلا أن القبض عليها، فجّر فضيحة تصيب أكثر من جهة داعمة. فبدأ الكل بالتهرب من احتفال النصر، إلى إهدائه لطرف آخر، والذي بدروه يرميه لآخر.

ويذكر أن القوى الأمنية، لم تتكتم فقط على وجوه الضباط والعناصر المتورطين بتهريب السلاح، بل تكتمت على محتواها أيضا من عتاد، ولم تظهر الصور إلا أكياسا سوداء مجهولة المحتوى، يظن مراقبون أنها قد تكون محشوّة بالمتفجرات أو الصواعق المتطورة.

ويضيف المراقبون: “وإلا لماذا تم إخفاء صور السلاح في السيارات لو لم يكن يشكل خطورة وفضيحة؟!”.

 

“داعش” والنظام السوري وجهان لعملة واحدة

دبي – قناة العربية

تعددت الانتهاكات التي يمارسها تنظيم “داعش” وقوات الأسد بحق أهالي محافظة دير الزور، أكبر مدن الشرق السوري مساحة، وتنوعت أساليبهم من إعدامات ميدانية للثوار، واعتقالات تعسفية غير مشروعة، فالتهجير والقتل والاعتقال باتت مرادفات لهذه التنظيمات المتطرفة، فهما وجهان لعملة واحدة، مما لا شك فيه.

وسجلت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ارتكاب “داعش” لـ15 مجزرة في أغسطس عام 2014 في دير الزور، بينما تسببت عمليات عسكرية متفرقة في قتل أكثر من 367 شخصاً، إضافة إلى تهجير ما لا يقل عن 33 ألف شخص، خاصة من مدينة أبو حمام والقرى التابعة لها، منذ بداية سيطرة التنظيم على دير الزور.

وفيما بدأت عملية سيطرة النظام على دير الزور في الثالث من يوليو العام الماضي، عندما عقد اتفاقاً مع أهالي عشيرة الشعيطات يقضي بتسليم أسلحة المقاتلين المسلحين وتسليمها للتنظيم مقابل وقف القتال، نقض التنظيم الاتفاق واعتقل العشرات من أبناء العشيرة، وعادت الاشتباكات بين الطرفين.

أما في مدينة أبو حمام، فقد أعلن “داعش” أنها منطقة عسكرية، وأنذر المدنيين بإخلائها، إضافة إلى قصفها لأنواع الأسلحة كافة، ثم اقتحامها في الخامس من أغسطس.

وعلى غرار المتطرفين، ففي الـ10 من الشهر ذاته قامت قوات الأسد بالسيطرة على المدينة والقرى المجاورة لها، ما أدى إلى نزوح آلاف السكان إلى قرى ريف البوكمال وغيرها، خوفاً من انتقام “داعش”.

 

قيادي سوري معارض: سيطرة الأكراد على جرابلس قد تدفع تركيا للتدخل عسكرياً

روما (9 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال قيادي في المعارضة السورية إن تركيا أبلغت بعضاً قادة فصائل المعارضة المسلّحة أنه لن يكون هناك تدخلا للجيش التركي في الأراضي السورية إلا إذا حاولت القوات الكردية السيطرة على مدينة جرابلس، وهو ما تعتبره “تهديداً قومياً لن تسكت عنه”.

 

وأوضح القيادي المعارض الذي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “تركيا ليست بوارد التدخل العسكري بسورية لأنها تعتبرها ورطة غير محمودة العواقب، وهي ستلتزم بمساعدة السوريين إلى أبعد حد دون أن يكون لها تدخل عسكري في سورية، وهذا الأمر قد يتغير فقط إن حاول الأكراد التمدد للسيطرة على جرابلس، وهو ما يعني بالنسبة للأتراك خطراً كردياً يفوق خطر تنظيم الدولة الإسلامية، وفق ما أكّده مسؤولون أتراك لقادة في المعارضة السورية المسلحة”، حسب قوله.

 

وأضاف “سيطرة الأكراد على جرابلس يعني بالنسبة لتركيا وصل كانتونات الجزيرة الثلاثة التي يهيمن عليها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري عبر وحداته المسلحة، وهو الأمر الذي لن تسمح به تركيا وقد تستخدم القوة لمنعه” حسب قوله.

 

وكانت الحدود التركية السورية قد شهدت خلال الأيام الماضية تحركات عسكرية تركية كثيفة حيث تمركزت وحدات من الجيش التركي على طول المناطق الحدودية الحساسة المطلة على سورية. وأعلنت بعض الوحدات العسكرية التركية حالة الاستنفار القصوى، ورأى بعض السوريين أنه تحضير لتدخل عسكري بري مباشر واسع النطاق في سورية موجه ضد الأكراد وتنظيم الدولة الإسلامية، فيما رآه آخرون مجرد تحركات عسكرية احتياطية لتأمين المزيد من الحماية للحدود التركية ولا توحي بالتحضير لعمل عسكري بري.

 

وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قد أعلن في وقت سابق أن الحكومة أنهت جميع الاستعدادات لمواجهة أي انتهاك لحدود تركيا مع كل من سورية والعراق، كما أعلن وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو مطلع الأسبوع الجاري أن حدود بلاده تتعرض لتهديدات، وأنه إن تمت مهاجمتها من طرف سورية، فإن جميع الطرق ستكون مفتوحة بالنسبة لتركيا.

 

ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة جرابلس السورية الواقعة على الحدود مع تركيا، وتخطط وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي ومعها قوات كردية أخرى لطرد التنظيم المتشدد من المدينة للسيطرة عليها لوصل المناطق التي يسيطر عليها الأكراد شمال سورية.

 

الائتلاف الوطني السوري يدعو لمناطق آمنة للاجئين

روما (9 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى الناطق الرسمي للائتلاف الوطني السوري المعارض، سالم المسلط أنه “طالما بمقدور الأسد الاستمرار باستخدام طيرانه وقصف المناطق السكنية وقتل المزيد من الأبرياء دون حساب من قبل المجتمع الدولي أو وضع حد لذلك؛ فإن أزمة اللاجئين مستمرة وعدد الضحايا في ارتفاع”.

 

وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق اليوم الخميس عن تجاوز أعداد اللاجئين السوريين الأربعة ملايين، وهم موزعون على تركيا 1,8 مليون، لبنان 1,2 مليون، الاْردن 630 ألف، العراق 250 ألف، مصر 133 ألف، و300 ألف في بلاد أخرى.

 

واعتبر المسلط أن “الحل المرحلي والسريع لأزمة اللاجئين لا يكون إلا بمعالجة سببها الحقيقي، وهو شلُّ قدرة طيران الأسد عن إلقاء البراميل على رؤوس المدنيين من خلال حظر جوي -ولو جزئي- على مناطق في شمال سورية وجنوبها؛ تكون بمثابة ملاذ آمن للأطفال والنساء، ريثما تحسم المعركة مع هذا النظام الذي يمارس إرهاب الدولة ضد شعب طالب بحريته وكرامته”

 

وحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، فإن هناك نحو 6,7 مليون نسمة مشردون داخل سورية، أغلبهم يعيشون في ظل ظروف صعبة ومواقع يصعب على وكالات الإغاثة الإنسانية الوصول إليها.

 

وذكرت أن هذه الأعداد الجديدة تجعل من أزمة اللاجئين السوريين واحدة من أكبر أزمات اللاجئين في

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى