أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 10 حزيران 2016

 

 

«قوات سورية الديموقراطية» تحاصر منبج بالكامل

بيروت، جنيف – أ ف ب، رويترز

قطعت «قوات سورية الديموقراطية» طرق الإمداد الرئيسة لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بين سورية وتركيا، وباتت تطوق مدينة منبج في ريف حلب في شمال سورية بالكامل اليوم (الجمعة)، وفق ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وأفاد مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن، أن «قوات سورية الديموقراطية (تحالف عربي كردي تدعمه واشنطن) قطعت الجمعة الطريق الأخيرة بين منبج والحدود التركية». ولا يزال التنظيم المتطرف يسيطر على شريط حدودي وطرق فرعية مؤدية إلى تركيا، لكنها أكثر خطورة وصعوبة، وفق قوله.

في سياق منفصل، قال ناطق باسم الأمم المتحدة اليوم، إن قافلة إغاثة دولية وصلت الليلة الماضية إلى مدينة داريا التي تحاصرها قوات الحكومة السورية لتسلم السكان إمدادات غذائية للمرة الأولى منذ 2012.

وذكر الناطق ينس لايركه إن شاحنات من الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري نقلت مساعدات غذائية تكفي 2400 شخص في داريا لمدة شهر فضلاً عن مستلزمات للرعاية الصحية والنظافة لسكان المدينة الواقعة قرب دمشق والذين يقدر عددهم حوالى أربعة آلاف نسمة.

وقال لايركه في إفادة صحافية: «كان عملاً رائعاً… المرة الأولى منذ سنوات» التي تدخل فيها الأمم المتحدة الغذاء إلى داريا حيث وردت أنباء عن وجود حالات سوء تغذية بها.

 

اجتماع طهران مع «وقف مشروط» لإطلاق النار في سورية

طهران – محمد صالح صدقيان، لندن، جنيف، واشنطن، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

صعّدت الأمم المتحدة ضغوطها على الحكومة السورية لتنفيذ وعدها بإدخال مساعدات انسانية الى المناطق المحاصرة بالتزامن مع اعلان وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان بعد لقائه نظيريه الروسي سيرغي شويغو والسوري فهد الفريج الموافقة على «وقف مشروط للنار في سورية لا يؤدي إلى تقوية بنية الحركات الإرهابية»، في وقت أفيد بمقتل 130 عنصراً من «داعش» خلال المعارك مع «قوات سورية الديموقراطية» في منبج في ريف حلب قرب حدود تركيا. وأعلنت واشنطن تصنيف «كتائب شهداء اليرموك» المعارض تنظيماً ارهابياً.

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان منع ايصال المساعدات الإنسانية يرقى الى مستوى «جريمة حرب»، في وقت قال المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بعد اجتماع المجموعة الدولية للمساعدات الإنسانية برئاسة اميركا وروسيا في جنيف أمس: «ابلغنا فريقنا في دمشق انه تم الحصول مبدئياً على إذن، على موافقة من الحكومة السورية لكل المناطق التسع عشرة المحاصرة» من القوات النظامية. لكنه قال: «الموافقة لا تعني وصول المساعدات» ذلك ان دمشق اعطت مثل هذه الموافقات سابقاً، إلا أنها منعت القوافل من توزيع الإعانات الضرورية لإنقاذ حياة السكان.

في طهران، قال وزير الدفاع الإيراني بعد لقائه نظيريه الروسي والسوري ان بلاده «كانت دوماً تدعو الى الخيارات السياسية لمعالجة الأزمة السورية عبر الحوار الداخلي». وقال ان الاجتماع الثلاثي الذي عقد بدعوة من طهران «جاء علی خلفية التطورات التي تشهدها المنطقة التي تعود جذورها الي السياسات التوسعية والعدوانية الأميركية والإسرائيلية وبعض الدول الداعمة للإرهاب».

ودعا «جميع الفصائل المعارضة في سورية الی انتهاج الخيارات السلمية ودعم الحوار لتعزيز السلام والهدؤء والاستقرار ومواجهة الإرهاب»، معرباً عن أمله بنجاح الاجتماع الثلاثي بالتوصل الی «قرارات استراتيجية تستطيع مواجهة المؤامرت الخطيرة التي تهدف الی التقسيم وزعزعة الاستقرار».

وأعلنت طهران ان الوزراء الثلاثة «طرحوا وجهات نظرهم في شأن آلية تعزيز التعاون والتنسيق لمواجهة الحركات الإرهابية وأنه سيكون خطوة ايجابية مؤثرة لمواجهة الإرهاب»، فيما نقلت «وكالة الأنباء الإيرانية» الرسمية (إرنا) عن مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان ان «الشعب السوري هو من يقرر مصير بلاده وأن الأزمة في سورية لن تحل بالطرق العسكرية وإنما عبر السبل السياسية المبنية علي ارادة الشعب السوري».

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن المعارك بين «داعش» و «قوات سورية الديموقراطية» التي بدأت في 31 أيار (مايو) الماضي وغارات التحالف الدولي بقيادة واشنطن أسفرت عن مقتل 132 عنصراً من «داعش»، موضحاً ان غالبية عناصر التنظيم «قتلوا في غارات التحالف فضلاً عن 30 مدنياً، بينهم 11 طفلاً». وأشار ايضاً الى مقتل 21 عنصراً من «قوات سورية» التي وصلت أمس الى تخوم منبج الشمالية كما تقدمت من الجهة الجنوبية غرباً «لتقطع نارياً المنفذ الأخير للمتطرفين الى خارج المدينة» باتجاه مناطق سيطرتهم.

وأعلن «مجلس منبج العسكري» الذي يقود عمليات التحالف الكردي – العربي ان «قواتنا اقتربت مسافة تمكنها من استهداف إرهابيي داعش داخل المدينة»، فيما قال ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) ان الهجوم الأخير على منبج سيبدأ في غضون ايام.

في واشنطن، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية «كتائب شهداء اليرموك» المسلحة التي تنشط بين دمشق وحدود الأردن والجولان المحتل منظمة ارهابية تشكل تهديداً عالمياً. وأضافت: «جماعة كتائب شهداء اليرموك تشكلت في آب (اغسطس) 2012 في درعا السورية وشنت هجمات في مناطق جنوب سورية» ضد فصائل في «الجيش الحر» المعارض.

 

قوات فرنسية تعمل في شمال سوريا وموسكو وطهران تجدّدان دعم دمشق

المصدر: (و ص ف، رويترز، ارنا، سانا)

كشف مصدر في محيط وزير الدفاع الفرنسي جان – ايف لودريان ان جنوداً فرنسيين يقدمون النصح في سوريا لتحالف “قوات سوريا الديموقراطية ” المؤلف في معظمه من “وحدات حماية الشعب” الكردية ومقاتلين عرب يقاتلون تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) بدعم من الولايات المتحدة.

وقال إن “هجوم منبج كان مدعوماً بشكل واضح من بعض الدول بينها فرنسا. الدعم هو نفسه بتقديم المشورة”، من غير ان يدلي بتفاصيل عن عدد الجنود.

ولم تكن فرنسا تعترف من قبل بغير وجود قوات خاصة، عديدها 150 رجلاً، في كردستان العراق.

وتواصل “قوات سوريا الديموقراطية” هجومها في ريف حلب الشمالي الشرقي وتخوض اشتباكات عنيفة ضد “داعش” لطرده من مدينة منبج التي تحظى باهمية استراتيجية للجهاديين لأنها تقع على طريق امداد يربط معقلهم في محافظة الرقة بالحدود التركية.

وأوضح المصدر في وزارة الدفاع الفرنسية ان العسكريين الفرنسيين لا يتدخلون شخصيا لذلك لا يقاتلون مسلحي “داعش” مباشرة، وخصوصاً الفرنسيين الموجودين في منبج.

وقال مصدر عسكري إن نحو 400 من جنود القوات الخاصة الفرنسية يعملون في 17 بلداً وخصوصاً في منطقة الساحل من أصل 2500 رجل.

في غضون ذلك، صرح الناطق باسم المجلس العسكري في منبج شرفان درويش بأن “قوات سوريا الديموقراطية” قرب الحدود السورية – التركية وصلت إلى آخر طريق رئيسي يؤدي إلى مدينة منبج الخاضعة لسيطرة التنظيم المتشدد. وقال إن المقاتلين وصلوا إلى الطريق الذي يربط منبج وحلب من الغرب. وأضاف أن هذا هو الطريق الرئيسي الأخير المؤدي إلى المدينة.

ويبدو أنه كان يشير إلى الطريق السريع بين منبج ومدينة الباب الواقعة إلى الغرب والخاضعة لسيطرة “داعش”. ويؤدي هذا الطريق إلى مدينة حلب أيضاً.

وأعلن الناطق باسم الجيش الأميركي الكولونيل كريس غارفر أن الجيش السوري الذي أطلق عملية هجومية في اتجاه الرقة بالشمال لا يزال بعيداً من قوات سوريا الديموقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة.

وقال عبر دائرة فيديو مقفلة من بغداد: “لا نرى خطراً وشيكاً من أي مواجهة” بين قوات النظام و”قوات سوريا الديموقراطية”.

وأشار مصدر عسكري سوري، فإن قوات النظام مدعومة من الطيران الروسي باتت على مسافة 30 كيلومتراً جنوب غرب مدينة الطبقة، وهي تعمل على تثبيت مواقعها قبل مواصلة التقدم.

كذلك تقدمت “قوات سوريا الديموقراطية” في اتجاه الطبقة من جهة الشمال، وهي حالياً على مسافة 65 كيلومتراً شمال شرق المدينة.

من جهة اخرى، أضافت الولايات المتحدة جماعة ” شهداء اليرموك” إلى قائمة المنظمات الإرهابية العاملة في سوريا.

 

اجتماع طهران

¶ في طهران، أجرى وزراء الدفاع الايراني الجنرال حسين دهقان والروسي الجنرال سيرغي شويغو والسوري العماد فهد جاسم الفريج محادثات في طهران للبحث في تكثيف المواجهات مع “الجماعات الارهابية” في سوريا.

وصرح دهقان بانه عازم مع نظيريه الروسي والسوري على خوض معركة “حاسمة” ضد “الجماعات الإرهابية”. وقال إن هذا الهدف يمكن تحقيقه من طريق “عرقلة أو منع” هذه الجماعات من تلقي الدعم السياسي أو الاسلحة التي تسمح لها “بشن عمليات على نطاق أوسع”. وشدد في ختام المحادثات على ان مكافحة “الإرهاب” يجب ان تتم على أساس “برنامج مشترك وأولويات محددة”، مشيراً إلى أن نتائج المحادثات يجب ان تظهر “في الايام المقبلة”.

ونقل الموقع الالكتروني للتلفزيون الرسمي عن دهقان قوله “اتخذنا قرارات بما يجب القيام به على الصعيدين الإقليمي والعملاني بطريقة منسقة”، وان “الارهابيين وداعميهم يجب ان يعلموا ان المجموعة التي تقاتلهم عازمة على دعم هذا النهج حتى النهاية وانها ستواصل ذلك”.

وأعرب عن اعتقاده “الخطوة الاولى نحو استعادة الأمن في المنطقة هي وقف اطلاق نار شامل” وتوزيع المساعدات الانسانية.

ثم قال: “نوافق على وقف نار مضمون لا يؤدي الى تعزيز قوة الارهابيين” في سوريا. وأعلن ان “دعم الجيش السوري” شكل موضوعاً رئيسياً آخر خلال المحادثات.

وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية قبل الاجتماع ان نقاط الحوار ستتركز على “التدابير ذات الاولوية لتعزيز التعاون بين وزارات الدفاع في البلدان الثلاثة في ما يتعلق بالمعركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة الارهابية”.

 

إيران تؤيد هدنة شاملة بشروط و«جيش الفتح» يشعل حلب

قمة عسكرية في طهران: خطوات حازمة في سوريا؟

التصريحات الصادرة عن القمة العسكرية لوزراء دفاع كل من روسيا وسوريا وإيران في طهران، لا تقول الكثير بشأن ما تعتزمه الدول الثلاث في المرحلة المقبلة. أكثر الإشارات خطورة تلك التي صدرت عن الإيرانيين بالحديث عن «عواقب خطيرة على حكام السعودية» بسبب تنامي تعاونهم مع إسرائيل، والإعلان عن تأييد إيراني لهدنة شاملة في سوريا، مرتبطة بشروط ضرب التنظيمات الإرهابية ومنعها من استغلالها، فيما سيتحتم الانتظار لترجمة أقوال الوزير السوري بشأن الاتفاق على «مجموعة إجراءات ستحقق نتائج مستقبلية أفضل».

اللقاء الثلاثي بحد ذاته وبمثل هذا التوقيت، أوحى بأن تحولا قويا سيعلن بشأن التطورات العسكرية على الساحة السورية، وربما تحديدا في حلب والرقة. الوزير الإيراني العميد حسين دهقان لمَّح صراحة إلى ضرورة إغلاق منافذ تسليح الإرهابيين وتمويلهم، في إشارة إلى الحدود التركية والدعم السعودي. لكن الاجتماع تزامن مع تصعيد من جانب فصائل «جيش الفتح» الذي تقوده «جبهة النصرة» في الجبهات الجنوبية والشمالية لحلب.

وكان الجيش السوري تمكن، بعد تمهيد ناري كثيف من التقدم في منطقة الملاح والسيطرة على بعض النقاط، قبل أن تقوم الفصائل بهجوم مضاد، وتحاول انتزاع هذه النقاط، وسط تصاعد معارك الكر والفر في المنطقة. وقد قتل جراء الاشتباكات القائد العسكري في «نور الدين الزنكي» طه سلامة.

أما في ريف حلب الجنوبي، فقد تمكَّن الجيش السوري، صباحا، من التقدم في المنطقة، واستعادة السيطرة على تلال القراصي والحميرة وأجزاء من قرية الحميرة، قاطعاً غالبية خطوط إمداد الفصائل المسلحة في المنطقة. فلجأت «جبهة النصرة» إلى سلاح المفخخات بكثافة، حيث نفذت ثلاث عمليات انتحارية في قرية خلصة الإستراتيجية التي تعد الهدف الرئيسي للفصائل في هذه المرحلة، لأن السيطرة عليها تجعل كلا من زيتان وبرنة بحكم الساقطتين.

وقد استفتح المفخخات أبو عمير الأنصاري قبل موعد الإفطار بوقت قصير، لتدور في المنطقة معارك عنيفة كانت لا تزال مستمرة حتى ساعة متأخرة من الليل. وبالرغم من أن الصفحات الإعلامية لـ «جيش الفتح» أعلنت السيطرة على كل من خلصة وزيتان، إلا أن مصدراً ميدانياً من الجيش السوري أكد لـ «السفير» أنه على الرغم من شراسة المعارك وكثافة المفخخات، إلا أن الجيش بقي محافظاً على مواقعه في كل من خلصة وزيتان، نافياً صحة الأنباء التي تتحدث عكس ذلك.

من جهة أخرى، أعلن تنظيم «داعش» أنه تمكن خلال هجوم مضاد من استعادة السيطرة على بعض القرى في ريف منبج الجنوبي الغربي، أهمها طحنة كبيرة وطحنة صغيرة وبرج ومزارع أم ميال، فيما يبدو أنه محاولة لمنع «قوات سوريا الديموقراطية» من تطويق المدينة من الجهات كافة، وبالتالي قطع جميع خطوط إمداد التنظيم.

 

لقاء طهران

 

عقد وزراء دفاع إيران العميد حسين دهقان وسوريا العماد فهد جاسم الفريج وروسيا الجنرال سيرغي شويغو اجتماعاً في طهران، يهدف للتوصل إلى إجراءات حازمة وسريعة وشاملة ومنسجمة ضد الإرهاب.

وقال دهقان، خلال الاجتماع، إن «إيران باعتبارها مصدر استقرار وأمن في المنطقة، وأحد أكبر ضحايا الإرهاب خلال عمرها السياسي المتسم بالعزة، قد واجهت دوماً الاعتداء والاحتلال والإرهاب بشكل جاد وشامل، وتعتبر اليوم أيضاً المواجهة الجادة والشاملة مع التيارات الإرهابية والتكفيرية والصهيونية بأنها واجب ومهمة ورسالة إنسانية، بهدف إرساء الاستقرار والأمن على صعيد المنطقة والعالم».

وأضاف إن «إيران ترى أن معالجة الأزمة في سوريا والعراق واليمن، وسائر الدول والمناطق التي تواجه نزاعات وصراعات، تتم عبر المكافحة الحازمة ضد الإرهابيين من دون استثناء وقطع الدعم المالي والسياسي عنهم بشكل كامل، حتى الوصول، من جهة إلى مرحلة اجتثاث جذور الإرهاب، ومن جهة أخرى إيجاد أجواء آمنة وهادئة لتقرير المصير السياسي لهذه الدول من قبل شعوبها».

وتابع دهقان: «إننا نعتبر أن وقف إطلاق نار شاملا، وتوفير إمكانية تقديم الإغاثة والإجراءات الإنسانية، بالتزامن مع الحيلولة دون تزويد التيارات الإرهابية ودعمها لوجستيا، والقيام بإجراءات عسكرية حازمة ضد الإرهابيين، خطوة أولى في عودة الاستقرار والأمن إلى المنطقة».

وأعلن أن «تبرير دعم أميركا والسعودية وبعض الدول الأخرى في المنطقة للإرهابيين الذي يجري تحت غطاء دعم المعارضة المعتدلة، يثبت كذب مزاعم نظام الهيمنة حول مكافحته للإرهاب». ودان «التواطؤ بين الكيان الصهيوني والنظام السعودي، وعملياتهما المشتركة في دعم الإرهاب»، معتبراً أن «التحالف مع عدو المسلمين والبشرية، أي الكيان الإسرائيلي المصطنع، سيأتي بعواقب خطيرة جدا على حكام السعودية، وأن الشعوب المسلمة في المنطقة والعالم لن تتحمل هذا الخطأ الاستراتيجي».

وأكد دهقان «ضرورة القيام بإجراءات حازمة وسريعة وشاملة ومنسجمة ضد الإرهاب»، موضحاً أن «الاجتماع الثلاثي في طهران عُقد لتحقيق هذا الهدف».

وقال: «إننا ندعو المجموعات والتيارات الداخلية في سوريا لأن تجري مفاوضات مع الحكومة الشرعية في هذا البلد، من خلال اعتماد العقلانية وانتهاج أساليب سلمية في إطار مطلب وإرادة الشعب السوري، وأن تمضي خطوات من خلال المساعي المشتركة في إطار إرساء السلام والهدوء وإزالة خطر الإرهاب». وأضاف: «نأمل أن نستطيع إفشال وإحباط المؤامرة الخطرة التي تهدف إلى إثارة انعدام الأمن والتقسيم والمساس بسيادة الأراضي، والعبث بالسيادة الوطنية لدول المنطقة، من خلال تبادل وجهات النظر وبذل مساع مشتركة واتخاذ قرارات إستراتيجية».

وقال الفريج، خلال الاجتماع: «إننا مستمرون في مواجهة الإرهاب والتصدي له في كل مكان في سوريا بكل إرادة وشجاعة، وذلك بدعم أصدقائنا وأشقائنا، السياسي والاقتصادي والعسكري»، مؤكداً أن «هزيمة الإرهاب في سوريا تعني هزيمة الإرهاب في المنطقة».

وأضاف أن «سوريا تواجه الإرهاب التكفيري منذ أكثر من خمس سنوات، بزعامة أميركا التي زجت إمكانياتها الكبيرة لمحاربة سوريا، الأمر الذي تطلب منا مواجهة الإرهاب وأدواته، فمنذ اليوم الأول للأزمة قرر الرئيس بشار الأسد مواجهة الإرهاب وقَدَّمنا تضحيات كبيرة»، موضحاً أن «الدول التي قدمت لنا كل شيء طلبناه هي إيران الشقيقة وروسيا الصديقة، ونحن في القوات المسلحة نقدر عالياً كل ما قدمته إيران وروسيا وسننتصر في مواجهة الإرهاب».

وأشار الفريج إلى أنه «التقى مع نظيره الروسي وكانت النتائج ممتازة، وهناك مجموعة إجراءات ستحقق نتائج مستقبلية أفضل»، موجها الشكر لإيران على الجهد الذي بذلته لعقد هذا الاجتماع. كما شكر وزير الدفاع الروسي، مضيفاً: «إننا نعلم جميعاً أن التضحيات في سوريا كبيرة، ونقدر عالياً ما قدمتموه، وهذا سيكون طريقنا إلى النصر».

وقال شويغو، من جهته، إن «الإرهاب مشكلة على مستوى العالم، ونحن مقتنعون بأن التنسيق على المستوى العالي مهم بهذا الشأن»، مضيفا: «كانت لدينا لقاءات مكثفة مع الجانب السوري وحددنا الأهداف والخطط المستقبلية، وأنا على ثقة بتكرار هذه اللقاءات». واعتبر أن «تشكيل لجنة دائمة لتحقيق المهام العادية والإستراتيجية لمحاربة الإرهاب مهم على الصعيد العالمي وفي سوريا، وهذا الأمر يتطلب التنسيق مع العراق والدول الأخرى، ونحن ندعم العراق في محاربة الإرهاب».

وأضاف شويغو: «نأمل بالتعاون البناء والمثمر، ونؤكد أن مسيرتنا في مكافحة الإرهاب مستمرة ومن دون تراجع، ونؤيد جهود الدول الأخرى التي تكافح الإرهاب».

وكانت وزارة الدفاع الروسية أوضحت، في بيان، أن الاجتماع الثلاثي سيركز على الإجراءات ذات الأولوية لتعزيز التعاون بين وزارات الدفاع في الدول الثلاث في محاربة تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة».

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة في موسكو: «إننا نولي اهتماماً خاصاً في المرحلة الحالية لضمان الالتزام الكامل والمطلق بنظام وقف الأعمال القتالية، انطلاقاً من تفهم واضح لضرورة استثناء داعش وجبهة النصرة، وأولئك الذين يتعاونون مع التنظيمين، بالإضافة إلى ضرورة وضع حد لتسلل الإرهابيين والأسلحة من تركيا».

وحذر لافروف من أن «التباطؤ في ضرب الإرهابيين، وتأجيل العمل العسكري بذريعة إعطاء مزيد من الوقت للمعارضة السورية المسلحة لكي تتنصل من مواقع داعش والنصرة، أصبحا أمراً ضاراً»، مذكراً بأن «أشهرا عدة مرت على تبني مجلس الأمن الدولي لقرارات المجموعة الدولية لدعم سوريا كأساس للتسوية في هذا البلد»، ومعتبراً أن «هذا الوقت كان كافياً لأي فصيل مسلح لكي يختار ما إذا كان سينضم إلى نظام وقف الأعمال القتالية أم لا، ولذلك طرحنا هذه الفكرة أمام شركائنا الأميركيين، كونهم يتزعمون التحالف الدولي المعروف، وذكرنا لهم بأن مواصلة الانتظار سيكون أمراً ضاراً في ما يخص مهماتنا المشتركة في مجال محاربة الإرهاب».

وأكد لافروف أنه «بالإضافة إلى جبهة النصرة وداعش يجب أن تتحمل الجماعات كافة التي لم تنضم للهدنة، أو تخترق نظام وقف الأعمال القتالية رغم انضمامها له، كامل المسؤولية عن قرارها»، موضحاً «إنني أعول على أن ينضم شركاؤنا الأميركيون الذين وافقوا على هذا، إلى إجراءاتنا العملية لكي لا نسمح للإرهابيين باستغلال الوضع الراهن لتعزيز مواقعهم على الأرض».

(«السفير»، «إرنا»، «فارس»، «سانا»، «سبوتنيك»، ا ف ب)

 

قافلة من الأمم المتحدة تجلب غذاء لسكان داريا السورية المحاصرة

جنيف – رويترز – قال متحدث باسم الأمم المتحدة الجمعة، إن قافلة إغاثة دولية وصلت الليلة الماضية إلى مدينة داريا التي تحاصرها قوات الحكومة السورية، لتسلم السكان إمدادات غذائية للمرة الأولى منذ 2012.

 

وذكر المتحدث ينس لايركه إن شاحنات من الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري، نقلت مساعدات غذائية تكفي 2400 شخص في داريا لمدة شهر فضلاً عن مستلزمات للرعاية الصحية والنظافة لسكان المدينة الواقعة قرب دمشق والذين يقدر عددهم بنحو أربعة آلاف نسمة.

 

وقال لايركه في إفادة صحفية “كان عملاً رائعاً…المرة الأولى منذ سنوات”، التي تدخل فيها الأمم المتحدة الغذاء إلى داريا حيث وردت أنباء عن وجود حالات سوء تغذية بها.

 

رايس: ربما لا يتم تطهير الموصل والرقة من تنظيم الدولة قبل انتهاء ولاية أوباما

واشنطن- الأناضول- قالت مستشارة الأمن القومي الأمريكي في البيت الأبيض، سوزان رايس، أنه يتم تحقيق تقدم مطرد في الحرب على داعش، معربة عن اعتقادها أنه قد لا يكون ممكنا تطهير مدينتي الموصل العراقية، والرقة السورية، من التنظيم الإرهابي، قبل انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مع نهاية العام الجاري.

 

وأضافت رايس، خلال مشاركتها في ندوة نظمتها صحيفة واشنطن بوست، في العاصمة الأمريكية واشنطن، مساء الخميس، “لا أستطيع أن أقول بشكل مؤكد أنه من الممكن النجاح”، مشيرة أن محاربة داعش ستستغرق وقتا.

 

وأشارت رايس إلى استهداف مواقع داعش في سوريا والعراق، بالغارات الجوية منذ حوالي عامين، وإلى استمرار جهود التحالف الدولي ضد داعش، الذي تدعمه 66 دولة.

 

وشددت رايس على إصرار بلادها على هزيمة داعش، قائلة إنه يتم تحقيق تقدم مطرد ميدانيا.

 

وحول تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد، بأنه سيستعيد كل شبر من سوريا، قالت رايس إن تحقيق هذا الهدف غير ممكن، لأن الأسد لا يمتلك إمكانيات تحقيقه، كما أن حلفاءه لا يرغبون في التدخل لهذا القدر، بقواتهم البرية، في سوريا.

 

روسيا: جبهة النصرة تقصف مناطق عسكرية ومدنية في حلب بقذائف مورتر

موسكو- رويترز- نقلت وكالة الإعلام الروسية عن المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا قوله الجمعة إن متشددين من جبهة النصرة ينفذون هجمات بقذائف مورتر على مواقع يسيطر عليها الجيش السوري وفصيل كردي إلى جانب مناطق مدنية في حلب.

 

قوات مدعومة من أمريكا تقترب من منبج… والبنتاغون يقول إن الهجوم على المدينة سيبدأ في غضون أيام

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: قال متحدث باسم المجلس العسكري في منبج امس الخميس إن قوات تدعمها الولايات المتحدة وتقاتل تنظيم الدولة الإسلامية قرب الحدود السورية التركية وصلت إلى آخر طريق رئيسي يؤدي إلى مدينة منبج الخاضعة لسيطرة التنظيم المتشدد.

وقال شرفان درويش الناطق باسم المجلس المتحالف مع قوات سوريا الديمقراطية إن المقاتلين وصلوا إلى الطريق الذي يربط منبج بحلب من الغرب. وأضاف أن هذا هو الطريق الرئيسي الأخير المؤدي إلى المدينة.

ويبدو أنه كان يشير إلى الطريق السريع بين منبج ومدينة الباب الواقعة إلى الغرب والخاضعة لسيطرة «الدولة». ويؤدي هذا الطريق إلى مدينة حلب أيضاً.

واعلن متحدث عسكري امريكي ان قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من مقاتلين عرب وأكراد ستبدأ هجومها على مدينة منبج بشمال سوريا في غضون أيام لافساح المجال امام هجوم محتمل على معقل تنظيم «الدولة» في الرقة.

وتتابع قوات سوريا الديمقراطية هجومها في ريف حلب الشمالي الشرقي وتخوض اشتباكات عنيفة ضد تنظيم الدولة الإسلامية بهدف طرده من مدينة منبج التي تحظى باهمية استراتيجية للجهاديين كونها تقع على طريق امداد يربط معقلهم في محافظة الرقة بالحدود التركية. وقال المتحدث الكولونيل كريس غارفر في اتصال عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة مع صحافيين «بالوتيرة التي يتقدمون بها والسرعة التي يتفوقون فيها على العدو، اعتقد ان الهجوم (على منبج) سيبدأ في غضون ايام».

وبدأت قوات سوريا الديمقراطية هجومها بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في 24 ايار/مايو لطرد التنظيم من شمال محافظة الرقة انطلاقاً من محاور عدة.

وتابع غارفر «ليس هناك تنسيق بيننا وبين القوات (المدعومة من روسيا) في الوقت الحالي».

واضاف «القوات التي ندعمها تركز على منبج الان ونحن نقدم الدعم لها هناك». وتقول واشنطن التي تنشر اكثر من مئتي عنصر من القوات الخاصة لدعم قوات سوريا الديمقراطية ان نحو ثلاثة الاف مقاتل عربي يشاركون في الهجوم بدعم من 500 مقاتل كردي.

إلا ان المرصد السوري لحقوق الإنسان يقول ان غالبية المقاتلين المشاركين في الهجوم والبالغ عددهم نحو اربعة الاف عنصر، هم من الأكراد. وقدر غارفر عدد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في هجوم منبج بـ»ألفي مقاتل أو أكثر». وقتل اكثر من 130 جهاديا في معركة مستمرة منذ عشرة ايام تخوضها قوات سوريا الديمقراطية بدعم من واشنطن لطرد تنظيم «الدولة» من مدينة منبج في محافظة حلب، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن «اسفرت المعارك وغارات التحالف الدولي بقيادة واشنطن المستمرة منذ 31 ايار/مايو، تاريخ اطلاق العملية في ريف حلب الشمالي الشرقي، عن مقتل 132 عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية».

واوضح عبد الرحمن ان «غالبية مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية قتلوا في غارات التحالف فضلا عن 30 مدنيا، بينهم 11 طفلاً». وأشار ايضا إلى مقتل 21 عنصراً من قوات سوريا الديمقراطية في المعارك.

وأفاد المرصد بأن قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على 75 قرية ومزرعة وتقترب أكثر من مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي.

وقال المرصد في بيان إن المعارك العنيفة لا تزال مستمرة بين قوات سوريا الديمقراطية من طرف، وتنظيم «الدولة» من طرف آخر، في محيط مدينة منبج ومشارفها، حيث تحاول قوات سوريا الديمقراطية إطباق الحصار والوصول إلى أطراف المدينة من الجهات الثلاث الشرقية والشمالية والجنوبية.

وأشار المرصد إلى أن هذه القوات سيطرت خلال الساعات الماضية على عدد من القرى في شرق وشمال شرق المدينة، محققة تقدماً أكبر من هذا المحور، ليرتفع إلى 75 على الأقل عدد القرى والمزارع التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية خلال هجومها منذ 31 شهر أيار/مايو الماضي من العام الجاري.

وقال المرصد إن الاشتباكات العنيفة ترافقت مع تحليق مستمر لطائرات التحالف الدولي وتنفيذها لضربات استهدفت مواقع لتنظيم «الدولة»، وقرى أخرى لا يزال يسيطر عليها التنظيم، ومنها قرية الشبالي الواقعة حوالي 10 كلم إلى جنوب غرب مدينة منبج، ما أسفر عن مقتل سيدة و4 من أطفالها وإصابة زوجها بجراح، ليرتفع إلى 30 بينهم 11 طفلاً و4 مواطنات عدد المواطنين المدنيين الذين قتلتهم طائرات التحالف الدولي منذ بدء العملية.

 

قوات النظام تفجر حافلة للدفاع الوطني محملة بالأسلحة المهربة في السويداء

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: استهدفت عناصر تابعة لقوات النظام صباح أمس حافلة محملة بالأسلحة والذخائر كانت متجهة إلى الريف الشرقي لمحافظة السويداء، فأصابت بعض صناديق الذخيرة مما أدى إلى انفجار الحافلة وتفحم جثث سائقيها، على بعد 35 كيلو متراً من مدينة السويداء جنوب سوريا.

وقالت مصادر إعلامية تابعة للنظام السوري، إن الجهات المختصة فجرت حافلة محملة بالأسلحة والذخائر المهربة بعد امتناعها من الوقوف على حاجز أمني على أوتوستراد دمشق السويداء في منطقة شهبا.

وفي التفاصيل قالت الناشطة الإعلامية نورا من محافظة السويداء في حديث خاص معها لـ»القدس العربي»: تتوارد أنباء تجزم بتبعية الحافلة من نوع ـ فان ـ والتي انفجرت بالقرب من مفرق صلخد عندما كانت تنقل أسلحة مهربة، لميليشيا الدفاع الوطني، بسبب السوابق التي ضبطت بها عناصر وقادة تابعة لهذه الميليشيا، معتمدة على نفوذها وأذرعها، وهي تقوم بتهريب الأسلحة من غرب السويداء إلى شرقها، بهدف بيع الحمولة».

وأضافت الناشطة «انفجار هذه الحافلة التي اقتصرت خسائرها على سائقيها وحمولتهم، ليست الأولى من نوعها، فقد تم الكشف خلال الفترة الماضية عن عمليات تهريب مماثلة باتجاه البادية، وكانت أغلب هذه العمليات تابعة إما لضباط من ميليشيا الدفاع الوطني، أو ممن تربطهم بالأخيرة صلات أمنية وثيقة».

وتابعت «لا توفر الميليشيات التابعة لقوات النظام السوري سلاحاً أو ذخيرة أو نفطاً أو حتى بشراً لتهريبه مقابل مبالغ مالية طائلة، وذلك على الطريق المحاذي لمحافظة درعا من الريف الغربي كقرى «سميع وعرى والمجيمر وعريقة ومجادل»، والذي بات مكشوفاً للجميع، حيث يبدأ من الريف الغربي للسويداء، باتجاه البادية بالريف الشرقي لها.

وأردفت نورا لـ»القدس العربي»، «قبل أسبوعين تم ضبط جرار زراعي بالقرب من قرية العفينة محملاً بالذخيرة، يعود لصاحبة القائد بميليشيا الدفاع الوطني بالقطاع الجنوبي رأفت السلامة بالاشتراك مع القيادي في ميليشيا الدفاع الوطني أيضاً أدهم الحسن من أبناء قرية عرى».

وذهب الناشط الإعلامي حمد من محافظة السويداء في حديث خاص مع «القدس العربي»، إلى أن تجارة التهريب التي باتت مصدر رزق كل «مرتزق» من ميليشيا الدفاع الوطني، محمية من السلطات الأمنية نفسها التي تدعي حفظ الأمن، وتقوم بأعملها كافة تحت مظلة «الدفاع عن الوطن» حيث يصل لكل قائد من هذه الميليشيا نسبة من الأرباح، وأضاف: «لو لم يكن كل ذلك برعاية ومظلة أمنية من قادات قوات النظام لما تم الإفراج عن كل من رأفت السلامة وأدهم الحسن في اليوم التالي من ضبط الجرار الزراعي المحمل بالأسلحة المهربة» بحسب قوله.

وأضاف «كل هذه الأرباح بكفة والكفة الثانية الأموال التي مصدرها بيع البشر والمتاجرة بالرهائن والمخطوفين، ممن يطرقون أبواب الهجرة عبر مهربين من أبناء المنطقة، والمتعاملين مع السلطات الأمنية، حيث يتم نقل الشبان من جنوب سوريا إلى شمالها بحسب الاتفاق بين المهرب والشبان، إلا أن أثرهم يختفي تماماً قبل الخروج من الحدود السورية، إن لم يدفعوا المبلغ المطلوب ثمن حياتهم».

 

قوات الأمن في اللاذقية تستخدم «كلاباً بوليسية»… وتشديد أمني مع بداية شهر رمضان

سليم العمر

ريف اللاذقية ـ «القدس العربي»: بدأت قوات الأمن في اللاذقية بعيد تفجيرات طرطوس وجبلة اتباع خطوة جديدة في التفتيش والبحث عن المتفجرات عن طريق استخدام الكلاب المدربة، وشوهدت بكثافة خلال اليومين الماضيين في الأسواق الرئيسية مثل سوق التجار، وشارع هنانو وهي من أكثر الأحياء ازدحاماً في اللاذقية.

أحد التجار في المدينة ويدعى زكريا أكد لـ «القدس العربي» أن هناك خطوات استباقية قامت بها قوات الأمن، واستخدمت ايضاً قبل التفجيرات بساعات في حي الدعتور، وهي الاعتماد على الكلاب المدربة للبحث عن المتفجرات، وأثار الأمر ذعراً كبيراً بين الناس، ولاتزال عمليات البحث والتدقيق باستخدام هذه الحيوانات.

وتزامنت هذه الإجراءات مع ازدياد وتيرة عمليات التجنيد القسري بحجة مكافحة الإرهاب، وحماية حدود الوطن، وأشار التاجر إلى أن هناك نية مبيتة لدى قوات الامن بتفتيش كل الأماكن والبحث ضمن الأماكن الهامة مثل الأسواق الأمر الذي من شأنه أن ينشر الرعب خصوصاً مع استخدام هذه الحيوانات.

وفي سياق متصل اتخذت قوات الأمن تشديدات أمنية كبيرة ومعقدة على مداخل مدينة اللاذقية، فهناك تفتيش دقيق قد يتجاوز الربع ساعة لكل سيارة مغلقة خصوصاً مع بداية شهر رمضان خشية تكرار سيناريو ما حصل في طرطوس وجبلة، بعد مطالبات واضحة من علويين بمحاسبة المسؤولين والضباط الأمنيين بسبب الأحداث الأخيرة.

وتشهد مدينة اللاذقية طقوساً رمضانية تتسب بازدحام شديد خصوصاً قبيل أذان المغرب، وأكد نشطاء معارضون من اللاذقية أن النظام وأجهزة أمنه تتفنن بإيجاد أساليب تنشر الرعب والخوف في نفوس السكان المعارضين، وهناك تخوف من انتشار هذه الكلاب في اوقات الذروة عند الأذان، حينها سيحرم الاطفال من بهجة رمضان، بحسب وصفهم.

فيما وصف أبو حسن وهو أحد الفارين من المدينة خلال الايام الماضية أن الشهر الحالي سيكون الأصعب على أبناء المدينة في خضم القبضة الأمنية التي يصفها أبو حسن بأنها «قبضة فولاذية « حتى بات البعض يخاف من التكلم بينه وبين نفسه، ويقول الجميع بحسب أبي حسن «الحيطان لهم آذان» في إشارة إلى هاجس الخوف الشديد الذي يعيشه السكان في اللاذقية.

وهناك انتشار مكثف للحواجز على مداخل الأحياء العلوية خشية التفجيرات التي كان آخرها انتحاري يقود دراجة نارية انفجرت بالقرب من جامع الخلفاء الراشدين الذي أنشأه جميل الاسد شقيق حافظ الاسد، وهناك تخوف كبير في الوسط العلوي من تفجيرات قد تطال أماكن حساسة مثل حي الزراعة وحي الرمل الشمالي.

وأكد التاجر زكريا أن كل شخص أصبح يلزم حيه، والغريب أن أياً كان أصبح محل اتهام بأن يكون إما «ارهابياً» أو «مشروع ارهابي»، وأكد أنها تكررت مرات عدة مع شبان نازحين تعرضوا للاعتقال خلال تواجدهم في احياء علوية.

 

الخارجية الأمريكية: الأسد مخطئ بطريقة بائسة إذا كان يعتقد في أن هناك حلاً عسكرياً في سوريا

تمام البرازي

واشنطن ـ «القدس العربي»: استمرت الخارجية الأمريكية في انتقاداتها للنظام السوري وللرئيس بشار الاسد لليوم الثاني على التوالي، وحول تمسكه بالحل العسكري في سوريا قال نائب الناطق بإسم الخارجية الأمريكية مارك تونر «إن الأسد مخطأ بطريقة بائسة اذا كان يعتقد بأن هناك حلاً عسكرياً في سوريا».

وأضاف «ان المجموعة الدولية لدعم سوريا (اي اس اس جي) وضعت خريطة طريق للحل السياسي في سوريا، وعلى جميع أعضاء هذه المجموعة ممارسة الضغط على الأطراف المتنازعة على الأرض بما فيها المعارضة السورية والنظام السوري للتمسك بوقف اطلاق النار أو وقف الأعمال العدائية والإنخراط في العملية السياسية، وبالطبع لا نتوقع اي تغيير في تصرفات الأسد وكما رأينا في خطابه الأخير، ولقد استمر في مواقفه لـ5 سنوات ماضية ومارس العنف الرهيب ضد شعبه. انه لا يفاجئنا بقوله انه مازال ملتزماً بما يعتقد الحل العسكري، لكن لا يوجد حل عسكري في سوريا».

وأضاف تونر «ولسوء الحظ فان الدعم الروسي قوى نظامه وهذا حقيقة. مع ان الروس اوضحوا انهم ملتزمون بالحل السياسي في سوريا، واذا كانت كلماتهم تعبر عن أعمالهم ويعنون ما يقولون حقاً فإن الأسد لا يمكنه الاعتماد على الروس لزمن طويل، واذا استمر النظام بخرق وقف الأعمال العدائية ولم يسمح بإدخال المساعدات الإنسانية فإن كل شيء سينهار ونعود للحرب الطائفية».

وحول المساعدات الإنسانية أشار تونر إلى «انه قد يوافق النظام يوم الجمعة على ادخال قافلة مساعدات لمدينة داريا المحاصرة منذ منذ 2012، مع اننا نشكك في هذه التقارير، وما زلنا ندعو النظام السوري السماح لكل المساعدات الإنسانية بأن تصل إلى المناطق المحاصرة وفقاً لتصنيف الأمم المتحدة، وعلى النظام السوري ألا يأخذ أي مواد طبية أو غذائية من تلك القوافل، واذا تراجع النظام عن التزاماته بالسماح للمواد الطبية والغذائية بالدخول فإنه يستخدم الحصار كأداة عسكرية».

وأضاف تونر «مازلنا نعمل مع الأمم المتحدة بما فيها برنامج الغذاء العالمي ومنظمات الإغاثة الأخرى للتخطيط لاستخدام الطيران لإسقاط المساعدات الإنسانية للمدن المحاصرة وعلى رأسها داريا مع ان الموعد النهائي لذلك كان في اول حزيران/ يونيو، ولقد اشترك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف باجتماع فيينا للمجموعة الدولية لدعم سورية الأخير والذي تقرر فيه إسقاط المساعدات جواً للمناطق المحاصرة وروسيا لديها طائرات تعمل في الأجواء السورية».

من جهة اخرى رحب الناطق بإسم الخارجية الأمريكية بتقدم قوات المعارضة السورية في جبهة معرة النعمان في شمال غربي سوريا ضد تنظيم «الدولة» وقال ان هذا يزيد الضغط ويعتبر تطوراً ايجابياً في منطقة قريبة من الحدود التركية السورية.

وأشار إلى ان قوات سوريا الديمقراطية مستمرة كذلك في التقدم شرقاً قرب مدينة منبج، وان هذا استمرار للضغط على كل الجهات من قبل التحالف ضد تنظيم «الدولة»، واعترف بان تنظيم «الدولة» قادر على القيام ب500 عملية انتحارية في هذا العام منها 119 في شهر أيار/مايو الماضي.

في الوقت نفسه أدان الناطق قصف النظام السوري لـ3 مشافٍ في حلب، وقال تونر «لقد عاد النظام السوري لاستهداف المشافي الطبية بطريقة همجية ويجب إدانته لأنه مخالف لقرار مجلس الأمن الدولي 2254 وخرقاً لتعهدات النظام السوري للمجموعة الدولية لدعم سورية وتزيد من عذابات المدنيين العزل».

 

أزمة حدودية بين لبنان وسوريا في الأفق… ودمشق تهدّد بالمعاملة بالمثل

بعد قرار وزير الزراعة منع إغراق الأسواق اللبنانية بالمنتجات السورية

سعد الياس

بيروت ـ «القدس العربي» : قد تعود أزمة الشاحنات اللبنانية عند الحدود اللبنانية السورية إلى سابق عهدها كرد من السلطات السورية على قرار وزير الزراعة أكرم شهيب منع إدخال شاحنات الخضار والفاكهة من منشأ سوري إلى لبنان حتى بداية شباط من العام 2017 خلافاً للروزنامة الزراعية وللاتفاقيات الثنائية الموقعة بين لبنان وسوريا.

وذكرت معلومات من أكثر من مصدر أبرزها السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي أن المسؤولين السوريين يدرسون الرد على خطوة وزير الزراعة والتعامل معها بالمثل ما يهدد بأزمة حدودية بين البلدين تطال الشاحنات التجارية.

ولم تستبعد أوساط 8 آذار أن تكون لخطوة وزير الزراعة أبعاد سياسية وليس فقط اقتصادية تتعلق بحماية الإنتاج الزراعي المحلي من دفق البضائع السورية. ونقلت أجواء سلبية من العاصمة السورية تضع تدبير وزير الزراعة في سياق الحرب التي تُشن عليها عبر جبهات عدة، وانها بصدد التصعيد ضد لبنان ما لم يتم التراجع عن القرار.

وقال الوزير شهيب المنتمي إلى كتلة النائب وليد جنبلاط «ان الهدف من قراره هو حماية المزارع اللبناني والأسواق الوطنية، خصوصاً في شهر رمضان المبارك، بعدما أغرقت كميات الفاكهة والخضار الآتية من سوريا الأسواق المحلية، ما انعكس ضرراً كبيراً على المزارع الذي لم يعد بمقدوره تحمل هذا الوضع»، لافتاً الانتباه إلى أنه «سُجل تدفق غير مسبوق للمحاصيل السورية إلى لبنان خلال الأيام القليلة الماضية».

وشدد على «أن قراره سيمنح الفرصة للمزارعين اللبنانيين لتصريف إنتاجهم في الداخل، بعدما أقفلت في وجههم أبواب العديد من الأسواق العربية والخليجية، ما أدى إلى تعرض منتجاتهم إلى حالة من الاختناق والكساد».

وأضاف «المزارع يصرخ ومن واجبي كوزير للزراعة أن أستمع إلى صرخته، وأتصرف وفق ما تمليه علي المصلحة الوطنية».

واعتبر شهيب «أن أي قرار سوري مضاد بإقفال الحدود أمام الشاحنات اللبنانية لن يكون مؤثراً لأن سوريا لم تعد ممراً لمعظم المنتجات الزراعية اللبنانية، بعدما جرى تأمين بديل بحري لها، باستثناء محاصيل الموز والحمضيات».

وتابع «بمعزل عن هذا التفصيل، فإن أي رد فعل سلبي يصدر من الجانب السوري ويؤدي إلى الإضرار بالمصالح اللبنانية، سنرد عليه بالمثل، وللعلم، فإن السوريين يستخدمون مطار رفيق الحريري الدولي كمحطة ترانزيت لتصدير بضائعهم، وهناك طائرات عدة تغادر أسبوعياً المطار محمّلة بالبضائع السورية، وبالتالي أتمنى ألا يلجأوا إلى أي تدابير متهورة لئلا يدفعونا إلى اتخاذ قرار بقطع هذا الشريان، على قاعدة المعاملة بالمثل».

ونقلت صحيفة «السفير» عن السفير السوري في لبنان «أن قرار وزير الزراعة ينذر بتداعيات نحن بغنى عنها جميعاً، وأن هذا الاجراء لن يمر من دون رد، إذا لم يتم التراجع عنه سريعاً، وذلك على قاعدة المعاملة بالمثل».

 

غرفة عمليات طهران:تجمّع دولي في منبج وخطة لحلب والرقة

رامي سويد

تحوّلت الأرض السورية إلى غرفة عمليات دولية جمعت الأميركيين والفرنسيين والروس، تحت شعار محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، وتُرجمت بدعم ميداني للحملة القائمة لاستعادة منبج من التنظيم، مع استمرار دفع المدنيين ثمن هذه الحرب، في موازاة الجمود الذي يلف المفاوضات السورية.

وبدأ توسّع الدور الأميركي على الأرض السورية يُقلق النظام السوري وحلفاءه، مما ظهر خلال اجتماع بين وزير دفاع النظام السوري، فهد جاسم فريج، مع وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، ونظيره الروسي، سيرغي شويغو، في طهران. وأعلن دهقان في كلمة خلال الاجتماع، أن بلاده “تؤيد مقترح وقف إطلاق النار في سورية بشرط ألا يؤدي هذا لدعم وتقوية العناصر المنتمية للتنظيمات الإرهابية”. واتهم “الولايات المتحدة والسعودية وحلفاءهما بدعم المجموعات المسلحة في سورية التي تسوّق أنها مجموعات تمثّل المعارضة المعتدلة”، محذراً من هذه السياسات “التي قد تؤدي بدورها لحصول تنظيم داعش على أسلحة كيماوية وحتى نووية، وهو ما يعني تهديد السلم الدولي”.

وكانت مواقع إيرانية قد نقلت قبل الاجتماع أن الوزراء الثلاثة سيبحثون ما تم تحقيقه ميدانياً في سورية خلال الأشهر التسعة الماضية، أي منذ إعلان روسيا عن بدء توجيه ضربات جوية لمواقع في سورية، وهو ما تزامن وإعلان الحرس الثوري الإيراني عن زيادة عدد مستشاريه العسكريين على الأرض هناك.

” وتوقع الخبير السياسي في الشؤون الإيرانية والمقرب من مراكز صنع القرار، عماد آبشناس، أن تكون طاولة حوار طهران الثلاثية، قد بحثت تفاصيل تتعلق بعمليات جديدة، سيتم شنها في المستقبل القريب في كل من حلب والرقة. وأضاف لـ”العربي الجديد” أن “وزيري دفاع سورية وإيران سيبحثان مع نظيرهما الروسي مدى قدرة بلاده على تعزيز الدعم الجوي خلال العمليات الجديدة، ولا سيما في مناطق حلب وما حولها”. وتوقّع آبشناس أن يناقش الحاضرون الدور الأميركي في مناطق شمالي سورية، حيث دخلت الولايات المتحدة على الخط من خلال الأكراد، قائلاً إن طهران متخوّفة من هذا الدور، ومن المتوقع إعلان موقف يرفض الدور الأميركي هناك.

في السياق نفسه، قال الدبلوماسي الإيراني السابق، هادي أفقهي، لـ”العربي الجديد”، إن كلاً من روسيا وإيران تستشعران الخطر المقبل من الدور الأميركي الأخير في مناطق من سورية، قائلاً إنه دور يهدف إلى الإعلان عن مناطق فيدرالية كردية شمالي البلاد، وهو المشروع الذي قد يجهز الأرضية لتقسيم سورية إلى مناطق سنّية وعلوية كذلك، معتبراً أن طهران وموسكو ستحاولان التنسيق لمنع هذا الأمر ولرفع مستوى التنسيق لاسترداد تلك المناطق حسب رأيه.

هذه التطورات جاءت مع استمرار الجمود على الصعيد السياسي، وهو ما أكده المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، الذي أعلن أن الظروف حالياً غير مؤاتية لاستئناف مفاوضات جنيف، لكنّ ثمة جهوداً تبذل لتحسين فرص انعقادها، مؤكداً أن الهدف هو العودة إلى المفاوضات في الرابع من أغسطس/آب المقبل. في المقابل، دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى عقد الجولة الجديدة من المفاوضات في أسرع وقت. وقال لافروف، في ختام مباحثاته مع نظيره الأردني، ناصر جودة، في موسكو أمس الخميس: “رغم أهمية وقف أعمال القتال وإيصال المساعدات الإنسانية، إلا أن المفاوضات السياسية يجب أن تؤدي الدور الحاسم في التسوية، والتي (أي المفاوضات) تعهدنا جميعاً بدعمها في شكل الحوار الشامل، ومن دون شروط مسبقة وتدخّل خارجي”. ودعا لافروف إلى استبعاد المجموعات “المتعاونة” مع “داعش” و”جبهة النصرة” من نظام وقف إطلاق النار.

في غضون ذلك، اتهم رئيس الائتلاف الوطني المعارض، أنس العبدة، روسيا بالعمل على إلحاق الهزيمة بالثورة السورية، وفرض حل سياسي على مقاس نظام الأسد. واعتبر في تصريحات لـ”الأناضول”، أنه “ربما يكون هناك تصور لدى روسيا يتضمن إنشاء حكومة وحدة وطنية، والإبقاء على النظام، بل وحتى السماح للأسد بالترشح مرة أخرى للرئاسة وهذا أبعد ما يكون عن الحد الأدنى للعملية السياسية”.

وأعلن أنهم لم يتسلموا من النظام أية وثيقة بخصوص الحل السياسي، وأن دي ميستورا لم يبلغهم بأية تفاصيل بشأن المقترحات المقدّمة من النظام (في حال وجودها)، مشيراً إلى أن “المعارضة السورية تدرس حالياً تقديم تفاصيل رؤيتها للمرحلة الانتقالية وبعد إقرارها من الهيئة العليا للمفاوضات سيتم تقديمها لدي ميستورا”. وذكر أن المعارضة مستعدة للذهاب لجولة جديدة من المفاوضات “في حال شعرت بوجود جدية من المجتمع الدولي”، موضحاً أنه من المزمع أن تنعقد جولة مباحثات تقنية قريبة إلا أن النظام يتهرب منها لأنه لا يريد أن يخوض في تفاصيل الحل السياسي.

أما على الأرض السورية، فتتصاعد أوجه معاناة سكان مدينة منبج وريفها مع استمرار المواجهات العسكرية بين قوات “سورية الديمقراطية”، التي تتقدّم في محيط المدينة، وتنظيم “داعش” الذي ما زال يحتفظ بالسيطرة على المدينة، فمع تواصل النزوح وسط المعارك الجارية في منبج، يفقد مزيد من المدنيين حياتهم يومياً نتيجة إصابتهم بقذائف عشوائية أو رصاص طائش أو نتيجة انفجار ألغام زُرعت على الطرقات الواصلة بين القرى في ريف منبج.

” وواصلت قوات “سورية الديمقراطية” تقدّمها في ريف مدينة منبج، في ريف حلب الشرقي، الخاضعة لسيطرة تنظيم “داعش”، لتفرض سيطرة نارية على آخر طرق إمداد التنظيم الرئيسية المؤدية إلى المدينة. وقال الصحافي، عدنان الحسين، المتواجد على الحدود السورية التركية، لـ”العربي الجديد”، إن “قوات سورية الديمقراطية تقدّمت من جهة الجنوب الغربي وسيطرت على قرية الشيخ طباش، وباتت على مسافة كيلومترين من المدينة قرب الطريق الدولي حلب منبج، فيما سيطرت من جهة الشمال على قرية شويحة، واحتفظت بالمواقع، التي تقدّمت فيها من جهة الشرق في قرى الهدهد والياسطي”.

ولفتت مصادر محلية في ريف منبج إلى أن تنظيم “داعش” انسحب ظهر أمس، الخميس، من قرى الخرفان والحيه الصغيرة والحية الكبيرة والكرسان ورسم المشرفة، وهي القرى التي تُعتبر آخر مناطق سيطرة “داعش” في ريف منبج الشرقي لتصبح قوات “سورية الديمقراطية” بذلك على تخوم المدينة من الجهة الشرقية، فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه منذ بدء هجوم قوات “سورية الديمقراطية”، قُتل 132 من مقاتلي “داعش”، مقابل 21 من “سورية الديمقراطية”، فضلاً عن مقتل 37 مدنياً.

واتخذت المعركة في محيط منبج طابعاً دولياً على الأرض، مع إعلان باريس وجود جنود فرنسيين يقدّمون الدعم لقوات “سورية الديمقراطية”. وقال المتحدث باسم الجيش الفرنسي، الكولونيل جيل جارون، إن وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لو دريان، أكد أن فرنسا توفر أسلحة وغطاء جوياً إلى جانب المشورة في الحملة الهادفة إلى طرد “داعش” من منبج. وأضاف في إفادة صحافية: “لا نخوض أبدا في تفاصيل عن أي شيء يتصل بالقوات الخاصة، التي هي بطبيعتها خاصة. لن تحصلوا على أية تفاصيل لحماية أنشطة هؤلاء الرجال”، فيما قال مصدر مقرب من وزير الدفاع الفرنسي إن “الهجوم على منبج كان مدعوماً بشكل واضح من بعض الدول، وبينها فرنسا، الدعم هو نفسه بتقديم المشورة”، دون أن يدلي بأية تفاصيل عن عدد الجنود. وكان لودريان قد ألمح من قبل إلى وجود جنود فرنسيين مع جنود أميركيين، إلى جانب قوات “سورية الديمقراطية”، في الهجوم على منبج.

وأكد الصحافي، عدنان الحسين، المنحدر من بلدة قريبة من منبج، نبأ وجود القوات الفرنسية، مشيراً إلى أن عددها يقارب 100 جندي، بمقدار ثلث القوات الأميركية، التي يصل عددها إلى 300 مقاتل، وهم يتخذون من مدينة عين العرب مقراً لهم، ويقدّمون أكثر من المشورة، ويشاركون قوات “سورية الديمقراطية” في الخطوط الخلفية.

وأكدت مصادر لـ”العربي الجديد” في وقت سابق أن القوات الأميركية المتواجدة في بلدة عين عيسى، شمالي الرقة، قد ارتدت شارات “وحدات حماية الشعب الكردية”، خلال المواجهات الدائرة مع تنظيم “داعش”. وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قد أكد قبل نحو شهر أن الولايات المتحدة سترسل إلى سورية مائتين وخمسين مقاتلاً، ليصبح عدد المقاتلين الأميركيين نحو 300.

إلى ذلك تستمر معاناة السكان في منبج وريفها إثر تواصل العمليات العسكرية في القرى والبلدات الواقعة على خطوط النار في ريف منبج، إذ اتهم نشطاء محليون طيران التحالف الدولي بقتل عائلة مكوّنة من أم وأربعة أطفال، بالإضافة إلى إصابة والدهم بجروح خطيرة، وذلك إثر غارة شنتها طائرة للتحالف على منزل العائلة في قرية الشبالي الواقعة على بعد خمسة كيلومترات جنوب مدينة منبج. وهذه العائلة هي واحدة من عائلات كثيرة تقطّعت بها السبل في القرى والبلدات التي تجري فيها المواجهات منذ أكثر من عشرة أيام في أرياف منبج الشمالية والشرقية والجنوبية، حيث علق كثير من السكان في هذه القرى واستحال عليهم النزوح نظراً لانقطاع معظم الطرقات من جهة، وبسبب استهداف طيران التحالف السيارات المتحركة على الطرقات من جهة أخرى.

وعلى الرغم من ذلك، تمكّن عدد كبير من سكان مدينة منبج من النزوح عنها، إذ قال الناشط، يوسف أبو محمود، لـ”العربي الجديد”، إن “نحو عشرة آلاف مدني نزحوا من مدينة منبج الخاضعة لسيطرة داعش، إلى مدينة الباب ومناطق أخرى خاضعة أيضاً لسيطرة التنظيم، مع اقتراب المعارك من مركز المدينة”، موضحاً أن “داعش” أصدر أوامر بمنع المدنيين من مغادرة المناطق التي يسيطر عليها. وأكد أبو محمود أنّ “الكثير من المدنيين غادروا الريف الشرقي لمنبج، بعد سيطرة قوات سورية الديمقراطية على عشرات القرى في المنطقة”، علماً بأن الأمم المتحدة سبق أن حذرت من أن 216 ألف مدني سينزحون عن المدينة في حال تواصلت الحملة العسكرية الجوية والبرية عليها.

 

” ويفقد المزيد من سكان ريف منبج يومياً حياتهم نتيجة إصابتهم برصاص طائش ناتج عن المواجهات المستمرة في المدينة، إذ قُتل شابان من قرية جب الكلب، يوم الأربعاء، نتيجة إصابتهما برصاص طائش، كما قُتلت شابة في قرية عون الدادات شمال منبج نتيجة انفجار لغم تركه تنظيم “داعش” قبل انسحابه من القرية، كما قُتل شاب من قرية قبر إيمو نتيجة انفجار لغم من مخلفات تنظيم “داعش” أيضاً.

وفي سياق متصل وجّه نشطاء محليون من ريف منبج اتهامات لقوات “سورية الديمقراطية” التي تتقدم في ريف منبج، بالقيام بعمليات سلب ونهب لممتلكات السكان ولأثاث البيوت، التي نزح عنها سكانها في قرية أم عظام، التي سيطرت عليها قوات “سورية الديمقراطية”، يوم الأربعاء.

ويجري كل ذلك في الوقت، الذي تتزايد فيه المخاوف في أوساط من بقي من سكان منبج حول إصرار “داعش” على خوض معركة حاسمة فيها، قد تتحول معها المدينة إلى ساحة لحرب شوارع بين مسلحي التنظيم وعناصر قوات “سورية الديمقراطية” التي تتحضر لاقتحامها، ذلك أن تنظيم “داعش” بدأ بملء الخنادق التي حفرها حول المدينة في وقت سابق بمادة الفيول، تحضيراً ربما لإشعالها وبالتالي تغطية المدينة بسحابة دخان سوداء قد تبقى لأيام تعيق مشاركة طيران التحالف الدولي في دعم قوات “سورية الديمقراطية”.

 

جيش الفتح” يتقدم جنوبي حلب..والمعارضة تستعيد نقاطاً في الملاح

خالد الخطيب

سيطر “جيش الفتح” على بلدة القراص في ريف حلب الجنوبي، الخميس، واستعاد السيطرة على بلدة الحميرة ومواقع في محيطها القريب. وجاء ذلك بعد معارك عنيفة خاضها مقاتلو “الفتح” ضد قوات النظام والمليشيات المقاتلة معها في ثلاثة محاور؛ شرقي وجنوبي خان طومان، ووصلوا إلى مشارف بلدة خلصه الاستراتيجية.

 

وجاء التقدم الأخير للمعارضة إثر هجوم معاكس شنّه مقاتلو “الفتح” ضد قوات النظام والمليشيات التي كانت قد استعادت السيطرة على بلدة الحميرة، خلال ساعات الخميس الأولى. ومهد مقاتلو “الفتح” لدخولهم بقصف عنيف للبلدة والمزارع المحيطة بالحميرة، بالمدفعية والصواريخ والهاون، ما أفسح المجال للقوات الراجلة بتمشيط كامل المناطق التي سبق ودخلتها المليشيات واستعادة السيطرة عليها. وبعد ذلك أكمل “جيش الفتح” الهجوم المعاكس وسيطر على بلدة القراص القريبة.

وتمكنت المعارضة من قتل ثلاثين عنصراً من المليشيات وفق عضو المكتب الإعلامي في “فيلق الشام” أحمد الأحمد، ودمرت المعارضة ثلاث مدرعات، وعدداً من الرشاشات الثقيلة والمتوسطة، 23 و14.5، وأسرت عدداً من المقاتلين بينهم خمسة عراقيين ينتمون لمليشيا “حركة النجباء”، أبرز الفصائل الشيعية المقاتلة جنوبي حلب.

 

وأكد الأحمد لـ”المدن” أن “جيش الفتح” تمكن للمرة الرابعة على التوالي من التصدي للهجمات المعاكسة التي شنتها المليشيات لاستعادة السيطرة على مواقع وقرى وبلدات كانت قد خسرتها في محيط خان طومان مطلع حزيران/يونيو، جنوبي حلب. وذلك على الرغم من الدعم المدفعي والصاروخي المكثف، الذي تلقته المليشيات من قواعد النظام في “معامل الدفاع” وبلدة الحاضر، والغارات الجوية المتواصلة من قبل الطيران الروسي الذي شن أكثر من عشرين غارة جوية الخميس على مواقع متقدمة للمعارضة الفتح وخطوط امدادها شرقي الطريق الدولي حلب-دمشق.

 

وأوضح الأحمد أن المليشيات الشيعية و”الحرس الثوري” الإيراني خسروا أكثر من 200 عنصر بين أسير وقتيل، بالإضافة إلى عشر مدرعات وعدد كبير من الآليات الثقيلة، خلال الايام القليلة الماضية، منذ انطلاق معارك ما بعد تحرير خان طومان، على جبهات ريف حلب الجنوبي، إلى الشرق والجنوب من الطريق الدولي، وعلى مشارف بلدة الحاضر.

 

وشهدت جبهات ريف حلب الجنوبي اشتباكات متقطعة، ليل الخميس/الجمعة، بين قوات النظام والمليشيات الموالية من جهة، و”جيش الفتح” من جهة ثانية. وقصف الطيران الروسي العيس والحميرة والقراص ومعراتة والقلعجية والخطوط الأولى للمعارضة، وحاولت المليشيات التقدم في أكثر من محور لاستعاد مواقعها لكنها فشلت.

 

ويشهد ريف حلب الجنوبي، وبالتحديد الجبهات شرقي وجنوبي خان طومان ومحيط العيس والتلال القريبة معارك مستمرة، تحاول فيها قوات النظام والمليشيات التقدم باتجاه طريق حلب–دمشق الدولي، من محور زيتان الزربة. ويعود فشل تلك المحاولات إلى متانة التحصينات التي اتخذها “جيش الفتح” على طول جبهات القتال، على الرغم من تدمير الطيران الروسي للمنطقة.

 

واستفاد “جيش الفتح” من تحصين مواقعه جنوبي حلب، لإيقاع خسائر كبيرة في صفوف المليشيات، عبر الكمائن التي تسببت بمقتل المئات من مقاتليها. وكان ذلك دفعاً معنوياً مهماً لشن هجمات معاكسة حقق من خلالها “جيش الفتح” تقدماً كبيراً واستعاد السيطرة على مواقع مهمة أبرزها العيس وتلالها، وخان طومان وأكثر من ستة قرى ومواقع. وبات “جيش الفتح” يُفكر جدياً في الوصول إلى الحاضر أبرز معاقل المليشيات المتبقية هناك.

 

وتزامنت المعارك في الجنوب الحلبي مع معارك أخرى شنتها قوات النظام، في الشيخ نجار والملاح، في الضواحي الشمالية لمدينة حلب، تمكنت خلالها قوات النظام من التقدم في محور الملاح نحو طريق الكاستللو، بعدما مهد لها الطيران الحربي الروسي والمروحي التابع للنظام، عبر قصف المناطق المستهدفة بأكثر من أربعين غارة جوية بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية.

 

وشهدت منطقة الملاح أعنف المعارك بين المعارضة المنضوية في غرفة عمليات “فتح حلب” وقوات النظام المدعومة بمليشيا “لواء القدس” الفلسطيني و”لواء الزينبيين”. معارك تخللها قصف متبادل بالأسلحة الثقيلة، المدفعية والدبابات. وكان المحور الشرقي في الشيخ نجار قد شهد معارك مماثلة بهدف التغطية وتشتيت جهود المعارضة ليتسنى للمليشيات التقدم في الملاح.

 

المتحدث الرسمي باسم “حركة نور الدين زنكي” النقيب عبدالسلام عبدالرزاق، قال لـ”المدن”، إنه وبعد تمهيد ناري كثيف من كافة أنواع الأسلحة ولمدة عشرة أيام، حاولت قوات النظام و”لواء القدس” الفلسطيني، فجر الخميس، التقدم على محور الملاح وذلك بعد فشلها لمرات عديدة في التقدم على محور حندرات، بهدف الإقتراب أكثر من طريق الكاستيلو.

 

وأكد النقيب عبدالسلام أن قوات النظام والمليشيات تمكنوا فعلياً من التقدم في الملاح، وسيطروا على خمس نقاط في المنطقة، بعدما استعانوا بالطيران الحربي الروسي والمروحي التابع للنظام، واللذين قصفا المنطقة بشكل عنيف بمختلف أنواع القنابل والصواريخ، بالإضافة لقصف مكثف طال المواقع نفسها بصواريخ “فيل” من المرابض في المدينة الصناعية وتلة الشيخ يوسف الواقعة إلى الشرق.

 

وأشار النقيب عبدالسلام إلى أن مقاتلي “حركة نور الدين زنكي” والفصائل المشاركة تصدوا للقوات المهاجمة، وتحولت معركة الفصائل الحلبية من التصدي إلى الهجوم بعدما نجحت الفصائل في إيقاف زحف المليشيات وانتزعوا منها زمام المبادرة بهجوم معاكس وشامل على كافة النقاط التي تقدمت إليها القوات المهاجمة. وتمكنت المعارضة من استعادة تلك النقاط.

 

وخسرت قوات النظام و”لواء القدس” وفق النقيب عبدالسلام، أكثر من 50 عنصراً بين قتيل وجريح، وتدمير عدد من السيارات المحملة برشاشات ثقيلة، واغتنمت الحركة كميات من الأسلحة والذخائر الخفيفة والمتوسطة، بالإضافة إلى دبابة “T-90” تركتها المليشيات المنسحبة خلفها. وفي المقابل خسرت المعارضة أكثر من عشرة عناصر تابعين لها، بينهم قائد في “حركة نور الدين زنكي”.

 

وماتزال الحملة الجوية على حلب وريفها مستمرة، وتنفذ المقاتلات الروسية عشرات الغارات الجوية يومياً، تستهدف خلالها أحياء المدينة الشرقية في طريق الباب والمرجة والصالحين وبستان القصر والمعادي وقاضي عسكري ومساكن هنانو والصاخور والهلك والحيدرية.

 

ويطال القصف الجوي الروسي بشكل عنيف الضواحي الشمالية في عندان وحيان وحريتان وكفر حمرة ومنطقة أسيا، والتي شهدت أكثر من عشرين غارة الخميس ما تسبب بمقتل عشرة مدنيين على الأقل. كما طال القصف الجوي الروسي ريف حلب الغربي، في كفر داعل وخان العسل والراشدين وكفرناها، بأكثر من عشرين غارة جوية، ليل الخميس-الجمعة.

 

دي ميستورا يعوّض “صيام” السوريين عن التفاوض باجتماعات تقنية

دينا أبي صعب

لا استئناف لمحادثات السلام السورية في جنيف قبل نهاية حزيران/يونيو. لكن اجتماعات تحضيرية ستجري ابتداء من الاسبوع المقبل، في عدد من العواصم، أبرزها الرياض والقاهرة، اضافة الى موسكو ودمشق، حيث يحاول المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا وفريقه، تعويض الوقت الضائع بين جولات التفاوض باجتماعات تقنية، لكنها جزء من العملية التفاوضية بغياب اللقاءات الرسمية في جنيف.

 

وبحسب مصادر في المعارضة السورية، فإن “الأمم المتحدة اقترحت أولاً اجراء هذه الاجتماعات في جنيف، لكنها عدلت الوجهة واقترحت الرياض والقاهرة”، وأشارت هذه المصادر لـ”المدن” إلى أن “قسماً كبيراً من المعارضين من خارج وفد الهيئة العليا للمفاوضات يفضلون جنيف، لدواع أمنية بشكل اساسي، فيما ترفض منصتا الاستانة وموسكو الاجتماع في الرياض او القاهرة، ويصرون على موسكو كبديل وحيد لجنيف”. وعليه، يبدو أن مساعي دي ميستورا لن تتجاوز الجولات التحضيرية، التي طالما سبقت جولات المباحثات، ولن تدخل في صلب الحل السياسي، إنما ستحوم حول القضايا الانسانية ووقف الاعمال العدائية في محاولة لسحب بعض الوعود من الاطراف المسيطرة على الجبهات في سوريا.

 

وعلى الأرض، تلقت الأمم المتحدة وعوداً من الحكومة السورية بتمرير المساعدات الانسانية براً الى المناطق الـ19 المحاصرة بحسب دي ميستورا، الذي أشار في مؤتمر صحافي، الخميس، إلى ان خيار اسقاط المساعدات من الجو بات مستبعداً في الواقت الراهن، وان طواقم الامم المتحدة “ستختبر مدى جدية الوعود التي قدمتها الحكومة خاصة في مضايا وداريا”، خصوصاً ان وعوداً سابقة قدمت للامم المتحدة بتأمين عبور المساعدات، لكن الحكومة والقوات التابعة لها تراجعت في اللحظات الاخيرة، فمنعت وصول القوافل، أو سمحت بدخول أنواع محددة من محتوياتها.

 

ويفترض ان تتضمن هذا المساعدات الى جانب المواد الغذائية، مواداً طبية ولقاحات ومواد تعقيم وتنظيف مختلفة. وحسب تصريحات سابقة لدي ميستورا “تفرض الحكومة السورية الحصار على خمس عشرة منطقة، وتخضع ثلاث مناطق لحصار المعارضة ومنطقة واحدة لحصار تنظيم داعش”، وسيكون على قوافل المساعدات عبور المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة للوصول الى كافة المدن المحاصرة، وتحاول الأمم المتحدة الوصول الى ٣٤ نقطة صعبة الوصول في سوريا عبر مفاوضات تجريها مع الحكومة السورية، التي مازالت تجد في الإمساك بتصريحات مرور القوافل ورقة ضغط حاسمة في جولات التفاوض.

 

وأشارت خريطة وزعها مكتب الامم المتحدة لتنسيق المساعدات الانسانية إلى أن 821 الف شخص تقريباً تلقوا مساعدات من الامم المتحدة، منذ مطلع العام 2016، 45 في المئة منهم داخل 14 منطقة محاصرة تمكنت القوافل من الوصول اليها، بمعدل 80 قافلة و51 شحنة اسقطت جواً.

 

ورغم تفاؤل دي ميستورا حيال تقدم عمل القوافل رغم العقبات الكثيرة التي تواجه فرق الامم المتحدة، تبقى الغارات الجوية على المستشفيات “اكثر الامور سوداوية في هذا المشهد” حسب مصدر في الامم المتحدة. وأشار تقرير لليونيسف، صدر الخميس، إلى ان القصف طال ثلاثة مستشفيات في المنطقة الشرقية من حلب، اضطرت على اثرها الطواقم الطبية “لاخراج الأطفال الخدّج من الحاضنات” للحفاظ على حياتهم. وذكر مدير اليونيسف الإقليمي في الشرق الوسط وشمال افريقيا بيتير سلامة في بيان، أن القصف طال مستشفى  “البيان”، ومستشفى “الحكيم” الذي تدعمه اليونيسف، ومستوصف عبد الهادي فارس، وجميعها “في الجزء الشرقي من مدينة حلب” الخاضع لسيطرة المعارضة. وأضاف سلامة أن “هذا النمط المدمر لآلة الحرب في سوريا لا يعرف اي شكل من اشكال الحساب او التوازن، لقد تعرضت مئات المرافق الصحية التي تقدم الرعاية الصحية الحيوية الى الضرر او انها تدمرت. خلال الاسبوعين الماضيين فقط تعرضت ستة مرافق طبية في انحاء سوريا الى الهجمات”.

 

“سوريا الديموقراطية” تُكمل حصار منبج

احمد المحمود

قطعت “قوات سوريا الديموقراطية” المعروفة اختصاراً بـ”قسد”، الخميس، الطريق الدولي منبج-حلب، من الجهة الغربية لمدينة منبج، لتحكم حصار المدينة الخاضعة لسيطرة “الدولة الإسلامية” من جهاتها الأربع. وتواردت أنباء غير مؤكدة عن سيطرتها على مبنى “جامعة الاتحاد” على الطريق الدولي غربي منبج.

 

واقتربت “قسد” المكونة من “وحدات حماية الشعب” الكردية وبضع فصائل عربية صغيرة، من منبج بعدما سيطرت على قرية الياسطي في الجهة الشمالية الشرقية، والتي تبعد مسافة 3 كيلومترات عن مركز المدينة، كما سيطرت على قرية الشيخ عابدين في الجهة الجنوبية الغربية من المدينة وتبعد حوالى كيلومترين من مركز منبج. وتقدمت “قسد” المدعومة أميركياً، في الجهة الشمالية ووصلت إلى قرية الشويحة.

 

وقالت “الإدارة الذاتية” التابعة لحزب “الاتحاد الديموقراطي” إن “مجلس منبج العسكري”، التابع لـ”قوات سوريا الديموقراطية”، قد سيطر الخميس على قرى قوخار شجيف وألية، و8 مزارع بالقرب من سدّ تشرين شرقي منبج.

 

وبذلك يرتفع عدد القرى التي سيطر عليها مقاتلو “قسد” منذ بدء الهجوم على “داعش” في 31 أيار/مايو، إلى 75 قرية في محيط منبج. ويرافق هذه القوات عدد من “المستشارين” العسكريين الفرنسيين، بحسب مصدر مقرب من وزارة الدفاع الفرنسية، قال الخميس، إن بلاده دعمت الهجوم على منبج شمالي حلب عبر تقديم جنود فرنسيين المشورة لـ”قوات سوريا الديموقراطية” الكردية-العربية التي تقاتل تنظيم “الدولة الإسلامية”. وكان وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، قد ألمح سابقاً إلى وجود جنود فرنسيين مع جنود أميركيين إلى جانب “قسد” في معركة منبج.

 

وتستمر المعارك بين “قوات سوريا الديموقراطية” و”داعش” لليوم العاشر على التوالي. وبينما تقترب “قسد” من محيط المدينة عمد التنظيم إلى إشعال مادة الفيول والدواليب في أطراف المدينة للتشويش على طيران “التحالف الدولي” وتمويه حركة عناصره الذين بدوا متخبطين، وسط انسحاب العديد منهم مع عائلاتهم إلى مدينة الباب.

 

ويشير مراقبون إلى أن عدم دفاع “داعش” عن منبج حتى الآن، وسماحه لـ”قسد” بإكمال حصارها، يتناقض مع أهمية منبج الاستراتيجية للتنظيم؛ فهي تتوسط مناطق التنظيم في الرقة وجرابلس والباب والراعي. ويعيش التنظيم حالة من التخبط، انعكست في انسحاب قواته المتتالي من محيط منبج، وتحصنها بدفاعات ضعيفة في مداخل المدينة، ما يشير إلى إمكانية تسليم “داعش” لمنبج، ولكن بشكل تدريجي. ويعتمد التنظيم على حرب الشوارع والسيارات المفخخة، التي أجبرت “قسد” على الانسحاب من الأجزاء الشمالية للمدينة، بعد تقدمها إليها الأربعاء.

 

تقدم “قوات سوريا الديموقراطية” باتجاه منبج وقراها رافقه قصف جوي مكثف من طائرات “التحالف الدولي” ما تسبب بمقتل عائلة كاملة في قرية الشبالي جنوبي منبج. وقصف “التحالف” المستشفى الحكومي داخل المدينة. وبهذا تكون قد ارتفعت حصيلة القتلى من المدنيين، منذ بدء الهجوم، لتصل إلى 30 قتيلاً بينهم 11 طفلاً و4 نساء، بحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.

 

وأفاد نشطاء أن عناصر من “قوات سوريا الديموقراطية” قاموا بعمليات سرقة “تعفيش” من البيوت في قرية أم عظام، ويقومون بحمل الأمتعة والكنب والمجالس وشاشات التلفزيون والسجاد من المنازل بسياراتهم. وأشاروا إلى حدوث تجاوزات في القرى الأخرى و”لكن الناس لا تتكلم وتخاف على نفسها من قسد ومن بطش سلاحهم”.

 

الناطق الرسمي باسم “جبهة ثوار الرقة” المنضوية في “قوات سوريا الديموقراطية” محمود الهادي، قال لـ”المدن”، إن “منبج هي تجربة واختبار لقوات سوريا الديموقراطية في خارج مناطقها، وهناك لجان تشرف على مراقبة الأوضاع هناك، ليروا مدى مصداقيتها في تعاملها مع العرب، وهذا يحدث بمراقبة أميركية”.

 

وأعلن “التحالف الدولي” أن “قسد” التي تدعمها الولايات المتحدة ستتمكن من الدخول إلى منبج في غضون الأيام المقبلة. وقال المتحدث باسم التحالف العقيد كريس جارفر، الخميس، إن “الوتيرة التي يتحركون بها الآن والسرعة التي يحاربون بها العدو، نعتقد أنها ستكون مسألة أيام قبل أن يقوموا بتنفيذ هجوم على المدينة”، وأكد على أن القوات المشاركة في عمليات تحرير منبج و”يشكل العرب 85 في المئة منها تقريباً” قد تمكنت من “تحقيق تقدم هائل في استعادة الأراضي من داعش وعزلهم في المناطق المحيطة بمنبج”. ويتناقض هذا الكلام مع ما سبق ونشرته المدن، من أن “قوات سوريا الديموقراطية” المشاركة في معركة منبج تتألف من 3000 مقاتل كردي من “وحدات حماية الشعب” و470 مقاتلاً عربياً من تشكيلات متنوعة.

 

وأوضح المتحدث أن “قسد” هي التي “وضعت خطط تحرير منبج وبمشورة القوات الأميركية الموجودة هناك”، إلا أنه كشف أن “تركيا مطلعة على هذه الخطة” كذلك، وأن التحالف العربي السوري المنضوي تحت راية تلك القوات، سيقوم بإدارة المدينة عقب سيطرته عليها، في حين أعلن المتحدث باسم “مجلس منبج العسكري” شرفان درويش، أن تحالف “قسد” أصبح على مشارف منبج “لكن بسبب وجود مدنيين في المدينة أردنا أن نتريث بشأن دخول المدينة ونستطيع الدخول إليها وقتما نشاء”، وأضاف: “أستطيع أن أقول إن موضوع تحرير منبج أصبح محسوماً”.

 

قتلى وعشرات الجرحى بقصف روسي على حلب  

قال مراسل الجزيرة في حلب اليوم الجمعة إن ثلاثة مدنيين قتلوا وجرح العشرات، جراء غارات روسية على حي الجزماتي بمدينة حلب شمال سوريا، بينما تمكّن تنظيم الدولة الإسلامية من استعادة طريق بين مدينتي منبج والباب بالمحافظة نفسها.

كما شنت طائرات روسية وأخرى تابعة للنظام أكثر من 25 غارة على أحياء باب الحديد، وجبل بدور والسكن الشبابي، والحيدرية والشيخ خضر، والشيخ نجار ومساكن هنانو والكاستيلو وبستان القصر والميسر.

 

وقالت شبكة سوريا مباشر إن الطيران الحربي استهدف أحياء باب الحديد وجبل بدرو والسكن الشبابي والحيدرية والشيخ خضر والشيخ نجار ومساكن هنانو والجزماتي ومنطقة الملاح.

 

وفي ريف حلب، استهدفت الغارات بلدات كفرناها وأورم والشيخ علي ومعرة الأرتيق وبابيص وآسيا والملاح.

 

معارك وهجمات

وأفادت مصادر للجزيرة أن مقاتلي تنظيم الدولة تمكنوا من استعادة الطريق بين مدينتي منبج والباب (شرق حلب) بعد هجوم شنوه على مواقع ما يعرف بـقوات سوريا الديمقراطية جنوب وشمال مدينة منبج.

 

وأضافت المصادر أن قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية أصبحت على بعد خمسة كيلومترات جنوب المدينة وثلاثة كيلومترات شرقها.

 

وأوضحت أن عددا من عناصرها قتل في أوسع هجوم مضاد يشنه التنظيم في محيط منبج منذ بدء المعارك.

 

من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات سوريا الديمقراطية قطعت طرق الإمداد الرئيسية لتنظيم الدولة بين سوريا وتركيا، وباتت تطوق مدينة منبج بالكامل.

 

وأضاف المرصد أن التنظيم لا يزال يسيطر على شريط حدودي وطرق فرعية مؤدية إلى تركيا، لكنها أكثر خطورة وصعوبة، حسب قوله.

 

وفي ريف دمشق قال ناشطون إن الطائرات الحربية شنّت غارتين جويتين على بلدة ‫‏أوتايا في‫‏الغوطة الشرقية دون ورود أنباء عن إصابات، كما شنّت غارتين جويتين على المزارع المحيطة بمخيم ‫خان الشيح في ‫‏الغوطة الغربية.

 

واستهدفت قوات النظام بالرشاشات الثقيلة الجبهة الغربية لمدينة ‫داريا في ‫‏الغوطة الغربية تزامنا مع عشرات الغارات الجوية على المدينة.

 

صحيفة: القوة العسكرية فقط لن تدحر تنظيم الدولة  

تعليقا على الحملات الجارية لاستعادة مدن الفلوجة والموصل العراقيتين والرقة السورية من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية، تساءل الكاتب ديفد غاردنر هل هذا معناه أن “دولة الخلافة” بدأت تتصدع؟ وهل سينجح الرئيس الأميركي باراك أوباما في إجلاء التنظيم من الرقة والموصل قبل انتهاء فترة ولايته؟

وأشار الكاتب في مقاله بصحيفة فايننشال تايمز إلى أن هذه التطورات، من الناحية العسكرية، تبدو مبشّرة لكنها بعيدة عن كونها كاملة لأن هناك الكثير من الجهات التي تسعى إلى تحقيق أهداف مختلفة وقد أثبت التنظيم قدرته على الرد حتى وهو يتراجع.

 

وأضاف أنه حتى لو سارت هذه العمليات بنجاح فإن السياسة داخل وخارج ساحة القتال غير مبشرة لدرجة يصعب معها تصور هزيمة نهائية للتنظيم، وقد شاهدنا هذه التجربة من قبل.

 

ويرى غاردنر أن ما يجري في العراق وسوريا هو مشهد مرتبك لعوالم صغيرة متصادمة ومعاد تهجينها عبر ساحة القتال المتغيرة الشكل مع عدم وجود خطاب سياسي شامل يمكن أن يغير هذا الأمر، مما يفشل أي محاولة لإزالة تهديد التنظيم تتطلب إستراتيجية لتعبئة وتأمين وتحويل مشاعر العرب السنة ضده.

 

وختم الكاتب مقاله بأن تنظيم الدولة قد يستمر في فقدان الأراضي، لكن إذا لم تتمكن الولايات المتحدة وروسيا من الخارج، والسعودية وإيران وتركيا من الداخل، من الاتفاق على رسم نوع من المسار السياسي معا، فـمن الصعب تصور محو التنظيم من العالم السني لأن الأمر يحتاج أكثر من الانتصارات العسكرية لدحره.

 

الأكراد يقودون الحرب ضد تنظيم الدولة  

قال الكاتب فلاديمير ويلغينبيرغ في مقال بمجلة “ذا ديلي بيست” الأميركية إن المسلحين الأكراد هم من يقود الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وإن وحدات حماية الشعب الكردية وقوات سوريا الديمقراطية -التي تتألف في معظمها من الأكراد- هي التي تقاتل في الخطوط الأمامية.

 

وتساءل ويلغينبيرغ عمن يقود المعركة: أهم العرب أم الأكراد أم قوات العمليات الخاصة الأميركية لمحاولة السيطرة على مدينة منبج أحد أكبر معاقل تنظيم الدولة في ريف حلب قرب الحدود التركية؟

 

وقال إن مقاتلي تنظيم الدولة يتصدون للهجوم الذي تشنه القوات الكردية منذ أيام، وإن تنظيم الدولة يستخدم المدفعية والصواريخ والقناصة، لكنه يخسر القرية تلو الأخرى أمام زحف الأكراد الذين يساندهم التحالف الدولي بقصف جوي مكثف على مواقع تنظيم الدولة في المنطقة.

 

وأضاف أن تنظيم الدولة يدافع عن مدينة منبج دفاع المستميت، وأنه لا يريد أن يخسر هذا الشريان الذي يمكنه من نقل وتهريب الأسلحة والمقاتلين عبر الحدود التركية السورية، وأنه كان يدخل نحو خمسمئة مقاتل كل شهر في ما مضى عن طريق هذا المنفذ.

 

تعقيد

ونقل الكاتب عن أحد المقاتلين الأكراد القول إنهم لم يواجهوا تنظيم الدولة وجها لوجه بعد، لكنهم يتقاتلون من خلال تبادل القصف المدفعي والصاروخي ورصاص القناصة.

 

وأضاف ويلغينبيرغ أن ضباب الحرب التي تعصف بسوريا منذ سنوات معقد كتعقيد الأجواء السياسية نفسها.

 

وأوضح أن وحدات حماية الشعب الكردية هي من كانت تواجه تنظيم الدولة في هذه المنطقة على مدار العامين الماضيين، وأن هذه الوحدات تتبع في نهاية المطاف حزب العمال الكردستاني الذي يشن حربا ضد تركيا منذ عقود.

 

وأشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرح الخميس الماضي بأن الاستخبارات التركية تراقب عن كثب للتأكد من أن العرب هم من يقود المعركة ضد تنظيم الدولة في هذه المناطق وليس الأكراد.

 

وأضاف الكاتب أن الأميركيين يتخذون الموقف التركي نفسه، وأشار إلى تصريح للمتحدث باسم الجيش الأميركي في العراق كريس غارفر المتمثل في قوله إن العرب السوريين هم من يقود العمليات القتالية ضد تنظيم الدولة، وإن هناك نحو ألفي مقاتل منهم في الميدان.

كما أضاف المتحدث أن المسلحين الأكراد يسهمون في المعركة بنحو خمسمئة مقاتل لدعم العملية، ولم ينف دور الأكراد في المعركة، لكنه أكد عدم قيادتهم عملية محاولة استرجاع مدينة منبج من سيطرة تنظيم الدولة.

وقال الكاتب إنه يصعب التحقق مما قاله العقيد غارفر في الواقع على الأراضي السورية، لكن يبدو من حيث أقف في مدينة كوباني أن وحدات حماية الشعب الكردية هي التي تسيطر على أجواء القتال.

 

وأضاف أنه يبدو أن هناك موافقة تركية تكتيكية للاستمرار في المعارك شريطة أن يكون للمسلحين العرب دور قيادي في القتال، ونسب إلى أحد قادة المجلس العسكري لمدينة منبج العربي محمد أبو عادل القول إن العرب يشكلون 60% من المقاتلين، وإن النسبة المتبقية تتألف من الأكراد والتركمان والأعراق الأخرى.

 

سوريا.. دخول مساعدات غذائية إلى داريا لأول مرة منذ 2012

الصليب الأحمر: 9 شاحنات تحتوي على مساعدات غذائية تكفي لمدة شهر

دخلت قافلة مساعدات تحمل مواد غذائية ليل الخميس- الجمعة إلى مدينة داريا في ريف دمشق للمرة الأولى منذ بدء حصارها من قبل النظام السوري في العام 2012، بحسب ما أعلن مسؤول في الهلال الأحمر السوري.

وأكد مدير عمليات الهلال الأحمر السوري تمام محرز أن “تسع شاحنات تقوم حالياً بتفريغ حمولتها في داريا. وتحتوي على مساعدات غذائية، بينها مأكولات جافة وأكياس من الطحين، ومساعدات غير غذائية، إضافة إلى مساعدات طبية”.

وأوضح محرز أن المساعدات الغذائية تكفي لمدة “شهر”، من دون تحديد عدد الأشخاص أو الأسر التي ستستفيد منها.

من جانبه، قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن “الهلال الأحمر السوري تسلم مساعدات غذائية تكفي 2400 شخص في داريا لمدة شهر”، بحسب ما نقلته “رويترز”.

وفي وقت سابق، كان الهلال الأحمر أعلن أن العملية نفذت بالتعاون مع الأمم المتحدة.

وفي الأول من يونيو الحالي، دخلت أول قافلة مساعدات إلى مدينة داريا منذ العام 2012، ولكن من دون أن تتضمن مواد غذائية، ما شكل خيبة أمل للسكان الذين يعانون من سوء التغذية.

وتشكل داريا معقلاً يرتدي طابعا رمزياً كبيراً للمعارضة لأنها خارجة عن سلطة النظام منذ العام 2012، ومن أولى المدن التي فرض عليها حصار.

ولا يزال نحو ثمانية آلاف شخص يعيشون في هذه المدينة الواقعة على بعد نحو عشرة كيلومترات إلى جنوب غرب العاصمة.

 

هل أصيب البغدادي على الحدود العراقية السورية؟

قال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يحارب تنظيم داعش، الجمعة، إنه لا يستطيع تأكيد تقرير بثته قناة تلفزيونية بأن زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي أصيب في ضربات جوية.

وقال الكولونيل كريس جارفر، وهو متحدث باسم التحالف في رسالة بالبريد الإلكتروني، إنه شاهد التقارير لكنه “ليس لديه ما يؤكده في الوقت الراهن.”

وكان تلفزيون السومرية قد نقل عن مصادر محلية في محافظة نينوى في العراق قولها، إن البغدادي وزعماء آخرين أصيبوا، أمس الخميس، في ضربة للتحالف على أحد مقرات قيادة التنظيم قرب الحدود السورية.

 

باريس تشهد حملة ضخمة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السوريين

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 10 حزيران/يونيو 2016

ArrestatiPrimaباريس ـ تشهد العاصمة الفرنسية باريس غداً السبت ما يُعتقد بأنها أكبر تظاهرة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السوريين في سجون النظام وتنظيم (داعش)، تُشرف عليها شخصيات وقوى أهلية ومدنية سورية معارضة غير منتمية للتيارات السياسية السائدة.

 

وأّطلق على التظاهرة اسم “المعتقلون اولاً”، سبقتها حملة ترويجية واسعة بين الأوساط السورية وغير السورية في فرنسا خصوصاً، وفي بعض الدول الأوربية الأخرى بشكل عام، وتشارك فيها جمعيات وهيئات أهلية سورية وأوربية، بهدف تسليط الضوء على قضية مئات آلالف المعتقلين في السجون السورية الرسمية منها والسرية، والتي يرفض النظام الاعتراف بوجودها، كما يرفض الإعلان عن مصير كل المعتقلين والمعارضين مجهولي المصير.

 

وتنطلق التظاهرة من ساحة الباستيل لارتباطها بالثورة الفرنسية، ثم تنتقل إلى ساحة الجمهورية المرتبطة بقيم العدالة والحرية المساواة، كما تنطلق على التوازي وفي الوقت نفسه، تظاهرات مشابهة في عدد من المدن الفرنسية والألمانية، في محاولة لتذكير المجتمع الدولي بمأساة المعتقلين وأسرهم.

 

ويشرف على الحملة ـ التظاهرة فنانون مؤيدون للثورة وناشطون سلميون ممن اضطرتهم ظروف الحرب للخروج من سورية إلى المنافي، فضلاً عن شرائح واسعة من السوريين والعرب المقيمين في هاتين الدولتين على وجه الخصوص.

 

ووفق القائمين على التظاهرة سيتم رفع صور ألف معتقل في سجون النظام، وستُعرض شهادات عن التعذيب في المعتقلات، كما سيقوم فنانون فرنسيون بتجسيد الشهادة بلوحات فنية، وسيُقام عرض لرسوم كاريكاتيرية ذات صلة لرسامين سوريين، فضلاً عن عرض خاص لكتب فرنسية تناولت الشأن السوري “من استبداد الأسد إلى الثورة السورية”.

 

وأعرب منظمو الحدث عن خشيتهم بأن يكون ملف المعتقلين وعملية إطلاق سراحهم خاضعة للابتزاز السياسي بشكل خاص، مع محاولة التلاعب بها ضمن صفقات سياسية بين أطراف الصراع، روسيا والولايات المتحدة خصوصاً.

 

وتنص المادة 12 من القرار الأممي 2254 التي تنطلق مفاوضات مؤتمر جنيف بناء عليه على ضرورة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والمتحجزين، ولا سيما النساء والأطفال قبل بدء المفاوضات، وهو الأمر الذي يشدد النظام السوري على ضرورة أن يكون بنداً ضمن بنود العملية التفاوضية لا شرطاً مسبقاً لها.

 

ولا تمتلك المعارضة السورية إحصائيات كاملة أو دقيقة عن عدد المعتقلين في سجون النظام وفروعه الأمنية، وتتراوح تقديراتها بين 50 و200 ألف معتقل، كما لا توجد أية إحصائية دقيقة عن عدد المعتقلين أو المختطفين لدى تنظيم (داعش)، أو لدى تشكيلات المعارضة المسلحة الأخرى.

 

ويقول المنظمون “نحن لا نتكلم فقط عن سجناء بينهم نساء وأطفال محرومين من الحرية، بل عن آلاف المفقودين والمخطوفين الذين لا يُعرف مصيرهم، وآلاف المعتقلين المتروكين للموت جوعاً أو مرضاً أو تحت تعذيب ممنهج، ما يندرج تحت بند الجرائم ضد الإنسانية وفق المادة السابعة من ميثاق روما 1998″. واختتموا بالقول “إننا نتكلم عن كارثة بحجم عالمي، لم يصنعها السوريون وحدهم فقط، بل يشارك فيها العالم، ولاسيما قطباه الرئيسيان، روسيا وأمريكا”.

 

المعارضة السورية: حجاب وأوغلو يبحثان “الوضع الإنساني المتدهور” في حلب

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 9 حزيران/يونيو 2016

استانبول- استعرض المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، رياض حجاب ووزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو “الوضع الإنساني المتدهور في مدينة حلب”، وذلك  خلال اجتماع يوم أمس بمقر وزارة الخارجية التركية بأنقرة.

وأشار المكتب الإعلامي للإئتلاف الوطني السوري المعارض إلى أنه خلال الاجتماع “تمت مناقشة سبل وقف العمليات العدائية والتصدي للانتهاكات المروعة بحق المدنيين في مختلف المحافظات السورية، وتقييم مستقبل العملية السياسية”.  ونوه المنسق العام للهيئة إلى “خطورة الأوضاع الإنسانية في سورية، وخاصة في محافظتي حلب وإدلب التي ارتكب النظام وحلفاؤه فيهما عدداً من المجازر المروعة في الأيام الماضية، وذلك في ظل انشغال المجتمع الدولي بمتابعة الحملة العسكرية التي تشنها قوات التحالف ضد تنظيم (داعش)” شرقي البلاد.

وحذر حجاب من “التبعات الإنسانية للعمليات الأخيرة التي تدفع بمئات الآلاف من السوريين للجوء إلى الدول المجاورة، وتزيد من معاناة الشعب السوري”، مؤكداً ضرورة تبني “مبادرة شاملة خلال شهر رمضان تتضمن: وقف سائر الأعمال العدائية، ورفع الحصار عن مختلف المناطق، وإطلاق سراح المعتقلين، وإيصال المساعدات لنحو مليون ونصف المليون مدني محاصر في مختلف المحافظات السورية”.  ورأى أن “الوقت قد حان لتوصيل المساعدات جواً إلى المناطق المتضررة في ظل تعنت النظام واستمراره في استخدام تجويع المدنيين كسياسة ممنهجة”.

 

الامم المتحدة: ما زلنا ننتظر موافقة دمشق على إيصال المساعدات الى الزبداني والوعر

تجاوز ميديا بلايرمساعدة خاصة بميديا بلايرخارج ميديا بلاير. اضغط ‘enter’ للعودة أو tab للمواصلة.

قالت الامم المتحدة يوم الجمعة إنها تمكنت من ايصال المساعدات الانسانية الى 17 من 19 منطقة محاصرة في سوريا، ولكنها ما زالت بانتظار موافقة السلطات السورية لايصال المساعدات الى منطقتي الزبداني قرب دمشق والوعر في حمص.

وقال ينز لايركي الناطق باسم مكتب الشؤون الانسانية في المنظمة الدولية “تتمكن الامم المتحدة من ايصال مواد الاغاثة الى 17 من المناطق المحاصرة الـ 19.

وقالت الامم المتحدة إن الحكومة السورية ما زالت تمتنع عن اصدار موافقة خطية على وصول قوافل الاغاثة الى منطقتي الزبداني والوعر.

وكان المبعوث الدولي الى سوريا ستافان دي مستورا قال الخميس إن الحكومة السورية وافقت على دخول المواد الاغاثية الى المناطق الـ 19.

داريا

وقال مسؤول في الهلال الأحمر السوري في وقت سابق إن قوافل المساعدات الغذائية تمكنت من دخول بلدة داريا المحاصرة لأول مرة منذ 2012.

وقال تمام محرز مدير العمليات للهلال الأحمر في سوريا إن القافلة، التي نظمتها الأمم المتحدة والهلال الأحمر والصليب الأحمر ومكونة من تسع شاحنات، تحمل مساعدات تكفي لإطعام سكان البلدة مدة شهر.

ونشر المجلس المحلي لداريا صورا لصناديق المعونات أثناء تفريغها.

وجاء تسليم المساعدات بعد ساعات من قول ديمستورا للصحفيين إن النظام أعطى الضوء الأخضر لدخول قوافل الإغاثة.

ولكنه حذر من أن سوريا أعطت موافقات مشابهة في الماضي قبل أن تمنع في نهاية المطاف دخول القوافل وتوزيع المعونات التي يحتاجها السكان بصورة ماسة.

وقال الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الأربعاء إن “النظام السوري أعطى الضوء الأخضر لإدخال قوافل المساعدات الإنسانية لداريا ودوما والمعضمية المحاصرة من قبل الجيش السوري”.

وكانت قافلة من المساعدات الإنسانية وصلت إلى بلدة داريا في الأول من يونيو /حزيران، ضمت مواد طبية فقط من دون أي مساعدات غذائية”.

وتقول الأمم المتحدة إن هناك نحو 592 ألف شخص محاصرون في بلدات سورية من قبل القوات السورية الحكومية، كما يعيش نحو أربعة ملايين سوري في ظروف قاسية.

 

المرصد السوري: قوات مدعومة من أمريكا تقطع الطرق إلى منبج الخاضعة للدولة الإسلامية

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة سيطرت يوم الجمعة على آخر طريق مؤد إلى مدينة منبج الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا واستكملت بذلك تطويق المدينة التي تمثل الهدف الرئيسي لهجوم كبير على التنظيم.

 

وشنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة بضربات جوية تقودها الولايات المتحدة الهجوم الأسبوع الماضي للسيطرة على آخر أراض خاضعة للدولة الإسلامية على الحدود السورية التركية وعزل الخلافة الإسلامية التي أعلنها التنظيم عن العالم.

 

وشن أعداء آخرون للدولة الإسلامية بينهم القوات الحكومية في سوريا والعراق هجمات كبيرة أيضا في جبهات أخرى فيما يعد أقوى ضغط يتعرض له المتشددون منذ أعلنوا خلافتهم في 2014.

 

ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من مسؤولين في قوات سوريا الديمقراطية وهي جماعة مدعومة من الولايات المتحدة تشكلت العام الماضي لتوحيد مقاتلين أكراد وعرب في مواجهة الدولة الإسلامية.

 

واستطاعت قوات سوريا الديمقراطية التقدم بحلول يوم الخميس ليصبح آخر طريق سريع إلى منبج في مرمى نيرانها. ومنبج هي معقل الدولة الإسلامية الرئيسي في منطقة الحدود غربي نهر الفرات.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات سوريا الديمقراطية استولت بالفعل على الطريق الأخير المؤدي إلى منبج في وقت مبكر يوم الجمعة.

 

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إنه لم يعد هناك أي طريق متبق وإن كل الطرق قطعت.

 

وتقدمت قوات سوريا الديمقراطية أيضا في محافظة الرقة المجاورة كما فتحت قوات الحكومة السورية وحلفاؤها بدعم من روسيا جبهة منفصلة ضد الدولة الإسلامية في محافظة الرقة الأسبوع الماضي.

 

وفي العراق شنت القوات الحكومية هجوما على مدينة الفلوجة معقل الدولة الإسلامية والتي تبعد ساعة بالسيارة عن بغداد وتقع في الجانب الآخر من الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وقالت قوات سوريا الديمقراطية هذا الأسبوع إنها لن تشن هجوما فوريا على منبج خوفا على المدنيين.

 

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قرابة 160 من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية لقوا حتفهم في معارك مع قوات سوريا الديمقراطية حول منبج. وأضاف أن أكثر من 20 من قوات سوريا الديمقراطية قتلوا.

 

(إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى