أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 10 كانون الثاني 2014

معتقل لدى «داعش» يروي لـ«الحياة»: أعطونا رأساً مقطوعاً لنزنه… والسياف يفرح للرقاب الطرية

لندن – إبراهيم حميدي

«وضعوا رأساً مقطوعاً في وسط الغرفة، وطلبوا من كل واحد منا حمله من أذنيه وتقدير وزنه». أما «السياف المصري»، فوضع سيفه على رقبة السجين الأرمني، وقال إنها «طرية ولن تعذبني كثيراً».

هذا بعض ما شاهده الناشط الإعلامي «سيف الإدلبي» من أهوال خلال 38 يوماً أمضاها في سجن «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) قرب الدانا، معقل التنظيم في شمال غربي البلاد، الذي تقهقر فيه أمس. ولجأ التنظيم الى السيارات المفخخة لوقف تراجعه امام جماعات اخرى.

«سيف الإدلبي»، الذي فضل عدم استخدام اسمه الحقيقي، روى لـ «الحياة» في اتصال هاتفي ورسائل عبر «سكايب» مراحل اعتقاله وتنقله في سجون «داعش» قبل خروجه مع 15 آخرين بعد اندلاع المواجهات بين التنظيم وكتائب إسلامية مقاتلة و «الجيش الحر». وأسفرت المواجهات عن إطلاق 300 سجين من مستشفى العيون مقر التنظيم في حلب بعدما اعدم «داعش» نحو 70 آخرين. وأطلق عشرات من مقره في الرقة في شمال شرقي البلاد.

يقول «سيف الإدلبي»، وهو طالب في جامعة حلب: «شاركت في تظاهرة ضد النظام (السوري) أمام مسجد آمنة في حي سيف الدولة في حلب. وتم اعتقالي في 28 تشرين الأول (أكتوبر) 2011 أمام مسجد أويس القرني في صلاح الدين. وبعد خروجي من المعتقل بعد شهر، بدأت في الحراك السلمي. وخططت مع شباب لتحريك التظاهرات في الجامعة. بداية، تظاهرنا أمام كلية العلوم ثم كنا ننظم تظاهرات يومية في جميع الكليات». ويضيف: «لأنني من جبل الزاوية (في إدلب)، بقيت مطلوباً على حواجز النظام وطردت من الجامعة. كما أن والدي، وهو مهندس يعمل في معمل أسمنت، انشق عن النظام. وواصلت نشاطي الإعلامي في حلب وتنقلت مع والدي على الجبهات»، وكان يعمل مع «أحفاد الرسول» المنضوي تحت مظلة «الجيش الحر».

وفي 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، طوق مقاتلون من «داعش» 16 شخصاً في مصنع قرب أطمة على حدود تركيا و «أطلقوا النار علينا. قُتل اثنان وجرح أربعة كنت واحداً منهم، اذ أصبت بشظية في رأسي. ونقلت إلى مستشفى أورينت، وأخرج الطبيب الشظية تحت بنادقهم المصوبة إلى رأسه وأنا مكبل الأيدي».

بعدها نُقل «سيف الإدلبي» إلى أطمة «حيث وضع أحد التونسيين السكين على رقبتي وناداني بالذبح، ثم أُدخلت السجن. كنت أُعرض فيها على القاضي، وكان مرة يقول إنه سيخرجني ومرة يقول: أنت كافر وستذبح». بعد ذلك، أُخذ إلى أطراف بلدة الدانا، حيث حوَّل «داعش» مقر حزب البعث سجناً، وبقي هناك حتى أفرج عنه الأحد الماضي.

السجن عبارة عن غرفتين للاعتقال ضم سجانين وحراساً، ضم 13 كردياً وشخصين أرمنيين و «سيف الإدلبي». ويروي الأخير أهوال ما شاهده خلال نحو شهر من الاعتقال، حيث كان التونسي «أبو البراء» القاضي، في حين كان «أبو الولاء» و «أبو يعقوب الحلبي» مسؤولَيْن عن «البازار» في التفاوض حول قيمة الفدية للمخطوفين. ويوضح: «طلبا مئة ألف دولار فديةً لكل شخص أرمني أو الذبح. أما السجان «خطاب العراقي»، فكان يأكل الكباب ويرمي علينا بقايا البقدونس والبصل ويقول لنا: أنتم أوسخ من الأميركيين الذين دخلوا» العراق.

ومن مشاهداته التي يتذكرها «سيف الإدلبي» أنهم أحضروا ذات يوم رأساً مقطوعاً لرجل في أواخر الثلاثينات من العمر وطلبوا من كل سجين أن يزنه، و «عندما قلنا إننا لا نستطيع حمل الرأس الذي كان ملطخاً بالدم، طلبوا منا أن نحمله من أذنيه ونزنه. الأرمني قال إن وزنه نحو ستة كيلوغرامات. وأنا قلت نحو خمسة، فكان عناصر داعش وهم ملثمون، يضحكون ويصححون الوزن، ثم قال أحدهم لي: سيأتي غداً شخص آخر ويزن رأسك».

وتحدث أيضاً عن «جولة سياحية» كما يسمونها، رتبوها لنا إلى «مسلخ الأجساد»، اذ اخرجوهم معصوبي الأعين إلى اطراف البلدة. و»شاهدنا أجساداً معلقة من دون رؤوس وأخرى مقطعة». ونقل عن أحد الأرمن قوله بعد هذه «الجولة» إن «السياف» اخرج السيف من صدره ووضعه على رأسه (الأرمني) وقال له: «رقبتك طرية لن تعذبني كثيراً».

وبعد المواجهات الاخيرة، بقي «سيف الإدلبي» وزملاؤه من دون طعام ولا ماء ولا حراس منذ الخميس الماضي، بحسب قوله. ويضيف: «شاهد بعضهم علم داعش على البناء وسمعوا نداءاتنا، فجاؤوا وحررونا. ثم نقلنا إلى تركيا».

سورية: “داعش” تحرز تقدماً في الرقة

بيروت – أ ف ب

احرز مقاتلو “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) تقدماً في المعارك الجارية في الرقة، شمال سورية، فيما يواصل مقاتلو المعارضة هجومهم في ريفي حلب وادلب، وفق ما ذكر ناشطون.

وقال الناشط علاء الدين، من حلب، ان “مقاتلين من الجيش الحر يحرزون تقدماً في محافظتي إدلب وحلب، لكن مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام ينتصرون في الرقة نظراً إلى كون طرق الإمداد لها (الى العراق) مفتوحة هناك”.

واضاف الناشط: “لم يعد هناك اي مقر للدولة الاسلامية عملياً في ادلب، كما هو الحال في مدينة حلب وغرب المحافظة” الواقعة على الحدود التركية.

وافاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بـ”سيطرة مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام على حي المشلب ومقر جبهة النصرة في مقام اويس القرني في الرقة” التي وقعت تحت السيطرة الدولة الاسلامية أخيراً، بعدما فقد نظام الرئيس بشار الأسد السيطرة على المدينة.

وظهر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام المنتمي الى القاعدة للمرة الأولى في الصراع السوري خلال الربيع الماضي.

ورحب مقاتلو المعارضة في البداية بانضمام الجهاديين اليهم في صراعهم ضد النظام، الا ان انتهاكاتهم المروعة وسعيهم إلى الهيمنة ادى الى انقلاب حوالى “90 في المئة من الشعب” في المناطق المعارضة ضدهم، وفق علاء الدين.

وشن مقاتلو المعارضة المسلحة، بمن فيهم “جبهة النصرة” المرتبطة بتنظيم “القاعدة” أيضاً، ولكن تعتبر أكثر اعتدالا، الحرب على مقاتلي “داعش” الجمعة الماضي.

وقتل منذ ذلك الحين مئات من المقاتلين من كلا الجانبين، وفقا للمرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له ويعتمد في تقاريره على شبكة واسعة من الناشطين والأطباء على الأرض. كما عانى من هذا الاقتتال كذلك الكثير من المدنيين.

واشار علاء الدين الى ان “السكان في مدينة حلب، محاصرون في منازلهم، وغير قادرين على جلب الدواء أو الغذاء، خوفاً من تعرضهم لإطلاق نار من القناصة في حال خروجهم”، مضيفاً ان “الوضع اكثر سوءاً في الرقة”.

وبالتوازي مع احتدام المعارك في ريف حلب، تعرضت أحياء تقع تحت سيطرة المعارضة الى قصف جوي من قوات النظام، بحسب المرصد.

وذكر المرصد ان “اشتباكات عنيفة دارت بعد منتصف ليل الخميس – الجمعة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني وضباط من “حزب الله” اللبناني من جهة، ومقاتلي “جبهة النصرة” وعدة كتائب اسلامية مقاتلة من جهة اخرى، في محيط منطقة نقارين وتلة الشيخ يوسف”.

واشنطن تدرس استئناف المساعدات غير الفتاكة للمعارضة السورية

واشنطن – يو بي آي

بدأت الإدارة الأميركية دراسة إمكان استئناف تقديم المساعدات غير الفتاكة إلى المعارضة السورية “المعتدلة”، حتى لو كان جزء منها سيؤول إلى جماعات إسلامية متحالفة مع “المعتدلين”.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أن “استئناف المساعدات سيؤكد على الدعم الأميركي، فيما تهدد جماعات معارضة بمقاطعة مؤتمر جنيف 2”.

غير أن المسؤولين الأميركيين أكدوا أن “المساعدات لن توجه في شكل مباشر إلى الجبهة الإسلامية، التي تضمّ تحالفاً من الجماعات الداعمة لقيام دولة إسلامية في سورية، بل ستمرّ من خلال المجلس العسكري الأعلى في شكل حصري”.

ولكن مسؤولاً رفيع المستوى من هؤلاء قال: “يجب أن نأخذ في الاعتبار كيفية تفاعل المجلس العسكري الأعلى والجبهة الإسلامية على الأرض”. وأضاف: “لا يمكن القول 100 في المئة إن بعض المساعدات لن تصل إلى الجبهة الإسلامية”.

وأشارت الصحيفة إلى أن “وزارة الخارجية الأميركية مسؤولة عن المساعدات غير الفتاكة، فيما تدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي أي إي) برنامجاً سرياً لتسليح الثوار السوريين وتدريبهم”.

المرصد السوري: مقتل 45 مقاتلاً معارضاً بكمين في حمص

بيروت – أ ف ب

قتل 45 مقاتلاً معارضاً على الاقل وهم يحاولون كسر الحصار الذي تفرضه القوات السورية النظامية على احياء في حمص وسط سورية، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

واوضح المرصد،الذي يقول انه يستند في معلوماته على شبكة ناشطين ومصادر طبية، ان “المقاتلين المعارضين الذين ينتمون الى الوية مختلفة قتلوا بين مساء الاربعاء وصباح الخميس بينما كانوا يحاولون فك الطوق المفروض على هذه الاحياء منذ اكثر من عام”.

أوغلو: على المقاتلين الأجانب الخروج من سورية

تركيا – يو بي أي

دعا وزير الخارجية التركية أحمد داوود أوغلو اليوم كل المقاتلين الأجانب إلى الخروج من سورية.

وقال داوود أوغلو لوكالة أنباء “الأناضول” التركية: “على كل العناصر الأجانب مغادرة سورية”، معتبراً أن تنظيم “القاعدة”، و”الدولة الإسلامية في العراق والشام”، و”حزب الاتحاد الديموقراطي” الكردي يشكلون جميعهم عوامل خطر على تركيا.

وأضاف أن حرباً نفسية شنت على تركيا عبر “الزعم الخاطئ” بأنها تدعم المجموعات “الراديكالية” المسلحة في سورية. وقال إن “المجموعات الراديكالية في سورية تجعل النظام يبدو وكأنه أقل شراً عبر اتباع مثل هذه الطرق الخاطئة”.

وأضاف أن “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) “وهي مجموعة راديكالية تقاتل في سورية، ظهرت عندما سيطرت المعارضة على شمال سورية”، وقال إن “النظام (السوري) وداعش شركاء وراء الكواليس، إن النظام السوري يتهم المعارضة بالإرهاب وبالتالي يحوز على شرعية قمع ما يسمى بأعمال الإرهاب بفعل أكثر عنفاً”. واعتبر أن “هذا الوضع يولّد المزيد من الاشتباكات”.

وشدد داوود أوغلو على ضرورة حضور المعارضة السورية مؤتمر “جنيف 2” المنوي عقده في 22 كانون الثاني (يناير) الجاري في سويسرا، كما أيد حضور إيران المؤتمر مع قبولها بالنتائج التي خرج بها مؤتمر “جنيف 1 “. وطالب المجتمع دولي بالقيام بدوره في ضمان “وقف النظام السوري هجماته”.

من ناحية أخرى، عبر الوزير التركي عن قلق بلاده من التطورات الأخيرة في العراق، قائلاً إن “عدم وجود سياسة مدنية أثار الإرهاب في العراق”.واعتبر أن “تسوية النزاع بين الأطراف المتقاتلة في العراق ونقل موارد الطاقة عبر تركيا سيكون له منفعة كبيرة لنا”.

المرصد السوري: 500 قتيل في معارك بين المعارضة و”داعش

بيروت – أ ف ب

أسفرت المعارك العنيفة في سورية بين مقاتلي المعارضة و”الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام” (داعش)، منذ اسبوع، عن مقتل حوالى 500 شخص، بينهم 85 مدنياً، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن انه جرى “توثيق مقتل 482 شخصاً خلال الاشتباكات، من بينهم 85 مدنياً و240 مقاتلاً معارضاً و157 عنصراً من الدولة الاسلامية في العراق والشام”.

المعارضة السورية “تتوحّد” في كَنَف الأندلس “داعش” تهاجم بلدات بعد طردها من حلب

 (و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

اجتمعت أحزاب وشخصيات من المعارضة السورية بمن في ذلك عدد من المعارضين الإسلاميين للمرة الاولى في مدينة قرطبة الاسبانية امس في مسعى للتوصل إلى موقف مشترك قبل محادثات السلام المقرر إجراؤها في 22 كانون الثاني مع ممثلين للنظام السوري في ما بات يعرف بمؤتمر جنيف 2. وفي غضون ذلك، شنت عناصر “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) هجوماً على عدد من البلدات في محافظات عدة بشمال سوريا، بعدما طردها حلفاؤها السابقون من مدينة حلب. وعلى رغم انحسار حدة القتال مع القوات النظامية لانشغال المقاتلين باقتتال دام في ما بينهم، لم تتوقف التفجيرات، إذ انفجرت سيارة مفخخة في بلدة خاضعة لسيطرة القوات النظامية في ريف حماه بوسط البلاد مما أسفر عن مقتل 18 شخصا بينهم أربع نساء وأولاد. وفي المقابل قتل 45 مسلحاً في مكمن نصبه لهم الجيش النظامي في مدينة حمص.

ويشارك في اجتماعات قرطبة التي تستمر يومين أعضاء “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الذي يدعمه الغرب ومبعوثون من جماعات معارضة داخل سوريا لا يرفضها الرئيس بشار الأسد لأنها لا تطالب برحيله وهو السبب ذاته الذي يفقدها ثقة عدد كبير من أعضاء المعارضة في الخارج.

وصرح المعارض كمال اللبواني بأن معظم الأطياف السورية ممثلة في اجتماع اسبانيا بل أن شخصا من الأمن السوري مؤيد للأسد يشارك فيه. وأضاف أن ثلاثة على الأقل من أعضاء “الجبهة الإسلامية” جاؤوا أيضا لحضور الاجتماع. وتضم الجبهة ألوية إسلامية عدة تمثل قطاعاً عريضاً من المقاتلين في الميدان وترفض سلطة الائتلاف الوطني.

وقال اللبواني إن الخلافات بين الوفود عميقة لدرجة يصعب معها تجاوزها في الاجتماع الذي يهدف إلى إقامة حوار بين تلك الوفود. ويرى ديبلوماسيون أن الاجتماع هو بمثابة إقرار بأن الائتلاف الوطني المنقسم الذي لم يقبل رسمياً حتى الآن الدعوة لحضور مؤتمر جنيف 2، يفقد نفوذه في الميدان وأن ثمة حاجة الى تكتل أشمل قبل مؤتمر جنيف.

وحضر أيضا مقاتلون من “الجيش السوري الحر” الذي يدعمه الغرب الاجتماع في قرطبة التي اختارتها الحكومة الاسبانية نظرا الى أهميتها التاريخية عاصمة للخلافة الاسلامية خلال القرنين العاشر والحادي عشر للميلاد. وتجول المشاركون في الاجتماع داخل جامع قرطبة وهو مسجد سابق تحول الى كاتدرائية ميسكيتا حاليا.

وقال ممثل لـ”لواء الإسلام” الذي يعمل مع “الجبهة الإسلامية” إنه من المشاركين في الاجتماع، لكنه لم يدل بتفاصيل عن دوره.

وقال أحد منظمي الاجتماع المعارض فواز تللو إن الاجتماع يعد له منذ ثلاثة أشهر ليضم جميع أطياف المعارضة السورية كي نجلس معاً ونضع رؤية مشتركة. وأضاف أن الاجتماع لا يتعلق بانتخاب قيادة أخرى أو تحديد المندوبين المشاركين في جنيف.

وقال الشيخ محمد اليعقوبي الذي ينتمي إلى المعارضة في مستهل الاجتماع المقرر أن يستمر حتى مساء اليوم: “نجتمع هنا رغم الاختلاف في الآراء لنخرج بموقف موحد يمكن أن يذهب ببعض الشتات والتفرق الذي عصف بهذه الثورة وممثلي هذه الثورة”.

وقالت وزارة الخارجية الاسبانية في بيان انها تقدم بالتعاون مع هيئة دار العرب العامة “الدعم اللوجستي اللازم لاجتماع قرطبة لاعضاء المعارضة السورية لنظام الاسد وممثلي المجتمع المدني”. ووصفت المشاركين في الاجتماع بـأنهم “الاصوات المهمة في المعارضة المشمولة بهدف الاندماج والاعتدال”، مشيرة الى انها تتوقع مشاركة “120 الى 150 عضوا في أحزاب سياسية ومجموعات من المجتمع المدني وقادة روحيين واجتماعيين” لعقد الاجتماع الذي ينظم ايضا بالتعاون مع خارجية الاتحاد الاوروبي. وأوضحت ان “اجتماع قرطبة يريد ان يعطي فرصة جديدة للسماح بالتحاور وبالحد من انقسامات المعارضة السورية في اطار عملية جنيف – 2 والعملية السياسية الانتقالية في البلاد”، من دون ذكر المجموعات او الائتلافات الممثلة.

وأكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انه واضح ان مؤتمر جنيف – 2 ينبغي اذا انعقد أصلا ان يركز على انشاء الهيئة الانتقالية التي ستضطلع بسلطات الأسد.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاميركي جون كيري اتفقا على مواصلة العمل المشترك للتحضير لجنيف 2 خلال لقائهما المقبل في باريس في 13 كانون الثاني الجاري.

وفي موضوع ذي صلة، أوردت وكالة أنباء “إيتار ـ تاس” الروسية الرسمية أن وزارة الخارجية أبدت أسفها لاستمرار “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في طرح شروط مسبقة لمشاركته في جنيف 2.

الى ذلك التقى المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف السفير السوري في موسكو رياض حداد وبحث معه في التحضيرات لجنيف – 2 .

اجتماع للمعارضة في قرطبة وباريس تشكك بالحل السياسي

معارك «رفاق الجهاد» تطغى على «جنيف 2»

طغى صوت المعارك بين التنظيمات «الجهادية» وغيرها من الفصائل المسلحة في سوريا على الحراك السياسي المتزايد مع اقتراب موعد مؤتمر «جنيف 2». وبينما انعقد مؤتمر في مدينة قرطبة الاسبانية بمشاركة العديد من الشخصيات المعارضة، وجرت اتصالات بين كل من الوزيرين الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، وبين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والايراني حسن روحاني، رمت باريس مجددا، عشية استضافتها لمؤتمر «اصدقاء سوريا»، الشكوك حول فرص انعقاد المؤتمر السويسري في 22 من كانون الثاني الحالي، وحول الهدف السياسي من انعقاده.

ولا يزال الميدان في شمال سوريا مشتعلا بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) ومجموعات مسلحة، مع انتقال «داعش» إلى تكتيك الهجمات الانتحارية والتفجيرات في المناطق التي انسحب منها، مركزا عملياته في ريف حلب وادلب، بالإضافة إلى الدفاع عن معقله الرئيسي في الرقة.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، أن «داعش» شن هجوما على عدد من البلدات في عدة محافظات بشمال سوريا بعد طرده من حلب، موضحا أن هجمات انتحارية وبسيارات استهدفت حواجز في أرياف حلب ودير الزور وادلب تسيطر عليها مجموعات مسلحة، كما أرسل «الدولة الإسلامية» تعزيزات من دير الزور «لمؤازرة مقاتليه في ريف حلب». وتدور اشتباكات عنيفة في الرقة، أهم معاقل «داعش». وذكرت قناة «الميادين» ان التنظيم يسيطر على 80 في المئة من المدينة، وهو يشن حملة اعتقالات بحق كل المعارضين له. وامتدت الاشتباكات للمرة الأولى إلى الرستن في ريف حمص الشمالي.

وقال مصدر عسكري سوري لوكالة «سانا» ان «وحدات من الجيش تصدت لمجموعات إرهابية مسلحة حاولت التسلل من أحياء القصور والقرابيص وجورة الشياح إلى منطقة المطاحن في حمص، وقضت على 37 من أفرادها»، فيما ذكر «المرصد» ان «الكمين ادى الى مقتل 45 مسلحا، يتبعون الى ألوية مختلفة، كانوا يحاولون كسر الحصار الذي تفرضه القوات السورية على احياء في حمص». (تفاصيل صفحة 15)

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمام البرلمان امس، «آمل أن يعقد (جنيف 2)، لكني لست موقنا بان ذلك سيحدث. إذا أرسل (الرئيس بشار) الأسد ممثلين، فقبول الدعوة يعني قبول هدف المؤتمر. وهدف المؤتمر هو إنشاء حكومة انتقالية لها كل السلطات التنفيذية.. أي سلطات بشار الأسد».

وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن لافروف وكيري بحثا، في اتصال هاتفي، «الوضع حول سوريا، بما في ذلك التحضير لمؤتمر جنيف 2 لتسوية الأزمة السورية سلميا، وفقا للمبادرة الروسية – الأميركية. وتم التوصل إلى اتفاق على مواصلة الأعمال المشتركة تحضيرا لهذا المؤتمر خلال اجتماع الوزيرين في باريس» الاثنين المقبل.

وكان بوتين وروحاني بحثا، في اتصال هاتفي، «القضايا الدولية الراهنة، بما يشمل الوضع في سوريا وإطار التحضيرات لجنيف 2 وتطبيق الاتفاقات حول البرنامج النووي الإيراني».

اجتماع معارضين في قرطبة

واجتمع حوالى 150 شخصا، يمثلون مجموعات المعارضة السياسية وأخرى مسلحة، في قرطبة جنوب اسبانيا «للحد» من انقساماتها قبل «جنيف 2». ويشارك في الاجتماعات، التي تختتم اليوم، أعضاء من «الائتلاف الوطني السوري».

ووصفت وزارة الخارجية الاسبانية، في بيان، «المشاركين في الاجتماع بالأصوات المهمة في المعارضة المشمولة بهدف الاندماج والاعتدال». وذكرت أن «اجتماع قرطبة يريد أن يعطي فرصة جديدة للسماح بالتحاور والحد من انقسامات المعارضة السورية في إطار عملية جنيف 2 والعملية السياسية الانتقالية في البلاد».

وقال المعارض كمال اللبواني إن «معظم الأطياف السورية ممثلة في اجتماع اسبانيا، بل إن أحد أفراد الأمن السوري الذي يدعم الأسد يشارك في الاجتماع». وأضاف أن «ثلاثة أعضاء على الأقل من الجبهة الإسلامية جاءوا أيضا لحضور الاجتماع»، لكنه أشار إلى أن «الخلافات بين الوفود عميقة جدا، لدرجة يصعب معها تجاوزها في الاجتماع الذي يهدف إلى إقامة حوار بين تلك الوفود».

ويقول ديبلوماسيون إن «الاجتماع هو بمثابة إقرار بأن الائتلاف الوطني يفقد نفوذه في الميدان، وأن هناك حاجة لتكتل أشمل قبل محادثات جنيف».

وقال المعارض فواز تللو، أحد منظمي الاجتماع، إن «قرطبة تستعد منذ ثلاثة أشهر لاستضافة جميع أطياف المعارضة السورية للجلوس معا ووضع رؤية مشتركة»، مضيفا أن «الاجتماع لا يتعلق بانتخاب قيادة أخرى أو تحديد الوفود المشاركة في جنيف».

وقال عضو «المجلس الوطني السوري» سمير نشار، لوكالة «نوفوستي»، إن «المجلس قرر بالإجماع الانسحاب من الائتلاف الوطني في حال قرر المشاركة في جنيف 2». وأضاف «لن يكون هناك مجال لبحث الحل السياسي الذي يسعى المجلس إليه، ما لم يتضمن من روسيا والولايات المتحدة نصا صريحا بضمانات دولية أن الأسد ليس له أي دور في العملية السياسية أو في مستقبل سوريا».

وأكد المنسق العام لـ«هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» حسن عبد العظيم تلقيه مقترحا أميركيا لحضور «جنيف 2» مع عدد من أعضاء الهيئة. وقال، لوكالة «فرانس برس»، «هناك محاولة أميركية جرت من اجل دعوة بعض أعضاء الهيئة بأسمائهم في مؤتمر جنيف 2»، مشيرا إلى أن «الاقتراح تم على أساس حضور هذه الشخصيات ضمن وفد الائتلاف»، مؤكدا أن «هذا الأمر مرفوض».

وأضاف «نريد حضور المعارضة في الداخل والخارج بوفد واحد، ومطالب ورؤية وبرنامج واحد، يضم الهيئة والائتلاف وجميع القوى والشخصيات المستقلة». وتابع «هناك قوى ستدعى وأخرى ستغيب، لكن المهم هو انعقاد المؤتمر بتوافق دولي ليخط مسارا جديدا لوقف العنف وإيجاد حل سياسي» للازمة السورية.

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

«داعش» يرد على الهجوم: انتحاريون وتفجير سيارات

طارق العبد

تدخل المواجهات بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) والمجموعات المسلحة الأخرى أسبوعها الثاني وسط اشتداد المعارك وانتقالها إلى مواقع جديدة، كما في حمص، في وقت تشهد فيه أرياف حلب وإدلب والرقة سلسلة انفجارات بالسيارات وعمليات اقتحام لمقار كلا طرفي الصراع، بينما فشلت كل وساطات التهدئة التي قادها دعاة سلفيون، ما ينذر باشتعال المشهد العسكري أكثر من أي وقت مضى.

ومع انقضاء اليوم السابع للمعارك في شمال سوريا، شهدت كافة المواقع تبدلاً في السيطرة بين «داعش» ومقاتلي «الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين» و«جبهة ثوار سوريا» بالإضافة إلى «جبهة النصرة».

وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى انسحاب مقاتلي «النصرة» من منطقة نقارين في ريف حلب، في وقت استمرت محاولات «داعش» للسيطرة على «الفوج 46» قرب بلدة الأتارب في الريف الغربي، والذي كانت المجموعات المسلحة طردته منه. وكان لافتا إصدار «تجمع ثوار الأتارب» بياناً أعطى «الأمان لمسلحي داعش الذين يطلبون الأمان أو الكف عن مقاتلة الجيش الحر».

وسيطر «داعش» على بلدة تادف في الريف الشرقي لحلب، بينما تعرضت مدينة الباب لسلسلة تفجيرات بالسيارات، بعضها انتحاري، بحسب ناشطين، وذلك في محاولة من التنظيم لاقتحامها، حيث يقود المعركة احد ابرز قادة «داعش» وهو أبو عمر الشيشاني على رأس رتل انطلق من الرقة لاستعادة ما خسره في حلب، وهو أمر دفع «الكتائب المسلحة في منبج المجاورة إلى إغلاق كافة مداخل البلدة وتشديد الإجراءات الأمنية خشية تفجيرات مماثلة» وذلك بحسب «تنسيقية» البلدة.

ويمكن القول إن «داعش» غاب بالفعل عن مدينة حلب بعد سيطرة المجموعات المسلحة على مستشفى الأطفال في حي قاضي عسكر، إلا إنه عزز تواجده في الريف، وخاصة الشرقي كما في جرابلس، وكذلك الطرق التي تصل حلب بالرقة. وذكرت قناة «الميادين» أن «داعش» انسحب من محيط مطار كويرس العسكري شرقي حلب.

أما في ادلب فتتجه الأنظار إلى بلدة الدانا في الريف الشمالي التي باتت في قبضة المجموعات المسلحة الأخرى، بعد معارك ضارية بين الطرفين.

ولم يبق لـ«داعش» في ادلب سوى سراقب وإسقاط غرب سلقين التي شهدت تعزيزات بعد انسحاب مقاتلي التنظيم من حارم، وكذلك عند نقطة حدودية غربي بلدة دركوش. وتتصدر «جبهة ثوار سوريا» فصائل المجموعات المقاتلة ضمن ادلب، تليها «الجبهة الإسلامية» ثم «جبهة النصرة»، بينما يتركز قتال «جيش المجاهدين» في الريف الحلبي.

وامتدت الاشتباكات للمرة الأولى إلى الرستن في ريف حمص الشمالي، حيث يوجد مقر تابع لـ«داعش».

وتتسارع المواجهات في الرقة أكثر من أي منطقة أخرى، مع قرار واضح من «داعش» بالتمسك بمعقلها الرئيسي مهما كان الثمن، وهو ما يفسر هستيريا الاقتتال في المحافظة. وأشار ناشطون معارضون إلى قصف متواصل بالدبابات بين مقاتلي «داعش» و«حركة أحرار الشام» عند البوابة الحدودية المغلقة، وصل بعض قذائفه إلى الجانب التركي، بينما تدخلت «كتائب الفاروق» التابعة لـ«الجيش الحر» للسيطرة على سد تشرين المجاور لسد الفرات في منطقة الطبقة شمالي الرقة.

وداخل مدينة الرقة، واصل «داعش» تعزيز مواقعه في المتحف والمستشفيات العامة ومقر الأمن السياسي ومحيط مبنى المحافظة، بينما حاول مقاتلو «جبهة النصرة» التقدم للسيطرة عليها، لكنهم قوبلوا بسلسلة تفجيرات وعمليات انتحارية نفذها أنصار «داعش». وهو مشهد انسحب على دير الزور التي سحب «داعش» مقاتلين منها لتحصين الرقة وريف حلب. وتعرض مقر «أحرار الشام» في الميادين بريف دير الزور لتفجير مزدوج، بدأ بإلقاء انتحاري نفسه عند مدخل البناء ثم انفجار سيارة.

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن الهجوم الذي شنته مجموعات مسلحة ضد «داعش» كان مخططا له، موضحة انه يأتي قبل أسبوعين من عقد مؤتمر «جنيف 2». وقال الخبير في «كارنيغي» آرون لوند «بالتأكيد هناك بعض الفصائل التي طفح كيلها من الدولة الإسلامية، لكن هناك أيضا عددا من الدول التي تسعى لعزل الجهاديين».

وفي سائر المناطق السورية، قتل 17 شخصاً، وأصيب 30، بتفجير انتحاري لسيارة في بلدة الكافات قرب السلمية في ريف حماه بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا). ووقع الانفجار قرب مدرسة في بلدة الكافات، التي تقطنها غالبية من الطائفة الإسماعيلية.

كما قتل 12 شخصاً في سقوط قذائف على حي الحمرا في مدينة حمص، وسقطت عدة قذائف هاون على منطقة صحنايا بريف دمشق، من دون أن تسفر عن إصابات.

وأشارت «الميادين» إلى بدء عملية إزالة المتاريس ودخول المساعدات إلى برزة في ريف دمشق.

وقال مصدر في قيادة الشرطة السورية لوكالة «سانا» إن «إرهابيين فجروا عبوة بسيارة رئيس لجنة المصالحة الوطنية في بلدة مضايا في ريف دمشق عبد الحميد محمد، ما أدى إلى إصابة ابنه محمد بجروح خطيرة، كما قاموا بإحراق سيارة عضو لجنة المصالحة في مضايا محمد حيدر المالح».

وزير في الحكومة السورية المؤقتة يعلن بدء نواة جيش وطني سوري

اسطنبول- (د ب أ): أعلن وزير في الحكومة السورية المؤقتة المعارضة بالخارج التي يرأسها أحمد طعمة أن “الحكومة اتخذت قرارا بتشكيل جيش وطني حر ينضوي تحت وزارة الدفاع″.

وقال الوزير، لوكالة الأنباء الألمانية إن “وزارة الدفاع التي يرأسها أسعد مصطفى تعمل مع عدة جهات في الداخل والخارج وخاصة مع الضباط المنشقين من مختلف الأطياف السورية على تنظيم كل الأمور العسكرية بهدف الوصول الى جيش وطني حر يكون مؤسسة حامية لسورية كوطن جامع لكل السوريين يخضع لقوانين و سلطات دستورية منبثقة من السوريين”.

ولم يوضح الوزيرالسوري، الذي رفض الكشف عن هويته، أي تفاصيل عن الميزانيات المخصصة لتشكيل هذا الجيش او الجهات الداعمة له.

كان العميد مناف طلاس المنشق عن نظام بشار الاسد أعلن سابقا عن هذه الفكرة، مشيرا إلى انه ينسق ويؤسس لهذا الجيش مع الضباط السوريين المنشقين ويتواصل ايضا مع ضباط من داخل النظام غير منشقين لكنهم متعاونيين مع الثورة السورية ضد نظام الاسد وبينهم ضباط من الطائفة العلوية، وفق قوله سابقا.

نيويورك تايمز: تنظيم القاعدة يعمل على تجنيد مقاتلين غربيين في سوريا ليشنوا هجمات في بلادهم

واشنطن- (يو بي اي): حذّر مسؤولون أمريكيون في قطاعيّ الإستخبارات ومكافحة “الإرهاب” من أن متطرفين إسلاميين على صلة بتنظيم “القاعدة” في سوريا يعملون على تدريب وتجنيد أمريكيين وغربيين يشاركون بالقتال هناك بهدف تنفيذ هجمات حين يعودون إلى بلادهم.

وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز″، أن 70 أمريكياً على الأقل دخلوا سوريا أو حاولوا الدخول إليها منذ بداية الحرب الأهلية في البلاد قبل ثلاث سنوات، وذلك بحسب مسؤولين في الإستخبارات ومكافحة “الإرهاب” الذين قالوا إن معظم أولئك الأمريكيين لا يزالون في سوريا وأن عدداَ صغيراَ فقط قد قتل.

غير أن المسؤولين أشاروا إلى أن مساعي المتطرفين لا تزال في المراحل الأولى.

وأعلن مدير مكتب التحقيقات الفدرالية (أف بي أي)، جيمس كومي، الخميس، أن الأمريكيين الذين عادوا من سوريا أصبحوا ضمن أولويات مكافحة “الإرهاب” في البلاد.

وقال مسؤولون إن الـ(أف بي أي) يراقب حفنة صغيرة من الأمريكيين العائدين من سوريا على مدار الساعة خشية أن يشكلوا تهديداً بسبب التدريب المكثف الذي خضعوا له وغرس أفكار “الجهاد” بعقولهم.

وقال أحد هؤلاء المسؤولين في مجال مكافحة “الإرهاب” رفض الكشف عن اسمه، “نعرف أن القاعدة تستخدم سوريا من أجل تحديد الأفراد التي يمكنها تجنيدهم وإقناعهم لكي يصبحوا أكثر أصولية وتحولهم إلى جنود مستقبليين، ربما في الولايات المتحدة”.

وتتشارك الولايات المتحدة هذا القلق مع أوروبا التي يذهب العدد الأكبر من المقاتلين منها، وثمة تعاون بين السلطات الأمريكية والأوربية لمراقبة العائدين.

ويقول محللون إن 1200 أوروبي مسلم على الأقل انضموا للقتال في سوريا.

قوات الأسد تقتل عشرات من مقاتلي المعارضة في مدينة حمص

بيروت- (رويترز): قالت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) والمرصد السوري لحقوق الانسان إن قوات الرئيس السوري بشار الأسد قتلت عشرات من مقاتلي المعارضة الذين كانوا يحاولون كسر حصار الجيش لمدينة حمص.

ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله إن وحدات الجيش تصدت “لمجموعات ارهابية مسلحة” كانت تحاول الدخول الى حي الخالدية الواقع الى شمال منطقة مقاتلي المعارضة المحاصرة في الحي القديم بقلب حمص هذا الاسبوع.

وذكرت الوكالة إن قوات الجيش قتلت 37 من قوات المعارضة دون ان تفصح عن حجم الخسائر بين صفوف قوات الاسد.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن 45 على الاقل من قوات المعارضة حوصروا وقتلوا وهم يهمون بمغادرة الحي القديم لحمص الاربعاء ليلا وصباح الخميس.

وقال المرصد الذي يتابع اعمال العنف في سوريا من خلال شبكة من المصادر العسكرية والطبية ويتخذ من بريطانيا مقرا له إنه لا يملك معلومات بشأن خسائر القوات الحكومية.

وكانت قوات الاسد قد حاصرت قوات المعارضة في حمص أكثر من عام. وحمص بؤرة الانتفاضة ضد الاسد التي تفجرت عام 2011 وتحولت الى صراع مسلح وحرب اهلية بعد ان شنت القوات السورية حملة صارمة على المحتجين.

وطردت قوات الاسد مقاتلي المعارضة من مناطق ريفية قريبة كانت تمثل جزءا من خطوط امدادهم من لبنان المجاور.

وفقد الاسد السيطرة على مناطق واسعة من شمال سوريا وشرقها الا ان الاقتتال الشديد بين قوات المعارضة ادى الى تداعي حملتهم العسكرية للاطاحة بالرئيس السوري.

وسقط مئات من مقاتلي المعارضة قتلى خلال اسبوع من القتال بين مجموعة من المقاتلين الاسلاميين وآخرين معتدلين ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبط بالقاعدة في سوريا.

يجيء هذا القتال قبل اقل من اسبوعين من محادثات سلام مقررة في سويسرا تهدف الى ايجاد حل سياسي للصراع الذي مضى عليه نحو ثلاث سنوات – ويقول المرصد السوري إنه اودى بحياة 130 الف شخص – والتوصل الى اتفاق على هيئة انتقالية تحكم سوريا.

فورد اعتبر أن قصف البراميل سيستمر ‘سواء شاركت أم لم تشارك’ بجنيف2

المعارضة السورية ‘متفائلة’ باستبعاد بان كي مون لإيران وتأكيده على هيئة انتقالية تسيطر على الجيش والامن

لندن ‘القدس العربي’ ـ وكالات: جاءت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدعوات لثلاثين دولة تضم الأعضاء الدائمين الخمسة في مجلس الأمن، إضافة الى طرفي النزاع في سوريا، ممثلين بحكومة بشار الأسد، والائتلاف الوطني المعارض، صريحة ومباشرة بشكل يخالف ما كانت الحكومة السورية طوال الفترة الماضية تماحك فيه، فقد أوضحت الدعوة أن هدف المؤتمر الدولي القادم هو ‘تنفيذ كامل’ لبيان جنيف الأول، وبندها الاساسي وهو ‘تشكيل هيئة حكم انتقالية’ مكلفة ب’السيطرة على اجهزة الأمن والجيش’، وهو ما يعني أن المشاركين في المؤتمر موافقون على هذه الصيغة بغض النظر عن تصريحاتهم.

وقد اعتبرت المعارضة السورية تأكيدات الأمين العام للأمم المتحدة أمراً ايجابياً ودليلاً على جدّية المؤتمر، وخصوصاً لكون الدعوة لم توجه الى إيران، التي تتهمها المعارضة السورية بالمشاركة في قتل السوريين، غير ان أوساط المعارضة طالبت الدول الراعية للمؤتمر الضغط على النظام لإطلاق سراح المعتقلين ووقف اطلاق النار وهو ما لم يحصل حتى الآن.

بالمقابل تحدثت مصادر في المعارضة ان السفير الأمريكي السابق لدمشق روبرت فورد، والمكلّف عملياً بالملف السوري في الخارجية الأمريكية، شدّد الضغط على المعارضة السورية وأنه صرّح ما معناه إن البراميل المتفجرة ستظل تسقط على السوريين سواء ذهب وفد المعارضة أم لم يذهب.

واكد المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي حسن عبد العظيم الخميس تلقيه مقترحا اميركيا لحضور مؤتمر جنيف 2 لحل الازمة السورية مع عدد من اعضاء الهيئة.

وقال عبد العظيم لوكالة فرانس برس ‘ان هناك محاولة من الولايات المتحدة جرت من اجل دعوة بعض اعضاء الهيئة باسمائهم في مؤتمر جنيف 2′ المقرر انعقاده في 22 من الشهر الجاري لحل الازمة السورية.

واشار حسن عبد العظيم الى ان ‘الاقتراح تم على اساس حضور هذه الشخصيات ضمن وفد الائتلاف (الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية) معتبرا ان ‘هذا الامر مرفوض’.

واتفق على ان تقوم روسيا بالتنسيق مع النظام السوري الرسمي من اجل تحديد اعضاء الوفد الحكومي فيما تقوم واشنطن بالتنسيق مع المعارضة السورية لتاليف الوفد الذي سيمثلها.

واوضح المنسق العام ان الهيئة، المقبولة من النظام، ‘لم تتلق الدعوة بعد’.

ويبدأ وزير الخارجية الاميركي جون كيري السبت جولة جديدة تشمل باريس والكويت محورها النزاع السوري، وذلك قبل اسبوعين من انعقاد مؤتمر للسلام في هذا البلد، وفق ما اعلنت الخارجية الاميركية.

نقد لإستراتيجية أوباما في بغداد.. والمعتدلون السوريون يطلبون السلاح

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ كتب ديفيد إغناطيوس في صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن أصابع إيران في أزمة الفلوجة واللعبة التي تلعبها طهران في العراق.

وكشف عن الميليشيات العراقية التي تستخدمها إيران في العراق، وكيفية تحول الأخير إلى ساحة إنطلاق لها لمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد. كما أشار إلى توسع شق الطائفية في العراق منذ خروج الأمريكيين.

وتساءل عن تغير الأوضاع في مدينة الفلوجة التي هزمت فيها القاعدة وقتل فيها مئات الجنود الأمريكيين. ويعترف الكاتب إن ما يحدث في المدينة يشبه ما يحدث في كل مكان في العراق لكن هناك نقطتين مهمتين، الأولى تتعلق بتسرع إدارة أوباما للخروج من العراق ولهذا سمحت لحكومة نوري المالكي الطائفية لإفشال كل ما عملته الولايات المتحدة وأنجزته ضد القاعدة.

أما النقطة الثانية فمتعلقة بإيران التي قامت بعملية سرية كبيرة وذكية بحيث جعلت من المالكي والعراق تابعين لها مما أدى لتهميش السنة ودفعهم نحو التطرف.

ويقول إن ما هو مأساوي أن انزلاق العراق نحو المحور الإيراني والحرب الأهلية لم يكن متوقعا بل وتوقعه الخبراء الأمريكيون في داخل الإدارة’ حسب مسؤول أمريكي سابق. ويقول إن النزاع في العراق والآثار الخطيرة التي سيتركها على الأمن القومي الأمريكية كان يمكن تجنبها.

عملية سرية

ويقول إن المفارقة الساخرة هي أن العراقيين صوتوا عام 2010 لإسقاط المالكي لصالح إياد علاوي، ورئيس الوزراء المؤقت. ولكن الأمر انتهي كما يقول وبدعم من الإيرانيين ومصادقة أمريكية لصالح المالكي.

وقد تبنت حكومة المالكي نوعا من السياسة الإنتقامية، فقد تخلت الحكومة عن وعدها بمواصلة دعم ودمج الصحوات التي عملت مع الجنرال ديفيد بترايوس لمواجهة القاعدة وإخراجها من الفلوجة. فيما بدأ السنة العودة للطائفية بعد ما رأوه من تحول المالكي إلى أداة في يد الإيرانيين.

ويقول إغناطيوس إن العملية السرية في العراق أدارها قاسم سليماني، قائد لواء القدس في الحرس الثوري الإيراني وتضم عددا من المسؤولين الشيعة حول المالكي، وانتفع سليماني من العلاقات الأمنية التي تعود إلى 40 عاما.

واعتمد على قادة عراقيين من الميليشيا مثل عبدالمهدي المهندس، الذي ساعد في الهجوم على السفارة الأمريكية في الكويت عام 1983 ويقود الآن كتائب حزب الله.

وهناك قيس الخزعلي المتهم بقتل مارينز أمريكيين في كربلاء عام 2007 ويقود عصائب الحق، أما المجموعة الشيعية الثالثة فهي ‘كتائب اليوم الموعود’، وبناء على أمر من القيادة السرية الإيرانية فقد تم إرسال مقاتلين من كافة الكتائب لقتال الكتائب السنية هناك.

ساحة انطلاق

ويقول الكاتب إن إيران كان بإمكانها استخدام العراق كنقطة انطلاق لدعم الرئيس السوري الأسد، وذلك بسبب تعاون وزير النقل العراقي هادي العامري، الذي قاد قوات بدر الموالية لإيران.

ويقول الكاتب إن الشق الطائفي قد اتسع منذ رحيل الأمريكيين، حيث اقترب شيعة العراق من إيران وسنة العراق للمحور الجهادي خاصة بعد اندلاع الحرب في سوريا، فقد تحرك المقاتلون السنة وبشكل متواصل بين الحدود غير المحروسة وأعلنوا الدولة الإسلامية في العراق والشام.

وقد جذب قطب الجهاد أكثر من 10 آلاف من الجهاديين الأجانب منهم حملة جوازات أوروبية.

وبعد استعراضه للتطورات الأخيرة يشير إلى الإنتخابات القادمة في العراق، وكما هي حال إيران المعروفة بتكتيكها البارع يقال إنها بدأت تتخلى عن المالكي وبدأت بالبحث عن وكيل جديد لها في بغداد.

في الوقت الذي بدأت فيه واشنطن بتزويده بالإستشارات والأسلحة، مشيرا إلى قدرة الإيرانيين وبراعتهم على المناورة في اللعبة العراقية وهو ما لم يكن بمقدور الولايات المتحدة مضاهاته.

إستراتيجية أوباما

وفرض صعود القاعدة وبالتحديد في غرب العراق تحديات كبيرة على إدارة أوباما التي طالما تحدثت بفخر عن نهاية الحرب في العراق وهزيمة القاعدة. وهذا يفسر قرار لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس يوم الأربعاء إشارات عن إمكانية تسريع نقل مروحيات أباتشي ـ إي أتش 64 للعراق الذي تكافح حكومته لاحتواء خطر القاعدة.

وكان رئيس لجنة الشؤون الخارجية بوب مينديز قد عرقل تسليمها للعراقيين بدون تأكيدات من عدم استخدامها ضد المدنيين أو لاستخدامها في نقل أسلحة للجيش السوري.

وكان مينديز قد تلقى رسالة من ثلاث صفحات من رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، واتصالا من الخارجية الأمريكية، ومع أن الرد لا يزال نفسه الذي تلقاه المالكي والخارجية الأمريكية من اللجنة سابقا لكن هناك اعتراف داخل أعضائها بدور هذه الطائرات لمكافحة القاعدة في الأنبار.

ونقلت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ عن متحدث باسم السناتور مينديز قال فيها إن الإدارة تنظر في مصادر القلق التي تم طرحها في تموز / يوليو والتي تتطلب إجابة قبل الموافقة على الصفقة’ وحالة تمت الإجابة عليها ‘فرئيس اللجنة مينديز مستعد للتحرك قدما’ في إجراءات المصادقة عليها.

وكانت الإدارة قد اقترحت بيع ما بين 20-30 مروحية أباتشي وبسبب المدة التي تأخذها عملية بناء هذه المروحيات فقد اقترحت تأجير 10 منها، حيث يرى المسؤولون إن هذه الطائرات قد تكون مفيدة في ملاحقة القاعدة. ومع ذلك لا يزال هناك عدد من النواب قلقين من ‘وقوعها في الأيدي الخطأ’ بحسب السناتور ساكسيباي تشامبليس عن ولاية جورجيا. وقالت الصحيفة إن النواب الديمقراطيين الذين يدعمون تعزيز المالكي عسكريا يرون إنه يتحمل مسؤولية صياغة حل دائم لمشاكل السنة في محافظات الأنبار المضطربة.

ويقول جاك ريد من رود أيلاند، والنائب الديمقراطي البارز في لجنة الأسلحة ‘يمكنك الذهاب بعيدا في دعم أسلوب إخراج القاعدة لكن الحل السياسي طويل الأمد يجب أن يكون سياسيا’.

فصل قاتم

وفي تقرير آخر أشارت فيه الصحيفة إلى ما يحدث في الأنبار على أنه تتمة قاتمة للحرب في العراق والتي بدأت عام 2003.

وقال كاتب التقرير بيتر بيكر إن الأدارة التي ذكرت مستمعيها واحدا بعد الآخر أن الحرب في العراق قد انتهت، لكن ‘تمرد الجماعات الإسلامية في غرب العراق يذكرنا أن الحرب لم تنته’.

ويقول التقرير إن ما فعله أوباما هو إنهاء التواجد العسكري ولكن الحرب لم تتوقف، وفي الوقت الذي انحرف الإنتباه عن العراق استمرت الحرب وتصاعد العنف لأعلى حالاته منذ الإحتلال.

ويرى الكاتب أن تطور الأحداث في بلد ظل في مركز أجندة السياسة الخارجية الأمريكية يؤثر على مدخل رئيس مصمم على الإحتفاظ بالجيش الأمريكي بعيدا عن التدخلات الخارجية. ففي كل من سوريا وليبيا ومصر وأفغانستان اختار أوباما الإنخراط بطريقة إنتقائية وقبل في بعض الأحيان بنتائج سيئة ولكن ليست أسوأ من انغماس أمريكا بطريقة قوية في مشاكل الآخرين.

ويشير التقرير إلى النقد الذي تعرض له أوباما مع ارتفاع راية القاعدة فوق الأنبار من المحاربين الأمريكيين القدماء الذين قاتلوا في المحافظة ومن وزير دفاعه السابق روبرت غيتس الذي وصفه بالمتردد حيال الحرب في أفغانستان ورغبته بالخروج من العراق.

ونقلت الصحيفة عن بوب كروكر، السيناتور الجمهوري عن ولاية تينسي’الفراغ في القيادة الأمريكية ترك أثره هناك’، وكان كروكر قد زار بغداد في آب/ أغسطس ‘لقد شعرت الإدارة وكأن العراق قد شطب من القائمة ولا بد والحالة هذه الإهتمام بموضوع آخر، ولأنها شطبت عن القائمة لم تكن هناك حاجة للحفاظ على علاقات قد تساعد بطريقة ما’.

ويرى نقاد أوباما أنه ضيع النجاح الذي حققه جورج بوش عام 2007 عندما زاد من عدد القوات الأمريكية، وكان على أوباما الإصرار على الحفاظ بقوات أمريكية في العراق بعد عام 2011 وتقييد نوري المالكي الذي همشت سياساته السنة وأشعلت الإنتفاضة الأخيرة. ولكن قرار أوباما الخروج من العراق ومناطق أخرى كان استجابة للرأي العام الذي انسحب هو الآخر ولم يعد يهتم بالعراق، ولا يزال قرار الرئيس يحظى بشعبية في الإستطلاعات المسحية الأخيرة، وحتى نقاده الكبار لا يدعون لإرسال قوات برية للعراق.

ويقول مستشارو أوباما إنه وبعد سنوات من حروب مدن قام أوباما بإعادة صياغة السياسة الأمريكية ووضعها في إطار واقعي ويبدو الكثير من الأمريكيين راضين عن هذا الوضع الذي يحترب فيه العراقيون فيما بينهم.

وتقول جوليان سميث النائبة السابقة لمستشار شؤون الأمن القومي لنائب الرئيس جوزيف بايدن أنه لم يكن هناك أي شعور داخل البيت بأنه تم حل كل مشاكل العراق ‘وعلينا أن نكون واضحين حول محدودية التدخل الأمريكي’. وفي النهاية ‘لا تسيطر الولايات المتحدة على ما يحدث في العراق’.

سوريا والعراق

ويشير التقرير إلى أن النزاع في العراق مرتبط بالنزاع في سوريا. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن لديهم معلومات عن اجتياز 50 انتحاريا للقاعدة الحدود مع سوريا للعراق مما عقد من طبيعة النزاع.

ويأتي الهجوم على الفلوجة بعد عام من مقتل 7.800 مدني وأكثر من 1000 عنصر في قوى الأمن العراقية. ويعترف النواب الأمريكيون بطبيعة الوضع المعقد في العراق وأن أمريكا كانت مسؤولة عنه لكنها لم تكن سببه كما يقول ماك ثورنبيري النائب عن تكساس. ولم تصدر تصريحات من أوباما حول الوضع في العراق لكنه ترك الأمر لنقطة اتصاله بالعراق جوزيف الذي هاتف المالكي مرتين وطالبه بالتحاور مع السنة.

وفي النهاية يقول التقرير إن الادارة تنفي أن تكون قد تجاهلت العراق حسبما قال جي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض.

ويقول مسؤولون إنهم تدخلوا بطريقة هادئة لمنع المالكي شن هجوم على الرمادي الذي كان سيقود لحمام دم، وحثوه على التعاون مع العشائر السنية ودعم من يقاتلون القاعدة، ومن خلال هذا استطاعت الحكومة العراقية وحلفاؤها السيطرة على الرمادي في غضون أسبوع، ويأملون بالتوصل لنتيجة مماثلة في الفلوجة، ولكنهم يعترفون بأن الوضع أكثر تعقيدا نظرا للتعاطف المتجذر مع الإسلاميين. ويقول أنتوني كوردسمان ‘ في مثل هذه الحالات علينا الإختيار بين أسوأ الشرين’.

المعتدلون يطالبون

وفي الوقت نفسه وعلى الصعيد السوري طالبت جماعات سورية معتدلة الغرب تقديم الدعم العسكري لهم لمواجهة القاعدة في شمال سوريا ونقلت صحيفة ‘إندبندنت’ عن مستشار للمعارضة قوله إن ما حدث في الأيام الماضية كان بمثابة ‘اجتياز لنهر الربيكون والحرب أصبحت مفتوحة’ على كل الجبهات.

وقال الشهبندر الذي وصفته بالمستشار البارز للمعارضة السورية إن الاحداث الأخيرة تثبت خطأ حسابات الرئيس السوري ‘إما النظام أو القاعدة’.

وأشارت الصحيفة إلى تصاعد وتيرة الحرب الأهلية داخل الحرب الأهلية بين جماعات المقاتلين المعتدلين والدولة الإسلامية في العراق والشام التي أجبرت على الخروج من مناطق عديدة في الشمال من حلب وإدلب ومعرة النعمان والرقة وغيرها.

وترى الصحيفة في الصراع الذي كان متوقعا إنعطافا سيحدد مصير سوريا ومستقبلها. وطالب الجيش السوري الحر الغرب بتقديم دعم عسكري له لإنهاء المهمة، ولكن الغرب كان مترددا في تقديم الدعم لخشيته من وصول الأسلحة للمقاتلين المتشددين.

وكان صعود الدولة الإسلامية قد أدى ببعض المحللين في الغرب للتكهن أن الحكومات الغربية ربما فضلت بقاء الأسد في السلطة على حكومة تحل محله في دمشق.

ولكن المعارضة السورية تقول إن مصدر القلق لها لم يعد مهما. ونقلت عن الشهبندر قوله ‘ أظهرت الأحداث في الأيام الأخيرة أن هناك إمكانية لحل حيوي لسوريا عندما يتعلق الأمر بقتال المتشددين’.

وأضاف أن ‘أساليب الأسد لتقديم الصراع باعتباره خيارا بين النظام والقاعدة فشلت’ لأن الإنتفاضة ضد القاعدة تنزع المصداقية عن هذا الزعم.

ومع ذلك تظل المعركة في شمال سوريا حيوية من ناحية تزامنها مع التحضيرات لمؤتمر جنيف المقرر عقده في 22 كانون الثاني/يناير الحالي في سويسرا.

ولم يقرر الإئتلاف الوطني السوري المشاركة بعد ولكن قادته سيجتمعون يوم الأحد المقبل مع مسؤولين من مجموعة أصدقاء سوريا التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

وقال الشهبندر إن ممثلين عن المجلس العسكري السوري سيستخدمون المناسبة للدفع من أجل الحصول على دعم عسكري في معركتهم ضد القاعدة ونظام الأسد’وهناك حاجة لمضاعفة الجهود بحيث يكون لدى المعتدلين الذين يقاتلون المتطرفين الوسائل للحفاظ على منجزاتهم، والسبب الذي سمح للقاعدة توسيع سلطتها لأن ميزان الحرب انحرف ضدنا’. وكانت الأوضاع تتوتر في الأشهر الأخيرة الماضية وبدأت بالتأزم بعد سيطرة القاعدة على بلدة أعزاز.

وقادت الهجمات على داعش، التحالف الذي شكل حديثا وهو كتائب الثورة السورية، وجيش المجاهدين والجبهة الإسلامية. وقدرة هذه الفئات الجديدة المحافظة على النظام الجديد سؤال مفتوح ولكن يظل التحرك مهما، وبحسب آرون لوند، مدير موقع وقفية كارنيجي ‘سوريا في أزمة’ ‘يبدو أن الهجمات قد ضربت الدولة الإسلامية بعمق’، مضيفا لقد ‘فقدوا مناطق، والكثيرين انشقوا عنهم، فيما قررت بعض الجماعات التي انضمت إليهم الوقوف على الحياد، وهناك الكثير من الحديث حول الكيفية التي أجبر فيها المقاتلون الأجانب على طلب الحماية من جبهة النصرة التي تلعب على ما يبدو دور الوسيط’.

كل هذا لا يعني نهاية الدولة الإسلامية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ‘فلا يزال لديهم بعض المناطق في شمال ـ غرب سوريا وأبعد منها. وقد تكون لديهم القدرة على التجمع بعد أن ذهب عنصر المفاجأة، وقد يكون بإمكانهم استعادة بعض المناطق التي خسروها، وفي النهاية إذا قرروا الدخول في حرب طويلة مع جماعات الجيش الحر فهذا يحتاج لوقت من أجل حرف الدفة لصالحهم’.

مؤتمر قرطبة ينتهي اليوم بإعلان رؤية سياسية شاملة

بهية مارديني

 ينتهي مؤتمر قرطبة اليوم بحضور 140 معارضًا، ممثلين لأغلب أطياف المعارضة السورية، اجتمعوا لإستعادة القرار الوطني، بإعلان رؤية سياسية شاملة.

 ينهي مؤتمر قرطبة اليوم أعماله، وهدفه أن يخرج من حالة التشرذم السوري إلى توثيق الأواصر المعارضة برؤية سياسية شاملة وجامعة. وأكد محمود الافندي، عضو تيار التغيير الوطني، لـ”ايلاف” أن الهدف من مؤتمر قرطبة ايجاد نقاط التوافق بين أطياف المعارضة السورية والعمل على صياغة رؤية سياسية مشتركة.

 لا وجوه مكررة

وقال عبد الجليل السعيد، مدير الاعلام السابق في افتاء سوريا، لـ”ايلاف” إن البعض يظن أن هناك شخصيات بعينها أو وجوهاً مكررة يجب أن تحضر أي مؤتمر حتى تضفي عليه الشرعية والقبول، “وهذا للأسف كرسه الائتلاف والمجلس الوطني من قبل، أما في قرطبة فنرى غير ذلك، فهناك وجوه جديدة وشخصيات معروفة والكل متفق على حل سياسي مقبل لا يعتبر الوحيد، إلا أنه يبنى على أسس واضحة لا يوجد فيها غموض”.

ورأى السعيد أن قرطبة سيؤسس حالة جديدة من مسار الوفاق الوطني للسوريين والتصالح مع الذات في إطار الثورة، وعدم رفع سقف المزايدات التي يطلقها البعض في اطار الكذب على السوريين وليس خدمة ثورتهم.

تشاوري!

وقال كمال اللبوانين عضو الائتلاف الوطني المستقيل، لـ”ايلاف”: “مؤتمر قرطبة تشاوري، فيه وجهات نظر تصل إلى حد الاختلاف، لذلك لا يمكن أن تصدر عنه ورقة جامعة حول الاساسيات، لكن يمكن أن تتوافق أطياف منه على ذلك”.

اضاف: “لا يمكن أن يكون قرطبة جسدًا بديلًا عن أي جسم سياسي، لكنه شكل من أشكال التعبير السياسي”.

وكان العميد عوض العلي، رئيس الامن الجنائي في دمشق سابقًا والمشارك في المؤتمر، قال لـ”ايلاف”: “إذا اراد منظمو المؤتمر أن يتمخض عن جسم وتشكيل سياسي، فعليه أن يراعي مطالب الداخل المتمثلة بحالة من الذهاب المباشر إلى خلاص السوريين من نظام بشار الاسد واجرامه، والتلاقي مع ميثاق العمل الوطني المشترك الذي يفضي إلى بناء دولة العدل والمساواة والمواطنة الحقيقية”.

 بيان إسباني

التقت الخارجية البريطانية المعارضين السوريين المشاركين في المؤتمر، كما أوضح بيان وزارة الخارجية الاسبانية أن وزير الخارجية خوسيه مانويل مارغايو سيلقي كلمة ترحيب بالمشاركين في الاجتماع، الذي يقام في مقر مؤسسة البيت العربي بمدينة قرطبة على مدى يومين.

وقال البيان إن الاجتماع يهدف إلى زيادة التماسك بين أطياف المعارضة السورية وأفراد المجتمع المدني والقيادات الدينية، لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية في سوريا، إلى جانب تسهيل الحوار بينها للحد من تشرذمها، وتوحيد المواقف قبل انعقاد جنيف-2″.

وكانت اسبانيا احتضنت اجتماعًا في مدريد للمعارضة السورية خلال العام 2013، حيث اجتمع 80 ممثلًا عن مختلف جماعات المعارضة السورية، لبحث السيناريوهات المتوقعة في اجتماع مجموعة الاتصال حول سوريا في جنيف، كما اجتمعت ذات المجموعة لاحقًا في اسطنبول وغازي عينتاب.

المعارك بين المعارضة السورية و”داعش” تزداد حدة

أ. ف. ب.

أسفرت المعارك العنيفة الجارية في سوريا بين مقاتلي المعارضة والدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام منذ اسبوع عن مقتل نحو 500 شخص، بينهم 85 مدنيًا، حسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

بيروت: قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إنه “تم توثيق مقتل 482 شخصًا منذ فجر يوم الجمعة 3 كانون الثاني (يناير) الجاري وحتى منتصف يوم أمس الخميس، وذلك خلال الاشتباكات بين مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام من طرف، ومقاتلي كتائب إسلامية مقاتلة والكتائب المقاتلة من طرف آخر في محافظات حلب وإدلب والرقة وحماه”.

مدنيون قتلوا وأعدموا

واشار المرصد الى أن من بين القتلى “85 مدنيًا و240 مقاتلاً معارضًا و157 عنصرًا من الدولة الاسلامية في العراق والشام”.

واوضح المرصد الى أن من بين القتلى من “أعدم على يد الدولة الاسلامية” هم 21 مدنيًا بالاضافة الى 21 مقاتلاً في مدينة حلب (شمال).

كما نقل عن مصادر طبية ومحلية أن من بين قتلى الدولة الاسلامية “47 عنصرًا جرى إعدامهم بعد أسرهم من قبل كتائب مقاتلة ومسلحين، في مناطق بجبل الزاوية بريف ادلب (شمال غرب)”.

ولفت الى أن بقية القتلى “استشهدوا جراء إصابتهم بطلقات نارية خلال اشتباكات بين الطرفين”.

كما افاد المرصد عن “إعدام الدولة الإسلامية في العراق والشام لعشرات المواطنين، ومقاتلي الكتائب المقاتلة في معتقلاتها في عدة مناطق، ووجود عشرات المقاتلين من الطرفين الذين لقوا مصرعهم خلال هذه الاشتباكات”، مشيرًا الى عدم “التمكن من توثيقهم حتى اللحظة”.

مطالبة بالتحرك

وطالب المرصد المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المختصة “العمل بشكل جدي من أجل وقف القتل، والمجازر اليومية التي ترتكب في سوريا بحق أبناء الشعب السوري، من قبل النظام السوري الذي يستخدم كافة أنواع الأسلحة، ومن قبل الأطراف التي تدعي أنها تعمل من أجل نصرة الشعب السوري”.

وتعهد الاستمرار “برصد وتوثيق ونشر الانتهاكات ضد حقوق الإنسان، وجرائم الحرب، وجرائم ضد الإنسانية، والتي ترتكب في سوريا من أي طرف أتت، والعمل من أجل إحالة هذه الملفات إلى القضاء الدولي المختص، لينالَ مرتكبو هذه الجرائم عقابهم”.

وشن مقاتلو المعارضة المسلحة، بمن فيهم جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة أيضًا، ولكن تعتبر أكثر اعتدالًا، الحرب على مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام يوم الجمعة الماضي متهمين اياها القيام بانتهاكات مروعة وسعيها للهيمنة.

داعش تتقدم

في المقابل، أحرز مقاتلو “الدولة الاسلامية في العراق والشام” تقدمًا في المعارك الجارية في الرقة (شمال)، فيما يواصل مقاتلو المعارضة هجومهم في ريفي حلب (شمال ) وادلب (شمال غرب)، حسب ما ذكر الجمعة ناشطون.

 وقال الناشط علاء الدين، من حلب، “إن مقاتلين من الجيش الحر يحرزون تقدماً في محافظتي إدلب وحلب، لكنّ مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام ينتصرون في الرقة نظرًا لكون طرق الإمداد لها (الى العراق) مفتوحة هناك”.

واضاف الناشط لوكالة فرانس برس عبر الإنترنت: “لم يعد هناك أي مقر للدولة الاسلامية عمليًا في ادلب، كما هو الحال في مدينة حلب وغرب المحافظة” الواقعة على الحدود التركية.

وافاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، من جهته، “عن سيطرة مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام على حي المشلب ومقر جبهة النصرة في مقام اويس القرني في الرقة”، التي وقعت تحت سيطرة الدولة الاسلامية مؤخرًا بعد أن فقد نظام الرئيس بشار الأسد السيطرة على المدينة.

وظهر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام المنتمي الى القاعدة للمرة الاولى في الصراع السوري الربيع الماضي من العام المنصرم.

وبعد أن رحب مقاتلو المعارضة في البداية بانضمام الجهاديين اليهم في صراعهم ضد النظام، الا أن انتهاكاتهم المروعة وسعيهم للهيمنة اديا الى انقلاب نحو “90 بالمئة من الشعب” في المناطق المعارضة ضدهم، بحسب علاء الدين.

السكان محاصرون

واشار علاء الدين الى أن “السكان في مدينة حلب، محاصرون في منازلهم، غير قادرين على جلب الدواء أو الغذاء، خوفًا من تعرضهم الى اطلاق النار من قبل القناصة في حال خروجهم”، مضيفًا أن “الوضع اكثر سوءًا في الرقة”.

وبالتوازي مع احتدام المعارك في ريف حلب، تعرضت عدة أحياء تقع تحت سيطرة المعارضة الى قصف جوي من قبل قوات النظام، بحسب المرصد.

وذكر المرصد أن “اشتباكات عنيفة دارت بعد منتصف ليل الخميس الجمعة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني وضباط من حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب اسلامية مقاتلة من جهة أخرى في محيط منطقة نقارين وتلة الشيخ يوسف”.

وانطلق النزاع المسلح في سوريا بعد أن قام النظام بقمع حركة احتجاجية مناهضة له في اذار/مارس 2011. وقتل منذ اندلاعها اكثر من 130 الف شخص، واجبرت الملايين على الفرار من منازلها.

الائتلاف السوري يسعى لتأجيل «جنيف 2»

«داعش» تدافع عن أكبر معاقلها في الرقة.. وفصائل أخرى انضمت للقتال

باريس: ميشال أبو نجم بيروت: كارولين عاكوم وليال أبو رحال

أكد مصدر في الائتلاف السوري لـ«الشرق الأوسط» أن المعارضة تحتاج إلى مزيد من الوقت لإعادة ترتيب أوراقها على ضوء الخلافات المستجدة وإعادة مناقشة قضية مشاركتها في مؤتمر «جنيف 2»، مرجحا تأجيل موعد المؤتمر إذا لم ينفذ النظام شروط الائتلاف للمشاركة فيه. وقال المصدر إن الائتلاف سيقدم الأحد المقبل لوزراء خارجية «أصدقاء سوريا» تصوره ومطالبه الأساسية قبل اتخاذ القرار بشأن «جنيف 2»، وأهمها «تأمين الممرات الآمنة وفك الحصار عن المناطق المحاصرة وإيصال المواد الغذائية والطبية إلى الأهالي.

وكشف أحمد رمضان، عضو الهيئة السياسية في الائتلاف، عن تلقي الائتلاف وعودا أميركية تؤكد أن وفدا من خارجيتها سيزور في وقت قريب روسيا، حاملا لائحة بأسماء المعتقلين لدى النظام السوري وحث موسكو للضغط عليه للإفراج عنهم.

                      وفي الإطار نفسه أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن تأييده مطالب المعارضة التي رفعتها شرطا لقبولها المشاركة. ميدانيا، انتقلت الاشتباكات بين مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) من جهة، ومقاتلي «الجيش الحر» والكتائب «الإسلامية» من جهة ثانية، إلى ريف حلب الغربي والشمالي، بعد انسحاب مقاتلي «داعش» من المدينة، في وقت شهدت فيه مدينة الرقة اشتباكات وصفت بأنها الأعنف بين الطرفين. وكثف تنظيم «داعش» من وتيرة عملياته في عدد من المناطق شمال سوريا أمس، فيما عده ناشطون «انتقاما» لطرده من مدينة حلب والسيطرة على مقره الرئيس فيها، بالتزامن مع إعلان «جيش المجاهدين» الذي يضم ثماني كتائب مقاتلة إسلامية وغير إسلامية أمس الحرب على «داعش».

«داعش» تدافع عن معقلها بالرقة.. وتخوض «حرب استنزاف» في مناطق أخرى

المعارك بين المعارضين تخفض حرارة المواجهات مع النظام

بيروت: «ليال أبو رحال

انتقلت الاشتباكات بين مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» من جهة، ومقاتلي «الجيش الحر» والكتائب «الإسلامية» من جهة ثانية، والمستمرة منذ أسبوع، إلى ريف حلب الغربي والشمالي، بعد انسحاب مقاتلي «داعش» من المدينة بشكل كامل، في وقت شهدت فيه مدينة الرقة اشتباكات وصفت بأنها الأعنف بين الطرفين.

وكثف تنظيم «الدولة» من وتيرة عملياته في عدد من المناطق شمال سوريا أمس، في ما عده ناشطون «انتقاما» لطرده من مدينة حلب والسيطرة على مقره الرئيس فيها، بالتزامن مع إعلان «جيش المجاهدين» الذي يضم ثماني كتائب مقاتلة إسلامية وغير إسلامية أمس الحرب على «داعش».

وكان مقاتلو «الدولة الإسلامية» غداة طردهم من مدينة حلب، عمدوا إلى تفجير عدد من السيارات المفخخة مساء الأربعاء، مستهدفين عددا من الحواجز والنقاط الخاضعة لسيطرة حلفائهم السابقين. واندلعت اشتباكات عنيفة في أرياف حلب وإدلب والرقة التي لا تخضع غالبيتها لسيطرة القوات النظامية. وقال الناشط الميداني أبو فراس الحلبي لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «مدينة حلب شهدت هدوءا نسبيا أمس، في حين شهدت مدينة الباب، الواقعة بريف حلب، اشتباكات عنيفة مع محاولة مقاتلي (داعش) السيطرة عليها، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في بلدتي بيانون وحريتان». وقال إن مقاتلي «داعش» يتبعون أسلوب إرسال سيارات مفخخة تستهدف نقاطا تابعة للكتائب المعارضة، مشيرا إلى أنباء عن «مقتل 20 شخصا في الباب و12 آخرين في حريتان».

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد بـ«مقتل تسعة أشخاص بانفجار استهدف حاجزا يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في مدينة الباب»، لافتا إلى وقوع هجمات مماثلة في حريتان وجرابلس الواقعتين في ريف حلب، كما شهدت الميادين التابعة لمدينة دير الزور هجوما مماثلا بالسيارات المفخخة.

وفي موازاة إرسال «الدولة» تعزيزات عسكرية من دير الزور لمؤازرة مقاتليها بريف حلب، نقل ناشطون معارضون لـ«الشرق الأوسط» خشية سكان مناطق ريف حلب من استمرار التفجيرات الانتحارية من خلال السيارات المفخخة، في وقت أكد فيه المرصد السوري أن «قادتهم يرتدون دوما أحزمة ناسفة».

ونقل المرصد السوري عن ناشطين بمدينة حلب أمس إشارتهم إلى حملة اعتقال نفذتها الكتائب الإسلامية والمعارضة في «صفوف مناصري الدولة الإسلامية ومن قالوا إنهم (خلايا نائمة للدولة الإسلامية)»، وفق المرصد الذي أفاد بـ«إغلاق الطريق في محيط مشفى الأطفال، المقر الرئيس السابق للدولة الإسلامية في حلب والذي طردت منه، وتشديد للحراسة على المقار التي سيطرت عليها الكتائب المقاتلة».

وأشار الناشط إلى انتشار مقاتلين من «الجبهة الإسلامية» في بلدة الدانا وبعض القرى المحيطة بريف إدلب الشمالي، حيث دارت أمس اشتباكات عنيفة بين مقاتلي «داعش» ومقاتلي الكتائب المعارضة والإسلامية. وذكر المرصد السوري في هذا الإطار، أن الكتائب المناوئة لـ«داعش» تمكنت من إحراز تقدم في بلدة الدانا، التي تعد من أهم معاقل «الدولة» في محافظة إدلب.

في موازاة ذلك، انتقلت المواجهات العنيفة أمس إلى الرقة، المحافظة الوحيدة غير الخاضعة لسيطرة القوات النظامية، والتي تعد أبرز معاقل «الدولة الإسلامية». وأكد المرصد السوري أن مقاتلي المعارضة «سيطروا على مقر المخابرات السياسية القديم، وهو موقع استراتيجي كان خاضعا لسيطرة (الدولة) ويقع على بعد 400 متر من مقرها العام»، لافتا إلى أن «(الدولة) لا تزال تسيطر على الجسور المؤدية إلى المدينة، مما يجبر السكان على ركوب القوارب ليدخلوا إلى المدينة».

وتداول ناشطون في الرقة وصفحات المعارضة أمس بيانا صادرا عن قائد «لواء ثوار الرقة»، المبايع لجبهة النصرة، يطالب فيه أهالي محافظة الرقة بـ«تشكيل حواجز وإلقاء القبض على كل شخص ينتمي لـ(داعش)»، عادا أن «أبناء مدينة الرقة يخوضون أشرس المعارك مع (الدولة) الظالمة التي استباحت الأرزاق والأنفس من قتل واعتقال وتعذيب لأهل السنة والجماعة»، بحسب البيان ذاته. وتابع مخاطبا أهل الرقة: «والله لن نخذلكم»، لافتا إلى أن «مقاتلي الدولة الإسلامية بدأوا الانتقام من أهالي مدينة الرقة بسبب مطالبتهم بالخروج من المدينة».

وكان المرصد أفاد باشتباكات عنيفة بين مقاتلي «لواء ثوار الرقة» ومقاتلي «داعش» في شارع 23 شباط في الرقة، ترافق ذلك مع قصف مقاتلي «الدولة» بقذائف الهاون على حي المشلي، المقر الرئيس لجبهة النصرة في الرقة. وذكر أن «قذيفة (مورتر) أطلقها مقاتلو (داعش) سقطت على بوابة معبر تل أبيض الحدودي الذي تسيطر عليه حركة (أحرار الشام الإسلامية)»، بينما قصفت «داعش» تمركزات الكتائب الإسلامية المقاتلة بمدينة تل أبيض بالمدفعية وقذائف الهاون، وسط حركة نزوح للأهالي من المدينة.

وأفاد ناشطون أمس بأوضاع إنسانية صعبة في مدينة الرقة، قال المرصد السوري إنها بدأت بالتزامن مع بدء الاشتباكات فيها قبل أيام، حيث يعاني الأهالي نقصا حادا في المواد الغذائية والطبية ومادتي الخبز وحليب الأطفال. وتستمر «الدولة الإسلامية» بقطع الطريق الداخل إلى مدينة الرقة عبر الجسرين القديم والجديد، حيث يقوم المواطنون بالدخول إلى المدينة عبر القوارب وقطع نهر الفرات للوصول إلى المدينة.

في موازاة ذلك، تستأثر الحرب ضد «داعش» باهتمام الخبراء والمتابعين لملف التنظيمات الجهادية والحركات الإسلامية في سوريا، والذين يتوقعون أنه «ربما لم تتمكن (داعش) من الانتصار لكنها قادرة على خوض معركة استنزاف ضد مقاتلي المعارضة». ويرى المحاضر في جامعة أدنبره والمختص بالإسلام السياسي في سوريا توماس بييريهن وفق ما نقلته عنه وكالة الصحافة الفرنسية أمس، أن «التنظيم ليس بوسعه الانتصار نظرا لقلة عدد عناصره مقارنة مع بقية الكتائب المعارضة، إلا أنه من الصعوبة بمكان تصفيته نهائيا، ويمكننا أن نتوقع حدوث معركة استنزاف ضد مقاتلي المعارضة وبخاصة عبر القيام بتفجيرات». ويشاطره الرأي الخبير في الشؤون الإسلامية رومان كاييه من المعهد الفرنسي للشرق الأوسط بقوله إنه «لا يمكن للدولة الإسلامية في العراق والشام أن تنتصر وحدها أمام ائتلاف يضم كل هذه القوى من المعارضة المسلحة»، مشيرا إلى أن غايته «شق الاتحاد المقدس ضده».

وعلى الرغم من انحسار حدة القتال مع القوات النظامية لانشغال المقاتلين باقتتال دام في ما بينهم، لم تتوقف التفجيرات أمس، حيث انفجرت سيارة مفخخة في بلدة خاضعة لسيطرة القوات النظامية في ريف حماه وسط سوريا. وقال المرصد السوري إن 18 شخصا قتلوا على الأقل، بينهم نساء وأطفال، مرجحا ارتفاع عدد القتلى لخطورة حالات المصابين. وعرضت قناة «الإخبارية» السورية مشاهد تظهر الدمار بعد وقوع الانفجار.

الائتلاف السوري يعرض على اجتماع باريس مطالب يؤدي تنفيذها إلى تأجيل «جنيف 2»

فرنسا تحض «المعارضة السورية المعتدلة» على المشاركة في المؤتمر رغم التشكيك في النتائج

باريس: ميشال أبو نجمبيروت: كارولين عاكوم

بينما تتواصل التحضيرات في باريس لاستضافة اجتماع الوزراء الـ11 الذين تتشكل منهم «مجموعة لندن» المنبثقة عن «أصدقاء الشعب السوري»، صباح الأحد المقبل، لا يخفي المسؤولون الفرنسيون «تشاؤمهم» إزاء ما يمكن أن يصدر عن مؤتمر «جنيف 2» وإزاء الشروط والظروف التي تتحكم في انعقاده. ورغم ذلك، فإن باريس ومعها آخرون تضغط باتجاه دفع المعارضة الممثلة بالائتلاف الوطني السوري إلى المشاركة في المؤتمر الموعود، وهي تعدها بتوفير الدعم والمساندة لها لتحسين وضعيتها حتى تتمكن من التفاوض من موقع مقبول، الأمر الذي يشكل، وفق مصادر فرنسية رسمية، «جوهر» اجتماع الأحد.

وينتظر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية نتائج مباحثات الساعات الأخيرة التي تسبق مؤتمر «أصدقاء سوريا» الأحد المقبل في باريس، وما إذا كانت ستؤدي إلى إعادة «لم شمل المختلفين» بعد الاستقالات الجماعية في اجتماع الهيئة العامة الأخير، ليتخذ على ضوئها القرار النهائي المتعلّق بالمشاركة في «جنيف 2»، أم لا، في حين عُقد أمس لقاء تشاوري جمع أطرافا عدة من المعارضة السورية، بينهم، وللمرة الأولى، إسلاميون، في مدينة قرطبة الإسبانية، في مسعى منهم للتوصل إلى قواسم مشتركة قبل المؤتمر.

وقال وزير الخارجية لوران فابيوس، أمس، بمناسبة مؤتمر صحافي مشترك ضم نظيره الياباني ووزيري خارجية ودفاع البلدين (فرنسا واليابان)، إن «(جنيف 2) ضرورة، لكن بشرط احترام الغرض من عقده» الذي هو، وفق رسالة الدعوة التي وجهها بان كي مون إلى الأطراف المعنية، إقامة سلطة انتقالية تعود إليها كل الصلاحيات التنفيذية وتضم «عناصر من النظام السوري وأطراف المعارضة المعتدلة». وبحسب فابيوس، لا حل في سوريا إلا الحل السياسي «ولذا يجب التفاوض عليه» في «جنيف 2». لكنه في الوقت عينه يعترف بأن «الوضع ليس سهلا». وحث الوزير الفرنسي «جميع الأطراف» على «القيام بالجهود اللازمة» من أجل المشاركة في أعمال مؤتمر «جنيف 2».

ويرى فابيوس أن ثمة صعوبتين كبريين: الأولى تتمثل في وضع المعارضة السورية وتحديدا الائتلاف الوطني السوري الذي يسميه «المعارضة المعتدلة» المنقسمة على نفسها والتي لم تنجح حتى الآن في الاتفاق على موقف موحد، رغم الساعات الطويلة من المناقشات في اسطنبول هذا الأسبوع، من موضوع المشاركة في جنيف أو مقاطعته. وحاول فابيوس الدفاع عنها وتخفيف وطأة الاتهامات الموجهة إليها بالقول إنها تحارب على جبهتين: جبهة النظام من جهة وجبهة الإرهابيين من جهة أخرى. أما مصدر التشاؤم الفرنسي الثاني فيتعلق بصلب المسألة، أي النتائج «المحسوسة» التي يمكن أن يسفر عنها «جنيف 2».

وسبق للوزير الفرنسي أن شكك سلفا في رغبة الرئيس السوري في قبول نقل سلطاته وصلاحياته إلى حكومة انتقالية باعتبار أنه «من الصعب رؤية سبب يجعله يسلم كل سلطاته» إذ إنه «ورغم كل أخطائه فإنه ليس فاقدا للعقل». ومع ذلك، فقد أعلن أمام مجلس الشيوخ أول من أمس أن قبول الأسد إرسال ممثلين عنه إلى جنيف «يعني أنه يقبل بنقل صلاحياته إلى السلطة الانتقالية».

ويبرر التشاؤم الفرنسي (وغير الفرنسي) تصريحات أركان النظام العلنية من جهة ومن جهة أخرى، غياب أي ضمانات أو التزامات حقيقية من الطرف الروسي حول رغبته في ممارسة الضغوط على الأسد ليقبل السير بخطة الطريق التي رسمها مؤتمر «جنيف 1». وجل ما تراه باريس اليوم وجود «انفتاح» من قبل موسكو التي سيلتقي وزير خارجيتها سيرغي لافروف يوم الاثنين نظيره الأميركي، ويرجح أن تكون للوزيرين اجتماعات مع فابيوس. بيد أن رفض روسيا الموافقة على بيان من رئاسة مجلس الأمن حول الوضع في سوريا أول من أمس لا يترك المجال مفتوحا لكثير من التفاؤل إزاء ما سيكون عليه السلوك الروسي في جنيف. وردا على تحذير موسكو من أن سقوط الأسد سيعني «الفوضى»، قال فابيوس إن الفوضى تعم سوريا اليوم، محذرا من تقسيمها «غدا» ومن تمدد الإرهاب بكل تشعباته «إلى القوقاز وإلى أصقاع أخرى».

وحتى لا تشعر المعارضة بأنها وحيدة في مواجهة النظام ودعائمه، فقد أعرب الوزير الفرنسي، متوجها إلى «الأسرة الدولية»، عن تأييده مطالب المعارضة التي رفعتها شرطا لقبولها المشاركة وأهمها اثنان: وقف القصف الجوي وإقامة ممرات إنسانية لتوصيل المساعدات للمناطق المنكوبة والمحاصرة.

وفي هذا الإطار، لفت مصدر في الائتلاف لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المعارضة السورية تحتاج إلى المزيد من الوقت لإعادة ترتيب أوراقها على ضوء الخلافات المستجدة وإعادة مناقشة قضية مشاركتها في «جنيف 2»، مرجحا تأجيل موعد المؤتمر إذا نفذ النظام شروط الائتلاف للمشاركة فيه. وقال المصدر إن الائتلاف سيقدم الأحد المقبل لوزراء خارجية «أصدقاء سوريا» تصوره ومطالبه الأساسية قبل اتخاذ القرار بشأن «جنيف 2»، وأهمها «تأمين الممرات الآمنة وفك الحصار عن المناطق المحاصرة وتوصيل المواد الغذائية والطبية إلى الأهالي، إضافة إلى البدء في إطلاق سراح المعتقلين من النساء والأطفال»، وهو الأمر الذي يرى المصدر أن من شأنه أن يؤدي إلى تأجيل موعد «جنيف 2»، إلا إذا تم الشروع في تنفيذهما بين ليلة وضحاها، وهو أمر مستبعد، بحسب المصدر. وهذا ما أكد عليه أيضا أحمد رمضان، عضو الهيئة السياسية في الائتلاف، مشيرا في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى تلقي الائتلاف وعودا أميركية تؤكد أن وفدا من خارجيتها، برئاسة سفيرها لدى دمشق، روبرت فورد، سيزور في وقت قريب روسيا، حاملا لائحة بأسماء المعتقلين لدى النظام وحث موسكو للضغط عليه للإفراج عنهم. وأشار رمضان إلى أن تذليل هذه العقبات من شأنه أن يسهل مهمة اتخاذ الائتلاف القرار الإيجابي المتعلق بالمشاركة في «جنيف 2» في اجتماع الهيئة العامة في 17 يناير (كانون الثاني) الحالي، أما إذا كان الوضع عكس ذلك فإن النتيجة ستكون مما لا شك فيه سلبية.

وتستشف المرارة أحيانا من كلام المسؤولين الفرنسيين الذين يعتبرون أن السياسة التي سارت عليها باريس منذ البداية كانت «السياسة السليمة» التي لو حظيت بالدعم والتأييد اللازمين لما كانت الأمور على ما هي عليه اليوم في سوريا ولا لما تشكله من تهديد جدي للأمن والاستقرار في بلدان الجوار السوري. لكن ما حال، وفق باريس، دون السير في سياسة متشددة إزاء النظام السوري، أنه كانت هناك الانتخابات الرئاسية الأميركية وانقسام البلدان العربية على نفسها. وكان يكفي القيام، بحسب باريس، بجهد إضافي للتخلص من نظام الأسد في وقت لم يكن قد تعاظم فيه تدخل إيران السافر أو حزب الله ولا وجود للمنظمات الإرهابية.

وندد الوزير الفرنسي، في كلمته أمام مجلس الشيوخ، بـ«التحالف الموضوعي» القائم بين النظام السوري والإرهابيين الذين «يبيعون النفط الذي يستخرجونه» من الآبار التي يسيطرون عليها «للنظام نفسه».

وفي ما يتعلّق بالخلافات التي أدت إلى انقسام في الائتلاف واستقالات جماعية، لفت رمضان إلى أن هناك لجنة من الائتلاف تقوم بالحوار مع المستقيلين، الذين ينقسمون في آرائهم، إلى قسمين، الأول يطالب بإعادة الانتخابات بعيدا عن أي حجة قانونية، والثاني يبدي ملاحظاته واعتراضه على المشاركة في جنيف 2، فيما كشف مصدر الائتلاف أن المباحثات التي تسبق «أصدقاء سوريا» تركز بدورها بشكل أساسي على هذا الشق، لا سيما أن قسما كبيرا من المستقلين كان نتيجة اعتراضهم على الانتخابات، ومن المتوقع أن يتم خلاله، لتجاوز المشكلات، التعهد بتنفيذ ما تم التوافق عليه، في الهيئة العامة للائتلاف في الاجتماع ما قبل الأخير، والمتعلق بتوسعة الهيئة السياسية بإضافة 5 أعضاء جدد، ليصبح عددهم 24 بدلا من 19، على أن يكونوا ممثلين من مختلف القوى السياسية، ويتمكنوا بالتالي من الاطلاع على كل التطورات والمشاركة في اتخاذ القرارات.

وفي حين لفت رمضان إلى عدم امتلاكه والائتلاف الوطني أي معلومات دقيقة حول «اجتماع قرطبة» المستمر لغاية اليوم، مشيرا إلى أن عددا من الأسماء التي تم التداول بها على أنها مشاركة نفت الأمر، أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية أن بلادها استضافت اجتماعا للمعارضة يضم نحو 150 ممثلا عن مختلف جماعات المعارضة السورية لإيجاد نقاط التوافق والعمل على صياغة رؤية سياسية مشتركة تحضيرا لمؤتمر «جنيف 2». وجاء في البيان، أن «الاجتماع يهدف إلى «زيادة التماسك بين أطياف المعارضة السورية وأفراد المجتمع المدني والقيادات الدينية لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية في سوريا إلى جانب تسهيل الحوار بينها للحد من تشرذمها فضلا عن توحيد المواقف قبل انعقاد المؤتمر».

يذكر أن إسبانيا كانت احتضنت اجتماعا سابقا للمعارضة السورية خلال عام 2013، حيث اجتمع 80 ممثلا عن مختلف جماعات المعارضة السورية بينها المجموعات المشكلة «للائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية»، لبحث السيناريوهات المتوقعة في اجتماع مجموعة الاتصال حول سوريا في جنيف.

من ناحيتها، ذكرت وكالة «رويترز» أن المشاركين هم من الائتلاف الوطني السوري ومن الجيش الحر، إضافة إلى ممثلين لجماعات معارضة داخل سوريا لا يرفضها الرئيس السوري بشار الأسد لأنها لا تطالب برحيله، وهو نفس السبب الذي يفقدها ثقة عدد كبير من المعارضة السورية في المنفى.

وقال المعارض كمال اللبواني إن معظم الأطياف السورية ممثلة في اجتماع إسبانيا، حتى إن أحد أفراد الأمن السوري الذي يدعم الأسد يشارك في الاجتماع. وأضاف أن ثلاثة أعضاء على الأقل من الجبهة الإسلامية جاءوا أيضا لحضور الاجتماع. وتضم الجبهة الإسلامية عددا من الألوية الإسلامية التي تمثل قطاعا عريضا من المقاتلين في الميدان وترفض سلطة الائتلاف الوطني. وذكر اللبواني أن الخلافات بين الوفود عميقة جدا لدرجة يصعب معها تجاوزها في الاجتماع الذي يهدف إلى إقامة حوار بين تلك الوفود.

المعارضة تدخل معاقل لـ”الدولة الإسلامية” بريف حلب

                                            أعلنت كتائب المعارضة السورية سيطرتها على بلدتين في ريف حلب الغربي كان تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” يسيطر عليهما، في حين امتدت الاشتباكات بين الطرفين في مناطق مختلفة وسط تواصل قصف النظام لبلدات ومدن سورية.

وقالت كتائب المعارضة إنها بسطت سيطرتها على بلدتي “الشيخ علي وكفر حلب” بالقرب من الأتارب في ريف حلب الغربي، بعد أن أحكمت حصارها على معقل التنظيم في جمعية ريف المهندسين والفوج السادس والأربعين، وسيطرت على أجزاء منه.

وتظهر صور بثتها الكتائب على الإنترنت ما قالت إنها عمليات هجوم واشتباكات بالدبابات والأسلحة الخفيفة.

وعلى صعيد آخر، قال ناشطون سوريون إن قوات النظام شنت حملة دهم واعتقال في حي الحاضر وانتشرت في حيي طريق حلب والدباغة مع إطلاق رصاص.

وكان العشرات من مقاتلي المعارضة قد قتلوا أمس الخميس في كمين نصبته لهم قوات النظام قرب المطاحن في حمص عندما كانوا يحاولون تأمين الطحين للمناطق المحاصرة.

اشتباكات

وشهدت مناطق مختلفة في ريف إدلب ومدينة الرقة وريفها اشتباكات بين مقاتلي دولة الإسلام بالعراق والشام وبين بقية الفصائل السورية المعارضة.

وكان تنظيم “الدولة الإسلامية” نشر تسجيلا هدد فيه باستهداف قادة الفصائل المناوئة له، مثل الجبهة الإسلامية ومسؤولي الائتلاف الوطني السوري وهيئة الأركان التابعة له.

وعلى جبهة أخرى، قال المكتب الإعلامي التابع للمجلس المحلي بمدينة داريا بريف دمشق إن اشتباكات هي الأعنف تدور منذ فجر اليوم جنوب وشرق مدينة داريا بين الجيش الحر وقوات النظام, استخدمت أثناءها قوات النظام الرشاشات الثقيلة ومضادات الطيران والقصف بالدبابات, في حين تستمر مدفعية النظام المنصوبة على جبال المعضمية (مقر الفرقة الرابعة) بالقصف على المنطقة الجنوبية والجنوبية الشرقية، مستهدفة بذلك المباني والأحياء في المنطقة.

وأكد المكتب الإعلامي مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين من المحاصرين داخل المدينة جراء القصف العشوائي.

جبهات أخرى

وفي حماة، قال ناشطون إن الجيش الحر استهدف صباح اليوم مطار حماة العسكري بصواريخ غراد وحقق إصابة داخله.

وفي الريف الشرقي لحماة، جرى قصف مدفعي ومتواصل على قرية دهش من قبل حواجز قوات النظام، كما تعرضت عدة قرى لقصف صاروخي من قبل حواجز قوات النظام.

أما في محافظة دمشق فقالت شبكة شام إن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة حي القابون وأحياء الحجر الأسود والعسالي جنوب العاصمة دمشق.

كما قصف الجيش النظامي براجمات الصواريخ والمدفعية  مدن وبلدات خان الشيخ وداريا والزبداني.

وفي ريف درعا، تعرضت مدن وبلدات السهوة والمزيريب والشيخ مسكين وبصرى الشام لقصف عنيف براجمات الصواريخ.

مقتل 500 في معارك بين مقاتلي داعش والمعارضة بسوريا

المرصد السوري لحقوق الإنسان يؤكد تنفيذ عمليات إعدام ميدانية

بيروت – فرانس برس

أسفرت المعارك العنيفة الجارية في سوريا بين مقاتلي المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش) منذ أسبوع عن مقتل نحو 500 شخص، بينهم 85 مدنياً، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي تطور، أحرز مقاتلو داعش تقدما في المعارك الجارية في الرقة (شمالاً) فيما يواصل مقاتلو المعارضة هجومهم في ريفي حلب (شمالاً) وإدلب (شمال غرب)، حسبما ذكر ناشطون، الجمعة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إنه “تم توثيق مقتل 482 شخصا منذ فجر يوم الجمعة 3 يناير الجاري وحتى منتصف أمس الخميس، وذلك خلال الاشتباكات بين مقاتلي داعش من طرف، ومقاتلي كتائب إسلامية وأخرى من جهة أخرى، وذلك في محافظات حلب وإدلب والرقة وحماة”.

وأشار المرصد إلى أن من بين القتلى “85 مدنيا و240 مقاتلاً معارضاً و157 عنصراً من داعش”.

وأوضح المرصد أن من بين القتلى من “أعدم على يد داعش” وهم 21 مدنياً، بالإضافة إلى 21 مقاتلاً في مدينة حلب”، التي تقع في شمال سوريا.

كما نُقل عن مصادر طبية ومحلية أن من بين قتلى داعش “47 عنصراً جرى إعدامهم بعد أسرهم من قبل كتائب مقاتلة ومسلحين، في مناطق بجبل الزاوية بريف إدلب شمال غرب سوريا”.

وذكرت المصادر أن بقية القتلى قضوا “جراء إصابتهم بطلقات نارية خلال اشتباكات بين الطرفين”.

كما أفاد المرصد عن “إعدام داعش لعشرات المواطنين، ومقاتلي الكتائب المقاتلة في معتقلاتها بعدة مناطق ووجود عشرات المقاتلين من الطرفين الذين لقوا مصرعهم خلال هذه الاشتباكات”، مشيراً إلى عدم “التمكن من توثيقهم حتى اللحظة”.

وطالب المرصد، المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المختصة “العمل بشكل جدي من أجل وقف القتل، والمجازر اليومية التي ترتكب في سوريا بحق أبناء الشعب السوري، من قبل النظام السوري الذي يستخدم كافة أنواع الأسلحة، ومن قبل الأطراف التي تدعي أنها تعمل من أجل نصرة الشعب السوري”.

وشن مقاتلو المعارضة المسلحة، بمن فيهم جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة أيضا ولكن تعتبر أكثر اعتدالا، الحرب على مقاتلي داعش يوم الجمعة الماضي متهمين إياها القيام بانتهاكات مروعة وسعيهم للهيمنة.

مسؤولة أممية: سنوثق خطوات تدمير كيمياوي سوريا

قالت إن واشنطن وفرت أفضل تكنولوجيا لضمان تدمير الترسانة السورية بشكل آمن

نيويورك – طلال الحاج

صرحت المنسقة الخاصة للبعثة المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية الدولية، سيغريد كاغ، بأن الولايات المتحدة وفرت أفضل تكنولوجيا وأفضل عقول لضمان القيام بعملية تدمير الأسلحة الكيمياوية السورية بشكل آمن وسليم، مثمنة الجهود الدولية التي وفرت الخبرات ومولت مسعى نقل المواد الكيمياوية من سوريا.

وأضافت كاغ، خلال مقابلة مع قناة “العربية” من نيويورك، أن السلطات السورية خصصت ميناء اللاذقية لنقل الأسلحة الكيمياوية لاعتبارات أمنية، مشيرة إلى أن واجب الحكومة السورية أن تضمن عدم وقوع الأسلحة الكيمياوية بالأياد الخطأ.

وقالت: “سنجري توثيقا صارما للعديد من خطوات تدمير الأسلحة بالتعاون الكامل من قبل السلطات السورية”، مؤكدة أنه سيجري تدمير مواقع إنتاج الأسلحة الكيمياوية والمختبرات ومراكز البحوث المتعلقة بها داخل سوريا.

ونوهت المسؤولة الأممية بأنه من المقدر أن تصل الكلفة التجارية لتدمير ترسانة سوريا الكيمياوية إلى ما بين 35 و40 مليون يورو، بالإضافة إلى كلفة التدمير “الهيدروليسي” في الولايات المتحدة.

وبسؤالها عن السفن التي ستنقل الأسلحة الكيمياوية، قالت كاغ إن السفينتين الناقلتين للأسلحة السورية إما دنماركية أو نرويجية، وهما الوحيدتان اللتان ستدخلان ميناء اللاذقية، مشيرة إلى أن السلطات السورية مسؤولة بالكامل عن إدارة وتطبيق الأمن وبمساعدة دولية لضمان نقل الأسلحة بأمان.

وعما إذا كانت السلطات السورية ستلتزم بتوفير الإجراءات اللازمة لخروج الأسلحة، قالت كاغ إنه لا يوجد سبب يحول دون إيفاء السلطات السورية بتعهداتها لنقل الأسلحة الكيمياوية بين فبراير ومارس المقبلين.

وأشارت إلى أن المملكة المتحدة عرضت أن تأخذ كمية من تلك الكيماويات، مؤكدة أن المحصلة ستكون إخراج الأسلحة الكيمياوية من سوريا بشكل آمن وسليم، حيث إن “الهدف من جهودنا هو مساعدة السوريين في تدمير البرنامج الكيمياوي بالكامل”، بحسب تعبيرها.

الجيش الحر: ضباط مخابرات الأسد بين قيادات “داعش

التنظيم ساهم بفك الحصار عن عدة مواقع لقوات النظام كادت تسقط بيد الثوار

دبي – محمد دغمش

كشف مسؤولون في الجيش الحر عن تعاون كبير بين تنظيم “داعش” ونظام الأسد حيث قام التنظيم أكثر من مرة بالهجوم على عناصر الثوار وهم يحاصرون مراكز عسكرية للنظام، وهو ما يؤدي لفك الحصار عن قوات الأسد.

لكن هذه الاتهامات بقيت حديث الغرف المغلقة خوفاً من عقاب التنظيم الذي كان يختطف ويقتل كل من يقف في وجهه.

وبعد أن اتضحت معالم المعركة مع “داعش” بدأت تخرج قصص ودلائل للعلن تؤكد تلك الاتهامات، فوفقاً للعقيد عرفات حمود أحد قيادات الجيش الحر فإن داعش ساهم بفك الحصار عن عدة مواقع لقوات الأسد كادت تسقط بيد الثوار.

كما ظهرت صور أخرى عبر الجيش الحر أيضا أكدت وجود ضباط مخابرات للنظام السوري بين قيادات التنظيم.

اتهامات خطيرة تبرر بنظر ناشطين عدم تعرض أي من مقرات داعش للقصف من قبل النظام فيما تستهدف يوميا مقار الجيش الحر.

كما يؤكد ناشطون وصول بعض من اختطفوا على يد التنظيم إلى سجون النظام بطريقة سرية كالطبيب البريطاني عباس خان الذي اختطف في حلب من قبل التنظيم وقتل داخل سجون الأسد.

اشتباكات بريف درعا وقصف على ريف حمص

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

شهدت أحياء في مدينة درعا في الجنوب السوري اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية، الجمعة، في وقت قصف الجيش السوري بلدات في ريف حمص.

وقالت شبكات ناشطي المعارضة على الإنترنت إن القوات الحكومية قصف بالمدفعية الثقيلة مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي.

وذكرت مصادر “سكاي نيوز عربية” بسماع دوي انفجارات في حي الوعر المكتظ بالنازحين، تلاها اشتباكات بين القوات الحكومية والمعارضة.

ويأتي ذلك غداة مقتل نحو 40 مسلحا من مقاتلي المعارضة مما يعرف بـ”كتيبة شهداء البياضة” في كمين بعد محاولة منهم للوصول إلى أحياء حمص المحاصرة.

وقالت “شبكة سوريا مباشر” إن اشتباكات وصفتها بالعنيفة دارات بين القوات الحكومية والجيش الحر في حي درعا المحطة في محافظة درعا.

وقصفت مدفعية الجيش السوري في “مطار المزة العسكري” مدينة داريا في غوطة دمشق الغربية.

وفي ريف حلب، استمرت الاشبتاكات بين مقاتلين تابعين لـ”الجبهة الإسلامية” وما يعرف بتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” في مدينة عندان.

لجنة الصليب الأحمر في دمشق

في هذه الأثناء، وصل رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر ماور، إلى العاصمة السورية دمشق في زيارة تستمر عدة أيام للبحث في الوضع الإنساني المتدهور في مناطق البلاد.

وسيلتقي ماور خلال الزيارة العديد من المسؤولين السوريين بينهم نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ووزير الشؤون الاجتماعية السورية كندا شماط لبحث تسهيل وصول عمال ومواد الإغاثة إلى المدنيين في البلاد.

يشار إلى أن ماور زار سورية بداية شهر سبتمبر الماضي والتقى فيها الرئيس بشار الأسد.

قيادي بهيئة التنسيق: روسيا غير قادرة على فرض أبسط الشروط على النظام السوري

روما (10 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعرب مصدر قيادي في هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سورية عن خيبة أمل جزء كبير من أعضاء الهيئة بمواقف موسكو الأخيرة تجاه الأزمة السورية، وأشار إلى أن مسؤولين روس ألمحوا بشكل غير مباشر على أن بلادهما غير قادرة على فرض شروط بسيطة على النظام السوري

وقال المصدر القيادي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “أكّدنا للروس في آخر اجتماعات معهم أننا قادرون على تجميع وفد يمثل شريحة واسعة لم تستطع المعارضة السورة تجميعها من قبل، بما فيهم شخصيات من الائتلاف والهيئة ومعارضات يسارية وإسلامية وإخوانية، والقيام بزيارة موسكو للتوافق معها على حلول الأزمة السورية، ورحبوا بالفكرة جداً، وطلبنا مقابل ذلك أن يتم التوافق على ثلاثة بنود، سعينا أن تكون بنود الحد الأدنى، وبعضها لصالح النظام شكلاً ولصالح الشعب واقعياً، وتهرب الروس من جميع هذه الاقتراحات”

وأوضح المصدر “البند الأول أن تضغط المعارضة السورية على المجتمع الدولي لكسر الحظر المفروض على الغذاء والدواء على سورية، وهو شرط يناسب النظام، والبند الثاني هو السماح للمعونات الإنسانية والغذائية بالدخول لمختلف المناطق السورية، ويتم توزيعها بمعرفة الروس وغيرهم ممن يتم التوافق عليه، والثالث أن يتم إطلاق سراح جميع النساء والأطفال المخطوفين من كل الأطراف، وأن يفرج النظام عن 60% من المعتقلين لديه، وخاصة أولئك ممن لا علاقة مباشرة لهم بالأزمة والمحتجزين كرهائن بدلاً عن أقارب لهم، وخففنا النسبة إلى 40% من المعتقلين، ورغم هذا قال لنا الروس لا نستطيع تلبية هذا المطلب”

وأعرب المصدر عن “خيبة الأمل” من الموقف الروسي لأنها “لم تكن بحجم المسؤولية والوعود”، وقال “من لم يستطع التدخل لإطلاق سراح قياديين في الهيئة لن يستطيع فرض شروط سياسية أكبر تتعلق بتغيير نظام الحكم”

وقال المصدر “يعتقد جزء من قياديي هيئة التنسيق أن مؤتمر جنيف2 لن يحقق الحد الأدنى من مطالب الثورة السورية، فالنظام يعتقد نفسه منتصراً، ويعتمد على الدعم السياسي الروسي، والدعم التخطيطي العسكري الإيراني، ولن يقبل بأي تنازلات عن سلطته”، منوها بأن معارضين سوريين ينتمون لكل التيارات المعارضة يحاولون التوصل لاتفاق يشمل كل المعارضة لتأجيل جنيف2 لتغيير الظروف والشروط والأدوات، على حد وصفه

إخوان سورية يطالبون الدول الراعية لجنيف2 بضمانات تشكيل هيئة حكمٍ انتقالي بدون الأسد

روما (10 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

طالبت جماعة الإخوان في سورية بضمانات من الدول الراعية لجنيف2 الخاص بالحل التفاوضي للأزمة السورية، على أن يفضي المؤتمر إلى تشكيل هيئة حكمٍ انتقالية “كاملة الصلاحيات لا يكون (للرئيس) بشار (الأسد) وأركان حكمه أي دور” فيها

كما طالبت الجماعة المحظورة في سورية الدول الراعية بالعمل قبل انعقاد على “خروج القوات الغازية الإيرانية وقوات حزب الله والميليشيات الشيعية العراقية من سورية”، إضافة إلى “إجبار العصابة الحاكمة في سورية على إيقاف جرائم القتل التي تمارسها بحق شعبنا السوري بكل أشكالها وأنواعها وعلى الإفراج عن المعتقلين الأحرار في سجون العصابة الحاكمة، بَدءاً بالنساء والأطفال”، حسبما جاء عنها في بيان

كما دعت الجماعة إلى “إطلاق عمليات الإغاثة الشاملة للشعب السوري وتأمين الممرات الآمنة وفك الحصار عن القرى والبلدات والمدن السورية التي تحاصرها قوات بشار الأسد”

وحذرت من “إن استمرار الصمت الدولي عن جرائم بشار ونظامه يحول دون توفير المناخ الملائم لأي حل سياسي يحقق لشعبنا حريته التي ثار من أجلها”، كما أنه “يُديم الكارثة الإنسانية التي تُسبِّبها العصابة الحاكمة، بأشكالها المتعدِّدة”، مما “يجعل الذهاب إلى مؤتمر جنيف2 غير ذي جدوى، وضربا من العبث والتفريط بحقوق الشعب السوري الأبي وثورته المجيدة”، حسب البيان

قوات الاسد تقتل عشرات من مقاتلي المعارضة في مدينة حمص

بيروت (رويترز) – قالت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) والمرصد السوري لحقوق الانسان إن قوات الرئيس السوري بشار الاسد قتلت عشرات من مقاتلي المعارضة الذين كانوا يحاولون كسر حصار الجيش لمدينة حمص.

ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله إن وحدات الجيش تصدت “لمجموعات ارهابية مسلحة” كانت تحاول الدخول الى حي الخالدية الواقع الى شمال منطقة مقاتلي المعارضة المحاصرة في الحي القديم بقلب حمص هذا الاسبوع.

وذكرت الوكالة إن قوات الجيش قتلت 37 من قوات المعارضة دون ان تفصح عن حجم الخسائر بين صفوف قوات الاسد.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن 45 على الاقل من قوات المعارضة حوصروا وقتلوا وهم يهمون بمغادرة الحي القديم لحمص الاربعاء ليلا وصباح الخميس.

وقال المرصد الذي يتابع اعمال العنف في سوريا من خلال شبكة من المصادر العسكرية والطبية ويتخذ من بريطانيا مقرا له إنه لا يملك معلومات بشأن خسائر القوات الحكومية.

وكانت قوات الاسد قد حاصرت قوات المعارضة في حمص أكثر من عام. وحمص بؤرة الانتفاضة ضد الاسد التي تفجرت عام 2011 وتحولت الى صراع مسلح وحرب اهلية بعد ان شنت القوات السورية حملة صارمة على المحتجين.

وطردت قوات الاسد مقاتلي المعارضة من مناطق ريفية قريبة كانت تمثل جزءا من خطوط امدادهم من لبنان المجاور.

وفقد الاسد السيطرة على مناطق واسعة من شمال سوريا وشرقها الا ان الاقتتال الشديد بين قوات المعارضة ادى الى تداعي حملتهم العسكرية للاطاحة بالرئيس السوري.

وسقط مئات من مقاتلي المعارضة قتلى خلال اسبوع من القتال بين مجموعة من المقاتلين الاسلاميين وآخرين معتدلين ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبط بالقاعدة في سوريا.

يجيء هذا القتال قبل اقل من اسبوعين من محادثات سلام مقررة في سويسرا تهدف الى ايجاد حل سياسي للصراع الذي مضى عليه نحو ثلاث سنوات – ويقول المرصد السوري إنه اودى بحياة 130 الف شخص – والتوصل الى اتفاق على هيئة انتقالية تحكم سوريا.

(إعداد محمد هميمي للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)

“الدولة الاسلامية في العراق والشام” تحرز تقدما في الرقة شمال سوريا

بيروت (أ ف ب)

احرز مقاتلو “الدولة الاسلامية في العراق والشام” تقدما في المعارك الجارية في الرقة (شمال) فيما يواصل مقاتلو المعارضة هجومهم في ريفي حلب (شمال ) وادلب (شمال غرب)، حسبما ذكر الجمعة ناشطون.

وقال الناشط علاء الدين، من حلب، “ان مقاتلين من الجيش الحر يحرزون تقدما في محافظتي إدلب وحلب، لكن مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام ينتصرون في الرقة نظرا لكون طرق الإمداد لها (الى العراق) مفتوحة هناك”.

واضاف الناشط لوكالة فرانس برس عبر الإنترنت “لم يعد هناك اي مقر للدولة الاسلامية عمليا في ادلب كما هو الحال في مدينة حلب وغرب المحافظة” الواقعة على الحدود التركية.

وافاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، من جهته، “عن سيطرة مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام على حي المشلب ومقر جبهة النصرة في مقام اويس القرني في الرقة” التي وقعت تحت السيطرة الدولة الاسلامية مؤخرا بعد أن فقد نظام الرئيس بشار الأسد السيطرة على المدينة.

وظهر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام المنتمي الى القاعدة لاول مرة في الصراع السوري الربيع الماضي من العام المنصرم.

وبعد ان رحب مقاتلو المعارضة في البداية بانضمام الجهاديين اليهم في صراعهم ضد النظام، الا ان انتهاكاتهم المروعة وسعيهم للهيمنة ادى الى انقلاب نحو “90 بالمئة من الشعب” في المناطق المعارضة ضدهم، بحسب علاء الدين.

وشن مقاتلو المعارضة المسلحة، بمن فيهم جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة أيضا ولكن تعتبر أكثر اعتدالا، الحرب على مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام يوم الجمعة الماضي.

وقتل منذ ذلك الحين مئات من المقاتلين من كلا الجانبين، وفقا للمرصد ومقره بريطانيا، ويعتمد في تقاريره على شبكة واسعة من الناشطين والأطباء على الأرض.

كما عانى من هذا الاقتتال كذلك الكثير من المدنيين.

واشار علاء الدين الى ان “السكان في مدينة حلب، محاصرون في منازلهم، غير قادرين على جلب الدواء أو الغذاء، خوفا من تعرضهم الى اطلاق النار من قبل القناصة في حال خروجهم” مضيفا ان “الوضع اكثر سوءا في الرقة”.

وبالتوازي مع احتدام المعارك في ريف حلب، تعرضت عدة أحياء تقع تحت سيطرة المعارضة الى قصف جوي من قبل قوات النظام، بحسب المرصد.

وذكر المرصد ان “اشتباكات عنيفة دارت بعد منتصف ليل الخميس الجمعة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني وضباط من حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وعدة كتائب اسلامية مقاتلة من جهة اخرى في محيط منطقة نقارين وتلة الشيخ يوسف”.

وانطلق النزاع المسلح في سوريا بعد ان قام النظام بقمع حركة احتجاجية مناهضة له في اذار/مارس 2011. وقتل منذ اندلاعها اكثر من 130 الف شخص، واجبرت الملايين على الفرار من منازلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى