أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 11 نيسان 2014

 “النصرة” تصد هجوم “داعش” في البوكمال

 بيروت – أ ف ب

صدت “جبهة النصرة” وكتائب اسلامية هجوم مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) على مدينة البوكمال في شرق سورية عند الحدود مع العراق، اثر معارك أدت الى سقوط أكثر من 90 مقاتلا من الطرفين.

وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن اليوم الجمعة ان “جبهة النصرة والكتائب الاسلامية المقاتلة صدت هجوم الدولة الاسلامية في العراق والشام على مدينة البوكمال في دير الزور” الذي بدأ فجر الخميس، وتمكن خلاله التنظيم الجهادي من التقدم داخل المدينة.

وأوضح ان “النصرة” والكتائب الاسلامية “استعادت السيطرة على كامل المدينة”، وانسحب عناصر “داعش” الى “محطة +التي تو+ النفطية” الواقعة في البادية، على مسافة نحو 60 كلم الى الجنوب الغربي.

واشار “المرصد” الى ان مقاتلي “داعش” سيطروا الخميس على هذه المحطة الواقعة على احد انابيب النفط بين العراق وسورية.

وتعتبر محافظة دير الزور من المناطق السورية الغنية بالنفط والغاز.

واوضح عبد الرحمن ان “النصرة استقدمت تعزيزات الى البوكمال من مناطق اخرى في دير الزور”، ما مكنها من صد الهجوم. واشار الى ان المعارك “ادت الى سقوط 86 مقاتلا، بينهم 60 مقاتلا من النصرة والكتائب الاسلامية المقاتلة بعضهم اعدمتهم الدولة الاسلامية”. كذلك، اعدمت الدولة الاسلامية “سبعة مقاتلين من لواء اسلامي مقاتل عقب السيطرة على محطة +التي تو+” النفطية، إضافة إلى 19 قتيلاً من “داعش”.

من جهة ثانية، قال “المرصد السوري لحقوق الانسان” ان مقاتلي المعارضة السورية شنوا هجوما على حاجز مشترك للقوات النظامية السورية و”قوات الدفاع المدني” شبه العسكرية في حماه فقتلوا 13 عنصرا من الميليشيا الموالية للنظام، في حين سقط اربعة منهم.

واوضح المرصد ان “مقاتلي الكتائب الاسلامية المقاتلة شنوا صباح اليوم هجوما على حاجز مشترك للجيش النظامي وقوات الدفاع الوطني بين مدينة سلمية ومنطقة إثريا بريف حماه الشرقي، فقتلوا 13 عنصرا من قوات الدفاع الوطني واستشهد اربعة من المقاتلين” المعارضين.

وكان مقاتلو “داعش” اقتحموا فجر الخميس البوكمال وسيطروا على اجزاء منها، محاولين التقدم للسيطرة على المعبر الحدودي مع العراق، والذي يربط سورية بمحافظة الانبار في غرب العراق، والتي تعد معقلا بارزا لـ “داعش”.

وفقد نظام الرئيس بشار الاسد السيطرة على البوكمال منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2012.

وانسحب مقاتلو “داعش” في 10 شباط (فبراير) الماضي من كامل دير الزور بعد معارك مع مقاتلين اسلاميين بينهم عناصر “النصرة” المرتبطة بتنظيم “القاعدة”. وطردت “النصرة” والكتائب الاسلامية من البوكمال، “اللواء الاسلامي المقاتل” الموالي لـ “داعش” والذي كان يسيطر على المدينة.

مستشارة الأسد تنتقد وسائل إعلام “صديقة” عزت “صمود” دمشق الى “احزاب ودول

بيروت – “الحياة”

انتقدت مستشارة الرئيس السوري بشار الاسد للشؤون الاعلامية بثينة شعبان وسائل اعلام “صديقة” بثت مقابلات وتقارير تشير الى دور رئيسي لدول واحزاب في “صمود” النظام السوري الذي يواجه انتفاضة شعبية منذ اكثر من ثلاثة اعوام، وكشفت ان وزارة الاعلام السورية “اتخذت بعض الاجراءات” في حق هذه الوسائل. ويأتي ذلك بعد ايام من تلميح صحيفة لبنانية مقربة من “حزب الله” الى اجراءات في حق محطتي “المنار” التابعة للحزب و”الميادين” المقربة منه، شملت منعهما من البث المباشر من سورية.

وكتبت شعبان على حسابها الخاص على موقع “فايسبوك” تقول ان “بعض المحطات الصديقة أقدمت في الآونة الأخيرة على بث مقابلات وتقارير توحي نوعاً ما بأن سورية ودولتها لم تكن لتصمد لولا دعم فلان وفلان من الدول والأحزاب، وهذا أمر مرفوض. سورية صمدت بشعبها الذي قدم الى الان اكثر من ربع مليون شهيد”.

واضافت ان “وزارة الإعلام في الدولة السورية اتخذت بعض الإجراءات المبنية على توجهات الدولة التي أسست العلاقات بين سورية وغيرها على أساس الاحترام المتبادل”.

وتابعت شعبان ان موقف الدولة السورية “كان وما يزال ثابتا، لن نركع لأي ضغوط وسنمضي في طريق القضاء على الارهاب. واذا علمنا أن في تحالفنا مع أي دولة وأي حزب مصلحة لسورية فسنفعل. علاقتنا مع حزب الله متجذرة وعلاقتنا مع ايران كذلك وعلاقتنا مع روسيا صداقة ومصالح مشتركة. لكن عندما تتباين المصالح سنمضي في طريق مصلحة شعبنا ولن نكون تابعين لأي احد”.

وكانت مواقع اخبارية الكترونية نسبت امس الى “مصادر مطلعة في بيروت” قولها ان “قناة الميادين اتخذت قراراً صامتاً بتقليص تغطيتها الاخبارية في سورية بعد قرار سلطات دمشق وقف البث المباشر للقناة من مناطق المعارك إلا باذن رسمي”. واضافت ان القرار شمل ايضا قناة “المنار”.

وكانت “المنار” استضافت قبل ايام وزير الاعلام السوري عمران الزعبي الذي قال: “اننا نحترم قناة المنار لأنها قناة مقاومة، وكذلك قناة الميادين لانها قناة قومية، ولكن المسألة تنظيمية بحتة”.

يذكر ان صحيفة “الاخبار” القريبة من “حزب الله” نشرت في 4 نيسان (أبريل) الجاري افتتاحية جاء فيها: “ما يكسر الظهر، هو ما حصل قبل ايام، عندما قرر احد ما، معلوم الاسم والاقامة والموقع، ان الادارة الاعلامية للمعركة في وجه العصابات المسلحة، لا تكون إلا كما يرى هو، وان كل محاولة لتظهير المعركة بغير ما يطابق صورة الاعلام الرسمي، سيجري التعامل معها على اساس انها اعتداء على السيادة في سورية. وما لبث القرار ان تُرجم اقصاء لوسائل اعلامية من بينها «الميادين» و«المنار» تقود من مواقع متواضعة مادياً وتقنياً، اقسى معركة مع طواحين امبراطوريات الاعلام المعادي لسورية، ونجحت في تحطيم كذبة اعلام القتلة ومموليهم. لكن يبدو ان في دمشق، وفي موقع القرار، من لديه رأي آخر. وهو طبعاً حرّ في رأيه”.

استئناف عمليات نقل الأسلحة الكيماوية السورية

 بيروت – أ ف ب

أكد الناطق باسم القوة البحرية المكلفة نقل الاسلحة الكيماوية السورية ان عمليات اجلاء هذه الاسلحة استؤنفت، موضحاً انه ما زال من الممكن احترام البرنامج الزمني المحدد لإزالة هذه الترسانة.

وقال سايمن رودي، مسؤول الشؤون العامة في رسالة الكترونية، ان “العمليات استؤنفت بعد فترة توقف خلالها شحن مواد كيماوية من سورية”. واضاف ان “الوضع الامني اعتبر جيداً بدرجة كافية” لاستئناف عمليات الشحن، مشيراً الى ان “14 حاوية جرى تحميلها منذ 4 نيسان (ابريل) الجاري على السفينة الدنماركية ارك فوتورا في مرفأ اللاذقية غرب سورية”. وتابع ان “هذا يعني ان العمليات مطابقة للبرنامج الزمني المحدد، لكن الوضع الامني سيلعب دوراً مهما في احترام المهل”. وكان ديبلوماسيون نقلوا في 3 نيسان (ابريل) الجاري عن سيغريد كاغ التي تنسق العملية المشتركة لتدمير السلاح الكيماوي في سورية انه ما زال في إمكانها التقيد بالجدول الزمني لتدمير اسلحتها الكيماوية اذا استأنفت على الفور عمليات نقل هذه الاسلحة. وكانت كاغ التي تنسق هذه العملية مع منظمة حظر الاسلحة الكيماوية والامم المتحدة تعرض تقريراً امام مجلس الامن عبر نظام الدائرة المغلقة خلال مشاورات مغلقة.

داعش” يحاول وصل دير الزور بالأنبار سقوط موقع استراتيجي للنظام في القنيطرة

(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

تواصل القوات السورية النظامية عملياتها العسكرية في مزارع بلدة رنكوس بمنطقة القلمون في ريف دمشق وفي بلدة المليحة بالغوطة الشرقية في ضواحي دمشق. ووسط اشتباكات عنيفة مع “جبهة النصرة” الموالية لتنظيم “القاعدة”، اقتحمت “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) مدينة البوكمال في محافظة دير الزور في محاولة للسيطرة على المدينة ومعبرها الحدودي الذي يربط دير الزور بمحافظة الانبار العراقية التي تعد معقلاً اساسياً للتنظيم الاصولي، مما اسفر عن مقتل 51 شخصاً.

وأفاد مقاتلون معارضون أنهم سيطروا على منطقة التل الأحمر الاستراتيجية في محافظة القنيطرة التي تطل على الجزء الذي تحتله إسرائيل في هضبة الجولان. والتل الأحمر موقع عسكري ممتاز اذ يرتفع 600 متر عن مستوى سطح البحر. وتحاصر قوات المعارضة المنطقة منذ ما يزيد على الشهرين.

وقالت فصائل عدة تنضوي تحت لواء “الجيش السوري الحر” أنها سيطرت على نقاط تفتيش حيوية عدة.

وأوضح ضابط ميداني من “الجيش السوري الحر” يدعى أبو خليل أن كتيبة “المدينة المنورة “ وفصائل أخرى نجحت في “تحرير” المنطقة الغربية للتل الأحمر بعد حصار استمر أكثر من شهرين.

وأشارت قوات المعارضة الى أنها استولت على كل الأسلحة والذخائر التي عثرت عليها في نقاط التفتيش وتشمل دبابة ومدافع هاون وأسلحة خفيفة مختلفة.

وأوردت “جبهة النصرة” في حساب منسوب إليها بموقع “تويتر” للتواصل الإجتماعي أن “أحد شهداء جبهة النصرة (لأهل الشام) لم يبلغ الـ14 من عمره… قتل على يد جماعة الدولة (الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش ) في معارك البوكمال”. ونشرت صورة الفتى الذي لم تذكر اسمه.

كما تحدثت عن “مقتل أبو اليمان القائد العسكري في جبهة النصرة المكلف قيادة حملة فك الحصار عن حمص”، قائلة إن “جماعة الدولة قتلته”.

الأسلحة الكيميائية

على صعيد آخر، أعلن خبراء أنهم جاهزون لبدء العمل في تدمير مخزون سوريا من الأسلحة الكيميائية في عرض البحر المتوسط بحلول أوائل أيار. وكان الخبراء يتحدثون عن سفينة شحن حوّلت مدمرة للأسلحة الكيميائية السورية في عملية كلفت ملايين الدولارات. والآن بات كل ما يأمل فيه الخبراء هو استمرار تحسن الطقس وأن تسلم دمشق مخزونها في الموعد.

وقال مسؤولون ان سفينة الحاويات السابقة “كيب راي” الراسية الآن أمام شاطئ بجنوب اسبانيا زوّدت معدات قيمتها عشرة ملايين دولار على الأقل بما يسمح لها باستيعاب نحو 560 طنا من المواد الكيميائية الأكثر خطورة في سوريا والإبحار بها إلى عرض البحر.

وسيتولى الطاقم المتخصص على متن السفينة بتحويل قدر كبير من هذه المواد إلى محلول من المواد الكيميائية أقل سمية معد للتخلص منه على الأرض.

ويقول مسؤولون على متن السفينة الرمادية العملاقة المكونة من خمس طبقات إن العملية بسيطة إلى حد ما. فالمياه الساخنة هي العامل الرئيسي لإبطال مفعول المواد السامة. لكن الأمور قد تصير أكثر صعوبة إذا ارتفعت أمواج البحر.

محاولة لربط دير الزور بالعراق… وأنباء عن فرار الجولاني

“داعش” يهاجم “النصرة” في البوكمال

عادت الحدود السورية – العراقية إلى واجهة الأحداث الأمنية أمس، مع هجوم شنه تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) على مدينة البوكمال، بهدف طرد عناصر “جبهة النصرة” من المعبر الحدودي ومن منطقة دير الزور الغنية بالنفط، في محاولة لربط المنطقة بالانبار في العراق والحصول على العوائد المالية الضخمة للنفط.

وسارعت “جبهة النصرة” إلى إصدار بيان هددت فيه “جماعة الدولة بما يسوؤهم”، واتهمت زعيم “داعش” أبو بكر البغدادي بسحب مقاتليه من مناطق القتال مع القوات السورية لمهاجمة البوكمال ودير الزور، التي فر منها زعيم “النصرة” أبو محمد الجولاني وقيادات إلى حلب، خوفا من قتلهم.

وفي حلب، يواصل الجيش السوري محاولاته لاستعادة المباني التي سيطر عليها “جهاديون” أمس الأول في الليرمون، بعد شنهم هجوما عنيفا في إطار معركة أطلقوا عليها اسم “المرحلة الثانية من بتر الكافرين”. واستطاع المسلحون، في الهجوم الذي انطلق من ثلاثة محاور في غرب حلب، السيطرة على أبنية في حي الليرمون، في حين تمكن الجيش السوري والفصائل المؤازرة له من التصدي لهجومَي الراشدين والراموسة.

وفي الوقت الذي كانت القوات السورية تواصل هجومها على المليحة في ريف دمشق، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) “قُتِل مواطنان، وأصيب 37، في سقوط عشرات قذائف الهاون التي أطلقها إرهابيون على مناطق جرمانا والقصاع والدويلعة والطبالة وكشكول ومزة 86 السكنية”. وبعد يوم من استرداد رنكوس، أطلقت القوات السورية عملية جديدة مستهدفة بلدة الصرخة في منطقة القلمون الإستراتيجية.

وسلّط الهجوم الحاشد الذي شنّه “داعش” على مدينة البوكمال في ريف دير الزور، الضوء على هذه المنطقة الحدودية الغنية بالنفط، والتي تؤمن لمن يسيطر عليها مصادر تمويل ضخمة. كما أن من شأن السيطرة عليها، بالتزامن مع التقدم الذي يحققه “داعش” في منطقة مركدة وصولاً إلى بلدة غريبة على مدخل دير الزور الغربي، أن يضع مدينة دير الزور، التي تسيطر عليها “جبهة النصرة” و”الجبهة الإسلامية” بين فكي كماشة، ويحيي بالتالي آمال “داعش” بربط دير الزور مع صحراء الأنبار في العراق.

وأصرّ قياديو “جبهة النصرة”، وعلى رأسهم عطية الله العكيدي، أن أرتال المهاجمين دخلت عبر الحدود العراقية، موجها اتهاماً غريباً إلى البغدادي بأنه يتلقى الدعم من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

أما المعلومات المؤكدة فإنها تشير إلى أن رتل “داعش” الذي هاجم البوكمال جاء من البادية. وأكد مصدر محلي لـ”السفير”، أن عشائر عدة ساعدت رتل “داعش” في الهجوم على البوكمال، منها المراسمة، والجبور الشيخ حمد، وعقيدات الشعفة، والبكّير. في المقابل، قاتل إلى جانب “النصرة” ألوية عدة مثل “لواء القعقاع” و”جيش أهل السنة والجماعة” و”جيش مؤتة” و”جيش محمد” وقسم من قبيلة العقيدات. وذكر “المرصد السوري لحقوق الانسان”، في بيان، ان “51 مسلحا قتلوا في المعركة”. (تفاصيل صفحة 15).

وفي دير الزور، أكدت مصادر إعلامية مقربة من “داعش” أن قادة “النصرة” وعلى رأسهم أبو محمد الجولاني وأبو ماريا القحطاني وبعض أعضاء “مجلس شورى” الجبهة هربوا إلى حلب. وكان الجولاني والقحطاني يقيمان في مدينة الشحيل التي ضاق الحصار حولها بعد الاشتباكات الأخيرة، كما أن تصفية “داعش” لرئيس “الهيئة الشرعية في النصرة” في المنطقة الشرقية محمد الراوي (أبو الليث)، قد تكون أثارت مخاوف قيادات “النصرة” من مصير مماثل فعمدوا إلى الهروب.

واتهمت “قيادة المنطقة الشرقية في جبهة النصرة”، في بيان، “البغدادي بحشد جنوده وسحبهم من الجبهات على ثغور النصيرية (رغم قلتها) ــ كما في الساحل وغيره ــ لقتال المجاهدين في المنطقة الشرقية، فجمعوا جمعهم إلى مدينة البوكمال، التي لم يكن لجماعة الدولة أي تواجد فيها”.

وأضاف البيان: “لقد صدق في هؤلاء وصف شيخنا (زعيم القاعدة أيمن) الظواهري حيث نعتهم بأحفاد ابن ملجم، وهم كذلك”. وتابع: “ندعو الأمة عامة، وعلماءها خاصة، إلى الإسراع باتخاذ موقف شرعي واضح من هذه الفئة التي أفسدت الجهاد في الساحة الشامية، ونذكِّر العلماء بأن ما عند الله خير وأبقى فلا يخافون في الله لومة لائم وليصدعوا بالحق الذي أمرهم الله به. وإنّا لنبشر جماعة الدولة ــ إن استمروا في بغيهم ـ بما يسوؤهم، ولنخيبن سعيهم، ونفضحن ضلالهم، ولنحققن قول الظواهري: سيخيب في أرض الشام حفيدهم”.

“حزب الله” في سوريا.. عام مضى!

خبرات قتالية مكتسبة تثير قلق إسرائيل

علي هاشم

عام مضى و”حزب الله” في سوريا… سريعة مرت الأيام والأحداث، حتى أن كثيرين لم يعودوا يميزون بين اليوم الذي سبق تدخل “حزب الله” وهذا اليوم، وإن كان مَن على الأرض – ممن يقاتلون ويقتلون من النظام والمعارضة – يعلمون علم اليقين أن دخول الحزب إلى المعركة كسر السائد حينها، وقلب الميمنة على الميسرة، وأن النظام، الذي كان في آذار وشباط العام 2013 يدافع عن أسوار دمشق ويعيش إرهاصات اليوم الذي يلي، أصبح في نيسان العام 2014 مطمئنا إلى أن الأيام الصعبة أضحت خلفه، وأنه اليوم معني بالدرجة الأولى بالتفكير في كيفية الوصول إلى تسوية تنهي ثلاث سنوات من القتال، وتضع حداً لعداد القتل الذي قارب الـ150 ألف شخص.

نعود إلى “حزب الله”، وماذا فعل الحزب في عام كامل من المشاركة في سوريا. هو سؤال لا شك بأن له الكثير من الأجوبة، إذا ما كانت الإجابات متروكة للمشاعر والتحليلات. المعارض له وجهة نظر، والمؤيد كذلك، ولكن إذا ما سألنا ماذا فعل “حزب الله” عسكرياً – أو لنكن أكثر دقة ماذا فعلت حرب سوريا بالحزب عسكرياً – يصبح لزاماً علينا أن نستطلع آراء من يعنيهم الأمر بالدرجة الأولى.

قبل شهر تقريباً، قال مسؤول عسكري إسرائيلي، رفض الإفصاح عن اسمه، في تصريح نقلته صحيفة “إسرائيل اليوم” في عدد 21 آذار الماضي، إن الخبرة القتالية التي لا تقدر بثمن التي حصل عليها الحزب في سوريا “هي محل قلق لإسرائيل”، لأنّ أي حرب برية مقبلة ستكون “بشعة للغاية”.

كلام هذا الضابط ليس سوى تقييم من التقييمات العديدة لليوم الذي يلي سورياً على جبهة “حزب الله”. كثرٌ هم الذين كتبوا عن هذا الجانب، لا سيما أولئك الذين درسوا تجربة الحزب وتطوره خلال السنوات الماضية، من حركة مقاومة لبضع مئات إلى جيش من عشرات الآلاف.

بدورنا نحاول أيضا أن نستطلع رأي بعض الخبراء العسكريين مباشرة، أو غير مباشرة، لفهم الواقع العسكري للمقاومة الإسلامية في لبنان، خارج إطار الموقف السياسي مما يحدث في سوريا، وخارج إطار الموقف من مشاركة “حزب الله” في سوريا، أو المصلحة والمبررات لحصول هذه المشاركة، الكلام هنا عسكري محض.

“الوقت ما زال مبكراً لكي نفهم بماذا خرج حزب الله من الحرب في سوريا” يقول أندرو إكسوم، المتخصص في شؤون “حزب الله” والذي أعد أطروحة الدكتوراه الخاصة به عن الحزب. ويضيف إسكوم لـ”السفير” ان “التجربة القتالية التي يكتسبها الحزب من خلال القتال هائلة، ولكن لا بد من الأخذ في الاعتبار ان حزب الله خسر خلال هذه المعركة بعضاً من القادة الميدانيين من أصحاب الخبرة، والذين يصعب تعويضهم”.

يقول آخر بيان صادر عن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” المعارض، في الأول من نيسان الحالي، إن “حزب الله” خسر، خلال عام من القتال، 364 من مقاتليه. و”المرصد” حتى اللحظة هو الجهة التوثيقية الوحيدة التي قدمت أرقاماً واضحة، بغض النظر عن دقتها، فالأمر في نهاية المطاف يحتاج إلى تأكيد من جانب “حزب الله”، وإن كان لدى الحزب سياسة واضحة في الإعلان عن عناصره الذين يقضون في سوريا من خلال نعيهم، والقول “استشهد خلال قيامه بواجبه الجهادي”. لذا، فإن جردة سريعة لكل من نعاهم حزب الله خلال العام الماضي ستعطي صورة واضحة عن الخسائر البشرية لديه، والتي تبدو حتى اللحظة أقل بكثير من الأرقام التي كانت تروّج لها بعض وسائل الإعلام الموالية للمعارضة السورية. هنا لا بد من الإشارة إلى ان ثلث شهداء الحزب، بحسب الأرقام التقريبية، سقطوا في القصير، أي في أول معركة هجومية في تاريخ “حزب الله” في سوريا.

“في القصير أعتقد أن حزب الله فعل ما كنا لنفعله نحن كأميركيين في أفغانستان والعراق في مواجهة المسلحين، أي القتال المباشر” يوضح إكسوم، الذي خاض حربي أفغانستان والعراق كقائد مجموعة، وتولى حتى العام 2013 مسؤولية ملف لبنان في البنتاغون. ويضيف “حزب الله في القصير قاد القتال بدل السوريين. هو لم يقاتل إلى جانبهم ولا معهم ولا عبرهم. نجحوا حينها لكنهم تعرضوا لخسائر. اليوم أعتقد أن حزب الله يحاول القتال بطريقة مختلفة، من خلال القتال إلى جانب السوريين ومعهم ومن خلالهم”.

مصدر مقرب من “حزب الله” أكد لـ”السفير” أن الحزب اليوم في سوريا ليس هو ذاته “حزب الله” القديم. ويقول “صحيح أن بعض الإخوة من أصحاب الخبرة استشهدوا خلال المعركة، لكن الجيل الجديد في المقاومة يكتسب خبرات كبيرة من خلال المعارك العنيفة التي يخوضونها في أوضاع مناخية وجغرافية مختلفة، وباستعمال تكتيكات متنوعة”. ويضيف “المقاتلون أصبحوا قادرين على العمل في جميع الظروف، وكذلك فإنهم اكتسبوا خبرات الحرب الكلاسيكية إلى جانب استخدامهم قدراتهم الاستثنائية المعروفة في حرب العصابات، وهذا اتضح جلياً في معركة يبرود التي قُتل فيها عدد كبير من الإرهابيين في عمليات خاصة”.

سألنا مصدرنا عما إذا كان “حزب الله” يوازن بين وجوده في سوريا وجهوزيته على الحدود مع فلسطين المحتلة، فيرد “حزب الله اليوم ليس حزب الله في العام 2006. حينها كان عديد الحزب آلافاً وليس عشرات الآلاف كما هي الحال اليوم. معظم هؤلاء اليوم في لبنان. من في سوريا اليوم على أعلى تقدير بالآلاف… ودون الخمسة آلاف”.

في هذا الإطار يقول جان لوب سمعان، الباحث في قسم الشرق الأوسط في جامعة حلف شمال الأطلسي، لـ”السفير”، إنه بغض النظر عن عدم لمسه تغييراً حقيقياً في طريقة قتال “حزب الله” بسبب عملياته في سوريا، إلا أنه لا يرى أي تراجع على صعيد الجاهزية في جنوب لبنان. ويقول “الإسرائيليون مهتمون أكثر بترسانة حزب الله وصواريخه المتوسطة والقصيرة المدى في الجنوب، ما دامت هذه الترسانة هنا، ومن يشغلون هذه الصواريخ ويملك خبرة العمل عليها هنا، أستطيع القول إن التوازن العسكري قائم بين حزب الله وإسرائيل”.

في كانون الثاني الماضي، كتب الباحث في “مركز محاربة الإرهاب” في الولايات المتحدة جيفري وايت دراسة حول مشاركة “حزب الله” في سوريا، وخرج بخلاصات جاء فيها أن “حزب الله اكتسب خبرات في القيادة والسيطرة على الصعيد العملياتي والتكتيكي، وهو يربي جيلا جديدا من القادة والمقاتلين بخبرة قتالية كبيرة”. ويضيف “عمليات الحزب في سوريا زادت من قدرة مقاتليه ووحداته القتالية، ورفعت من مستوى انسجامهم وعملهم الجماعي وقدرتهم على الصمود، وهي أيضاً حسّنت من مستوى الأفراد والمجموعات الصغيرة والمهارات التكتيكية، وقدرة الحزب على جميع المعلومات التكتيكية والاستخباراتية”.

إذاً فـ”حزب الله” في سوريا وبعدها هو “حزب الله” جديد. خلطة تجمع بين عقلية حرب العصابات وقدرات الجيوش النظامية. هنا نعود مجدداً إلى إندرو إكسوم الذي خرج بخلاصة غريبة لكن ربما تستحق الإشارة: “هناك بعض الغرابة هنا… حزب الله بدأ كفصيل يتبنى حرب العصابات وقاتل إسرائيل بهذا التكتيك”. ثم يشرح أن إسرائيل نفسها قبل إنشاء دولتها خاضت حروب عصابات، لكنها بعد ذلك تحولت إلى جيش يواجه حرباً كهذه في جنوب لبنان: “حزب الله اليوم يمر بتجربة التحوّل ذاتها”.

“النصرة” تتهم المالكي بدعم البغدادي!

“داعش” يقتحم مدينة البوكمال

عبد الله سليمان علي

دخلت الحدود العراقية – السورية على خريطة الأحداث الساخنة بعد غيابها لأشهر طويلة، لحساب الانشغال بالمناطق الحدودية الأخرى، سواء اللبنانية مع القلمون، أو التركية مع كسب، أو حتى الأردنية من خلال الحديث عن فتح الجبهة الجنوبية.

وسلّط الهجوم الحاشد الذي شنّه أمس تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) على مدينة البوكمال في ريف دير الزور، الضوء على هذه المنطقة الحدودية الغنية بالنفط.

وتداخلت عوامل عسكرية وعشائرية واقتصادية عدة في إنضاج “الساعة الصفر” لدى قيادة “الدولة الإسلامية” لشن هذا الهجوم. وجاءت “الساعة الصفر” مباشرة بعد إطلاق “الأمير” العسكري البارز في “جبهة النصرة” في دير الزور أبو أسامة العدني شعار: “الآن الآن جاء القتال”، مهدداً بإرسال الأرتال لاستعادة الرقة، التي تعتبر معقل “داعش” الرئيسي في سوريا، كما يأتي بعد أيام فقط من إصدار “النصرة” بياناً تهدر به دماء عشيرة الجبور في البوكمال. وقد نشرت “السفير” هذا البيان، وأشارت إلى الغليان العشائري والقبلي الذي يتصاعد في المنطقة الشرقية عموماً، ودير الزور خصوصاً، على خلفية الاستقطاب بين “النصرة” و”الدولة الإسلامية”.

كذلك، فإن غنى البوكمال بآبار النفط وحقول الغاز لعب دوراً في التشجيع على تسريع قرار الهجوم، لما تتيحه هذه الآبار من مصادر تمويل ضخمة جداً لمن يسيطر عليها، بالإضافة إلى أن من شأن اقتحام البوكمال، بالتزامن مع التقدم الذي يحققه “داعش” في منطقة مركدة وصولاً إلى بلدة غريبة على مدخل دير الزور الغربي، أن يضع مدينة دير الزور، التي تسيطر عليها “جبهة النصرة” و”الجبهة الإسلامية” بين فكي كماشة، ويحيي بالتالي آمال “داعش” بربط دير الزور مع صحراء الأنبار في العراق، والتي تقع تحت سيطرته الفعلية.

وتمكّن عناصر “الدولة الإسلامية” من اقتحام مدينة البوكمال والسيطرة على مقارّ ومواقع عدة تابعة لـ”جبهة النصرة”، أهمها مقر “الهيئة الشرعية” واعتقال رئيسها محمد الراوي (أبو الليث)، ومستشفى عائشة ومبنى فرع “حزب البعث” سابقاً، لكنهم لم يسيطروا على المدينة بشكل كامل. وشملت سيطرتهم كلا من بلدة كباجب ومنطقة جسر الأمن السياسي الذي شهد انفجار سيارة من دون معرفة مصدرها أو النتائج التي ترتبت عنها، وذلك في الوقت الذي امتدت فيه الاشتباكات إلى كل من بلدة الطيانة ومدينة القورية وسط تضارب الأنباء حول الطرف الذي يسيطر عليها. إلا أن مصدراً محلياً أكّد، لـ”السفير”، أن مفاوضات حصلت في وقت متأخر من مساء أمس توافق فيها “النصرة” و”داعش” على عدم رفع راية أيٍّ منهما في القورية، تمهيداً للتوصل إلى اتفاق نهائي حول المدينة، مشيراً إلى أن مجموعة “داعش” التي هاجمت القورية كانت بقيادة “أمير من داعش” يسمى أبو الغرباء التونسي.

وتعددت الروايات حول الهجوم على البوكمال، حيث أصرّ قياديو “جبهة النصرة”، وعلى رأسهم عطية الله العكيدي، أن أرتال المهاجمين دخلت عبر الحدود العراقية. ووجه العكيدي اتهاماً غريباً إلى زعيم “داعش” أبي بكر البغدادي بأنه يتلقى الدعم من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في الوقت الذي يخوض فيه الطرفان حرباً شرسة ضد بعضهما البعض منذ سنوات طويلة تصاعدت حدتها خلال الأشهر الثلاثة السابقة.

أما المعلومات المؤكدة فتشير إلى أن رتل “داعش” الذي قام بالهجوم على البوكمال جاء من البادية، حيث اقتحم البوكمال في البداية من منطقة معزولة ليس فيها سوى بنايات قيد الإنشاء ومنها انتشر إلى المواقع والمقارّ التي تمت السيطرة عليها.

وأكد المصدر المحلي لـ”السفير”، أن عشائر عدّة ساعدت رتل “الدولة الإسلامية” في الهجوم على البوكمال، ومن بينها المراسمة، والجبور الشيخ حمد، وعقيدات الشعفة، والبكّير، في المقابل قاتل إلى جانب “جبهة النصرة” ألوية عدة مثل “لواء القعقاع” و”جيش أهل السنة والجماعة” و”جيش مؤتة” و”جيش محمد” وقسم من قبيلة العقيدات.

ونفى المصدر أن يكون صدام الجمل، الذي كانت “النصرة” هدرت دمه، قد بايع “داعش”، مشيراً إلى أن مشاركته في القتال ليس لأنه تابع لـ”داعش” وإنما لأنه يقاتل ضد خصومه المعروفين في “جبهة النصرة” و”الجبهة الإسلامية”.

والجدير ذكره أن صدام الجمل كان “قائد المنطقة الشرقية في هيئة أركان الجيش الحر” قبل إعلان “توبته”، وإشاعة أنه بايع “داعش”، وأنه تولى فيه منصب “والي البوكمال”. وقد لقي شقيقه نادر الجمل مصرعه أثناء اشتباكات أمس، التي سقط فيها عشرات القتلى والجرحى من كلا الطرفين، من دون معرفة الحصيلة بشكل نهائي بسبب استمرارها. كما أسر “داعش” قائد “لواء أحرار المشاهدة” محمد رجا مع 11 عنصراً تابعين له.

جبهة النصرة تصد هجوم ‘داعش’ على مدينة البوكمال والمعارضة تؤكد: الهجوم دليل على اختناق التنظيم

بيروت- (أ ف ب)- الأناضول: صدت جبهة النصرة وكتائب اسلامية هجوم مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) على مدينة البوكمال في شرق سوريا على الحدود مع العراق، اثر معارك أدت إلى مقتل نحو 90 عنصرا من الطرفين، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة.

إلى ذلك، تدور معارك عنيفة في شمال البلاد ووسطها بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة الذين يحاولون قطع خطوط امداد للنظام نحو مدينة حلب (شمال).

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “صدت جبهة النصرة والكتائب الاسلامية المقاتلة هجوم الدولة الاسلامية في العراق والشام على مدينة البوكمال في دير الزور” الذي بدأ فجر الخميس، وتمكن خلاله التنظيم الجهادي من التقدم داخل المدينة.

واوضح أن النصرة والكتائب الاسلامية “استعادت السيطرة على كامل المدينة”، وانسحب عناصر الدولة الاسلامية إلى محطة (تي تو) النفطية، الواقعة في البادية (الصحراء)، على مسافة نحو 60 كلم الى الجنوب الغربي.

واشار إلى أن مقاتلي الدولة الاسلامية (داعش) سيطروا الخميس على هذه المحطة الواقعة على احد انابيب النفط بين العراق وسوريا.

ومحافظة دير الزور من المناطق السورية الغنية بالنفط والغاز.

واوضح عبد الرحمن ان جبهة النصرة “استقدمت تعزيزات الى البوكمال من مناطق اخرى في دير الزور”، ما مكنها من صد الهجوم.

وقال المرصد في حصيلة جديدة بعد ظهر الجمعة، ان معارك الامس أدت إلى مقتل 86 مقاتلا على الاقل، بينهم 60 عنصرا من جبهة النصرة والكتائب الاسلامية قتلوا خلال الاشتباكات، وسبعة اعدمتهم الدولة الاسلامية اثر سيطرتها على محطة “تي تو” النفطية.

كما قتل 19 عنصرا من الدولة الاسلامية، بحسب المرصد.

وكان العناصر الجهاديون اقتحموا فجر الخميس البوكمال وسيطروا على أجزاء منها، محاولين التقدم للسيطرة على المعبر الحدودي الذي يربط سوريا بمحافظة الانبار في غرب العراق، والتي تعد معقلا بارزا للدولة الاسلامية.

وفقد نظام الرئيس بشار الاسد السيطرة على البوكمال منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2012.

وانسحب مقاتلو الدولة الاسلامية في 10 شباط/ فبراير الماضي من كامل دير الزور بعد معارك مع مقاتلين اسلاميين بينهم عناصر جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة. وطردت النصرة والكتائب الاسلامية من البوكمال، اللواء الاسلامي المقاتل المبايع للدولة الاسلامية والذي كان يسيطر على المدينة.

واتت الاشتباكات ضمن المعارك التي تدور منذ مطلع كانون الثاني/ يناير بين التنظيم الجهادي وتشكيلات من المعارضة المسلحة.

في حماة (وسط)، افاد المرصد عن “مقتل 13 عنصرا من قوات الدفاع الوطني عقب هجوم من مقاتلي الكتائب الاسلامية المقاتلة صباح اليوم على حاجز مشترك للقوات النظامية وقوات الدفاع الوطني بين مدينة السلمية ومنطقة إثريا” في الريف الشرقي للمحافظة. وادى الهجوم كذلك الى مقتل أربعة مقاتلين معارضين على الاقل.

وفي مدينة حلب (شمال)، افاد المرصد عن مقتل 12 مقاتلا معارضا، وتسعة عناصر من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، في هجوم يشنه مقاتلون معارضون في منطقة الراموسة في جنوب المدينة.

واوضح عبد الرحمن ان الهجمات في جنوب حلب وشرق حماة “تهدف الى قطع طريق الامداد للقوات النظامية بين وسط البلاد وشمالها”.

ويسيطر مقاتلو المعارضة منذ تشرين الاول/ اكتوبر 2012 على مدينة معرة النعمان في ريف ادلب (شمال غرب)، ما ادى الى قطع طريق امداد رئيسي للنظام بين دمشق وحماة، وحلب.

وتمكن نظام الرئيس بشار الاسد قبل اشهر من فتح طريق امداد بديل من حماة باتجاه السلمية، وصولا الى جنوب مدينة حلب.

وفي السياق، قال ناطق باسم الجيش السوري الحر، الجمعة، إن هجوم “داعش” المباغت على مدينة البوكمال الحدودية ومحاولة السيطرة عليها، أمس الخميس، دليل على “اختناق التنظيم” في سوريا بعد قطع معابر إمداده مع العراق منذ نحو شهرين.

وفي تصريح لوكالة (الأناضول) عبر الهاتف، أوضح عمر أبو ليلى الناطق باسم هيئة أركان الجيش الحر-الجبهة الشرقية، أن الهجوم الفاشل لـ(داعش) الخميس، بمئات العناصر على مدينة البوكمال التي تقع تحت سيطرة قوات المعارضة دليل على “اختناق التنظيم” في سوريا ومحاولة يائسة لفك الحصار المفروض عليه.

وأضاف أن محاولات (داعش) المستميتة لاستعادة السيطرة على البوكمال يشير إلى أن التنظيم بدأ يشعر بـ”العزلة” خاصة أن معقله الرئيسي (الرقة) شمالي البلاد، بات محاصراً من قبل مقاتلي المعارضة الذين يحاربونه.

وأوضح ناشطون سوريون أن من بين قتلى (داعش) “نادر الرخيتة” شقيق أمير التنظيم في البوكمال صدام الرخيتة، وقتل هؤلاء خلال تصدي مقاتلي جبهة النصرة والجيش الحر اللذين يسيطران على المدينة، لاقتحام التنظيم المباغت للبوكمال فجر الخميس، قبل دحرهم خارجها بعد ساعات قليلة.

وأشار أبو ليلى إلى أن هجوم “داعش” على البوكمال يهدف أيضاً إلى “مشاغلة” الثوار أيضاً الذين بدؤوا قبل يومين عملية لاقتحام مطار دير الزور العسكري أحد المواقع الاستراتيجية التي ما يزال النظام يسيطر عليها في المحافظة.

ولفت الناطق إلى أن هجوم “داعش” جاء في ظل تصعيد غير مسبوق من قبل قوات النظام على معظم جبهات القتال مع قوات المعارضة في المحافظة، إضافة إلى قصف جوي نفذه طيرانه الحربي على المدن والبلدات التي هب أبناؤها لنصرة مقاتلي المعارضة في البوكمال، في إشارة إلى تعاون النظام مع “داعش”.

من جانبه، قال المحامي وليد الحسين المعارض السوري وابن مدينة البوكمال، إن ما حدث في مدينته، الخميس، يضيف دليلاً جديداً على حقيقة “داعش” وأهدافه ومن هم أعداؤه الحقيقيون.

وفي تصريح لوكالة (الأناضول)، أوضح الحسين أنه من خلال المعطيات والأحداث الأخيرة على الأرض تبيّن أن هدف “داعش” في سوريا “تحرير المحرر” أو بعبارة أدق السيطرة على المناطق الخارجة عن سيطرة النظام واستعادتها من أيدي الثوار.

وكذلك “العمل على قتل كل من يقف بوجه هذا المخطط أو من وقف بوجه بشار الأسد خلال الثورة ضد حكمه التي دخلت عامها الرابع″، على حد قول المعارض.

وأشار الى أن ما حصل في البوكمال يوضح أيضاً أن أعداء “داعش” هم “أحرار سوريا” الذين انتفضوا في وجه النظام الأسدي وحرّروا مناطقهم من “رجسه وأذنابه”، حسب تعبيره.

ونوّه الحسين إلى أن أيادٍ خارجية، لم يحدّدها، تعبث في مدينة البوكمال مستخدمةً وسائل رخيصة كـ”ابن رخيتة”، في إشارة إلى أمير داعش في البوكمال “صدام الرخيتة” وغيره، وتنظيماً وصفه بـ”الجاهل والباغي والغريب” كـ”داعش”.

ولم يتسنّ حتى الساعة (9.15)تغ، الحصول على تعليق فوري من النظام السوري أو “داعش” على ما ذكره المعارضان السوريان.

ومنذ نهاية العام الماضي شنّ الجيش الحر وحلفاؤه من قوات المعارضة السورية أبرزها “جبهة النصرة” و”الجبهة الإسلامية”، حملة عسكرية، ما تزال مستمرة، ضد معاقل (داعش) في مناطق بشمال وشرق سوريا، كونهم يتهمون التنظيم بتشويه صورة الثوار والتعامل مع النظام.

وأدى ذلك لسقوط قتلى وجرحى من الطرفين وطرد مقاتلي التنظيم من مناطق في محافظات اللاذقية وإدلب وحلب ودير الزور، عدا موقعين ما يزال التنظيم يسيطر عليهما في ريف الأخيرة وهما “التبني” و”مركدة”.

ويسيطر مقاتلو المعارضة منذ أكثر من عام ونصف على معظم مناطق دير الزور التي تتبع لها مدينة البوكمال باستثناء عدد من الأحياء في مدينة دير الزور، إضافة إلى مطارها العسكري ومعسكر الطلائع واللواء 137 المجاوران لها.

وتعتبر منطقة البوكمال الحدودية منفذاً استراتيجياً هاماً بالنسبة لتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” نظرا لكونها نقطة حدودية بين سوريا ومحافظة الأنبار العراقية التي تعد معقلاً أساسياً لـ”داعش” في غرب العراق.

تنظيم ‘داعش’ يعتقل مراسل فضائية ‘الجزيرة’ شمالي سوريا

علاء وليد- الأناضول: قال ناشطون إعلاميون سوريون الجمعة، إن تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو (داعش) اعتقل مراسل فضائية الجزيرة القطرية بدير الزور (شرق) في معقل التنظيم الرئيسي في محافظة الرقة شمالي البلاد.

وذكر الناشطون، تتحفظ (الأناضول) على ذكر أسمائهم “خوفاً من ملاحقة داعش لهم” حسب تعبيرهم، أن عمار الحاج مراسل “الجزيرة” الفضائية في دير الزور اعتقل، مساء الخميس، من قبل عناصر التنظيم على حاجز “سد تشرين” بالرقة أثناء توجهه براً إلى تركيا.

وحول سبب اعتقال التنظيم للمراسل، قال الناشطون إن “داعش” يعتبر كل من يعمل أو يتعامل مع الإعلام “مرتداً”، دون أن يوضح الناشطون سبب ذلك الاعتبار.

وناشد الناشطون تنظيم “الدولة الإسلامية” بالإفراج عن الحاج كونه على حد وصفهم “كان على مسافة واحدة من جميع فصائل المعارضة ولم يسء لأحد خلال عمله”.

يشار إلى أن الحاج هو من أبناء محافظة دير الزور وعمل كمراسل محلي مع قناة الجزيرة قبل نحو عامين، وأصيب العام الماضي بشظايا قذائف هاون سقطت على مكتب القناة في مدينة دير الزور.

ولم يتسنّ التأكد مما ذكره الناشطون الإعلاميون من مصدر مستقل، كما لا يتسنّ عادة الحصول على تعليق من قبل (داعش) لما يفرضه التنظيم من تحفظات على عمل الإعلاميين أو التواصل معهم.

كما لم تعلن الجزيرة عن اعتقال مراسلها في دير الزور حتى الساعة (7.30) تغ.

 ‘داعش’ تتقدم في البوكمال… وأسر ضابطين ايراني وروسي في معركة الأنفال

وزير الطاقة بالحكومة المؤقتة لـ’القدس العربي’: فصائل مسلحة تسيطر على آبار النفط تعاونت مع النظام وباعته من أجل المال

عواصم ـ وكالات ـ إسطنبول ـ ‘القدس العربي’ من اسماعيل جمال: أكد الدكتور الياس وردة وزير الطاقة والثروة المعدنية في الحكومة السورية المؤقتة أن مسلحي المعارضة السورية والعشائر يسيطرون على كل نفط سوريا وقرابة 50′ من الغاز، مشيراً الى أن الحكومة المؤقتة لا تسيطر حتى على ‘بئر واحد’ منها.

وشدد الوزير وردة في حوار خاص مع ‘القدس العربي’ في اسطنبول على أن الحكومة تبذل جهوداً كبيرة من أجل استغلال الثروة النفطية والمعدنية من أجل توفير المال ‘الذي يضمن استقلالية قرارات الحكومة’، معتبراً أن اعتماد الحكومة المؤقتة على المساعدات المالية الخارجية يضعها ‘تحت تأثير الضغوط والتجاذبات الإقليمية’.

وحول حجم سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’ على الموارد في سوريا، أوضح الوزير أن سيطرتها محدودة جدا وتتركز في الرقة ‘التي تحتوي على أدنى درجة من نفط سوريا’.

ولفت الوزير الى أن بعض الفصائل المسلحة التي تسيطر على آبار النفط قامت بالتعاون مع النظام وبيعه النفط من أجل المال، ولم يستبعد وجود إرادة ودور للقوى الإقليمية في استمرار سيطرة المسلحين على موارد سوريا.

جاء ذلك فيما اقتحم عناصر الدولة الاسلامية في العراق والشام ‘داعش’ فجر امس مدينة البوكمال في محافظة دير الزور، ويخوضون اشتباكات عنيفة مع عناصر جبهة النصرة والكتائب الاسلامية التي تسيطر على المدينة.

واوضح مدير المرصد السوري ان عناصر الدولة الاسلامية سيطروا على اجزاء من المدينة، منها جسر السياسية والفرع السابق لحزب البعث وصوامع الحبوب، مشيرا الى ان الاشتباكات ‘ادت الى مقتل 24 عنصرا على الاقل من الطرفين’.

واشار عبد الرحمن الى ان الدولة الاسلامية تسعى الى ‘السيطرة على المعبر الحدودي مع العراق’، الذي يربط البوكمال بمحافظة الانبار التي تعد معقلا اساسيا للدولة الاسلامية في غرب العراق.

واكد قائد ميداني معارض قدم نفسه باسم ابو حسن، ان المعارضين ‘ما زالوا يسيطرون على المعبر الحدودي مع العراق’، مشيرا الى ان الدولة الاسلامية ‘هاجمت مراكزنا في البوكمال حيث تدور اشتـــباكات في ثلاثة قطاعات تبعد 15 كلم عن وسط المدينة’.

وأفاد مسؤول عسكري في حركة شام الإسلام التابعة لجبهة النصرة – المشارك الرئيسي في معركة الأنفال – عن أسر ضابط روسي وآخر إيراني كانا يقاتلان في صفوف قوات النظام، في كمين مفاجئ خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

 ‘جبهة النصرة’ تعلن عن مقتل أحد قادتها العسكريين ‘الكبار’ في حمص وسط سوريا

عمان ـ يو بي اي: أعلن تنظيم ‘جبهة النصرة لأهل الشام’، مساء امس، عن مقتل أحد كبار قادته العسكريين في محافظة حمص بوسط سوريا .

وأعلنت الجبهة عبر حساب منسوب إليها على موقع التواصل الإجتماعي (تويتر) عن’مقتل أبو مؤيد أحد كبار العسكريين في جبهة النصرة (لأهل الشام )’.

وقالت ان ‘أبي مؤيد هو ممن إنتدبتهم الجبهة لفك الحصار عن مدينة حمص’ .

وكانت ‘النصرة ‘ أعلنت الأربعاء عن مقتل ‘أبو الليل الأدلبي، الأمير العسكري لجبهة النصرة في دركوش’، وهي بلدة تتبع إدارياً منطقة جسر الشغور في محافظة إدلب بشمال شمال.

وزير الطاقة في حكومة المعارضة: نفط سوريا و50′ من الغاز تحت سيطرة المسلحين والعشائر

اسماعيل جمال

إسطنبول ـ ‘القدس العربي’ أكد الدكتور الياس وردة وزير الطاقة والثروة المعدنية في الحكومة السورية المؤقتة أن مسلحي المعارضة السورية والعشائر يسيطرون على كل نفط سوريا وقرابة 50′ من الغاز، مشيراً الى أن الحكومة المؤقتة لا تسيطر حتى على ‘بئر واحد’ منها.

وشدد الوزير على أن الحكومة تبذل جهوداً كبيرة من أجل استغلال الثروة النفطية والمعدنية لتوفير المال ‘الذي يضمن استقلالية قرارات الحكومة’، معتبراً أن اعتماد الحكومة المؤقتة على المساعدات المالية الخارجية يضعها ‘تحت تأثير الضغوط والتجاذبات الإقليمية’.

وقال الوزير ‘من أجل أن تحقق الثورة السورية أهدافها الحقيقية ببناء دولة القانون والعدالة لا بد أن يكون القرار سورياً بعيداً عن التدخلات الخارجية، ولن يكون القرار سورياً طالما بقيت الحكومة تعتمد على المساعدات الخارجية، لذلك يتمثل هدفنا الرئيسي في استغلال الموارد ليكون المال سوريا وبالتالي يصبح القرار سورياً خالصاً’.

وأضاف ‘مهما وصل مستوى الدعم الخارجي المشكور يبقى محدود ونتائجه خلقت مزيداً من التفتت والفرقة في الداخل لأن الدول الشقيقة الداعمة غير متفقة على هدف ورؤية واحدة ولا تتطابق أهدافها مع إرادة الشعب السوري’.

وأوضح وردة أن إنتاج سوريا من النفط بحسب الإحصاءات العالمية يقدر بـ 480 ألف برميل يومياً، لكن الإنتاج قبل الثورة كان في عام 2010 قرابة 340 ألف برميل يومياً، في حين انخفض الإنتاج بعد الثورة بشكل كبير، مشيراً الى عدم وجود إحصاءات دقيقة للحكومة على الارض لكن النسبة تتراوح بين 20 الى 60 ألف برميل يومياً.

وحول الغاز الطبيعي، لفت الوزير الى أن 50′ من نسبة الغاز الطبيعي في سوريا تقع ضمن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، لكن النظام يسيطر على جميع خطوط النقل والتصدير الى الخارج، بحسب وردة.

وأكد على أن حكومته تجري اتصالات واسعة مع جميع الفصائل المسلحة والعشائر التي تسيطر على النفط والغاز وجميع مصادر الطاقة من أجل استردادها ونقل ادارتها للحكومة ‘ليتم تشغيلها بشكل علمي ومهني وليستفيد منها جميع المواطنين السوريين’.

وقال الوزير ‘نقوم بعمل مؤسساتي ونؤسس من الصفر لوزارة تعمل على حماية ثروات وموارد سوريا وجعلها تحت سيطرة الحكومة وأن يأخذ كل مواطن حقه من ثروات وطنه بغض النظر عن توجهه السياسي’.

ولفت الى أن الحكومة تعاني ضعفا كبيرا في التمويل وأن الدعم الوحيد الذي تلقته الحكومة هو مبلغ 50 مليون دولار من دولة قطر ‘وننتظر أن تقوم العديد من الدول الأخرى بالوفاء بوعودها المالية للحكومة’.

وأوضح الوزير أن عمليات الإنتاج الحالية تتم بشكل بدائي وغير علمي مما يتسبب بهدر كميات كبيرة من الموارد، محذراً من وجود مخاطر صحية وبيئية ‘كارثية’ على الإنسان والأرض ناتجة عن عمليات الإنتاج والتكرير العشوائي للنفط، ولافتاً الى أن التلوث وصل الى درجات غير مسبوقة.

وحول حجم سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’ على الموارد في سوريا، أوضح الوزير أن سيطرتها محدودة جدا وتتركز في الرقة ‘التي تحتوي على أدنى درجة من نفط سوريا’.

وعن عمليات التهريب، أوضح الوزير وردة أن قرابة ثلث الإنتاج الحالي من النفط يتم بيعه في السوق السوداء وتهريبه الى خارج الحدود، مشيراً الى أن تركيا تعاونت مع الحكومة المؤقتة وأعلنت وقف تصدير النفط السوري إلا من خلال الحكومة السورية المؤقتة.

ولفت الوزير الى أن بعض الفصائل المسلحة التي تسيطر على آبار النفط قامت بالتعاون مع النظام وبيعه النفط من أجل المال، ولم يستبعد وجود إرادة ودور القوى الإقليمية في استمرار سيطرة المسلحين على موارد سوريا.

وفيما يتعلق بأزمة الكهرباء، أكد وردة أن الحكومة نجحت في إعادة التيار الكهربائي الى العديد من المناطق المنكوبة وأنها تقوم بمشاريع بعيدة الأمد من أجل إنهاء المشكلة، لكنه أشار الى أن النظام قام بتدمير الشبكات بشكل كامل في بعض المناطق مما يصعب مهمة إعادة التيار الكهربائي.

طائرات بدون طيار من حزب الله تشارك في المعارك لأول مرة

محمد الزهوري

القلمون ـ ‘القدس العربي’ بعد احتدام المعارك و الإشتباكات بين قوات المعارضة و النظام السوري خلال الأسبوع الفائت على محاورعدّة في بلدة رنكوس ‘القلمونية ‘ في ريف دمشق، دخلت قوات النظام السوري المدججة بعناصر حزب الله اللبناني إلى البلدة بعد أن شهدت معظم أحيائها دماراًهائلاً كباقي المدن السورية والتي تتعرض لهجوم مماثل.

في الوقت الذي أكدّت مصادر ‘القدس العربي’ في القلمون إقدام القوات النظامية والفصائل المهاجمة معه خلال المعركة على استخدام طيران الإستطلاع لإعطاء الإحداثيات الحربيّة للقصف المدفعي على البلدة من اللواء ‘الـ67′ المجاور لرنكوس بالإضافة للطائرات المروحيّة والحربيّة لإلقاء الصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرّة على الأحياء والتلال المحيطة بالمنطقة .

طائرات النظام كان لها الدور الأكبر خلال الأشهر الماضية وذلك بسبب تضاريس المنطقة، في حين كان الهجوم الذي شهدته مدينة رنكوس هو الأعنف عليها حيث التكثيف الناريّ والقصف العشوائي الذي مهدّ لعناصر المشاة التوغّل في مزارع البلدة بعد سيطرة قوات النظام على مرصد صيدنايا قبل الإقتحام والدخول إلى وسط المدينة .

وقال الملازم أول أبو أمجد القيادي في فصائل المعارضة السورية في رنكوس ‘الذي حصل بالضبط هو أنّ حزب الله وعناصره سيطروا منذ يومين على مرصد الرادار المرتفع والكاشف لمنطقة رنكوس مما جعلنا نفقد السيطرة على بعض الجبهات في الوقت الذي كانت الطائرات الحربية تمطرنا منذ الصباح الباكر بمئات القذائف’.

ويضيف، ‘حاولنا أن نضبط أنفسنا ونصمد رغم ارتفاع عدد الشهداء والجرحى في صفوفنا بالإضافة إلى الكفاءة العسكرية في المنطقة والتي أصبحت لصالحهم خاصّة بعد فقدان مدينة يبرود ذلك غير أنّهم يمتلكون الطائرات والراجمات والمدافع ونحن لانملك إلاّ الأسلحة المتوسطة والخفيفة، الإنسحاب ربّما كان مفاجئاً لكنّه الخيار الأفضل لأننا لم نرغب بفقدان المزيد من المقاتلين’ .

في حين انسحبت معظم عناصر فصائل المعارضة المسلحة باتجاه جرود القلمون ومدينة الزبداني الخاضعة لسيطرتهم.

وتعتبر مدينة رنكوس من أبرز المدن السورية التي شاركت في الثورة السورية التي اندلعت في آذار/مارس 2011، وتبعد عن قلب العاصمة السورية دمشق 40 كم شمالا، ويحدّها من الغرب مدينة صيدنايا وبلدة سرغايا التابعة لمنطقة الزبداني ويجاورها من الشمال بلدة عسال الورد ومن الشرق كلّاً من حوش عرب وجبعدين، وتعدّ رنكوس عقدةً هامة في المنطقة لمجاورتها لجبال لبنان الشرقية .

في حين يعدّ انسحاب المعارضة من رنكوس هو الرابع على التوالي بعد قارة والنبك ويبرود في معارك الأربعة أشهر الأخيرة، لتأتي هذه التطورات بالتزامن مع سعي حزب الله الحليف الأقوى للنظام والعنصر الأساسي لهذه المعارك لتأمين الحدود الواصلة بين سوريا ولبنان، بعد سلسلة انفجارات حدثت في عدّة مناطق تابعة لحزب الله في لبنان وجهت من خلالها تهمة تفخيخ السيارات لفصائل المعارضة المسلحة في القلمون .

هيئة التنسيق” السورية: اقتحام منزل الناصر وختمه بالشمع الأحمر

أعلنت هيئة التنسيق الوطنية اقتحام قوات أمنية سورية منزل أمين سر “هيئة التنسيق”، رجاء الناصر، وعمدت إلى ختمه بالشمع الأحمر، علماً أن الناصر معتقل لدى أجهزة النظام الأمنية منذ شهر نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي.

وأصدرت “هيئة التنسيق” بياناً دانت ما وصفته بـ”العمل المشين الذي يأتي ضمن حملة ممنهجة تقوم بها أجهزة الأمن التابعة للنظام في محاولة لتشويه صورة جميع المناضلين السياسيين المدنيين والسلميين في سبيل قضايا شعبهم العادلة، المدافعين عن حقوق الإنسان في سورية”.

ورأى بيان الهيئة، التي يتولى حسن عبد العظيم أمانتها العامة، أن الهدف من ذلك هو “إلصاق تهم باطلة بهم، مثل التعاون مع الجماعات المسلحة والإرهابية، تمهيداً لإحالتهم إلى محكمة الإرهاب”.

وجدد البيان مطالبة “الهيئة” جميع الأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة، بالتدخل الفوري للضغط على النظام للإفراج عن الناصر وزملائه من معتقلي الهيئة، وكافة المعتقلين السياسيين والمخطوفين من قبل أجهزته الأمنية.

وعلى الرغم من مواقف الهيئة الرافضة لدخول تنظيمات إسلامية وجهادية على خط المواجهة مع النظام السوري، وتأكيدها المستمر على الوحدة الوطنية، لم تتوقف أجهزة النظام عن التضييق على نشاطات “الهيئة”.

ويتضمن التضييق الاعتقال التعسفي، الذي يتخذ، أحياناً، شكل الاختطاف كما حصل مع القيادي في “هيئة التنسيق”، عبد العزيز الخير، حين اعتقل على حاجز لجهاز الاستخبارات الجوية، بعد عودته من رحلة إلى الصين، في سبتمبر/أيلول من العام 2012.

الجدير بالذكر، أن سلطات النظام السوري تنكر اعتقالها للناصر منذ اختفائه من منطقة البرامكة، وسط العاصمة دمشق، في 20 من نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي. وكذلك تفعل الأمر نفسه مع الخير.

جميع حقوق النشر محفوظة 2014

واشنطن تستضيف قمة “لا لضياع جيل كامل

نصر المجالي

تعقد في واشنطن قمة رفيعة المستوى لبحث الالتزامات المالية والسياسية لمبادرة “لا لضياع جيل كامل” بمشاركة ممثلين عن العديد من الدول.

 ودعت بريطانيا، وهي صاحبة الدعوة لانعقاد القمة، الدول المانحة للإيفاء بوعودها وألا تنسى ملايين الأطفال المتضررين نتيجة الصراع في سوريا، والذين مازالوا بحاجة للمساعدة.

 وفي هذه الأثناء أعلنت المملكة المتحدة عن تقديم مبلغ 20 مليون جنيه إسترليني إضافي للمساعدة في حماية الأطفال وتوفير الرعاية النفسية لهم وتعليمهم.

 وتترأس فعاليات القمة وزيرة شؤون التنمية الدولية البريطانية جستين غريننغ، كما سيشارك فيها رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم، والمفوضة الأوروبية كريستالينا جورجيفا، والمدير التنفيذي لمنظمة اليونيسيف توني ليك، ومبعوث الأمم المتحدة الخاص للتعليم غوردن براون.

 وقالت الوزيرة غريننغ إن ملايين الأطفال هم بحاجة للمساعدة لبناء حياتهم بعد تعرضهم لأهوال وصعوبات لا تعقل، وفي الكثير من الحالات فقدوا كلا الأبوين.

واكدت أن بريطانيا ملتزمة تماماً بمساعدة هذا الجيل، الذي يعاني من الآثار النفسية للصراع، لتجاوز هذه الأزمة بأكبر قدر من الأمان، ودعم تعليمهم لكي يكون لديهم مستقبل يتطلعون إليه.

 حماية الاطفال

وقالت غريننغ انه إلى جانب الدعم الأساسي المقدم لملايين النازحين واللاجئين السوريين، خصصنا 50 مليون جنيه إسترليني لحماية وتعليم الأطفال وتقديم الرعاية النفسية لهم.

 ودعت وزيرة التنمية البريطانية الدول التي تعهدت بتقديم مساعدات للإيفاء بوعودها. وعلى المجتمع الدولي أن يتكاتف ليوضح تماماً بأنه لم ينسَ معاناة السوريين.

 وقالت إن الأزمة السورية تسببت بتعرض ملايين الأطفال لخطر أن يصبحوا “جيلاً ضائعاً”، حيث هناك أكثر من 5 ملايين طفل متضرر من الصراع.

 وتفيد منظمة اليونيسيف بأن حوالي نصف الأطفال السوريين الذين بسن الدراسة – أي ما يفوق 2.8 مليون طفل – لا يمكنهم الحصول على التعليم بسبب انهيار نظام التعليم نتيجة تعرض أكثر من 4,000 مدرسة للضرر أو الدمار.

  وتقدر المنظمة بأن مليوني طفل تضرروا من القتال الدائر في سوريا بحاجة الآن لمساعدة أو رعاية نفسية، بينما أكثر من 10,000 طفل فقدوا أرواحهم و1.2 مليون طفل باتوا لاجئين، ومن بينهم 500,000 على الأقل غير مسجلين بالمدارس.

 مساهمات مالية

وكانت المملكة المتحدة ساهمت من قبل بمبلغ 30 مليون جنيه استرليني في مبادرة “لا لضياع جيل كامل”، التي تساهم في تحسين ظروف حياة الأطفال في المنطقة.

 وهذا المبلغ يوفر التمويل لما يلي:

– تمويل مقدم لمنظمة اليونيسيف لتوفير تعليم بديل لما يصل إلى 70,000 طفل.

– توفير الرعاية النفسية لحوالي 27,000 من الأطفال والنساء المتضررين.

– مساحات آمنة للأطفال ولجان لحماية الأطفال والتعليم لعشرات آلاف الأطفال في أنحاء المنطقة.

– دعم لمنظمة أطباء من العالم لتقديم الرعاية النفسية للشباب والشابات في الأردن ولبنان.

– ضمان أن كل طفل يتراوح عمره ما بين 6-15 سنة مسجل بمدارس حكومية في لبنان، لديه مجموعة الكتب الدراسية التي تغطي المواد الدراسية الأساسية.

– مساهمة مالية لمنظمة الإغاثة الإسلامية لمساعدة 3,500 طفل سوري لاجئ في الأردن للحصول على التعليم ومساعدة عائلاتهم في تكاليف المعيشة.

– مقابلة كل جنيه استرليني من تبرعات الشعب البريطاني بما يماثله في حملات التبرعات التي نظمتها اليونيسيف وأوكسفام ومنظمة رعاية الطفولة ومنظمة أطفال الحروب بمناسبة أعياد الميلاد، مع التركيز الكبير على تلبية احتياجات الأطفال.

 وتعتبر المملكة المتحدة ثاني أكبر دولة مانحة بشكل ثنائي لمواجهة الأزمة السورية، وقد ساهمت حتى الآن بمبلغ 600 مليون جنيه استرليني. وتوفر المساعدات البريطانية مواد غذائية لما يفوق 535,000 شخص والمياه لحوالي 1.5 مليون شخص شهرياً داخل سوريا وفي المنطقة، كما وفرت تقريباً 316,000 استشارة طبية حتى الآن.

غليان درزي في السويداء و«داعش» تتمدد نحو منابع النفط

نازحون يعودون من عرسال اللبنانية بعد سيطرة النظام على المناطق الحدودية

بيروت: نذير رضا وبولا أسطيح

أفادت مصادر المعارضة السورية أمس بوجود «غليان» متزايد في مدينة السويداء جنوب سوريا، ذات الغالبية الدرزية، وسط أنباء عن تصعيد متبادل بين السكان والنظام، وذلك بعد إجبار عناصر الأمن السوري امرأة ترتدي الزي الديني الدرزي على رفع صورة الرئيس السوري بشار الأسد، مما عده مشايخ الطائفة إهانة لمعتقداتهم، تزامنا مع تزايد عدد المعتقلين الدروز الذين يقتلون في سجون النظام السوري.

وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أمس, بأن هناك تصعيدا كبيرا وغليانا في السويداء، مؤكدا أن «عصابات الأسد تتراجع وتحاول منع انفجار كبير» هناك. مع تلميحات إلى تلقي المدينة تهديدات من قوات النظام بقصفها، نظرا لاعتصام عدد كبير من أبناء المدينة، التي ظلت هادئة إلى حد بعيد منذ نشب الحراك الثوري ضد النظام قبل ثلاث سنوات.

في غضون ذلك، تمدد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) أمس، إلى محافظة دير الزور شرق سوريا، بعد محاولاته منذ شهرين الوصول إلى المحافظة الغنية بالنفط والغاز، انطلاقا من معقله في الرقة.

وقال رئيس المجلس العسكري التابع للجيش السوري الحر بدير الزور لـ«الشرق الأوسط» إن التنظيم الذي سيطر أمس على بلدة «البوكمال» الحدودية مع العراق، «يحاول بسط سيطرته على منابع النفط في سوريا، وإنشاء امتداد سوري حيوي لدولته في العراق التي يسيطر فيها على محافظة الأنبار الحدودية مع سوريا، عبر قتاله في شرق وشمال شرقي سوريا للسيطرة على محافظات الرقة والحسكة ودير الزور».

من جهة أخرى، عادت عشرات العائلات السورية التي نزحت في وقت سابق إلى عرسال اللبنانية في البقاع، (شرق لبنان)، إلى بلداتها في منطقة القلمون، بعدما سيطرت القوات النظامية وعناصر حزب الله في الأيام القليلة الماضية على معظم المنطقة الحدودية الواقعة غرب سوريا.

مشايخ الدروز ينتفضون في السويداء

تزايد أعداد المعتقلين المقتولين تحت التعذيب من مناطقهم

بيروت: «الشرق الأوسط»

تشهد مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، جنوب سوريا، حالة احتقان وسط أنباء عن تصعيد متبادل بين السكان والنظام، وذلك بعد إجبار عناصر الأمن السوري امرأة ترتدي الزي الديني الدرزي على رفع صورة الرئيس السوري بشار الأسد، ما عده مشايخ الطائفة إهانة لمعتقداتهم، تزامنا مع تزايد المعتقلين الدروز الذين يقتلون في سجون النظام السوري.

وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أمس أن هناك تصعيدا كبيرا وغليانا في السويداء: «وعصابات الأسد تتراجع وتحاول منع انفجار كبير» هناك. مع تلميحات إلى تلقي المدينة تهديدات من قوات النظام بقصفها، نظرا لاعتصام عدد كبير من أبناء المدينة، التي ظلت هادئة إلى حد بعيد منذ نشب الحراك الثوري ضد النظام قبل ثلاثة أعوام. وأفادت تنسيقية محافظة السويداء المعارضة أن «عددا من المشايخ أجبروا دورية تابعة للأمن على الانسحاب من ساحة المحافظة على خلفية قيامهم بـ(توظيف) الزي الديني الدرزي ضمن الحملة الانتخابية لبشار الأسد؛ عبر جلب امرأة من قرية (قنوات) المجاورة وإجبارها على حمل صورة الأسد في ساحة المحافظة حيث يقع أحد مراكز الحملة الانتخابية للأسد، بعد إلبإسها الزي الدرزي».

وسارع جهاز الأمن العسكري في السويداء، الذي يرأسه العميد وفيق الناصر، بالرد على تدخل المشايخ في هذه الحادثة، فاعتقل الشيخ لورانس سلام وأخاه اللذين كانا على رأس المشايخ الذين طردوا دورية الأمن، ما أدّى إلى حالة من الغضب في الأوساط الدينية الدرزية ودفع عدد من المشايخ إلى إعلان اعتصامهم أمام مقرهم الديني لحين الإفراج عن الشيخين.

ورغم أن النظام السوري استجاب لطلب المشايخ وأطلق سراح سلام وشقيقه، لكن ذلك لم يخفف من حالة التوتر التي تسود المدينة في هذين اليومين، وتمثّلت أيضا بتنفيذ اعتصام أمام مبنى الأمن للمطالبة بإطلاق سراح أحد المحامين الذي اعتقل أمس، وفق ما أكّد مصدر في السويداء لـ«الشرق الأوسط».

وفي هذا السياق، يشير عضو الائتلاف الوطني المعارض جبر الشوفي، الذي يتحدر من أصول درزية، إلى أن «مشايخ الطائفة ليسوا على استعداد لمواجهة النظام، لكن حين يتعلق الأمر بإهانة المعتقدات الدينية في أحد مراكز ترشح الأسد، فإن ردود الفعل ستكون قاسية كما حصل في ساحة المحافظة».

وأوضح الشوفي لـ«الشرق الأوسط» أن «مشايخ الدروز يضمرون رفضا لترشح الرئيس السوري، وما قاموا به يعدّ إشارة مهمة في هذا السياق»، ولفت إلى أن «النظام تمكن هذه المرة من امتصاص الغضب الدرزي، لكن في حال جرّب مرة أخرى الضرب على العصب الطائفي؛ فإن الأمور ستتطور نحو مواجهة واسعة».

وسعى الدروز منذ بداية النزاع في سوريا إلى اتخاذ موقف محايد، فبقيت مناطقهم تحت سيطرة النظام السوري، لكنهم في الوقت نفسه لم ينخرطوا في أي معارك عسكرية للدفاع عنه. وسبق لدروز السويداء أن انخرطوا في صراع عسكري عنيف ضد النظام السوري عام 2000. بعد أشهر على وصول الأسد (الابن) إلى السلطة، على خلفية توترات طائفية وقعت بينهم وبين جماعات من البدو المتحالفين مع النظام.

وتتصاعد مشاعر العداء للنظام السوري بين سكان السويداء بسبب ممارسات العميد وفيق ناصر، رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء، بسبب استفزازه للأهالي، الذي وصل إلى حد قيامه بإصدار الأوامر لمصادرة منزل الإعلامي المعروف فيصل القاسم في بلدة «قنوات» وتحويله إلى مقر لما يسمى «جيش الدفاع الوطني».

يضاف إلى ذلك، فإن المدينة التي يقطنها نحو نصف مليون نسمة، معظمهم من الموحدين الدروز، تستقبل بشكل دائم جثث شبان معارضين قتلوا تحت التعذيب في سجون النظام السوري. وقد نشر ناشطون قبل أيام أسماء 17 معتقلا من الطائفة الدرزية قتلوا تحت التعذيب تعود أصولهم إلى السويداء ومدينة جرمانا في ريف دمشق والتي تسكنها أغلبية درزية.

ومن أبرز هؤلاء المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب شادي أبو رسلان الذي اعتقلته القوات النظامية على طريق بيروت – دمشق بعد اجتيازه الحدود بسبب وجود صورة علم الثورة على هاتفه الشخصي، وبعد مرور عشرين يوما جرى إرسال جثته إلى ذويه في السويداء. كما لفت ناشطون إلى مقتل الدكتور رافع بريك تحت التعذيب في سجون النظام وهو من مدينة القريا بريف السويداء. ولم تتوقف ظاهرة قتل المعارضين الدروز تحت التعذيب في سجون النظام على الناشطين والمعارضين السياسيين، وإنما شملت أيضا المنشقين العسكريين. فقد قتل المجند طارق حمد قماش من قرية الغارية في السويداء تحت التعذيب، أواخر العام الماضي، وكانت قوات الأمن العسكري في السويداء قد اعتقلته بعد فراره من خدمة العلم رفضا لممارسات الجيش النظامي.

وكالة الأسلحة الكيماوية: بإمكان سوريا الالتزام بجدول تدمير ترسانتها

الخارجية الأميركية تطالب روسيا بالضغط على النظام للتنفيذ بحلول يونيو المقبل

واشنطن: هبة القدسي

أبدى المسؤولون في الوكالة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية تفاؤلهم بإمكانية الالتزام بالموعد المحدد في 30 يونيو (حزيران) لتدمير الترسانة الكيماوية السورية. وقال مايكل لوهان، المتحدث باسم الوكالة للصحافيين أمس: «إذا استطاع النظام السوري إزالة كافة المكونات لصنع الغاز الكيماوي السام وغاز الأعصاب بحلول نهاية الشهر الجاري، فإن تدمير كافة المواد الكيماوية السورية يمكن القيام به بحلول الموعد المحدد في 30 يونيو».

وأضاف لوهان: «يتوقف الأمر على مدى التزام دمشق بإزالة المواد الكيماوية بنهاية أبريل (نيسان) الجاري، فقد استغرق الأمر شهورا لشحن ما يزيد على نصف المخزون السوري من الترسانة الكيماوية، والذي يصل إلى 1300 طن متري». وتحدث لوهان للصحافيين من السفينة الأميركية «كيب راي» المجهزة لتدمير الأسلحة الكيماوية السورية، حيث تجري معالجة المواد السامة وتدميرها، ثم دفن النفايات الكيماوية.

من جانبها، طالبت جين بساكي المتحدثة باسم الخارجية الأميركية الجانب الروسي بمواصلة الضغط على النظام السوري للإسراع في عمليات نقل المواد الكيماوية إلى ميناء اللاذقية، والالتزام بالجدول الزمني الموضوع. وقالت بساكي: «نحن نواصل الضغط على النظام السوري ونواصل الطلب من الروس للضغط على النظام السوري لضمان التزامه بنقل كل المواد الكيماوية المعلنة إلى ميناء اللاذقية، ونحن نعلم أن لديهم القدرة على القيام بذلك».

وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية إلى شهادة سيجريد كاج، رئيسة البعثة المكلفة بتدمير الأسلحة الكيماوية في سوريا، أمام مجلس الأمن الدولي بأن الحكومة السورية لديها الموارد التي تحتاجها لإزالة جميع المواد الكيماوية بأمان، مما يمكنها من الالتزام بالجدول الزمني المحدد. وأكدت بساكي أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يتابع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف التقدم المحرز في عملية نقل وإزالة المواد الكيماوية.

وكانت كاج قدمت شهادتها حول التقدم المحرز في تدمير الأسلحة الكيماوية السورية في رسالة عن طريق الفيديو لمجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي. وقالت كاج إن دمشق ما زالت قادرة على الوفاء بموعد 27 أبريل لإزالة كافة المواد الكيماوية من سوريا، على الرغم من توقف الشحنات لمدة أسبوعين بسبب تدهور الوضع الأمني.

وقدمت كاج عرضا للشحنات التي جرى نقلها والمواد الخام لصناعة الغازات السامة وغاز الأعصاب التي جرى تدميرها داخل سوريا. وأشارت إلى مسؤولية النظام السوري لتعبئة وتحميل المواد الكيماوية من ثلاثة مواقع وتحميلها في 72 حاوية جاهزة للإزالة بحلول نهاية أبريل الجاري. وقالت: «حينما يجري ذلك، فإنه سيكون قد جرى إزالة ما يقرب من 90 في المائة من المواد الكيماوية الأكثر خطورة». وأشارت رئيسة البعثة إلى أنه «بافتراض القيام بعمليات الإزالة ونقل وتحميل وتدمير المواد الكيماوية فورا، فإنه يمكن الالتزام بالموعد النهائي».

وكانت الحكومة السورية قد قدمت جدولا زمنيا لإزالة جميع المواد الكيماوية من أراضيها بحلول 27 أبريل الجاري، من أجل الوفاء بالموعد النهائي لتدمير كافة الأسلحة والمعدات لصناعة الأسلحة الكيماوية. وهو الموعد الذي حدده المجلس التنفيذي للمنظمة ومجلس الأمن الدولي. وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في تقرير الأسبوع الماضي أن النسبة الإجمالية للمواد الكيماوية التي جرى إزالتها أو تدميرها داخل سوريا بلغت 53.6 في المائة، مشيرة إلى تعهدات دمشق بإزالة وتدمير ترسانتها البالغة 1300 طن متري بحلول 30 يونيو المقبل.

عشرات النازحين يعودون من عرسال إلى القلمون بعد سيطرة النظام السوري

لبنان يبحث إجراءات استقبال «نازح كل دقيقة»

بيروت: بولا أسطيح

عادت عشرات العائلات السورية التي نزحت في وقت سابق إلى عرسال اللبنانية في البقاع، شرق لبنان، إلى بلداتها في منطقة القلمون، بعدما سيطرت القوات النظامية وعناصر حزب الله في الأيام القليلة الماضية على معظم المنطقة الحدودية الواقعة غرب سوريا.

وأشار مسؤول «اتحاد الجمعيات الإغاثية» في عرسال حسن رايد، إلى أن نحو 30 عائلة سوريا كانت لجأت إلى أحد المخيمات في عرسال غادرت البلدة عن طريق رأس بعلبك اللبنانية إلى جوسيه السورية، وصولا إلى القلمون. وقال رايد، في حديث مع «الشرق الأوسط»، إن «عشرات النازحين من بلدة فليطا في القلمون، والذين كانوا يعيشون منذ أشهر في خيم في عرسال، استقلوا شاحنات صغيرة وتوجهوا عائدين إلى بلدتهم». وأوضح أن الكثير من اللاجئين في عرسال باتوا يفكرون بالعودة إلى قراهم في القلمون مع تراجع حدة المعارك هناك، ونظرا إلى الظروف الإنسانية الصعبة التي يرزحون تحتها في عرسال وغيرها من البلدات اللبنانية.

وتُعد عرسال حاليا أكبر تجمع للاجئين السوريين في لبنان كونه يستضيف 120 ألفا، من أصل مليون وأربعة آلاف مسجلين لدى مفوضية شؤون اللاجئين. وتضم البلدة اللبنانية الحدودية حاليا ما بين 35 و40 مخيما، بعضها عشوائي وبعضها الآخر منظّم من قبل جمعيات محلية. وأحدث هذه المخيمات موجود عند مدخلها، ويحوي 90 خيمة، ومن المفترض أن يتوسع ليضم 120 خيمة.

وأوضح رئيس بلدية عرسال علي الحجيري، أنّه «جرى إجبار اللاجئين السوريين الذين غادروا إلى فليطا على ترك عرسال بعد وقوع خلافات كبيرة بين أهالي البلدة السورية؛ المنقسمين بين مؤيد للنظام ومعارض له». وأشار الحجيري، في حديث مع «الشرق الأوسط»، إلى أن معظم من غادروا من المؤيدين للنظام السوري، لافتا إلى إمكانية أن تغادر أعداد أخرى ممن هم من نفس التوجه السياسي بعد سيطرة القوات النظامية على عدد كبير من بلدات منطقة القلمون.

وكانت القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني سيطرت على بلدة يبرود معقل المعارضة السورية في القلمون منتصف الشهر الماضي، وكذلك على بلدات فليطا ورأس المعرة أواخر الشهر، فيما دخلت رنكوس يوم الأربعاء الماضي.

وبمسعى لتدارك تداعيات أزمة اللجوء السوري على لبنان، عقدت اللجنة الوزارية المكلفة دراسة الملف السوري اجتماعا، هو الأول لها برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام وعضوية الوزراء المختصين، اتفق خلاله على وجوب «التصدي للأزمة بصورة مختلفة عن المقاربات السابقة». ونبّه وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس إلى تفاقم موضوع النازحين بعد ما بات يسجل «نازح جديد كل دقيقة؛ أي 50 ألفا كل شهر»، لافتا إلى أنه وفقا لإحصاءات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أصبح عدد اللاجئين في لبنان مليونا وأربعة آلاف نازح مسجل بصورة رسمية.

وأوضح درباس أنّه ستكون للحكومة اللبنانية «سياسة واضحة تجاه ملف النزوح تبدأ من تنظيم الدخول ولا تنتهي عند العلاقة مع المجتمع الدولي والبلاد العربية الشقيقة»، ورأى أن «الحل النموذجي والمثالي للأزمة هو عودة السوريين إلى بلادهم». كما لفت إلى أن مسألة العودة «لا يمكن للبنان وحده أن يبت بها، وهي لا تتعلق بإرادة منفردة للبنان، وإنما هي قضية عربية قومية ودولية».

وتشير آخر إحصائيات مفوضية شؤون اللاجئين إلى وجود 431 مخيما عشوائيا في لبنان، موزعة على مناطق في شمال وشرق البلاد، تضم 100 ألف سوري يعيشون في 16 ألفا و800 خيمة.

وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان دعا خلال القمة العربية الأخيرة التي انعقدت في الكويت إلى «تكريس جهد عربي استثنائي ومتكامل»، لإقناع أكبر عدد ممكن من الدول، لتقاسم أعداد اللاجئين السوريين مع لبنان وتوسيع أطر إيوائهم في مناطق آمنة داخل الأراضي السورية.

«داعش» تتمدد إلى دير الزور للسيطرة على «النفط»

ناشطون: النظام يخلي بلدات كسب ويغلق مطار اللاذقية المدني

بيروت: نذير رضا

تمدد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش» أمس، إلى محافظة دير الزور شرق سوريا، بعد محاولاته منذ شهرين الوصول إلى المحافظة الغنية بالنفط والغاز، انطلاقا من معقله في الرقة. وقال رئيس المجلس العسكري التابع للجيش السوري الحر بدير الزور لـ«الشرق الأوسط» إن التنظيم الذي سيطر أمس على بلدة «البوكمال» الحدودية مع العراق، «يحاول بسط سيطرته على منابع النفط في سوريا، وإنشاء امتداد سوري حيوي لدولته في العراق التي يسيطر فيها على محافظة الأنبار الحدودية مع سوريا، عبر قتاله في شرق وشمال شرقي سوريا للسيطرة على محافظات الرقة والحسكة ودير الزور».

وبينما تشتعل جبهة الشرق، دخلت المعركة في اللاذقية تطورا جديدا، بتأكيد الناشط عمر الجبلاوي لـ«الشرق الأوسط» أن السلطات السورية «أخلت قرى وبلدات ريف كسب الحدودية مع تركيا، من السكان المدنيين»، مشيرا إلى أن البلدات المحيطة بكسب «حتى رأس البسيط (12 كيلومترا جنوب النقطة الحدودية مع تركيا) باتت خالية من المدنيين والسكان الذين نقلهم النظام إلى مدينة المحافظة مما يؤشر على إعلان المنطقة عسكرية».

وقال الجبلاوي إن السلطات السورية «أغلقت مطار باسل الأسد المدني في جبلة باللاذقية، بالكامل، على خلفية تعرضه لقصف صاروخي من قبل المعارضين في شمال غربي البلاد، واستهدافه على مدى أيام بصواريخ (غراد) معدلة يصل مداها إلى 35 كيلومترا».

وأفاد ناشطون سوريون بتواصل القتال بريف اللاذقية وسط قصف عنيف تعرضت له مدينة كسب التي سيطر مقاتلون معارضون عليها قبل أسبوعين.

وفي شرق البلاد، اقتحم مقاتلو «داعش» مدينة البوكمال شرق سوريا، وتقدموا فيها وسط اشتباكات عنيفة مع مقاتلين إسلاميين أبرزهم عناصر «جبهة النصرة»، في سعي للسيطرة على المدينة ومعبرها الحدودي مع العراق. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن «عناصر (الدولة الإسلامية) يتقدمون في المدينة، وسيطروا على أحيائها»، مشيرا إلى أن الاشتباكات «أدت إلى مقتل 24 عنصرا على الأقل من الطرفين». وأشار عبد الرحمن إلى أن «الدولة الإسلامية» تسعى إلى «السيطرة على المعبر الحدودي مع العراق»، الذي يربط البوكمال بمحافظة الأنبار التي تعد معقلا أساسيا لـ«الدولة الإسلامية» في غرب العراق.

وتقع البوكمال على الحدود العراقية، في محافظة دير الزور الغنية بآبار النفط. وباتت المدينة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 خارج سيطرة نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وكان مقاتلو «الدولة الإسلامية» انسحبوا في 10 فبراير (شباط) الماضي من كامل محافظة دير الزور بعد ثلاثة أيام من المعارك مع مقاتلين إسلاميين، منهم «جبهة النصرة». وسيطرت «النصرة» وكتائب إسلامية أخرى على البوكمال في حينه، بعد طرد لواء إسلامي مبايع لـ«الدولة الإسلامية» كان موجودا فيها.

ويأتي هذا التقدم بعد سيطرة «الدولة الإسلامية» قبل أيام على بلدة مركدة في جنوب محافظة الحسكة ذات الغالبية الكردية. كما سيطر التنظيم الجهادي قبل أقل من أسبوعين على بلدة البصيرة وقرى محيطة بها جنوب مدينة دير الزور. وأوضح عبد الرحمن أن «الدولة الإسلامية» تعاود استعادة نفوذها في محافظة دير الزور، عبر التقدم من ثلاثة محاور «هي جنوب الحسكة، والأراضي العراقية، ومنطقة البادية (الصحراء) السورية».

وقال رئيس المجلس العسكري في دير الزور، التابع للجيش السوري الحر المقدم مهند الطلاع لـ«الشرق الأوسط»: «إننا نقاتل (داعش) منذ شهرين في معقله على حدود دير الزور مع الرقة والحسكة»، مشيرا إلى أن «فشلهم في التقدم من منطقة منجم الملح المحاذية للرقة، ومركدة المحاذية للحسكة، دفعهم لإرسال مقاتلين من البادية السورية، وهي المنطقة الفاصلة بين تدمر ودير الزور، وليس من داخل الحدود العراقية كما أشيع». وتركز الهجوم من منطقة الصناعة على طريق البادية في الجهة الغربية للمدينة، ومن جهة جسر الباغوز في جزيرة دير الزور بالجهة الشرقية للمدينة. وقال الطلاع إن 800 مقاتل من «داعش» اقتحموا صباح أمس مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، وسيطروا فيها على المشفى الوطني ومشفى عائشة، بالإضافة إلى مبنى الأمن العسكري الذي كان مقاتلو الجيش الحر يسيطرون عليه. لكن المعركة «لم تنتهِ»، كما أكد الطلاع، مشيرا إلى أن «أمير (داعش) في دير الزور أصيب، وهو موجود حاليا في (مشفى عائشة)، الذي يحاصره مقاتلو الجيش السوري الحر بهدف طردهم منه». ولفت الطلاع إلى أن هجوم «داعش» على دير الزور، «تخللته محاولة للتقدم باتجاه منطقة الموحسن»، حيث تجري اشتباكات قرب المطار العسكري بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية، مشيرا إلى أن قوات «داعش» فشلت في التقدم على هذه الجبهة. ويبدو أن «داعش» تحاول إنشاء خط اتصال بين معقلها في محافظة الأنبار العراقية، ومناطق نفوذ لها في سوريا، لتوسيع نطاق «الدولة الإسلامية». والمفارقة، بحسب الطلاع، أن هذه المنطقة «هي الأغنى بالنفط والغاز، حيث تحاول (داعش) السيطرة على منابع النفط السورية، منذ بدء تمددها إلى الرقة ثم السيطرة (في سبتمبر/ أيلول الماضي) ومحاولات التمدد إلى دير الزور».

في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسيطرة «جبهة النصرة» و«جيش المهاجرين والأنصار» على مبنى الخدمات الفنية قرب مبنى المخابرات الجوية، حيث تواصلت الاشتباكات العنيفة في محيطه، ومحيط مبنى المخابرات الجوية ومبنى الهلال الأحمر. وذكر المرصد أن الطيران الحربي فتح نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في قرى باتبو وكفرناصح وكفركرمين بريف بلدة الأتارب. وفي دمشق، أفاد المرصد بسقوط ثلاث قذائف (هاون) على منطقة كنيسة الصليب ومدرسة المعونة والمشفى الفرنسي بمنطقة القصاع، مما أدى لمقتل عنصر من الشرطة واحتراق سيارة وتصاعد أعمدة الدخان من المنقطة وسقوط جرحى.

وفي ريف دمشق، وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي «جبهة النصرة» وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى، في بلدة المليحة ومحيطها ومزارع بلدة رنكوس ومحيط مرصد صيدنايا، الذي تسيطر عليه الكتائب الإسلامية المقاتلة، مما أدى لإعطاب دبابة للقوات النظامية في محيط المرصد، كما قصفت القوات مناطق في مدينة الزبداني وجرود بلدتي رنكوس وهريرة ومنطقة مرصد صيدنايا الذي تسيطر عليه الكتائب الإسلامية المقاتلة.

مخيم سادس للاجئين السوريين في الأردن

عمّان، الأردن – يُفتَتح نهاية نيسان/أبريل 2014، مخيم مخيزن الغربية في مدينة الأزرق (100 كيلومتر شرق عمّان)، حسب ما حددت إدارة شؤون اللاجئين السوريين، ليبلغ بذلك عدد مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن ستة مخيمات.

ومخيمات السوريين العاملة في الأردن، هي مخيمات الزعتري، ومريجب الفهود، والسايبر سيتي، والحديقة، والراجحي، والأخير مخصص للمنشقين العسكريين.

ويضع افتتاح المخيم حداً للشائعات التي رافقت إنشاءه منذ آذار/ مارس 2013، حيث جرى الحديث عن تخصيصه للفلسطينيين كخطوة على طريق التوطين، الأمر الذي نفاه أكثر من مرة، مدير إدارة اللاجئين السوريين في الأردن العميد وضاح الحمود، الذي أكد أن المخيم هو لاستيعاب تدفق اللاجئين الجدد.

ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في الأردن نحو المليون و300 ألفٍ، حسب ما تعلن الحكومة، منهم 640 ألف لاجئ مسجلون في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، فيما بلغ متوسط اللجوء اليومي للسوريين عبر المنافذ غير الشرعية  600الى 700 لاجئ.

وحول المخيم المنتظر افتتاحه، قال مدير التعاون والعلاقات الدولية في مفوضية اللاجئين لدى الأردن، علي بيبي، إن الطاقة الاستيعابية للمخيم عند اكتمالة ستبلغ 130 ألف لاجئ. وأشار في حديثه لـموقع NOW إلى أن المخيم صُمّم على نظام القرى، حيث سيستوعب في مرحلته الأولى من 10 الى 15 ألف لاجئ، موزعين على أربع قرى.

وتصميم المخيم يعطي خصوصية للاجئين، حيث ستُمنح كل عائلة كوخاً مستقلاً تبلغ مساحته من 24-26 متراً مربعاً، ويخصص دورة مياه لكل 6 أكواخ، مع العمل على أن يكون قاطنو الأكواخ الـ 6 من الأقارب. وسيتم في المخيم إنشاء مدرستين تستوعبان 10 آلاف من الطلبة السوريين موزعين على فترتين، صباحية ومسائية، إضافة الى مستشفى بسعة 130 سريرًا.

وسيقوم على حماية المخيم من الخارج 12 دورية من قوات البادية، على أن يستحدث في داخله مركز أمني واحد ونقطتا شرطة ومركز دفاع مدني. وقدّر بيبي تكلفة إنشاء المخيم بنحو 45 مليون دولار.

وقالت منسقة المفوضية الأولى في المخيم بارنديت هولينجسوورث، في تصريحات سابقة، إنه “سيكون هناك 3 آلاف مأوى جاهز في المرحلة الأولى بمجموع خمسة آلاف منزل بالمخيم، إضافة الى مراكز للنساء، ومراكز ترفيهية، ومساجد”، مشيرة إلى أن المخيم سيعتمد الطاقة الشمسية في الإنارة.

عشرات القتلى في صفوف النظام بحماة  

ذكرت مصادر ميدانية أن نحو 50 جنديا من قوات النظام السوري قُتلوا في حاجز المجبل بمدينة السلمية في حماة. وموازاة مع ذلك، أفاد مراسل الجزيرة في درعا بأن سلاح الجو التابع للنظام السوري يشن غارات جوية عنيفة على بلدة النعيمة بريف درعا, حيث تتعرض البلدة لقصف متواصل تمهيدا لاقتحامها.

وقال مراسل الجزيرة في المنطقة محمد نور إن مدينة نوى تعرضت لقصف بالبراميل المتفجرة، كما شهد حي المنشية بدرعا اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وقوات المعارضة. وأفاد المراسل بأن قوات النظام أحرقت العديد من المنازل داخل الحي بدعوى أنها ملك لـ”إرهابيين” يقاتلونهم.

“النصرة” و”الدولة”

في سياق مواز، صدت جبهة النصرة وكتائب أخرى هجوم الدولة الإسلامية في العراق والشام على مدينة البوكمال على الحدود مع العراق، وذلك إثر معارك أدت إلى مقتل نحو 70 مقاتلا من الطرفين، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الجمعة.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن جبهة النصرة والكتائب الإسلامية المقاتلة صدّت هجوم الدولة الإسلامية في العراق والشام على مدينة البوكمال في دير الزور والذي بدأ فجر الخميس وتمكن خلاله تنظيم الدولة من التقدم داخل المدينة.

وأوضح المتحدث أن النصرة والكتائب الإسلامية “استعادت السيطرة على كامل المدينة”، في حين انسحب عناصر “الدولة الإسلامية” إلى “محطة التي تو النفطية” الواقعة على مسافة نحو 60 كلم إلى الجنوب الغربي.

وفقد نظام الرئيس بشار الأسد السيطرة على البوكمال منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2012.

وانسحب مقاتلو الدولة الإسلامية يوم 10 فبراير/شباط الماضي من كامل دير الزور بعد معارك مع مقاتلين بينهم عناصر جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة.

جبهات جديدة

وذكر مراسل الجزيرة في حلب أن مقاتلي المعارضة السورية فتحوا جبهات جديدة ضد قوات النظام في المدينة، حيث سيطرت المعارضة على مبنى الهلال الأحمر والجمعية المالية، في حين تدور معارك ضارية قرب فرع المخابرات الجوية في المدينة.

وأفاد نشاطون بأن هناك قصفا من الطيران الحربي والمروحي بالبراميل المتفجرة استهدف أحياء الليرمون والشيخ نجار ومحيط فرع المخابرات الجوية بحي الزهراء وعدة مناطق شرقي حلب. كما قصفت الدبابات والمدفعية تل الزرازير بحي السكري وسط اشتباكات عنيفة في أحياء الراموسة، إذ تمكنت غرفة عمليات أهل الشام من قطع طريق إمداد لقوات النظام بالمنطقة.

وذكر ناشطون أن الجيش الحر قتل أربعة عناصر تابعين للنظام في تفجير آلية كانوا يستقلونها في محيط مدرسة الحكمة بالراموسة.

وتعرضت مدينة كسب إلى قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، كما ذكرت شبكة شام أن معظم الأحياء المحررة بمدينة دير الزور تعرضت إلى قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة.

وفي الموضوع ذاته، أفاد ناشطون بازدياد وتيرة القصف بشكل كبير على المدنيين في منطقة خان دنون بالغوطة الغربية في ريف دمشق، وتزامن ذلك مع قصف بالشيلكا من جبل المضيع وحاجز الكبري، إضافة إلى قصف متقطع من الدبابات الموجودة على جبل المانع والمضيع.

وقالت شبكة سوريا مباشر إن الاشتباكات مستمرة على مشارف بلدة المليحة وسط قصف صاروخي ومدفعي يستهدف البلدة، مما خلف جرحى ودمارا واسعا في أرجائها.

كما تحدث مركز صدى الإعلامي عن سقوط قذائف هاون على مناطق عدة وسط العاصمة دمشق دون أي إصابات تذكر.

في تطور آخر، قال ناشطون إن كتائب من المعارضة نسفت مبنى يتحصن فيه عناصر من الشبيحة في بلدة الفوعة الموالية للنظام بريف إدلب.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

                      2014

جبهة النصرة نجم صاعد بسوريا  

مدين ديرية

قبل أيام، وفي واحدة من أشد جبهات القتال اشتعالا في حلب، تسلق الشاب عبد الله درويش (١٩ عاما) الملقب “خطاب” إلى أعلى ناقلة جند مدرعة، وتحدث للجزيرة نت بفخر عن إنجازات جبهة النصرة في حلب، ويوم أمس أعلن عن مقتله في العمليات العسكرية بجبهة “الشيخ نجار”.

أضيف اسم “خطاب” لقافلة كبيرة من المقاتلين المنتمين لجبهة النصرة الذين سقطوا في الصراع  الدائر في سوريا.

ينحدر خطاب من بلدة “تقاد” بريف حلب الغربي، وهو واحد من جيل الشباب الجديد الذي اجتاز مجموعة معقدة من الاختبارات ومراحل مختلفة يلتزم بها أي عنصر ينتمي لجبهة النصرة.

أنهى خطاب المعهد الشرعي التابع لجبهة النصرة بعد أن تمت تزكيته٬ حيث يمر عبر هذا المعهد الأعضاء الجدد ويدرس الأعضاء الجدد بالتنظيم أصول الدين والشرع على يد علماء وشيوخ دين.

ومن خلال الدراسة في المعهد، يقوم القائمون عليه بدراسة شخصية العنصر وتقييمها ومعرفة مدى التزامه الشرعي والخلقي٬ وبعد ذلك يقرر قبول العضو في التنظيم من عدمه.

يخرج المعهد الشرعي لجبهة النصرة مقاتلين يتمركزون على خطوط النار وكذلك يخرّج الدعاة. يواصل الدعاة الدراسة بالمعهد الشرعي٬ فيما ينقل العنصر العسكري إلى معسكرات التدريب٬ حيث يخضع لسلسلة من التدريبات الشاقة٬ وتتم هناك بناء جاهزيته القتالية حتى يرى قائد المعسكر بلوغه درجة الاستعداد لتقييم عملية التدريب ومن ثم وصول العضو إلى مرحلة المشاركة في عمليات الرصد والاستطلاع والإسناد٬ وبعد ذلك ينتقل إلى المرحلة النهائية، وهي المشاركة الفعلية في المعارك والعمليات العسكرية.

إستراتيجية مهمة

إن هذه السلسلة المعقدة من الإجراءات التنظيمية تعد إستراتيجية مهمة في بنية تنظيم القاعدة في بلاد الشام للحفاظ على الخط الفكري الجهادي الذي ينتهجه٬ ولسد أي ثغرة لاختراق التنظيم المستهدف دوليا.

الجزيرة نت، وفي خطوة نادرة دخلت معسكر “استشهاديو جبهة النصرة” وتنقلت بعدد من مواقع الجبهة واطلعت على الجاهزية القتالية لمقاتلي الجبهة وشاهدت عمليات إعداد المقاتلين والدعاة والتقت قادة عسكريين.

وتشكل جبهة النصرة قوة عسكرية ضحمة تنتشر في مختلف جبهات القتال في سوريا٬ حيث تخوض معارك ضارية في حلب ضد قوات النظام السوري.

وكشف قادة ميدانيون للجزيرة نت عن قناص إلكتروني تمكن خبراء تنظيم القاعدة من صناعته عن طريق إعادة استخدام أجزاء الأسلحة التي يغنمها التنظيم في المعركة. يذكر أن التنظيم يعتمد بشكل رئيسي في تسليحه على غنائم المعارك٬ حيث يمتلك خبراء في صناعة أنواع من الأسلحة والقذائف والصواريخ.

وتوعد المسؤول العسكري بجبهة حلب أبو علي في حديث للجزيرة نت قوات النظام بمزيد من الهزائم والهجمات ردا على القصف المتواصل للمدنيين في حلب التي تتعرض لعمليات قصف منظمة تستهدف خاصة المدنيين.

وفي حديث للجزيرة نت قال أبو علي إن السلاح الذي يأتي من الخارج لجهات معينة، لا يجري استخدامه في العمليات الحربية وإنما يخزن وربما يباع لحساب أشخاص معينين. واستغرب من امتناع بعض الجهات عن تزويد مقاتلي تنظيمه بالسلاح بحجة الإرهاب، وتساءل كيف يوصم بالإرهاب من يقاتل على الأرض ويقتل.

ارتفاعات شاهقة

وأوضح أبو علي أن مقاتليه لا يصلهم سلاح نوعي، خاصة ذلك الذي يمكنهم من التصدي للطيران المعادي٬ ويقتصر دفاعهم الجوي على مدافع ٥٧ ملم و٢٣ ملم، وهي مدافع لا يصل مداها إلى ارتفاعات شاهقة، وهو ما يستغله طيارو النظام عندما يقصفون المدنيين بالبراميل المتفجرة، حيث يرتفعون بطائراتهم إلى مستويات لا تصلها دفاعات مقاتلي النصرة.

وبين المسؤول العسكري أن التنظيم بحاجة لمضادات متطورة ومنظومات رادار وصواريخ أرض-جو يمكنها اعتراض الطائرات المعادية. إلا أنه استدرك قائلا إنه حتى في حال الحصول على مثل تلك الأسلحة من الغنائم، تبقى هناك مشكلة التعامل مع الشفرة وفكها.

وأكد أبو علي أن “صمود المجاهدين” أدى إلى وقف الرتل العسكري القادم من حماة بمساندة عدد من المليشيات وأكثر من ١٤ لواء يشارك بالعمل، إضافة لمجموعات من حزب الله ومليشيات من خارج سوريا٬ في حين قتل في جبهة الشيخ نجار فقط أكثر من مائة جندي نظامي ودمرت ٦ دبابات في الوقت الذي تتعرض فيه قوات النظام لهجمات نوعية.

وأضاف أن الرتل القادم من حماة يتعرض يوميا لهجمات من كل الاتجاهات٬ أما من ناحية طريق خناصر٬ إذ تمكنت قوات المجاهدين من تدمير حاجز مرغة من فترة أقل من شهر ودمروا دبابتين ومدفعا ٢٣ وتمكنوا من قطع الطريق لفترة٬ كما اشتبك المجاهدون مع قوات النظام، مما أدى لقطع الطريق٬ بينما حقق المجاهدون إنجازات في جبهة عزيزة٬ حيث انشق عناصر من النظام وأكدوا أن النظام يضع ثقلة على جبهة الشيخ نجار.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

                      2014

مئات المهاجرين العرب تتقطع بهم السبل باليونان  

شادي الأيوبي-كريت (اليونان)

تقطعت السبل بمئات المهاجرين العرب من الجنسيات المصرية والسورية والفلسطينية في جزيرة كريت اليونانية، وذلك بعدما اقتادت البحرية اليونانية باخرة تقلهم من المياه الدولية إلى الجزيرة.

وكان المهاجرون قد خرجوا من مدينة الإسكندرية بمصر في قوارب صغيرة وتحولوا في عرض البحر إلى سفينة صيد يبلغ طولها 24 مترا على أمل أن توصلهم إلى إيطاليا، ليتابعوا بعد ذلك مسيرتهم لطلب اللجوء أو العمل في إحدى الدول الإسكندنافية.

وقال الناطق باسم المهاجرين عمار إن مهربين اتفقوا معهم على توصيلهم إلى إيطاليا وقاموا بنقلهم إلى عرض البحر، حيث تفاجأ الجميع بباخرة صيد قديمة تم تحميلها بحوالي 450 راكبا، فيما كانوا يعتقدون أن العدد حوالي 120.

وعن دوافع السفر، يقول جهاد إن المهربين وعدوا الشباب المصريين بتأمين عمل لهم في إحدى الدول الأوروبية، فيما كانت دوافع الأسر السورية والفلسطينية هي طلب اللجوء للسويد بعدما فقدت منازلها وممتلكاتها في سوريا.

وقال إن كل مهاجر دفع 2500-3000 دولار أميركي، وإن المركب انطلق بهم يوم 27 مارس/آذار الماضي، وفي مرحلة لاحقة وصل مركب آخر قرب السفينة فانتقل إليه الجميع تاركين وراءهم خمسة قاصرين ليتابعوا الإبحار نحو إيطاليا.

نداء استغاثة

وأوضح عمار أن اضطراب البحر اضطر ركاب السفينة إلى إطلاق نداء استغاثة إلى السلطات الإيطالية فيما كانوا في المياه الدولية، لكن الاستجابة جاءت من اليونان لأنهم كانوا أقرب إليها.

وأضاف أن اللاجئين لم يريدوا الاستغاثة ولا اللجوء إلى اليونان لعلمهم أنه ليس لديها برنامج لطالبي اللجوء، وقد صرحوا جميعا أثناء التحقيق معهم بأن وجهتهم كانت إيطاليا.

وقال إن المهاجرين رفضوا نقلهم إلى كريت واعتصموا على ظهر السفينة وأضربوا عن الطعام، لكن الشرطة اليونانية نقلتهم بالقوة إلى سفينة نفط كانت تعبر المنطقة، ثم قامت بإغراق باخرة الصيد التي كانت تحملهم.

واستغرقت رحلة السفينة من المياه الدولية إلى جزيرة كريت حوالي عشر ساعات، وتم وضع اللاجئين في مخيم لمدة ثلاثة أيام، ومنحوا وثيقة من السلطات تمهلهم فترة ستة أشهر لمغادرة البلد، فيما تطوعت منظمات أهلية لإسكانهم في أحد الفنادق المحلية.

وحول الاهتمام المحلي، قال عمار إن قنوات تلفزيونية وجمعيات أهلية ومحاميا قدموا بعض التغطية والعون للمجموعة مثل بعض الأغذية والألبسة، لكنهم أعربوا لهم عن عدم القدرة على تقديم المزيد من المساعدات.

نساء وأطفال

وأضاف أن بين المهاجرين أربعين رجلا و22 امرأة و42 طفلا، في حين تم توقيف خمسة قاصرين لأنهم بدون مرافقين.

وفي الفترة الأخيرة تكثفت عمليات مرور المهاجرين عبر المياه والجزر اليونانية طلبا للجوء قاصدين بلدان إسكندنافيا، لا سيما السويد التي تتساهل مع طالبي اللجوء السوريين وتضمن لهم حياة كريمة.

وكانت عمليات مرور اللاجئين عبر الحدود البرية اليونانية قد تقلصت بشكل واضح خلال السنوات الماضية بسبب إنشاء سد مجهز بأدوات إنذار على نهر إيفروس الفاصل بين اليونان وتركيا، مما جعل طالبي اللجوء يعبرون عبر مياه وجزر بحر إيجة.

ورغم أن أثينا حسنت عملية طلب اللجوء نوعا ما خلال الفترة الماضية فإنها لا تزال معقدة وطويلة الأمد.

ويؤدي هذا التعقيد إلى محاولة اللاجئين تجنب تقديم طلباتهم في اليونان والإصرار على العبور لدول أوروبا الشمالية.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

                      2014

الجيش الحر والعشائر يتصدون لـ”داعش” في البوكمال

دبي- قناة العربية

أكدت قيادات ميدانية في البوكمال أن كل الكتائب المحلية في المدينة اتحدت ضد مقاتلي “داعش”، الذين فاجأوا المدينة أمس فجراً بدخولها من اتجاهين.

وقالت المصادر إن اشتباكات عنيفة وضارية وقعت في المدينة منذ ساعات الصباح إلى ما بعد منتصف يوم أمس، قتل خلالها العشرات من المقاتلين من الطرفين بينهم “نادر” شقيق صدام الجمل أحد القياديين في داعش بعد انشقاقه عن هيئة الأركان العام الماضي، وكانت الحصيلة الأكبر من القتلى من صفوف “داعش” فيما خرج بقية المقاتلين خارج المدينة متخذين صحراء المدينة سبيلاً لهم.

وأوضحت المصادر أن هجوم “داعش” على البوكمال كان متوقعاً، إلا أنه رغم ذلك كان مباغتاً وسريعاً، إذ استيقظت المدينة على وجود المئات من المقاتلين من الخارج، إضافة إلى بعض الخلايا النائمة التابعة لداعش، وبثوا الرعب في المدينة عبر الإعدامات الميدانية والعنف المفرط – وهي استراتيجيتهم في القتل – كما يقول المصدر.

وأضاف، على الفور توحدت كل الكتائب المقاتلة في البوكمال وريفها مع جبهة النصرة، مدعومة بمسلحي العشائر وشنوا هجمات مكثفة على مسلحي داعش في قلب المدينة التي تحولت إلى ساحة دماء من الطرفين، وأجبروهم على الفرار وإحكام السيطرة على المدينة.

وتأتي هذه المعركة، على خلفية القتال بين داعش وجبهة النصرة في منطقة البصيرة التي تبعد (90 كم) عن البوكمال، إذ نشبت معركة قبل أسبوعين بين الطرفين خسرت فيها الجبهة 15 من مقاتليها وانتهت بسيطرة الدولة وانسحاب النصرة، وبقيت حالة التأهب من الطرفين لمعركة محتملة، والتي كانت نهايتها في البوكمال.

وبعد معركة البوكمال، توقع مقاتلون تشكيل جبهة مشتركة من جبهة النصرة والحر والعشائر لمواصلة تطهير دير الزور وريفها من تنظيم “داعش”، إلا أن هذا الأمر مرتبط حتى الآن بالدعم العسكري، لتكون “داعش” خسرت آخر موطئ قدم لها في البوكمال.

داعش” يعزز قبضته على البوكمال ويستنزف الحر

دبي – قناة العربية، بيروت – فرانس برس

استمر تقدم مقاتلي المعارضة السورية قرب مبنى الاستخبارات الجوية في حلب شمالاً، في وقت سيطر تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) على مناطق في شرق البلاد لتعزيز اتصال عناصره مع حلفائهم في الطرف الآخر من الحدود داخل العراق.

وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان” رامي عبدالرحمن: “اقتحم عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام فجر أمس مدينة البوكمال في محافظة دير الزور، وخاضوا اشتباكات عنيفة مع عناصر جبهة النصرة والكتائب الإسلامية” التي تسيطر على المدينة. وأوضح أن عناصر “داعش” سيطروا على أجزاء من المدينة، منها جسر السياسية والفرع السابق لحزب “البعث” الحاكم وصوامع الحبوب.

ربط البوكمال مع الأنبار

ويسعى “داعش” إلى السيطرة على المعبر الحدودي مع العراق، الذي يربط البوكمال مع محافظة الأنبار التي تعد معقلا أساسياً لـ “الدولة الإسلامية” في غرب العراق. وأكد مقاتل ميداني أن مقاتلي الكتائب الأخرى بقوا إلى مساء أمس مسيطرين على المعبر، وسط اشتباكات في ثلاثة محاور.

وتقع البوكمال في محافظة دير الزور الغنية بآبار النفط. وفقد النظام السوري سيطرته عليها منذ نوفمبر 2012. وانسحب مقاتلو “داعش” في 10 فبراير الماضي من كامل محافظة دير الزور بعد معارك مع مقاتلين إسلاميين بينهم عناصر “جبهة النصرة” المرتبطة بتنظيم “القاعدة”. وطردت “النصرة” وكتائب أخرى اللواء الإسلامي المقاتل المبايع لـ “داعش” الذي كان يسيطر على البوكمال.

ويسعى مقاتلو “داعش” إلى استعادة نفوذهم في شمال شرقي البلاد عبر التقدم من ثلاثة محاور “هي جنوب الحسكة، والأراضي العراقية، ومنطقة البادية (الصحراء) السورية”. وأوضح “المرصد” أنهم سيطروا أمس على محطة “تي تو” في بادية البوكمال، في وقت استقدمت “النصرة” تعزيزات لوقف تقدم “الدولة الإسلامية”، لافتاً إلى سيطرة مقاتلي عشائر موالية لـ “داعش” على بلدتي الطيانة وذيبان بالتزامن مع التوصل إلى اتفاق بين التنظيم و “النصرة” في بلدة القورية قضى بنشر مقاتلين محايدين فيها.

استنزاف الجيش الحر

وكانت الاشتباكات بين داعش ومقاتلي الجيش الحر أدت إلى مقتل نحو 51 مقاتلاً بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكانت معارك عنيفة قد اندلعت، الخميس، بين الجيش الحر وتنظيم “داعش” في المدينة الحدودية مع العراق.

في حين قال الجيش الحر إنه تلقى تعزيزات من السلاح والمقاتلين لطرد “داعش” من المدينة، وذلك بعد تنفيذ “داعش” إعدامات ميدانية بحق مقاتلين من الجيش الحر وجبهة النصرة خلال الأيام الماضية.

من جهته أعلن المرصد: “أن عدد المقاتلين الذين لقوا مصرعهم خلال الاشتباكات في البوكمال بين مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة وجبهة النصرة من طرف والدولة الإسلامية في العراق والشام من طرف آخر ارتفع إلى 51”. وأشار إلى أنه تم العثور على جثث حوالي 10 مقاتلين آخرين، أعدمتهم “داعش” كما يبدو في موقعين خارج البوكمال، وأضاف أن هناك معلومات تفيد بوقوع  إعدامات أخرى في المنطقة.

أسلحة أميركية جديدة في يد المعارضة السورية

العربية.نت

نشرت مجلة “تايم” الأميركية نقلاً عن مسؤولين في الأمن الأميركي أخبارا عن تزويد مقاتلي المعارضة السورية بأسلحة أميركية مضادة للدبابات تحمل على الكتف مستندة إلى فيديو نشره ناشطون أوائل الشهر الجاري.

وأشارت التايم الى أن قرار تزويد المعارضة بتلك الأسلحة جاء بعد موافقة من الكونغرس، واعتبرت أن ذلك دليلا على التسليح الأميركي للمعارضة السورية وإن لم يتم الإعلان عنه.

وقد ظهرت هذه الأسلحة في إدلب شمال سوريا، فيما يرى خبراء أنه لا يمكن التكهن بعدد الأسلحة التي تم توزيعها، أو متى دخلت إلى سوريا وكيف؟.

مقتل قائد في قوات بدر العراقية بسوريا

العربية.نت

ذكر موقع “مشرق” الإيراني الناطق باللغة الفارسية نقلاً عن مصادر إعلامية سورية استناداً إلى مصدر طبي في مستشفى تشرين بمدينة دمشق مقتل قصي غازي فيصل التميمي، أحد قادة قوات بدر العراقية خلال الاشتباك مع ما وصفه الموقع الإيراني بـ”الإرهابيين التكفيريين”.

وأوضح الموقع أن قصي التميمي قضى نحبه دفاعاً عن “المقدسات الإسلامية وضريح السيدة زينب”، حيث نقل إلى مستشفى تشرين بعد أن جرح في إحدى المعارك التي لم يحددها الموقع وتوفي في المستشفى، حيث قام وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج بزيارته في المستشفى حسب بعض المصادر.

يذكر أن المجموعات الشيعية الإيرانية العراقية والأفغانية الحوثية تشارك في الحرب الدائرة في سوريا إلى جانب بشار الأسد تحت عنوان “الدفاع عن ضريح السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب”.

يذكر أن قوات بدر العراقية تأسست في إيران خلال الحرب العراقية الإيرانية وبالتعاون مع الحرس الثوري الإيراني كذراع عسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ويقودها في الوقت الراهن هادي العامري، وزير الطرق والمواصلات في حكومة نوري المالكي.

سوريا.. إسقاط “ميغ” في القلمون

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفادت تقارير لناشطين سوريين معارضين بسقوط طائرة مقاتلة من طراز ميغ في القلمون بريف دمشق، بينما أعلن عن مقتل عدد من القوات الحكومية في معارك بريف حماة وآخرين سقطوا “بنيران صديقة” في القلمون.

فعلى جبهة بخعة في القلمون بريف دمشق، أعلنت مصادر المعارضة عن إسقاط طائرة مقاتلة من طراز ميغ.

كذلك أعلن ناشطون عن مقتل 11 عنصراً من القوات الحكومية خلال معركة بين الجيشين السوري والحر للسيطرة على حاجز الشيخ هلال على الطريق بين السلمية وأثريا بريف حماة الشرقي.

وفي القلمون بريف دمشق قتل عدد من أفراد القوات الحكومية إثر سقوط قذيفة مدفعية بالخطأ على مقر للقوات الحكومية بالقرب من مرصد صيدنايا.

وذكر ناشطون معارضون أن الجيش الحر سيطر على حاجز المجبل على طريق السلمية – أثريا بريف حماة الشرقي، فيما استعادت القوات الحكومية السيطرة على بلدتي حيالين وصلبا بريف حماة الغربي بعد اشتباكات عنيفة.

وأعلن ناشطون أن الطيران المروحي ألقى 3 براميل متفجرة على الجبل الغربي لمدينة الزبداني بريف دمشق، بينما شن الطيران الحربي 3 غارات على بلدة المليحة في الغوطة الشرقية، و3 غارات أخرى على بلدة النعيمة ورابعة على بصرى الشام في ريف درعا، إضافة إلى غارة جوية على منطقة الزور غربي مدينة طيبة الإمام في ريف حماة الشمالي.

وفي دمشق، سقطت عدة قذائف هاون على منطقة ساحة الأمويين أصابت الأولى أرض كيوان بمنطقة زقاق الصخر، في حين سقطت الثانية داخل حديقة تشرين ولم تردنا أنباء عن وقوع إصابات.

أما في حي القصاع وسط العاصمة السورية، فسقطت عدة قذائف هاون على منطقة القصاع بدمشق صباح الجمعة، أصابت إحداها جناين الورد، في حين سقطت أخرى في محيط المشفى الفرنسي.

وكانت مصادر المعارضة السورية ذكرت أن 128 شخصاً قتلوا في أنحاء متفرقة من سوريا الخميس، غالبيتهم في دير الزور وحمص وحلب.

وفاة هارون.. جندي أمريكي قاتل إلى جانب “جبهة النصرة” بسوريا

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — قالت عائلة الجندي الأمريكي السابق إريك هارون، الذي كانت السلطات الأمريكية قد اتهمته بالقتال إلى جانب جماعات على صلة بتنظيم القاعدة في سوريا، قد مات جراء “جرعة زائدة” من مادة كان يتعاطاها، في حادث لم تتضح تفاصيله بشكل كامل بعد.

وكان السلطات الأمريكية قد وجهت لهارون، الجندي السابق من مدينة فينكس بأريزونا، تهمة القتال إلى جانب تنظيم القاعدة في سوريا، غير أنها أفرجت عنه في وقت لاحق بعد تسوية قضائية اعترف عبرها بارتكاب جريمة أقل شدة.

وقد أكدت الناطقة باسم الشرطة المحلية لـCNN وفاة هارون، الذي يبلغ من العمر 31 سنة، مضيفة أن الطب الشرعي سيقدم الخميس تقريره حول أسباب الوفاة، في حين أكدت عائلة هارون أنه مات جراء ما يبدو أنها “جرعة زائدة” من مادة كان يتعاطاها، دون أن تتضح طبيعتها وما إذا كانت دوائية.

وكان هارون قد خدم في الجيش الأمريكي خلال الفترة ما بين عامي 2000 و2003، وقد أوقفته الشرطة في مارس/آذار 2013 بتهمة القتال إلى جانب تنظيم “جبهة النصرة” المرتبط بالقاعدة في سوريا، وقد ظهر هارون – وفقا للسلطات الأمريكية – في تسجيلات مصورة وهو يحمل قاذفة صواريخ.

وكان من الممكن أن يصدر بحق هارون حكم بالسجن لمدة 30 سنة، ولكنه تمكن من التوصل إلى اتفاق قضائي اعترف بموجبه بجريمة أقل شدة وعوقب بالسجن لمدة ستة أشهر. وكان محامي هارون يعتبر أن قضيته فريدة من نوعها لأنها تقوم على محاكمة مواطن أمريكي بتهمة القتال ضد نظام تعاديه أمريكا، هو نظام الرئيس بشار الأسد، ولكن إلى جانب تنظيم تضعه أمريكا على قائمة الإرهاب، هو جبهة النصرة.

مصادر بالمعارضة السورية: لا جدوى من التفكير بزيارة طهران

روما (11 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر بالمعارضة إن شخصيات من المعارضة السورية بحثت مؤخراً تشكيل وفد لزيارة طهران للقاء مسؤولين إيرانيين لكن خلافات برزت حول أهمية وجدوى هذه الزيارة

وأوضحت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن شخصيات سورية معارضة من بينها شخصيات إسلامية معتدلة تواصلت وبحثت تشكيل وفد من شخصيات تنتمي لقوى سياسية معارضة لزيارة طهران ولقاء مسؤولين إيرانيين، على أن تكون مشاركتهم بصفتهم الشخصية وليس باسم تكتلاتهم، لكن المساعي فشلت بسبب “قناعة كثير من المعارضين بعدم جدوى وعبثية مثل هذه الاتصالات” مع الإيرانيين.

وكانت الزيارة ستهدف وفقاً للمصادر إلى إقناع الإيرانيين بضرورة تغيير موقفهم من النظام السوري والضغط عليه للقبول بتطبيق بنود بيان جنيف2 لنقل السلطة وتحديد العلاقة بين دمشق وطهران فيما لو تم تشكيل حكومة انتقالية والاتفاق على صيغة للتعاون بين الجانبين خلال المرحلة الانتقالية وما بعدها.

وتعتبر شرائح واسعة من المعارضة أن “إيران شريكة للنظام السوري بالحرب وجزء من الأزمة ولا يمكن أن تكون جزءاً من حلها”، خاصة مع استمرار إيران بتقديم “دعم واسع” للنظام السوري، إضافة إلى أنها “تقف وراء تسليح وإرسال ميليشيات من لبنان والعراق واليمن لدعم النظام السوري عسكريا”ً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى