أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 12 كانون الأول 2014

 

قيادة موحدة للمعارضة في الجنوب ضد النظام و «داعش»

واشنطن – جويس كرم , لندن، عمان، باريس – «الحياة»، رويترز

 

اتخذ 17 فصيلاً من كتائب «الجيش الحر» خطوة اضافية نحو الاندماج بتشكيل قيادة مركزية في جنوب سورية على أمل الحصول على مزيد من الدعم الغربي في مواجهة قوات النظام وتنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، في وقت بدأ «داعش» التمدد الى الطرف الآخر من دمشق في جرود القلمون قرب حدود لبنان.

 

الى ذلك، نوه الامين العام لـ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض نصر الحريري بتقديم السعودية 52 مليون دولار لصالح برنامج الغذاء العالمي للاجئين السوريين، وقال في بيان: «نثمن استجابة خادم الحرمين الشريفين الكريمة لنداء اللاجئين السوريين في المخيمات»، داعياً في الوقت نفسه «بقية الأشقاء في دول الخليج العربي للمساهمة في تخفيف المآسي عن السوريين من خلال دعم البرنامج العالمي للغذاء لاستئناف مساعداته لنحو 1.7 مليون لاجئ».

 

ونوه المبعوث الأميركي في الحرب ضد «داعش» الجنرال جون آلن بـ «الدور الفعال» للسعودية في التحالف الدولي – العربي، فيما قال دانيال روبانشتاين، السفير الاميركي المسؤول عن الملف السوري ان واشنطن «لن تتعامل» مع الرئيس بشار الاسد وترفض ان يتم تعويم نظامه من خلال الخطة التي يطرحها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا. (للمزيد).

 

ولا يزال ريف درعا بين دمشق والاردن، احد المعاقل الرئيسية للمعارضة المعتدلة التي حققت تقدماً في الفترة الاخيرة. وقال بشار الزعبي قائد «جيش اليرموك» امس: «نسير بخطوات، اتفاق الدفاع المشترك هي جزء من الخطة الكاملة لتوحيد الجبهة الجنوبية»، لافتا الى ان الاتفاق وقعه في 6 الشهر الجاري زعماء 17 فصيلا مسلحاً اقروا خطة لـ «الانتقال السياسي» في سورية.

 

واوضح «ابو حمزة القابوني» احد قادة «جبهة الجنوب» إن مقاتلي المعارضة يسعون للاندماج ليشكلوا «ما يشبه الجيش، واول فائدة من هذا الاتفاق أن نجعل مسألة التوحيد أسهل. اذا تحدثنا عن نوع الخطر فنستطيع أن نقول النظام طبعا وداعش هو الهدف الثاني».

 

وأفاد موقع «كلنا شركاء» المعارض أن «داعش» أرسل عدداً من قيادييه إلى جرود القلمون وأمهلوا كتائب الثوار هناك 48 ساعة لمبايعة «أمير التنظيم» أبو بكر البغدادي، من أجل ما سموه الشروع في إعلان «دولة الخلافة» في الجرود، خلال مدة زمنية لا تتجاوز 54 يوماً.

 

في واشنطن، أكد آلن في محاضرة امس أن الولايات المتحدة باشرت «اعداد المعسكرات في دول اقليمية لاستضافة مقاتلي المعارضة السورية»، ولمح الى «تغيير في المحادثات مع تركيا في شكل يلاقي مصالح واشنطن وأنقرة».

 

وكشف مركز “جينز حول الارهاب والتمرد” أن الاحصاءات منذ بداية العام الجاري وحتى تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي تشير الى أن ٦٤ في المئة من ضربات النظام استهدفت مجموعات غير «داعش»، لافتا الى أنه «فقط ١٣ في المئة من هجمات داعش في المرحلة نفسها استهدفت قوات النظام». واضاف ان «داعش والأسد احتضنا استراتيجية ذكية بتجاهل بعضهما الآخر. وهناك فائدة مشتركة لتدمير المجموعات الأخرى».

 

سياسيا، تشاور السفراء المسؤولون عن الملف السوري في الدول الثلاث الدائمة العضوية في مجلس الامن، الفرنسي فرانك جيلي والاميركي دانيال روبانشتاين والبريطاني غاريث بيلي في باريس حول المبادرة الروسية ومبادرة دي ميستورا. وقالت مصادر فرنسية ان «الولايات المتحدة اكدت مجدداً انها لن تتعامل مع الأسد. صحيح ان اولويتها في سورية محاربة داعش، لكن لا يمكنها ان تتعامل مع الأسد».

 

من جهة ثانية بعث اعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيون رسالة الى الرئيس باراك اوباما شرحوا فيها موقفهم من مشروع السماح باستخدام القوة العسكرية ضد «داعش».

 

وتبنت لجنة الشؤون الخارجية في المجلس مشروعاً «يسمح باستخدام القوة العسكرية» ضد تنظيم الدولة ويرسم حدود الانخراط العسكري الاميركي الذي بدأ في آب (اغسطس) الماضي.

 

ونص المشروع الذي عارضه جميع الاعضاء الجمهوريون، يمنع الرئيس الاميركي من نشر قوات مقاتلة على الارض على نطاق واسع ضد «داعش» ويحدد مدة العملية بثلاث سنوات.

 

واوضح رئيس اللجنة الديموقراطي روبرت ميننديز «يمكن ان تكون هناك قوات على الارض، لكن ليس قوات اميركية».

 

وليست امام النص اي فرصة لتبنيه من الكونغرس الحالي الذي سيرفع جلساته هذا الاسبوع حتى كانون الثاني (يناير) حين تتولى الغالبية الجمهورية الجديدة مهامها.

 

لكنه يتيح للديموقراطيين المتاثرين بالحرب على العراق والقلقين من تدخل عسكري جديد في الشرق الاوسط، ان يحددوا خطاً احمر قبل النقاش الذي سيتم في غرفتي البرلمان في 2015.

 

وتخلى اوباما منذ اكثر من اربعة اشهر عن الغطاء القانوني للترخيص البرلماني وامر بتنفيذ غارات جوية في العراق ثم في سوريا وبارسال 3100 مستشار عسكري اميركي الى الميدان. وقال انه يعتمد في ذلك على تراخيص سابقة اولاها التي صدرت اثر 11 ايلول (سبتمبر) 2001 ضد «القاعدة» وطالبان وباقي المجموعات «الارهابية» والثانية التي صدرت في 2002 للاذن بغزو العراق.

 

لكن الكثير من البرلمانيين يحتجون على قانونية الامر وينوون منع اوباما من خوض حرب من دون موافقة الكونغرس. كما يريدون الغاء موافقة 2002 وتحديث موافقة 2001 الخاصة بـ»القاعدة».

 

والجمهوريون على غرار السيناتور جون ماكين من المؤيدين عادة لموقف الادارة الاميركية وينوون منح الرئيس المرونة المطلوبة على رغم انهم يواصلون التنديد باستراتيجيته المبهمة.

 

في لندن، اعلنت وزارة الخارجية البريطانية أن دي ميستورا قابل وزير الدولة لشؤون الشرق الاوسط توباياس إيلوود، وأكدت في بيان ان «حلاً سياسياً شاملاً هو الوحيد القادر على إنهاء النزاع في سورية» وان لندن تدعم بقوة جهود تخفيف نزف الدم، لكن من الأساسي أن هذه الجهود لا يتم إساءة استخدامها من قبل الأسد الوحشي من أجل إلحاق مزيد من المعاناة، وأن تكون (خطة التجميد) جزءاً من عملية شاملة لإنهاء الحرب في كل سورية».

 

مقتل مراسل “الجزيرة نت” في درعا

الدوحة – أ ف ب

 

قتل مراسل موقع “الجزيرة نت” الصحافي السوري مهران الديري الأربعاء الماضي، بعدما اصطدمت سيارته بعربة معارضين مسلحين لدى تغطيته المعارك في درعا، جنوب سورية، وفق ما أعلن الموقع أمس.

 

وقع الحادث في مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا التي يتحدر منها الديري، حيث تدور معارك بين القوات النظامية والمسلحين المعارضين.

 

وأوضح الموقع أن المراسل قتل “عندما اصطدمت سيارته التي أطفأ أنوارها تجنباً لنيران قوات النظام، بسيارة تابعة للمعارضة السورية المسلحة”.

 

وأضاف أن الديري (31 عاماً) “التحق بالجزيرة نت مراسلاً ميدانياً في تشرين الأول (أكتوبر) 2013، لينقل ما آمن به وما يشهده من معاناة أبناء منطقته”.

 

وهو أب لطفلين، وكان عمل لحساب وكالة الأنباء السورية الرسمية قبل أن يغادرها مع بداية الاحتجاجات على النظام في درعا في آذار (مارس) 2011.

 

وتأتي الحادثة بعد مقتل ثلاثة صحافيين من قناة “أورينت” المعارضة في قصف للنظام السوري في ريف درعا الإثنين الماضي.

 

وصنّفت لجنة حماية الصحافيين التي تدافع عن حرية الصحافة، سورية البلد الأخطر على الصحافيين.

 

ووفق الجمعية التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، فإن أكثر من 70 صحافياً قتلوا أثناء تغطية النزاع في سورية، وذلك منذ بدايته، غالبيتهم من الصحافيين المحليين.

 

نواب أميركيون يهاجمون استراتيجية اوباما ضد “داعش

واشنطن – أ ف ب

 

وجه أعضاء في مجلس النواب الاميركي الاربعاء إنتقادات حادة الى الادارة الاميركية بسبب استراتيجيتها “المتصدعة” لمحاربة تنظيم “الدولة الاسلامية” في سورية والعراق، بينما اقرّ ديبلوماسي بأن تدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة لن يبدأ قبل آذار (مارس) 2015.

 

وخلال جلسة عقدتها لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب للاستماع الى بريت ماكغورك، مبعوث الحكومة الاميركية الى العراق، قال رئيس اللجنة النائب الجمهوري إد رويس انه “بعد اربعة اشهر على بدء الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة في العراق وسورية لا يزال داعش يسيطر بشكل عام على نفس رقعة الاراضي التي كان يسيطر عليها هذا الصيف وأحد اسباب ذلك، في رأيي، هو الطبيعة المحدودة لهذا الجهد العسكري”.

 

وقارن رويس بين الغارات الجوية التي شنها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الجهاديين في سورية والعراق وبلغ عددها حوالى 1100 غارة وبين “الف طلعة جوية كنا نشنها يومياً” ضد قوات صدام حسين خلال غزو العراق في 2003. واستنكر النائب الجمهوري ما وصفه بـ”رد الحد الادنى” ضد المتشددين.

 

وبالنسبة الى سورية اعتبر رويس أن استراتيجية الرئيس باراك اوباما القائمة على تدريب وتسليح مجموعات من المعارضة السورية المعتدلة هي استراتيجية بطيئة وغير مناسبة، مشيراً الى ان “هذه المجموعات السورية تفتقر الى الذخيرة ولا تتلقى اسلحة ثقيلة (…) وفي نفس الوقت يتم قصفها ما بين 30 الى 40 مرة يومياً من جانب نظام الاسد بينما هي تحاول محاربة تنظيم الدولة الاسلامية”.

 

من جهته دافع ماكغورك عن استراتيجية حكومته، معلناً أن تدريب دفعة اولى مؤلفة من خمسة آلاف عنصر من مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة سيبدأ في آذار وسيستغرق “عاماً واحداً”. ولكن النائب الجمهوري تيد بو رفض هذه الاستراتيجية، قائلا “ولكن ما الذي نفعله في سورية في الوقت الراهن؟ هناك اناس يموتون وفرقة الخيالة لن تظهر قبل العام 2016، هل هذا ما هو عليه الوضع؟”.

 

واضاف “اذا، آذار 2016، بعدها ستكون لدينا خطة ثم سيكون لدينا مقاتلون ثم سنرسلهم الى سورية. لا احد يقول ما الذي يمكن ان يفعله تنظيم الدولة الاسلامية خلال هذه السنة او خلال الاشهر التي سيستغرقها ذلك ايا كان عددها”.

 

وسأل بو “هل لدى الولايات المتحدة استراتيجية بديلة؟ امر آخر سوى تسليح هؤلاء الاشخاص الذين لن يظهروا قبل 2016 والقاء قنابل في قصف هامشي”.

 

ورداً على هذا السؤال اجاب ماكغورك “نعم”، موضحاً ان “برنامج التدريب والتجهيز هو عنصر بسيط ضمن حملة شاملة تمتد على سنوات عدة. المرحلة الاولى هي العراق. ما نقوم به في سورية الان هو تقليص قدرات داعش”.

 

مقاتلو الجبهة الجنوبية في سوريا يتّخذون خطوة نحو الوحدة مسؤول أميركي: المعارضة عاجزة عن إطاحة الأسد في المستقبل القريب

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب، “فورين بوليسي”)

يقول مقاتلو المعارضة في جنوب سوريا إنهم اتخذوا خطوة نحو الوحدة قد تستقطب مزيداً من المساندة من داعميهم الغربيين والعرب، فيما أقر نائب المبعوث الرئاسي الاميركي الخاص الى الائتلاف الدولي لمواجهة “الدولة الاسلامية” بريت ماكغورك بعجز المعارضين عن اطاحة الرئيس السوري بشار الاسد في المستقبل القريب.

في تقويم محبط للمعارضة السورية المسلحة التي يدعمها الغرب، قال ماكغورك إن المقاتلين السوريين لن يكونوا قادرين على اطاحة الرئيس السوري بشار الاسد لا الآن ولا في المستقبل القريب، على رغم برنامج وزارة الدفاع “البنتاغون” تدريب وتجهيز نحو خمسة آلاف مقاتل في السنة. وأضاف: “لا نرى أن الثوار قادرون على ازاحته من الحكم…يجب أن تكون هناك عملية ديبلوماسية”.

وجاء كلام ماكغورك خلال جلسة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي للاستماع الى شهادته تخللتها انتقادات قاسية للاستراتيجية الاميركية ضد “الدولة الاسلامية في سوريا والعراق”.

وقال رئيس اللجنة إد رويس إنه “بعد اربعة اشهر من بدء الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة في العراق وسوريا لا يزال تنظيم الدولة الاسلامية يسيطر عموما على رقعة الاراضي نفسها التي كان يسيطر عليها هذا الصيف وأحد اسباب ذلك، في رأيي، هو الطبيعة المحدودة لهذا الجهد” العسكري.

وقارن بين الغارات الجوية التي شنها الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على الجهاديين في سوريا والعراق وبلغ عددها نحو 1100 غارة، و”الف طلعة جوية كنا نشنها يوميا” على قوات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين خلال غزو العراق في 2003. وانتقد ما وصفه بـ”رد الحد الادنى” ضد الجهاديين السنة المتشددين.

وبالنسبة الى سوريا، رأى ان استراتيجية اوباما القائمة على تدريب مجموعات من المعارضة السورية المعتدلة وتسليحها هي استراتيجية بطيئة وغير مناسبة، مشيرا الى ان “هذه المجموعات السورية تفتقر الى الذخيرة ولا تتلقى اسلحة ثقيلة … وفي الوقت عينه تتعرض للقصف ما بين 30 و40 مرة يوميا من نظام الاسد فيما هي تحاول محاربة تنظيم الدولة الاسلامية”.

الا أن ماكغورك دافع عن استراتيجية حكومته، معلنا ان تدريب دفعة اولى مؤلفة من خمسة آلاف من مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة سيبدأ في آذار 2015 وسيستغرق “سنة واحدة” اي حتى آذار 2016، الامر الذي استدعى رداً قاسياً من النائب الجمهوري تيد بو الذي قال:”ولكن ما الذي نفعله في سوريا في الوقت الراهن؟ هناك اناس يموتون وفرقة الخيالة لن تظهر قبل 2016، هل هذا ما هو عليه الوضع؟… إذاً، آذار 2016، بعدها ستكون لدينا خطة ثم سيكون لدينا مقاتلون ثم سنرسلهم الى سوريا. لا احد يقول ما الذي يمكن ان يفعله تنظيم الدولة الاسلامية خلال هذه السنة او خلال الاشهر التي سيستغرقها ذلك ايا يكن عددها “. وتساءل: “هل لدى الولايات المتحدة استراتيجية بديلة؟ أمر آخر غير تسليح هؤلاء الاشخاص الذين لن يظهروا قبل 2016 والقاء قنابل في قصف هامشي”؟ فرد ماكغورك: “نعم”، موضحا ان “برنامج التدريب والتجهيز هو عنصر بسيط ضمن حملة شاملة تمتد على سنوات عدة. المرحلة الاولى هي العراق. ما نقوم به في سوريا الان هو تقليص قدرات تنظيم الدولة الاسلامية”.

 

توحيد

في غضون ذلك، لا تزال الجبهة الجنوبية تمثل خطراً على الرئيس الأسد الذي عزز سيطرته على مناطق رئيسية في وسط سوريا. ويقول محللون إن جماعات المعارضة المعتدلة و”جبهة النصرة “حققت مكاسب ثابتة، وإن يكن بخطوات بطيئة في الجنوب في مواجهة القوات الحكومية.

وبينما تسعى الولايات المتحدة الى شركاء على الأرض في حملتها على “الدولة الإسلامية”، يحاول مقاتلو المعارضة في الجنوب التعامل مع الانتقادات التي توجه منذ فترة طويلة الى المعارضة المعتدلة من خلال تنظيم صفوفهم في صورة أفضل.

ويقول بشار الزعبي قائد “جيش اليرموك”، إحدى كبرى جماعات المعارضة في الجنوب: “نحن ماشيين بخطوات. خطوات معاهدة الدفاع المشترك هي جزء من الخطة الكاملة لتوحيد الجبهة الجنوبية”.

واطلعت “رويترز” على الاتفاق المؤرخ السادس من كانون الأول والذي وقعه 17 من زعماء مقاتلي المعارضة، وذلك بعدما اتفقت جماعات المعارضة في الجنوب على خطة للانتقال السياسي في سوريا.

وكشف مقاتلو المعارضة في الشمال الأسبوع الماضي مبادرة منفصلة تجمع فصائل معتدلة مع جماعات إسلامية متشددة، منها جماعة “أحرار الشام” التي ساوى وزير الخارجية الأميركي جون كيري بينها وبين تنظيم “الدولة الإسلامية”، وهو ما يجعل شركة الأعداء الغربيين للأسد، معها احتمالا بعيدا.

وتلقى مقاتلو الجنوب ما وصفوه بكميات قليلة من المساعدات العسكرية والمالية من دول غربية وعربية. وعلى رغم تلقيها دعماً يشمل صواريخ مضادة للدبابات، لم يتضح بعد المكان الذي يمكن أن تحتله هذه الجماعات في خطط الولايات المتحدة لبناء قوة معارضة لمواجهة “الدولة الإسلامية” التي تمثل تهديداً أكبر في شمال سوريا.

وقال أبو حمزة القابوني القيادي في احدى جماعات الجبهة الجنوبية من دمشق إن مقاتلي المعارضة يسعون الى الاندماج ليصنعوا ما يشبه الجيش، “والفائدة الاولى من هذا الاتفاق أن تجعل مسألة التوحيد أسهل. اذا تحدثنا عن نوع الخطر فنستطيع أن نقول النظام طبعاً وداعش هو الهدف الثاني”.

ويشهد الجنوب حالياً واحدة من أشرس المعارك بين الحكومة ومعارضيها المسلحين داخل بلدة الشيخ مسكين وحولها.

وقال المحلل العسكري الأردني اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار إن مقاتلي المعارضة يحققون مكاسب تدريجية” و”يتحركون في اتجاه قيادة مركزية…هناك بعد خارجي أجنبي يسمح لهم بالعمل بهذه الطريقة” في إشارة الى الدعم الخارجي. وتوقع محمد المحاميد، وهو زعيم جماعة أخرى من جماعات الجبهة الجنوبية تحقيق مزيد من المكاسب. وقال لـ”رويترز”: “بعد تنفيذ الميثاق هذا سيحصل تقدم مضاعف للتقدم الحالي… الدول الصديقة تملك نظرة أوسع، تراقب الاقوى على الارض وتدعمه”.

 

واشنطن تبدأ إقامة مراكز تدريب للمقاتلين السوريين:

نراقب تمدّد «داعش» إلى لبنان والأردن والسعودية

دق المنسق الأميركي للتحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ــ «داعش» الجنرال المتقاعد جون آلن، أمس، ناقوس الخطر من أن التنظيم قد يتمدد إلى لبنان والأردن والسعودية وتركيا، موضحاً أن الولايات المتحدة شرعت في بناء مراكز تدريب للمعارضة السورية «المعتدلة» في عدد من دول المنطقة.

وفي الوقت الذي كان فيه مبعوث الحكومة الأميركية إلى العراق بريت ماكغورك يقرّ بأن تدريب دفعة أولى مؤلفة من خمسة آلاف عنصر من المقاتلين «المعتدلين» سيبدأ في آذار العام 2015 وسيستغرق «عاماً واحداً»، كانت قطر تطالب دول العالم بدعم «الجيش السوري الحر» لمواجهة تنظيم «داعش».

في هذا الوقت، جددت موسكو تمسكها بضرورة إشراك دمشق في الحرب ضد الإرهاب وكررت موسكو دعمها للسلطات السورية، وذلك بعد ساعات من اختتام نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف زيارته لدمشق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش «كل ما يحصل يؤكد أن الحكومة السورية هي من يتحمّل الجزء الأكبر من محاربة الإرهاب الذي يهدد منطقة الشرق الأوسط برمتها». وأضاف «بعد 80 يوماً من بدء غارات التحالف، الذي تقوده واشنطن ضد الإرهاب من دون تفويض من مجلس الأمن وموافقة الحكومة السورية، لا تزال النتائج متواضعة».

وأكد لوكاشيفيتش أن «روسيا تدعم مساعي المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا لوقف العنف في البلاد، واستئناف الحوار السوري ــ السوري وتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب»، مشدداً على أن «حل المسائل الإنسانية في سوريا ممكن عبر إيجاد تسوية سياسية ديبلوماسية ووقف العنف».

وكشف آلن، أمام مركز «وودرو ويلسون» في واشنطن، أن المسؤولين الأميركيين «يراقبون» عن كثب تمدد تنظيم أبو بكر البغدادي خارج سوريا والعراق، في الوقت الذي يحاول فيه التحالف سحق «داعش» في هاتين الدولتين.

وقال «نراقب عن كثب مجموعات قد تقسم يمين الولاء للبغدادي، وهو أمر سيؤدي إلى تمدّد التنظيم إلى مناطق قد تصل إلى شرق آسيا». وأضاف «علينا أن نكون منتبهين، من خلال وسائل الإعلام وطرق التواصل الأخرى، لتمدد داعش خارج سوريا والعراق. نحن متيقظين للوضع في السعودية والأردن وبالتأكيد نراقب الوضع في تركيا ولبنان عن كثب».

وأعلن آلن أن التحدي الأكبر يتركز حول كيفية منع المقاتلين الأجانب المتشددين من شن هجمات في بلادهم أو السفر إلى سوريا والعراق، مكرراً أن المقاتلين الأجانب سيمثلون تهديداً للولايات المتحدة «لوقت طويل»، لكنه أشار إلى أن حلفاء الولايات المتحدة حول العالم يقومون بخطوات رئيسة ضدهم.

وبعدما أشار إلى أن القوات العراقية، وبعد انطلاق عملية تدريبها قريباً، ستقلب النتائج وتسترد الأراضي التي سيطر عليها «داعش»، أعلن انه يتم العمل مع المعارضة السورية «المعتدلة» ليس فقط سياسياً بل على الأرض أيضاً.

وقال «لقد بدأنا ببناء مراكز تدريب للمعارضة السورية المعتدلة في المنطقة. ونحن نتلقى دعماً من الكونغرس لهذا الأمر، لكن هناك مشكلة بشأن هذا الأمر، ففي حين لدينا شريك سياسي وعسكري في العراق، فإن علينا، في القضية السورية، تحديد مَن هم الشركاء وتدريبهم. هذا هو التحدي الذي نواجهه، وقد بدأنا مؤخراً القيام بهذا الأمر».

ورداً على سؤال بشأن مطالبة تركيا بإقامة منطقة «حظر طيران» في سوريا، وعمّا إذا كانت الولايات المتحدة ستضرب القوات السورية إذا استهدفت المسلحين، قال آلن «المحادثات مع الأتراك كانت بناءة، لكني لن اكشف عنها. الوضع على الأرض في سوريا معقد جداً، ونحاول عبر المباحثات مع الأتراك التوصل إلى نقاط متفق عليها. لقد بدأت المباحثات بشرط تطبيق منطقة حظر طيران، لكن طبيعة المحادثات تغيّرت الآن» من دون تحديدها. وتابع «لا نزال نبحث كيف ستتغير الحملة العسكرية في سوريا، وكيفية دعم المسلحين المعتدلين على الأرض اليوم».

وحول دعم سعوديين لـ «داعش» في العراق وسوريا، قال آلن «نعمل مع الحكومة السعودية عن كثب من أجل خفض، وحتى إنهاء، دعم السعوديين لمثل هذه المجموعات. إن الطيران السعودي يساهم في العمليات الجوية ضد داعش في سوريا، وهم كانوا يساعدوننا جداً، ليس فقط لتوجيه ضربة لداعش، إن كان عبر رجال الدين أو إعلامياً، بل إنهم يساعدوننا أيضاً في تدريب المعارضة السورية المعتدلة وتقديم الأسلحة لهم».

إلى ذلك، أقر مبعوث الحكومة الأميركية إلى العراق بريت ماكغورك، خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في المجلس، بأن تدريب دفعة أولى مؤلفة من خمسة آلاف عنصر من مقاتلي المعارضة السورية «المعتدلة» سيبدأ في آذار العام 2015 وسيستغرق «عاماً واحداً». وأوضح أن «برنامج التدريب والتجهيز هو عنصر بسيط ضمن حملة شاملة تمتد على سنوات عدة. المرحلة الأولى هي العراق. ما نقوم به في سوريا الآن هو تقليص قدرات تنظيم الدولة الإسلامية».

 

قطر

 

ودعا وزير الدولة لشؤون الدفاع في قطر اللواء الركن حمد بن علي العطية، في افتتاح أعمال «مؤتمر الناتو وأمن الخليج» لمناسبة الذكرى العاشرة لمبادرة اسطنبول للتعاون بين حلف شمال الأطلسي والبحرين والكويت وقطر والإمارات، وقال إن «التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإرهابي والمنظمات المتطرفة الأخرى يتطلب منا، بالإضافة إلى الأعمال العسكرية، وضع استراتيجية واضحة لاستعادة الاستقرار في سوريا، ووضع آلية واضحة وشفافة ومن جميع الأطراف لدعم الجيش الحر، والسعي المشترك لإخراج سوريا من أزمتها الحالية، وتوحيد الجهود بين جميع الدول المشاركة في التحالف وحلف الناتو لإخراج المنطقة من الأزمة الحالية».

كما دعا إلى «إعادة بناء قدرات القوات العراقية، ومنع تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا والعراق، وتجفيف منابع الدعم المالي لتنظيم الدولة والمنظمات المتطرفة الإرهابية الأخرى، وزيادة الدعم الإنساني والمالي لإغاثة ملايين اللاجئين من ضحايا الصراع الدائر في سوريا، وتكثيف الجهود في جميع أنحاء المنطقة لمحاربة الفكر الخاطئ لتنظيم الدولة وتوضيح تفسيراته الخاطئة للإسلام والعنف والإرهاب الذي يمارسه».

واعتبر أن «الأوضاع المأساوية في سوريا والعراق، بالإضافة إلى ما يحدث في اليمن وليبيا، بحاجة إلى مزيد من التعاون بين دول مبادرة اسطنبول وحلف شمال الأطلسي من أجل إيجاد حل لإنهاء الصراعات في هذه الدول». وقال «نحن على يقين من أن الناتو ودول الشراكة يمكنهم أن يلعبوا دوراً رئيسياً في مواجهة هذه التحديات».

(«السفير»، «قنا»، ا ف ب)

 

السيستاني يدعو الى اليقظة والحذر من عناصر داعش

كربلاء – (د ب أ) – طالبت المرجعية الشيعية العليا في العراق بزعامة علي السيستاني الجمعة القوات العراقية والمتطوعين بتوخي اليقظة والحذر وهي تواجه عناصر تنظيم الدولة الاسلامية المعروف اعلاميا باسم داعش في جميع القطاعات العسكرية.

 

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجعية الشيعية خلال خطبة صلاة الجعة امام عشرات الاف من المصلين في صحن الامام الحسين في كربلاء “لقد تحقق للقوات العراقية انتصارات مهمة في مناطق متعددة على عناصر داعش لكن هذا التنظيم اصبح اليوم يهدد المناطق التي تضم بعض المراقد المقدسة في سامراء وبلد وعلى القوات العراقية عدم الاطمئنان لهذا التنظيم”.

 

وأضاف “نحذر من حالة التراخي والشعور بالاطمئنان على تحقيق الانتصارات ولابد من استمرار اليقظة والحذر لمواجهة هذا التنظيم الارهابي من خلال وضع خطط مدروسة لاستعادة جميع المناطق من داعش وابعاد الخطر عن جميع المناطق العراقية”.

 

الكونغرس يفوّض إدارة أوباما لتنفيذ عمليات عسكرية ضد داعش

واشنطن – الأناضول – صوّت الكونغرس في الولايات المتحدة الأميركية لصالح تفويض الرئيس “باراك أوباما” من أجله تمكينه من القيام بعمليات عسكرية ضد تنظيم داعش، لمدة 3 سنوات.

 

وطلب وزير الخارجية الأميركية “جون كيري”، خلال كلمة ألقاها أمام لجنة الكونغرس، ألا تقتصر عملية الحرب على داعش على كل من العراق وسوريا، ومنح الإدارة الأميركية تفويضاً يمكنها من استخدام القوة العسكرية لمدة 3 سنوات قابلة للتمديد.

 

يذكر أن التفويض الذي صوت عليه الكونغرس، يحد من سلطات الإدارة الأميركية المتعلقة باستخدام القدرات العسكرية (الجيش الأميركي)، إلا في حالات حماية الجنود والمواطنين الأميركيين، والقيام بعمليات استخباراتية، والمساعدة في تحديد الأهداف الجوية، وتقديم المشورة والمساعدة في وضع خطط للعمليات العسكرية واسعة النطاق.

 

انتحاري من تنظيم الدولة الإٍسلامية يفجر دبابة بشرق سوريا

بيروت – (رويترز) – أفادت حسابات جهادية على مواقع التواصل الاجتماعي والمرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة، إن انتحاريا من تنظيم الدولة الإسلامية فجر دبابة في قاعدة جوية سورية بمحافظة دير الزور وهي واحدة من آخر المعاقل الباقية للحكومة في شرق سوريا.

 

ونشرت الدولة الإسلامية صورتين في حساب على موقع تويتر لرجل يبتسم قالت إن اسمه أبو فاروق الليبي وإنه هو الذي نفذ “العملية الانتحارية”.

 

وعلى مدى العام عزز التنظيم تدريجيا سيطرته على محافظة دير الزور المنتجة للنفط. ولاتزال قوات الرئيس بشار الأسد تسيطر على قاعدتها الجوية وأجزاء من عاصمة المحافظة.

 

ودخل المتشددون القاعدة يوم السادس من ديسمبر كانون الأول لكن سرعان ما تم طردهم. وتقع دير الزور على الحدود مع أراض في العراق تحت سيطرة الدولة الإسلامية أيضا. وتعتبر حقول النفط في المحافظة مصدر دخل للتنظيم.

 

وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن الجيش طارد مقاتلي الدولة الإسلامية في المنطقة المحيطة بقاعدة دير الزور وقتل الكثير منهم.

 

وذكر المرصد السوري أن الدبابة انفجرت على مشارف القاعدة. لكنه لم يذكر تفاصيل عن خسائر بشرية أو مادية. وأضاف أن اشتباكات وقعت صباح الجمعة بعد الانفجار.

 

ويتعرض التنظيم لضغوط بسبب الضربات الجوية الأمريكية في سوريا منذ سبتمبر أيلول لكن هذه الضربات لم توقفه عن شن هجمات على قوات الأسد والجماعات المقاتلة المنافسة.

 

300 مليون دولار أنفقتها «سي آي أيه» على السجون السرية.. الحرب على الإرهاب تحولت لحرب مرتزقة

إعداد إبراهيم درويش:

لندن ـ «القدس العربي» كان برنامج التعذيب الذي صممته وكالة الإستخبارات الأمريكية- سي آي أيه للتحقيق مع معتقلي تنظيم القاعدة واسعا وباذخا في الإنفاق عليه، فقد أنفقت الوكالة 300 مليون دولار على بناء ما عرف بالسجون السرية.

وتم اختيار فريق من المحققين الخاصين في الوكالة وأرسلوا لهذه السجون السرية «النقاط السوداء» للتحقيق مع المعتقلين واستخراج معلومات منهم حول خطط تنظيم القاعدة ومؤامراتها ضد الولايات المتحدة الأمريكية وذلك في مرحلة ما بعد هجمات أيلول/سبتمبر 2001. وأنفقت الوكالة 220.000 دولار على إنشاء السجن الأكثر سرية والذي أشارإليه تقرير لجنة الإستخبارات بالكونغرس بـ «كوبالت» ويطلق عليه السكان في أفغانستان إسم «حفرة الملح».

كما أنفقت المخابرات ملايين الدولارات على بناء سجنين لم يتم استخدامهما بالمطلق. وفي الوقت نفسه دفعت المخابرات الأمريكية مبالغ هائلة للحكومات الأجنبية كي تقنعها باستخدام أراضيها وبناء سجون عليها. فقد كان بناء السجون وترحيل المعتقلين إليها جزءا مهما من برنامج سي آي أيه لأنه لا يمكن التحقيق مع أي منهم على الأراضي الأمريكية.

وكان عليها والحالة هذه البحث عن حلفاء مستعدين للتعاون ونقل السجناء إليهم بدون معرفة البرلمانات فيها ولا الرأي العام.

ويعتقد أن خالد الشيخ محمد هو العقل المدبر للعمليات والمعتقل في غوانتانامو منذ عام 2006 نقل أولا إلى سجنين أحدهما في بولندا والثاني في رومانيا. ويقول تقرير الكونغرس ان واحدة منهما رفضت في البداية استقباله لكنها غيرت رأيها عندما أعطت سي آي أيه مبلغ مليون دولار لمسؤول فيها.

ومعظم الحالات التي فحصها التقرير وهي 119 حالة توزعت على أنحاء العالم ولم تستقر في مكان قبل نقلها أخيرا لغوانتانامو. وتقدم صحيفة «التايمز» قائمة من الدول التي تعاونت مع البرنامج وخريطة تمثل توزع السجون عليها وتشمل السعودية والأردن وقبرص وليبيا واليونان والبرتغال والمغرب وإسبانيا وبريطانيا وإيرلندا وأيسلندا وبلجيكا وألمانيا وبولندا ومقدونيا ورومانيا وتركيا وسوريا وأوزبكستان والعراق وباكستان وتايلاند وأندونيسيا واليمن وأثيوبيا وزامبيا.

 

البعد التجاري في السجون

 

ولفتت صحيفة «الغارديان» إلى الجانب التجاري في برنامج التعذيب حيث أشارت إلى الطريقة التي اشترت بها المخابرات الأمريكية الخدمات من شركات المتعاقدين الأمنية ودفعت مبالغ كبيرة من أموال دافعي الضريبة الأمريكية.

فقد حولت المخابرات الأمريكية 81 مليون دولار أمريكي لشركة أقامها متخصصان نفسيان طلبت منهما تصميم برنامج التعذيب.

ومع أن قيمة العقد عند توقيعه في عام 2006 كانت 180 مليون دولار إلا أن الوكالة دفعت منه 80 مليون حتى عام 2009 حيث انتهى العقد. وفي عام 2007 قدمت الوكالة لهذه الشركة مليون دولار لحماية العاملين فيها من الملاحقة القانونية.

وتقول الصحيفة إن هذا مثال عن الطريقة التي تداخل فيها عمل الشركات الخاصة مع عمليات التحقيق مع المشتبة بعلاقتهم بالإرهاب الذي تعتبر مكافحته مسؤولية الدولة التي تتولى حماية المصالح القومية. فما جرى هو خصخصة الحرب على الإرهاب.

وترى الصحيفة أن عمليات التعذيب التي مارستها الوكالة هي فضيحة في حد ذاتها لكن اعتمادها على الشركات الخاصة هو لإنجاز المهمة وهو فضيحة أخرى.

وكان القرار رسميا واتخذه الرئيس جورج بوش في 17 أيلول/سبتمبر 2001 عندما وقع على مذكرة التبليغ. ولكن كان هناك جانب تجاري في العملية وهو ما حاول تقرير لجنة الإستخبارات فضحه. فتعاون المخابرات الأمريكية مع شركات المتعاقدين لم يتم في مرحلة متأخرة ولكنه كان جزءا رئيسيا في تصميم البرنامج، أي منذ البداية.

ويقول التقرير إن المحللين النفسيين لم يقوما «بتصميم» برنامج التعذيب بل ولعبا دورا رئيسيا في تطبيقه، بل قاما بالتحقيق مع عدد من المعتقلين المهمين.

ولا يشك معدو التقريربأن الاستخبارات الأمريكية بحلول عام 2005 قامت بشراء الخدمات من شركاء المتعاقدين الأمنيين وعلى قاعدة واسعة.

ونعرف من التقرير أن المتعهدين الأمنيين شكلوا نسبة 85% من القوة العاملة في السجون الخاصة وعمليات التحقيق، فقد وفرت الشركات الخاصة، متعاقدين أمنيين، ومحققين ومحللين نفسيين.

وبناء عليه فقد تم تطبيق برنامج وسائل التحقيق المحسنة الذي اشتمل على الأيهام بالغرق، والحرمان من النوم لساعات طويلة بل ولأيام بناء على اعتقاد بأنها ستؤدي لاستخراج معلومات من المعتقلين.

وعن الأسباب التي دعت المخابرات الأمريكية إلى الاستعانة بالمتعاقدين الأمنية، تقول كانت كثيرة وبعضها مبرر منها قلة الخبرة لديها في إدارة مراكز الاعتقال، وأحالت الإدارة لها الملف وكلفتها بالمهمة بشكل سريع وبدون أن تكون جاهزة لها بعد أيام من هجمات 9/11 ولهذا بحثت عن مساعدة من خارج صفوفها.

ومن هنا استعانت بالمحللين النفسيين اللذين كانا يعملان في سلاح الجو ويدربان الطياريين على أساليب التحمل فيما إن وقعوا أسرى في يد العدو.

وترى الصحيفة أن «عقد الحرب» الذي أشار إليه الرئيس باراك أوباما يظهر أن ما عرف بالحرب على الإرهاب بدأ يتخذ شكلا من اشكال حرب المرتزقة. فقد فتحت الحرب مجالا لتحقيق المال كما ظهر في الدور الذي لعبته شركة هالبيرتون في العراق.

وانتعشت صناعة التعاقدات الأمنية في العراق وافغانستان حيث حصلت الشركات الغربية على عقود لتوفير الحراسة للمنشآت العسكرية وللمسؤولين وقام أفرادها بدوريات ومهام أخرى. وارتكب أعضاء في شركات مثل بلاكووتر مجزرة في عام 2007 لفتت انتباه العالم لهذه الظاهرة والدور الخطير الذي تلعبه.

وكون المخابرات الأمريكية اعتمدت في التحقيق على الشركات الخاصة لا يحلها من المسؤولية وكذا الإدارة الأمريكية، فلا مقارنة بين مصالح الدولة والشركات الأمنية التي لا يهمها سوى تحقيق الربح.

وتقول «الغارديان» إن تدخل القطاع الخاص في التحقيق لم يكن فضيحة ولكن الفضيحة تظل التعذيب ولا شك بأن المتعاقدين الأمنيين كانوا جزءا منه.

 

«سي آي أيه» ترد

 

ومن هنا ففي دفاع المؤسسة الأمنية الأمريكية عن نفسها وما كتبه ثلاثة مدراء سابقين في سي آي أيه يوم الأربعاء في صحيفة «وول ستريت جورنال» حاول وضع المسؤولية في مربع الإدارة.

وفي رد المسؤولين الذين نقلت عنهم الصحف أكدوا أن عملية التحقيق كانت رسمية. وقال متحدث باسم «سي آي أيه» «كان هذا برنامج رئاسيا تمت المصادقة عليه وتنسيقه من داخل البيت الأبيض».

ولهذا ذكرت الوكالة أسماء رموز في الإدارة ممن عرفوا أو أمروا باستخدامه وتشمل الأسماء نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، ألبرتو غونزاليز مستشار الرئيس بوش، كوندليزا رايس مستشارة الأمن القومي، ونائبها ستيفن هيدلي، وجون أشكروفت، وزير العدل ولم تشمل القائمة لا دونالد رمسفيلد وزير الدفاع ولا كولن باول، وزير الخارجية.

وفي حملة للرد ودحض على ما جاء في التقرير فند مسؤولون ما قاله الرئيس السابق جورج بوش من أنه لم يكن يعرف عن برنامج التعذيب. وأكدوا إنه هو الذي صادق عليه.

 

فكرة السجون السرية

 

وفي هذا السياق تقدم صحيفة «نيويورك تايمز» صورة أخرى عن التفكير داخل سي آي أيه حيث وقع الرئيس بوش بعد ستة أيام من الهجمات على مذكرة منحت وكالة الاستخبارات السلطة لاعتقال وسجن الإرهابيين. ولكن المذكرة لم تقل أين.

وفي الأسابيع التي تلت الأمر، حاول قادة الوكالة البحث عن طرق وخيارات لملء الفراغات في الأمر الرئاسي.

وفي البداية فكرت في خيار غير الذي انتهت إليه لاحقا وهو السجون السرية. وفكر المسؤولون في سي آي أيه بنظام سجون يمنح المعتقلون فيه حقوقا مماثلة للحقوق التي يتمتع فيها السجناء في السجون الفدرالية. وسيكون نظامها مشابها لنظام السجون ذات الإجراءات الأمنية في الولايات المتحدة.

وسيتم إجراء التحقيقات فيها بناء على تعليمات التحقيق في الجيش الأمريكي والتي تمنع استخدام أساليب الإكراه والتسبب بالألم في أثناء التحقيق. فقد كتب محامو المخابرات أن «كل شيء فيها سيتم تصميمه للتواؤم مع متطلبات القانون الأمريكي والإجراءات الجنائية المعمول بها في المحاكم الفدرالية.

وترى الصحيفة أن تفكير الوكالة المبدئي يقدم تاريخا بديلا عما جرى بالفعل حيث تم استبدال الأفكار الأولى بالسجون السوداء/ السرية التي تعرض فيها المعتقلون للتقييد للجدران وتم نسيانهم أو تركوا ليموتوا من البرد وتعرضوا للأيهام بالغرق حتى غابوا عن الوعي.

وينقل التقرير عن علي صوفان أحد محققي مكتب التحقيقات الفدرالي السابق قوله «تخيل لو لم نسر في ذلك الطريق، تخيل، لقد وقعنا في شراك العدو».

وأضاف صوفان الذي لم يتفق مع سي آي أيه حول أساليب التعذيب «الآن لدينا رهينة أمريكي يلبس زيا برتقاليا لأننا ألبسنا الناس زيا برتقاليا».

وتضيف الصحيفة إن قرار بوش في 17 أيلول/سبتمبر 2001 أدى لحالة من النشاط والتخطيط داخل أروقة المخابرات الأمريكية في لانغلي- فيرجينيا.

 

مذكرة كروفر

 

وتشير إلى مذكرة مبدئية كتبها جي كروفر بلاك والذي قدم اقتراحا لبناء سجون سرية تعمل بناء على القوانين التي تعمل من خلالها السجون ذات الإجراءات الأمنية العالية في الولايات المتحدة أو السجون العسكرية التي يعتقل فيها سجناء الحرب.

ولأن المخابرات المركزية لم تكن لديها الخبرة لإدارة شبكة من هذه فقد فكرت في الاستعانة بمكتب السجون الفيدرالي. وحملت مذكرة بلاك عنوان «المصادقة على إقامة معسكرات اعتقال للإرهابيين». ويرى تقرير الكونغرس أن المقترح أصبح أساسا للعمل على بناء شبكة السجون حيث تطورت لشكل مختلف.

وضغطت سي آي أيه على وزارة الدفاع لإنشاء سجون في قواعد الولايات المتحدة العسكرية في الخارج لسجن المعتقلين فيها، لكن دونالد رامسفيلد رفض تحول البنتاغون لسجان لها، حسبما قال جون ريزو المستشار القانوني العام للوكالة.

ونقل عن ريزو قوله إن «أخرج القواعد العسكرية من النقاش ولهذا بدأنا البحث عما تحول وأصبح المواقع السوداء».

وفي جلسات نقاش يقول «قمنا بعصف دماغي، هل نقوم بوضعهم على السفن؟ وفكرنا في احتجازهم في جزر معزولة، لقد ولدت ـ السجون السوداء- من الحاجة ولم تكن نتاج مؤامرة شيطانية».

وفي ذلك الوقت كان دليل قواعد العمل لدى الوكالة ينص على منع التعذيب والمعاملة اللاإنسانية والعقاب أو الاحتجاز الطويل بدون اتهامات»، كما يقول تقرير الكونغرس، لكن المحامين التابعين لها بدأوا بالبحث عن طرق آخرى لسبب غير واضح.

وفي تشرين ثان/نوفمبر قدمت مذكرة سلسلة من الأساليب مثل التعريض للبرد الشديد، والحرمان من النوم والإهانة وبدأوا بمناقشة التداعيات القانونية لاستخدام هذه الوسائل. ومثل هذه الوسائل يحرم استخدامها في السجون الفدرالية والعسكرية.

ولدى سي آي أيه فريق من الخبراء المتخصصين في العمل على دفع المعتقلين للحديث من خلال بناء علاقة قريبة ومقابلات تعرف «بأحاديث الأصدقاء».

ومن خلالها يحصلون على المعلومات ويقييمون صحتها. وبعد هجمات أيلول/سبتمبر لا يوجد ما يشير لقيام المخابرات الأمريكية بتحقيقات أو أنها قامت بمراجعة تاريخها عندما استخدمت الأساليب القاسية في السنوات الأولى من الحرب الباردة.

ومن هنا طلب مكتب الخدمات الفنية من المحللين النفسيين جيمس ميتشل وبروس جيسين اللذين عملا في سلاح الجو على تدريب الطيارين على النجاة والهروب والمقاومة، ولم يكن لدى أي منهما خبرة في تاريخ القاعدة.

ولكن المخابرات المركزية قامت في نهاية عام 2001 وبداية عام 2002 بتعيينهما لتقييم ودراسة دليل للقاعدة يصف فيه لأتباعه طرق المقاومة أثناء التحقيق.

وقام الرجلان بتثوير عملية التحقيق التي تتبعها الوكالة وحصلا كما ذكرنا أعلاه على مبلغ 81 مليون دولار.

وما ساعد المخابرات على انتهاج سبل التحقيق القاسية والتفكير بطرق جديدة إعلان الرئيس بوش في 7 شباط/فبراير 2002 أن القانون الأمريكي لن يطبق على مقاتلي القاعدة. حدث في الوقت الذي لم تكن الولايات المتحدة قد ألقت القبض على أي من قادة القاعدة.

ولكن الوضع تغير بعد اعتقال أبو زبيدة في آذا/مارس 2002 في الباكستان، وبعد ستة أشهر من النقاش واجهت الإدارة الأمريكية وضعا كان عليه أن تختار نهجا جديدا.

فكان على سي آي أيه أن تخبر الصليب الأحمر الدولي عن مكان اعتقال ووضع أبو زبيدة لكن الوكالة كانت تريد السيطرة عليه والسرية.

ومن هنا قرر بوش في مراجعته اليومية للتقارير الامنية في 29 آذار/مارس النظر في اقتراح لبناء سري في تايلاند ونقل أبو زبيدة إليه، مع أن رمسفيلد اقترح اعتقاله في سفينة، وهو أسلوب تبناه أوباما بعد سنوات، لكن بوش حبذ فكرة السجون السرية.

وتقول الصحيفة نقلا عن ريزو أنه لو تم نقل أبو زبيدة لقاعدة عسكرية تخضع لوزارة الدفاع لما فكرت المخابرات الأمريكية بخيارات السجون السرية «من كان يدري؟».

أصيب أبو زبيدة بجراح خطيرة عند اعتقاله ونقل للعلاج حيث كان إلى جانب محقق أف بي أي علي صفوان.

 

47 يوما في سجن انفرادي

 

وتقول التقارير الأولى إنه كان متعاونا، لكن سي آي أيه فكرت في أساليب أخرى. ويرى تقرير الكونغرس أن التحقيق مع أبو زبيدة في المستشفى وخارجه كان ناجحا.

وتقول التقارير إن أبو زبيدة قدم معلومات ثمينة لكنه أنكر معرفته بخطط لمهاجمة أمريكا. وإزاء هذا جاء دور المحللين النفسين حيث قدم ميتشل سلسلة من الأساليب.

وترك أبو زبيدة وحيدا في زنزانة بتايلاند لمدة 47 يوما أثناء النقاش حول قانونية الأساليب.

ويقول تقرير الكونغرس إن أبو زبيدة توقف عن التعاون مع المحققين بعد عزله لمدة طويلة وأخبر صفوان قائلا «أين هي القنبلة الموقوتة إذا تركتوني في الحجز الانفرادي 47 يوما». ولهذا لجأت المخابرات للتعذيب حيث تعرض أبو زبيدة ولأسابيع لأقسى أنواع التحقيق بما في ذلك الإيهام بالغرق والحجز في صندوق ضيق.

 

في سوريا «أنت داعشي»… تهمة جديدة في بلد قسّمته الحواجز

محمد اقبال بلو

ريف حلب ـ «القدس العربي» ليس تابعاً لتنظيم الدولة أو «داعشياً» كما وصفه قائد حاجز «أم حوش» بالقرب من مارع في ريف حلب الشمالي، بل شاب من دير الزور، أراد الوصول إلى معبر باب السلامة للدخول إلى تركيا، حيث تقيم أسرته التي لم يلتقها منذ أربعة شهور مضت.

أبو حذيفة لم يتزوج بعد ولم يرزق بحذيفة إلا أنه يأمل أن تنتهي المأساة السورية ليكون ذلك، هاجرت أسرته إلى مدينة «غازي عنتاب» التركية هرباً من بطش طائرات النظام التي باتت مصدر الرعب بالنسبة لجميع السوريين الذين يعيشون في مناطق خارجة عن سيطرته، بينما قرر الشاب البقاء والاستمرار في نشاطه الثوري حتى تحقيق الحلم الذي أصبح هاجساً لكل شاب ذاق مرارة وقسوة الظلم الذي يمارسه أركان النظام على الشعب منذ سنوات طويلة.

قطع أبو حذيفة المسافة كلها وصولاً إلى مدينة مارع في ريف حلب الشمالي دون عوائق حقيقية، بل كل المصاعب التي واجهها لم تتجاوز قلة وسائل النقل والمواصلات وغلاء أسعارها، ولم يكن يعلم أن ما ينتظره عند حاجز «أم حوش» قرب مارع هو الاعتقال والتحقيق والصعق الكهربائي والجلد، بل اعتقد أنه سيصل إلى المعبر خلال دقائق قليلة.

يقول أبو حذيفة «وصلنا إلى الحاجز فاستوقف الحافلة العامة، التي تقلني مع عشرة ركاب آخرين، عنصران يرتديان زياً مرعباً يشبه ما كان يرتديه جنود حفظ النظام في جيش بشار الأسد، وطلبا مشاهدة البطاقات الشخصية، وبعد أن شاهدا بطاقتي سألني أحدهم: هل أنت من دير الزور؟ فأجبت بنعم، فبدأ يصرخ بي ويقول لي: أنت داعشي، وشرحت له أنني مدني ولست عسكرياً بالمطلق لا من داعش ولا من غيره». يضيف الشاب «حينها جاء رئيس الحاجز بعد أن علت أصوات العنصرين، واسمه أبو علي، وأمر سائق الحافلة أن يمضي دون أن يسمح لي بركوبها، ورغم أن السائق الطيب الذي لا أعرفه ولا يعرفني توسل إليه كثيراً أن يتركني أمضي في طريقي، إلا أنه أصر أن أبقى وصرخ بالسائق.. رووح.. روووح قبل ما أنزلك معه».

أكد الشاب لنا أنه شاهد راية لواء التوحيد عند الحاجز، وأنه لم يشعر بالخوف كونه لم يرتكب أي خطأ أو أية جريمة، كما أن راية لواء التوحيد جعلته يطمئن أنه سيكون بخير حتى ولو استغرق الأمر وقتاً، إلا أن الأمور جرت على غير ما أمل به، إذ قيده عناصر الحاجز واحتجزوه في غرفة قريبة حيث بقي أكثر من ساعتين قبل أن يحدث أمر غريب.

يستمر أبو حذيفة في رواية قصته ساخراً متألماً: «ما سمعته عن مقاتلي لواء التوحيد بسالة وبطولة في مقارعة قوات النظام، لكنني وجدت سلوكاً مختلفاً من قبل عناصر الحاجز، حيث وردهم عبر اللاسلكي أن سيارة مفخخة قد تتجه إلى الشمال وهدفها معبر باب السلامة، وما كان من العناصر الثلاثة إلا أن غادروا الحاجز مباشرة وابتعدوا عنه بينما بقيت أنا مقيداً داخل الغرفة».

وحسب «أبو حذيفة» عاد العناصر بعد حوالي ربع ساعة، وقالوا له «لم لم تهرب؟» فقد نسوا إثر خبر السيارة المفخخة أنهم قيّدوه وبالتالي لن يستطيع الهروب، وبعد أن حققوا معه لمدة ساعتين في نفس الغرفة وطالبوه بأن يعترف بانتمائه لتنظيم «الدولة» قالوا له أنهم سينقلونه إلى السجن حيث «سيعترف» وبالفعل تم تحويل أبي حذيفة إلى أحد السجون بعد دقائق من التهديد والوعيد.

يشرح أبو حذيفة طرق التحقيق «التعذيب» التي تعرض لها، ويقول: «احتجزوني في مهجع يحتوي على أكثر من عشرين سجيناً بعضهم سوريون والبعض الآخر من جنسيات أخرى، وبعد ساعات أخذوني لغرفة التحقيق حيث تم تعليقي من ذراعي «شبحي» قبل أن يسألني أحد ولو سؤالاً واحداً، وبدأ التحقيق حول انتمائي لــ «داعش» كما ترافقت الأسئلة مع الضرب والجلد والصعق الكهربائي لدرجة كدت فيها أن أجيب بأنني أحد عناصر التنظيم، لكن خشيت أن أقول ذلك لمعرفتي أن الأسوأ قادم لو جاريتهم واعترفت بما يريدون أن ينسبوه إلى من تهم».

بعد يومين تم الإفراج عن «أبو حذيفة» وغادر إلى تركيا، لكن بعد أن عانى تجربة رهيبة مؤلمة، كان ذنبه الوحيد فيها أنه من مدينة دير الزور وأن ذلك كاف لاتهامه بالانتماء لتنظيم «الدولة» ولا أعلم في نهاية اللقاء لم صرخ في وجهي قائلاً: «يعني اللي صار متل لما النظام بيعتقلك بس لأنك من ريف حلب الشمالي».

 

النظام السوري يشرع في بناء أنفاق للأسلحة «على الطريقة الإيرانية» في الساحل

أليمار لاذقاني:

ريف اللاذقية ـ «القدس العربي» أفاد ناشطون من مدينة بانياس التابعة لمحافظة طرطوس في الساحل السوري، أن آليات النظام بدأت منذ أشهر قليلة بمشروع حفر طريق بين الأحراج بشكل متشعب، وذلك على طريق قرية تقع بالقرب من المدينة، فيما بين أحد المهندسين المشرفين على المشروع أنه جاءهم وفد من البحوث العلمية معه خبراء إيرانيون، وتحدثوا عن أنفاق استراتيجية لأسلحة بالستية، ويصل عمق هذه الأنفاق لعشرة أمتار تحت الأرض.

وبين أحمد وهو ناشط من بانياس في حديث خاص لـ «القدس العربي»، أن هناك أكثر من عشرين آلية تعمل بلا توقف مع مجموعة من مهندسي مؤسسة الإسكان العسكرية وعامليها، مبينا أنه عندما اقتربت الحافلة التي كان يستقلها من المشروع لم نستطع عند المشاهدات الأولية تمييز ما قد يكون النظام ينوي القيام به في قلب الساحل السوري.

وأشار إلى أن الخبر الذي ينتشر بين الأهالي هناك هو انه يتم إنشاء كتيبة عسكرية، لكن لا معلومات لدى أحد عن مهمتها ولمن تتبع هذه الكتيبة، وما زاد في حيرتنا أن النظام لديه الكثير من المراكز هناك، ولديه الكثــــير من الكــــتائب التابعة لشتى فرق الجيش وأولويته، ومعظمها تكاد تفرغ من العسكر الذين نقلوا في معظمهم للمناطق الساخنة.

بدوره، قال «د.ك» وهو مهندس موظف في مؤسسة الإسكان العسكري التابعة للنظام، ويعمل كمهندس مشرف في المشروع، «في البداية كنا نظن كغيرنا أن النظام بالفعل يشرع ببناء كتيبة تابعة للدفاع الجوي في هذه المنطقة، وأنا كمهندس أنفذ المخططات التي بين يدي دون أن يحق لي السؤال عن أي شيء، لكنني تفاجأت بمقدار الدعم الذي يوليه النظام لهذا المشروع، فلم يسبق له أن أصر على مشروع بهذا السرعة والعمل».

كما أوضح أن المساحة المخصصة للمشروع بدأت تمتد حتى مساحات كبيرة من الأحراج، حتى وصلت الآن لدائرة نصف قطرها ما يزيد عن الإثني عشر كيلو متراً، هذا كله إلى جانب تقسيم العمل على أجزاء كثيرة وكل جزء منفصل عن الآخر، دون التنسيق بين المشرفين على كل جزء، مع التوصيات الدائمة بكتمان طبيعة المشروع قد تصل لحد التهديد.

وتابع «د.ك» أنه بعد أن جاءهم وفد من البحوث العلمية معه خبراء إيرانيون، وحديثهم المقتضب عن أنفاق ستقام على هذه المساحة علم بعد الكثير من التدقيق والبحث ماهية هذا المشروع، متابعا أنه مشروع مستودعات استراتيجية لأسلحة بالستية نسبةً لضخامة بعض الأنفاق التي شرع المهندسون ببناء بعضها بالفعل، كما أن الحفر تحت الأرض قد يصل لعشرة أمتار، وبهذا يضمنون بقاء هذه الأسلحة وحتى بقاء أغلبها فيما لو تعرضت لضربة عسكرية، فالذخيرة التي تحتاجها أي ضربة عسكرية لتدمير هذه المستودعات قد تكفي لحرب كاملة.

 

وزير دفاع قطر يدعو لدعم الجيش السوري الحر كأحد طرق مواجهة «داعش»

عواصم ـ وكالات: أكد ناشطون ومثقفون سوريون، استمرار مقتل الأطفال في المناطق المحاصرة من قبل قوات النظام في الغوطة الشرقية بريف دمشق، جراء الجوع وقلة الغذاء، حيث قتل منذ بداية الشهر الحالي 4 أطفال، محملين الأمم المتحدة والمجتمع الدولي المسؤولية، وذلك لأنها لا تتدخل للضغط على قوات النظام المحاصرة للمنطقة منذ نحو عامين.

وتعاني الغوطة الشرقية من حصار خانق فرض عليها، بعد سيطرة المعارضة المسلحة على معظم بلداتها، وبالرغم من النزوح الكبير منها، إلا أنه لا يزال مئات الآلاف يقيمون فيها، ويتعرضون للموت جراء نقص المواد الأساسية، وغلاء أسعار المواد التي تدخل تهريباً إلى بعض بلداتها.

وتعرضت الغوطة خلال فترة الحصار أيضا، إلى مجزرة بالسلاح الكيميائي، جراء استهداف بلداتها بصواريخ كيمياوية في 21 آب/أغسطس من العام الماضي، ورغم الجراح والآلام، لم تتمكن قوات النظام من دخولها، بل شددت الحصار الخانق عليها، ليعاني المدنيون وأطفالهم من تبعات ذلك، مما أسفر عن مقتل أطفال بعمر الورود.

وفي هذا الإطار، اعتبر الناشط الإعلامي في الغوطة الشرقية المحاصرة، محمد صلاح الدين، أن «المجتمع الدولي شريك أساسي للنظام في حصار الغوطة، وذلك لأنه عندما أراد أن يفرض على النظام أمراً نجح في ذلك، من خلال السماح للجنة تقصي الحقائق الخاصة بمجزرة الكيماوي، بالدخول إلى الغوطة».

وفي تصريحات للأناضول، أكد صلاح الدين أنه «في ظل عدم وجود إرادة حقيقية للمجتمع الدولي، فإنّ النظام يتمادى في حصاره للأهالي، ويستمر في قصفه لمدن وبلدات الغوطة، معلناً بذلك ازدواجية معايير ذلك المجتمع في التعامل مع قضايا السوريين».

وحمّل الناشط «مسؤولية ما يحدث للولايات المتحدة – التي جيشت الجيوش دفاعاً عن الإخوة الأكراد في عين العرب كوباني – بينما لم يحركوا ساكناً تجاه عشرات الأضعاف من المحاصرين، المهددين بالموت قصفاً وجوعاً في الغوطة الشرقية».

ووصف «الأمم المتحدة بأنها لا تزال عاجزة عبر مجلس الأمن، عن اتخاذ قرار يفرض على نظام الأسد فتح ممر إنساني للمحاصرين في الغوطة، وإدخال الغذاء والدواء».

من جانب آخر، أضاف أن «النظام يفرض حصاراً على الغوطة الشرقية منذ أكثر من عامين، حيث اختصر طرق الامداد سابقا بحاجز مخيم الوافدين، الذي كان ممراً وحيداً للأغذية، ومنذ شهرين أغلق النظام هذا الحاجز في وجه الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية، ضارباً عرض الحائط قرارات مجلس الأمن، التي دعت إلى فتح ممرات إنسانيّة للمناطق المحاصرة».

وشدد على أنه «منذ ذلك الوقت، يعيش قرابة 700 ألف نسمة في حالة إنسانية صعبة، في ظل ارتفاع الأسعار لأكثر من 15 ضعفاً، مما انعكس على الأطفال، إذ فقدت من الأسواق أغذية الأطفال من حليب وغيره، إضافة لنقص كبير في الأدوية اللازمة لعلاج أمراض نقص التغذية»، كاشفا أنه «في الشهرين الآخيرين توفي أكثر من 11 طفلاً نتيجة نقص التغذية، 4 منهم منذ بداية الشهر الحالي».

من ناحيته قال الدكتور عوض السليمان أن «الدول الشقيقة وكذلك الصديقة، تهين السوريين أيضاً، ليس بشار الأسد وحسب، وذلك من خلال تعاملهم بطريقة لم يسبق لها مثيل في التاريخ الإنساني، وكل ذلك تحت سمع المنظمات الإنسانية وبصرها، ابتداء بمنظمات حقوق الإنسان إلى جماعة حقوق المرأة، مروراً بمدعي الدفاع عن حقوق الأطفال».

ويذهب السليمان في مقالة نشرها إلى أن «ما يحدث لا يتم إلا برغبة الولايات المتحدة، والغرب الذي أراد تأديب العرب والمسلمين من خلال إيذاء الســـوريين، بحيث لا يجرؤ أحد على مجرد الحديث عن ثورة على الديكتاتورية في هذه البلاد».

كما بين أن «خلفيات محاولة إذلال السوريين في دول العالم سياسية بالدرجة الأولى، غير متجاهلين السبب العقائدي الذي يلعب دوراً ما في الاعتداء على اللاجئين في بعض دول أوروبا، والتي تنظر إلى المسلم السني، على أنه عدو بالضرورة»، كاشفا عن أن «الأخبار حول إعادة المساعدات الإنسانية إلى اللاجئين السوريين في دول الجوار عارية عن الصحة، وإن معظم اللاجئين لم يستفيدوا من تلك المساعدات طيلة الشهر الماضي، والسبب المعلن هو أن الدول المانحة لم تفِ بما تعهدت به سابقاً».

من ناحية اخرى، أشار إلى أن «الدول المانحة بالطبع، هي أعضاء في الأمم المتحدة، لكن الأخيرة لم تطلب من تلك الدول الالتزام بتعهداتها، ولعل الأمر لا يعنيها، فالمنظمات الدولية لا تتمتع بالحرية الكاملة في اتخاذ قراراتها، ولا بد من موافقة واشنطن أولاً على أي عمل تقوم به تلك المؤسسات».

واتهم السليمان الأمم المتحدة بالتقصير، لأنها «لم تقم هي ومنظماتها ذات الاختصاص، بأي تحقيق حول قيام الشرطة المقدونية بسلب أموال اللاجئين السوريين هناك، ولم تعبأ منظمات حقوق المرأة، بالأخبار التي تحدثت عن حالات اغتصاب، قامت بها الشرطة الألبانية، بحق بعض اللاجئات السوريات، فضلا عن سرده لقصص معاناة كثيرة، تعرض لها السوريين في بلدان العالم».

ومنذ منتصف آذار/مارس 2011 تطالب المعارضة السورية، بإنهاء أكثر من 44 عاماً من حكم عائلة الأسد الديكتاتوري، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من 191 ألف شخص، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، بينما تتحدث مصادر المعارضة، عن مقتل أكثر من 300 ألف سوري خلال الأزمة.

من جهة أخرى دعا اللواء الركن حمد بن علي العطية، وزير الدولة لشؤون الدفاع في قطر، إلى حزمة مقترحات لمواجهة تنظيم «داعش»، من بينها دعم الجيش السوري الحر، وإعادة بناء قدرات القوات العراقية، ومنع تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا والعراق، وتجفيف منابع الدعم المالي للمنظمات الإرهابية.

جاء ذلك في كلمة له امس الخميس خلال افتتاحه أعمال «مؤتمر الناتو وأمن الخليج»، الذي تنظمه وزارة الخارجية القطرية بالتعاون مع قطاع الشؤون السياسية والأمنية بحلف شمال الأطلسي «الناتو»، بمناسبة الاحتفال بالذكري العاشرة لمبادرة اسطنبول للتعاون، ونشرت نصها وكالة الأنباء القطرية.

وقال إن «التهديدات الكبيرة التي تواجه العالم ومنطقة الشرق الأوسط اليوم وبشكل خاص تتطلب منا جميعا جهدا مضاعفا واسع النطاق بين كافة أطراف المجتمع الدولي على أن يشمل مجموعة من التدابير المختلفة».

وبين أن «التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإرهابية (داعش) والمنظمات المتطرفة الأخرى يتطلب منا بالإضافة إلى الأعمال العسكرية، وضع استراتيجية واضحة لاستعادة الاستقرار في سوريا».

وتابع «وكذلك وضع آلية واضحة وشفافة ومن جميع الأطراف لدعم الجيش الحر، والسعي المشترك لاستخراج سوريا من أزمتها الحالية، وتوحيد الجهود بين جميع الدول المشاركة في التحالف وحلف (الناتو) لإخراج المنطقة من الأزمة الحالية».

كما طالب في هذا الصدد بـ «إعادة بناء قدرات القوات العراقية، ومنع تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا والعراق، وتجفيف منابع الدعم المالي لتنظيم الدولة الارهابية والمنظمات المتطرفة الإرهابية الأخرى، وزيادة الدعم الإنساني والمالي لإغاثة ملايين اللاجئين من ضحايا الصراع الدائر في سوريا وتكثيف الجهود في جميع أنحاء المنطقة لمحاربة الفكر الخاطئ لتنظيم الدولة الإرهابية «داعش» وتوضيح تفسيراتها الخاطئة للإسلام والعنف والإرهاب الذي يمارسه».

ونوه إلى أن الأوضاع المأساوية في سوريا والعراق، بالإضافة إلى ما يحدث في اليمن وليبيا، بحاجة إلى مزيد من التعاون بين دول مبادرة اسطنبول وحلف شمال الأطلسي الناتو من أجـــل إيجاد حــل لإنهاء الصراعات في هذه الدول.

يذكر أن مبادرة اسطنبول للتعاون أطلقت خلال قمة الناتو في إسطنبول عام 2004 لتعزيز التعاون الأمني الثنائي لدول منطقة الشرق الاوسط، وتضم في عضويتها أربع دول خليجية هي البحرين والكويت وقطر والإمارات.

حضر الافتتاح عدد من الوزراء بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالإضافة إلى عدد من كبار المسؤولين في قطر وقادة عسكريين، وقيادات من حلف شمال الأطلسي «الناتو».

ويناقش المشاركون في المؤتمر، الذي يستمر يوما واحدا، عددا من القضايا الهامة، مثل مبادرة إسطنبول للتعاون، وتحديات الأمن الإقليمي، والآفاق المستقبلية لمبادرة اسطنبول للتعاون، كما سيتخلل الجلسات العامة الثلاث حوار مفتوح لطرح كافة الآراء والمقترحات.

من جانبه قال ينس ستولتنبيرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» إن المؤتمر فرصة لمناقشة التحديات التي تواجه الشرق الأوسط الكبير واستكشاف طرق مواجهتها .

ورأى أن هناك الكثير من الأمور التي تدعو للاحتفال بالذكرى العاشرة لمبادرة إسطنبول للتعاون، وقال «هذه المبادرة أرسلت إشارات قوية بأن أمن واستقرار منطقة الخليج مهم بالنسبة لحلف الناتو».

وأكد أن العلاقات بين حلف الناتو ودول الخليج تعمقت خلال السنوات العشر الماضية وأصبحت أكثر قوة .

 

بسبب الجوع وحصار النظام… سرقة بقرة تتسبب في مقتل شاب في غوطة دمشق الشرقية

حازم صلاح

ريف دمشق ـ «القدس العربي» اعتقل النظام ابنيه منذ عامين وما زالا في المعتقل، واليوم يبكي الحاج «ابو راتب» ابنه الثالث الذي فقده عندما كان برفقته برصاص لصوص من أبناء مدينته «الريحان» الواقعة في غوطة دمشق الشرقية، أما هو فقد أصيب بقدميه وبطنه ولكنه بقي حيا ليشهد على مقتل ابنه في مكان يموت فيه الشباب عادة بأسلحة النظام السوري لا بأسلحة أبناء القرية.

أبو عماد، ابن شقيقة الحاج أبو راتب، وأحد الناشطين في مجال الإغاثة في الغوطة الشرقية التي تعيش أبشع أنواع الحصار والتجويع منذ شهور طويلة، يروي لـ «القدس العربي» قصة خاله المكلوم قائلا: «كان الحاج أبو راتب نائما في مزرعته، عندما أيقظه صوت غريب داخل المزرعة فقام بدوره بإيقاظ ابنه زهير البالغ من العمر خمسا وعشرين عاما ليتعرف على سبب الصوت ويتفقد المزرعة».

يتابع «خرج خالي وابنه سوية من الغرفة ليتفاجأوا بثلاثة مسلحين يحاولون سرقة البقرة الوحيدة المتبقية لديهم بعد ان قتل الحصار الكثير من الأبقار التي كانت لديهم في نفس المزرعة، تسللوا خلف اللصوص وتعرفوا على أحدهم فهو ابن المنطقة، وهنا صرخ زهير على اللص باسمه فكانت النتيجة ان فتح اللصوص النار على الشاب وأبيه وسرقوا البقرة ظنا منهم انهم قتلوا الاثنين ومات الشهود».

يبين أبو عماد أن «الحاج أبو ماجد تعرف على القاتل في اليوم التالي، وتبين له انه يتبع لأحد الفصائل المسلحة في المنطقة، وقدم بلاغا إلى القضاء الموحد في الغوطة الشرقية بانتظار إلقاء القبض على القاتل ومحاكمته».

وأوضح أن حوادث السرقة أصبحت كثيرة في الشهور الأخيرة التي اشتد فيها الحصار على الغوطة الشرقية، مبينا أن «مليون إنسان محاصر في الغوطة الشرقية بدون اي تحرك دولي لفك الحصار عنهم، وحالات السرقة تكاد تكون يومية، والسبب الرئيسي هو الجوع الذي بات يدفع بعض ضعاف النفوس إلى السرقة مقابل الاستمرار في الحياة».

وفي سياق متصل، بين المصدر ان القضاء الموحد في الغوطة الشرقية يبذل جهودا جيدة في سبيل الحد من هذه التجاوزات، ولكنها جهود غير كافية مقارنة بالتجاوزات اليومية، كما ان التحديات التي تواجه القضاء كبيرة في ظل عدم تعاون بعض الفصائل المسلحة مع القضاء، حيث تقوم بعض الفصائل بالتستر على بعض عناصرها الفاسدة التي تقوم ببعض عمليات السرقة يدفعها إلى ذلك فصائلية مقيتة مقدمة على مصلحة أبناء الغوطة المحاصرين.

 

داود أوغلو: النظام السوري لم يفِ بأي وعد قطعه

إسطنبول ــ باسم دباغ

أكّد رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو، أنّ النظام السوري “لم يفِ على الإطلاق بأي وعد قطعه على نفسه منذ بداية الأزمة في البلاد وحتى الآن”، مشيرًا إلى أن “تركيا سبق أن بذلت جهودًا مضنية من أجل وقف إطلاق النار في سورية، لكن النظام السوري لا يلتزم بوعوده”.

 

وبشأن خطة المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، لتجميد القتال في مدينة حلب، لفت داود أوغلو إلى أنّ “المفاوضات والمباحثات ما زالت مستمرة، لكن هذه الخطة لن تكون من ورائها أية فائدة، إذا كان الهدف منها تشكيل وضع راهن دائم في سورية، لكن إذا كانت لأسباب إنسانية، فعندها يمكن تقييمها، ولا سيما فيما يتعلق بمدينة حلب”.

 

كلام رئيس الوزراء التركي جاء في المؤتمر الصحفي الذي عقده ونظيره الإيطالي ماتيو رينزي، وأكّد الطرفان خلاله على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين.

 

وحضر الاجتماع الذي عقده الطرفان، كل من وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، ووزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي، فولكان بوزقر، ونائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، والمسؤول عن الشؤون الخارجية في الحزب، ياسين أكتاي.

 

إلى ذلك استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رينزي في وقت لاحق من مساء الخميس، في العاصمة أنقرة، وذكرت مصادر في الرئاسة التركية، أن اللقاء بين الطرفين، جرى بعيدًا عن وسائل الإعلام، من دون تقديم أية تفاصيل عن أهم الموضوعات التي تمحور حولها اللقاء.

 

وكان رئيس الوزراء الإيطالي “رينزي”، قد وصل في وقت سابق اليوم إلى أنقرة في زيارة رسمية، تستغرق يومين، تلبية لدعوة وجّهها له داود أوغلو، وكان في استقباله بمطار إيسان بوغا، نائب الوالي محمد علي أولوطاش، فضلًا عن عدد من المسؤولين.

 

ومن المقرّر أن ينتقل رينزي في اليوم الثاني من زيارته إلى إسطنبول، للمشاركة في منتدى الأعمال التركي الإيطالي، ويلقي كلمة حول تعزيز الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين.

 

وتعد هذه الزيارة الأولى على مستوى رؤساء الوزراء من إيطاليا إلى تركيا، منذ عام 2009، فيما كان أردوغان قد زار روما في آيار/مايو عام 2012، عندما كان رئيسا للوزراء، كما زار الرئيس التركي السابق، عبد الله جل، إيطاليا نهاية كانون الثاني/يناير الماضي.

 

ريف دمشق: المعارضة تحشد لمعركة مصيريّة ضدّ “داعش

دمشق ــ رامي سويد

تحشد كلّ من قوات المعارضة السورية، وقوات تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) المزيد من عناصرها في منطقة القلمون الشرقي، في الأيام الأخيرة، تمهيداً لحسم الصراع الذي اندلع مطلع الشهر الحالي، مع دخول مقاتلي “داعش” إلى بلدة بير القصب، الواقعة إلى الشرق من مطار دمشق الدولي في ريف دمشق، وسيطرتهم عليها بعد تمكّنهم من طرد قوات “جيش الإسلام”، أكبر تشكيلات المعارضة العسكرية في المنطقة.

 

وفي سياق متّصل، يرسل جيش “أسود الشرقية”، التابع لجبهة “الأصالة والتنمية”، إحدى أكبر تشكيلات المعارضة شرقي سورية، تعزيزات كبيرة إلى منطقة بير القصب، تمهيداً للتصدي لهجوم “داعش” على البلدة، التي تُعدّ استراتيجية، باعتبار أنّها تؤمّن لفصائل المعارضة خطوط إمدادها العسكريّة نحو مناطق غوطة دمشق الشرقيّة، الخاضعة لسيطرتها.

وتُظهر صور بثّها الناطقون الإعلاميون باسم جيش “أسود الشرقيةً، أرتالاً ضخمة، قوامها عشرات الآليات المزوّدة بالرشاشات المتوسّطة والثقيلة وأعداد كبيرة من المقاتلين، في طريقهم نحو بير القصب، بهدف استعادتها وطرد “داعش” منها.

 

وكان تنظيم “داعش” قد استبق إعلان كل من “جبهة النصرة” وحركة “أحرار الشام الإسلامية” و”جيش الإسلام” و”جيش أسود الشرقية” و”فيلق الرحمن” والمجلس العسكري التابع لقوات “الجيش السوري الحر”، عن تأسيس قيادة موحّدة بهدف تنسيق العمل العسكري ضدّ التنظيم، قبل أقلّ من أسبوعين، بمهاجمة قوات المعارضة الموجودة في البلدة الاستراتيجية، لتندلع إثر ذلك اشتباكات استمرت أياماً بين الطرفين. وأجبرت هذه الاشتباكات قوات “لواء الإسلام”، على الانسحاب من المنطقة، قبل أن ترسل تعزيزات إضافيّة لم تمكّنها من استعادة النقاط التي خسرتها في البلدة، بعد غارات عنيفة، شنّها طيران النظام السوري على القوات المؤازرة.

 

ويستكمل التنظيم معركته بعمليّة “شراء ذمم”، بعض المجموعات الصغيرة التابعة لفصائل المعارضة، بهدف ضمّها إلى صفوفه وتثبيت وجوده العلني والواضح للمرة الأولى في ريف دمشق، وفق ما تؤكّده مصادر محليّة لـ”العربي الجديد”، مشيرة إلى “التحاق عدد من مجموعات البدو المسلحة بتنظيم الدولة”. وتنتشر هذه المجموعات في المنطقة منذ وقت طويل، وتنشط في مجال التهريب ونقل الجنود المنشقين عن قوات النظام عبر البادية السورية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة “داعش” وقوات المعارضة.

 

وتفيد مصادر محليّة أخرى لـ”العربي الجديد”، بإعلان كتيبة “زلزال الشرق”، التابعة لتجمع أحمد العبدو، المنضوي تحت قيادة المجلس العسكري لقوات الجيش الحر في المنطقة، التحاقها بتنظيم “داعش” بعد انشقاقها عن التجمّع.

 

وفي سياق متّصل، يتّهم ناشطون محليون تنظيم “داعش”، بتدبير عمليّة اغتيال القيادي في “جيش الإسلام”، أحمد فرحان اللحام، في مدينة الضمير بريف دمشق. ويوضح الناشط أحمد الشامي لـ”العربي الجديد”، أنّ الأخير يُعدّ أحد أبرز قادة “جيش الإسلام” في المنطقة، وهو ضابط منشق عن قوات النظام السوري في الأصل. وقُتل اللحام إثر انفجار سيارة كان يستقلها في سوق شعبي في مدينة الضمير، شرقي دمشق.

 

وتتمتّع بلدة بير القصب، بأهميّة استراتيجية عالية، فهي أكبر البلدات التي يمرّ فيها خط إمداد قوات المعارضة المتمركزة في غوطة دمشق الشرقية، وهي تبعد أقلّ من عشرين كيلومتراً عن منطقة السويداء جنوباً، وأقلّ من خمسة عشر كيلومتراً عن مناطق سيطرة المعارضة السورية في محافظة درعا جنوباً.

ويدفع الموقع الاستراتيجي الهام للبلدة، والتي تُعد البلدة الأولى التي يتمكّن “داعش” من السيطرة عليها في ريف دمشق، بشكل علني، فصائل المعارضة إلى حشد قواتها، استعداداً لمعركة فاصلة قد تغيّر نتائجها توازنات القوى في ريف دمشق بشكل كامل.

 

السويداء: أسر عنصر من أمن الدولة ومبادلته بمعتقل

اقتحمت مجموعة من أهالي مدينة شهبا، وقرية الجنينة، في محافظة السويداء، مساء الخميس، فرع أمن الدولة في مدينة شهبا، بعد قيام عناصره باعتقال الشاب، وهب الصحناوي (18 عاماً)، المطلوب إلى الخدمة الإلزامية.

وذكرت مصادر في السويداء لـ”المدن”، إن الدورية الأمنية ألقت القبض على الشاب في بلدة شقا، شمال شرق مدينة شهبا، أثناء قيامه بإصلاح دراجته النارية، وأشارت إلى أنه تعرض إلى الضرب المبرح قبل أن يتم اقتياده إلى فرع أمن الدولة في مدينة شهبا.

أهالي المعتقل، وأصدقاؤه، تجمّعوا لمحاولة الضغط على الفرع الأمني لإخلاء سبيله، إلا أن محاولاتهم لم تنجح، وقام الفرع بإخراج الشاب من شهبا إلى السويداء تمهيداً لتحويله إلى دمشق، ما أدى إلى إقدام أقاربه وأصدقائه على اقتحام الفرع الأمني في شهبا، واشتبكوا مع العناصر.

وأكدت المصادر أنه عقب الاشتباك مع عناصر الفرع قام المقتحمون بأسر أحد العناصر كرهينة للإفراج عن الصحناوي، وهو ما تم فعلاً. وأضافت المصادر أن العنصر الأمني تم اقتياده إلى قرية الجنينة في ريف مدينة شهبا، ومسقط رأس المعتقل، ليخضع أمن الدولة أخيراً إلى عملية التبادل التي تمت في منزل أحد شيوخ آل الصحناوي في مدينة شهبا.

يشار إلى أن محافظة السويداء قد شهدت حوادث كثيرة مشابهة في الآونة الأخيرة، لاسيما في قرى ريف شهبا، إذ قبل 10 أيام جرى اعتقال سائق حافلة من قرية الجنينة لأخذه إلى الخدمة العسكرية، فتم احتجازه في مخفر مدينة شهبا، قبل أن يتم تحويله في اليوم التالي إلى شعبة التجنيد، حيث كان أهالي المعتقل وأصدقاؤه بانتظار الدورية الأمنية التي أقلته إلى الشعبة، وما إن وصلت الدورية حتى تم ضرب العناصر وتخليص الشاب.

 

دروغيون مازال حياً.. ومعارك ضارية في حلب ودمشق

المدن – عرب وعالم

قال مصدر أميركي، الأربعاء، إن هناك معلومات جديدة تشير إلى أن الفرنسي صانع القنابل بجماعة خراسان دايفد دروغيون، مازال حياً بعد استهدافه بغارة أميركية في تشرين الثاني/نوفمبر، في إدلب بسوريا. وبحسب صحيفة “اكسبريس” الفرنسية، فإن المعلومات الاستخباراتية أشارت إلى أن دروغيون البالغ من العمر 24 عاماً، أصيب بجراح بالغة، نتيجة الغارة الجوية، ولكنه نقل على الفور لتلقي العلاج في مكان آمن.

 

وفي ريف دمشق، قامت قوات النظام، الخميس، بخرق الاتفاقية التي عقدتها مؤخراً مع ثوار وادي بردى، وذلك باستهدافها لبلدة عين الفيجة ومحيطها بالمدفعية الثقيلة. في حين قامت قوات النظام بقطع جميع الطرق المؤدية إلى مدينة التل، ومنعت الطلاب والموظفين من الخروج من المدينة، رداً على اغتيال ضابط في صفوفها. كما جرت اشتباكات في بلدة عين البيضا في الغوطة الغربية، وسط قصف بقذائف الدبابات والمدفعية على البلدة من قبل قوات النظام المتمركزة على جبل المضيع.

 

أما في مدينة دمشق، فقد دارت اشتباكات في حي جوبر، ترافقت مع قصف مدفعي على الحي، في حين سقطت قذائف هاون في حي أبو رمانة وشارع العابد. وسقطت قذائف هاون في محيط ساحة الريجة بمخيم اليرموك، كما استهدف قناصة قوات النظام تجمعاً للمدنيين في المخيم، أثناء استعدادهم لتسلم مساعدات غذائية.

 

من جهة أخرى، تمكن الثوار من قتل 21 عنصراً من قوات النظام، من مرتبات الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري والمخابرات الجوية، بعد اندلاع اشتباكات بين الجانبين، على الجبهة الشمالية الشرقية لمدينة داريا بريف دمشق الغربي. وكانت عناصر الإتحاد الإسلامي لأجناد الشام، ولواء شهداء الإسلام، قد تمكنت من صدّ هجوم قوات النظام المترافق مع قصف عنيف ومركز على المنطقة، والتحول من الدفاع إلى الهجوم.

 

وكانت قوات النظام قد فجرت بناء مكوناً من عدة طوابق، ما أدى إلى تدميره بالكامل، وسقوط تسعة قتلى من الثوار، في الاشتباكات التي دخلت يومها العاشر. وقامت قوات النظام باستقدام تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة في مسعى للتقدم البري، بعد فشل المفاوضات بين الطرفين.

 

وفي حلب، فتحت قوات المعارضة نيران رشاشاتها الثقيلة، على مراكز لقوات النظام والمسلحين الموالين لها، في موقع كتيبة المدفعية في حي جمعية الزهراء غربي حلب. كما قصفت الكتائب المقاتلة بقذائف محلية الصنع مراكز لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في حي صلاح الدين جنوبي حلب. وكانت مواجهات عنيفة قد دارت في الساعات الماضية بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة على أطراف مدينة حلب، وسط معلومات عن تقدم فصائل المعارضة. وأفادت شبكة “الدرر الشامية” المعارضة، بأن “الثوار من جيش المجاهدين شنّوا هجوماً بالأسلحة الثقيلة على معاقل قوات الأسد في حلب، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات في صفوفهم”، مشيرة إلى أن مقاتلي المعارضة “أطلقوا وابلاً من القذائف المدفعية على فندق الأمير ومبنى التأمينات الاجتماعية ومبنى فرع المرور التي تتمركز فيها قوات الأسد في منطقة باب جنين في حلب”.

 

وأشار “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إلى اشتباكات بين جبهة أنصار الدين من قوات المعارضة، وقوات النظام تدعّمها قوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية، في منطقتي البريج ومناشر البريج، في المدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب. في حين دارت اشتباكات في منطقة المناشر قرب قرية الوضيحي بريف حلب الجنوبي، وفي محيط تلة خانطومان بريف حلب الجنوبي الغربي.

 

موسكو تستعد لاستضافة المفاوضات السورية ـ السورية

المبعوث بوغدانوف يأمل عقدها قبل نهاية يناير 2015

نصر المجالي

نصر المجالي: قال ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية الذي قابل الرئيس السوري بشار الأسد يوم الأربعاء الماضي للصحافيين في العاصمة اللبنانية بيروت: “نأمل بأن ننجز هذا بأسرع وقت، وإذا توفرت الرغبة لدى شركائنا السوريين، فمن الممكن عقد المفاوضات السورية – السورية قبل نهاية كانون الثاني (يناير) المقبل”.

 

وأضاف بوغدانوف: “روسيا مستعدة لاستضافة ممثلين عن المجموعات المعارضة المختلفة التي تعمل داخل سوريا وخارجها، وبعد ذلك يمكن أن يشارك ممثلون عن الحكومة السورية في مرحلة ثانية من الاجتماعات بغية التوصل إلى اتفاق حول سبل التسوية”، مشددًا على أن “روسيا تؤكد على ضرورة إيجاد حل سياسي تفاوضي للأزمة السورية”.

 

وكان نائب وزير الخارجية الروسي التقى الاربعاء الماضي في دمشق الرئيس السوري بشار الاسد، وتأتي زيارة المبعوث الخاص للشرق الأوسط ضمن الجهود الدبلوماسية الروسية التي تهدف إلى تسوية الأزمة السورية بالطرق الدبلوماسية.

 

كما التقى بوغدانوف في دمشق عدداً من أطياف المعارضة السوري، وتأتي تحركاته، كما ذكرت مصادر روسية، تجسيدًا لتفاهمات روسية – سوريا أفرزتها زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى روسيا في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، حيث استقبل من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واجتمع مع نظيره سيرغي لافروف.

 

وقد تركزت المباحثات بين الجانبين على إجراء مشاورات تمهيدية بين فصائل المعارضة السورية على أوسع نطاق ممكن وبدون اشتراطات واستثناءات مسبقة وبرعاية دولية، والعمل على جمع ممثلين عن المعارضة مع ممثلي القيادة السورية دون شروط مسبقة أيضًا.

 

بريطانيا تحذر من استغلال بشّار لأي حل سياسي

وزير خارجيتها وأركانه تحادثوا مع دي ميستورا حول خطته

نصر المجالي

أكدت بريطانيا مجدداً بأن التوصل لحل سياسي شامل هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع في سوريا، واجتمع وزير الخارجية فيليب هاموند ووزراء الدولة في الخارجية بالمبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا لبحث سبل إحراز أي تقدم سياسي.

 

نصر المجالي: قال وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية البريطانية توباياس إلوود، بعد الاجتماع مع دي ميستورا، الخميس، إنه تم البحث باقتراحات تجميد القتال في حلب.

وأكد إلوود بأن المملكة المتحدة تدعم بقوة الجهود الرامية لتخفيف إراقة الدماء في سوريا، لكن من الضروري ألا يستغل نظام بشّار الأسد الوحشي هذه الجهود للتسبب بمزيد من المعاناة، وأن تكون هذه جزءًا من عملية أوسع نطاقًا تؤدي لإنهاء الحرب في كافة أنحاء سوريا.

وقال الوزير البريطاني إن التوصل لحل سياسي يشمل الجميع هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع في سوريا، ومكافحة الإرهاب، والتصدي لـ(داعش) إلى الأبد.

وأشار إلوود إلى أن الحرب في سوريا حصدت حتى الآن ما يفوق 200,000 قتيل، وبات أكثر من نصف تعداد سكان سوريا وفق ما كان قبل الصراع بحاجة للمساعدة، بينما أجبر أربعة ملايين شخص على النزوح عن ديارهم وبلدهم. وشهد هذا الصراع ما يفعله نظام الأسد لتجويع وقتل أفراد شعبه، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية، وأدى الى نمو داعش.

 

خطة تحرك

ويشار الى أن دي مستورا كان قدم في اواخر تشرين الاول (أكتوبر) الماضي إلى مجلس الأمن الدولي “خطة تحرك” بشأن الوضع في سوريا، تقضي “بتجميد” القتال في بعض المناطق وبالأخص في حلب للسماح بنقل المساعدات والتمهيد للمفاوضات.

وقال في حينه إنه “ليست لديه خطة سلام وإنما “خطة تحرك” للتخفيف من معاناة السكان بعد حوالي 4 سنوات من الحرب في سوريا، قتل خلالها أكثر من 200 ألف شخص”.

ورأى محللون أن خطة دي مستورا تحمل بعداً تضمن خطوات ضمن برنامج زمني في حدود سنتين، يبدأ باتفاقات لوقف النار مربوطة بمقاربة “لامركزية مقابل توسيع الإدارات المحلية” تعقبها انتخابات محلية وأخرى برلمانية وصولاً إلى “نظام برلماني وليس رئاسياً” يتمتع فيه رئيس الوزراء الذي تختاره الغالبية البرلمانية بـ “صلاحيات واسعة” إلى جانب رئيس الجمهورية الذي يتمتع أيضاً بصلاحيات.

 

خطة “دي ميستورا” تواجه رفضا بريف اللاذقية  

عمر أبو خليل-ريف اللاذقية

ينظر أبناء ريف اللاذقية الخاضع لسيطرة الجيش الحر بعين الريبة إلى خطة المبعوث الأممي دي ميستورا للحل في سوريا، والتي تنص على تجميد القتال على مختلف الجبهات المشتعلة ابتداء من حلب، على أن تشمل كل سوريا لاحقا، ويرون أنها تسعى لإطالة عمر النظام.

 

يأتي ذلك ردا على تصريح دي ميستورا للجزيرة نت الذي قال فيه إن سوريا ستكون أفضل خلال سنة ونصف السنة، واعتبروا أن هذه فترة طويلة تضاف لأربع سنوات عاشتها البلاد من عمر الثورة، كما أنها لا تحقق ما يصبو إليه السوريون.

 

المعلم حمدو -من سكان جبل الأكراد- يجد في الخطة فخا ينصب على طريق الثورة السورية، ويقول إن “دي ميستورا يعمل على محاولة جرّ الثوار إليه، من خلال الموافقة على تجميد القتال، وذلك سوف يخفف الضغط عن قوات الأسد، التي تعاني نقصا عدديا”.

 

الاستفراد بالجبهات

وأضاف في حديث للجزيرة نت، “لقد أخافهم هروب الشباب السوري -بمن فيهم الموالون للنظام- وامتناعهم عن الالتحاق بالخدمة الإلزامية.

 

وتابع “هذا الأمر تسبب في نقص عددي في الجيش، مما جعله غير قادر على القتال على أكثر من جبهة، وأتت خطة دي مسيتورا بدعم غربي وروسي وإيراني، بهدف تجميد القتال على جبهات محددة، حتى يتفرغ النظام للقتال على كل جبهة على حدة”.

 

ونوّه المعلم حمدو إلى أن “السلاح الثقيل المتطور والطيران الذي يملكه جيش النظام، يؤهله لتحقيق الانتصار إن تركز على جبهة واحدة، رغم النقص العددي، الذي يحاول النظام تداركه من خلال اعتماده على المليشيات الشيعية العراقية والإيرانية واللبنانية”.

 

نيل الحقوق

وبدورها، ترفض أم جمعة -وهي “زوجة شهيد”- الخطة، باعتبارها لا تنص على تقديم عناصر النظام وقياداته ممن ارتكبوا القتل بحق الشعب السوري إلى المحاكمة، وتكرر عبارة “لن يذهب دم شهدائنا هدرا”.

 

وأشارت في حديث للجزيرة نت إلى أن السوريين لا يقبلون الظلم والضيم، ويسعون إلى نيل حقوقهم بأيديهم إن عجزت العدالة عن ذلك.

 

وتعود أم جمعة إلى حكاية الشاب السوري من أبناء السويداء الذي لحق بزعيم سوري إلى أميركا الجنوبية وقتله، بدعوى حق له في ذمته.

 

إسكات البندقية

ويؤكد “أحمد” -وهو قائد ميداني في الجيش السوري الحر بريف اللاذقية- رفضه خطة دي ميستورا، ويقول إنها وضعت “لإسكات صوت البندقية التي تدافع عن الحق والعدالة والحرية في وجه نظام مجرم، قتل وهجّر واعتقل أكثر من نصف الشعب السوري.

 

وأضاف “لا نقاتل محبة في القتال، وهدفنا هو تحقيق العدالة، ونطلب الحرية والديمقراطية، فهل هذا كثير؟ دي ميستورا ومَن وراءه يريدون أن نبقى تحت حكم القتلة والمجرمين، لأنهم يضمنون المصالح الاستعمارية، لكن هذا لن يكون، ولن نترك بنادقنا إلا عندما نحقق أهداف شبابنا وثورتنا”.

 

ودعا أحمد -وهو حقوقي أيضا- دي ميستورا إلى تقديم ضمانات دولية بتنحية رأس النظام، وحل مؤسساته الأمنية، وتقديم القتلة إلى المحاكم، مؤكدا أن الثوار سيلقون السلاح فورا عندئذ.

 

مضيعة للوقت

ومن نقطة حراسته في قرية كفر عجوز بجبل التركمان بريف اللاذقية، يصف أبو فاروق خطة دي ميستورا بأنها مضيعة للوقت، ويقول أن “كل ثائر حر شريف يرفضها لأنها لا تنص على إسقاط النظام المجرم”.

 

ويضيف في حديث للجزيرة نت “بعد كل ما قدمناه في سبيل الحرية، لن نقبل بما دونها، وهل يظن دي ميستورا أننا نحارب من أجل إدخال مساعدات إنسانية؟ لقد قال إن خطته ستسمح بإدخالها إذا تجمد القتال، ليعد مع خطته من حيث أتى”.

 

ودعا أبو فاروق مقاتلي الجيش الحر إلى المزيد من الصبر والثبات، لأنه يرى أن شمس الحرية لا بد أنها ستشرق على كل السوريين قريبا.

 

تقرير يتوقع نشوب حرب بين الجماعات المتطرفة

العربية.نت

أكدت دراسة نشرها المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي التابع لكلية كينغز اللندنية، بشراكة مع “بي بي سي”، أمس، أن جماعات إرهابية في مختلف أنحاء العالم نفّذت نحو 664 هجمة في نوفمبر الماضي، أسفرت عن مقتل 5042 شخصاً في 14 بلداً، أي بمعدل ثلاث هجمات يومياً، حسب ما ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط”.

 

ويهدف التقرير إلى رصد أنشطة الجماعات الإرهابية والمتطرفة من خلال تغطية شهر واحد من النشاط الإرهابي في جميع أنحاء العالم، وذلك باستخدام حالات الوفاة كمؤشر على وجودها وطريقة عملها. ويفيد التقرير بأنه على الرغم من صعوبة مقارنة نشاط الجماعات المتطرفة حالياً مع الفترات السابقة، من الواضح أن الجماعات الإرهابية العنيفة هي جماعات طموحة ومعقدة ومتطورة، تتمتع بوجود جغرافي واسع.

 

كما يسلط الضوء على نتائج مختلفة أساسية، تشمل حجم المعاناة البشرية التي سببتها العمليات الإرهابية، وضرورة إعادة تقييم تقديرات المجتمع الدولي وأصحاب القرار والأكاديميين لاتجاهات الفكر الإرهابي المتطرف، والتحولات النوعية التي تمر بها مختلف التنظيمات من حيث وسائل الترهيب والأهداف والغايات.

 

ويشير التقرير إلى التكلفة البشرية الكبيرة والعدد المتزايد من الأرواح التي يحصدها الإرهاب، فخلال شهر واحد فقط تسبب المتطرفون في مقتل 5042 شخصاً. وعلى عكس الأصوات التي تردد أن التقارير الإعلامية تبالغ في تقييمها لخطر الجماعات الإرهابية، فإن التقرير يؤكد أن أغلب الهجمات الإرهابية التي شكلت أساس الدراسة الاستطلاعية لم تحظ باهتمام كاف من طرف وسائل الإعلام الغربية، إذ لم تهتم وسائل الإعلام العالمية بالتفجيرات الانتحارية التي أسقطت 38 شخصاً في دول غربية بشكل كاف، باستثناء الدول التي شهدت هذه العمليات.

 

كذلك توصل التقرير إلى استنتاج يفيد بأن الفكر الإرهابي ككل والجماعات الإرهابية في طور التحول، فعلى الرغم من اختلاف توجهاتها ومناهجها، يتضح أنها تبنت استراتيجيات تركز على الاستحواذ على الأراضي وإقامة أشكال حكم تتحدى الدول القائمة. كما أنها تظهر ديناميكية أكبر ووحشية مفرطة – ولعل “داعش” و”بوكو حرام” خير دليل على ذلك. وعرفت وسائل العنف والترهيب أيضاً، التي تعتمدها الجماعات الإرهابية، نقلة نوعية في الفترة السابقة.

 

وفي سياق متصل، أكدت الدراسة أن قيادة الحركة العالمية لتنظيم القاعدة تعرضت لتحد بشكل واضح وصريح، ما يعني أن الجماعات الإرهابية قد تحارب بعضها بعضا في المستقبل، بدلاً من محاربة من تعتبرهم أعداء.

 

ويؤكد التقرير أن أكثر من 60% من حالات الوفاة المسببة بهجمات إرهابية نفّذتها تنظيمات لا علاقة رسمية لها بتنظيم القاعدة. وفي حين أن تنظيم القاعدة والجماعات التابعة له – خصوصاً جبهة النصرة في سوريا وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية – لاتزال تلعب دوراً مهماً، فإن التعامل مع الجماعات الإرهابية وتنظيم القاعدة على أنهما الشيء نفسه أقل صحة من ذي قبل، وفقاً لآخر المعطيات.

 

مصادر للعربية: إيران على استعداد لمناقشة مصير الأسد

دبي – قناة العربية

 

حصلت قناة “العربية” على معلومات تفيد بأن إيران، الحليف الوثيق للنظام السوري، أبدت مرونة في ما يتعلق ببقاء بشار الأسد ضمن أي تسوية.

 

فهناك مشاريع بالجملة لحل الأزمة السورية، من الأمم المتحدة إلى إيران وروسيا… فيما الموقف الأميركي يتخذ منحى حيادياً في ظل معطيات لها علاقة بمشاركة مستشارين أميركيين في الحرب على المتطرفين.

 

فقد أبلغ مصدر دبلوماسي فرنسي “العربية” عن تبدل مثير للاهتمام في الموقف الإيراني من الأسد، إذ أبلغت طهران دولاً من بينها فرنسا استعدادها مناقشة صيغة حل في سوريا يضع جانباً النقاش حول بقاء الأسد في السلطة أو رحيله عنها.

 

واستدرك المصدر متسائلاً عما تريده طهران، بين اعتبار طرحها إيجابياً لتشجيع المفاوضات وتسريعها أم سلبياً لترحيل النقاط الخلافية إلى المرحلة النهائية وتفجيرها.

 

وأشار المصدر الفرنسي إلى أن واشنطن ترفض التصعيد بأي شكل مع طهران حول الملفات العالقة حالياً وعلى رأسها الملف السوري وإنشاء منطقة حظر جوي فوق سوريا، بسبب الخوف على سلامة مستشاريها العسكريين في العراق حيث النفوذ الإيراني كبير.

 

كما أكد الدبلوماسي الفرنسي أن النظام السوري ليس بالقوة التي يتصورها البعض، وخصوصاً النقص الكبير في موارده العسكرية.

 

وتتزامن المعلومات الفرنسية مع اجتماعات عقدها المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، ونائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، مع شخصيات من المعارضة السورية ورموز من النظام.

 

ولم يقدم دي ميستورا للمعارضة خطته التي ترمي لتجميد القتال في مدينة حلب خطياً، حيث تبقى ملامحها غامضة.

 

أما بوغدانوف فركز في لقاءاته على فرص توسيع الائتلاف الوطني السوري المعارض وضمه مقربين من النظام في صفوفه ينتمون إلى تنظيمات سياسية، وهو الأمر الذي رفضه الائتلاف.

 

اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات الأسد في أحياء دمشق

دبي – قناة العربية

تتواصل المعرك بين قوات النظام السوري من جهة وفصائل المعارضة من جهة أخرى على جبهات دمشق وريفها، حيث أفادت الهيئة العامة للثورة بتعرض عدة مناطق في جوبر والقابون لقصف عنيف أدى إلى دمار هائل في الأبنية السكنية.

 

يأتي ذلك بالتزامن مع اشتداد حملة القصف العنيفة من قوات النظام على أطراف بلدتي دير العصافير وزبدين في الغوطة الشرقية بريف دمشق، حيث سقط عدد من القتلى والجرحى، كما قصفت قوات النظام براجمات الصواريخ ومدفعيتها الثقيلة ضاحية حرستا بريف دمشق.

 

وقالت مصادر المعارضة إن قوات النظام عمدت إلى نسف مبنى سكني مؤلف من عدة طوابق بشكل كامل في منطقة المواصلات بحرستا بعد حفر نفق تحته لتدمره بشكل كامل خشية تقدم الثوار في مواجهة قوات الأسد على تلك الجبهة.

 

أما في حمص فيستمر القصف بالرشاشات الثقيلة ومدافع الهاون على حي الوعر المحاصر، فيما تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وميليشيات حزب الله اللبناني على جبهة حوش حجو شرق مدينة تلبيسة.

 

وفي وسط البلاد تعرضت قرى ريف حماه الشمالي وبلدة عقرب الى حملة قصف عنيفة من قبل مدفعية قوات النظام المرابضة على الحواجز المحيطة بالبلدة.

 

وما تزال الجبهة الشمالية مشتعلة، حيث أفاد ناشطون بتعرض بلدة عبطين بريف حلب إلى قصف بالدبابات من جبل عزان، كما تعرضت بلدة بيانون إلى حملة قصف مماثل براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة من تلة الشيخ يوسف.

 

وإلى دير الزور، قالت لجان التنسيق المحلية إن سيارة مفخخة انفجرت وسط منطقة البغيلية بريف المدينة، بالتزامن مع سلسة غارات جوية شنها الطيران الحربي على بلدة الخريطة بريف ديرالزور.

 

قوات الأسد تكمل مسلسلها الإجرامي في دمشق وحلب وحمص

دبي – قناة العربية

 

تدور اشتباكات عنيفة بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة على جبهات عدة في محافظتي دمشق وريفها.

 

وتحدث ناشطون عن اشتباكات ضارية في رأس المعرة والقلمون وجوبر وأطراف مخيم اليرموك، ترافق معظمها مع قصف لقوات الأسد.

 

كما انفجرت عبوة ناسفة في حلب بسيارة قيادي عسكري في حركة مقاتلة بحي بستان القصر أدت لإصابته بجراح بليغة، إلى جانب الاشتباكات بين الكتائب المقاتلة وقوات النظام في محيط المسجد الأموي بحلب القديمة ومحيط مبنى المخابرات بحي جمعية الزهراء وحيي العامرية والراشدين وسط قصف متبادل بين الطرفين.

 

أما في ريف إدلب، فقصفت مروحيات الأسد الأطراف الجنوبية الشرقية لمعرة النعمان بالبراميل المتفجرة، إضافة إلى قصفها حي الوعر ومدينة تلبيسة في محافظة حمص.

 

مشاورات بين دي ميستورا ووزراء خارجية أوروبا حول سورية

بروكسل (12 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

يجري المبعوث الدولي للأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا مباحثات غير رسمية مساء الأحد القادم مع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تتمحور حول تطورات الأزمة السورية وآفاق الحل.

 

ومن المنتظر أن يطلع دي ميستورا الأوروبيين على خطته المتعلقة بتجميد القتال في حلب، بالاضافة إلى نتائج آخر التحركات التي تجري حالياً، برعاية روسية، للبحث عن حل للأزمة السورية المستمرة منذ حوالي أربع سنوات.

 

ويشير مصدر دبلوماسي أوروبي مطلع إلى أن الاتحاد الأوروبي يدعم جهود المبعوث الدولي، الذي يعمل لبلورة عملية سياسية متكاملة على أساس بيان جنيف1، ما يؤدي إلى إنطلاق مرحلة انتقالية في سورية.

 

ويقدر المصدر بـ”الواقعي” موقف أوروبا الداعم على الدوام لجهود الأمم المتحدة لحل الأزمة السورية، وقال “نحن نعتقد أن إطار جنيف1 مقبول نسبياً من قبل الجميع والروس لن يقولوا عكس ذلك”، على حد تعبيره. و أكد المصدر أن المشاورات مع المبعوث الدولي ستطبع مناقشات الوزراء حول الملف السوري يوم الإثنين القادم خلال اجتماع وزراء الخارجية الدوري في بروكسل. وذكر أن “الهدف هو رؤية كيفية تطوير عملنا الدبلوماسي للمساهمة في الحل”، وفق تعبيره

 

ولاينحصر العمل على الملف السوري، والكلام دائماً للمصدر نفسه، على المجال الدبلوماسي، إذ “نريد أيضاً الاستمرار في التركيز على المسارات الإنسانية والأمنية، خاصة لجهة مشكلة المقاتلين الأجانب”. وأقر المصدر بوجود اتصالات مع الطرف الروسي حول المسألة السورية، رغم الخلاف القائم بين موسكو وبروكسل على خلفية الملف الأوكراني.

 

وفي السياق نفسه، لا تنف الأوساط الأوروبية حدوث تغير في المقاربة الدولية للصراع في سورية، خاصة لجهة تقدم الدور الروسي على حساب الأمريكي، وذلك مع استمرار الاتصال بين الطرفين.

 

وتؤكد دوائر صنع القرار الأوروبية على أن الهدف يتمحور حول تطوير دور بروكسل مستقبلاً، خاصة لجهة تسهيل التواصل سواء بين مختلف الأطراف السورية و توسيع الحلقة لتشمل دول الجوار والأطراف الإقليمية مثل دول الخليج.

 

ولا تريد أوروبا أن يتم حصرها في المجالات الانسانية، وحرمانها من دور سياسي ودبلوماسي متقدم في قضايا الدول المجاورة أو القريبة من حدودها

 

مصادر لبنانية: حزب الله يدرّب مقاتلين أكراد شمال سورية

بيروت (12 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر لبنانية مقربة من حزب الله اللبناني إن الحزب يقوم بتدريب وحدات حماية الشعب الكردية السورية في محافظة الحسكة بشمال شرق سورية، وأشارت إلى أن النظام السوري غير راض عن هذه الخطوة

 

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “يقوم حزب الله بتدريب مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، والنظام غير راض عن هذه الخطوة، لكنّه لا يستطيع منعها وإيقافها”، دون أن يوضح الأسباب

 

ونفى المصدر أن يكون هناك مجرد تنسيق فقط بين الجانبين وقال “إنه تدريب للمقاتلين في الحسكة للمقاتلين في معسرات مغلقة وشبه سرّية، وهناك أيضاً تنسيق بين الطرفين للسماح بمرور مقاتلي حزب الله نحو بلدة نبل في شمال شرق حلب عند الضرورة وإن اقتضت الحاجة لذلك” وفق تأكيده، دون أن تتمكن الوكالة من التأكد من دقة هذه المعلومات لأسباب أمنية وعسكرية

 

وأضاف “في معركة نبل الأخيرة دخل مائة مقاتل من مقاتلي حزب الله اللبناني إليها عبر مناطق الأكراد، وكان هناك اتفاق مسبق، وصلوا إلى تخوم البلدة فأوقفهم المقاتلون الأكراد لأكثر من ثلاث ساعات لكن اتصالات سريعة جرت مع الجهات القيادية فتم السماح لهم بالمرور إلى البلدة التي تحاصرها كتائب إسلامية ومسلحون مناوؤن للنظام” وفق قوله

 

وأشار المصدر إلى أن الجانبان يتبادلان كذلك معلومات استخباراتية يحتاجها الطرفان، منوّها بأن هذا التعاون التدريبي محلي الطابع، وقد لا يوافق عليه قياديو حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري أو كل فصائل من وحدات حماية الشعب، لكنّه بالتأكيد يحظى بموافقة من قياديين رفيعي المستوى في الحزب”، حسب قوله

 

انتحاري من تنظيم الدولة الإسلامية يفجر دبابة بشرق سوريا

بيروت (رويترز) – أفادت حسابات جهادية على مواقع التواصل الاجتماعي والمرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الجمعة إن انتحاريا من تنظيم الدولة الإسلامية فجر دبابة في قاعدة جوية سورية بمحافظة دير الزور وهي واحدة من آخر المعاقل الباقية للحكومة في شرق سوريا.

 

ونشرت الدولة الإسلامية صورتين في حساب على موقع تويتر لرجل يبتسم قالت إن اسمه أبو فاروق الليبي وإنه هو الذي نفذ “العملية الانتحارية”.وعلى مدى العام عزز التنظيم تدريجيا سيطرته على محافظة دير الزور المنتجة للنفط. ولاتزال قوات الرئيس بشار الأسد تسيطر على قاعدتها الجوية وأجزاء من عاصمة المحافظة.

 

ودخل المتشددون القاعدة يوم السادس من ديسمبر كانون الأول لكن سرعان ما تم طردهم. وتقع دير الزور على الحدود مع أراض في العراق تحت سيطرة الدولة الإسلامية أيضا. وتعتبر حقول النفط في المحافظة مصدر دخل للتنظيم.

 

وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن الجيش طارد مقاتلي الدولة الإسلامية في المنطقة المحيطة بقاعدة دير الزور وقتل الكثير منهم.

 

وذكر المرصد السوري أن الدبابة انفجرت على مشارف القاعدة. لكنه لم يذكر تفاصيل عن خسائر بشرية أو مادية. وأضاف أن اشتباكات وقعت صباح الجمعة بعد الانفجار.

 

ويتعرض التنظيم لضغوط بسبب الضربات الجوية الأمريكية في سوريا منذ سبتمبر أيلول لكن هذه الضربات لم توقفه عن شن هجمات على قوات الأسد والجماعات المقاتلة المنافسة.

 

(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

 

المرصد السوري: المعارضة قتلت 311 مدنيا “بمدافع جهنم

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الانسان يوم الجمعة إن قوات المعارضة السورية التي تستخدم مدافع بدائية الصنع تعتمد في الأساس على اسطوانات غاز الطهي قتلت 311 مدنيا في الفترة من يوليو تموز الى ديسمبر كانون الأول هذا العام.

 

وأدان المرصد استخدام مثل هذه الأسلحة غير الدقيقة التي يطلق عليها اسم “مدافع جهنم”.

 

وذكر أن ثلثي القتلى أي 203 قتلى سقطوا في مدينة حلب الشمالية حيث أطلق مقاتلو المعارضة “مدافع جهنم” على الأحياء التي تسيطر عليها الحكومة في ثاني أكبر المدن السورية.

 

وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويتابع مجريات الحرب الاهلية السورية من خلال شبكة من المصادر لدى الجانبين إن 42 طفلا و25 امرأة كانوا بين القتلى في حلب وأضاف أن أكثر من 700 شخص أصيبوا خلال نفس الفترة.

 

وقالت الوكالة العربية السورية للانباء يوم الخميس ان “ارهابيين” أطلقوا 11 قنبلة بدائية الصنع على مدينة درعا الجنوبية فأصابوا عددا من المدنيين.

 

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى