أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 12 كانون الثاني 2018

 

 

 

 

بوتين يبرئ تركيا من الـ «درون» وأردوغان يشترط لسوتشي وقف المعارك

بيروت – «الحياة»

 

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، أن بلاده تعرف «المحرّض» على الهجوم بطائرات من دون طيار (درون) على قاعدتيْ حميميم وطرطوس الروسيتيْن في سورية. وصرح بأنه تحادث هاتفياً مع الرئيس رجب طيب أردوغان، لافتاً إلى أن «لا علاقة» لأنقرة بالهجوم، الذي وصفه بأنه «محاولة للاستفزاز وتقويض العلاقات مع الشركاء، وبينهم تركيا». في المقابل، قال أردوغان لبوتين إن من المهم أن تتوقف هجمات النظام السوري على إدلب والغوطة الشرقية من أجل نجاح قمة سوتشي وعملية آستانة.

 

وأتى اتصال بوتين بأردوغان بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع الروسية أنها تحقق لمعرفة أي دولة أنتجت متفجرات استخدمت في الهجمات على القاعدتيْن. وقال مدير قسم بناء وتطوير منظومة استخدام طائرات من دون طيار في هيئة الأركان الروسية الميجر جنرال ألكسندر نوفيكوف: «المواد المتفجرة… أُنتجت في دول عدة تشمل أوكرانيا».

 

وأوضح أن «من المستحيل صناعة طائرات من دون طيار من هذا النوع محلياً»، موضحاً: «أثناء تصميمها واستخدامها، أُشرك خبراء تلقوا تدريبات خاصة في بلدان تصنع هذه المنظومات». وأضاف أن الدراسات الأولية تدل على استخدام مادة متفجرة هي رباعي نيترات خماسي إيريثريتول، وقال: «هذه المادة تُنتج في عدد من البلدان، بما في ذلك أوكرانيا، داخل مصنع شوستكا للمواد الكيماوية، ولا يمكن إنتاجها محلياً أو استخراجها من قذائف أخرى». وأضاف: «في الوقت الحالي تجرى دراسات خاصة لتحديد البلد الذي أُنتجت فيه المادة».

 

ميدانياً، استعادت فصائل المعارضة السورية زمام المبادرة العسكرية في الريف الجنوبي لمحافظة إدلب، وأطلقت هجوماً معاكساً سمّته «رد الطغيان» أوقف تقدّم القوات النظامية وأجبرها على الانسحاب من محيط مطار أبو الضهور أمس، وسط معارك عنيفة من الكرّ والفرّ في قرى وبلدات كانت وقعت أخيراً تحت قبضة القوات النظامية (راجع ص3).

 

انقلاب الصورة الميدانية في آخر معاقل فصائل المعارضة المقرّبة من تركيا، أتى بعد «ناقوس خطر» دقته أنقرة على مسمع شريكتيها في اتفاق «خفض التوتر»، موسكو وطهران، أخيراً ومفاده أنها لن تقبل بتقدّم إضافي للقوات النظامية يهدد مناطق نفوذها في إدلب. وكان لافتاً استخدام «فيلق الشام» مدرّعات تركية في الهجوم المعاكس، مسجلاً بذلك الدخول الأول لمصفّحات تركية في معارك إدلب. وقد يكون ذلك إشارة إلى تمسّك أنقرة بإبعاد دمشق وحليفتها طهران عن قاعدة أبو الضهور الاستراتيجية.

 

وفي محاولة لتخفيف آثار «تصدّع» روسي- تركي، أكد الكرملين أمس استمرار الاتصالات الوثيقة مع تركيا على مستويين: الأول لإنجاح اتفاق «خفض التوتر»، والثاني استكمالاً لتحضيرات مؤتمر «الحوار الوطني السوري» في سوتشي. غير أن التصريحات الديبلوماسية الخارجة من موسكو اختلفت عن تلك التي ترددت على الأرض في قاعدة حميميم، إذ بدت الأخيرة أكثر وضوحاً لناحية عزم روسيا على مواصلة دعمها هجوم النظام في إدلب والقضاء على «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً المنضوية حالياً في صفوف «هيئة تحرير الشام»).

 

وقال الناطق باسم القوات الروسية في «حميميم» ألكسندر إيفانوف، إن «على تركيا أن تعي تماماً أن الهجوم الذي تشنه القوات الحكومية (السورية) بدعم من القوات الجوية الروسية في منطقة خفض التصعيد في إدلب، لا يتنافى مع بنود الاتفاق». وأضاف في تصريحات نقلتها صفحة «القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية»، أن «بنود الاتفاق نصت على عدم شمل التنظيمات المتطرفة باتفاق خفض التصعيد. تعهدنا سابقاً القضاء على تنظيم جبهة النصرة في جميع مناطق سورية في هذا العام».

 

في غضون ذلك، وجّه أردوغان ما يُمكن وصفه بـ «الإنذار الأخير» للولايات المتحدة، داعياً إياها مجدداً إلى وقف دعم المقاتلين الأكراد في الشمال السوري. وحذّر الدول الداعمة إنشاء دولة كردية، من أنها «سترى من تركيا ما يلزم»، مضيفاً أن «صبرنا ينفد إزاء جهود بعضهم الرامية إلى خلق حزام للإرهاب قرب حدودنا الجنوبية». ولفت إلى أن بلاده «ليست على الإطلاق الدولة التي يمكن أن تُفرض عليها سياسات الولايات المتحدة غير المتزنة في منطقتنا». واستدرك بالقول: «كما أننا لسنا مجبرين على دفع ثمن التقصير الأوروبي تجاه تطورات المنطقة». ولوّح أردوغان بشنّ عملية عسكرية في عفرين الخاضعة لسيطرة المقاتلين الأكراد، مؤكداً أن هذه المنطقة تقع ضمن حدود «الميثاق الوطني» لتركيا، ما يعطيها حق المشاركة في تقرير مصير مناطق خارج حدودها الجغرافية، كالموصل وحلب وكركوك ومناطق باليونان وبلغاريا.

 

مقتل قائد قوات النظام في معارك «أبو الضهور»… والمعارضة تشكل غرفة عمليات

دبي – «الحياة»

 

أعلنت مصادر ميدانية في المعارضة السورية، اليوم (الخميس)، مقتل قائد مجموعات الاقتحام في الجيش السوري النظامي العقيد ماهر قحطان إبراهيم، في المعارك الدائرة حول مطار «أبو الضهور» العسكري جنوب شرقي إدلب، في وقت أعلنت فصائل معارضة تشكيل غرفة عمليات مشتركة في المنطقة.

 

وأفاد «مركز إدلب الإعلامي» بـ «مقتل قائد مجموعات الاقتحام لدى قوات النظام العقيد ماهر قحطان إبراهيم، على أطراف مطار أبو الضهور خلال الاشتباكات مع المقاومة»، مؤكداً «مقتل 50 عنصراً من القوات المهاجمة خلال محاولة التقدم».

 

ونقل موقع «عنب بلدي» المقرب من المعارضة، عن بيان لفصائل إنه تم «تشكيل غرفة رد الطغيان، لصد هجوم القوات النظامية والميليشيات الموالية لها في ريفي حماة الشمالي الشرقي وإدلب الجنوبي». واستعادت المعارضة مناطق جنوب إدلب منذ بدء المعركة، وسيطرت على قرى عطشان والخوين وأم الخلاخيل وتل مرق وحاجزي النداف والهليل.

 

وتشمل غرفة «رد الطغيان» كلاً من «فيلق الشام وجيش النصر وجيش إدلب الحر وجيش النخبة والجيش الثاني». ووفق مصادر عسكرية، فإن «حركة أحرار الشام وجيش الأحرار وجيش العزة وحركة نور الدين الزنكي يشاركون في المعركة».

 

وكان «الحزب الإسلامي التركستاني» أعلن في وقت متأخر أمس، بدء معركة لاسترجاع المناطق التي سيطر عليها النظام في ريف إدلب الجنوبي.

 

وبدأت قوات النظام عملية عسكرية في المنطقة قبل نحو أسبوعين وسيطرت على مساحات واسعة من قرى شرق حماة وريف إدلب الجنوبي الشرقي، لتصل إلى تخوم مطار «أبو الضهور» العسكري.

 

وفي محافظة حماة (وسط سورية)، بدأت فصائل المعارضة اليوم، هجوماً معاكساً على قرى وبلدات في ريف حماة الشرقي لصد تقدم القوات النظامية في المنطقة.

 

ونقلت مواقع سورية مقربة من المعارضة، عن «حركة أحرار الشام الإسلامية» قولها، إن «التمهيد للهجوم بدأ بمختلف أنواع الأسلحة على مواقع ونقاط النظام في قرية عطشان التي ركز النظام آلياته فيها لشن هجوم على مطار أبو الضهور العسكري، ما أدى إلى السيطرة على معظم القرية خلال ساعات».

 

وفي سياق آخر، ذكر موقع «زمان الوصل» إن أحد القادة العسكريين في المعارضة في منطقة القلمون الشرقي في ريف دمشق، تعرّض لمحاولة اغتيال قبيل منتصف ليل الأربعاء – الخميس، أدّت إلى إصابته بجروح وحروق متفاوتة.

 

وأضاف أن «انفجاراً عنيفاً هزّ أنحاء مدينة الرحيبة ليلاً، ليتبين في ما بعد أنه ناجمٌ عن عبوة متفجرة زرعها مجهولون أمام منزل محمود تركمان المعروف محلياً باسم أبو محمد مداهمة، وهو قائد لواء شهداء القلمون التابع لقوات الشهيد أحمد العبدو في منطقة القلمون الشرقي».

 

هجوم معاكس للمعارضة السورية يبعد النظام عن مطار أبو الضهور

بيروت – «الحياة»

 

< في معركة أطلقت عليها تسمية «رد الطغيان»، تمكّنت فصائل المعارضة السورية و «هيئة تحرير الشام» من إبعاد القوات النظامية والجماعات المتحالفة معها عن مطار أبو الضهور العسكري في ريف إدلب، شمال غربي سورية، مستعيدةً السيطرة على عدد من البلدات إثر معارك ضارية.

 

وكانت القوات النظامية اقتحمت المطار ليل الأربعاء– الخميس من الجهة الجنوبية في سعي للسيطرة عليه، لكن فصائل المعارضة شنّت هجوماً معاكساً لإبعادها انطلق من محاور عدة بعدما أعلنت فصائل عدة تابعة لـ «الجيش السوري الحر» هي «جيش النصر»، و «جيش إدلب الحر»، و «جيش النخبة»، و «فيلق الشام» و «الجيش الثاني» تشكيل غرفة عمليات تحت اسم «رد الطغيان»، وقالت إن هدفها استعادة ما سيطر عليه النظام في حماة وإدلب، فيما بدأت فصائل أبرزها «حركة أحرار الشام الإسلامية» و «جيش الأحرار» و «حركة نور الدين الزنكي»، عميلة عسكرية ضد القوات النظامية في جنوب إدلب وشمال حماة تحت تسمية «إن الله على نصرهم لقدير».

 

وأفادت وكالة أنباء «الأناضول» بأن قوات النظام السوري تراجعت حتى مسافة 4 كيلومترات عن المطار، فيما أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل 35 عنصراً من قوات النظام في المعارك وأسر 11 آخرين، في مقابل مقتل 16 عنصراً من الفصائل»، إضافة إلى سيطرة الفصائل على 12 بلدة. وأعلن «مركز إدلب الإعلامي» مقتل قائد مجموعات الاقتحام في القوات النظامية العقيد ماهر قحطان إبراهيم، في المعارك الدائرة حول أبو الضهور.

 

تزامناً، شنت فصائل عدة، بينها «الحزب الإسلامي التركستاني» و «حركة أحرار الشام» هجوماً على الخطوط الخلفية لقوات النظام خارج المطار، مستهدفةً مناطق تقدمت فيها قوات النظام في بداية هجومها عند الحدود الإدارية بين إدلب وحماة، وفق «المرصد»، الذي أوضح أن الهدف «هو تخفيف الضغط عن جبهة مطار أبو الضهور وقطع أوصال قوات النظام وفصل القوات المتقدمة عن الخطوط الخلفية.

 

وللمرة الأولى، استخدم مسلحو المعارضة عربات تركية مصفحة في الهجوم المعاكس في ريف إدلب الجنوبي، كما ظهر في صور نشرها فصيل «فيلق الشام». وقالت مصادر عسكرية من الفيلق إن خمس عربات مصفحة وحديثة تركية استلمها الفيلق منذ حوالى خمسة أشهر استخدمت في المعارك.

 

وسجّلت الساعات الأخيرة دخول تنظيم «داعش» الإرهابي على خط المعارك، إذ أظهر تسجيل مصور بثته وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم، 4 أسرى للقوات النظامية في محيط المطار. وقال أحد الأسرى في التسجيل: «جئنا إلى ريف حماة وإدلب لقتال هيئة تحرير الشام وتفاجأنا بهروبها ووجود تنظيم داعش مكانها». وأعلن «داعش» مساء أول من أمس، مقتل ثلاثة من عناصر قوات الأسد وأسر خمسة آخرين في مواجهات قرب المطار العسكري. وكانت «هيئة تحرير الشام» ضيقت الخناق على التنظيم في المنطقة، في تشرين الثاني (أكتوبر) الماضي، بعد اتهام النظام بتسهيل وصوله إلى المنطقة، إلا أنه توسع مجدداً في المنطقة مطلع العام الجاري، وسط اتهامات لـ «الهيئة» بتنفيذ انسحابات عسكرية متكررة أمامه على الجبهات مع القوات النظامية.

 

وتزامنت المعارك مع قصف مكثف على الريف الجنوبي الشرقي لإدلب. وقتل 3 مدنيين على الأقل في قصف على مدينة معرة النعمان وخان شيخون وأم جلال وجرجناز، كما أصيب عدد من المدنيين بجروح، فيما قصفت المعارضة بعشرات الصواريخ بلدة أبو دالي التي تسيطر عليها القوات النظامية والمسلحون الموالين لها.

 

وأشارت مصادر عسكرية لموقع «عنب بلدي» الإخباري، إلى أن المعارضة تراهن على انسحاب قوات الأسد خوفًا من الحصار مع استعادتها القرى الواقعة جنوب المطار. في المقابل، ذكر «الإعلام الحربي المركزي» التابع للقوات النظامية، أن «الجيش وحلفاءه يصدون هجوماً عنيفاً شنته جبهة النصرة والفصائل المرتبطة بها انطلاقًا من تل أغبر وتل سكيك نحو عطشان والخوين وتل مرق».

 

وسيطرت فصائل المعارضة في أيلول (سبتمبر) عام 2015 على مطار أبو الضهور العسكري بعد حصاره نحو عامين، وكان يُشكل وقتها آخر مركز عسكري لقوات النظام في محافظة إدلب. وبدأت القوات النظامية منذ 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، هجوماً يهدف إلى سيطرة على الريف الجنوبي الشرقي لإدلب، وتأمين طريق استراتيجي شرق المطار يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق. ووثقت الأمم المتحدة في تقرير صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أول من أمس نزوح حوالى مئة ألف شخص منذ بدء المعارك.

 

وفي الريف الجنوبي الشرقي لريف حماة، أكد «المرصد» تقدم المعارضة شرق خان شيخون وسيطرتها على مناطق استراتيجية في المنطقة في محاولة لقطع أوصال النظام الذي يحاول التقدم من المنطقة في هجومه. وذكر المرصد أن «المعارضة كسرت هجوم النظام العنيف».

 

ونقلت مواقع سورية مقربة من المعارضة، عن «حركة أحرار الشام الإسلامية» قولها، إن «التمهيد للهجوم بدأ بمختلف أنواع الأسلحة على مواقع النظام ونقاطه في قرية عطشان التي ركز النظام آلياته فيها لشن هجوم على مطار أبو الضهور، ما أدى إلى السيطرة على معظم القرية خلال ساعات».

 

من جانبها أفادت وكالة أنباء «سانا» الرسمية، بأن «الجيش السوري بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية تصدّت لهجوم مجموعات إرهابية من تنظيم جبهة النصرة والتنظيمات التكفيرية التابعة له على نقاط عسكرية في محيط عطشان والخوين في ريف حماة». وأكدت الوكالة وقوع اشتباكات عنيفة مع من وصفتهم بـ «الإرهابيين» الذين هاجموا النقاط العسكرية على محور قريتي عطشان والخوين الشمالي، فيما لم تذكر تفاصيل عن المعارك في ريف إدلب.

 

وتشكل محافظة إدلب مع الريف الشمالي لحماة والريف الغربي لحلب، إحدى مناطق خفض التوتر، التي توصلت إليها محادثات آستانة، بضمانة من تركيا وروسيا وإيران. واستدعت الخارجية التركية سفيري روسيا وإيران لدى أنقرة، للتعبير عن «انزعاجها» جراء هجمات النظام السوري على إدلب، فيما دعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أول من أمس، طهران وموسكو إلى الضغط على النظام السوري، وتحمل مسؤولياتهما إزاء مناطق خفض التوتر المتفق عليها.

 

بوتين: نعرف من يقف وراء هجوم «الطائرات المسيرة» على قواعدنا في سورية

موسكو – رويترز

 

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم (الخميس) إن روسيا تعرف «المحرض» على هجوم بطائرات دون طيار (مسيرة) على قاعدتين عسكريتين لبلاده في سورية في وقت سابق من الشهر الحالي.

 

وأوضح بوتين أنه تحدث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤكداً أن «تركيا ليست لها علاقة بالهجوم» الذي قالت وزارة الدفاع إنه وقع ليل السادس من كانون الثاني (يناير).

 

من جهة ثانية قال بوتين إن تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا يقع على عاتق واشنطن وليس موسكو. وأضاف متحدثا أمام مجموعة من المسؤولين التنفيذيين الروس في مجال الإعلام أن «المزاعم الأميركية بأن روسيا تدخلت في انتخابات الرئاسة هراء».

 

وقال إنه يأمل أن تدرك واشنطن أن هذه المزاعم تضر بالمصالح الأميركية.

 

20 قتيلاً للنظام بتفجير «الجيش الحر» مستودع ذخيرة غرب اللاذقية

دبي – «الحياة»

 

قتل حوالى 20 عنصراً من القوات النظامية السورية، أمس (الأربعاء)، بتفجير تبنت المسؤولية عنه «سرية أبو عمارة للمهام الخاصة»، التابعة لـ «الجيش السوري الحر»، واستهدف مستودع ذخيرة للجيش النظامي في منطقة صلنفة (36 كيلومتراً شرق مدينة اللاذقية) غرب سورية.

 

ونقلت وكالة «سمارت» المحلية عن قائد «سرية أبو عمارة» مهنا جفالة قوله، «فجرنا مستودع الذخائر التابع لجمعية البستان وميليشيات علي كيالي، قبل ظهر اليوم بعبوات ناسفة ما أدى إلى مقتل حوالى 20 عنصراً كانوا في المكان».

 

وأوضح جفالة أن «العمل جرى بالتعاون مع أشخاص جندهم النظام قسراً في صفوفه»، معتبراً أن «نظام التجنيد الإجباري، أصبح حاضنة للمقبلين على العمليات النوعية بمساعدة كتائب الجيش الحر».

 

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال أمس، إن «انفجارات في مستودع لقوات النظام بمنطقة صلنفة هزت الريف الشرقي لمدينة اللاذقية، وتسببت في أضرار مادية جسيمة وفي مقتل وإصابة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها». وأضاف أن «الغموض لا يزال يلف سبب الانفجار الذي وقع قرب منطقة محطة البث».

 

واستهدفت «سرية أبو عمارة» خلال الشهرين الماضيين قوات النظام في ريفي حمص وطرطوس ومدينة السلمية في حماة، بحسب جفالة الذي لم يذكر تفاصيل إضافية.

 

وكانت السرية أعلنت في آب (أغسطس) الماضي، مسؤوليتها عن تفجير مستودع ذخيرة تابع لميليشيا «لواء القدس» الموالية للنظام في في مخيم النيرب، قرب مطار النيرب العسكري (9 كيلومترات شرق مدينة حلب)، وأسفر عن مقتل وجرح عدد من عناصر اللواء.

 

وبين العمليات الاخرى، قتل مدير مكتب «المقاومة السورية لتحرير لواء اسكندرون» التابعة لقوات النظام، وتفجير مبنى حزب «البعث العربي الاشتراكي» في مدينة حلب.

 

الأمم المتحدة تدعو إلى الاستعداد لموجات هجرة كبيرة

الامم المتحدة (الولايات المتحدة) – أ ف ب

 

نبه الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش في تقرير صدر اليوم (الخميس) إلى أن على الدول الأعضاء في المنظمة الدولية أن تستعد للتعامل مع موجات هجرة كبيرة.

 

وقال غوتيريش في تقريره: «ثمة حاجة ملحة لتطور الدول الأعضاء استراتيجية للتعامل مع موجات هجرة كبيرة»، مشيراً إلى أن هناك «تداخلاً أكيداً بين هذا التحدي ورهانات الشرعة العالمية حول المهاجرين» التي يؤمل أن تبصر النور في 2018.

 

وتبدأ في شباط (فبراير) مفاوضات رسمية ترعاها الأمم المتحدة في هذا الشأن، على أن تسبق مؤتمراً حكومياً في كانون الأول (ديسمبر) في المغرب لتبني هذه الوثيقة.

 

ونهاية 2017، أعلنت الولايات المتحدة انسحابها من الجهود لإعداد شرعة المهاجرين لأنها تتنافى وسياسة الهجرة الجديدة التي حددها الرئيس دونالد ترامب.

 

وخلال عرضه التقرير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن دون أن يسمي الولايات المتحدة، حذر غوتيريش «السلطات التي تضع عقبات كبرى أمام الهجرة أو تفرض قيوداً شديدة على فرص عمل المهاجرين، من أن ذلك يؤدي إلى أضرار اقتصادية لا طائل منها، ويشجع في شكل غير متعمد على الهجرة غير الشرعية».

 

وتضمن التقرير ثلاثة عناصر مهمة لا بد أن تأخذها الدول الأعضاء في الاعتبار عند تحديد أي استراتيجية: مقاربة انسانية محورها الدفاع عن حقوق الإنسان، وموارد مالية لتحديد وضع المهاجرين بعد تأمين المساعدة الإنسانية الأولى، وضمان خيارات آمنة للمهاجرين الذين لا تنطبق عليهم صفة لاجئين مع عدم إمكان عودتهم إلى بلدهم الأم.

 

وأكد غوتيريش أن «الشرعة العالمية ليست فرصة للدول الأعضاء فحسب، بل أيضاً للنظام الأممي (بهدف) تبني مقاربة أكثر طموحاً لإدارة (ملف) الهجرات».

 

وأوضح أنه يعتزم إجراء «مشاورات مكثفة حول المقاربة الأممية حيال (ملف) الهجرات طوال العام 2018»، لافتاً إلى أنه بخلاف قضية اللاجئين «فإن الأمم المتحدة لا تتمتع بقدرة مركزية لإدارة الهجرات، وتبقى المقاربة الأممية مجزأة في هذا الصدد».

 

ودعا أخيراً إلى خلق توجه «ايجابي» لدى شعوب العالم ازاء قضية الهجرة بهدف التصدي أيضاً لكره الأجانب والتمييز على أنواعه، مشدداً على أن «الهجرات يجب أن تكون فعل أمل وليس يأس».

 

ويقدر عدد المهاجرين في العالم بـ258 مليوناً يشكلون 3.4 في المئة من التعداد السكاني العالمي.

 

مصرع وفقدان أكثر من 200 مهاجر في البحر المتوسط منذ بداية العام

عبد الحميد صيام

نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي» : لقي ما يقرب من 200 مهاجر ولاجئ مصرعهم أو فقد أثرهم في البحر الأبيض المتوسط منذ بداية العام الحالي، من بينهم مئة في عداد المفقودين منذ يوم السبت الماضي. جاء ذلك في تصريح لعثمان البلبيسي، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، والذي أعرب عن الأسف لفقدان الأرواح وأشار إلى اعتراض مسار نحو 800 مهاجر قبالة ساحل ليبيا خلال الأيام العشرة الأولى من عام 2018. وشدد البلبيسي على ضرورة فعل المزيد للحد من الهجرة الخطرة غير النظامية في وسط البحر المتوسط.

وعلى النقيض من ذلك، ففي الوقت الذي انخفض فيه معدل وفيات المهاجرين المتوسطيين بشكل حاد، سجلت المنظمة الدولية للهجرة 26 حالة فقط على ممرات البحر الأبيض المتوسط في ديسمبر / كانون الأول. وكان شهر يناير/ كانون الثاني من العام الماضي قد شهد وفاة نحو 254 شخصا، بما يفيد بأن العام الحالي قد يكون أسوأ بالنسبة للمهاجرين.

وقد أفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن 81 مهاجرا ولاجئا قد لقوا مصرعهم في البحر المتوسط خلال الأيام الثمانية الأولى من العام الحالي. وفي آخر حادثة لتحطم القوارب في البحر منذ يوم السبت أنقذ خفر السواحل الليبية ثلاثة قوارب مطاطية تقل 279 شخصا في عملية استغرقت 12 ساعة.

ووفقا للناجين وبيان صحافي صادر عن خفر السواحل الليبية، مازال نحو 100 شخص من ركاب القوارب في عداد المفقودين

وتواصل منظمة الأمم المتحدة للهجرة تقديم الدعم والمساعدة الإنسانية المباشرة للناجين من الحادثة الأخيرة، والذين يوجد معظمهم في مركز اعتقال تاجوراء.

وأفادت كريستين بيتر من المنظمة الدولية للهجرة أن القوارب كانت قد إنطلقت من البلدتين الساحليتين في ليبيا الزاوية والخمس. وقال متحدث باسم خفر السواحل الليبية إن معظم الناجين من البلدان الأفريقية، بما في ذلك السنغال ومالي ونيجيريا. ومن بينهم ثمانية من بنغلاديش واثنان من باكستان.

وتفيد سجلات المنظمة الدولية للهجرة أن عدد الذين توفوا غرقا في المتوسط عام 2017 وصل إلى 2832 شخصا مقارنة مع 2016 الذي شهد وفاة 4581 شخصا. وقد وصل الشواطئ الإيطالية عام 2017 نحو 119310 مهاجرين مقارنة مع عام 2016 الذي شهد وصول 181436 مهاحرا.

 

الخلافات تشتد بين شركاء «أستانة» والمعارضة السورية تتوعد بالرد على انتهاكات النظام لـ «خفض التصعيد»

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي»: ان تعاظم انتهاك قوات النظام السوري وحلفائه الروس والإيرانين، لكل المحاولات الدولية الساعية إلى التهدئة في سوريا وصولاً إلى وقف اطلاق نار شامل للتوجه نحو انتقال سياسي، ومساعي الحلف الثلاثي في فرض حل عسكري يلغي كافة الحلول السياسية، بغض النظر عن التفاهمات المبرمة مع الشريك التركي في استانة، يشير إلى نية مبيتة من النظام السوري وحلفائه لوأد الجهود السياسية.

ولم يكن الهجوم على ادلب وجعلها هدف عسكري للنظام السوري بالأمر المفاجئ، سيما بعد انتهاء سيطرته على مناطق حدودية مع العراق بدعم روسي ايراني، فقد سبق هذا الهجوم بفترة تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه وبعد هزيمة تنظيم الدولة فإن الهدف القادم لروسيا هو جبهة النصرة، لكن هذا الهجوم اليوم يبدو أنه قد يقوض الجهود السياسية من أجل الوصول لحل في سورية، والذي تزامن مع تصعيد اللهجة التركية تجاه النظام السوري وكذلك تجاه شركاء انقرة الضامنين في محادثات استانا.

الباحث في الشؤون التركية الروسية الدكتور «باسل الحاج جاسم» رأى في حديث مع «القدس العربي» ان ما يفسر تأخر الرد تركي على تصريحات لافروف، هو لان انقرة تتفق مع موسكو على نقطة ضرب وطرد المجموعات الإرهابية من سوريا، لكن ما يحصل اليوم والامر الذي جعل تركيا تصعد لهجتها، هو الطريقة التي اتبعتها روسيا بعدم التفريق بين التنظيمات الإرهابية وبين المعارضة المعتدلة وهو ما يتعارض مع اتفاقات استانة وكذلك الأعداد الكبيرة للمدنيين الذين استهدفهتم الهجمة العسكرية حيث سقط عشرات القتلى ومئات الجرحى، وهو ما دفع عشرات الآلاف للنزوح باتجاه الحدود التركية.

وهناك عامل إضافي آخر لا يمكن تجاهله بالنسبة لحدة الرد التركي برأي الخبير في العلاقات الدولية، وهو تأخر انطلاق عملية عسكرية ضد الإرهاب في عفرين الخاضعة لسيطرة الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً في تركيا والناتو، وأضاف الحاج جاسم «حتى الان من غير الواضح إن كان هذا التأخر لاسباب تركية بحتة ام أن هناك مماطلة من حلفاء تركيا في أستانة».

تصعيد اللهجة التركية برأي رئيس اللجنة العسكرية في وفد قوى الثورة السورية العقيد فاتح حسون، كان جراء عدم التزام روسيا بتعهداتها لأنقرة، فهي لم تكن صادقة برأيه، مؤكداً ان إيران هي من تخرب كل اتفاق. وعن التجاذبات بين موسكو وأنقرة، وانعكاساتها على ادلب والفصائل العسكرية الموقعة على اتفاق استانة، قال العقيد حسون لـ»القدس العربي»: «ان روسيا ستعيد فتح قنوات التواصل الحثيثة مع انقرة، وذلك من مبدأ ضعف وليس قوة، وسيقدمون العهود الجديدة للالتزام من جديد بالتفاقات المبرمة، وسيضعون اللوم على الإيرانيين، وسنتخذ القرار المناسب حينها».

 

نقاط عالقة

 

على الغالب فإن الهجوم العسكري سيتوقف عند مناطق محددة في إطار اتفاق أستانة، ولكن هذا لن يكون الوضع النهائي للمحافظة الحدودية التي تشهد تصعيداً عسكرياً ضخماً، فما تزال الكثير من النقاط عالقة بين جميع الأطراف والتي كانت سبب سرعة العمليات العسكرية في الأيام القليلة الماضية. وانطلاقاً من حقهم في الرد على أي انتهاك لنظام خفض التصعيد، قاومت فصائل المعارضة المسلحة ما اسمته بـ «العدوان» الذي طال الأهالي والفصائل العاملة في محافظة ادلب شمال سوريا، التي كانت قد وافقت على ابرام اتفاق «خفض التوتر» في المناطق المحددة والتزمت به التزاماً تاماً منذ طرحه قبل أشهر.

التصعيد العسكري على المناطق الآمنة نسبياً والمكتظة بمئات آلاف النازحين، بالتزامن مع التجاهل الدولي هو أكثر ما يؤرق المعارضة المسلحة، وهو السبب ذاته الذي يزيدها إصراراً على الدفاع عن المناطق التي حررتها سابقاً، بالسلاح المقترن بالدعوات والمناشدات الموجهة إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن للتدخل الفوري لوقف الحملات التي تستهدف المدنيين وتنسف القرارات الدولية والعمل على إنقاذ أرواح الناس وممتلكاتهم، حيث حذر وفد المعارضة العسكرية في بيان له امس، من نتائج ما وصفه بـ «التصعيد الخطير والذي يعطي ذريعة لقوى التطرف والإرهاب للاستمرار في نهجها القائم على افتعال المشكلات والتذرع بما يفعله الخصوم مما يخدم مخططات نظام البراميل في دمشق ويعوق أية إمكانية لانتقال سياسي سلمي في سوريا» معتبراً ان اتفاق تخفيض التصعيد في مناطقه الأربع يصب في مصلحة الشعب السوري ويمنع سفك دمائهم، ويعيد الأمن والاستقرار للمناطق المحررة ويساهم في تحسين الحالة الإنسانية ولذلك أيدته والتزمت بتنفيذه.

 

صمت دولي

 

وأدان وفد قوى المعارضة إلى أستانة الصمت الدولي تجاه هذه الجرائم داعيا الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بهذا الملف لفتح تحقيق عاجل وشامل بهذه الجرائم واتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها ردع المعتدي وكف يده عن الاستمرار في نهجه.

وأشار وفد قوى الثورة السورية العسكري إلى «المعارك المفتعلة والمشبوهة التي قامت بها «هيئة تحرير الشام ومن يدور في فلكها وأعطت من خلالها الفرصة للنظام السوري والمحتلين الروسي والإيراني لنقض اتفاق تخفيض التصعيد، ولقد تذرعت بحجج واهية وأشاعت معلومات غير صحيحة عن طبيعة الاتفاق الذي وقعه الوفد فيما يتعلق بمناطق خفض التصعيد بإدلب وما حولها، هذا الاتفاق سبق أن بينا لشعبنا طبيعته بكل شفافية والذي نص على انتشار الجيش التركي في المناطق المحررة بعمومها منعاً لاستهدافها من قبل طيران النظام والميليشيات الإيرانية ونشر نقاط مراقبة للقوات الروسية خارج حدود المنطقة المذكورة ودون وجود اي عنصر من العناصر الإيرانية. كما تضمن الاتفاق انشاء ادارة مدنية وقوة شرطية من قوى المعارضة في المناطق المتاخمة والقريبة من نقاط المراقبة الروسية منعاً لأي خرق واحتكاك بين القوات على الجانبين.

وتحدث البيان عن الانسحاب العشوائي الذي قامت به هيئة تحرير الشام من مناطق تواجدها دون إخبار المواطنين أهل المنطقة بذلك، مما تسبب بخنقهم ووقوعهم تحت حصار النظام ووصف السلوك بـ»الاجرامي ولا يخدم السير قدماً بالعملية السياسية ويضعها في مهب الريح ولا يخدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالانتقال السياسي وسيؤدي إلى الإضرار بكل الاتفاقيات وبمخرجات المؤتمرات السياسية والعسكرية. وإذا كان المجرمون يعتقدون ان هذا سيخفض من سقف مطالب السوريين في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ويجعلهم يتخلون عن مبادئ ثورتهم وحقهم في الوصول إلى نظام حكم ديمقراطي ونزع جذور الاستبداد في سوريا فهم واهمون، لكن يبدو أنهم لم يعرفوا بعد طبيعة الشعب السوري الذي خرج على أكثر أنظمة العالم فساداً ووحشية ولم يخش سطوته ولا جبروته».

 

المعارضة السورية تبعد قوات النظام عن مطار استراتيجي وتنتزع المبادرة في ريفي إدلب وحماة

قتلت وأسرت العشرات من جنوده وأصابت طائرة له وشكلت غرفة عسكرية مشتركة وسيطرت على 15 قرية

عبد الرزاق النبهان ووكالات

إدلب – حلب – «القدس العربي» : تمكنت فصائل المعارضة السورية و»هيئة تحرير الشام» من إبعاد قوات النظام عن مطار «أبو الظهور» العسكري في ريف إدلب (شمال غرب)، بعد معارك ضارية بدأت فجر أمس الخميس، حسب مصادر للمعارضة ومراسل الأناضول. وكانت قوات النظام اقتربت ليلة أمس من المطار لمسافة مئات الأمتار بقصد السيطرة عليه، ما دفع فصائل المعارضة والهيئة إلى شن هجوم معاكس لطرد تك القوات.

وأفادت مصادر للمعارضة في المنطقة بأن قوات النظام السوري تراجعت حتى كيلومترات عدة عن المطار، تحت وطأة هجمات فصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام المناهضة للنظام. وأضافت أن فصائل المعارضة والهيئة تمكنوا من السيطرة على عدد كبير من القرى، التي دخلتها قوات النظام، خلال الأيام القليلة الماضية. وقالت مصادر في المعارضة إن المعارك أدت إلى مقتل العشرات من جنود النظام والميليشيات المساندة له، إضافة إلى أسر أكثر من عشرين آخرين، فيما لا تزال المعارك مستمرة.

 

المعارضة تتقدم

 

وحققت المعارضة السورية المسلحة تقدماً ملحوظاً خلال الساعات الماضية، في جبهات ريف حماة الشرقي وريف إدلب الجنوبي، خلال معاركها المستعرة مع قوات النظام السوري والمليشيات الأجنبية الموالية له، وذلك بعد إعلانها عن تشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة تحت مسمى»رد الطغيان» لصد الهجمات العسكرية لقوات النظام، على مناطق ريفي إدلب وحماة.

وقالت فصائل المعارضة في بيان اطلعت عليه لـ»القدس العربي»، إن تشكيل غرفة عمليات «رد الطغيان» جاء بعد الحملة الشرسة التي شنتها عصابات الأسد، مدعومة بالطيران الروسي والميليشيات الداعمة لها، على المناطق المحررة في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشرقي، وقتلها وتهجيرها للمدنيين، واحتلالها للقرى المحررة، ضمن حملة جوية ومدفعية وصاروخية مكثفة. وأكدت فصائل المعارضة على أن هدف تشكيل غرفة عمليات «رد الطغيان» هو صد الهجوم الهمجي، وتحرير المناطق المحتلة في ريفي المدينتين. حيث تضم الغرفة فصائل: فيلق الشام، جيش النصر ، جيش إدلب الحر، جيش النخبة، والجيش الثاني.

وقالت مصادر ميدانية لـ»القدس العربي»، إن فصائل المعارضة استعادت أكثر من 15 قرية شملت كلاً من قرى وبلدات والزرزور، والخوين، وعطشان، وأم الخلاخيل، وتل مرق، والسلوم، وأبو عمر، ومزارع النداف، وتل سلمو، وتل الخزنة، والويبدة، وحاجز النداف وحاجز الهليل بريف إدلب الجنوبي وحماة الشرقي، وفق إستراتيجية عسكرية تهدف إلى إبعاد النظام عن مطار أبو الظهور العسكري. وأشارت إلى أن الفصائل العسكرية تمكنت من أسر 20 عنصراً من قوات النظام في بلدة الخوين، إضافة إلى اغتنام دبابتين وثلاث عربات «BMB» وأسلحة أخرى متنوعة، وتدمير دبابتين وقاعدة صواريخ كورنيت، أثناء هجومها على مواقع قوات النظام والميليشيات التابعة لها في ريفي حماة وإدلب.

 

مقتل 35 من النظام

 

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن فصائل المعارضة بدأت هجوما مضاداً على تمركزات لقوات النظام في محيط مطار أبو الظهور العسكري وعدة محاور في ريف إدلب. وقال المرصد، في بيان صحافي أمس ، إن مواجهات ، هي الأعنف ، تدور بين الطرفين، وسط قصف مكثف من الطائرات الحربية ومئات القذائف المدفعية والصاروخية، على تمركزات هيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني وحركة أحرار الشام الإسلامية والفصائل المساندة لها في المطار ومحيطه، ومنطقة تل سلمو. وأشار المرصد إلى مقتل 35 على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، وإصابة عدد آخر بجراح، فيما تم أسر 14 آخرين. وحسب المرصد ، لم يتوقف دوي الانفجارات العنيفة خلال الساعات الماضية، نتيجة استمرار القصف من قبل الطائرات الحربية والقصف من قبل قوات النظام على مناطق في ريفي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي.

ولم تمنع الطائرات الروسية وغاراتها المكثفة فصائل المعارضة من التقدم في ريفي حماة وإدلب، حيث أكد قائد عسكري لـ«القدس العربي»، أن الفصائل المقاتلة استطاعت أن تستعيد السيطرة على قرى ومناطق عدة كانت قد خسرتها في الأيام القليلة الماضية، رغم كثافة القصف الروسي على نقاط الاشتباك ومساندته الجوية. وقال إن الأيام المقبلة ستشهد المزيد من التقدم لإبعاد خطر سيطرة قوات النظام على مطار أبو الظهور الإستراتيجي وحصار جنوب حلب، حيث أوضح أن الهدف الرئيسي للمعركة هو وضع حد لتقدم قوات النظام والميليشيات الإيرانية، واستعادة النقاط كافة التي خسرتها الفصائل خلال الأيام الماضية. ويرى أن أهم تطور في هذه المعركة هو تحوّل فصائل المعارضة من موقع الدفاع إلى الهجوم، موضحا أن جميع الفصائل تدافع عن جبهتي ريفي حماة وإدلب، حيث شددا على أن المعارضة لن تتوقف حتى تستعيد كامل المناطق التي خسرتها لصالح النظام والميليشيات المقاتلة بجانبه.

يشار إلى أن معارك ريفي حماة وإدلب تمثل بالنسبة للنظام السوري والميليشيات الموالية له بعداً إستراتيجياً، جوهره الوصول إلى مطار أبو الضهور الاستراتيجي، وفصل مناطق سيطرة فصائل المعارضة في إدلب وحلب إلى شطرين، حيث تمكنت خلال الأيام القليلة الماضية من الوصول إلى مشارف مطار أبو الظهور بعد السيطرة على عشرات القرى والبلدات بريفي حماة وإدلب.

ويقع مطار «أبو الظهور»، المحاذي لبلدة تحمل الاسم نفسه، على بعد 40 كيلومترًا شرقي مدينة إدلب، وسيطرت عليه فصائل المعارضة في سبتمبر/ أيلول 2015.

وتشكل محافظة إدلب مع ريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي إحدى مناطق «خفض التوتر»، التي تم التوصل إليها في مباحثات أستانة، العام الماضي، بضمانة من تركيا وروسيا وإيران. واستدعت الخارجية التركية، أمس الأول الثلاثاء، سفيري روسيا وإيران لدى أنقرة، للتعبير عن انزعاجها جراء هجمات النظام السوري على إدلب. ودعا وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أمس، طهران وموسكو إلى الضغط على النظام السوري، وتحمل مسؤولياتهما إزاء مناطق «خفض التوتر» المتفق عليها.

 

إصابة طائرة

 

وقال قائد عسكري في غرفة عمليات رد الطغيان ، التي انطلقت فجر أمس، لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب.أ) إن «الكثير من عناصر قوات النظام والموالين لهم يفرون من نقاطهم بعد تقدم مقاتلينا في ظل غياب الطيران الحربي فجر اليوم بسبب الأحوال الجوية ، الأمر الذي سهل مهمة المقاتلين في التقدم».

وبين القائد العسكري اطلاق غرفتي المعارك نداء لكافة الفصائل للمشاركة في المعارك ، قائلا « على الإخوة جميعاً قادةً وجنداً التوجه إلى أقرب منطقة في ريفي حماة وإدلب، والنداء موجه للقادة قبل الجنود ، كونوا عوناً لإخوانكم في الجبهات التي تشارك فيها فصائل (فيلق الشام، وجيش النصر، وجيش ادلب الحر، وجيش النخبة، والجيش الثاني ، وأحرار الشام ، والحزب التركستاني ومقاتلي هيئة تحرير الشام ، والكثير من المدنيين) «. وكان مصدر عسكري في غرفة عمليات رد الطغيان أكد لـ ( د. ب. أ) أن « طائرة حربية تابعة للجيش السوري تمت اصابتها بالمضادات الأرضيّة قرب بلدة عطشان في ريف حماة الشمالي الْيَوْم الخميس، واشتعلت النيران بالطائرة التي تابعت تحليقها باتجاه مطار حماة العسكري».

 

لماذا وجّهت إسرائيل ضرباتها على موقع سوري مخصص للصواريخ «البالستية»؟

حلب – « القدس العربي»: القصف الإسرائيلي الأخير ليس الأول من نوعه في سوريا، ولكنه الأول من حيث طبيعة الموقع المستهدف، فقد استهدفت طائرات حربية إسرائيلية فجر الثلاثاء موقعاً عسكرياً للنظام مخصصاً لإطلاق الصواريخ البالستية، بالقرب من مدينة القطيفة (40 كلم شمال دمشق).

وفي التفاصيل، أكدت مصادر لـ»القدس العربي» تعرض اللواء «155» لضربات إسرائيلية، اللواء الذي يعتبر بمثابة الذراع الطويلة للنظام السوري، الأمر الذي أكده النظام السوري، زاعماً في بيان عسكري إصابة دفاعاته الجوية لإحدى الطائرات المهاجمة. وفي معرض سؤاله عن أسباب القصف، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن بلاده لديها سياسة لمنع استخدام الأراضي السورية من قبل إيران لنقـل أسلحـة عالية الجـودة إلى حـزب الله اللبنانـي.

وحسب المحلل العسكري الأردني اللواء فايز الدويري، فإن الضربات الأخيرة، رغم أهميتها، إلا أنها ليست الأخطر التي تعرض لها النظام السوري.

وأشار في تصريحات لـ»القدس العربي» إلى أن النظام استخدم اللواء «155» كمنصة لاستهداف المناطق الخارجة عن سيطرته بالصواريخ الروسية الصنع من طراز «سكود». واستدرك الدويري قائلاً، لكن إسرائيل لم تستهدف هذا اللواء في السابق، كونها لم تر فيه هدفاً استراتيجياً.

وبشأن الأسباب التي دفعت إلى استهداف اللواء مؤخراً، رجح الدويري أن يكون سبب ذلك رصد إسرائيل لتحركات غير طبيعية داخل اللواء ما جعل من استهدافه أمراً لا بد منه.

وأوضح أن الخطوط الحمراء الإسرائيلية التي تحدد طبيعة الأهداف التي يجب التعامل معها، هي المتعلقة بوصول السلاح إلى حزب الله، وخصوصاً الصواريخ.

وقال الدويري، على ما يبدو أن معلومات استخباراتية وصلت لإسرائيل تشير إلى احتمال نقل صواريخ من اللواء إلى الأراضي اللبنانية.

و تساءل الخبير العسكري العميد أحمد رحال عن التوقيت لشن إسرائيل لهذه الهجمات على اللواء «155»، وأضاف في حديث مع «القدس العربي « أن «إسرائيل تدرك أن النظام لم يعد بحاجة إلى هذه الصواريخ كما كان مع بداية الثورة، ولذلك فإن احتمال تسليمها لحزب الله بات احتمالًا أكبر من السابق».

وفي الشأن ذاته، كشف رحال عن وجود خط إيراني لإنتاج صواريخ داخل اللواء «155»، وقال «المرجح أن يكون هذا سبباً آخر لاستهداف هذا الموقع».

يذكر أنه سبق هذا القصف عدة ضربات وجهتها طائرات إسرائيلية لمواقع عسكرية وأنظمة رادار ومخازن ذخائر قيل أن بعضها تابع للحرس الثوري الإيراني، وكان آخرها الخميس الماضي، حيث استهدفت المقاتلات الإسرائيلية مواقع للنظام في جبل قاسيون.

 

فصائل المعارضة السورية تقتل العشرات من جنود النظام وتسيطر على 15 قرية وتصيب طائرة

أردوغان يطلب إيقاف الهجوم على إدلب لعقد أستانة… وبوتين يبرئ تركيا من هجوم «الدرون» على حميميم

عواصم ـ «القدس العربي» من عبد الرزاق النبهان ووكالات: في معارك هي الأشد ضراوة منذ فترة طويلة تمكنت فصائل المعارضة السورية من إبعاد قوات النظام عن مطار «أبو الظهور» العسكري في ريف إدلب (شمال غرب)، والتي بدأت فجر أمس الخميس، وكبدته خسائر فادحة، حسب مصادر للمعارضة. وكانت قوات النظام اقتربت ليلة أمس من المطار لمسافة مئات الأمتار بهدف السيطرة عليه، ما دفع فصائل المعارضة إلى شن هجوم معاكس لطرد تلك القوات.

وأفادت مصادر لوكالة الأناضول بأن قوات النظام السوري تراجعت حتى كيلومترات عدة عن المطار، تحت وطأة هجمات فصائل المعارضة المناهضة للنظام. وأضافت أن فصائل المعارضة والهيئة تمكنت من السيطرة على عدد كبير من القرى.

وحققت المعارضة السورية المسلحة تقدماً ملحوظاً خلال الساعات الماضية، في جبهات ريفي حماة الشرقي وإدلب الجنوبي، خلال معاركها المستعرة مع قوات النظام والميليشيات الأجنبية الموالية له، وذلك بعد إعلانها عن تشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة تحت مسمى «ردّ الطغيان» لصد الهجمات العسكرية لقوات النظام، على مناطق ريفي إدلب وحماة.

وقالت مصادر ميدانية لـ«القدس العربي»، إن فصائل المعارضة استعادت أكثر من 15 قرية. وأشارت إلى أن الفصائل العسكرية تمكنت من أسر 20 عنصراً من قوات النظام في بلدة الخوين، إضافة إلى اغتنام دبابتين وثلاث عربات «BMB» وأسلحة أخرى متنوعة، وتدمير دبابتين وقاعدة صواريخ كورنيت، أثناء هجومها على مواقع قوات النظام والميليشيات التابعة لها في ريفي حماة وإدلب.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن فصائل المعارضة بدأت هجوما مضاداً على تمركزات لقوات النظام في محيط مطار أبو الظهور العسكري وعدة محاور في ريف إدلب. وأشار المرصد إلى مقتل 35 على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية.

وقال قائد عسكري في غرفة عمليات «ردّ الطغيان»، لوكالة الأنباء الألمانية إن «الكثير من عناصر قوات النظام والموالين لهم يفرون من نقاطهم بعد تقدم مقاتلينا في ظل غياب الطيران الحربي بسبب الأحوال الجوية، الأمر الذي سهل مهمة المقاتلين في التقدم». وكان مصدر عسكري في غرفة عمليات «رد الطغيان» أكد أن «دائرة حربية تابعة للجيش السوري تمت إصابتها بالمضادات الأرضيّة قرب بلدة عطشان في ريف حماة الشمالي (أمس) الخميس، واشتعلت النيران بالطائرة التي تابعت تحليقها باتجاه مطار حماة العسكري». ولم تمنع الطائرات الروسية وغاراتها المكثفة فصائل المعارضة من التقدم في ريفي حماة وإدلب، حسب تصريحات قائد عسكري لـ«القدس العربي»، الذي أكد أن الفصائل المعارضة استطاعت أن تستعيد السيطرة على قرى ومناطق عدة كانت قد خسرتها في الأيام القليلة الماضية، رغم كثافة القصف الروسي على نقاط الاشتباك ومساندته الجوية.

من جهة أخرى شيعت إيران، أمس، جثامين 7 عناصر من لواءي «فاطميون» و«زينبيون» التابعين للحرس الثوري الإيراني، قتلوا في وقت سابق، خلال الاشتباكات الدائرة في سوريا. وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، أمس، أنه تم تشييع القتلى السبعة، في مقبرة مدينة «قم» جنوبي العاصمة طهران، مبينة أن العناصر قتلوا خلال الاشتباكات في سوريا.

وعلى صعيد الخلافات التي نشبت بين «ترويكا أستانة» (روسيا وإيران وتركيا) على خلفية الاتهامات المتبادلة بسبب هجوم «الدرون» على قواعد الروس في حميميم وطرطوس، وهجوم النظام على إدلب وانتقادات الأتراك الشديدة له، وفي محاولة لتبريد الأجواء أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن تركيا ليس لها أي دور في هجوم طائرات مسيرة (درون) وقصفها قواعد روسية في سوريا، بينما شدد في السياق نفسه ديميتري بيسكوف الناطق باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، على أنّ بلاده ستستمر في التشاور مع تركيا وإيران من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، بينما أبلغ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان الرئيس بوتين في اتصال هاتفي بأن من المهم أن تتوقف هجمات النظام السوري على إدلب والغوطة الشرقية من أجل عقد قمة سوتشي وإنجاح عملية أستانة. وقال أردوغان، من جهة أخرى، إن الأطراف التي تريد إنشاء دولة في شمال سوريا، ستخيب آمالهم وسيرون من تركيا ما يلزم. جاء ذلك في كلمة ألقاها، أمس، خلال اجتماعه مع المخاتير الأتراك في المجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة.

 

إسرائيل تخوض “مواجهة خفية” ضد إيران في سوريا

قالت صحيفة “يديعوت احرونوت” الإسرائيلية في مقالة لمحللها العسكري اليكس فيشمان، إنه ليس مبالغة القول إن هناك مواجهة خفية تقوم إسرائيل بخوضها ضد إيران في الأرض السورية، وهي تخرج رويداً رويداً إلى العلن.

 

وسواء تبنّت إسرائيل الهجمات التي تقع على الأراضي السورية أم لا، مثلاً كتلك التي بلّغ عنها جيش النظام السوري قبل ثلاثة أيام، لم يعد الأمر بهذه الأهمية، بحسب فيشمان، الذي يضيف “نحن ملزمون بأن نعتاد على فكرة أن إسرائيل تدير مواجهة عسكرية تبدو منضبطة حتى الآن مع منظومة عسكرية إيرانية آخذة بالترسخ في سوريا”.

 

ويرى فيشمان أنه “من المعقول الافتراض أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية – الأمنية، الذي عقد خلال الأيام الأخيرة سلسلة اجتماعات ناقش فيها السياسة الإسرائيلية التي يجب اتباعها في الجبهة الشمالية حيال سوريا ولبنان وإيران في ضوء آخر الأوضاع فيها، توصل الى هذا الاستنتاج بالضبط”.

 

في السنة الأخيرة، أكثر قادة المؤسسة الأمنية في إسرائيل من الحديث عن إمكان أن تقيم إيران قواعد جوية وبحرية وبرية في سوريا، وأن تفعّل فرقة من الميليشيات الشيعية ضد إسرائيل. ويضيف الكاتب، أن هذه تهديدات لا يمكن لإسرائيل أن تتجاهلها، لكنها في واقع الأمر لا تشكل تحدياً عسكرياً حقيقياً؛ فالمشكلة المركزية في الجبهة السورية هي إقامة منظومة كثيفة من صواريخ أرض – أرض وصواريخ دقيقة، تبدأ في لبنان وتمتد حتى جنوب الجولان، وتغطي كل أراضي إسرائيل. ومثل هذا السيناريو سيجعل إسرائيل تقف أمام تحدٍّ أمني لم تعرف مثيلاً له من قبل.

 

وفي موازاة ذلك، يبني الإيرانيون جبهة صواريخ في قطاع غزة ستلزم الجيش الإسرائيلي، وفقاً للكاتب، بتقسيم جهوده في القتال في كل ما يتعلق بالسلاح الصاروخي من الشمال وحتى الجنوب.

 

ويقر فيشمان أنه حتى الآن لم تنجح إسرائيل في تعطيل منظومة الصواريخ والقاذفات الصاروخية المنتشرة منذ سنوات في لبنان. والصراع الذي تديره، وفقاً لوسائل إعلام أجنبية، يستهدف منع تحول منظومة الصواريخ التي بحيازة حزب الله في لبنان إلى منظومة دقيقة.

 

أما في سوريا، فوفقاً لـ”يديعوت أحرونوت”، يمكن التقدير أن الإيرانيين لا يزالون في بداية عملية إقامة منظومة صواريخ مشابهة، أكثر كثافة، بالاستناد إلى صناعة محلية موجودة، وإلى الجسر البري من إيران إلى سوريا عبر العراق. إن ما تحتاج إيران إليه من أجل استكمال هذه المنظومة هو الزمن والمال. وإذا لم يكن الروس والأميركيون قادرين، أو أنهما لا يرغبان، في كبح ذلك بطريقة دبلوماسية لا يبقى أمام إسرائيل سوى العمل بنفسها.

 

ويقول فيشمان، إنه “لا يمكن بعد اليوم الاختباء خلف أقوال غامضة وتلميحات. إن ما يجري في الجبهة الشمالية هو حرب بكل معنى الكلمة. وعلى العدو أن يعرف ذلك، والأهم هو أن على الجمهور في إسرائيل أن يستوعب وأن يستعد”.

 

وبينما قال النظام السوري إن الهجمة الإسرائيلية الأخيرة ضد مجمع عسكري بالقرب من القطيفة في ريف دمشق، حيث كانت في الماضي ألوية صواريخ سكود السورية، يرجح المحلل العسكري لـ”يديعوت احرونوت” أنه يتم في هذه المنطقة تركيز القاذفات الصاروخية، والصواريخ، ومصانع الإنتاج، والمخازن المخصصة لسوريا ولبنان. ويدور الحديث عن منظومة واحدة سبق لوزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن عرّفها بأنها “الجبهة الشمالية”، قائلاً “لم يعد بعد الآن وجود لسوريا ولبنان كل على حدة، بل يوجد سور ناري إيراني ممتد من البحر الأبيض المتوسط وحتى جنوب الجولان. وسيتواصل القتال ضد هذه المنظومات بقوة متفاوتة ترتبط بمستوى الرد السوري – الإيراني وبسلوك حزب الله. وإذا لم يتراجع أحد ما هناك فقد تنشب حرب”.

 

ويؤكد فيشمان أنه حالياً لا توجد “مؤشرات إلى أي تراجع من جانب إيران، بل على العكس، فعلى الرغم من التظاهرات الأخيرة في هذا البلد كانت السنتان الأخيرتان الأكثر نجاحاً من ناحية نظام آية الله في نشر الثورة الإسلامية. وإذا كان الإنجاز المركزي للحرس الثوري الإيراني حتى سنة 2015 وجد تعبيره في لبنان، ففي السنتين الأخيرتين نجحت إيران في إحكام قبضتها على العراق وأفغانستان وسوريا واليمن وفي تعميق نفوذها في عُمان وفي البحرين. ونظام طهران، ولاسيما الحرس الثوري، موجود في حالة نشوة بسبب إحساس النصر في سوريا”.

 

ويختم فيشمان مقالته بالقول، إن “الإيرانيين يعتزمون ترجمة الانتصار في سوريا إلى إنجازات اقتصادية وبالأساس استراتيجية. وما زلنا نذكر تصريح حسين سلامة نائب قائد الحرس الثوري أنه في الاستراتيجية الإيرانية لم تعد إسرائيل منذ الآن تُعتبر تهديداً لأن حزب الله بات متفوقاً عليها. وسواء أكان هذا صحيحاً أم لا، فالإيرانيون يؤمنون بذلك ويتصرفون بناء عليه ويضعون أمام حكومة إسرائيل تحدياً سياسياً وأمنياً من الدرجة الأولى”.

 

تحذير تركي من فشل سوتشي..وتخفيض تمثيل أميركي في أستانة

أعلنت وزارة الخارجية الروسية، الجمعة، أن وزير الخارجية سيرغي لافروف بحث مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، هاتفياً، موضوع مؤتمر “الحوار الوطني السوري”، المزمع عقده في سوتشي في 29 و30 يناير/كانون الثاني الحالي.

 

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان مقتضب، إنه “عشية عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، واصل الوزيران تبادل الآراء حول الوضع في سوريا مع التركيز على البحث عن سبل للتسوية السياسية في هذا البلد على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وبرعاية الأمم المتحدة”.

 

ويأتي هذا الاتصال بعد يومين على زيارة قام بها ظريف إلى موسكو، لإجراء محادثات مع لافروف، تركّزت حول الملف السوري ومؤتمر سوتشي. ولم يصدر الطرفان أي تعليقات حول ما تم بحثه خلال اللقاء.

 

وتزايدت التحذيرات مؤخراً من فشل مؤتمر سوتشي، بسبب التصعيد الجاري على الأرض في مناطق تشملها اتفاقات “خفض التوتر”. وكانت أولى التحذيرات قد صدرت عن تركيا، إذ اعتبرت أن التصعيد في إدلب وفي غوطة دمشق الشرقية المحاصرة من شأنه أن يقوض أهداف مؤتمر “الحوار الوطني السوري”.

 

وقالت الرئاسة التركية، الخميس، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي، أن يوقف هجمات النظام السوري على إدلب والغوطة الشرقية، من أجل حماية عملية أستانة ونجاح قمة سوتشي.

 

وكان الرئيس السوري بشار الأسد، التقى مع المبعوث الروسي إلى سوريا الكسندر لافرنتييف، وبحثا التحضيرات لمؤتمر سوتشي “حيث تم الاتفاق على أهمية التحضير الجيد للمؤتمر بما يضمن خروجه بنتائج تلبي تطلعات الشعب السوري في حماية بلده وإعادة الأمن والاستقرار اليه”، وفقاً لما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

 

في المقابل، كشف مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد، أن واشنطن قامت بتخفيض مستوى مشاركتها في مفاوضات أستانة. لافتاً إلى أن الأمم المتحدة أيضاً فعلت ذلك، فيما أكد أن بلاده لن تشارك في إعادة إعمار سوريا طالما بقي الأسد على رأس السلطة، معتبراً أن مشاركتها ستكون مشروطة بوجود حكومة جديدة يختارها السوريون من دون الأسد.

 

وقال ساترفيلد، خلال جلسة للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ: “خفضنا مستوى مشاركتنا في أستانة بشكل ملحوظ، وكذلك فعلت الأمم المتحدة، وذلك لقلقنا من أن يتجاوز الاعتراف بأستانة الأهداف التي وضعت من أجله والتي دعمناها”.

 

ورغم ما تحمله هذه الخطوة من إشارات على عدم اقتناع واشنطن بما يحصل في أستانة، اعتبر ساترفيلد أن مسألة إعطاء الشرعية لأي مسار سياسي في الأزمة السورية تقع على عاتق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وليس على الولايات المتحدة، خصوصاً إذا ما كان أصحاب أي مسار يزعمون أنه يدعم مسار جنيف وما يمثله قرار مجلس الأمن الدولي 2254.

 

أما حول مؤتمر سوتشي، فقال ساترفيلد إن الأمين العام للأمم المتحدة لديه تحفظات حول الضمانات التي تتحدث عنها موسكو بشأن المؤتمر. واعتبر ساترفيلد أن الروس “يقامرون في هذا الأمر”، إذا لم ينالوا شرعية تضفيها الأمم المتحدة على المؤتمر.

 

من يمر على طريق بيروت دمشق؟.. 10% فقط

رولا عطار

لم يعد طريق بيروت- دمشق كما كان قبل بدء الحرب في سوريا. فغاية السوريين في توجههم إلى لبنان تغيرت مع الحرب، ولم يعد لبنان مقصدهم للتسوق والسياحة، إنما أصبح بلد لجوء أو محطة للسفر خارجاً إلى دول أخرى. هذا إلى جانب تشديد الاجراءات الأمنية من الطرفين السوري واللبناني، حيث تم وضع عدد من حواجز التفتيش السورية كما فرض الأمن العام اللبناني ضوابط وشروطاً محددة لدخول السوريين إلى الأراضي اللبنانية. ويمكن للمسافر عبر طريق بيروت- دمشق أن يلاحظ التغيرات الكبيرة التي حصلت في أوضاع التنقل بين البلدين.

 

ويقول مكتب سفريات في لبنان إن حركة السفر بين سوريا ولبنان تأثرت سلباً، لاسيما في الفترة الماضية. ومن بين الأسباب الاجراءات التي فرضها الأمن العام اللبناني على دخول السوريين إلى لبنان، بالإضافة إلى الأحداث التي وقعت في منطقة عرسال وغيرها. فالسوريون الذين كانوا في سنوات سابقة يقصدون لبنان للسياحة في منطقة شتورة، على سبيل المثال، توقفت حركتهم بشكل شبه نهائي.

 

ويمكن أن تقدر نسبة التراجع في حركة السفر بين الدولتين بـ90%. ففي السابق كانت تغادر من مكاتب السفريات اللبنانية نحو 70 إلى 80 سيارة، ومن محطة شارل الحلو نحو 100 إلى 200 سيارة يومياً، في حين لا يتجاوز حالياً عدد السيارات المغادرة باتجاه سوريا العشر سيارات، وقد لا تكون كاملة العدد بالركاب.

 

أما الباصات، فكان ينطلق من لبنان ما بين 30 و40 باصاً باتجاه عدد من المحافظات السورية (حلب، منبج، سلمية، حماه وحمص)، بينما اليوم يغادر أسبوعياً باص واحد مع عدد قليل من الركاب. إذ هناك قسم من السوريين يرسلون أغراضهم من دون أن يغادروا لبنان إلى سوريا، وذلك لصعوبة دخولهم مرة أخرى.

 

ويسجل أختلاف أيضاً في الأجر. ففي حين كانت تسعيرة السفر إلى حلب 300 ليرة أصبحت 10 آلاف ليرة سورية. وخلال السنتين الأوليين كانت حركة السفر من قبل السوريين أكبر كونهم خرجوا من مناطقهم وسافروا إلى خارج سوريا.

 

ومن الأمور التي عادت بالنفع على الجانب اللبناني، وحافظت على حركة المسافرين إليه، هي إغلاق مطار دمشق الدولي وتحول حركة سفر السوريين إلى الخارج أو بالعكس عن طريق مطار بيروت الدولي. “ولولا ذلك لكنا توقفنا عن العمل، إذ لم يتبق سوى مكتبين يعملان في هذا المجال من أصل 30 مكتباً”، وفق صاحب مكتب السفريات.

 

ويؤكد نزار، وهو سائق، أن الطريق بين دمشق وبيروت تغيرت، وحركة التنقل بين البلدين صارت أقل من السابق بشكل كبير، بسبب تشديد الاجراءات الأمنية. وفي أغلب الأوقات تعود السيارات من سوريا من دون ركاب، كما أصبحت فترة انتظار السائقين دورهم في الكراج أطول، بسبب قلة المغادرين.

 

وانعكست الاجراءات الأمنية، من الجانبين، سلباً على السائقين. فعبور الحدود لم يعد سهلاً، لاسيما لناحية فترة الانتظار الطويلة عند التفتيش، والأتاوات التي يضطر السائقون إلى دفعها (دخان، مبالغ نقدية وغيرهما) بغية مرور السيارة وتقليل مدة الانتظار، وفق ما يتحدث محمد، وهو سائق على خط بيروت- دمشق. وهذا ما يدفعهم إلى التعويض برفع الأجر على الركاب.

 

إدلب: معركة أبوظهور تستعر.. قتلى وأسرى للنظام

اندلعت مواجهات عنيفة داخل حرم مطار أبو ظهور العسكري في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، الخميس، حيث شنّت “هيئة تحرير الشام”، هجوماً مضاداً على المواقع التي تقدمت إليها قوات النظام والمليشيات خلال الساعات الماضية، ما أدى إلى مقتل العشرات من قوات النظام، وأسر آخرين.

 

وكانت قوات النظام والمليشيات قد تمكنت من الدخول إلى المطار، وخاضت مواجهات عنيفة مع “هيئة تحرير الشام” في الجهة الجنوبية الغربية من المطار، في حين قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إن قوات النظام “دخلت إلى مطار أبو ظهور، الذي أصبح بالكامل تحت سيطرتها النارية”. لكن مصادر معارضة أكدت انسحاب النظام إلى نقاط خلف تل سلمو المطل على المطار.

 

وقال “الإعلام الحربي” التابع للنظام، إن “الجيش السوري وحلفاؤه يصدون هجوماً عنيفاً شنته جبهة النصرة والفصائل المرتبطة بها، انطلاقاً من مواقعهم في تل أغبر وتل سكيك، باتجاه نقاطهم في محيط عطشان وتل مرق والخوين في ريف إدلب الجنوبي الشرقي ويوقعون قتلى وجرحى في صفوفهم”.

 

تنظيم “الدولة الإسلامية” دخل على خط المواجهات، إذ أعلنت “ولاية إدلب” أن مقاتلي “داعش” اشتبكوا مع قوات النظام في محيط المنطقة. وقال التنظيم في بيان مقتضب “اشتبك جنود الخلافة مع الجيش قرب المطار وقتل بعضهم، كما قتل أربعة منهم على جبهة أبو كهف”.

 

ويسيطر تنظيم “داعش” على تجمع قرى جنوب شرقي محاور الاشتباك في المطار، كان قد دخلها خلال الأيام الماضية، مستغلاً انشغال جميع الأطراف بالمعارك المندلعة للسيطرة على أبو ظهور.

 

في غضون ذلك، أعلنت فصائل معارضة، الخميس، إنشاء غرفة عمليات عسكرية باسم “رد الطغيان”، لمواجهة النظام والمليشيات في ريف إدلب الجنوبي، وريف حماة الشرقي.

 

وقال بيان الفصائل، إن الهدف من تشكيل غرفة عمليات “رد الطغيان” هو “صد الهجوم الهمجي، وتحرير المناطق المحتلة في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشرقي”. والفصائل المنضوية في الغرفة الجديدة هي “فيلق الشام”، “جيش النصر”، “جيش إدلب الحر”، “جيش النخبة”، و”الجيش الثاني”.

 

موسكو تضغط: اتفاق خفض التوتر ينتهي منتصف شباط

أبلغت موسكو “هيئة التفاوض” في ريف حمص الشمالي، بأن اتفاق “خفض التوتر” سينتهي في 15 شباط/فبراير. واعتبرت “الهيئة” الرسالة الروسية، بمثابة ضغط عليها للقبول بالتفاوض مع النظام السوري.

 

المتحدث باسم “الهيئة” بسام السواح، قال في بيان، إن الرسالة الروسية وصلت بعدما رفضت “الهيئة” قبول الجلوس مع النظام، بينما كانت تطلب أن تكون أي محادثات مع الجانب الروسي فقط، وهو ما وافق عليه الروس في جلسات سابقة.

 

وأشار البيان إلى أن العمل جار على تنسيق محادثات جديدة في إطار التفاوض على اتفاقية “خفض التوتر”. وشدد على أن كل القرارات التي ستتخذها “الهيئة” تنبع “من خلال الحفاظ على مصلحة الريفين المحررين والتزامها الكامل بثوابت الثورة السورية”.

 

في السياق، حذّرت القاعدة العسكرية الروسية في حميميم، من ربط ما يحدث في الغوطة الشرقية وإدلب، بأي مناطق أخرى تشملها اتفاقية “خفض التوتر”. وقال المتحدث باسم القاعدة الروسية الكسندر ايفانوف، إنه “على تركيا أن تعي تماماً أن الهجوم الذي تشنه القوات الحكومية بدعم من القوات الجوية الفضائية الروسية في منطقة خفض التصعيد في إدلب لا يتنافي مع بنود الاتفاق (خفض التوتر)”.

 

وأضاف “لقد نصت بنود الاتفاق على عدم اشتمال التنظيمات المتطرفة باتفاقية خفض التصعيد، وقد تعهدنا سابقاً بالقضاء على تنظيم جبهة النصرة في جميع مناطق سوريا خلال هذا العام”.

 

وزعم المتحدث باسم قاعدة حميميم، أن “التنظيمات المتمردة في درعا تسعى لمغامرة إسقاط اتفاق خفض التصعيد المبرم جنوبي البلاد. هذه التحركات جاءت بعد تهديدات من تلك المجموعات بخرق الاتفاق، استناداً على حجج واهية أهمها ارتفاع وتيرة العنف في منطقة خفض التصعيد في الغوطة الشرقية، هذا التهور سيقود المنطقة للمزيد من العنف الغير مرغوب به”.

 

تأتي هذه التطورات مع استمرار التحضيرات لعقد مؤتمر سوتشي، في 29 و30 يناير/كانون الثاني الحالي، إذ قال المتحدث المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن العمل مستمر، واجتماعات خبراء الدول الضامنة من تركيا وروسيا وإيران، تتواصل لتحديد قوائم المشاركين في مؤتمر “الحوار الوطني السوري”.

 

وكان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، قد بحث مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، الأربعاء، مسائل التحضير لعقد مؤتمر سوتشي، بحسب ما أفادت قناة “روسيا اليوم”.

 

وقال لافروف في مستهل لقائه مع ظريف “لدينا ما نناقشه من مسائل جدول الأعمال الدولي. ونحن في مرحلة حساسة جدا من التحضير لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري تنفيذا لمبادرتنا الثلاثية الروسية – الإيرانية – التركية”. وأضاف أن مؤتمر سوتشي سيسمح بتهيئة الظروف لإنجاح مفاوضات جنيف حول سوريا، في حين أكد ظريف التزام الجانب الإيراني بالتعاون مع روسيا وتركيا من أجل إيجاد الطريق نحو التسوية السياسية في سوريا خلال مؤتمر سوتشي. وأشار إلى أن التعاون بين إيران وروسيا لعب دورا فعالا في محاربة الإرهاب بالمنطقة.

 

السباق الى الجولان

مهند الحاج علي

 

بعيداً عن مناكفات السياسة المحلية والتصريحات المكررة، تبدو الساحة السورية الأكثر تعبيراً عمّا يجري في المنطقة من تصعيد متواصل يُنبئ بمواجهة شاملة بين ايران وحلفائها من جهة، واسرائيل من جهة أخرى.

 

قبل أيام، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية أن ايران طلبت من حليفيها “حزب الله” والجيش السوري، الإسراع في تحضيراتهما للمرحلة المقبلة من القتال لطرد فصائل المعارضة من محافظة القنيطرة. وبالفعل، تناقلت وسائل الاعلام السورية المعارضة أنباء عن تعزيزات للجيش و”حزب الله” في القنيطرة، تمهيداً لشن هجوم جديد لقطع الريف الشمالي للمحافظة عن جانبيها الأوسط والجنوبي. كما ورد تقرير عن هجوم بالأسلحة المتوسطة على بلدة أوفانيا.

 

وهذا التقدم رغم كونه بطيئاً بعض الشيء، يُثير قلق الاسرائيليين. وفقاً للتحليلات الاسرائيلية، يُعاد رسم الخطوط الحمراء السابقة مجدداً في المنطقة الحدودية، على وقع محاولات التقدم باتجاه خط التماس مع الجولان المحتل. ما يفرضه هذا السباق من واقع جديد على الأرض، يدفع الاسرائيليين الى التصعيد. لذا، فقد شهد أسبوع واحد فقط تهديدات اسرائيلية جديدة وعمليات قصف صاروخية على الحدود واستخدام اسرائيلي علني لسلاح الطائرات دون طيار دفاعاً عن المسلحين في مواجهة محاولة تقدم لتنظيم “داعش”.

 

سبقت هذا التصعيد العسكري، تهديدات سياسية واعلامية. فبعد عقد اللجنة الأمنية المصغرة في الحكومة الاسرائيلية سلسلة اجتماعات “مهمة جداً” تناولت “التهديدات من الحدود الشمالية”، بحسب بيان وُزع على الاعلام الاسرائيلي، علّق وزير الطاقة الاسرائيلي يوفال شتاينيتز بأن “أكثر ما يُقلقنا الجهود الايرانية لإقامة قواعد عسكرية في سوريا”. شتاينيتز أشار الى عمليات “أمنية ودبلوماسية واستخباراتية” لمنع سوريا من “التحول إلى قاعدة عسكرية ايرانية”، لكنه ذكّر بأن إنجاز هذه المهمة قد يستغرق سنوات.

 

بعيد الاجتماع، نفذت القوات الاسرائيلية عمليتي قصف، الأولى جواً على القطيفة في ريف دمشق، والثانية بإطلاق صواريخ من مواقعها العسكرية في الجولان المحتل. بعد يوم على هذا القصف، لعبت طائرات حربية اسرائيلية بلا طيار دوراً حاسماً في احباط هجوم لـ”جيش خالد بن الوليد”، المتهم بمبايعة تنظيم “داعش”، على مواقع فصائل المعارضة في ريف درعا الغربي، وفك الحصار عن مقاتلين في بلدة الجبيلية. التدخل الاسرائيلي رسالة تتجاوز فصيل “خالد بن الوليد”.

 

في مسار مواز للعمليات العسكرية والتهديدات الاسرائيلية، تواصل الادارة الأميركية الحالية تصعيدها ضد “حزب الله”. بعد توالي الاتهامات للادارة السابقة بالتقصير عمداً في هذا الملف، عيّنت وزارة العدل الأميركية فريقاً جديداً مهمته الوحيدة التحقيق في عمليات تهريب مخدرات وتبييض أموال بقيمة مليار دولار أميركي سنوياً لمصلحة “حزب الله”. وكان تقرير لموقع “بوليتيكو” الأميركي اتهم إدارة الرئيس السابق باراك أوباما بغض النظر عن تحقيقات سابقة في نشاطات للحزب، وإهمالها عمداً، من أجل إتمام الصفقة النووية مع ايران.

 

واللافت أن المهمة الأولية لفريق ارهاب المخدرات وتمويل “حزب الله”، كما سمته الوزارة، التركيز على أدلة جُمعت في ظل الادارة السابقة في ظل “مشروع كاسندرا”. بكلام آخر، سنسمع اتهامات واعلانات متتالية عن علاقة الحزب بتجارة المخدرات وشبكات تبييض الأموال.

 

لكن كيف ستُعاقب الادارة الأميركية “حزب الله” على أي أدلة تجمعها؟ ترقبوا موجة جديدة من العقوبات والتصعيد السياسي.

 

النظام يمنع جنوده من نشر صورهم عبر مواقع التواصل

أصدر وزير الدفاع السوري علي عبد الله أيوب قراراً يمنع بموجبه قوات النظام السوري من ضباط وصف ضباط ومجندين و”كافة المقاتلين” من نشر صورهم عبر الإنترنت، في وقت يحاول فيه النظام السوري إعادة المركزية الإعلامية للعاصمة دمشق، بقرارات مشابهة من وزير الإعلام عماد سارة.

 

والوزيران المذكوران جديدان على الحكومة السورية بعد تغيير وزاري أصدره رئيس النظام بشار الأسد وطال ثلاث حقائب وزارية مطلع العام، ومن اللافت أن القرارات الأولى الصادرة عنهما تمس الإعلام في البلاد بشكل واضح كان أبرزها إيقاف مراسل النظام الحربي الأول شادي حلوة من تقديم برنامجه “هنا حلب”.

 

ويشير ذلك إلى رغبة النظام في إحداث تغييرات جذرية في الأداء الإعلامي الرسمي وشبه الرسمي “المنفلت” بتخفيف مظاهر العسكرة فيه، مع ترويج النظام بشكل متزايد فكرة نهاية الحرب، رغم كونه يخوض معارك متفرقة في مناطق كإدلب والغوطة الشرقية، فضلاً عن ضبط الصورة وتدفق المعلومات عبر مواقع التواصل، وحصر ذلك بالصور التي يوافق عليها أولاً.

 

إلى ذلك، تم تداول القرار الجديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من دون أن تنقله وسائل الإعلام الموالية للنظام، وأثار موجة واسعة من الاستياء والسخرية في التعليقات عليه، حيث وصفه موالون للنظام بأنه قرار “تعسفي” لكونه يحرم “أبطال الجيش” من حقوقهم الطبيعية، كما يمنع أهلهم من الاطمئنان عليهم، وتحديداً في الحالات التي تم تجنيدها منذ سنوات طويلة.

 

وكانت سلطات النظام السوري أصدرت في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قراراً يمنع على وسائلها الإعلامية ذكر أسماء الضباط والمجموعات العسكرية، في خطوة يائسة حينها لإعادة تشكيل صورة جيش البلاد وإبعاد صفة المليشياوية عنه بعد سنوات الحرب الأهلية الطويلة في البلاد، وإعطائه هيكلية تنظيمية وقيادية كـ”جيش وطني للبلاد” بعكس حقيقتها كمجموعة من المليشيات التي تتقاسم النفوذ على الأرض فقط.

 

وأمرت وزارة الدفاع حينها من وزارة الإعلام في حكومة النظام، في تعميم رسمي، بمنع وسائل الإعلام الرسمية من ذكر أسماء الضباط والمجموعات المقاتلة وأسماء قادتها أو أي ألقاب للمجموعات المقاتلة والاكتفاء بذكر عبارة الجيش العربي السوري والمجموعات الرديفة” وذلك اثناء إجراء المقابلات التلفزيونية والإذاعية.

 

أردوغان لبوتين: سوتشي وأستانة مقابل إدلب

انفجار الوضع في منطقة إدلب في سوريا يكشف ضراوة الخلافات المندلعة بين رعاة مفاوضات أستانة.

دمشق – حث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي على ضرورة وقف النظام السوري لهجماته في إدلب والغوطة الشرقية مقابل استمرار مباحثات “أستانة” ومؤتمر “سوتشي”.

 

وبدا بوتين ميالا إلى التهدئة حين أكد أن تركيا لا علاقة لها بهجوم بطائرات دون طيار على أهداف عسكرية روسية في سوريا، والذي يعتقد أنه وراء حصول قوات الرئيس السوري بشار الأسد على الضوء الأخضر لشن الهجوم على إدلب.

 

وأكد مراقبون أن انفجار الوضع في منطقة إدلب في سوريا يكشف ضراوة الخلافات المندلعة بين رعاة مفاوضات أستانة، وأن المواجهات العسكرية المتصاعدة خلال الساعات الأخيرة هي محصلة لانهيار التفاهمات حول هذه المنطقة بين روسيا وتركيا وإيران.

 

غير أن مصادر مطلعة ترى أنه بغض النظر عن خارطة التحالفات وتبدل خطوط التماس، فإن مسألة تجميع كل القوى المسلحة بعد ترحيلها من مناطق سورية أخرى تهدف بالنهاية إلى القضاء على جيب سيعتبر إرهابيا ومعرقلا للتسويات المقبلة في البلد.

 

وتؤكد هذه المصادر أن تشريحا للفصائل سيكشف عن مدى تناقضها الأيديولوجي وتنافر أجنداتها وأن الحرب الداخلية هي حتمية بين هذه الجماعات، وهو ما تكشف عنه وقائع الأسابيع الأخيرة.

 

وأكدت المصادر أن إدارة المعركة الحالية ما بين القوى الإقليمية المعنية بشأن إدلب لا تمنع حقيقة أن المنطقة هي الجيب الأخير للتطرف في سوريا.

 

وشنت صباح الخميس فصائل عدة بينها هيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني وحركة أحرار الشام هجوما على الخطوط الخلفية لقوات النظام على بعد العشرات من الكيلومترات جنوب المطار.

 

واستهدفت الفصائل مناطق تقدمت فيها قوات النظام في بداية هجومها عند الحدود الإدارية بين إدلب وحماة (وسط).

 

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن الهجوم المضاد يهدف إلى “تخفيف الضغط عن جبهة مطار أبوالضهور وقطع أوصال قوات النظام وفصل القوات المتقدمة عن الخطوط الخلفية”.

 

وتشكل محافظة إدلب مع أجزاء من محافظات محاذية لها إحدى مناطق خفض التوتر التي تم التوصل إلى اتفاق بشأنها في مايو 2017 في أستانة برعاية روسيا وإيران حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وبدأ سريان الاتفاق عمليا في إدلب في سبتمبر الماضي.

 

وفي تصريحات لتبرير التطور الميداني في إدلب، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، إن “الأطراف التي تريد إنشاء دولة في شمال سوريا ستخيب آمالها وسترى من تركيا ما يلزم”.

 

وأشار أردوغان إلى أن المناطق التي يُراد إنشاء “حزام إرهابي” فيها في الشمال السوري، كلها تقع ضمن حدود “الميثاق الوطني” لتركيا الذي يعطيها حق المشاركة في تقرير مصير مناطق خارج حدودها الجغرافية كالموصل وحلب وكركوك ومناطق باليونان وبلغاريا.

 

وشدّد على أن “تركيا ليست على الإطلاق الدولة التي يمكن أن تُفرض عليها سياسات الولايات المتحدة غير المتزنة في منطقتنا”.

 

ولفت المراقبون إلى أن تعرض قاعدتي حميميم وطرطوس في الأسبوع الأول من الشهر الجاري إلى هجمات صاروخية ومدفعية وأخرى عبر الطائرات المسيرة، يمثل وجها من وجوه تناقض أجندات الدول المعنية بالتسوية السورية.

 

وأكد خبراء عسكريون أنهم رصدوا في التقدم السريع لقوات النظام السوري وسيطرتها على العديد من قرى المنطقة بسهولة نسبية، تفاهمات سمحت بذلك مع تركيا مقابل السماح للأخيرة بالسيطرة على منطقة عفرين التي تسيطر عليها قوات كردية موالية لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي تعتبره أنقره حزبا إرهابيا معاديا لتركيا.

 

ولاحظ هؤلاء أن عودة فصائل المعارضة إلى استعادة قسم من هذه القرى عقب هجوم مضاد قد تكون وراءه رغبة تركية في إحداث أمر واقع ميداني جديد يضع كافة الشركاء أمام حقائق ميدانية جديدة.

 

وكانت الفصائل المعارضة تمكنت الخميس من التقدم في المنطقة باستعادتها السيطرة على عدد من القرى عند الحدود الإدارية بين المحافظتين.

 

وتدور معارك عنيفة في مطار أبوالضهور في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا بين هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى من جهة وقوات النظام التي تحاول السيطرة على هذه القاعدة العسكرية الاستراتيجية من جهة أخرى. لكن المعلومات قالت إن قوات النظام لم تتمكن من التقدم داخل المطار خلال الساعات الماضية.

 

وقد لفت المراقبون مؤخرا إلى تصاعد لهجة الرئيس التركي ضد النظام السوري ورئيسه بشار الأسد، بمثل رسائل أنقرة باتجاه طهران وموسكو السابقة، خصوصا بعد ورود معلومات عن خطط روسية لدعوة الأكراد الذين تصنفهم تركيا إرهابيين إلى مفاوضات سوتشي.

 

وتعتقد أوساط دبلوماسية غربية أن الوضع في منطقة إدلب بات معقدا في ظل غياب التفاهمات بين روسيا والولايات المتحدة كما بين الولايات المتحدة وتركيا لحسم المسألة المتعلقة بوضع المناطق الكردية في التسويات الميدانية والسياسية المقبلة.

 

وكان السجال حول هذه المسألة قد اندلع أيضا بين أنقرة وواشنطن مؤخرا إثر اتهامات وجهتها تركيا للولايات المتحدة بمواصلة تسليح “قوات حماية الشعب” الكردية على الرغم من التحذيرات التركية، فيما حمل وزير خارجية تركيا مولود تشاويش أوغلو طهران وموسكو مسؤولية الهجمات التي تقوم بها قوات النظام السوري في إدلب.

 

وشنّ الجيش السوري قبل أكثر من أسبوعين بغطاء جوي روسي هجوما عنيفا هدفه السيطرة على ريف إدلب الجنوبي الشرقي واستعادة مطار أبوالضهور العسكري لتأمين طريق استراتيجي إلى الشرق منه يربط مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية، بدمشق. وتمكنت مساء الأربعاء من دخول المطار الذي سيكون أول قاعدة عسكرية تستعيدها في إدلب في حال نجاحها في السيطرة عليه.

 

وكان مراقبون قد رأوا أن تركيا التي تخلت عن حلب في السابق مقابل السماح لها بالتوغل جنوبا في شمال سوريا من ضمن ما يعرف بـ”درع الفرات” بإمكانها التخلي عن مناطق شاسعة في إدلب مقابل السماح لها بالسيطرة على عفرين.

 

والظاهر حسب هؤلاء أن الحسابات الروسية الإيرانية إضافة إلى تلك الأميركية تقاطعت بما لا يتسق مع الطموحات التركية للسيطرة على الشريط الحدودي كاملا ومنع تشكل جيب كردي متواصل وحيوي على حدودها.

 

المعارضة تحمل النظام السوري مسؤولية التصعيد العسكري

مع استمرار انهيار اتفاقات خفض التصعيد

بهية مارديني

لندن: نفت مواقع معارضة ما نشرته وكالة “سانا” التابعة للنظام السوري من تمكن قواته من السيطرة على المطار الاستراتيجي “أبو الظهور” العسكري في إدلب شمال سوريا، مع استمرار التصعيد العسكري في عدة مناطق.

 

وحول ما يجري في ادلب والغوطة، قال منذر آقبيق الناطق الرسمي لتيار الغد السوري في لقاء مع “إيلاف”، إن “تيار الغد يحمل النظام المسؤولية الأكبر عن انهيار اتفاقيات تخفيض التصعيد في الغوطة الشرقية و ادلب، حيث يمعن النظام في محاولاته الاستيلاء على مناطق عن طريق العمليات العسكرية، في الوقت الذي كان يجب عليه ان يلتزم بالاتفاقيات، ووقف إطلاق النار والقصف ورفع حصار التجويع لصالح مسار سياسي تفاوضي سلمي من اجل تحقيق السلام”.

 

وأضاف “يوجد بعض المسؤولية على الفصائل التي لم تفك ارتباطها مع جبهة النصرة مما يعطي النظام الذريعة لاستمرار الحرب، إضافة الى مسؤولية بعض الدول التي لم تناسبها بعض الاتفاقات وتستخدم سوريا كصندوق بريد ترسل من خلاله رسائل مكتوبة بدماء السوريين”.

 

وإشار آلى أن “تيار الغد يعود و يؤكد ان استمرار الحرب لن يفيد أي طرف، ولن ينجم عنها سوى مزيد من شلالات الدماء و المعاناة الانسانية”.

 

و بالتالي، دعا آقبيق “كافة الاطراف الى اعادة الالتزام باتفاقيات تخفيض التصعيد والعودة الى طاولة المفاوضات من أجل العمل على حل سياسي تفاوضي بحسب بيان جنيف وقرار مجلس الأمن رقم ٢٢٥٤، من شأنه أن يحقق الانتقال الديمقراطي الذي يحقق طموحات الشعب السوري في الحرية والتعددية واحترام حقوق الانسان و سيادة القانون”.

 

هذا وأكدت عدة مصادر للمعارضة السورية أن “المعارك ما زالت مستمرة رغم القصف العنيف من طيران النظام والطيران الروسي على المطار ومحيطه”.

 

في حين أكدت “هيئة تحرير الشام” – النصرة سابقًا – تصديها لمحاولة النظام التقدم على جبهة “أبو الظهور”، ومقتل وجرح العشرات من عناصر النظام.

 

وكان النظام وحلفاؤه شنوا هجوماً عنيفاً بدعم من الطيران الروسي باتجاه المطار العسكري من محورين، الأول “تل سلمو”، والثاني “أم جرين”، وسيطروا على قرى وتلال عدة بمحيط المطار.

 

ويعد مطار “أبو الظهور” العسكري ثاني أكبر مطار عسكري لإقلاع الطيران الحربي في شمال سوريا، وشهد عمليات عسكرية عدة، قادتها فصائل الجيش الحر في عام 2013 وتمكنت من دخول المطار العسكري وإخراجه عن الخدمة.

 

وكانت قد ترددت أنباء أن قوات النظام قد سيطرت ليل الأربعاء على أجزاء من المطار أيضًا بعد التقدم الكبير في محيطه والسيطرة على تلال حاكمة في الجبهة الجنوبية من المطار، وذلك في سياق حملة عسكرية بدأتها منذ حوالي شهر، في مسعى للوصول إلى المطار وحسم معركة أدلب.

 

وقالت مصادر متطابقة إن قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية المساندة لها بالتزامن مع التغطية الروسية التي يؤمنها الطيران سيطرت على قريتي أم خان وأم العمد قبلي في محور تل صبيحة غرب ناحية خناصر في ريف حلب الجنوبي.

 

وحاولت قوات النظام الوصول إلى مطار أبو الظهور من محاور ريف حلب الجنوبي بالتزامن مع وصولها إلى المطار من محور ريف إدلب الجنوبي الشرقي.

 

زيارة مفاجئة

 

في غضون ذلك اتفق الرئيس السوري بشار الأسد والكسندر لافرنتييف المبعوث الخاص للرئيس الروسي، الذي يزور دمشق، على أهمية التحضير الجيد لمؤتمر سوتشي بما يضمن خروجه بنتائج تلبي تطلعات الشعب السوري في حماية بلده وإعادة الأمن والاستقرار اليه.

 

وهاجم نائب وزير الخارجية فيصل المقداد المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا، واعتبره “لم يقم بدور متوازن ونزيه لحل الازمة”، مؤكدا في الوقت ذاته ان الدستور لن يصاغ إلا على الأرض السورية.

 

نتائج التحقيقات الروسية

 

وبالتزامن مع النفي الروسي أن تكون لتركيا أية علاقة باستهداف قاعدة حميميم، ومع اجراء اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب اردوغان نشر موقع وزارة الدفاع الروسية النتائج التي وصلت اليها الأركان الروسية.

 

وقالت النتائج “انه تستحيل صناعة طائرات بدون طيار من هذا النوع محليًا، تجميع واستخدام هذه الطائرات يتطلبان تدريبًا خاصاً وخبرة في هذا المجال، والمادة المتفجرة التي استخدمت في الطائرات بدون طيار هي “رباعي نترات خماسي ايريثريتول”.

 

كما تضمنت النتائج “ان المادة المتفجرة المستخدمة في الدرونات ليست محلية الإنتاج، وتنتجها عدة دول، بينها أوكرانيا وأن الطائرات التي هاجمت حميميم حملت عبوات ناسفة محلية الصنع تزن نحو 400 غرام وتحتوي على كرات معدنية”.

 

وبينت النتائج أن “الإحداثيات التي تضمنتها برامج التحكم للطائرات التي هاجمت المواقع الروسية، تزيد دقة على تلك التي يمكن الحصول عليها من مصادر مفتوحة، وان الطائرات التي هاجمت حميميم وطرطوس أطلقت من مكان واحد”.

 

تركيا: الهجمات على إدلب ستسبب موجة نزوح جديدة

لافروف بحث مع أوغلو وظريف الاستعدادات لمؤتمر سوتشي

أنقرة – موسكو: «الشرق الأوسط أونلاين»

قال بن علي يلدريم رئيس وزراء تركيا اليوم (الجمعة)، إن الحملة العسكرية المتصاعدة في محافظة إدلب السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة ستسبب موجة نزوح جديدة.

ودعا يلدريم إيران وروسيا إلى تحذير السلطات السورية من هذه الهجمات. وقال للصحافيين بعد صلاة الجمعة إن الهجمات لن تؤدي إلا لتقويض عملية السلام في سوريا.

وشن مقاتلو المعارضة هجوماً مضاداً على قوات النظام السوري وحلفائه في إدلب هذا الأسبوع.

من جهة أخرى، تحدث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عبر الهاتف مع نظيريه التركي مولود تشاووش أوغلو والإيراني محمد جواد ظريف، الجمعة، بشأن الاستعدادات لمؤتمر الحوار الوطني السوري، بحسب بيان للخارجية الروسية.

ومن المتوقع عقد المؤتمر في منتجع سوتشي الروسي في أواخر يناير (كانون الثاني) الحالي.

 

معارك إدلب وحماة تجبر 280 ألفا على النزوح

أعلنت إدارة المهجرين التابعة لحكومة الإنقاذ شمال سوريا أن أكثر من 280 ألف شخص نزحوا جراء المعارك الأخيرة بين قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة في ريفي محافظتي إدلب وحماة.

 

وأفاد مراسل الجزيرة في سوريا بأن العشرات من مخيمات النازحين في شمال سوريا شهدت ظروفا مناخية قاسية ضاعفت معاناة الأهالي المقيمين في هذه المخيمات.

 

وأضاف المراسل أن المخيمات الموجودة على طول الشريط الحدودي مع تركيا في شمال إدلب، شهدت تضرر عشرات الخيام وانخفاض درجات الحرارة في ظل ضعف الإمكانات ونقص المساعدات الإنسانية المقدمة لنحو نصف مليون نازح موجودين فيها.

 

وكانت وحدة تنسيق الدعم التابعة للمعارضة السورية والمعنية بشؤون النازحين قد أفادت بأن الأسر النازحة اضطرت إلى السير على الأقدام مئات الكيلومترات من منطقة أبو الظهور وما حولها في ريف إدلب وصولا إلى إعزاز بريف حلب الشمالي.

 

وقالت إن تلك الأسر تعاني من انعدام الخدمات الأساسية، وسط غياب للمنظمات الإنسانية وأجواء مناخية شديدة البرودة.

 

وكان ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة قال إن المنظمة الدولية تشعر بقلق عميق على سلامة وحماية عشرات الآلاف في جنوب إدلب وريف حماة، بسبب نزوحهم منذ مطلع الشهر الماضي.

 

وأضاف دوجاريك أنه “مع بداية فصل الشتاء، يعتبر المأوى الآمن من أكبر المخاوف، حيث يهرب العديد من الأسر إلى مناطق ممتلئة ومجتمعات ذات موارد مستنزفة”.

 

واشنطن بوست: روسيا تخدع أميركا في سوريا

قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية في افتتاحيتها إن روسيا شاركت العام الماضي في التوصل إلى سلسلة من الاتفاقات لوقف إطلاق النار في سوريا أو ما أطلق عليها مناطق خفض التصعيد في البلاد التي تعصف بها الحرب منذ سنوات.

 

ومن بين مناطق خفض التصعيد هذه واحدة في الزاوية الجنوبية الغربية من سوريا واقعة تحت سيطرة القوات الأميركية.

 

وقال الكرملين إنه يهدف إلى العمل على إيجاد نهاية لهذه الحرب، ووضع حجر الأساس لاتفاق سلام بين رئيس النظام السوري بشار الأسد وفصائل المعارضة المسلحة المناوئة للنظام أو الجماعات المتمردة التي يتلقى بعضها دعما من الغرب.

 

وتساءل مراقبون منذ فترة طويلة هل سينتهي وقف إطلاق النار إذا استأنف نظام الأسد أو حلفاؤه الهجوم على المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وبعض المسؤولين في إدارته أعربوا عن تفاؤلهم بالتزام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذا السياق.

 

هجمات جديدة

وقالت الصحيفة إن على إدارة ترمب أن تدرك الآن مدى جدية وعود روسيا عندما يتعلق الأمر بسوريا، وذلك كما أدركته إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما من قبل، فها هو نظام الأسد يشن هجمات جديدة ضد منطقتين من مناطق خفض التصعيد الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وذلك بدعم جوي ثقيل من جانب حليفته روسيا.

 

فالقوات السورية تشن الآن هجمات جديدة ضد منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق وضد مناطق في محافظة إدلب في شمالي البلاد.

 

وكما هو حال النظام السوري في السابق، ها هو مجددا يقترف جرائم حرب ويعود إلى قصف المستشفيات، الأمر الذي جعل أكثر من مئة ألف سوري يفرون من إدلب شمالا باتجاه الحدود التركية، وسط احتجاجات حادة من أنقرة.

 

لكن إدارة ترمب تبذل قصارى جهدها لتتجاهل إراقة الدماء الجديدة في إدلب، وذلك تحت ذريعة أن هذه المناطق تقع تحت سيطرة جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة.

 

وهذا التفسير هو الذي شكل العذر أمام نظام الأسد وروسيا لكسر الالتزامات السابقة، لكن جموع اللاجئين الذين يندفعون تجاه تركيا وليس لديهم ما يحميهم من الطقس الشتوي البارد؛ ليسوا إرهابيين.

 

وإذا ما تواصل الهجوم ونجح، فإن النتيجة لن تتمثل في المزيد من ترسيخ القدم الروسية فقط في سوريا، بل أيضا ترسيخ القدم الإيرانية التي تعتبر الحليف الأقرب لنظام الأسد.

 

وأما الولايات المتحدة فستكون الخاسر مرة أخرى لصالح روسيا في سوريا، فنظام الأسد يسعى بلا هوادة لاستعادة سيطرته على البلاد بأسرها، وأما موسكو فتحرض على هذا الأمر بنشاط.

 

وحسب الصحيفة فإنه إذا بقيت إدارة ترمب صامتة إزاء ما يجري في سوريا دون أن تبدي أي رفض أو تحد أو حتى احتجاج على هذه الإستراتيجية الوحشية، فإنها ستكشف عن ضعفها.

المصدر : الجزيرة,واشنطن بوست

 

روسيا تبحث مع إيران سبل الحل في سوريا سياسياً

دبي – العربية.نت

 

أعلنت الخارجية الروسية، في بيان الجمعة، أن وزير الخارجية سيرغي #لافروف بحث في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، سبل حل الصراع في سوريا بالطرق السياسية.

 

وقالت الخارجية إن الوزير، سيرغي لافروف، بحث مع نظيره الإيراني الاستعدادات لمؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي يستضيفه منتجع سوتشي الروسي في أواخر يناير كانون الثاني.

 

وأضافت الخارجية الروسية أن لافروف تحدث أيضاً، عبر الهاتف مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو بشأن الاستعدادات لمؤتمر الحوار الوطني السوري.

 

هذا وكان مؤتمر سوتشي قد تصدر مباحثات لافروف مع نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، في موسكو الأربعاء الماضي.

 

وقال لافروف في مستهل لقائه مع ظريف: “لدينا ما نناقشه من مسائل جدول الأعمال الدولي. ونحن في مرحلة حساسة جدا من التحضير لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري، تنفيذاً لمبادرتنا الثلاثية الروسية – الإيرانية – التركية”.

 

وأضاف أن مؤتمر سوتشي سيسمح بتهيئة الظروف لإنجاح مفاوضات جنيف حول سوريا.

 

من جانبه أكد ظريف التزام الجانب الإيراني بالتعاون مع روسيا وتركيا من أجل إيجاد الطريق نحو التسوية السياسية في سوريا خلال مؤتمر سوتشي.

 

وأشار إلى أن التعاون بين إيران وروسيا لعب دوراً فعالاً في محاربة الإرهاب بالمنطقة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى