أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 13 أيار 2016

 

 

 

 

مجلس الأمن يساند وقفا شاملاً للنار في سورية

نيويورك، لندن، جنيف، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –

أكد مجلس الأمن على ضرورة احترام وقف العمليات العدائية وشموله كل سورية بعد انهيار هدنة حلب، و «التطبيق الفوري» للقرار 2254 إثر إعلان «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» منع دمشق دخول مساعدات إلى مدينة داريا جنوب غربي العاصمة، في وقت شنت فصائل المعارضة السورية أمس هجومين استهدف الأول مخيم حندرات في ريف حلب لعرقلة خطة القوات النظامية حصار القسم الشرقي من حلب، واستهدف الثاني التقدم في ريف حماة الغربي إلى قرية تضم علويين وموالين قرب اللاذقية.

وأعرب المجلس في بيان صدر بإجماع كل أعضائه، عن «القلق البالغ حيال الانتهاكات لوقف الأعمال القتالية الذي أقره مجلس الأمن في قراره ٢٢٦٨»، ورحب بجهود رئيسي «مجموعة الدعم الدولية لسورية»، روسيا والولايات المتحدة، و «إعادة التأكيد على التزامهما وقف الأعمال القتالية على المستوى الوطني في كامل سورية الذي بدأ تطبيقه في ٢٧ شباط (فبراير) الماضي»، والتزامهما «استخدام نفوذيهما مع أطراف وقف الأعمال القتالية على الأرض للضغط عليهم للتقيد بالهدنة والامتناع عن الرد غير المناسب للاستفزازات والتقيد بضبط النفس».

وأكد المجلس ضرورة احترام الأطراف في النزاع موجبات القانون الدولي، مشدداً على ضرورة «التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية ووقف القصف العشوائي». وأعاد المجلس تأكيد أن «المسؤولية الرئيسية تقع على عاتق الحكومة السورية لحماية السكان المدنيين في سورية» داعياً أطراف النزاع إلى «اتخاذ خطوات فعلية للتأكد من حماية المدنيين».

وطلب المجلس من أطراف النزاع في سورية «التقيد الكامل والفوري بقراره ٢٢٥٤ لتسهيل عملية سورية يقودها السوريون لانتقال سياسي عملاً ببيان جنيف١ وبيانات مجموعة الدعم بهدف إنهاء النزاع».

وجدد المجلس دعمه الكامل للمبعوث الدولي ستيفان دي مستورا.

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلنت في تغريدة على موقع «تويتر» مساء أمس: «مع الأسف منعت قافلة المساعدات بالتعاون مع الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري من دخول داريا رغم الحصول على الإذن المسبق من جميع الأطراف»، وأضافت: «نناشد السلطات المعنية إتاحة دخولنا إلى داريا كي نوفر الحاجات الماسة من الأغذية والأدوية».

وعادت الأوضاع إلى المربع الأول فجر الخميس في حلب بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة بعدما انتهت التهدئة بين الطرفين ليل الأربعاء- الخميس من دون تمديد. وتركز القتال في منطقة حندرات التي تسيطر عليها المعارضة، وهي منطقة مهمة، لقربها من آخر طريق يصل إلى مناطق المعارضة في حلب التي كانت كبرى مدن سورية قبل الصراع وتنقسم الآن بين الحكومة والمقاتلين.

في محافظة حماة، سيطرت فصائل إسلامية و «جبهة النصرة» على بلدة الزارة العلوية وخطفت عناصر من الميلشيات الموالية وعائلات. وأشارت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، إلى أن «مجموعات إرهابية مسلحة تسللت إلى بلدة الزارة في ريف حماة الجنوبي وقام أفرادها بارتكاب مجزرة بحق الأهالي واختطاف عدد من الأطفال والنساء (…) وأعمال تدمير وتخريب وسلب».

وفيما شنت قوات النظام سبع غارات على الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المسلحة في ريف دمشق، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الطيران السوري شن عشرات الغارات على مناطق المعارك.

 

«حزب الله» يعلن مقتل قيادي في سورية مطلوب للمحكمة الدولية

بيروت – أ ف ب، رويترز، «الحياة»

أعلن «حزب الله»، فجر اليوم، مقتل القائد العسكري مصطفى بدر الدين في سورية، أحد المتهمين الخمسة من المحكمة الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

وبدر الدين (55 سنة) هو أحد كبار المسؤولين في «حزب الله»، ووفقاً لتقييم للحكومة الأميركية، فإنه كان مسؤولاً عن العمليات العسكرية للحزب في سورية إلى جانب قوات حكومة الرئيس بشار الأسد.

وأوضح الحزب في خبر عاجل على موقعه أن التحقيقات تشير إلى مقتل بدر الدين قرب دمشق وأن «انفجاراً كبيراً استهدف أحد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي، ما أدى إلى استشهاد الأخ القائد مصطفى بدر الدين (ذو الفقار) وإصابة آخرين بجراح»، وأضاف أن «التحقيق سيعمل على تحديد طبيعة الانفجار وأسبابه».

وأضاف الحزب في بيان يعلن وفاته أن بدر الدين «شارك في معظم عمليات المقاومة الاسلامية منذ 1982». وقال البيان إنه قتل ليل الثلثاء.

وبدر الدين الذي فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه هو شقيق زوجة عماد مغنية قائد «حزب الله» العسكري الذي قتل في دمشق.

ووجهت إليه المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تدعمها الأمم المتحدة تهمة التورط في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في عام 2005.

وكان بدرالدين في صفوف «قوات 17»، وهي جزء من حركة «فتح» في بيروت، وانضم في وقت لاحق إلى «حزب الله». وهو عضو في مجلس الشورى لـ«حزب الله»، ورئيس وحدة العمليات في الخارج.

وتولى بدر الدين لحين مقتله منصب قائد الذراع العسكري لـ«حزب الله»، ومستشار الأمين العام للحزب حسن نصر الله.

وخسر الحزب المئات من مقاتليه في سورية منذ عام 2011، آخرهم القيادي العسكري سمير القنطار الذي قتل في كانون الأول (ديسمبر) الماضي قرب دمشق، وفق ما أعلن الحزب.

 

أردوغان يندد بـ«النفاق» الأوروبي.. ويعلن استعداد أنقرة لتطهير الحدود مع سورية من «داعش»

أنقرة، برلين – أ ف ب، رويترز

ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم (الخميس)، بـ«نفاق الاتحاد الأوروبي» الذي طلب من أنقرة تعديل قانونها لمكافحة الإرهاب في مقابل إعفاء مواطنيها الراغبين في دخول فضاء «شنغن» من تأشيرات الدخول، مؤكداً في الوقت نفسه استعداد بلاده لتطهير الجانب الآخر من الحدود مع سورية من وجود تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش).

وقال أردوغان في خطاب من انقرة: «منذ متى تتولون قيادة هذا البلد، من أعطاكم الحق بذلك؟»، متهماً الاتحاد الأوروبي بـ«النفاق». واعتبر أن «تخفيف قانون مكافحة الإرهاب في تركيا التي تواجه تمرداً كردياً، غير مقبول»، وهو إجراء تم التفاوض عليه في إطار الاتفاق حول المهاجرين.

من جانبه، قال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي – التركي فولكان بوزقر إن بلاده نفذت 72 معياراً مطلوباً، للوفاء بالتزامات اتفاق يسمح للأتراك بدخول الاتحاد الأوروبي من دون تأشيرة. وأضاف الوزير خلال مؤتمر صحافي في ستراسبورغ أن «تأجيل الاتفاق ليس مقبولاً لتركيا، وخطوة البلاد التالية ستقرر بما يتماشى مع توجيهات الرئيس» أردوغان.

في المقابل، حذر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر تركيا من انها لن تحصل على اعفاءات لمواطنيها من تأشيرات الدخول الى الاتحاد الاوروبي في حال عدم تلبيتها الشروط الواردة في الاتفاق وخصوصاً تعديل قوانينها لمكافحة الارهاب.

وقال يونكر خلال مؤتمر صحافي في برلين: «نعلق أهمية على تلبية الشروط الواردة، وإلا فان هذا الاتفاق لن يطبق، وسيكون على الرئيس أردوغان تفسير ذلك لشعبه».

من جهة ثانية أعلن أردوغان اليوم أن تركيا «تستعد لتطهير الجانب الآخر من الحدود التركية-السورية من تنظيم داعش».

وأوضح أن أنقرة تجري «التحضيرات اللازمة لتطهير الجانب الآخر من الحدود مع سورية بسبب صعوبات نواجهها في كيليس» المدينة الحدودية التركية التي تتعرض بانتظام إلى صواريخ تنسبها تركيا الى تنظيم «داعش».

وادى اطلاق تلك الصواريخ منذ بداية العام إلى مقتل نحو 21 شخصاً وجرح العشرات.

وفي اعقاب كل دفعة من الصواريخ، كانت المدفعية التركية ترد بقصف مواقع التنظيم المتطرف في شمال سورية، بحسب ما تقول رئاسة الأركان التي ارسلت في الأسابيع الأخيرة تعزيزات عسكرية إلى كيليس.

وكرر أردوغان اتهام أعضاء التحالف الدولي ضد التنظيم بقيادة الولايات المتحدة بأنهم «تركوا تركيا بمفردها»، مضيفاً: «لم نلق الدعم الذي نريده من حلفائنا، خصوصاً من البلدان التي تمتلك قدرات عسكرية في المنطقة».

وتساءل: «كم من الوقت سننتظر حلفاءنا في حين يستشهد مواطنونا يومياً في شوارع كيليس بسبب صواريخ تطلق من الجانب الآخر للحدود؟». وأضاف: «اسمحوا لي بالقول إننا لن تتردد في أن نتخذ منفردين التدابير اللازمة».

ويثار بانتظام احتمال حدوث عملية برية تركية في شمال سورية، لكن انقرة استبعدت حتى الآن خطوة أحادية. وأكد رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو في وقت سابق هذا الشهر أن تركيا مستعدة لإرسال قوات إلى سورية «إذا لزم الأمر».

وتشهد تركيا حال تأهب قصوى بعد سلسلة هجمات استهدفت خصوصاً انقرة واسطنبول نسبت الى تنظيم «داعش» أو إلى الأكراد، وأدت إلى سقوط عشرات الضحايا.

 

«الدرع» الأميركية على أبواب روسيا

موسكو – رائد جبر

دخلت المواجهة الروسية – الأميركية في أوروبا مرحلة جديدة مع تدشين منظومة الدرع الصاروخية الأميركية في رومانيا. واعتبرت موسكو أن المشروع موّجه ضدها ويهدد الأمن الاستراتيجي للقارة، وتعهدت برد متكافئ «ذي طابع عسكري تقني».

وغدت مراسم تشغيل جزء من الدرع في قاعدة سوفياتية سابقة في ديفيسيلو جنوب رومانيا أمس، أضخم تحدٍّ لموسكو التي تخوض مواجهة ديبلوماسية منذ سنوات ضد مشروع واشنطن لنشر شبكة صاروخية ضخمة في أوروبا، والذي تعتبره جزءاً من مساعي تطويق روسيا عسكرياً وإضعاف قدراتها، إلى جانب جهود توسيع الحلف الأطلسي شرقاً عبر ضم جمهوريات سوفياتية سابقة، ونشر قوات وآليات على طول الحدود الروسية- الأوروبية.

وأكد الكرملين قلقه من التطور، الذي وصفه بأنه «غير مفاجئ»، خصوصاً أن تدشين بدء تشغيل الدرع مقرر منذ فترة طويلة. وقال الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف إن «الدرع الأميركية تزيد مستوى التحديات بالنسبة إلى الأمن القومي الروسي».

وشدد على أن موسكو تتخذ الإجراءات الدفاعية اللازمة لضمان المستوى الضروري لأمنها القومي، موضحاً أن «واشنطن بررت في مرحلة أولى قرار نشر الدرع الصاروخية بوجود خطر مصدره إيران. لكن الوضع حول الملف الإيراني تغير جذرياً بعد إبرام الاتفاق النووي، ما يثبت تأكيدنا منذ بداية هذه القصة أن نشر الدرع تهديد للاتحاد الروسي».

وخلال احتفال التدشين قال روبرت وورك، مساعد وزير الدفاع الأميركي، وهو يقف أمام بناء خرساني رمادي ضخم بارتفاع 20 متراً ضم الدرع ورُفِع عليه علم الولايات المتحدة: «ما دامت إيران تواصل تطوير صواريخ باليستية وتنشرها ستظل الولايات المتحدة تعمل مع حلفائها للدفاع عن الحلف الأطلسي».

أما الأمين العام لـ «الناتو» ينس ستولتنبرغ، فأشاد بـ «نظام يمثل تعزيزاً مهماً لقدرة الدفاع عن الحلفاء الأوروبيين ضد انتشار صواريخ باليستية تنطلق من خارج المنطقة الأوروبية الأطلسية»، خصوصاً من الشرق الأوسط.

واعتبر ستولتنبرغ أن موسكو «يجب ألا تخشى شيئاً، لأن الموقع في رومانيا مثل ذلك الذي سيُشيّد في بولندا، ليس موجهاً ضدها، إذ يضم لواقط قليلة من طراز أس أم 2 لا تستطيع اعتراض الصواريخ الروسية الباليستية العابرة للقارات».

لكن مدير قسم شؤون عدم الانتشار والرقابة على الأسلحة في الخارجية الروسية ميخائيل أوليانوف، شدد على أن الدرع الصاروخية الأميركية ليست منظومات دفاعية بحتة، بل تضم صواريخ عامودية من طراز «مارك 41» تنتهك معاهدة إزالة الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى التي وقعتها الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق عام 1987.

وكانت وزارة الدفاع استبقت احتفال التدشين بإعلان «رزمة» تحركات «ستشكل رداً متكافئاً». وذكّرت بأن «موسكو دعت واشنطن مرات لمناقشة موضوع نشر درع صاروخية عالمية مشتركة بعد تحديد التهديدات المعاصرة على القارة الأوروبية». لكن الأمير العام لـ «الناتو» ستولتنبرغ قال في رومانيا إن «الحلف عرض على موسكو مرات الشفافية والحوار والتعاون بلا جدوى، قبل وقف الحوار في 2013، وهو أمر يثير القلق».

 

معارك في مخيم حندرات بعد انتهاء هدنة حلب وتركيا لـ”تطهير الحدود” السورية من “داعش

المصدر: (و ص ف، رويترز، روسيا اليوم)

عادت الأوضاع إلى المربع الأول أمس في مدينة حلب بشمال سوريا بين قوات النظام والمعارضة المسلحة، بعدما انتهت الهدنة المعلنة بين الطرفين من دون تمديد، فيما سيطرت “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” وحلفاؤها على قرية الزارة العلوية في محافظة حماه.

وانتهى منتصف ليل الأربعاء – الخميس في حلب “نظام التهدئة” الموقت الذي تم التوصل إليه قبل أسبوع بين الأطراف المتحاربين، من دون الاتفاق على تمديد في اللحظات الأخيرة كما في مناسبتين سابقتين.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ومصادر من مقاتلي المعارضة أن قوات الحكومة السورية خاضت معارك مع معارضين شمال حلب. وتركز القتال في منطقة حندرات التي تسيطر عليها المعارضة وهي منطقة مهمة لقربها من آخر طريق يصل إلى مناطق المعارضة في حلب.

وأوضح المرصد أن القوات الموالية للحكومة شنت هجوماً في المنطقة بدعم من غارات جوية استهدفت حندرات والطريق الوحيد المؤدي إلى المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في المدينة.

وقال المرصد إن خمسة على الأقل من المعارضين سقطوا في القتال.

وأعلنت مصادر في المعارضة أن قوات الحكومة كسبت أول الأمر أراضي، لكن المعارضة استعادتها لاحقاً.

واتهم بيان لغرفة العمليات المشتركة التي تضم الجيش السوري و”حزب الله” وحلفاء آخرين المعارضة بانتهاك وقف النار. وقال إن القوات الموالية للحكومة ستستمر في القتال. وأضاف أن وحدات الجيش السوري وقوات الدفاع المحلية خاضت اشتباكات عنيفة حول حندرات وأحرزت تقدماً، وأن القتال استمر في شمال حلب وجنوبها مع محاولة الجيش طرد المعارضة من المنطقة.

وأحصى المرصد السوري مقتل 16 جهادياً على الاقل، بينهم قيادي رفيع في “جبهة النصرة”، في 60 غارة جوية لم تعرف في الحال هوية الطائرات التي شنتها واستهدفت مطار أبو الظهور العسكري في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه الجبهة وفصائل جهادية متحالفة معها.

ومعلوم انه تم التوصل الى تهدئة حلب استناداً الى اتفاق روسي – اميركي، في اطار وقف الاعمال العدائية الذي بدأ تطبيقه في مناطق عدة في 27 شباط، لكنه سرعان ما انهار في 22 نيسان في حلب حيث قتل نحو 300 مدني في غضون اسبوعين، مما فرض الهدنة.

وسيكون النزاع محور اجتماع جديد في 17 أيار في فيينا لمجموعة دعم سوريا التي ترأسها الولايات المتحدة وروسيا.

وكان وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري ناقشا الثلثاء إمكان استخدام مجموعة الدعم الدولية لسوريا لتقوية وقف الأعمال العدائية في البلاد.

 

الزارة

وفي محافظة حماه بوسط سوريا، سيطرت “جبهة النصرة” ومجموعات إسلامية على بلدة الزارة العلوية.

وقال المرصد السوري إن مقاتلي “النصرة” وحلفائها “خطفوا عائلات من الطائفة العلوية ومسلحين موالين للنظام”.

واستناداً إلى معارضين، يدخل الهجوم على الزارة في إطار هجوم أشمل يطلق عليه “الانتقام لحلب” التي قتل فيها العشرات في الأسابيع الأخيرة في تصاعد للعمليات القتالية.

وتحدث مصدر في قيادة شرطة محافظة حماه عن “مجموعات إرهابية مسلحة تسللت إلى بلدة الزارة في ريف حماه الجنوبي وقام أفرادها بارتكاب مجزرة بحق الأهالي واختطاف عدد من الأطفال والنساء”. وقال إن تلك المجموعات “قامت بأعمال تدمير وتخريب وسلب ونهب لمنازل المواطنين وممتلكاتهم”.

وندد مجلس الوزراء السوري بالهجوم، وقال رئيس الوزراء وائل الحلقي في بيان إنها “جريمة وحشية بحق العالم أجمع”، وطالب “المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب سوريا في محاربة الإرهاب”.

 

داريا

من جهة أخرى، منعت قافلة مساعدات انسانية من دخول داريا السورية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة التي تحاصرها قوات النظام منذ عام 2012.

وكتبت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في تغريدة: “يا للاسف منعت قافلة المساعدات المشتركة مع الامم المتحدة والهلال الاحمر السوري من دخول داريا رغم الحصول على الاذن المسبق من جميع الاطراف”.

 

تركيا

وفي أنقرة، كشف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان تركيا تستعد “لتطهير الجانب الاخر من الحدود” التركية-السورية من وجود تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش). وقال: “نجري التحضيرات اللازمة لتطهير الجانب الاخر من الحدود (السورية)”.

وكرر اتهام اعضاء الائتلاف الدولي ضد الارهاب الذي تقوده الولايات المتحدة بانهم “تركوا تركيا وحدها… لم نلق الدعم الذي نريده من حلفائنا، وخصوصاً من البلدان التي تمتلك قدرات عسكرية في المنطقة”. وتساءل: “كم من الوقت سننتظر حلفاءنا في حين يستشهد مواطنونا يومياً في شوارع كيليس بسبب صواريخ تطلق من الجانب الاخر للحدود؟… اسمحوا لي بالقول إننا لن تتردد في ان نتخذ منفردين التدابير اللازمة”.

 

بان كي – مون

وحذر الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون في كلمة القاها في لشبونة من ان تسوية “سياسية” للنزاع في سوريا “يمكن ان تستغرق وقتاً”. وقال أمام مجموعة من الطلاب السوريين المقيمين في البرتغال: “أولويتي هي تسوية الازمة عبر حوار سياسي”، وأبدى قلقه من “الوضع غير المقبول أبداً” في سوريا.

 

روسيا

وفي موسكو، دفنت روسيا ثامن جندي تعترف بمقتله رسمياً في حملتها العسكرية في سوريا، الأمر الذي يشير إلى أن عدد من قتلوا في المعارك منذ إعلان الكرملين انسحاباً جزئياً يساوي عدد من قتلوا قبل الإعلان الذي تم في آذار.

ووفقا لتحليلات “رويترز” لبيانات الشحن والطائرات استمرت موسكو في إرسال عتاد عسكري إلى سوريا وبقيت قدراتها تقريباً كما هي قبل إعلان الانسحاب.

 

استشهاد مصطفى بدرالدين (ذو الفقار)

أعلن “حزب الله” استشهاد أحد قادته البارزين مصطفى بدر الدين (ذو الفقار) في انفجار في دمشق، على أن يُشيّع عند الساعة الخامسة والنصف من عصر الجمعة في قاعة “الحوراء زينب” في الغبيري.

ونعى الحزب، في بيان، بدرالدين الذي “عاد شهيداً ملتحفاً راية النصر الذي أسّس له عبر جهاده المرير في مواجهة الجماعات التكفيرية في سوريا والتي تشكّل رأس الحربة في المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة”.

وأضاف البيان أن بدرالدين “استُشهد وأُصيب آخرون بجروح في انفجار استهدف احد مراكزنا قرب مطار دمشق الدولي، والعمل جار على تحديد طبيعة الانفجار وأسبابه، وهل هو ناتج عن قصف جوي أو صاروخي أو مدفعي على أن تعلن المزيد من نتائج التحقيق قريباً”.

وللمرة الأولى، كشف “حزب الله” صورة جديدة لبدرالدين الذي لم تكن تتوفر له سوى صور قديمة من الثمانينيات في إجراء يذكّر بكشفه عن صورة القائد العسكري الشهيد عماد مغنية عند اغتياله في العام 2008 في دمشق.

وُلد بدرالدين في العام 1961، وارتبط اسمه منذ بداياته بالعمل المقاوم ضد “إسرائيل”.

منذ العام 1983 وحتى أوائل التسعينيات، سُجن بدرالدين في الكويت وعاد بعدها إلى لبنان ليُساهم في قيادة المقاومة العسكرية في نضالها لتحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي والذي استُكمل في 25 أيار من العام 2000.

لسنوات طويلة، ظلّ بدرالدين شخصية يُحيطها الغموض وتُروى حوله الكثير من الروايات من دون أن يكون له أي ظهور علني.

في نيسان من العام 2011، اتهمت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مصطفى بدرالدين بالتورّط مع آخرين في عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لكن “حزب الله” نفى الأمر بشكل حاسم.

لا تتوافر الكثير من المعلومات عن “خليفة عماد مغنية” كما وصفته اسرائيل، ومن القليل المتوفّر أنه شقيق زوجة عماد مغنية وأنه كان يتردّد بشكل دائم على سوريا، حيث كانت لديه مسؤوليات مرتبطة بملف الحرب هناك.

ويتقبّل الحزب “التبريكات” باستشهاد بدرالدين من الساعة التاسعة من صباح الجمعة وحتى الثانية عشرة ظهراً، ومن الساعة الثانية وحتى الساعة الرابعة بعد الظهر في مجمع “الإمام الحسن المجتبى- الحدث” في حي الأميركان.

(“موقع السفير”، “المنار”)

 

إحياء تفاهم سليماني وبوتين: خان طومان أولوية

محمد بلوط

لا تمديد للهدنة في حلب، والأولوية لاستعادة خان طومان، بعد إحياء جزئي لتفاهم بين قائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في نيسان الماضي.

التفاهم الإيراني – الروسي على استعادة خان طومان، قد يكون خلف عودة القاذفات الروسية مجدداً إلى سماء الأرياف الحلبية شمالاً وجنوباً، بشكل خاص. الغارات الروسية استهدفت بشكل غير مسبوق مواقع «جيش الفتح»، الذي دخل البلدة الإستراتيجية الجمعة الماضي.

ويدفع ارتفاع حجم الانخراط الروسي مجدداً في العمليات وتوسيع نطاق العمليات خلال الساعات الماضية، إلى تغيير واضح في التعامل الروسي مع معركة حلب، خصوصاً بعد فشل المحاولة الديبلوماسية في مجلس الأمن، لوضع «أحرار الشام» و «جيش الإسلام « على لائحة الإرهاب. لكنه يدفع، بشكل خاص، إلى الاعتقاد أن تفاهماً إيرانياً – روسياً على التعاون عسكرياً في الشمال السوري، قد وضع مجددا على الطاولة.

وتقول معلومات إن سليماني كان قد زار موسكو في 14 نيسان الماضي، على رأس وفد من ضباط الحرس الثوري والمقاومة، للقاء مسؤولين روس، من بينهم بوتين، بهدف تجديد التفاهمات التي نشأت خلال الزيارة التي قام بها قائد «فيلق القدس» إلى موسكو في تموز الماضي، والتي مهدت للانخراط الروسي في عملية دعم جوي واسع للجيش السوري وحلفائه.

وليس سراً أن طهران كانت قد عارضت وقف إطلاق النار الذي أعلنه الروس بالتفاهم مع الأميركيين، في 27 شباط الماضي. وكانت طهران ودمشق تفضلان مواصلة العملية السورية – الروسية المشتركة، في لحظة تراجع المجموعات المسلحة، وتدمير بنيتها التحتية، وتحطيم أكثر من ٨٠ في المئة من مستودعات أسلحتها، لا سيما في ريف حلب الشمالي.

وكانت فرصة محاصرة حلب الشرقية، تلوح للمرة الأولى منذ ثلاثة أعوام من الحرب، لوحدات الجيش السوري التي استطاعت تحطيم حصار نبل والزهراء شمالاً، وتهديد طرق إمداد المجموعات المسلحة مع قواعدها التركية، عبر معبر باب الهوى والتي كانت تقف على بعد اقل من ٣٠ كيلومتراً من الوصول إليه. وفي ريف حلب الجنوبي تقدمت قوات إيرانية – سورية – عراقية – لبنانية مشتركة نحو الحاضر وخان طومان وتل العيس، وتستعد للتوجه نحو كفريا والفوعة المحاصرتين على بعد ١٧ كيلومتراً من وحدات الطليعة. أما مجموعات العقيد سهيل النمر فكانت تخترق خطوط تنظيم «داعش» شرق حلب، وترفع حصار أكثر من عامين عن ألف جندي في مطار كويرس العسكري. والأرجح أن إدارة حصار كشرق حلب يترتب عليه المزيد من الانخراط العسكري، لم يحسم أمره داخل الإدارة الروسية حتى الآن.

وجلي أن سقوط خان طومان، وخصوصاً الخسائر الكبيرة التي أصابت الإيرانيين بمقتل ١٣ من ضباط الحرس الثوري، في هجوم انتحاري لـ «جبهة النصرة» على غرفة العمليات، قد أعادت إحياء ذلك التفاهم، وأجبرت الروس على التراجع عن تمديد الهدنة.

وجاء إعلان «جيش الفتح» عن قتل ثلاثة من أسراهم الإيرانيين، من بينهم نائب قائد العمليات الإيرانية في سوريا، ليزيد من تصميمهم على تأجيج معركة خان طومان، والإصرار على عدم تمديد الهدنة، وطلب دعم جوي روسي. وفي هذا السياق يندرج كلام أمين سر مجلس الأمن القومي محسن رضائي الذي توعد «بأن إيران الإسلامية وحلفاءها لن يتركوا أحداث حلب الأخيرة من دون رد».

ويشعر الإيرانيون أنهم تعرضوا إلى خديعة كبيرة في خان طومان، وان البلدة ما كانت لتسقط لو توفر لهم الدعم الجوي الروسي. كما أن الروس كانوا قد نقلوا إليهم تطمينات حصلوا عليها من الأميركيين، أن «جيش الفتح» لن يتقدم أبعد من تل العيس، ليتبين أن الأتراك والسعوديين قرروا قلب الطاولة على الجميع في الشمال السوري.

وخلال الساعات الماضية، أعاد الإيرانيون تنظيم صفوفهم، ووصل قائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني إلى منطقة خان طومان على رأس وحدات خاصة من الحرس الثوري. ويعتزم سليماني قيادة المعركة التي يحتشد فيها أكثر من 20 ألف مقاتل إيراني من الحرس الثوري، وأفغان من «لواء فاطميون»، ووحدات من «النجباء» العراقيين، والمقاومة، ووحدات سورية. ولن تقتصر المعركة على خان طومان وحدها، بل تشمل جزءا من الريف الحلبي الشمالي.

ولا يزال الجيش السوري يملك زمام المبادرة في المنطقة. وتقتصر سيطرة «جيش الفتح» على البلدة نفسها، من دون المواقع الإستراتيجية المحيطة بها. إذ يمسك الجيش السوري وحلفاؤه بالتلال الشرقية والجنوبية الشرقية والجنوبية، كما يمسك بمعراتا، ومستودعات الأسلحة، وكتيبة الدبابات، وهي كلها مواقع تسمح بشن هجوم ناجح.

وبحسب مصادر عربية مطلعة، استعاد سليماني مع المسؤولين الروس تفاهمات على استئناف العمليات شمالاً، بعد استعادة تدمر في قلب المنطقة الوسطى. وكان الروس والجيش السوري قد استفادوا من هدنة شباط، لنقل وحدات سورية شكلت رأس حربة الهجوم في عمليات ريف اللاذقية، لاقتحام المدينة التاريخية. واتضح في ما بعد أن العملية التي عول عليها الروس كثيراً لم تضف إلى رصيدهم المعنوي، ما كان منتظراً ديبلوماسياً وإعلامياً. وحسم اللقاء بالتفاهم أن قتال «داعش» ليس مهمة الروس والإيرانيين والجيش السوري وحده، كما حسم الموقف الروسي من اعتبار بقاء الرئيس بشار الأسد في منصبه مسألة غير قابلة لأي مساومة.

وكان الإيرانيون قد استبقوا اللقاء مع الروس بإرسال تعزيزات وصلت طلائعها في السابع من نيسان الماضي، تنتمي إلى «اللواء 65» من القوات البرية الإيرانية، وهي المرة الأولى، منذ بداية الحرب، التي ترسل فيها طهران قوات برية نظامية إلى سوريا. وكان الإيرانيون و «لواء القدس» والجيش السوري قد اختبروا في اليوم نفسه للقاء سليماني ببوتين، عملية الالتفاف على حلب الشرقية، بالتقدم نحو مزارع الملاح، لإغلاق معبر الكاستيلو الأخير نحو شرق المدينة. لكن القاذفات الروسية لم تتحرك لدعم العملية، كما لم تدعم التحرك الذي كان قد بدأه الأكراد من الشيخ مقصود نحو الهدف ذاته، فانتهت إلى الفشل وانسحاب المهاجمين.

وأسهم الدعم الجوي الروسي في تعويض نقص العديد لدى الجيش السوري بعد خمسة أعوام من القتال والاستنزاف، وهو نقص ضاعفه خيار روسي بفتح جميع الجبهات في وقت واحد، من الريف الشمالي للاذقية إلى شمال حمص، فريف حماه الشمالي الغربي، فالغوطة الدمشقية، وأرياف حلب في جميع الاتجاهات، وأجزاء من الجبهة الجنوبية. وكان التقدم في اللاذقية الأسرع بسبب الحاجات الروسية إلى حماية وتأمين قاعدة حميميم، فيما تباطأت العملية عند تلال كبانة، بعد أن وصلت إلى مرحلتها الادلبية، وإشرافها على جسر الشغور، التي كانت تعني دخولها في مرحلة مواجهة اقسى مع الأتراك.

ويبدو أن التأخير في التقدم نحو التفاهم الجديد الإيراني – الروسي، يعكس براغماتية روسية عالية، ورؤية موسكو أن ما تم تحصيله في الميدان يكفي لتجميد العملية والتوجه نحو اختبار الحل السياسي مع الأميركيين. كما يعكس أيضاً رغبة الروس في عدم الذهاب بعيداً في الحرب مع القوى الإقليمية والدولية مجتمعة، من السعودية وتركيا وقطر والقوى الغربية والولايات المتحدة، خوفاً من الاستنزاف أو رهاناً على حل سياسي غير ممكن، انفردت به موسكو، كما بين الفشل الأخير في «جنيف 3» وإعادة تسليح المجموعات السلفية الجهادية.

ذلك أن معركة حلب هي معركة سوريا بأسرها، وأن مجرد حصارها أو استئناف الانتشار الممكن في شمالها، آنذاك، كان سيحول المسلحين الذين يقاتلون بالوكالة عن القوى الإقليمية، إلى مجموعات متفرقة في جيوب متباعدة، ويمنح سوريا فرصة حل سياسي، بفضل ميزان قوى يرجح لصالح الجيش السوري.

 

حلب من دون هدنة: معارك في حندرات وخان طومان

عبد الله سليمان علي

حلب بلا هدنة. وصمتٌ روسي ـ أميركي ترك المدينة مكشوفة أمام شبح التصعيد الذي يتهددها من كل صوب.

وفيما اشتعل محيط المدينة شمالاً وجنوباً بلهيب المعارك، ظلت المدينة متشبثة بحالة الهدوء النسبي التي لم تتأثر كثيراً بعدم تمديد الهدنة فيها، على الرغم من تصاعد حالة الاحتقان والتوتر داخلها. ولم يقتصر الأمر على انحسار الهدنة عن حلب وحسب، بل كان ريف حماه الجنوبي على موعد مع خرق جسيم، تمثل باقتحام المسلحين قريةً يسيطر عليها الجيش السوري.

وكان من غير المتوقع أن تشير عقارب الساعة إلى تمام الساعة الواحدة من فجر الأربعاء ـ الخميس، من دون أن يخرج إعلان روسي ـ أميركي بتمديد الهدنة مرة ثالثة، بعدما مُددت سابقاً مرتين متواليتين، خصوصاً بعد تأكيد الطرفين مرات عديدة عزمهما على ضمان العمل بوقف الأعمال العدائية وتوسيع الهدنة، لتشمل كل الأراضي السورية. غير أن التوقعات أصيبت بخيبة كبيرة لأن المدينة الوحيدة التي كان يبدو أنها تحظى برعاية خاصة، خرجت من حسابات التهدئة.

ولم يصدر أي إعلان رسمي من أي جهة بخصوص عدم تمديد الهدنة، ما ترك الباب مشرعاً على مصراعيه أمام التأويلات المختلفة لتفسير ذلك. غير أن جملة من العوامل أدت مؤخراً إلى عدم إمكانية تجديد الاتفاق الروسي – الأميركي حول الهدنة، لا سيما في ما يتعلق بمدينة حلب. أحد هذه العوامل هو الاستياء الروسي من عدم تصنيف تنظيمي «جيش الإسلام» و «أحرار الشام» على قائمة الإرهاب برغم دورهما في إفشال الهدن السابقة، وتحالف أحدهما مع تنظيم إرهابي هو «جبهة النصرة»، ما جعل الروس يشككون في جدية واشنطن في إنجاح أي هدنة جديدة. والثاني، وهو الأهم، أن روسيا وإيران اتفقتا على ضرورة الرد بقوة على ما جرى في خان طومان، ليس بسبب الخسائر التي مُنيت بها إيران وحسب، بل لأن واشنطن ساهمت في إحداث هذه الخسائر، عبر نقلها للروس معلومات مغلوطة حول حجم الهجوم. وهو مؤشر ثان على عدم جدية واشنطن بالتفاهمات مع روسيا.

ومع ذلك حافظت مدينة حلب، التي ودّعت الساعات الأخيرة من الهدنة باستشهاد ثلاثة مدنيين في حي سيف الدولة الذي يسيطر عليه الجيش السوري جراء قذائف أطلقها المسلحون أمس الأول، على هدوئها النسبي، ولم تشهد أي تصعيد كبير في العمليات العسكرية داخلها، وذلك بخلاف ريفيها الشمالي والجنوبي اللذين احتدم القتال فيهما احتداماً غير مسبوق، الأمر الذي قد يشير إلى أن التصعيد في حلب قد يبقى منضبطاً ضمن حدود معينة.

وفيما يراهن البعض على خصائص مدينة حلب وأهمية موقعها الجيوسياسي، واحتدام التنافس عليها بشكل بات يهدد بنشوب حرب إقليمية، للتأكيد أنه لا معركة كبيرة في المدينة، لأن جميع الأطراف تتهيّب من تداعياتها وامتداداتها المحتملة، يرى البعض الآخر أن انكشاف المدينة بهذا الشكل ورفع الروس والأميركيين أيديهما عنها قد يجعل المدينة تنزلق انزلاقاً مقصوداً، أو غير مقصود، نحو قاع سحيق من المعارك.

وقد اقتصر التصعيد في اليوم الحلبي الأول من دون هدنة، على ارتفاع وتيرة المعارك في نقطتين طالما استعرت فيهما الاشتباكات بوجود الهدنة أو بغيابها، هما مخيم حندرات وخان طومان. وكان من اللافت أن الطيران الروسي شارك بكثافة في تنفيذ الغارات الجوية على معاقل المسلحين في خان طومان وحندرات، والتي استمرت طوال ساعات الليل. وهو ما يؤكد أن امتناع الروس عن المشاركة في المعركة التي سقطت بها خان طومان لم يكن إلا من قبيل الالتزام بتفاهماتهم مع واشنطن، وليس بسبب خلافات بينهم وبين الإيرانيين كما تحدثت بعض وسائل الإعلام.

وقال قائد ميداني لغرفة العمليات العسكرية في حلب التابعة للجيش السوري وحلفائه إن الهجوم الذي شنه الجيش السوري، أمس، جاء «في إطار الرد على خروقات الهدنة التي قام بها الإرهابيون، وقصف الأحياء السكنية في المدينة وإزهاقهم لأرواح الأبرياء من أبناء حلب»، مشيراً إلى «تحقيق تقدم تمثل بالسيطرة على بعض النقاط الأمامية». وشدد على استمرار «الجيش السوري والدفاع المحلّي في التصدي للمجموعات الإرهابية لتطهير حلب من جرائمهم، وتحقيق الأمن والاستقرار في ربوع حلب».

وأكدت مصادر متقاطعة لـ «السفير» أن الجماعات المسلحة مُنيت بخسائر بشرية جسيمة جراء القصف التمهيدي بواسطة الطائرات الحربية والمدفعية على خان طومان ومخيم حندرات، وما استتبعه من اشتباكات عنيفة بين الطرفين سقط جراءها عشرات القتلى والجرحى من المسلحين. ومع ذلك فقد تمكنت الجماعات المسلحة، بفعل المؤازرات التي أرسلتها «جبهة النصرة» إلى جبهة مخيم حندرات، من استعادة بعض النقاط التي سيطر عليها الجيش السوري لتدخل المعركة في حالة من الكر والفر طوال يوم أمس، كما تحدثت مصادر إعلامية تابعة للمسلحين عن محاصرة مجموعتين من المقاتلين في صفوف الجيش السوري.

وإذا كان مخيم حندرات يكتسب أهميته من كون السيطرة عليه تؤدي إلى قطع خط الإمداد الأخير باتجاه أحياء المدينة الشرقية، الواقعة تحت سيطرة الجماعات المسلحة، ما من شأنه إطباق الحصار الكامل على هذه الجماعات على نحو يشابه سيناريو حمص القديمة، فإن بلدة خان طومان، التي شهدت فصولاً من التصعيد قبل أن تقع مجدداً بين يدي «جبهة النصرة» وحلفائها، الأسبوع الماضي، باتت تختزن داخلها من عوامل التفجير ما لا طاقة لبلدةٍ من حجمها باحتماله، خصوصاً أنها أصبحت إلى جانب الصراع الإقليمي الدائر فوقها، وهو ما لمّح إليه صراحةً مسؤولون إيرانيون، تستبطن رمزية أكبر بكثير من موقعها الجغرافي وأهميتها العسكرية.

وقد يكون من سوء طالع البلدة أن تقاطعات الميدان والسياسة وجدت فيها بؤرة مناسبة للتصادم بين مختلف القوى المحلية والإقليمية والدولية، ما دامت موازين القوة بين هذه القوى لا تسمح لها بالتصادم بأوسع من ذلك، فكان قدر البلدة أن تكون مسرحاً صغيراً لمعركة كبيرة ومستمرة.

من جهة أخرى، شهد ريف حماه الجنوبي تصعيداً استهدف واحدة من المناطق التي يفترض أنها خاضعة لاتفاق تسوية بين المسلحين والجيش السوري، هي قرية الزارة التي تقع في محيط قرى شهدت مصالحة مع الجيش السوري مثل دير الفراديس وجرجيسة. وقد تمكنت الفصائل المسلحة، التي قامت بالهجوم وعلى رأسها «جبهة النصرة» و «أجناد حمص» و «أهل السنة»، من السيطرة على القرية التي تبعد عن مدينة الرستن حوالي سبعة كيلومترات من جهة الغرب، فيما تبعد كيلومترين عن محطة الزارة الحرارية.

وكان ريف حماه الجنوبي قد شهد هدوءاً منذ سريان الهدنة أواخر شباط الماضي، لكن المسلحين عمدوا إلى خرقها بالرغم من أن قرية الزارة لا تشكل أية أهمية لهم من حيث موقعها، سوى أن أهاليها ينتمون إلى طائفة مختلفة، وسط معلومات مؤكدة أن المسلحين يحتجزون ما بين 100 إلى 150 من أهالي القرية ممن لم يتمكنوا من الخروج من القرية إثر اندلاع الاشتباكات، وهو ما أثار مخاوف من احتمال ارتكاب مجزرة بحق هؤلاء.

 

سيناتور أمريكي: قد يتم تنفيذ “حظر الطيران” بسوريا في حال فشل وقف الأعمال العدائية

واشنطن- الأناضول- أكد بوب كوركر السيناتور الجمهوري رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية تينيسي، أن مقترح تركيا بإنشاء منطقة حظر للطيران في سوريا، قد يصبح من الممكن تنفيذه، في حال فشل وقف الأعمال العدائية، الذي اتفقت عليه موسكو وواشنطن، واعتمده مجلس الأمن الدولي بالإجماع في 26 فبراير/ شباط الماضي.

 

وقال كوركر في إجابته على أسئلة لمراسل “الأناضول”، إن بلاده “أضاعت فرصاً كثيرة، للتأثير في الأوضاع داخل سوريا بشكل أكثر إيجابية”، مشيراً إلى أن “اعتماد المقترح التركي قد يصبح من الممكن تنفيذه، ربما في حال استمر الاتفاق(وقف الأعمال العدائية) في مواجهة المشاكل”.

 

وأضاف أنه “عندما كانت تركيا راغبة بالتباحث معنا حول منطقة حظر الطيران، كان علينا أن ننفذ ذلك في شمال غرب مثلث حلب (شمالي سوريا)، أعتقد لو كنا فعلنا ذلك، لكان موقفنا اختلف تماماً عما هو عليه اليوم”، لافتا إلى أن منطقة حظر الطيران “كان يجب اعتبارها كأحد الحلول”.

 

وانتقد كروكر، سياسة الإدارة الأمريكية الحالية في سوريا، وعدم امتلاكها “خطة بديلة على الإطلاق” بالإضافة إلى “نشر روسيا لقواتها هناك”، معتبرًا أن ذلك “سيجعل موسكو تتحكم بالمصالح الأمريكية(في المنطقة) بشكل واسع″.

 

ورغم مقتل مئات الآلاف من السوريين واضطرار أكثر من 10 ملايين آخرين لترك منازلهم ما بين نازح ولاجئ، واصلت الولايات المتحدة رفضها لمقترح تركي بإنشاء منطقة حظر للطيران في شمال سوريا، لحماية الفارين من قصف النظام.

 

ورغم توصل الولايات المتحدة وروسيا إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية بين المعارضة والنظام السوري، وتراجع العنف في البلاد، إلا أن النظام ما يزال يواصل خرقه الاتفاق في العديد من المدن واستهدافه للمدنيين وكذلك قوى المعارضة.

 

ومنذ 21 أبريل/ نيسان الماضي، تتعرض أحياء مدينة حلب لقصف عنيف عشوائي من قبل طيران النظام السوري، وروسيا لم تسلم منه المستشفيات والمنشآت الصحية، وكذلك المدنيين، فضلًا عن تدهور الأوضاع الإنسانية هناك، وهو ما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاءه، واعتبرت استهداف المشافي “انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي”.

 

مقتل 19 مدنيا على الأقل لدى اقتحام جبهة النصرة وفصائل متحالفة معها قرية في ريف حماة

بيروت-أ ف ب- قتل 19 مدنيا على الاقل لدى اقتحام جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، وفصائل متحالفة معها قرية يسكنها علويون في ريف حماة بوسط سوريا، على ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة.

 

واوضح المرصد أن جبهة النصرة سيطرت مع فصائل اسلامية اخرى الخميس على قرية الزارة بريف حماة الجنوبي، مشيرا إلى مقتل 19 مدنيا بينهم ست نساء على أيدي المهاجمين، فيما لا يزال عشرات اخرون مفقودين.

 

وتحدث الاعلام الرسمي السوري عن “مجزرة”.

 

وجاء في بيان المرصد ان “المدنيين هم من عوائل المسلحين الموالين للنظام”، موضحا ان عمليات القتل تمت “خلال اقتحام منازل القرية”.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن 16 مقاتلا سقطوا خلال المعارك التي أدت إلى السيطرة على القرية، ثمانية منهم من فصائل موالية للنظام وثمانية من فصائل معارضة له.

 

كما اشار إلى خطف العديد من المدنيين، بدون ان يورد المزيد من التوضيحات.

 

وافادت وكالة أنباء “سانا” الرسمية، استنادا إلى مصدر في قيادة شرطة محافظة حماة، ان “مجموعات ارهابية مسلحة تسللت الى بلدة الزارة في ريف حماة الجنوبي وقام افرادها بارتكاب مجزرة بحق الاهالي واختطاف عدد من الاطفال والنساء”.

 

وذكر المرصد ان “طائرات حربية نفذت ما لا يقل عن عشر غارات صباح اليوم (الجمعة) على مناطق في القرية”.

 

المرصد السوري: مقتل 16 عضوا بجبهة النصرة في ضربة جوية

بيروت- رويترز- قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة إن ضربة جوية استهدفت اجتماعا لجبهة النصرة في شمال غرب سوريا مما أسفر عن مقتل 16 من الأعضاء البارزين بالجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إنه لم يتضح ما إذا كانت الضربة الجوية التي استهدفت قاعدة أبو الظهور الجوية وهي غير مستخدمة حاليا قد نفذتها روسيا أم الولايات المتحدة إذ تشن الدولتان ضربات على الجماعة في سوريا.

 

وأضاف أن القاعدة الجوية تعرضت لقصف عنيف خلال الهجوم.

 

بان كي مون: الشروط التي وضعها النظام السوري لإدخال المساعدات إلى داريا غير مقبولة

نيويورك- الأناضول- قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن النظام السوري منع الخميس، قافلة مشتركة تحمل مساعدات إنسانية من الهلال الأحمر السوري والأمم المتحدة، من دخول مدينة داريا بريف دمشق، مشيرًا أن شروط النظام لإدخال المساعدات “غير مقبولة”.

 

وأضاف الأمين العام في بيان تلاه المتحدث الرسمي باسمه “استيفان دوغريك”، في وقت متأخر من يوم الخميس “إن الشروط التي وضعتها الحكومة السورية لدخول القافلة غير مقبولة، وتتعارض مع الضمانات المتوافق عليها سابقًا”.

 

وتابع الأمين العام “لقد تم منع القافلة(من دخول داريا) بسبب احتوائها على إمدادات طبية وغذائية”.

 

ومنعت قوات النظام السوري، أمس الخميس، دخول أول قافلة مساعدات إنسانية إلى مدينة داريا المحاصرة، غربي العاصمة دمشق (تتبع محافظة ريف دمشق وتسيطر عليها قوات المعارضة منذ عام 2012)، رغم وصول القافلة إلى أطراف المدينة بعد حصولها على موافقة النظام.

 

وقال تمام عبد الرحيم، المسؤول الإعلامي للواء شهداء الإسلام (أحد فصائل المعارضة في داريا) إن “القافلة مرّت في طريقها إلى المدينة عبر عدد من حواجز النظام، إلا أنه تم رفض إدخالها في اللحظة الأخيرة، رغم وجود موافقة مسبقة”.

 

وأضاف أن “اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعثت رسالة اعتذار للمعارضة في داريا، لفشلها في إدخال المساعدات، مرجعة ذلك إلى المعاملة السيئة لقوات النظام على الحواجز″.

 

وكانت المتحدثة باسم لجنة الصليب الأحمر الدولي، كريستا أرمسترونغ، قالت الخميس، إن “خمس شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية ستُرسل إلى مدينة داريا، لأول مرة، منذ حصار النظام السوري للمدينة، عام 2012″، موضحة أن المساعدات التي ترسلها لجنة الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري والأمم المتحدة، ستشتمل على مواد طبية وحليب للرضع ومستلزمات مدرسية.

 

تجدر الإشارة أن سكان داريا يعانون ظروفًا إنسانية صعبة جرّاء الحصار، حيث لم تدخل لهم أية مساعدات إنسانية أممية أو غيرها منذ بداية الحصار وحتى اليوم.

 

وتعرضت داريا خلال خمس سنوات مضت، لدمار كبير جراء قصف طائرات النظام بالبراميل المتفجرة، ما أدى إلى تهدم أكثر من 80% من منازلها وبناها التحتية، ونزوح أكثر من 90% من سكانها.

 

العفو الدولية: جماعات مسلحة سورية ربما ارتكبت جرائم حرب في حلب

بيروت- رويترز- قالت منظمة العفو الدولية الجمعة إن جماعات مسلحة من المعارضة السورية ربما ارتكبت جرائم حرب في قصفها المكثف لمنطقة خاضعة لسيطرة كردية في مدينة حلب بشمال البلاد.

 

وأضافت المنظمة إنها جمعت أدلة على مقتل العشرات من المدنيين في القصف العشوائي لحي الشيخ مقصود في حلب التي تنقسم السيطرة فيها على الاغلب بين قوات الحكومة والمعارضة.

 

والعنف جزء من قتال محتدم بين ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية -المدعومة من واشنطن في قتالها ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية- وبين جماعات معارضة بعضها مدعوم من بلدان أجنبية عبر تركيا.

 

ويتبادل الجانبان الاتهام بقتل مدنيين.

 

وقالت العفو الدولية في بيان “نفذت جماعات مسلحة تحاصر حي الشيخ مقصود.. بصورة متكررة هجمات عشوائية قصفت منازل مدنية وشوارع واسواقا ومساجد مما أدى إلى مقتل وإصابة مدنيين وأظهر استهانة سافرة بالحياة الإنسانية”.

 

وقالت ماجدالينا مغربي نائبة مدير منطقة الشرق الأوسط بالمنظمة إن الهجمات “قد ترقى إلى جرائم حرب”.

 

“بإطلاقها قذائف غير دقيقة على أحياء مدنية فإن الجماعات المسلحة التي تهاجم حي الشيخ مقصود تنتهك بشكل فادح مبدأ التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية وهو قاعدة أساسية بالقانون الدولي.”

 

واعتمدت المنظمة على شهادات شهود عيان ومقاطع مصورة وقالت إن 83 مدنيا على الأقل بينهم 30 طفلا قتلوا في المنطقة في الفترة من فبراير شباط إلى أبريل نيسان.

 

ومنذ شهور تقاتل وحدات حماية الشعب وحلفاء لها مقاتلين معارضين من بينهم جماعات إسلامية في شمال محافظة حلب المتاخمة لتركيا. وزات وتيرة القصف على حي الشيخ مقصود -التي تقطنه نسبة كبيرة من الأكراد- منذ فبراير شباط.

 

ويقول مقاتلو المعارضة إن وحدات حماية الشعب تريد فتح طريق للدخول من تركيا إلى المشارف الغربية لمدينة حلب والتي تسيطر عليها المعارضة بحلب.

 

ويقولون إن القوات الكردية تعمل مع الحكومة السورية. وتنفي وحدات حماية الشعب هذا الاتهام.

 

سوريا: أنباء عن عملية تركية برية قريبا وروسيا تحذر اوروبا من دعم «المنطقة الآمنة»

أنقرة تحشد جنودها والتنظيم يحصن مواقعه… أردوغان: نستعد لتطهير الحدود من «داعش»

إسطنبول ـ لندن ـ «القدس العربي» من إسماعيل جمال واحمد المصري: تتزايد المؤشرات حول وجود استعدادات تركية كبيرة من أجل القيام بعملية برية واسعة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» على الشريط الحدودي داخل الأراضي السورية، فيما تتحدث مصادر من المعارضة السورية عن نية تركيا إنشاء منطقة آمنة داخل سوريا بعمق 50 كيلو مترا تفعيلا لاتفاقية أضنة.

وبعد أيام من تسريبات إعلامية نشرتها الصحافة التركية، وتعزيزات متواصلة للجيش التركي على الحدود، وتنفيذ قوات الكوماندوز عملية برية خاطفة قبل أيام، بالإضافة إلى تعزيز التنظيم لتحصيناته على الجانب الآخر من الحدود، كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، عن أن بلاده تستعد لتطهير الحدود من «الدولة الإسلامية».

وأكد أردوغان في خطاب له أن بلاده تستعد «لتطهير» الجانب السوري من حدودها ردا على استمرار التنظيم في إطلاق صواريخ على مدينة كيليس خلال الأسابيع الأخيرة الأمر الذي أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المواطنين الأتراك واللاجئين السوريين.

وأضاف أردوغان أن تركيا تقوم بالاستعدادات الضرورية «بسبب الصعوبات في كيليس». ولفت إلى أن بلاده مستعدة للعمل بمفردها. وشكا من أن تركيا لم تحصل على الدعم المبتغى من حلفائها

وتعقيبا على الأنباء المتزايدة من أن تركيا تعد العدة للقيام بعملية برية منفردة ضد تنظيم «الدولة»، فيما تدور شكوك سورية نظامية وروسية بأن الهدف هو إقامة منطقة آمنة داخل الأراضي السورية اتصلت «القدس العربي» بالمكتب الاعلامي لوزارة الخارجية الأمريكية إلا أن المكتب رفض التعليق.

في السياق ذاته، كشفت صحيفة «يني شفق» التركية، في عددها الصادر أمس الخميس، عن أن تنظيم «الدولة» يعمل منذ أيام على تحصين مواقعه على الجانب الآخر من الحدود، مشيرة إلى أن التنظيم زرع مئات الألغام على امتداد المناطق التي يسيطر عليها في الشريط الحدودي خشية بدء عملية توغل تركية مفاجئة ضده.

وأوضحت الصحيفة أن التنظيم يعمل على بناء تحصينات كبيرة وسواتر ترابية وزراعة مزيد من الألغام الأرضية وبناء الدشم.

وكان موقع «خبر 7» التركي المقرب من الحكومة نشر الاثنين الماضي، خبراً قال فيه إن وحدات من الجيش التركي والقوات الخاصة تقوم بعمل تجهيزات كبيرة من أجل تنفيذ عملية برية ضد مناطق حدودية يسيطر عليها تنظيم «الدولة» ويطلق منها الصواريخ على مدينة كيليس التركية.

وبحسب الموقع فإن طائرات حربية ستساند القوات الخاصة التي ستنفذ العمليات داخل سوريا، لافتاً إلى أن هذه القوات ستعود إلى الأراضي التركية فور تمكنها من تمشيط المناطق التي دخلتها وطرد جميع مسلحي تنظيم «الدولة» من جميع المناطق على عمق 50 كيلومترا من الحدود التركية.

وبحسب ما أكدت مصادر خاصة لـ»القدس العربي» من مدينة كيليس الحدودية مع سوريا، فإن الجيش التركي يواصل منذ أيام إرسال تعزيزات كبيرة إلى المنطقة تمثلت في إرسال دبابات وناقلات جند ومنصات لإطلاق الصواريخ حيث يمكن للسكان مشاهدتها وهي تتجه إلى الشريط الحدودي.

وكثف الجيش التركي في الأسابيع الأخيرة من عمليات استهداف التنظيم، حيث يضرب بشكل شبه يومي مواقع ومنصات صواريخ بواسطة المدفعية الثقيلة والصواريخ الموجهة، كما استخدم الجيش الطائرات بدون طيار في رصد مسلحي الدولة، في إشارة على وجود تفاهمات معينة مع روسيا والولايات المتحدة اللتين تسيطران على الأجواء السورية.

وقال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أنس العبدة، إن «بروتوكول أضنة (المبرم بين تركيا وسوريا عام 1998) يهيئ الأرضية اللازمة لأنقرة لإقامة منطقة آمنة (في سوريا)».

وتابع العبدة قائلا «وفي حال تحقق ذلك، وأُقيمت المنطقة الآمنة، تكون أنقرة قد أمّنت حدودها، وعندئذٍ يمكن للسوريين أن يعودوا إلى بلادهم في أمانٍ».

يذكر أن بروتوكول أضنة الذي يعرف بـ»اتفاقية أضنة الأمنية»، سريّة البنود، وُقّع بين تركيا وسوريا عام 1998، في ولاية أضنة جنوبي تركيا.

من جانبها حذرت روسيا الاتحاد الأوروبي من دعم تركيا في مساعيها الرامية لإقامة ما يعرف بمناطق آمنة في سوريا. وقال سفير روسيا لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيشوف في تصريح لصحيفة «دي فيلت» الألمانية الصادرة أمس الخميس، إن هناك شكوكا بالغة في أن مثل هذه المناطق تخدم أغراضا إنسانية.

أضاف تشيشوف «أطالب الاتحاد الأوروبي بعدم دعم خطط تركيا بشأن إقامة مناطق آمنة».

كما رأى السفير الروسي لدى الاتحاد الأوروبي أن «الأكثر احتمالا هو أن يستخدم الإسلاميون المسلحون هذه المناطق ملاذا يعيدون فيه تسليح أنفسهم والتزود بالعتاد ثم يعودون للحرب مرة أخرى وهو ما يمكن أن يمد أمد المذبحة في سوريا».

كما حذر تشيشوف الاتحاد الأوروبي من استخدام هذا الدعم «كصفقة تبادلية مع أنقرة مقابل وقف تدفق اللاجئين للاتحاد الأوروبي». وقال إن هذه المناطق الآمنة ستكون لها عواقب «فدعم تركيا في إقامة جيوب آمنة في تركيا سيكون انتهاكا لسيادة سورية ووحدة أراضيها، ولن يساهم ذلك في توطيد حق الاتحاد الأوروبي كوسيط محايد وفاعل مسؤول في الشرق الأوسط».

والأحد الماضي نفذت وحدات من القوات الخاصة التابعة للجيش التركي عملية عسكرية برية خاطفة داخل إحدى المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة في سوريا، في حين أعلنت هيئة الأركان التركية قتل العشرات من مسلحي التنظيم في قصف مدفعي وصاروخي على مواقعهم.

وفي تطور لافت، قالت الصحيفة إن قيادة الجيش التركي قامت بإبلاغ الولايات المتحدة وروسيا عن العملية قبل انطلاقها، خشية حدوث مشاكل عسكرية في المنطقة التي تنفذ فيها عدة أطراف عمليات عسكرية ضد التنظيم. وهذه أول مرة يعلن فيها الجيش التركي التنسيق مع الجانب الروسي منذ حادثة إسقاط طائرات حربية تركية مقاتلة روسيا قرب الحدود مع روسيا وتدهور العلاقات بين البلدين، كما أنها المرة الأولى التي تدخل فيها قوات تركية الأراضي السورية منذ هذه الحادثة.

 

خليجيات يتركن حياة الترف ويتجهن لإغاثة اللاجئين السوريين

«لأن مساعدة الآخرين مصدر سعادة لا يمكن للماديّات أن تقدمه»

الكويت ـ «القدس العربي» قررت مجموعة من الفتيات الخليجيات التخلي عن حياة الترف والنمط الاعتيادي للعيش والتوجه مع فريق «تراحم» التطوعي إلى منطقة اورفا، بالقرب من الحدود التركية السورية، لإغاثة اللاجئين السوريين في تركيا.

وبحسب 11 متطوعة أغلبهن كويتيات فإن الدعم المالي وحده لن يكفي مع استمرار الأزمة السورية وتداعياتها الإنسانية الكارثية.

وقالت المتطوعة سارة المناعي إن هذه هي رحلتها الأولى خارج الكويت، ولكنها شاركت في عدد من النشاطات التطوعية في الكويت. وشرحت أن سبب انضمامها إلى فريق «تراحم» هو رغبتها بالشعور بالآخرين والتخلي عن الحياة المرفهة لأنها تعزل الشخص عما يحدث في العالم، لذا رأت أن السفر والاحتكاك باللاجئين سيكون تجربة جديدة من المتوقع أن تغير حياتها للأبد.

وذكرت المتطوعة هند الجاسر أن هذه هي رحلتها التطوعية الأولى خارج الكويت وأن العمل الإنساني ومساعدة الآخرين يشكلان مصدر سعادة لها لا يمكن للماديات أن تحققه، وأوضحت الجاسر أن سعادة التطوع هي «سعادة أبدية» وليست وقتية. مضيفة أنها كانت تحلم دوما أن تعمل على الأرض لأن إرسال التبرعات فقط دون رؤية موقع المأساة «لا يجعلك ترى صورة معاناة الآخر كاملة».

وأرادت المتطوعة نورة الربيعان أن تتعرف إلى تجربة جديدة لأنها اختبرت التطوع في الكويت وشعرت بأن التجربة لم تكن كافية أو تحمل عمقا، لذا قررت السفر إلى مكان تكثر فيه المعاناة الإنسانية.

وذكرت الربيعان أن أهلها كانوا متخوفين في البداية ولكن تشجعوا حين شعروا برغبتها الحقيقة في خوض تجربة إنسانية لها أسباب نبيلة.

من جهتها قالت المتطوعة من المملكة العربية السعودية سارة العطاس إنها انضمت لفريق «تراحم» الكويتي لأنها تابعت رحلاتهم في السابق ووجدت أنه يرحب بانضمام النساء من أي دولة، لذا قدمت وتم قبولها لأن لديها خبرة سابقة في العمل التطوعي في المملكة. ورأت العطاس أن هذه الرحلة التطوعية سوف تسهم في إصلاح الذات وتطوير النفس وتهذيب الأخلاق واكتساب خبرات جديدة.

وتم تشكيل فريق «تراحم» التابع للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في عام 2012 بهدف مساعدة اللاجئين السوريين في الأردن وفي تركيا.

ونظم الفريق 35 رحلة إغاثية فيما فتح باب التطوع للجمهور في عام 2014 إذ بلغ عدد المتطوعين 50 متطوعا

ويقدم الفريق الدعم النفسي إلى الأيتام ويتولى مهام توزيع السلال الغذائية وتوفير مساكن للاجئين بدلا من الخيم.

 

مجموعة من «الجيش الحر» في داريا المحاصرة يسلمون أنفسهم وأسلحتهم لقوات النظام السوري

فايز الشيخ

اسطنبول ـ «القدس العربي»: تداول ناشطون أنباء عن انشقاق مجموعة من مقاتلي «الجيش الحر» في مدينة داريا في غوطة دمشق الغربية، قالوا إن المقاتلين تسللوا من إحدى نقاط الرباط التابعة للثوار على أطراف مدينة داريا لتسليم أنفسهم مع سلاحهم إلى قوات النظام التي تحاصر المدينة منذ ما يقارب الأربع سنوات.

وبحسب المصدر فإن كلاً من «ثائر جودت السيد، نزار أصلان السيد، محمد علي السيد، محمود جمال السيد، بالإضافة إلى عبد الهادي علي السقا»، سلموا أنفسهم للنظام، واعترفوا في فيديو بثه الأخير أنهم «قاتلوا في صفوف الإرهابين ضد قوات النظام بعد أن غرر بهم»، وطالبوا الشبان في داريا بتسليم أنفسهم والعودة إلى حضن الوطن وتعهدوا بالقتال بجانب قوات النظام. واعترف نزار السيد أنه كان قائد مجموعة في «لواء سعد بن أبي وقاص»، في حين قال بقية أعضاء المجموعة أنهم قاتلوا في داريا مع تنظيم «الدولة»، و»جبهة النصرة»، و«لواء شهداء الإسلام».

الناطق الرسمي باسم «لواء شهداء الإسلام» ساريا أبو عبيدة أكد انشقاق خمسة أشخاص كانوا في صفوف قوات المعارضة المسلحة في مدينة داريا مع سلاحهم الفردي «كلاشنيكوف» وانضمامهم إلى قوات النظام بعد أن تركوا النقطة العسكرية التي كان أحدهم مكلف بحمايتها وهي تقع في الجهة الغربية لداريا بالقرب من مدينة صحنايا، وتسللوا منها إلى جبهات النظام بعد التنسيق معهم، وأشار إلى أن هناك صلة قرابة بين أربعة منهم وهم من آل السيد، وأنه تم اكتشاف الأمر عن طريق إحدى الدوريات المكلفة بتفقد نقاط الرباط، حسب قوله.

ويشدد نظام الأسد حصاره على داريا لموقعها الاستراتيجي بسبب قربها من العاصمة دمشق، فضلاً عن مجاورتها لمقار أمنية حساسة لدى النظام، مثل مطار المزة العسكري، والفرقة الرابعة، والأمن العسكري.

ونفى أبو عبيدة لـ «القدس العربي» انتماء المجموعة المنشقة لـ»جبهة النصرة» أو حتى تنظيم «الدولة»، لأنه وبحسب ما أكد ليس في المدينة أي تواجد للفصيلين السابق ذكرهما، مشيرا لتواجدهما في جنوب دمشق فقط، وأضاف أنهم «خرجوا من لواء شهداء الإسلام قبل عام تقريبا» بسبب المشاكل التي كانوا يثيرونها، وأعمالهم السيئة.

وتابع قائلا «البعض منهم سيء السمعة، ومتهم بتجارة الممنوعات، والبعض الآخر يبدو أنه من أصحاب النفوس الضعيفة ليقع ضحية ظروف الحصار القاهرة في المدينة، وكانوا عبئا ثقيلا على المقاتلين، لكن قلة عدد الثوار والضغط الكبير على الجبهات، وظروف الحصار دفعنا لتحملهم طيلة الفترة الماضية، أما الآن ارتحنا من شغبهم مع حزننا على فقدان قطع عدة من الأسلحة».

ويستطرد «أثناء محاصرة داريا اعتقل الثوار داخل المدينة نزار السيد الملقب أبو عنتر لمدة خمسة أشهر بتهم السرقة، والحشيش، والخطف، في حين كان ثائر مطلوب بتهمة تهريب السلاح إلى السجن ومساعدة أبو عنتر على الهرب، واعتقل عبد الهادي السقا برفقة أبو عنتر لمدة شهرين فقط، لأنه كان على علاقة كبيرة مع الأخير».

وأشار أبو عبيدة إلى أن عموم جبهات المدينة تعيش هذه الفترة حالة من الهدوء منذ وقف «الأعمال العدائية» وتنفيذ الهدنة في سوريا في شهر شباط/ فبراير الماضي، باستثناء بعض الخروقات من قبل قوات النظام، ويتم الرد عليها من الثوار.

وكان النظام السوري أعلن مع بداية مفاوضات جنيف أنه لن يدخل المواد الغذائية والطبية إلى داريا، ولن يسمح بذلك، مبرراً قراره بوجود «جبهة النصرة» داخلها، لكن العديد من نشطاء المدينة أكدوا عدم تواجد الجبهة فيها مطلقاً، كما أن الأخيرة لم تذكر أي تواجد لعناصرها في داريا.

 

المعارضة تكسب الجولة الأولى من معركة حلب بعد الهدنة

رامي سويد

دخلت المواجهة العسكرية بين قوات المعارضة وقوات النظام في حلب وريفها منعطفاً جديداً مع اليوم الأول من انقضاء الهدنة الممددة بين قوات الطرفين في مدينة حلب، ويبدو أن قوات المعارضة تمكنت من أن تثبت استمرار علو كعبها في مناطق المواجهة الساخنة في محيط حلب، على الرغم من حيازة قوات النظام والمليشيات المؤازرة لها عنصر “المبادرة” بتدشينها ثلاث هجمات متزامنة، على مناطق سيطرة المعارضة في محيط حلب.

 

” في هذا السياق، باشرت قوات النظام هجوماً برياً وجوياً على مناطق سيطرة المعارضة في حلب، مع نهاية الهدنة بين الطرفين في المدينة منتصف ليل الأربعاء ـ الخميس. وهاجمت قوات النظام والمليشيات الحليفة لها، فجر أمس، منطقة مخيم حندرات قرب مدخل مدينة حلب الشمالي، بعنف، بعد ساعات من فشل هجوم مماثل على منطقة خان طومان، التي سيطرت عليها منذ أيام في جنوب حلب. كما فشل هجوم آخر على منطقة الراشدين غرب حلب، وتزامن كل ذلك مع غارات جوية عنيفة لطيران النظام وروسيا على مناطق سيطرة المعارضة.

 

في السياق نفسه، قال الناشط، حسن الحلبي، لـ”العربي الجديد”، إن “قوات المعارضة المتمثلة بفرقة السلطان مراد وفصائل أخرى، تمكنت من التصدّي لجميع محاولات التسلل التي قامت بها مليشيا لواء القدس الموالية للنظام، على منطقة مخيم حندرات، شمال حلب. وكبّدت القوات المتقدمة خسائر بشرية وعسكرية لم يتم إحصاؤها بعد. وذلك على الرغم من استهداف قوات النظام الداعمة لمليشيا لواء القدس المنطقة بأكثر من عشرة صواريخ من نوع غراد، وعدد كبير من قذائف المدفعية، بالإضافة إلى قيام طائرات روسية الصنع من نوع سوخوي، باستهداف مناطق سيطرة المعارضة في كل من مخيم حندرات ومنطقتي الكاستيلو والملاح، بنحو ثماني غارات بقنابل عنقودية”.

من جهتها، أعلنت فصائل المعارضة أمس، نجاحها في استعادة جميع النقاط التي تقدمت إليها قوات النظام ومليشيا “لواء القدس” في مخيم حندرات، لتشير إلى فشل عملية قوات النظام والمليشيات الداعمة لها، في الهدف الذي سعت إليه وهو السيطرة على المخيم والمناطق المحيطة به، التي تطلّ على طريق الكاستيلو من الجهة الشمالية. وهو الطريق الذي يشكل خط إمداد المعارضة الوحيد إلى مناطق سيطرتها في حلب.

 

في سياق متصل، أعلنت مصادر إعلامية مقرّبة من “جيش المجاهدين”، أحد أكبر فصائل المعارضة في ريف حلب الغربي، أن “قوات الجيش تمكنت من التصدّي لمحاولة تسلل قادتها مليشيات أجنبية موالية للنظام على حي الراشدين غرب حلب، لتنجح في إيقاع 15 قتيلاً، من القوات المهاجمة واغتنمت كميات من الذخائر والأسلحة الفردية والمتوسطة. وتزامن هجوم المليشيات الموالية للنظام، مع شنّ طائرات يُعتقد أنها روسية خمس غارات جوية على المنطقة”.

 

بدورها، نجحت قوات المعارضة، ممثلة في “جيش الفتح”، في التصدّي لهجوم شنته قوات النظام والمليشيات الأجنبية الموالية لها، وعلى رأسها “لواء فاطميون”، المكوّن من مقاتلين أفغان، على بلدة خان طومان، قرب طريق حلب دمشق الدولي، جنوب حلب. وتمكنت قوات المعارضة، بحسب مصادر محلية في المنطقة، من تدمير مدفع ثقيل لقوات النظام في المنطقة بعد استهدافه بصاروخ مضاد للدروع.

 

وترافق هجوم قوات النظام والمليشيات على خان طومان مع خمس غارات جوية شنتها طائرات روسية على مناطق قرب بلدة كفرناها، وعشر غارات أخرى على مناطق في محيط بلدة خان العسل، بالإضافة إلى قصف مدفعي وصاروخي عنيف شنته قوات النظام المتمركزة في تلة البنجيرة وقرية العزيزية جنوب حلب، وقريتي تل ممو والزيارة، التي تسيطر عليها المعارضة في ريف حلب الجنوبي.

 

إلى ذلك، أفادت مصادر الدفاع المدني في حلب بأن طائرة مروحية تابعة للنظام استهدفت منطقة سكنية في حي الأنصاري جنوب غرب حلب، ببرميل متفجر، أدى انفجاره إلى أضرار مادية كبيرة. ومع خسارة النظام لثلاث مواجهات عسكرية في يوم واحد، في محيط حلب، يبدو أن فرص قواته في إحراز تقدم هام على مناطق سيطرة المعارضة في حلب تبدو ضئيلة، خصوصاً بعد نجاح قوات المعارضة في التصدّي لهجمات قوات النظام المتزامنة وبكفاءة عالية.

 

ومع هذه التطورات الأخيرة التي تلت انتهاء مدة الهدنة الممددة للمرة الثانية في حلب، تعود إلى الواجهة احتمالات إعادة إعلان هدنة بين قوات المعارضة وقوات النظام في المدينة، لإفساح المجال أمام اتصالات الأطراف المعنية بالملف السوري، لإيجاد أرضية لعقد جولة جديدة من المباحثات بين ممثلي النظام والمعارضة في جنيف.

 

” ويُرجّح أن تشمل الهدنة، في حال تم التوصّل إليها، مدينة حلب فقط، من دون ريفها، بسبب الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها القوات الإيرانية الداعمة للنظام في خان طومان، والتي وصلت بحسب المصادر الإعلامية الإيرانية إلى 14 قتيلاً، بينهم ضابط كبير في الحرس الثوري وعدد من الأسرى، الذين تحدثت مصادر المعارضة عن أسرهم قبل أن تؤكد ذلك المصادر الإعلامية الإيرانية.

 

وسيضع ذلك ضغطاً على طهران ومن ثم على النظام السوري لمحاولة إحراز نصر في خان طومان والمناطق المحيطة بها جنوب حلب، التي ما زالت بيد “جيش الفتح” الذي تمكنت قواته خلال الأيام الخمسة الأخيرة من إفشال أربع هجمات كبيرة لقوات النظام والمليشيات الأجنبية الداعمة لها في المنطقة.

 

وربما تفكر قوات النظام في شنّ هجوم جديد على مناطق سيطرة المعارضة شمال حلب، بهدف الاقتراب من طريق الكاستيلو ومحاولة قطعه، وبالتالي فرض حصار على مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب، إلا أن نجاح قوات النظام بذلك يبدو مستبعداً خلال الأيام القليلة الماضية، مع تمكن قوات المعارضة من إفشال جميع هجمات قوات النظام على أطراف حلب خلال الأيام الماضية.

 

الزارة: المعارضة تدين المجزرة بحق العلويين المدنيين

وائل العبدالله

هاجمت فجر الخميس مجموعات من فصائل مسلحة تعمل ضمن ضمن “غرفة عمليات حمص” وتضم “جبهة النصرة” و”أحرار الشام” و”فيلق حمص” و”أجناد حمص” و”أهل السنة والجماعة”، قرية الزارة الواقعة بين ريف حمص الشمالي وريف حماه الجنوبي. واستمرت العملية حوالى 4 ساعات استطاعت خلالها الفصائل المسلحة بسط سيطرتها على القرية ذات الأغلبية العلوية، وأسر العديد من أهلها. وهذه هي المرة الأولى التي تهاجم فصائل مسلحة قرية علوية في ريف حمص، منذ أكثر من سنتين. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لمقاتلين من الفصائل إلى جانب جثث مدنيين، تمت تصفيتهم داخل بيوت في البلدة.

 

وريف حمص، كمنطقة يعيش فيها السنّة والعلويون، كان قد شهد مجازر طائفية ارتكبتها قوات النظام مثل مجزرة الحولة الشهيرة، في أيار/مايو 2012 وذبح فيها أكثر من 65 طفلاً.

وبعد قليل من إعلان سيطرة الفصائل على قرية الزارة قصفت قوات النظام أطراف القرية، وأغار الطيران الحربي على برج قاعي تسنين وحربنفسه، وأوقف النظام إدخال المساعدات المقررة لقرى الحولة.

 

وتم التحضير للعمية سراً من دون تسريبات إعلامية، ما أدى لسرعة تنفيذها، وصرحت “غرفة عمليات حمص” والفصائل المشاركة بأن هدف العملية هو “الثأر لشهداء مجازر الطيران السوري وحليفه الروسي ضد المدنيين في مدينة حلب، ووسيلة للضغط على النظام لتحقيق مطالب المفاوضات في ريف حمص الشمالي بغرض فتح المعابر وإدخال المساعدات الغذائية والطبية للقرى المحاصرة منذ سنوات”. ويضم ريف حمص الشمالي المحاصر بلدات تلبيسة والرستن والحولة ودير فول والغنطو.

 

ولا توجد إحصائية دقيقة حتى الآن، عن عدد القتلى بين قوات النظام وبين المدنيين، في الزارة، ولا عن عدد الأسرى. وتشير الترجيحات إلى أن عدد الأسرى هو نحو 25 من نساء وأطفال، بحسب روايات شهود عيان أكدوا نقل النساء والأطفال في حافلات عند مفرق قرية الغجر. وهو ما أثار ردود فعل لدى موالي النظام، الذين قالوا إن عدد الأسرى بالمئات، وأشاروا إلى عدم قدرة النظام على حماية القرى العلوية المتاخمة للقرى السنية المحاصرة في الريف الشمالي لمدينة حمص.

 

وتقع قرية الزارة بالقرب من محطة الزارة الحرارية لتوليد الكهرباء، وكان من المفروض أن تتوافر فيها قوة حماية تابعة للنظام، أكبر من تلك الموجودة. ولكن ضعف الحماية أدى لتكبد المليشيات الأهلية الموالية للنظام وبعض قوى “الدفاع الوطني” لخسائر كبيرة، على ثلاثة حواجز. ويعتبر الهجوم على الزارة مؤشراً خطيراً وجديداً في المعادلة العسكرية القائمة في الريف الشمالي لمدينة حمص. فللمرة الأولى يتم مهاجمة قرية علوية وأسر مدنيين من نساء وأطفال فيها.

 

كما أنها المرة الأولى، التي تنتشر فيها صور لمقاتلين من الفصائل الإسلامية، يرجح أنهم من “جبهة النصرة” فوق جثث لنساء تم قتلهن خلال العملية، ما يؤكد الروايات المتناقلة عن مجزرة ارتكبت بحق مدنيي القرية. ولطالما كررّ النظام أن المعارضة تستهدف المدنيين على أساس طائفي، وهو ما دأبت المعارضة على نفيه عبر “الائتلاف الوطني” و”المجالس العسكرية الثورية” وحتى الفصائل المتشددة إسلامياً. وسارع العديد من نشطاء الثورة لاستنكار العملية والتشهير بها، في مواقع التواصل الاجتماعي.

 

قوات النظام لم تكن قد التزمت بـ”وقف الأعمال العدائية” أو الهدنات المحلية في ريف حمص، وثابرت على قصف قريتي تير معلة والدار الكبيرة، بالبراميل المتفجرة، ما تسبب في حصول مجازر. وقال أحد مسؤولي “غرفة عمليات حمص” لـ”المدن” إن النظام لم يلتزم كعادته بتنفيذ أي تعهد قطعه، وآخر خروقاته كانت العودة إلى حصار حي الوعر، ما تسبب في دخول الوعر مرحلة خطيرة من نقص المواد الغذائية. وكان الاتفاق بين المعارضة والنظام، في حي الوعر، قد تمّ برعاية “الأمم المتحدة”، لبدء عملية المصالحة أو الهدنة والسماح بدخول المواد الغذائية.

 

ويخضع الريف الشمالي لمدينة حمص لسيطرة المقاتلين الإسلاميين، بعد خروج مقاتلي مدينة حمص المحاصرة منذ أيار/مايو 2014. وتعززت سيطرة الفصائل الإسلامية في الريف الشمالي منذ تلك الفترة، وخضعت المنطقة لعمليات تصفية بين الفصائل لإنهاء تواجد تنظيم “الدولة الإسلامية” وخلاياه النائمة. وتتواجد قوات “داعش” في ريف حمص الشرقي، في حين تتمتع “جبهة النصرة” بسيطرة كبيرة في الريف الشمالي، وتظهر سيطرتها جلية في “المحكمة الشرعية” وكافة مفاصل الحياة.

 

للمرة الأولى منذ 2012.. الطعام يدخل إلى داريا

انتهى اتفاق التهدئة في حلب، الخميس، من دون الإعلان عن تمديده كما جرى خلال الأيام الماضية، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تمديد “اتفاق وقف الأعمال العدائية” في حلب مرتين خلال الأسبوع الحالي.

 

ومع عودة التصعيد إلى حلب، استأنفت قوات النظام عملياتها العسكرية، حيث وقع عدد من الجرحى والقتلى في قصف تعرض له الريف الغربي لمحافظة حلب، فضلاً عن استمرار محاولات النظام والمليشيات المقاتلة إلى جانبه استعادة منطقة خان طومان، بعدما سيطرت عليه “جبهة النصرة” وفصائل من المعارضة السورية قبل يومين، وتمكّنوا من أسر مقاتلين إيرانيين قالت طهران إن عددهم يتراوح بين 5-6، فيما اعترفت رسمياً بمقتل 13 آخرين.

 

في المقابل، سقطت قذائف على مناطق تخضع لسيطرة قوات النظام في حي سيف الدولة في مدينة حلب، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص وأكثر من 10 جرحى. وبينما اتهم النظام قوات المعارضة في الجزء الذي تسيطر عليه من مدينة حلب بالوقوف وراء إطلاق القذائف، نفت الفصائل المسلحة استهدافها لتلك المناطق.

 

من جهة ثانية، انسحبت قوات النظام من قرية الزارة، التي باتت تقطنها أغلبية علوية في ريف محافظة حمص بعد هجرة سكانها التركمان في أوقات سابقة. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” إن المعارضة ارتكبت مجزرة بحق سكان القرية، فيما لم ترد معلومات تؤكد رواية النظام.

 

إلى ذلك، أعلنت اللجنة الدولية لـ”الصليب الأحمر”، عن نجاحها بالحصول على موافقة من الحكومة السورية لإدخال مساعدات طبية وغذائية إلى مدينة داريا للمرة الأولى منذ حصارها في العام 2012. وقال الناطق باسم “الصليب الأحمر” بافل كشيشيك، إن مساعدات دولية ستدخل للمرة الأولى إلى داريا، وسيتولى “الصليب الأحمر”، ومنظمة “الهلال الأحمر” السوري تلك المهمة، فيما دعا منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة يان إيغلاند، الولايات المتحدة وروسيا إلى دعم العمليات الإنسانية في سوريا، للوصول إلى كل المناطق المحاصرة، وطالب بالدفع نحو إنعاش اتفاق “وقف العمليات العدائية في سوريا”، من أجل السماح للمدنيين بتلقي المساعدات.

 

ما هي أهداف “داعش” في ريف حمص الشرقي؟

أسامة أبوزيد

استعاد تنظيم “الدولة الإسلامية” زمام المبادرة في بادية حمص ومركزها في مدينة تدمر، عبر تنفيذ هجمات على مواقع حساسة تابعة لقوات النظام. وتدارك التنظيم بذلك “الضربة القاسية” التي تلقاها أثناء سيطرة قوات النظام والمليشيات بدعم جوي روسي، على تدمر نهاية آذار/مارس الماضي. وبدأ الحديث الآن حول إمكانية عودة “الدولة” للسيطرة على مدينة تدمر.

ويبدو وكأن “الدولة الإسلامية” تسعى لحصار مدينة تدمر تمهيداً لمهاجمتها، وفقاً لمتابعة سير المعارك في المنطقة. وقد تمكن التنظيم، الثلاثاء الماضي، من قطع طريق تدمر-حمص الذي يُعدّ الطريق الرئيس لإمدادات النظام العسكرية نحو تدمر، بعدما سيطر التنظيم على “الكتيبة المهجورة” الواقعة على بعد كيلومترين غربي مطار “التيفور” العسكري.

 

ولم تدم سيطرة “داعش” على الكتيبة سوى ساعات قليلة، قبل انسحابه، بسبب صعوبة التمركز داخلها وجغرافية المنطقة المكشوفة على مطار “التيفور” أحد أهم المطارات العسكرية في سوريا والقريبة من تدمر، والذي يضمّ مروحيات قتالية روسية حديثة.

 

وتقول مصادر إن التنظيم لا يرى في مدينة تدمر هدفاً له، خاصة خلال الفترة الحالية. فالمدينة بنظر التنظيم “أرض محروقة” لا يمكن الاستفادة منها لا عسكرياً ولا اقتصادياً. وأشارت المصادر إلى أن استراتيجية التنظيم تهدف لاستهداف مواقع أكثر أهمية تعود بالفائدة على التنظيم من الناحية العسكرية والاقتصادية كحقول الغاز الموجودة في المنطقة.

 

وكان التنظيم قد سيطر قبل أيام على “حقل شاعر” النفطي، بالإضافة للسيطرة على أجزاء من “حقل المهر”، وتمكن التنظيم في تلك العملية من السيطرة على 20 دبابة من قوات النظام، وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر. وتلك الهجمات توضح الأسلوب الذي عرف به التنظيم منذ نشأته.

 

واقع مدينة تدمر من الناحية العسكرية والأمنية يجعل من إمكانية سيطرة “الدولة الإسلامية” عليها أمراً مستبعداً، بعدما تحولت المدينة إلى “محمية عسكرية روسية” مع تواجد منظومة دفاع جوي وأجهزة رادار، بالقرب من قلعة فخر الدين المعني الأثرية غربي تدمر والتي تكشف مساحات واسعة من محيطها وتعمل على تأمين المدينة، بالإضافة إلى وجود مخيمات عسكرية قرب المتحف الأثري تضم الجنود الروس وآلياتهم العسكرية.

 

التواجد العسكري داخل تدمر، انحصر بالقوات الروسية، بشكل أساسي، برفقة مجموعات مقاتلة من مليشيات النظام السوري “الموثوق” بها، خوفاً من أي اختراق أمني. وتمّ نقل مقاتلين في قوات النظام ومليشياته، من أبناء تدمر، إلى مناطق أخرى بعيدة. فروسيا تخشى إمكانية تجنيد التنظيم لأحد أبناء تدمر في قوات النظام، لنقل المعلومات وتسريبها. الهلع الروسي من خسارات بشرية في صفوف القوات الروسية، دفع حتى إلى إبعاد المليشيات العراقية واللبنانية بعيداً عن تدمر. وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت الأربعاء عن مقتل عسكري روسي في ريف حمص.

 

وذكرت المصادر أن التنظيم يستعد لبدء عمليات نوعية تهدف إلى إلحاق أكبر ضرر بقوات النظام ومن يقاتل إلى جانبها، أسوةً بمعارك الرمادي في العراق التي برزت فيها كثافة مفخخات التنظيم واعتماده على حرب العصابات وبأسلوب خاطف، أنهكت القوات العراقية ومليشيات “الحشد الشعبي”.

 

ولُوحظ مؤخراً قيام التنظيم بعمليات عسكرية خاطفة في مناطق متفرقة داخل بادية حمص، استخدم فيها أكثر من 6 مفخخات، على الجبهة الشرقية لتدمر وشرقي مدينة القريتين الواقعة إلى الجنوب الغربي من تدمر، وفي قرية حويسيس الملاصقة لحقل شاعر. وكان تنظيم “الدولة” قد أسقط طائرة مروحية لقوات النظام بالقرب من بلدة حويسيس.

 

يهدف التنظيم من خلال تلك العمليات إلى تشتيت جهود وتركيز قوات النظام والقوات الروسية، التي تستعد للتوجه إلى محطة “آراك” النفطية وبلدة السخنة انطلاقاً من تدمر، وكسب المزيد من “الغنائم” التي تساعد التنظيم في تذخير قواته. في ظل حديث، يبدو غير منطقي حالياً، عن نية النظام التوجه لفك الحصار عن قواته في مدينة ديرالزور ومطارها العسكري.

 

ويشرف على إدارة معارك “الدولة الإسلامية” في المنطقة الممتدة من حقل شاعر نحو مدينة تدمر ومحيطها وصولاً إلى محيط مدينة القريتين، أمراء عسكريون تابعون لـ”ولاية حمص” و”ولاية حماة” و”ولاية دمشق”، وكان قادة “ولاية حمص” هم من يديرون خطط التنظيم. وهو أمر يُظهر عزم التنظيم على قلب المعادلة مع قوات النظام، وإظهار التنظيم على أنه مازال موجوداً، والمعارك في بادية حمص لم تنتهِ بعد.

 

مقتل قيادي لجبهة النصرة بغارة في ريف إدلب  

قتل القيادي في جبهة النصرة “أبو هاجر الأردني” بغارة على ريف إدلب، وسط أنباء عن مقتل 16 “جهاديا” في سلسلة غارات جوية على المنطقة.

 

وقالت مصادر للجزيرة إن مطار أبو الضهور العسكري في ريف إدلب تعرض لغارات صباح اليوم، مما أسفر عن مقتل القيادي الأردني، وأضافت أن الغارات شملت أيضا مدينة سراقب، وهو ما أدى لوقوع جرحى.

 

من جانب آخر، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن طائرات حربية لم تعرف هويتها نفذت أكثر من ستين غارة على مطار أبو الضهور العسكري الذي تسيطر عليه جبهة النصرة بمحافظة إدلب، ما تسبب بمقتل “16 جهاديا بينهم قيادي رفيع بالجبهة”.

 

وتنفذ طائرات روسية وأخرى تابعة لـالتحالف الدولي بقيادة أميركية -بالإضافة لطائرات النظام السوري- غارات جوية تستهدف مواقع من يوصفون بالجهاديين وتحركاتهم في محافظات عدة.

 

يُشار إلى أن جبهة النصرة وفصائل أخرى بالمعارضة السورية منضوية في إطار “جيش الفتح” سيطرت يوم 9 سبتمبر/أيلول الماضي بشكل كامل على مطار أبو الضهور العسكري الذي كان يعد آخر مركز عسكري لقوات النظام بمحافظة إدلب بعد حصاره لنحو عامين.

 

وتمكنت فصائل “جيش الفتح” من السيطرة الصيف الماضي على محافظة إدلب بشكل شبه كامل، في حين يقتصر وجود النظام على ما يسمى قوات الدفاع الوطني ومقاتلين محليين في بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين له.

 

انتقادات الجولاني للجيش الحر تثير غضب قياداته  

عمر أبو خليل-ريف اللاذقية

وصف المقدم في الجيش الحر محمد حمادو نفي أمير جبهة النصرة أبو محمد الجولاني وجود جيش حر في سوريا بأنه صدى لتصريحات الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، مشيرا إلى أنه بهذا التصريح يعطي روسيا شرعية للتدخل في سوريا.

جاء ذلك تعليقا على تصريح صحفي أدلى به الجولاني قبل أيام لبعض وسائل الإعلام، ومنها الجزيرة، أشار فيها إلى أن هناك كتائب غير مترابطة تعمل باسم الجيش الحر دون وجود لهيكلية تنظيمية حقيقية، الأمر الذي أثار حفيظة قيادات وعناصر الجيش الحر.

 

ورفض حمادو مبدأ الإلغاء الذي اعتمده الجولاني في تصريحه، ووصف من ينكر دور الجيش الحر بالجاحد، وذكّر بأنه أول من بدأ العمل العسكري ضد النظام بهدف حماية الثوار والمتظاهرين السلميين، وقدم شهداء مشهودا لهم مثل (أبو فرات، أبو فراس، أبو بصير) وغيرهم الكثير.

 

انزعاج واتهام

وأبدى أغلب قادة الجيش الحر في أحاديث لهم مع الجزيرة نت انزعاجهم من تصريحات زعيم جبهة النصرة في سوريا، ولم يستغربوها، لا سيما بعد رفض الجبهة الانفصال عن تنظيم القاعدة رغم المحاولات العديدة التي بذلوها معها.

 

وأشار عضو المكتب السياسي في “حركة نور الدين الزنكي” بسام مصطفى إلى أن الجولاني بهذه التصريحات أوجد خلافات مع السوريين والجيش الحر “كان حريا به إبعادها عن أجواء العمل ضد النظام، لا سيما في هذه الفترة التي تشهد مشاركة روسية للنظام في قتال كل الفصائل المعارضة والمدنيين أيضا”.

 

وقال مصطفى في حديث للجزيرة نت إن الجولاني اتهم فصائل الجيش الحر بالخيانة “وهذا لا يجوز له ولا لغيره، فمن كان حاضرا في الرياض سبق الجولاني في تقديم الشهداء والتضحيات بسنتين على الأقل”.

 

واستغرب القيادي ذاته مباهاة الجولاني بإفشال هدنة الغوطة في الوقت الذي يعقد فيه هدنة في كفريا والفوعة، وتساءل كيف يحلل لنفسه ما يحرمه على الآخرين؟

 

ولفت إلى أن السوريين باتوا يشتكون علانية من تشدد مشرعي وعناصر جبهة النصرة في معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية والدينية، خصوصا بعدما اشتد عودها في بعض المناطق المحررة.

 

تثير الفتنة

وجاءت تصريحات بعض قيادات الجيش الحر أكثر حدة تجاه الجولاني، فقد وصفه المقدم محمد خليل بأنه “غرفة عمليات لمخابرات إقليمية” وقال إنه “ليس قياديا فعالا”.

 

وقال إن تصريحاته تحريضية تثير الفتنة والشقاق بين الفصائل المقاتلة، وتزيد من خلط الأوراق، معتبرا أن ما قبل تصريح الجولاني ليس كما بعدها.

 

وكان لافتا أن قيادات الجيش السوري الحر التي تحدثت للجزيرة أجمعت على أنها لن ترفع السلاح في وجه جبهة النصرة، رغم أنها استعدت الجميع بتصريحات أميرها الجولاني.

 

توقيت مشبوه

من جهته، اتهم العميد المنشق أحمد رحال ما أسماها “الفصائل السوداء” بإضعاف الجيش الحر ومحاربته بشكل مباشر وغير مباشر، رغم أنه انطلق قبلها بسنتين وحرر أكثر من نصف الجغرافية السورية، ولا يزال الأكثر فعالية على جبهات الساحل وحماة ودرعا.

 

واستهجن رحال التوقيت -الذي وصفه بالمشبوه- تصريحات الجولاني التي تزامنت مع عقد مؤتمر الرياض للمعارضة السورية والذي شارك فيه ممثلون عن عدة فصائل بالجيش الحر.

 

وختم حديثه برفض تحويل الشعب السوري إلى خشب يحرق لإنجاح مشروع زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، ودعا عناصر جبهة النصرة من السوريين الشرفاء للعودة إلى مكانهم الطبيعي بالجيش الحر و”التفرغ لمحاربة النظام وصولا إلى الحرية التي استهتر بها الجولاني رغم تقديمنا مليون شهيد على محرابها”.

 

علوش: تشكيلات جديدة للمعارضة قريبا بشمال سوريا  

توقع كبير مفاوضي الهيئة العليا للمفاوضات السورية محمد علوش ظهور تكتلات جديدة لفصائل المعارضة في شمال البلاد من أجل تغيير موازين القوى، وقال إن المعارضة ما تزال صامدة، وبمقدورها استعادة زمام المبادرة.

 

وأوضح علوش للجزيرة أن هناك سعيا حثيثا من قوى المعارضة السورية المسلحة لإعادة رص صفوفها، داعيا من أسماهم الأصدقاء الحقيقيين للشعب السوري إلى مساعدة المعارضة المسلحة على تحقيق التغيير المنشود في ميزان القوى.

 

وذكر أن الحرب في سوريا سجال، و”لو ترك الشعب السوري وحده ليواجه النظام لأنهى الأمر في العام 2013، ولكن التدخلات الأجنبية وإرسال إيران وحدات مدرعة جعل النظام يكتسب بعض القوة ويحقق بعض التقدم”.

 

وشدد علوش على أن تقدم قوات النظام شبرا أو سيطرتها على قرية أو أحياء كانت بيد المعارضة “لن يغير شيئا من الحقوق التي خرج من أجلها السوريون، وهي نيل الحرية ورفع الظلم وحق اختيار من يقودهم ويمثلهم”.

 

وقال إن على النظام وحلفائه التنبه إلى “أن السوريين لن يرضخوا لمساومات سياسية وفرض أجندات مقابل الحفاظ على أرواحهم”.

 

وجاء تصريح علوش في وقت تحقق فيه المعارضة السورية تقدما في ريف حلب الجنوبي، كما صدت عدة هجمات لقوات النظام وحلفائه لفرض حصار على مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب من جهة الغرب.

 

وقالت المعارضة المسلحة الجمعة إنها قتلت أكثر من خمسين جنديا من الجيش السوري النظامي والمليشيات الموالية له في تصديها لهجوم بري واسع على حلب من ثلاثة محاور، وأضافت أنها استعادت السيطرة الكاملة على مخيم حندرات وحي الراشدين شمال وغرب حلب.

 

مصادر: تطابق بطريقة اغتيال قياديين عسكريين لحزب الله في سورية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 13 أيار/مايو 2016

روما ـ قالت مصادر عسكرية سورية إن عملية اغتيال مصطفى بدر الدين، القائد العسكري لحزب الله في سورية، مطابقة تماماً لعملية اغتيال سمير قنطار المسؤول العسكري في الحزب داخل سورية، الذي اغتيل في كانون الأول/ديسمبر العام الماضي، ورجّحت وجود شريحة تعقّب مزروعة داخل مكان إقامته.

 

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن “من المُرجّح وفق المعلومات الأولية أن بدر الدين اغتيل بصاروخ (سبايس) موجه عبر نظام متابعة مواقع جغرافية (جي بي اس) يتبع شريحة مزروعة في مكان إقامته بريف دمشق، وهي منظومة صواريخ لا يمكن رصدها بالرادار، ما يُرجّح وجود عملية اختراق سهّلت الوصول إليه”.

 

ولم تُحدد المصادر مكان إقامة القائد العسكري لحزب الله، مكتفية بالإشارة إلى أن مكان إقامته مموه وضمن منطقة سكنية، فيما قال حزب الله إن الرجل قُتل ليل الثلاثاء بقصف استهدف مكان إقامته قرب مطار دمشق الدولي.

 

وقد شارك بدر الدين في معظم عمليات الحزب منذ عام 1982، وهو أحد المتهمين الرئيسيين باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري وشخصيات لبنانية أخرى، وعليه حكم بالإعدام في الكويت عام 1984 بسبب ضلوعه بتفجيرات استهدفت السفارتين الأمريكية والفرنسية، ويُعتقد أن له علاقة بتفجير (الخبر) في السعودية عام 1996.

 

واتهم حزب الله إسرائيل باغتياله بقصف جوي، وهو شقيق زوجة عماد مغنية، القائد العسكري في حزب الله الذي اغتيل في دمشق أيضاً عام 2008.

 

ايطاليا: انتظار وصول 340 لاجئاً سورياً الى ميناء أوغوستا

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 13 أيار/مايو 2016 المتحدثة باسم مفوضية حقوق اللاجئين كارلوتّا سامي

باليرمو – قالت مصادر أمنية ايطالية إن ميناء أوغستا الصقلي، ينتظر صباح الجمعة وصول 340 مهاجرا من بين أكثر من 800 شخص، تم انقاذهم أمس في قناة صقلية.

 

وأضافت المصادر ذاتها أن “في استقبال اللاجئين ستكون هناك المتحدثة باسم مفوضية حقوق اللاجئين كارلوتا سامي”، والتي “ستراقب عن كثب عمليات نزول المهاجرين من على متن السفينة”.

 

وبهذا الصدد، أوضحت سامي أن “هذه هي المرة الأولى منذ سنة على الأقل، أن يصل لاجئون سوريون وعراقيون انطلقوا من مصر”، مشيرة الى أن “البحر والمخاطر لا يمكنهما وقف من يكمن وراءهم الموت والدمار فقط”.

 

وخلصت المصادر الأمنية الى القول إن “بقية المهاجرين سيتم نقلهم عن طريق السفن الى موانئ باليرمو وكاتانيا وكروتوني”.

 

النظام السوري يستأنف قصفه في الجنوب والهدنة مهددة بالانهيار

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 12 أيار/مايو 2016

روما- أفاد ناشطون ومراقبون سوريون بأن “النظام عاد لإلقاء البراميل المتفجرة العشوائية من المروحيات على بلدات وقرى في محافظة درعا” جنوب البلاد، ما يُنبئ باقتراب انهيار الهدنة في المنطقة التي شهدت حالة من الهدوء طوال الشهرين الماضي،  فيما أكّد مرصد حقوقي سوري “حدوث 396 خرقاً للهدنة خلال الجولة الثانية من مفاوضات جنيف  ارتكب النظام السوري 93% منها”.

 

وقال شهود عيان وناشطون لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن “النظام استأنف إلقاء البراميل المتفجرة العشوائية والمدفعية الثقيلة على قرى وبلدات الجنوب”، التي لا تبعد سوى كيلومترات عن الحدود السورية-الأردنية على الرغم من “عدم وجود أي اشتباكات أو تحرشات من فصائل المعارضة المسلحة” المسيطرة على المنطقة.  وأشاروا إلى خشية السكان أن يكون ذلك مقدّمة لـ”انهيار الهدنة” في المنطقة التي شهدت حالة هدوء نسبي بين الطرفين العسكريين (النظام والمعارضة) اللذين يتقاسمان المنطقة.

 

إلى ذلك وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان حصول 396 خرقاً على الأقل للهدنة المُعلنة في سورية (وقف الأعمال العدائية) خلال الجولة الثانية لمفاوضات مؤتمر جنيف3 المتعثر حالياً، أي من الفترة من 13 نيسان/أبريل الماضي ولغاية 27 منه، مشيرة إلى ارتفاع الخروقات بنسبة 150% عن الفترة خلال الجولة الأولى من المفاوضات، كما نبّهت إلى ازدياد استهداف المدنيين والمراكز الحيوية المدنية والكوادر الطبية.

 

وأوضحت الشبكة أن النظام السوري كان صاحب “أكبر نصيب في خرق الهدنة بنسبة 93% من إجمالي الخروقات”. وأشارت كذلك إلى استمرار النظام بـ”منع وصول المساعدات للمناطق المحاصرة، واستمرار قتل المعتقلين داخل سجون النظام، وارتفاع معدلات الاعتقال وعدم إطلاق سراح معتقلين لدى النظام وفق ما تنص عليه البنود التمهيدية لمفاوضات جنيف وغير الخاضعة للتفاوض وفق القرار الأممي 2254 الذي عُقد مؤتمر جنيف 3 استناداً له”.

 

وتشهد محافظات حلب واللاذقية وحمص ما يشبه انهياراً للهدنة بعد أن “صعّد النظام السوري وحلفائه الهجمات على المعارضة المسلحة” في هذه المحافظات، بعيد تعثّر مؤتمر جنيف الذي قررت المعارضة السورية تعليق مشاركتها به مشترطة احترام النظام وحلفائه الهدنة وإطلاق سراح معتقلين والسماح بإدخال مساعدات إنسانية للمناطق المحاصرة.

 

رئيس الإئتلاف الوطني: يحق لتركيا إقامة منطقة آمنة في سورية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 12 أيار/مايو 2016

روما – رأى رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أنس العبدة أنه “يحق لتركيا إقامة منطقة آمنة في سورية لتأمين عودة السوريين وحماية حدودها”، مرحعا وذلك إلى “الاتفاقيات الموقعة بين البلدين”.

وأشار المكتب الإعلامي للإئتلاف إلى أن العبدة نوه خلال كلمة ألقاها أمام طلاب جامعة ولاية بيلاجيك التركية، بان “بروتوكول أضنة (المبرم بين تركيا وسورية عام 1998) يهيئ الأرضية اللازمة لأنقرة، لإقامة منطقة آمنة في سورية”. وأردف “في حال تحقق ذلك، وأُقيمت المنطقة الآمنة، تكون أنقرة قد أمّنت حدودها، وعندئذٍ، يمكن للسوريين أن يعودوا إلى بلادهم في أمان”، على حد تعبيره

 

ورأى رئيس الائتلاف أن “الوقت الحالي لا يسمح بعودة اللاجئين السوريين إلى منازلهم نتيجة القصف الممنهج الذي يمارسه نظام الأسد ضد المدنيين”، معبراً عن “الأمل بأن تخطو تركيا بشجاعة لإقامة المنطقة الآمنة، لما لها من أهمية كبرى لكلا البلدين”.

 

ووصف العبدة تركيا بـ”اللاعب الإقليمي المهم في منطقة الشرق الأوسط”، وقال “لا شك أنها ستعلب دوراً مهمَاً خلال مرحلة إعادة إعمار سورية”.

 

وحسب رئيس الإئتلاف، فإن “نظام الأسد خطف الدولة السورية، وأنشأ تحالفات عميقة مع إيران وروسيا وهذه التحالفات لم تكن لصالح الشعب السوري”، واصفا موسكو بـ”شركاء نظام الأسد بالمجازر المرتكبة بحق الشعب السوري”.

 

واضاف “إيران تحاول ترسيخ نفسها كقوة إقليمية لا يستهان بها، واستغلت دعمها للأسد للضغط على المجتمع الدولي في مفاوضاتها حول برنامجها النووي”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى