أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 13 تشرين الأول 2017

 

 

 

 

ضم جنوب دمشق إلى «خفض التوتر»

القاهرة – محمد الشاذلي؛ لندن – «الحياة»

توصلت ثلاث فصائل من المعارضة السورية إلى اتفاق يقضي بضم مناطق تسيطر عليها فصائل معارضة جنوب دمشق إلى مناطق «خفض التوتر». وتم التوصل إلى الاتفاق برعاية مصرية وضمانة روسية وبدأ سريانه الساعة 12 ظهر أمس، ووقّعت عليه فصائل «جيش الإسلام» و «جيش أبابيل» و «أكناف بيت المقدس». وقال مسؤول الهيئة السياسية في «جيش الإسلام» محمد علوش، إن الاتفاق يأتي في إطار مساعي تجنب سيناريو «التهجير القسري». وتُعاني جيوب المعارضة في جنوب دمشق من حصار أدى إلى تدهور حاد في الوضع الإنساني. في موازاة ذلك، تمكنت القوات النظامية من قطع الطرق كافة التي تربط مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي مع مدينة البوكمال الحدودية مع العراق التي تعد من آخر معاقل «داعش». وباتت القوات النظامية تحاصر الميادين من ثلاث جهات.

وأفاد بيان مصري بأنه «تم التوقيع في مقر الاستخبارات العامة على إعلان لوقف إطلاق النار في جنوب دمشق من جانب فصائل: جيش الإسلام، جيش أبابيل، وأكناف بيت المقدس برعاية جمهورية مصر العربية وبضمانة روسية». وأشار إلى أنه تم الاتفاق على الاستمرار في فتح المعابر جنوب دمشق لدخول المساعدات الإنسانية، ورفض التهجير القسري للسكان، وتأكيد فتح المجال أمام أي فصيل آخر من المعارضة الموجودة جنوب العاصمة للانضمام إلى إعلان وقف النار هناك.

وقال علوش إن اتفاق «خفض التوتر» يشمل منطقة الغوطة الشرقية وحي القدم جنوب دمشق، مشيراً إلى زيارة مرتقبة للقاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة لاستكمال بنود الاتفاق.

وانضمت الغوطة الشرقية في آب (أغسطس) الماضي، إلى اتفاق «خفض التوتر» بعد محادثات بين روسيا وفصيلي «جيش الإسلام» و «فيلق الرحمن». إلا أن خروقات التهدئة لم تتوقف. وشدد علوش على أن المراد من الاتفاق الجديد تثبيت الهدنة في الغوطة الشرقية.

وتمكنت الحكومة السورية وحلفاؤها من تشديد الخناق على فصائل المعارضة حول دمشق وفي ضواحيها من خلال سلسلة من الهجمات العسكرية واتفاقات انسحاب المعارضين وأسرهم إلى مناطق أخرى، بخاصة إلى إدلب شمالاً، حيث توجه آلاف من عناصر المعارضة.

تزامناً، سيطرت القوات النظامية بدعم روسي على أربعة أحياء على الأقل من الميادين التي تعد أحد آخر أبرز معاقل «داعش» في سورية.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن القوات النظامية تمكنت من قطع الطرق التي تربط الميادين بمدينة البوكمال الحدودية مع العراق والواقعة على بعد ثمانين كيلومتراً من الميادين.

وباتت القوات النظامية، وفق «المرصد»، «تحاصر المدينة من ثلاث جهات ولم يبق أمام داعش سوى نهر الفرات الذي بات من الصعب عبوره، نتيجة الرصد المستمر من الطائرات الروسية واستهدافها المتكرر العبّارات المائية». وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، أن «وحدات من القوات النظامية كثفت عملياتها» في الميادين حيث «تقدمت داخل أحياء من الجهة الغربية».

ونقل «داعش» جزءاً كبيراً من قواته وقادته إلى الميادين مع تضييق الخناق عليه في الرقة ودير الزور.

إلى ذلك، استقدم «داعش» خلال الأيام الثلاثة الماضية من العراق، نحو ألف عنصر معظمهم من جنسيات آسيوية وبينهم قياديون، انتشروا على جبهات عدة في ريف دير الزور الشرقي، وفق «المرصد» أمس.

 

القوات النظامية تقطع طريق «داعش» بين الميادين والبوكمال

لندن – «الحياة»

سيطرت القوات النظامية السورية بدعم روسي على أربعة أحياء على الأقل من مدينة الميادين التي تعد أحد آخر أبرز معاقل تنظيم «داعش» في سورية، وفق ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

ومع تقدمها أمس، تمكنت قوات النظام من قطع طريق رئيسي يصل مدينة الميادين الواقعة في ريف دير الزور الشرقي، بمدينة البوكمال الحدودية مع العراق التي تعد بدورها من آخر أبرز معاقل التنظيم والواقعة على بعد ثمانين كيلومتراً. وتعد المدينتان آخر أبرز معقلين متبقيين للتنظيم في سورية بعد الخسائر المتتالية التي مني بها وأبرزها في مدينة الرقة (شمال) التي يقترب من خسارتها بالكامل.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»، «تمكنت قوات النظام بقيادة القوات الروسية الموجودة على الأرض من السيطرة على أربعة أحياء على الأقل داخل مدينة الميادين».

وتشرف القوات الروسية، وفق عبد الرحمن، مباشرة «على العمليات العسكرية وتشارك في القتال ميدانياً، وتنفذ غارات كثيفة» دعماً لقوات النظام.

وتدور في هذه الأثناء، وفق المرصد، «معارك طاحنة» بين قوات النظام والتنظيم داخل المدينة.

وبحسب عبد الرحمن، «لم يتبقَّ لتنظيم داعش سوى طريق فرعي يقع بين الطريق الرئيسي والضفة الغربية لنهر الفرات»، موضحاً أنه يمكن للتنظيم سلوكه في حال قرر الانسحاب من الميادين».

ويأتي تقدم قوات النظام بعدما تمكنت الأسبوع الماضي من الوصول إلى الأطراف الغربية للمدينة للمرة الأولى منذ عام 2014، قبل أن يبعدها التنظيم الأحد.

وتشكل دير الزور منذ أسابيع مسرحاً لهجومين منفصلين، الأول تقوده قوات النظام بدعم روسي في المدينة في شكل خاص حيث تسعى إلى طرد «داعش» من أحيائها الشرقية، وفي الريف الغربي الذي تحاول منه الالتفاف نحو الريف الجنوبي الشرقي. أما الهجوم الثاني، فتنفذه الفصائل الكردية والعربية المنضوية في إطار «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من واشنطن في الريفين الشمالي والشمالي الشرقي.

وبحسب المرصد، فإن وتيرة تقدم هذه القوات أبطأ من قوات النظام.

ولا يزال التنظيم يسيطر على أكثر من نصف مساحة محافظة دير الزور بينها مناطق صحراوية واسعة.

وأفاد «المرصد» باندلاع معارك طاحنة في مدينة الميادين بين عناصر «داعش» من جانب، وقوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب آخر. وعلم «المرصد» أن الاشتباكات العنيفة تتركز في القسمين الغربي والشمالي الغربي من المدينة، نتيجة هجوم عنيف لقوات النظام بدأته أمس من محاور عدة، حيث تمكنت قوات النظام من خلال هجومها الأعنف والأوسع في الميادين من الدخول إلى الميادين والسيطرة على أحياء البلعوم والصناعة والبلوط في المدخل والأطراف الشمالية الغربية لمدينة الميادين، وحي الطيبة في جنوب غربي المدينة، لتتمكن بذلك من قطع الطريق الواصل بين الميادين والبوكمال. إضافة إلى استعادة السيطرة على القسم الغربي للمدينة والذي يتضمن الصوامع والفرن الآلي وقلعة الرحبا ومواقع أخرى. وفي حال تمكنت قوات النظام من إكمال التفافها من جنوب غربي المدينة أو السيطرة على كامل المدينة، فإنها ستحاصر التنظيم في كامل القرى والبلدات الممتدة على الضفاف الشرقية لنهر الفرات من الميادين وصولاً إلى شرق مدينة دير الزور، وتترافق المعارك الطاحنة بين الجانبين مع قصف عنيف ومكثف ومتبادل بين الطرفين، وغارات من قبل الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام على مناطق سيطرة التنظيم فيها.

وعلم «المرصد» بوصول تعزيزات عسكرية ضخمة إلى «داعش» في محافظة دير الزور. وأكدت مصادره وصول نحو 1000 عنصر من التنظيم إلى مناطق سيطرته في ريف دير الزور، خلال الـ72 ساعة الفائتة، من جنسيات غير سورية، ومعظمهم من جنسيات آسيوية، وينضوي معظم العناصر تحت راية لواء يدعى بـ «لواء القعقاع» العامل في العراق. وانتشر العناصر القادمون على جبهات مختلفة في دير الزور والبادية السورية، وذلك بعد نحو أسبوعين من وصول مئات العناصر من «داعش» من العراق من جنسيات غير سورية، وتنفيذهم لهجوم مع العناصر الموجودين سابقاً على الأراضي السورية والذي استهدف بادية دير الزور الغربية وريفي حمص الشرقي والجنوبي الشرقي. وحصل المرصد على معلومات من مصادر موثوقة، أن العناصر الـ1000 القادمين من العراق، يتجمعون ضمن تكتل في تنظيم «داعش» يسمى «القراديش» مؤلف من العناصر من جنسيات أوزبك وطاجيكية وأذرية وتركستانية، حيث استلم هذا التكتل قيادة العمليات العسكرية في مدينة الميادين وريف دير الزور الشرقي، ويعرف عن التكتل عدم ثقته بالعناصر السورية والعربية العاملة في تنظيم «داعش».

من ناحيتها، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر عسكري أن وحدات من الجيش تمكنت من السيطرة على حطلة تحتاني والتقدم في مراط بريف دير الزور. وكثفت وحدات من الجيش عملياتها على محور مدينة الميادين بالريف الجنوبي الشرقي وسيطرت على قرية الطيبة الملاصقة للمدينة وتقدمت داخل أحياء الميادين من الجهة الغربية وتحديداً في حي البلعوم والمنطقة الصناعية والمداجن. وأضافت الوكالة أن وحدات من الجيش خاضت اشتباكات عنيفة مع عناصر التنظيم على محور خشام- حطلة شرق نهر الفرات وعلى جبهتي العرفي والصناعة بمدينة دير الزور أدت إلى مقتل وإصابة العديد من عناصر التنظيم.

كما تمكنت وحدات الجيش من السيطرة أول من أمس على عدد من النقاط الاستراتيجية شرق نهر الفرات ومحيط مدينة الميادين وحققت تقدماً ملحوظاً بسيطرتها على نقاط مهمة باتجاه جسر السياسية.

إلى ذلك، أفادت مصادر أهلية من ريف دير الزور الجنوبي الشرقي بإقدام «داعش» على ذبح 3 أشخاص على دوار الانطلاق في مدينة البوكمال، وذلك بعد يوم من قتل مدني وتعليق جثته على دوار قرية الحصان بالريف الشمالي الغربي.

في موازاة ذلك، أعلن «التحالف الدولي» ضد «داعش» في العراق وسورية أن بين 300 إلى 400 عنصر من «داعش» لا يزالون في مدينة الرقة حيث يخوض تحالف من فصائل عربية وكردية معارك لاستعادتها بدعم أميركي.

وقال الكولونيل راين ديلن، الناطق باسم التحالف في مؤتمر صحافي في بغداد أمس، «هناك نحو أربعة آلاف مدني ما زالوا في الرقة، فضلاً عن 300 إلى 400 مقاتل من داعش».

واستعادت «قوات سورية الديموقراطية»، وهو تحالف عربي كردي، السيطرة على نحو 90 في المئة من المدينة منذ اقتحامها في حزيران (يونيو) الماضي.

ويسعى مسؤولون من المجلس المدني في الرقة إلى إجراء مفاوضات من أجل فتح ممر آمن للمدنيين للخروج من المناطق المتبقية تحت سيطرة «داعش».

وقال ديلن: «نرى مجموعة من عناصر داعش يستسلمون خلال الأشهر الماضية بمعدل أربعة إلى خمسة أسبوعياً، بينهم أمراء وقادة… كما اعتقل آخرون خلال محاولتهم الهرب بين المدنيين».

 

قوات النظام تسيطر على أربعة أحياء من مدينة الميادين شرق سورية

بيروت – أ ف ب

سيطرت قوات النظام السوري بدعم روسي اليوم (الخميس)، على أربعة أحياء على الأقل من مدينة الميادين، أحد آخر أبرز معاقل تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في سورية، وفق ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان».

وذكر المرصد أن قوات النظام تمكنت من قطع طريق رئيس يربط الميادين الواقعة في ريف دير الزور الشرقي في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق الواقعة على بعد 80 كيلومتراً، آخر أبرز معاقل التنظيم. ولم يتبق للتنظيم إلا طريق فرعي يربط المدينتين.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «تمكنت قوات النظام بقيادة القوات الروسية الموجودة على الأرض من السيطرة على أربعة أحياء على الأقل داخل مدينة الميادين». وأشار إلى أن القوات الروسية تشرف مباشرة «على العمليات العسكرية وتشارك في القتال ميدانياً، وتنفذ غارات كثيفة» دعماً لقوات النظام. وتدور حالياً «معارك طاحنة» بين قوات النظام والتنظيم داخل المدينة.

وأضاف المدير: «لم يتبقَّ لتنظيم داعش سوى طريق فرعي يقع بين الطريق الرئيس والضفة الغربية لنهر الفرات»، موضحاً أنه «يمكن للتنظيم سلوكه في حال قرر الانسحاب من الميادين».

ويأتي تقدم قوات النظام بعدما تمكنت الاسبوع الماضي من الوصول الى الأطراف الغربية للمدينة للمرة الأولى منذ العام 2014، قبل أن يبعدها التنظيم الأحد الماضي.

واستقدم التنظيم خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من العراق، بحسب المرصد، حوالى ألف مقاتل غالبيتهم من جنسيات آسيوية وبينهم قياديون، انتشروا على جبهات عدة في ريف دير الزور الشرقي.

وتشكل دير الزور منذ أسابيع مسرحاً لهجومين منفصلين، الأول تقوده قوات النظام بدعم روسي في المدينة بشكل خاص، حيث تسعى الى طرد المتطرفين من أحيائها الشرقية، وفي الريف الغربي الذي تحاول منه الالتفاف نحو الريف الجنوبي الشرقي.

أما الهجوم الثاني، فتنفذه الفصائل الكردية والعربية المنضوية في إطار «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من واشنطن في الريفين الشمالي والشمالي الشرقي.

وأشار المرصد إلى وتيرة تقدم «قوات سورية الديموقراطية» أبطأ من قوات النظام.  ولا يزال التنظيم يسيطر على أكثر من نصف مساحة محافظة دير الزور بينها مناطق صحراوية واسعة.

 

«الحلف الأطلسي» يحض الولايات المتحدة وتركيا على حل خلافاتهما

بروكسيل – أ ف ب

دعا الأمين العام لـ «حلف شمال الأطلسي» ينس ستولتنبرغ اليوم (الجمعة) الولايات المتحدة وتركيا إلى حل خلافاتهما، وحضهما على «إيجاد حلول في أسرع وقت ممكن» لأزمة تأشيرات الدخول.

وقال ستولتنبرغ في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»: «نأسف لهذه الخلافات بين هاتين القوتين العسكريتين الكبيرتين في الحلف»، مذكراً بأن التعاون مع أنقرة «مهم» في مكافحة التنظيمات المتطرفة في العراق وسورية.

وشهدت الأيام الماضية توتراً في العلاقات الأميركية – التركية، إذ علقت البعثة الأميركية في تركيا والبعثة التركية في واشنطن خدمات إصدار التأشيرات الأحد الماضي، بعد اعتقال أحد موظفي البعثة الأميركية في اسطنبول،

وكان موظف في القنصلية الأميركية في اسطنبول احتجز بتهمة ارتباطه برجل الدين التركي فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب التي وقعت العام الماضي، في إجراء نددت به واشنطن ووصفته بأنه «لا أساس له ويضر بالعلاقات بين البلدين».

وفي شأن آخر، حذر ستولتنبرغ من أن أي تدخل عسكري في كوريا الشمالية ستكون «عواقبه كارثية»، وقال رداً على سؤال حول الخطاب الحربي الذي يستخدمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخصوص أزمة كوريا الشمالية، «إن استخدام القوة العسكرية ستكون له عواقب كارثية، اعتقد أن لا أحد يريد فعلياً ذلك».

وأضاف «الولايات المتحدة لها الحق في الدفاع عن نفسها والدفاع عن حلفائها، لكن في الوقت نفسه أنا متأكد تماماً من أن لا أحد يريد حلاً عسكرياً».

 

وساطة أميركية لتسوية أزمة كردستان

بغداد – «الحياة»

ردت الحكومة العراقية على تحذيرات أطلقتها جهات أمنية كردية من أنها تستعد لشن حرب في المناطق المتنازع عليها، بتأكيد أنها «لن تستخدم الجيش ضد الشعب».

وعلى رغم تطمينات بغداد إلى تجنب الصراع المسلح، وتداول اقتراحات لإيجاد حل برعاية المحكمة الاتحادية، إلا أن تصاعد حدة التصريحات بين الطرفين يجعل هذه المناطق (سيطر عليها الأكراد خلال الحرب على «داعش») بؤرة قابلة للتفاوض أو للاشتعال (للمزيد).

وتأتي هذه المخاوف في وقت علمت «الحياة» أن وساطات تجرى بين مسؤولين في الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم برعاية أميركية لحل الأزمة بفتوى من «المحكمة الاتحادية»، وربما برعايتها.

وكانت المحكمة أصدرت «قراراً» بوقف إجراءات الاستفتاء لأنها غير دستورية. لكن رئيس الإقليم مسعود بارزاني رفض هذا القرار حينها، ومن المرجح أن يرفض قرارها إذا اعتبر أن الاستفتاء غير قانوني.

إلى ذلك، حددت الحكومة الاتحادية شروطها للتفاوض مع كردستان، ونقلت وكالة «رويترز» عن ناطق باسمها لم تسمه، قوله إن لبغداد «عدداً من الشروط التي تتعين على إقليم كردستان تلبيتها قبل الموافقة على إجراء محادثات». وأضاف: «على حكومة الإقليم الإقرار بالسلطة الاتحادية وسيادتها على ملف التجارة الخارجية، ونقصد ضمن هذا الملف بيع النفط وتصديره… (و)ملف أمن الحدود وحمايتها، ومن ضمنه المنافذ البرية والجوية». وتابع: «هذه الثوابت هي الأساس لأي حوار».

وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي خلال اجتماع مع مسؤولين في محافظة الأنبار أمس، إن «الحكومة الاتحادية لن تسمح بالعودة إلى المربع الأول وإعادة الخطاب الطائفي والتقسيمي»، وشدد على أنه «لن يتم استخدام الجيش ضد الشعب، ولن يتم خوض حرب ضد المواطنين الأكراد أو غيرهم، لكن من واجب الحكومة المحافظة على وحدة البلاد وتطبيق الدستور وحماية المواطنين والثروة الوطنية».

وتأتي هذه التصريحات بعد ساعات على إعلان «مجلس أمن كردستان» أن «هناك معلومات وصلتنا تفيد بأن القوات العراقية والحشد الشعبي والشرطة الفيديرالية تنوي شن هجوم على مناطق تسيطر عليها قوات البيشمركة»، التي أغلقت صباح أمس الطرق من الموصل إلى أربيل ودهوك بالسواتر الترابية، ثم فتحتها بعد ساعات.

وقال قائد الأركان في وزارة «البيشمركة» الفريق محمد جميل، إن إغلاق الطرق «إجراء احترازي لمنع أي خطر على الإقليم».

لكن سكان المناطق المتنازع عليها، خصوصاً في كركوك وبعض مناطق سهل نينوى، حبسوا أنفاسهم طوال ليلة أول من أمس، وأكدوا أن شبح الحرب خيم على الأجواء، وقال عدد منهم في اتصالات مع «الحياة»، إن «سكان مناطق النزاع يشعرون باقتراب الحرب تماماً، ما جعلهم في توتر دائم منذ بداية الأزمة وتصاعد حدة التصريحات، وقد بدأوا اتخاذ إجراءات احترازية».

ويرى سياسيون أكراد أن تطمينات العبادي الأخيرة «مثيرة للقلق»، إذ وجهها إلى السكان ولم يذكر «البيشمركة» وقوات الأمن التي تسيطر على المناطق المتنازع عليها. وتتداول أوساط رسمية كردية سناريوات خطيرة للمواجهة العسكرية، منها قرار الحكومة إرسال قوات من الجيش للسيطرة على آبار النفط في كركوك ومؤسسات رسمية، كشركة نفط الشمال من دون الدخول إلى المدينة.

وترى هذه الأوساط أن دخول تلك القوات يمكن التفاهم في شأنه إذا لم تصحبها قوات «الحشد الشعبي»، لكن إقدام بغداد على هذه الخطوة قد يخلق بيئة مناسبة لتفجير الأوضاع في أي لحظة.

 

البيت الأبيض يكشف ملامح الاستراتيجية الجديدة تجاه إيران..وروسيا وإيران تحذران

“القدس العربي” – (وكالات):  كشف الأبيض في بيان صادر عنه ملامح  استراتيجية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجديدة تجاه إيران، فيما حذرت روسيا من عواقب الإنسحاب من الإتفاق>

 

وفي بيان أصدره البيت الأبيض، أعلن أن استراتيجية واشنطن الجديدة “تهدف إلى كبح نفوذ إيران وردع عدوانها”، بحسب صحيفة “أمريكا اليوم “.

 

وأوضح البيان أن “واشنطن ستفعّل الشراكة في الشرق الأوسط لمواجهة طهران، وذلك في إطار الخطط الرامية لحرمان إيران من كافة إمكانيات الحصول على أسلحة نووية”.

 

وأصدر البيت الأبيض البيان قبل ساعات قليلة من إعلان ترامب استراتيجيته الجديدة إزاء إيران، وموقفه بخصوص الاستمرار في الالتزام بالاتفاق النووي أو الانسحاب منه.

 

وأضاف البيان أن الاستراتيجية الجديدة تهدف أيضًا إلى “تعزيز تحالفات واشنطن والشراكات الإقليمية في مواجهة دعم طهران للإرهاب وضد أنشطة إيران التخريبية، بغية استعادة التوازن والاستقرار في المنطقة”.

 

وأشار البيت الأبيض إلى أن “واشنطن ستواصل العمل من أجل عدم السماح للنظام الإيراني، خاصة الحرس الثوري، بتمويل النشاطات الخبيثة”.

 

وتابع البيان أن “الولايات المتحدة ستتصدى للمخاطر التي تهددها وحلفاءها، خاصة الصواريخ الباليستية والأسلحة الأخرى”.

 

كما أنها “ستوحد جهودها مع المجتمع الدولي لإدانة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والاعتقال الجائر لمواطني الولايات المتحدة وغيرهم من الأجانب”. بحسب البيان.

 

تجدر الإشارة إلى أن ترامب، هدد في وقت سابق بانسحاب بلاده من الاتفاقية الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني، مُتهمًا طهران بأنها “لم تحترم روح الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى الكبرى (في عهد الرئيس السابق باراك أوباما)”.

 

من جانبه، حذر رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي واشنطن، من الانسحاب من الاتفاقية.

 

آثار خطيرة

 

وقال في تصريحات سابقة: “إن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق سيكون له آثارا خطيرة على سياسات الحكومة الإيرانية، كما أن تدهوره سيقوّض مصداقية واشنطن على الصعيد الدولي”

 

في المقابل قال الكرملين اليوم إنه إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران فستكون لذلك عواقب سلبية وخيمة ورجح أن تنسحب إيران أيضا من الاتفاق حينئذ، فيما

 

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحفي عبر الهاتف “بالقطع سيضر هذا بأجواء الاستشراف والأمن والاستقرار ومنع الانتشار النووي في العالم كله”.

 

وذكر أن روسيا ستواصل سياسة ضمان عدم انتشار الأسلحة النووية.

 

من جانبها قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن وزير الخارجية سيرجي لافروف أبلغ نظيره الإيراني محمد جواد ظريف اليوم الجمعة بأن روسيا ستظل ملتزمة التزاما تاما بالاتفاق النووي مع طهران.

 

وأضاف البيان أن لافروف قال لظريف في مكالمة هاتفية إن موسكو مصممة تماما على تنفيذ الاتفاق في شكله الذي أقره مجلس الأمن الدولي.

 

ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء الجمعة عن رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني قوله إنه إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع بلاده فسيعني هذا نهاية الاتفاق الدولي.

 

وفي يوليو/تموز 2015 توصلت الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي؛ الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، إضافة إلى ألمانيا (دول 5+1) لاتفاق مع إيران، يضمن الطابع السلمي لبرنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الغربية عنها بشكل كامل.

 

الجربا: الروس مفتاح الحل في سوريا واتفاقيات خفض التصعيد ضرورة لإشراك العرب

“القدس العربي”- وكالات: دعا رئيس تيار الغد السوري المعارض، أحمد الجربا، كل من يبحث عن حل للأزمة السورية للتفاوض مع الروس، باعتبارهم من يملكون الآن مفاتيح الحل، وشدد على أن دعم تياره لاتفاقيات خفض التصعيد يأتي لكونها أصبحت ضرورة بعد تغير موازين القوة العسكرية، ووسيلة فعالة لإشراك العرب في عملية ملء الفراغ بالمناطق التي كانت تسيطر عليها التنظيمات المسلحة في سوريا، والأهم انها أيضا وسيلة لتحسين أحوال المدنيين الذين انهكتهم سنوات الحرب.

 

وأشار الجربا، في مقابلة أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية في القاهرة، إلى أن اتفاق خفض التصعيد بجنوب دمشق، الذي تم إعلانه الخميس، “قد لا يكون الأخير بالمستقبل القريب”.

 

وحول جدوى اتفاق خفض التصعيد في إدلب، والطرح بأن الأتراك قد لا يكونون جادين في القضاء على وجود جبهة النصرة في المحافظةـ وأن تواجدهم هناك يهدف بصورة أساسية لمراقبة أي تطور لوضع الاكراد في عفرين بحلب نظرا لحساسية العلاقة بينهم، قال إن “التطورات هي من ستحسم مدى جدية الأتراك”.

 

وقال الجربا: “تركيا ارتكبت اخطاء… فقد سهلت دخول المتطرفين لسورية عبر حدودها، وهذا معروف للجميع. لكن نأمل أن يكون اتفاق خفض التصعيد شأنا آخر، وأن تبدأ قريبا في تصفية مقار الجبهة، لأنها إذا لم تقم بذلك سينكشف أمنها،وبالأساس وستتدخل دول أخرى سريعا، ربما روسيا أو الولايات المتحدة، لإنجاز تلك المهمة”.

 

ودافع الجربا عن اتفاقيات خفض التصعيد التي شارك تياره في إنجازها، بالرغم من أنها لم تنجح في وقف العنف بشكل كامل، وأكد أنها “لا تهدف، كما يردد البعض لتقسيم سورية لمناطق نفوذ أو تصفية المعارضة أو شرعنة بقاء نظام (الرئيس بشار) الأسد، وإنما جاءت كضرورة لتعويض تعثر المعارضة المسلحة بثقل سياسي عربي يوازن ويكبح التهديدات المحيطة، وفي مقدمتها التهديد الإيراني”.

 

وأوضح: “كان اعتراضنا الأساسي على اجتماعات أستانة عدم وجود أي طرف عربي على طاولة مفاوضاتها… لذا فإننا بتيار الغد، بالاتفاق مع الأخوة المصريين، تحدثنا مع الروس بهذا الشأن، ومن ثم جاءوا هم للقاهرة، قلب العروبة ومقر الجامعة العربية، وأنجزنا معهم أكثر من اتفاق، وصار هناك نوع من التوازن بين ما يصدر عن القوى الإقليمية في أستانة وبين ما ينجز بالقاهرة ،برعاية مصر ودعم الأشقاء في السعودية والإمارات”.

 

وأعرب عن ثقته في أن الخروقات في مناطق خفض التصعيد لن تتطور إلى انهيار كامل للاتفاقيات “لأن علاقات مصر، بما لها من ثقل، مع روسيا يشكل ضمانة، وعند حدوث أي خرق كبير، سيكون هناك ضغط ومسارعة لمعالجته، لأن الاتفاق بالنهاية عقد بواسطتهم”.

 

ولم يبد المعارض البارز، الذي سبق أن تولى رئاسة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لولايتين، انزعاجا كبيرا إزاء ما يتردد حول أن اتفاقيات خفض التصعيد هندسة روسية لتصفية المعارضة المسلحة، وقال: “الروس لهم أفكارهم ومصالحهم، وكذلك الأتراك والإيرانيون، وهذه حقيقة، والحقيقة الأخرى التي يعلمها الجميع، هي أن المعارضة المسلحة ضعفت بدرجة كبيرة بعد سقوط حلب والدليل توقف الدعم الأمريكي لها سواء على مستوى السلاح أو المال… ونحن لسنا سعداء بذلك ولا يصب ذلك بمصلحتنا، ولذا قرأنا الواقع بتعقل وصار مشروعنا اليوم هو العمل على تعويض هذا بثقل سياسي يضمن تحقق اهداف الثورة”.

 

وأضاف: “وصلنا إلى قناعة بأن اتفاقيات خفض التصعيد ضرورة لإشراك القوى العربية في عملية ملء الفراغ بالمناطق، التي كانت تحتلها التنظيمات الإرهابية كتنظيم داعش وجبهة النصرة، وذلك في ظل وجود مخططات عدة من قبل النظام وحلفائه الروس والإيرانيين لملئه”.

 

واستغرب الجربا (48 عاما) الحديث الآن عن تطلعه أو ترشيحه لتولي منصب سياسي بارز بالمستقبل مكافأة عن دوره كعراب لاتفاقيات خفض التصعيد، وقال: “هذا لم يطرح من جانبي، ولا من قبل أي طرف وليس لدي تطلعات شخصية… لست نبيا أو أدعي أني عازف، ولكن من يقبل بأي منصب كبير بما في ذلك رئاسة الوزراء في بلد منكوب مثل سورية سيخسر الكثير من شعبيته ويستحق الدعاء له”.

 

وبينما جدد الجربا على موقفه المعارض لاستمرار حكم الأسد للبلاد، رأى هذا أن هذا الأمر ينبغي تركه لمفاوضات جادة، وقال: “الحديث عن مستقبل الأسد استهلك الكثير من الوقت والجهد وكلفنا الكثير من الدماء خلال السنوات الماضية: لسنا معجبين ببقاء الأسد ولا قلنا يبقى أو يرحل خلال المرحلة الانتقالية… قلنا فقط هذا الأمر سيحسم فعليا مع وجود مفاوضات جادة ومباشرة بين الطرفين بعيدا عن الإعلام… وهذا لم يتحقق بعد”.

 

ولم يبد الجربا انزعاجا كبيرا عند سؤاله حول تعدد علاقاته بأكثر من طرف، وقال: “أنا محسوب على سورية… لنا علاقات مع دول وأطراف بدول عدة، وهذا طبيعي ومقبول، فأي ثورة أو معارضة لابد أن تُدعم من الخارج … أما غير المقبول هو أن نتحول إلى عملاء اوتابعين لأي طرف ولا نتحرك إلا بتعليمات نتلقاها عبر الهاتف”.

 

وشدد: “قلت من البداية إن لدي علاقات جيدة مع مصر والسعودية والإمارات… ومن الطبيعي أن تهتم هذه الدول الكبرى بمستقبل سورية ووحدتها لما له تأثير على أمن المنطقة… وفي المقابل نرى نحن، كسوريين، أن دعم العرب مهم من أجل الوصول لحل سياسي أولا ثم من أجل إعادة الإعمار”.

 

وتابع :”ولدينا علاقة مع الأمريكيين، فقوات النخبة التابعة لنا لها علاقات مباشرة مع التحالف الدولي ضد داعش… وبالطبع لنا علاقة مع الروس، فلا يوجد حل اليوم بدونهم، فهم من دعموا النظام وأنقذوه من السقوط، وبالتالي سيبقون في المشهد لسنوات ليست قليلة… وفي ظل صراع النفوذ بين اللاعبين الكبيرين، للأسف لا نملك شيئا سوى إيجاد علاقة متوازنة معهما”.

 

وأشاد الجربا بالزيارة التي قام بها العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز لموسكو مؤخرا، واصفا إياها بأنها “خطوة تكميلية للطريق الصحيح الذي تسير عليه السعودية”، وتوقع أن تكون لهذه الزيارة نتائج إيجابية عديدة فيما يتعلق بالوضع بسوريا”.

 

وبالرغم من إعرابه عن قلقه من محاولات إيران للسيطرة على أغلب الحدود العراقية السورية، فقد رأى أن الجهود الحالية للدول العربية وتحديدا السعودية ومصر والإمارات قد تنجح في كبح جماحها، خاصة في ظل التوتر بين إيران والولايات المتحدة.

 

وأكد أن سياسات إيران “تمثل تهديدا خطيرا لسورية، وخاصة لأبناء المنطقة الشرقية، ولذا سارعنا لإنشاء المجلس العربي للجزيرة والفرات(في المنطقة الشرقية) ليكون حائط سد أمام محاولات الجميع، وفي مقدمتهم الإيرانيون للسيطرة عليها، وليس كما يردد البعض ليكون واجهة شعبية شرعية تمنح الأمريكيين امتيازات وقواعد”.

 

ولم يعط الجربا وصفا محددا لعلاقته الراهنة بقوات سورية الديمقراطية، رافضا اعتبار أن استبعاد قوات النخبة التابعة له من معارك تحرير الرقة قد جاء كرسالة عقاب لموقفه الرافض لمطلب القيادات الكردية بتوقيعه ميثاق تطبيق الفيدرالية بعموم سورية.

 

وتساءل: “كيف أوقع على الفيدرالية دون نقاش وإجماع وطني بين السوريين جميعا؟ تلك هي الديمقراطية الحقيقة إذا أردنا تطبيقها لا التشدق بها”.

 

واستطرد: “قلنا مرارا إن الحكم المركزي الاستبدادي، وبعد سنوات الثورة، قد انتهى دون رجعة… ودعونا لمركزية موسعة وإدارة أبناء المناطق لشؤونهم المحلية، ولكن كل ذلك لن يتقرر إلا بإجماع وطني بعد التوصل لحل سياسي بين النظام والمعارضة نامل ألا يكون بعيدا”.

 

سوريا: مجازر للمدنيين في دير الزور والرقة بغارات روسية وأمريكية

اتفاق على وقف إطلاق النار في جيب للمعارضة قرب دمشق برعاية مصرية

عواصم ـ «القدس العربي» من عبد الرزاق النبهان ووكالات: قال ناشطون سوريون لـ«القدس العربي»، إن الطيران الحربي الروسي ارتكب خلال الساعات الماضية مجزرتين جديدتين في ريف دير الزور الشرقي، (شرقي البلاد)، مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا والجرحى بينهم أطفال ونساء. وتزامن ذلك مع إعلان وسائل إعلام مصرية رسمية التوصل أمس لاتفاق برعاية القاهرة وضمانة موسكو، على وقف إطلاق النار في جيب تسيطر عليه المعارضة السورية جنوبي دمشق.

وعلى جبهة الرقة قتل 30 مدنياً على الأقل في قصف جوي على حي البدو، الذي لا يزال تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» في مدينة الرقة شمال شرقي سوريا. وقال مصدر طبي في محافظة الرقة إن « 30 شخصاً على الأقل قتلوا عصر الخميس، في قصف طائرات التحالف الدولي مبنى في حارة البدو». وأكد المصدر – الذي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الانباء الألمانية (د.ب.أ) «يرجح أن يكون عدد القتلى أكثر من ذلك».

من جهته قال المدير التنفيذي لشبكة «دير الزور 24» عمر أبو ليلى لـ«القدس العربي»، إن الطيران الحربي الروسي ارتكب خلال الساعات الماضية مجزرتين جديدتين في ريف دير الزور الشرقي، راح ضحيتهما أكثر من 33 مدنياً وعشرات الجرحى، إثر استهدافه بغارات عدة مدينة البو كمال والمعبر المائي الواصل بين مدينة القورية وبلدة الطيانة. وأضاف أن الطائرات الروسية شنّت غارات جوية عدة استهدفت المعبر المائي الواصل بين مدينة القورية وبلدة الطيانة على ضفتي نهر الفرات، ما أسفر عن ارتقاء أكثر من عشرين شهيداً وسقوط عدد كبير من الجرحى.

وأوضح أبو ليلى أن عدد الضحايا مرجح للزيادة وذلك لوجود عدد من الجثث المتفحمة التي لم يتم التعرف عليها بعد، كما اندلعت النيران بسيارات المدنيين التي كانت بالقرب من المعبر. وأشار إلى أن حصيلة القتلى في المجزرة التي ارتكبها الطيران الروسي ليلة أمس بقصفه منازل عدة بالقرب من مسجد عمر بن الخطاب في مدينة البوكمال، ارتفع إلى 13 قتيلاً من عائلة واحدة غالبيتهم من النساء والأطفال، حيث أن العدد مرشح للارتفاع لوجود جثث لا تزال تحت الأنقاض.

وختم حديثه لـ«القدس العربي» بالقول إن السبب هو التنافس الروسي – الأمريكي على مناطق دير الزور وريفها الغنية بالبترول والغاز، ومحاولة تحقيق نصر سريع باعتماد مبدأ الصدمة بواسطة القوة المفرطة، من دون الالتفات لما تخلفه من مجازر، وما تلحقه من دمار، إضافة لعمليات التهجير وتفريغ المناطق من سكانها.

من جهة أخرى ذكر التلفزيون المصري أن وقف إطلاق النار الذي تشارك فيه جماعة جيش الإسلام بدأ سريانه الساعة 12 ظهر أمس جنوبي دمشق، حيث قال محمد علوش مسؤول الهيئة السياسية في جيش الإسلام، في تصريحات نقلها التلفزيون، إنه تم الإعلان عن اتفاق مبدئي بشأن الاستعداد للدخول في اتفاق لوقف إطلاق النار وعدم التصعيد في المنطقة. وأضاف أنه سيجري العمل على التفاصيل في المستقبل القريب. من جهته أكد المعارض السوري رئيس تيار الغد، أحمد الجربا، أنه تم صباح أمس الخميس التوصل إلى اتفاق لخفض التصعيد في جنوب دمشق بين الروس وعدد من الفصائل على رأسها جيش الإسلام، وذلك برعاية مصرية ومشاركة تياره.

 

غارات روسية وقصف للتحالف على دير الزور والرقة يتسببان في مقتل 63 مدنياً

هدنة جديدة جنوبي دمشق برعاية مصرية وضمانة روسية

عبد الرزاق النبهان ووكالات

عواصم ـ «القدس العربي» : قال ناشطون سوريون لـ»القدس العربي»، إن الطيران الحربي الروسي ارتكب خلال الساعات الماضية مجزرتين جديدتين في ريف دير الزور الشرقي، (شرقي البلاد)، مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا والجرحى بينهم أطفال ونساء. وتزامناً قتل 30 مدنيا في حي البدو في الرقة بقصف للتحالف بقيادة واشنطن بينما أعلنت وسائل إعلام مصرية رسمية التوصل أمس لاتفاق برعاية مصر وضمانة روسية على وقف إطلاق النار في جيب تسيطر عليه المعارضة السورية جنوبي دمشق.

وقال المدير التنفيذي لشبكة «دير الزور 24» عمر أبو ليلى لـ»القدس العربي»، إن الطيران الحربي الروسي ارتكب خلال الساعات الماضية مجزرتين جديدتين في ريف ديرالزور الشرقي، راح ضحيتها أكثر من 33 مدنياً وعشرات الجرحى، إثر استهدافه بغارات عدة مدينة البوكمال والمعبر المائي الواصل بين مدينة القورية وبلدة الطيانة.

وأضاف، أن الطائرات الروسية شنّت عدة غارات جوية استهدفت المعبر المائي الواصل بين مدينة القورية و بلدة الطيانة على ضفتي نهر الفرات، ما أسفر عن ارتقاء أكثر من عشرين شهيداً وسقوط عدد كبير من الجرحى.

وأوضح أبو ليلى أن عدد الضحايا مرجح للزيادة وذلك لوجود عدد من الجثث المتفحمة التي لم يتم التعرف عليها بعد، كما اندلعت النيران بسيارات المدنيين التي كانت بالقرب من المعبر. وأشار إلى أن حصيلة القتلى في المجزرة التي ارتكبها الطيران الروسي ليلة أمس بقصفه منازل عدة بالقرب من مسجد عمر بن الخطاب في مدينة البوكمال، ارتفع إلى 13 قتيلاً من عائلة واحدة غالبيتهم من النساء والأطفال، حيث أن العدد مرشح للارتفاع لوجود جثث لا تزال تحت الأنقاض.

وكان الطيران الحربي الروسي قد ارتكب في الأسابيع الأخيرة عشرات المجازر بحق المدنيين، حيث قصف ولا يزال مدن وقرى وبلدات ريف دير الزور والمعابر المائية على ضفاف نهر الفرات، مما تسبب في قتل المئات من المدنيين.

ورداً على سؤال «القدس العربي» حول أسباب الاستهداف الروسي المكثف للمدنيين وارتكاب المجازر، قال الكاتب والباحث السياسي السوري خليل المقداد، إن استمرار استهداف الطيران الروسي والتحالف الدولي بحصد أرواح السوريين، يعطي انطباعاً أن هناك تنافساً محموماً وسباقاً على النفوذ في المنطقة.

ويشير إلى أن الأمر محسوم في الرقة لصالح التحالف وأداته المتمثلة بوحدات الحماية الكردية، إلا أنه لازال على أشده في دير الزور التي تحاول فيها روسيا إسناد النظام لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب على الأرض وهو ما يفسر الضربات التي توجهها الولايات المتحدة لقوات النظام والميليشيات الإيرانية والرديفة كلما تقدم باتجاه مناطق ومعابر تعتبرها مناطق نفوذ لها.

ولفت إلى أن الإجرام الروسي بحق المدنيين في دير الزور يعود لعدة لأسباب عدة أهمها: العقلية الإجرامية للرئيس بوتين والطبيعة الهمجية للقوات الروسية التي تستهدف البنى التحتية والمشافي والأسواق مثلما حدث في حلب وادلب وريف دمشق. وأضاف، كذلك غياب المحاسبة الدولية أو الإدانة وانعدام التغطية الإعلامية لما يرتكب من مجازر، ناهيك عن التأييد العربي للحملات الروسية الذي وصل إلى حد تمويلها ودفع تكلفة الميليشيات الروسية التي تقاتل في سوريا.

وختم حديثه بالقول إن التنافس الروسي الأمريكي على مناطق دير الزور وريفها الغنية بالبترول والغاز، ومحاولة تحقيق نصر سريع باعتماد مبدأ الصدمة بواسطة القوة المفرطة دون الالتفات لما تخلفه من مجازر وما تلحقه من دمار إضافة لعمليات التهجير وتفريغ المناطق من سكانها.

 

معارك الرقة

 

وعلى جبهة الرقة قتل 30 مدنيا على الاقل في قصف جوي على حي البدو، الذي لا يزال تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية/ داعش/ في مدينة الرقة شمال شرق سوريا. وقال مصدر طبي في محافظة الرقة أن « 30 شخصاً على الاقل قتلوا عصر أمس الخميس، في قصف طائرات التحالف الدولي مبنى في حارة البدو «.

وأكد المصدر- الذي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الانباء الألمانية (د.ب.أ) «يرجح ان يكون عدد القتلى أكثر من ذلك، ولكن من شهادة الجيران الذين أحصوا عدد القتلى الذين ما زالت جثث بعضهم تحت الانقاض «وتعتبر حارة البدو – التي تقع في وسط المدينة الشمالي- من أكثر الأحياء ازدحاما بالمباني ونزح إليها اغلب سكان الاحياء الغربية والشرقية من المدينة، والتي تعد بوابة الخروج من المدينة إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية .

وتتعرض حارة البدو لقصف كثيف من مدفعية قوات سورية الديمقراطية وطائرات التحالف وسقط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين في القصف ،حيث قتل أكثر من 30 شخصا بداية اب/اغسطس الماضي اغلبهم من عائلة واحدة وهم نازحون من مدينة تدمر في قصف على المبنى الذي يعيشون فيه .وتزامناً مع استئناف التحالف الدولي بقيادة أمريكية غاراته العنيفة على أحياء ما زالت تحت سيطرة تنظيم الدولة فرّ العشرات من المدنيين اليائسين من جبهات القتال في المدينة امس. ووصل غالبية الأطفال بلا أحذية وأقدامهم متسخة جراء فرارهم حفاة من منازلهم. وتم فصل الرجال من مختلف الأعمار، ويعاني معظمهم من جروح في الرأس أو الأرجل، إلى مكان آخر لاستجوابهم. وأفاد نازحون عدة بمعاودة الغارات والقصف المدفعي ليل الأربعاء بوتيرة عنيفة بعد أيام من الهدوء النسبي.

 

وقف إطلاق نار

 

من جهة اخرى ذكر التلفزيون المصري أن وقف إطلاق النار الذي تشارك فيه جماعة جيش الإسلام بدأ سريانه الساعة 12 ظهر أمس. وقال محمد علوش مسؤول الهيئة السياسية في جيش الإسلام في تصريحات نقلها التلفزيون إنه تم الإعلان عن اتفاق مبدئي بشأن الاستعداد للدخول في اتفاق لوقف إطلاق النار وعدم التصعيد في المنطقة. وأضاف أنه سيجري العمل على التفاصيل في المستقبل القريب.

ولم يحدد الإعلان اسم المنطقة أو البلدات التي يشملها وقف إطلاق النار ولم يرد فيه ذكر للحكومة السورية. ولم يصدر تعليق بعد من دمشق. وتسيطر المعارضة السورية على جيب صغير جنوبي دمشق يحده من الغرب جيب خاضع لسيطرة الدولة الإسلامية وتطوقه القوات السورية والقوات الحليفة لها من باقي الجهات.

من جهته أكد المعارض السوري رئيس تيار الغد أحمد الجربا أنه تم صباح أمس الخميس التوصل إلى اتفاق لخفض التصعيد في جنوب دمشق بين الروس وعدد من الفصائل على رأسها جيش الإسلام، وذلك برعاية مصرية ومشاركة تياره.

وأوضح الجربا، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أنه على تواصل مع محمد علوش، مسؤول الهيئة السياسية في جيش الإسلام السوري، منذ أن ساهم التيار في إنجاز اتفاق خفض التصعيد في الغوطة الشرقية في تموز/يوليو الماضي. وقال :»علوش سعى منذ ذلك الحين للتوصل إلى اتفاق مماثل في جنوب دمشق يضمن عدم حدوث تهجير قسري».

 

الأسد يزج بالمعتقلين الفلسطينيين والسوريين على الجبهات المشتعلة مقابل الإفراج عنهم

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي»: بعدما اقتربت معسكرات «الجيش السوري» على مدى سنوات الثورة من الانهيار، وشارف الجيش الذي صنف على انه رابع أقوى الجيوش العربية من الانحلال، يعمد النظام السوري إلى اتباع السياسة الإيرانية لتعزيز قواته، ويلجأ إلى تجنيد الأسرى والمعتقلين وتخييرهم بين «الرمضاء والنار»، فإما وراء الاقفاص الحديدية او حمل السلاح على الجبهات المشتعلة.

وفي هذا الصدد أكد عدد من ذوي المعتقلين الفلسطينيين، إن النظام السوري يزج بأبنائهم المغيبين في السجون على جبهات القتال وفي ساحات المعارك، وذلك بعد تقديمه عرضاً لهم بالانضمام إلى صفوف قواته، أو احدى الميليشيات التابعة له، مقابل الخروج من السجن.

وقال مصدر مسؤول لدى «مجموعة العمل من اجل فلسطينيي سوريا» في اتصال مع «القدس العربي» ان النظام السوري يقوم بمقايضة المعتقلين ويخيرهم بين الإفراج عنهم أو القتال إلى جانب قواته، وبما أن المعتقل يريد الخلاص من عذاب السجن وآلامه فانه يجد نفسه مضطراً بقبول خيار القتال إلى جانب قوات النظام. وأكد المتحدث ان النظام السوري غالباً ما يرسل المعتقلين إلى الجبهات الساخنة والتي يحتاج بها إلى حشد الكثير من المقاتلين، مضيفاً «لقد أرسل عدد من المعتقلين الفلسطينيين إلى دير الزور لقتال تنظيم الدولة هناك».

ونقل المصدر عن زوجة احد المعتقلين قولها انها في كل مرة كانت تذهب لزيارة زوجها المعتقل في سجن عدرا بريف دمشق، يتم تأجيل الزيارة دون معرفة الأسباب الحقيقة الكامنة وراء ذلك، إلى أن اتصل بها زوجها بعد أشهر عدة ليعلمها أن النظام أخلى سبيله وأرسله للقتال إلى جانب قواته في مدينة دير الزور.

ويلجأ النظام السوري إلى تجنيد وتسليح المعتقلين لديه من أجل سد النقص الكبير والخسائر التي تكبدتها قواته في مختلف أنحاء البلاد، وخاصة في ظل المعارك المشتعلة ضد تنظيم الدولة شرق سوريا، حيث يسعى النظام إلى تعزيز قواته على الأرض بعيداً عن الاجندات الدولية، كالميليشيات العراقية واللبنانية المؤتمرة بإمرة طهران، القوات الروسية وغيرها من القوات المدعومة امريكياً.

وأكدت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا أنها استطاعت توثيق (1639 معتقلاً فلسطينياً اختفوا قسراً بمن فيهم أطفال ونساء وكبار في السن وناشطون حقوقيون وصحافيون وأطباء وممرضون وعاملون في المجال الإغاثي والإنساني.

 

على خطى الإيراني

 

وذكرت المعارضة الإيرانية في تقارير سابقة لها ان النظام الإيراني يخيّر المعتقلين لديه عبر موظفي السجن بين البقاء وراء القضبان الحديدية او تجنيدهم ضمن الميليشيات التي تقاتل دفاعاً عن النظام السوري، والزج بهم في المحرقة السورية حسب المصدر.

وكشفت المعارضة أن التجنيد الاجباري لا يقف عند المعتقلين الإيرانيين، بل يتعداهم إلى اللاجئين الأفغان حيث اكدت انه في حال رفض الافغاني خيار التجنيد فسوف يتم احتجازه ضمن أقفاص مخصصة للحيوانات، كما جرى في مدينة شيراز الإيرانية، للاجئين الذين رفضوا الالتحاق بميليشيات»فاطميون» واضافت «أن اللاجئ الأفغاني يجد نفسه إما مجبوراً على امتهان الجريمة والتي تنتهي به على أعواد المشانق، أو عاملاً للنظافة والحفر والبناء والتصريف الصحي وما شابه ذلك، أو أن أنه سوف يجبر على الانصياع إلى قرارات الدولة، التي تعبئهم ضمن مجموعات مسلحة، للدفاع عن بشار الأسد».

 

صفقة

 

وأكد تقرير حقوقي نهاية شهر نيسان/ابريل الفائت ان مخابرات النظام السوري عقدت صفقات مع المعتقلين السوريين في سجونه، حيث زار العديد من المسؤولين التابعين للأسد بعض السجون، لتقديم العروض على المعتقلين، بهدف تجنديهم ضمن الميليشيات المقاتلة في صفوفه.

ودللت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، على ذلك بنشر العديد من الحقائق منها ما جرى في سجن السويداء، حيث زارَ اللواء فاروق عمران وهو قائد شرطة محافظة السويداء سجن السويداء المركزي والتقى مع المحتجزين أصحاب التُّهم الجنائية والسياسية، وقدَّم لهم عرضاً؛ بأن ينضموا إلى صفوف جيش النظام السوري، أو الميليشيات المحلية أو حتى تحت قيادة الميليشيات الأجنبية، الإيرانية والعراقية بشكل رئيس، وذلك في خطوة أولى لاتخاذ إجراءات لاحقة بهدف الإفراج عن الأسماء المنتقاة من قبل قيادة السجن.

بعد هذا العرض، قامت هيئة النشاطات (وهي مجموعة من المحتجزين يقومون بتنسيق الطلبات والأوراق الرسمية بين بقية المحتجزين وإدارة السجن) بجولات مستمرة على أقسام المحتجزين في سجن السويداء المركزي لجمع أسماء الراغبين بالقتال والتجنيد لصالح النظام السوري. ووافقت قيادة السجن على الإفراج عن المعتقلين بتهمٍ جنائية كالقتل والسرقة والمخدرات، بينما تم رفض جميع المحتجزين المتهمين بتهمٍ سياسية «الإرهاب».

وفي سجن عدرا في حزيران/ 2016 ذكرت الشبكة انها سجلت «زيارة لجنة أمنية تابعة للنظام السوري سجنَ عدرا المركزي بمحافظة ريف دمشق وقدَّمت للمعتقلين عرضاً مُشابهاً تماماً، الإفراج عنهم، مقابل الالتحاق في صفوف القوات التي تُقاتل إلى جانب النظام السوري، ووزَّعت اللجنة ورقة اتفاق على الراغبين منهم بالتجنيد وطلبت أن يقوم السجين بالبصم عليها، إلى أن يتم استدعاؤهم مرة أخرى، لإطلاق سراحهم، وعبر تواصلنا مع عدد من المعتقلين في سجن عدرا المركزي أخبرونا أن الاتفاق لم يدخل حيِّزَ التَّنفيذ في الأقسام المخصصة للمعتقلين السياسين، بل شملَ المحكومين بتهمٍ جنائية، أو بالسجن لسنوات طويـلة».

ورأت الشبكة الحقوقية أن طرح النظام السوري لهذه الصفقة، يؤكِّد أنَّ المعتقلين لديه لا يتعدَّون كونهم ورقة يقوم باستخدامها والاستفادة منها وتوظيفها حسب مصالحه، وهذا يُثبت عداءه وحقده على أبناء الشعب السوري، واستعداده للتضحية بهم جميعاً في سبيل بقائه وحلفائه على حكم الدولة السورية، ويبدو أنه يهدف إلى تخفيف أعداد المعتقلين وإتاحة المجال لاعتقال أعداد جديدة، وتعويض النَّقص في الخزَّان البشري عبر المعتقلين ورفع سنِّ التجنيد، حيث تُشير هذه الصفقة إلى النَّقص الهائل في الخزان البشري الذي يُعاني منه النظام السوري وحلفاؤه، فقد رفع سنَّ طلب الاحتياط للعودة والخدمة في صفوف جيشه إلى 40، وهذا ما دَفع معظم من يتم طلبه مُجدداً للتجنيد إلى الاختباء أو مغادرة سوريا في نمطٍ جديد من أشكال التشريد القسري.

 

الإعلام التركي يشكك في رواية «محاولة اغتيال» محمد بايزيد

المخرج السوري: النظام هو المستفيد الأكبر من محاولة اغتيالي

إسماعيل جمال

إسطنبول – «القدس العربي»: شكك الإعلام التركي، أمس الخميس، في الرواية المنشورة حول ما قيل إنها «محاولة اغتيال» تعرض لها المخرج السوري محمد بايزيد في مدينة إسطنبول التركية، مساء الثلاثاء الماضي، لافتاً إلى أن الكثير من التفاصيل المعلنة من قبل المخرج «متناقضة».

بينما اتهم المخرج السوري بايزيد وفي أحدث تعليق له نظام بشار الأسد بالوقوف وراء محاولة الاغتيال التي تعرض لها، مشدداً على أن تلك المحاولة لن تخيفه أو تثنيه عن مواصلة فضح جرائم النظام.

وجاء ذلك في اتصال هاتفي أجرته معه الأناضول أمس الخميس، وهو أول تصريح لوسيلة إعلام منذ محاولة اغتياله التي وقعت في إسطنبول، حيث كان متواجدا للمشاركة في ورشة عمل حول السينما وقال بايزيد، من العاصمة الأمريكية واشنطن حيث يقيم، إن فيلمه «النفق»، الذي يجهز له حالياً، «يزعج النظام؛ وبالتالي فهو المستفيد الأكبر» من محاولة اغتياله.

واستند الإعلام إلى ما قال إنها «حلقات مفقودة» و»تناقضات» في الروايات المنشورة والصادرة عن المخرج بايزيد، لافتاً إلى أنه غادر البلاد دون تقديم أي شكوى بحصول اعتداء، وأن إصابته لم تكن خطيرة ومجرد جرح طفيف في الكتف، معتبراً أن تضخيم الحادثة وربطها بأمور أخرى دون تقديم شكوى للأمن التركي وانتظار نتائج التحقيق فتح الباب واسعاً أمام هذه الشكوك.

بدأت الحادثة، في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، عندما كُتب منشور على صفحة المخرج محمد بايزيد قال صديقه الذي كان برفقته إنه هو من كتبه بعد دقائق من الحادثة، جاء فيه: «قبل قليل تعرض المخرج محمد بايزيد إلى محاولة اغتيال في اسطنبول.. أصيب بطعنة في منطقة الصدر اخترقت جسمه وتم إسعافه وهو الآن في غرفة الطوارئ»، وعلى عكس ما قال الإعلام التركي، ذكر المنشور أن «الشرطة التركية حضرت وتم تزويدهم بتفاصيل الحادثة ومكانها ولا يمكن ذكر تفاصيل أكثر الآن للضرورة الأمنية».

وتساءلت بعض المواقع والصفحات التركية عن كيفية تمكن صديقه من كتابة المنشور من خلال هاتفه المحمول في حين كان بايزيد يعاني من إصابة خطيرة وينزف كثيراً من الدماء حسب التفاصيل التي أعلنها سابقاً، وكيف جرى ربط الحادثة بالفيلم والنظام السوري بهذه السرعة.

وبعد ساعات عدة، كتبت زوجة المخرج بايزيد على صفحتها على الفيسبوك، وقالت: «الخبر على حساب حبيبي للأسف صحيح وقد تعرض للأسف لمحاولة اغتيال بالطعن في تركيا وهو الآن في المستشفى»، مضيفةً: «الوضع الصحي غير واضح بعد، لكن أملنا في الله كبير».

وفي منشور لاحق، قالت صافي: «الحمد لله تحسن محمدي (محمد بايزيد) الغالي ووضعه الصحي مستقر الآن وهو بإذن الله في مكان آمن»، مضيفةً: «لا نستطيع مشاركة أي تفاصيل أخرى تحفظاً على سلامته في هذه الظروف الخطرة».

وبعد أن أكد بايزيد وزوجته والمقربون منهم أن إصابته كانت خطيرة وأن سكيناً كبيرة اخترقت صدره وخرجت من ظهره بجانب القلب وأنه نزف كميات كبيرة من الدماء، أكدت مصادر تركية أنه غادر تركيا إلى الولايات المتحدة عبر طائرة عادية وأن وضعه الصحي كان مستقراً جداً وأن إصابته كانت عبارة عن جرح طفيـف في الكـتف.

وبينما لم يكشف بايزيد ورفيقه الذي كان معه المكان الذي وقعت فيه الحادثة، قالت صحيفة «حرييت التركية» إن «محاولة الاغتيال المفترضة» وقعت في منطقة باشاك شهير على أطراف اسطنبول وأنه جرى نقله إلى مستشفى في منطقة باغجيلار في اسطنبول.

وربط والمقربون منه الحادثة منذ اللحظات الأولى بالفيلم الذي يعمل عليه المخرج ويتناول عمليات التعذيب التي يقوم بها النظام السوري في سجن تدمر في سوريا، وجرت حملات واسعة حملت النظام السوري المسؤولية عما وصفوها بـ»محاولة الاغتيال».

من جهته، ربط الإعلام التركي بين الحادثة وعملية القتل التي تعرضت لها المعارضة السورية عروبة بركات وابنتها الصحافية حلا بركات في إسطنبول، حيث وجه كثيرون اتهامات واسعة للنظام السوري وحملوه المسؤولية عما وصف بأنه «عملية اغتيال سياسي»، وقالت السلطات التركية لاحقاً إن منفذها هو أحد أقرباء الضحيتين وان خلفية الحادثة جناية على الأغلب، حسب الإفادة التي قدمها المتهم للمحكمة قبل أيام.

وامتدت حالة الجدل حول الحادثة إلى المغردين العرب، حيث شكك البعض في وقوع الحادثة واتهم بمحاولة البحث عن «الشهرة» فيما قال آخرون إن الحادثة ربما تكون قد وقعت بالفعل لكن جرى استغلالها وتضخيمها، فيما دافع آخرون عن المخرج واتهموا جهات بمحاولة تشويه صورته ومكانته.

 

أولى دفعات الجيش التركي تصل جبل سمعان شمال سورية

جلال بكور

وصلت أولى دفعات الجيش التركي، فجر اليوم الجمعة، إلى منطقة جبل سمعان، قرب مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي شمال سورية، بعد دخولها الأراضي السورية بالقرب من معبر باب الهوى بريف إدلب الشمالي، في حين أكدت رئاسة الأركان التركية بدء نشر نقاط مراقبة في إدلب في إطار اتفاق “عدم التصعيد” الذي أبرمته تركيا الشهر الماضي مع إيران وروسيا.

وأضافت الأركان التركية في بيان أن “القوات التركية في المنطقة تؤدي واجباتها بما يتماشى مع قواعد الاشتباك المتفق عليها مع روسيا وإيران”.

ومن المتوقع أن تتمركز القوات التركية داخل قلعة سمعان الواقعة على قمة الجبل الاستراتيجي، الذي يطل على قرى وبلدات ناحية عفرين شمال غرب حلب، والتي تسيطر عليها مليشيات “وحدات حماية الشعب الكردية”.

وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” إن عشرين آلية عسكرية، ترافقها أربع دبابات وعدد من الجنود، توجهت إلى منطقة جبل سمعان بعد دخولها مدينة دارة عزة، بينما لا تزال بقية القوات تنتظر عند الحدود السورية التركية في منطقة كفر لوسين شمال إدلب.

وينتظر، وفق المصادر، أن تنتشر القوات التركية أيضاً في محيط دارة عزة ومنطقة جبل الشيخ بركات، وهي مناطق اشتباك بين المعارضة السورية المسلحة ومليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية.

وكانت وسائل إعلام تركية قد أفادت، أمس الخميس، بوصول المزيد من التعزيزات العسكرية أرسلها الجيش التركي إلى منطقة الريحانية المقابلة لمعبر باب الهوى مع سورية.

وجاء دخول أول الأرتال التابعة للجيش التركي بعد جولتي استطلاعٍ قام بهما وفدٌ من ضباط الجيش التركي في المنطقة المحيطة بدارة عزة، تحت حماية قواتٍ من تنظيم “هيئة تحرير الشام”.

ويأتي نشر القوات التركية تطبيقاً لاتفاق مناطق خفض التوتر، بين الدول الراعية والضامنة في محادثات أستانة حول سورية.

قوات النظام تحرق الميادين

إلى ذلك، واصلت قوات النظام السوري، الجمعة، عملياتها العسكرية العنيفة في مدينة الميادين شمال شرق سورية ضد تنظيم “داعش” الإرهابي بعد حصارها للمدينة.

وأفادت مصادر “العربي الجديد” أن قوات النظام والمليشيات المساندة له واصلت، منذ صباح اليوم الجمعة، عملياتها العسكرية في الأحياء الجنوبية والغربية من مدينة الميادين، حيث تدور معارك عنيفة مع تنظيم “داعش”، وسط قصف مدفعي وجوي كثيف من القوات الروسية التي تساند النظام في هجومه.

وذكرت المصادر أن قوات النظام باتت تسيطر على ثلث أحياء المدينة بعد التقدم في المحور الجنوبي والغربي والشمالي الغربي، بفضل سياسة الأرض المحروقة والدعم الجوي الروسي الكثيف الذي أجبر “داعش” على الانسحاب إلى الخلف، في حين نزح معظم سكان المدينة إلى البادية ومناطق في الحسكة.

وكانت قوات النظام قد تمكنت، أمس، من محاصرة المدينة من الجهات الجنوبية والغربية والشرقية، وذلك إثر عملية التفاف مكنتها من الوصول إلى تلال بلدة محكان المطلة على طريق الميادين البوكمال، في حين دمر الطيران الروسي وطيران التحالف الجسور التي تصل المدينة بالضفة الشمالية من نهر الفرات.

وبات الوصول صعباً على تنظيم “داعش” إلى مناطق سيطرة قواته في الضفة الشمالية، وخاصة في مناطق الشحيل وذيبان وصبيخان، التي تعد المدخل إلى حقل العمر النفطي، أكبر حقول النفط السورية.

وتعرضت تلك المناطق أمس لغارات جوية مكثفة وقصف مدفعي أسفر عن مقتل 14 مدنياً على الأقل.

وفي غضون ذلك، سيطرت مليشيا “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) على قرية هلالة شمال بلدة الصور في ريف دير الزور الشمالي الشرقي، بعد معارك مع مسلحي تنظيم “داعش”، وذلك بالتزامن مع معارك عنيفة بين الطرفين في محيط حقل الجفرة وبالقرب من حقل كونيكو.

ويأتي ذلك في محاولة إحراز مزيد من التقدم باتجاه حقل العمر، بالتزامن مع تقدم قوات النظام وإطباقها الحصار على مدينة الميادين، حيث تشهد محافظة دير الزور سباقاً بين الطرفين للسيطرة على أهم مكامن النفط والغاز في سورية.

من جانب آخر، قال “المركز الإعلامي لقوات سورية الديمقراطية” إن الاشتباكات تجددت بين “قسد” وتنظيم “داعش” في محيط المستشفى الوطني ومنطقة دوار النعيم شمال مدينة الرقة، قُتل وجرح خلالها عناصر من الطرفين.

وتشهد المدينة مؤخراً مفاوضاتٍ متعثرة بين الطرفين من أجل إعطاء مسلحي التنظيم طريق خروج من الرقة إلى مناطق سيطرته في ريف دير الزور.

قصف حي الحجر الأسود

وشن طيران النظام السوري، اليوم، عشر غارات على حي الحجر الأسود الخاضع لسيطرة مسلحي تنظيم “داعش” جنوب مدينة دمشق، وذلك بعيد ساعات من إعلان التوصل إلى اتفاق خفض توتر في بلدات جنوب العاصمة بين المعارضة المسلحة والنظام برعاية روسية.

وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” إن الطيران الحربي التابع لقوات النظام شن عشر غارات على الأقل استهدفت مناطق في حي الحجر الأسود الخاضع لسيطرة تنظيم “داعش”.

وقال الناشط رامي السيد، المتواجد في المنطقة، لـ”العربي الجديد”، إن الأنباء تشير إلى مقتل عائلة جراء الغارات، لكن لم تتبين الحصيلة على نحو دقيق، مشيرا إلى أن الحي رغم خضوعه لسيطرة “داعش” إلا أنه يضم الكثير من المدنيين.

وتحدث الناشط قيس الشامي، مع “العربي الجديد”، عن توجيه النظام أمس الخميس إنذارا لتنظيم “داعش” من أجل الموافقة على إخلاء المنطقة، وذلك إثر توقيع اتفاق القاهرة مع فصائل المعارضة برعاية روسية، واليوم بدأ بتنفيذ تهديده بقصف عشوائي على الحي.

وأضافت المصادر أن الغارات جاءت بعد هدوء نسبي استمر ثلاثة أعوام تقريبا في الحي، وربما تأتي مقدمة لهجوم بري على الحي في ظل استقدام تعزيزات عسكرية إلى حواجز قوات النظام المحيطة به، للضغط على “داعش” للقبول بإخلاء المنطقة.

ويعد حي الحجر الأسود امتدادا لحي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي القدم المجاور، وتحاصر قوات النظام تلك المنطقة بشكل تام منذ عام 2013، وشهدت مؤخرا مفاوضات بين التنظيم وقوات النظام من أجل إجلاء مقاتلي “داعش” إلى محافظة دير الزور.

وكان النظام قد توصل أمس برعاية روسية إلى اتفاق مع المعارضة السورية المسلحة في منطقة جنوب دمشق يقضي بوقف إطلاق النار بين الطرفين شريطة محاربة تنظيم “داعش”، وضم البلدات المحاصرة جنوبي دمشق وحي القدم إلى مناطق خفض التوتر مع الغوطة الشرقية.

وفي سياق متصل، خرقت قوات النظام اتفاق خفض التوتر في الغوطة الشرقية، حيث قصفت بالمدفعية مناطق في محور مدينة عين ترما وحي جوبر، ومناطق في بلدة كفر بطنا، ما أسفر عن أضرار مادية، بحسب ما أفاد به مركز الغوطة الإعلامي.

 

370 ألف نازح في دير الزور والرقة إثر الهجمات

وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وجود 370 ألف نازح في مدينتي دير الزور (شرق) والرقة (شمال)، إثر هجمات لتحالف النظام السوري مع روسيا، لافتة إلى حاجتهم إلى مراكز إيواء عاجلة.

ورصدت الشبكة في تقرير صدر عنها، اليوم الجمعة، بعض التداعيات المرعبة المترتبة على اتخاذ خطوات فتح دون الأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الإنسانية، ووثقت حصيلة الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الحلف السوري الروسي منذ بدء حملتها العسكرية في ريف الرقة الشرقي (منتصف يوليو/ تموز 2017)، وريفي دير الزور الشرقي والغربي منتصف آب/أغسطس 2017.

وأوضح التقرير أن “قوات الحلف السوري الروسي صعّدت من عملياتها العسكرية، منذ منتصف يوليو/تموز، في ريف الرّقة الشرقي، مما أدى إلى مقتل 48 مدنيًا؛ بينهم 19 طفلاً، و8 سيدات”.

وبحسب الشبكة الحقوقية، فقد تم تسجيل “ما لا يقل عن 5 مجازر و11 حادث اعتداء على مراكز حيوية مدنيَّة، تسبَّبت في فرار قرابة 120 ألف شخص من مدينتي معدان والسبخة”.

وأوضحت أنه “تم تهجير نحو ربع مليون شخص في ريفي دير الزور الغربي والشرقي”.

وقتل 362 مدنيًا؛ بينهم 74 طفلاً، و64 سيدة منذ منتصف أغسطس/آب 2017، إضافة إلى ما لايقل عن 36 مجزرة و27 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنيَّة”، بحسب ما ذكرت الشبكة.

واعتقلت قوات النظام السوري ما لا يقل عن 217 شخصاً؛ بينهم 19 طفلاً و22 سيدة في قرى مراط ومظلوم والصالحية والخريطة والشميطية بريف دير الزور.

وأوصت الشبكة في تقريرها “قوات الحلف السوري الروسي بالتَّوقف الفوري عن تنفيذ الهجمات العشوائية، وعدم اتخاذ وجود تنظيم داعش مبررًا لقصف الأحياء السكنية والمراكز الحيوية المدنيَّة”.

كما دعت قوات سورية الديمقراطية إلى تحسين وضع مخيمات النازحين في المناطق التي تسيطر عليها، والسَّماح للنازحين بحرية الحركة والتَّنقل، وتأمين المساعدات الغذائية والطبيَّة.

وأكدت على واجب منظمات الإغاثة الدولية من أجل إيجاد السبل الكفيلة لإيصال المياه وتوفير المأوى لآلاف المشردين على نهر الفرات والمناطق الصحراوية.

 

الحسكة تغرق بالنازحين..و”داعش” يقتل العشرات منهم

أعلن مصدر طبي في “الهلال الأحمر الكردي” مقتل 50 شخصاً على الأقل في هجوم بثلاث سيارات مفخخة يقودها انتحاريون من تنظيم “الدولة الإسلامية”، جنوبي الحسكة، في وقت قالت فيه “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، إن نحو 370 ألف نازح من الرقة وديرالزور بحاجة لمراكز إيواء عاجلة.

 

وقال المصدر، لوكالة “رويترز”، إن الانتحاريين فجروا سياراتهم بين مجموعة من النازحين شمال شرق سوريا، مشيراً إلى سقوط عدد كبير من الجرحى في الهجوم، فيما أشار ناشطون إلى أن الهجوم وقع في منطقة أبو فاس قرب الحدود بين محافظتي دير الزور والحسكة.

 

وأكد الناشطون، أن من بين القتلى نازحين فروا من القتال في دير الزور بالإضافة إلى عناصر من قوى الأمن الكردية المعروفة باسم الأسايش.

 

من جانبها، أكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) سقوط عدد من القتلى وجرح العشرات في تفجير نفذه “داعش” بسيارة مفخخة في منطقة أبو فاس جنوب غرب الشدادي بريف الحسكة، في تجمع للمدنيين الفارين من مناطق انتشار التنظيم في دير الزور.

 

وأضافت الوكالة، أن أعداداً كبيرة من الأطفال والنساء كانوا من ضمن ضحايا التفجير، مشيرة إلى أنه بعد التفجير، وأثناء محاولة المدنيين الفرار من المكان تحسبا لاحتمال انفجار سيارة أخرى، دخل المئات منهم في حقول مزروعة بالألغام ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.

 

على صعيد متصل، قال رئيس منظمة “روج أفا” للإغاثة والتنمية، أكرم سليمان، في تصريح لمواقع معارضة، إن نحو 7000 عائلة مكونة من 35 ألف مدني يتجمعون في نقطة المالحة، بين دير الزور والحسكة، عقب نزوحهم من قراهم وبلداتهم التي تدور فيها معارك ضد تنظيم “الدولة”.

 

ولفت سليمان، إلى أن الأطفال يشكلون نسبة 45 بالمئة من النازحين، و30 بالمئة نساء، إضافة لوجود 35 شخصا من ذوي الاحتياجات الخاصة، وبعض الحالات المرضية، وسط غياب النقاط والكوادر الطبية، مشيراً إلى أنهم نقلوا نحو 3000 عائلة من نقطة تجمع النازحين إلى مخيمي “الشدادي” و”مبروكة”.

 

وفي السياق نفسه، أفادت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، بوجود 370 ألف نازح في مدينتي دير الزور (شرق) والرقة (شمال)، يحتاجون مراكز إيواء عاجلة، إثر هجمات لتحالف النظام السوري مع روسيا.

 

وأوضحت الشبكة، في تقرير صدر عنها الجمعة، أن “قوات الحلف السوري الروسي صعّدت من عملياتها العسكرية، منذ منتصف يوليو/تموز، في ريف الرّقة الشرقي، مما أدى إلى مقتل 48 مدنيًا؛ بينهم 19 طفلاً، و8 سيدات”.

 

وسجّلت الشبكة “ما لايقل عن 5 مجازر و11 حادث اعتداء على مراكز حيوية مدنيَّة، تسبَّبت في فرار قرابة 120 ألف شخص من مدن معدان والسبخة”، وأشارت إلى أنه “تم تهجير نحو ربع مليون شخص في ريفي دير الزور الغربي والشرقي”.

 

لاجئة سورية: 15 عاماً.. وأمّ لطفلتين

“أتمنى لو كنت في سوريا وأذهب إلى المدرسة مع صديقاتي”، هي الأمنية الوحيدة للطفلة السورية أسماء، اللاجئة في تركيا مع عائلتها، والتي باتت أماً لطفلتين صغيرتين رغم أن عمرها لا يتجاوز 15 عاماً، وتنقل قصتها منظمة “Their World” البريطانية، عبر فيلم وثائقي قصير في إطار حملة ضد تسرب الأطفال اللاجئين من المدارس.

وفي خمس دقائق تروي أسماء كيف تحولت حياتها فجأة من تلميذة في الصف السادس تعيش حياة طبيعية روتينية في مدينة حمص، إلى لاجئة تتنقل من مدينة سورية إلى أخرى مع ملاحقة القنابل وتمدد نطاق القصف الذي يقوم به النظام ضد المدنيين لإخماد الثورة الشعبية في البلاد، قبل أن يزوجها أهلها وهي في الصف الثامن، من “شاب فقير”، وافقت عليه “كي تساعد أهلها في النفقات اليومية”.

 

الفيلم جزء من سلسلة أفلام وثائقية مشابهة عن فتيات سوريات لم يتلقين أي تعليم بسبب النزاع الدائر في سوريا، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للفتاة والذي يصادف في 11 تشرين الأول من كل عام. علماً أن بقية الأفلام تصدر تباعاً خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري، فيما تشير المنظمة إلى أن أسماء هي واحدة من أربعة أطفال لاجئين تتراوح أعمارهم بين 12 و16 عاماً، منحوا كاميرات من أجل توثيق حياتهم بمفردهم خلال الأشهر الستة الماضية “لتسليط الضوء على السبب الذي من أجله يجب أن يكون جميع الأطفال اللاجئين في المدرسة”.

 

وتقول المنظمة إن نصف الأطفال اللاجئين في تركيا والأردن ولبنان يتلقون تعليماً، لكن ما يقرب من نصف مليون طفل آخرين محرومون من التعليم. ولذلك تسلط المنظمة في مشروعها الضوء على “الظلم والأخطار التي يواجهونها، بما في ذلك الزواج المبكر وحمل المراهقات وعمالة الأطفال والاستغلال”. وقالت رئيسة منظمة “عالمهم” سارة براون: “يمكننا أن نرى من هذه الأفلام أن حرمان الأطفال الذين يعانون أزمة، من التعليم، كانت له تداعيات خطيرة جدا على حياتهم”.

وتقول أسماء إنها تعاني من إجهاد ما بعد الصدمة بعدما فرت عائلتها من سوريا وهربت إلى تركيا بحثًا عن مكان آمن، مشيرةً إلى أنها دائماً تكافح من أجل التعامل مع ضغوط الزواج المبكر ورعاية طفلتيها، مضيفة: “أتمنى أن أكون في بلدي، في مدرستي مع أصدقائي، كان حلمي أن أصبح معلمة فنية. أشعر بغصة في قلبي عندما أرى أخي الصغير يذهب إلى المدرسة”، حسب تعبيرها.

في شباط/فبراير2016، تعهد قادة العالم بمساعدة الأطفال السوريين لمواصلة تعليمهم، إلا أن البيانات تشير إلى عدم الالتزام بذلك الوعد مع تسرب مليوني طفل سوري في الداخل والخارج من المدرسة، على الأقل حالياً، ولهذا فإن مشروع الأفلام الوثائقية يشكل انطلاقاً لحملة أكبر تروج لها المنظمة عبر هاشتاغ #YouPromised من أجل الضغط على قادة العالم للالتزام بوعودهم.

 

إلى ذلك نددت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” بزواج الفتيات القاصرات، مشيرة في تقرير أصدرته قبل أيام، يفيد بأن فتاة من كل سبع فتيات، تتراوح أعمارهن بين 15 و19، تتعرض للزواج القسري على مستوى العالم، في حين يصل العدد في الدول النامية إلى فتاة من كل ثلاث، علماً أن إحصائيات الأمم المتحدة تشير إلى وجود 62 مليون طفلة لا يذهبن إلى المدرسة حول العالم، و16 مليوناً أخريات معرضات لمخاطر بشأن مواصلة تعليمهن. ويبلغ عدد الفتيات الصغيرات حول العالم 1.1 مليار فتاة، وفق الإحصائية نفسها.

 

فصائل درعا ترفض فتح معبر نصيب..و”الائتلاف”يجهز”باب السلامة

أصدر ممثلون عن معظم فصائل محافظة درعا، والهيئات المدنية فيها بياناً عقب اجتماع هو الأوّل من نوعه لفعاليات المحافظة، جددوا فيه التأكيد على تمسكهم بـ”ثوابت الثورة”، في وقت دعت فيه الهيئة السياسية في “الائتلاف الوطني” السوري المعارض الحكومة المؤقتة لتفعيل العمل في الداخل.

 

وتضمّن البيان الذي صدر عقب اختتام الاجتماع في مدينة بصرى الشام، وسط استنفار لعناصر من “الجيش الحر”، ونقلته مواقع سورية معارضة، ستة عناصر رئيسية كمخرجات، واعتبر أن “الجنوب الثوري جزء لا يتجزأ من الثورة”، وشدد على “التأكيد على أهداف الثورة وثوابتها”.

 

وأقر الاجتماع، تشكيل لجنة تحضيرية للعمل على إنشاء قيادة عسكرية مشتركة للمنطقة الجنوبية، إضافة إلى تشكيل لجنة مؤلفة من “هيئة الإصلاح” و”الهيئة الإسلامية الموحدة” و”نقابة المحامين” والفصائل العسكرية “للتواصل مع دار العدل بهدف إعادة هيكلتها”.

 

ورفض المجتمعون أي صيغة لفتح معبر نصيب “ما لم تحقق أهداف الثورة وثوابتها”، كما أكدوا على أن “القرار العسكري الداخلي تقرره الفصائل العاملة على الأرض”.

 

وجاء الاجتماع، بعدما صدر قرار بحل “الجبهة الجنوبية” وتخفيض عدد عناصرها إلى ما يقارب ثلاثة آلاف مقاتل، وصولاً إلى التصريحات الحالية في ما يتعلق بالأمور الخدمية في المنطقة.

 

على صعيد آخر، عقدت الهيئة السياسية في “الائتلاف الوطني السوري”، اجتماعاً موسعاً في مدينة غازي عنتاب مع الحكومة السورية المؤقتة، بحضور رئيس الائتلاف رياض سيف، ورئيس الحكومة السورية المؤقتة جواد أبو حطب.

 

وأكد سيف على ضرورة إكمال مسيرة الحكومة “بتقديم الخدمات للسوريين في المناطق المحررة”، معتبراً أن تسلم الحكومة المؤقتة إدارة معبر باب السلامة “خطوة هامة على طريق الارتقاء في مستوى أداءها”.

 

ولفت سيف، إلى أن “الائتلاف الوطني” يسعى عبر المحافل الدولية لتعزيز وقف إطلاق النار، وإنهاء جرائم النظام، وإتاحة المجال أمام طواقم الحكومة لتفعيل عمل مؤسسات الدولة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

 

وتقدم وزراء الحكومة السورية المؤقتة بشرح كامل عن أعمال الوزارات ومشاريعها المستقبلية، وقال رئيس الحكومة جواد أبو حطب إن هناك جهوداً كبيرة يبذلها الوزراء وطواقم الحكومة لتحسين واقع الخدمات في المناطق المحررة، وعلى الأخص في مجالي التعليم والصحة. وأشار إلى إن معبر باب السلامة يحتاج لنحو ثلاثة أشهر لبدء العمل وفق أنظمة جديدة، وذلك بعد إنهاء عمليات الإصلاح والتجهيز.

 

التصعيد ضد الحجر الأسود.. يهدد الاتفاق مع روسيا؟

استهدفت قوات النظام بلدة الحجر الأسود، في منطقة جنوبي دمشق المحاصرة، بـ16 غارة جوية، صباح الجمعة. وكانت مصادر “المدن” قد توقعت تصعيداً من قبل النظام ضد المنطقة، أثناء عملية التفاوض بين المعارضة ووفد روسي في القاهرة، لاعلان التهدئة جنوبي دمشق.

 

التصعيد العسكري ضد الحجر الأسود، قد يأتي ضمن محاولة النظام، أو الجانب الإيراني، لتعطيل اتفاق المعارضة مع روسيا، بعد انباء عن مخطط إيراني لانشاء “ضاحية جنوبية” في دمشق، تضم مناطق الجنوب الدمشقي، وتعتبر كامتداد لحي السيدة زينب، معقل المليشيات الإيرانية. إلا أن الاتفاق الموقع في القاهرة، الخميس، لم يشمل الحجر الأسود، الذي تسيطر عليه “الدولة الإسلامية”، ما قد يشير إلى دور روسي في التصعيد.

 

وأعلن الخميس في العاصمة المصرية عن توقيع “إعلان تمهيدي” لـ”وقف الأعمال القتالية” في منطقة جنوب دمشق، بعد اجتماعِ ضمّ ممثّلَين عن فصيلي “جيش الإسلام” و”جيش الأبابيل” التابعين للمعارضة المسلّحة من جهة، وممثل وزارة الدفاع الروسية من جهة أخرى، برعايةٍ مصرية.

 

وقال مصدر مطلع على سير المفاوضات، لـ”المدن”، إنّ: “الإعلان التمهيدي جاء وفق نظام وقف الأعمال القتالية الصادر بتاريخ 30-12-2016، على أن تستكمل المفاوضات لاحقاً من أجل ضم منطقة جنوب دمشق لاتفاقية مناطق خفض التصعيد”. وأكّدت المصادر أن اللقاء كان إيجابياً “من حيث دعم ممثّلي جمهورية مصر الأشقاء، لموقفنا، ومن حيث استجابة ممثلي الجانب الروسي لطلباتنا”.

 

وأوضح مصدر “المدن” الأسباب التي دفعت المعارضة لعقد الاتفاق، بالقول: “ويأتي إقدامنا على هذه الخطوة من موقفنا الثوري والوطني، لنحافظ على حياة أبناء شعبنا السوري في جنوب دمشق وفي عموم سوريا، ومنعاً لمحاولات إيران السيطرة على منطقة جنوب دمشق بفرض اتفاقية (المدن الأربعة) عليها كأمر واقع”. ويتخوّف البعض مع نهاية مهلة الشهور التسعة من التهدئة، التي تنص عليها “المدن الأربع”، في بلدات الجنوبي الدمشقي، من انتقال النظام إلى خطوات تصعيدية، تقضي بتهجير الثوار والأهالي من المنطقة، إلى الشمال السوري، وإحلال أهالي كفريا والفوعة بدلاً منهم.

 

وتمنّى مصدر “المدن” أن تسير المفاوضات لاحقاً بالشكل الذي يحقق المصلحة الثورية والوطنية، “ويضمن سلامة ومصالح كافة قاطني منطقة جنوب دمشق ويزيل عنهم شبح التهجير”.

 

ويشمل الاتفاق بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، بالإضافة إلى حي القدم جنوبي دمشق. وتسيطر فصائل “جيش الإسلام” و”جيش الأبابيل” و”لواء شام الرسول” و”فرقة دمشق” و”حركة أحرار الشام” و”كتائب أكناف بيت المقدس” و”الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” و”لواء مجاهدي الشام” على تلك المناطق. فيما يتواجد تنظيم “الدولة الإسلامية” في أحياء مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن والعسالي، وينحصر تواجد “هيئة تحرير الشام” في منطقة صغيرة في محيط ساحة الريجة ومناطق جادة عين غزال والمشروع وشارعي حيفا وصفد، شمال غربي مخيم اليرموك.

قوات تركية تدخل إدلب

 

أعلن الجيش التركي، أن عناصر من قواته بدأت بتشكيل نقاط مراقبة في “منطقة خفض التوتر” بمحافظة إدلب السورية، في إطار مسار أستانة.

 

وقال بيان صادر عن رئاسة الأركان التركية، الجمعة، إن فعاليات تشكيل نقاط المراقبة بإدلب بدأت اعتباراً من الخميس، بهدف تهيئة الظروف المناسبة من أجل ضمان وقف إطلاق النار، وضمان استمراره، وإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين، وإعادة النازحين إلى منازلهم.

 

وأشار البيان، إلى أن عناصر من القوات المسلحة بدأت بفعاليات استطلاعية في منطقة خفض التوتر في إدلب في الثامن من الشهر الحالي، واعتباراً من 12 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي بدأت فعاليات تشكيل نقاط مراقبة في المنطقة. وذكر البيان، أن مهام القوات التركية في المنطقة، ستتواصل في إطار قواعد الاشتباك المتفق عليها بين الدول الضامنة في مسار أستانة.

 

وكان “المرصد السوري لحقوق الإنسان” قال، الخميس، إن رتلاً عسكرياً للقوات التركية مؤلفا من عناصر وآليات وعربات عسكرية دخل الاراضي السورية عبر منطقة كفرلوسين بريف إدلب، وتوجه نحو ريف حلب الغربي استعدادا لـ”الانتشار” في شمال غرب سوريا.

 

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مدير”المرصد” رامي عبد الرحمن قوله، إن “هذا اول انتشار للقوات التركية بعد دخول قوات الاستطلاع” في الأيام الأخيرة. وأشار عبد الرحمن إلى أن “الانتشار سيحصل في ريف حلب الغربي، بمحاذاة مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية”، مضيفا أن القوات التركية ستنتشر خصوصا “جنوب منطقة عفرين”.

 

وتشكل محافظة إدلب واحدة من أربع مناطق سورية تم التوصل فيها إلى اتفاق لخفض التوتر في أيار/مايو في إطار محادثات أستانة برعاية روسيا وإيران، حليفتي النظام السوري، وتركيا الداعمة للمعارضة. ويستثني الاتفاق المجموعات تنظيم “الدولة الإسلامية” و”هيئة تحرير الشام”.

 

النظام يُقطّع “داعش”داخل ديرالزور..ويُحاصر الميادين جزئياً

محمد حسان

تمكنت قوات النظام والمليشيات، ليل الخميس/الجمعة، من السيطرة على بلدات مظلوم ومراط وحطلة ودوار بلدة الصالحية في ريف ديرالزور الشرقي، بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم “الدولة الإسلامية”، استمرت لأيام.

 

قوات النظام بعد سيطرتها على دوار الصالحية، مدخل مدينة ديرالزور من الجهة الشمالية، باتت تحاصر أحياء المدينة الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” من جميع الجهات. تقدم قوات النظام شمالي نهر الفرات قابله تقدم أخر من جهة حويجة صكر، حيث أحكمت المليشيات سيطرتها على أجزاء واسعة من حويجة صكر شمال شرقي المدينة، وما تزال المعارك مستمرة في الجهة الغربية من الحويجة. وتهدف مليشيات النظام من خلال تحركاتها العسكرية إلى السيطرة على حويجة صكر بشكل كامل، ثم التقدم غرباً إلى حاجز جميان وحي الكنامات، للتضييق أكثر على عناصر تنظيم “الدولة” المحاصرين داخل ديرالزور.

 

وخسرت مليشيات النظام أكثر من 30 عنصراً على الأقل في تلك المعارك، بينهم عناصر من العراق ولبنان، كما تكبّد التنظيم خسائر تجاوزت 20 عنصراً معظمهم مقاتلون محليون.

 

المعطيات على الأرض، تقول إن سيطرة مليشيات النظام على أحياء مدينة ديرالزور، باتت محسومة ومسألة وقت فقط، نتيجة قطع خطوط الإمداد عن عناصر التنظيم داخل المدينة، وقيام التنظيم بسحب معظم مقاتليه الأجانب مع عائلاتهم منها قبل مدة، وتسليم تلك الأحياء لمقاتليه من أبناء المدينة، الذين سيكون هدفهم إيقاع أكبر عدد من القتلى في صفوف المليشيات المهاجمة رغم معرفتهم المسبقة بنتيجة المعركة.

 

هجوم مليشيات النظام شمالي نهر الفرات، يأتي بالتزامن مع هجوم أخر يستهدف مدن وبلدات ريف ديرالزور الشرقي الواقعة جنوبي النهر، خاصة مدينة الميادين، كبرى معاقل التنظيم هناك. وتتقدم مليشيات النظام إلى مدينة الميادين من محورين؛ الأول من جهة بادية المدينة الجنوبية وصولاً إلى تلة الشبلي ومدجنة الشاهر بالقرب من منطقة كوع ابن أسود شرقي المدينة، أما المحور الثاني من جهة مدفعية الميادين نزولاً إلى الماكف ودوار البلعوم على أطراف المدينة الغربية.

 

وتمكنت مليشيات النظام حتى الآن من السيطرة على منطقة دوار ابن أسود وأطراف محكان، ونشرت قناصيها في المناطق المرتفعة لرصد الطريق الواصل بين مدينتي الميادين والقورية، وما تزال المعارك مستمرة بين الطرفين في منطقة المجري القريبة من كوع ابن أسود.

 

بعد سيطرة مليشيات النظام على كوع أبن أسود وأطراف محكان، باتت مناطق تنظيم “الدولة” في الميادين وبقرص والبوليل وموحسن والمريعية والبوعمر، محاصرة من ثلاث جهات، من دون خطوط إمداد برية. ولم يتبقَ للتنظيم سوى منفذ نهر الفرات الذي يصله بمناطق سيطرته شمالاً في الشحيل والبصيرة والصبحة.

 

تنظيم “الدولة” استقدم تعزيزات إضافية إلى منطقة محكان ومدينة الميادين في محاولة لصد هجوم مليشيات النظام، والعمل على استعادة أطراف محكان الغربية ومنطقة كوع ابن أسود، لإعادة فتح الطريق البري بين مناطق سيطرته غربي وشرقي مدينة الميادين. ويعتمد التنظيم في تلك المحاولات على تفجير السيارات المفخخة والهجمات المعاكسة الليلية، تجنباً لضربات الطائرات الروسية التي لا تكاد تغادر سماء المنطقة.

 

مليشيات النظام ومنذ انطلاق معركة فك الحصار عن ديرالزور، تتبع تكتيك عسكري يعرف بـ”قطع الأوصال”، وذلك عبر تقسيم مناطق سيطرة التنظيم وقطع طرق الإمداد عنها بشكل كامل، ثم استهداف تلك المناطق بمئات الغارات الجوية والقذائف الصاروخية تمهيداً لمرحلة الاقتحام البري، كما حصل في ريف ديرالزور الغربي وريف الرقة الشرقي ومؤخراً في عملية حصار التنظيم داخل أحياء مدينة ديرالزور.

 

تقدم مليشيات النظام شمالي وجنوبي الفرات، دفع “قوات سوريا الديموقراطية” لزيادة الفاعلية العسكرية على جبهات المحافظة الشمالية، وتمكنت بعد اشتباكات مع تنظيم “الدولة” من السيطرة على قرية المويلح وصولاً إلى سكة القطار في ريف ديرالزور الشمالي. وتهدف قوات “قسد” من تحركاتها إلى التقدم والسيطرة على قرية جديد عكيدات ثم التوجه إلى حقل “العمر” النفطي أكبر حقول النفط في المحافظة.

 

زيادة الفاعلية العسكرية لقوات “قسد” على محور قرى خط الخابور شمالي المحافظة، يعكس مخاوفها من عمليات مليشيات النظام في مدينة الميادين. ويرى البعض أن مليشيات النظام بعد السيطرة على الميادين، ستقوم بانشاء جسور عسكرية على الفرات والتوغل شمالاً إلى بلدة الحوايج ومن ثم حقل “العمر” النفطي، على غرار عملية العبور باتجاه قرى مراط ومظلوم وحطلة.

 

فرضية عبور النظام من الميادين إلى الضفة الشمالية باتجاه حقل “العمر”، يعززها الخلاف الأخير بين روسيا وأميركا، خاصة بعد اتهام روسيا للولايات المتحدة، بغض النظر عن  تحركات تنظيم “الدولة” في البادية، وتقصدها ترك مقاتلي التنظيم يتحركون داخل البادية الممتدة بين ريف حمص الشرق وريف ديرالزور الجنوبي، من دون توجيه أي ضربات عسكرية له.

 

وكانت خطوط مليشيات النظام وحليفه الروسي قد تعرضت قبل مدة لهجوم من تنظيم “الدولة”، ما تسبب بخسارتها لطريق دمشق ديرالزور من قرية الشولا جنوبي ديرالزور وصولاً إلى مدينة السخنة في ريف حمص. ويرى البعض في ذلك ضربة غير مباشرة من الولايات المتحدة لروسيا، بسبب توغلها في المناطق شمالي الفرات (ضفة الفرات الشرقية)، والتي من المقرر أن تكون من نصيب “قسد”، بحسب تفاهمات سابقة بين روسيا وأميركا.

 

درع الفرات:”السلطان مراد” تضغط على “الشامية” لتسليم المعابر

شهدت منطقة “درع الفرات” في ريف حلب توتراً بين “كتلة السلطان مراد” و”كتلة الشامية”، الخميس، واستنفرت فصائلهما العسكرية في الحواجز المنتشرة على الطريق الواصل بين معبر السلامة الحدودي مع تركيا ومعبر حميران قرب بلدة الغندورة. ومعبر حميران يصل بين مناطق “درع الفرات” ومنبج التي تسيطر عليها “وحدات حماية الشعب” الكردية.

 

مصادر “المدن” أكدت أن “كتلة السلطان مراد”، التي تمثل أكبر تجمع للفصائل المسلحة في منطقة “درع الفرات” في ريف حلب وتضم قرابة 70 في المئة من المقاتلين، اتهمت “كتلة الشامية” بالاستحواذ على مقدرات وموارد المنطقة، خاصة المعابر الداخلية والخارجية، كما اتهمتها بالوقوف عائقاً أمام تشكيل جيش وطني وتمكين “الحكومة السورية المؤقتة” بما فيها وزارة الدفاع وهيئة الأركان.

 

وكانت “كتلة الشامية”، والتي تتزعمها “الجبهة الشامية”، قد تعرضت لضغوط كبيرة، مؤخراً، من قبل “كتلة السلطان مراد”، بغرض تقاسم عائدات المعابر التي تدير “الشامية” معظمها، وتسيطر من خلالها على معظم الحركة التجارية في المنطقة، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.

 

“الجبهة الشامية” حاولت إرضاء فصائل “كتلة السلطان مراد” من خلال الإعلان عن تسليم معبر باب السلامة الحدودي لـ”الحكومة السورية المؤقتة”، الثلاثاء، لكن “كتلة السلطان مراد” اعتبرت الإعلان محاولة للالتفاف على مطالبها، وشككت في مصداقية تسليم المعبر لـ”المؤقتة”. وفي الوقت ذاته، عززت “الجبهة الشامية” من قوة كتلتها العسكرية، في مواجهة “السلطان مراد”، بعدما ضمت إلى كتلتها “حركة أحرار الشام الإسلامية”/”قاطع درع الفرات”، الأربعاء.

 

التوتر بين الكتلتين العسكريتين في الميدان سرعان ما تحول إلى حملات إعلامية في مواقع التواصل الاجتماعي. ويتهم أتباع “الشامية” “السلطان مراد” بمحاولة إفشال عمل “الحكومة المؤقتة”، ومنعها من إدارة معبر السلامة، ويرد أنصار “السلطان مراد” بالتأكيد على أن “كتلة الشامية” تضلل الشارع، وتحاول أن تحتفظ بالمعابر لنفسها مهما كلف الأمر.

 

ولم يشتبك الطرفان حتى الآن، وبقي الوضع على ما عليه في ظل جاهزية واستنفار كامل في صفوفهما، وسط إغلاق جزئي للمعابر. ومن المتوقع أن تشهد المنطقة تصعيداً متزايداً بين الكتلتين العسكريتين خلال الساعات القادمة في حال لم تتمكن “الشامية” من امتصاص غضب الفصائل.

 

السعودية تشترط استبعاد إيران للمشاركة بإعادة إعمار سوريا

موسكو تبلغ الرياض أنها تراهن على دور خليجي في إعادة إعمار سوريا وتتعهد بإنهاء الوجود الأجنبي فور تعميم خيار خفض التصعيد على مختلف المناطق.

السعودية لا تقبل بأي دور تخريبي لإيران

موسكو – كشفت مصادر دبلوماسية روسية مطّلعة أن موسكو نجحت في استثمار زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز للحصول على وعود قوية بالمساهمة في إعادة إعمار سوريا ما بعد الحرب. لكنها أشارت إلى أن الملك سلمان أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الرياض لا يمكن أن تدفع بمليارات الدولارات لتصب في خدمة إيران والميليشيات التابعة لها، وأن أي حديث عن إعادة الإعمار يجب أن يكون بعد حل سياسي يكون فيه القرار بيد السوريين دون تدخل خارجي لفائدة أي جهة كانت. الأمر الذي يعيد سيناريو تأهيل النظام السوري وتأجيل البت في مصير رئيسه بشار الأسد.

 

وقال مصدر روسي مطلع لـ”العرب” إن الجانب الروسي أبلغ الوفد المرافق للملك سلمان أن موسكو تراهن على دور خليجي في إعادة إعمار سوريا، وخاصة من السعودية مطالبا بأن تلقي الرياض بثقلها السياسي والمالي لبدء مرحلة جديدة في الملف السوري.

 

وأضاف المصدر أن الجانب الروسي تعهد بأن ينتهي الوجود الأجنبي على أراضي سوريا حالما يتم تعميم خيار خفض التصعيد على مختلف المناطق، والقضاء على الجماعات الإرهابية، مؤكدا أن أي حل لن يخدم أي دولة سواء إيران أو غيرها على حساب مصالح الدول الإقليمية الأخرى.

 

وأكد أن السعودية أبدت استعدادها لإعادة إعمار سوريا ولتلعب الدور الأساسي في هذه العملية، ولكن اشترطت بعض النقاط لمثل هكذا دور.

 

وحسب المصدر فقد كان الرد السعودي “سنساهم بإعادة إعمار سوريا بالتأكيد عندما تأتي حكومة ونظام جديدان يحققان الاستقرار ويخلقان وسيلة للتفاهم مع كل مكونات الشعب السوري ويعيدان سوريا إلى الحضن العربي ويفكان سيطرة إيران على البلاد”.

 

وكان العاهل السعودي قال أثناء زيارته إلى موسكو إن على إيران “الكف عن تدخلاتها في شؤون دول المنطقة، وزعزعة الأمن والاستقرار فيها”، مشددا على أن “استقرار منطقة الخليج والشرق الأوسط ضرورة قصوى لتحقيق الأمن والاستقرار العالميين، ما يستوجب التزام إيران بالكف عن تدخلاتها في شؤون دول المنطقة”.

 

وقال الكاتب السعودي غازي الحارثي “إن الزيارة كانت مهمة للتركيز على ضرورة إخراج إيران من المنطقة، وأن الملك سلمان ذهب إلى روسيا وهو يعرف ماذا يريد. فإذا أراد الروس تعاونا مثمرا مع السعودية في سوريا يحقق المصالح المشتركة ويُنجِح أي تسوية محتملة فهذه أيضا رغبة الرياض، لكن لن يتم ذلك في ظل وجود إيران”.

 

واعتبر الحارثي في تصريح لـ”العرب” أن “الوقت أصبح مناسبا لإزاحة الأطراف المعيقة لأي تسوية محتملة، كما يُتوقع من إيران، فيما السعودية وحدها قادرة على المساهمة في مرحلة الانتقال السياسي وإعادة الإعمار”.

 

ويعتقد محللون سياسيون وخبراء روس أن موسكو تتفهم قلق السعودية وحلفائها من النفوذ الإيراني في المنطقة، وسبق أن عبر عن ذلك مسؤولون روس، وأنها تعمل من جانبها على إعادة التوازنات في المنطقة وبالتحديد في سوريا.

 

ويرى فلاديمير أحمدوف، كبير الباحثين في معهد الاستشراق بموسكو أن تركيز روسيا على الدور السعودي المستقبلي في سوريا لا يقتصر على البعد المالي فحسب، بل يذهب إلى أبعد من ذلك.

 

ويقول أحمدوف في تصريح لـ”العرب” إن “موسكو حريصة على دور محوري للسعودية وشركائها الخليجيين انطلاقا من قدرة هذه الدول على إعطاء شرعية للحل السوري، بالإضافة إلى رغبة موسكو في أن يكون الحل المقبل دائما وأن يخلق استقرارا في سوريا ويحول دون تدحرج البلاد من جديد إلى قاع الأزمات”.

 

وبحسب التقديرات، فإن تكلفة إعادة إعمار سوريا ستكون هائلة تتراوح بين 200 إلى 350 مليار دولار، وهو مبلغ يتجاوز بكثير قدرة سوريا وحلفائها الإيرانيين والروس على تحمله.

 

وسبق وأن أُعلن في اجتماع انعقد في الـ21 من سبتمبر الماضي بين الجهات الفاعلة بما فيها السعودية والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي أن دعم الإنعاش وإعادة الإعمار في سوريا يتوقفان على عملية سياسية ذات مصداقية تؤدي إلى انتقال سياسي حقيقي.

 

ويعتقد الخبراء والمحللون أن موسكو لا ترى فائدة في حسم عسكري في ظروف حرجة كهذه، لذلك تركز على أن يكون الوجود الروسي مرتبطا بتحالفات إقليمية مؤثرة يمكنها دفع سوريا نحو الاستقرار.

 

وترى موسكو فرصة كبيرة في الانفتاح على الرياض لرسم ملامح الحل في سوريا مع غياب النفوذ الأميركي.

 

ويقول أحمدوف إن “روسيا حريصة على تقليص النفوذ الإيراني في سوريا والتعاون مع السعودية لإيجاد حل مناسب يرضي كل الأطراف”.

 

وتدعم موسكو دور الرياض في تشكيل معارضة معتدلة يمكن أن تكون جزءا من الحل في سوريا. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير إن “موسكو تدعم موقف الرياض لتوحيد جهود المعارضة السورية”.

 

ويعتقد الإعلامي السعودي عوض الفياض أن السعودية ستشارك بمشروع إعادة الإعمار في سوريا ولكن بضمانات دولية.

 

وقال الفياض في تصريح لـ”العرب” إنه “من دون دور للمعارضة السورية التي ظهرت ملامحها في مؤتمر الرياض، فإن السعودية لن تلعب أي دور سياسي في سوريا ولن تتعاون مطلقا مع الأطراف الدولية إلا في حدود الحرب على الإرهاب”.

 

وأشار إلى أن سوريا اليوم ساحة نفوذ إيراني، و”هذا الأمر بالتأكيد لن يستمر، وأن السعودية ستعمل مع حلفائها على المزيد من الضغط السياسي لتشكيل موقف دولي موحّد ضد إيران وأذرعها في سوريا ولبنان، وهو الأمر الذي بدت ملامحه في الأسبوعين الأخيرين”.

 

لافروف يلتقي الجربا في موسكو

يناقش ملف المعتقلين واللاجئين

بهية مارديني

«إيلاف» من لندن: تحدث رئيس تيار الغد السوري المعارض أحمد الجربا عن اتفاقات مناطق خفض التوتر في سوريا، معلنًا في بداية لقائه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو اليوم الجمعة أن هذه الإتفاقات حافظت على أرواح المدنيين، مؤكدًا على ضرورة التعاون مع روسيا من أجل وقف الحرب وإيجاد حل سياسي عادل للأزمة السورية.

وقال الجربا “نتطلع إلى استمرار العمل معكم لوقف الحرب في سوريا وإيجاد حل سياسي عادل وشامل، وتعاوننا مستمر في مكافحة الإرهاب حتى القضاء عليه في سوريا”.

 

وأكد على التمسك بالمسار السياسي والتوصل إلى الحل عن طريق تشكيل حكم “ذي مصداقية وغير طائفي”، يحترم حقوق الإنسان وتعدد الأحزاب وفق تطلعات الشعب السوري .

 

وأعرب الجربا عن تقديره لدور روسيا في التوصل إلى اتفاقات أنتجت مناطق خفض التوتر، بما في ذلك الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي، وشدد أنها “أنقذت كثيرًا من الأرواح” وساعدت في إيصال المساعدات الإنسانية الى المناطق المحاصرة.

 

وأشار إلى رغبة المعارضة في مناقشة عدد من القضايا مع المسؤولين الروس، وعلى رأسها مسألتا إعادة اللاجئين والإفراج عن المعتقلين .

وعرَّف الجربا بالوفد المرافق له الذي يضم الناطق الرسمي باسم تيار الغد السوري وعضوي المكتب السياسي للمجلس العربي للجزيرة والفرات ممتاز الشيخ وأمير الدندل.

من جانبه، أكد لافروف على أهمية دور السوريين، في إنجاز مناطق خفض التوتر، مشيدًا بالدعم الثابت الذي يقدمه الجربا وتيار الغد السوري للجهود الرامية إلى تثبيت وقف القتال وإطلاق حوار سياسي مباشر من أجل إيجاد حلول ترضي جميع فئات المجتمع السوري بمكوناته السياسية والطائفية.

 

ولفت لافروف إلى متابعة عملية أستانة، والاستعدادات للجولة المقبلة من مفاوضات جنيف.

 

سوريا تستعيد طياراً سقطت طائرته في تركيا قبل أشهر

أ. ف. ب.

دمشق: استعادت السلطات السورية الجمعة طياراً كان مسجوناً في تركيا بعدما سقطت طائرته الحربية قبل سبعة أشهر في محافظة هاتاي الجنوبية الحدودية، وفق ما أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.

 

ويأتي هذا الاعلان بعد ساعات من أمر محكمة تركية “بالافراج المؤقت” عن الطيار خلال فترة محاكمته بتهمة “انتهاك الحدود التركية” و”التجسس”، وفق ما أوردت وكالة دوغان التركية الخاصة للأنباء.

 

ونقلت وكالة سانا “تمكنت الجهات المعنية وبعد محاولات حثيثة وجهود مكثفة من استعادة الطيار محمد صوفان (…) وتسلمته اليوم من الجانب التركي”.

 

وتحطمت طائرة صوفان (56 عاماً) في الرابع من مارس في محافظة هاتاي التركية الحدودية مع سوريا، قبل أن تعثر السلطات المحلية عليه في اليوم التالي بعدما تمكن من النجاة والقفز بمظلته.

 

وتباينت الأسباب آنذاك حول سبب تحطم الطائرة الذي ربطته دمشق بعطل تقني اثناء قيامها “بعملية استطلاع” قرب الحدود، فيما تبنى فصيل معارض اسقاط الطائرة بعد تنفيذها غارات على محافظة ادلب في شمال غرب سوريا.

 

وأمرت محكمة تركية في شهر أبريل بسجن الطيار وهو برتبة عقيد بعدما وجهت اليه تهمة “التجسس” و”انتهاك امن حدود الجمهورية التركية”.

 

وجاء الاعلان السوري الجمعة بعد اصدار محكمة تركية ليل الخميس أمراً بالافراج المؤقت عن الطيار خلال فترة محاكمته، وفق ما نقلت وكالة دوغان. وأفادت بنقله ليل الخميس الجمعة الى مركز استقبال للمهاجرين تمهيدا لإعادته الى بلده.

 

ومنذ اندلاع النزاع السوري في منتصف مارس 2011، شهدت العلاقة بين دمشق وأنقرة الداعمة للمعارضة قطيعة تامة.

 

ويأتي الافراج عن الطيار في وقت تشهد العلاقة بين أنقرة وموسكو، أبرز حلفاء دمشق، تحسناً تدريجياً في الفترة الأخيرة. وأثمرت محادثات برعاية الطرفين الى جانب طهران، حليفة دمشق، التوصل في محادثات أستانا في مايو الى اتفاق ينص على اقامة اربعة مناطق خفض توتر في سوريا.

 

وفي اطار تطبيق هذا الاتفاق الذي يشمل محافظة ادلب، دخلت قوة تركية ليل الخميس الجمعة الى شمال المحافظة، وتمركزت على احدى التلال لاقامة “مراكز مراقبة”.

 

وشن الجيش التركي مع فصائل سورية معارضة يدعمها، عملية عسكرية غير مسبوقة في شمال سوريا في أغسطس 2016.

 

3 فصائل سورية تتفق بالقاهرة على وقف إطلاق النار

وافقت 3 فصائل من المعارضة السورية، خلال اتفاق وقعته مع ممثل عن روسيا، الخميس، على الانضمام إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم الإعلان عنه في 30 ديسمبر/كانون الأول 2016.

 

وحسب نص الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بالعاصمة المصرية القاهرة، وحصل «الخليج الجديد» على نسخة منه، فإن فصائل «جيش الإسلام» و«أكناف بيت المقدس» و«جيش الأبابيل»، التي تسيطر على مناطق جنوب دمشق، ستنضم إلى اتفاق وقف إطلاق النار المذكور بداية من الساعة 12 من ظهر الخميس، وفق التوقيت المحلي.

 

ودعت الفصائل الثلاثة روسيا إلى الإلتزام باتفاق وقف إطلاق النار باعتبارها من الدول الضامنة له، مؤكدة على استعدادها للمشاركة في عملية التفاوض بشأن تسوية سياسية تهدف إلى إيجاد حل شامل للأزمة السورية بالوسائل السلمية، وفقا لاتفاقيات أستانا، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة السورية.

 

وأعلنت الفصائل رفضها التهجير القسري لسكان منطقة جنوب دمشق إلى أماكن أخرى في سوريا.

 

وطلبت من روسيا استخدام نفوذها لاستمرار عمل المعابر لأغراض إنسانية في جنوب دمشق.

 

كما طلبت الفصائل من ممثل روسيا (الموقع على الاتفاق) بتسليم نسخة منه إلى الأطراف المسؤولة لتنفيذ وقف إطلاق النار.

 

ومعلقا على الاتفاق، قال المحلل السياسي السوري، «حسن الحسن»: «هناك صراع مسلح بين تلك الفصائل (الموقعة على الاتفاق)، وفي اعتقادي أن الرعاية المصرية والروسية لهذا الاتفاق تهدف لتكوين جبهة تفاوضية واحدة من تلك الفصائل يمكن الحديث معها لتثبيت مناطق خفض التصعيد المتفق عليها»، حسب وكالة «سبوتنيك» الروسية.

 

سوريات يطلقن حملة بلندن لدعم المعتقلين بسجون الأسد

نظمت مجموعة من النساء السوريات جولة في العاصمة البريطانية لندن للتعريف بقضية المعتقلين في سجون النظام السوري.

وتقود النساء حملة تحت شعار “عائلات من أجل الحرية”، ترمي إلى التأثير في الرأي العام العالمي والغربي، للضغط باتجاه إطلاق سراح قُرابة مئتي ألف معتقل ومختطف قسري في سوريا.

وتجولت النساء عبر حافلة جابت شوارع لندن، وكانت تتوقف بين محطة وأخرى لتشرح معاناة السوريات وعائلات كثيرة في سوريا من غياب أي نبأ عن أقارب لهم اختفوا منذ بدء الثورة السورية.

وصرحت نيل ديركين عن منظمة العفو الدولية أن المنظمة ظلت منذ سنوات “تطالب بمحاكمة عادلة للمعتقلين لدى النظام السوري أو الجماعات الأخرى”، مبرزة أن هناك نحو “مئتي ألف سوري مختفون وعلينا أن لا ننسى قضيتهم”.

وتوقفت الحافلة بالقرب من البرلمان البريطاني الذي ترجو الناشطات السوريات أن يصغي لمطالبهن بالضغط على النظام السوري والأطراف الأخرى، للأفراج الفوري عن المعتقلين ووقف تعذيبهم وسوء معاملتهم، وإصدار شهادات بوفاة من قضوا حتفهم منهم في السجون.

وذكرت كيلي سترام عن مجموعة أصدقاء سوريا في البرلمان البريطاني، أن مجلسي اللوردات والعموم سيجتمعان مع النساء السوريات “ليسمعوا منهن مباشرة، ولبحث ما يمكن القيام به. ورغم أن بريطانيا ملتزمة بالمسار الدبلوماسي، فإننا نريد منها أن تقوم بما هو أقوى لإحداث تغيير”.

ووثقت منظمة العفو الدولية ظروف وفاة نحو 18 ألف معتقل خلال خمس سنوات في سجون النظام السوري، وتحدثت عن “روايات مرعبة” عن التعذيب.

وكان تقرير أعدته المنظمة بعنوان “المسلخ البشري”، كشف ما سماها حملة مروعة يقوم بها النظام السوري، قوامها عمليات شنق جماعية وإبادة ممنهجة في سجن صيدنايا (30 كيلومترا شمال العاصمة دمشق) منذ اندلاع الثورة السورية.

ورجحت المنظمة أن يكون عدد القتلى أكثر من ذلك، حيث يوجد حاليا أكثر من مئتي ألف شخص بين معتقل ومفقود في سجون النظام منذ 2011.

المصدر : الجزيرة

 

ألفانو: مساعي موسكو أسهمت بوقف إطلاق النار في سورية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 13 أكتوبر 2017

روما – قال وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو إن “المساعي الروسية في سورية، إلى جانب جهات دولية فاعلة أخرى، قادت الى أطول وقف لإطلاق النار، في وقت لم تتمكن فيه مفاوضات جنيف من فرضه”.

 

وفي مداخلته خلال “منتدى عبر الأطلسي حول روسيا”، الملتئم في مركز الدراسات الأمريكية في روما، أشار الوزير ألفانو الى أن “هذا لا يعني الاستعاضة عن جنيف بأستانا”، بل “يعني بالأحرى أن أعمال أستانا عززت وقف إطلاق النار”.

 

وتابع ألفانو “بينما استكملت مفاوضات جنيف عملية سياسية ترمي الى تحقيق استقرار كامل في سورية”، والتي “تضع مصير البلاد بأيدي السوريين من خلال عملية انتقالية لا يمكن ان تفضي الا الى انتخابات حرة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى