أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 13 كانون الأول 2013

«الائتلاف» يطالب «أركان الحر» و«الجبهة الإسلامية» بتوحيد صفوفهما

لندن – «الحياة»

سعت هيئة الأركان في «الجيش السوري الحر» أمس، إلى تهدئة المخاوف الغربية من وقوع المساعدات التي يتم إرسالها إلى المعارضة في أيدي متشددين إسلاميين، وأكدت أن دخول «الجبهة الإسلامية» إلى مقرات «الحر» في باب الهوى على الحدود التركية تم بناء على طلب قيادة الأركان نفسها بعدما تعرضت لهجوم شنته جماعة «الدولة الإسلامية في العراق والشام». لكن «الجبهة الإسلامية» قالت إنها عندما وصلت كانت مستودعات «الجيش الحر» فارغة، ما يؤكد معلومات وزعها ناشطون عن سيطرة عناصر من «القاعدة» على مساعدات تم إرسالها من دول غربية عبر تركيا.

ولم تتضح نوعية المعدات التي استولت عليها «الدولة الإسلامية» أو «جبهة النصرة»، علماً أن الولايات المتحدة وبريطانيا أكدتا في السابق أن المساعدات «غير فتاكة».

ودفع هجوم «الدولة الإسلامية» على مقرات «الجيش الحر» ثم دخول «الجبهة الإسلامية» إليها، بالحكومتين الأميركية والبريطانية إلى إعلان تعليق المساعدات «غير الفتاكة»، باستثناء الإنسانية التي تُرسل عبر هيئات إغاثية. واستنكر «الجيش الحر» أمس الخطوة الأميركية – البريطانية، لكنه قلل من تأثيرها الميداني.

وجاء ذلك في وقعت بدأت مفاعيل العاصفة الثلجية التي ضربت سورية (ومنطقة شرق المتوسط) في الظهور. وأفاد ناشطون أن ثلاثة أطفال ماتوا برداً في محافظتي حمص وحلب، ووزعوا صوراً وأشرطة فيديو تُظهر أطفالاً تجمدوا من شدة الصقيع. كما أعلن ناشطون وفاة 13 معتقلاً جراء «البرد والجوع» في سجن حلب المركزي الذي تحاصره كتائب الثوار منذ شهور.

وفي بلدة عدرا المختلطة دينياً ومذهبياً في الغوطة الشرقية لدمشق، أفيد أمس أن مقاتلين إسلاميين بينهم عناصر من «جبهة النصرة» و «جيش الإسلام» تمكّنوا من اقتحام أحياء في البلدة وارتكبوا مجزرة ذات طابع ديني بقتلهم ما لا يقل عن 15 مواطناً من العلويين والدروز. وذكرت تقارير أخرى أن عدد القتلى بلغ الأربعين. وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن الجيش السوري أرسل تعزيزات إلى عدرا «لإعادة الأمن» إليها بعد تقارير عن وقوع «مجزرة» فيها.

في غضون ذلك، دعا الناطق الرسمي باسم «الائتلاف الوطني» لؤي صافي «الجيش الحر» و «الجبهة الإسلامية» إلى «توحيد صفوفهما القتالية تحت مشروع وطني موحد تجاه نظام مجرم يستخدم ميليشيات طائفية لقتل السوريين». وعزا صافي، وفق بيان وزعه «الائتلاف»، التوترات التي يشهدها شمال سورية بين الطرفين إلى «تدخلات خارجية تتنافس لتحديد مسيرة الثورة السورية مستغلة الضعف التنظيمي للقوى الثورية والكتائب المقاتلة».

ورداً على تعليق الولايات المتحدة «المساعدات لشمال سورية»، أكد صافي أن الدعم الأميركي للثورة السورية اقتصر في الفترة السابقة على مساعدات «غير فتاكة». وقال: «لا سلاح أميركياً من الأساس، والسلاح يدخل بدعم من الدول الصديقة وبعلم الولايات المتحدة»، معتبراً «أن تعليق الدعم شيء موقت» في ظلّ ما وصفه بـ «الصراع المؤسف بين المقاتلين».

من جهته، نفى قائد أركان «الجيش الحر» اللواء سليم إدريس لموقع «زمان الوصل» السوري أن يكون غادر الأراضي السورية أو التركية إلى قطر، موضحاً أنه في حال سفر دائم بهدف تأمين الدعم للثوار في الداخل. وجاء نفيه بعدما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين، أن إدريس اضطر إلى الهرب من سورية بعدما استولى مقاتلون متطرفون على مواقع «الجيش الحر» ومستودعات تحوي عتاداً عسكرياً كانت واشنطن تسلّمه للمجلس العسكري الأعلى التابع لـ «الجيش الحر». وأكد اللواء إدريس في تصريحه أن ما حدث بين «الأركان والجبهة الإسلامية شابه الكثير من اللغط، الذي نتجنب الحديث عنه في هذه الفترة»، إلا أنه أشار إلى «أن التواصل ما زال قائماً مع الجبهة لاحتواء الموقف».

وأفاد أن «الجبهة الإسلامية» دخلت أحد مستودعات «الحر»، إلا أن «بقية المستودعات الأخرى ما زالت في قبضة الأركان ولم تتعرض لأي هجوم»، موضحاً «أنه من غير اللائق بالثوار أن يأتوا لنجدة الأركان ومن ثم يسيطروا على مستودعات الأسلحة».

مخيم اليرموك: تحركات شعبية واسعة لفك الحصار… و«تظاهرة الأكفان» ليست الأخيرة

محمود سرحان

تكرر المشهد ذاته مجدداً، المئات من الفلسطينيين الغاضبين يحملون العلم الفلسطيني ويتوجهون إلى الحاجز لفك الحصار عنهم، وللتذكير، هذه التظاهرة ليست في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا في قطاع غزة المحاصر، كما أن الحاجز ليس للعدو الإسرائيلي، فالمكان هو مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية والحاجز هو للنظام السوري و»جماعة أحمد جبريل»، وقد خرج الناس هذه المرة أيضاً للسبب ذاته «كسر الحصار»، ولكن ما يميزها عن سابقتها هو أن المتظاهرين اعدوا أكفانهم وحملوها معهم، فقد توقعوا أن تكون المواجهة الجديدة، بحكم التجربة، «دموية» ولذلك تهيأوا لها. وهم خرجوا بالمئات ظهر يوم الجمعة ( 6- 12 – 2013) بعفوية ومن دون دعوة من أية جهة رسمية أو أهلية، وجابوا شوارع المخيم متوجهين نحو الحاجز، فكان بانتظارهم الرصاص المرفق بالغاز المسيل للدموع، وراح ضحية هذه المواجهة أربعة شبان هم: سعيد طروية، خالد محمود، صالح كيلاني ومحمد إبراهيم، اضافة إلى عشرة جرحى. لقد اطلق الناشطون عليها اسم «تظاهرة الأكفان» وهي جاءت وفق سليم – أحد المشاركين- «رداً على الجوع والحصار والموت… الناس بدها تاكل!». وتابع: «ما إن وصلت التظاهرة إلى ساحة الريجة (القريبة من الحاجز) وهي تهتف لفك الحصار، حتى أطلق عناصر الحاجز قنبلتي غاز رافقهما إطلاق نار كثيف على الناس وسط التظاهرة، أصيب الكثير منهم وأنا قمت بإسعاف احدهم مغادراً المكان»، باعتباره من الفريق الطبي في المخيم.

في الأيام القليلة الماضية سادت بين أهالي المخيم حال احتقان وغضب شديد نتيجة المماطلة في تنفيذ بنود «المبادرة» المتفق عليها بين طرفي الصراع من اجل فك الحصار عنه، وهو ما يعتبر السبب الرئيس في هذا التحرك؛ ولكنه ليس السبب الوحيد، إذ يرى الناشط «أبو محمد» أن الحوادث التي سبقت خروج التظاهرة أيضاً لها دور في رفع حال الغضب لدى الأهالي، ويقول موضحاً: «من يومين توفيت امرأة وهي تضع مولودها نتيجة نقص اللوازم الطبية والأدوية، وكذلك طفلة رضيعة بسبب نقص التغذية، كما سقطت في وقت سابق قذيفتان في ساحة الريجة (منطقة كان يقصفها النظام باستمرار) أدت إلى قتل وجرح عدد من المدنيين؛ على رغم إعلان وقف إطلاق النار في المخيم بين الطرفين، أضف إليها؛ استياء الأهالي من عدم انفراج أوضاعهم وفك الحصار عنهم وفق المبادرة المتفق عليها، كل هذا جعل المخيم يغلي بكل ما تحمله الكلمة من معنى».

معركة الأمعاء الخاوية … والأواني الفارغة!

لم تتوقف التحركات الشعبية عند تظاهرة الأكفان التي هتفوا فيها «الشعب يريد إسقاط الحصار»، فقد تبعها في اليوم ذاته إعلان عدد من الشبان بدء «معركة الأمعاء الخاوية» حتى فك الحصار عن المخيم، فتوسطوا الشارع ليلاً مضرمين النار وقد تجمع حولهم الكثير من الأهالي، بعضهم يحمل لافتات باسم كل واحد منهم، وكتب أحدهم إلى جانب اسمه «أنا لست إرهابياً … ارفعوا الحصار عن اليرموك!».

المبادرة …أم التصعيد؟

الاستياء والغضب نتيجة المماطلة المستمرة في فك الحصار عن المخيم، يعتبران من أبرز أسباب حال الاحتقان لدى هؤلاء، فبعد التوصل أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي إلى اتفاق حول «المبادرة» التي تقدمت بها المؤسسات الأهلية من أجل تحييد المخيم من الصراع، تم انسحاب قوات المعارضة السورية المسلحة من المخيم تنفيذاً لبنودها بما يخصهم، وقيام «الهيئة الوطنية الفلسطينية» من جانبها بإزالة السواتر الترابية وفتح الطرق وتنظيفها، وتسجيل أسماء المسلحين من أهل المخيم لتسوية أوضاعهم، وبالمقابل كان المتوقع من الجانب الآخر (جماعة جبريل) البدء بفتح الحاجز وإدخال المساعدات الغذائية والطبية، ولكن ما حصل هو استمرار «الجبهة الشعبية -القيادة العامة» (جبربل) بالتذرع بأن قوات المعارضة أخلّت بالاتفاق ولم تنسحب بشكل كامل من المخيم، وهو ما كان ينفيه الوسطاء ممثلين بوفد المصالحة الشعبية.

وبين هذا وذاك تلاشت آمال الأهالي بالخلاص الذي وعدوا بتحقيقه قريباً، واعتبروا أن ما يجري هو «متاجرة رخيصة بدمائهم وحياتهم» وفق الناشط الإعلامي ممدوح الذي يقول: «أحمد جبريل، ومن خلفه النظام السوري، يحاول فرض رؤيته ونفوذه في المخيم منفرداً مع حلفائه، من دون مشاركة من منظمة التحرير الفلسطينية التي غادرت سورية لعدم وفاء النظام بتعهداته لها وأحرجها أمام الجميع، كي يسلم ملف اليرموك وبقية المخيمات لحلفائه.

ويبدو أن جبريل استطاع نسب المبادرة إليه، وفرض شروط يعتبرها بعضهم «تعجيزية» وفق ما جاء على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالناشطين، وكأنه وحده من يملك القرار منفرداً. ويذهب بعضهم إلى اعتبار أن مسألة التهدئة والمبادرة ليست سوى «مسرحية» الغرض منها؛ وفق الباحث الفلسطيني طلال عكاوي، إضعاف الروح المعنوية لدى الجميع في إطار الحرب النفسية، وصولاً إلى شروط تامة لمصلحة جماعة جبريل داخل المخيم من جهة، وإدارة المعركة مع قوات المعارضة في المناطق المحيطة بالمخيم من جهة اخرى، وقد تكون أيضاً خطوة تمهيدية جديدة لاستعادة طرحها الأول وهو أخلاء المخيم بذريعة فشل المبادرة.

يبدو أن مجريات الأحداث الحالية أو القادمة لا تحمل الكثير من التفاؤل لدى المحاصرين في المخيم، في حال استمرت جهود النظام وجماعة جبريل في عرقلة تنفيذ المبادرة الأهلية، فالأوضاع الإنسانية مستمرة بالتدهور بشكل كبير، ووجهت الهيئات الإغاثية والطبية العاملة في المخيم نداء جديداً في (5- 12- 2103) محذرة فيه من وقوع كارثة إنسانية بسبب تزايد عدد الضحايا في صفوف الأطفال والمرضى وكبار السن، نتيجة انعدام الغذاء والدواء بشكل كامل، وهو بالتالي ما سيزيد من حال الاحتقان الشعبي إذا ما سدت أمام الناس كل الخيارات، فهم خرجوا منذ حوالى شهر في تظاهرة «التحدي» وواجهوا الرصاص على الحاجز رفضاً لمشروع الإخلاء، ومنذ أيام فقط، عاودوا إلى الخروج إلى الحاجز حاملين أكفانهم ليواجهوا الرصاص من جديد رفضاً للحصار، وما زالت تحركاتهم مستمرة والمبادرة قائمة، وباعتبار أن كل عناصر المشهد موجودة كما كانت في الأراضي الفلسطينية المحتلة: أحتقان شعبي وحصار وحاجز وعناصر مدججون بالأسلحة، فإذا نجح النظام السوري من خلال جماعة جبريل في إفشال المبادرة الحالية، هل سنشهد «انتفاضة» في المخيم ضد المتاجرين بدمائه وطعام أبنائه؟.

سانا: حملة عسكرية للجيش السوري لطرد المعارضة من عدرا العمالية قرب دمشق

دمشق ـ أ ف ب

أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن القوات النظامية السورية بدأت الجمعة حملة عسكرية لطرد مقاتلي المعارضة من منطقة عدرا العمالية شمال شرق دمشق والتي دخلها مقاتلون معارضون قبل يومين.

وتشهد المنطقة الواقعة على إحدى الطرق الرئيسية المؤيدة الى دمشق، اشتباكات عنيفة وقصفاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ونقلت (سانا) عن مصدر عسكري سوري قوله “بعد استطلاع دقيق وضربات نارية مركزة، بدأت وحدات من قواتنا المسلحة صباح اليوم بتنفيذ عملية شاملة وساحقة على اتجاه عدرا في ريف دمشق بعدما أحكمت الطوق على المنطقة وبدأت باقتحام الأوكار والأماكن التي يتحصن فيها الإرهابيون”، في إشارة الى مقاتلي المعارضة.

وأكد المصدر أن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة “مصممة على بتر يد الإرهاب الآثمة التي امتدت إلى السكان العزل في منازلهم في مدينة عدرا العمالية السكنية”.

من جهته، افاد المرصد السوري في بريد الكتروني عن “اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وقوات جيش الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي الكتائب الاسلامية من جهة اخرى، في محيط مدينة عدرا العمالية”، تزامنا مع قصف القوات النظامية “المناطق القريبة من المخفر والمقسم” في عدرا.

وكان مقاتلون اسلاميون دخلوا المدينة الأربعاء حيث هاجموا مراكز عسكرية، في معارك أدت الى مقتل 18 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بحسب المرصد السوري.

وافاد المرصد امس عن مقتل 15 مدنياً على الأقل معظمهم من العلويين في هجوم المعارضة المسلحة على المدينة بين الاربعاء والخميس.

وتأتي هذه المعارك في وقت حقق النظام خلال الأشهر الماضية في ريف دمشق، مع استعادته السيطرة على عدد من معاقل مقاتلي المعارضة في ريف دمشق، لا سيما جنوب العاصمة وفي منطقة القلمون الاستراتيجية (شمال) الحدودية مع لبنان.

العثور على 20 جثة متفحمة في قبو سكني في النبك

دمشق ـ الأناضول

أفادت “الهيئة العامة للثورة السورية”، وهي تنسيقية إعلامية تابعة للمعارضة، بأنه عُثر على نحو 20 جثة محروقة ومتفحمة في قبو سكني في مدينة النبك التابعة لمنطقة القلمون في ريف دمشق.

وفي بيان أصدرته، قالت الهيئة إن مراسلها في النبك أكد العثور على حوالى 20 جثة محروقة ومتفحمة في أحد الأقبية في شارع الأمين في المدينة التي سيطر جيش النظام السوري عليها قبل أيام بعد طرد مقاتلي المعارضة منها.

وأشارت الهيئة إلى أن الجثث التي عثر عليها “منها ما جرى توثيقه بالإسم، فيما لم يُوثق بعضها بسبب تفحم الجثث”. وأوردت أسماء 14 شخصاً من القتلى، معظمهم من النساء والأطفال.

وسيطر جيش النظام على عدة مناطق في “القلمون” خلال الأسابيع الماضية، أهمها معلولا والنبك وقارة.

سورية تطرح مناقصات لشراء السكر والرز والدقيق بائتمان إيراني

هامبورغ ـ رويترز

قال تجار أوروبيون إن المؤسسة العامة للتجارة الخارجية في سورية طرحت مناقصات لشراء السكر والرز والدقيق (الطحين)، واشترطت أن يقبل البائعون دفع الثمن عبر إيران.

وذكر التجار أن المؤسسة تسعى إلى شراء 150 ألف طن من السكر و50 ألف طن من الرز و25 ألف طن من الدقيق وسلع غذائية أخرى باستخدام خط ائتمان من إيران.

ويغلق باب تقديم العروض في 17 كانون الأول (ديسمبر) الجاري.

وقال تاجر أوروبي: “تشترط المناقصة أن يكتب المشاركون إقراراً بإطلاعهم الكامل على اتفاق خط الائتمان بين سورية وإيران وبقبول كل شروط الائتمان الإيراني.”

منظمة “الكيماوي”: هناك حاجة لإزالة السلاح “الكيماوي” من سورية

هولندا – يو بي أي

أعلن المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية أحمد أوزومكو أن تقرير الأمم المتحدة حول استخدام السلاح الكيماوي في 5 مواقع في سورية، يؤكد الحاجة إلى إزالة هذه الأسلحة في أسرع وقت ممكن.

وقال أوزومكو في بيان إن “تقرير الأمم المتحدة حول استخدام السلاح الكيماوي بـ5 مواقع في سورية، يؤكد الحاجة إلى إزالة هذه الأسلحة و”يعزز الحاجة لإزالة كلّ الأسلحة الكيماوية والمواد الكيماوية المتعلقة بها على الفورّ من سورية”.

وأضاف أنه “من الضروري أن تسمح كل أطراف النزاع بحصول ذلك في أسرع وقت ممكن”.

وكانت بعثة الأمم المتحدة المكلفة بالتحقيق في مزاعم استخدام أسلحة كيماوية في سورية، خلصت الى أن هذه الأسلحة استخدمت أقله في 5 مواقع، مستهدفة مدنيين وجنوداً في “الغوطة” في21 آب (أغسطس) الماضي، و”خان العسل” في 19 آذار (مارس) الماضي، و”جوبر” في 24 آب (أغسطس) الماضي، و”سراقب” في 229 نيسان (أبريل) الماضي، و”أشرفية صحنايا” في 25 آب (أغسطس) الماضي.

الأسد يفرج عن 350 سجيناً من سجن حلب

دمشق – ا ف ب

أفرجت السلطات السورية، لأسباب “انسانية”، عن اكثر من 350 سجيناً من سجن حلب المركزي الذي يحاصره مقاتلو المعارضة منذ أشهر ويحاولون السيطرة عليه، وفق ما افادت “سانا” السورية الرسمية للانباء.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن الدفعة الأولى أُفرج عنها عبر “الهلال الاحمر السوري”، وان غالبيتهم مسجونين لأسباب جنائية.

وقالت “سانا”: “أخلت الجهات المختصة سبيل 366 سجيناً من نزلاء سجن حلب المركزي تنفيذاً لقرار اللجنتين الخاصتين المشكلتين بناء على توجيهات وزير العدل بإعادة دراسة اوضاع نزلاء السجن من الناحية الانسانية نتيجة حصار الارهابيين له”.

ويستخدم نظام الرئيس بشار الاسد والاعلام الرسمي عبارة “ارهابيين” للاشارة الى مقاتلي المعارضة الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر منذ 33 شهراً. ونقلت الوكالة عن المحامي الاول في حلب ابراهيم هلال قوله للتلفزيون الرسمي ان السجن “يعاني منذ اكثر من عام ونصف العام  حصاراً ظالماً تفرضه المجموعات الارهابية المسلحة عليه، ما اضر كثيراً بنزلائه، ولذلك وجه وزير العدل بالتخفيف من عدد النزلاء قدر المستطاع واخلاء سبيلهم”.

واوضح ان اللجنتين شكلتا للنظر في القضايا الموجودة امام محاكم الجنايات وقضاة التحقيق والاحالة، بحيث وجهتا بإطلاق السجناء “بسبب الاوضاع الانسانية على رغم عدم كفاية مدد توقيفهم”.

وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي بأن “الافراج عن السجناء بدأ منذ الامس، وأخرج الهلال الاحمر عشرة منهم، على ان يُفرج عن الباقين تباعاً”.

وعزا الأمر إلى “الاوضاع الانسانية وتفشي الامراض داخل السجن”.

ويفرض مقاتلو المعارضة منذ نيسان (ابريل) الماضي حصاراً على السجن الواقع على المدخل الشمالي لكبرى مدن شمال سورية، في محاولة لاقتحامه والسيطرة عليه. وتمكن المقاتلون اكثر من مرة من اقتحام اسوار السجن الذي يعد الاكبر في سورية، آخرها في منتصف تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، الا ان القوات النظامية تمكنت في كل مرة من طردهم، فيما تتواصل المعارك في محيطه.

“العفو الدولية”: دول الاتحاد الأوروبي خذلت اللاجئين السوريين

بريطانيا – يو بي أي

اتهمت منظمة العفو الدولية دول الاتحاد الأوروبي، بـ”خذلان” اللاجئين السوريين، وقالت إن قادتها يجب أن “يشعروا بالخجل من الأعداد القليلة التي أبدوا استعدادهم لتوطينها في بلادهم”.

وقالت المنظمة إن “الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عرضت فتح أبوابها فقط أمام نحو 12 ألفاً من اللاجئين السوريين الأكثر ضعفاً، أي ما يعادل 0.5 في المئة فقط من أصل 2.3 مليون سوري فروا من بلادهم جراء الأزمة الدائرة فيها”.

وأوضحت أن “10 دول فقط من أصل 27 أعضاء في الاتحاد الأوروبي عرضت اعادة توطين لاجئين سوريين أو منحهم أماكن قبول إنسانية، فيما كانت ألمانيا الأكثر سخاءً حتى الآن بالتعامل مع اللاجئين السوريين من بين الدول الأعضاء وتعهدت باستقبال 10 آلاف لاجئ سوري، أو 80 في المئة من مجموع ما تعهد به الإتحاد الأوروبي”.

واشارت المنظمة إلى أن “الدول الـ26 الأخرى في الاتحاد الأوروبي عرضت استقبال 2340 لاجئاً سورياً فقط، بما فيها فرنسا التي وافقت على اعادة توطين 500 لاجئ، أي 0.2 في المئة من العدد الإجمالي للأشخاص الذين فروا من سورية، واسبانيا التي وافقت على استقبال 30 لاجئاً سورياً فقط”.

ونوّهت إلى أن ” 18 دولة أعضاء في الإتحاد الأوروبي، بما فيها المملكة المتحدة وايطاليا، لم تعرض أية أمكنة على الإطلاق للاجئين السوريين، على رغم تدهور أوضاع 2.2 مليون شخص فروا من سورية إلى الدول المجاورة مع دخول فصل الشتاء”.

ودعت منظمة العفو الدولية الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي إلى “ادخال زيادة كبيرة على عدد أماكن اعادة التوطين والقبول الإنساني للاجئين السوريين، وتعزيز قدرات البحث والإنقاذ في البحر الأبيض المتوسط لتحديد الزوارق التي تعاني من مشاكل ومساعدة الأشخاص على متنها، وضمان معاملة الأشخاص الذين يتم انقاذهم بكرامة وتمكينهم من الحصول على اجراءات اللجوء، وتوفير ممر آمن وقانوني لطالبي اللجوء السوريين الراغبين في السفر إلى أوروبا، والاستمرار مع المجتمع الدولي في تقديم الدعم للبلدان التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين السورين، وخاصة الأردن ولبنان”.

وقال الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، سليل شيتي “إن الإتحاد الأوروبي فشل فشلاً ذريعاً بالإضطلاع بدوره لتوفير ملاذ آمن للاجئين السوريين الذين فقدوا كل ما يملكون باستثناء حياتهم، كما أن العدد الذي أبدى استعداده لإعادة توطينه يرثى له حقاً، ويتعين على قادة دوله أن يعلقوا رؤوسهم في العار”.

انتصار الأسد سيكون “الأفضل” بين ثلاثة سيناريوات مرعبة

واشنطن – أ ف ب

اعتبر المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) مايكل هايدن امس ان انتصار الرئيس بشار الاسد في سورية قد يكون “الأفضل بين ثلاث سيناريوات مرعبة جداً جداً” لا يتضمن اي منها انتصار المعارضة.

وفي كلمة امام المؤتمر السنوي السابع حول الارهاب الذي نظمه “معهد جيمس تاون”، أشار هايدن الذي كان مديراً لـ”سي آي ايه” بين 2006 و2009 ومديراً للوكالة الوطنية للاستخبارات بين 1999 و2005، الى ما يعتبره السيناريوات الثلاثة الممكنة لتطور الوضع في سورية، موضحاً انها كلها “مخيفة في شكل رهيب”.

وقال إن احد الاحتمالات هو ان “ينتصر الاسد”. واضاف: “يجب ان اقول لكم انه في حال تحقق هذا الامر، وهو امر مخيف اكثر مما يظهر، أميل الى الاعتقاد بأن هذا الخيار سيكون الافضل بين هذه السيناريوات المرعبة جداً جداً لنهاية الصراع. الوضع يتحول كل دقيقة الى اكثر فظاعة”.

واعتبر ان المخرج الاكثر احتمالاً حالياً هو ان اننا ذاهبون الى تفتت البلاد بين فصائل متخاصمة. وقال: “هذا يعني ايضاً نهاية “سايكس-بيكو” (الحدود التي رسمت في العام 1916 خلال الاتفاقات الفرنسية البريطانية). وهذا يؤدي الى تفتت دول وجدت في شكل اصطناعي في المنطقة بعد الحرب العالمية الاولى”.

واضاف: “أخشى بقوة تفتت الدولة السورية. هذا الامر سيؤدي الى ولادة منطقة جديدة من دون حوكمة على تقاطع الحضارات”. وأشار الى ان كل دول المنطقة، وخصوصاً لبنان والاردن والعراق ستتأثر بهذا الوضع.

وأوضح ان “القصة هي ان ما يحصل في هذا الوقت في سورية هو سيطرة المتطرفين السنّة على قسم كبير من جغرافيا الشرق الاوسط”، مضيفاً: “هذا يعني انفجار الدولة السورية والشرق كما نحن نعرفه”.

واشار ايضاً الى سيناريو آخر محتمل، وهو استمرار المعارك الى ما لا نهاية “مع متطرفين سنّة يحاربون متعصبين شيعة، والعكس صحيح. ان الكلفة الاخلاقية والانسانية لهذه الفرضية ستكون باهظة جداً”.

وختم مايكل هايدن بالقول: “لا أستطيع ان اتخيل سيناريو اكثر رعباً من الذي يحصل حالياً في سورية”.

هاغل: هزائم المعارضة السورية المعتدلة يطرح “مشكلة عويصة

واشنطن ـ أ ف ب

أقر وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل الخميس بأن النكسات التي منيت بها المعارضة المعتدلة، التي تتراجع أمام المقاتلين الاسلاميين المتطرفين، تطرح “مشكلة عويصة”.

وأوضح هاغل ان الولايات المتحدة تواصل دعم قوات الجيش السوري الحر إلاّ أنها قررت تعليق مساعدتها من الأسلحة غير الفتاكة في شمال سورية إلى حين معرفة من هي المجموعات التي تسيطر على مخازن الأسلحة وعلى نقاط العبور على الحدود التركية.

وقال في مؤتمر صحافي الى جانب وزير دفاع سنغافورة “أعتقد أن ما حدث في الأيام الأخيرة هو انعكاس لمدى تعقد وخطورة الوضع الذي لا يمكن التنبأ به”.

وأضاف “ما حدث يطرح مشكلة عويصة وسيكون علينا معرفة كيفية معالجتها مع الجنرال سليم ادريس والمعارضة المعتدلة”، موضحاً “عندما تتعرض المعارضة المعدلة لنكسات فهذا امر سيئ لكن هذا هو ما نواجهه”.

من جانبه قال مسؤول أميركي لـ”فرانس برس” طالبا عدم ذكر اسمه إن “الجبهة الاسلامية”، التي تشكلت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي من سبع مجموعات متشددة، استولت على “مجمع” مباني للجيش السوري الحر بالقرب من الحدود التركية.

وأضاف ان هذا الحدث كان له “أثر انتقالي” إلى مراكز أخرى للجيش السوري الحر لاذ مسؤولوها بالفرار خوفاً من تعرضهم لهجوم الجماعات المتشددة.

وأشارت أنباء صحافية الأربعاء إلى أن اللواء ادريس، رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر، فرّ من مقر هذا الجيش في باب الهوى وانه موجود حالياً في قطر قبل أن ينفي الجيش الحر هذه المعلومات.

ورداً على سؤال بشأن مصير اللواء ادريس، أشار تشاك هاغل إلى ان الولايات المتحدة “تواصل دعم الجنرال ادريس والمعارضة المعتدلة” وستواصل إرسال المساعدات الانسانية الى سورية.

ويتصاعد التوتر باستمرار بين الجبهة الاسلامية والجيش السوري الحر. وفي مطلع كانون الاول/ديسمبر الحالي أعلنت الجبهة الاسلامية انسحابها من هيئة قيادة الجيش السوري الحر مؤكدة انه لم يعد يمثلها ما زاد من تفتت المعارضة.

الإبراهيمي يمهل الأسد والمعارضة حتى 27 ديسمبر لتحديد وفديهما

جنيف ـ رويترز

قال مسؤولون الخميس إن المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي أمهل طرفي الصراع في سورية حتى 27 كانون الأول (ديسمبر) الجاري لتحديد وفديهما لمفاوضات السلام المزمع عقدها الشهر المقبل.

ومن المقرر أن يلتقي وزراء خارجية نحو 30 من الدول الكبرى ودول المنطقة وغيرها في منتجع مونترو السويسري يوم 22 كانون الثاني (يناير) المقبل لمنح تأييدهم للمفاوضات بين الرئيس بشار الأسد ومعارضيه.

بعد ذلك يتوسّط الإبراهيمي في أول محادثات سورية مباشرة في جنيف بدءاً من 23 كانون الثاني (يناير). ومن المقرر أن يؤكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قريباً عقد الاجتماع الوزاري في مونترو حيث ستكون فنادق جنيف ممتلئة في هذا الوقت بسبب معرض سنوي للساعات الفاخرة.

والهدف المعلن للمؤتمر هو الاتفاق على حكومة انتقالية تتمتع بصلاحيات كاملة لإنهاء الصراع.

وحدد الإبراهيمي هذه المهلة لدمشق والمعارضة لتحديد فريقيهما في “مؤتمر جنيف 2” الذي يأتي بعد مؤتمر عقده المبعوث السابق كوفي أنان في حزيران (يونيو) 2012. ولم تشارك الحكومة السورية ومعارضوها رسمياً في تلك المحادثات.

وقالت خولة مطر المتحدثة باسم الإبراهيمي إن المبعوث الدولي يريد تحديد الوفدين بحلول 27 كانون الأول (ديسمبر) وإن هذا موعد نهائي لتلقي أسماء أعضاء الوفدين ورئيسيهما.

ولا يرجح أن يسبب ذلك مشكلة لحكومة الأسد، لكن معارضيه يعانون من الانقسام الشديد والفوضى.

وقال ديبلوماسي عربي: “التحدي الأكبر هو وفد المعارضة. لا اتفاق حتى الآن”.

وقال اللواء سليم ادريس قائد الجيش السوري الحر في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) إن الجيش الحر سيقاطع المؤتمر ويواصل القتال للإطاحة بالأسد.

وقال الائتلاف الوطني السوري الذي لا يملك نفوذاً يذكر على المقاتلين في الداخل إنه مستعد للحضور، لكنه طالب بألاّ يكون للأسد دور في أي حكومة انتقالية.

وقال ديبلوماسي غربي: “مع كل يوم يمر تزداد المعارضة تشرذماً. يجب أن نتأكد من حضورهم ووحدتهم. ذلك هو التحدي الأكبر.”

ويجتمع الإبراهيمي مع مسؤولين من الولايات المتحدة وروسيا في جنيف يوم 20 كانون الأول (ديسمبر) سعياً لتسوية مسألة قائمة ضيوف الاجتماع الوزاري التي تختلف حولها الآراء خصوصاً فيما يتعلق بدعوة إيران.

وكان الإبراهيمي قال إنه يريد مشاركة إيران والسعودية.

وقال الأسد الذي أحرزت قواته تقدماً عسكرياً في بعض المواقع عزز موقفه إنه سيرسل مندوبين إلى محادثات جنيف، لكنه لن يقبل بأي شروط مسبقة وسيطرح أي اتفاق للاستفتاء. غير أن شخصيات من المعارضة تقول إن نتيجة الاستفتاء ستزور.

ولم يتضح حتى الآن مدة انعقاد مؤتمر السلام في المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف.

وقال الديبلوماسي الغربي إن الجمع بين الطرفين في غرفة واحدة سيكون إنجازاً كبيراً، لكن لن تكون هذه إلاّ بداية. وأضاف: “من المحتمل أن يستغرق الأمر عاما على عدة جولات.”

واشنطن تؤكّد مواصلة دعم إدريس والمعارضة المعتدلة الائتلاف السوري طَلَب من الإسلاميين حماية الجيش “الحر

 (“النهار”، و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ)

أعلن البيت البيض ان المساعدات “غير الفتاكة” التي كانت تقدم الى المجلس العسكري الاعلى التابع لـ”الجيش السوري الحر” في شمال سوريا قد علّقت في انتظار انتهاء التحقيق ومعرفة تفاصيل استيلاء عناصر من “الجبهة ااسلامية” على المخازن التي كانت تحتوي على هذه المعدات.

وصرّح الناطق باسمه جاي كارني بأن حكومته لا تزال ملتزمة مساعدة المجلس العسكري الاعلى، والحل السياسي للحرب، وجدد الدعم لمؤتمر جنيف – 2، مشيرا الى ان الجهود مستمرة مع المعارضة السورية والحلفاء لعقد المؤتمر.

وكانت مصادر مسؤولة قد تخوّفت في اتصالاتها مع الحلفاء من ان تؤدي التطورات الميدانية وتعاظم دور القوى الاسلامية، التي باتت الان تمثل معظم الطيف المعارض المسلح للنظام، الى تقويض فرص انعقاد جنيف -2.

وأقر كارني بأنه لا يعرف في أي وقت يمكن ان تعاود المساعدات، وان يكن أشار الى ان ذلك مرتبط بنتائج التحقيق، والتأكد من ان معادوة المساعدات ستتم بطريقة تضمن بقاءها آمنة وتوزيعها بشكل مناسب.

وقال وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل خلال مؤتمر صحافي في “البنتاغون” ان “ما حدث في اليومين الاخيرين هو انعكاس واضح للوضع المعقد والخطير ولصعوبة التنبؤ بما سحصل”. وأضاف: “سنواصل دعم اللواء ادريس والمعارضة المعتدلة… لكن ثمة مشكلة… وسنعمل على معالجتها عبر اللواء ادريس والمعارضة المعتدلة”. وأكد ان عملية تدمير الاسلحة الكيميائية السورية ماضية في مسارها.

وكان مقاتلون من “الجبهة الاسلامية” التي تضم ستة فصائل اسلامية بعضها متشدد قد سيطرت على مخازن “الجيش السوري الحر” في منطقة معبر باب الهوى بين سوريا وتركيا الثلثاء والاربعاء. وامس كشف “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” انه هو الذي طلب من “الجبهة الاسلامية” حماية هذه المخازن خشية وقوعها في ايدي تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) الموالي لتنظيم “القاعدة”.

وفي مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي”، اكد ادريس انه موجود على الحدود السورية – التركية. وقال إنه “لا اسلحة نوعية في المستودعات الخاصة بالجيش السوري الحر”. وإن “الولايات المتحدة لم تبلغ الجيش الحر بوقف ارسال المساعدات الى الحدود السورية – التركية”، ولكن “نتفهّم هذا القرار. هم اذا ارادوا ان يساعدوا نشكرهم، لكنّ الوضع في المنطقة الشمالية متوتر جدا ولا يمكن ضمان وصول المساعدات الى الاشخاص المناسبين”.

وكانت وسائل اعلام غربية تحدثت عن فرار ادريس من تركيا الى قطر.

اشتباكات وقذائف

وتحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في ريف القنيطرة بجنوب سوريا، وسقوط خمسة قتلى في قصف من القوات النظامية على مناطق في بلدة سحم الجولان بينهم مقاتل وطفلان. كما تحدث عن سقوط قذائف عدة لمناطق في محيط ساحة الأمويين بوسط دمشق.

وتواصلت الاشتباكات في الغوطة الشرقية قرب دمشق، ولا سيما في قرية عدرا حيث نفذ الطيران السوري اربع غارات. وكانت المعارك الاربعاء في المنطقة تسببت بمقتل 18 رجلاً من قوات النظام ومن جيش التحرير الفلسطيني الذي يقاتل معها. ولم يسجل احصاء عن الخسائر في الطرف الآخر. كما قتل ستة مدنيين الاربعاء في عدرا.

وفي محافظة دير الزور شرقاً، تدور اشتباكات عنيفة بين مقاتلي “الدولة الإسلامية في العراق والشام” والقوات النظامية السورية في الريف الغربي لمدينة دير الزور. وأشار المرصد الى مقتل “ما لا يقل عن ثمانية مقاتلين من الدولة الإسلامية”. واوضح ان عنصرين من “الدولة” فجرا نفسهما بسيارتين مفخختين صباحا على حاجزين للقوات النظامية في المنطقة، مما أدى الى مقتل وجرح نحو 20 رجلاً من القوات النظامية.

وفي التداعيات الانسانية للنزاع، توفي طفلان احدهما في شهره السادس بردا في سوريا الاربعاء، وقت تجتاح عاصفة قاسية سوريا ولبنان والاردن ودولا مجاورة.

جنيف – 2

وعلى صعيد التحضيرات لما يعرف بمؤتمر جنيف – 2، افاد ديبلوماسيون ان اكثر من 30 دولة بينها المملكة العربية السعودية، ابرز داعم للمعارضة السورية، وايران، حليفة النظام السوري، دعيت للمشاركة في المؤتمر المقرر في 22 كانون الثاني 2014 والذي سيعقد في مدينة مونترو على بحيرة ليمان في سويسرا، لا في جنيف.

وحض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون في مكالمة هاتفية أجراها معه أمس، على تعزيز الجهود لعقد مؤتمر السلام حول سوريا جنيف – 2 في موعده المقرر.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أوردته وكالة “إيتار – تاس” الروسية الرسمية، أن “لافروف طالب ببذل أقصى الجهود الممكنة لعقد المؤتمر الدولي حول سوريا في موعده المقرر في 22 كانون الثاني المقبل”.

وتبادل الطرفان الآراء في هذا الشأن، وأكدا ضرورة مشاركة وفد ممثل للمعارضة السورية ودول خارجية أخرى في مؤتمر جنيف- 2 لضمان فاعليته.

مهلة الابرهيمي

الى ذلك، قال مسؤولون إن الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الإبرهيمي أمهل طرفي الصراع في سوريا حتى 27 كانون الأول الجاري لتحديد وفديهما الى جنيف – 2.

وصرحت الناطقة باسم الممثل الاممي خولة مطر بأن الابرهيمي يريد تحديد الوفدين بحلول 27 كانون الأول وأن هذا موعد نهائي لتلقي أسماء أعضاء الوفدين ورئيسيهما.

ويستبعد أن يسبب ذلك مشكلة لحكومة الأسد، لكن معارضيه يعانون الانقسام الشديد والفوضى.

وقال ديبلوماسي عربي: “التحدي الأكبر هو وفد المعارضة. لا اتفاق حتى الآن”.

ولاحظ ديبلوماسي غربي ان “مع كل يوم يمر تزداد المعارضة تشرذما. يجب أن نتأكد من حضورهم ووحدتهم. ذلك هو التحدي الأكبر”.

ويجتمع الإبرهيمي مع مسؤولين من الولايات المتحدة وروسيا في جنيف في 20 كانون الأول سعيا الى تسوية مسألة قائمة ضيوف الاجتماع الوزاري التي تختلف حولها الآراء وخصوصا في ما يتعلق بدعوة إيران.

تقرير عن الكيميائي

على صعيد آخر، أعلنت الأمم المتحدة في تقرير لها أن الخبراء وجدوا أدلة على استعمال محتمل لأسلحة كيميائية في سوريا في خمسة من سبعة مواقع زارها الخبراء للتحقيق في الهجمات. وأشارت الى أن الخبراء لم يتمكنوا من الربط بين مواقع الهجمات الكيميائية والضحايا. وقالت أن الخبراء لم يتمكنوا من جمع معلومات كاملة عن الهجمات الكيميائية.

راهبات معلولا: سباق الوساطات وهجوم يبرود

السفير» تنشر تفاصيل المفاوضات لإطلاقهن.. واحتمال نقلهن إلى لبنان

محمد بلوط

الراهبات المعلوليات إلى لبنان قريباً، حيث ملجأ الخاطفين الأخير، إذا لم تتوصّل الوساطات والقنوات المفتوحة معهم إلى حل سريع، وقبل توسّع هجوم الجيش السوري على يبرود في مقبل الأيام مع انطلاق المرحلة الثانية من العملية العسكرية في القلمون.

اثنتا عشرة راهبة، أربع منهن لبنانيات، والأخريات سوريات. ثلاث قنوات للتفاوض تناوبت على محاولة الحصول على لائحة شروط الخاطفين للتوصل إلى عملية تبادل سريعة. ويغلب على عملية التفاوض نفسها بعض التفاؤل بسبب دخول الخاطفين فوراً في عملية حوار متعدد الجوانب والأطراف لإجراء صفقة حول الراهبات، وهو مؤشر مهم، لأنها المرة الأولى التي تبحث فيها «جبهة النصرة» بسرعة عن إجراء صفقة حول مخطوفين لديها، فيما كانت مصائر المخطوفين من قبل تنتظر أشهراً قبل اتضاحها أو حتى قبول الخاطفين مبدأ التفاوض.

وفي القنوات التي تفاوض، أو حاولت التفاوض، يغيب أي ممثل مباشر للحكومة السورية التي تكتفي بتلقي الطلبات أو مراقبة ما يجري عن بُعد. فهناك قناة محلية تقودها شخصية سورية ساهمت في الماضي في مفاوضات لتحرير رهائن، وهناك قناة قطرية بدأت بالعمل قبل يومين، وهناك قناة الأمم المتحدة.

ويقول مصدر في «الجيش الحر» في القلمون إن محادثاً من الفاتيكان يحاول فتح قناة رابعة، والتحاور مباشرة مع الخاطفين، وتقديم عروض مالية سخية مقابل إطلاق سراح الراهبات، لكن جماعة «النصرة» تطرح شروطاً، ليس منها، حتى الآن، أي شرط مالي أو فدية. ويقف في الظل إلى جانب «أمراء جبهة النصرة» في يبرود مثقال حمامة واحمد المقمبر، وهما مسؤولان محليان في إحدى كتائب «الجيش الحر»، ويحاولان الحصول على حصة من عملية التبادل وفدية مالية وضمانات أمنية شخصية.

ويتحدر احمد المقمبر من قرية المشرفة (فليطة) فيما يتحدر مثقال حمامة من بخعة في بلدة الصرخة القلمونية. ولعب حمامة دوراً رئيساً في انتزاع الراهبات من معلولا وإخراجهن من دير مار تقلا، الذي اقتحمه مع مجموعة من مقاتليه الذين ينضوون في «لواء تحرير الشام»، وهو لواء يضم 1200 مقاتل، يقوده النقيب المنشق فراس البيطار، ويعمل عناصره بشكل خاص في الغوطة والقلمون التي يتحدر منها البيطار أيضاً.

وكانت «جبهة النصرة»، التي قادت الهجوم على معلولا مطلع الأسبوع الماضي، قد وضعت يدها على الراهبات بعد إخراجهن إلى بلدة الصرخة تحت سيطرة مثقال حمامة، ونقلهن إلى يبرود التي يسيطر عليها «أمير النصرة» أبو مالك التلي، وهو سوري، ونائبه حمدي أبو عزام الكويتي، وهو كويتي – سوري، حيث إن والدته وزوجته سوريتان.

وكانت المفاوضات في الساعات الأخيرة قد حفلت بخروج قناة دولية للتفاوض مع «النصرة» لإطلاق الراهبات وأربعة أيتام كانوا في عهدتهن حملتهم «النصرة» معها من دير مار تقلا إلى قرية الصرخة، قبل أن يحطّ بهم الرحال جميعاً لدى التلي ونائبه الذي يتولى التفاوض باسمه أبو عزام الكويتي. كما حفلت بدخول القطريين على خط الوساطة بعد الزيارة التي قام بها للدوحة مدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم.

الأمم المتحدة حاولت، عبر الممثل الشخصي للمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في دمشق مختار لماني، لعب دور في تسهيل المفاوضات لإطلاق سراح الراهبات. وتحدث لماني إلى رئيسة الراهبات الأم بيلاجيا بواسطة «سكايب» في البداية، إلا أن المحاولة اصطدمت بإصرار أبي عزام الكويتي على حضور الديبلوماسي الدولي إلى يبرود لإجراء المفاوضات وجهاً لوجه.

وترفض الأمم المتحدة ذهاب أيٍّ من ديبلوماسييها لمقابلة قيادة «النصرة» في يبرود لأسباب أمنية وقانونية، منها إدراج «النصرة» على لائحة الإرهاب، وعدم تقدم أبو عزام بطلبات يمكن التباحث حولها بوضوح. واشترط لماني أن يكون حضوره إلى يبرود لتسلم الراهبات، وهو ما أوقف المفاوضات من جانب «النصرة» وعطّل القناة الأممية.

ونشطت بعدها بقليل القناة المحلية السورية التي تلقت طلبات لإطلاق سراح الراهبات تشتمل على جوانب أمنية وعسكرية. وبديهي أن السلطات السورية لن تقبل بتنفيذ أي من الشروط العسكرية أو الأمنية التي يطرحها أبو عزام الكويتي، الذي يتولى التفاوض، فيما لم يتسنّ لأي من المفاوضين التحدث مباشرة إلى أبو مالك التلي حتى الآن. وتراوحت شروط أبو عزام الكويتي لإطلاق سراح الراهبات بين إرسال شحنات من الطحين والأغذية إلى المناطق المحاصرة في الغوطة الشرقية، ورفع الحصار عن معضمية الشام، وهي مطالب يمكن السير بها بحسب أحد المفاوضين.

ويُجمع كل من فاوضوا أبو عزام على تقديمه طلب إطلاق سراح ألف معتقلة في سجون النظام السوري، إلا أن أحداً لم يتلقَّ أي لائحة بأسماء من ينبغي مبادلتهن بالراهبات رغم مضي أكثر من أسبوع على بدء المفاوضات. ولكن ما يجعل المفاوضات في الطريق المسدود هو طلب «جبهة النصرة» وقف العملية العسكرية للجيش السوري في القلمون، في المآل الأخير للائحة الشروط العسكرية التي أملاها أبو عزام الكويتي على مفاوضيه. فقد طرح أبو عزام شرط انسحاب حاجز الجيش السوري على مداخل معلولا، وإخلاء دير الشيروبيم الاستراتيجي المطلّ على صيدنايا من عناصر الجيش، وخروج وحدة من الجيش السوري تتمركز في دير في قارة، وطالب بشكل عام بإخلاء «مناطق النصارى»، كما قال، من أي وجود للجيش السوري لتحييدها عن النزاع.

ويبدي المفاوضون انطباعاً بأن رجل «النصرة» في يبرود ليس من يقرر في النهاية، وانه يقوم بدور وساطة، ويتلقى أوامره من جهة خارجية على الأرجح، تحدّد مسار وشروط المفاوضات التي تعقدت في الساعات الأخيرة، بعد تهديد «النصرة» بإرسال الراهبات إلى لبنان. وترافق التهديد مع وصول «أبو حسن العرسالي» إلى يبرود منذ يومين، وهو أحد مسؤولي «الجيش الحر» في عرسال، وأحد المشرفين على عمليات الإمداد من الأراضي اللبنانية من دون معرفة ما إذا كان لذلك علاقة مباشرة بقضية الراهبات، أو التهديد بنقلهن إلى لبنان.

ويبدو دخول القطريين في الساعات الأخيرة على خط الوساطة مع المجموعة الخاطفة مشجعاً بعد أن دخلت قضية الراهبات في سباق مع العملية العسكرية باتجاه يبرود، والتي تتضارب التوقعات بشأن تأثيرها على المفاوضات. ويقول أحد العاملين على المفاوضات لـ«السفير» إن تقدم الجيش نحو يبرود لن يتيح الكثير من الخيارات أمام جماعة «النصرة»، وإن حماية الراهبات قد تتحول إلى عبء على الخاطفين في الأيام المقبلة.

كبار النازحين: حاجات خاصة ودور إيجابيّ

ملاك مكي

تتجاوز نسبة 12.5 في المئة من سكان العالم عمر الستين، ونسبة 22 في المئة عمر الخمسين. ومن المتوقع أن يصبح عدد الأشخاص الذين يتجاوزون الستين من العمر أكثر من الأولاد في حلول العام 2050. يعتبر كبار السن من الفئات الهشة، خصوصاً في ظروف الطوارئ والحروب. يبلغ عدد كبار السن الذين يتجاوزون الستين عاماً من اللاجئين السوريين في لبنان، وفق أرقام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين (UNHCR 22777)، تحتاج نسبة 11 في المئة منهم إلى تدخل عاجل نظراً لأوضاعهم الصعبة جداً.

تظهر النتائج الأولية لدراسة علميّة، قامت بها منظمتا «HelpAge international» و«Handicap international» في الشهر الماضي وشملت 3200 لاجئ سوري في لبنان والأردن، أن نسبة كبار السنّ تسجّل 4.97 في المئة. في لبنان، تبلغ نسبة المسجلّين منهم 66.6 في المئة بينما في الأردن مئة في المئة. تقوم نسبة 12.81 منهم بدور ربّ الأسرة. وتضمّ نسبة 19.5 في المئة من العائلات كبيراً واحداً في السنّ أو أكثر، يلعب في نسبة ستين في المئة من العائلات دور ربّ الأسرة.

تظهر نسبة ستين في المئة من كبار السن عائقاً وظيفياً (جسديّاً أو سمعيّاً أو بصريّاً) واحداً على الأقلّ وتظهر نسبة 23 في المئة إعاقة شديدة مع الإشارة إلى أن تلك الأرقام عند كبار السن هي ثلاثة أضعاف ما تسجله الفئات الاجتماعية عامة. وتعاني نسبة 48.5 في المئة من كبار السن صعوبة في القيام بنشاط يومي واحد على الأقلّ مقارنة بنسبة 17 في المئة عند المجتمع عامة.

عرضت نتائج الدراسة ليديا دولو في مؤتمر «كبار السن في أوقات الحروب والكوارث»، الذي نظّمه «مركز الدراسات لكبار السن في لبنان» بالتعاون مع «صندوق الأمم المتحدة للسكان» و«منظمة الصحة العالمية»، أمس.

تساهم الحرب، وفق دولو، في زيادة شدّة الفقر، والأمراض الصحيّة، وحاجات الغذاء والمأوى عند كبار السنّ. من جهة أخرى، تؤدّي صعوبة التنقل عند كبار السن، ورفضهم مغادرة بيوتهم، إلى تهميشهم. ويولّد المأوى الشروط السيئة لدى المسنّ شعوراً بالانعزال، وإهانة للكرامة الشخصية، ويحدّ من اندماجه الإجتماعي. وتزيد ظروف الحرب من الصعوبات الجسديّة والمادية في الحصول على الخدمات الصحيّة.

لم تبيّن النتائج الأوليّة للدراسة، وفق دولو، ظاهرة إبقاء كبار السن في سوريا ولجوء الشباب فحسب. ولا يشكّل كبار السنّ، وفق الدراسة، عبئاً فحسب بل إنهم يقومون، في المقابل، بدور إيجابيّ وقياديّ ضمن العائلات النازحة.

وتشرح رئيسة المركز الدكتورة عبلة سباعي أن كبار السنّ يشكّلون فئات ضعيفة في الحروب بسبب أمراضهم الصحيّة المزمنة، وقلّة الدعم الاجتماعي والموارد الماليّة، وخسارتهم لبيوتهم، وغربتهم عن مجتمعهم، وصعوباتهم في التنقّل والحركة وضعف سبل التواصل معهم. في المقابل، يقوم كبار السنّ بدور إيجابيّ بسبب خبرتهم في الحياة أو حتى في الحروب (ربما عاشوا حروباً في السابق)، وقدرتهم على الاهتمام بالأحفاد، والاحترام الذي يفرضونه على الأفراد الذين يتعاملون معهم.

حاجات صحيّة ونفسيّة

يظهر كبار السنّ من النازحين السوريين في لبنان، وفق مسؤولة قسم الرعاية الاجتماعية في المفوضية كارول السيّد، حاجات نفسيّة وصحيّة أكثر من الفئات العمريّة الأخرى، وصعوبة في الحصول على المساعدات الإنسانيّة.

يواجه كبار السنّ من النازحين السوريين، وفق زينة مهنا من «مؤسسة عامل»، صعوبات في الحصول على الخدمات الصحيّة الثانوية، وتأمين الأدوية والفحوص الطبيّة، وتوفير كلفة الاستشفاء، ونقصاً في معدات التنقّل، وحاجة إلى إرشادات غذائيّة ومستلزمات التدفئة ودعم اجتماعي ونفسيّ.

تزيد الحروب، وفق الطبيب النفسي للبالغين والمسنين في «مركز الأبحاث والعلاج التطبيقي – إدراك» الدكتور جورج كرم، نسبة التعرّض لاضطراب نفسيّ عند جميع الفئات العمريّة ثلاث مرات. يتعرّض كبير السنّ، خلال الحرب، لضغط نفسي وقلق وشعور بالخوف. تشعر نسبة 90 في المئة من الأفراد بتحسّن بعد مرور شهر غير أن نسبة عشرة في المئة تظهر اضطراب ما بعد الصدمة «post traumatic stress disorder». وتؤثر الاضطرابات النفسيّة، من قلق واكتئاب، على الذاكرة عند كبار السنّ فيصبحون أكثر عرضة للإصابة بمرض الألزهايمر. وتفتح الحروب عند بعض كبار السنّ جروح الماضي والتجارب السيئة التي اختبروها في السابق. ويشدّد كرم على ضرورة اعتبار مؤسسات الإغاثة والعاملين في الصحة العامة والصحة النفسيّة جزءاً من الصحة لا ترفاً أو أمراً ثانوياً، إذ تؤثّر الصحة النفسيّة في الصحة الجسديّة وإنتاجية الفرد، خصوصاً عند كبار السنّ.

وتوصي دولو بضرورة دمج كبار السن في المجتمع، وتأمين الرعاية والدعم، وتطوير البرامج التي تستهدف كبار السنّ من النازحين السوريين وتشارك الخبرات والمعارف بين كبار السنّ والفئات الشابة.

أصوات منسية

قامت «مؤسسة كاريتاس – لبنان»، في العام الحالي، بدراسة في شأن وضع كبار السن من اللاجئين السوريين في لبنان بعنوان «الأصوات المنسية». شملت الدراسة 210 أشخاص، منهم 167 لاجئاً سورياً و43 لاجئاً فلسطينياً من سوريا، وبلغ متوسط الأعمار 68 عاماً.

وأظهرت النتائج، وفق حسن صيّاح، أن نسبة 66 في المئة من المشاركين في الدراسة يصفون حالتهم الصحيّة بالسيئة أو السيئة جداً. وتعاني نسبة ستين في المئة ارتفاعاً في ضغط الدم، و47 في المئة السكريّ، وثلاثين في المئة مشاكل في القلب.

وقد سجلت نسبة 47 في المئة مشاكل في المشي، و24 في المئة فقدان البصر من دون أن تستطيع نسبة 10 في المئة مغادرة منازلها لأسباب جسديّة. ولا تتمكن نسبة 87 في المئة من كبار السن من الحصول على الأدوية اللازمة دوريّا، ويتناول كبار السن كميات أقلّ من الغذاء والفاكهة واللحوم. وأظهرت نسبة 61 في المئة شعوراً بالقلق، ونسبة كبيرة شعوراً بالاكتئاب وبالوحدة وبالعبء على العائلة.

رواية فضيحة مخازن الأسلحة عند باب الهوى: هكذا سلمها سليم إدريس بواسطة ابن عمّه إلى «أحرار الشام»

عبد الله سليمان علي

منذ البداية، كان الغموض يلف الأحداث التي جرت في منطقة باب الهوى الحدودية بين سوريا وتركيا، حيث سيطرت فصائل إسلامية متشددة (أحرار الشام وجيش الاسلام) على أهم مستودعات الأسلحة التابعة لـ«هيئة أركان الجيش الحر»، المدعومة من أميركا والغرب، وجاءت بعد ذلك الروايات المختلفة والتصريحات المتناقضة الصادرة عن قياديين في «الجيش الحر» أو في «أحرار الشام» كي تزيد الغموض غموضاً.

هذا التناقض في رواية الأحداث، كان مؤشراً على أن ثمة سرا لا يراد له أن يذاع، ووراء الأكمة ما وراءها، وأن ما جرى قد يكون أخطر من مجرد اشتباك عادي بين فصيلين مسلحين يتنازعان السيطرة على منطقة مهمة استراتيجياً بسبب المعبر الحدودي الذي لا غنى عنه.

وقد تزايدت قوة المؤشرات على خطورة ما حدث بعد صدور القرار الأميركي، ومن بعده البريطاني، بوقف إرسال المساعدات «غير القاتلة» عبر معبر باب الهوى إلى المعارضة السورية، بسبب ما قالت إنه سيطرة الإسلاميين على مقار ومستودعات تابعة لـ«الجيش الحر»، لا سيما أنه من المتوقع أن تحذو غالبية الدول الداعمة لـ«الجيش الحر» حذو واشنطن ولندن وتمتنع عن تقديم المساعدات عبر معبر باب الهوى، ما سيؤدي إلى التخفيف كثيراً من أهميته، وهو ما سيشكل عاملاً ضاغطاً على الفصائل الإسلامية كي تراجع موقفها وتعيد بعض حساباتها بخصوص علاقتها مع «الجيش الحر».

ولكن يبقى السؤال الأهم: لماذا غضبت أميركا وبريطانيا من سيطرة «أحرار الشام» على مقار ومستودعات «الجيش الحر» في باب الهوى، ما دام أن «هيئة الأركان» بقيادة سليم إدريس أعلنت صراحة في بيانها الرسمي أن هذه السيطرة تمت بالاتفاق بين الطرفين؟

فالمعروف أن سليم إدريس لا يخطو خطوة واحدة إلا بتوجيهات وتعليمات تأتيه من دوائر الاستخبارات الغربية التي يتبع لها عملياً! فكيف بخطوة من قبيل تسليم مستودعات الأسلحة التي منحته إياها هذه الدوائر واشترطت عليه لاستلامها عدم وصولها إلى الأيدي الخطأ بحسب المعلن من التصريحات؟

والأهم في هذا السياق، لماذا يصر سليم إدريس على نفي تعرض مقاره ومستودعاته لهجوم واقتحام من قبل الفصائل الإسلامية (وهي رواية المتحدث باسمه لؤي المقداد)، ويشدد على أن تسليم المستودعات كان بالتوافق لتأمين الحماية لهذه المستودعات، رغم أن رواية الهجوم والاقتحام كانت تصلح لتكون مبرراً يتذرع به أمام داعميه بأن الأمر خرج عن سيطرته ولم يستطع منعه. فهل يعقل أن سليم إدريس وضع مصلحة الفصائل الإسلامية أولوية قبل مصلحته؟

قد تحتاج هذه الأسئلة إلى مزيد من الوقت كي تتكشف الإجابة الحقيقية عنها. ولكن حتى ذلك الحين، فإن هناك وقائع مهمة قد تتشكل مؤشرات تدل على حقيقة ما جرى في باب الهوى.

في البداية، لا بد من التنبيه إلى أن رواية سليم إدريس عن التوافق والاستلام والتسليم بهدف تأمين الحماية للمستودعات، رواية غير صحيحة، وقد جاء تكذيبها من الأطراف كافة، لا سيما من «القائد العسكري لأحرار الشام» أبي طلحة، الذي يفترض أنه المعنيّ باستلام المستودعات وحمايتها بحسب رواية إدريس. وأكد أبو طلحة في تصريحات صحافية وحديث مع قناة «الجزيرة» أن عناصر «الأحرار» عندما وصلوا إلى مقارّ «الأركان» في باب الهوى وجدوها خالية تماماً، وهذا يعني أن المستودعات تعرضت لهجوم وسرقة من قبل فصيل مسلح آخر، وإلا كيف خوت فجأة من محتوياتها؟

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ذكر، أمس الأول، ان مخازن الأسلحة على باب الهوى كانت تحتوي على صواريخ مضادة للطائرات والدبابات.

وكان تقرير صادر عن «اتحاد العلماء الأميركيين»، وهو مؤسسة مستقلة تعمل في واشنطن وتركز على الدراسات الأمنية، ذكر ان منظومات صواريخ «ستينغر» وصلت إلى «الجيش السوري الحر»، مشيرا إلى «احتمال وصولها أيضاً إلى تنظيمات متطرفة مثل «القاعدة» و«داعش»، بالإضافة إلى صواريخ «سام 7» و«سام 14» المتطورة.

ونقلت صحيفة «واشنطن تايمز» مؤخرا عن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى قولهم إن «إدارة الرئيس أوباما مارست ضغوطاً مكثفة على السعودية لعدم المضي بتزويد قوى المعارضة السورية بتلك الأسلحة، مشيرة إلى أن السعودية في الوقت عينه سلمت أيضاً صواريخ مضادة للدبابات لقوى المعارضة».

ويعزز فرضية تعرّض المستودعات للهجوم، أن العديد من الشهادات صدرت يوم الحادثة، عن ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، تؤكد فرار عناصر «هيئة الأركان» من دون أن يكون السبب واضحاً في تلك اللحظة، كون الحدث ما زال في بدايته، ومن هذه الشهادات شهادة عمار الزير، الذي غرّد في الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر الجمعة الماضي بما يلي: «عاجل: هيئة أركان الجيش الحر تهرب من معبر باب الهوى وتترك مستودعات الذخيرة تحت حماية أحرار الشام». وعند سؤاله عن السبب أجاب انها قد تكون تتعرض لهجوم من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش).

ولكن لا يمكن الاطمئنان تماماً إلى كل ما يقوله عمار الزير، فهو معروف بدفاعه عن «أحرار الشام» ومناهضته لـ«داعش». لذلك يبقى الثابت أن هجوماً حصل على مستودعات السلاح وأن عناصر «الأركان» شوهدوا وهم يهربون. أما من قام بالهجوم فهذا بحث آخر لا يمكن الاستناد فيه إلى شهادة الزير بسبب علاقته مع «أحرار الشام» وبغضه الشديد لـ«داعش».

وتشير المعلومات الى أن قائد الكتيبة المتمركزة في منطقة باب الهوى، هو الرائد بسام إدريس، وهو ابن عم رئيس «هيئة أركان الجيش الحر» اللواء سليم إدريس، وهذه الكتيبة من الكتائب الأساسية في «الجيش الحر» أو لدى سليم إدريس على الأقل، كونها بحسب معلومات حصلت عليها «السفير»، تتولى مهمة مرافقته وحمايته لدى دخوله الأراضي السورية، علاوة على علاقة القربى بينه وبين قائد الكتيبة التي تقول مصادر عديدة إن سليم إدريس شخصياً هو من عينه في هذا المنصب.

هنا تبرز شهادة منشورة بمقطع فيديو على موقع «يوتيوب» لملازم أول كان يتولى قيادة سرية في الكتيبة الأولى، وكان حاضراً ليلة الحادثة. فقد أكد قائد السرية أنه يوم الحادثة شوهد رتل يتحرك باتجاه الكتيبة قادماً من سرمدا، وأنه لدى إعلام قائد الكتيبة بسام إدريس قال لهم أنه رتل صديق، وأن الرتل استمر في التقدم حتى وقف على بوابة الكتيبة، حيث أمرهم قائد الكتيبة بفتح البوابة والسماح للرتل بالدخول.

ثم ذكر قائد السرية في شهادته أن سيارات الرتل انتشرت في أنحاء الكتيبة بما يشبه الحصار، بينما دخل قادته و«أمراؤه» إلى مكتب قائد الكتيبة لمدة خمس دقائق، كي تبدأ بعدها إجراءات أشبه ما تكون بإجراءات المداهمة، حيث طُلب منهم الانبطاح أرضاً وخضعوا لتفتيش دقيق، كما سرقت منهم محفظاتهم الشخصية وأجهزة الخلوي وبعض أجهزة الكومبيوتر المحمول، مشيراً إلى أن أحد هؤلاء عرّف عن نفسه بأنه «الأمير» في «حركة أحرار الشام» أبو موسى.

واشار قائد السرية إلى أن عناصر «أحرار الشام» قاموا بخلع أبواب المباني والمستودعات والمكاتب وأخذوا كل شيء، بما في ذلك سيارات نقل بما عليها من رشاشات ومدافع، ودبابات، وعربات مصفحة، ولم يتركوا شيئاً.

وبينما جرى اصطحاب قائد الكتيبة من قبل «أحرار الشام» إلى جهة، قال قائد السرية أنه لا يعرفها، فقد خيّر الباقون بين الذهاب مع عناصر «أحرار الشام» والبقاء في الكتيبة أو المغادرة، وهو ما حدث فعلاً، حيث رافقهم قسم، بينما بقي قسم، وهرب قسم ثالث، وقد يكون هذا ما أوحى لبعض الناشطين بوجود حالة هروب من مقر «هيئة الأركان».

ومن النقاط المهمة في شهادة قائد السرية انه شدد على أن الكثير من عناصر «أحرار الشام» كانوا يسيئون معاملة عناصر الكتيبة ويتهمونهم بأنهم «مرتدون» ويجب قتلهم، مشيراً إلى أنه تعرض شخصياً لهذه الاتهامات.

وبالتالي يغدو واضحا أن رواية الهجوم التي تحدث عنها النشطاء، وأكدها لؤي المقداد، هي رواية صحيحة، وأن من قام بالهجوم هو «حركة احرار الشام» بمساعدة واضحة من قائد الكتيبة بسام إدريس الذي فتح لهم بوابة الكتيبة فدخلوها من دون طلقة واحدة. ومن المستبعد أن يكون بسام إدريس قد فعل ذلك من دون تنسيق مع اللواء سليم إدريس. يعزز ذلك أن سليم إدريس ما زال يتبنى رواية أنه لم يحصل هجوم ولا اقتحام، وأن المستودعات سلمت إلى «أحرار الشام» بموجب اتفاق بين الطرفين لحمايتها من هجوم مفترض لم يحصل.

الأمم المتحدة: خمس هجمات بأسلحة كيميائية في سوريا

أعلن تقرير للأمم المتحدة نشر، أمس، أن خبراء وجدوا أدلة على أنه تم على الأرجح استعمال أسلحة كيميائية في خمس من سبع هجمات تم التحقيق فيها في سوريا.

وقال التقرير الختامي لمحقق الأمم المتحدة آكي سيلستروم إن «بعثة الأمم المتحدة خلصت إلى أن أسلحة كيميائية استخدمت في الصراع الدائر بين الأطراف في الجمهورية العربية السورية».

ولاحظ التقرير أنه في حالات عدة كان بين الضحايا جنود ومدنيون، ولكن لم يكن ممكناً دائماً إثبات أي صلات مباشرة على وجه اليقين بين الهجمات والضحايا والمواقع المزعومة للحوادث. كما لم يقدم التقرير النهائي أي توضيح حول من شن الهجمات.

وأورد التقرير «أدلة» أو «معلومات جديرة بالثقة» ترجّح إثبات استخدام أسلحة كيميائية في الغوطة قرب دمشق وخان العسل قرب حلب وفي جوبر وسراقب وفي أشرفية صحنايا. في المقابل اعتبرت القرائن غير كافية بشأن منطقتي بحرية والشيخ مقصود في محافظة حلب.

(ا ف ب، ا ب، رويترز)

مصدر سياسي: الجربا يقيم غرفة عمليات طوارىء عسكرية في تركيا

اسطنبول- (د ب أ): كشف مصدر سياسي في الائتلاف السوري المعارض الجمعة أن رئيس الائتلاف أحمد الجربا وقادة عسكريين وسياسيين “أقاموا غرفة عمليات عسكرية على الحدود السورية-التركية نظرا لصعوبة التطورات الميدانية في الداخل بعد أن استولى مقاتلون إسلاميون متشددون على مقر قيادة الأركان العسكرية التابعة للجيش الحر”.

وقال المصدر، لوكالة الأنباء الألمانية، إنه”إلى جانب اجتماعات القيادات العسكرية في الجيش الحر مع بعضهم البعض، شارك عدد من السياسيين أيضا في جانب من تلك الاجتماعات وان الجربا تابع تلك الاجتماعات المتواصلة أولا بأول”.

وأضاف المصدر أن “الجربا يتابع، ويشارك في اجتماعات سورية سياسية في القاهرة بين شخصيات من كل الأطياف لان الائتلاف هو الذي سيشكل وفد المعارضة المشارك في جنيف 2″.

ووصف المصدر “الاجتماعات في كل من تركيا ومصر بالماراثونية” ، مضيفا أنه “يعتقد أن بين السياسيين المشاركين في اجتماعات القاهرة شخصيات من هيئة التنسيق و تيارات سياسية أخرى”.

وكان الجربا أعلن في الكويت قبل أيام أن “هناك جهودا لتوحيد المعارضة المسلحة على الأرض خلال الشهر الجاري بما فيها الجبهة الإسلامية”.

دمشق تقرر الافراج عن أكثر من 350 سجينا من سجن حلب لأسباب انسانية

دمشق- (أ ف ب): قررت السلطات السورية لأسباب “انسانية”، اخلاء سبيل اكثر من 350 سجينا من سجن حلب المركزي (شمال) الذي يحاصره مقاتلو المعارضة منذ أشهر ويحاولون السيطرة عليه، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) الجمعة.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان انه تم الافراج عن دفعة أولى عبر الهلال الاحمر السوري، وان غالبيتهم مسجونين لاسباب جنائية.

وقالت سانا “أخلت الجهات المختصة سبيل 366 سجينا من نزلاء سجن حلب المركزي تنفيذا لقرار اللجنتين الخاصتين المشكلتين بناء على توجيهات وزير العدل بإعادة دراسة اوضاع نزلاء السجن من الناحية الانسانية نتيجة حصار الارهابيين له”.

ويستخدم نظام الرئيس بشار الاسد والاعلام الرسمي عبارة “ارهابيين” للاشارة الى مقاتلي المعارضة الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر منذ 33 شهرا.

ونقلت الوكالة عن المحامي الاول في حلب ابراهيم هلال قوله للتلفزيون الرسمي ان السجن “يعاني منذ اكثر من عام ونصف العام من حصار ظالم تفرضه المجموعات الارهابية المسلحة عليه، وهو ما اضر كثيرا بنزلائه، ولذلك وجه وزير العدل بالتخفيف من عدد النزلاء قدر المستطاع واخلاء سبيلهم”.

واوضح ان اللجنتين شكلتا للنظر في القضايا الموجودة امام محاكم الجنايات وقضاة التحقيق والاحالة، حيث وجهتا باطلاق السجناء “بسبب الاوضاع الانسانية رغم عدم كفاية مدد توقيفهم”.

من جهته، افاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من بيروت ان “الافراج عن السجناء بدأ منذ الامس، وقام الهلال الاحمر بإخراج عشرة منهم، على ان يتم الافراج عن الباقين تباعا”.

واشار إلى أن الاخلاء “يتم بسبب الاوضاع الانسانية وتفشي الامراض داخل السجن”.

ويفرض مقاتلو المعارضة منذ نيسان/ ابريل الماضي حصارا على السجن الواقع على المدخل الشمالي لكبرى مدن شمال سوريا، في محاولة لاقتحامه والسيطرة عليه.

وتمكن المقاتلون اكثر من مرة من اقتحام اسوار السجن الذي يعد الاكبر في سوريا، آخرها في منتصف تشرين الاول/ اكتوبر الماضي، الا ان القوات النظامية تمكنت في كل مرة من طردهم، في حين تتواصل المعارك في محيطه.

ويضم السجن اكثر من ثلاثة آلاف سجين غالبيتهم من سجناء الحق العام، اضافة الى اسلاميين وناشطين.

ويعاني السجناء من نقص حاد في المواد الغذائية والادوية واوضاع انسانية صعبة، بحسب المرصد.

الأمم المتحدة تؤكد أنه تم استعمال أسلحة كيماوية مرارا في سوريا

الأمم المتحدة- (رويترز): قال التقرير النهائي لتحقيق للأمم المتحدة نشر يوم الخميس إن خبراء وجدوا أدلة على أنه تم على الأرجح استعمال أسلحة كيماوية في خمسة من سبع هجمات قام خبراء للمنظمة الدولية بالتحقيق فيها في سوريا.

وقال محققو الأمم المتحدة ان غاز الأعصاب المميت السارين استخدم على الأرجح في اربعة حوادث وفي أحدها على نطاق واسع.

ولاحظ التقرير أنه في عدة حالات كان بين الضحايا جنود ومدنيون ولكن لم يكن ممكنا دائما إثبات أي صلات مباشرة على وجه اليقين بين الهجمات والضحايات والمواقع المزعومة للحوادث.

وقال التقرير الختامي لكبير محققي الأمم المتحدة آكي سيلستروم “خلصت بعثة الأمم المتحدة إلى أن أسلحة كيماوية استخدمت في الصراع الدائر بين الأطراف في الجمهورية العربية السورية”.

ولم يصدر على الفور تعقيب من سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري والائتلاف الوطني السوري المعارض على التقرير المؤلف من 82 صفحة.

ووجد التحقيق أدلة على احتمال مرجح لاستخدام أسلحة كيماوية في خان العسل بالقرب من مدينة حلب الشمالية في مارس آذار وفي سراقب بالقرب مدينة إدلب الشمالية في أبريل نيسان وفي جوبر واشرفيات صحنايا قرب دمشق في أغسطس آب.

وكما ذكر سيلستروم في تقرير مبدئي في سبتمبر أيلول وجد الخبراء “أدلة واضحة ومقعنة” على ان غاز الاعصاب السارين استخدم على نطاق واسع ضد المدنيين في ضاحية غوطة دمشق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في 21 من أغسطس آب وهو ما تسبب في مقتل مئات من الناس.

وقال الخبراء في التقرير الختامي يوم الخميس أن السارين استخدم على الأرجح أيضا على نطاق ضيق في جوبر وسراقب واشرفيات صحنايا.

واقتصر التحقيق على محاولة معرفة هل تم استخدام أسلحة كيماوية لا على من الذي استخدمها. وكانت الحكومة والمعارضة في سوريا تبادلتا الاتهام باستخدام الأسلحة الكيماوية وهو ما نفاه الجانبان كلاهما.

واستولى مقاتلو المعارضة على كل أنواع الأسلحة من مستودعات الجيش في أنحاء سوريا وفقا لتقارير الأمم المتحدة. وتقول دول غربية ان المعارضين لم يمكنهم الحصول على أسلحة كيماوية.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون شكل فريق تحقيق سيلستروم بعد أن بعثت الحكومة السورية برسالة الى بان تتهم فيها مقاتلي المعارضة بتنفيذ هجوم بالأسلحة الكيماوية في خان العسل.

وسلم سيلستروم التقرير النهائي لبان يوم الخميس. وسيقوم بان بإحاطة الجمعية العامة للأمم المتحدة علما بالتقرير يوم الجمعة ومجلس الأمن الدولي يوم الاثنين.

وقال بان “استخدام الأسلحة الكيماوية انتهاك خطير للقانون الدولي وإهانة لإنسانيتنا المشتركة. ويجب أن نبقى يقظين لضمان أن يتم إزالة هذه الأسلحة الرهيبة لا في سوريا وحدها وأنما في كل مكان.”

وتلقت الأمم المتحدة الآن 16 تقريرا عن استخدام محتمل للاسلحة الكيماية في سوريا معظمها من الحكومة السورية وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة. وفحص الخبراء بدقة سبعة من تلك الحالات.

وينتمي خبراء الأمم المتحدة إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ومنظمة الصحة العالمية.

وقالت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة ان التفاصيل الفنية في التقرير المبدئي لسيلستروم عن هجوم 21 من أغسطس آب تشير الى تورط الحكومة لكن سوريا وروسيا تلقيان اللوم على المعارضة.

وقد وافقت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد على تدمير ترسانتها من الأسلحة الكيماوية بعد هجوم الغوطة في 21 من أغسطس والذي جعل الولايات المتحدة تطلق تهديدات بشن ضربات جوية. وانضمت سوريا أيضا الى معاهدة الأسلحة الكيماوية.

وأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا في سبتمبر أيلول يقضي بتنفيذ القرار الذي توسطت في التفاوض بشأنه الولايات المتحدة وروسيا ويلزم سوريا بالكشف عن كامل تفاصيل أسلحتها الكيماوية وإزالة هذه الترسانة وتدميرها بحلول منتصف عام 2014.

وتم تكليف منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ومقرها لاهاي بالإشراف على إزالة ترسانة سوريا من الأسلحة الكيماوية.

السعودية وايران بين 30 دولة مدعوة لمؤتمر جنيف2

الائتلاف يتهم اسرائيل بالتواطؤ مع دمشق بعد غارات للنظام على قوات للمعارضة قرب الجولان

عواصم ـ وكالات: قال الجيش السوري الحر إن الطيران الحربي التابع للنظام شنّ للمرة الأولى غارات جوية على مناطق’في محافظة القنيطرة (جنوب البلاد)’قريبة من الشريط الحدودي مع′الجولان السوري المحتل من قبل إسرائيل، فيما قال الائتلاف السوري ان أمريكا تهدف إلى قطع السلاح عن المعارضة المسلحة، كما طالب الائتلاف المجتمع الدولي والدول العربية خاصة بـ’تحمل مسؤولياتهم تجاه اللاجئين السوريين في الدول المجاورة’، معتبراً أن وفاة طفلين سوريين من البرد في مخيم عرسال اللبناني وآخرين في كل من الرستن وحلب ‘مسألة لا بد للدول أن تقف عندها’.

وفي بيان أصدره، أعلن المجلس العسكري في دمشق وريفها التابع للجيش الحر، أن طيران النظام الحربي’قصف بلدات ‘ممتنة’ و’الخوالد’ و’عين العبد’، القريبة من الشريط الحدودي’مع الجولان السوري المحتل من قبل إسرائيل، كما نفذ’طلعات فوق المنطقة.

وأشار المجلس إلى أنها المرة الأولى التي يقوم فيها النظام بالقصف وتنفيذ طلعات جوية على المنطقة منذ اندلاع الصراع المسلح في البلاد قبل أكثر من عامين ونصف العام.

واتهم المجلس إسرائيل بـ’التواطؤ’ مع النظام السوري، في إشارة إلى تغاضيها عن شن الطيران الحربي غارات قريبة من أراض تحتلها دون أن تستهدفه، فيما لم يحدد الأهداف التي استهدفتها الغارات وإن كانت تلك الأهداف تسيطر عليها المعارضة أم لا.

وقالت صحيفة ‘وول ستريت جورنال’ نقلاً عن مسؤولين امريكيين إن المقاتلين الإسلاميين أخرجوا اللواء سليم ادريس من مقراته وهرب من البلاد.

من جهتها نفت هيئة اركان الجيش السوري الحر امس الخميس المعلومات التي تحدثت عن فرار رئيسها اللواء سليم ادريس من مقر قيادة الاركان الواقع على الحدود السورية التركية.

وكانت تقارير صحافية ذكرت الاربعاء ان اللواء ادريس غادر مقر قيادة الاركان عند معبر باب الهوى الحدودي في محافظة ادلب (شمال غرب) وتوجه الى قطر، بعد استيلاء الجبهة الاسلامية المؤلفة من ابرز المجموعات الاسلامية المقاتلة ضد النظام السوري على المعبر، وقبله على منشآت هيئة الاركان في المكان.

وقال المتحدث باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد الصالح في مؤتمر صحافي عقده امس في اسطنبول ان ‘اللواء ادريس موجود على الحدود السورية التركية ويعقد اجتماعات مع قادة الجبهة الاسلامية لحل الوضع الذي حصل’.

من جانبها، قالت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، جين بساكي، إن واشنطن التي علقت تقديم المساعدات غير القتالية للمعارضة السورية بعد سقوط المقر ‘على تواصل مع إدريس وقيادة الجيش السوري الحر’ لبحث الوضع وما يمكن القيام به.

جاء ذلك فيما دعيت اكثر من ثلاثين دولة بينها السعودية، ابرز داعم للمعارضة السورية، وايران، حليفة النظام السوري، للمشاركة في المؤتمر الدولي الساعي الى ايجاد حل سلمي للازمة السورية والمقرر في 22 كانون الثاني/يناير في سويسرا، بحسب ما افاد دبلوماسيون يشاركون في التحضيرات.

وقال دبلوماسي عربي يتابع الملف ‘حتى الساعة، وجهت الدعوات الى 32 دولة، لكن هذا العدد يمكن ان يرتفع، لأن كثيرين يريدون المشاركة’.

واشار الى ان بين المشاركين ‘الدول الخمس الكبرى الاعضاء في مجلس الامن الدولي، والدول المجاورة لسوريا، والسعودية وايران، وكذلك المانيا وايطاليا وغيرها’.

وستمثل معظم الدول بوزراء خارجيتها و’يحق لكل وزير ان يقوم بمداخلة لمدة خمس دقائق’، بحسب الدبلوماسي الثاني.

المرصد: اسلاميون قتلوا 15علويا ودرزيا بعدرا

بيروت ـ رويترز: قال المرصد السوري لحقوق الانسان المؤيد للمعارضة إن مسلحين اسلاميين قتلوا ما لا يقل عن 15 مدنيا من أبناء الأقليتين العلوية والدرزية في بلدة عدرا بوسط سوريا يومي الأربعاء والخميس.

وأضاف المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويعتمد على شبكة من المصادر في أنحاء سوريا ان شخصا آخر قتل كان من المقاتلين الموالين للحكومة.

وانضمت الأغلبية السنية في سوريا الى الانتفاضة المناهضة للرئيس بشار الأسد المنتمي للأقلية العلوية، في حين وقفت الأقليات الى حد بعيد خلف الأسد في الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 125 ألف شخص.

وأصبح الكثير من المدن في سوريا مقسما على اسس طائفية لكن عدرا بقيت بعيدة عن ذلك الى حد بعيد. وللبلدة أهمية استراتيجية لمقاتلي المعارضة لأنها من بين الطرق القليلة الموصلة الى دمشق.

واتهم نشطاء وشهود عيان والاعلام الرسمي السوري الجبهة الاسلامية وهي تحالف يضم عددا من جماعات المعارضة وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة بتنفيذ الهجمات.

وتقع عدرا على بعد 20 كيلومترا شمال شرقي دمشق ويقطنها نحو مئة ألف شخص بينهم علويون ودروز ومسيحيون وسنة.

وقال نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ان بعض السكان فروا من المدينة بينما اختبأ آخرون في اقبية منازلهم.

وأنحى البعض باللوم في الهجوم على جيش الاسلام وهو من جماعات تحالف الجبهة الاسلامية ويقوده زهران علوش. وقال آخرون ان عدد القتلى يصل الى 40 لكن لم يتسن التحقق من هذه التقارير بطريقة مستقلة.

وقال ناشط من ضواحي دمشق لرويترز ‘زهران علوش ارتكب مجزرة.’

وقالت وكالة الأنباء العربية السورية ان الجيش أرسل قوات ‘لاعادة الأمن’ في البلدة.

وأضافت الوكالة ‘تسللت مجموعات إرهابية مسلحة تابعة لجبهة النصرة إلى مدينة عدرا العمالية السكنية بريف دمشق… قام الإرهابيون بالاعتداء على السكان المدنيين العزل في منازلهم حيث وردت معلومات تفيد بأن الإرهابيين ارتكبوا مجزرة بحق المدنيين’.

طرفا النزاع في سوريا اضطرا للتوقف عن القتال و’الائتلاف’ يناشد العالم نجدة اللاجئين بعد وفاة 4 اطفال سوريين

الثلوج كست القدس والاردن في عطلة رسمية.. والحكومات تعلن الطوارئ اثر عاصفة اجتاحت الدول العربية

عواصم ـ وكالات ـ ‘القدس العربي’: ضربت عاصفة شتوية عاتية منطقة الشرق الأوسط، ما تسبب في حالة من الشلل بعدد من مناحي الحياة، في عواصم الدول العربية، وصاحب العاصفة، القادمة من روسيا ويطلق عليها ‘اليكسا’، انهمار للثلوج وهطول للأمطار وانخفاض غير مسبوق في درجات الحرارة، فيما دعا الناطق الرسمي للائتلاف الوطني السوري لؤي صافي المجتمع الدولي والدول العربية خاصة إلى ‘تحمل مسؤولياتهم تجاه اللاجئين السوريين في الدول المجاورة’، معتبراً أن وفاة طفلين سوريين من البرد في مخيم عرسال اللبناني وآخرين في كل من الرستن وحلب جراء موجة البرد القارس′مسألة لابد للدول أن تقف عندها’.

وقال في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للائتلاف ‘إن الإمكانيات الاقتصادية للائتلاف لا تكفي لحل كافة المشكلات التي يعاني السوريون منها، لذا لابد من موقف عربي وإقليمي جاد تجاه العاصفة الثلجية والبرد القارس الذي يهدد اللاجئين في الأيام المقبلة’.

وفي السياق ذاته، قال ناشطون ميدانيون داخل مخيمي عرسال بلبنان والزعتري بالأردن إن ‘مئات الأطفال مهددون بالموت بردا داخل المخيمات’.

وتأثرت كل من مصر والسعودية وسوريا والأردن ولبنان والأراضي الفلسطينية.

وتشهد مصر موجة من البرد القارس هي الأقوى منذ ما يقرب من 122 عاما، بحسب خبراء الأرصاد الجوية في البلاد، وانخفضت درجات الحرارة بمعدل كبير، وهطلت الأمطار على شمالي البلاد والعاصمة القاهرة.

واضطرت السلطات لإغلاق الموانئ الرئيسية في البلاد بسبب ارتفاع الأمواج لأكثر من ثلاثة أمتار، واشتداد سرعة الرياح إلى 20 عقدة.

وفي لبنان، اتخذت الحكومة إجراءات لمواجهة العاصفة ‘اليكسا’، حيث عطلت الدراسة بالمدارس والجامعات، وطالبت المواطنين بتخزين احتياجاتهم الأساسية، والامتناع عن مغادرة منازلهم إلا للضرورة القصوى.

وأرسلت مصلحة الأبحاث الزراعية رسائل نصية قصيرة عبر الهواتف المحمولة للمواطنين تحذرهم فيها من سوء الأحوال الجوية.

كما طالبت المصلحة المواطنين بالالتزام بإرشادات السلامة خاصة في المناطق الجبلية، وتجهيز بيوتهم بكل وسائل التدفئة وعدم المجازفة في التنقل على الطرقات.

وفي السعودية، حذرت الرئاسة العامة للأرصاد الجوية من انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، خاصة في المناطق الشمالية من البلاد، وذلك مع زيادة سرعة الرياح وتوقع انهمار الثلوج وهطول أمطار غزيرة.

ودعت الهيئة المواطنين لتوخي الحذر والامتناع عن مغادرة منازلهم إلا للضرورة القصوى بسبب تراجع مستوى الرؤية.

وفي الأردن، أعلن رئيس الوزراء، عبد الله النسور، تعطيل كافة الدوائر الحكومية الخميس بسبب الأحوال الجوية.

وأفادت تقارير بتزايد طلب المواطنين على الاحتياجات الأساسية، من قبيل الخبز والمواد الغذائية والبنزين والغاز، استعدادا للعاصفة.

وأعلنت السلطة الفلسطينية حالة التأهب لمواجهة البرد القارس وانهمار الثلوج في منطقة الضفة الغربية والقدس، حيث اكتست المدينة المقدسة بالثلوج.

وقررت وزارة التربية والتعليم تعطيل الدراسة بالمدارس لليوم الثاني على التوالي، بسبب سوء الأحوال الجوية في المنطقة.

وفي قطاع غزة، هطلت أمطار غزيرة وارتفعت الأمواج بشكل كبير في البحر المتوسط ما أدى لتعطيل حركة الصيد.

وقررت حركة حماس، التي تدير القطاع، تعطيل الدراسة بالجامعات والمدارس، وكذلك تعطيل العمل بالمصالح الحكومية، حتى تلك التابعة لوكالة غوث اللاجئين ‘الأونروا’.

وأثارت البرودة القاسية التي ضربت أنحاء متفرقة من سوريا مخاوف بشأن اللاجئين السوريين في المخيمات، خاصة في ظل نقص المعونات والدعم الذي يحصلون عليه.

كما تسببت البرودة وتساقط الثلوج في وقف القتال بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة الذين يسعون للإطاحة بنظام حكم الرئيس بشار الأسد.

وتسبب تساقط الثلوج الكثيف وانخفاض درجات الحرارة في عزل عشرات القرى وغلق المدارس وانقطاع الكهرباء عن الاف المنازل في جزيرة قبرص الواقعة في شرق حوض البحر المتوسط امس الخميس .

وأفادت التقارير المحلية بان الاضرار لحقت بعدة الاف من المنازل يقع أغلبها في العاصمة نيقوسيا بعدما دمرت الثلوج و الرياح العاتية كابلات الطاقة .

وتوقفت حركة المرور في الطرق المؤدية إلى أكثر من 37 قرية في منطقة ترودوس في جنوب غرب الجزيرة ، مما أجبر المدارس على إغلاق ابوابها لليوم الثاني على التوالي .

وأسقطت الرياح العاتية الأشجار في ميناء ليماسول الساحلي وقضى المزارعون في مقاطعة فاماغوستا الليل يحاولون حماية محصولهم وحيواناتهم من البرد القارس والصقيع .

وول ستريت جورنال’: قائد أركان الجيش الحر يترك سوريا وأمريكا تحاول إقناعه بالعودة إليها

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ هل إنهار التحالف الذي دعمته الولايات المتحدة والدول الحليفة معها؟ وهل سيطرة ‘الجبهة الإسلامية’ على قواعد للمجلس العسكري الأعلى للثورة السورية أو ‘فرار’ رئيسه اللواء سليم إدريس من شمال سورية دليل على ضعف التأثير التحالف المقيم في اسطنبول. وماذا عن مواقف الدول الغربية وأمريكا بالذات هل ستتحالف مع الإسلاميين وتتخلى عن المعتدلين؟ أسئلة حاولت الصحف الأمريكية الإجابة عليها.

وتقول صحيفة ‘وول ستريت جورنال’ إن فرار إدريس لتركيا ثم مغادرته إلى قطر اُثار قلق الإدارة الأمريكية التي تقوم بدراسة ما حدث نهاية الإسبوع وتحث في الوقت نفسه إدريس على العودة لسورية.

وتقول إن تطور الأحداث في شمال سورية وسيطرة الجبهة الإسلامية على مخازن أسلحة ‘صدمت الولايات المتحدة وبريطانيا اللتان سارعتا مباشرة بتجميد نقل شحنات المعدات غير الفتاكة للجيش السوري الحر في شمال سورية’.

وقالت الصحيفة إن تتابع الأحداث ‘ما هو إلا اشارة قوية تظهر أن الجيش الحر المدعوم من الولايات المتحدة ينهار تحت ضغط الجماعات الإسلامية، كما أنها اضعفت يد باراك أوباما الذي يكافح من اجل عقد مؤتمر سلام الشهر المقبل ويجمع المعارضة والحكومة’.

البحث عن الشريك

وتعلق صحيفة ‘نيويورك تايمز′ أن ما حدث في أطمة يظهر مرة أخرى صعوبة ‘تنشئة بديل مستمر وعملي لنظام الأسد’.

ولاحظت ‘نيويورك تايمز′ ان تطورات الأحداث تعمل على تلاشي الآمال في وقف لدائرة العنف وعقد مؤتمر السلام، خاصة أن واشنطن لا تزال تبحث عن شريك يوثق به، في الوقت الذي يتقاتل فيه المقاتلون فيما بينهم بدلا من التركيز على نظام بشار الأسد.وبالنسبة لإدارة أوباما التي راهنت على الحل السياسي فتشرذم المعارضة يطرح عددا من الإسئلة الشائكة منها هل يجب على واشنطن العمل بشكل قريب مع الإسلاميين. خاصة إن بعض الخبراء تساءلوا في تحليلهم للحادثة عن فعالية ما يسمى بالمعارضة المعتدلة التي تدعمهم الولايات المتحدة منذ العام الماضي.

كما تساءل الباحثون في الوقت نفسه عن استراتيجية واشنطن طويلة الأمد القائمة على إجبار الأسد الخروج من السلطة. ونقلت الصحيفة عن فردريك هوف، المسؤول السابق في وزارة الخارجية والذي عمل على خطة انتقال السلطة ويعمل الآن في ‘مجلس الاطنلانتك’ قوله ‘ لكل الأهداف العملية، أصبحت المعارضة المسلحة المعتدلة التي تدعمها الإدارة وان بتردد على الهامش’. وفي ضوء هذه الظروف فإن أي تقدم نحو مؤتمر السلام ‘يبدو قاتما’.

على الهامش

وتقول إن المسؤولين الأمريكيين فهموا ما حدث ويدرسون إمكانية الرجوع عن القرار فبحسب مسؤول ‘لو استطعنا فهم ما حدث فقد نعاود إرسال الأسلحة غير الفتاكة’.ولم يستبعد المسؤول إمكانية تحدث الإدارة مع الجبهة الإسلامية، ولكن من الباكر لأوانه التراجع عن مطلبها وهو مرور كل المساعدات غير الفتاكة من خلال المجلس العسكري الأعلى للثورة السورية.

ومنذ عدة أشهر وجون كيري يتحدث عن الحل السياسي للأزمة التي مر عليها ألف يوم. حيث هدفت جهوده لتشجيع الأسد على تسليم السلطة، لكن النظام السوري الذي يتلقى الدعم الكافي من حلفائه الروس والإيرانيين يبدو متمترسا في مواقعه. فيما تعاني الجماعات التي تعاملت معها إدارة أوباما كبديل عن النظام تتراجع قوتها بسبب كثرة الفصائل المسلحة وبسبب قلة الدعم الخارجي الذي تتلقاه.

ويقول أندرو تابلر، الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إن ما حدث ‘يضع الإدارة في وضع عليها الإختيار بين المعتدلين أو جماعات أكثر فعالية.

ويظهر الحادث وطريقة تكشفه كما تقول الصحيفة حالة من عدم اليقين على الجبهات والتغييرات الدائمة في التحالفات بين فصائل المقاتلين، ومهما كانت الكيفية فوصول مجموعة من مقاتلي ‘الجبهة الإسلامية’ تحت ذريعة حماية المخازن من هجوم مرتقب للقاعدة ومن ثم قرار مقاتلي الجبهة السيطرة عليها كشفت عن حالة من التشوش، ففي الوقت الذي أكد فيه متحدثون باسمها ان المخازن كانت خاوية من المقاتلين وقرروا عندها انتهاز الفرصة ‘وسرقوا كل شيء في المخازن’ بما في ذلك40 عربة بحسب ميسرة، احد قادة الجيش الحر في سراقب- إدلب الذي يقيم علاقات مع الجبهة وكتائبها.

آخر الضربات

وترى صحيفة ‘لوس أنجلوس تايمز′ ان الخطوة الأمريكية لوقف الدعم غير الفتاك للمقاتلين يعتبر ‘آخر ضربة يتلقاها الجيش الحر المدعوم من الغرب، التي تم تجاوزها في الكثير من المعارك التي خاضتها مع الفصائل المرتبطة بالقاعدة، ذلك أن استراتيجية البيت الأبيض قامت على دعم الجماعات المعتدلة التي تقاتل للإطاحة بالرئيس الأسد’.

وتشير الصحيفة إلى التقارير التي تحدثت عن جماعات القاعدة والجماعات الإسلامية التي يتلقى بعضها الدعم من السعودية ذات النفوذ المتزايد على الساحة السورية.

وتقول إن ‘صعود الجماعات الإسلامية السنية المتشددة قد أدى إلى قلق عميق في واشنطن حول مسار سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا’، وقدمت واشنطن حتى الآن معدات غير فتاكة بقيمة 115 مليون دولار أمريكي، حيث نقلت عن ناطق باسم السفارة الأمريكية في انقرة تأكيده لقرار التعليق ولكنه رفض الحديث عن طبيعة وأنواع المعدات التي أرسلتها الإدارة للمقاتلين المعتدلين والتي يعتقد أنها تحتوي على أجهزة كمبيوتر وأجهزة لاسلكي وشاحنات، وبعد الهجوم على مخازن المجلس العسكري تقول الإدارة إنها على تواصل مع اللواء إدريس وفريقه للتأكد من وضع الأجهزة التي تم الأستيلاء عليها وإعداد قائمة فيها.

وتنقل الصحيفة عن خبراء قولهم إن الطريقة السهلة التي تمت السيطرة فيها على مخازن الجيش الحر تظهر ضعف الجماعة التي تقوم واشنطن بدعمها مع أن الإدارة لا تزال تتعامل مع إدريس وقواته ‘كشريك رئيسي داخل المعارضة المسلحة’.

رواية ما حدث

وفصلت صحيفة وول ستريت جورنال’ رواية ما حدث نقلا عن مسؤولين أمريكيين وقالت إن ‘الجبهة الإسلامية’ التي تعتبر من التحالفات المعتدلة التي شكلت حديثا واستبعدت الجماعات الموالية للقاعدة من مثل جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام قامت بدخول قواعد المجلس مما اضطر إدريس للهروب حيث ‘طار للعاصمة القطرية الدوحة يوم الأحد بعد هروبه إلى تركيا’ حسب مسؤولين أمريكيين فأنه ‘هرب نتيجة سيطرة الجبهة الإسلامية على مقراته’ وذلك نقلا عن مسؤول أمريكي بارز، وقد أكد متحدث باسم ‘الجبهة الإسلامية’ الخبر وقال إن إدريس فر لتركيا، مع أن تقارير أخرى تقول إنه كان في تركيا حيث يملك بيتا هناك قبل أن يسافر إلى قطر، ويعتقد أنه الآن قد عاد لتركيا حسب مسؤولين نقلت عنهم صحيفة ‘نيويورك تايمز′ .

وكانت الجبهة بحسب المسؤول الأمريكي قد سيطرت على مخازن في بلدة أطمة تابعة للمجلس العسكري ومكاتب يتم تنسيق توزيع الدعم الأمريكي منها، كما استولت الجبهة على معبر باب الهوى الحدودي.

وتقول الصحيفة إن تصاعد قوة ‘الجبهة الإسلامية’ دفع الولايات المتحدة لعقد اجتماعات سرية مع ممثلين لها في تركيا. والهدف منها كما يقول المسؤولون هو إقناع الإسلاميين بدعم مؤتمر السلام أو جنيف -2 كما يعرف، وكان المجلس العسكري الأعلى قد وافق على المشاركة في المحادثات.

وفي الوقت الذي تقوم فيه إدارة أوباما ببحث ما حدث في نهاية الإسبوع، إلا أنها تحث إدريس على العودة لسوريا حسب مسؤولين أمريكيين.

ويبدو أن مصدر قلق الإدارة نابع من احتواء بعض مخازن الأسلحة التي تمت السيطرة عليها على أسلحة فتاكة ومعدات غير فتاكة حسب مسؤولين أمريكيين اثنين نقلت عنهما الصحيفة.

فقد كانت الإستخبارات الأمريكية ‘سي أي إيه’ توزع كميات محدودة من الأسلحة على جماعات مختارة من الفصائل السورية.

ورفضت السي أي إيه التعليق إن كانت الأسلحة التي توزعها من ضمن التي تمت السيطرة عليها.وما هو معلوم أن المخازن تحتوي على أجهزة اتصال وشاحنات تبرعت بها الولايات المتحدة وحلفاؤها.وكان النواب الجمهوريون والديمقراطيون يطالبون إدارة اوباما بالتحرك ودعم المقاتلين المعتدلين الذين تحدثوا عن ضعفهم بسبب قلة السلاح، لكن حادث أطمة والذي قامت به مجموعات مقاتلة من ‘الجبهة الإسلامية’ بدخول المخازن بذريعة حمايتها من الجماعات المتطرفة ومن ثم السيطرة عليها زاد مخاوف الإدارة من المسار الذي بدأت الإنتفاضة السورية تأخذه. ووصف المسؤولون الأمريكيون ما حدث بأنه يشبه ‘انقلابا داخليا’ مع أن مسؤولين آخرين رفضوا التشبيه هذا. ونقل عن مسؤول قوله ‘لا أقول هذه نهاية الجنرال إدريس′.

وعلى الرغم من تأكيد الإدارة على رغبتها بالعمل مع الجيش الحر لكن لا يعرف متى سيتم إلغاء التعليق.

ولم يتحدث المسؤولون الأمريكيون عن أثر سيطرة ‘الجبهة الإسلامية’ على مستقبل المحادثات والإتصالات بين الدبلوماسيين الأمريكيين والمعارضة السورية المسلحة. وتقوم بريطانيا في الوقت نفسه بالتحقيق بمجريات الأحداث، حيث عبرت عن خشيتها من وقوع الأسلحة في يد المتطرفين. وقد زودت بريطانيا المعارضة بمعدات ‘إبحث وأنقذ’، ومولدات كهربائية، ومعدات إتصالات.وقامت بريطانيا بنقل معدات للحماية من الهجمات الكيماوية في آب/أغسطس.

قوة متصاعدة

ويقدر تشارلس ليستر من معهد ‘أي أتش أس جينز′ لأبحاث الإرهاب والتمرد عدد مقاتلي ‘الجبهة الإسلامية’ بحوالي 45 ألفا، فيما كان الجيش الحر وفصائله من أقوى التحالفات بقدرة قتالية تتراوح ما بين 70 -150 ألف مقاتل، وانخفض عدده الآن إلى 40 ألفا حسب قائد فيه.

ويتهم الناشطون في المناطق التي لا تزال تشهد قتالا ‘الجبهة الإسلامية’ بمحاولة تغييب الجماعات المعتدلة.

ونقلت عن ناشط قوله ‘لا يريدون وجود المجلس العسكري الأعلى للثورة السورية، فقد سيطروا على قواعدهم وأنشؤوا نقاط تفتيش جديدة’.وتضم الجبهة عناصر قاتلت في الماضي تحت راية الجيش الحر وتعاونت مع القاعدة.

والفرق بينها وبين الأخيرة هي انها تعمل على إنشاء دولة إسلامية في سورية مقارنة مع دولة الخلافة التي ترغب القاعدة بإنشائها. أما الجيش الحر فيعمل على إنشاء دولة علمانية في سورية.

ونقل عن قيادي في الجيش الحر قوله عن الجبهة أنها تريد ‘في رأس هرم السلطة’. وبنفس السياق يقول تقرير في صحيفة ‘اندبندنت’ إن قرار الإدارة الأمريكية وبريطانيا يعكسان نوعا من ‘خيبة الأمل بالمعارضة السورية التي ينظر لأفرادها باعتبارهم حكام سورية في المستقبل’.

ويرى الكاتب أن واشنطن ولندن كانتا تحاولان استهداف المساعدات للجماعات التي تعارض الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، أي ‘الجبهة الإسلامية’ التحالف الذي يضم ‘احرار الشام’ و’لواء التوحيد’ و’صقور الشام’ والجبهة الإسلامية الكردية و’لواء الحق’.

ويقول إن طبيعة علاقتها مع السعودية غير واضحة، مع أن السعوديين بدأوا يلعبون دورا مهما في الملف السوري أكثر من دول الخليج الأخرى.

ويبدو أن استعداد السعودية لإنفاق الاموال الطائلة لإنشاء التحالف أدى لاضعاف المجلس العسكري الأعلى الذي يقوده إدريس.

وتوقع أن تقود الحادثة الأخيرة لتفكك أكثر داخل المجلس وزيادة التطرف والتشدد في صفوف المقاتلين.

ويقدر مسؤولوا الإستخبارات الأمريكيين عدد الفصائل بحوالي 1200 فصيل، تتراوح بين فصائل تقوم على عائلات أو عشائر الى كتائب عسكرية مسلحة تسليحا جيدا.ولاحظ الكاتب أن التطورات الأخيرة يمكن النظر إليها باعتبارها للخلاف الأمريكي- السعودي حول سورية، خاصة بعد توقف الرئيس الأمريكي عن تنفيذ تهديده بضرب النظام السوري.

مما يعني أن واشنطن ليست راغبة في الوقت الحالي برحيل الأسد واستبداله بجماعات متطرفة في دمشق.

ويقول الكاتب إن السعودية قد تكون قادرة على إبقاء الحرب مشتعلة لكن لا المعارضة ولا النظام قادرين على تحقيق نصر حاسم.

وفي النهاية ينظر لقرار واشنطن ولندن وقف الدعم اللوجستي للمعارضة باعتباره رمزيا وآثاره العملية ليست كبيرة، لان المقاتلين في الجيش الحر لم يتلقوا أسلحة بالقدر الكبير من الولايات المتحدة أو بريطانيا، لأن معظم الدعم يأتي من دول الخليج والممولين الأفراد.

الهيئة الكردية للديمقراطية والسلم الاجتماعي إطار مدني كردي جديد

بهية مارديني ايلاف

ولدت الهيئة الكردية للديمقراطية والسلم الاجتماعي من مفهوم الضغط المدني والسياسي في المناطق الكردية السورية، لتكون إطارًا مدنيًا جديدًا، غير رديف للإدارة الذاتية.

لندن: تعمل هيئات ومؤسسات عدة في المناطق الكردية في سوريا بحرية لتؤسس لعمل مدني جديد، خصوصًا بعد التحرر من قبضة النظام السوري، يتجه نحو إعلان إدارة ذاتية كردية مؤقتة. وحسن اسماعيل هو احد الذين تركوا العمل الحزبي لينخرط ضمن العمل المدني، من خلال تأسيس الهيئة الكردية للديمقراطية والسلم الاجتماعي.

 في لقاء مع “ايلاف”، أكد اسماعيل أن الهدف من إنشاء هذه الهيئة هو بناء الفكر الديمقراطي للمؤسسات الحزبية وغير الحزبية، وترسيخ مبدأ الحقوق المدنية والعدالة الاجتماعية في المجتمع السوري عامة والكردي خاصة. وقال إن الهيئة عبارة عن كوادر تدريبية ومراكز دراسات فكرية وقانونية وعدالة انتقالية ومجتمع مدني، “ونقوم بإعداد مجموعات عمل بمختلف التخصصات، خصوصًا في مجالي تنمية العدالة ومحاربة الفكر المتطرف في المجتمع السوري، من خلال كوادر مختصة”.

وأشار اسماعيل إلى أن للهيئة مقرات في القامشلي والمالكية وعنتاب، وقال: “لا يوجد مشاكل تعترض العمل داخل سوريا، والهيئة تعمل بحرية، إلا أنها تعاني من انقطاع التيار الكهربائي باستمرار ونقص الموارد”.

وحول العلاقة مع الادارة الذاتية الكردية، أوضح: “لم يتم التعامل مع الادارة بعد، لكن مركز الدراسات القانونية في الهيئة بصدد إجراء دراسة شاملة عن الادارة الذاتية من ناحية الايجابيات والسلبيات، لتقديمها في بحث لاحق “.

 ردود فعل مختلفة

أضاف اسماعيل: “بعد اعلان الادارة الذاتية، قامت الهيئة برصد رد الفعل الشعبي من خلال جداول بيانات واضحة، فلوحظ تجاوب لابأس به من المجتمع الكردي معها، وبصورة ايجابية حتى من قبل بعض الاطراف غير المنضوية في مشروع الادارة الذاتية، أما تجاوب المجتمع السوري فكان عكسيًا، خصوصًا من قبل الكوادر السياسية والفكرية والثقافية، من دون أن يحيط هؤلاء بمجمل المشروع المطروح وما شمله من نقاط اساسية، أي أن رد الفعل كان عاطفيًا وليس من خلال دراسة واقعية للمشروع، وقد تذرع هؤلاء بأن المشروع يهدد الحالة الوحدوية لسوريا ويهدد الخارطة الوطنية لسوريا في حين أن المشروع كان ينص على وحدة الاراضي وضمانها”.

وتابع قائلًا: “رصدنا أهم السلبيات في المشروع، التي لا تكمن في الحالة الفكرية والسياسية فقط وانما في عدم استيعاب شرائح المجتمع في المنطقة أي في عدم تمثيله بالحالة السياسية والتنظيمية للمجتمع، فضلًا عن استيعاب حالات فردية لا تنسجم مشاريعها السياسية الفردية مع مشروع الادارة الذاتية”.

 شفافية الرقابة

واعتبر اسماعيل أن الهيئة الكردية تقدم تقييمًا لأية حالة سياسية وتنظيمية في المجتمع السوري، كما تقدم لها المشورة والدعم، كتقييم عمل المجلس الوطني الكردي وآليات العمل فيه في كل المراحل، وتقديم آليات تفعيل العمل الديمقراطي فيه.

وقال: “الهيئة كمبدأ عام تندرج تحت مفهوم الضغط الفكري والسياسي، أي لا هدف لها في الحصول على السلطة، ما يعطيها شفافية العمل الرقابي والتنموي والتوعوي”.

يذكر أن مشروع الإدارة الذاتية هو مشروع سياسي، طرحته مجموعة القوى السياسية والإجتماعية في محافظة الحسكة، لغاية تنظيم العمل الإداري والمؤسساتي بالمحافظة، على اعتبار أن يكون مشروعًا للعمل ضمن مناطق الانتشار الكردي، إلا أن المجلس الوطني الكردي لم يشارك فيه كمؤسسة، بينما شاركت فيه بعض احزاب المجلس، بسبب عدم التوافق مع مجلس شعب غربي كردستان، الهيئة التشريعية للاتحاد الديمقراطي، الذي يعتبر التنظيم الرئيسي في هذه الادارة.

العفو الدولية تفضح أوروبا: استقبلت 12 ألف لاجئ سوري فقط!

اتهمت منظمة العفو الدولية الإتحاد الأوروبي بخذلان الشعب السوري لأن دوله لم تستقبل سوى نصف بالمئة من النازحين السوريين الهاربين من الموت.

بيروت: الدول الأوروبية تتشدق بإنسانيتها وبتقديمها العون للشعب السوري، بينما تخذله فلا تفتح أبوابها إلا لنحو 0.5 بالمئة فقط من اللاجئين السوريين، الذين تركوا بلادهم هربًا من موت محتم. هذه خلاصة تقرير شبه اتهامي، رفعته منظمة العفو الدولية – أمنيستي إنترناشيونال – في وجه دول الاتحاد الأوروبي، متهمة إياها بخذلان اللاجئين السوريين، وتوطين 12 ألف لاجئ فقط من 2.3 مليون شردتهم الحرب الأهلية الطاحنة في بلادهم.

نصف بالمئة فقط!

وفي موجز عن التقرير، نشرته المنظمة اليوم الجمعة، تحت عنوان “الإخفاق الدولي: أزمة اللاجئين السوريين”، وبخت المنظمة القادة الأوروبيين، ودعتهم إلى أن “يشعروا بالخجل من الأعداد القليلة التي أبدوا استعدادهم لتوطينها في بلادهم، بينما مئات الآلاف تسكن الخيام الرثة في الدول المجاورة لسوريا، وتتعرض لأقسى أنواع الذل والعذاب”.

وأكدت المنظمة أن دول الاتحاد الأوروبي لم تستوعب سوى 0.5 بالمئة من إجمالي عدد اللاجئين السوريين، الذين لم تترك لهم الحرب المستعرة في بلادهم مناصًا من المغادرة على عجل، نجاةً بأرواحهم وأرواح أولادهم.

نأوا بأنفسهم

وقال سليل شيتي، أمين عام منظمة العفو الدولية، إن الإتحاد الأوروبي فشل فشلًا ذريعًا في الإضطلاع بدوره في توفير ملاذ آمن للاجئين السوريين، “الذين فقدوا كل ما يملكون باستثناء أرواحهم، فالعدد الذي أبدى الاتحاد استعداده لإعادة توطينه قليل حقًا، يتعين على قادة دوله أن يخفوا وجوههم تجنبًا للعار”.

وبين موجز المنظمة أن عشرًا فقط من 28 دولة تشكل الاتحاد الأوروبي عرضت إعادة توطين اللاجئين أو منحهم أماكن قبول إنسانية، وكانت ألمانيا الأكثر سخاءً إذ تعهدت باستقبال 10 آلاف لاجئ سوري، أي 80 بالمئة من مجموع ما تعهد الإتحاد الأوروبي باستقباله وتوطينه، بينما نأت بقية دول الاتحاد الأوروبي، ومنها المملكة المتحدة وإيطاليا، بنفسها عن هذه المسألة الانسانية الملحة، فلم تعرض استقبال أي لاجئ على أراضيها.

عدد مخجل

ويأتي موجز منظمة العفو الدولية بعد يومين من انتقاد بيرند مسوفيج، نائب رئيس جمعية برو- أسيل الألمانية التي تعنى بشؤون اللاجئين، الدول الأوروبية نتيجة قبولها أعدادًا ضئيلة من السوريين الفارين من العنف في بلادهم، وتقديره لجهود تركيا في مجال إغاثة اللاجئين السوريين. وقد نقلت عنه تقارير صحفية حثّه ألمانيا وبقية الدول الأوروبية لتشعر بالخجل لقبولها أعدادًا قليلة من اللاجئين السوريين، مقارنة بعددهم في تركيا ولبنان والأردن.

وقال مسوفيج إن ألمانيا قررت رفع عدد اللاجئين السوريين الذين تستقبلهم من 5 إلى 10 آلاف في الأسبوع الماضي، “لكن العدد يبقى قليلًا جدًا بالنسبة لألمانيا التي يعيش فيها نحو 55 ألف سوري، منهم 15 ألفًا وصلوها بعد الأحداث التي شهدتها سوريا في العام 2011”.

وتعتبر السويد أول دولة أوروبية منحت اللاجئين السوريين إقامة دائمة، وأتاحت لهم فرصة إحضار عائلاتهم. وقد منحت السويد حق اللجوء لحوالي 15 ألف لاجئ سوري منذ العام 2011.

انتقادات لتخاذل الغرب عن “لجم إجرام بشّار

نصر المجالي

ايلاف

 وسط انتقادات لعجز الدبلوماسية الغربية وتخاذل القيادة الأميركية عن لجم “إجرام بشار الأسد”، اعلن وزير الدفاع الأميركي عن مواصلة الدعم للجيش الحر والمعارضة المعتدلة.

 قال وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل يوم الخميس إن الولايات المتحدة قلقة من المشاكل التي تواجه المعارضة السورية المدعومة من الغرب لكنها ستواصل دعمها لقائد الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس والمعارضة المعتدلة.

وفي حين عبّر هاغل عن أمل واشنطن في إيجاد حل دبلوماسي نهائي للأزمة، فإنه قال: “هناك كثير من العناصر الخطيرة. نعرف جبهة النصرة والقاعدة وحزب الله .. جماعات متطرفة وإرهابية مشاركة في هذا الصراع”.

وأضاف: “لذا ليس الأمر مجرد اختيار سهل بين الأخيار والأشرار هنا”.

خطورة الوضع

وقال هاغل في مؤتمر صحافي في (البنتاغون) “ما حدث هنا في اليومين الماضيين يعكس بوضوح مدى تعقد هذا الوضع وخطورته وصعوبة التنبؤ به.”

وأضاف هاغل صراحة أن واشنطن ما زالت تدعم إدريس وستواصل تقديم المساعدات الإنسانية. واستطرد قائلاً: “لكن هذه مشكلة.. ما حدث هنا مشكلة كبرى. وسنضطر للعمل عليها وإدارتها مع اللواء إدريس والمعارضة المعتدلة.”

وقال هاغل ردًا على سؤال بخصوص الحل المحتمل “ليس من الجيد أن تنتكس المعارضة المعتدلة. لكن ذلك ما نتعامل معه.” وأضاف “نعمل مع المعارضة المعتدلة وحلفائنا في المنطقة، وسنستمر في ذلك.”

 تعليق المساعدات

ويسلط تعليق المساعدات الأميركية والبريطانية لشمال سوريا الضوء على أزمة في قيادة المعارضة التي تسعى لنيل دعم دولي لتعزيز مصداقيتها ومنع المقاتلين من الانضمام للجماعات المدعومة من تنظيم القاعدة والتي تتصدر حاليًا الحرب ضد الاسد.

وعلقت الولايات المتحدة وبريطانيا المساعدات غير المميتة لشمال سوريا عقب تقارير عن استيلاء مقاتلين إسلاميين على مخازن أسلحة تابعة لمقاتلي المعارضة المدعومين من الغرب، وهو ما يسلط الضوء على المخاوف من وقوع الإمدادات في أيدي جماعات غير مرغوب فيها.

 وقال الائتلاف الوطني السوري المعارض يوم الخميس إن جناحه العسكري دعا مقاتلين إسلاميين لتأمين مستودعات أسلحته على الحدود التركية بعد هجوم لمتشددي القاعدة،

ما يكشف ضعف القدرات العسكرية للمعارضة بعد عجزها عن السيطرة على مخازنها دون مساعدة الجماعات الإسلامية.

لكن في حين تواصل القوى العالمية المنقسمة سعيها لجمع مقاتلي المعارضة والحكومة السورية لإجراء محادثات يبدو أن المتشددين الإسلاميين يكتسبون قوة دفع أكبر بالمقارنة مع القوى المعتدلة المدعومة من الغرب.

تخاذل القيادة الأميركية

وعلى ضوء هذه التقارير، نددت صحيفة (التايمز) اللندنية بعجز الدبلوماسية الغربية وتخاذل القيادة الأميركية عن “لجم إجرام نظام الأسد”،

وتقول الصحيفة إنه كان بالإمكان التعاون مع قوى علمانية داخل المعارضة السورية وتقوية المعارضة الديمقراطية لنظام الأسد، لكن هذا يبدو الآن بعيد المنال.

ويتعين على الدبلوماسية الغربية الآن أن تقتنع بما هو متاح.

 وتتناول افتتاحية (التايمز) النفوذ المتنامي للاتجاهات الإسلامية داخل المعارضة السورية المسلحة، وتأخذ مثالًا عليها “الجبهة الإسلامية” التي ينضوي تحت لوائها 50 ألف مقاتل، والتي تقاتل من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية في سوريا ما بعد الاسد، وتعارض العلمانية.

 وتقول في المقابل يتمسك نظام الرئيس الأسد بالسلطة المطلقة، ويبدي استعدادًا لاستخدام كافة الوسائل من أجل ضمان ذلك.

 وفي انتقاد لاذع للإدارة الأميركية، قالت الصحيفة اللندنية إنها تتعامل مع النظام برخاوة، وعقب استخدامه للأسلحة الكيميائية لم تلجأ الى التعامل مع الجوهر بل مع المظاهر، كما تقول الصحيفة في افتتاحيتها.

 افغانستان على شواطىء سوريا

ومن جهتها، قالت صحيفة (الفاينانشال تايمز) يبدو أن أفغانستان صارت على شواطىء سوريا، وتضيف أن الولايات المتحدة كانت، ومنذ بداية الثورة السورية، تواجه صعوبة في تحديد الطرف في المعارضة السورية الذي يمكن اعتباره الأكثر مصداقية في التعامل مع الغرب، والذي يمكن الثقة به والاعتماد عليه.

 وقالت: “كان اسم الجنرال سليم إدريس، قائد قوات الجيش السوري الحر، الأكثر تردداً في تلك الأوساط، وكان ينظر إليه على أنه معتدل وخصم لدود للنظام، وفي مواجهة مع التنظيمات الإسلامية والجهادية التي تقاتل بدورها ضد نظام الأسد.”

لكن الجنرال إدريس مني بهزيمة الأسبوع الماضي، فقد داهمت قوات الجبهة الإسلامية مقره شمالي سوريا وأجبرته على الفرار إلى خارج البلاد، واستولت على معدات كانت الولايات المتحدة قد زودت بها الجيش الحر.

 وعلى إثر ذلك، اوقفت الولايات المتحدة تزويد الجيش الحر بتلك المعدات.

وترى الصحيفة أن الحل الأفضل المتاح أمام الولايات المتحدة والغرب هو تزويد الأجنحة المعتدلة في المعارضة بأسلحة، مما سيجبر نظام الاسد وإيران على التفاوض.

وتقول (الفايننشال تايمز) إن سوريا أصبحت معقلاً للجهاديين والقوى الإسلامية المتطرفة التي ستشكل تهديدًا لاحقًا لدول مسلحيها وللغرب. وتختتم الصحيفة افتتاحيتها بالقول إنه كلما طال عمر النظام السوري كلما اكتسبت سوريا ملامح أكثر من أفغانستان.

لتهديدات “داعش” بتحريرهم .. بغداد تنقل أمراء للقاعدة لكردستان

أسامة مهدي

ايلاف

 دفع الكشف عن خطط لمسلحي تنظيم “داعش” بمهاجمة سجون بشمال العراق وتحرير المدانين فيها من عناصر تنظيم القاعدة، وبينهم أمراء، السلطات الى نقل عشرات منهم من سجون محافظة نينوى الشمالية الى سجن بمدينة السليمانية بإقليم كردستان.

قالت مصادر كردية إن السلطات الامنية العراقية نقلت عشرات المعتقلين العرب المدانين بالارهاب، بينهم قادة بارزون في تنظيم القاعدة والصادرة بحقهم عقوبات مشددة بينها الاعدام من سجن بادوش في  محافظة نينوى (375 كم شمال غرب بغداد) الى سجن سوسة في محافظة السليمانية (330 كم شمال شرق بغداد) بإقليم كردستان وسط اجراءات أمنية مشددة.

واشارت الى أن قوات مشتركة من الجيش وقيادة عمليات نينوى والشرطة الاتحادية قامت بعملية نقل السجناء الخطرين والصادرة بحقهم أحكام مشددة، وبينهم عرب الجنسية من سجن بادوش الى سجن سوسة في السليمانية. واوضح أن عدد السجناء يبلغ اكثر من 40 مدانًا، حيث تم نقلهم وسط اجراءات امنية مشددة استخدمت فيها العجلات المدرعة لتأمين الطريق بين المحافظتين.

ومن جانبه، قال مسؤول امني إن نقل المعتقلين جاء لأسباب احترازية بعد ورود معلومات استخبارية تؤكد تخطيط مسلحي جماعة دولة العراق والشام الاسلامية “داعش” للقيام بعملية اقتحام لسجن بادوش وسجون أخرى في محافظات شمالية واطلاق سراح السجناء. وقال إن عملية النقل تمت بالتنسيق بين الحكومتين الاتحادية في بغداد والكردستانية في أربيل، موضحًا في تصريح نشرته وكالة ” السومرية العراقية” الليلة الماضية أن نقل المسجونين جاء كإجراء احترازي لمنع حدوث أي خرق أمني مثل الذي حدث في سجني ابو غريب والتاجي قبل أشهر.

 يذكر أن سجن بغداد المركزي “أبو غريب سابقاً” في قضاء ابو غريب بضواحي بغداد الغربية وسجن الحوت في قضاء التاجي بشمالها تعرضا في تموز (يوليو) الماضي إلى قصف بقذائف الهاون أعقبه هجوم نفذه مسلحون مجهولون مع حراس السجنين في محاولة لاقتحامهما، فيما أثار النزلاء في السجنين أعمال شغب وقاموا بحرق عدد من القاعات ما أسفر عن هروب مابين 500 الى 1000 نزيل من سجن أبو غريب المركزي معظمهم من أمراء وقادة تنظيم القاعدة فيما تبنى تنظيم القاعدة عملية اقتحام السجنين واصفاً إياها بـ”الغزوة”.

 وكانت آخر معلومات رسمية اطلعت عليها “ايلاف” مؤخرًا اشارت الى أن العدد الكلي للسجناء العرب كان يبلغ قبل عدة اشهر حوالي 300 سجين معظمهم مدان بالارهاب وينتمون الى تنظيم القاعدة.

وعن أسباب إعلان مسؤولين عراقيين أرقاماً متباينة لعدد السجناء، قال مصدر امني عراقي إن هذا أمر طبيعي لأن الأوضاع الأمنية سواء في الشارع عموماً أو داخل السجون لم تأخذ طابع الاستقرار التام في ظل تحركات وضربات توجهها تنظيمات إرهابية للسجون بين الحين والآخر. واضاف أن عدد السجناء العرب كان كبيراً قبل عامين وتراجع إما بسبب تنفيذ أحكام الإعدام بحق بعضهم، خصوصاً أن اغلبهم موقوف بتهم تتعلق بالإرهاب، وإما للإفراج عن البعض الآخر لعدم وجود أدلة ضدهم .

 وأوضح أن معتقلين عرباً آخرين جرى تسليمهم إلى بلدانهم بعد صدور قرارات عفو جمهورية بحقهم  نتيجة تحركات ديبلوماسية من قبل حكوماتهم وخاصة من هم من الفئة الثانية، أي ممن لم يدانوا بقضايا تتعلق بالإرهاب أو لوجود اتفاقات تسليم سجناء مع بلدانهم.

 يأتي ذلك في وقت يكثف فيه مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام هجماتهم على أهداف استراتيجية في أجزاء من غرب العراق في الأشهر الثلاثة الماضية في محاولة لتحويل حلم الإمارة الى حقيقة. وقال ضابط كبير في الشرطة الاتحادية حضر استجواب معتقلين من تنظيم القاعدة في بغداد إنهم يريدون إقامة دولة خاصة بهم على ارض الواقع، وأضاف أنه في أواخر الشهر الماضي كشف الجيش عن خطة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام للسيطرة على بلدات قرب سوريا في محافظة الأنبار العراقية الغربية، إضافة الى المدينتين الرئيسيتين بالمحافظة وهما الرمادي والفلوجة، وأحبطت الخطة بعد هجوم على مخيم في صحراء الأنبار قبل يومين من الموعد المقرر لتنفيذها.

 وقال الضابط إن المقاتلين كانوا يعتزمون مهاجمة مراكز للشرطة ومركز عمليات تابع للجيش يخدم أربع محافظات بغرب وشمال العراق الى جانب مبانٍ حكومية في الرمادي وبلدات في الغرب. وكان من المفترض أن يشارك في الهجوم انتحاريون مترجلون وآخرون يقودون سيارات، فضلاً عن استخدام صواريخ على غرار هجوم في تموز تم خلاله تهريب مئات السجناء من سجن ابو غريب ويعد أجرأ عملية ينفذها المتمردون في العراق منذ اكثر من خمس سنوات.

  وأعلن تنظيم “داعش”عن تشكيله في وقت سابق من العام الحالي من جماعات موجودة بالفعل، ويمارس نشاطه على جانبي الحدود مع سوريا، وفي العراق أعلن المسؤولية عن تفجيرات أودت بحياة آلاف المدنيين هذا العام تعتبر أسوأ أعمال العنف التي تشهدها البلاد منذ بلغت ذروتها عامي 2006 و2007.

وقدر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إجمالي عدد مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام بنحو 12 الفاً، وهو رقم يشمل سوريا والعراق معاً، وقال في مؤتمر أمني عقد في البحرين هذا الأسبوع إن هذا خطر وسيأتي اليوم الذي يقيمون فيه إمارة إسلامية أخرى خارج السيطرة.

 وفي العراق يتمركز معظم أفراد التنظيم في وديان وكهوف بالأجزاء الغربية والشمالية من صحراء البلاد الشاسعة، وهي امتداد للصحراء السورية. ومنذ ايلول (سبتمبر) الماضي فجر التنظيم اربعة جسور على طرق تربط البلدات الحدودية راوة وعانة وحديثة والرطبة بالرمادي عاصمة محافظة الأنبار على بعد 100 كيلومتر غربي بغداد. وقال مسؤولون أمنيون إن الهدف من هذا كان منع أجهزة الأمن من إرسال تعزيزات للقوات حين يهاجم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام مقرات أمنية وجنودًا في البلدات الحدودية.

تدهور التعليم للأطفال السوريين “الأسوأ والأسرع في تاريخ المنطقة

أ. ف. ب.

بيروت: اعتبرت الامم المتحدة ان تدهور مستوى التعليم لدى الاطفال السوريين داخل البلاد وخارجها هو “الأسوأ والاسرع في تاريخ المنطقة”، وذلك بحسب دراسة مشتركة لمنظمتين تابعتين لها نشرت الجمعة. وقالت المفوضية العليا للاجئين ومنظمة الامم المتحدة للطفولة “اليونيسف” في دراسة بعنوان “توقف التعليم”، ان “تدهور مستوى تعليم الاطفال السوريين هو الاسوأ والاسرع في تاريخ المنطقة”.

وكشفت الدراسة التي تلقت وكالة فرانس برس نسخة منها ان “ما يقرب من ثلاثة ملايين طفل من سوريا اضطروا للتوقف عن التعليم بسبب القتال الذي دمر فصولهم الدراسية، وتركهم في حال رعب، واضطر العديد من اسرهم الى الفرار الى خارج البلاد”.

وأدى النزاع المستمر منذ 33 شهرا، الى لجوء اكثر من مليوني سوري نصفهم من الاطفال الى الدول المجاورة، ونزوح ملايين غيرهم في داخل البلاد هربا من اعمال العنف التي ادت كذلك الى تضرر مئات المدارس.

وأشارت الدراسة الى ان “ما بين 500 و600 ألف طفل سوري لاجىء هم خارج الدراسة”، في حين ان “مدرسة من كل خمس مدارس في سوريا اصبحت غير صالحة للاستخدام اما لانها تعرضت للتلف او التدمير او اصبحت ملجأ للمشردين داخليا”.

وأوضحت ان اكثر المناطق السورية تضررا من ناحية التعليم “هي تلك التي تشهد اشد اعمال العنف”، ومنها الرقة وحلب (شمال) وادلب (شمال غرب) ودير الزور (شرق) وحماة (وسط) ودرعا (جنوب) وريف دمشق.

وأشارت إلى أنه في بعض هذه المناطق “انخفضت معدلات الحضور في المدارس الى 6 بالمئة”، بعدما كانت مستويات الالتحاق بالمدارسة الابتدائية وصلت الى 97 بالمئة قبل بدء النزاع، بحسب الدراسة نفسها.

وطالبت المنظمتان باتخاذ “إجراءات حاسمة” لمعالجة تدهور التعليم، منها “التوقف عن استخدام المدارس لأغراض عسكرية واعلان المدارس كمناطق آمنة ومحاسبة الاطراف التي تنتهك ذلك”، ومضاعفة الاستثمار الدولي في التعليم في الدول المضيفة للاجئين. وكانت اليونيسف حذرت في تقرير قبل أشهر من “ضياع جيل بكامله” من الاطفال السوريين نتيجة النزاع الذي اودى بأكثر من 126 الف شخص.

الائتلاف السوري يهادن «الجبهة الإسلامية» لاستعادة سلاح «الحر»

وزير دفاع المعارضة: ما يجري «خيانة للثورة»

لندن: ثائر عباس

أدت المفاوضات التي جرت برعاية تركية، بين هيئة الأركان السورية المشتركة وقيادة الجبهة الإسلامية المنشقة عن الأركان، إلى اتفاق لم يدخل حيز التنفيذ بسبب امتناع الجبهة عن إعادة مستودعات السلاح التي سيطرت عليها إلى قيادة الأركان، مما قد ينذر بمواجهات عسكرية واسعة النطاق بين الطرفين، حيث تحشد هيئة الأركان الدعم من فصائل معارضة أخرى تردد أنها ستتوحد تحت مسمى «الأحرار».

وحاولت قيادة «الائتلاف السوري المعارض» تهدئة الأمور، وإيجاد مخرج يحفظ ماء وجه الطرفين، ويقضي بالإعلان أن هيئة الأركان طلبت مساعدة الجبهة لحماية مستودعاتها من غارة شنتها مجموعات متطرفة مرتبطة بتنظيم القاعدة، فيما عد وزير دفاع المعارضة أسعد مصطفى أن ما يجري «خيانة للثورة»، مشيرا في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أن ثمة أطرافا تحاول أن تخلق الفتنة بين الطرفين ودفعهما إلى القتال.

                      وكشف مصطفى أنه أنجز مشروعا متكاملا لتوحيد العمل العسكري المعارض تحت لواء جيش موحد يتمتع بتركيبة الجيوش النظامية.

وبقي مكان رئيس الأركان اللواء سليم إدريس موضع تساؤلات لوقت طويل قبل أن يظهر في تصريحات أدلى بها لمحطة «سي إن إن» الأميركية نفى فيها فراره إلى قطر، كما ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس.

مسيحيو سوريا يبحثون عن بديل لـ «ديكتاتورية العلمانيين وإلغائية التكفيريين»

يضعفهم انقسام القيادات اللبنانية رغم روابط الجغرافيا والانتماء

بيروت: ليال أبو رحال

لا يملك مسيحيو لبنان أمام ما يتعرض له مسيحيو سوريا أكثر من رفع نبرة خطابهم التحذيري من هجمة التيارات التكفيرية وعقد ندوات ومؤتمرات «فلكلورية» ترفع الصوت وتناقش شجون المسيحيين في المشرق وهمومهم التي فاقمتها خلال السنتين الأخيرتين أزمة سوريا.

وإذا كان حزب الله اللبناني أدخل مقاتليه إلى سوريا رافعا شعار «الدفاع عن المقامات المقدسة»، فإن تعرض بلدة معلولا ذات الرمزية المسيحية التاريخية، والتي يندر أن مسيحيا لبنانيا لم يزرها، وخطف راهبات منها، بعد أشهر من خطف المطرانين يوحنا إبراهيم وبولس اليازجي، شقيق بطريرك الأرثوذكس في أنطاكيا يوحنا اليازجي، لم يقابله المسيحيون إلا بالاستنكار والتعبير عن شجبهم وغضبهم.

وإذا كان مسيحيو الدول العربية الذين يدرجون في إطار «الأقليات»، لطالما استمدوا القوة من مسيحيي لبنان الذين تمتعوا عبر التاريخ بامتيازات وقدرة على لعب دور محوري، فإن الانقسام الحالي للقيادات المسيحية اللبنانية بين محورين متصارعين يختلفان على مقاربة الملفات الداخلية وعلى مقاربة أزمة سوريا نفسها، يجعل قدرتهم على التأثير والتغيير راهنا، محليا وإقليميا، شبه معدومة.

وفي هذا السياق، يبدي مسؤول المنظمة الآشورية في إسطنبول المعارض السوري جميل ديار بكري، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أسفه لـ«عدم الوقوف المسيحي الفعلي مع مسيحيي العراق بالأمس ومع مسيحيي سوريا راهنا». ويتهم «القيادات المسيحية في لبنان بعدم امتلاك أي خطة واضحة وبفشلهم في أن يفرضوا أنفسهم كمدافعين عن قضايا المسيحيين في الشرق الأوسط».

يذكر بكري أن «مسيحيي المنطقة لطالما استمدوا قوتهم من الدور المسيحي المهم في لبنان، لكن هذا الدور خذل نوعا ما مسيحيي سوريا والعراق»، معتبرا أنه «لو كان هناك من توزيع أدوار فعلي بين القيادات المسيحية اللبنانية لكنا أكثر ارتياحا». ويذهب بكري إلى حد القول إن «التجاذبات المسيحية في لبنان تؤثر سلبا على موقفهم من مسيحيي سوريا، إذ إنهم منقسمون في دعمهم بين مسيحيي النظام ومسيحيي المعارضة في سوريا»، مشيرا إلى أن «التصريحات الكثيرة الصادرة عن البطاركة ورجال الدين المسيحيين لا تكفي وحدها لحماية مسيحيي سوريا، كما لم تنجح سابقا في ثني المسيحيين عن الهجرة».

ضعف الروابط السياسية بين مسيحيي سوريا ولبنان لا ينفي جود روابط دينية وجغرافية واجتماعية بين الطرفين يلخصها مدير مركز الدراسات المسيحية – الإسلامية في جامعة البلمند، الأب جورج مسوح، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بقوله إن «مسيحيي الشرق ينتمون جميعهم إلى كنيسة أنطاكيا، أي بلاد الشام، تاريخيا وجغرافيا، بحيث يجمعهم تاريخ وإيمان مشترك». ويشير إلى أن «الروابط الاجتماعية قوية جدا، إذ إن عددا كبيرا من العائلات اللبنانية أتى من حوران ومن العمق السوري ليستقر في لبنان، عدا عن تلك المتمثلة بعلاقات القربى والمصاهرة في المناطق المتداخلة كما هو الحال بين منطقتي عكار اللبنانية ووادي النصارى السورية».

ويذهب مسوح، الذي يصر في كتاباته على أنه لا يمكن فصل أزمة مسيحيي سوريا عن الأزمة السورية في حد ذاتها، إلى القول بأن ما «يجمع مسيحيي الشرق هو أن موقفهم من الوضع السوري ليس موقفا طائفيا ضيقا»، لافتا إلى «اننا ننظر إلى سوريا ككل ولا نتصرف على أساس استهداف المسيحيين، لأن سوريا كلها مستهدفة والإنسان السوري مستباح دمه»، مشددا في الوقت ذاته على أن «كنائس المسيحيين ليست أغلى من مساجد المسلمين، وتعنينا آلام الشعب السوري كله».

في المقابل، يعتبر مدير مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية، سفير لبنان السابق في واشنطن، عبد الله بوحبيب، أن «ما يجمع مسيحيي المنطقة وليس لبنان وسوريا هو الاعتداء عليهم كمسيحيين». ويقول إن «مسيحيي سوريا خلال سنوات الحرب الأهلية في لبنان لم يقفوا أو يدعموا مسيحيي لبنان، لكن الأخيرين مع استهداف مسيحيي سوريا ورموزهم وبلدة معلولا يشعرون بالضيق وبالاستهداف».

يشدد مسوح على أن «رد الفعل المسيحي تجاه الاعتداء على بلدة معلولا السورية وبقية القرى المسيحية وخطف المطرانين والراهبات ليس مبنيا على أساس طائفي، باعتبارهم جزءا من الشعب السوري، ولا نملك إلا الصلاة من أجل السلام في سوريا كلها». ويذكر أن «مسيحيي سوريا هم المكون الوحيد الذي لم ينشئ ميليشيات مسيحية أو شكل جيشا (على حسابه)»، مشددا على أن «خيار المسيحيين غالبا ما يكون مع الدولة وبالتالي لا وجود لأي مسيحي مسلح إلا ذلك المنضوي إلى الجيش السوري».

وفي حين يشدد مسوح على أن «حمل السلاح للدفاع عن الرموز والكنائس ليس من قيم المسيحيين، عدا عن أن أي مرجعية مسيحية لا تريد سفك دم أي سوري على يد ميليشيات مسيحية، لا إمكانية لتشكيلها أصلا»، يرى السفير بوحبيب، الذي شارك في تنظيم «اللقاء المسيحي المشرقي» مطلع الشهر الماضي، أن «معظم الكنائس المسيحية تقوم بواجباتها وأكثر». ويوضح أن «الفرق بين المسيحيين وبقية الفئات التي تستهدف في سوريا أنه لا خيار لهم في القتال، وخيار الحرب لم ولن تتبناه أي فئة مسيحية في العراق سابقا وفي سوريا راهنا»، مشيرا إلى أن «الإعلام هو سيد الموقف اليوم ويضيء على ما يحصل، وهذا أهم بكثير من إرسال مقاتلين مسيحيين إلى سوريا، لأن الفكرة غير واردة في الفكر المسيحي».

يتفق كل من بكري ومسوح وبوحبيب على أن «التنظيمات التكفيرية المتشددة»، على غرار تنظيمي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة»، هي «العدو الأكبر» لمسيحيي سوريا تحديدا ومسيحيي الشرق عموما. وما يعزز نظريتهم هذه هو أن حوادث خطف المطرانين بريف حلب والراهبات بالقلمون وقبلهم الأب اليسوعي باولو دالوليو بالرقة والاعتداء على الكنائس حصلت كلها على يد تنظيمات إسلامية متشددة. لكن بكري، المعارض السوري الآشوري، لا يغفل التساؤل عن «هوية المستفيد من خدمات هذه التنظيمات المتشددة في سوريا اليوم ومن استهداف معلولا وقبلها بلدة صدد السريانية بريف حمص»، معترفا في الوقت ذاته بأن «السوريين واقعون اليوم بين مطرقة الاستبداد وسندان التطرف». وفي حين يعتبر أنه «لا ينبغي أن يكون مسيحيو سوريا مكسري عصا النظام أو المعارضة المخترقة من قبل أطراف تنفذ عن معرفة أو غير معرفة أجندات تخدم النظام»، يشير إلى أن الحديث عن «استهداف ممنهج للمسيحيين هو بمثابة تصغير وتسخيف للأزمة».

من ناحيته، يعتبر بوحبيب أن «استهداف المسيحيين لا يحصل على أيدي الجيش السوري الحر بل الجماعات التكفيرية التي لا تقبل بالآخر المختلف، حتى إنها لا تفرق بين السني المعتدل والسني المتطرف»، معربا عن اعتقاده أن «الغرب تمهل في دعم المعارضة نتيجة الإعلام المعاكس للتيارات المتشددة، والتي يصب عملها لصالح النظام».

كتائب «متشددة» و«إسلامية» و«مستقلة» تنازع الجيش الحر على دوره القيادي

الكردي: ضعفه سببه عدم وجود آيديولوجيا محددة سوى إسقاط النظام

بيروت: «الشرق الأوسط»

يفقد «الجيش السوري الحر» تدريجيا دوره في الصراع العسكري المستمر في سوريا، مع تمدد المقاتلين الإسلاميين وسيطرتهم على معظم المناطق «المحررة». وتتقاسم تنظيمات أصولية على غرار «داعش» و«النصرة» مع فصائل «الجبهة الإسلامية» السيطرة على مناطق شرق وشمال سوريا، حيث هاجم مقاتلون تابعون للجبهة أخيرا مقرات «الحر» ومخازن سلاحه عند معبر باب الهوى على الحدود التركية، ما دفع الدول الغربية إلى تعليق مساعداتها «غير القاتلة» التي كانت تصل إلى بعض المجموعات التابعة لهيئة أركان «الجيش الحر» التي يرأسها اللواء سليم إدريس.

ويعزو نائب «الجيش السوري الحر» الأسبق العقيد المنشق مالك الكردي ضعف الجيش الحر إلى «عدم وجود آيديولوجيا محددة سوى إسقاط النظام»، موضحا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا الأمر سمح بوجود آيديولوجيات متعددة على أساس إسلامي متشدد». ويشير إلى «دعم إقليمي كبير تلقته هذه الآيديولوجيات من قبل أطراف إقليمية، إضافة إلى أن النظام استفاد من وجودها لتسويق نفسه لدى الدول الغربية».

وبات «الجيش الحر» وفق توصيف الكردي، عبارة عن «مجموعات صغيرة متناثرة ومضطرة للعمل تحت نفوذ وسلطة المجموعات الإسلامية»، علما أن «الجماعات الجهادية المرتبطة بتنظيم القاعدة تستغل ضعف الجيش الحر لتعزز وجودها في المناطق الشرقية والشمالية التي ينعدم فيها وجود القوات النظامية».

وفي حين ينشط مقاتلو «جبهة النصرة» الذين يقدر عددهم بين 5 و7 آلاف مقاتل في إدلب وحلب ودير الزور، ينشط عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» بشكل رئيس في المحافظات الشمالية والشرقية. وتمكن التنظيم من السيطرة على المجالس المحلية في حلب وإدلب والرقة.

وإضافة إلى «الدولة» و«النصرة»، ينتشر جيش «المهاجرين والأنصار»، وهو مجموعة تحوي المئات من المقاتلين الأجانب، الكثير منهم من منطقة شمال القوقاز، في مدن حلب وحماه.

وإلى جانب القوى الجهادية المنتشرة في «المناطق المحررة»، فإن الجبهة الإسلامية التي تضم أكبر تجمع عسكري إسلامي باتت تمتلك مساحات نفوذ واسعة على حساب الجيش «الحر». وتضم حركة «أحرار الشام الإسلامية» المنضوية في الجبهة 18 ألف مقاتل، يتوزعون على أربعة ألوية، إذ يتمركز «لواء الحق» في حمص، وكتائب «أنصار الشام» في إدلب، و«جيش التوحيد» في دير الزور، ولواء «مجاهدي الشام» في حماه. وتعتبر هذه الحركة الفصيل الأبرز في صفوف الجبهة، وتخضع لقيادة حسان عبود، الذي يعرف أيضا بأبي عبد الله الحموي. وقامت حركة «أحرار الشام» بإنشاء «الجبهة الإسلامية الكردية» عبر دعم ناشط إغاثي كردي من منطقة عفرين لتصبح هذه الجبهة التي تضم في صفوفها 1500 مقاتل امتدادا لها من الناحية العسكرية في المناطق الكردية. كما دعمت الحركة كتائب «أنصار الشام» بقيادة أبو محمد صليبة، التي تنشط في ريف إدلب، ويغلب عليها التوجه السلفي وتضم في صفوفها 3 آلاف مقاتل.

في موازاة ذلك، يحكم ألوية «صقور الشام» التابع للجبهة الإسلامية سيطرته على مناطق واسعة في منطقة جبل الزاوية من محافظة إدلب شمال غربي سوريا. ويقدر عدد مقاتلي هذه الألوية التي يقودها أحمد عيسى الشيخ بنحو 10 آلاف مقاتل.

ويعد «جيش الإسلام» التنظيم الأكثر شهرة بين مجموعات الجبهة ويقوده محمد زهران علوش، ويضم في صفوفه حسب التقديرات 30 ألف مقاتل يتركز وجودهم في مناطق الغوطة بريف دمشق وجبال القلمون، إضافة إلى مجموعات في إدلب وريف اللاذقية. وفي مدينة حلب، ينتشر «لواء التوحيد» الذي يسيطر على مناطق واسعة من ريفها، وقتل قائد هذا اللواء الذي يضم 10 آلاف مقاتل إثر غارة جوية على مكان وجوده في مدرسة المشاة.

وتحتضن المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حمص مقاتلي «لواء الحق» الذي يقوده الشيخ أبو راتب الحمصي. ويعتبر من أكبر الفصائل المقاتلة في حمص ومركزه في المدينة القديمة، ويغلب عليه منحى الإسلام التقليدي، ويضم في صفوفه 4 آلاف مقاتل.

ولم يمنع تقاسم المساحات الميدانية التي كان يشغلها «الجيش الحر» بين المجموعات المتشددة و«الجبهة الإسلامية» من بروز جماعات مستقلة، إذ ظهرت «ألوية أحفاد الرسول» وهو تحالف يضم أكثر من 40 مجموعة إسلامية معتدلة تضم 9 آلاف مقاتل، لتحظى بحضور كبير في محافظة إدلب بعد قيام «دولة العراق والشام الإسلامية» بطرد مقاتليها من مدينة الرقة.

وتتمتع «لجنة دروع الثورة»، وهي عبارة عن تحالف عسكري يضم بضع مجموعات من الفصائل الخفيفة التسليح أغلبها في محافظتي إدلب وحماه، بدعم تنظيم «الإخوان المسلمين». وينشط «لواء شهداء اليرموك» في منطقة الحدود السورية الأردنية، وفي هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، حيث احتجز خلال شهري مارس (آذار) ومايو (أيار) الماضيين جنودا من قوات حفظ السلام كانوا يقومون بأعمال الدورية في المنطقة المنزوعة السلاح. وينتشر عدد من الوحدات تطلق على نفسها اسم «كتائب الوحدة الوطنية» في مختلف المناطق السورية لا سيما في منطقة جسر الشغور في محافظة إدلب، وفي منطقة جنوب دمشق، وفي جبل الزاوية، ودرعا، ودير الزور. وقد ذكرت التقارير، أن بعض مقاتلي «كتائب الوحدة الوطنية» ينتمون إلى الأقليتين الإسماعيلية والعلوية.

مفاوضات بوساطة تركية لاستعادة مستودعات «هيئة الأركان»

وزير دفاع المعارضة يقول لـ «الشرق الأوسط» إن ثمة أفرادا يحاولون «زرع الفتنة»

لندن: ثائر عباس

دخلت الأزمة في مناطق المعارضة السورية «عنق الزجاجة» حيث من المنتظر أن تنجلى الأمور في اتجاه الصدام أو الحل السلمي بين أطراف المعارضة المتنازعة على النفوذ في المنطقة، خصوصا بين «الجبهة الإسلامية» و«هيئة الأركان» التي تقود «الجيش السوري الحر»، علما بأن مكان رئيس الأركان اللواء سليم إدريس بقي موضع تساؤلات قبل أن يظهر في تصريحات أدلى بها لمحطة «سي أن أن» الأميركية نفى فيها فراره إلى قطر، كما ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس، وهو ما نفاه أيضا وزير الدفاع في الحكومة التي شكلتها المعارضة السورية أسعد مصطفى لـ«الشرق الأوسط».

وبدا من خلال تطورات يوم أمس أن ثمة محاولات لمنع انفلات الأمور، بعد أن دخل طرف ثالث على خط معالجة الأزمة، حيث عقد اجتماع عند الحدود التركية ضم ممثلين عن الطرفين وانتهى إلى اتفاق على إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل استيلاء الجبهة على مخازن السلاح التابعة للأركان، غير أن هذا الاتفاق لم يكن قد دخل التنفيذ بسبب امتناع الجبهة الإسلامية عن التنفيذ، وبسبب خلافات حول كمية الأسلحة الموجودة في المخازن.

واتهم مصطفى في اتصال مع الشرق الأوسط» جهات وأفرادا لم يسمهم بالسعي إلى تسعير النزاع بين الطرفين، معتبرا أن ما يحصل خطير جدا، وأن الصراع بين الأشقاء هو «خيانة للثورة وللشعب السوري الذي ينتظر منا إسقاط النظام لا إسقاط بعضنا الآخر». وأوضح مصطفى أنه أجرى اتصالات مع قيادة الأركان وطلب من إدريس التهدئة و«عدم الانفعال»، وأنه طلب من بعض قادة الجبهة تنفيذ الاتفاق. فيما أشارت مصادر في الأركان لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المعارضة المسلحة المؤيدة للأركان باشرت بتنظيم صفوفها تحت مسمى «جبهة

الأحرار»، محذرة من صدام كبير مع الجبهة الإسلامية في حال امتنعت عن تنفيذ الاتفاق.

لكن مصطفى، أكد أن «الأمور تحت السيطرة»، معتبرا أن ثمة محاولات جدية لإنشاء «جيش وطني» موحد يضم كل الأطراف وينهي حالة التشرذم الحاصلة، معتبرا أن التجربة أثبتت أن الانقسام يولد ضعفا والتنظيم يعطي نتائج بارزة ومهمة. وأكد أن خطته للتوحيد أصبحت جاهزة وممكنة التنفيذ إذا ما توفرت لها الإمكانات المادية.

ودخل الائتلاف على خط التهدئة، مصدرا بيانا لافتا في مضمونه، يعلن فيه أنه هو من طلب من الجبهة «حماية» المستودعات من جماعات متشددة كانت تحاول الاستيلاء عليها في محاولة لتأمين مخرج يحفظ ماء الوجه للطرفين، رغم أن تصريحات هيئة الركان كانت أفادت بكل وضوح بان ما جرى هو عملية استيلاء لا حماية.

وغاب إدريس عن السمع لوقت طويل، قبل أن تبدأ معلومات بالظهور عن وجوده عند الحدود، وهو ما أكده مصطفى لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أنه اتصل بإدريس وأن الأخير كان عند الحدود يتسلم معونات غذائية وطبية ألمانية. ونفت هيئة أركان الجيش السوري الحر، أمس الخميس، المعلومات التي تحدثت عن فرار رئيسها اللواء سليم إدريس من مقر قيادة الأركان الواقع على الحدود السورية التركية. وجاء في بيان صادر عن قيادة هيئة الأركان العامة «ردا على ما ينشر على بعض وسائل الإعلام والفضاء الإلكتروني من أكاذيب حول مغادرة اللواء سليم إدريس إلى دولة خليجية، فإن رئاسة أركان القوى العسكرية والثورية تكذب هذه الأنباء وتؤكد أن السيد رئيس هيئة الأركان موجود ويتابع أعماله ولقاءاته مع إخوته قادة الجبهات والمجالس العسكرية». وأضاف البيان أن «هذه الشائعات تهدف إلى التأثير على معنويات الأخوة المقاتلين في وقت نحن أحوج ما نكون فيه للتركيز على الوقوف في وجه النظام المجرم الذي يرتكب المجازر المروعة بحق أهلنا في كافة أرجاء الوطن».

وقال المتحدث باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد الصالح في مؤتمر صحافي عقده اليوم في اسطنبول أن «اللواء إدريس موجود على الحدود السورية التركية ويعقد اجتماعات مع قادة الجبهة الإسلامية لحل الوضع الذي حصل».وأضاف «ما اشيع عن مسالة هروب اللواء إدريس عارية عن الصحة بشكل كامل»، مضيفا أنه تبلغ من الجبهة الإسلامية «أنها جاهزة لتسليم المستودعات إلى قيادة الأركان».

وقال الائتلاف الوطني السوري المعارض اليوم إنه دعا مقاتلين إسلاميين لتأمين مستودعات أسلحته على الحدود التركية بعد هجوم لمتشددي «القاعدة». وقال خالد صالح، المتحدث باسم الائتلاف، إن مقاتلي جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام اجتاحوا مخازن المجلس العسكري الأعلى ونتيجة لذلك طلب اللواء سليم إدريس قائد المجلس من الجبهة الإسلامية حماية المخازن. وأضاف أن قوات الجبهة جاءت وتمكنت من طرد مقاتلي جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام وتنتظر وصول مقاتلي المجلس الأعلى لتولي السيطرة على المخازن.

وقال لؤي مقداد، المتحدث باسم المجلس العسكري الأعلى، إن إدريس يجتمع مع زعماء الجبهة الإسلامية قرب الحدود لمحاولة حل المشكلة. فيما أكد أبو طلحة، وهو أحد زعماء الجبهة الإسلامية، أن مقاتليه تحركوا استجابة لطلب المساعدة من المجلس. وقال لتلفزيون «الجزيرة»: «وصلني اتصال من رئيس هيئة الأركان في الجيش الحر سليم إدريس بأن هناك مجموعة مسلحة تحاول الهجوم على الكتيبة التابعة لهيئة الأركان وهناك تهديد لمقر هيئة الأركان ومستودعات الأسلحة الموجودة في المنطقة. وأضاف «حقيقة كان الاتصال متأخرا وحاولنا قدر الإمكان الإسراع في عملية حفظ الأمن ومحاولة ضبط المسألة حيث يتم إزهاق للأرواح. عملية سرقة الأركان أو نهب الأركان تمت أكثر من مرة وللأسف هيئة الأركان لا تمتلك القوة حتى الآن للدفاع عن مستودعات الأسلحة وما يتبع لها من مؤسسات».

العاصفة «إليكسا» تقتل طفلين و13 سجينا في حلب

لبنان «خائب الأمل» من التعاون الدولي.. والأردن يؤكد أن المعاناة سوف تزداد

بيروت: «الشرق الأوسط»

حصدت العاصفة المناخية «إليكسا»، أمس، ضحيتين سوريتين إضافيتين، هما طفلان قال الائتلاف الوطني السوري إنهما توفيا نتيجة البرد القارس الذي رافق العاصفة التي تضرب المنطقة منذ يومين، بينما أكد لبنان والأردن «قيامهما بواجباتهما» حيال اللاجئين السوريين، رغم إعلان رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، أن لبنان «يشعر بالخيبة من المجتمع الدولي».

وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن «لبنان لم يتأخر عن القيام بواجباته الإنسانية تجاه النازحين السوريين، لكنه يشعر بالخيبة من المجتمع الدولي لتجاهله الاعتبارات الإنسانية التي حتمت اتخاذ لبنان هذا الموقف، كما لم يكن تحرك هذا المجتمع الدولي على قدر الحاجات اللازمة، ومحدودية إمكانات الدولة اللبنانية في هذا الإطار».

أما رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور، فقد رأى أن «الظروف الجوية السائدة حاليا ستزيد من معاناة اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري بمحافظة المفرق». وأضاف النسور أن «المساعدات التي يقدمها المجتمع الدولي لتحمل تكاليف استضافة اللاجئين السوريين تكاد لا تذكر»، مشددا على أن هناك التزاما قانونيا وأخلاقيا على دول العالم بضرورة مساعدة الأردن لتحمل هذه الأعباء.

من جهته، أطلق «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» أمس، «نداء استغاثة» للمنظمات الإغاثية الإقليمية والدولية، لتقديم دعم عاجل للاجئين السوريين داخل البلاد وخارجها، في ظل الظروف الجوية القاسية التي تشهدها المنطقة، معلنا وفاة طفلين، أحدهما في شهره السادس، بردا، في سوريا التي تجتاحها عاصفة قاسية.

وأكد الائتلاف «الجهوزية الكاملة لوحدة تنسيق الدعم، لإيصال المساعدات العاجلة إلى المناطق الأكثر تضررا، بالتنسيق الكامل مع كتائب الثوار في المناطق المحررة»، حسب ما ورد في النداء.

وقال سونر أحمد، مسؤول في المكتب الإعلامي للائتلاف: «توفي الطفل حسين طويل، وهو طفل في شهره السادس، أمس، نتيجة البرد في مدينة حلب» بشمال سوريا التي تساقط فيها الثلج خلال الساعات الماضية. وأوضح أنه «كان في منزل متضرر على الأرجح (بسبب المعارك) ولم يتمكن من الصمود». وأضاف أن «طفلا آخر توفي أمس في مدينة الرستن الواقعة في محافظة حمص بوسط البلاد»..

وتسببت العاصفة الثلجية التي تتعرض لها سوريا ودول الجوار، في ازدياد معاناة اللاجئين في المخيمات داخل سوريا وخارجها. وقد أفيد بوفاة نازحة مسنة قضت أول من أمس الأربعاء، إثر انهيار ثلاث خيم في (مخيم الجولان) بريف إدلب، جراء العاصفة الثلجية التي ضربت المنطقة، ويفتقر المخيم (الذي يضم نحو 300 خيمة) إلى أدنى مقومات الحياة، في حين أكدت منظمات إنسانية إنها ستزود المخيم بمدافئ في الأيام القليلة المقبلة.

وفي لبنان حيث يعيش 838 ألفا، بينهم 12 ألفا يعيشون في خيم، ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن «عائلات من اللاجئين السوريين في عكار شمالا، تعاني بردا قارسا وخيمهم محاصرة بالثلوج، في غياب أي تقديمات أو مساعدات، وخصوصا المحروقات والأغطية الشتوية. وفي بلدة الدبابية، تجمعت مجموعة من العائلات في منازل لبنانية وهم يعانون ظروفا قاسية، كما تجمعت عائلات مماثلة في بلدة النوار وبلانة والحيصة بعد أن دخلت المياه إلى خيمهم».

وعبرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التي تعمل على تقديم المساعدات الدورية للاجئين وتتعاون مع مؤسسات ومنظمات إنسانية دولية، عن قلقها البالغ حول أوضاع كثير من اللاجئين في لبنان الذين يعيشون في مساكن مؤقتة، حيث إن منازلهم هشة ودون المستوى المطلوب.

والوضع لا يختلف في المخيمات على الحدود التركية، حيث يعيش نازحو مخيم «باب الهوى» المعاناة ذاتها. ونتيجة عدم توافر المحروقات اللازمة، عمد النازحون إلى قطع الأشجار، واستخدامها في التدفئة.

وقد أدت الأحوال الجوية السيئة إلى نقص كبير في المواد الغذائية الضرورية داخل المخيم، بسبب تعذر وصول أصحاب المحال التجارية إلى الأراضي التركية لشراء السلع الضرورية إثر إغلاق معبر باب الهوى، نتيجة المواجهات الأخيرة بين قوات «الجبهة الإسلامية»، المسيطرة على المعبر حاليا، وكتائب «تجمع أحرار سوريا» و«كتائب الفاروق»، التي كانت تدير المعبر. وفي ريف حلب، وتحديدا في «منبج»، نقلت منظمة «الهلال الأحمر»، لاجئين من مخيم «حاج عابدين» إلى عدد من المدارس في المدينة، وذلك بسبب الظروف الجوية القاسية، في ظل غياب وسائل التدفئة في المخيم المذكور، حسب مراسلنا في المنطقة.

وتوفي 13 سجينا نتيجة البرد والجوع، في سجن حلب المركزي، وفق ما ذكر موقع «حلب نيوز»، وأكده ناشطون سوريون أمس. وأشارت مواقع معارضة إلى المعاناة التي يعيشها السجناء في سجن حلب المركزي نتيجة النقص الحاد في الغذاء ووسائل التدفئة بعد غياب فريق الهلال الأحمر لليوم الثالث على التوالي عن زيارة السجن بسبب أحوال الطقس واشتداد المعارك على محيط السجن والطريق الواصل إليه، في حين ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن المحامي العام الأول في حلب أمر بإخلاء سبيل أكثر من 350 سجينا من سجن حلب المركزي، وذلك بسبب سوء الأوضاع الصحية والإنسانية داخل السجن، إضافة لقرب انتهاء فترة محكوميات بعضهم، ونتيجة لتفشي الأمراض داخل السجن المحاصر من قبل جبهة النصرة وحركة إسلامية مقاتلة منذ أشهر عدة.

وكانت مواقع تابعة للمعارضة قد أفادت الأسبوع الماضي بوفاة تسعة سجناء خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب موجة البرد وسوء التغذية والجوع الذي ينتشر بشكل كبير في سجن حلب المركزي، مشيرة إلى قيام قوات النظام بدفنهم جميعا في باحة السجن كما تفعل دائما في حالات وفاة السجناء أو إعدامهم ميدانيا، ووفق هذه المعلومات فإن عدد الوفيات من سجناء سجن حلب وصل إلى أكثر من 400 سجين منذ بداية الحصار والمعارك، معظمهم دفنوا في باحة السجن التي حولها النظام إلى مقبرة يدفن فيها كل من قضى نحبه من السجناء بدلا من تسليم جثمانه إلى ذويه.

خسائر سوريا في 2015 ستوازي ثلاثة عقود من النمو الاقتصادي وعقدين من التنمية البشرية

بيروت: «الشرق الأوسط»

أعلنت اللجنة الاقتصادية والاجتماعية، في منظمة «أسكوا»، في تقرير لها أمس، أن سوريا ستتكبد في عام 2015 خسائر تعادل ثلاثة عقود من النمو الاقتصادي وعقدين من التنمية البشرية إذا استمر النزاع. وقالت إن الناتج المحلي الإجمالي في سوريا قد انخفض بنسبة 45 في المائة، وبلغ عدد العاطلين عن العمل 3 ملايين شخص من أصل 5 ملايين هم مجموع القوى العاملة.

وأوضحت اللجنة في تقرير صدر عنها أمس بعنوان «ألف يوم على الحرب في سوريا» أنه «إذا تواصل النزاع إلى عام 2015» فإن سوريا ستتكبد خسائر تعادل ثلاثة عقود من النمو الاقتصادي وعقدين من التنمية البشرية.

ووفق مؤشر «الإسكوا لأهداف الألفية» والذي يضم مؤشرات التنمية، فإن سوريا كانت تحتل المرتبة الرابعة في المنطقة العربية بعد سلطنة عمان ومصر وتونس عام 2010، بينما تراجعت اليوم إلى المرتبة الثالثة في أسفل القائمة يتقدم عليها العراق، وتتقدم هي على السودان والصومال فقط.

وقدم التقرير من الأرقام والإحصاءات ما يبين التردي الكبير في الوضع الصحي والتعليمي والاقتصادي، متوقعا أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 57 في المائة، ويبلغ معدل الفقر 44.5 في المائة عام 2015، إذا استمرت الأحداث.

إلا أن إعادة بناء سوريا «لن تكون مستحيلة» وفق التقرير، فقد سجلت سوريا قبل 2011 معدلات ديون داخلية وخارجية منخفضة، كما أنها تضم مؤسسات «منيعة» ويمتلك السوريون «مهارات ريادية خلاقة».

القتال في سوريا أخرج 3 ملايين طفل من المدرسة

بيروت – إعتبرت الأمم المتحدة أن تدهور مستوى التعليم لدى الأطفال السوريين داخل البلاد وخارجها هو “الأسوأ والأسرع في تاريخ المنطقة”.

وأظهرت دراسة بعنوان “توقف التعليم” أعدتها المفوضية العليا للاجئين ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، أن “ما يقرب من ثلاثة ملايين طفل من سوريا إضطروا للتوقف عن التعليم بسبب القتال”.

وذكرت الدراسة أن “ما بين 500 ألف و600 ألف طفل سوري لاجىء هم خارج الدراسة”، في حين أن “مدرسة من كل خمس مدارس في سوريا أصبحت غير صالحة للاستخدام، إما لأنها تعرضت للتلف أو التدمير أو أصبحت ملجأ للمشردين داخليا”.

وأوضحت الدراسة أن أكثر المناطق السورية تضرراً من ناحية التعليم هي تلك التي تشهد أشدّ أعمال العنف، ومنها الرقة وحلب وأدلب ودير الزور وحماة ودرعا وريف دمشق. وأشارت الى أن في بعض هذه المناطق إنخفضت معدلات الحضور في المدارس الى 6 في المئة، بعدما كانت مستويات الإلتحاق بالمدارس الابتدائية وصلت الى 97 في المئة قبل بدء النزاع.

وطالبت المنظمتان باتخاذ “إجراءات حاسمة” لمعالجة تدهور التعليم، منها “التوقف عن استخدام المدارس لأغراض عسكرية وإعلان المدارس كمناطق آمنة ومحاسبة الأطراف التي تنتهك ذلك”، ومضاعفة الاستثمار الدولي في التعليم في الدول المضيفة للاجئين.

اشتباكات بدمشق والقنيطرة وتقدم للحر بدرعا

                                            استمرت الاشتباكات بين قوات النظام وكتائب المعارضة في أنحاء متفرقة من سوريا، في وقت أعلن فيه الجيش السوري الحر سيطرته على بلدة عدرا في ريف دمشق وعلى مناطق أخرى في ريف درعا.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط خمسة قتلى نتيجة قصف القوات النظامية مناطق في بلدة سحم الجولان في ريف القنيطرة بينهم مقاتل وطفلان، كما أفاد المرصد عن سقوط قذائف عدة على مناطق في محيط ساحة الأمويين في وسط العاصمة دمشق.

يأتي هذا في وقت تواصلت فيه الاشتباكات في الغوطة الشرقية قرب دمشق، لا سيما في قرية عدرا حيث نفذ الطيران السوري أربع غارات.

واستمر القتال في محيط عدرا بريف دمشق بعد يوم من اشتباكات دامية قتل فيها ما يقرب من عشرين من الجنود النظاميين و”جيش الدفاع الوطني” فضلا عن عدد من مقاتلي المعارضة.

وتشهد المدينة حركة نزوح بسبب القصف والغارات الجوية المكثفة التي تعرضت لها، مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات.

وشهدت دير الزور اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية بالريف الغربي للمدينة، وفق المرصد الذي أشار لمصرع ما لا يقل عن ثمانية مقاتلين مما يسمى “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.

وأوضح المرصد أن مقاتليْن فجرا نفسيهما بسيارتيْن مفخختين على حاجزين للقوات النظامية بالمنطقة أمس الخميس، مما أدى لمقتل وجرح نحو ثلاثين عنصراً من القوات النظامية.

وأشار إلى أنباء عن سيطرة مقاتلي “الدولة الإسلامية في العراق والشام” على جزء من معسكر الصاعقة، كما هاجمت الفصائل مستودعات الذخيرة بمنطقة عياش ومقر اللواء 137.

وبشكل متزامن، هاجمت فصائل معارضة مقرا للإذاعة والتلفزيون ومواقع أخرى في حي الحويقة داخل المدينة، مما أدى إلى مقتل جنود نظاميين وثلاثة من مقاتلي المعارضة، وفق المصدر ذاته.

وكان مقاتلو المعارضة قد هاجموا الأيام القليلة الماضية عددا من الحواجز العسكرية بريف حماة، وسيطروا على بعضها.

وفي درعا، هاجم مقاتلو المعارضة الحاجز الرباعي بمنطقة الجيدور ودمروا دبابتيْن بصواريخ “كونكورز” وفق شبكة شام، بينما أشار المرصد إلى خسائر بصفوف القوة المتمركزة بالحاجز. كما دمر الجيش الحر دبابة بمحيط بلدة إنخل.

الإبراهيمي يحدد مهلة لاختيار الممثلين بجنيف2

واشنطن تتعهد بدعم المعارضة السورية

                                            تعهد وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل بمواصلة بلاده دعمَ الجيش السوري الحر والمعارضة السورية المعتدلة، وذلك عقب يوم من تعليق واشنطن ولندن مساعداتهما غير المميتة لشمال سوريا، في حين حذر المدير السابق للمخابرات الأميركية مايكل هايدن من “سيناريوهات مرعبة” للصراع في سوريا.

وقال هيغل في مؤتمر صحفي بوزارة الدفاع الأميركية إن ما حدث في اليومين الماضيين يعكس بوضوح مدى تعقد هذا الوضع وخطورته وصعوبة التنبؤ به، مشيرا إلى أن واشنطن “ما زالت تدعم (قائد الجيش السوري الحر) سليم إدريس وستواصل تقديم المساعدات الإنسانية”.

وجاء تعليق المساعدات الأميركية والبريطانية للشمال السوري عقب تقارير عن استيلاء مقاتلين إسلاميين على مخازن أسلحة تابعة لمقاتلي المعارضة المدعومين من الغرب، وهو ما يسلط الضوء على المخاوف من وقوع الإمدادات في أيدي جماعات غير مرغوب فيها.

وظهرت هذه المخاوف في تصريحات هيغل التي أكد فيها وجود “الكثير من العناصر الخطيرة.. نعرف جبهة النصرة والقاعدة وحزب الله.. جماعات متطرفة وإرهابية مشاركة في هذا الصراع، لذا ليس الأمر مجرد اختيار سهل بين الأخيار والأشرار”.

وأمس الخميس قال الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة إن جناحه العسكري دعا مقاتلين إسلاميين إلى تأمين مستودعات أسلحته على الحدود.

وقال المتحدث باسم الائتلاف في إسطنبول خالد صالح إن مقاتلي الدولة الإسلامية اقتحموا مخازن للمجلس العسكري الأعلى، وبسبب ذلك طلب قائد المجلس سليم إدريس من الجبهة حماية المخازن، حيث تمكنت قواتها من طرد المهاجمين.

سيناريوهات مرعبة

من ناحية أخرى، حذر المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية مايكل هايدن من أن انتصار الرئيس بشار الأسد في سوريا قد يكون “الأفضل بين ثلاثة سيناريوهات مرعبة جدا جدا” لا يتضمن أي منها انتصار المعارضة.

وقال في كلمة أمام المؤتمر السنوي السابع حول الإرهاب والذي نظمه معهد جيمس تاون، إن أحد الاحتمالات هو أن “ينتصر الأسد”، معتبرا “أنه إذا تحقق هذا الأمر وهو أمر مخيف أكثر مما يظهر، أميل إلى الاعتقاد بأن هذا الخيار سيكون الأفضل بين هذه السيناريوهات المرعبة لنهاية الصراع.. الوضع يتحول كل دقيقة إلى شيء أكثر فظاعة”.

واعتبر هايدن الذي كان مديرا للمخابرات الأميركية بين عامي 2006 و2009، أن المخرج الأكثر احتمالا حاليا “هو أننا ذاهبون إلى تفتت البلاد بين فصائل متخاصمة”، محذرا من خطورة ذلك على تفتت سوريا وولادة منطقة جديدة “بدون حوكمة” على تقاطع الحضارات، وما يلي ذلك من انعكاسات على كل دول المنطقة وخصوصا لبنان والأردن والعراق.

وقال أيضا إن هناك سيناريو آخر محتملا وهو استمرار المعارك إلى ما لا نهاية “مع متطرفين سنة يحاربون متعصبين شيعية والعكس بالعكس.. إن الكلفة الأخلاقية والإنسانية لهذه الفرضية ستكون باهظة جدا”.

جنيف2

وتأتي هذه التحذيرات في وقت أمهل فيه المبعوث الدولي والعربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي طرفي الصراع هناك حتى يوم 27 ديسمبر/كانون الأول الجاري لتحديد وفديهما إلى مفاوضات السلام بمؤتمر جنيف2 المزمع عقده الشهر المقبل.

وحدد الإبراهيمي هذه المهلة لدمشق والمعارضة لاختيار فريقيهما في جنيف2 الذي يأتي بعد مؤتمر عقده المبعوث السابق كوفي أنان في يونيو/حزيران 2012 ولم تشارك الحكومة السورية ومعارضوها رسميا فيه. والهدف المعلن للمؤتمر هو الاتفاق على حكومة انتقالية تتمتع بصلاحيات كاملة لإنهاء الصراع في سوريا.

ونقلت وكالة رويترز عن خولة مطر المتحدثة باسم الإبراهيمي قولها إنه يريد تحديد الوفدين بحلول 27 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مشيرة إلى أن هذا موعد نهائي لتلقي أسماء أعضاء الوفدين ورئيسيهما.

وتباحث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بهذا الشأن هاتفيا مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الخميس، بحسب ما أوضحه مارتن نيسيركي المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية.

وذكر نيسيركي أن الإبراهيمي سيلتقي يوم العشرين من الشهر الجاري في جنيف مسؤولين روسيين وأميركيين لمتابعة تحضيرات المؤتمر، مشيرا إلى أنه “حتى الآن لم يتم وضع لائحة” للمشاركين، وأنه “يعود للأمين العام للأمم المتحدة أمر إرسال الدعوات، وسيتم ذلك بعيد اجتماع يوم 20 ديسمبر/كانون الأول” الجاري.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسيين يشاركون في التحضيرات أن أكثر من ثلاثين بلدا -بينها إيران حليف النظام السوري والسعودية أكبر داعمي المعارضة السورية المسلحة- ستشارك في المؤتمر.

وقال دبلوماسي يتابع الملف “حتى الآن هناك 32 بلدا مدعوا، لكن العدد قد يزيد لأن الجميع يريد أن يشارك. وعلاوة على الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، ستشارك دول الجوار والسعودية وإيران، وأيضا ألمانيا وإيطاليا ودول أخرى”.

التقرير الأممي يؤكد استخدام الكيميائي بسوريا

                                            قال تقرير مفتشي الأمم المتحدة بشأن استخدام السلاح الكيميائي في سوريا إن هناك دلائل على استخدام هذا السلاح في خمسة مواقع من ضمن سبعة شملتها التحقيقات، وذلك على امتداد سنتين من الثورة في سوريا.

وقد رفع رئيس فريق المفتشين الدوليين المكلف بالتحقيق في استعمال أسلحة كيميائية في النزاع السوري آكي سيلستروم، أمس الخميس تقرير بعثة التفتيش النهائي إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

وقال بان كي مون إنه سيحيط الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الجمعة بمحتوى التقرير، كما سيحيط مجلس الأمن بفحواه يوم الاثنين المقبل.

وبعد تلقيه التقرير، قال الأمين العام للأمم المتحدة إن استعمال أسلحة كيميائية يشكل “انتهاكا خطيرا للقوانين الدولية”، وأضاف “يجب أن نبقى حذرين كي نتأكد من أن هذه الأسلحة الخطيرة قد أزيلت، ليس فقط في سوريا ولكن في أي مكان في العالم”.

وقال مراسل الجزيرة في نيويورك مراد هاشم إن التقرير النهائي الذي تسلمه بان كي مون يقع في 82 صفحة وهو يغطي سبعة مواقع حقق فيها الفريق الأممي، وقد استبعد كليا موقعين هما بحرايا والشيخ مقصود، وقال إنه لا توجد أدلة على استخدام السلاح الكيميائي فيهما.

وأضاف المراسل أن التقرير تحدث عن استخدام واسع للسلاح وبشكل قطعي في منطقة الغوطة، بينما تحدث عن بقية المواقع بلغة جازمة في مواقع أخرى، نظرا لأن التحقيق في عدة مواقع تم بعد فترة طويلة وانبنى على شهادات لا يمكن تأكيدها بشكل مستقل.

وكان فريق المفتشين قد سلم في شهر سبتمبر/أيلول الماضي تقريرا أوليا أثبت فيه استخدام سلاح كيميائي في منطقة الغوطة في ريف دمشق، في أغسطس/آب الماضي، وهي المنطقة التي شهدت ما عُرف بمجزرة الغوطة.

غير أن التقرير لم يشر بوضوح إلى الطرف الذي استخدم السلاح الكيميائي، وإن أعطى تلميحات تضمنت مسؤولية النظام السوري عن هذا الهجوم الذي أوقع مئات القتلى في صفوف المدنيين السوريين.

وكانت منطقة الغوطة الشرقية والغربية بريف دمشق قد تعرضتا لهجمات بسلاح كيميائي في 21 أغسطس/آب الماضي, وقد حدثت الهجمات بعد ثلاثة أيام من وصول بعثة المفتشين الدوليين إلى دمشق.

وأشار التقرير المبدئي لفريق المفتشين عن هجوم 21 من أغسطس/ آب إلى تورط الحكومة لكن سوريا وروسيا تلقيان اللوم على المعارضة.

قد وافقت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد على تدمير ترسانتها من الأسلحة الكيماوية وانضمت أيضا إلى معاهدة الأسلحة الكيماوية، بعد هجوم الغوطة والذي جعل الولايات المتحدة تطلق تهديدات بشن ضربات جوية.

وأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا في سبتمبر/ أيلول يقضي بتنفيذ القرار الذي توسطت في التفاوض بشأنه الولايات المتحدة وروسيا ويلزم سوريا بالكشف عن كامل تفاصيل أسلحتها الكيماوية وإزالة هذه الترسانة وتدميرها بحلول منتصف عام 2014.

وتم تكليف منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ومقرها لاهاي بالإشراف على إزالة ترسانة سوريا من الأسلحة الكيماوية.

مهلة للأسد والمعارضة لتحديد وفديهما لجنيف2

                                            قال مسؤولون الخميس إن المبعوث الدولي والعربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمهل طرفي الصراع فيها حتى 27 من الشهر الجاري لتحديد وفديهما لمفاوضات السلام بمؤتمر جنيف2 المزمع عقده الشهر المقبل.

ومن المقرر أن يلتقي وزراء خارجية نحو ثلاثين من الدول الكبرى ودول المنطقة في منتجع مونترو السويسري يوم 22 يناير/كانون الثاني لمنح تأييدهم للمفاوضات بين نظام الرئيس بشار الأسد ومعارضيه، وبعد ذلك يتوسط الإبراهيمي في أول محادثات سورية مباشرة في جنيف بدءا من 23 يناير/كانون الثاني.

والهدف المعلن للمؤتمر هو الاتفاق على حكومة انتقالية تتمتع بصلاحيات كاملة لإنهاء الصراع في سوريا.

وحدد الإبراهيمي هذه المهلة لدمشق والمعارضة لتحديد فريقيهما في مؤتمر جنيف2، الذي يأتي بعد مؤتمر عقده المبعوث السابق كوفي أنان في يونيو/حزيران 2012 ولم تشارك الحكومة السورية ومعارضوها رسميا في تلك المحادثات.

ونقلت وكالة رويترز عن خولة مطر المتحدثة باسم الإبراهيمي قولها إنه يريد تحديد الوفدين بحلول 27 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مشيرة إلى أن هذا موعد نهائي لتلقي أسماء أعضاء الوفدين ورئيسيهما.

اللائحة النهائية

في هذه الأثناء، قالت الأمم المتحدة الخميس إن اللائحة النهائية للمشاركين في مؤتمر جنيف2 لم تحدد حتى الآن.

وتباحث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بهذا الشأن هاتفيا صباح الخميس مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بحسب ما أوضح مارتن نيسيركي المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية.

وذكر نيسيركي أن الوسيط الدولي العربي في الملف السوري الأخضر الإبراهيمي سيلتقي في العشرين من الشهر الجاري في جنيف مسؤولين روسيين وأميركيين لمتابعة التحضيرات لمؤتمر جنيف2.

وأضاف “حتى الآن لم يتم وضع لائحة” للمشاركين، وأنه “يعود للأمين العام للأمم المتحدة أمر إرسال الدعوات، وسيتم ذلك بعيد اجتماع العشرين من ديسمبر (كانون الأول)”.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسيين يشاركون في التحضيرات أن أكثر من ثلاثين بلدا، بينها إيران حليف النظام السوري والسعودية أكبر داعمي المعارضة السورية المسلحة، ستشارك في المؤتمر.

وقال دبلوماسي يتابع الملف “حتى الآن هناك 32 بلدا مدعوا، لكن العدد قد يزيد لأن الجميع يريد أن يشارك. وعلاوة على الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ستشارك دول الجوار، والسعودية وإيران، وأيضا ألمانيا وإيطاليا ودول أخرى”.

وستتمثل معظم الدول بوزراء خارجيتها، “وسيكون بإمكان كل وزير التحدث خمس دقائق”، بحسب المصدر ذاته.

الطقس يؤجل المساعدات ويفاقم معاناة السوريين

                                            دفعت الظروف المناخية الصعبة اليوم الجمعة إلى تأجيل بدء رحلات الجسر الجوي لمساعدات الأمم المتحدة المخصصة للنازحين واللاجئين في شمال سوريا انطلاقا من العراق، وذلك لليوم الثاني على التوالي، وقد فاقمت العاصفة الثلجية التي تضرب المنطقة من معاناة ملايين اللاجئين والنازحين السوريين، وتسببت موجة البرد في وفاة ما لا يقل عن 12 طفلا سوريا.

يأتي ذلك بينما اتهمت منظمة العفو الدولية الدول الأوروبية بتحصين نفسها تجنبا لتدفق اللاجئين السوريين الذين لن تستقبل منهم “إلا أعدادا قليلة جدا”.

وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لمنطقة الشرق الأوسط بيتر كاسلر -لوكالة الصحافة الفرنسية- إن مطار القامشلي مازال مغلقا، معربا عن أمله في تحسن الظروف الجوية بنهاية اليوم أو غدا.

وكان من المقرر أن تبدا الخميس المرحلة الأولى من نقل هذه المساعدات التي حصلت على موافقة الحكومتين العراقية والسورية، والتي تشمل سبع رحلات في الأيام المقبلة من أربيل بإقليم كردستان العراق إلى القامشلي والحسكة في شمال وشمال شرق سوريا.

وقد أعلنت المفوضية العليا للاجئين أن هذه المساعدة -وهي الأولى من نوعها- كان يفترض نقلها برا لكن استحالة القيام بذلك دفعها إلى اتخاذ قرار بإرسالها جوا رغم تكلفتها العالية.

وتهدف هذه المساعدة التي تقدمها المفوضية العليا للاجئين وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)  وبرنامج الأغذية العالمي إلى مساعدة نحو ستين ألف لاجئ على مواجهة ظروف فصل الشتاء، وهي تشمل الخيم وملابس شتوية وأموالا لشراء الوقود.

من جانبه، قال ديندار زيباري نائب رئيس دائرة العلاقات الخارجية بحكومة إقليم كردستان العراق إن الأمم المتحدة سترسل طائرات محملة بمواد إغاثة ضرورية وخيام وملابس وأجهزة تدفئة ووقود إلى محافظة الحسكة السورية.

وأكد -في تصريح لمراسل الجزيرة نت بأربيل ناظم الكاكئي- أن هذه المعونات تأتي ضمن المنحة المخصصة للمتضررين من الصراع بسوريا سواء كانوا يعيشون داخل البلاد أم بمخيمات اللجوء بدول الجوار.

وأوضح زيباري أن الرحلات الجوية ستستمر بواقع رحلتين أسبوعيا دون انقطاع، بينما سيخصص يوما الأحد والخميس من كل أسبوع لنقل الاحتياجات لخمسين ألف شخص بمدينة الحسكة وضواحيها.

أما عن الجهة التي ستتسلم هذه المساعدات، فأوضح زيباري أن الأمم المتحدة ستشرف على توزيع المعونات على الشعب السوري دون اعتبار للانتماءات الفئوية والطائفية والقومية.

وفاقمت موجة الثلوج والصقيع من معاناة نحو 2.3 مليون لاجئ سوري بدول الجوار خاصة الأردن ولبنان وتركيا، وزاد البرد القارس من أزمة 6.5 ملايين نازح داخل الأرضي السورية، تشردوا جراء القصف والمعارك بمناطقهم، وفق أرقام المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.

في هذه الأثناء، تزيد الظروف المناخية القاسية من متاعب النازحين في عدة مناطق من سوريا، ففي مدينة الرقة يواجه النازحون من ريف حلب واحدة من أقسى العواصف الثلجية بدون معين لهم،  ودفعت هذه الظروف اللاجئين والنازحين إلى توجيه نداء استغاثة عاجلة لإنقاذهم وإنقاذ أطفالهم.

وفيات

وقد ارتفعت أمس حصيلة الوفيات، العديد منهم من الأطفال، بين السوريين النازحين في بلادهم واللاجئين ببلدان مجاورة مثل تركيا ولبنان، بسبب العاصفة الثلجية التي تضرب المنطقة، وتوفي 12 طفلاً سورياً، منهم عشرة في حلب، وأحدهم لم يتجاوز شهره السادس، نتيجة البرد القارس الذي نجم عن العاصفة الثلجية إليكسا.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن ستة أطفال حديثي الولادة وسيدة مسنة توفوا في مخيمات النزوح واللجوء بسوريا وتركيا، منهم أربعة أطفال توفوا بمخيم للنازحين في بلدة جرابلس قرب مدينة منبج بمحافظة حلب قرب الحدود مع تركيا.

وتابعت أن الطفلين الآخرين توفيا بمخيم “أورفة 1” في تركيا جراء البرد واستمرار انقطاع الكهرباء، مشيرة كذلك إلى وفاة سيدة مسنة في مخيم الجولان بإدلب إثر انهيار خيام تحت الثلج.

وكان الائتلاف الوطني السوري أشار بدوره إلى وفاة طفل رضيع بحلب بسبب البرد، إلى جانب وفاة طفلة في الرستن بحمص، وقد نشر ناشطون شريطا مصورا لها على الإنترنت. وذكرت تقارير أن لاجئيْن سوريين اثنين توفيا في لبنان بسبب البرد أيضا.

لاجئو سوريا بأوروبا

وقد اتهمت منظمة العفو الدولية الجمعة الدول الأوروبية بتحصين نفسها تجنبا لتدفق لاجئي سوريا، الذين لن تستقبل منهم “إلا أعدادا قليلة جدا”، واعتبر الأمين العام للمنظمة سليل شتي في بيان أن “الاتحاد الأوروبي فشل فشلا ذريعا في القيام بدوره في استقبال اللاجئين السوريين الذين فقدوا كل شيء”.

وقالت المنظمة التي تدافع عن حقوق الإنسان إن أعضاء الاتحاد الأوروبي اقترحوا فتح أبوابهم لحوالي 12 ألف لاجئ سوري، من بين الأكثر فقرا الذين فروا من سوريا، أي 0.5% فقط من أصل 2.3 مليون لاجئ فروا من بلادهم.

وأوضحت أيضا أنه مع اقتراب الشتاء فإن شروط الحياة لحوالي 2.2 مليون لاجئ مقيمين بالدول المجاورة لسوريا “تتدهور سريعا” مشيرة إلى أن التخاذل الأوروبي يدفع بعض اللاجئين للسفر على نفقته الخاصة عن طريق البحر.

ونددت العفو الدولية بالتصرف “العنيف” أحيانا من قبل الشرطة وخفر السواحل باليونان، وكذلك الظروف “المزرية” أحيانا للاعتقال كما هو الحال في بلغاريا.

مقتل 9 أطفال سوريين بالبرد في مناطق تحت سيطرة المعارضة

منظمة العفو الدولية تحذر من تدهور سريع لأوضاع اللاجئين السوريين في فصل الشتاء

دبي – قناة العربية

تسبب الصقيع والثلوج في المناطق المحاصرة في سوريا في مقتل تسعة أطفال في مناطق تسيطر عليها المعارضة، فيما تفتقر مناطق ريف دمشق وريف حمص لأبسط المقومات لمقاومة البرد من تدفئة إلى طعام وصولاً إلى الأدوية.

وفي ظل استمرار موجة البرد والصقيع، وجه ائتلاف المعارضة نداء عاجلاً للمنظمات الدولية لإنقاذ النازحين واللاجئين السوريين من العاصفة الثلجية القاسية التي تجتاح المنطقة، لا سيما في مناطق عدة من لبنان والأردن.

ودفعت الظروف المناخية الصعبة إلى تأجيل بدء رحلات الجسر الجوي لمساعدات الأمم المتحدة المخصصة للاجئين في شمال سوريا انطلاقاً من العراق، وذلك لليوم الثاني على التوالي.

يأتي ذلك في وقت اتهم ناشطون النظام السوري بالاستهتار بالأزمة الإنسانية، كما اتهمت منظمة العفو الدولية دول الاتحاد الأوروبي بتحصين نفسها حيال اللاجئين، محذرة من تدهور سريع بأوضاعهم، لا سيما في الدول المجاورة لسوريا، خصوصاً في فصل الشتاء.

ووثقت لجان التنسيق المحلية حتى الآن مقتل تسعة أطفال قضوا بسبب البرد، منهم أربعة حديثو الولادة قضوا في جرابلس في ريف حلب، وطفل في حي الميسر إثر العاصفة الثلجية التي تضرب معظم الأراضي السورية.

وفي محافظة حمص، كانت العاصفة الثلجية سبباً في مقتل ثلاثة أطفال، اثنان في الحولة في ريف حمص وطفلة في حي الوعر.

فصل جديد من فصول معاناة السوريين دفع الناشطين إلى اتهام النظام السوري مجدداً بالاستهتار بالأزمة الإنسانية واستخدامها للضغط عليهم، في وقت لا يزال المجتمع الدولي عاجزاً عن فرض ممرات إنسانية آمنة للمدنيين، وعاجزاً أمام تدفق اللاجئين، لا سيما إلى الدول المجاورة التي تشهد الحال نفسها.

أزمة دعت منظمة العفو الدولية للإشارة إلى أكثر من مليوني لاجئ سوري مقيمين في دول مجاورة يعانون تدهوراً سريعاً في ظروفهم المعيشية مع قدوم فصل الشتاء، كما اتهمت المنظمة الدول الأوروبية بتحصين نفسها حيال اللاجئين السوريين مع عرضها استقبال 12 ألف لاجئ فقط حتى نهاية العام القادم.

الجنرال الأبيض، كما أطلق عليه الناشطون، لم يتسبب بمقتل أطفال وحسب، بل زاد من مأساة اللاجئين في المخيمات، لكنه غطى ساحات القتال في سوريا، معلناً عن هدنة إلزامية بين طرفي الصراع عجزت عن فرضها أكبر الدول، إذ تحدثت مصادر المعارضة عن تأثير درجات الحرارة المتدنية على سير العمليات القتالية بين النظام والمعارضة.

معارك بريف دمشق.. وإطلاق سجناء بحلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفرجت السلطات السورية عن أكثر من 350 سجينا من سجن حلب المركزي “لأسباب إنسانية”، الجمعة، في حين ذكرت مصادر معارضة أن ضابطا كبيرا في الجيش السوري قتل في ريف دمشق.

وقالت وكالة الأنباء السورية “سانا” إن السلطات قررت إخلاء سبيل أكثر من 350 سجينا من سجن حلب المركزي الذي يحاصره مقاتلو المعارضة منذ أشهر ويحاولون السيطرة عليه.

وأضافت الوكالة أن القرار جاء “تنفيذا لقرار اللجنتين الخاصتين المشكلتين بناء على توجيهات وزير العدل بإعادة دراسة اوضاع نزلاء السجن من الناحية الإنسانية نتيجة حصار الإرهابيين له”.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه تم الإفراج عن دفعة أولى من السجناء عبر الهلال الأحمر السوري، وإن غالبيتهم مسجونين لأسباب جنائية.

ويضم السجن أكثر من ثلاثة آلاف سجين غالبيتهم من سجناء الحق العام، إضافة إلى إسلاميين وناشطين.

ويعاني السجناء من نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية وأوضاع إنسانية صعبة، بحسب المرصد.

من جهة أخرى قال ناشطون إن اللواء علي سليمان سليمان قائد الحملة العسكرية لاستعادة مدينة عدرا العمالية بريف دمشق بعد سيطرة قوات المعارضة عليها، لكن السلطات السورية لم تورد أي تأكيدات للخبر.

وأعلنت المعارضة عن مقتل عدد من جنود وضباط القوات الحكومية جراء استهداف جبهة النصرة لرتل عسكري بمنطقة القلمون في ريف دمشق.

الجعفري: مجموعات تكفيرية ممولة خليجياً تذبح السوريين

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– اتهم مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة،  بشار الجعفري، السعودية وقطر وتركيا بتوفير الدعم للمجموعات المسلحة، مشيرا إلى أن الأزمة الإنسانية التي تشهدها بلاده حصلت “بتآمر سياسي تدخلي خارجي فاضح.”

وأشار الجعفري، في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس، أوردتها وكالة الأنباء الرسمية، إلى أن حيزاً كبيراً من الأزمة الإنسانية في سوريا مصطنع ومفبرك، لدواع سياسية غرضها ممارسة الضغط على الحكومة السورية.

وأضاف: “الحديث عن تنسيق المساعدات الإنسانية في سوريا لايمكن أن يستقيم في ظل إغفال الدور التخريبي للمجموعات الإرهابية المسلحة، التي تستقدم من قبل أجهزة استخبارات دول معروفة.”

واتهم الجعفري أنظمة الحكم في السعودية وقطر وتركيا بتوفير الدعم الكبير للمجموعات المسلحة”، موضحا أن “تلك الدول تقول بتقديم مشاريع قرارات تستنهض فيها همة الدول الأعضاء لاستعداء الحكومة السورية، أو لتقديم التبرعات الإنسانية للسوريين، على حد قولهم، فإن تلك الأنظمة ترفض هي نفسها تقديم أي مساعدات إنسانية، أو أي تمويل لنشاطات الأمم المتحدة في هذا الصدد، بل هي تقدم بسخاء مليارات الدولارات لتمويل وتسليح وتدريب المجموعات الإرهابية المسلحة العابرة للحدود، التي يتبع بعضها لتنظيم القاعدة.”

وبين الجعفري أن “المجموعات التكفيرية الممولة خليجياً قامت بذبح مئات السوريين في مدينة عدرا العمالية، وهي ذاتها كانت قد ذبحت المئات غيرهم في دير عطية وقارة ومعلولا منذ بداية الأسبوع”، على ما أورد المصدر.

وأكد مندوب سوريا الدائم لدى الامم المتحدة أنه “من المخجل والفاضح أن تواصل أنظمة تلك الدول تمويل ودعم هذا الإرهاب المنظم، ذي الصبغة الطائفية، والذي يمتهن قتل الناس على أساس انتمائهم الطائفي.”

معارض سوري بارز يدعو المعارضات السورية للتوافق على تأجيل مؤتمر جنيف2

روما (13 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

دعا معارض سوري بارز تيارات وقوى المعارضة السورية إلى تأجيل مؤتمر جنيف2 المزمع عقده نهاية الشهر المقبل، وأكّد أن الدول الكبرى ستقبل بتأجيله فيما لو تم التوافق على ذلك بين الائتلاف وهيئة التنسيق والمعارضة العسكرية

وقال عضو الائتلاف والسفير السابق فيه وليد البني، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “أعتقد أن تأجيل موعد مؤتمر جنيف2 أصبح ضرورياً، على أن يتم البدء منذ الآن بتهيئة شروط نجاحه، ومن هذه الشروط، وضع جدول زمني متوافق عليه لتنفيذ بنود جنيف1، حتى لا يصبح جنيف وسيلة لكسب الوقت من قبل النظام، ولتمرير خطط استدراج حزب الله والمليشيات الشيعية الأخرى، إضافة إلى متطرفي القاعدة وأخواتها إلى حرب تستنزف الطرفين على حساب دماء السوريين ومستقبل وطنهم وأطفالهم، وأيضا وضع محددات وتعاريف واضحة متفق عليها دولياً لهيئة الحكم التي جرى الحديث عنها في القرار2118” وفق قوله

وفيما إن كانت الولايات المتحدة وروسيا ستقبل بطلب المعارضة السورية ذلك، قال البني “إذا توافقت المعارضة بشقيها السياسي (هيئة وائتلاف) والعسكري على ضرورة التأجيل والتحضير الجيد فلا تملك الدول الراعية إلا أن توافق، لذلك ادعوا دائماً إلى لقاء وطني يضم الجميع من أجل اتخاذ موقف موحد” وفق ذكره

وحول وحدانية تمثيل المعارضة في المؤتمر بالائتلاف، قال “أعتقد أن الائتلاف لوحده أو الهيئة لوحدها لن يستطيعا تحقيق شيء، أما المعارضة مجتمعة من خلال لقاء وطني يضم الجميع ائتلاف وهيئة وشخصيات وطنية، إضافة إلى ممثلين عن القوى العسكرية على الأرض، مدعومين بموقف دولي يصر على ضرورة عدم ترك تعريف ومحددات جنيف1 للتفاوض مع النظام الذي لانية لديه بالتنازل عن شيء، وإنما التفاوض يجب أن يكون على جدول زمني لتنفيذهما، مع وضع مبادئ دستورية متفق عليها تكون أساس لهيئة الحكم في المرحلة الانتقالية” حسب تأكيده

واستبعد نجاح المؤتمر ما لم يكن الوفد المفاوض مفوضاً ممن يسيطرون على الأرض، وقال “لا يمكن وضع أي شيء موضع التنفيذ إذا لم يكن الوفد المفاوض مفوضاً من قبل من يسيطرون على الأرض وهنا تكمن المعضلة، إذ يجب تقوية ودعم المعارضة العسكرية المؤمنة بسورية الديمقراطية التعددية، وجعلها قوة حقيقية قادرة على المساعدة في تطبيق الاتفاق، لذلك اعتبر أن انعقاد المؤتمر بعد أربعين يوماً سيكون مبكراً جداً، وخاصة بعد التطورات الحاصلة على الأرض الآن، أو أن يكون مدعوماً (الوفد المفاوض) بموقف دولي جاد مدعوماً بتوافق دولي حول نهاية حقبة حكم عائلة الأسد والانتقال الديمقراطي” حسب رأيه

وحتى لو فُرضت نتائج جنيف2 على كافة الأطراف فإن ذلك لا يعني بدء استقرار سورية وفق رأي السياسي السوري المعارض، الذي اختتم قائلا “إذا ما كانت هناك نتائج واقعية لجنيف2، فسيتطلب هذا بالتأكيد جهداً وقوة دولية لتنفيذه، فلا النظام والمليشيات الطائفية الداعمة له، ولا داعش وأخواتها سوف يقبلون هذه النتائج بسهولة” وفق قوله

أوروبا تقر تعديلات طفيفة على النظم التنفيذية للعقوبات ضد سورية

بروكسل (13 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أقر المجلس الوزاري الأوروبي اليوم الجمعة إدخال تعديلات طفيفة على النظم التنفيذية للعقوبات المعمول بها ضد سورية

وتهدف التعديلات إلى تيسير التخلص من السلاح الكيمياوي السوري، حيث “سوف يتم السماح بإخراج ونقل أسلحة الدمار الشامل والمواد المتصلة بها من سورية نحو الإتحاد الأوروبي، إذا ما كان هذا الأمر يساعد فعلاً المنظمة الدولية لحظر إنتشار الأسلحة الكيمياوية في عملها الجاري على تنفيذ هذه المهمة”، وفق البيان الصادر عن المجلس بهذا الشأن

وفي مجال آخر، يحظر المجلس الوزاري الأوروبي القيام بأي عملية نقل أو تصدير أو إستيراد للقطع الأثرية والممتلكات الدينية والثقافية التي تم إخراجها من سورية بصورة غير شرعية خلال الفترة الماضية من عمر الأزمة في هذا البلد

ونص قرار المجلس على إتخاذ مزيد من التدابير من أجل ضمان عدم الإلتفاف على العقوبات المختصة بتجميد أموال وأصول شركات مرتبطة بعمليات قمع في سورية، وذلك “للتأكد أن ما يتم الإفراج عنه من أموال يجري لأغراض إنسانية فقط، حيث لا يمكن أن تستخدم الأهداف الإنسانية كوسيلة غش وتهرب من العقوبات”، وفق البيان

ويذكر أن الإتحاد الأوروبي كان قرر تجميد أموال 179 شخصاً لعلاقتهم بعمليات القمع في سورية، كما وضعهم على قائمة الممنوعين من دخول أراضي الإتحاد، وكذلك عمد إلى تجميد أصول وتعاملات 54 شركة وهيئة مربتطة بالنظام السوري

ويدعي الإتحاد الأوروبي أنه فعل الكثير من أجل الضغط على النظام في سورية ومساعدة المعارضة، بدون أن تؤدي الإجراءات التي إتخذها منذ بداية الأزمة إلى مفعول جدي لتحقيق الهدف المعلن. وفي هذا الشأن تقول مصادر أوروبية غنه “لا يمكن نكران أننا نقوم بما علينا تجاه الشعب السوري، خاصة بما يتعلق بالمساعدات الإنسانية وعمليات الإغاثة، كما أننا مارسنا وسائل ضغط عدة على النظام، ولكن لانستطيع فعل كل شيء”

وتركز الأوساط الغربية، بما في ذلك الأوروبيين، حالياً، على التخلص من الترسانة الكيمياوية السورية، كما يجري العمل من اجل دفع أطراف الصراع السوري إلى التوجه إلى مؤتمر سلام بات يعرف إعلامياً بجنيف2 من المأمول عقده في 22 الشهر القادم

وتؤكد المصادر الأوروبية أن التحدي الأكبر أمام المجتمع الدولي يتمثل حالياً في تقريب وجهات نظر طرفي النزاع بشأن الحل، فإن لهما رؤى مختلفة إلى حد التناقض

العاصفة “أليكسا” تغمر الشرق الأوسط بالأمطار والثلوج وتزيد معاناة السوريين

بيروت (رويترز) – سببت عاصفة شتوية قوية تجتاح منطقة شرق البحر المتوسط حالة من الشلل في أنحاء المنطقة وزادت من معاناة السوريين المحاصرين منهم في الحرب الأهلية واللاجئين الفارين من القتال.

ومن المتوقع أن تستمر العاصفة التي تعرف باسم أليكسا حتى السبت مصحوبة بالمزيد من الثلوج والأمطار مع انخفاض درجات الحرارة في مناطق شاسعة من تركيا وسوريا ولبنان والأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية.

وتلحق الأحوال الجوية السيئة التي بدأت يوم الأربعاء أضرارا كبيرة بنحو 2.2 مليون لاجئ يعيشون خارج سوريا و6.5 مليون نزحوا داخل بلادهم.

واجتاح البرد القارس والأمطار الغزيرة مخيم الزعتري الذي يأوي 80 ألفا من بين ما يزيد على نصف مليون لاجئ سوري في الأردن.

ومن بين هؤلاء اللاجئين خليل أطمة من مدينة الصنمين في جنوب سوريا والذي كان يرتجف هو وابنتاه من شدة البرد في غرفة أغرقتها المياه وتخلو من وسائل التدفئة.

وقال خليل “انتقلنا من مأساة إلى أخرى.”

وتقول منظمات الإغاثة إنها تعمل على مدار الساعة لإجلاء اللاجئين من المخيمات التي أغرقتها المياه وتوزيع المواد الغذائية والإمدادات والملابس ولكنها لا تستطيع تلبية الاحتياجات.

وقالت صبا الموباصلات مديرة منظمة سيف ذا تشيلدرن (انقذوا الأطفال) في الأردن وهي المنظمة التي تدير مخيم الزعتري إن هؤلاء الأشخاص يحتاجون إلى استعدادات أكبر بكثير للشتاء والمنظمات تبذل قصارى جهدها ولكن الأحوال الجوية الشتوية قاسية.

وفي لبنان هناك ما يربو على 835 ألف سوري يعيشون في خيام أو مبان مهجورة أو مع أصدقائهم وأسرهم. وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن الاحتياجات تفوق ما يمكن أن توفره هي والمنظمات المتعاونة معها.

وفي تركيا قال مصطفى ايدوجو المتحدث باسم هيئة إدارة الطوارئ والكوارث التابعة لرئاسة الوزراء إن السلطات وزعت أغطية وملابس شتوية إضافية على كثيرين من اللاجئين السوريين البالغ عددهم 206 آلاف لاجئ في المخيمات الكائنة على طول الحدود.

ورغم هذه الأحوال الجوية تواصلت عمليات القصف والاشتباكات هذا الأسبوع في سوريا.

وأظهرت صور نشرت على موقع تويتر بعض مقاتلي المعارضة وهم يسيرون وسط الثلوج ويحملون أسلحة آلية وقاذفات صواريخ.

وفي صور أخرى التقطت بمدينة حمص في وسط سوريا ظهرت منازل دمرها القتال الدائر في الشوارع والغارات الجوية وتغطيها الآن طبقة سميكة من الثلوج.

وبثت قناة العربية التلفزيونية يوم الجمعة صورة لطفل يقال إنه توفى جراء تعرضه للبرد في سوريا. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة التقرير من مصدر مستقل.

وقال برنامج الأغذية العالمي إنه يوزع عشرة آلاف لتر من الوقود لأغراض الطهي والتدفئة على أسر نزحت داخل البلاد وتعيش في عشرة أماكن إيواء بالعاصمة دمشق.

وقال ماثيو هولينجورث مدير برنامج الأغذية العالمي في سوريا إن الكثير من السوريين فروا دون أن يأخذوا معهم ما يكفيهم من الملابس الثقيلة أو الأغطية.

وأضاف “دائما ما يكون الطقس في سوريا شديد البرودة في فصل الشتاء ولكن الأمر يختلف تماما عندما تواجه شتاء قارسا في أماكن إيواء مواردها محدودة للغاية بدلا من الراحة التي تنعم بها في منزلك.”

وحالت الثلوج أيضا دون بدء الأمم المتحدة في نقل إمدادات الإغاثة جوا من العراق إلى عشرات الآلاف من السكان في المناطق الكردية النائية بشمال شرق سوريا.

وغطت عاصفة ثلجية نادرة في شدتها منطقة القدس وأجزاء من الضفة الغربية المحتلة يوم الجمعة فأصابت الحياة وحركة المرور بالشلل.

وذكرت السلطات الإسرائيلية أن ثلوجا بلغ ارتفاعها 50 سنتيمترا على الأقل سقطت منذ يوم الخميس ويتوقع تساقط المزيد يوم الجمعة.

وقال نير بركات رئيس بلدية القدس “خلال سنوات عمري الأربع والخمسين لا أتذكر مشهدا كهذا لا أستطيع أن أتذكر شيئا بهذا الكم.”

وساعد الجيش الاسرائيلي الشرطة في إنقاذ مئات الأشخاص الذين حوصروا في سياراتهم على الطرق السريعة قرب القدس. وتم إيواء أكثر من 500 شخص في مركز مؤتمرات بالمدينة بعد تحويله إلى مأوى مؤقت.

ورغم هبوب العاصفة التقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس يوم الجمعة في مسعى لتحريك محادثات السلام المتعثرة. والتقى كيري مع الرئيس الفسلطيني محمود عباس في مدينة رام الله بالضفة الغربية يوم الخميس.

وأجبرت العاصفة كيري على تقليص مدة جلسته مع عباس للعودة إلى إسرائيل قبل إغلاق الطرق والمعابر.

وفوجئ سكان غزة بغطاء فريد من الثلج وأخذوا يلتقطون صورا لمشاهد الثلوج. غير أن الأراضي الفلسطينية تعرضت أيضا لأمطار غزيرة أغرقت الشوارع وأغلقتها واستخدم عمال الطوارئ قوارب الصيد لإجلاء 700 شخص من منازلهم وتقديم الأغذية والأغطية والمصابيح لمئات آخرين محاصرين وسط المياه.

وقالت الخطوط الجوية التركية على موقعها الإلكتروني إن تساقط الثلج على مدى يومين في تركيا دفعها إلى إلغاء 240 رحلة جوية داخلية وخارجية يوم الخميس في مطارات البلاد وامتدت التأخيرات لساعات.

من ستيفن كالين

(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

مرصد: مسلحون من القاعدة يحتجزون 120 من أكراد سوريا قرب حدود تركيا

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن مقاتلين إسلاميين على صلة بتنظيم القاعدة خطفوا 120 على الأقل من الأكراد السوريين يوم الجمعة من قرية بمحافظة حلب قرب الحدود التركية.

وأضاف المرصد ومقره بريطانيا ان مقاتلين من الدولة الاسلامية في العراق والشام دخلوا قرية احرص على بعد 20 كيلومترا جنوبي بلدة اعزاز الحدودية واقتادوا الأسرى وبينهم ست نساء على الأقل إلى مكان غير معلوم.

وأشار المرصد الذي يعتمد على شبكة من المصادر في أنحاء سوريا إلى انه استقى هذه المعلومات من مصادر عربية وكردية في قرية احرص وحولها. ولم يتسن لرويترز على الفور التحقق من صحة التقرير.

وحادث الجمعة هو الأحدث في سلسلة من عمليات القتل والخطف التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام هذا الشهر والتي استهدفت الأكراد في شمال سوريا حيث اندلعت الاشتباكات مرارا في الأشهر القليلة الماضية بين الإسلاميين وغالبيتهم من العرب السنة والمقاتلين الأكراد.

ويتبادل الأكراد والإسلاميون المتشددون السيطرة على شمال شرق سوريا الذي تسكنه أغلبية كردية. ويعارض الاسلاميون بشدة ما يشتبهون في أنه خططا كردية للانفصال.

وقال المرصد إن مسلحي الدولة الإسلامية في العراق والشام خطفوا 51 مدنيا كرديا من بلدتي منبج وجرابلس في شمال شرق محافظة حلب منذ بداية ديسمبر كانون الأول من بينهم ثماني نساء وطفلان.

وأضاف المرصد أن الدولة الإسلامية في العراق والشام طردت أيضا 15 عائلة كردية مرتبطة بحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي من منازلهم في محافظة إدلب.

وقالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي يوم الجمعة إن كلا من مقاتلي المعارضة والقوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد كثفوا في الآونة الأخيرة من عمليات الخطف.

وقالت “في الأشهر القليلة الماضية شهدنا ارتفاعا كبيرا ومزعجا في حوادث خطف المدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء والصحفيين وشخصيات دينية علاوة على استمرار الاخفاء القسري للأفراد على أيدي القوات الحكومية.”

ويقدر عدد الأكراد السوريين بأكثر من مليونين من بين 25 مليون كردي موزعين بين سوريا وتركيا وإيران والعراق. وكثيرا ما يوصف الأكراد بأنهم أكبر جماعة عرقية في العالم بدون دولة.

ويرى الأكراد السوريون الذين تعرضوا للقمع على أيدي بشار وكذلك على أيدي والده الرئيس الراحل حافظ الأسد في الحرب الأهلية السورية فرصة للحصول على قدر أكبر من الحكم الذاتي مثلما فعل ذووهم في العراق الذين عززوا حكمهم الذاتي في سنوات الاضطراب هناك.

(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

واشنطن تتعهد بدعم المعارضة السورية رغم مشاكلها

واشنطن (رويترز) – قال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل يوم الخميس إن الولايات المتحدة قلقة من المشاكل التي تواجه المعارضة السورية المدعومة من الغرب لكنها ستواصل دعمها لقائد الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس والمعارضة المعتدلة.

وعلقت الولايات المتحدة وبريطانيا المساعدات غير المميتة لشمال سوريا عقب تقارير عن استيلاء مقاتلين إسلاميين على مخازن أسلحة تابعة لمقاتلي المعارضة المدعومين من الغرب وهو ما يسلط الضوء على المخاوف من وقوع الإمدادات في أيدي جماعات غير مرغوب فيها.

وقال الائتلاف الوطني السوري المعارض يوم الخميس إن جناحه العسكري دعا مقاتلين إسلاميين لتأمين مستودعات أسلحته على الحدود التركية بعد هجوم لمتشددي القاعدة.

وقال هاجل في مؤتمر صحفي بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) “ما حدث هنا في اليومين الماضيين يعكس بوضوح مدى تعقد هذا الوضع وخطورته وصعوبة التبنؤ به.”

وأضاف هاجل صراحة أن واشنطن ما زالت تدعم إدريس وستواصل تقديم المساعدات الإنسانية.

واستطرد قائلا “لكن هذه مشكلة.. ما حدث هنا مشكلة كبرى. وسنضطر للعمل عليها وإدارتها مع اللواء إدريس والمعارضة المعتدلة.”

ويسلط تعليق المساعدات الأمريكية والبريطانية لشمال سوريا الضوء على أزمة في قيادة المعارضة التي تسعى لنيل دعم دولي لتعزيز مصداقيتها ومنع المقاتلين من الانضمام للجماعات المدعومة من تنظيم القاعدة والتي تتصدر حاليا الحرب ضد الاسد.

وانكشف ضعف القدرات العسكرية للمعارضة بعد عجزها عن السيطرة على مخازنها دون مساعدة الجماعات الإسلامية.

وقال هاجل ردا على سؤال بخصوص الحل المحتمل “ليس من الجيد أن تنتكس المعارضة المعتدلة. لكن ذلك ما نتعامل معه.” وأضاف “نعمل مع المعارضة المعتدلة وحلفائنا في المنطقة وسنستمر في ذلك.”

وعبر هاجل عن أمل واشنطن في إيجاد حل دبلوماسي نهائي للأزمة.

لكن في حين تواصل القوى العالمية المنقسمة سعيها لجمع مقاتلي المعارضة والحكومة السورية لإجراء محادثات يبدو أن المتشددين الإسلاميين يكتسبون قوة دفع أكبر بالمقارنة مع القوى المعتدلة المدعومة من الغرب.

وقال هاجل “هناك كثير من العناصر الخطيرة. نعرف (جبهة) النصرة والقاعدة وحزب الله .. جماعات متطرفة وإرهابية مشاركة في هذا (الصراع).”

وأضاف “لذا ليس الأمر مجرد اختيار سهل بين الأخيار والأشرار هنا.”

(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

من فيل ستيوارت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى