أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 14 شباط 2014

الإبراهيمي: وعد أميركي – روسي بحل العقد

لندن، نيويورك، جنيف، موسكو، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

أعلن المبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي أمس، بعد لقائه مسؤولين أميركيين وروساً في جنيف، أن سورية «في نفق مظلم»، وان الجهود ترمي إلى البحث عن «ضوء في نهاية النفق»، مؤكداً أن موسكو وواشنطن وعدتا بـ «المساعدة لحلحلة العقد».

وكان الإبراهيمي التقى نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان، بعد فشل المفاوضات بين وفدي النظام السوري و «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بالاتفاق على جدول أعمال، نظراً إلى إصرار النظام على أولوية «مكافحة الإرهاب» وطرح المعارضة ورقة لتشكيل هيئة حكم انتقالية.

وأوضحت مصادر المعارضة السورية أن وفد النظام رفض فكرة إجراء مفاوضات موازية بين الملفين أو إقرار جدول أعمال اقترحه الإبراهيمي وتضمن أربعة عناصر تتعلق بوقف العنف وهيئة الحكم الانتقالية والمصالحة الوطنية ومؤسسات الدولة السورية بين التغيير والاستمرارية.

وأعلن الإبراهيمي في مؤتمر صحافي: «عقدت اجتماعاً لساعتين مع شيرمان وغاتيلوف. قدمت لهما تقريراً مفصلاً حول المحادثات التي أجريناها وما زلنا نجريها مع الطرفين السوريين»، مشيراً إلى أن الطرفين الأميركي والروسي «جددا تأكيد دعمهما ووعدا بالمساعدة هنا وفي عاصمتيهما على حلحلة العقد». وزاد: «الفشل يحدق دائماً في وجوهنا… لكن في ما خص الأمم المتحدة، لن نترك حجراً واحداً من دون تحريكه إذا كان ثمة إمكان للتقدم». وأكد أنه «في حال عدم وجود هذا الإمكان، سنقول ذلك». وأوضح رداً على سؤال أنه لم يبحث بعد إجراءات جديدة لبناء الثقة في سورية، بعد الهدنة التي عقدت في حمص في وسط سورية. وكانت لندن وواشنطن دعتا النظام السوري إلى الإفراج عن عشرات الأشخاص الذين أوقفتهم السلطات الأمنية لاستجوابهم بعد خروجهم من حمص المحاصرة. وأعلن محافظ حمص طلال برازي تمديد الهدنة ثلاثة أيام أخرى لإدخال مساعدات إلى الأحياء المحاصرة والسماح بخروج المزيد من المدنيين. وأشار إلى أن أسبوعاً من الهدنة أدى إلى إجلاء 1400 شخص حتى الآن، بينهم 220 شخصاً لا يزالون يخضعون للاستجواب من جانب أجهزة الأمن السورية.

وفي نيويورك، طرحت روسيا مشروع قرار مضاداً في مجلس الأمن يتركز على «محاربة الإرهاب في سورية» لمواجهة مشروع قرار إنساني مدعوم من الدول الغربية يركز على رفع الحصار عن المناطق المدنية ويدين الانتهاكات ضد المدنيين من جميع الأطراف، واستخدام السلطات السورية البراميل المتفجرة.

واجتمع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس مساء الأربعاء حيث وزع السفير الروسي فيتالي تشوركين مشروع القرار. ووصف ديبلوماسي اطلع على النص الروسي المشروع بأنه نص ضعيف ولا يتضمن أي قضايا إشكالية». وأوضح أن «النص الروسي تضمن فقرات تدعو إلى وقف العنف وردت في النص المدعوم غربياً، ولكن من دون أي إشارة إلى المحكمة الجنائية الدولية أو حصار المناطق السكنية أو مرور المساعدات عبر الحدود مع الدول المجاورة».

وقال ديبلوماسي غربي في مجلس الأمن إن روسيا «إنما تعمد من وراء توزيع مشروع قرارها الإيحاء بأنها منخرطة في المشاورات بهدف تضييع الوقت وإطالة أمد المباحثات في محاولة لتجاوز فترة الألعاب الأولمبية الشتوية على أراضيها».

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن في موسكو في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري نبيل فهمي، أن بلاده قدمت مسوّدتي قرارين لمجلس الأمن في شأن إدخال المساعدات الإنسانية و «محاربة الإرهاب» في سورية.

ميدانياً، قُتل أكثر من خمسين شخصاً بغارات شنتها طائرات حربية على أحياء في حلب وريفها، حيث وثق نشطاء سقوط 42 برميلاً أمس، في وقت أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنه وثق مقتل 421 مواطناً بينهم 109 أطفال دون سن الثامنة عشرة و 52 مواطنة خلال الأيام الـ 12 الماضية «جراء القصف بالبراميل المتفجرة التي ألقتها الطائرات المروحية على أحياء مدينة حلب، ضمن الحملة التي يقودها العميد الركن سهيل الحسن للسيطرة على هذه الأحياء». وأشار «المرصد» إلى أن هذه الحملة أسفرت عن «تهجير عشرات الآلاف من سكان هذه الأحياء»، وإلى أن «أكثر من 92 بالمئة من الذين استشهدوا بالبراميل القذرة هم من المدنيين». وزاد «المرصد» أن هذه الحصيلة جاءت لـ «تفند ادعاءات نائب وزير خارجية النظام السوري (فيصل المقداد) من أن هذه البراميل ألقيت لحماية المواطنين».

وفيما تواصلت الغارات الجوية على مدينة يبرود في القلمون مع توقعات باقتحام هذه المدينة الواقعة في شمال دمشق، أعلن 49 فصيلاً في «الجيش السوري الحر» في دمشق وريفها والقنيطرة ومنطقة القلمون عن التوحد تحت اسم «الجبهة الجنوبية» بهدف الوصول الى «سورية حرة ومستقلة ومستقرة». وجاء في بيان التأسيس: «نحن الصوت المعتدل والذراع القوي لشعب سورية، إننا نقاتل لتحرير سورية من الاستبداد والتطرف والدفاع عن حق الشعب السوري باختيار حكومة تمثله». وزاد أن التكتل الجديد يضم 30 ألف مقاتل و «يريد حكومة جديدة تعكس إرادة الشعب السوري وتحترم الأقليات بعد سقوط الأسد».

كيري: أوباما طلب خيارات سياسية جديدة في سورية

بكين – رويترز

أعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري، اليوم، أن الرئيس باراك أوباما طلب خيارات سياسية جديدة محتملة في سورية نظراً إلى تدهور الوضع الإنساني هناك.

وقال كيري للصحافيين خلال زيارة لبكين: “طلب منا جميعاً أن نفكر في خيارات عدة قد توجد وقد لا توجد”، أضاف: “عملية التقييم لم تقدم، ولكن حين تتضح هذه الخيارات وحين يطلبها الرئيس ستجري بالقطع مناقشات حولها”.

كذلك طلب كيري من الصين مزيداً من “الشفافية” بعد التوتر الذي أثاره قرار بكين الأحادي بإقامة “منطقة للدفاع الجوي” في بحر الصين الشرقي.

وقال كيري “لقد اعربنا بوضوح عن شعورنا بالنسبة الى الاعلانات الاحادية”.

وأضاف “ينبغي ان نامل في ان تتخذ السلطات الصينية الاجراءات المستقبلية بطريقة منفتحة جداً وشفافة”.

المعارضة السورية: هناك جولة ثالثة لمحادثات جنيف

جنيف – رويترز

أعلن مسؤول في المعارضة السورية، اليوم، أن الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي يعتزم عقد جولة ثالثة من محادثات السلام مع اقتراب المفاوضات من انتهاء أسبوعها الثاني.

وقال مفاوض المعارضة السورية أحمد جقل ان “الابراهيمي ابلغ المعارضة ان المحادثات ستستمر وانه ستعقد جولة ثالثة، لكنه لم يحدد موعداً. وأضاف انه ربما تعقد جلسة محادثات السبت المقبل”.

أجهزة الأمن البريطانية تخشى اختطاف متطرّفين إسلاميين قوافل الإغاثة إلى سورية

لندن – يو بي أي

أبدت أجهزة الأمن البريطانية خشيتها من إقدام متطرفين إسلاميين على اختطاف قوافل الإغاثة المتجهة إلى سورية، بعد مصادرة عشرات الآلاف من الجنيهات الاسترلينية من قوافل إغاثية قبل مغادرتها المملكة المتحدة.

ونشرت صحيفة “دايلي ميل” ان قوافل المساعدات الخيرية إلى سورية تخضع للتحقيق من قبل شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية بسبب مخاوف من أنها تدعم مسلّحي تنظيم “القاعدة” هناك.

وأضافت أن متطوعين بريطانيين يقطعون مسافة تصل إلى نحو 3000 كيلومتر من المملكة المتحدة إلى سورية في قوافل من سيارات الإسعاف القديمة المحملة بالامدادات، بما في ذلك المواد الغذائية والمعدّات الطبية، وتخشى الأجهزة الأمنية البريطانية من اختطافها من قبل متطرّفين إسلاميين عازمين على دعم الشبكات الجهادية في سورية.

وأشارت الصحيفة إلى أن عبد الوحيد مجيد (41 عاماً)، الذي يُعتقد أنه أول بريطاني ينفّذ عملية انتحارية في سورية وكان فجّر شاحنة مليئة بالمتفجرات في سجن حلب المركزي الأسبوع الماضي، كان من بين الذين سافروا إلى سورية تحت شعار العمل الخيري ضمن قافلة مساعدات جمعها مسجد بلدة كرولي حيث كان يقيم.

ونسبت إلى قائد شرطة لندن برنارد هوغن هاو قوله: “نشعر بقلق بالغ ازاء عدد البريطانيين الذين يسافرون إلى سورية لأسباب انسانية للمشاركة في الحرب الدائرة هناك، وهناك مئات منهم في سورية الآن قد يكون بعضهم أُصيب أو قُتل”.

وأضاف هاو: “مصدر ققلنا الأكبر هو احتمال أن تكون لدى هؤلاء البريطانيين شبكة من الناس الذين دربوهم على استخدام الأسلحة، بعد عودتهم إلى المملكة المتحدة”.

وقالت الصحيفة إن الشرطة البريطانية تراقب عن كثب عدداً من الجمعيات الخيرية الإسلامية التي تجمع التبرعات لجهود الإغاثة في سورية، ومن بينها جمعية الفاتحة التي حصلت على تبرّعات مقدارها 140 ألف جنيه استرليني جمعها مسجد في بلدة كرولي.

وأضافت أن اللجنة الخيرية، المسؤولة عن عمل المنظمات الخيرية في بريطانيا، تراقب أيضاً جمعية الفاتحة بسبب نشاطاتها في سورية، وأعربت عن قلقها من أن بعض المنظمات جمعت مئات الآلاف من الجنيهات الاسترلينية من التبرعات، على رغم أنها غير مسجلة كجمعيات خيرية.

ونقلت الصحيفة عن وليام شوكروس، رئيس اللجنة الخيرية، أن “وصول بعض الأموال الخيرية في نهاية المطاف إلى أيدي الجماعات الارهابيين أمر لا مفرّ منه”.

وتقدّر أجهزة الأمن البريطانية أن ما يصل إلى حوالى 600 بريطاني يشاركون في القتال الدائر في سورية منذ نحو 3 سنوات مع الجماعات الجهادية، وذكرت مصادر صحافية أن 20 واحداً منهم لقوا مصرعهم هناك.

روسيا: البعض يستغل محادثات السلام سعياً إلى تغيير النظام في سورية

موسكو – رويترز

اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مؤيدي المعارضة السورية بالسعي الى “تغيير النظام”. وقال ان تشكيل هيئة حكم انتقالي يجب ألا يكون الهدف الوحيد لمحادثات السلام في جنيف.

وقال لافروف ان هناك محاولات جارية لإخراج محادثات السلام عن مسارها ولمح الى ان المعارضة السورية ومن يؤيدونها هم الذين يتحملون المسؤولية، قائلاً ان التحذير من أن المحادثات لا يمكن ان تستمر الى ما لا نهاية، ليس إيجابياً ولا منطقياً، بعد جولتين فقط من المحادثات.

الاجتماع الثلاثي في جنيف “كان سيئاً جداً” لكن الابرهيمي انتزع تمديداً لعملية التفاوض

جنيف – موسى عاصي

انتقلت الأزمة السورية الى ميدان لا مكان فيه للاعبين الصغار، ونشاط الوفدين المفاوضين بات محكوماً بعلاقة شبيهة بعلاقة الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن. وقد ظهر الخلاف بين الطرفين بتجلٍ في الحراك الذي شهدته مدينة جنيف خلال الساعات الـ48 الاخيرة. وفي حين غابت المواقف الاميركية المباشرة عن الإعلام، تكفل الروس إظهار الأزمة بكل تجلياتها من خلال المواقف التي اعلنت والتي أبرزت ابتعاداً الى أقصى الحدود عن منطق علاقة دولتين راعيتين للمفاوضات.

وجُلَ ما أمكن الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الإبرهيمي انتزاعه من مساعدة وزير الخارجية الاميركي ويندي شيرمان ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف بعد ظهر أمس في المقر الاوروبي للامم المتحدة، هو تمديد للتفويض باستمرار عملية التفاوض من دون أن يكون لذلك أي رصيد يستخدمه الممثل الخاص في سعيه الى فتح ثغرة في الجدار السميك الذي يفصل بين طرفي النزاع السوريين.

وانتقدت أوساط ديبلوماسية غربية في جنيف عبر “النهار” الجانب الروسي بسبب ما قالت انه تبنيه الكامل للموقف السوري وإصراره على عدم مناقشة أي طرح خارج هذا الاطار. واستشهدت بحديث أدلى به غاتيلوف عصر الاربعاء في جنيف ودعا فيه الى “البحث في كل المسائل الملحة وهي محاربة الإرهاب ودراسة الوضع الإنساني وإمكان التوصل الى هدنة تسمح بإيصال المساعدات الإنسانية الى أكثر من مدينة في سوريا، والحديث بشكل عام عن المستقبل السياسي لسوريا”. واعتبرت أن عدم ادراج البند المتعلق بتشكيل الهيئة الانتقالية ضمن أولويات الجانب الروسي أمر مستغرب ويتعارض مع وثيقة جنيف.

ووضع الابرهيمي خلال مؤتمر صحافي، اللقاء الثلاثي في اطار اللقاءات الدورية “لإطلاع الدولتين الراعيتين على تطورات المفاوضات”، وأعلن دعم الروس والأميركيين “لكل ما نسعى الى القيام به ووعدونا بتقديم المساعدة هنا أو في عواصمهم أو في أي مكان آخر من أجل زحزحة المواقف”.

وسألته”النهار” عما اذا كانت ثمة نية لعقد جلسة جديدة اليوم أو جولة جديدة من المفاوضات، قال: “ان شاء الله”، لكنه رفض تحديد موعد لهذه الجولة. وفي اشارة الى أن الجولة المقبلة لن تكون قريبة، أوضح أنه سيقوم بزيارة نيويورك من أجل تقديم تقريره الدوري عن المفاوضات السورية الى الامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون “وربما الى مجلس الأمن”، رافضاً تحديد موعد لهذه الزيارة. ونقل الابرهيمي موقفاً مغايراً للموقف الروسي حول طرح التوازي بين البندين الأول والثامن من وثيقة جنيف1 قائلاً: “لا أعتقد أنهم يعارضون الفكرة، لن نحل العنف والإرهاب ولن نتوصل الى الهيئة الانتقالية هذا الاسبوع والهدف هو وضع هذه النقاط على الطاولة”.

وردا على سؤال عما إذا كانت العملية كلها قد فشلت، قال: “الفشل يحدق بنا دوماً”.

وتعليقاً على اللقاء الثلاثي، قال مصدر رسمي في وزارة الخارجية الاميركية إن الحديث تناول سبل بذل الجهود الافضل لدفع جنيف2، وأضاف: “نقرّ بان المفاوضات صعبة والحوار ركز على مجموعة المشاكل التي تواجه هذه المفاوضات”. وأشار الى أن وفد “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” قدم خلال المفاوضات مجموعة من الاقتراحات البناءة، مشدداً على مواصلة العمل الدؤوب من أجل مواصلة هذه المفاوضات وعلى أن الولايات المتحدة ستواصل دعمها لعملية التفاوض “من أجل أن تتقدم”.

وبعد اللقاء الثلاثي في مقر الامم المتحدة، عاد ممثلا الدولتين الراعيتين كل الى حليفه لإطلاعه على فحوى اللقاء وما توصل اليه من نتائج، وعلى هذا الاساس التقت شيرمان وفد الائتلاف في فندق “الانتركونتيننتال”، كما زار غاتيلوف وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مقر اقامته في “فندق “السلام”.

وصرح عضو وفد المعارضة بدر جاموس عقب الاجتماع مع شيرمان إن اجتماعها مع الابرهيمي وغاتيلوف “لم يكن ناجحا”.

وقال المعلم: “لا نزال مستمرين في المسار السياسي وفق بيان جنيف وسنحضر الجولة المقبلة عندما يتم الاتفاق معنا على موعدها”

وكانت اللقاءات الجانبية قد توسعت في ساعات بعد الظهر، عقد لقاء مفاجئ جمع قسماً من الوفد الروسي المتابع للمفاوضات والوفد السوري المعارض في مقر اقامة الوفد السوري المعارض من دون حضور غاتيلوف، مما اعتُبر احتجاجاً على عدم حضور رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا الى جنيف كما كان مقرراً للقاء غاتيلوف أمس. وعلم في هذا الاطار من مصادر في الائتلاف السوري أن الجربا لم يحضر للقاء غاتيلوف احتجاجاً على المواقف الروسية الأخيرة “التي عقدت الامور أمام المفاوضات بدل العمل على تسهيلها من خلال الضغط على حليفها (الرئيس السوري) بشار الاسد”. ووصفت هذه الاوساط الموقف الروسي بانه”مشين” ولا يأبه “لآلام الشعب السوري”. واعربت عن خيبة امل كبيرة من موقف موسكو وخصوصاً الحراك الديبلوماسي في الامم المتحدة في نيويورك.

واعلنت الامم المتحدة إن الابرهيمي سيجتمع اليوم مع الوفدين السوريين في مفاوضات السلام لاجراء مزيد من المحادثات في جنيف.

وفي نيويورك (علي بردى) قال المندوب الروسي الدائم لدى الامم المتحدة السفير فيتالي تشوركين ان بلاده منفتحة على دمج مشروع القرار الانساني الذي قدمته الى مجلس الامن في شأن سوريا مع مشروع القرار الذي قدمته اللوكسمبور وأوستراليا والاردن واكد ان روسيا لا تحاول ان تكسب الوقت او انها تعمد الى المماطلة، مشيراً الى انها تعمل على اصدار بيان رئاسي في شأن مكافحة الارهاب.

الخلافات السورية تترك مهمة الابراهيمي في العراء!

جنيف: عراك سياسي أميركي ـ روسي

محمد بلوط

لم تفلح المحاولة الإبراهيمية لجر الروس والأميركيين إلى احترام تعهداتهم، وتقديم خدماتهم كل مع حليفه، لإنقاذ “جنيف ١”. اكتشف الوسيط الدولي أن مساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، يشبهان كثيرا في خطابهما، ما يقوله رئيس وفد “الائتلاف” هادي البحرة، أو رئيس الوفد الحكومي السوري بشار الجعفري.

الاستنجاد بالروسي والأميركي لم يكن فكرة موفقة. وبحسب مصادر ديبلوماسية فقد تحول الاجتماع الثلاثي، بين الإبراهيمي وغاتيلوف وشيرمان، إلى عراك شبيه بكل عراك تشهده الاجتماعات السورية. وواجه الإبراهيمي المصاعب نفسها لإيجاد أرضية مشتركة بين الروس والأميركيين، الذين وقف كل منهم عند خط تماس وخندق حليفه، “الائتلافي” لدى شيرمان، والحكومي لدى غاتيلوف.

وخلال الاجتماع الذي دام ساعتين طويلتين، لم يتوقف الروس والأميركيون عن الدفاع عن مواقف حلفائهم، بدلا من التوافق على وساطة تعين الإبراهيمي، وتستجيب لطلبه الضغط على الطرفين السوريين لتقديم تنازلات، لا بد منها للتفاوض. فركزت شيرمان على أولوية البحث بـ”هيئة الحكم الانتقالية” وآلياتها، ودافعت عن وجهة نظر “الائتلافيين”، باللغة نفسها التي يدافع بها أعضاء الوفد “الائتلافي” عن مواقفه. وحملت الطرف الحكومي والروسي المسؤولية عن إخفاق الإبراهيمي في العثور على مدخل، لا يزال بعيدا عن مفاوضات جدية.

ودافع غاتيلوف عن موقف الحكومة السورية، وصواب موقفها بضرورة مباشرة المفاوضات بترتيب تسلسلي، بدءا من البحث بوقف العنف ومكافحة الإرهاب. وحمل “الائتلافيين” والأميركيين مسؤولية الطريق المسدود الذي وصلت المفاوضات إليه.

وقال مصدر ديبلوماسي إن الإبراهيمي محبط من إقناع الراعيين بالتصرف كقوى دولية صاحبة المبادرة إلى جنيف. وتحول النقاش إلى مواجهة بين الإبراهيمي ومعه شيرمان من جهة، وغاتيلوف من جهة أخرى.

وعبر الروس عن استيائهم من تدخل الإبراهيمي، وخروجه من موقع الحيادي المفترض، وابلغ احدهم السوريين عن تحدثه “بتعال” عن أداء الوفد الحكومي السوري. وقال مصدر روسي إن الإبراهيمي انضم إلى الأميركيين واتهم بشار الجعفري بتحمل المسؤولية عن فشل الجولة الثانية، بسبب إصرار الجعفري على عدم البحث بأي بند من جدول الأعمال الذي تقدم به المبعوث الأممي، إلا بند وقف العنف ومكافحة الإرهاب.

وأجاب غاتيلوف انه لا يرى أولوية أهم واكبر من التحدث ببند مكافحة الإرهاب حاليا. وردت شيرمان بالقول إن البحث بالحكومة الانتقالية يبرهن عن الجدية في تناول المفاوضات والسير بالعملية السياسية. وقال غاتيلوف، لمحادثيه شيرمان والإبراهيمي، إن النافذة تضيق، والوقت يضيع، ويزداد التوتر خلال هذا الوقت، ليس في سوريا وحدها، وإنما في المنطقة بأسرها.

ورفض غاتيلوف عرضا من شيرمان بالدخول اليوم إلى جلسة مشتركة بين الوفدين السوريين والإبراهيمي، لممارسة ضغوط مباشرة، والتدخل في المفاوضات خلال الجلسة. وقال غاتيلوف انه من غير المقبول الدخول على اجتماع سوري ـ سوري، كما أن “جنيف 1” لا ينص على ذلك، وهو تصرف يمس بالسيادة السورية، التي لا يمكن تجاوزها.

وقال مصدر ديبلوماسي إن الإبراهيمي اضطر إلى وقف الاجتماع، ورفع الجلسة بعد تصاعد الخلافات بين الأميركيين والروس، وتحولها من جلسة لطلب وساطتهما، إلى جلسة عاصفة اضطرت الإبراهيمي إلى التوسط بينهما. وطلب المبعوث الأممي من الطرفين الاتصال بـ”الائتلاف” والحكوميين لإقناعهم بالبقاء على تعهداتهم بمواصلة المفاوضات، شريطة العودة إليها بنيات صادقة، لطرح موضوعي وقف العنف وهيئة الحكم الانتقالي، بطريقة متزامنة، وان ينخرطوا في العملية بطريقة جدية.

وقال الإبراهيمي، في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع الثلاثي، “قدمت لهما تقريرا مفصلا حول المباحثات التي أجريناها، وما زلنا نجريها مع الطرفين السوريين، وجددا تأكيد دعمهما ووعدا بالمساعدة هنا وفي عاصمتيهما على حلحلة العقد، لأننا حتى الآن لم نحقق تقدما كبيرا”. وأضاف “الفشل يحدق دائما في وجوهنا. في ما خص الأمم المتحدة، لن نترك حجرا واحدا من دون تحريكه إذا كان ثمة إمكانية للتقدم. وفي حال عدم وجود هذه الإمكانية، سنقول ذلك”. وقال إن الطرفين “باتا أكثر تقبلا لفكرة وجود الطرف الآخر، لكن لا اعتقد أن أي صداقات قد عقدت”.

وليلا، ابلغ غاتيلوف وزير الخارجية السوري وليد المعلم بأحداث الجلسة الثلاثية، ووصفها بأنها كانت سيئة ومعقدة وصعبة جدا.

وكما كان منتظرا لن يغير الروس من دعمهم للمقاربة السورية لمفاوضات جنيف، ومواصلة العمل على إطلاق المفاوضات من نقطة مكافحة الإرهاب. ويبدو بعيدا عن الواقع أن يعمل الروس على إقناع حليفهم السوري بالتراجع عما بات مطلبهم، وعنوان هجومهم في مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار ينص على مكافحة الإرهاب. ويسعى القرار إلى إلزام الأتراك والسعوديين والقطريين بوقف تمويل البؤر “الجهادية” على المقلب السوري – التركي، والذي يرى فيه الروس تهديدا مباشرا لأمنهم القومي، وامن الجمهوريات المتحالفة معهم في آسيا الوسطى.

ولا يبدو أن الروس سيلبون طلب الإبراهيمي بالضغط على حليفهم السوري، إذ ابلغ غاتيلوف الجانب السوري، ضرورة أن يواصلوا المطالب نفسها، والتمسك بمطلب مكافحة الإرهاب قبل كل شيء. وبحسب مصادر عربية في جنيف، قال غاتيلوف للمعلم انه تلقى توجيهات من وزير الخارجية سيرغي لافروف بعدم ممارسة أي ضغوط على الجانب السوري، والبقاء على المواقف نفسها.

وقال المعلم، خلال لقائه غاتيلوف، “إننا مستمرون في هذه الجولة بكامل الجدية والجهوزية والمسؤولية لتطبيق بيان جنيف واحد، ومواصلة الحوار حول إنهاء العنف ومكافحة الإرهاب”. وأضاف “مازلنا مستمرين بالمسار السياسي وفق بيان جنيف وسنحضر الجولة المقبلة عندما يتم الاتفاق معنا على موعدها”.

وفي المقابل، قالت مصادر في المعارضة “الائتلافية” إن شيرمان أبلغت وفدا منهم خلال اجتماع في فندق “الانتركونتيننتال”، أن الاجتماع الثلاثي مع الإبراهيمي وغاتيلوف كان سيئا جدا، وغير بناء أو مثمر، وان الروس حاولوا “تحميلنا” مسؤولية الفشل، والتهرب من الأسئلة الحقيقية. وأبلغت شيرمان “الائتلافيين” أن الروس والحكوميين لن يتزحزحوا عن مواقفهم، وان الروس رفضوا ممارسة أي ضغط على الوفد الحكومي، وان الولايات المتحدة ستعمل على خطة بديلة تبلغهم إياها في اقرب وقت ممكن. كما ابلغتهم انه لن يتم تحديد موعد للجلسة الثالثة الا بعد ان يكون الابراهيمي قد تقدم بتقريره الى مجلس الامن الاسبوع المقبل. وقال عضو في الوفد “الائتلافي” في جنيف إن الأميركيين لم يعد لديهم حول أو قوة للتأثير في الموقف الروسي لتغيير مجرى المفاوضات.

وليلاً، أبلغ مسؤول غربي “الائتلافيين”، أنهم وجهوا تحذيراً إلى الروس بأنه إذا لم يحصل أي تطور إيجابي في موقفهم خلال الساعات المقبلة، فقد لا تعقد الجولة الثالثة من المفاوضات.

ويبدو العراء الديبلوماسي للأخضر الإبراهيمي كبيرا، بعد امتداد معارك السوريين إلى الروس والأميركيين أنفسهم، وانفضاض العون الدولي من حوله. ورغم ذلك لن يستقيل الديبلوماسي المخضرم، ولن يتخلى عن مهمته السورية المستحيلة. ويعود الوفدان إلى جلسة منفصلة اليوم، تسدل فيها الستائر على الجولة الثانية، وتنتهي بمؤتمر صحافي للابراهيمي.

تمديد هدنة حمص 3 أيام

المسلحون يحشدون لمعركة يبرود

طارق العبد

تاريخ المقال: 14-02-2014 01:51 AM

حالة من الترقب وحبس الأنفاس تعيشها جبال القلمون مع انطلاق المرحلة الثانية من المعارك بين القوات السورية والمسلحين، الذين يؤكدون أن جبهة يبرود لن تكون كغيرها، فخيارات المواجهة تختلف عن كل المناطق السابقة ما يعني أن المعركة لن تكون سهلة في آخر معاقل المقاتلين في المناطق الجبلية حول العاصمة.

وأشار «المركز الإعلامي في القلمون» المعارض الى غارات جوية على مزارع ريما المحيطة بيبرود التي تعرضت بدورها لقصف مدفعي وصاروخي استهدف احدها مقراً لـ«جبهة النصرة» بحسب قناة «الميادين» وسط إغلاق لكافة منافذ البلدة باستثناء ما يتصل بالأراضي اللبنانية.

وبثت قناة «المنار» صورا مباشرة من بلدة جراجير القريبة من يبرود، تظهر انتشار عناصر القوات السورية في البلدة ما يؤكد اقتراب التقدم البري، وهو ما اعتبره الناشطون انتصاراً إعلاميا على اعتبار أن البلدة خالية تماماً من السكان والمقاتلين، كما تحدثوا عن نزوح كثيف للأهالي باتجاه عرسال اللبنانية.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن وحدات من الجيش تقدمت باتجاه بلدة السحل، وعلى الطريق إلى المشرفة، فيما استهدفت تجمعات للمسلحين في جرود مدينة قارة، بينما بقي الطريق الدولي بين دمشق وحمص، والذي يمر بمختلف بلدات ومدن القلمون سالكاً من دون أي معوقات.

وتشير مصادر ميدانية إلى ان معركة يبرود هذه المرة لا تشبه أي مواجهة سابقة في مناطق القلمون، فخلافاً لدير عطية وقارة والنبك لا تطل يبرود مباشرة على الطريق الدولي، وهي محمية بين الجبال وضمن كهوف ومغارات صخرية ضخمة، ما يعرقل العمل العسكري بشكل كبير، يضاف إلى ذلك حجم التحصينات التي عمل المسلحون على إنشائها في البلدة، وتخزين كميات كبيرة من الأسلحة بما فيها مضادات الطيران.

ورغم سيطرة القوات السورية على مساحات واسعة من المنطقة وتحكمها بتلال تشرف على مواقع المسلحين، إلا ان بلدات، مثل رنكوس ومعلولا، لا تزال تحت سيطرة المعارضة، وقد تؤدي دوراً كبيراً في الدعم والمؤازرة، فيما يبدو واضحاً قرار قيادات المسلحين، بما في ذلك «جبهة النصرة» و«الكتيبة الخضراء» بعدم تركها تسقط بيد القوات السورية.

وتتوقع مصادر في المعارضة أن تطول المعركة لفترة أكثر من المتوقع، بسبب صعوبة المنطقة جغرافياً، وبسبب التكتيكات التي قد تتبعها الفصائل المسلحة للحيلولة دون سقوطها، كترك القوات السورية تتقدم إلى داخل يبرود ومن ثم القتال في الشوارع، وبذلك يتم تحييد سلاح الطيران، أو تلغيم الطرق ومداخل البلدة والاستعمال الكثيف لـ«الانغماسيين» والسيارات المفخخة، كما حصل في المواجهة السابقة قبل أشهر.

إلى ذلك، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، «تم إخراج 40 حالة مرضية من مخيم اليرموك». وكانت معلومات قد تواردت عن قيام عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بخطف 11 شخصاً من المخيم.

أما في حمص، فقد أعلن عن تمديد الهدنة ثلاثة أيام إضافية لاستكمال خروج المدنيين من الأحياء المحاصرة. وقال محافظ حمص طلال البرازي «تم تمديد وقف إطلاق النار لثلاثة أيام اعتبارا من اليوم (أمس) لإفساح المجال أمام خروج باقي المدنيين»، موضحا انه تم إجلاء 1400 شخص من المدينة القديمة المحاصرة منذ الجمعة الماضي.

وأضاف البرازي أن الرجال الذين يتم استجوابهم بعد إجلائهم سيفرج عنهم، موضحا أن السلطات السورية اعتقلت 390 رجلا في سن حمل السلاح لدى خروجهم من الأحياء المحاصرة في حمص وأفرج عن 111 منهم حتى الآن.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ادغار فاسكيز، في بيان، إن الحكومة تعهدت بإطلاق سراح الرجال بعد فحص أوضاعهم. وأضاف «نتوقع أن يفوا بتعهدهم». وتابع «بالنظر للتصرفات السابقة للنظام لا يمكن للمجتمع الدولي أن يأخذ ذلك كأمر مسلم به، وينبغي متابعة مصير هؤلاء الرجال. يواصل النظام احتجاز عدد كبير من المعتقلين في ظروف مروعة».

وفي لندن، طالب وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ «بالإفراج فورا» عن الرجال الذين أوقفوا لدى خروجهم من حمص. ورأى أن هناك «خطرا حقيقيا في أن يستخدم إجلاء المدنيين ذريعة لشن هجمات أكثر عنفا على حمص». وقال «على الأسرة الدولية أن تتوخى أقصى درجات الحذر في هذا الخصوص. هذه التطورات تساهم في تأكيد ضرورة إصدار قرار في مجلس الأمن الدولي نمارس ضغوطا بشأنه في نيويورك».

مقاتلو ‘داعش’ يفقدون السيطرة على عدة بلدات في حلب

دمشق- (د ب أ): أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن الكتائب الاسلامية والكتائب المقاتلة سيطرت على بلدات وقرى حريتان ورتيان وكفرحمرة وباشكوي وتل صيبين في محافظة حلب شمال سورية.

وذكر المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه ظهر الجمعة أن ذلك جاء إثر انسحاب مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) إلى مدينة اعزار حيث تدور اشتباكات عنيفة في محيطها بين مقاتلي “داعش” من جهة ومقاتلي الكتائب الاسلامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة وسط استقدام الطرف الثاني تعزيزات عسكرية الى المنطقة.

واستمرت الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية مدعمة بكتائب البعث الموالية للنظام من جهة ومقاتلي الكتائب الاسلامية المقاتلة من جهة أخرى في محيط قلعة حلب وفندق الكارلتون بحلب القديمة وسط قصف القوات النظامية على مناطق الاشتباك.

وشن الطيران الحربي غارة جوية على مناطق في يبرود في محافظة ريف دمشق ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر حتى اللحظة وسط قصف القوات النظامية مناطق في المدينة.

يوم حاسم في مفاوضات جنيف والابراهيمي يلتقي الوفدين السوريين على حدة

جنيف- (أ ف ب): تشهد الجولة الثانية من مفاوضات جنيف-2 يوما حاسما الجمعة، اذ يلتقي الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي الوفدين السوريين كلا على حدة، في محاولة للاتفاق على جدول أعمال غداة تعهد موسكو وواشنطن بالمساعدة على حلحلة العقد في المفاوضات.

ولم يتمكن الوفدان الحكومي والمعارض اللذان عقدا جلسة مشتركة واحدة خلال الجولة التي بدأت الاثنين ومن المقرر ان تختتم الجمعة، في الاتفاق على جدول اعمال المفاوضات، وسط خلافات حول الاولويات بين “مكافحة الارهاب” و”هيئة الحكم الانتقالي”.

وبدأ الإبراهيمي صباح الجمعة، اجتماعاً مع وفد النظام السوري على أن يلتقي بعده مباشرة بوفد المعارضة ضمن مفاوضات جنيف 2، حسب مصدر في الأمم المتحدة.

ويلتقي الابراهيمي قبل ظهر الجمعة الوفدين السوريين كلا على حدة.

وافاد دبلوماسي غربي مطلع على مسار المفاوضات مساء الخميس “لا اعتقد ما اذا كان غدا اليوم الذي نحقق فيه تقدما او نتوقف، لكن الاكيد انه سيكون اختبارا كبيرا لمعرفة ما اذا كان هذا المسار سيمضي قدما ام لا”.

اضاف “اذا كان يوم غد (الجمعة) سيئا، فالآفاق ستبدو قاتمة اكثر مما كانت عليه قبل اسبوع″.

واشار إلى أن المفاوضات وصلت الى “حائط مسدود، ولا اعرف ما اذا كنا سنتخطاه ام لا”. واضاف “اذا فشل الوفدان في الاتفاق على جدول اعمال، لا اعرف ما اذا الابراهيمي سيدعو الى جولة ثالثة”.

وكان الوسيط الدولي تلقى الخميس وعودا اميركية وروسية بالمساعدة على اخراج المحادثات من الطريق المسدود، وذلك اثر لقاء عقده مع نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الاميركي وندي شيرمان.

وقال الابراهيمي على الاثر “قدمت لهما تقريرا مفصلا حول المباحثات التي اجريناها وما زلنا نجريها مع الطرفين السوريين، (…) وجددا تأكيد دعمهما ووعدا بالمساعدة هنا وفي عاصمتيهما على حلحلة العقد، لاننا حتى الآن لم نحقق تقدما كبيرا”.

وتحدث عن صعوبة التوصل الى قاسم مشترك بين طرفين يخوضان حربا مدمرة اوقعت في حوالى ثلاث سنوات اكثر من 136 الف قتيل ودمرت البنى التحتية والبلاد وهجرت الملايين.

وقال ان “الفشل يحدق دائما في وجوهنا… في ما خص الامم المتحدة، لن نترك حجرا واحدا من دون تحريكه اذا كان ثمة امكانية للتقدم. وفي حال عدم وجود هذه الامكانية، سنقول ذلك”.

وعقد الدبلوماسيان اللذان بادرت بلادهما قبل اشهر للدعوة الى هذه المفاوضات، الى عقد لقاءات منفصلة مع الوفدين الحكومي والمعارض.

والتقى غاتيلوف الذي تعد بلاده ابرز حليفة لنظام الرئيس بشار الاسد، رئيس الوفد السوري وليد المعلم الاربعاء والخميس.

والتقت شيرمان مساء الخميس وفد المعارضة، وذلك بعد ساعات من لقاء الوفد مسؤولا روسيا.

واعلن عضو في الوفد المعارض اثر لقاء شيرمان ان “الامور ليست ايجابية”، متوقعا الا يكون ثمة جولة ثالثة في حال عدم تحقيق اي تقدم.

وقال بدر جاموس لوكالة فرانس برس “الامور ليست ايجابية”، مشيرا الى انه “يعود الى الابراهيمي تقرير ما سيحصل، لكن على الاغلب ان يكون غدا (الجمعة) اليوم الاخير”.

ويكمن الخلاف الاساسي القائم منذ بداية الجولة الاولى في كانون الثاني/ يناير حول اولويات البحث.

ففي حين تطالب المعارضة بالتركيز على مسالة هيئة الحكم الانتقالي التي تكون لها الصلاحيات التنفيذية الكاملة وتعمل على قيادة البلاد نحو الاستقرار والديموقراطية، يتمسك النظام بان المطلوب اولا التوصل الى توافق على “مكافحة الارهاب” الذي يتهم به مجموعات المعارضة المسلحة، مؤكدا ان الحوار حول مستقبل سوريا يكون على الارض السورية وان مصير الرئيس يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع.

وستكون الازمة المستمرة منذ منتصف آذار/ مارس 2011، على جدول اعمال لقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في كاليفورنيا الجمعة.

إلى ذلك، من المقرر ان تستأنف اليوم عمليات ادخال المساعدات واخراج المدنيين من الاحياء المحاصرة في مدينة حمص وسط سوريا.

واعتبرت منسقة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس الخميس ان اجلاء المدنيين ليس تقدما كافيا، مطالبة مجلس الامن الدولي باعطاء عمال الاغاثة “الوسائل المطلوبة للقيام بعملهم”.

واشارت إلى أن الامم المتحدة حصلت على “ضمانات لفظية” من طرفي النزاع، من دون اي تأكيد خطي على تمديد الهدنة في حمص.

واعلن محافظ حمص طلال البرازي امس انه تم تمديد الهدنة في حمص حتى مساء السبت، على ان يستانف ادخال المساعدات الغذائية واجلاء المدنيين الجمعة.

وكانت عواصم غربية طالبت دمشق الخميس بضمان الافراج عن عشرات الذكور تراوح اعمارهم بين 16 و55 عاما، اوقفوا بعد خروجهم من الاحياء المحاصرة خلال الاسبوع.

واعلن البرازي انه “تم توقيف 390 رجلا من الذين خرجوا (…) لاستجوابهم”، مشيرا الى الافراج عن سبعين منهم بعد “تسوية اوضاعهم”، ما يرفع عدد المفرج عنهم الاجمالي من الرجال الى 181، على حد قوله.

الا ان المرصد السوري لحقوق الانسان قال بعد ظهر الخميس ان المفرج عنهم 111، بينما يقول ناشطون في حمص ان العدد اقل من ذلك بكثير.

وخرج حتى الآن اكثر من 1400 شخص من الاحياء المحاصرة منذ حزيران/ يونيو 2012، من اصل حوالى ثلاثة الاف.

منظمة حقوقية تطالب النظام السوري بالإفراج عن 370 شخصاً تم إجلاؤهم من حمص

علاء وليد- الأناضول: طالب المرصد السوري لحقوق الإنسان، (منظمة حقوقية مستقلة)، النظام السوري بالإفراج عن 370 شابا ورجلا من ضمن الذين تم إجلاؤهم خلال الأيام الماضية من الأحياء المحاصرة في مدينة حمص وسط البلاد.

وفي بيان أصدره الخميس، طالب المرصد محافظ حمص طلال البرازي بالالتزام بالوعود التي أطلقها بالإفراج تباعاً عن 370 شابا ورجلا من ضمن الذين تم إجلاؤهم من أحياء حمص المحاصرة، خلال الأيام الماضية.

وأعلن محافظ حمص، عن تسوية أوضاع 70 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 15 و55 عاماً من الذين تم إجلاؤهم من حمص القديمة (جزء من الأحياء المحاصرة) مؤخراً، من بين 1400 شخص تم إجلاؤهم، دون أن يقدم توضيحات أخرى، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

وأشار المرصد إلى أن عدداً من الشبان الذين تم إجلاؤهم من أحياء حمص تم تسليمهم إلى فرع الأمن العسكري، (جهاز تابع لمخابرات النظام) و”ما يزال مصيرهم مجهولاً”، حسب تعبيره.

وبدأت منذ الجمعة الماضية، بناء على اتفاق بين الأمم المتحدة والنظام السوري والمعارضة عملية إجلاء عدد من السكان المحاصرين في 13 حياً بحمص ، تحاصرها قوات النظام السوري، منذ أكثر من عام ونصف، بحجة وجود مسلحين يسيطرون عليها، كما قامت بإدخال عدد من شاحنات المساعدات الإنسانية للسكان الراغبين بالبقاء داخلها.

ونص الاتفاق على السماح للنساء والأطفال وكبار السن بالخروج من الأحياء المحاصرة، ودون ذلك يقوم النظام السوري بتسوية أوضاعهم.

وأعلن محافظ حمص، الخميس، عن تمديد فترة إجلاء السكان المحاصرين لمدة 3 أيام، تنتهي السبت، لاستكمال عملية إجلاء المحاصرين وإدخال المساعدات الإنسانية.

وقال مارتن نسيركي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة الخميس، إن “الأمم المتحدة تعتقد أن نحو ألفين من المدنيين لا يزالون محاصرين داخل احياء في منطقة حمص القديمة بمدينة حمص”، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده بنيويورك.

الابراهيمي: ايقاف العنف وتشكيل هيئة انتقالية سورية لن يتحققا قريبا

جنيف ـ ‘القدس العربي’ من محمد واموسي: نجح الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي في انتزاع موافقة طرفي الأزمة السورية نظاما ومعارضة على جدول أعمال من أربع نقاط لجولة مفاوضات مقبلة.

ويتضمن جدول الأعمال النهائي بالترتيب النقاط التالية: وقف العنف ومكافحة الإرهاب، وتشكيل هيئة حكم انتقالية، ومؤسسات الدولة بين الاستمرارية والتغيير، وتحقيق المصالحة والحوار.

واحتج وفد النظام على استخدام كلمة التغيير في النقطة الثالثة في إشارة لرفضه أي مصطلح قد يشير لتنحي الرئيس بشار الأسد، وهو الاحتجاج الذي رفضه الابراهيمي.

واستنجد الأخضر الابراهيمي بموسكو وواشنطن لتحريك الركود في المفاوضات حين تباحث في جنيف ضمن اجتماع ثلاثي مع غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي وويندي شيرمان مساعدة وزير الخارجية الأمريكي.

وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع انه أخبر المسؤولين الروسي والأمريكية بتفاصيل محادثاته مع طرفي الأزمة، مؤكدا أن غاتيلوف وشيرمان وعداه بتقديم كل الدعم له من أجل تذليل العقبات.

وأضاف الإبراهيمي ‘حتى الآن لا نحرز تقدما ما يعني أن إيقاف العنف وتشكيل هيئة حكم انتقالية لن يتحققا هذا الأسبوع ولا الأسبوع المقبل ولا حتى الأسبوع الذي يليه’.

وفي سؤال بخصوص موعد تقديمه لتقرير عن المحادثات للأمم المتحدة قال الوسيط الدولي ‘لم أحدد بعد تاريخ ذهابي لنيويورك لكني سأذهب في المستقبل القريب لتقديم تقرير للأمين العام للأمم المتحدة ولمجلس الأمن’.

ورغم أن الابراهيمي لم يعقد جلسة تفاوض يوم الخميس بعد أن قرر التفرغ لاجتماعه مع ضيفيه نائب وزير الخارجية الروسي ومساعدة وزير الخارجية الأمريكي الا أن مصدرا مقرباً منه أخبر ‘القدس العربي’ أن وفد النظام حاول إفشال مفاوضات جنيف حين أصر على إصدار بيان مشترك باسم المتفاوضين حول مكافحة الإرهاب وهو ما رفضه المبعوث الدولي.

وقال مصدر لـ’القدس العربي’ إن الإبراهيمي خاطب الجعفري قائلا: هل تريد إفشال المفاوضات؟ من جانبها أبدت المعارضة امتعاضا شديدا من تحركات روسيا لدعم النظام في مجلس الأمن من خلال تقديم مسودتي قرار في مجلس الأمن واحد إنساني وآخر بشأن مكافحة الإرهاب يخدم موقف النظام.

وكانت موسكو قد لوحت باستخدام حق النقض الفيتو في مجلس الأمن لإبطال قرار غربي عربي حول الجانب الإنساني في سوريا.

وقال منذر أقبيق الناطق الرسمي باسم وفد المعارضة لـ’القدس العربي’ ان الروس يحاولون تفادي الإحراج من خلال استخدام الفيتو في قرار إنساني.

وأضاف ‘الروس يمارسون تحركا مضادا ضدنا ويكادون يتبنون مواقف النظام لكن معركتنا الديبلوماسية ضد النظام ودعم الروس له ستتواصل’.

في المقابل توصلت ‘القدس العربي’ من وفد المعارضة بنسخة من تقرير عاجل قدمه للإبراهيمي بشأن ارتكاب النظام مجازر ضد الأطفال.

وجاء في التقرير ‘سقط 36 طفلا سوريا ضحية براميل النظام المتفجرة حسب مجالس التنسيق المحلية في سوريا ومجموع ضحايا الحرب من الاطفال في سوريا يرتفع ِإلى أكثر من 11 الف طفل’.

وأضاف ‘جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة جرائم النظام السوري تم ارتكابها في حق 36 طفلا سوريا بريئا قتلوا يوم الأربعاء جراء القاء النظام لبراميله المتفجرة التي عمد ولا يزال يعمد إلى استخدامها بشكل متواصل على المدنيين في كافة أنحاء سوريا حسب مصادر من مجالس التنسيق المحلية في سوريا وليرتفع عدد الاطفال السوريين الذين قتلوا بالحرب الدائرة في سوريا منذ نحو ثلاث سنوات الى أكثر من 11 ألف طفل حسب تقرير اصدرته مجموعة (أوكسفورد للأبحاث) في لندن’.

وساطات من أجل هدنة في ‘الحجر الأسود’ بين القصر الجمهوري والفعاليات المدنية

أدهم سيف الدين

دمشق ـ ‘القدس العربي’ تتسارع في العاصمة السورية دمشق وريفها المحاولات من قبل طرفي النزاع السوري لوقف إطلاق النار وفرض هدنة وتسويات في منطقة الحجر الأسود والزبداني، بالتزامن مع محاولة منظمة التحرير الفلسطينية تنفيذ الخطوات المتبيقة من الإتفاق الذي عقد في مخيم اليرموك الفلسطيني بعد حصار خانق دام شهورا طويلة.

وكشف قائد ميداني، لـ ‘القدس العربي’ رفض نشر اسمه، على أن ‘الكتائب العسكرية المعارضة والنظام السوري عقدوا تسوية لوقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة تمهيدا لعقد إتفاق هدنة طويلة بين الطرفين’.

وتأتي هذه التطورات والصفقات بالتزامن مع جلوس الجانبين على طاولة المفاضات في جنيف السويسرية في الجولة الثانية من مؤتمر ‘جنيف2′ لإحلال السلام في البلاد وتشكيل ‘حكومة إنتقالية بصلاحيات كاملة’، و’محاربة الإرهاب’.

وأضاف القيادي أنه ‘بعد أنتهاء مدة الـ 72 ساعة، سيجري فيها التفاوض بين الفصائل العسكرية المعارضة وممثلين من جانب النظام السوري على نقاط الإتفاق وتوزيع المناطق والحواجز وعودة الأهالي والخدمات وآلية التنفيذ’. في إشارة إلى أن التفاوض في طور النقاش والبحث.

وقال إن ‘هناك تحركات من أجل هدنة في الحجر الأسود (جنوب العاصمة) وهناك اتصالات بين فعاليات من الحجر الأسود مع القصر الجمهوري لترتيب هذه الهدنة’.

وفي مخيم اليرموك الفلسطيني، قال أيمن فهمي أبو هاشم، المنسق الإغاثي لدعم شبكة المخيمات الفلسطينية، لـ ‘القدس العربي’، ‘اليوم (الخميس) من المفترض أن يدخل وفد من الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية لاستكمال تنفيذ الإتفاق بعد موافقة جبهة النصرة وكتائب ابن تيمية على الإنسحاب من داخل المخيم’.

وكان النظام السوري والمعارضة العسكرية، قبل حوالي شهرين، قد نجحا في عقد هدنة في منطقة برزة في دمشق وإعادة الخدمات إلى المنطقة وعودة الأهالي إلى منازلهم.

وأكد أن ‘الخطوة التالية هي دخول مجموعات الهندسة لإزالة الألغام من داخل مخيم اليرموك’. مضيفا ‘ثم قيام اللجنة المدنية المؤلفة من 150 شخص من نشطاء المخيم بتولي إدارة الخدمات بالمخيم، وإعادة تأهيل البنية التحتية من أجل البدء بعودة النازحين الى المخيم’.

وأشار أبو هاشم إلى أن ‘من أهم عقبات الإتفاق هو عدم وجود ضمانات من النظام لإطلاق سبيل المعتقلين وهم قرابة 4500 معتقل فلسطيني وسوري تم اعتقالهم منذ بدء الأحداث من منطقة المخيم’.

حيث أبرم الإتفاق بين ‘المجلس المدني والعسكري المشترك بالمخيم’ وبين ‘الجبهة الشعبية – القيادة العامة’ التابعة لأحمد جبريل المقرب من نظام الرئيس السوري بشار الأسد ، وذلك برعاية الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير.

بالنسبة للمخيم فإن قوات النظام والقيادة العامة أوقفوا إدخال المساعدات الى المخيم في إطار مزيد من الضغط لتمرير اتفاق الهدنة بالشروط التي يحاولون فرضها.

حيث أن أهالي مخيم اليرموك، الذين عانوا من الحصار والجوع منذ أكثر من عام وراح ضحية الجوع حوالي ’84′ مدنيا، ينتظرون بفارغ الصبر تطبيق اتفاق الهدنة من أجل عودة الحياة الطبيعية الى المخيم، ورفض وجود السلاح بداخله من أي طرف كان.

ويرى أبو هاشم قائلا: ‘لو التزمت القيادة العامة بالحياد ولم تسلح اللجان الشعبية منذ بداية الأزمة، لكان ممكنا تجنيب المخيم ما حصل له، و المفارقة أنهم اليوم يوافقون على سحب السلاح من المخيم’. معتقدا أنه ‘من المهم إبرام هذا الإتفاق بما يحفظ العلاقات الأخوية بين المخيم والأحياء المجاورة له لأن النظام و أدواته يريدون زرع أسافين الفتنة، وهذا ما يجب الإنتباه له’.

وفي حمص (وسط سوريا) يستمر إجلاء المدنيين من المدنية القديمة (1400 مدني)، وتم تمديد وقف إطلاق النار لمدة 3 أيام لخروج أكبر عدد ممكن من المدنيين من المدنية. بحسب تصريح لمحافظ حمص طلال البرازي لوكالة ‘رويترز′.

جبهة النصرة: قصة جماعة خطيرة تحولت في عامين لقوة سائدة مقبولة من الظواهري ومن السوريين

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ قالت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ إن عددا من سجناء القاعدة الذين حررهم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’ في سلسلة من المداهمات على السجون العراقية وجدوا طريقهم لسوريا حيث يقاتلون هناك، فيما عاد بعضهم لمساعدة التنظيم في مواجهته الجديدة مع حكومة نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي.

وتقول الصحيفة إن ‘دورالسجناء السابقين في إشعال موجهة من الجهاد السني في المنطقة هو تذكير مؤسف لانهيار السلطة في العراق منذ رحيل الأمريكيين عام 2011 وفراغ السلطة الذي انتشر في معظم المنطقة واستمرار التهديد الذي تمثله الجماعات الإرهابية ـ السنية والتي كانت الولايات المتحدة تحاربها أثناء احتلال العراق’.

وتعكس عمليات مداهمات السجون التي لم يلتفت إليها إلا القليل من المحللين المطالب الشديدة من الجماعات الجهادية للمحاربين المتمرسين في الحروب والذي احتجزوا بأعداد كبيرة في السجون العراقية.

وأشارت الصحيفة إلى استراتيجية الدولة الإسلامية في العراق والشام والتي بدأتها العام الماضي والقائمة على مداهمة السجون بقوة عسكرية وتفجيرات وتحرير سجنائها، وأطلق على هذه السياسة اسم ‘عملية تحطيم الجدران’ والتي ظهرت بشكل واضح في تموز/يوليو 2012 وحتى العملية الكبرى العام الماضي على سجن أبو غريب قرب بغداد.

مئات هربوا

ويقدر الأمريكيون عدد الذين تم تحريرهم بالمئات وبعض هؤلاء من القادة البارين. ونقل عن مسؤول أمريكي في مجال مكافحة الإرهاب قوله ‘ربما قوي تدفق هؤلاء الإرهابيين ممن لديهم خبرة عقود في المعارك وعزز صفها القيادي’.

ومن بين الذين هربوا كان أبو عائشة والذي يقاتل الآن في مدينته الفلوجة والتي لا تزال جماعات مسلحة تسيطر عليها، وتحاصرها القوات التابعة لحكومة بغداد. وبدأت الحكومة الأمريكية بإرسال كميات كبيرة من السلاح وصواريخ ‘هيلفاير’ إضافة لطائرات مروحية ستصل قريبا.

وكان أبو عائشة يعمل في تصليح السيارات قبل الغزو الأمريكي عام 2003 حيث وجد دافعا للقتال، وقضى هو وغيره أوقاتهم في السجون الأمريكية في العراق بدراسة الإسلام والشريعة والتحضير للجهاد عندما يفرج عنهم.

واعتقل الأمريكيون أبو عائشة وأطلقوا سراحه من ‘كامب بوكا’ عام 2008 ليعتقل مرة ثانية عام 2010 وهذه المرة من قبل الحكومة العراقية.

ويقول أبو عائشة إنه التقى ‘أخيرا في السجن ببعض القادة والمقاتين وأمراء القاعدة من العراقيين والعرب وبقية الجنسيات’، وكان معظهم سجناء لدى الأمريكيين في كامب بوكا. وحكمت السلطات العراقية على أبو عائشة بالإعدام حيث كان في ليلة ينتظر كما ينتظر كل يوم موعد إعدامه ولكن صوت الإنفجارات وإطلاق النار اندلع في كل مكان، عندما فتح حارس السجن الذي يعرفه الباب وطلب منه وآخرون الهروب على جناح السرعة، وركض مع مئات السجناء في أروقة السجن حتى وصلوا إلى الثغرة التي أحدثها التفجير وقفزوا في عربة ‘كيا’ التي أخذتهم للحرية ولساحة المعركة مرة أخرى.

ويقول أبو عائشة إن قادة داعش خيروه بين القتال في العراق أو سوريا، ويقول ‘الكثير من القادة الذين أعرفهم ذهبوا لسوريا للجهاد هناك بعد خروجهم من أبو غريب’، فيما قرر الآخرون السفر لهناك بعد فترة لشعورهم أنهم سيكونون أكثر حرية، لكن أبو عائشة قرر البقاء مع جماعته.

تغيير المعادلة

وتقول الصحيفة إن مداهمات السجون والدور الذي لعبته في الحرب السورية أدت بعدد من المسؤولين الغربيين لتغيير مواقفهم من طبيعة الحرب الدائرة هناك والتي نظروا إليها في البداية كصراع بين شعب يطالب بحريته وديكتاتور مصمم على البقاء في السلطة.

كل هذا بسبب تصاعد سلطة الجماعات الجهادية، وتنقل عن رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي الذي فر من محاولة اغتيال قوله إن الكثير من المقاتلين ذهبوا لسوريا لقيادة جماعات هناك.

وبسبب صعودهم بدأ البعض بالتساؤل ‘هل بشار أحسن أم القاعدة؟’ كما يقول النجيفي.

ومع أن الكثير من المحللين يردون ظاهرة تصاعد الدور الجهادي لسياسة تركيا حول الحدود المفتوحة مع سوريا إلا أن الحكومة التركية تقول إن تقاريرها الأمنية ترد صعودهم لحملات مداهمة السجون وتحرير قادة القاعدة منها في العراق. وتم تحرير أكثر من 600 سجين سهل خروجهم الحرس الفاسدين الذين تم شراؤهم بسهولة.

وتقول الصحيفة عن عمليتي مداهمة سجون تركت أثرها على توسع القاعدة في سوريا وأظهرت ضعف القوات الأمنية العراقية، الأول في أبو غريب العام الماضي والثاني حدث في تكريت، في أيلول/سبتمبر 2012. وفي هذا الهجوم الأخير تم تحرير 47 ممن كانوا ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام، ولعبوا دورا في تفعيل وتوسيع دور القاعدة في سوريا والعراق خلال العام الماضي حسب تشارلس ليستر، من معهد بروكينغز- الدوحة. ويقول المسؤولون الأمريكيون أن 500 سجينا فروا من سجن أبو غريب وحده.

ويقولون أيضا أن الغالبية الكبرى منهم اعتقلتهم القوات العراقية ولكن هناك عدد كبير منهم ممن سجنوا أثناء عمليات الجيش الأمريكي في العراق وقبل خروجه بنهاية عام 2011.

ومن بين أخطر الهاربين شاكر وهاب، الذي كان يدرس علم الكمبيوتر في جامعة الأنبار عندما قرر تغيير مسار حياته بعد دخول الأمريكيين العراق وقرر قتالهم، حيث اعتقل في كامب بوكا، وسلمه الأمريكيون للعراقيين وكان من ضمن الهاربين من سجن تكريت عام 2012.

نظريات مؤامرة

وأدى صعود داعش في سوريا إلى انتشار الكثير من نظريات المؤامرة وأن داعش ما هي إلا بيدقا في يد بشار الأسد. وفي مؤتمر جنيف 2 قدم الإئتلاف الوطني المعارض ورقة أكد فيها علاقة النظام بتنظيم الدولة الإسلامية.

وذكر أن مواقع ومراكز داعش معروفة في الرقة لكن النظام يتجنب ضربها ويركز على ملاحقة الجماعات المعتدلة.

ومع أنه لا توجد أدلة تثبت هذا إلا أن البعض يقولون إن الحكومة العراقية نظمت عملية الهروب مع نظام الأسد.

ونقل عن قائد في المعارضة السورية بحلب عبد الجبار عسو قوله ‘من خلال تصدير الجهاديين الأجانب لسوريا، قامت حكومة المالكي بدعم الأسد في زعمه أنه يقاتل الإرهاب داخل سوريا’.

ويقول قائد آخر وهو العقيد أحمد عبود إنهم في اللحظة التي سمعوا فيها عن هروب السجناء من العراق ‘عرفنا أننا سنواجه مشاكل بعد ذلك’.

ولاحظ أن الجيش الحر كان يجد صعوبة في تهريب السلاح عبر الحدود العراقية لداخل سوريا لكن داعش كانت قادرة على الحصول على عربات محملة بالسلاح والمقاتلين عبر سوريا.

ولم تقدم الحكومة العراقية توضيحات حول الطريقة التي تمت بها مداهمة السجون، مع أن الكثيرين يعتقدون أن المعتقلين حصلوا على مساعدة من الداخل، ويقول أعضاء في البرلمان أنهم عندما حاولوا التحقيق في مداهمة أبو غريب لقوا معوقات من القوات الأمنية والمسؤولين الكبار.

إنتكاسات

وتعاني داعش من هجمات على أكثر من جبهة وهذا نابع من قرارات زعيم الحركة توسيع مجال المواجهة في سوريا والعراق، حيث احتل مقاتلو داعش الرمادي الشهر الماضي ولا زال بعضهم يتمركز في الفلوجة، وتواجه الحركة مواجهات من الفصائل السورية التي اتحدت عليها منذ الشهر الأخير من العام الماضي وأخرجت داعش من أكثر من موقع، ولا يحظى التنظيم هذا الذي يقوده أبو بكر البغدادي بدعم من السكان. ولعل المستفيد الوحيد من تراجع داعش هي جبهة النصرة.

وفي تحليل مطول نشرته صحيفة ‘الفايننشال تايمز′ كتبه بروزو دراغي تحت عنوان قوة تتجمع وقال فيه إن جبهة النصرة تعتبر من أقوى وأفعل الجماعات التي تواجه نظام الأسد ولكنها تعتبر من ‘أخطر الجماعات’ كما وصفها مسؤولون غربيون.

حركة متطورة

ويضيف التقرير أن الحركة استطاعت خلال عامين من ظهورها على الساحة في سوريا استطاعت القيام بمجموعة من العمليات المعقدة استخدمت فيها الشاحنات المحملة بالمتفجرات، واعتمدت على العمليات الإنتحارية، واستطاعت الحصول على دعم محلي ودولي، واستفادت من الشبكة الدولية الداعمة للجهاد في سوريا حيث حصلت على الدعم المالي والمقاتلين الأجانب ‘وعلى الرغم من انضمامها متأخرة للقتال فقد أصبحت رأس الحربة للثورة السورية’.

وينقل الكاتب عن المؤرخ البلجيكي بيير فان أوستايين قوله ‘في كل المعارك تقريبا التي حقق فيها المقاتلون النصر كانت جبهة النصرة وراء تحقيقه’، مضيفا أن مقاتلي الجبهة دائما ما يكونوا في مقدمة الصفوف سواء كإنتحاريين أو سائقين لسيارات مفخخة، أما بقية الجماعات فتأتي لتنظف وراء الجبهة’.

ويرى التقرير أن أهم ما حققته الجبهة ولم تكن أي حركة جهادية قادرة على تحقيقه هو أنها نالت دعم الناس وكسبت عقولهم وقلوبهم حتى أولئك الذين لا يتفقون مع مواقفها المتطرفة. وتتمتع الحركة بالشعبية على الرغم من أدلة على عمليات إعدام فورية لمؤيدين للنظام، وفرضها للمظاهر الإسلامية خاصة على النساء.

وينقل الكاتب هنا عن ليستر قوله إن جبهة النصرة لعبت دورا براغماتيا لم تكن بقية الجماعات الجهادية المتشددة قادرة على لعبه. فلم يمنع ولاء الجبهة لتنظيم القاعدة من كونها جزءا من جماعات المعارضة السورية ‘فمعظم الفصائل المقاتلة تعترف بدور الجبهة في ساحة المعركة أو تدعمه’.

ويشير كمثال عن دورها في العمليات التي تقوم بها ضد قوات الأمن، ففي شريط فيديو نشر على الإنترنت في 11 كانون الثاني/يناير وظهر فيه شخص مقنع يشير إلى خريطة، حيث يوضح الصوت القادم من الفيديو أن أهل الغوطة الشرقية استغاثوا وطلبوا المساعدة ضد التعذيب والإعتقال في سجون قوات الأمن فلبت الجبهة ‘النداء’، وأظهر الشريط شاحنات محملة بالمتفجرات أمام بنايتين وأخرى عند نقطة تفتيش تابعة للنظام. ويظهر الشريط أيضا المنفذين الذي يقرأون وصاياهم ويجهزون أنفسهم لتنفيذ العملية في الليل.

ويعتبر هذا واحد من الأدلة عن عمليات عززت قوة الجبهة وصورتها الشرسة في ساحات القتال. ويشير الكاتب هنا إلى أن الحركة هذه هي من بنات أفكار أبو بكر البغدادي زعيم داعش والتي أعلن عنها عام 2012 وبرزت فيها شخصية أبو محمد الجولاني وهو سوري الولادة، ويعتقد أنه في الثلاثينات من عمره وقاتل الأمريكيين في العراق.

وبحسب التقرير فقد تطورت الجبهة تحت قيادته إلى جماعة ممولة بشكل جيد ولها حضور في كل مكان في البلاد تقريبا. ويقدر عدد مقاتليها بحوالي 12.000 مقاتل ربعهم من المتطوعين الأجانب. ورغم علاقتها مع تنظيم القاعدة والجهاد العالمي إلا ان رؤية الجبهة تظل سورية.

وكانت قناة ‘الجزيرة’ القطرية قد التقت مع الجولاني الذي تحدث عن تطور الحركة من مجموعة مكونة من ثمانية أشخاص لمجموعة قادرة على تدمير المطارات وتحرير مناطق بكاملها، وجماعة لديها أجهزتها القضائية والخدمات العامة، مثل توفير الطاقة الكهربائية والماء والنفط. ووسعت حركة الجولاني من سيطرتها على حقول النفط في دير الزور التي تدر عليها الأموال.

وبحسب كيرك سويل مؤسس ‘اوتيسينيز′ وهي جماعة إدارة المخاطر في الأردن ‘ منذ انفصالها عن داعش، أصبحت الجبهة حساسة أكثر للظروف المحلية أكثر من البغدادي’، مشيرا إلى أن الجبهة بدأت تتعاون مع الجبهة الإسلامية والجماعات العلمانية.

وتظل علاقة الجبهة مع القاعدة مصدر قلق للمؤسسات الغربية والذين يخشون من عودة الجهاديين الأوروبيين لبلادهم بعد نهاية الحرب السورية، وسيحملون معهم خبرات وأفكارا متطرفة. ويقول محللون إن الجولاني الذي ينتقد الولايات المتحدة ورعاة الأسد الإيرانيين والروس لم يهدد بشن هجمات خارج منطقة بلاد الشام.

وأكثر من هذا إثارة للقلق ماذا تعني الجبهة لسوريا بعد نهاية الحرب وادعاء الجماعات الجهادية النصر لنفسها. فجبهة النصرة متهمة بفرض المظهر الإسلامي على النساء وعقد المحاكم الشرعية. ورغم كل هذا لم تجد عائلات سورية حرجا من التعاون معها العام الماضي لتوزيع المواد الإغاثية في شمال سوريا.

ويقول فردريك لابروس، وهو محلل فرنسي ‘ستظل النصرة دائما مرتبطة بالقاعدة، ولكن علينا أن لا ننسى أن المقاتلين في صفوفها لا يستلهمون أفكارهم من القاعدة’ وهناك الكثير منهم يأتون للنصرة من الجيش الحر بحثا عن السلاح والمال لهم ولعائلاتهم.

تطور وتحول

ويتفق المحللون على أن جبهة النصرة تطورت في الخطاب والإسلوب بطريقة لم تحصل على بقية الحركات الجهادية الأخرى.

ويقول ناشط كردي في مجال حقوق الإنسان ‘تنتشر جبهة النصرة في كل أنحاء البلاد أما داعش فلا’ ويقول ‘من الخطأ إعلان الحرب على جبهة النصرة، وقد تحدثت مع الكثيرين داخل سوريا وكلهم يدعمون جبهة النصرة ويرون فيها جماعة قوية في المعارضة وليس عدوا’.

جنيف: المفاوضات في قبضة الراعيين

دينا أبي صعب

عُلّقت مفاوضات الخميس، بعد الإعلان عن اللقاء الثلاثي بين المبعوث العربي والدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، مع نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، ومساعدة وزير الخارجية الأميركي، ويندي تشيرمان، وسط توقعات أن يحدد اللقاء ملامح أيام المفاوضات المقبلة وإمكانيات استمرارها، ولا سيما أن أقصى آمال المجتمعين في مقر الأمم المتحدة بات “تحديد موعد مقبل للمفاوضات” على حد ما نقل عن أحد الدبلوماسيين الأجانب.

ما من جديد يبحث على طاولة المفاوضات، الجلسة اليتيمة التي خصصت كل يوم للمفاوضات، نسفت، خوفاً من تكرار دوامة الفراغ المستمرة منذ الجولة الأولى لانطلاق المفاوضات.

ويبدو من جولات غاتيلوف وباقي أعضاء الفريق الروسي، أن المباحثات الحقيقية انتقلت إلى خارج المقر الدولي، إذ بدأ نائب وزير الخارجية الروسي تحركاته بلقاء الابراهيمي صباح الأربعاء، واستمرت ليلاً بلقاء وزير الخارجية السورية، وليد المعلم، واستتبعت ظهراً بلقاء مع وفد الائتلاف السوري المعارض، غاب عنه غاتيلوف ورئيس الائتلاف السوري لقوى المعارضة، أحمد الجربا، الذي كان ينتظر أن يصل إلى جنيف الخميس.

وحسب التسريبات التي وصلت إلى “المدن” فإن زيارة الجربا باتت مرتبطة بنتائج الاجتماع الثلاثي، وسط أجواء امتعاض قصوى من الموقف الروسي، نتجت، بحسب معلومات لـ”المدن” بعد زيارة الجربا الأخيرة إلى موسكو.

ملامح امتعاض المعارضة، تظهر من خلال تبني غاتيلوف في تصريحاته، عقب لقائه المعلم، أولويات طرح وفد الحكومة السورية في المفاوضات بحرفيتها، التركيز على مسألة محاربة الإرهاب وتناول بيان “جنيف 1” بحسب التراتبية الموضوع أصلاً، مع استثناء كلي لبند الهيئة الانتقالية، المطلب الأساس للمعارضة السورية.

واعتبر عضو الوفد المعارض، أحمد رمضان، في حديث لـ”المدن” أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق على جدول العمل، فإن مصير الجولة الثالثة “مرتبط بالاتصالات التي ستجري بين الأميركيين والروس اليوم” مؤكداً أنه “ما من ضغوط حقيقية تمارس من الروس على النظام، ومشروع القرار الروسي إلى مجلس الأمن (الذي عطل مشروع قرار في مجلس الأمن لإدخال المساعدات الإنسانية) هو خطوة نحو الدخول في حرب باردة جديدة مع الاميركيين”. وأشار رمضان إلى أن الابراهيمي “لن يدعو لجولة ثالثة، إلا بعد الحصول على ضمانات حقيقية بتحقيق تقدم ما” من الراعيين الروسي والاميركي.

الثابت حتى الآن، أنه ما من إشارات إلى حصول اختراق حقيقي يؤدي إلى دفع المفاوضات نحو الأمام، ولا سيما أن أوساط غربية نقلت عن الابراهيمي شعوره بـ”الاحباط” حيال المراوحة المستمرة وعدم تحقيق اي تقدم يذكر في سياق العملية التفاوضية، ما يؤكد على أهمية الدور الملقى على عاتق الراعيين الدوليين الأميركي والروسي في إدخال هذه المحادثات مرحلة أكثر جدية، تتعدى الجلوس والتراشق الكلامي عبر الابراهيمي ووسائل الاعلام، إلى تغيير نوعي في كيفية التعاطي مع الملفات والبنود المطروحة، التي باتت بلا جدوى فعلية، ووصلت ببعض المقربين من الفرقين إلى تسريب إشاعة وقف المفاوضات نهائياً وتعليق الجلسات المقبلة.

وعلمت “المدن” من مصادر متابعة داخل الأمم المتحدة أن القرار النهائي في وقف المفاوضات او استمرارها لا يعود إلى المجتمعين في جنيف، بل إلى إدارة الأمم المتحدة العليا في نيويورك، التي إن اتخذت أي قرار، فسيكون في ضوء التقارير الدورية التي يقدمها الابراهيمي لها، حول سياق العملية التفاوضية بكامل تفاصيلها.

وبحسب المصادر الغربية المقربة من الراعيين الدوليين، فإن الطرفين الروسي والأميركي متمسكان بعدم انسحاب فريقي النظام والمعارضة من المفاوضات، خشية تحميلهما مسؤولية الفشل، وسيكون عليهما الدفع باتجاه خروج “لائق” من هذه الجولة، على الأقل، وسط معلومات عن تحديد موعد جولة ثالثة، بعد عشرة أيام كحد أقصى.

وتشير هذه المصادر إلى أن الخلاف بين موسكو وواشنطن بات كبيراً وعميقاً “ويتجاوز مسألة الخلاف على اقتراح الابراهيمي الذي يقول بالمزامنة بين بندي الهيئة الانتقالية ومحاربة الارهاب” الأمر الذي يرفضه وفد الحكومة السورية بشكل قاطع.

الابراهيمي يلتقي الوفدين السوريين على حدة

يوم حاسم في مفاوضات جنيف- 2

أ. ف. ب.

تشهد الجولة الثانية من مفاوضات جنيف-2 يوماً حاسماً الجمعة، اذ يلتقي الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي الوفدين السوريين، كل على حدة، في محاولة للاتفاق على جدول اعمال غداة تعهد موسكو وواشنطن بالمساعدة على حلحلة العقد في المفاوضات.

جنيف: لم يتمكن الوفدان السوريان الحكومي والمعارض اللذان عقدا جلسة مشتركة واحدة خلال الجولة التي بدأت الاثنين، ومن المقرر أن تختتم اليوم، من الاتفاق على جدول اعمال المفاوضات، وسط خلافات حول الاولويات بين “مكافحة الارهاب” و”هيئة الحكم الانتقالي”.

ويلتقي الابراهيمي قبل ظهر اليوم الوفدين السوريين، كل على حدة. وافاد دبلوماسي غربي مطلع على مسار المفاوضات مساء الخميس: “لا اعتقد ما اذا كان غداً اليوم الذي نحقق فيه تقدمًا أو نتوقف، لكن الاكيد أنه سيكون اختبارًا كبيرًا لمعرفة ما اذا كان هذا المسار سيمضي قدماً أم لا”.

اضاف “اذا كان يوم غد (الجمعة) سيئاً، فالآفاق ستبدو قاتمة اكثر مما كانت عليه قبل اسبوع”. واشار الى أن المفاوضات وصلت الى “حائط مسدود، ولا اعرف ما اذا كنا سنتخطاه أم لا”. واضاف: “اذا فشل الوفدان في الاتفاق على جدول اعمال، لا اعرف ما اذا الابراهيمي سيدعو الى جولة ثالثة”.

وكان الوسيط الدولي تلقى الخميس وعوداً اميركية وروسية بالمساعدة على اخراج المحادثات من الطريق المسدود، وذلك اثر لقاء عقده مع نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الاميركي وندي شيرمان.

وقال الابراهيمي على الاثر “قدمت لهما تقريرًا مفصلاً حول المباحثات التي اجريناها، وما زلنا نجريها مع الطرفين السوريين، (…) وجددا تأكيد دعمهما ووعدا بالمساعدة هنا وفي عاصمتيهما على حلحلة العقد، لاننا حتى الآن لم نحقق تقدمًا كبيرًا”.

وتحدث عن صعوبة التوصل الى قاسم مشترك بين طرفين يخوضان حرباً مدمرة اوقعت في ثلاث سنوات اكثر من 136 الف قتيل ودمرت البنى التحتية والبلاد وهجرت الملايين. وقال إن “الفشل يحدق دائماً في وجوهنا… في ما خص الامم المتحدة، لن نترك حجراً واحدًا من دون تحريكه اذا كانت ثمة امكانية للتقدم. وفي حال عدم وجود هذه الامكانية، سنقول ذلك”.

وعقد الدبلوماسيان اللذان بادرت بلادهما قبل اشهر للدعوة الى هذه المفاوضات، الى عقد لقاءات منفصلة مع الوفدين الحكومي والمعارض. والتقى غاتيلوف الذي تعد بلاده ابرز حليفة لنظام الرئيس بشار الاسد، رئيس الوفد السوري وليد المعلم الاربعاء والخميس.

والتقت شيرمان مساء الخميس وفد المعارضة، وذلك بعد ساعات من لقاء الوفد مسؤولاً روسيًا. واعلن عضو في الوفد المعارض اثر لقاء شيرمان أن “الامور ليست ايجابية”، متوقعًا ألا تكون هناك جولة ثالثة في حال عدم تحقيق أي تقدم.

وقال بدر جاموس لوكالة فرانس برس “الامور ليست ايجابية”، مشيراً إلى أنه “يعود الى الابراهيمي تقرير ما سيحصل، لكن على الاغلب ان يكون غداً (الجمعة) اليوم الاخير”. ويكمن الخلاف الاساسي القائم منذ بداية الجولة الاولى في كانون الثاني (يناير) حول اولويات البحث.

ففي حين تطالب المعارضة بالتركيز على مسألة هيئة الحكم الانتقالي، التي تكون لها الصلاحيات التنفيذية الكاملة وتعمل على قيادة البلاد نحو الاستقرار والديموقراطية، يتمسك النظام بأن المطلوب اولاً التوصل الى توافق على “مكافحة الارهاب” الذي يتهم به مجموعات المعارضة المسلحة، مؤكداً أن الحوار حول مستقبل سوريا يكون على الارض السورية وأن مصير الرئيس يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع.

وستكون الازمة المستمرة منذ منتصف آذار (مارس) 2011، على جدول اعمال لقاء الرئيس الاميركي باراك اوباما والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في كاليفورنيا اليوم. الى ذلك، من المقرر أن تستأنف اليوم عمليات ادخال المساعدات واخراج المدنيين من الاحياء المحاصرة في مدينة حمص وسط سوريا.

واعتبرت منسقة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس الخميس أن اجلاء المدنيين ليس تقدمًا كافيًا، مطالبة مجلس الامن الدولي باعطاء عمال الاغاثة “الوسائل المطلوبة للقيام بعملهم”. واشارت الى أن الامم المتحدة حصلت على “ضمانات لفظية” من طرفي النزاع، من دون أي تأكيد خطي على تمديد الهدنة في حمص.

واعلن محافظ حمص طلال البرازي امس أنه تم تمديد الهدنة في حمص حتى مساء السبت، على أن يستأنف ادخال المساعدات الغذائية واجلاء المدنيين الجمعة. وكانت عواصم غربية طالبت دمشق الخميس بضمان الافراج عن عشرات الذكور تتراوح اعمارهم ما بين 16 و55 عاماً، اوقفوا بعد خروجهم من الاحياء المحاصرة خلال الاسبوع.

واعلن البرازي أنه “تم توقيف 390 رجلاً من الذين خرجوا (…) لاستجوابهم”، مشيرًا الى الافراج عن سبعين منهم بعد “تسوية اوضاعهم”، ما يرفع عدد المفرج عنهم الاجمالي من الرجال الى 181، على حد قوله.

الا أن المرصد السوري لحقوق الانسان قال بعد ظهر الخميس إن المفرج عنهم 111، بينما يقول ناشطون في حمص إن العدد اقل من ذلك بكثير. وخرج حتى الآن اكثر من 1400 شخص من الاحياء المحاصرة منذ حزيران (يونيو) 2012، من اصل حوالى ثلاثة آلاف.

الإبراهيمي: نبحث عن نقطة ضوء في نفق مظلم.. والفشل دائما أمام أعيننا

لقاء «صعب» بين الأميركيين والروس في جنيف.. وواشنطن وموسكو تجددان دعمهما للمبعوث الدولي

جنيف: مينا العريبي

شهدت جنيف أمس يوما مزدحما من اللقاءات الدبلوماسية بهدف دفع المفاوضات بين وفدي النظام والائتلاف السوري إلى الأمام. ولم يعقد الممثل الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي جلسة مفاوضات بين الوفدين أمس، إذ لم يوافق وفد الحكومة السورية على بحث هيئة الحكم الانتقالي وأصبحت القضية العالقة في المفاوضات في جولتها الثانية. وبات الإحباط واضحا على الإبراهيمي في مؤتمر صحافي عقده عصر أمس، إذ قال «المهم والمؤسف أن سوريا في نفق مظلم وهذه المحاولات هدفها أن تكون هناك نقطة ضوء في آخر النفق ما زلنا نبحث عنها». وجاء تصريح الإبراهيمي ردا على سؤال حول ما إذا كان يشعر بأنه بات في وضع صعب بعد تعقد المفاوضات. وقال الإبراهيمي إن «تطبيق بيان جنيف يبدو أمرا معقدا جدا و(نضع) الفشل دائما أمام أعيننا, لكننا كأمم متحدة لن نترك أي شيء يمكن أن نفعله حتى نحرز تقدما». وامتنع الإبراهيمي عن وصف تعليق المفاوضات بـ«الفشل»، لكنه شدد على صعوبة الموقف وطالب بدعم دولي لدفعها للأمام، مشيرا إلى حساسية الموقف.

ورغم أن الإبراهيمي لم يخرج من الاجتماع الذي استمر ساعتين في جنيف بنتائج ملموسة، فإنه حصل على دعم الطرفين الأميركي والروسي لعملية التفاوض.

وأوضح الإبراهيمي أن الولايات المتحدة وروسيا «أكدتا بلطف دعمهما لما نحاول فعله وإنهما هنا وفي عواصمهما وفي مناطق أخرى سيعملان على حل القضية لأننا الآن لا نحقق الكثير من التقدم في هذه العملية». وتابع «كدولتين راعيتين للمفاوضات، يعد دعمهما للعملية مهما لاستمرارها». ورغم التوافق بين موسكو وواشنطن على ضرورة إبقاء المفاوضات على مسارها، هناك خلاف بين الطرفين حول أجندتها. ووصفت مصادر دبلوماسية الاجتماع الثلاثي الذي عقده الإبراهيمي مع نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان, بأنه كان «صعبا جدا»، لأن الخلافات بينهما لم تحل. ورفضت روسيا عد وفد الحكومة السورية المسؤول عن تعليق المفاوضات. وحول الوثيقة التي قدمتها المعارضة للحل السياسي أول من أمس، قال الإبراهيمي إنها «مطروحة على طاولة المفاوضات، ومصيرها لن يتحدد اليوم»، إذ يرفض وفد الحكومة السورية التعاطي معها. وأضاف «لن نحل موضوع العنف والإرهاب وهيئة الحكم الانتقالية هذا الأسبوع ولا الأسبوع الذي يليه. نحتاج لأن نضع الأمور على الطاولة ثم نحلها».

مقتل القائد العسكري لـ«جبهة النصرة» بريف دير الزور خلال اشتباكات مع «داعش»

النظام يتريث باقتحام يبرود في القلمون.. والمعارضة تطلق معركة لطرد «الدولة الإسلامية» من أعزاز

بيروت: «الشرق الأوسط»

واصلت القوات النظامية لليوم الثاني على التوالي أمس قصف مدينة يبرود في منطقة القلمون بريف دمشق، تمهيدا لاقتحامها، تزامنا مع إحكام «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» حصارهما على مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في بعض مناطق دير الزور، شرق سوريا، حيث تدور معارك عنيفة بين الطرفين منذ أيام.

وأشار الناشط المعارض عامر القلموني من يبرود لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «القصف على المدينة كان أقل وتيرة من اليومين الماضيين»، لافتا إلى «استهداف المنطقة الصناعية ومناطق قريبة من دير مار مارون». وأرجع القلموني تراجع القصف إلى «الخسائر التي منيت بها القوات النظامية أول من أمس، ما دفعها إلى التراجع وإعادة النظر بقرارها في اقتحام المدينة».

وأفاد ناشطون في المدينة بأن «القصف الذي يستهدفها مصدره القطع العسكرية المجاورة التي تنتشر في جبال القلمون»، موضحين أن «طائرات (الميغ) تجري طلعات جوية فوق المدينة في محاولة لإجراء تغطية جوية للقوات البرية التي تحاول الاقتحام». كما أشاروا إلى «وجود صعوبة بالتواصل بين داخل يبرود وخارجها بفعل انقطاع التيار الكهربائي وشبكات الاتصالات».

وكانت القوات النظامية حاولت أول من أمس اقتحام مدينة يبرود التي تعتبر آخر معاقل المعارضة في جبال القلمون المحاذية للحدود اللبنانية، لكنّ ناشطين معارضين أشاروا إلى خسائر كبيرة تكبدتها القوات النظامية أثناء محاولتها اقتحام المدينة، ما دفعها إلى التراجع.

وفي موازاة التطورات الميدانية في يبرود، تجددت المعارك أمس في محيط منطقة «منجم الملح» بريف دير الزور بين قوات «الجبهة الإسلامية» و«جبهة النصرة» وبين قوات «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، التي تحاول إتمام السيطرة على المناطق المحيطة بالمنجم.

ونقل ناشطون عن مصادر عسكرية معارضة تأكيدها أن «تنظيم الدولة الإسلامية» يستقدم تعزيزات عسكرية من ريف حلب والرقة إلى دير الزور. كما أوضحت المصادر ذاتها أن «قوات جبهة النصرة والجبهة الإسلامية تطبق حصارا خانقا على قوات (داعش) في الطريف ومنجم الملح، وأن ثمانية مقاتلين من (التنظيم) قتلوا أثناء محاولة فك الحصار، كما قتل القائد العسكري لجبهة النصرة في الريف الغربي لدير الزور أثناء الاشتباكات».

وفي حلب، أفادت وكالة «سمارت» للأنباء عن «مقتل تسعة من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وإصابة آخرين خلال اشتباكات دارت بينهم وبين مقاتلي (جبهة الأكراد) ولواء (عاصفة الشمال) و(أحفاد المرسلين) في حلب»، مشيرة إلى أن «عاصفة الشمال سيطرت على قريتي كشعتار وتنب في ريف حلب».

وكان لواء «عاصفة الشمال» و«أحفاد المرسلين» سيطرا على قريتي مريمين وأناب، التابعتين لمنطقة عفرين، وعلى حاجز دير جمال في ريف حلب الشمالي، بعد اشتباكات بينهما وبين تنظيم «الدولة الإسلامية». وسبق أن أعلن لواء «جبهة الأكراد» وكتائب مقاتلة أخرى عن بدء «معركة الكرامة» لاستعادة السيطرة على مدينة أعزاز وريف حلب الشمالي الذي تسيطر عليه «الدولة الإسلامية في العراق والشام».

وفي حلب أيضا، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل 51 شخصا، بينهم 13 مقاتلا من الكتائب الإسلامية المقاتلة، وذلك في قصف واشتباكات مع القوات النظامية في أحياء مدينة حلب وفي مناطق بريفها.

وفي حماه تواصل الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة ومقاتلي «جبهة النصرة» وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى، على الأوتوستراد الدولي غرب بلدة صوران، بحسب ما أفاد به المرصد السوري. وترافق ذلك مع قصف للطيران الحربي النظامي على المنطقة بين بلدتي لحايا وصوران وسط قصف القوات النظامية مناطق في بلدة لحايا، كما نفذت القوات النظامية حملة دهم واعتقال عشوائي في حي المناخ بحماه طالت عددا من المواطنين، وفق المرصد.

حمزة حبوش.. من عامل صيانة في النرويج إلى قيادة كتيبة عسكرية بريف إدلب

خطف والده واعتقال شقيقه دفعاه للمشاركة في القتال ضد النظام

بيروت: «الشرق الأوسط»

لم يتردد حمزة حبوش (32 عاما)، باتخاذ قراره بمغادرة النرويج التي عاش فيها خمس سنوات والعودة إلى بلدته سلقين في محافظة إدلب شمال سوريا، بعد اندلاع الحراك الشعبي ضد النظام السوري، ليبدأ الشاب الثلاثيني نشاطه في تنظيم المظاهرات السلمية، قبل أن يدفعه تحول الحراك الشعبي نحو العمل العسكري لترؤس كتيبة «مجاهدي سلقين» والدفاع عن البلدة التي باتت «محررة» من وجود القوات النظامية.

«أوضاعي المادية كانت جيدة جدا في النرويج»، يقول حبوش لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أنه «عمل في مجال الصيانة في إحدى شركات التنقيب عن النفط ثم عمل لاحقا في مجال البيع في شركة للسيارات». ويشدد حمزة على أن «أوروبا كانت حلما بالنسبة لي وسعيت للسفر قبل 12 عاما وأنفقت الكثير من المال للحصول على فيزا تؤهلني للوصول إلى النرويج».

عند خروج المظاهرات السلمية في مصر ضد نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، تغيرت حياة حمزة الذي بات أكثر اهتماما بالأحداث في بلده، مترقبا اندلاع مظاهرات مشابهة تناهض النظام القائم. يقول: «بدأت بمراسلة أصدقائي في سلقين لسؤالهم عما إذا كانت المظاهرات ستصل إلى سوريا أم لا، كنت أدرك تماما حجم الظلم الواقع على أهلي وبلدي».

في الفترة اللاحقة، لعب حمزة دورا في نشر فيديوهات ودعوات عبر موقع «فيس بوك»، بعد انطلاق الحراك الشعبي في سوريا، ليقرر بعدها مغادرة النرويج بشكل نهائي والعودة إلى بلدته للتفرغ لنشاطات الحراك المعارض. ويوضح أن «تنظيم المظاهرات في بلدة سلقين لم يكن سهلا بسبب وجود أعداد كبيرة من الشبيحة المؤيدين للنظام، لكن وجود بيئة حاضنة للحراك أسهم بشكل كبير بكسر جدار الخوف لتصبح المظاهرات بعدها أمرا طبيعيا».

بعد أشهر على بروز اسم حمزة كأحد منظمي المظاهرات المعارضة في سلقين، خطف عناصر من الشبيحة والده، الذي أطلق سراحه لاحقا عبر عملية مبادلة أسرى، وفق ما يرويه لـ«الشرق الأوسط». ويلفت إلى أنه «بعد أقل من شهر اعتقل الأمن أخي ولم يطلقوا سراحه إلا بعد تعذيبه بشكل وحشي وقاس».

حادثتا خطف والده واعتقال أخيه دفعتا حمزة إلى الانخراط في العمل المسلح ضد النظام وتشكيل كتيبة صغيرة من 15 شخصا، كانت «مهمتها الأساسية حماية المظاهرات التي تتعرض لإطلاق نار من قبل الأمن السوري». ويضيف: «نفذنا عمليات نوعية ضد القوات النظامية، مثل اقتحام مخفر سلقين ومهاجمة فرع الأمن العسكري، وبعد أربعة أشهر تعاونا مع عدد من الكتائب لتنفيذ عملية عسكرية شاملة أفضت إلى طرد جميع العناصر النظامية من البلدة».

وتتبع بلدة سلقين التي يتحدر منها حمزة إلى محافظة إدلب في شمال غربي سوريا وتبعد عن مدينة حلب بحدود 80 كيلومترا وعن مدينة إدلب 45 كيلومترا. ويبلغ عدد سكان سلقين ما يقارب 45 ألف نسمة، وتعد مركزا تجاريا وصناعيا رئيسا لكل القرى المحيطة بها. ويؤكد حبوش أن «هذا الموقع الاستراتيجي الذي تملكه البلدة دفع النظام إلى عدم التخلي عنها بسهولة، إذ قامت وحدات من الجيش النظامي باقتحامها والسيطرة عليها»، موضحا في الوقت نفسه، أن «العمل العسكري المعارض تطور كثيرا في هذه الأثناء ما ساعد على تحرير مساحات واسعة من مدينة إدلب من وجود القوات النظامية ومن بينها بلدة سلقين».

يتنقل حبوش حاليا بين بلدته في ريف إدلب وجبل الأكراد في ريف الساحل الخاضع للمعارضة بهدف التنسيق لعمليات مشتركة بحسب ما يقول لـ«الشرق الأوسط»، كما يرأس قيادة كتيبة «مجاهدي سلقين» المتمركزة في البلدة بهدف حمايتها وتنظيم الحياة فيها.

الإبراهيمي: تطبيق بيان جنيف يبدو أمرا معقدا جدا.. ولكننا لن ندع أي شيء يمكن أن نفعله لنتقدم

وفد الحكومة السورية يرفض بحث هيئة الحكم الانتقالي القضية العالقة في المفاوضات

جنيف: مينا العريبي

شهدت جنيف يوما مزدحما من اللقاءات الدبلوماسية بهدف دفع المفاوضات بين وفدي النظام والائتلاف السوري إلى الأمام. ولم يعقد الممثل الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي جلسة مفاوضات بين الوفدين أمس، إذ لم يوافق وفد الحكومة السورية على بحث هيئة الحكم الانتقالي وأصبحت القضية العالقة في المفاوضات في جولتها الثانية. وبات الإحباط واضحا على الإبراهيمي في مؤتمر صحافي عقده عصر أمس، إذ قال: «المهم والمؤسف أن سوريا في نفق مظلم وهذه المحاولات هدفها أن تكون هناك نقطة نور في آخر النفق» ولكنه أردف قائلا: «ما زلنا نبحث عن هذه النقطة». وجاء تصريح الإبراهيمي ردا على سؤال حول إذا كان يشعر بأنه بات في وضع صعب بعد تعقد المفاوضات والفشل في عقد جلسة جديدة بين الطرفين السوريين. وقال الإبراهيمي: «ليس المهم أين أنا، المهم والمؤسف أن سوريا في نفق مظلم». وأضاف: «تطبيق بيان جنيف يبدو أمرا معقدا جدا والفشل دائما أمام أعيننا.. ولكننا كأمم متحدة لن ندع أي شيء يمكن أن نفعله لنتقدم». وامتنع الإبراهيمي عن وصف تعليق المفاوضات بـ«الفشل»، ولكنه شدد على صعوبة الموقف وطالب بدعم دولي لدفعها للأمام، مؤكدا حساسية الموقف.

وبعد تكهنات طيلة يوم أمس من قدرة الإبراهيمي على عقد جلسة جديدة بين الطرفين السوريين، أعلن مكتب الأمم المتحدة في الساعة الثامنة والنصف مساء أمس أن الإبراهيمي سيعقد جلسة تفاوض بين الطرفين السوريين، ولكن لم يحدد المكتب الإعلامي إذا كان اللقاء سيكون مشتركا أم منفصلا بين الطرفين. ولكن مع تواصل اللقاءات الدبلوماسية حتى وقت متأخر من مساء أمس، كانت هناك آمال بأن يضغط الروس على وفد النظام السوري بقبول الدخول في المفاوضات الخاصة بالانتقال السياسي بحسب الجدول الذي وضعه الإبراهيمي، بدلا من الإصرار على مناقشة «ملف الإرهاب» من جديد وهو ما وافق عليه وفد النظام في اليوم الأول من الجولة سعيا لإعطاء مجال لدفع المفاوضات إلى الأمام. وعد الإبراهيمي «كمؤشر إلى صعوبة الموقف، أننا نحاول أن نبدأ الحديث عن كيفية ربما يمكن لنا تطبيق وثيقة صدرت في يونيو (حزيران) 2012».

وقالت العضوة في الوفد المعارض ريما فليحان لـ«الشرق الأوسط»: «ليس واضحا ماذا سيحدث بعد ولكن المشاورات مستمرة ونحن مستعدون للتفاوض». وأضافت أن اجتماعات أعضاء وفد الائتلاف متواصلة بينما هناك انتظار لقرار الإبراهيمي. وعقدت شيرمان اجتماعات مع وفد المعارضة السوري مساء أمس للعمل على استراتيجية في حال فشل الإبراهيمي في عقد جلسة جديدة من المفاوضات والإعداد للمرحلة المقبلة. وردا على سؤال حول إذا كانت ستعقد جلسة اليوم (أمس)، اكتفى الإبراهيمي بقول: «إن شاء الله».

ورغم أن الإبراهيمي لم يخرج من الاجتماع الذي استمر ساعتين بنتائج ملموسة في جنيف، فإنه حصل على دعم الطرفين الأميركي والروسي لعملية التفاوض. وأوضح الإبراهيمي أن الولايات المتحدة وروسيا «أكدتا بلطف دعمهما لما نحاول القيام به وأنهما هنا وفي عواصمهما وفي مناطق أخرى سيعملان على فك القضية لأننا الآن لا نحدث الكثير من التقدم في هذه العملية».

وكدولتين راعيتين للمفاوضات، يعد دعمهما للعملية مهما لاستمرارها. ورغم التوافق بين موسكو وواشنطن بضرورة إبقاء المفاوضات على مسارها، هناك خلاف بين الطرفين حول أجندة المفاوضات. ووصفت مصادر دبلوماسية في جنيف الاجتماع الثلاثي الذي عقده الإبراهيمي مع غاتيلوف وشيرمان بأنه كان «صعبا جدا»، حيث بقيت الخلافات بينهما ورفضت روسيا اعتبار وفد الحكومة السورية هو المسؤول عن تعليق المفاوضات. وحول الوثيقة التي قدمتها المعارضة للحل السياسي أول من أمس، قال الإبراهيمي بأنها «مطروحة على طاولة المفاوضات، ومصيرها لن يتحدد اليوم»، إذ وفد الحكومة السورية يرفض التعاطي معها. وأضاف: «لن نحل موضوع العنف والإرهاب وهيئة الحكم الانتقالي هذا الأسبوع ولا الأسبوع الذي بعده، نحتاج أن نضع الأمور على الطاولة ومن ثم نحله».

ومن المتوقع أن تختتم الجولة الثانية من دون إحراز خرق بين الطرفين، ليعمل الإبراهيمي على تكثيف الدعم الدولي لعملية التفاوض من خلال التوجه إلى نيويورك الأسبوع المقبل ولقاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون واحتمال عقده جلسة مع أعضاء مجلس الأمن هناك. وأوضح الإبراهيمي: «لم أحدد موعد ذهابي إلى نيويورك بكل تأكيد سألتقي الأمين العام وربما مجلس الأمن».

وبينما امتنع غاتيلوف عن التصريح حول تعثر المفاوضات خلال أمس، حرص وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على الدفاع عن موقف بلاده. وقال لافروف في تصريحات عبر صفحة الوزارة الخارجية الروسي على موقع «تويتر»: «الموقف الروسي واضح، نحن نلتزم ببيان جنيف ونصر على تطبيقه كليا». وأضاف: «ما نحتاجه محادثات صريحة وليس تكهنات حول الأزمة السورية».

ورغم أن مصادر دبلوماسية في جنيف وصفت اللقاء بين الأميركيين والروس بأنه «صعب جدا»، امتنع المسؤولون الأميركيون عن الحديث عن طبيعة الاجتماع. وقال مسؤول أميركي بأن الاجتماع شهد نقاشا «حول أفضل طريقة لدفع عملية جنيف2 إلى الأمام.. هذه عملية صعبة جدا واللقاء الثلاثي تركز على قضايا صعبة جدا تواجه المحادثات السورية». وحرصت شيرمان خلال اللقاء على الثناء على عمل وفد الائتلاف السوري الذي تقدم بوثيقة شاملة تشرح رؤية المعارضة لهيئة الحكم الانتقالي. وأوضح المسؤول الأميركي أن «وكيلة وزيرة الخارجية شيرمان شكرت الممثل المشترك الإبراهيمي لعمله الشاق في ظروف صعبة وأيضا لفتت إلى أن وفد الائتلاف المعارض قد قدم مقترحات بناءة عدة». وحرصت شيرمان خلال اللقاء على تقديم الدعم للائتلاف، موضحة أن الوفد المعارض قدم وثائق ومقترحات وتفاوض بجدية منذ بداية المفاوضات ولكن لم يقم وفد الحكومة بذلك. وتمسك الطرف الروسي بموقفه الداعم للحكومة السورية.

وكان هناك توتر بين الدول الغربية وروسيا طيلة يوم أمس، وفي مؤشر على ذلك، امتنعت روسيا عن حضور مأدبة غداء استضافتها فرنسا أمس للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والدول المعنية بالملف السوري. وأفادت مصادر دبلوماسية في جنيف لـ«الشرق الأوسط» أن الفرنسيين سعوا إلى تهدئة الأجواء مع الروس وفتح مجال لمشاورات دبلوماسية غير رسمية حول سوريا باستضافة الغداء، ولكن لم يحضر أي دبلوماسي روسي الغداء.

واجتمع أعضاء من وفد المعارضة السورية بالسفير الروسي لدى جنيف أمس، ولكن ليس بنائب وزير الخارجية الروسي إذ رفض لقاء الوفد بسبب عدم حضور رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا الذي لم يكن في جنيف هذا الأسبوع. وأكدت مصادر في وفد المعارضة أن الجربا لم يكن في جنيف لأن الفريق المفاوض قادر على مواصلة المفاوضات وأنه منذ الأول قال: إنه لن يكون حاضرا في كل جولة.

ومن جهة أخرى، وصلت إلى جنيف أمس وجوه معروفة من المعارضة السورية ولم تحضر في الأيام الأولى من المفاوضات، من بينها خالد الصالح وأديب الشيشكلي. وكانت هناك مشاورات داخلية بين أعضاء الائتلاف طوال يوم أمس، ومن المتوقع أن تستمر اليوم.

فرار حوالى 600 عائلة سوريّة من يبرود إلى عرسال

بيروت – علم موقع NOW  من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنّ 500 إلى 600 عائلة فرّت من بلدة يبرود السوريّة ووصلت إلى عرسال في لبنان “خوفاً من هجوم محتمل للقوات النظاميّة،” وأنّ المفوضية “تستعد لتدفق كبير” عبر حدود لبنان.

وأبدى المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان بالأمم المتحدة روبرت كولفيل، وفق ما ذكرت وكالة “رويترز”، قلق الأمم المتحدة من حشد عسكري قرب مدينة يبرود السوريّة الخاضعة لسيطرة المعارضة، مشيراً إلى أنّها تخشى “هجوماً كبيراً” للقوات الحكوميّة السوريّة، وشددت على أنّ دمشق عليها واجب قانوني للسماح للمدنيين بالمغادرة.

وقال كولفيل: “تلقينا تقارير من داخل سوريا أنّ هناك العديد من الهجمات الجويّة والقصف مع حشد عسكري حول المدينة ما يشير إلى هجوم بري كبير ربما يكون وشيكاً” على المدينة التي يقطنها من 40 إلى 50 ألف نسمة.

وأفاد مندوب NOW في البقاع أنّ النزوح مستمر منذ ثلاثة أيام، ومن قرى فليطة ويبرود والسحل وريما في سوريا.

المفاوضات السورية بجنيف تتجه لطريق مسدود

                                            رجحت المعارضة السورية أن تنفضّ اليوم الجمعة المفاوضات مع وفدي النظام، وسط توقعات ببلوغ المفاوضات طريقا مسدودا بعد إقرار الموفد العربي والأممي الأخضر الإبراهيمي بعدم إحراز أي تقدم. وفي الوقت نفسه, اتهمت موسكو الغرب بالتركيز على تغيير النظام, والمعارضة السورية بعدم الرغبة في مواصلة التفاوض.

وتعقد اليوم جلستان من المحادثات يجريهما الإبراهيمي على حدة مع كل من الوفدين السوريين بعد سلسلة من اللقاءات بدأت الاثنين الماضي ضمن الجولة الثانية من مؤتمر جنيف الثاني, ولم تفضِ إلى أي تقدم.

والتقى الوسيط الدولي أمس وندي شيرمان مساعدة وزير الخارجية الأميركي وغينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي في محاولة لإنقاذ المفاوضات من فشل بدا في الساعات الأخيرة مرجحا بقوة بسبب الخلاف العميق بين الوفدين السوريين.

وأثناء أيام التفاوض الأربعة السابقة أصر وفد النظام السوري على وضع قضية “الإرهاب” على رأس بنود جدول أعمال المفاوضات, بينما تمسك وفد المعارضة بإعطاء الأولوية للبند الخاص بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات بموجب بيان مؤتمر جنيف الأول في يونيو/حزيران 2012.

ويصر النظام على أن يكون الحوار على الأرض السورية، وأن يقرر الشعب السوري مصير الرئيس بشار الأسد عبر صناديق الاقتراع. وتوقع أعضاء في وفد المعارضة أمس أن تنتهي المفاوضات اليوم بعدما فشل الوسيط الدولي في التوفيق بين الطرفين.

طريق مسدود

وقال عضو وفد المعارضة بدر جاموس أمس إنه سيعود للإبراهيمي تقرير ما سيحصل، مضيفا أن المفاوضات ستختتم اليوم على الأرجح.

وأضاف أن الإبراهيمي سيعقد صباح اليوم جلستين مع الوفدين، وأعرب عن اعتقاده بأن الجلستين ستكونان لإغلاق الجولة، وتقرير ما إذا كانت عملية التفاوض ستستمر أو تتوقف.

وتابع أن الوفد المعارض التقى بعد ظهر أمس مسؤولا روسيا، مشيرا إلى أن “موسكو ما زالت تتحدث باللهجة نفسها التي سمعناها من قبل”. وأكدت مصادر من المعارضة السورية أن لقاءات أمس لم تكن إيجابية.

وجاءت هذه التصريحات إثر اجتماع المعارضة مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي التي عقدت لقاء ثلاثيا مع الإبراهيمي وغينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي.

وكان الإبراهيمي تلقى أمس وعودا أميركية وروسية بالمساعدة على إخراج المفاوضات بين وفدي النظام والمعارضة السوريين من الطريق المسدود، بعد انقضاء أربعة أيام من التفاوض ضمن الجولة  الثانية دون تقدم.

وقال إن الموفدين الأميركي والروسي جددا تأكيد دعمهما ووعدا بالمساعدة على حل العُقد, مقرا في الأثناء بجمود المفاوضات. وأكد الإبراهيمي أنه لا يرجح التوصل إلى حل لنقاط الخلاف بين المعارضة والنظام في القريب العاجل، وأشار إلى أن الفشل احتمال قائم, وأنه سيبذل كل الجهود الممكنة لإحراز تقدم.

وقالت مصادر دبلوماسية إن الإبراهيمي بدا غير مرتاح لإصرار وفد النظام السوري على البدء بمسألة “الإرهاب” بدلا من هيئة الحكم الانتقالية، ورجحت هذه المصادر أن يعلن اليوم تعليق المفاوضات لمدة شهر أو لأجل غير مسمى.

انتقادات روسية

في الأثناء, اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم أن هناك محاولات لحرف المفاوضات السورية عن مسارها.

وقال في تصريحات له بموسكو إن تصريحات المعارضة السورية بأنه لا يمكن الاستمرار في التفاوض إلى ما لا نهاية له “غير منطقية” بعد جولتين فقط من المفاوضات.

وكان متحدث باسم وفد المعارضة أعلن قبيل الجولة الثانية أن المعارضة لن تخوض جولة ثالثة في حال فشلت الثانية.

وانتقد الوزير الروسي الدول الغربية الداعمة للمعارضة السورية, التي قال إنها وضعت نصب أعينها تغيير النظام السوري.

وأضاف أن على هذه الدول ألا تركز فقط على المسألة المتعلقة بتشكيل هيئة حكم انتقالية, في إشارة ضمنية إلى أنه يتعين الأخذ في الاعتبار مطلب وفد النظام السوري بجعل “مكافحة الإرهاب” من أولويات المفاوضات.

وينص بيان جنيف الأول على أن السلطة الانتقالية -التي يمكن أن تتشكل في سوريا- يجب أن تضم عناصر من النظام الحالي ومن المعارضة.

مشاورات بشأن الوضع الإنساني وتمديد الهدنة بحمص

                                            دعوات لاتخاذ قرار “قوي”

دعت منسقة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري أموس مجلس الأمن إلى توفير “الوسائل المطلوبة” لتأمين العمل الإغاثي في سوريا، وسط خلاف في مجلس الأمن يعيق اتخاذ قرار “قوي”، في حين تم التوصل في حمص إلى تمديد وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام أخرى.

وقالت آموس للصحفيين بعد جلسة مغلقة لمجلس الأمن عقدها الليلة الماضية إن الأمم المتحدة حصلت على “ضمانات لفظية” من المتحاربين من دون الحصول على أي تأكيد خطي على تمديد الهدنة في حمص. وأضافت “لا نستطيع الاستمرار من دون ضمانات خطية”.

وأشارت إلى أنها أعربت للمجلس عن إحباطها تجاه ما وصفته بالتقدم البطيء في إيصال المساعدات للمدنيين السوريين.

واعتبرت المسؤولة الأممية أن إجلاء ما يقارب 1400 مدني من حمص يمثل “نجاحا بالنظر إلى الظروف البالغة الصعوبة”، مشيرة إلى أنه لا يزال 250 ألف شخص عالقين بسبب المعارك في سوريا، ولا تصلهم أي مساعدات.

ودعت آموس إلى ضرورة وجود الوسائل للقيام بالعمل على الصعيد الانساني، معتبرة أن تدهور الوضع الميداني “غير مقبول”.

خلاف

وفي الأثناء، يجري أعضاء مجلس الأمن مفاوضات بشأن مشروع قرار عربي غربي يهدد باستخدام القوة ضد أي طرف يعرقل العمل الإغاثي، وهو ما هددت برفضه موسكو التي تقدمت بمشروع قرار آخر وصف بالضعيف، حيث يركز على مكافحة الإرهاب.

وأعلن السفير الروسي فيتالي تشوركين للصحفيين أن الغربيين والروس سيحاولون دمج الاقتراحين.

 وقال “نحن في طور المناقشات، ثمة حظوظ جيدة لأن يوافق زملاؤنا على لغتنا الحازمة حيال الارهاب”، مضيفا “لن أقول إن مواقفنا متباعدة جدا”.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كشف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري نبيل فهمي في موسكو الخميس عن أن مشروع القرار -الذي قدمته روسيا إلى مجلس الأمن بشأن سوريا- لا يشكّل تعديلات على المشروع الغربي، بل هو مشروع قرار خاص ومستقل، ويتضمن خطوات عملية.

قرار قوي

غير أن آموس شددت على أن القرار -الذي قد يتمخض عن مجلس الأمن- ينبغي أن يتضمن ما يضمن تطبيقه، مشيرة إلى أن البيان السابق لمجلس الأمن لم يكن له تأثير يذكر.

وتماشى ذلك مع الموقف الأميركي الذي عبرت عنه السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامانثا بارو التي قالت إن واشنطن مهتمة فقط بتمرير قرار قوي في مجلس الأمن الدولي بشأن الوضع الإنساني في سوريا يمكن أن يؤدي إلى إجراءات ذات مغزى.

وقالت باور أمس الخميس “بالنسبة لنا، ونظرا لخطورة الوضع على الأرض، فإنه من الأفضل عدم اتخاذ أي قرار على الإطلاق بدلا من اتخاذ قرار سيئ”.

من جانبها، قالت ماري هارف نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية إن بلادها تدعم مشروع القرار الذي قدمته أستراليا والأردن ولوكسمبورغ الأربعاء الماضي، وأكدت أن المفاوضات بشأن الوضع الإنساني في سوريا ما زالت قائمة.

ويتزامن هذا التحرك الأممي مع تمديد وقف إطلاق النار في مدينة حمص لمدة ثلاثة أيام أخرى بداية من أمس الخميس، وهو ما سيسمح بمواصلة إجلاء المحاصرين من حمص القديمة وإدخال المساعدات إليها.

المعارضة تهاجم مطارا بحلب وقتال بإدلب والحسكة

                                            بدأت فصائل سورية مقاتلة هجوما للسيطرة على مطار كويرس الحربي بحلب شمالي سوريا. واندلع أمس قتال بمدينتي إدلب والحسكة الهادئتين نسبيا بالتزامن مع عملية القوات النظامية بالقلمون شمال دمشق, في حين قتل مدنيون بعدة محافظات في قصف بالبراميل المتفجرة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلا من جبهة النصرة يعتقد أنه سعودي الجنسية استهدف مساء أمس بسيارة محملة بالمتفجرات مساكن الضباط في مطار كويرس, بينما تحدث ناشطون عن تفجير سيارة ثانية.

وأضاف المرصد أن هناك أنباء مؤكدة عن مقتل وجرح ما لا يقل عن عشرين من القوات النظامية, مشيرا إلى أن التفجير أعقبته اشتباكات بين القوات النظامية والفصائل المشاركة في الهجوم وبينها جبهة النصرة.

وجاء الهجوم على مطار كويرس الحربي بعد أيام من هجوم مماثل على سجن حلب المركزي شمال المدينة, بدأ بتفجير قتل فيه جنود نظاميون.

وسيطرت الفصائل على أجزاء من السجن في بداية العملية، لكنها لم تتمكن من السيطرة بالكامل على المجمع المحاصر منذ شهور. وقال المرصد إن القوات النظامية منعت أمس متطوعي الهلال الأحمر السوري من إيصال الخبر إلى جناح المعتقلين السياسيين بالسجن.

معارك

وفي حلب أيضا, اندلع قتال مساء أمس في حيي الأشرفية وبني زيد, واستمرت الاشتباكات بمناطق أخرى داخل المدينة وخارجها بينها حي كرم الطراب قرب المطار الدولي، كما تفجر قتال أمس في مدينة الحسكة شمال شرق البلاد ليقطع بذلك هدوءا ساد في المدينة لعدة أشهر.

وقال المرصد السوري إن الاشتباكات وقعت على أطراف حي غويران, وقتل فيها ثمانية من مقاتل المعارضة, وسبعة مدنيين, وعدد من الجنود النظاميين والمسلحين الموالين لهم.

وفي شمال البلاد أيضا, هاجم مقاتلون من عدة فصائل -بينها جبهة النصرة وجند الأقصى- حواجز للقوات النظامية على أطراف مدينة إدلب التي تخضع لسيطرة النظام. وقال ناشطون إن اشتباكات وقعت عند هذه الحواجز، مما أدى إلى قتلى وجرحى في الطرفين, إضافة إلى تدمير دبابة.

وعلى صعيد العمليات العسكرية أيضا, قتل ستة جنود نظاميين وعدد مماثل من مقاتلي المعارضة -بينهم ضابطان منشقان- أثناء اشتباكات في محيط قرية الزارة ذات الأغلبية التركمانية السنية بريف حمص الغربي وسط سوريا، وفقا للمرصد السوري.

ووقعت اشتباكات أخرى في ريف حماة الشمالي، حيث سيطر مقاتلو المعارضة مؤخرا على مدينة مورك وعلى حواجز على الطريق بين حماة وحلب, كما تجدد القتال في بعض مناطق محافظة القنيطرة جنوب البلاد.

وكانت شبكة شام أفادت بأن منطقة القلمون شمال دمشق تشهد حملة عسكرية كبيرة من قبل القوات النظامية وعناصر حزب الله اللبناني لعزلها عن لبنان, وغلق المنفذ الوحيد عبر الجبال إلى لبنان, والذي تشكل فيه مدينة يبرود حجر الزاوية.

وأفادت مسار برس بأن فصائل المعارضة قتلت ثلاثة جنود نظاميين في محيط مدينة يبرود. وقد سجل لجوء أكثر من أربعمائة عائلة سورية إلى بلدة عرسال اللبنانية أثناء اليومين الماضيين. وقالت الأمم المتحدة إن عشرات من هؤلاء اللاجئين هُجّروا من ريف حمص, ومن النبك بالقلمون.

البراميل مجددا

وفي تطورت أخرى، أفاد مراسل الجزيرة في حلب بأن عشرات الأشخاص قتلوا وجرحوا أمس في قصف بالبراميل المتفجرة شنته مروحيات للنظام على حي هنانو.

وأضاف المراسل أن فرق الإنقاذ لم تستطع الدخول إلى الحي لكثافة القصف، حيث سقط عليه أكثر من عشرين برميلا.

وقتل أمس ستة مدنيين في غارات على بلدة النعيمة بريف درعا جنوب سوريا, كما سقط قتلى في قصف صاروخي ومدفعي على مدن وبلدات، بينها بلدة الزارة بريف حمص.

وفي حماة, تحدث ناشطون عن إلقاء الطيران الحربي السوري ذخائر عنقودية أثناء قصفه مدينة

كفرزيتا، وقد أحصت لجان التنسيق المحلية أمس 68 قتيلا بينهم ثلاثة أطفال, مشيرة إلى أن 27 منهم قتلوا في محافظة حلب.

أجواء تشاؤم تخيم على مفاوضات مؤتمر جنيف2

العربية.نت، جنيف – رويترز

تخيم أجواء تشاؤم على مفاوضات جنيف2، بشهادة وفدي النظام والمعارضة، على السواء يوم الجمعة، ففي حين قال لؤي الصافي إنه لم يتم الاتفاق بعد على جولة ثالثة للمفاوضات، أعلن فيصل المقداد أن المفاوضات لم تحقق تقدماً يذكر.

وفي التفاصيل، نفى المتحدث باسم الائتلاف السوري المعارض في جنيف، لؤي الصافي، تحديد جلسة ثالثة للمفاوضات، رداً على سؤال يخص الأنباء التي راجت اليوم الجمعة، عن لقاء مرتقب غداً السبت بين طرفي الحوار.

وأفادت موفدة “العربية” إلى جنيف في وقت سابق بورود أنباء عن جلسة مفاوضات بين وفدي الائتلاف والنظام السوريين غداً السبت، وقد تم إبلاغ أعضاء الوفدين بأن هناك جلسات وقد تكون ثلاثية، وتبعا لذلك، فقد تم إلغاء سفر بعض أعضاء الوفد اليوم الجمعة.

ومن جهته، أوضح المتحدث باسم الائتلاف السوري المعارض في مؤتمر جنيف، لؤي الصافي، أن المفاوضات بين النظام والمعارضة متعثرة، وهذا ليس سرا، على حد قوله.

وأضاف الصافي أن نظام الأسد لم يقدم أي رد إيجابي على مذكرة الائتلاف، مطالبا كل الشرفاء في العالم للدفع نحو استمرار الحل السياسي، لكنه سجل أن الموقف السوري ما زال على حاله لجهة النظام السوري.

ومن جهته، أعلن فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري، في مؤتمر صحافي أن الطرف الآخر، يقصد المعارضة، جاء بأجندة غير واقعية، مصرا على البدء بالمفاوضات ببند مكافحة الإرهاب، على حد قوله.

ويرى المقداد أن إسرائيل تقف وراء كل ما حدث في سوريا، مؤكدا بالمناسبة استمرار تشاور نظام دمشق مع موسكو.

وبالنسبة للمقداد، فإن النظام السوري مستعد لمناقشة المرحلة الانتقالية بعد الاتفاق على مكافحة الإرهاب، وأن مناقشة موضوع الإرهاب يخضع لازدواجية المعايير”، حسب قوله.

وقال المقداد في المؤتمر الصحافي: “نعبر عن أسفنا العميق لأن هذه الجولة لم تقدم جديدا”.

وقبل ذلك، قال مسؤول في المعارضة السورية، الجمعة، إن الوسيط الدولي الاخضر الإبراهيمي يعتزم عقد جولة ثالثة من محادثات السلام مع اقتراب المفاوضات من انتهاء أسبوعها الثاني.

وقال مفاوض المعارضة السورية أحمد جقل إن الابراهيمي أبلغ المعارضة أن المحادثات ستستمر وإنه ستعقد جولة ثالثة لكنه لم يحدد موعداً. وأضاف أنه ربما تعقد جلسة محادثات يوم السبت.

محادثات “جنيف2” في مأزق.. واستقالة أسعد مصطفى

دبي – قناة العربية

أكدت مصادر لقناة العربية، اليوم الجمعة، أن أسعد مصطفى وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة استقال.

وإلى ذلك، قال عضو وفد الائتلاف الوطني السوري، بدر جاموس، إن أجواء المفاوضات في مؤتمر “جنيف2” غير إيجابية، متوقعاً عدم الذهاب إلى جولة تفاوضية ثالثة بعد الجولة الثانية التي تنتهي في وقت لاحق من اليوم، الجمعة.

ونقل جاموس عن وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، وندي شيرمان، قولها خلال الاجتماع الذي عقدته مع وفد الائتلاف، إن محادثاتها في الاجتماع الثلاثي مع المبعوث الدولي إلى سوريا، الاخضر الإبراهيمي، والوفد الروسي لم تكن ناجحة.

وقالت مصادر غربية لـ”العربية” إن الروس لا يريدون انهيار المحادثات في جنيف، لكنهم لم يقدموا تنازلات حتى الآن.

وفي تطور آخر، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني في موسكو، أنه توجد محاولات في مفاوضات جنيف لإجبار وفد حكومة دمشق على الانسحاب من المفاوضات، دون أن يكشف عن التفاصيل.

هدنة حمص

وفي تطور داخلي، أكدت الأمم المتحدة أن النظام السوري أفرج عن 181 موقوفاً فقط من أصل 430 رجلاً تتراوح أعمارهم بين خمسة عشر وخمسين عاماً، اعتقلهم لاستجوابهم لدى خروجهم من حمص القديمة في وسط سوريا.

وأشارت الأمم المتحدة إلى أن نحو ألفي شخص لا يزالون في حمص القديمة، لكنها قالت إنها لم تتلق حتى الآن ما يفيد باحتمال تمديد فترة الهدنة لإخراجهم.

وكانت الهدنة المقررة في حمص قد تم تمديدها لمدة 3 أيام اعتباراً من أمس، لإتاحة الفرصة أمام خروج المدنيين.

تحذير من تدهور الوضع الإنساني

ومن ناحية أخرى، رسمت مسؤولة شؤون الإغاثة الإنسانية في الأمم المتحدة، فاليري أموس، صورة قاتمة للوضع الإنساني في سوريا، مشيرة إلى أنه يتدهور بشكل كبير منذ أربعة أشهر.

وقالت أموس إن الأطراف المختلفة في سوريا قامت بانتهاك وخرق حقوق الإنسان ولم توفر الحماية للمدنيين.

ودعت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، النظام السوري إلى المساعدة في فتح المعابر الحدودية، وأولها معبر اليعربية، لتسهيل عبور مواد الإغاثة من العراق إلى شرق سوريا.

فشل اجتماع الإبراهيمي مع روسيا وأميركا في “جنيف2

جنيف – ريما مكتبي، وكالات

وصفت مصادر دبلوماسية غربية أجواء مؤتمر “جنيف 2” بأنها لا تزال قاتمة جدا ولا يوجد أية نتائج من الاجتماع الثلاثي حول سوريا، بعد فشل المفاوضات حتى اللحظة.

وأعادت المصادر الدبلوماسية القرار إلى يد الموفد الدولي المشترك الأخضر الإبراهيمي، لاتخاذ قرار الاستمرار في “جنيف 2″، إذا استمر تعثر المفاوضات.

وقالت مصادر دبلوماسية غربية تقول اذا لم تحصل أية تطورات خلال الساعات المقبلة في “جنيف 2” فقد لا تكون هناك جولة ثالثة، معتبرة أن الكرة في ملعب الروس والنظام السوري لإنقاذ مؤتمر “جنيف 2 “

المعارضة: الأمور ليست إيجابية

من جهة أخرى اعتبر وفد المعارضة السورية المشارك في الجولة الثانية من مفاوضات “جنيف 2″، أن “الامور ليست ايجابية”.

وأتت هذه التصريحات اثر لقاء الوفد المعارض مع مساعدة وزير الخارجية الاميركي وندي شيرمان، التي عقدت لقاء ثلاثيا مع الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف.

وأوضح عضو وفد المعارضة بدر جاموس لوكالة فرانس برس أن الإبراهيمي سيعقد غدا جلستين منفصلتين، الساعة العاشرة صباحا (9 توقيت غرينيتش) مع الوفد الحكومي، وفي الساعة الحادية عشرة والنصف مع الوفد المعارض.

وأشار إلى أنه “لا نحن ولا الإبراهيمي مستعدون لإضاعة الوقت، وفي حال لم يكن هناك خطوات عملية لا أعتقد أنه ستكون هناك جولة ثالثة”.

وكان الإبراهيمي تلقى وعودا اميركية وروسية بالمساعدة على إخراج المحادثات بين وفدي النظام والمعارضة السوريين من الطريق المسدود، بعد انقضاء أربعة ايام من الجولة الثانية من التفاوض من دون أي إحراز أي تقدم.

جنيف 2.. السخرية في مواجهة “واقع مرير

أشرف سعد – جنيف – سكاي نيوز عربية

في أحد المؤتمرات الصحفية توجهت “سكاي نيوز عربية” للمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بسؤال فجاءت إجابته ضحكة مقتضبة، كشفت عن سخرية مريرة.

كانت الضحكة بداية إجابة الإبراهيمي على سؤال بشأن ما إذا كان قد “دخل متاهة أو نفقا مظلما لا يستطيع الخروج منه”، قبل أن يتحدث عن أن دخوله هو نفقا مظلما ليس مهما، ولكن سوريا كلها دخلت هذا النفق المظلم، وجهود المحادثات ترمي إلى البحث عن ضوء في نهايته.

لم تفارق الإبراهيمي وهو يتحدث روح الدعابة أو السخرية المريرة التي اتسم بها حديثه طوال أيام المحادثات.

بدا واضحا أن الدبلوماسي المخضرم يستعين بالدعابة والروح المرحة في مواجهة عقبات المحادثات وتباينات الطرفين التي لم تتمكن حتى من الاتفاق على جدول للأعمال.

في مؤتمر صحفي آخر قال الإبراهيمي إنه لا يملك فرض جدول أعمال على المحادثات ولما قالت له إحدى الصحفيات: أعلم أنك لا تملك سلاحا، قال ضاحكا أنا أملك سلاحا ولكني لا أريد أن أستخدمه.

مواجهة بالتهرب

لتفادي التصريح بالأزمة التي تواجهها مفاوضات جنيف 2، وعدم تجاهل الإعلام في الوقت ذاته، يلجأ المسؤولون إلى “المواجهة بالتهرب”، إن صح التعبير.

كان الإبراهيمي يستهل مؤتمراته الصحفية في الجولة الأولى بقوله للصحفيين: أنتم حصلتم على كل المعلومات من الطرفين وبالتالي فلن أتحدث كثيرا لأنكم تعرفون كل شيء.

هكذا اختار الإبراهيمي أن يسخر ويمزح ربما في محاولة لكسر حدة محادثات بدا التوتر على كل لحظة من لحظاتها وفي مواجهة ربما نهج عنيف كان يتخذه الطرفان تجاه بعضهما البعض، بل وحتى يتخذه الصحفيون تجاه بعضهم البعض، بل وتجاه الإبراهيمي نفسه.

عندما قالت صحفية للإبراهيمي إن مدير الاستخبارات الأميركية قال كذا وكذا قال لها: إن معلوماتك أفضل من معلوماتي كنت أتحدث مع وندي شيرمان (مساعدة وزير الخارجية الأميركية) قبل قليل ولم يكن لديها كل هذه المعلومات.

لكن مرح الإبراهيمي لم يمنعه مرة بعد أخرى أن يردد تحذيرا وراء تحذير من خطورة فشل هذه المفاوضات وصعوبة الأوضاع في سوريا التي تدخل نفقا مظلما على حد تعبيره وصبر شعبها ينفد إزاء أعمال القتل وسفك الدماء في بلاده.

لكن السخرية ربما تكون وسيلة جديدة يعتمدها الدبلوماسي المخضرم لحلحلة أزمة استعصت على الحل لثلاث سنوات كاملة.

قتلى بتفجير سيارة ملغومة جنوب سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل 18 شخصا على الأقل بتفجير سيارة ملغومة بالقرب من مسجد في بلدة اليادودة جنوب سوريا، بالقرب من الحدود مع الأردن، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة.

وأفاد المرصد أيضا أن مسلحي المعارضة حفروا أنفاقا تحت فندق كارلتون في حلب القديمة شمال سوريا، وقاموا بتفجيرها، مما أدى إلى مقتل خمسة جنود من الجيش السوري على الأقل.

وقال المرصد إن “الكتائب الإسلامية المقاتلة حفرت عدة أنفاق في محيط وأسفل فندق كارلتون الذي تتمركز فيه القوات الحكومية وفجرت عدد منها صباح الجمعة”.

ويقع فندق كارلتون بالقرب من قلعة حلب التاريخية، وكان من أرقى فنادق ثاني مدن البلاد قبل أن يتضرر بالمعارك عام 2012.

وأوضح المرصد أن “اشتباكات عنيفة دارت بعدها في المنطقة بين مقاتلين من الكتائب الإسلامية المقاتلة والقوات الحكومية”، مما أدى إلى مقتل عدة مقاتلين من الكتائب.

حشود قرب يبرود

في غضون ذلك، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها، الجمعة، من حشد عسكري للجيش السوري قرب مدينة يبرود شمال العاصمة دمشق، الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة.

وقالت إنها تخشى “هجوما كبيرا” للقوات الحكومية على المدينة المتاخمة للحدود اللبنانية، وشددت على أن دمشق عليها واجب قانوني للسماح للمدنيين بالمغادرة.

وقال المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان بالأمم المتحدة روبرت كولفيل: “تلقينا تقارير من داخل سوريا أن هناك العديد من الهجمات الجوية والقصف مع حشد عسكري حول المدينة، مما يشير إلى هجوم بري كبير ربما يكون وشيكا” على المدينة التي يقطنها من 40 إلى 50 ألف نسمة.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ميليسا فليمنج إن 500 إلى 600 عائلة فرت بالفعل من يبرود، وقد وصلت إلى عرسال في لبنان “خوفا من هذا الهجوم”، وأضافت أن المفوضية “تستعد لتدفق كبير” عبر حدود لبنان.

وقف إجلاء المدنيين

وفي تطور آخر، قال مسؤول بارز في الأمم المتحدة بسوريا إن المنظمة الدولية أوقفت عمليات إجلاء المدنيين من مدينة حمص المحاصرة انتظارا لاتضاح الموقف بشأن مصير المعتقلين من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.

ويأتي هذا التطور بعد يوم من تمديد وقف إطلاق النار ثلاثة أيام إضافية، في ثاني تمديد من نوعه منذ دخلت الهدنة حيز التنفيذ الأسبوع الماضي.

ويعتقد أن مئات المدنيين الآخرين لا يزالون عالقين في المناطق التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة من المدينة، غالبا في الحي الذي يعود إلى القرون الوسطى والمعروف باسم حمص القديمة.

وصرح نائب رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى حمص ماثيو هولينغورث ، أن عشرات الرجال والفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشر والخامسة والخمسين- الذين غادروا حمص القديمة في وقت سابق خلال عملية الإجلاء- لا تزال السلطات السورية تحتجزهم وتستجوبهم.

ويقول هولينغورث إن الرجال محتجزون في مدرسة بحمص، مضيفا أن مسؤولي الأمم المتحدة موجودون هناك أيضا.

وهؤلاء الأشخاص كانوا جزءا من 1400 شخص أجلتهم الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري من مناطق تسيطر عليها المعارضة خلال الأسبوع الماضي، في إطار هدنة بين القوات السورية ومسلحي المعارضة.

المعارضة السورية: جولة ثالثة لمحادثات جنيف

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

كشف أحد المشاركين في وفد المعارضة السورية المشارك في المحادثات بمدينة جنيف، عن نية الوسيط الدولي، الأخضر الإبراهيمي، عقد جولة ثالثة من المفاوضات التي تشهد الجمعة يوما حاسما.

ونقلت رويترز عن عضو الوفد المعارض، أحمد جقل قوله “إن الإبراهيمي أبلغ المعارضة بأن المحادثات ستستمر وإن جولة ثالثة ستعقد”. دون أن يحدد موعدا للمفاوضات المقبلة بين طرفي النزاع في سوريا.

وعن مسار الجولة الثانية التي شهدت خلافات حادة، أضاف جقل أنه “ربما تعقد جلسة محادثات السبت”، وذلك بعد أن كشفت مصادر دبلوماسية غربية عن وصول المفاوضات إلى “حائط مسدود”.

وكان الإبراهيمي قد تحدث عن صعوبة التوصل إلى قاسم مشترك بين طرفين يخوضان حربا مدمرة، أوقعت في حوالى ثلاث سنوات أكثر من 136 ألف قتيل ودمرت البنى التحتية للبلاد، وهجرت الملايين.

استقالة وزير الدفاع بحكومة الائتلاف السوري

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلن وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أسعد مصطفى، استقالته من منصبه، الجمعة، في رسالة تلقت “سكاي نيوز عربية” نسخة منها.

وقال مصطفى في رسالة وجهها إلى رئيس الائتلاف أحمد الجربا، ورئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة: “أعلن استقالتي من وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، مؤكدا أنني سأبقى جنديا في خدمة الثورة السورية”.

وبرر مصطفى استقالته بما قال إنه “منع وسائل الدفاع المشروعة لمواجهة إجرام النظام وحلفائه من دول ومنظمات إرهابية، والذي لا سابق له في التاريخ”.

وأضاف أن “سوريا كلها تدمر بأكثر الأسلحة فتكا، وتهدم فوق رجالها ونسائها وأطفالها على مرأى ومسمع من العالم، الذي انقسم بين مشارك بالمذبحة، وبين متخاذل يغطي نفسه بمبادرات ومؤتمرات لم تحقق شيئا من أهداف الثورة السورية”.

وتابع مصطفى يقول في رسالته إن استقالته جاءت “بعد أن وجدت أن جهودنا التي تبذل لا تساوي شيئا أمام عظمة التضحيات التي يقدمها الثوار، ولا تستجيب للحد الأدنى من متطلباتهم”.

وانتخب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد طعمة، في سبتمبر 2013، رئيسا للحكومة المؤقتة بعد استقالة غسان هيتو.

وأعلن الائتلاف في الحادي عشر من نوفمبر 2013 تشكيل الحكومة المؤقتة برئاسة طعمة لإدارة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا.

بدوره، عبر عضو الائتلاف السوري المعارض برهان غليون، “عن أسفه” لاستقالة مصطفى، وقال إن الائتلاف “كان يحتاج إلى خبراته باعتباره وزير سابق”.

واكتفى غليون في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية” بالقول إن استقالة الرجل وراءها “خلافات في الاستراتيجية، واختلاف في وجهات النظر”، بين أعضاء الائتلاف.

المرصد السوري: 421 قتيلا ببراميل “المقداد” المتفجرة في حلب

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — ذكر ناشطون سوريون، الخميس، إن أكثر من 400 مدني لقوا حتفهم، خلال أقل من أسبوعين، جراء القصف بالبراميل المتفجرة، الذي تشنه القوات النظامية السورية على مدينة حلب.

ولفت  “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إلى أن 92 في المائة من ضحايا هذا النوع من القذائف المتفجرة، من “المدنيين الذين أصروا على البقاء في منازلهم، ورفضوا الرضوخ لحملة التهجير.”

وطبقا للمصدر، فأن الحصيلة  تفند ادعاءات نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، بأن البراميل ألقيت لحماية المواطنين، الذين قتل منهم 421، من بينهم 109 أطفال، جراء القصف الذي تشنه طائرات مروحية  على المدينة منذ 12 يوما.

ويستمر العنف الدموي في سوريا وسط جمود العملية السياسية مع  عدم التوصل لحل لنقاط الخلاف بين المعارضة السورية والحكومة بالمفاوضات الجارية في جنيف، حيث أعلن الموفد الأممي لسوريا، الأخضر الإبراهيمي، عن وعود أمريكية وروسية بالمساعدة.

آموس تطالب مجلس الأمن بإيقاف “الانتهاكات الفاضحة” في سوريا

حضت منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس مجلس الأمن على اتخاذ إجراءات فورية لوقف الانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان في سوريا.

ودعت آموس المجلس إلى إصدار قرار فوري بهذا الخصوص، وقالت إنه من غير المقبول أن يستمر النظام ومسلحو المعارضة بارتكاب انتهاكات فاضحة.

يذكر أن المجلس عجز عن إيصال مواد الإغاثة إلى سوريا، التي اضطر الملايين من سكانها الى النزوح بسبب النزاع المسلح على أراضيها.

في هذه الأثناء واصلت القوات الحكومية هجماتها على بلدة يبرود التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة، مستخدمة الطائرات ونيران المدفعية.

وهذه البلدة هي آخر معقل لمسلحي المعارضة في جبال القلمون بالقرب من الحدود مع لبنان.

وقد اشتد القتال في سوريا في الفترة الأخيرة، حيث كان كلا الطرفين يحاول أن يعزز موقفه في المفاوضات التي تجري في مدينة جنيف في سويسرا.

ولا تزال المفاوضات بين الطرفين أمام طريق مسدود، حيث فشل الطرفان في الاتفاق على برنامج مشترك للمفاوضات.

وقد التقى مبعوث الأمم المتخحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مسؤولين أمريكيين وروس، أكدوا له أنهم سيحاولون تحريك المسار التفاوضي إلى الأمام، لكنه عبر عن قلقه من الفشل.

“النموذج الخاطئ”

وقالت آموس في تقرير قدمته إلى مجلس الأمن ” إنه من غير المقبول أن لا يتخذ المجلس إجراءات بعد مضي أربعة شهور على مطالبة أعضائه باتخاذ تلك الإجراءات، فحقوق الإنسان المنصوص عليها في القوانين الدولية ما زالت تنتهك”.

واضافت آموس “جميع الأطراف مقصرة في تحمل مسؤوليتها، نحن ندرك أن حربا تدور هناك، لكن حتى الحروب لها قوانينها التي يجب أن تراعى”.

مددت الهدنة في حمص ثلاثة أيام إضافية لمواصلة اجلاء المدنيين.

وفي إشارة إلى قرار تمديد الهدنة في مدينة حمص ثلاثة أيام أخرى لإتاحة المجال لإجلاء المدنيين قالت إيموس إن هذا لا يعتبر حلا بعيد المدى ، وأضافت “لقد نبهت المجلس إلى وضع حمص قبل 14 شهرا، ومنذ ذلك الوقت تمكنا من إجلاء 2500 شخص فقط عن المدينة”.

يذكر أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تفضل إصدار المجلس قرارا صارم الصياغة لكن روسيا تعارض ذلك، وقد صاغت مسودة قرار تطالب فيه “بمحاربة الإرهاب” في سوريا، وتقول إنها تملك خطة لتحسين ظروف إيصال المساعدات.، حسب ما يقول مراسلنا.

يذكر أن النزاع في سوريا أدى إلى مقتل 100 ألف شخص منذ مارس/آذار الماضي ونزوح حوالي 9،5 مليون شخص عن أراضيهم.

BBC © 2014

سوريا: تمديد العمل بالهدنة الانسانية في حمص

قال طلال البرازي، محافظ حمص، إن الهدنة الانسانية المعمول بها في مدينة حمص قد مددت ثلاثة ايام اضافية.

ونقلت وكالة رويترز عن البرازي قوله “لقد تم تمديد العمل بالهدنة لثلاثة ايام اضافية ابتداءا من اليوم للسماح باجلاء المدنيين المتبقين في المدينة القديمة.”

واضاف المحافظ ان 1400 شخصا تم اجلاؤهم من المدينة القديمة المحاصرة منذ يوم الجمعة الماضي وهو اليوم الذي دخلت فيه الهدنة حيز التنفيذ.

واضاف ان 220 من هؤلاء المدنيين ما زالوا يخضعون للتدقيق.

يذكر ان السلطات السورية تقوم باحتجاز الذكور الذين تتراوح اعمارهم بين 15 و55 سنة ممن يقوون على حمل السلاح والتحقيق معهم. وقال البرازي إن 70 من هؤلاء سيطلق سراحهم اليوم الخميس.

وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الامريكية امس الخميس إن الحكومة السورية قد تعهدت باطلاق سراح المدنيين المحتجزين بعد التحقق من هوياتهم، مضيفا “نتوقع ان تلتزم الحكومة السورية بما تعهدت به، ولكن نظرا لسجل النظام لا يمكن للمجتمع الدولي الاطمئنان لذلك وعليه متابعة مصير هؤلاء الرجال.”

اشتداد القتال

وبينما تتواصل الاجتماعات في جنيف التي يشارك فيها ممثلون عن الحكومة السورية والمعارضة، يقول ناشطون سوريون إن القتال ازداد شدة في البلاد في الآونة الاخيرة.

ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان إن اكثر من 200 قتيل سقطوا يوميا في الاسابيع الثلاثة الاخيرة.

وقال المرصد إن طرفي الصراع، الحكومة والمعارضة، يحاولان الاستيلاء على اكبر مساحة ممكنة من الارض لأجل تعزيز موقفيهما في المفاوضات.

واضاف ان 4959 شخصا على الاقل قتلوا في سوريا منذ الثاني والعشرين من يناير / كانون الثاني، ثلثهم من المدنيين بمن فيهم 515 من النساء والأطفال.

ويقول المرصد المحسوب على المعارضة ومقره بريطانيا إن هذا هو اكبر عدد من القتلى يسجل في فترة ثلاثة اسابيع منذ اندلاع القتال في مارس / آذار 2011.

ولم يتسن التأكد من هذه الاعداد من مصادر مستقلة.

وكانت عمليات اجلاء المدنيين وايصال مواد الاغاثة من والى المدينة القديمة في حمص الخاضعة لسيطرة مسلحي المعارضة قد استمرت تحت اشراف الامم المتحدة يوم الاربعاء.

كما صعدت القوات السورية المعززة بمقاتلين من حزب الله اللبناني يوم الاربعاء من هجماتها وقصفها لمدينة يبرود الواقعة في جبال القلمون المحاذية للحدود مع لبنان، إذ قالت الانباء إن المدينة تعرضت لـ 13 غارة جوية يوم امس.

وقال مسؤولون لبنانيون لبي بي سي إن العشرات من سكان يبرود يجتازون الحدود الى لبنان هربا من اقتحام القوات السورية الوشيك للمدينة.

تبادل اهانات

في غضون ذلك، تبادلت واشنطن وموسكو العبارات التهكمية بعد ان اعترضت روسيا مجددا على مشروع قرار طرح في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يطالب الاطراف في سوريا بالسماح لعمال الاغاثة بالوصول الى كل المواقع في البلاد.

فقد انتقد الرئيس الأمريكي باراك اوباما الموقف الروسي، والمح الى ان موسكو – بعرقلتها المصادقة على مشروع القرار – انما تشارك الحكومة السورية في مسؤولية “تجويع المدنيين”.

من جانبه، رفض ناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الانتقادات الامريكية واصفا اياها بأنها “تشويه متحيز.” وأكد الناطق على الدور الذي لعبته روسيا في التوصل الى هدنة في حمص، واصر على ان موسكو لا تقل عن واشنطن في اهتمامها بالاوضاع الانسانية في سوريا.

ولكن مراسل بي بي سي في الامم المتحدة نك براينت يقول إن روسيا، رغم اعتراضها على مشروع القرار بصيغته الحالية، لم تغلق الباب تماما بوجه مشروع بديل.

وكان ممثلو الحكومة السورية والمعارضة قد التقوا وجها لوجه ثانية في جنيف الاربعاء.

واقترحت المعارضة تشكيل هيئة حاكمة انتقالية تتولى الاشراف على تنفيذ وقف لاطلاق النار يشمل كل الاراضي السورية تحت رقابة الامم المتحدة، ويضع حدا للحرب التي استمرت لثلاث سنوات تقريبا.

ويشمل المقترح طرد كل المسلحين الاجانب من سوريا، والسماح بدخول المعونات الانسانية والتوصل الى حل سياسي للحرب.

ولكن ممثلي الحكومة السورية رفضوا مناقشة المقترح، قائلين إن من شأن ذلك الخوض في القضايا السياسية قبل ان يحين الأوان لذلك.

من جانبه، عبر المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي عن اسفه لاخفاق المفاوضات في تحقيق تقدم، وقال إنه قرر تقديم موعد اجتماع مقرر مع مسؤولين روس وامريكيين بيوم واحد وذلك فيما يبدو انه محاولة لحثهم على الضغط على الطرفين السوريين.

وكانت الجولة الاولى من المفاوضات قد انتهت الشهر الماضي دون اتفاق، وسط تبادل للاهانات بين الطرفين السوريين.

BBC © 2014

الأمم المتحدة تخشى هجوما كبيرا لقوات الحكومة السورية على مدينة يبرود

جنيف (رويترز) – أعربت الأمم المتحدة عن قلقها يوم الجمعة من حشد عسكري قرب مدينة يبرود السورية الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة وقالت انها تخشى “هجوما كبيرا” للقوات الحكومية وشددت على أن دمشق عليها واجب قانوني للسماح للمدنيين بالمغادرة.

وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في افادة صحفية “تلقينا تقارير من داخل سوريا أن هناك العديد من الهجمات الجوية والقصف مع حشد عسكري حول المدينة مما يشير إلى هجوم بري كبير ربما يكون وشيكا” على المدينة التي يقطنها من 40 إلى 50 ألف نسمة.

وقالت ميليسا فليمنج المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للصحفيين إن 500 إلى 600 عائلة فرت بالفعل من يبرود وصلت إلى عرسال في لبنان “خوفا من هذا الهجوم” وأضافت أن المفوضية “تستعد لتدفق كبير” عبر حدود لبنان.

متحدث: المعارضة السورية لا تضع شروطا لعقد جولة محادثات ثالثة

جنيف (رويترز) – قال المتحدث باسم المعارضة السورية لؤي صافي يوم الجمعة إن وفد المعارضة لن يضع شروطا لعقد جولة ثالثة من المحادثات في جنيف بعد جولتين لم تحرزا اي تقدم.

وقال صافي للصحفيين إن المعارضة لم تضع اي شروط في وجه الجولة الثالثة لكن حتى الآن لم تتحقق اي نتائج.

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)

مسؤول سوري: تصريحات مسؤولة المساعدات بالأمم المتحدة غير مقبولة بالمرة

جنيف (رويترز) – قال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري يوم الجمعة إن الحكومة السورية تبذل قصارى جهدها لتحسين وصول المساعدات الإنسانية وذلك بعد يوم من تصريحات مسؤولة المساعدات بالأمم المتحدة فاليري اموس التي حثت فيها مجلس الأمن الدولي على العمل لتحسين ذلك.

وقال المقداد في مؤتمر صحفي بجنيف إن الحكومة السورية تفعل ما بوسعها وستستمر في القيام بذلك وإنها تعتبر بعض تصريحات اموس غير مقبولة بالمرة.

وأضاف أن اموس لا تعترف في كثير من تصريحاتها بوجود ارهاب ومنظمات إرهابية في سوريا تعيق حركة البضائع والمساعدات الإنسانية لتصل إلى العديد من المناطق بالاضافة إلى تجاهل أماكن مهمة للغاية يتعين توصيل المساعدات إليها.

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

يوم حاسم في مفاوضات جنيف والابراهيمي يلتقي الوفدين السوريين على حدة

جنيف (أ ف ب)

تشهد الجولة الثانية من مفاوضات جنيف-2 يوما حاسما الجمعة، اذ يلتقي الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي الوفدين السوريين كلا على حدة، في محاولة للاتفاق على جدول اعمال غداة تعهد موسكو وواشنطن بالمساعدة على حلحلة العقد في المفاوضات.

ولم يتمكن الوفدان الحكومي والمعارض اللذان عقدا جلسة مشتركة واحدة خلال الجولة التي بدأت الاثنين ومن المقرر ان تختتم اليوم، في الاتفاق على جدول اعمال المفاوضات، وسط خلافات حول الاولويات بين “مكافحة الارهاب” و”هيئة الحكم الانتقالي”.

ويلتقي الابراهيمي قبل ظهر اليوم الوفدين السوريين كلا على حدة.

وافاد دبلوماسي غربي مطلع على مسار المفاوضات مساء الخميس “لا اعتقد ما اذا كان غدا اليوم الذي نحقق فيه تقدما او نتوقف، لكن الاكيد انه سيكون اختبارا كبيرا لمعرفة ما اذا كان هذا المسار سيمضي قدما ام لا”.

اضاف “اذا كان يوم غد (الجمعة) سيئا، فالآفاق ستبدو قاتمة اكثر مما كانت عليه قبل اسبوع”.

واشار الى ان المفاوضات وصلت الى “حائط مسدود، ولا اعرف ما اذا كنا سنتخطاه ام لا”. واضاف “اذا فشل الوفدان في الاتفاق على جدول اعمال، لا اعرف ما اذا الابراهيمي سيدعو الى جولة ثالثة”.

وكان الوسيط الدولي تلقى الخميس وعودا اميركية وروسية بالمساعدة على اخراج المحادثات من الطريق المسدود، وذلك اثر لقاء عقده مع نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الاميركي وندي شيرمان.

وقال الابراهيمي على الاثر “قدمت لهما تقريرا مفصلا حول المباحثات التي اجريناها وما زلنا نجريها مع الطرفين السوريين، (…) وجددا تأكيد دعمهما ووعدا بالمساعدة هنا وفي عاصمتيهما على حلحلة العقد، لاننا حتى الآن لم نحقق تقدما كبيرا”.

الموفد الدولي والعربي الاخضر الابراهيمي خلال مؤتمر صحافي في جنيف في 13 شباط/فبراير 2014

وتحدث عن صعوبة التوصل الى قاسم مشترك بين طرفين يخوضان حربا مدمرة اوقعت في حوالى ثلاث سنوات اكثر من 136 الف قتيل ودمرت البنى التحتية والبلاد وهجرت الملايين.

وقال ان “الفشل يحدق دائما في وجوهنا… في ما خص الامم المتحدة، لن نترك حجرا واحدا من دون تحريكه اذا كان ثمة امكانية للتقدم. وفي حال عدم وجود هذه الامكانية، سنقول ذلك”.

وعقد الدبلوماسيان اللذان بادرت بلادهما قبل اشهر للدعوة الى هذه المفاوضات، الى عقد لقاءات منفصلة مع الوفدين الحكومي والمعارض.

والتقى غاتيلوف الذي تعد بلاده ابرز حليفة لنظام الرئيس بشار الاسد، رئيس الوفد السوري وليد المعلم الاربعاء والخميس.

والتقت شيرمان مساء الخميس وفد المعارضة، وذلك بعد ساعات من لقاء الوفد مسؤولا روسيا.

واعلن عضو في الوفد المعارض اثر لقاء شيرمان ان “الامور ليست ايجابية”، متوقعا الا يكون ثمة جولة ثالثة في حال عدم تحقيق اي تقدم.

وقال بدر جاموس لوكالة فرانس برس “الامور ليست ايجابية”، مشيرا الى انه “يعود الى الابراهيمي تقرير ما سيحصل، لكن على الاغلب ان يكون غدا (الجمعة) اليوم الاخير”.

ويكمن الخلاف الاساسي القائم منذ بداية الجولة الاولى في كانون الثاني/يناير حول اولويات البحث.

ففي حين تطالب المعارضة بالتركيز على مسالة هيئة الحكم الانتقالي التي تكون لها الصلاحيات التنفيذية الكاملة وتعمل على قيادة البلاد نحو الاستقرار والديموقراطية، يتمسك النظام بان المطلوب اولا التوصل الى توافق على “مكافحة الارهاب” الذي يتهم به مجموعات المعارضة المسلحة، مؤكدا ان الحوار حول مستقبل سوريا يكون على الارض السورية وان مصير الرئيس يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع.

اطفال في بلدة الجراجير يستقبلون الجيش النظامي رافعين صورا للرئيس الاسد في 13 شباط/فبراير 2014

وستكون الازمة المستمرة منذ منتصف آذار/مارس 2011، على جدول اعمال لقاء الرئيس الاميركي باراك اوباما والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في كاليفورنيا اليوم.

الى ذلك، من المقرر ان تستأنف اليوم عمليات ادخال المساعدات واخراج المدنيين من الاحياء المحاصرة في مدينة حمص وسط سوريا.

واعتبرت منسقة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس الخميس ان اجلاء المدنيين ليس تقدما كافيا، مطالبة مجلس الامن الدولي باعطاء عمال الاغاثة “الوسائل المطلوبة للقيام بعملهم”.

واشارت الى ان الامم المتحدة حصلت على “ضمانات لفظية” من طرفي النزاع، من دون اي تأكيد خطي على تمديد الهدنة في حمص.

واعلن محافظ حمص طلال البرازي امس انه تم تمديد الهدنة في حمص حتى مساء السبت، على ان يستانف ادخال المساعدات الغذائية واجلاء المدنيين الجمعة.

وكانت عواصم غربية طالبت دمشق الخميس بضمان الافراج عن عشرات الذكور تراوح اعمارهم بين 16 و55 عاما، اوقفوا بعد خروجهم من الاحياء المحاصرة خلال الاسبوع.

واعلن البرازي انه “تم توقيف 390 رجلا من الذين خرجوا (…) لاستجوابهم”، مشيرا الى الافراج عن سبعين منهم بعد “تسوية اوضاعهم”، ما يرفع عدد المفرج عنهم الاجمالي من الرجال الى 181، على حد قوله.

الا ان المرصد السوري لحقوق الانسان قال بعد ظهر الخميس ان المفرج عنهم 111، بينما يقول ناشطون في حمص ان العدد اقل من ذلك بكثير.

وخرج حتى الآن اكثر من 1400 شخص من الاحياء المحاصرة منذ حزيران/يونيو 2012، من اصل حوالى ثلاثة الاف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى