أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 15 آب 2014

مئات اللاجئين السوريين يغادرون غازي عنتاب بعد اشتباكات
اسطنبول – أ ف ب
تنقل السلطات التركية مئات اللاجئين السوريين من مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا الى مخيمات مخصصة للاجئين بعد ثلاث ليال من الاحتجاجات العنيفة للسكان المحليين الذين اغضبهم وجود اللاجئين.
واندلع التوتر بين السكان الاتراك واللاجئين السوريين في غازي عنتاب في الايام الاخيرة بعد مقتل صاحب عقار تركي طعناً على يد مستأجر سوري. واعتقل نحو 50 تركياً في غازي عنتاب بسبب الاحتجاجات العنيفة التي بدأت ليل الاثنين وشهدت اطلاق شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع لوقف الاضطرابات، وفق تلفزيون “ان تي في”. واصيب نحو عشرة لاجئين سوريين في اعمال العنف، واعتقل اربعة لاجئين اخرين للاشتباه بمشاركتهم في قتل صاحب العقار التركي. واكد محافظ غازي عنتاب اردال عطا ان 400 سوري سينقلون الى المخيمات، بحسب ما نقلت صحيفتا ملييت وراديكال على موقعهما على الانترنت. وقال: “وجدنا 400 عائلة سورية تعيش في ظروف سيئة في مبان مهجورة. ونحن نسيطر على تلك المنازل ونقوم بارسالهم الى مخيمات اللاجئين ابتداء من الآن”. وجرى نقلهم الى مخيمات لاجئين قريبة في مدن سانيلورفا وماردين، وفق وكالة دوغان للانباء. وصرح مسؤول تركي لوكالة “فرانس برس” ان بعض السوريين ترددوا في مغادرة منازلهم بسبب التوترات، ولم يستطع تأكيد عدد من غادروا المدينة. ودعت فاطمة ساهين رئيسة بلدية غازي عنتاب السكان المحليين الى التسامح وقالت انه تجري اقامة مخيم جديد للاجئين، مؤكدة انه من الخطأ القاء اللوم في جميع الجرائم على السوريين. وقالت في تصريحات متلفزة “ارى ان بعض الناس يريد استفزاز مختلف المجتمعات وعلينا ان نستجيب بشكل منطقي”. وتستضيف تركيا نحو 1,2 مليون لاجئ سوري بعد ان اعلن الرئيس التركي المنتخب رجب طيب اردوغان سياسة “الباب المفتوح” لجميع الفارين من الحرب الاهلية في سورية. وفي تطور اخر نظم نحو 200 عامل تركي تظاهرة في مدينة ازمير على بحر ايجة احتجاجا على رخص اجور اللاجئين السوريين، بحسب تقارير. وهتف المحتجون “اصحاب العمل يحبون العامل الرخيص لا نريد عمالا سورييين”.

المالكي يتنحى لصالح العبادي
بيروت – “الحياة”
أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سحب ترشيحه لصالح حيدر العبادي، وقال المالكي في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون العراقي الرسمي انه لن يلجأ الى المحكمة الاتحادية.

وقال المالكي والى جانبه العبادي ويحوطه نواب كتلة “دولة القانون” ان “التمسك بالحق لا يعني التشبث بالسلطة”، موضحاً ليس المالكي هو المستهدف بل العراق”، وقال انه احتراماً للثقة لن يلجأ اىل المحكمة الاتحادية”.

وقال ان “القتال كان يدور في مؤسسات الدولة المحاصرة ولا نشاط حيوي حين تشكلت الحكومة في عام 2006″، موضحاً ان “هناك حملة ارهابية منظمة ارتبطت حينها باجندات اجنبية وقمنا بمبادرات مهمة وحققنا قفزة نوعية وتم استمثار حقول الغاز يومها”.

وقال ان العراق واجه مع بداية العام 2012 وكانت البلدان العربية تعيش حروباً طائفية شاركت فيها جهات خارجية، وقال

أعلن مسؤول عراقي رفيع المستوى لوكالة “فرانس برس” مساء اليوم الخميس ان “رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي سيتنحى عن السلطة وسيدعم رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي”.

وقال علي الموسوي ان “المالكي سيدعم رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي وسيسحب الدعوى التي قدمها ضد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم”.

اوباما: كسرنا حصار “داعش” لجبل سنجار
مارتاس فينيارد (الولايات المتحدة)، واشنطن – أ ف ب
اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس ان الغارات الجوية الاميركية تمكنت من كسر الحصار المفروض على جبل سنجار شمال العراق والذي يأوي لاجئين مدنيين وانه سيتم سحب القوات التي تقوم بمهمات استطلاعية هناك.

الا انه اضاف ان الغارات الجوية الاميركية ضد مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) المتطرف ستتواصل اذا ما هددوا الموظفين الاميركيين والمنشات الاميركية في المنطقة بما في ذلك في مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) على لسان الناطق باسمها جون كيربي، إنه يوجد في جبل سنجار في شمال العراق حالياً ما بين 4000 و5000 ايزيدي فروا من تقدم مقاتلي “داعش”، وفق تقديرات عناصر الاستطلاع الاميركيين الـ20 الذين ارسلوا الى المكان.

وأضاف كيربي ان “عدداً منهم، ربما 2000، يعيشون هناك ولا يريدون المغادرة”.

«داعش» يدشن فتوحات جديدة في «مرج دابق»
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب
شحذ تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) همم مقاتليه للتقدم شمال سورية قرب حدود تركيا والسيطرة على بلدة دابق مستندا الى رمزيتها باعتبارها مهدت لـ «الفتوحات» العثمانية قبل نحو 500 سنة، في وقت استعادت قوات النظام السوري مدعومة بـ «حزب الله» والميلشيات بلدة استراتيجية شرق دمشق اعقبها الطيران بغارات قتلت مدنيين. كما قتل 11 مدنياً بينهم ستة اطفال بـ «براميل» وسط البلاد. (للمزيد)

وكان «داعش» لجأ الى التاريخ لاستعادة معركة مرج دابق التي جرت في آب (اغسطس) 1516 واسفرت عن فوز العثمانيين بقيادة السلطان سليم الاول على قائد المماليك قانصوه الغوري ما مهد لـ «الفتوحات العثمانية»، لشحذ همم مقاتليه في ريف حلب. وقال القيادي المعارض عبدالرحمن الحاج لـ «الحياة» ان «داعش» حشد قواته على ابواب دابق لاقتحامها وصولاً الى اعزاز وبوابة السلامة على الحدود السورية – التركية، مضيفا ان دابق ليست مهمة من الناحية العسكرية، بل مهمة رمزياً.

وكان «داعش» اصدر مجلة حملت اسم «دابق» لتكون الناطقة الرسمية باسم «دولة الخلافة» التي اعلنها زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي. واوضح «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان التنظيم «شحذ همم مقاتليه وعناصره لمعركة دينية فاصلة في دابق وطلب منهم الثبات والإقدام في الاشتباكات لانهم اعتبر معركة دابق ستكون منطلقا للجيوش الاسلامية للسيطرة على العالم وقتال الروم»

ونصب «داعش» قناصاته ورشاشاته الثقيلة على تلة دابق سعياً للتقدم نحو بلدة مارع التي تعد معقلاً رئيساً لـ «لواء التوحيد» احد فصائل «الجبهة الإسلامية» التي تضم كبريات الفصائل الاسلامية. واشار «المرصد» الى ان «داعش» اسر 50 مقاتلاً بعد مواجهات قتل فيها 40 من مقاتلي المعارضة و12 من «داعش». وتحدث نشطاء عن تقدم التنظيم في دابق بعد ظهر امس.

في المقابل، قال ناشطون إن «غرفة عمليات» تشكلت من «جيش المجاهدين» و «حركة نور الدين الزنكي» و «الجبهة الإسلامية» لوقف تقدم «داعش» في ريف حلب. وخرجت تظاهرات في تل رفعت ومارع وبعض بلدات الريف الشمالي، تطالب الثوار بحشد كل إمكاناتهم للتصدي للخطر القادم إلى الشمال، ذلك بعد سيطرة التنظيم على ثماني قرى في ريف حلب. وقال نشطاء بان مقاتلي المعارضة «صدوا جزئيا» تقدم «داعش» السريع وسط استمرار الطائرات بقصف احياء في حلب وريفها.

في دمشق، قال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» أن «القوات النظامية مدعومة بحزب الله اللبناني استعادت في شكل كامل على بلدة المليحة التي تقع على بعد عشرة كيلومترات جنوب شرقي دمشق، ويحاول النظام والميلشيات استعادتها منذ نيسان (ابريل) الماضي. وتعد البلدة مدخلاً نحو الغوطة الشرقية لدمشق، أبرز معاقل مقاتلي المعارضة في محيط العاصمة، والمحاصرة منذ أكثر من عام وتتعرض بشكل يومي لقصف من القوات النظامية، كان اخرها امس. اذ اوضح «المرصد» بان الطيران الحربي شن «غارات عدة على أماكن في منطقة دير العصافير ما أدى إلى استشهاد 6 أشخاص بينهم مواطنة وأنباء عن شهداء آخرين وسقوط عدد من الجرحى».

وفي وسط البلاد، قال نشطاء معارضون ان «اكثر من 11 مدنيا، بينهم ست اطفال من عائلة واحدة، قتلوا جراء القاء البراميل المتفجرة من الطيران المروحي على المباني السكنية» في الرستن في حمص.

في شمال شرقي البلاد، وصل 108 عناصر وضابط من قوات النظام إلى مطار الطبقة العسكري، آخر معاقل قوات النظام في محافظة الرقة ذلك بعد انسحابهم من «الفرقة 17» التي سيطر عليها «داعش» قبل ايام بعد اشتباكات ادت الى مقتل وإعدام «ما لا يقل عن 105 من عناصر الفرقة 17، بينهم أكثر من 20 ضابطاً»، بحسب «المرصد».

النظام السوري يحصّن دمشق باستعادة المليحة
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)
استعادت القوات النظامية السورية، يدعمها مقاتلون من “حزب الله”، السيطرة على بلدة المليحة، التي تشكل مدخل الغوطة الشرقية للعاصمة، بعد خمسة اشهر من المعارك مع مقاتلي المعارضة سقط خلالها في أيار الماضي قائد قوات الدفاع الجوي السورية العميد حسين عيسى.
واكد مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له سيطرة “القوات النظامية مدعومة بحزب الله اللبناني بشكل كامل على بلدة المليحة في الغوطة الشرقية”، مشيرا الى أن معارك لا تزال تدور في المناطق المحيطة بها.
وبث التلفزيون السوري الرسمي مشاهد مباشرة من الشارع الرئيسي للبلدة، ظهرت فيها منازل مدمرة واخرى محترقة، الى ركام في الشارع.
وتقع البلدة على مسافة عشرة كيلومترات جنوب شرق دمشق، وتحاول القوات النظامية وعناصر “حزب الله” منذ نيسان الماضي السيطرة عليها.
وتعد البلدة مدخلاً الى الغوطة الشرقية، أبرز معاقل مقاتلي المعارضة في محيط العاصمة، والمحاصرة منذ اكثر من سنة والتي تتعرض يومياً لقصف من القوات النظامية.
واوضح مصدر أمني سوري ان السيطرة على المليحة “تعجّل في الاجهاز على ما تبقى من بؤر ارهابية في الغوطة الشرقية”.
ورأى عبد الرحمن ان “استعادة المليحة تسمح للنظام بحماية بعض مناطق دمشق من القذائف التي تستهدفها، ومصدرها مواقع لمقاتلي المعارضة”، مشيرا الى أن هذه البلدة هي “مدخل الغوطة الشرقية”.

الجيش السوري يبسط سيطرته على المليحة
انكشاف أكثر شبكات الأنفاق تعقيداً والأنظار تتجه إلى جوبر
زياد حيدر
تريّث الجيش السوري حتى مساء أمس لإعلان سيطرته التامة على بلدة المليحة في ريف دمشق، بعد 130 يوماً من القتال، وذلك بعد ساعات على انتشار الخبر إعلامياً.
وجاء تريث الجيش بسبب تعقيدات تمشيط شبكات الأنفاق العنكبوتية، وحجم التفخيخ الذي طال الأبنية السكنية، التي ظلت حتى اللحظات الأخيرة بمثابة مواقع لقناصة المسلحين قبل فرارهم.
واستبقت وسائل إعلام موالية بيان قيادة الجيش في إعلانها خبر سيطرة تحالف القوى بين الجيش ومقاتلي «حزب الله» على المليحة، فيما كان التلفزيون الرسمي يعلن أن تقدماً نوعياً قد حصل في البلدة، في إشارة إلى نجاح تكتيك الجيش في إجبار المسلحين، وأبرزهم من «جيش الإسلام» و«جبهة النصرة»، على الانسحاب عبر ممر وحيد تركه بطول 300 متر، ويقود إلى عمق الغوطة الشرقية، وتحديداً إلى بلدتي جسرين وزبدين.
ويبدو أن حذر الجيش كان في مكانه، إذ انفجر مبنى بعد ساعات على إعلان قنوات إعلامية انتهاء العملية في البلدة. وكان المبنى من ضمن عشرات المباني التي تخضع للتمشيط، وأدّى انهياره إلى مقتل جنديين على الأقل من وحدات الهندسة وتفكيك الألغام.
كما لم ينته الجيش من الكشف عن شبكات الأنفاق الملغّمة تحت الأرض. وتعتبر الأنفاق التي رصدت في المليحة من أعقد الشبكات التي تمّ التعاطي معها في الحرب السورية. واعترف العديد من القادة الميدانيين في الجيش بعدم تعاطيهم مع تركيب مماثل، رغم الخبرة التي اكتسبت في هذا الميدان. وتشبه تعقيدات الوضع اللوجستي في المليحة ما هي عليه الحال في جوبر وداريا، حيث تدور حرب أنفاق متبادلة بين الجيش والمسلحين أيضاً.
ولاحقاً أعلنت القيادة العسكرية خبر السيطرة على المليحة. وقال متحدث باسم قيادة الجيش، في بيان، أنه تمّت «إعادة الأمن والاستقرار إلى المليحة والمزارع المحيطة بها في الغوطة الشرقية بريف دمشق، بعد سلسلة من العمليات النوعية الحاسمة، قضت فيها قوات الجيش على أعداد كبيرة من الإرهابيين التكفيريين المرتزقة الذين تحصنوا في المدينة واتخذوا منها مقراً لأعمالهم الإرهابية».
وأوضح «انه بالسيطرة على المليحة يكون الجيش السوري قد ضيّق الخناق على ما تبقى من بؤر إرهابية في الغوطة الشرقية، وأمّن قاعدة ارتكاز وانطلاق للإجهاز عليها».
وفي رسالة واضحة نحو إمكانية تحقيق تسويات في مناطق الغوطة الأخرى، وجّه البيان النداء إلى «كل من غُرّر به إلى إلقاء السلاح، والاستفادة من مراسيم العفو الصادرة والمساهمة في الدفاع عن الوطن».
ووفقاً لمصادر إعلامية محلية، فقد تمكن حوالى 500 مسلح من الانسحاب باتجاه عمق الغوطة الشرقية، فيما تداول نشطاء مقتل ما بين 100 و150 مقاتلاً خلال محاولة الانسحاب، جلّهم من تنظيمات «أجناد الشام» و«جبهة النصرة» و«جيش الإسلام».
ولم تتوقف الغارات الجوية أمس، والتي استهدف بعضها مواقع انسحاب المسلحين حول البلدة وبعضها أبنية ضمنها. وسجّل أكثر من 12 غارة حتى ظهر أمس، فيما تجاوز عدد الغارات الجوية في اليومين الماضيين 40 غارة، استهدف بعضها مواقع تحصّن المقاتلين في أحد الأحياء السكنية شمالي البلدة، وأيضاً بالقرب من مجمع «تاميكو» للأدوية ومعمل المطاط، وهي نقطة تلاقي أنفاق عسكرية، وأبرز المواقع التي فر إليها المنسحبون.
واتبع الجيش أسلوب الحصار الذي تصاحبه كثافة نيران جوية وصاروخية عالية، مصاحباً مع تقدم بري حذر وصل أمس الأول شارع أحمد الحمصي شمال البلدة، موسعاً دائرة تواجده إلى مركزها وأطرافها. كما تمكن من نشر قوات برية في محيط تجمع الأبنية الشمالية، بعد تمشيطه ما يقارب 90 بناء منها أمس. وأكد الجيش ثقته بتقدّمه، بتقارير تلفزيونية نظمتها إدارة التوجيه الحربي التي رافقت قواته ظهر أمس، كما نفذ الطيران الحربي طلعات «احتفالية» على ارتفاع منخفض في سماء البلدة.
وكان الجيش أنبأ بقدرته على الحسم النهائي بعد تطويق البلدة، إثر فشل المسلحين في الحفاظ على الثغرة التي فتحوها في الحصار الأسبوع الماضي، ولا سيما بسيطرته على معمل آسيا الذي تمركزت فيه المجموعات المسلحة لفترة زمنية طويلة، وعبوره الشارع 16 داخل البلدة.
وكانت «جبهة النصرة» تبنت تفجيراً انتحارياً بعربة «بي ام بي» مدرعة، محملة بطنّ من المتفجرات على حاجز للجيش على الأطراف الجنوبية للمليحة، ما أدّى الى مقتل 30 شخصاً تقريباً، وسمح للمقاتلين بإدخال إمدادات لمدة محدودة قبل أن يتمكن الجيش من إقفال المنفذ وإحكام الحصار مجدداً.
واستفاد الجيش من طول مدة حصاره التي امتدت لثلاثة أشهر تقريباً، لتمشيط المزارع والبساتين المحيطة بالبلدة، ولا سيما تلك الممتدة بينها وبين بلدتي شبعا وزبدين، التي عبر باتجاهها بعض من نجا من المقاتلين.
وسيقود النجاح في السيطرة على المليحة، في دفع بعض الآمال نحو تحقيق تسويات في البلدات المجاورة، إن تمكن مَن بقي من سكانها في إقناع الوحدات المقاتلة الموجودة فيها «بالانسحاب الطوعي أو قبول تسوية مع الجيش»، علماً أن ثمة ضغوطاً داخلية في هذا الاتجاه، على أمل تفادي معركة جديدة، خصوصاً بالنظر إلى الدمار شبه الشامل الذي أصاب المليحة.
كما من المتوقع أن ينخفض عدد قذائف الهاون التي تسقط منذ عام ونصف العام تقريباً على بلدة جرمانا، المتاخمة للمليحة. وأمس تحدثت مصادر عن تقدم الجيش في منطقة عين ترما المتاخمة لجوبر، كمؤشر جديد على رفع مستوى الضغط على عين ترما، التي تعدّ بدورها أحد أهم مراكز القصف الصاروخي على دمشق من دون الإشارة إلى قذائف الهاون.
وسيعني الحشد باتجاه عين ترما، واستئناف المعارك البرية هناك، أن الهدف هو استكمال تحرير جوبر، بما تشكله من خطر على دمشق هي الأخرى.
وبالفعل تواترت أنباء الاشتباكات بين وحدات من الجيش السوري والمسلحين من «جبهة النصرة» و«جيش الإسلام» على محور بناء بركات في جوبر، إضافة إلى تمكن الجيش من تدمير أبنية عدة على أطراف البلدة بعد حفر أنفاق تحتها وتفخيخها، في محاولة لقطع طرق الإمداد اللوجستي القائمة بينها وبين مدينة دوما، معقل أكبر التجمّعات الإسلامية المقاتلة في الغوطة، وأبرزها «جيش الإسلام» الذي يقوده زهران علوش.
واتهم مغردون إسلاميون ومعارضون من سوريا وخارجها القيادي المثير للجدل علوش «ببيع البلدة» للنظام، كما اتهمته مواقع قريبة من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش» بـ«الخيانة»، ساخرة من ادعاءاته بـ«نقص الذخيرة» حين يقاتل ضد النظام، وكررت اتهامه كما جرت العادة بكونه «عميلاً للسعودية ودول الخليج»، متوعّدة بالمواجهة معه.
من جهته نفى كل من «جيش الإسلام» و«الجيش الحر» الاعتراف بالهزيمة. وغرد ناشطون عنهما أن وحدات الطرفين «انسحبت تكتيكياً من بعض النقاط في البلدة» فقط، متوعداً «بالعودة».

«أنصار الخلافة» في الفيليبين تبايع «داعش»
مارع: تحضيرات لمعركة حاسمة.. أم مفاجآت أخرى؟
عبد الله سليمان علي
تتجه الأحداث في ريف حلب الشمالي إلى مزيد من التصعيد، في ظل التقدم الذي حققه تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، ومحاولة بعض الفصائل التصدي له، عبر حشد قواتها في مدينة مارع، التي من المتوقع أن تشهد معركة حاسمة خلال الأيام وربما الساعات المقبلة، في الوقت الذي تلقى فيه التنظيم المتشدد بيعة من وراء البحار، بينما تضاربت الأنباء حول البيعة التي جاءته من حي غويران في الحسكة.
وهدأت الاشتباكات أمس على جبهة ريف حلب الشمالي بعدما سيطر «الدولة الإسلامية» على عدد من البلدات والقرى الإستراتيجية أهمها اخترين ودابق، باستثناء بعض الاشتباكات الخفيفة أو القصف المدفعي باتجاه بعض المناطق.
ورغم إقرار «الجبهة الإسلامية» بتقدم «داعش»، إلا أنها نفت أن يكون قد سيطر على بلدة صوران القريبة من مدينة اعزاز الحدودية، وأكدت أن مقاتليها داخل البلدة ومستعدون للقتال إذا تعرضوا لأي هجوم. وقال لـ«السفير» مصدر ميداني مقرب من «الجبهة الإسلامية» إن عدداً من الآليات الثقيلة وصلت، ضمن تعزيزات أخرى، إلى بلدة صوران لتحصين البلدة، وتعزيز قوة العناصر المنتشرة فيها.
ودفع التقدم السريع لـ«داعش» في ريف حلب الشمالي الفصائل الأخرى المناهضة له إلى تناسي الخلافات في ما بينها، ومحاولة وقف تقدمه بأي ثمن، خصوصاً أن السيطرة على مدينة اعزاز تعني في ما تعنيه قطع خط مهم من خطوط الإمدادات التي تعتمد عليها هذه الفصائل في تأمين السلاح والذخائر والدعم اللوجستي. وفي هذا السياق، قامت بعض الفصائل بحشد قواتها في مدينة مارع ومحيطها، بناء على تقديرها بأن خطوة «داعش» المقبلة ستكون باتجاه هذه المدينة، التي أصبحت فعلياً تحت أنظار مقاتلي التنظيم المتشدد الذين لا يبعدون عنها من بعض المواقع سوى كيلومترين.
وأهم الفصائل التي أرسلت تعزيزاتها هي «مغاوير السنة» بقيادة أبو نصرو، وكتيبة «سيوف الشهباء» بقيادة عبد الجبار أبو ثابت، وكذلك «حركة حزم» التي أعلنت عن إرسال 100 مقاتل، وذلك بالإضافة إلى مقاتلي الفصائل الذين انسحبوا من البلدات والقرى التي سيطر عليها «الدولة الإسلامية»، واتجه القسم الأكبر منهم إلى مارع بينما اتجه القسم الآخر إلى صوران وغيرها من القرى المحيطة.
وانتشر أمس على بعض المواقع الالكترونية خبر تشكيل غرفة عمليات مشتركة مهمتها وقف تقدم «داعش» في ريف حلب الشمالي. وبينما ذكرت بعض المواقع أن الغرفة تشكلت من «جيش المجاهدين» و«حركة زنكي الإسلامية» و«الجبهة الإسلامية»، فقد أضافت مواقع أخرى «جبهة النصرة» إليها، لكن لم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي عن هذه الفصائل يؤكد تشكيل الغرفة كما هو معتاد في هذه الأحوال.
وتختلف التقديرات حول ما ينتظر مدينة مارع، فالبعض يرى أن المدينة مقبلة على معركة حاسمة ستؤثر نتيجتها على مصير الشريط الحدودي مع تركيا، بينما لا يخفي البعض الآخر مخاوفه من مفاجآت غير متوقعة، لا سيما في ظل الأنباء التي تتحدث عن إرسال «داعش» رسلاً من قبله إلى قادة بعض الفصائل لإقناعهم بمبايعته أو اتخاذ موقف الحياد، الأمر الذي يذكّر بسيناريو مدينة البوكمال في ريف دير الزور.
وأيّاً يكن، فمن المتوقع أن تشهد مدينة مارع أحداثاً دموية غير مسبوقة بغض النظر عن أسلوب سيطرة «داعش» عليها، وذلك لأن قادة «لواء التوحيد» متهمون من قبل «داعش» بخطف واغتصاب عدد كبير من «المهاجرات وزوجات المجاهدين» وبالتالي لن يوفر التنظيم هذه الفرصة للانتقام والثأر، وهو اسم غزوته بطبيعة الحال.
من جهة أخرى، أعلنت «مؤسسة البتار الإعلامية» التابعة لـ«لواء البتار»، المبايع لـ«داعش»، أن جماعة «أنصار الخلافة في الفيليبين» قدمت بيعتها إلى «أمير الدولة الإسلامية» أبي بكر البغدادي، ووزعت شريط فيديو يثبت ذلك.
إلى ذلك، تضاربت الأنباء حول ما أشيع عن مبايعة بعض المسلحين في حي غويران بمدينة الحسكة للبغدادي. وبينما تؤكد مصادر «داعش» الإعلامية هذه البيعة، إلا أنها لم تستطع إثباتها ببيان رسمي أو مقطع فيديو.
ومع ذلك يشهد حي غويران حالة من التجاذب والاستقطاب قد تؤدي في النهاية إلى خطوة ما يتخذها بعض المسلحين باتجاه تنظيم «الدولة الإسلامية»، لا سيما في ظل ما يقولون إنه امتناع «الائتلاف الوطني» المعارض و«الجيش الحر» عن تقديم أي مساعدة لهم ضد وحدات الحماية الشعبية الكردية.

داعش يقتل قاضي “صقور الشام” وصبيانه يلهون برأسه
لندن- قتل تنظيم البغدادي، القاضي الشرعي العام لألوية صقور الشام، أحد أهم التشكيلات المكونة للجبهة الإسلامية.

وأقدم عناصر من التنظيم على قتل أبوعبد السميع في بلدة أخترين بريف حلب، ولم يكتفوا بذلك، بل قطعوا رأسه وطافوا به حتى حمله بعض المراهقين المنضمين للتنظيم بكل تباهٍ وسرور.

وسبق لتنظيم البغدادي، بحسب ما جاء في موقع (العربية نت) أن تورط في تصفية وذبح قيادات جهادية وثورية كثيرة على الساحة السورية، من أبرزها أبوخالد السوري الذي كان من مرافقي أسامة بن لادن زعيم القاعدة، ووكيل خلفه أيمن الظواهري في سوريا، فضلا عن أبوالمقدام البنشي الذي سمي بصائد الدبابات، لكثرة ما دمر لجيش النظام من عربات مدرعة ومصفحات، كما قتلوا أبوحسين الديك، القيادي في ألوية صقور الشام بعد توقيع هدنة مع الألوية للانسحاب من بادية شاعر بحمص، وسلموا جثته وهي مشوهة، وقد أثبت تقرير طبي حينها أن تاريخ وفاة أبوحسين كان لاحقا لتاريخ الهدنة مع تنظيم البغدادي.

نصر الله: تدخلنا في سوريا لم يكن على أساس طائفي ولم نقاتل الجيش الحر
بيروت- الأناضول: قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إن تدخل حزبه بالقتال في سوريا “لم يكن على أساس طائفي”، مشيراً إلى أنّ محيط بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع سوريا ومناطق أخرى تحتلها جماعات مسلحة سورية قبل ذلك التدخل مطلع العام الماضي.

وقال نصر الله في الجزء الثاني من حواره مع جريدة (الأخبار) اللبنانية، والذي نشر الجمعة، “كنا حريصين منذ البداية على التأكيد أنّ تواجدنا في سوريا ليس على أساس طائفي، وأننا ساعدنا المقاومة في العراق سابقاً على أساس غير طائفي أيضًا، ونحن ساعدنا حماس والجهاد والفصائل الفلسطينية وهم سنّة”.

ورأى الأمين العام أن تدخل حزب الله في سوريا هو في الدرجة الأولى لـ”الدفاع عن لبنان وعن المقاومة وعن كل اللبنانيين من دون استثناء”، حسب تعبيره.

وأضاف أن المجموعات المسلحة السورية “تحتل محيط عرسال وأنشأت معسكرات تدريب وغرف عمليات ومشاف ميدانية ومعسكرات وتجمّعات داخل الأراضي اللبنانية “حتى قبل أن يذهب أي مقاتل من حزب الله إلى سوريا”، على حد قوله.

ومضى نصر الله بالقول “نحن في القصير والقلمون السوريتين وغيرهما لم نقاتل “الجيش الحر” وأصحاب الفكر العلماني أو الليبرالي بل قاتلنا الفكر التكفيري الذي يمثله حالياً “داعش” وهزمناه، لكن المطلوب من الناس “أن تأخذ موقفاً وأن تعي وتنتبه”.

ومنذ مطلع العام الماضي، تدخل حزب الله اللبناني (الشيعي) في القتال إلى جانب قوات النظام السوري ضد معارضيه، وبرز دوره عندما كان له الفضل الأكبر في استعادة النظام سيطرته على منطقتي القصير بريف حمص(وسط) والقلمون بريف دمشق(جنوب) الحدوديتين مع لبنان.

واتهم الجيش الحر والائتلاف السوري المعارض مراراً حزب الله بارتكاب “مجازر” في سوريا بالتعاون مع قوات النظام خاصة في القصير والمناطق السورية الحدودية مع لبنان وباقي المناطق التي نشر فيها الحزب قواته.

وأضاف نصر الله أن هناك “واجباً على كلّ من يستطيع أن يكون جزءاً من هذه المعركة للدفاع عن لبنان وسوريا والعراق وفلسطين والمنطقة والقضية الفلسطينية، وعن المسلمين والمسيحيين والأقليات الدينية”.

وأشار إلى أنّ خطر “داعش” لا يعرف شيعياً أو سنياً ولا مسلماً أو مسيحياً أو درزياً أو إيزيدياً أو عربياً أو كردياً، وهذا الوحش (داعش) “ينمو ويكبر”، لافتاً إلى أنّ الإمكانات والأعداد والمقدرات المتاحة للتنظيم ضخمة وكبيرة، وهذا “ما يثير قلق الجميع، وعلى الجميع أن يقلق”.

وتحدّث عن “رعب حقيقي” داخل دول الخليج “لأنّ هذا الفكر(التكفيري) هو الذي يلقّن منذ عشرات السنين للناس، في المدارس وفي المناهج التعليمية”، مشيرا الى أنّ هذا الخطر “يمكن مواجهته والتغلب عليه وإلحاق الهزيمة به، إلا أنّ الأمر بحاجة إلى جدية”.

ولفت إلى وجود أرضية لـ”داعش” في الأردن، والسعودية والكويت وباقي دول الخليج، وأضاف بالقول “إذا كانت دولة ما تعتقد أنه بإمكانها دعم هذا التنظيم وتوظيفه، فإنها عندما ستصل “النوبة” إليها فلن يرحمها “داعش”.

في سياق متصل، رأى أن “رعاية لبنانية” لبعض الجماعات المسلحة في بعض المناطق السورية “لا تزال قائمة تمويلاً وتسليحاً وتدخلاً واهتماماً وتوجيهاً ولكن بعيداً عن وسائل الإعلام”، لم يسم القائمين على تلك الرعاية.

وحول وضع اللاجئين السوريين في لبنان، أشار نصر الله إلى أن المطلوب “قرار سياسي” بوقف استخدام النازحين السوريين في لبنان، وفتح باب التعاون مع الحكومة السورية لإعادتهم إلى بلادهم، مشيراً إلى أنّ لدى سوريا “استعداداً كبيراً للتعاون في هذا الشأن”.

وقال إنّ ما يتحمّله حزب الله من تضحيات في سوريا منذ بداية تدخله إلى اليوم يبقى “أقل بكثير من التضحيات المفترضة والأثمان التي كان على الحزب واللبنانيين جميعاً دفعها لاحقاً لو لم يتدخل”.

ورأى نصر الله أنه من الممكن أن تكون عودة رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري إلى لبنان “بداية استشعار سعودي بضرورة لملمة الوضع وتسليمه قيادة تيار الاعتدال في وجه الإرهاب”.

وعاد سعد الحريري الزعيم السني الأبرز في لبنان، عاد بشكل مفاجئ الأسبوع الماضي إلى بلاده بعد غياب 3 سنوات عنها، لبحث كيفية إنفاق هبة المليار دولار التي قدمتها السعودية للجيش اللبناني بعد اندلاع معارك بين الأخير ومقاتلين قادمين من سوريا في عرسال قبل أكثر من أسبوعين وأدت إلى قتل وخطف عدد من عناصر الجيش والقوى الأمنية.

قادة ايزيديون للأكراد: اقتلوا نساءنا لإنقاذهن من الذل والاغتصاب لدى «داعش»
حزب الدعوة يطيح بالمالكي «بعد استشارة السيستاني»
بغداد ـ نيويورك ـ «القدس العربي» ـ من مصطفى العبيدي وعبد الحميد صيام: أصدر حزب «الدعوة الإسلامية»الذي ينتمي إليه رئيسا الوزراء السابق والمكلف،الأربعاء، بيانا أكد فيه انه رشح حيدر العبادي لرئاسة الحكومة العراقية بعد الاسترشاد برأي المرجعية الدينية في النجف، وفيما ثمن الحزب دعم التحالف الوطني للعبادي دعا الكتل السياسية الى التعاون معه لاختيار وزراء اكفاء للحكومة العراقية المرتقبة.
وقال البيان إن»قيادة الحزب خاطبت السيد علي السيستاني وقد اجاب سماحته قيادة الحزب برسالة ترى «ضرورة الاسراع في اختيار رئيس جديد للوزراء يحظى بقبول وطني واسع».
واعتبر مراقبون في بغداد أن بيان حزب الدعوة قد أسقط آخر أمل للمالكي في البقاء في السلطة.
من جهته بارك المرجع الديني الكبير الشيخ، بشير النجفي، لرئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، منصبه الجديد، مطالبا اياه بتشكيل حكومة عراقية تضم وزراء اكفاء مقبولين من جميع الاطراف الوطنية والعمل الدؤوب لمنع كل انواع الفشل والإخفاق في عمل المؤسسات الحكومية.
الا ان رئيس مجلس الوزراء، المنتهية ولايته، نوري المالكي اعتبر في كلمته الاسبوعية،ان «حكومته مستمرة ولن تتغير الا بعد صدور قرار من المحكمة، وأن « التمسك بمنصبه يأتي في أطار الدفاع عن حقوق الناخبين وحماية الدولة»، حسب وصفه.
وكانت واشنطن حذرت من أي «إكراه أو تلاعب» في عملية تسليم السلطة في العراق، في إشارة الى تمسك المالكي بمنصبه، برغم تعيين خلف له لتشكيل حكومة جديدة .
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماري هارف «نرفض أية محاولة عبر القانون أو بطرق أخرى للتوصل إلى حل للأزمة بواسطة الإكراه أو التلاعب بالعملية الدستورية أو القضائية»، مضيفة أن «هناك عملية دستورية جارية حاليا ونحن ندعمها».
وفي ضوء خطورة الوضع الانساني أعلنت الأمم المتحدة حالة الطوارئ القصوى في العراق.
وأوضح الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف مساء امس الاول الأربعاء أن حجم الكارثة الإنسانية الموجودة الآن بالعراق وصل إلى حالة الطوارئ من المستوى الثالث.
وأضاف ملادينوف أن حالة الطوارئ القصوى هذه ستتيح للأمم المتحدة إمداد العراق بمواد إغاثة إضافية وموارد مالية.
ويذكر أن العراق هو الدولة الرابعة، التي تعلن فيها منظمة الأمم المتحدة حالة الطوارئ من المستوى الثالث بعد كل من سورية وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى.
وقال مارزيو بابيل ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) «إن وضع النازحين على جبل شنكال يبقى يبعث على القلق البالغ حيث لا يزال عشرات الآلاف محاصرين ويعيشون ظروفا صحية سريعة التدهور حسب ما تذكر التقارير»، بالإضافة إلى المساعدة في تلبية حاجات 12.000 شخص مسيحي آخرين يتم الآن إيواؤهم في أربيل».
جاء ذلك فيما نقلت صحيفة «التايمز» البريطانية عن مصادر بالمخابرات الكردية قولها إن آلاف النساء المختطفات من الطائفة الايزيدية لدى مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية»، يعملن كعبيد في منازل أو يجري بيعهن لمهربي البشر للعمل في مواخير في أنحاء الشرق الأوسط، بينما يتم إجبار أخريات على الزواج من مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية».
وقال ضباط في المخابرات الكردية للصحيفة إنهم تلقوا معلومات مفادها أن النساء يبعن لمهربي البشر بما يتراوح بين 500 دولار و3000 دولار.
ويسود اعتقاد بأن مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» اختطفوا 1200 امرأة على الأقل من بلدة سنجار وحدها، بينما اختطفوا آلافا أخريات من بلدات وقرى أخرى، بحسب «التايمز».
ويستخدم مقاتلو التنظيم مدرستين في تلعفر والموصل كسجنين مؤقتين للنساء، بحسب الصحيفة.
وطلب بعض زعماء الطائفة الايزيدية من القوات الكردية أن تقصف السجنين، معتبرين أن من الأفضل أن تموت النساء بشرف بدلا من مواجهة حياة من الاحتجاز والاغتصاب والذل، بحسب التقرير.
وقال مصدر بالمخابرات الكردية للصحيفة «اتصل بنا زعيم ايزيدي معروف وتوسل إلينا أن نشن غارات جوية على المدرستين».
وأضاف المصدر «طلبوا منا أن نساعدهم في قتل نسائهم. إنهم يفضلون لهن الموت على مواجهة مستقبل من الاستعباد».

«داعش ــ لندن» تدعو للهجرة إلى «دولة الخلافة»
لندن ـ دمشق ـ وكالات ـ «القدس العربي» من هبة محمد: استعادت القوات النظامية السورية السيطرة على بلدة المليحة ، والتي تشكل مدخل الغوطة الشرقية للعاصمة، بعد اشهر من المعارك مع مقاتلي المعارضة، بحسب ما افاد مصدر امني سوري.
وقال المصدر ان «الجيش السوري بات يسيطر سيطرة كاملة على بلدة المليحة».
واكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن سيطرة «القوات النظامية مدعومة بحزب الله اللبناني بشكل كامل على بلدة المليحة في الغوطة الشرقية»، مشيرا الى ان معارك لا تزال تدور في المناطق المحيطة بها.
وبث التلفزيون الرسمي السوري لقطات مباشرة من الشارع الرئيسي للبلدة، ظهرت فيها منازل مدمرة واخرى محترقة، اضافة الى ركام في الشارع.
وادت المعارك في المليحة في ايار/مايو الى مقتل قائد قوات الدفاع الجوي السورية العميد حسين عيسى.
وتعد البلدة مدخلا نحو الغوطة الشرقية لدمشق، ابرز معاقل مقاتلي المعارضة في محيط العاصمة، والمحاصرة منذ اكثر من عام وتتعرض بشكل يومي لقصف من القوات النظامية.
وتحاول القوات النظامية منذ نحو عام، مدعومة بحزب الله، استعادة معاقل المعارضين في ريف دمشق، ودفعهم بعيدا من دمشق، المدينة الشديدة التحصين والتي تعد نقطة ارتكاز نظام الرئيس بشار الاسد.
ولقي 20 شخصاً مصرعهم، جراء قصف جوي شنته طائرات جيش نظام الأسد على بلدة «دير العصافير» جنوب شرق العاصمة دمشق.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان لها امس الخميس، أن طائرات حربية للجيش السوري قصفت مناطق سكنية في بلدة «دير العصافير»، ما أسفر عن مقتل 20 شخصاً بينهم نساء وأطفال، وإصابة العشرات.
بدورها ذكرت لجان التنسيق المحلية في بيان، أن دماراً كبيراً لحق بالمنطقة السكنية التي استهدفها قصف النظام، لافتاً أن سكان المنطقة بدأوا بمغادرتها بسبب القصف.
وأشار مسؤولو الهيئة العامة ولجان التنسيق أن التيار الكهربائي وخدمات الانترنت مقطوعة عن البلدة، لذلك لم يستطيعوا الوصول إلى معلومات صحيحة حول القصف.
جاء ذلك فيما وزّع مؤيدون لتنظيم «الدولة الإسلامية» منشورات باللغة الإنكليزية على المتسوقين في شارع أكسفورد في العاصمة البريطانية لندن تحضهم على مغادرة بلادهم إلى «دولة الخلافة» التي أعلن التنظيم عن تأسيسها نهاية حزيران/يونيو الماضي.
وقالت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، على موقعها الإلكتروني، إن رجالا وصفتهم بـ»المتشددين»، وقفوا الأربعاء أمام ملصقات كُتب عليها «لقد بدأ فجر حقبة جديدة»، في إشارة إلى إعلان قيام «دولة الخلافة» في الأراضي التي بسط عليها عناصر التنظيم سيطرتهم في دولتي العراق وسوريا.
وبحسب الصحيفة تحدثت هذه اللافتات عما وصفته بـ «بشرى» أن «المسلمين بعون الله قد أعلنوا عن إعادة تأسيس الخلافة، ونصبوا إماما باعتباره خليفة».
وحددت المنشورات قواعد للأنصار، تشمل من بين قواعد أخرى «طاعة» قادة الدولة الإسلامية، اتباع الشريعة الإسلامية، الهجرة من المملكة المتحدة إلى دولة الخلافة، وفضح أي أكاذيب وافتراءات تثار حول الدولة.

بإعلانه الخلافة وحد البغدادي كل الأعداء ضده… تعجل وتجاهل نصائح بن لادن
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: استخدمت الإدارة الأمريكية أقوى العبارات لوصف التهديد الذي يمثله مقاتلو الدولة الإسلامية على أمن الولايات المتحدة والعراق والمنطقة بشكل عام، لكن الخطة التي اقترحها الرئيس باراك أوباما محدودة الأهداف والمنظور وبالتالي ستكون نتائجها محدودة. فهي لن تؤدي لوقف تقدم داعش سواء في سوريا أم العراق. فقد جذب التنظيم إليه أعدادا من المتطوعين الأجانب، ويملك ترسانة عسكرية متقدمة وخزينته مليئة بالمال وحقق ما لم يحققه أي تنظيم من التنظيمات التابعة للقاعدة منذ هجمات أيلول/سبتمبر.
ورغم خطورة التنظيم إلا أن التدخل الأمريكي في شمال العراق ظل مرتبطا بالحدود التي فرضت على التدخل العسكري الأمريكي، غارات جوية، مستشارون عسكريون وأسلحة ولكن لا عودة للجيش الأمريكي للعراق مرة أخرى.

مهمة محدودة

ومن هنا ترى صحيفة «واشنطن بوست» نوعا من غياب العلاقة بين التقييم المخيف لخطر الدولة الإسلامية وغياب الخطة الطارئة لمواجهته. وترى أن وراء هذا خليط من الضوابط السياسية والعسكرية ومن أهمها غياب الإستراتيجية العسكرية الواضحة لوقف تقدم واستعادة ما سيطر عليه التنظيم منذ بداية العام الحالي، يضاف إلى هذا التعب والخوف من التورط بحرب جديدة، وغياب الرؤية حول خطط الدولة نفسها للتحول من قوة إقليمية لقوة ذات امتدادات دولية تهدد الولايات المتحدة وأوروبا. ففي الوقت الحالي ركزت الحملة الأمريكية جهودها على حماية المواطنين الأمريكيين في بغداد وإربيل وتوفير الدعم الإنساني للإيزيديين والطوائف الأخرى التي فرت من مقاتلي الدولة الإسلامية.
وعلى ما يبدو فالعملية الأمريكية لإنقاذ الإيزيديين قد توقفت بسبب خروج معظمهم من جبل سنجار.وبنفس السياق فالغارات الجوية الأمريكية لا تهدف لهزيمة المتشددين واسترجاع ما سيطروا عليه وهو ما اعترف به الجنرال ويليام ميفايل، الضابط البارز في هيئة الأركان المشتركة «تأثيرنا مؤقت» أي الغارات الجوية.
وتتعرض إدارة آوباما لهجوم شرس من صقور الحزب الجمهوري الذين يعتقدون أن أوباما يقوم بتضييع فرصة ذهبية لتوجيه ضربة قوية وموجع للمتمردين السنة.
ويرى الأدميرال جيمس ستارفيديس من القائد العام السابق لقوات التحالف في حلف الناتو والعميد الحالي لمدرسة فليتشر في جامعة تافت ان «الوقت جوهري» فكلما طال أمد الغارات الجوية عثر مقاتلو الدولة الإسلامية على طرق لتجنبها.
ويعتقد الجنرال انه بدون رد قوي بما في ذلك قوات خاصة على الأرض تظل فرص وقف تقدم الدولة الإسلامية قليلة.
ويوافق المسؤولون في البنتاغون على هذا التقييم، فالغارات الجوية الأمريكية لن يكون لها ذلك الأثر طالما غاب الشريك العراقي الحقيقي على الأرض لمواجهة عدو قوي.

جيل مؤهل

ويعترف المسؤولون الأمريكيون أن الجيل الجديد من المقاتلين الإسلاميين في العراق يتمتع بتدريب وتسليح جيد أفضل من الجيل الذي واجه الولايات المتحدة بعد غزو عام 2003 ويضاف إلى هذا ان واشنطن لا تحلق طائراتها اليوم في الأجواء العراقية بكثافة ما حدث أثناء الغزو.
وفي ذلك الوقت لم تستطع الولايات المتحدة هزيمة المقاومة رغم ما امتلكته من تفوق عسكري حسبما يقول ستيفن بيدل المحاضر في جامعة جورج واشنطن والذي يقدم الاستشارة بشكل مستمر للجيش الأمريكي، فإذا لم تستطع الولايات المتحدة هزيمتهم في ذلك الوقت فكيف ستكون قادرة اليوم على دحرهم وبقوة جوية محدودة.
ويرى محللون عسكريون أن قوات برية ستكون كفيلة بهزيمة الدولة الإسلامية وهذا رهن بموافقة أوباما على نشر عدد كاف من القوات الخاصة والمستشارين العسكريين والأمنيين والوحدات الطبية التي تعمل إلى جانب القوات العراقية بالإضافة لإقناع العرب السنة بالتوقف عن دعم الدولة والمشاركة في حربها وذلك بحسب العقيد ديرك هارفي المسؤول السابق في العراق والقيادة المركزية.ويعتقد هارفي أن هزيمة الدولة تحتاج إلى نشر ما بين 6-8 آلاف جندي.
وهذا الرأي يجري خلافا لموقف أوباما الذي دخل السباق الرئاسي عام 2008 لإنهاء الحرب في العراق وأفغانستان ولأنه قال ان عودة القوات البرية للعراق خارج التفكير لأنه لا يوجد حل عسكري للعراق.
ومع ذلك تواجه إدارة الرئيس أوباما معضلة في العراق من ناحية ربطها حل مشكلة داعش بالتقدم السياسي في بغداد وحل أزمة تشكيل الحكومة الجديدة، كما أن التعويل على إعادة تأهيل القوات العراقية حتى تتمكمن من مواجهة الدولة الإسلامية أو إقناع السنة التخلي عن الدولة يحتاج لسنوات. فالوقت ليس في صالح الإدارة وكلما تمكنت الدولة من بناء قواعد لها صعب استعادة المدن الواقعة تحت حكمها.

هل سيضرب أمريكا

ويلح الأمريكيون على فكرة الخطر المقبل من الدولة على أمريكا والغرب بشكل عام، حيث تراقب الدول الغربية تحركات الناشطين الذين انضموا للتنظيم إن في سوريا أو العراق. فالدولة الإسلامية وهو اسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) لديه قدره إعلامية على جذب وتجنيد الأجانب.
ومهما كانت تهديدات الدولة للغرب فتظل في هذه المرحلة بعيدة عن التحقق نظرا لانشغالها بالتوسع في المناطق العراقية والسورية.
وفي الوقت الذي يتعرض المقاتلون التابعون لها في العراق للغارات الأمريكية يقوم الفرع السوري بتوسيع مجاله في شمال البلاد والعودة للمناطق قرب حلب التي أجبر التنظيم على الخروج منها نهاية العام الماضي.
ويقول مسؤول أمريكي بارز ان جهود الدول الإسلامية في الوقت الحالي تتركز على سوريا والعراق رغم أن المتحدثين باسمها تحدثوا عن قتال الولايات المتحدة». ولن تتحول الدولة لتهديد حقيقي على الغرب إلا في حالة عودة المقاتلين من حملة الجوازات الغربية لبلادهم والإدارة واثقة من ان الوكالات الأمنية مؤهلة لاكتشافهم قبل القيام بأية عملية.
وهناك أمر آخر يتعلق بالمسؤوليات التي يتحملها التنظيم الآن، فسيطرته على مناطق شاسعة تضع عليه أعباء لتوفير الخدمات الرئيسية وفشله في هذا المجال يجعله عرضة لنقد أو سخط من رحبوا به على الأقل كبديل عن حكومة نوري المالكي الطائفية.

لماذا تعجل؟

ويبدو أن هناك عدم رضا من ممارسات الدولة في شمال العراق. فبحسب ديفيد إغناطيوس المعلق الأمريكي المعروف نقلا عن مسؤولين سنيين تحدثا إلى مجموعة «اسبين الإستراتيجية».
وقال أحدهما «تعاطف»السنة» في البداية وبشكل كبير مع الدولة الإسلامية التي رأوا فيها حاميا للسنة» أما «الآن فلا يفرقون بينها وبين تنظيم للقاعدة وهي تقوم بتفجير المساجد وقتل الناس»، وتحول المقاتلون التابعون لها إلى «عدو للجميع».ويرى إغناطيوس أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي تعجل في الإعلان عن «الخلافة» لانه وحد الجميع ضده: السعوديون والإيرانيون والأتراك والأكراد وشيعة العراق والسنة والأكراد.كما أجبر الرئيس باراك أوباما المتردد على شن عملية عسكرية جوية ضده. وذكر إغناطيوس أن تعجل البغدادي في البحث عن الخلافة جاء في تجاهل واضح لنصيحة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي حذر أتباعه من بناء دول لا يستطيعون الدفاع عنها، وحذرهم من الظهور بمظهر من يبحثون عن السلطة ويقتلون إخوانهم المسلمين. ويستند إغناطيوس في حديثه على وثيقة عثر عليها في مقر إقامة بن لادن في سنواته الأخيرة في آبوت أباد قبل مقتله عام 2011. فقد تنبأ بن لادن من أن أتباعه لديهم القدرة على ربح حروب كثيرة ولكنهم قد يخسرون الحرب.
وقال بن لادن «نريد دولة إسلامية ولكن علينا أولا التأكد من قدراتنا للسيطرة عليها ـ وحتى لو كنا نملك القدرات العسكرية والاقتصادية التي نغلب من خلالها خصمنا، فقد ظل عدونا قادرا سواء قبل أو بعد (9/11) على تدمير أي دولة نقوم بإنشائها».
وفي السياق يتحدث الكاتب عن العملية العسكرية التي أعلن عنها أوباما والتي أوضح خطوطها العامة، ويرى أن هذه الخطة المحدودة تقتضي منه دعم الميليشيات التي تقاتل تحت العلم العراقي بمن فيها البيشمركة وقوات الحرس الوطني السنية الجديدة.
ونصح إغناطيوس أوباما بتعيين الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس، قائد القوات الأمريكية السابق في العراق ومدير سي أي إيه السابق كمبعوث خاص له في العراق مع رايان كروكر، السفير الأمريكي السابق في بغداد باعتبارهما من أفضل الأمريكيين العارفين بما يجري في العراق.

فرصة البغدادي

ولا نعرف ما الذي دفع البغدادي على إعلان الخلافة، فبحسب ديفيد بلير في صحيفة «دايلي تلغراف» كان الاجتياح السوفييتي لأفغانستان عام 1979 فرصة أدت لخروج أسامة بن لادن، وفي عام 2011 عندما استخدم بشارالأسد القبضة الأمنية لوقف الانتفاضة السنية فقد فتح الباب أمام البغدادي للظهور واعطاه فرصة للسيطرة على مناطق تمتد من العراق لسوريا وتغطي آلاف الأميال.
وحذر الكاتب من «فيروس» البغدادي الذي يلاحق الأقليات في العراق ووصل لشوارع لندن حيث وزعت منشورات في شارع المال والتجارة «اوكسفورد ستريت» تدعو المسلمين السفر للدولة الإسلامية في العراق. وذكر الكاتب هنا بما قاله كوفي عنان، المبعوث الدولي الخاص لسوريا عام 2012 من ان سوريا لن «تنهار» بل «ستنفجر وتؤثر على ما حولها».
ويناقش بلير فكرة خطر البغدادي ودولته على الغرب مشيرا إلى ما قاله مدير الاستخبارات البريطانية السابق سير ريتشارد ديرلاف الذي قال ان الحديث عن الخطر الإرهابي مبالغ فيه وان هدف البغدادي ليس إنشاء دولة تقوم بالهجوم على الغرب ولكن للسيطرة على الشرق الأوسط وشن حرب ضد الأٌقليات. والأيام كفيلة بإثبات مقولة ديرلاف أو خطلها.
فقد أثبت البغدادي- الخليفة إبراهيم- أو إبراهيم السامرائي أنه ليس مجرد عالم دين متطرف بقدر ما هو مفكر استراتيجي وقائد عسكري.
وحقق الكثير منذ توليه تنظيم الدولة الإسلامية الذي كان فرعا عن القاعدة في عام 2010 عندما كانت خلايا التنظيم محدودة في منطقة بغداد.
ولكن عقدا من العمليات أعطت البغدادي وجنوده المقدرة على شن هجمات منسقة وتجاوز العقبات ونقاط التفتيش، ويذكر كيف كان قريبا من عملية شنوها في آذار/مارس 2013 على وزارة العدل المحاطة بنقاط التفتيش والجدران الواقية من الرصاص. فقد دمروا أولا الدفاعات ومن ثم فتحوا الباب أمام شاحنة محشوة بالمتفجرات وفجروها أمام مدخل الوزارة. فقد تعلمت خلايا البغدادي طريقة تدمير ثلاثة خطوط من الدفاع قبل الوصول للهدف. وبعد شهر من هذه العملية نقل البغدادي مسرح عملياته لسوريا معلنا ولادة الدولة الإسلامية في العراق والشام.
ومرة أخرى أظهر كفاءته وتفكيره البعيد النظر فبدلا من المشاركة في حرب الاستنزاف في حلب توجه نحو حقول النفط حول دير الزور شرق سوريا، فبسيطرته على هذه المناطق أمن له ولأتباعه مصدرا للتمويل، وأصبح تنظيمه يعتمد على نفسه بدلا من تبرعات الخارج. وقد دفعت استقلالية البغدادي زعيم القاعدة أيمن الظواهري للطلب منه حل الدولة والاندماج مع جبهة النصرة. ولأن البغدادي شعر بالقوة فقد رفض تنفيذ الأمر.
وأدى هذا لولادة «نموذج جديد في المنطقة حل محل القاعدة» حسب تعبير أحد الدبلوماسيين. ولاحظ بلير أن البغدادي حتى في حملته قبل شهرين في العراق تجنب الدخول في معارك لا معنى لها ومحاولة السيطرة على العاصمة وركز بدلا من ذلك على السيطرة على مناطق ذات أهمية اقتصادية مثل الموصل التي سيطر فيها على مخازن السلاح.
وعلى خلاف بن لادن الذي كان يصدر أشرطة فيديو وكاسيت تجنب البغدادي هذا النوع من الدعاية تاركا لنجاحاته التحدث نيابة عنه.
في الوقت الحالي ينشغل البغدادي بمعاركه ولكن عندما يزداد عدد الأجانب في صفوفه فقد تتغير النظرة وعندها تصبح فكرة ضرب الغرب مغرية له.

القيادي في «صقور الشام»… الدكتور محمد ابراهيم العاصي: من قتال النظام في صفوف الاخوان بالثمانينات الى قتال الامريكان في العراق يقتل على يد «داعش»
احمد عاصي:
ادلب ـ «القدس العربي» «ما اتينا إلى هذا المكان إلا لندافع عن اعراضنا وندفع الظلم عن انفسنا وابنائنا « كانت هذه كلمات الدكتور محمد ابراهيم العاصي عندما توجه من جبل الزاوية إلى منطقة ريف حلب الشمالي لصد تقدم قوات تنظيم الدولة او ما يعرف بـ»داعش» التي سيطرت على مناطق واسعة من الريف الحلبي بعد تمددها على مناطق واسعة من البادية والمنطقة الشرقية في سورية.
من قتال النظام في صفوف الاخوان الى قتال الامريكان في العراق قتل على يد «داعش» الدكتور محمد ابراهيم العاصي، هاجر من بلده تحت ضغط النظام السوري في ثمانينيات القرن العشرين، اثناء الحملة التي شنتها قوات نظام الأسد الأب على تنظيم الاخوان المسلمين، لينتقل بين بلدان عديدة من لبنان إلى العراق التي قاتل فيها مع فصائل المقاومة العراقية القوات الامريكية التي احتلت العراق في مطلع عام 2003، وكان انهى دراسته الجامعية والدكتوراه في جامعة بغداد، لينتقل بعدها إلى العمل المسلح في المدن العراقية وبعد اكثر من عامين القت القوات الامريكية القبض عليه واودعته في سجونها لمدة تزيد عن العام ونصف ، خرج بعدها متنقلا في عدد من البلدان العربية، مدرساً في جامعاتها من اليمن الى ليبيا والمغرب وقطر.
وعند انطلاق الثورة السورية عاد ليشارك بها بعد اكثر من 30 عام قضاها خارج حدود الوطن، انظم إلى ألوية صقور الشام وعين قائد أحد الويتها في شمال محافظة ادلب ، شارك في العديد من المعارك التي خاضتها ألوية صقور الشام في ريف ادلب الشمالي والساحل السوري وجسر الشغور.
واضاف الدكتور العاصي إلى العمل العسكري في صقور الشام الكثــــير من الاستراتيجيات القتالية وعلى رأسها فكرة الانفاق التي تم من خـــلالها نسف حاجز الصحابة وتلة السوادي في وادي الضــــيف وعــــدة مباني في مدينة حلب كانـــت تتحصن فيها قوات النظام .
وما أن زاد توسع تنظيم الدولة «داعش» في محافظة ادلب كان أول من لفت الأنظار لخطورة هذا التنظيم، حيث شارك في الحملات العسكرية لإخراجهم من محافظة ادلب في سراقب والدانا ومعاقل اخرى للتنظيم.
وفي الأيام الاخيرة من شهر تموز / يوليو المنصرم تم تجهيز اكثر من 600 مقاتل لصد تقــــدم قوات «داعش» في الريف الحلبي ، ليكون الدكتور محمد قائد لهذه القوات، تمكن من صد محاولات تقدم داعش إلى منطقة أخترين اكثر من شهر ضمن محاولات عديدة قامت بها عناصر «داعش».
وفي لقاء مع القائد العسكري عمار عاصي ونائب القائد الشهيد في هذه الحملة ، اكد أن الشيخ ابو مهدي كان يشرف على اماكن تمركز عناصره على امتداد الجبهة التي تزيد عن 20 كيلو متر في منطقة اخترين وما حولها، حيث يقوم بشد عزائمهم وشحذ هممهم لملاقات عناصر «داعش» وفي الليلة الاخيرة يقول العاصي «منذ وصوله إلى الخطوط الامامية للجبهة قام بتوزيع عناصره على اماكن ونقاط التمركز في خطوة استباقية للتقدم على اماكن تمركز عناصر قوات «داعش» بعد ان قامت فصائل عديدة بسحب قواتها من اماكن تمركزهم لتبقى الجبهة مفتوحة امام قوات داعش».
حيث فوجئ عناصر لواء أبي هاجر الذي يقوده الشيخ ابو مهدي ( الدكتور العاصي) بوجود عناصر التنظيم داخل المدينة، وبينما كان يتجول بين نقاط تمركز قواته فوجئ بكمين على أحد الطرقات المؤدية إلى قرية قريبة من بلدة أخترين حيث تم استهداف السيارة التي تقله مع مرافقيه والشيخ اسماعيل ابو عبد السميع أدت إلى مقتلهم جميعا.
وهكذا انتهت قــصة نضال لثائر اسلامي على يد «داعش» بعد ان أمضى عمره في صفوف الحركات الجهــــادية في صفوف الاخوان في الثمانينات، ثم المقاومة العراقية وصولا لصقور الشام احدى فصائل الجبهة .

معتقلة ترى الحرية بعد صفقة تبادل أبرمها الجيش السوري الحر في درعا
مهند الحوراني
درعا ـ «القدس العربي» عبر صفقة لتبادل الأسرى بين الجيش السوري الحر وقوات النظام في درعا جنوب سوريا، حصلت المعتقلة إخلاص تيسير الحسن على حريتها من سجن الأمن العسكري بدرعا، وذلك مقابل إفراج الجيش الحر عن أسير لديه من قوات النظام، من خلال صفقة للتبادل أشرف عليها «جيش اليرموك» بالتعاون مع «جبهة ثوار سوريا».
وتمت عملية التبادل في بلدة «اليادودة» في الريف الغربي لدرعا «100 كيلو متر جنوب دمشق» بين حاجزي الجيش الحر وقوات النظام، واللذين لا يبعدان عن بعضهما سوى كيلو متر واحد أو أكثر، وذلك بحسب ما أفاد به الناشط الإعلامي باسل أبو يوسف في حديث خاص.
وقال أبو يوسف «خلال صفقة التبادل هذه تم الإفراج عن عسكري من «الطائفة العلوية» بامرأة من قرية خراب الشحم، وكان المسؤول عن هذا التبادل «كتيبة قصي الزعبي» التابعة لجيش اليرموك و»لواء سيف الله المسلول» التابع لجبهة ثوار سوريا»، وأضاف أبو يوسف: «إن صفقة التبادل هذه ليست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة، حيث تم تبديل جثة عسكري تابع لحزب الله اللبناني بجثة شاب من الجيش الحر.
وبحسب مصدر عسكري رفض الإفصاح عن اسمه وهو من المشرفين على عملية التبادل، فإن هذا النوع من الصفقات بات الحل الوحيد للإفراج عن المعتقلين والمعتقلات لدى النظام، ويضيف: إن صفقة التبادل هذه كان قد خطط لها منذ تمكنا من أسر العسكري الذي يتبع للنظام ضمن معارك التحرير في ريف القنيطرة القريب من درعا.
وعن الأولويات التي يتبعها الحر للإفراج عن المعتقلين في صفوف النظام أجاب المصدر: الأولوية دائما تبقى للنساء، ونحن لا نقبل أن تنام امرأة واحد في سجون النظام، ونسعى في جيش اليرموك بكل السبل للإفراج عن جميع المعتقلين، ونسخر لذلك كل طاقاتنا.
هذا وتعود صفقات تبادل الأسرى في درعا للواجهة بعد عام على آخر عملية تبادل، وكان قد تم خلالها إطلاق العشرات من سجون النظام، مقابل إفراج الحر عن والد فيصل المقداد نائب وزير خارجية النظام السوري. وتبقى أمال وتطلعات أهالي المعتقلين في سجون النظام متعلقة بمثل هكذا صفقات لتبادل الأسرى، كونها الحل الوحيد لخروج أبنائهم من سجون المخابرات السورية، والتي يقبع بداخلها أكثر من 100 ألف معتقل بحسب إحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان.

الدولة الإسلامية تبني معقلا جهاديا في قلب الشرق الأوسط
بيروت ـ من سامية نخول ـ بعد أن لاقت سخرية في بداية الأمر بنت القوة الجديدة لنفسها وجودا قويا وربما دائما في الشرق الأوسط بعدما سيطرت على ثلث العراق ودفعت الولايات المتحدة لتوجيه أول ضربات جوية في العراق منذ انسحابها منه عام 2011.

ومن غير المرجح أن يؤدي القصف الأمريكي لمقاتلي الدولة الإسلامية إلى قلب الوضع في العراق الذي يشهد حالة من الانقسام مما أعطى الخلافة المعلنة من جانب واحد الفرصة لإقامة معقل للجهاد في قلب العالم العربي.

ويقول محللون من داخل منطقة الخليج وخارجها إنه لكي تتسنى مواجهة الدولة الإسلامية التي تجتاح قرى في شرق سوريا وغرب العراق ينبغي إقامة تحالف دولي برعاية الأمم المتحدة.

وبات الجيش الجهادي- الذي لم يكن طموحه بإقامة خلافة بين نهري دجلة والفرات يؤخذ على محمل الجد من جانب خصومه- ينعم بالثقة متسلحا بالدم والثروة.

ويستغل مقاتلو الخلافة الجديدة المشاكل الطائفية والقبلية في المجتمع العربي لدفع المجتمعات المحلية إلى الاستسلام مستغلين تردد واشنطن والغرب في التدخل بشكل أكثر قوة في الحرب الأهلية في سوريا.

وبخلاف تنظيم القاعدة الذي كان يقوده أسامة بن لادن والذي وضع نصب أعينه تدمير الغرب فإن الدولة الإسلامية لديها مطامح في السيطرة على الأراضي وإنشاء بنى اجتماعية تتحدى اتفاقية سايكس بيكو التي أبرمت عام 1916 بين بريطانيا وفرنسا وقسمت الإمبراطورية العثمانية ورسمت حدودا في أنحاء العالم العربي.

وينبع قرار الرئيس باراك أوباما بالعودة إلى الخوض في المستنقع العراقي بعد نحو ثلاثة أعوام من انسحاب القوات الأمريكية بتوجيه ضربات جوية محدودة في الأيام الماضية لأسباب منها حالة الجمود على صعيد سوريا.

ويقول محللون إن الامتناع عن تسليح المعارضة السورية التي يغلب عليها السنة أدى إلى فتح المجال أمام تنظيم الدولة الإسلامية الذي صعد الآن على أكتاف العراق المنكسر ورفع علمه الأسود على البلدة تلو البلدة.

وقبل ما يقرب من عام عدل أوباما في اللحظة الأخيرة عن قرار بتوجيه ضربة لقوات الرئيس السوري بشار الأسد وسط اتهامات لجيشه بشن هجمات باستخدام غاز الأعصاب على جيوب للمعارضة. ويعتقد الكثيرون أن قرار أوباما كانت له تداعيات كبيرة على سوريا والعراق المجاور.

فقد أدى ذلك إلى انتعاش الأسد وساعد في سحق المعارضين المعتدلين في سوريا وتمكين المتشددين الإسلاميين الذين صاروا قطبا جاذبا للسنة في سوريا والعراق.

* الخلافة المتوسعة

وسيطر مقاتلو الدولة الإسلامية المدججون بالسلاح والممولون بشكل جيد على مساحات شاسعة من الأراضي في هجوم هذا الصيف بينما تفتت الجيش العراقي وتبعته الآن قوات البشمركة الكردية في الشمال الخاضع لحكم ذاتي كردي في مواجهة تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية الذين قاموا بذبح الشيعة والأقليتين المسيحية واليزيدية أثناء تقدمهم.

وترافقت الحملة العسكرية مع لقطات مصورة وضعت على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر عمليات صلب وضرب أعناق وغير ذلك من الفظائع. وبالنسبة للكثيرين فإن عمل الدولة الإسلامية هو قتل الكفار وهي تقوم به أفضل من أي من التنظيمات التي سبقتها بما في ذلك تنظيم القاعدة الذي نبذ تنظيم الدولة الإسلامية لكونه عنيفا أكثر من اللازم.

والرسالة الموجهة التي تتخللها لقطات لعمليات إعدام وتمييز الأقليات المحلية تمهيدا لتصفيتها هي أن الدولة الإسلامية لا تمارس الوعظ فحسب بل تتحرك بلا هوادة مع أعدائها التقليديين.

ويستخدم التنظيم الأراضي التي يسيطر عليها في شمال سوريا وشرقها أي ما يشكل 35 في المئة من مساحة البلاد لتكون قاعدته الخلفية فهو يشن الآن هجمات في اتجاه الشمال الشرقي في إقليم كردستان العراقي بل ويشن هجوما جهة الغرب عابرا الحدود اللبنانية.

وتيسر لتنظيم الدولة الإسلامية تحقيق تقدم سريع بسبب تفكك سوريا والعراق وعزل المجتمعات السنية الراغبة في التحالف حتى مع الدولة الإسلامية لمقاومة حكوماتها التي يعتبرونها خاضعة لسيطرة الشيعة وراعيتهم إيران. كما أن هناك غضبا سنيا من الولايات المتحدة والسياسات الغربية في الشرق الأوسط.

وقال فواز جرجس رئيس مركز الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد “إذا كان لديك عشرات الآلاف من الناس الراغبين في القتال تحت رايتهم فهذا في حد ذاته يقول لك أن نظام الدولة نفسه بات على وشك أن يكون في حالة يرثى لها.”

وبرر أوباما الضربات الجوية بوصفها عملا إنسانيا هدفه حماية عشرات الآلاف من اللاجئين من الأقلية اليزيدية المهددة بالقتل الجماعي فضلا عن كونها دفاعية لإحباط تقدم الدولة الإسلامية نحو أربيل عاصمة حكومة كردستان الإقليمية حيث قد يتعرض الدبلوماسيون الأمريكيون والقوات الخاصة هناك للخطر.

ولكن مع بدء تقديم واشنطن إمدادات لقوات البشمركة سيئة التسليح والذين يحرسون حدودا طولها ألف كيلومتر مع الخلافة الجديدة فإن المكاسب الاستراتيجية صارت أوضح. فالولايات المتحدة تأمل في تنشيط البشمركة وهي لفظة كردية تعني الاستعداد للموت. وتتقهقر قوات البشمركة في مواجهة تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية.

وأيدت واشنطن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي الجديد الذي سيحل محل حليفها السابق نوري المالكي الذي نبذه داعموه الإيرانيون ومعظم أفراد حزبه بوصفه صار عبئا بعدما ساعدت سياساته الطائفية في تنفير الأقلية السنية في العراق وانضمامها للمعسكر الجهادي. وكشف الصراع السياسي عن مأزق سياسي يواجهه أوباما حاليا.

وقال الدكتور هشام الهاشمي وهو باحث مقيم ببغداد في الشأن العراقي وفي شؤون الجماعات المسلحة في المنطقة إن الدولة الإسلامية توصلت إلى وسائل لتعويض نقص الأفراد حيث قدر معظم المحللين عدد أفرادها بما بين عشرة آلاف و15 ألف مقاتل قبل التقدم السريع من سوريا إلى العراق.

وربما يكون التنظيم مضغوطا بسبب اتساع نطاق عمله وحملته المفاجئة للسيطرة على مساحات هائلة ولكنه تعلم الآن كيفية استخدام الرعب كسلاح استراتيجي. وقال الهاشمي “كلما زاد ترهيب التنظيم للناس في هذه المناطق زادت مدة بقائه… الخلافة قائمة وتنمو في الوقت الراهن في بيئة يرفض فيها الرأي العام السني الحكومة المركزية سواء في العراق أو في سوريا.”

* وباء اجتماعي

وبعد مرور أكثر من ثلاثة أعوام على بدء محاولة فشلت حتى الآن في الإطاحة بالأسد في سوريا تمكن المتشددون من بناء قاعدة في شرق البلاد وشمالها وأتباع بين الأغلبية السنية التي عانت أعمال عنف.

وفي العراق أدى الحكم ذو الطابع الطائفي المتزايد للمالكي إلى تنامي حالة من الغضب بين أفراد الأقلية السنية التي ظلت تحكم البلاد حتى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 وأطاح بنظام حكم صدام حسين.

ويتمتع تنظيم الدولة الإسلامية بموارد جيدة ولديه شبان متطوعون وأموال لشراء أسلحة ودفع أجور. ولديه أيضا ترسانة من الأسلحة الثقيلة أمريكية الصنع غنمها من الجيش العراقي في يونيو حزيران حينما اجتاح مدينتي الموصل وتكريت ذات الأغلبية السنية.

وإلى جانب التمويل القادم من المتعاطفين في الخليج وعشرات الملايين التي تجمع من السرقة والابتزاز والخطف فإن لدى تنظيم الدولة الإسلامية نفطا. وقال الهاشمي “في شرق سوريا تسيطر الدولة الإسلامية على 50 بئر نفط من أصل 52. وفي شمال العراق وشماله الغربي يوجد الآن 20 بئر نفط تحت سيطرتهم.”

وحذر خبراء كثيرون من مقارنة الدولة الإسلامية بسابقتها الدولة الإسلامية في العراق التي كان يقودها أبو مصعب الزرقاوي وكانت في قلب المعركة ضد القوات الأمريكية وفي المواجهة الطائفية بين الشيعة والسنة بين عامي 2005 و2008. وانتفضت العشائر السنية في نهاية المطاف ضد ذلك التنظيم.

وقال الهاشمي “مقاتلو الدولة الإسلامية ليسوا مجرد همج جاءوا للسرقة ثم الفرار بل هم يقاتلون الآن لإقامة دولة بينما قاتل الزرقاوي من أجل إسقاط الحكومة المركزية ولذلك فهناك فرق.”

ويقول جرجس إن الخلافة الجديدة التي أعلنها زعيمها أبو بكر البغدادي تملأ الفراغ الذي تركه البلدان المتأزمان وهي تسعى لإقامة قاعدة اجتماعية حقيقية بخلاف ما كان يفعله تنظيم القاعدة.

وتابع جرجس “كان تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن يعمل بدون حدود… وكان حركة عابرة للأوطان ولم يتمكن قط من العثور على قاعدة اجتماعية. والسبب الذي يدعو لأخذ الدولة الإسلامية… على محمل الجد هو أنها مثل الوباء الاجتماعي وتتغذى على التوترات الطائفية والمشاكل الاجتماعية والأيديولوجية في المجتمعات العربية” مضيفا أن جبهة النصرة وغيرها من الجماعات الإسلامية المتشددة تتبع نهجا مشابها.

“إن ظاهرة الدولة الإسلامية تعبير عن اضمحلال وتفكك الدولة العربية في صورتها التي نعرفها.”

* قطب جاذب للمجندين

ووصف جرجس أيضا الوحشية المروعة عند المتشددين متمثلة بالصلب ورجم النساء ووأد النساء والأطفال من الأقلية اليزيدية بحسب ما قاله وزراء عراقيون- بأنه “خيار استراتيجي”.

وتتمتع الدولة الإسلامية بقدرة غير عادية على مضاعفة عدد أفرادها من خلال تجنيد وزرع أفكار عند المتطوعين وتغذيتهم بفكر إسلامي متشدد وتدريبهم عسكريا.

وقال محسن سازيجارا وهو مؤسس للحرس الثوري الإيراني يقيم حاليا في الولايات المتحدة بصفته معارضا إن ظهور الدولة الإسلامية هو رد فعل من الفصائل السنية على المالكي وسياساته المناهضة للسنة والتي دافع عنها الحرس الثوري.

وأضاف أن المالكي أضاع مجالس الصحوة التي ورثها وهي ميليشيات مسلحة تمولها الولايات المتحدة مؤلفة من أفراد من العشائر السنية كانت القوات الدافعة وراء مقاتلة تنظيم القاعدة في العراق بعد عام 2006.

وكان قرار الولايات المتحدة تسليم مسؤولية مجالس الصحوة للحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة عام 2009 قرارا خاطئا. حيث ظلت المجالس في حالة من العزلة مما دفع الكثيرين للانضمام إلى صفوف الدولة الإسلامية.

وقال سازيجارا إن “الجنرال الأمريكي (ديفيد) بتريوس استخدم العشائر في العراق لمحاربة مقاتلي القاعدة أسلاف الدولة الإسلامية. ولكن المالكي أغضب العشائر. وأدت السياسة المتشددة المنحازة للشيعة والتي تبنتها إيران والمالكي ومن حولهما إلى التشدد من جانب السنة. والدولة الإسلامية أحد التعبيرات عن ذلك.”

وأدى نجاح الدولة الإسلامية إلى ظهور مأزق لكل الجيران وغير الجيران المسلمين من السعودية إلى ليبيا.

وتنتاب الرياض التي تعتبر أن إيران الشيعية غير العربية تشكل تهديدا كبيرا مخاوف من أن مكاسب الدولة الإسلامية على الأرض قد تجعل السعوديين يتبنون نهجا متشددا يجعلهم في نهاية الأمر يستهدفون حكومتهم.

وسرت مخاوف كبيرة لدى السعودية جراء تقدم الدولة الإسلامية في يونيو حزيران ويوليو تموز حتى إنها حركت عشرات الآلاف من جنودها إلى الحدود مع العراق. ومع هذا يقول المسؤولون السعوديون إنهم لا يصدقون أن الدولة الإسلامية قادرة على أن تشكل أي تهديد عسكري للقوات المسلحة السعودية القوية.

وفي المقابل فهم يعتبرون أن إيران وحلفاءها الشيعة في المنطقة يشكلون تهديدا أكبر بكثير لوضع المملكة في العالمين العربي والإسلامي.

* مخاوف سعودية

منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق والإطاحة بحكم صدام الذي كان يسيطر عليه السنة لم تقبل السعودية وحلفاؤها العرب في الخليج صعود الأغلبية الشيعية إلى سدة السلطة في العراق.

وللسعودية خصومة استراتيجية مع إيران بسبب السيطرة على الخليج. ولكن النهج الوهابي الذي تتبعه السعودية وصف الشيعة دوما بأنهم كفار ولهذا وقع هائل داخل السعودية وفي أنحاء الخليج.

وبعيدا عن أي خصومة استراتيجية فإن الأسرة الحاكمة في السعودية حريصة على ألا تخالف المؤسسة الدينية الوهابية التي تؤيد الملكية.

ويقول محللون إن انتصارات الدولة الإسلامية على الجيش العراقي الذي تديره الحكومة الشيعية وعلى القوات الكردية التي تعتبر متعدية على الأراضي العربية خلق حالة من التعاطف والإعجاب بين السعوديين.

وقال محسن العواجي وهو باحث إسلامي إصلاحي سعودي “الدعاية التي تمارسها الدولة الإسلامية هي أنها تقاتل الشيعة. وهذا هو السبب الذي يجعل البعض يتعاطفون معها أحيانا. لكن هذا التعاطف غير أساسي بل هو موجود بين المتشددين.”

وأشار إلى وجود مخاوف من تأثر الشبان السعوديين بهذه الدعاية.

ولكن معظم المحللين يوافقون على أن من غير المرجح أن تؤدي المساهمة الأمريكية بضربات جوية إلى قلب الموازين. وسيكون من الصعب للغاية على واشنطن تحقيق نجاح ما لم تعالج الحكومة العراقية الجديدة بصورة جذرية شكاوى السنة من خلال منحهم نصيبا حقيقيا من السلطة وإقناع العشائر السنية بإنشاء مجالس صحوة جديدة لمحاربة الدولة الإسلامية.

وإذا لم يتحقق ذلك فستوسع الدولة الإسلامية رقعة سيطرتها وسيزيد عدد مقاتليها مع ضم مزيد من الأراضي لها. وفي الوقت الراهن فإن المتشددين هم من يفوزون بتجنيد المقاتلين. وتظهر تسجيلات الفيديو طوابير طويلة من الشبان الذين ينتظرون خارج مكاتب تجنيد الدولة الإسلامية في بلدات سورية وعراقية. وهو ما يدل على شعبيتهم.

وقال سوري يعيش في منطقة تسيطر عليها الدولة الإسلامية بالقرب من الرقة معقل التنظيم في سوريا إن الجماعة نفذت عمليات قطع للرؤوس وجمعت الجزية من غير المسلمين وأسكنت مقاتلين أجانب في منازل صودرت من الأقليات وضباط سابقين في الحكومة وغيرهم.

ولكن على الرغم من ذلك فقد فاز التنظيم بدرجة من الاحترام بين الأهالي من خلال محاربة الجريمة على سبيل المثال باستخدام القانون والنظام الخاص بهم. وبالنسبة للشبان العاطلين عن العمل فإن الأجور التي تقدمها الدولة الإسلامية واحدة من مصادر الدخل القليلة عند البعض.

ويبدو أن الحركة حريصة على إرساء مثلها بين الشبان فأظهر تسجيل مصور وزعته الدولة الإسلامية داعية اسمه عبد الله البلجيكي يقول إنه سافر من بلجيكا إلى دولة الخلافة مع ابنه الصغير.

وبينما كان يقف أمام خلفية عليها علم التوحيد الأسود يسأل الطفل الذي يقارب عمره ثمانية أعوام عما إذا كان يريد العودة إلى بلاده فيجيب “لا.. لأنهم كفار وهنا دولة الإسلام.” فيعاود سؤاله “ماذا تريد؟ تبقى مجاهدا أو (تنفذ) عمليات استشهادية؟” فيرد “مجاهد”. فيسأل الأب “لماذا تقتل الكفار؟” فيرد الطفل “لأنهم يقتلون المسلمين. كل الكفار وكفار أوروبا.”

وفي معسكر تدريب للصبية يقول مقاتل للكاميرا “جيل الأطفال هذا هو جيل الخلافة. هو الجيل الذي يحارب المرتدين والكفار والأمريكيين وأعوانهم بإذن الله عز وجل.. لأن هؤلاء الأطفال زرعت فيهم العقيدة صحيحة.”(رويترز)

“هيومن رايتس”: شهادات على القتل الجماعي بسجون النظام السوري
العربي الجديد، الأناضول
تتوالى الشهادت للمفرج عنهم من داخل أقبية سجون النظام السوري، التي تؤكد أن مرور أكثر من ثلاث سنوات على الثورة السورية لم يبدّل في سياسة النظام بالتنكيل بمعارضيه عبر اعتماد القتل الجماعي الممنهج والتعذيب المروّع.
وبينما لا يكاد يمر يوم من دون أن تتبلّغ أسرة سورية عن مقتل أحد أبنائها تحت التعذيب ولو بعد أشهر من الوفاة، تواصل المنظمات الحقوقية توثيق جرائم النظام السوري المروعة والتأكيد على ضرورة محاسبة المسؤولين عنها.

وفي السياق، أعلنت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، الخميس، أن شهادات قدمها معتقلون أفرج عنهم حديثاً من سجون النظام السوري، تؤكد وجود “عمليات قتل جماعي” بحق المحتجزين المعارضين لنظام بشار الأسد، مشيرة إلى أن هذه الجرائم يجب أن تعطى الأولوية في أي محاسبة قد يخضع لها النظام.

ولفتت المنظمة، بحسب وكالة “الأناضول”، إلى أن “محتجزين سابقين في سورية قدّموا روايات مروّعة، أكّدت مزاعم أحد العسكريين المنشقين بحصول عمليات قتل جماعي في حق محتجزين”، في إشارة إلى جندي منشق، أطلق عليه الاسم الحركي “قيصر”، قام بالتقاط 55 ألف صورة لما يقارب 11 ألف جثة في مستشفيات عسكرية وأماكن أخرى في دمشق. وظهرت على الجثث علامات التجويع والضرب الوحشي والخنق وغير ذلك من أشكال التعذيب والقتل.

وكان فريق من محامين دوليين بارزين وخبراء في الطب الشرعي نشر في يناير/ كانون الثاني الماضي، تقريراً خلُص إلى أن السلطات السورية “قامت بتعذيب وقتل محتجزين بشكل ممنهج”.

وأشار البيان إلى أن أربعة محتجزين مُفرج عنهم من سجن صيدنايا العسكري في 2014 تحدثوا لـ”هيومن رايتس ووتش” عن “عمليات قتل داخل السجن، وظروف احتجاز قاسية، جاءت متناسبة بشكل كبير مع إدعاءات العسكري المنشق الذي نشر صور آلاف الجثث في مستشفيات عسكرية في دمشق”.

وأضاف أن روايات الشهود المتعلقة بخسارة الوزن، تتطابق مع الصور التي التقطها “قيصر”، فـ”الجثث المصورة بدت هزيلة جداً، واتسمت ببروز الضلوع وعظام الورك ووجود تجويفات على مستوى الوجه”.

وقال الباحث الأول في الطوارئ في “هيومن رايتس ووتش”، أولي سولفانغ، بحسب ما نقله البيان، إن “الروايات التي قدمها الأشخاص الأربعة المُفرج عنهم حديثاً، والذين أجرينا معهم مقابلات، أضفت مصداقية أكبر على أدلة الإدانة المتوفرة بشأن عمليات القتل الجماعي في سجون سورية”.

وشدد سولفانغ على أنه “عندما تتم محاسبة السلطات السورية، ستكون عمليات القتل أثناء الاحتجاز واحدة من الجرائم الأولى التي سيتعيّن عليها الإجابة عنها”.

وأضاف: “لقد تم توثيق جرائم الحكومة السورية بشكل جيد، إلا أن هذه الصور تقدم دليلاً قوياً آخر عن المعاملة الرهيبة التي يلقاها معارضو الحكومة”. واعتبر أنه “لن يحتاج مجلس الأمن إلى أدلة أكثر قوة لاتخاذ إجراءات دولية تردع سورية عن ارتكاب مزيد من الجرائم”.

وقال المحتجزون السابقون الأربعة، لـ”هيومن رايتس”، إنهم شاهدوا محتجزين آخرين “يموتون في سجن صيدنايا في دمشق بسبب الضرب والتعذيب وسوء التغذية والمرض”، بحسب البيان.

كما تحدث المحتجزون السابقون، وجميعهم احتجزوا لفترة تراوح بين 21 و30 شهراً، أمضوا معظمها في سجن صيدنايا، عن ظروف قاسية جداً، مثل “الاكتظاظ، ونقص الغذاء، ونقص التدفئة والتهوية، والخدمات الطبية السيئة، والظروف الصحية المتردية، ما جعلهم يعانون من الإسهال والأمراض الجلدية”. واشاروا إلى أنهم جميعاً “فقدوا الكثير من أوزانهم أثناء فترة الاحتجاز”، إلى درجة أن أحدهم فقد أكثر من نصف وزنه، فصار يزن 50 كيلوغراماً فقط عندما أطلق سراحه.

وقال اثنان من المحتجزين السابقين إنهما شاهدا “نقل الجثث من سجن صيدنايا إلى مستشفى تشرين العسكري، المعروف بالمستشفى 607، شمال دمشق”، وهو ما يتقاطع مع ما كشفه “قيصر” من أنه جرى تجميع بعض الجثث في هذا المستشفى، وإن صوره التقطت هناك.

وقال محتجز من بين الاربعة إنه كانت توجد سبع جثث في الشاحنة التي نقلته إلى مستشفى تشرين لتلقي العلاج، بينما تحدث محتجز آخر عن وجود جثتين في العربة التي نقل فيها إلى مستشفى تشرين للمرة الثانية. وقال إن حراس السجن أجبروه على وضع قرابة 20 جثة في أكياس بلاستيكية أثناء فترة إقامته في المستشفى.

وأفاد المحتجزون السابقون بأن سلطات السجن كانت تضع أرقام هوية على السجناء وأيضاً على الجثث أثناء نقلها إلى المستشفى، وكثيراً ما تُكتب هذه الأرقام على الجبين.

ويظهر في صور “قيصر”، التي قامت “هيومن رايتس ووتش” بمراجعتها، شخص وهو يمسك ورقة عليها رقم، بينما يظهر الرقم في صور أخرى مكتوب بشكل مباشر على الجثة.

كما قال المحتجزون السابقون، لـ”هيومن رايتس ووتش”، إنهم “شاهدوا وعانوا من أعمال تعذيب مروعة في سجن صيدنايا وغيره من فروع أجهزة الأمن التي احتجزوا فيها في البداية، بما في ذلك فروع الاستخبارات العسكرية 293 و215، المعروفة بفرع فلسطين، وفرع الاستخبارات الجوية في المزة، وفرع الاستخبارات العسكرية في اللاذقية”.

وكانت “هيومن رايتس ووتش” قد وثّقت في تقريرها “أقبية التعذيب”، الذي أصدرته في 2012، استخدام التعذيب بشكل ممنهج وعلى نطاق واسع في 27 مركز احتجاز تابع لأجهزة الأمن السورية، بما فيها هذه المراكز الخمسة.

وقال أحد المحتجزين السابقين عن صديق له كان معه في الزنزانة نفسها وتوفي بسبب الإسهال: “كان يشبه الجثث الموجودة في صور قيصر”.

يشار إلى أن الصور التي قدمها “قيصر”، دفعت مجلس الأمن الى التصويت في 22 مايو/ أيار على إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية التي لها صلاحية التحقيق في الانتهاكات المزعومة التي ارتكبتها جميع الأطراف في سورية.

وكانت أكثر من مئة منظمة غير حكومية قد دعت المجلس إلى تمرير القرار، ودعمته أكثر من ستين دولة، وصوّتت لصالحه 13 دولة من بين 15 دولة عضواً في المجلس، لكن روسيا والصين منعتا تمرير القرار عبر استخدام حق النقض.

البرزاني يطالب المسيحيين بعدم الهجرة: نعيش أو نموت معاً
أربيل – العربي الجديد
دعا رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني، اليوم الخميس، المسيحيين إلى عدم الهجرة ومغادرة العراق. وتعهّد بأن يحمي المسيحيين وبقية المكونات القومية والدينية في الإقليم “حتى الرمق الأخير”. وبالتزامن، أكد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، “كسر حصار تنظيم الدولة الاسلامية لجبل سنجار” في العراق، مشيراً إلى أن الغارات الجوية الأميركية ضد مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية” ستتواصل، اذا ما هددوا الموظفين الأميركيين والمنشآت الأميركية في المنطقة بما في ذلك في مدينة أربيل.

من جهته، قال البرزاني، خلال لقائه المبعوث الخاص لبابا الفاتيكان، الكاردينال فيرناندو فيلوني، والوفد المرافق له في بلدة صلاح الدين شمالي أربيل، إن “كردستان تقاتل نيابة عن العالم دولة إرهابية تعادي كافة القوميات والأديان والحياة”.

ودعا البرزاني المسيحيين إلى عدم الهجرة إلى الخارج، قائلاً “سنحمي معاً كردستان، إما نعيش جميعاً، أحراراً، أو نموت معاً”. وأضاف “سنقاتل الإرهابيين حتى الرمق الأخير وسنحمي إخوتنا المسيحيين والأيزيديين وكافة المكونات”.

وأشار رئيس إقليم كردستان، إلى أن مقاتليه “تحولوا إلى موقف الهجوم ضد الإرهابيين، لكن دحر الإرهاب يتطلب مساعٍ دولية، لأنه ظاهرة عالمية”.

في المقابل، نقل مبعوث بابا الفاتيكان رسالة خاصة منه إلى البرزاني حول وضع المسيحيين، أشار فيها إلى أن الأكراد، ورغم كل الكوارث التي حلّت بهم، لم يتخلوا عن قيمهم الأصيلة في التعايش والتسامح، لافتاً إلى أن “كردستان تُعرف باحتضان الأديان والتنوع على أرضها، وبالنسبة لنا نقيّمه عالياً وعلى العالم أجمعه أن يعرف ذلك”.

وأضاف مبعوث البابا أن “البشمركة باتت رمزاً للصمود والنضال من أجل الحق”، مشيراً إلى وجود حالة من الإجماع بين الدول الأوروبية على دعم كردستان من كافة النواحي.

أما على صعيد الأوضاع الأمنية، أعلنت وزارة البشمركة في حكومة إقليم كردستان، عن تحقيق بعض التقدم الميداني ضد مقاتلي “داعش” في محور الخازر غرب أربيل. وتمكنت قوات البشمركة من استعادة السيطرة على قريتين في المنطقة. لكن عملية استعادة السيطرة على ناحية جلولاء، في محافظة ديالى لا تزال قائمة. وتوقعت الوزارة أن تحقق تقدماً بعدما قام الطيران الأميركي والعراقي بقصف مواقع للمسلحين في الناحية.

كما تتواصل عمليات نقل مواد الإغاثة والأغذية إلى النازحين العراقيين في شمال العراق، ولا سيما المحاصرين في جبل سنجار على الحدود العراقية السورية. ونقلت العديد من الدول مساعدات وألقتها من الطائرات على النازحين، وآخرها كانت أستراليا، التي نقلت شحنة مساعدات اليوم.

وفي السياق، أعلنت بعثة الأمم المتحدة في العراق عن حالة الطوارئ من المستوى الثالث. وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، نيكولاي ملادينوف، في بيان أصدره اليوم الخميس، إن حجم الكارثة الإنسانية الموجودة الآن في العراق وصل إلى حالة الطوارئ من المستوى الثالث. وهذا المستوى سيتيح للأمم المتحدة إمداد العراق بمواد إغاثة إضافية وموارد مالية.

“داعش” يستعدّ لإتمام السيطرة على الرقة
دمشق ــ أنس الكردي
مضى أسبوع على سيطرة مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، على اللواء 93 في قرية عين عيسى بريف الرقة الغربي. ورغم الهدوء الحذر الذي تشهده المنطقة هناك باستثناء القصف المتقطع، في ظل توقف الاشتباكات، غير أنّ لدى “داعش” إستراتيجية سيحاول من خلالها إعلان السيطرة على أول محافظة سورية، هي الرقة.

هذا الهدوء الذي يعيشه مطار الطبقة العسكري، الذي يعتبر آخر معاقل النظام في الرقة ويحاصره “داعش” تمهيداً لاقتحامه، يشبه الهدوء الذي سبق تمدّده في ريف حلب الشمالي أمس، عبر السيطرة على بلدتي اخترين وتركمان بارح، وقرية الغوز. وإن دلّ هذا على شيء، إنما يدلّ على أنّ التنظيم يتبع إستراتيجية الحرب على النظام والمعارضة كل على حدا، ويتجنّب خوض معركتين في آن واحد، في سبيل التوطيد المكاني لـ”الخلافة الإسلامية”، التي أعلن عنها نهاية شهر يونيو/حزيران، ونصب أبو بكر البغدادي أميراً عليها.

وفي الوقت الذي ينشغل فيه “الائتلاف الوطني” المعارض بإصدار بيان تلو الآخر، مؤكداً على تواطؤ النظام مع “داعش”، ينشغل الأخير في التحضيرات لاقتحام المطار العسكري، وهو ما قد يمنحه فضلاً عن القوة المكانية، القوة الإعلامية، والتي بدأ يركز عليها من خلال الإصدارات المطبوعة، والتقارير الإخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تسبق بدء أي معركة.

وبحسب مكتب الرقة الإعلامي، فإنّ التنظيم قد استهدف بالمدفعية الثقيلة مطار الطبقة بعد يوم من سيطرته على اللواء 93، في حين أفاد ناشطون بسقوط عشرات الصواريخ داخل المطار، مشيرين في الوقت نفسه، إلى أنّ المعركة تقتصر حتى الآن على القصف المدفعي والصاروخي.

وفي هذا الإطار، يشير مدير شبكة “سوريا مباشر” علي باز لـ”العربي الجديد”، إلى أنّ أرتالاً عسكرية تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” توجهت إلى مدينة الطبقة في ريف الرقة، وشوهدت قوات تابعة للتنظيم تتجول في المدينة، فيما يبدو أنها استعدادات لاقتحام المطار العسكري.

ويقول باز إنه لوحظت حركة غير طبيعية لطائرة من طراز “إليوشن”، كانت تستخدم لأغراض الشحن، فيما يرجح أنّها لنقل بعض الضباط والذخيرة من المطار. وتؤكّد معلومات مدير الشبكة المعارضة مصادر مقربة من التنظيم تحدثت عن قصف مقاتلات النظام لمستودع الذخيرة في المطار، خوفاً من وقوعه في يد “الدولة الإسلامية”.

من جهة ثانية، بررت وسائل إعلام مقربة من النظام تزايد حركة الطيران في مطار الطبقة، بأنها دعم بالعتاد والذخيرة للجيش السوري، ليتمكن من “الصمود في وجه الهجمة الإرهابية الشرسة”.

وإضافة إلى هذه التحركات المحدودة للنظام، لم يقم حتى الآن سوى بزرع الألغام من ثلاث جهات، في حين أبقى على الجهة الجنوبية خالية من الألغام، كي تكون طريقا له إلى حمص، في حال قرر الانسحاب، بالإضافة إلى عمليات الانتقام من المدنيين بالقصف الجوي بالصواريخ، على مدينتي الرقة والطبقة.

التأثير السياسي لسقوط المطار

ورأى عضو “الائتلاف الوطني” لقوى الثورة عقاب يحيى، في حديث لـ”العربي الجديد”، أنه في “حال سيطرة “داعش” على مطار الطبقة، فإن ذلك سيكون له تأثير سياسي كبير، لأن أمراً واقعاً سيفرض، وبالتالي بات على المعارضة أن تقاتل على جبهتين شرستين”، مشيراً إلى “أن الائتلاف يعاني أصلاً من مجموعة أوضاع منها واقع الجيش الحر وهيئة الأركان”.

واستدرك يحيى بأن “هذه الخطوة لن تكون نهاية الائتلاف، بل يمكن أن يكون ذلك فرصة لجهات متعددة إقليمية وخارجية بتقديم الدعم للجيش الحر باعتباره الجهة التي يجب أن تواجه طغيان داعش”.

وعلّق يحيى على توسّع “تنظيم الدولة” في ريف حلب الشمالي أمس، بالقول إنه “صار واضحاً أن داعش يملك مشروعاً متناميا لبسط سيطرته على مناطق جغرافية كبيرة يأمل أن تكون قاعدة دولته المنشودة؛ وحلب هدف مركزي لما لها من أهمية تاريخية واقتصادية ورمزية، وهي توازن الموصل بالنسبة للعراق”.

وأضاف عضو الائتلاف أنّ “داعش يتوسّع بوجود مناخ يساعده إن كان من جهة ضعف “الجيش الحر” وتشتت قواه، وعدم وجود قيادة مشتركة أو غرفة عمليات موحدة، أو من جهة النظام الذي تواطأ معه طويلاً، ثم بدا عاجزاً عن مواجهته حين اقترب منه”، محذراً في الوقت نفسه، من أنّ “حلب ومناطق أخرى معرّضة لسيطرة (داعش)، وهناك من يتحدث عن مخاطر تحيط بحمص، فيما تسيطر على مواقع هامة في الريف الشرقي لحماة”.

تجدر الإشارة إلى أنّ مطار الطبقة يقع على بعد سبعة كيلومترات جنوبي مدينة الطبقة (الثورة)، المجاورة لسدّ الفرات، بينما يبعد عن مدينة الرقة خمسين كليومتراً جنوب غرب المدينة، ويمتد على مساحة تقدّر بأربعة وعشرين هكتاراً. ويضم المطار مدرجاً رئيسياً وآخر فرعياً، يمكن من خلاله الإقلاع، وهو المطار الرئيسي في المنطقة الشمالية، وقادر على تقديم الدعم اللوجستي للطائرات الكبيرة المدرج بطول ثلاثة كيلومترات.

ويحتوي المطار العسكري على أكثر من 1400 عنصر، وسربين للطائرات الحربية ميغ (21)، وميغ (23)، إضافة إلى مروحيات ميغ (17)، وميغ (25)، وعدد من دبابات (تي 72)، (تي 82)، وعدد من المدرعات، بالإضافة إلى 16 مدفع 130 ميداني، ومدافع من أنواع مختلفة، ورشاشات ثقيلة.

وتعتبر الرقة أبرز معاقل “الدولة الإسلامية” في سورية، وبعد سيطرتها على الفرقة 17 واللواء 93، لم يعد سوى مطار الطبقة الخاضع لسيطرة قوات النظام، خارج عن سيطرتها في أرجاء المحافظة.

“الائتلاف” يقيل ممثلي الأركان البالغ عددهم 15 عضواً
إسطنبول ــ عبسي سميسم
علم “العربي الجديد” من مصادر مطّلعة داخل الائتلاف الوطني السوري المعارض، أن “الأخير بصدد إصدار قرار، اليوم الجمعة، بإقالة الأعضاء الممثلين عن كتلة أركان الجيش السوري الحرّ، والبالغ عددهم 15 عضواً، ويطالب المجلس العسكري الأعلى بإرسال ترشيحات جديدة، لتمثيل هيئة الأركان في الائتلاف”.
وأكد نص الوثيقة الموقعة من قبل الأمين العام للائتلاف، نصر الحريري، أن هذا القرار جاء بناء على أحكام النظام الداخلي للائتلاف، الصادر في 30/ 11/ 2012 وتعديلاته، كما جاء بناء على القرار الصادر في 9/ 8/ 2014، بإقالة أعضاء كتلة الأركان، وبتوقيع من رئيس الأركان، عبد الإله البشير.
وكان المجلس العسكري الأعلى لقيادة الأركان، قد أصدر قراراً يوم الأحد الماضي، بتشكيل لجنة مؤلفة من عشرة أعضاء من المجلس العسكري، لتقييم عمل أعضاء كتلة الأركان داخل الائتلاف، وبناءً على هذا التقييم ترفع اللجنة توصياتها لاقتراح استبدال بعض الأعضاء، كما تقوم اللجنة بتقديم اقتراح لآليات اختيار الأعضاء الجدد، واعتمادهم في اجتماع المجلس العسكري المقبل.

الجيش الحر يشن هجوماً عكسياً على داعش في ريف حلب
دبي – قناة العربية
كشفت مصادر المعارضة أن الجيش الحر قام بشن هجمات على قرى في ريف حلب الشمالي بهدف استعادة السيطرة عليها من داعش الذي استولى عليها في وقت سابق الخميس. ويستعد هؤلاء المقاتلون في صفوف الجيش الحر في ريف حلب لعملية عسكرية ينوون من خلالها استهداف مواقع لتنظيم داعش في قرى دابق وارشاف واخترين في ريف حلب الشمالي.

ويقول ناشطون إن داعش سيطر أيضاً على بغيدين ودوديان القريبتين من الشريط الحدودي مع تركيا، لتنضما إلى بلدات أخرى سيطر عليها منذ يومين، والآن تحشد فصائل المعارضة قوتها العسكرية لمواجهة التنظيم واسترداد أجزاء من ريف حلب الشمالي.

وبعيداً عن قتال داعش، يحارب الثوار على جبهات أخرى ضد قوات النظام، إذ تجددت الاشتباكات على أطراف بلدة مورك في ريف حماة الشمالي، وسيطر الثوار على قريتي أرزة والشيحة في ريف حماة الغربي، وتكمن أهميتهما الاستراتيجية بموقعيهما القريبين من مطار حماة العسكري الذي ينوي مقاتلو المعارضة التقدم باتجاهه.

وبحسب الناشطين، رد النظام بقصف جوي استهدف قرى اللطامنة والصياد وكفرزيتا في ريف حماة الشمالي.

في دمشق، قالت مصادر المعارضة إن النظام خرق الهدنة التي أبرمت جنوب العاصمة، مستهدفاً منطقة المادنية في القدم بقصف مدفعي، كما طال القصف الجوي جوبر وحمورية في ريف دمشق.

أما جنوباً، فتستمر البراميل المتفجرة بتدمير بلدة انخل، وتقول شبكة “سوريا مباشر” إن الحال نفسه في طفس، فيما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بسقوط قتلى وجرحى بانفجار سيارة مفخخة في بلدة نمر في ريف درعا.

قوات النظام دمرت المليحة بالكامل بـ800 غارة
دبي – قناة العربية
قال نائب رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر، العقيد هيثم عفيسي، إن قوات النظام هاجمت منطقة المليحة بنحو800ِ غارة جوية، وحوالي 7000 قذيفة مدفعية وهاون و12 برميلاً، ما أدى إلى تدمير المدينة بالكامل، وأشار عفيسي إلى أن قوات النظام لم تسيطر على منطقة المليحة بالكامل، وأن الثوار انسحبوا تكتيكياً.

وتقع المليحة جنوب شرق العاصمة دمشق – والتي شهدت أشهراً من المعارك –
تعتبر خط إمداد رئيسياً للنظام إلى مناطق الغوطة.

وبسيطرة قوات النظام السوري على بلدة المليحة تكون فعلاً المعارضة قد خسرت واحداً من أهم معاقلها في محيط العاصمة.

وأجمعت مصادر متطابقة على أن الخسائر البشرية في صفوف المقاتلين ليست كبيرة بعد انسحابهم بشكل سريع خارج المنطقة عندما اقتحمت قوات النظام وحزب الله البلدة.

هذا التطور يأتي بعد عام ونصف العام من معارك مستميتة من جانب النظام لانتزاع السيطرة على البلدة.. لكن لماذا؟

هي تبعد خمسة كيلومترات عن العاصمة دمشق وتمثل الحد الفاصل بين جزئي الغوطة. فالجزء الشمالي من الغوطة بيد الثوار، والجزء الجنوبي المحاذي لمطار دمشق الدولي بيد قوات النظام، لذلك تعتبر الممر الاستراتيجي الوحيد لقوات النظام نحو الغوطة الشرقية والسيطرة عليها.

كما أنها تؤمن ظهر مطار دمشق الدولي، كما منطقة جرمانا الموالية له
يقع على طرفها مركز استراتيجي لإدارة الدفاع الجوي، والذي يمثل أكبر مقر لقوات النظام في الغوطة الشرقية.

كما أنها تلاصق وتتداخل مع مناطق يسيطر عليها حزب الله وميليشيات عراقية خصوصاً أبوالفضل العباس وهي منطقة المرج .

ورغم الانتكاسات الخطيرة التي ألمت مؤخراً بمقاتلي المعارضة خصوصا في وسط وشمال سوريا فإن هؤلاء المقاتلين غالباً ما ينسحبون إلى مناطق أخرى ويشكلون ضغطاً جديداً على قوات النظم هناك.. كما أنهم مازالوا يتواجدون في مناطق حساسة قرب العاصمة في الغوطة الشرقية إضافة إلى أحياء جوبر والقابون التي تشكل مصدر قذائف الهاون والصواريخ على قلب العاصمة، وبالتالي تشكل ضغطاً كبيراً عليه.

داعش يعلن براءة رجل بعد إعدامه!
العربية.نت
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، نقلاً عن مصادر موثوقة في مدينة الميادين السورية، أن تنظيم داعش أعلن “براءة” رجل أعدمه مع آخر، في الـ6 من شهر أغسطس الجاري، عند دوار الماكف في مدينة الميادين، بتهمة ” تفجير سيارة مفخخة بالقرب من حاجز للتنظيم، في منطقة الماكف بالميادين”، في الـ 13 من شهر يوليو، من العام الجاري، ما أدى لمقتل 9 رجال، ومصرع 5 مقاتلين من تنظيم داعش، من جنسيات عربية وأجنبية.

وعلم المرصد أيضاً من المصادر ذاتها، أن تنظيم داعش دفع ديَّة تقدر بخمسة ملايين ليرة سورية، لذوي الرجل الذي أعدمه، إلا أن أهله رفضوا قبول الديَّة.

المعارضة تسيطر على بلدة مهمة بريف حماة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعلن ناشطون سوريون معارضون، الجمعة، سيطرة مقاتلي المعارضة على قريتي الشيحة الاستراتيجية الموالية للحكومة السورية بريف حماة الغربي.

وتأتي هذه السيطرة لكتائب المعارضة عقب معارك مع قوات الجيش السوري أسفرت عن مقتل أكثر من 65 من القوات الحكومية وقوات الدفاع الوطني.

وأضاف النشطاء أن عملية السيطرة هذه مكنتهم من اغتنام دبابات وآليات وذخيرة.

وبحسب “مركز حماة الإعلامي” التابع للمعارضة فإن قرية الشيحة تعد إحدى مداخل مدينة حماة غرباً وتبعد نحو كيلومترين عن مطار حماة العسكري.

في هذه الأثناء، سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على قرية احتيملات في ريف حلب الشمالي، بعد أيام من سيطرته على قرية دابق.

وبذلك يكون عدد القرى التي سيطر عليها مسلحو تنظيم “الدولة الإسلامية” قد ارتفع إلى 6 قرى، ويأتي ذلك عقب مخططات يعمل من خلالها التنظيم لتوسيع رقعة امتداده في الريف الشمالي لحلب ليقترب من أماكن سيطرته على الحدود مع الرقة ودير الزور.

“داعش” يرجم لأول مرة رجلا بتهمة الاغتصاب في دير الزور
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — رجم تنظيم “الدولة الإسلامية” – داعش – سابقا، أحد مقاتليه في محافظة دير الزور، في أول عملية حد من نوعها تنفذها الحركة بحق رجل بعد إعدامها امرأتين بالرجم.

وأورد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يرصد ويوثق الاحداث داخل سوريا، أنها ثالث عملية رجم يقوم بها “داعش” منذ سيطرته على مناطق في سوريا.

ونفذ “حكم القصاص” بحق الرجل وهو تونسي الجنسية، بتهمة اغتصاب فتاة نازحة، طبقا للمصدر.

وسبق أقامت “داعش” حد الرجم بحق امرأتين، خلال أربعة وعشرين ساعة، في يونيو/حزيران، بتهمة الزنا في مدينة الرقة، امتنع الأهالي عن المشاركة في العملية الثانية ما اضطر المقاتلون المتشددون لتنفيذها بأنسفهم، طبقا لـ”المرصد.”

“جيشان” يحاصران حلب والجثث في شوارع البلدات السورية التي احتلها “داعش”
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– قال الإئتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة إن مدينة حلب تقع الآن بين خطر الهجوم من جبهتين، جيش الدولة الإسلامية من جهة، وقوات “الدكتاتور” بشار الأسد من جهة أخرى.

وأوضح أن قوات النظام، وجيش الدولة الإسلامية ذو الخط المتشدد، يطوقون المدينة، في محاولة لانتزاعها من قبضة الجيش السوري الحر، المدعوم من الولايات المتحدة “وقيما يركز المجتمع الدولي أنظاره على وحشية تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، يواصل أكبر جيش إرهابي في التاريخ صلب وتعذيب وإعدام المدنيين في سوريا” بحسب قول المسؤول الاستراتيجي في الائتلاف عبيده شهبندر الذي يقيم في واشنطن.

وسيطر التنظيم الذي تزحف الآلاف من عناصره باتجاه حلب على 3 بلدات الأربعاء، وبات على وشك السيطرة على بلدتين في حملته لمهاجمة مدينة حلب ذاتها.

ومن الجهة الأخرى، تزحف قوات “الدكتاتور” بشار الأسد نحو حلب، وتحضر لفرض حصار لتجويع المدنيين.

وأضاف شهبندر “أن الجيش الحر يحتاج إلى امدادات عسكرية فورية في حلب، وإلا فإن المدينة وسكانها سوف تمسح.”

المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقراً له، نقل عن أحد الناجين من “داعش” بأن مقاتلي التنظيم بدأوا بجمع من تبقى من رجال بلدة أختارين، وألقوا بهم أرضا لمدة 5 ساعات، للبحث عمن لديه أقارب على اتصال مع الثوار، أو الكتائب الإسلامية، وفي نهاية التحقيق مع هؤلاء الرجال، قاموا باعتقال 5 منهم من بين 20 وأطلقوا سراح البقية الذين خيروا بين البقاء في البلدة أو مغادرتها.

وقال الناجي من البلدة بحسب ما نقل عنه المرصد بأن الجثث ما تزال في شوارع البلدة حيث لا يستطيع السكان دفنهم لأنهم يخشون من ردة فعل “داعش” التي بدأت على الفور بقطع رؤوس جثث القتلى في البلدة، وقال إنه تم إعدام وقطع رؤوس 9 مقاتلين على الأقل، وسط مخاوف من أن يكون العدد 41 من الثوار، ومقاتلي الكتائب الإسلامية، وبعض الرجال المدنيين.

الجيش السوري يستعيد المليحة ويمنع تسلل “داعش” لحقل الشاعر النفطي
دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)– استعاد الجيش السوري السيطرة على بلدة المليحة في ريف دمشق، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء السورية، كما صد محاولة للاستيلاء على حقل الشاعر النفطي.

فقد استهدفت وحدات من “الجيش والقوات المسلحة تجمعات وأوكار للإرهابيين في عدد من المناطق، وفرضت سيطرتها على بلدة المليحة في ريف دمشق وقضت على إرهابيين حاولوا التسلل إلى حقل الشاعر النفطي.” بحسب الوكالة التي تطلق وصف “الأرهابيين” على كافة التنظيمات التي تقاتل قوات النظام، كالجيش الحر، وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، والكتائب المقاتلة، والكتائب الإسلامية، وغيرها.

وبث التلفزيون السوري تقارير وصور من داخل البلدة التي استعاد الجيش السيطرة عليها، وكانت بلدة المليحة تخضع لسيطرة قوات المعارضة السورية “الجيش الحر” فيما كان استهداف حقل الشاعر، من قبل جماعة الدولة الإسلامية “داعش”.

واعترف الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة بانسحاب مقاتلي الجيش الحر من المليحة، إذ حيا في بيان على موقعه على الانترنت، “ثوار المليحة في الغوطة الشرقية” وأعرب عن تقديره لـ “التضحيات التي بذلوها في الدفاع عن أهالي المنطقة طوال الشهور الماضية، كما ينحني أمام صمودهم في صد هجمات النظام وميليشيا حزب الله والعصابات العراقية الداعمة له، وثباتهم في وجه حصار وقصف عنيف داما أكثر من أربعة شهور.

وجدد الائتلاف في بيانه على الثقة “بقدرة الثوار على حماية الأراضي السورية والمدنيين من بطش النظام، وإكمال مسيرة النضال حتى تحقيق أهداف وتطلعات الشعب السوري في الحصول على الحرية والكرامة والديمقراطية.”

وأوضحت الوكالة أن ” وحدات من الجيش والقوات المسلحة واصلت عملياتها في بلدة المليحة وحققت نجاحات نوعية وقضت على عدد كبير من الإرهابيين كما تلاحق فلولهم في المزارع الشمالية للبلدة”

وفيما يتعلق بحقل الشاعر النفطي نقلت الوكالة عن مصدر عسكري ” أن وحدة من الجيش والقوات المسلحة قضت على إرهابيين حاولوا التسلل إلى حقل الشاعر النفطي بريف حمص ودمرت لهم ثلاث سيارات مزودة برشاشات ثقيلة بمن فيها.”

وكان تنظيم داعش سيطر في وقت سابق من هذا العام على الحقل النفطي، ثم استعاد الجيش السوري في يوليو/ تموز الماضي سيطرته عليها.

وفي حمص أيضاً أشارت إلى شن عمليات “ضد تجمعات الإرهابيين في عدد من مناطق ريف حمص” ووقوع خسائر في صفوفهم، بالإضافة تجمعات “للإرهابيين” في حي الوعر، وعدد من القرى بريف حمص الشرقي ووادي الكهف بريف القصير “وأوقعت بينهم قتلى ومصابين

بداية نزوح جماعي من شمال حلب لتركيا هرباً من تنظيم الدولة الإسلامية
روما (14 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
شهدت معابر حدودية بين سورية وتركيا بداية حركة نزوح جماعي لعائلات من مدينة حلب السورية بعد تصاعد وتيرة الاشتباكات بين الجيش الحر وتنظيم الدولة الإسلامية في مناطق ريف حلب الشمالي وزيادة قصف قوات النظام للمدينة.

وشهد معبر باب السلامة اليوم الخميس على الحدود السورية ـ التركية ازدحاماً شديداً لعائلات قررت الذهاب إلى تركيا بعد سيطرة تنظيم الدولة على العديد من قرى ريف حلب الشمالي، وقال سكان محليون لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “علينا أن نتوقع كارثة ونزوحاً جماعياً لتركيا لعشرات الآلاف إن استمر تقدّم تنظيم الدولة، والآن نشهد طلائع النازحين الجدد على أبواب الحدود مع تركيا”.

ووفق مصادر محلية، فقد سيطر تنظيم الدولة التكفيري على قرى عديد في شمال حلب منها بلدة صوران التابعة لمدينة اعزاز وقريتي احتميلات ودابق وأرشاف وكذلك على قرية المسعودية والعزيزية ومدينة أخترين وقرية تركمان بارح والغوز التابعتين لها، وكلها في الريف الشمالي، وشهدت غالبية هذه القرى والبلدات موجات نزوح كبيرة لمعظم السكان بعد قصف التنظيم لمنازلهم بالأسلحة الثقيلة.

وأكّد ناشطون أن التنظيم المتشدد قتل وأعدم بعد سيطرته على هذه القرى العشرات من مقاتلي الكتائب الثورية والجيش الحر، ويحاول دفع السكان لإخلاء أماكن سكنهم، ومازال يواصل تقدمه باتجاه الشمال، ويساعده في تقدّمه قصف قوات النظام لبلدات وقرى معاقل لمسلحي المعارضة السورية من الجيش الحر والكتائب الثورية الإسلامية الأخرى.

وتقول مصادر محلية إن بلدة أخترين منطقة استراتيجية لتنظيم الدولة الإسلامية، لأنها تفتح الطريق أمامه باتجاه بلدة مارع التي تعد أهم معاقل الجبهة الإسلامية، كما تفتح الطريق نحو مدينة اعزاز وبالتالي معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، واللتين من المتوقع أن تكونا الهدف القادم له.

وكان التنظيم قد أعلن عن معركة أسماها (الثأر للعفيفات) في ريف حلب الشمالي بعد اشتباكات يخوضها مع الجيش الحر منذ عدة أشهر، انسحب على إثرها الجيش الحر والكتائب الإسلامية المتبقية هناك بما فيها جبهة النصرة.

إلى ذلك نقلت مواقع معارضة أن بعض فصائل المعارضة المسلحة أنشأت غرفة عمليات مشتركة من أجل وقف تمدد تنظيم الدولة في ريف حلب الشمالي واستعادة السيطرة على المدن التي سيطرت عليها، ومن بينها حركة نور الدين زنكي وجبهة النصرة وحركة المجاهدين والجبهة الإسلامية وغيرها.

وترجّح مصادر محلية أن يسيطر التنظيم على ريف حلب الشمالي خلال أيام ما لم تحشد المعارضة السورية بمختلف توجهاتها لصده، وتقول إن هناك مخاوف من تنفيذ التنظيم إعدامات جماعية أخرى في الأماكن التي يسيطر عليها تباعاً

سعي أوروبي لتدويل العمل ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”
بروكسل (14 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
يتداول المسؤولون في دوائر صنع القرار في الإتحاد الأوروبي العديد من الأفكار لتطوير علاقاتهم مع العراق بشكل يتناسب والتطورات الحالية، خاصة لمواجهة تقدم ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية.

ويرى المسؤولون الأوروبيون أن هذا التنظيم بات “يشكل خطراً إقليمياً ودولياً” وأن مواجهتها يجب أن تكون على هذا المستوى.

وتتمحور الأفكار الأوروبية حول إمكانية فتح حوار مع العديد من دول المنطقة والشركاء الدوليين لبحث كيفية تطويق خطر تقدم هذه الجماعة.

وفي هذا الإطار، أكد مصدر دبلوماسي أوروبي مطلع أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في التكتل الموحد، الذي سيعقدون اجتماعاً طارئاً لهم في بروكسل يوم غد، سيسعون إلى التوافق على ضرورة إقامة مجموعة دعم للعراق لتحقيق هذا الهدف.

وأشار المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن هذه المجموعة ستضم كلاً من السعودية وباقي دول الخليج، تركيا، إيران، لبنان، الأردن ومصر بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

واستطرد قائلاً “ما نأمله هو أن تتوافق دولنا على الشروع بحوار وتبادل المعلومات مع هذه الدول للتعاون لكبح جماح هذه المجموعة الإرهابية”، على حد تعبيره

ولاحظ المصدر أن لهذه الدول مقاربات مختلفة تجاه تنظيم الدولة واصفاً بـلهام” إجراء حوار لرؤية كيف يمكن التحرك إقليمياً وعالمياً.

وعبر المصدر عن قناعة الاتحاد الأوروبي بأن خطر تنظيم الدولة يمتد مكاناً وزماناً أيضاً، مذكراً أن بروكسل تعتبره جماعة إرهابية وترفض كافة ممارساته.

وأضاف المصدر “يجب طرح السؤال حول طبيعة ومصادر تمويل هذه المجموعة التي باتت قادرة على السيطرة على اراضي واسعة وإقامة دولة، ما يعني أننا أمام إرهاب من نوع جديد”، على حد وصفه.

وأوضح المصدر أن مناقشات الوزراء للوضع العراقي غداً سوف تمتد ايضاً لتشمل المسارات الانسانية والعسكرية والسياسية.

وفي المجال العسكري، أكد المصدر أن موضوع تسليح القوات الكردية سيعود إلى واجهة النقاش غداً، مشيراً إلى أهمية أن يدعم الاتحاد الأوروبي ككل توجهات الدول الأعضاء الراغبة بتسليح القوات الكردية بالتنسيق والتشاور مع حكومة بغداد.

ولم يفت المصدر التذكير بأن عمليات تقديم السلاح أمر يدخل في صلاحيات الدول الأعضاء حصراً.

وحول تحفظات بعض دول الاتحاد على تسليح الأكراد، أكد المصدر أن الأمر بات يخف تدريجياً نظراً لطبيعة الوضع القائم، مشيراً إلى أن حكومة بغداد تدعم تسليح الأكراد، بل وتزودهم بالسلاح والعتاد.

وأكد أن الدعم الأوروبي لبغداد، في موضوع مواجهة الإرهاب، يعني دعماً لأربيل والعكس صحيح، وقال “نحن لا نريد وضعهما في مواجهة مع بعضهما البعض”، وفق كلامه.

وختم المصدر كلامه بالتأكيد على ثقته بأن “وزراء خارجية أوروبا سيقومون غداً بتوجيه رسالة سياسية واضحة وموحدة تتضمن دعماً كاملاً ومتعدد الأطياف للعراق في مواجهة إرهاب الدولة الإسلامية”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى