أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 16 شباط 2018

 

تركيا تستقبل وزير الخارجية الأميركي بشرط تخلي الأكراد عن الخيار العسكري

بيروت، بروكسيل، موسكو – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

 

استبق وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون محادثات «صعبة» في أنقرة يختتمها اليوم بلقاء مع نظيره أحمد جاويش أوغلو، بتأكيد أن بلاده لم تمنح المقاتلين الأكراد في سورية سلاحاً ثقيلاً، فيما حاولت تركيا فرض شروط جديدة قد تعقّد الأزمة بين الدولتين الحليفتين في «الأطلسي» (ناتو) بمطالبتها أميركا باستبعاد «وحدات حماية الشعب» الكردية عن «قوات سورية الديموقراطية» (قسد).

 

وأجرى تيلرسون مساء أمس، محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول مائدة العشاء قبل لقائه اليوم جاويش أوغلو، غداة تحذير وجّهته أنقرة من «انهيار كامل» للعلاقات الثنائية على خلفية عمليتها العسكرية شمال سورية واستمرار الدعم الأميركي للأكراد.

 

وحاول تيلرسون من بيروت قبل توجّهه إلى أنقرة، محطته الأخيرة في جولة شرق أوسطية، تهدئة «غضب» تركيا. وقال في مؤتمر صحافي إن بلاده لم تعطِ «أبداً أسلحة ثقيلة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، وبالتالي لا يوجد شيء لاستعادته» منها، على رغم أن أنقرة سبق واتهمت واشنطن أكثر من مرة بتوفير سلاح ثقيل للأكراد.

 

وأتى موقف تيلرسون بعد ساعات من مطالبة تركيا الولايات المتحدة باستبعاد «وحدات حماية الشعب» الكردية من «قسد». وقال وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي في بروكسيل بعد لقاء جمعه بنظيره الأميركي جيمس ماتيس: «نريد منهم إنهاء كل الدعم المقدم لوحدات حماية الشعب، الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني»، منتقداً توصيف واشنطن «قسد» بأنها «تحت إدارة العرب وليس المقاتلين الأكراد».

 

وقال وزير الدفاع الأميركي إن محادثاته مع نظيره التركي كانت «صريحة وصادقة»، لكنه أقر بوجود اختلافات في وجهات النظر، فيما أشار بيان لـ «البنتاغون» إلى أن ماتيس دعا تركيا إلى «تجديد التركيز على هزيمة داعش ومنع أي محاولة من التنظيم الإرهابي لإعادة بناء نفسه في سورية».

 

وتزامناً مع التوتر السياسي، واصلت تركيا تثبيت موقعها في الساحة السورية، إذ أعلن الجيش التركي أمس إنشاء الموقع السادس للمراقبة في محافظة إدلب، في إطار اتفاق التوتر الذي تشارك فيه إيران وروسيا، وهو الموقع الأكثر عمقاً الذي تقيمه إلى الآن شمال غربي سورية على بعد 10 كيلومترات من نقاط تمركز القوات النظامية السورية ومجموعات مدعومة من إيران.

 

وفي ظل مخاوف الأردن من أن يؤدي التصعيد بين إسرائيل من جهة وإيران والمنظمات المدعومة منها وقوات النظام السوري من جهة أخرى، إلى تبعات سلبية على أمن المملكة، أجرى العاهل الأردني عبدالله الثاني محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو تركزت على الوضع السوري، إضافة إلى عملية السلام في الشرق الأوسط. وأكد الملك عبدالله أن عمّان وموسكو «وصلتا إلى مستوى عال من التنسيق المرتبط خصوصاً بإيجاد الظروف السياسية الضرورية من أجل إعادة السلام إلى جنوب سورية»، مشيداً بـ «الجهود المشتركة للبلدين التي تدفع في اتجاه التسوية السياسية ومناقشة الدستور والانتخابات».

 

وحذرت إسرائيل من أنها سترد في «شكل صارم جداً» إذا استخدم نظام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيماوية قرب حدودها، بعد ساعات من إعلان دمشق تصدّي دفاعاتها الجوية لطائرات استطلاع إسرائيلية في القنيطرة جنوب سورية. وأعربت إسرائيل في برقية وجهتها الخارجية الإسرائيلية إلى عدد من سفراء الدولة العبرية في الخارج عن خشيتها «من إقدام نظام الأسد على استخدام هذه الأسلحة في المنطقة الحدودية في هضبة الجولان، ما قد يؤدي إلى تسربها إلى الأراضي الإسرائيلية»، وفق ما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية.

 

مسؤول: واشنطن تدرس مقترحاً تركياً بانسحاب «الأكراد» من منبج

إسطنبول – رويترز

 

قال مسؤول تركي اليوم (الجمعة) أن بلاده اقترحت على الولايات المتحدة انسحاب «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية إلى شرق الفرات في سورية، وأن تتمركز قوات تركية وأميركية في منطقة منبج.

 

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه، أن «الولايات المتحدة تدرس الاقتراح الذي قدمته أنقرة إلى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون» خلال زيارته لها، والتي تستغرق يومين.

 

وكان تيلرسون وصل إلى تركيا أمس في زيارة قال مسؤولون أنها ستشهد على الأرجح مناقشات صعبة بين البلدين اللذين توترت علاقاتهما بسبب عدد من القضايا، لا سيما الدعم الأميركي لـ «وحدات حماية الشعب» التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.

 

وقال ناطق باسم وزارة الخارجية يرافق تيلرسون أنه أجرى مناقشات «بناءة وصريحة» مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس في شأن تحسين العلاقات، وذلك بعدما أطلقت أنقرة تصريحات تنتقد واشنطن على مدى الأسابيع الأخيرة.

 

وبدأت تركيا الشهر الماضي عملية جوية وبرية في منطقة عفرين في شمال غربي سورية، لإبعاد «وحدات حماية الشعب» الكردية عن حدودها الجنوبية. وتعتبر أنقرة الوحدات ذراعاً لـ «حزب العمال الكردستاني» المحظور الذي يشن منذ عقود تمرداً في الأراضي التركية.

 

ودأبت أنقرة على المطالبة بانسحاب «مقاتلي وحدات حماية الشعب» إلى شرق نهر الفرات في سورية. وهددت في ما مضى بدفع قواتها إلى مدينة منبج على بعد نحو 100 كيلومتر شرقي عفرين. وتتمركز قوات أميركية قرب منبج.

 

أنقرة تطالب واشنطن باستبعاد الوحدات الكردية من «قسد»

بروكسيل، واشنطن – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

 

جددت الولايات المتحدة دعوة تركيا إلى التركيز على مكافحة تنظيم «داعش» في سورية، فيما طالبت أنقرة واشنطن باستبعاد «وحدات حماية الشعب» الكردية من تحالف «قوات سورية الديموقراطية» (قسد).

 

وعلى رغم الخلاف الذي بلغ ذروته بين البلدين العضوين في حلف «شمال الأطلسي» (ناتو) على خلفية العملية العسكرية التركية ضد المقاتلين الأكراد شمال سورية، أعلن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الأربعاء أن الولايات المتحدة وتركيا ستواصلان التعاون في شأن سورية.

 

وقال ماتيس للصحافيين على هامش اجتماع لـ «ناتو» وبعد لقائه نظيره التركي نور الدين جانيكلي مساء أول من امس: «أعتقد أننا نتوصل إلى أرضية مشتركة وهناك أرضية غير مشتركة تضع الحرب فيها أمامك أحيانا بدائل سيئة لتختار منها»، لكنه اعتبر أن «السمة المميزة لتواصلنا هي الصراحة والشفافية المطلقة مع بعضنا ونواصل التعاون لإيجاد سبل لضمان التعامل مع مخاوفهم المشروعة».

 

إلى ذلك، دعا ماتيس تركيا إلى التركيز مجدداً على مكافحة «داعش». وأعلن البنتاغون في بيان أن الوزير «دعا إلى إعادة التركيز على الحملة للانتصار على داعش ومنع أي فلول للتنظيم الإرهابي من إعادة تنظيم صفوفها في سورية». وأوضح أن ماتيس «أقر بشرعية التهديدات التي تمثلها المنظمات الإرهابية على الأمن القومي التركي». إلا أنه «ناقش الأوضاع الأمنية المعقدة في سورية والخطر الذي ستطرحه عودة تنظيم الدولة الإسلامية على كافة أعضاء حلف شمال الأطلسي».

 

من جانبه، أوضح جانيكلي إنه أبلغ نظيره ماتيس بضرورة استبعاد «الوحدات» من تحالف «قسد» الذي تدعمه واشنطن.

 

وقال جانيكلي في إفادة للصحافيين في بروكسيل بعد الاجتماع مع ماتيس، إن «قسد تخضع في الكامل لسيطرة الوحدات الكردية»، على رغم أن ماتيس يؤكد أن المقاتلين العرب يشكلون الغالبية في تحالف «قسد».

 

وعقد الوزيران لقاء بدأ ببرودة عندما صافح ماتيس نظيره أمام الكاميرات، لكن «البنتاغون» ذكر أنهما اتفقا على مواصلة التنسيق العسكري».

 

وتوترت العلاقات بين البلدين منذ بدء العملية التركية في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي في عفرين شمال سورية ضد «الوحدات»، التي تعتبرها أنقرة «إرهابية» وهي حليفة الولايات المتحدة في مكافحة «داعش»، فيما تهدد تركيا بالتقدم نحو منبج التي يسيطر عليها الأكراد بدعم من عسكريين أميركيين.

 

في غضون ذلك، أقرّت مصادر في واشنطن بصعوبة محادثات وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في أنقرة التي وصلها أمس. وأضافت المصادر أن «الخطاب التركي ناري جداً سواء في شأن سورية أو المواضيع الخلافية الأخرى».

 

وبعد الدعوات إلى «ضبط النفس»، حذر تيلرسون الأربعاء بأن العملية «حرفت مسار معركتنا ضد تنظيم داعش في شرق سورية بعدما انتقلت قوات من هناك في اتجاه عفرين».

 

وقال عضو في الوفد الأميركي إن «الوضع معقد بما يكفي كما هو، دعونا لا نزيد التصعيد»، فيما اعتبرت الديبلوماسية الأميركية السابقة والباحثة في «معهد بروكينغز» أماندا سلوت أنه «إن كان الأتراك ينتظرون من الأميركيين أن يعرضوا لهم استراتيجيا واضحة فقد «يخيب ظنهم»، موضحة أن «العلاقات الثنائية تشهد بالتأكيد مرحلة في غاية الصعوبة».

 

غير أن عضو الوفد الأميركي قال إن «مجرد زيارة وزير الخارجية بعد اتصالات أخرى على مستوى رفيع «يثبت أننا نعتبر أنها على رغم كل شيء علاقة تسمح لنا بالتحادث في شكل صريح».

 

واعتبر ماكس هوفمان من «مركز التقدم الأميركي» إن «معاداة الولايات المتحدة مزدهرة في تركيا، إنها من المواضيع القليلة التي تجمع بين المتدينين المحافظين والقوميين العلمانيين»، مضيفاً أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «اختار تأجيج غضب الرأي العالم لتسجيل نقاط سياسية».

 

«مرتزقة» عائدون من سورية يعالَجون في مستشفيات روسية

موسكو – سامر إلياس

 

أقرت موسكو أمس بأن 5 مواطنين روس قتلوا «على ما يبدو حتى الآن» وجُرح آخرون، في ضربات شنّها التحالف الدولي بقيادة واشنطن على قوات موالية للنظام السوري في دير الزور في 7 الشهر الجاري، لكنها شددت على أن الجرحى لا ينتمون إلى الجيش الروسي، في وقت تعالت دعوات إلى تنظيم عمل الشركات العسكرية الروسية الخاصة.

 

ويأتي إعلان موسكو على خلفية كشف رئيس حزب «روسيا الأخرى» غير المرخص، ألكسندر أفرين، أن عدداً من جرحى الشركات العسكرية الروسية الخاصة الذين أصيبوا أخيراً في سورية، يُعالجون في مستشفيات عسكرية في موسكو وسانت بطرسبورغ. وأوضح لوكالة «نوفوستي» الروسية، أن «بعض الجرحى يعالج في قسم الجراحة العصبية في مستشفى بوردينكو (العسكري في موسكو)، ومستشفى فيشنوفسكي الجراحي»، من دون أن يحدد عدد الجرحى. كما صرح مؤسس «الحزب القومي البلشفي» المحظور في روسيا إدوار ليمونوف بـ «فقد الاتصال مع مقاتلين في سورية»، وبأنه «يعرف بعض الجرحى الذين يتلقون العلاج حالياً في روسيا».

 

وكان البنتاغون أعلن عقب الغارة الأميركية أن مئة مقاتل على الأقل من القوات الموالية للنظام السوري قتلوا في هذه الضربات، إلا أن وزارة الدفاع الروسية سارعت إلى نفي وجود «أي عسكري روسي في دير الزور». وما لبثت وسائل إعلام روسية أن أكدت أن العديد من الروس يقاتل في سورية كمرتزقة، خصوصاً لمصلحة شركة عسكرية خاصة تدعى «مجموعة واغنر».

 

ونشرت وكالات الأنباء الروسية تقديرات متفاوتة عن حجم الخسائر في صفوف «المرتزقة» الروس، تتراوح بين 8 و200 بين قتيل وجريح في الغارة على دير الزور، وأكدت أنهم كانوا يسعون إلى الوصول إلى حقول نفط وغاز في المنطقة. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان أول من أمس، إلى مقتل 15 روسياً يعملون لحساب شركة أمنية خاصة في انفجار مستودع للأسلحة، موضحاً أن هؤلاء قتلوا في محافظة دير الزور بعد يومين على الضربات الأميركية، وأن شركتهم مكلّفة «حماية حقول النفط والغاز الخاضعة لسيطرة النظام».

 

وعلى وقع انتشار الأنباء عن القتلى على مواقع التواصل الاجتماعي ومؤسسات تُعنى بمراقبة تحركات القوميين الروس في سورية وأوكرانيا، أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس: «بحسب المعلومات الأولية، يمكننا الحديث عن مقتل 5 أشخاص يبدو حتى الآن أنهم مواطنون روس، بسبب المواجهة المسلحة التي لا تزال أسبابها قيد الدرس»، مضيفة أن «هناك جرحى أيضاً»، لكنهم «ليسوا جنوداً روساً». وشددت على أن «المقالات التي أشارت إلى مقتل عشرات ومئات من المواطنين (الروس) ليست سوى تضليل نموذجي… أطلقته القوات المناهضة للحكومة في سورية». وزادت: «كثير من المواطنين من كل مناطق العالم، بما في ذلك روسيا، في مناطق النزاعات… من الصعب جداً مراقبتهم والتحقق مما يفعلونه».

 

ولم يستبعد الكرملين وجود مقاتلين روس غير نظاميين يحاربون في سورية. وعلّق الناطق باسمه ديمتري بيسكوف قائلاً: «لا يمكن استبعاد إمكان وجود مواطنين روس في الأراضي السورية، لكنهم لا يتبعون للقوات المسلحة الروسية». وأضاف في إفادة صحافية عبر الهاتف أمس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتخذ قراراً يسمح برفع السرية عن معلومات في شأن أعداد القتلى الروس في سورية، مضيفاً: «كل ما استطعنا قوله قلناه، وليس لدينا ما نضيفه».

 

وأعلن رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما (البرلمان) فلاديمير شامانوف أن البرلمان يبحث في دعوة خبراء من أجل تقويم ما أُنجز في شأن تنظيم عمل الشركات العسكرية الخاصة. وقال: «حتى لا ندخل في باب التكهنات ماذا حصل، ومن كان موجوداً، خصوصاً أن الموضوع يتعلق بحياة مواطنينا وصحتهم، يجب على الحكومة أن تؤثر في هذه العمليات مباشرة. نحن في التفاصيل، وأمس تحديداً، بحثنا مع مجموعة عمل من الخبراء موضوع ترتيبات جمع خبراء لبحث هذه القضية».

 

وعرضت كتلة «روسيا العادلة» في الدوما ثلاث مرات منذ عام 2014 مسودات مشاريع قوانين أمام الدوما في شأن تنظيم عمل الشركات العسكرية الخاصة، لكن الموضوع عاد إلى الواجهة بسبب حادث دير الزور. كما علت أصوات في الدوما لتوجيه دعوة إلى ممثل عن وزارة الدفاع للوقوف على حقيقة ما جرى مع المرتزقة. وأوضح نائب رئيس الدوما إيغور ليبديف أن وكالات غربية تتحدث عن احتمال مقتل عناصر في شركة «فاغنر» العسكرية الخاصة، فيما يلتزم الجانب الحكومي الروسي الصمت.

 

موسكو: التحالف الدولي قد يكون قتل 5 مدنيين روس في سورية

بيروت، دمشق، موسكو – أ ف ب، رويترز

 

قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم (الخميس) إن خمسة مواطنين روس ربما يكونون قد لقوا حتفهم في سورية خلال اشتباكات مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة هذا الشهر.

 

وأوضحت زاخاروفا في إفادة صحافية أنه «استناداً إلى معلومات أولية فإننا ربما نتحدث عن وفاة خمسة أشخاص نتيجة مواجهة مسلحة يجري الآن التحقيق في أسبابها». وأضافت أن «الافتراض هو أن هؤلاء مواطنون روس. لكن يتعين التحقق من كل ذلك ولا سيما بالطبع من جنسياتهم. هل هم فعلاً مواطنون من روسيا أم من دول أخرى؟»

 

وتابعت في إشارة إلى قتلى سقطوا في اشتباكات يوم السابع من شباط (فبراير) قرب مدينة دير الزور السورية أن «هؤلاء ليسوا أفراداً في الجيش الروسي».

 

وكان شركاء لمتعاقدين عسكريين خصوصيين من روسيا يحاربون في صف القوات الحكومية في سورية قالوا إن هناك خسائر على نطاق واسع في صفوف المتعاقدين، بعد أن اشتبكت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة مع قوات مؤيدة للحكومة السورية في محافظة دير الزور يوم السابع من شباط (فبراير).

 

وقالت زاخاروفا إن تقارير إعلامية في شأن سقوط عشرات أو مئات القتلى من الروس في سورية «مضللة».

 

وأشارت إلى أن أفعال الولايات المتحدة في سورية تهدف على الأرجح لتقويض وحدة أراضيها.

 

وكان المرصد السوري أعلن مقتل 15 روسياً على الأقل يعملون لدى شركة أمن روسية أمس، إثر انفجار مستودع أسلحة تابع للشركة، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان».

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «قتل 15 عنصر حماية من الروس يعملون لدى شركة أمن روسية خاصة، نتيجة انفجار مستودع أسلحة تابع للشركة السبت الماضي في منطقة طابية جزيرة في محافظة دير الزور» في شرق سورية.

 

وقتل في التفجير ذاته سبعة أشخاص آخرين، غالبيتهم من المسلحين السوريين الموالين لقوات النظام، وفق المرصد.

 

وأوضح عبد الرحمن أن الشركة تعمل في «حماية حقول النفط والغاز الواقعة تحت سيطرة قوات النظام السوري»، مرجحاً أن يكون وجودهم في تلك المنطقة مرتبطاً «بمحاولة قوات النظام السيطرة على حقل كونيكو للغاز»، الذي تسيطر عليه «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من واشنطن.

 

وقتل العناصر الروس بحسب المرصد، بعد يومين من استهداف التحالف الدولي بقيادة أميركية فجر الخميس الماضي مقاتلين موالين للنظام، حاولوا التقدم الى مركز لـ «قوات سورية الديموقراطية» قرب حقل كونيكو، الواقع على الضفاف الشرقية لنهر الفرات.

 

وأعلن التحالف الدولي اثر ذلك أن الغارات جاءت «لصد العمل العدائي» وفي «اطار الدفاع المشروع عن النفس»، فيما قدر مسؤول عسكري أميركي «مقتل أكثر من مئة عنصر من القوات الموالية للنظام» في الغارات.

 

وتنتشر قوات النظام السوري بعد طردها تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) على الضفة الغربية لنهر الفرات الذي يقطع المحافظة إلى جزئين، مع تواجد محدود على الجهة الشرقية.

 

في المقابل، تسيطر «قوات سورية الديموقراطية» على الضفاف الشرقية، حيث ما زال التنظيم موجوداً في بضعة جيوب.

 

من جهة ثانية أعلنت دمشق تصدي دفاعاتها الجوية أمس، إلى طائرات استطلاع اسرائيلية في أجواء منطقة القنيطرة في جنوب سورية، في خطوة سبق ان تكررت خلال الايام القليلة الماضية.

 

وأوردت «وكالة الانباء السورية» (سانا): «الدفاعات السورية تتصدى لطائرات استطلاع إسرائيلية فوق القنيطرة وتجبرها على مغادرة الأجواء».

 

الكويت والسويد تقدمان مشروع قرار معدلاً لهدنة 30 يوماً في سورية

الامم المتحدة (الولايات المتحدة) – أ ف ب

 

وزعت الكويت والسويد على أعضاء مجلس الأمن نسخة معدلة من مشروع قرار يدعو إلى هدنة 30 يوماً في سورية. وقال ديبلوماسيون إن الهدف هو الحصول على موافقة موسكو على هذا المشروع.

 

ويوضح النص الجديد أن هذه الهدنة لن تشمل تنظيمَي «الدولة الاسلامية» (داعش) و«القاعدة». ومن شأن ذلك السماح للحكومة السورية بمواصلة عملياتها العسكرية، خصوصاً في محافظة إدلب.

 

ومن المرتقب حصول تصويت في مجلس الأمن على مشروع القرار الأسبوع المقبل.

 

وفي السادس من شباط (فبراير) الجاري، طلب ممثلو وكالات الأمم المتحدة الموجودة في سورية إقرار هدنة عاجلة بهدف تقديم مساعدات إنسانية وإجلاء الجرحى والمرضى.

 

وبعد ذلك بيومين، أخفق مجلس الأمن في إحراز تقدم على طريق إقرار الهدنة. وقال السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا وقتذاك أن إعلان وقف انساني لاطلاق النار هو أمر «غير واقعي». وأضاف: «نرغب في رؤية وقف لإطلاق النار، انتهاء الحرب، لكن الارهابيين، لا أعتقد انهم يوافقون على ذلك».

 

ومنذ ذلك الوقت، تفاقم الوضع على الأرض بحسب الأمم المتحدة، خصوصاً في الغوطة الشرقية على مقربة من دمشق وفي محافظة ادلب.

 

ويقول مشروع القرار المعدّل إنّ وقفاً لإطلاق النار سيبدأ سريانه بعد 72 ساعة من اعتماد مجلس الأمن للنصّ. وسيبدأ تسليم المعونة الإنسانية العاجلة (ادوية وغذاء) بعد 48 ساعة من بدء وقف إطلاق النار. كما سيكون هناك رفع للحصار في الغوطة الشرقية واليرموك والفوعة وكفريا، وسيتم السماح بعمليات اجلاء طبي، بحسب مشروع القرار.

 

وهناك أكثر من 13.1 مليون سوري في حاجة حالياً إلى مساعدات إنسانية، بما في ذلك 6.1 مليون نازح داخل البلاد منذ بداية الحرب.

 

أنقرة وواشنطن تتفقان على “تطبيع″ العلاقات بينهما

أنقرة- اسطنبول: أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو الجمعة أن تركيا والولايات المتحدة اتفقتا على تطبيع العلاقات بينهما التي توترت من جراء الخلافات حول النزاع السوري، وذلك خلال زيارة وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون إلى أنقرة.

 

وقال تشاوش اوغلو خلال مؤتمر صحافي مع تيلرسون “مع الرغبة التي شددنا عليها منذ مساء امس، اتفقنا بشكل أساسي على مسألة تطبيع علاقاتنا مجددا”.

 

ومن جانبه، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أن الولايات المتحدة وتركيا “لديهما الأهداف نفسها في سوريا” أي هزيمة مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” والتوصل إلى حل سياسي للنزاع.

 

وكرر تيلرسون في الوقت نفسه دعوته لتركيا إلى “ضبط النفس″ في العملية التي تشنها ضد وحدات حماية الشعب الكردية المتحالفة مع واشنطن، في شمال سوريا.

 

أنقرة تقترح نشر قوات تركية وأمريكية في منبج السورية

 

وفي السياق، قال مسؤول تركي الجمعة إن بلاده اقترحت على الولايات المتحدة انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية السورية إلى شرقي نهر الفرات في سوريا وأن تتمركز قوات تركية وأمريكية في منطقة منبج.

 

وقد يمثل الاقتراح نجاحا لجهود تهدف للتغلب على الخلافات الحادة بين البلدين بشأن السياسات في سوريا، وذلك بعد أن تدهورت العلاقات بينهما بشدة في الآونة الأخيرة بسبب الدعم الأمريكي لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية الذين تعتبرهم تركيا إرهابيين.

 

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه إن الولايات المتحدة تدرس الاقتراح الذي قدمته أنقرة إلى وزير الخارجية الأمريكي خلال زيارته لها والتي تستغرق يومين.

 

ولم ترد واشنطن بعد على طلب للتعليق على الاقتراح التركي.

 

وكان تيلرسون قد وصل إلى تركيا الخميس في زيارة قال مسؤولون إنها ستشهد على الأرجح مناقشات صعبة بين البلدين.

 

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية يرافق تيلرسون إنه أجرى مناقشات “بناءة وصريحة” مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس بشأن تحسين العلاقات وذلك بعدما أطلقت أنقرة تصريحات تنتقد فيها واشنطن بشدة على مدى الأسابيع الأخيرة.

 

وبدأت تركيا الشهر الماضي عملية جوية وبرية في منطقة عفرين بشمال غرب سوريا لإبعاد وحدات حماية الشعب الكردية عن حدودها الجنوبية. وتعتبر أنقرة الوحدات ذراعا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن منذ عقود تمردا في الأراضي التركية.

 

ودأبت أنقرة على المطالبة بانسحاب مقاتلي وحدات حماية الشعب إلى شرقي نهر الفرات في سوريا. وهددت من قبل أيضا بدفع قواتها إلى مدينة منبج الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر شرقي عفرين. وتتمركز قوات أمريكية بالفعل قرب منبج. (وكالات)

 

البنتاغون يزعم عدم اصطحاب مقاتلي “ب ي د” أسلحة أمريكية لعفرين

واشنطن: زعم المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) اريك باهون، أن مسلحي منظمة “ب ي د/ بي كا كا” الذين تركوا مناطق شرق الفرات السورية وتوجهوا إلى عفرين، لم يصطحبوا معهم أسلحة أمريكية.

 

وأضاف باهون لمراسل الأناضول، أن القوات الأمريكية لم تعثر بعد على “أدلة” تشير إلى اصطحاب مقاتلي منظمة “ب ي د/ بي كا كا” أسلحة أمريكية عند ترك مناطقهم شرق الفرات والتوجه إلى عفرين.

 

وادعى باهون أن القوات الخاصة الأمريكية تراقب الأسلحة التي جرى تسليمها لمقاتلي “ب ي د/ بي كا كا”، وأنها (القوات الخاصة) ستتخذ الخطوات اللازمة في حال عثرت على أدلة تشير إلى استخدام المقاتلين أسلحة أمريكية. (الأناضول)

 

موسكو تهدد المعارضة السورية: إما التفاوض مع النظام أو الحرب

وزير الدفاع الأمريكي لنظيره التركي: سنفصل بين العمال الكردستاني وميليشياته السورية

دمشق – «القدس العربي» ـ من هبة محمد: في رسالة تنذر بتصعيد في مناطق خفض التصعيد في سوريا، هددت روسيا على لسان ضابط في وزارة الدفاع الروسية، فصائل المعارضة السورية العاملة في ريفي حمص وحماة، بإنهاء اتفاق «خفض التصعيد» الموقع في أستانة بضمانة كل من موسكو وأنقرة وطهران.

جاء ذلك عبر رسالة إلكترونية خيّرت خلالها موسكو هيئة التفاوض في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، بالجلوس مع ممثلين عن النظام السوري للتباحث معه أو الحرب، الأمر الذي رفضته المعارضة السورية، ورأت فيه تنصلاً روسيّاً من الاتفاق وسط مراقبة تركية لسير الأمور.

وذكرت هيئة التفاوض في بيان لها أمس، بأن التهديد الروسي جاء من خلال رسالة إلكترونية إلى هيئة التفاوض من قبل ضابط في وزارة الدفاع الروسية يطلب من الهيئة وقادة الفصائل حضور اجتماع في فندق «السفير» في حمص، وفي حال عدم الحضور فإن الحرب هي البديل، لأن اتفاقية خفض التصعيد تنتهي في الخامس عشر من هذا الشهر، حسب ادعاء روسيا.

العقيد الركن فاتح حسون رئيس وفد الفصائل العسكرية إلى أستانة قال لـ»القدس العربي» إن ما يفعله الروس بطلب من النظام يدخل ضمن الحرب النفسية، فيبثون شائعات كاذبة مفادها أن المنطقة ستدخل في تصعيد عسكري، مدللاً على ذلك ان غاية الروس من ذلك هي إحداث فتنة ما بين الحاضنة الشعبية والفصائل العسكرية، مضيفاً «لكن ما حدث هو زيادة الالتحام ما بين الجميع لمواجهة أي عدوان ممكن أن يحدث، وأدى إلى زيادة التعاون ما بين الجميع لمواجهة أي إجرام».

ورجّح حسون أن تشهد المنطقة المهددة الداخلة ضمن اتفاق خفض التصعيد، تصعيداً عسكرياً جديداً يحاكي سيناريو إدلب والغوطة، خلال المرحلة المقبلة، مضيفاً «هذا الاحتمال لم يغب عن بالنا أبداً، فالمجرم لا عهد له ولا ذمة».

هذا وأكد وزير الدفاع التركي، نور الدين جانيكلي، أن نظيره الأمريكي، جيمس ماتيس، أكد له أن واشنطن تعمل على خطة لجمع السلاح، وبالذات الثقيل، من قوات «الاتحاد الديمقراطي» (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني)، معتبرا عرض ماتيس بإمكانية الفصل بين مليشيات «الاتحاد الديمقراطي» و»العمال الكردستاني» أمرا غير واقعي.

وأشار جانيكلي الذي التقى نظيره الأمريكي في بروكسل، على هامش اجتماعات وزراء دفاع حلف الأطلسي (الناتو) إلى أن ماتيس أكد له أن بلاده ستعمل على الفصل بين «الاتحاد الديمقراطي» و»العمال الكردستاني».

وقال: «لقد أكد ماتيس أن الأمريكيين سيعملون على بذل الجهود للفصل بين العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي، وصولا إلى إمكانية جعل الأخير يحارب العمال الكردستاني، لكننا قلنا له إن هذا أمر غير ممكن، وفي أي وقت من غير الممكن الفصل بين الاتحاد الديمقراطي والعمال الكردستاني، وكذلك جعل الاتحاد الديمقراطي يحارب العمال الكردستاني، لأن هذا التنظيم بذاته تتم إدارته من المكان ذاته، ويستمرون في فعالياتهم الإرهابية للهدف ذاته».

من جهة أخرى واصلت أنقرة تعزيز قواتها المنتشرة شمالي سوريا بإرسال أرتال عسكرية ضخمة إلى الأراضي السورية، حيث دخل يوم أمس الخميس، عبر معبر كفر لوسين، رتل عسكري ضخم يضم أكثر من 70 آلية عسكرية وناقلات جند ومدرعات وسيارات إلى ريف إدلب الجنوبي، تطبيقاً لاتفاق أستانة، ويكون الجيش التركي بذلك قد شارف على إنشاء النقطة السادسة.

تزامناً تمكنت فصائل المعارضة والجيش التركي، أمس الخميس، من تحرير قرية «ديوان فوقاني» و3 تلال محيطة بها، في ناحية جنديرس جنوب غربي عفرين، مجبرة وحدات الحماية الكردية على التراجع عن نحو 62 نقطة تشمل تلالاً وجبالاً وقرى استراتيجية في محيط مدينة عفرين، التي لا تزال تسيطر عليها الميليشيات الكردية.

 

سوريا و”الفشل الجديد” لأمريكا: حماقة مواجهة تركيا..ووجود لن يوقف إيران أو”القاعدة” و”الدولة”/ إبراهيم درويش

هل ستضاف استراتيجية الولايات المتحدة في سوريا إلى سلسلة الفشل التي عانت منها السياسة الخارجية في العقود الماضية؟ وهل تحول الرئيس دونالد ترامب إلى رئيس يخوض حروباً خارجية مثل أسلافه؟ وأين شعار “أمريكا أولاً” من كل هذا؟ يرى دوغ باندو، الزميل الباحث في معهد كاتو الذي عمل مساعداً للرئيس رونالد ريغان في مقال له بمجلة “ناشونال إنترست” أن سوريا قد تكون فشلاً أمريكياً. وأشار باندو في البداية إلى انتقادات الرئيس ترامب لمنافسته في الانتخابات هيلاري كلينتون وميولها للتدخلات الخارجية وها هو يخطط للاحتفاظ بالقوات الأمريكية في سوريا وسط القتال الجاري بين الأكراد والأتراك والإيرانيين والروس، بدلاً من إنهاء العملية الأمريكية في سوريا بعد هزيمة تنظيم الدولة.

ورغم وجود مصالح للولايات المتحدة في سوريا لكن ليست كلها مهمة أو حيوية فسوريا هي بلد يقع على هامش اهتمام أمريكا، اقتصادياً وعسكرياً وفوق كل هذا تعتبر كارثة إنسانية وظلت الولايات المتحدة بعيدة عن النزاعات الأسوأ فيها. ومع أن حكومة الأسد بغيضة إلا أن الحرب انتجت سلسلة من الفصائل المجرمة والراديكالية والديكتاتورية وغير المرغوب فيها. وتجنب الرئيس باراك أوباما التدخل المباشر في الحرب إلا أن ترامب شن هجوماً جوياً ضد حكومة الأسد وضاعف أربع مرات القوات الأمريكية إلى حوالي ألفي جندي.

صد إيران و”الدولة”؟!

ويشير باندو إلى تحليلات وردت في الصحافة الأمريكية مثل الذي ورد في صحيفة “واشنطن بوست” والذي تحدث عن أهمية حفاظ الولايات المتحدة على قوات على الأرض لمنع ظهور القاعدة أو تنظيم الدولة ومنع إيران من بناء قواعد عسكرية في سوريا او إنهاء الحرب الأهلية التي أرسلت الملايين من اللاجئين نحو أوروبا “بدون السيطرة على القوات والمناطق كما فعلت روسيا وإيران.

ويتساءل الكاتب ساخراً، هل سيكون المسؤولون الأمريكيون بقوات قليلة على الأرض قادرين على منع ظهور الجماعات الجهادية واحتواء التهديد الإيراني ووقف الحرب الطائفية وإجبار موسكو على التسليم وخلق حكومة ديمقراطية في سوريا؟ ويقول “قضت واشنطن عقوداً وهي تدمر المنطقة من خلال سياسات ضالة وتريد الآن أن تصحح كل هذه الفوضى في شهور أو على مدار سنوات؟ هذا وهم بل وفنتازيا”.

ويرى المحلل أن هزيمة تنظيم الدولة أدت لتغيير شكل الحرب الأهلية السورية. فحكومة الأسد بدعم من الروس والإيرانيين تحاول مهاجمة ما تبقى من معاقل للمعارضة. أما تركيا فقد حولت عدداً من الجماعات السنية المقاتلة إلى أدوات ضد الجماعات الكردية الوكيلة. فيما نشرت روسيا نظام أس- 400 الصاروخي المضاد للطائرات بشكل يعطيها تفوقا على القوات الأمريكية وتركيا. ويشير إلى أن خطط أمريكا بناء وجود عسكري دائم لها في شمالي سوريا سيجعلها في مواجهة مع الحكومة السورية وتركيا وإيران. وكما استفاد الأكراد من فوضى العراق لتوسيع مناطق سيطرتهم قام حزب الاتحاد الديمقراطي بتوسيع مناطق سيطرته في سوريا ويتحكم الآن بربع سوريا فيما أطلق عليها ” فدرالية روجافا الديمقراطية”.

ويقول الكاتب إن أمريكا عملت مع وحدات حماية الشعب لهزيمة تنظيم الدولة. وبعد نهاية هذا وعدت إدارة ترامب بوقف دعم الوحدات بالسلاح لكنها أعلنت عن خطط لإنشاء قوات كردية جديدة لمنع ظهور تنظيم الدولة من جديد. وردت أنقرة بعملية “غصن الزيتون” في عفرين على الحدود السورية- التركية وهددت بالتقدم نحو منبج حيث القوات الأمريكية. ويقول الكاتب إن أصدقاء واشنطن بمن فيهم الجماعات المسلحة غير الكردية تداعت إلى مساعدة أبناء جلدتها مستخدمة السلاح الأمريكي. ويرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعدد من داعميه أن أمريكا تريد الشر لبلاده. وفي تركيا فإن مظهر العداء كبير واستفاد من تصاعد المشاعر المعادية ضد الانفصاليين الأكراد في الداخل والخارج.

كيف تورطت؟

ويتساءل الكاتب عن الطريقة التي تورطت فيها أمريكا في هذه الفوضى؟ ويجيب أن القصة بدأت بالربيع العربي حيث طالبت أمريكا برحيل بشار الأسد. صحيح أن نظامه شرير لكنه لم يهدد أحداً خارج حدوده وبالتأكيد ليس الولايات المتحدة. وصنفت واشنطن نظام دمشق كراعٍ للإرهاب وكان بالضرورة إنعكاساً للدور الذي لعبته دمشق في دعم الجماعات المعادية لإسرائيل وفي غياب الذكاء والحكمة انتهت أمريكا لدعم جماعات متشددة وذهب معظم السلاح الذي قدمته لها لجماعات جهادية تنظر للولايات المتحدة بطريقة أسوأ من نظرتها للأسد.

وفي الوقت الذي كانت فيه واشنطن وبطريقة غير صحيحة تهدف لهزيمة تنظيم الدولة ودعم الجماعات المعتدلة وتجنب الجماعات الراديكالية ومساندة قوات حماية الشعب واستخدام تعاون حزب الاتحاد الديمقراطي مع تركيا ومعارضة إيران وتهميش روسيا إلا أن كل خطواتها كانت في كل الأحوال أكبر من قدراتها. وجاء المستشارون الآن بفكرة أحسن وهي “توسيع الاحتلال” وسط عدد من القوات المتنافسة بهدف إجبار الأسد على التنحي وإعمار المناطق التي دمرتها الحرب وبناء قوة عسكرية كردية واسترضاء تركيا واحتوء التأثير الإيراني وتجنب المواجهة مع روسيا. وبدون التفكير بإمكانية التورط البطيء في سوريا والحاجة لتصويت الكونغرس. ويقول الكاتب إن ريكس تيلرسون، وزير الخارجية كان من قدم الرؤية الأمريكية في سوريا مع أن حديثه تجاهل الفشل الأمريكي المستمر في الشرق الأوسط بدءًا من سوريا، وتورطت أمريكا في أفغانستان منذ عام 2001 وفي العراق عام2003 بكلفة تريلونات وآلاف الضحايا ولا يبدو أي من البلدين في حالة سلام مع نفسه. وساهمت أمريكا في تدمير ليبيا ونشر الفوضى بالمنطقة. والتدخل المدمر المدعوم من أمريكا بقيادة السعودية في اليمن. ولدى أمريكا وسط كل هذا الفشل إجابة جاءت على لسان تيلرسون الذي قال إنه من الضروري ان تظل أمريكا منخرطة في سوريا والحفاظ على وجود عسكري ودبلوماسي فيها لخدمة المصالح الوطنية. ويعلق الكاتب على ما قاله تيلرسون حول التهديد الذي تمثله سوريا والتحدي للدبلوماسية الأمريكية بالقول، أي تهديد؟ فقد كانت أمريكا آمنة عندما كانت سوريا موحدة ومتحالفة مع موسكو وخاضت حروبًا على فترات مع إسرائيل. وظلت أمريكا آمنة عندما خسر الأسد معظم البلاد وسيطرت الجماعات المتشددة مثل تنظيم الدولة على معظم سوريا. وظلت أمريكا آمنة عندما أعلن تنظيم الدولة عن “خلافة” امتدت ما بين سوريا والعراق. وظلت أمريكا آمنة بعد هزيمة تنظيم الدولة وعودة الأسد للسلطة وسيطرت جماعات أخرى على مناطق من البلد وتجاوزت المصالح الأمريكية بالمنطقة كل قوة ودولة بمن فيها روسيا وإيران وتركيا وروسيا. وأشار تيلرسون إلى تنظيم الدولة في حديثه عن الوجود العسكري الذي قال إنه من أجل التدريب ومنع هروب مقاتلي التنظيم. ويرى القائد السابق لقوات حلف الناتو، جيمس ستارفيدس الذي ناقش أن “الرسالة من استمرار وجودنا هي هزيمة تنظيم الدولة والتأكيد على أن الهزيمة دائمة”.

تنظيم “الدولة” والادعاء الأمريكي

ويعلق الكاتب هنا أن الاحتلال الأمريكي لشمال سوريا ليس بالضرورة لمنع تنظيم الدولة من إعادة تنظيم نفسه. فمسؤولية هذه الجماعة كانت ولا زالت من مهمة دول الشرق الأوسط التي تتعامل معها كعدو بل إن الاحتلال الأمريكي لشمال- شرق البلاد يعطي الأسد الفرصة للتركيز على مناطق أخرى ولأنقرة التسامح مع نشاطات تنظيم الدولة وللجماعات السنية المدعومة من السعودية لحرف نشاطاتها إلى مناطق غير سوريا مثل اليمن. وخسر التنظيم 98% من مناطقه التي كان يسيطر عليها ومن الصعب التخيل إن كانت تركيا والأردن وإيران والسعودية مجموعة غير قادرة على منع عودة تنظيم الدولة. وفي الوقت الذي ركزت فيه دمشق بداية الأزمة على المناطق ذات التجمعات السكانية فإنها اليوم تريد السيطرة على كل منطقة كانت تحت إدارة تنظيم الدولة. ويصعب في الوقت نفسه تصديق كلام تيلرسون ونقده لأخطاء الماضي عندما ربط بين ظهور التنظيم والانسحاب الأمريكي من العراق عام 2011 متناسيا أن الغزو الأمريكي الذي شنه جورج بوش عام 2003 كان وراء ظهور القاعدة التي سبقت تنظيم الدولة. وكان فشل بوش الحصول على دعم لوجود القوات الأمريكية في العراق وراء الانسحاب. وكانت إدارة بوش هي التي وضعت الشيعة في الحكومة وهمشت السنة الذين كان دعمهم ضرورياً لتحقيق الاستقرار.

ويرى الكاتب أيضاً أن تيلرسون كان مخطئًا أيضاً عندما قال إن واشنطن لديها علاقة عمل مع تركيا. فالعلاقة بين البلدين في أسوأ حالاتها. فأنقرة تتحول شيئاً فشيئاً إلى دولة ديكتاتورية تعزز علاقاتها مع روسيا التي تهدد الناتو. وكان أردوغان مهتماً وبشكل دائم في احتواء أكراد سوريا والإطاحة بنظام الأسد أكثر من مواجهة تنظيم الدولة. وأشار لما قاله ستيفن كوك من مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي حول تركيا التي حرفت نظرها عن الجهاديين الذين عبروا الأراضي إلى سوريا. واشتكت حكومة أردوغان من اعتماد الولايات المتحدة على الأكراد وتدخلت الآن لمنع تقوية منطقة حكم ذاتي. ونسيت التمييز الذي رسمته الولايات المتحدة بين القوى التي تهاجمها تركيا باعتبارها جماعات إرهابية.

حقوق الإنسان… والمعارضة المعتدلة؟

ويعلق الكاتب على ما جاء في تصريحات تيلرسون عن انتهاك الرئيس الأسد لحقوق الإنسان مشيرا أن حلفاء أمريكا ينتهكون الحقوق مثل مصر والسعودية والبحرين وتركيا. ولم تفسر الإدارة الأمريكية الكيفية التي سيؤدي فيها الوجود الأمريكي للإطاحة بنظام الأسد والذي يحظى بدعم إيراني.

ويرى باندو أن استئناف الدعم للمعارضة “المعتدلة” عملية عبثية، فمن المحتمل أن ترد روسيا كما فعلت في الماضي من خلال زيادة الدعم للأسد. ومن هنا فسياسة الإدارة تقوم على موقف يتعلل بالأماني خاصة موقفه من روسيا وإيران التي قال إن نظام الأسد متحالف معها ولكنه لا يعرف أن سوريا الأسد متحالفة مع طهران قبل بدء الحرب الأهلية. وحذر تيلرسون من أن فك العلاقة مع سوريا يعني فرصة لكي تعزز إيران من موقفها وتحدث عن أهمية تخفيف التأثير الإيراني الشرير في سوريا. والسؤال هو كيف يمكن لوحدة صغيرة في سوريا أن تفعل هذا؟ صحيح أن إيران ليست قريبة من سوريا ولكنها تعمل عن قرب مع الحكومة السورية.

وأكد تيلرسون أن الولايات المتحدة ليست في سوريا لمواجهة إيران، والسؤال لماذا تحتفظ الولايات المتحدة بقوات في سوريا؟ ويرى الكاتب أن تبرير الولايات لهذا الوجود وإن ارتبط بالخطر الإيراني، بما يقدم عن قدرة طهران التحكم بمستقبل سوريا كما جاء في دراسة المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي الأمريكي والتي قالت إن مكاسب إيران “ستحصن طهران وتجعلها المحكم في سوريا ما بعد الحرب وتقوي من سيطرتها على الممر البري الذي يربطها مباشرة مع حزب الله” إلا أن الكاتب يشير إلى حقيقة غير هذه وهي إيران الضعيفة اقتصادياً والمعزولة دولياً والمنقسمة داخلياً والمحاطة بالأعداء من كل جانب “فالامبراطورية الإيرانية هي مغرم أكثر منها مكسباً: في اليمن المحاصر والعراق المنقسم ولبنان الطائفي وسوريا المدمرة. ويمكن لإسرائيل وتركيا والسعودية احتواء إيران أكثر بدون وجود عسكري أمريكي.

ويرى الكاتب أن الهوس الأمريكي بإيران يشجع الجماعات السورية على استخدام الورقة للحصول على الدعم الأمريكي. ويشير هنا لتصريحات نواف خليل، المتحدث باسم حزب الاتحاد الديمقراطي: “بالتأكيد فسيجد الأمريكيون السبب لتعميق علاقتهم بالأكراد وبطريقة استراتيجية” وكان يتحدث عن رغبة أمريكا بحجز التأثير الإيراني. وكذا ناقش المتحدث باسم الجيش السوري الحر مصطفى السجاري عن ضرورة تحويل الرئيس كلامه إلى فعل ودعم المعتدلين.

“القاعدة”

وغير إيران تحدث تيلرسون عن أهمية البقاء الأمريكي لمواجهة تنظيم القاعدة ذات الحضور وقاعدة العمليات القوية في شمال- غرب البلاد. ولكن إدارة باراك أوباما في ما تضح أنه زعم فقط للإطاحة بنظام الأسد قامت بدعم جماعات ذات علاقة بالقاعدة كما أن نفس الإدارة قدمت الدعم للحملة السعودية ضد الحوثيين بشكل حدد عملياتها ضد القاعدة في اليمن. ولن يخفف الوجود الأمريكي من نشاط الجماعات الإرهابية. بل على العكس خلق التدخل الأمريكي أعداء يمتدون على كل الكرة الأرضية. ويمكن لتنظيم الدولة والقاعدة العمل من اي مكان والبقاء في مناطق دول حليفة مثل باكستان وعليه فالبقاء في سوريا لن يغير أي شيء.

بناء الدول

وخلافاً لسياسة الإدارة الحالية فإن أمريكا تقوم بمشروع بناء دول. وقال تيلرسون إن منح المشردين فرصة للعودة إلى بلادهم يتناسق مع القيم الأمريكية. ويعلق الكاتب أن مشروعاً كهذا لا يحتاج لوجود عسكري. وفوق كل هذا فلا تتحكم الولايات المتحدة بكل الأمة، ومن هنا فطموحات تيلرسون واسعة وقال: “إن استمرار الوجود الأمريكي يؤكد هزيمة دائمة لتنظيم الدولة ويعبد الطريق أمام السلطات المحلية الشرعية لكي تمارس دورها المسؤول في المناطق المحررة” وتحدث عن “مبادرات الاستقرار” والتي تشمل تطهير المناطق الملغمة التي تركها تنظيم الدولة وإعادة المياه ومحطات توليد الطاقة وفتح المدارس لكي يعود لها الأولاد والبنات.

حماقة واشنطن في مواجهة تركيا

ومن هنا يتوقع القادة العسكريون الأمريكيون إقامة طويلة في سوريا وكما قال العقيد ريان دولين إن الأمريكيين باقون حتى تتأسس العملية السياسية. ويحذر الكاتب من أن حماقة الإدارة بادية في أجلى صورها من إمكانية مواجهة تركية – أمريكية بسبب الأكراد. فالوضع معقد إلا أن مخاوف تركيا لها أساسها. فرغم تأكيد أمريكا على عدم وجود ربط بين حزب الاتحاد الديمقراطي وقوات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني إلا أن تركيا ترى أنها كلها جماعة واحدة. ولم ينف خليل، المتحدث باسم حزب الاتحاد الديمقراطي هذا الأمر حيث قال “هم لا يختلفون ولا يمكن تقسيمهم بأي طريقة لا سياسية أو اقتصادية أو سياسية” و “بالنسبة لنا فكردستان واحدة ونحن ندافع عن عفرين بكل ما لدينا” بما في ذلك القوات التي تعمل مع الأمريكيين. وعلى أية حال فلم تبد أمريكا اهتماما لمظاهر قلق أردوغان ولكنها عندما قررت بناء وحدات عسكرية أساءت التقدير. ورغم تراجعها إلا أن وزير الخارجية التركي دعا إلى استعادة الثقة قبل “مناقشة أي موضوع جدي”. وأشار لتصريحات أردوغان التي دعا فيها أمريكا أن لا تقف بينه وبين حركة إرهابية. وما قاله مسؤول أمريكي للمعلق ديفيد إغناطيوس إن أمريكا تتعامل مع أي تهديد لقواتها بجدية. ولا أحد في النهاية يتوقع مواجهة بين تركيا وأمريكا. وفي ظل الأزمة تم طرح عدد من المقترحات مثل حوار أمريكي- كردي برعاية أمريكية ووعد من واشنطن بعدم دعم الاستقلال الكردي أو التعاون مع حزب العمال الكردستاني. ومع ذلك فأمريكا ليست في وضع لكي تضمن أياً من المقترحات. وفي الحقيقة فستتخلى أمريكا عن الأكراد كما فعلت مع أكراد العراق عندما قرروا الاستقلال. ويرى الكاتب في النهاية أن على أمريكا التعامل مع سوريا كمأساة إنسانية وليس كأولوية أمنية وجلب القوات إلى بلادها.

القدس العربي

 

بيان لهيئة التفاوض السورية يثير تساؤلات حول وجود انقسامات داخلها

عبد الرزاق النبهان

حلب – «القدس العربي» : أثار سحب هيئة التفاوض السورية لبيان بعد دقائق من نشره تساؤلات حول الأسباب التي دفعتها لذلك، في حين عزا مراقبون تحدثت إليهم «القدس العربي» ذلك إلى الانقسامات الحاصلة داخل هيئة التفاوض.

فقد أصدرت هيئة التفاوض السورية بياناً عقب اجتماعها الأخير في الرياض أدانت فيه الاعتداءات الإسرائيلية، وقالت إن العدو الصهيوني هو عدو لكامل الشعب السوري، ونرفض أي محاولة لتحويل سوريا إلى ساحة للنزاعات الإقليمية. كما أكدت على أهمية التهدئة في عفرين، وضرورة إزالة الإرهاب الذي يحول دون تنفيذ مناطق «خفض التصعيد»، بينما أعادت تأكيدها على مطالبتها بالخروج الفوري للقوى الأجنبية كافة من سوريا.

وفي هذا الصدد، يرى عضو الائتلاف السوري المعارض السابق سمير نشار، أن بيان هيئة التفاوض الذي تم سحبه، كتب من قبل أشخاص من منصة موسكو مما عكس وجهة نظرها بخصوص القصف الوحشي الذي تعرضت له محافظة إدلب وغوطة دمشق في الآونة الأخيرة. وأشار في حديث «القدس العربي» إلى أن سحب البيان جاء للتخفيف من عزلة هيئة التفاوض التي تعاني منها نتيجة انضمام منصة موسكو إليها من خلال مؤتمر الرياض، واصفاً المنصة بأنها «مندوبة النظام السوري وروسيا».

وأوضح أن مؤتمر الرياض وما نتج عنه من انضمام منصة موسكو قد حول روسيا من دولة محتلة، دمرت أغلب المناطق السورية، خصوصاً مدينة حلب، إلى دولة صديقة، وعلق قائلاً «لقد عبرت عن ذلك صورتها التذكارية مع وزير الخارجية الرسوي سيرغي لافروف التي كان لها ردود فعل قاسية من قطاعات واسعة من الشعب السوري» . واعتبر أن إصدار البيان وسحبه يعكس أزمة هيئة مؤتمر الرياض2 المكبوتة حتى الآن .

وقال الناشط السياسي السوري درويش خليفة، «منذ اللحظات الأولى لمؤتمر «الرياض2» كان واضحاً الانقسامات الجديدة في المعارضة السورية، خاصة بعد إدخال منصة موسكو إلى الهيئة». وأردف في حديث لـ»القدس العربي» أن طريقة المحاصصة التي حصلت بين المنصات والاختلاف حول المخرجات من المؤتمر، إضافة إلى الخلاف في رؤية الحل السياسي السوري بالرغم من استنادهم لمخرجات «جنيف1» والقرارين الدوليين 2118- 2254، خاصة فيما يتعلق بالانتقال السياسي الذي يتخلله تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات كاملة وصياغة دستور جديد للبلاد، كشفت مدى الانقسام داخل هيئة التفاوض.

واستطرد قائلاً، «من خلال متابعتنا لهيئة المفاوضات اتضح بأنه يوجد تصدع داخل جدارها أحدثته منصة موسكو التي تعمل على عرقلة أي بيان أو تصريح يدين إجرام النظام بحق الشعب السوري، وآخرها اتهام رئيس منصة موسكو قدري جميل للإعلام الثوري والغربي بتزوير الوقائع التي تجري في الغوطة الشرقية وإدلب». وتابع، إذا عدنا لنهاية الشهر الماضي نلاحظ شق صف الهيئة وبشكل فعلي عبر ذهاب منصة موسكو إلى مؤتمر سوتشي بخلاف القرار الصادر عن الهيئة والذي ينص على عدم حضور المؤتمر.

ورأى خليفة، أن هذا التزاوج والتوليفة الهشة التي أحدثتها تفاهمات دول إقليمية ودولية بين المنصات «لن يدوم طويلاً لأن الرأي العام الثوري والقوى السياسية رافضة له بالمطلق» كما قال.

وفي الشأن ذاته دعا الناشط السياسي هيئة التفاوض السورية إلى أن تدرك بأن دورها وظيفي تفاوضي وأن عليها التنسيق مع القوى السياسية والعسكرية لأنها تعبر عن تطلعاتهم، وليس عن تطلعات الدول المتداخلة في الشأن السوري.

 

موسكو تهدد فصائل المعارضة السورية في ريفي حمص وحماة: إما مفاوضة النظام أو الحرب

تعزيز عسكري تركي في إدلب و«خفض التصعيد» في مهب الريح

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي»: في رسالة غير مفاجئة قد تنذر بحرب واستكمال التصعيد على باقي مناطق «خفض التصعيد»، هددت روسيا على لسان ضابط بوزارة الدفاع الروسية، فصائل المعارضة السورية العاملة في ريفي حمص وحماة، بانهاء اتفاق «خفض التصعيد» الموقع في استانة بضمانة كل من موسكو وأنقرة وطهران، وذلك عبر رسالة إلكترونية خيّرت خلالها موسكو هيئة التفاوض في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، بالجلوس مع ممثلين عن النظام السورية للمباحثات او الحرب، الأمر الذي رفضته المعارضة السورية، ورأت فيه تنصلاً روسيّاً من الاتفاق وسط مراقبة تركية لسير الأمور.

وذكرت هيئة التفاوض في بيان لها امس ان اتفاقية خفض التصعيد التي تم ابرامها من قبل الدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران في أستانة في الرابع من شهر أيار/ مايو 2017 والتي كانت منطقة ريف حمص الشمالي وريف حماه الجنوبي من المناطق الواقعة تحت مظلة هذه الاتفاقية وبعدها تم تشكيل هيئة التفاوض في الريفين المحررين للتفاوض مع الجانب الروسي في الداخل انطلاقاً من مصلحة الريفين وحقناً للدماء وتخفيفاً لمعاناة أهلنا ومعتقلينا مع الحفاظ على ثوابت ثورتنا ودماء شهدائنا، حيث قامت هيئة التفاوض بعدة جولات تفاوض مع الجانب الروسي تم التوقيع من خلالها على وقف إطلاق النار وفتح ملف المعابر الإنسانية وملف المعتقلين وبعدها تمت صياغة مشروع لآليات تنفيذ هذه البنود الثلاثة تم تسليمه للجانب الروسي تتضمن نشر أبراج المراقبة لضبط الخروقات وآليات فتح المعابر للتخفيف من معاناة الأهالي والبدء بالإفراج الفوري عن المعتقلين والبحث عن المفقودين وتشكيل لجنة متابعة في هذا الملف، وكان التأخير والمماطلة يأتيان دائماً من الجانب الروسي بحجة الدراسة.

وأوضح البيان بأن «الرد كان من خلال رسالة الكترونية تم توجيهها لهيئة التفاوض يتحدث مضمونها عن تاريخ 15/2/2018 يزعم أنه تاريخ انتهاء اتفاقية مناطق خفض التصعيد وكانت هذه الرسالة نوعاً من الضغط للقبول بالجلوس مع النظام خلال مرحلة التفاوض الأمر الذي تم رفضه من قبل الهيئة لأن حضور النظام سيكون له الدور المعطل وأننا نوافق على حضور النظام في مرحلة تنفيذ الاتفاق ومن خلال جانب تقني وبعد التوقيع وليس قبله، استجاب الروس لطلبنا وتم عقد جلسة جديدة مع الجانب الروسي في الخامس عشر من الشهر الفائت، تم التأكيد خلالها على استمرار العمل في اتفاقية مناطق خفض التصعيد والإسراع بتفيذ آليات الاتفاق السابق ووعد بالرد خلال اسبوع وكالعادة تأخر الرد الروسي. وحقيقة الأمر أن هذا التأخر في الرد كان يتم بالتنسيق مع النظام السوري ليعطي فرصة له للالتفاف على تنفيذ اتفاقية مناطق خفض التصعيد من خلال دعوة بعض الشخصيات من الريف والموجودين في مناطق النظام وبالتعاون مع بعض الشخصيات للحصول على تسوية ومصالحة باسم الريفين المحررين من خلال الترغيب والتهديد وبعد فشله في هذا الأمر لأن هؤلاء الأشخاص لا يمثلون إلا أنفسهم الرخيصة كان يُحملهم رسائل التهديد بعمل عسكري على المنطقة.

وانتهى الامر بتوجيه رسالة إلكترونية لهيئة التفاوض من قبل ضابط في وزارة الدفاع الروسية يطلب من هيئة التفاوض وقادة الفصائل حضور اجتماع في فندق السفير في حمص، في حال عدم الحضور فإن الحرب هي البديل لأن اتفاقية خفض التصعيد تنتهي في الخامس عشر من هذا الشهر كما يدعي وللعلم إن الجدول الزمني لاتفاقية خفض التصعيد بدء سريان الاتفاقية منذ 4 أيار/مايو 2017 وانتهت الفترة الأولى ستة أشهر في 4/11/2017 وتم التمديد حتى 4 أيار/مايو من العام الحالي.

 

مصالحات مستحدثة

 

العقيد الركن فاتح حسون رئيس وفد الفصائل العسكرية إلى استانة قال لـ «القدس العربي» ان ما يفعله الروس بطلب من النظام يدخل ضمن الحرب النفسية، فيبثون شائعات كاذبة مفادها أن المنطقة ستدخل في تصعيد عسكري، مدللاً على ذلك ان غاية الروس من ذلك هو إحداث فتنة ما بين الحاضنة الشعبية والفصائل العسكرية، مضيفاً «لكن ما حدث هو زيادة الالتحام ما بين الجميع لمواجهة أي عدوان ممكن أن يحدث وأدى إلى زيادة التعاون ما بين الجميع لمواجهة أي إجرام». وسياسة موسكو ليست بالجديدة على المنطقة برأي «حسون» الذي رآها «ديدن الروس منذ ان دخلوا بشكل مباشر في العمل العسكري، وهو ديدن النظام وإيران منذ بدابة الثورة، وبالتالي جاء رد الروس بالتهدئة ومتابعة المفاوضات».

وحول رد أنقرة على هذه التهديدات باعتبارها ضامناً للفصائل المشاركة في اجتماعات استانة، وطرفاً ضامناً للاتفاق المبرم، قال «حسون» إنه تم إعلامهم بذلك والموضوع متابع من قبلهم، مرجحاً ان تشهد المنطقة المهددة الداخلة ضمن اتفاق خفض التصعيد، تصعيداً عسكرياً جديداً يحاكي سيناريو ادلب والغوطة، خلال المرحلة المقبلة، مضيفاً «هذا الاحتمال لم يغب عن بالنا أبداً، فالمجرم لا عهد له ولا ذمة».

وبالنسبة لسبب فرض هيئة التفاوض الموجودة في ريفي حمص وحماة والممثلة لأهالي المنطقة، عزا المتحدث العسكري السبب بأن «النظام كاذب ومخادع ويريد إنهاء المنطقة بالمصالحات، وخسئ بذلك» فالهدف من وراء جلوس المعارضة مع النظام في رأي «حسون» هو مصالحة وتهدئة من نوع جديد.

 

تركيا في إدلب

 

وتواصل أنقرة تعزيز قواتها المنتشرة شمالي سوريا بارسال ارتال عسكرية ضخمة إلى الأراضي السورية، حيث دخل يوم امس الخميس، عبر معبر كفر لوسين، رتل عسكري ضخم يضم أكثر من 70 آلية عسكرية وناقلات جند ومدرعات وسيارات إلى ريف ادلب الجنوبي، تطبيقاً لاتفاق استانة. حيث وصل الرتل العسكري إلى صوامع قرية الصرمان في ريف معرة النعمان الشرقي، بهدف استكمال نقاط المراقبة البالغ عددها اثنتي عشرة نقطة مراقبة، ويكون بذلك قد شارف الجيش التركي على انشاء النقطة السادسة، حيث كانت القوات التركية قد أنشأت النقطة الخامسة في التاسع من الشهر الحالي في قرية تل الطوقان في ريف إدلب الشرقي، والنقطة الرابعة في بلدة العيس في ريف حلب الجنوبي.

بالتوازي تمكنت فصائل المعارضة بالمشاركة الجيش التركي امس الخميس من تحرير قرية «ديوان فوقاني» و3 تلال محيطة بها في ناحية جنديرس جنوب غربي عفرين، مجبرة وحدات الحماية الكردية على التراجع عن نحو 62 نقطة تشمل تلالاً وجبالاً وقرى استراتيجية في محيط مدينة عفرين التي لا تزال تسيطر عليها المليشيات الكردية.

 

توتر تركي – أمريكي

 

سياسياً قال وزير الدفاع التركي، نور الدين جانيكلي، إنه طلب من نظيره الأمريكي جيم ماتيس، وقف كافة أنواع الدعم لتنظيم «ب ي د/ ي ب ك» الإرهابي حسب وصفه، وتطهير «قوات سوريا الديمقراطية» من عناصر هذا التنظيم حسب وسائل اعلام تركية، وأكّد جانيكلي، خلال تصريح صحافي امس الخميس، أنه قدّم لنظيره الأمريكي خلال لقائهما في العاصمة البلجيكية بروكسل، وثائق تُثبت أن «ب ي د/ ي ب ك» هو جزء أساسي من منظمة «بي كا كا».

وأوضح الوزير التركي أنه أبلغ ماتيس بأنّ تقديم واشنطن السلاح لـ «ب ي د/ ي ب ك» يساهم في تقوية «بي كا كا»، وأنّ هذا الأمر يشكل تهديداً للأمن القومي التركي حسب الاناضول، مشيراً إلى أن ماتيس أكّد بأن بلاده ستشارك وتدعم بشكل أكثر فعالية في مكافحة منظمة «بي كا كا» في العراق، وأنّ هذا الدعم سيكون على وجه الخصوص في المجال الاستخباراتي، ونقل جانيكلي عن ماتيس قوله إن واشنطن لم تقدم أسلحة أو ذخائر إلى تنظيمي «ب ي د» و»ي ب ك» الإرهابيين اللذين يقاتلان ضد تركيا في عفرين حاليًا، وأن الأسلحة المستخدمة هناك ليست عائدة للولايات المتحدة.

 

مصادر خاصة لـ «القدس العربي»: مقتل أبو عبد الله الغزاوي القيادي الفلسطيني في صفوف تنظيم «الدولة» في سوريا بقصف في ريف حماة

وائل عصام

إنطاكيا – «القدس العربي»: علمت «القدس العربي» من مصادر خاصة، ان الجهادي الفلسطيني في صفوف تنظيم الدولة في سوريا، ابو عبد الله الغزاوي، قتل قبل أيام بقصف جوي للنظام السوري استهدف الجيب الذي حوصر فيه تنظيم الدولة، في ريف حماة الشرقي قبل ان ينسحب منه المقاتلون في اطار التسوية الاخيرة مع الفصائل.

وقال مصدر خاص للقدس العربي، ان الغزاوي، الذي كان القائد العسكري لجند الاقصى قبل التحاقه بتنظيم الدولة، بترت يده جراء القصف، قبل ان يلقى حتفه جراء اصابته.

ويقول احد اقرباء الغزاوي لـ «القدس العربي»، ان عائلته في غزة أبلغت بخبر مقتله، لكن لا يعرف للآن ان كانت ستقيم مجلس عزاء ام لا، وسط توتر كبير بين حركة حماس والعناصر الذين انشقوا عنها وانضموا لتنظيم الدولة.

وتأسس فصيل جند الأقصى بزعامة الجهادي الفلسطيني البارز ابو عبد العزيز القطري، وهو مساعد سابق للزرقاوي بالعراق، ارتأى اتخاذ موقف محايد من النزاع بين تنظيم الدولة والنصرة عام 2013، وعرف التنظيم بشراسته القتالية واعتماده على التمويل الذاتي، وخاض معارك هامة ضد النظام في ادلب وجسر الشغور وريف حماة، كما اصطدم مع العديد من فصائل الجيش الحر في غرفة الموك، واحرار الشام، قبل ان يصبح فصيل الجند هدفاً ايضاً، لهيئة تحرير الشام بزعامة النصرة في العام الاخير، ما أدى لانقسام جند الاقصى إلى جماعة مؤيدة للنصرة، وجند الملاحم، وأخرى بايعت تنظيم «الدولة» عرفت باسم لواء الاقصى وابعدت إلى مناطق الريف الشرقي بعد حصارها، كان على رأسها الغزاوي القائد العسكري السابق لجند الاقصى.

والغزاوي متهم، ومعه احد الـ «شرعيين» السعوديين بجند الاقصى، بدور في «مذبحة» نفذها عناصر اللواء بحق فصائل معارضة بريف حماة ابرزهم جيش النصر، رغم ارتباط الكثير من عناصر لواء الاقصى بأواصر قرابة عائلية مع عناصر جيش العزة، ما احدث هزة بصفوف المحيط الجهادي في ريف حماة.

ويرى القيادي الجهادي السابق، قحطان الدمشقي، ان الغزاوي عرف بعدائه الشديد للفصائل وخاصة أحرار الشام وفصائل الموك، وقام بالرد على «استفزازات الفصائل» بالعديد من العمليات الأمنية التي أدت إلى تصفية الكثير من عناصر الحر، ويضيف الدمشقي في حديث خاص لـ»القدس العربي»، الغزاوي لم يكن يقبل انصاف الحلول، واستغلت ذلك النصرة الحليف السابق للجند، في استئصال الفصائل، حيث كان رأس الحربة بقتال الفرقة13 وجيش النصر وجبهة ثوار سوريا، ‏وحاولت النصرة استمالة الغزاوي لجانبها ولكن محاولاتها فشلت، وكان تعنته بالرأي أحد أسباب تفكك جند الأقصى، حيث التحق به العديد من العناصر تحت مسمى لواء الأقصى» وبعد معارك قادها الغزاوي ضد النظام السوري، ودوره في الصدام مع الفصائل وخاصة جيش النصر في ريف حماة، حوصر الغزاوي مع عناصر لواء الاقصى على يد تحرير الشام، وهو ما أفضى إلى انتقالهم لمناطق سيطرة الدولة بعد مفاوضات ووساطة الحزب التركستاني.

‏ويعتقد الجهادي السابق قحطان الدمشقي ان الغزاوي «حاول بعد التحاقه بتنظيم الدولة، الحفاظ على التشكيلة القتالية التي خرجت معه من ريف ادلب وحماة الشمالي، وخاض الكثير من المعارك في حمص وريفي حماة وطريق اثريا، ولكن البنية التنظيمية والادارة العسكرية للدولة لم تسمح له بذلك كلياً» ‏وتتحدث مصادر جهادية عن خلافات كانت دارت في الاشهر الاخيرة، بين الغزاوي وانصاره من عناصر لواء الاقصى السابقين المنضوين في تنظيم الدولة، وبين قيادة التنظيم في ولاية حماة، خصوصاً خلال معارك عقيربات في البادية السورية.

 

نقطة مراقبة سادسة للأتراك في إدلب: آمال بنجاح التهدئة

محمد أمين

ترفع إقامة الجيش التركي نقطة مراقبة سادسة لاتفاق وقف إطلاق النار في محافظة إدلب السورية وفق اتفاقيات أستانة، الآمال بنجاح نشر هذه النقاط في تخفيف التصعيد في تلك المناطق وجعلها أكثر أماناً للمدنيين، خصوصاً أن النظام السوري وبدعم من روسيا أقدم في الفترة الأخيرة على تصعيد حملته في بعض مناطق المحافظة. بالتوازي مع ذلك، يواصل الجيشان التركي والسوري الحر التقدّم في ريف مدينة عفرين، حيت انتزعا السيطرة على قرى عدة من الوحدات الكردية بعد أقل من شهر من العملية الواسعة الهادفة لطرد الوحدات إلى شرقي نهر الفرات.

 

في ظل هذه التطورات، كان لافتاً اعتراف روسيا بمقتل خمسة من مواطنيها في الضربات التي شنّها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على قوات موالية للنظام السوري في دير الزور. وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحافي أمس، مقتل 5 أشخاص “يُرجح أنهم رعايا روس” نتيجة ضربة التحالف، مشددة على أنهم ليسوا جنوداً روساً.

 

أما في إدلب، فقد أنشأت القوات التركية نقطة المراقبة السادسة في منطقة خفض التوتر في محافظة إدلب السورية تنفيذاً لاتفاق أستانة. وأكدت وكالة “الأناضول” للأنباء، أن قوة عسكرية تركية تمركزت، صباح أمس الخميس، في بلدة معرة النعمان في محافظة إدلب المشمولة ضمن مناطق خفض التوتر بموجب اتفاقية أستانة، بهدف تأسيس نقطة مراقبة جديدة لوقف إطلاق النار. وأشارت الوكالة إلى أن القوة العسكرية التركية دخلت الأراضي السورية، مساء الأربعاء، وتوجهت جنوباً نحو بلدة معرة النعمان، سالكةً طريق إدلب – عفرين، موضحة أن القوة العسكرية التركية تمركزت في قرية السرمان ببلدة معرة النعمان الواقعة جنوب شرق محافظة إدلب.

 

وذكرت “الأناضول” أن نقطة المراقبة الجديدة تبعد عن الحدود التركية مسافة 70 كيلومتراً، فيما تتمركز قوات النظام والمجموعات المدعومة من قِبل إيران على بُعد 10 كيلومترات من نقطة المراقبة الجديدة، وفق الوكالة. وكانت القوات التركية قد بدأت في 12 أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، بتأسيس نقاط مراقبة في مناطق اتفاقية خفض التوتر التي تم التوصل إليها العام الماضي بين تركيا وروسيا وإيران، البلدان الضامنة لمباحثات أستانة. وبموجب الاتفاقية، من المقرر أن يشكّل الجيش التركي 12 نقطة مراقبة تدريجياً تمتد من شمالي إدلب إلى جنوبها، على أن تنتشر قوات روسية على الحدود الخارجية لمنطقة خفض التوتر في إدلب، على خط الجبهة بين قوات النظام والمعارضة، عقب استكمال الجيش التركي إنشاء نقاط المراقبة.

 

وتُشكل محافظة إدلب مع ريف حماة الشمالي، وريف حلب الغربي، إحدى مناطق خفض التوتر التي تم الاتفاق عليها في محادثات أستانة بين الثلاثي الضامن لاتفاق وقف إطلاق النار: روسيا وتركيا وإيران. وحاول النظام عبر مليشيات إيرانية، منع الجيش التركي من إقامة نقاط مراقبة في ريف حلب الجنوبي الغربي، ولكن ضغطاً روسياً ألزم هذه المليشيات الصمت. ومن المقرر أن تحيط نقاط المراقبة التركية منطقة خفض التوتر الرابعة التي تشمل كامل محافظة إدلب، ومناطق في ريف حلب الغربي، وأخرى في ريف حماة الشمالي، وفق خرائط جرى اعتمادها في مفاوضات مسار أستانة الذي يهدف إلى تخفيض التوتر بين المعارضة والنظام، ولكن الأخير ينتهز الفرص بشكل دائم لخرق اتفاق وقف إطلاق النار. كما أن الطيران الروسي تجاوز هذه الاتفاقات، وارتكب مجازر في إدلب وريفها أخيراً تحت ذريعة محاربة “هيئة تحرير الشام” المستثناة من اتفاقات أستانة، وهو ما يطرح أسئلة عن إمكانية صمود هذه الاتفاقات أكثر.

وبقيت للجيش التركي ست نقاط مراقبة أخرى، من المتوقع أن تكون نقطة منها في بلدة الخوين بريف إدلب الجنوبي الشرقي، وأخرى في جبل التركمان، غربي مدينة جسر الشغور على الحدود الإدارية بين محافظتي إدلب واللاذقية، ونقطة في منطقة الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، وأخرى في ريف حماة الشمالي، إلى الجنوب من بلدة اللطامنة.

 

وأشار العقيد فاتح حسون، رئيس اللجنة العسكرية في وفد قوى الثورة العسكري إلى مفاوضات أستانة، إلى أن “إقامة نقاط المراقبة ليست لخدمة اتفاقيات أستانة، بل هي ضمن سياقها”، مضيفاً في حديث مع “العربي الجديد”: “وهي (نقاط المراقبة) تخدم الثورة السورية، وحاضنتها الشعبية، إذ تحافظ على مناطق، وتخفف التصعيد وتجعلها شبه آمنة للمدنيين”.

ورأى حسون أن اتفاقات أستانة لم تنهر بالمطلق، مضيفاً: “في حال توقفت القوات التركية عن الانتشار في نقاط جديدة أو انسحبت من نقاط سابقة، تكون الاتفاقات انهارت، أما ما يحدث حالياً فهو بدء انهيار للاتفاقيات، قد يتوقف في حال حدوث ضغط دولي يحول دون ذلك”.

 

وأشار حسون في سياق حديثه، إلى منطقة خفض التصعيد الثالثة التي تشمل ريف حمص الشمالي، قائلاً “ما زالت التهديدات الروسية تُرسل متضمنة أن المنطقة ستخرج عن اتفاقية خفض التصعيد بطلب من النظام، إذ لا يرغب بتجديد الاتفاق”. وأوضح حسون أن المنطقة “لم تشهد تخفيضاً للتصعيد كما كان يجب أن يكون”، مضيفاً: “الفصائل العسكرية في ريف حمص الشمالي مستعدة لرد العدوان كما فعلت سابقاً عشرات المرات، ولكن في حال التزام النظام بالاتفاقية فستبقى هذه الفصائل ملتزمة”. وأشار حسون إلى أنه “في منطقة خفض التصعيد الرابعة (إدلب ومحيطها) الوضع متأزم”، مضيفاً: “لا يوجد التزام من باقي الأطراف غير الثورية بالاتفاق، ومِمَّا يساعد على التهدئة استكمال انتشار القوات التركية في النقاط المحددة”.

 

من جهته، أشار المحلل العسكري العقيد مصطفى بكور، إلى أنه “من الملاحظ أن حدة التصعيد تنخفض كثيراً في المناطق التي يتمركز فيها الجيش التركي”، لافتاً إلى توقف القصف على شرقي مدينة سراقب منذ تمركز الجيش التركي فيها. ورأى بكور أن نقاط المراقبة التركية تخدم الاستقرار في شمال غربي سورية “بشكل مؤقت بما يخص القصف والمواجهات العسكرية فقط”، معتبراً أن “محاولات النظام والروس لزعزعة الوضع الأمني في المناطق المحررة لن تتوقف”.

 

في غضون ذلك، لا يزال الجيش التركي يواصل عملية “غصن الزيتون” مع فصائل في الجيش السوري الحر لطرد الوحدات الكردية من منطقة عفرين، شمال غربي سورية. وسيطر الجيش الحر والجيش التركي، أمس الخميس، على قرى عدة في ريف عفرين بعد معارك مع الوحدات الكردية، فيما تستمر المعارك بشكل عنيف بين الطرفين في محاور جنديرس.

وقال مصدر عسكري من الجيش الحر لـ”العربي الجديد”، إنهم سيطروا على قرية دورقا في محور بلبل قرب جبل شيخ خروز بريف مدينة عفرين الشمالي، إثر معارك عنيفة مع الوحدات الكردية، مشيراً إلى أن الجيش الحر والجيش التركي سيطرا، أمس أيضاً، على قرى كري وشربانلي وشديا بعد اشتباكات مع الوحدات الكردية في محور راجو.

 

من جهتها، أعلنت رئاسة الأركان التركية، أمس الخميس، عن “تحييد 1528 إرهابياً منذ انطلاق عملية غصن الزيتون في منطقة عفرين”. ويهدف الجيش التركي إلى طرد الوحدات الكردية إلى شرقي نهر الفرات للقضاء نهائياً على مساعي حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي لإقامة إقليم ذي صبغة كردية شمال وشمال غربي سورية، وهو ما تعتبره أنقرة مساساً بأمنها القومي.

 

رويترز”: التحالف قتل وجرح نحو 300 روسي في سورية

في تأكيد آخر لضربة موجعة تلقتها روسيا في سورية، نقلت “رويترز” عن ثلاثة مصادر مطلعة، أنّ نحو 300 رجل يعملون لصالح شركة عسكرية روسية خاصة مرتبطة بالكرملين، إما قُتلوا أو أُصيبوا في سورية، الأسبوع الماضي، بينما تجاهلت موسكو الرد على أنباء مقتلهم، كونهم لا ينضوون تحت القوات الرسمية.

 

وذكر طبيب عسكري روسي، للوكالة، أمس الخميس، أنّ نحو 100 قُتلوا، بينما قال مصدر يعرف العديد من المقاتلين، إنّ عدد القتلى يتجاوز 80.

 

ويتزامن توقيت سقوط القتلى، مع معركة في 7 فبراير/شباط، قرب مدينة دير الزور السورية، حيث قال مسؤولون أميركيون، وزملاء مقاتلون شاركوا في العملية، إنّ قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، هاجمت قوات متحالفة مع قوات النظام السوري برئاسة بشار الأسد، حليف موسكو. وكان تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية قد نقل معلومات مشابهة.

 

وقال مسؤولون روس، إنّ خمسة مواطنين ربما لقوا حتفهم، لكن لا علاقة لهم بالقوات المسلحة الروسية.

 

وتظهر الاشتباكات، أنّ مشاركة روسيا عسكرياً في سورية أكبر مما تقول، وتجازف باستدراجها إلى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة هناك.

 

وهذا أكبر عدد من القتلى الروس، يسقط في معركة واحدة، منذ وقوع اشتباكات ضارية في أوكرانيا عام 2014، عندما قُتل أكثر من 100 مقاتل.

 

وذكرت خمسة مصادر مطلعة، أنّ المصابين الذين جرى إجلاؤهم من سورية، في الأيام القليلة الماضية، نُقلوا إلى أربعة مستشفيات عسكرية روسية.

 

وقال الطبيب العسكري، الذي يعمل في مستشفى عسكري في موسكو، وشارك في علاج المصابين القادمين من سورية، لـ”رويترز”، إنّ المستشفى استقبل، حتى مساء السبت، أكثر من 50 من هؤلاء المصابين، 30 في المئة منهم إصاباتهم خطيرة.

 

وأفادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، بأنّ المعلومات الأولية تشير إلى أنّ خمسة من المواطنين الروس في منطقة المعركة قتلوا، لكنهم ليسوا من القوات الروسية. ووصفت التقارير التي تتحدّث عن سقوط عشرات أو مئات القتلى والجرحى الروس، بأنّها “تضليل بإيعاز من خصوم روسيا”.

 

ولم ترد وزارة الدفاع الروسية، على أسئلة “رويترز” بشأن القتلى في سورية. وسُئل متحّدث باسم الكرملين عن القتلى الروس، الخميس، فقال إنّه ليس لديه شيء يضيفه للبيانات السابقة. وكان الكرملين قد قال، في وقت سابق هذا الأسبوع، إنّه لا يملك معلومات عن أي ضحايا.

 

وذكر الطبيب العسكري، أنّ زميلاً له كان قد توجّه إلى سورية، في إحدى رحلات الإجلاء الطبي، في الآونة الأخيرة، أبلغه بأنّ قرابة 100 شخص من الروس قُتلوا، حتى نهاية الأسبوع الماضي وأنّ 200 أصيبوا.

 

وأوضح الطبيب الذي تحدث إلى “رويترز”، أنّ معظم القتلى هم متعاقدون عسكريون روس من القطاع الخاص.

 

وقال يفغيني شاباييف، رئيس الفرع المحلي لمنظمة “كوساك” شبه العسكرية، والذي له علاقات بالمتعاقدين العسكريين الروس، إنّه زار معارف له أصيبوا بسورية، في المستشفى المركزي التابع لوزارة الدفاع، في خيمكي على مشارف موسكو، أول أمس الأربعاء.

 

وأضاف أنّ المصابين أبلغوه أنّ وحدتي المتعاقدين الروس المشاركتين في المعركة، قرب دير الزور، تتألفان من 550 رجلاً. وقال له المصابون، إنّ نحو 200 من هذا العدد لم يُقتلوا أو يصابوا.

 

وقال لـ”رويترز”، “إذا كنت تفهم أي شيء عن العمل العسكري وإصابات القتال، فسيكون بوسعك ساعتها تخيل ماذا يجري هناك… صراخ وصيحات مستمرة… إنّه مشهد صعب”.

 

وقال مصدر، تحدّث لأشخاص شاركوا في اشتباكات السابع من فبراير/شباط، لـ”رويترز”، إنّ أشخاصاً على صلة به أبلغوه بأنّ أكثر من 80 متعاقداً روسياً قُتلوا.

 

وأضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه، أنّ ما يتردّد عن مقتل وإصابة نحو 300 “صحيح إلى حد بعيد”.

 

حرب بالوكالة

 

شنت روسيا عملية عسكرية في سورية، في سبتمبر/أيلول 2015، لمساندة قوات الأسد. وينفي المسؤولون الروس نشر متعاقدين عسكريين من القطاع الخاص في سورية، قائلين إنّ الوجود العسكري الروسي، يقتصر على حملة من الضربات الجوية، وقاعدة بحرية ومستشارين عسكريين يدربون قوات النظام السوري، وعدد محدود من جنود القوات الخاصة.

 

لكن أشخاصاً مطلعين قالوا لـ”رويترز”، إنّ روسيا تستخدم عدداً كبيراً من المتعاقدين في سورية، يسمح لموسكو بنشر مزيد من القوات على الأرض، دون المجازفة بالجنود النظاميين الذين يتعيّن الإعلان عن مقتلهم.

 

وأضاف الأشخاص المطلعون على عملية النشر، أنّ المتعاقدين، ومعظمهم عسكريون سابقون، ينفذون مهام يوكلها لهم الجيش الروسي. ومعظم هؤلاء مواطنون روس، بيد أنّ البعض يحمل جوازات سفر أوكرانية وصربية.

 

وعلى الرغم من أنّ الولايات المتحدة وروسيا، تساندان أطرافاً مختلفة في سورية، فإنّهما ينسقان عملياتهما للتأكد من تفادي حدوث صدام عارض بين قواتهما. لكن وجود المتعاقدين الروس يزيد من صعوبة التكهن بما قد يحدث.

 

وكان مسؤول أميركي، طلب عدم نشر اسمه، قال، الأسبوع الماضي، إنّ قوة متحالفة مع الأسد هاجمت، في 7 فبراير/شباط، مقاتلين من مليشيات “قوات سورية الديمقراطية” التي تساندها الولايات المتحدة قرب دير الزور، بدعم من المدفعية والدبابات والصواريخ وقذائف المورتر.

 

وقال مسؤولون في واشنطن، إنّ قوات أميركية خاصة، كانت ترافق “قوات سورية الديمقراطية” التي تعرّضت لهجوم. ورد التحالف الذي تقوده واشنطن في سورية، بقتل نحو 100 من القوات المتحالفة مع الأسد.

 

ومنذ هذه المعركة، قال زملاء للمتعاقدين العسكريين الروس، إنّ الروس كانوا ضمن القوة المتحالفة مع الأسد التي شاركت في المعركة، وكانوا ضمن القتلى.

 

وقال شاباييف، إنّ عدد القتلى كان مرتفعاً، لعدم وجود غطاء جوي لهذه القوة، ولأنّ من هاجمها لم يكن مسلّحو المعارضة بتسليحهم الضعيف، بل قوة جيدة التسليح استطاعت شنّ ضربات جوية.

 

ونقل شاباييف، عن مصابين زارهم في المستشفى، قولهم “بدأت القاذفات الهجوم ثم استخدمت طائرات الأباتشي” وهي طائرات هجومية أميركية الصنع.

 

وقال المصدر، إّنه فور بدء القصف لم يردّ المتعاقدون على مصدر النيران، لأنّهم خشيوا أن يدفع ذلك التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، لتوجيه مزيد من الضربات.

 

هل توافق واشنطن على نشر قوات تركية في منبج؟

اقترحت أنقرة على واشنطن، تمركز قوات تركية وأميركية في مدينة منبج السورية، بعد انسحاب “وحدات حماية الشعب” الكردية إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات، وفق ما أعلن مصدر تركي الخميس.

 

ووفقاً للمصدر، فقد تم عرض هذا المقترح على الولايات المتحدة خلال لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون. وأكد المصدر أن الجانب الأميركي أخذ العرض بالحسبان.

 

وكانت الرئاسة التركية قد أعلنت في وقت سابق، أن أردوغان أطلع ضيفه الأميركي على أولويات بلاده في المنطقة “بكل وضوح”، وعقد اجتماع مغلق بينهما دام 3 ساعات متواصلة، الخميس، ووصفت أنقرة مجريات اللقاء بـ”الإيجابية والصريحة”.

 

وقبيل وصوله إلى أنقرة، أطلقت الحكومة التركية ومسؤولون أتراك، تحذيرات كثيرة حول اهتزاز العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة بسبب الدعم الذي تقدمه واشنطن إلى المقاتلين الأكراد في سوريا، واحتمال قطع العلاقات ما لم يتم حل هذه العقدة.

 

تيلرسون بدا أكثر حذراً خلال حديثه عن هذه المسألة، إذ قال إن واشنطن لا تستطيع سحب “أسلحة ثقيلة” من “وحدات حماية الشعب” الكردية، لأنها لم توردها لها أصلاً و”بالتالي لا يوجد ما يمكن سحبه”.

 

في المقابل، قال متحدث باسم الخارجية الأميركية يرافق تيلرسون في زيارته إلى تركيا، إن المحادثات مع الرئيس التركي كانت “إيجابية وصريحة”. وأضاف “نأمل في المزيد من التقدم في المحادثات مع حليفنا المهم ضمن الناتو، خلال الاجتماع مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو المقرر الجمعة”.

 

وكان وزير الخارجية التركية مولود جاوش أوغلو، التقى نظيره الأميركي، الجمعة، في العاصمة التركية أنقرة. كما من المقرر أن يجتمع الوفد الأميركي المرافق لتيلرسون مع مسؤولين في الخارجية التركية، وفق ما أفادت وكالة أنباء “الأناضول”.

 

دير الزور:هذه تفاصيل سقوط 300روسي بين قتيل وجريح

كشفت وكالة “رويترز” نقلاً عن ثلاثة مصادر وصفتها بالمطلعة، أن نحو 300 من المتعاقدين الروس لدى شركة عسكرية روسية خاصة مرتبطة بالكرملين، إما قتلوا أو أصيبوا في سوريا الأسبوع الماضي، بعدما أعلنت واشنطن توجيه ضربة لمليشيات حاولت التقدم نحو مقر قيادة “قوات سوريا الديموقراطية” في ديرالزور، حيث يتواجد هناك أيضاً مستشارون أميركيون.

وذكر طبيب عسكري روسي أن نحو 100 قتلوا بينما قال مصدر يعرف العديد من المقاتلين إن عدد القتلى يتجاوز 80.

 

وهذا أكبر عدد من الضحايا الروس يسقط في معركة واحدة منذ وقوع اشتباكات ضارية في أوكرانيا عام 2014 عندما قتل أكثر من 100 مقاتل. وتنقل “رويترز” عن خمسة مصادر أخرى، أن أربعة مستشفيات عسكرية روسية استقبلت المصابين الذين تم إجلاؤهم من سوريا خلال الأيام الماضية.

 

أحد الأطباء العسكريين الذين شاركوا بعلاج المصابين القادمين من سوريا، أكد أن المستشفى استقبل حتى مساء السبت أكثر من 50 من هؤلاء المصابين، 30 في المئة منهم إصاباتهم خطيرة.

 

ورغم إثارة التساؤلات وتسريب أخبار عن قتلى روس في الضربة التي وجهها التحالف الدولي، تحافظ موسكو على رواية النفي، إذ قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن خمسة مواطنين روس قتلوا في المنطقة التي شهدت ضربة التحالف الدولية، لكنهم ليسوا من القوات الروسية.

 

مصدر “رويترز” في المستشفى الروسي الذي استقبل مصابين من سوريا، ذكر أن زميلاً له كان قد توجه إلى سوريا في إحدى رحلات الإجلاء الطبي في الآونة الأخيرة، أبلغه بأن قرابة 100 شخص من الروس قتلوا حتى نهاية الأسبوع الماضي وأن 200 أصيبوا، معظمهم متعاقدون عسكريون روس من القطاع الخاص.

 

رئيس الفرع المحلي لمنظمة “كوساك” شبه العسكرية يفجيني شاباييف، وهو شخصية ترتبط بعلاقات مع المتعاقدين العسكريين الروس، قال إنه زار معارف له أصيبوا في سوريا في المستشفى المركزي التابع لوزارة الدفاع في خيمكي، على مشارف موسكو الأربعاء الماضي.

 

وكشف شاباييف عن أكبر رقم للقتلى، حيث قال إن مصابين أبلغوه أن وحدتي المتعاقدين الروس المشاركتين في المعركة قرب ديرالزور تتألفان من 550 رجلاً، ونحو 200 منهم فقط لم يقتلوا أويصابوا. وقال له المصابون بأن نحو 200 من هذا العدد لم يقتلوا أو يصابوا.

 

وتنقل “رويترز” عن شاباييف “إذا كنت تفهم أي شيء عن العمل العسكري وإصابات القتال فسيكون بوسعك ساعتها تخيل ماذا يجري هناك… صراخ وصيحات مستمرة… إنه مشهد صعب”.

 

وقال مصدر، تحدث لأشخاص شاركوا في اشتباكات السابع من فبراير شباط، لرويترز إن أشخاصا على صلة به أبلغوه أن أكثر من 80 متعاقدا روسيا قتلوا. وأضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه أن ما يتردد عن مقتل وإصابة نحو 300 صحيح إلى حد بعيد.

 

وأضاف شاباييف، أن عدد الضحايا كان مرتفعاً لعدم وجود غطاء جوي لهذه القوة، ولأن من هاجمها لم يكن مسلحو المعارضة بتسليحهم الضعيف، بل قوة جيدة التسليح استطاعت شن ضربات جوية.

 

يقول شاباييف نقلاً عمّا رواه له مصابون زارهم في المستشفى “بدأت القاذفات الهجوم ثم استخدمت طائرات الأباتشي (الأميركية)”. وقال المصدر إنه فور بدء القصف لم يرد المتعاقدون على مصدر النيران لأنهم خشوا أن يدفع ذلك التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لتوجيه مزيد من الضربات.

 

مليشيات نبل والزهراء تدعم”الوحدات”..مقابل تسليم حقل كونيكو؟

عدنان الحسين

واصلت فصائل الجيش الحر والقوات البرية التابعة للجيش التركي تقدمها، وسيطرت على نقاط جديدة في محيط مدينة عفرين، بعد معارك عنيفة مع “وحدات حماية الشعب” الكردية، خاصة على أطراف ناحيتي راجو وجنديرس غربي عفرين.

 

المعارضة والقوات الخاصة التركية سيطرتا على دروقا في محور ناحية بلبل، وقرية كري وتلتها وشربانلي وشديا وخراب سماق على محور ناحية راجو، وقريتي جقلا تحتاني وديوان فوقاني على محور ناحيتي جنديرس وشيخ الحديد.

 

وسيطرت الفصائل على نقاط استراتيجية غربي عفرين أهمها بلدة ديربلوط قرب ناحية جنديرس والتلال المحيطة بها، ما مكنها من التقدم بشكل سريع والسيطرة على نقاط جديدة في تلك المنطقة. وأدت المعارك الى مقتل عشرات العناصر من “الوحدات” الكردية نتيجة استهدافهم بشكل مكثف من الطيران الحربي التركي والطائرات من دون طيار، بالإضافة الى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين نتيجة الاشتباكات المستمرة.

 

وسيطرت “غصن الزيتون” منذ انطلاقها في 20 كانون الثاني/يناير على أكثر من 60 نقطة، منها 40 قرية ونحو 20 تلة، في محيط مدينة عفرين.

 

التقدم الجديد للجيش التركي وفصائل الجيش الحر مكنّهما من السيطرة على الطريق الرئيسي الواصل بين ناحيتي راجو وشيخ الحديد الذي يعتبر بمثابة اخر النقاط الفاصلة قبل السيطرة على الناحيتين.

 

كما بات المحوران الشمالي والشمالي الشرقي قريبين من الاتصال ببعضهما، بعد تقدم القوات في ناحية بلبل والقوات في جبل برصايا وقسطل جندو، بعد السيطرة على قرية دورقا، واطباق الحصار على قرى ومواقع كانت تحت سيطرة “الوحدات” في المحورين.

 

ودفع الجيش التركي بتعزيزات إلى الحدود التركية السورية، من القوات الخاصة التابعة للجندرمة وقوات الشرطة الخاصة لـ”مكافحة الإرهاب”، كانت قد خاضت مهاماً مشابهة في نصيبين وماردين شرقي تركيا، وتمتلك مهارات القتال داخل الأحياء والمدن.

 

كما سيدفع الجيش التركي بمقاتلين أكراد من “حماة القرى” في تركيا، وهي قوات أمنية تعمل تحت مظلة وزارة الداخلية، من ولايات دياربكر وشرناق وهكاري وسيرت، لتنضم للقوات المشاركة في عملية “غصن الزيتون”.

 

وكشفت العمليات العسكرية المستمرة في محيط عفرين، خاصة على جبهة راجو غرباً، عن تعاون عسكري بين المليشيات الشيعية المدعومة من إيران والمتمركزة في بلدتي نبل والزهراء المواليتين للنظام، وبين “الوحدات” الكردية. ويأتي ذلك كرد جميل لـ”الوحدات” التي دعمت المليشيات الشيعية أثناء حصار فصائل المعارضة للبلدتين، أوائل العام 2013.

 

وتتواجد مليشيا “درع الزهراء” المدعومة من “الحرس الثوري الإيراني” في نطاق محدود في محيط راجو، حيث تشارك في القتال ضد المعارضة، بشكل نوعي، عبر الأسلحة المضادة للدروع التي تملكها، وكذلك عبر مجموعات متفرقة مهمتها الدفاع عن الخطوط الأولى في محيط جبل سمعان والجبهة الغربية الجنوبية لمدينة عفرين.

 

مصادر “المدن” أكدت وجود ثلاثة قادة تابعين لـ”الحرس الثوري الإيراني” في بلدة نبل، يتخذون مقراً لهم بالقرب من مسجد زين العابدين. ومبنى قيادة “الحرس الثوري” مسؤول عن منطقة نبل والزهراء وما حولهما، وهو بقيادة محمد صادق شوالي، 50 عاماً. وأرسل شوالي  مجموعة من رماة صواريخ “كونكورس” المضادة للدروع، و12 صاروخاً إلى محيط راجو في عفرين، في حين تتمركز مجموعات أخرى في مقرات مختلفة  جنوب غربي عفرين، وفي عفرين المدينة.

 

وينسق شوالي مع القيادي في “الوحدات” جوان عبدالكريم، بخصوص العمليات في عفرين، من جميع النواحي. مصادر “المدن” أشارت إلى أن مستوى التنسيق وصل إلى إدارة عمليات خروج مدنيين من عفرين باتجاه مدينة حلب، رغم قرارات منع خروج المدنيين التي فرضتها “الوحدات” على الأهالي في عفرين.

 

ومع اشتداد وتيرة المعارك، ووسط التقدم السريع للجيش التركي والفصائل الجيش الحر، جرت اجتماعات مكثفة بين قيادة “الوحدات” الكردية وبين ممثلين عن النظام ومليشياته بهدف تسليم عفرين لقوات النظام وسحب مقاتلي “الوحدات” إلى شرق الفرات، مروراً بمناطق النظام لوقف العملية العسكرية التركية. واشترط النظام تسليم كامل عفرين لمليشياته، في حين تريد بعض قيادات “الوحدات” تسليماً إسمياً فقط، ما عرقل الاتفاق بين الطرفين، خاصة مع إصرار النظام على تسليم “الوحدات” لكل أسلحتها ومقارها.

 

ولا يشمل الاتفاق الذي تجري مناقشته بين الطرفين مدينة عفرين وحدها، بل كافة النواحي والقرى التي تسيطر عليها “الوحدات” شمال غربي حلب، بما فيها مدينة تل رفعت وقرى منغ وعين دقنة والشيخ عيسى. وترددت شائعات عن وصول مليشيات إيرانية إلى تلك البلدات التي احتلتها “الوحدات” من المعارضة وطردت سكانها في العام 2016. الشائعات أشارت إلى وصول المليشيات الإيرانية برفقة محافظ حلب، وعناصر شرطة روسية، بهدف التمركز في تلك المنطقة المواجهة للمعارضة غربي حلب. ناشطون معارضون نفوا صحة تلك الشائعات.

 

قبل بداية معركة “غصن الزيتون” بأيام، حصل اتفاق سريّ وتنسيق أمني بين قيادات من النظام و”وحدات الحماية”، داخل عفرين، عندما زار وفد عسكري للنظام عفرين، قادماً من حلب عن طريق بلدة نبل، بسيارات دفع رباعي تحمل لوحات “ريف دمشق”، بحسب مؤسسة “NSO” الإعلامية. واجتمع وفد النظام مع قادة عسكريين في “الوحدات” وعلى رأسهم القيادي هفال شيلو، والقيادي بكداش، تركي الجنسية، والقيادي “فيصل”، إيراني الجنسية. وبحث الطرفان تفاصيل هامة، أبرزها تفعيل “المربع الأمني” لصالح النظام في عفرين، على أن يواجه النظام بشكل سرّي ما أسموه “العدوان التركي”، ورفع بعض أعلام النظام على خطوط التماس مع فصائل الجيش الحر في نقاط متعددة منها قرية مرعناز غربي مدينة اعزاز شمالي حلب.

 

النظام أرسل نحو 150 عنصراً من أبناء بلدتي نبل والزهراء، يتبعون لمليشياته إلى جبهات القتال في عفرين ضمن التفاهمات بين الطرفين. “غرفة عمليات أهل الديار” المعارضة، وخلال مهاجمتها مواقع “الوحدات” في قرية عين دقنة، تمكّنت من أسر عنصر تبيّن أنه من أبناء بلدة نبل. كما ساندت مليشيات النظام “وحدات حماية الشعب” بالقصف المدفعي على مواقع الفصائل المهاجمة.

المباحثات لتسليم عفرين لمليشيات النظام، ومشاركة المليشيات الإيرانية القتال إلى جانب “الوحدات” الكردية، قد تندرج في إطار محاولة إيرانية جديدة لعرقلة عملية “غصن الزيتون”. فإيران تخشى أن يكون استمرار العملية تهديداً لوجودها في الشمال السوري في ظل الاتفاقات الروسية-التركية.

 

كما أن محاولة تسليم عفرين للنظام، قد تكون نتيجة لاتفاق روسي-إيراني مع حزب “الاتحاد الديموقراطي” شقيق “العمال الكردستاني، يقضي بالسماح لمليشيات النظام وقوات فاغنر الروسية بالوصول إلى حقل كونيكو النفطي في ريف ديرالزور، الذي تسيطر عليه “الوحدات”، مقابل إيجاد مخرج يدعم موقف “الوحدات” في عفرين.

 

وتبقى العملية العسكرية التركية مرهونة بسرعة تحقيق أهدافها، والتقدم السريع في محيط عفرين وعزلها عن أي دعم عسكري من قبل النظام ومليشياته، وكذلك قطع طرق امداد “الوحدات” بالعناصر القادمة من شرق الفرات. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بفتح جبهتي دارة عزة ومارع، ما سيضيّق الخناق على “الوحدات” في عفرين، ويقطع الطريق عليها، كون تلك المناطق جبلية تمكن من يسيطر عليها من رصد الطرق والتحركات العسكرية لـ”الوحدات”.

 

داعش” يستلهم دعايته من.. باسم يوسف؟!

أحمد ندا

الحقيقة تقول إن تنظيم “داعش” هُزم على الأرض شر هزيمة، وانحسرت قوته إلى الحد الذي لم يعد له ذلك الحضور المرعب، سواء في المنطقة العربية أو على مستوى العالم.

غير أنه ومنذ إعلان “الدولة الإسلامية” المزعومة، بدا أن لها حضوران، أولهما واقعي على الأرض شهده احتلال التنظيم الارهابي لعدد من المدن السورية والعراقية، ووجود خلوي عصابي في سيناء عبر “ولاية سيناء”، وثانيهما حضور مشهدي بصري في إصدارت التنظيم الصحافية والمتلفزة، عبر الفيديوهات التي يطلقها من وقت إلى آخر، كان آخرها الفيديو الذي حمل عنوان “حماة الشريعة”.

 

والفيديو الأخير، يحمل الكثير من ملامح التنظيم الافتراضي، القادر على إقرار عدد من المعطيات التي يتعاطى معها الجميع باعتبارها “حقائق” على الأرض. فتقلص انتشار العناصر، تقابله قدرة الاتساع في شبكة الإنترنت، خصوصاً مع اهتمام العالم كله بما ينتجه.

 

بحسب جان بودريار، تعمل الصورة بمبدأ “الخروج من هويتها”، لتبدو في حالتها الأولى كدالٍّ داخليٍّ على وجود واقعي مغاير، لكنه غير منفصل عنه انفصالاً زائفًا. تضيف الصورة إلى الواقع باعتبارها حقيقة جديدة. هكذا يتحول كل ما لا أصل له باعتباره الأصل، من دون الرجوع إلى ماهيته الواقعية. وهكذا تعمل الفيديوهات الداعشية.

 

في فيديو “حماة الشريعة”، ثم إصرار التنظيم على “التوثيق”، هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها داعشيو سيناء هذه الثيمة. عادة ما كانت فيديوهاتهم تحمل نمطاً ما من إقرار “بداهات دينية”. لكنهم هذه المرة، استخدموا لعبة عرفها متابعو باسم يوسف وأمثاله، من تناقضات التوثيق في كلام الشخصيات العامة، ليبدأ الفيديو بتصريحات متناقضة لرموز الجماعة السلفية المصرية، وجماعة الإخوان المسلمين، ممن يكفرون الانتخابات والمتورطين فيها، ثم تورطهم هم أنفسهم في خوض الانتخابات، بل وإصدار الفتاوى في ضرورة المشاركة في الانتخابات.

 

هذا البناء جديد تماماً على الجماعة الداعشية، وفيه الكثير من تطوير أدواتها الإعلامية، بغرض “عقلنة” خطابها، وكشف عوار الجماعات المنتسبة للإسلام السياسي.

 

هذه المرة بالتحديد، يبدو أنهم لا يتحدثون عن “آخر” يعتبرونه كافراً وممثلاً في الدولة المصرية، لكنهم يوجهون خطابهم إلى من ينتمون “نظرياً” إلى معسكرهم الإسلامي نفسه، قبل أن يفجروا مفاجأتهم في ظهور “عمر إبراهيم الديب” ابن القيادي الإخواني الذي استقر في وعي الجميع أنه “اختفى قسرياً” وهو ما يعني تورط الدولة بشكل ما في القبض عليه وإخفائه، وهو ما اكتشفنا جميعا أنه غير صحيح وأنه انضم إلى تنظيم “داعش”.

 

وبعيداً من أثر الفيديو في قضية الاختفاء القسري، وضياع جهد جماعات خاضت الصعاب لأعوام لجعلها قضية ذات حيثية وتأثير في الشارع مع آلاف المختفين قسرياً، يكمن الموضوع هنا في الفيديو، وذلك “البناء الدرامي” الذي حرص تنظيم “داعش” على إبرازه، وكأن الفيديو لم يعتمد فقط على جودة الصورة وقدرتها في التأثير، لكن على الحرص على مسار درامي متكامل، من نقد الجماعات الإسلامية “المتورطة” في ما يرونه مخالفة شرعية، إلى ظهور واحد منهم وقد عاد إلى ما يعتبرونه “الحق”.

 

والحال ان ذلك التغيير في الخطاب البصري الداعشي، جدير بالتأمّل، خصوصاً أن فتاوى الداعشيين الرسمية تفتي قطعاً بحرمانية الصورة -أي صورة- لكن الضرورات تبيح المحظورات بالطبع. وهذه المرة، أخذوا “المحظور الشرعي” إلى مستوى درامي جديد، ما يشير إلى إنهم أصبحوا أكثر دراية بطبيعة الأدوات التي يملكونها وحجم تأثيرها.

 

الأسد يفتح طريق مستقبل سوريا أمام روسيا ويغلقه بوجه إيران

إيران تتصارع مع روسيا حول المزايا الاقتصادية ما بعد الحرب بعد أن حصلت على وعود استثمارية من دمشق التي تماطل في التنفيذ.

الاتجاهات الأولية ليست في صالح إيران

 

طهران – أنفقت إيران المليارات من الدولارات ودفعت بـالمئات من الخبراء ومقاتلي الميليشيات الحليفة لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، لكنها تكافح الآن من أجل جني عوائد تدخلها في سوريا وسط منافسة غير متكافئة مع روسيا التي تسير نحو تجميع الأوراق الاقتصادية والعسكرية بيدها.

 

وحصلت الحكومة الإيرانية والكيانات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني على جوائز اقتصادية كبيرة في سوريا، منها؛ توقيع مذكرة تفاهم من أجل إدارة مشغل الهاتف المحمول، ودور في أحد مناجم الفوسفات الأكثر ربحا، وأراض زراعية، وخطط لتطوير فروع الجامعات.

 

لكنّ رجال الأعمال والدبلوماسيين الإيرانيين في سوريا يقولون إن تنفيذ هذه الاتفاقيات قد توقف من قبل مسؤولي النظام الأكثر حرصا على جذب شركات روسية وصينية، والأكثر حذرا من طموحات طهران التي تهدف إلى زيادة نفوذها.

 

ويقول أحد رجال الأعمال السوريين “بمجرد إلقاء نظرة على قطاع الاتصالات، نجد أنهم وقعوا فقط مذكرة التفاهم. لقد مضى أكثر من عام، ولم يتمكنوا من توقيع اتفاق. لم يجد الإيرانيون لهم مكانا يستطيعون من خلاله تحقيق الأرباح المنشودة من سوريا”.

 

وكانت إيران أول قوة إقليمية تنهض لمساعدة الأسد، وهي الوحيدة التي دعمته عسكريا بقوى كبيرة، مثل قوات حزب الله اللبناني، ودعم إنشاء قوات شبه عسكرية محلية، وإشراك الميليشيات الشيعية من الأفغان والعراقيين.

 

ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن طريق مراسلتيها إريكا سولومون من بيروت ونجمة بوزورغمير من طهران، أن الإيرانيين يشعرون بالقلق من أن الجهود المبذولة للاستفادة من الموارد السورية وعقود إعادة الإعمار المستقبلية يمكن أن تعوقها روسيا وهي أكبر داعم دولي لسوريا، والتي تحوّل تدخلها العسكري عام 2015 في الحرب السورية لصالح الأسد، وأن القلق الإيراني مرده الأكبر تردد المسؤولين السوريين وميلهم لمنح المشاريع لروسيا.

 

ويقول رجال الأعمال والدبلوماسيون في دمشق إن مسؤولي النظام والعاملين في الإدارات البيروقراطية سعوا إلى إخماد الجهود الإيرانية من خلال طلب المزيد من الأوراق وإجراء المزيد من المناقشات.

 

وقال دبلوماسي “يشعرون أن الإيرانيين يريدون التدخل في كل شيء، لذا يحاول السوريون جعلهم ينتظرون”.

 

وعلى الرغم من إمكانياتها الإقليمية، إلا أن طهران لا تستطيع أن تفعل شيئا يُذكر من أجل ممارسة الضغط، كما قال أحد رجال الأعمال السوريين، نظرا لأهمية سوريا بالنسبة لاستراتيجية إيران الإقليمية.

 

ويتساءل رجل الأعمال السوري “ماذا يملك الإيرانيون كي يهددونا به؟ هل سيهددوننا بالانسحاب؟ لا أعتقد، فالإيرانيون متورطون معنا، والنظام يعرف ذلك جيدا”.

 

والحديث عن العوائد المحتملة لإعادة الإعمار المفترضة، والتي تقدر الأمم المتحدة تكلفتها بحوالي 300 مليار دولار سابق لأوانه، وذلك لأن الحرب بين الأسد ومعارضيه لا تزال مستعرة. والأهم من ذلك، أنه لم يتضح بعد من سيمول إعادة الإعمار، ولا سيما أن الدول الغربية والخليجية، التي تمتلك المال الكافي للقيام بذلك، تقف على هامش الملف السوري.

 

ويعرب البعض من المسؤولين الروس عن قلقهم بشأن تحديد الاستثمارات الإيرانية بالطريقة نفسها التي عبروا فيها عن منع إشراك الدول الغربية.

 

وقال أحد المسؤولين إن “الأسد كثيرا ما يتصرف لصالح إيران. عندما يتعلق الأمر بالصفقات التجارية المحتملة وإعادة الإعمار، فمن المهم أن نقوم جميعا بذلك بطريقة تعود عليه وعلى الناس من حوله بالفوائد، ولكن يجب أن يبقى هذا بيننا وبينه، دون تدخل إيراني”.

 

ويقول دبلوماسيون في دمشق إن الاتجاهات الأولية لا تأتي في صالح إيران. ووصف أحد المسؤولين، شهد المعارض التجارية الأخيرة في دمشق، الشركات الإيرانية بأنها “تلتقط الفضلات” مقارنة بالشركات الصينية الزائرة، وهي القوة الاقتصادية التي تسعى سوريا لجذبها.

 

وتمثل الصفقات التجارية أولوية قصوى بالنسبة لإيران، ليس فقط لاستعادة ما يقدر بنحو 6 مليارات دولار أنفقتها إيران في سوريا بحسب ما قاله المسؤولون الإيرانيون، ولكن أيضا لأهمية ذلك في نشر القوة الناعمة التي تحتاج إيران إلى بنائها في سوريا لتطوير نفوذ وروابط اقتصادية طويلة الأمد.

 

وفي العراق المجاورة، تجني إيران بالفعل عوائد هذه الاستراتيجية. ليس فقط لأن طهران أكثر تأثيرا من واشنطن في المنطقة، ولكنّ صفقاتها التجارية في العراق شهدت ارتفاعا ملحوظا. ففي عام 2008 كان حجم التجارة مع العراق يقدر بحوالي 2.3 مليار دولار، وبحلول عام 2015، بلغ حجم المعاملات التجارية 6.2 مليار دولار.

 

ويقول أحد رجال الأعمال الإيرانيين “سيستغرق الأمر وقتا طويلا حتى تستطيع سوريا الوقوف على قدميها من جديد، على عكس العراق الذي يمتلك الكثير من الموارد. بالنسبة لإيران، يظل العراق أولوية حيث تتقدم على منافسيها فيه”.

 

ويشير أحمد مجيديار، زميل في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، إن إيران تهدف إلى جعل نفسها أكبر شريك تجاري لسوريا. ويوضح كيف نجحت إيران في إنشاء فروع لجامعة آزاد الإسلامية، في العراق وعبر المنطقة، ولديها الآن خطط لفتح فروع في عدة مدن سورية. وقد بدأت الجامعة بالفعل برنامج تبادل صغير للطلاب من جامعة حلب.

 

ولكن التقدم في الجهود الثقافية لا يمكن أن يعد بالكثير إذا كانت العلاقات الاقتصادية متخلفة عن الركب. فإيران ببساطة لا تملك المال لإطلاق مشاريعها الكبرى الخاصة. يقول رجل أعمال إيراني إن “ما تملكه إيران في سوريا لا يمكن استغلاله من دون استثمارات”.

 

وتتردد الشركات الإيرانية الخاصة في المشاركة، بحسب رجل أعمال إيراني، لأن طهران سمحت للحرس الثوري الإسلامي والشركات المرتبطة به بقيادة هذا الجهد. ويقول “شركات الحرس الثوري ليست مرنة، وهي أيضا ملوثة بالفساد بسبب انعدام الشفافية. القائمون عليها لا يشعرون بالمسؤولية، ومن ثم لا يتمتعون بإدارة فعالة”.

 

وأضاف أن الحرس الثوري الإيراني قد يحتاج إلى جذب شركاء تجاريين من الصين أو دول عربية أخرى لجلب الأموال اللازمة.

 

ولكن هناك مشكلات لا تستطيع إيران السيطرة عليها، منها ازدهار اقتصاد السوق السودا

 

منعطف جديد في العلاقات التركية الأميركية: غضب أنقرة أم التخلي عن الأكراد

موقع تركيا يتراجع داخل الأولويات الأميركية منذ انتهاء الحرب الباردة ولم تعد الولايات المتحدة تعتمد على الحليف التركي في سياساتها في الشرق الأوسط.

واشنطن – تسعى الإدارة الأميركية إلى إدارة الخلاف مع تركيا بما يضمن بقاء حدود مقبولة من علاقة لطالما وُصفت في السابق بأنها تاريخية وإستراتيجية بين واشنطن وأنقرة. ووصلت العلاقات بين البلدين إلى مستوى منخفض لم تشهده منذ عقود، وهو ما يضع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، الذي يزور تركيا الخميس والجمعة، في مواقف صعبة خلال لقائه بالمسؤولين الأتراك.

 

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، وصف قبل أيام رحلة تيلرسون بأنها ستشهد إمّا تحسنا في العلاقات بين البلدين وإمّا انهيارها تماما. وتوعّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في وقت سابق، الولايات المتحدة بقوله إنه “من الواضح جدا أن من يقولون سنرد بقوة إذا ما ضربونا لم يجرّبوا في حياتهم صفعة عثمانية”.

 

تراجع موقع تركيا داخل الأولويات الأميركية منذ انتهاء الحرب الباردة ولم تعد الولايات المتحدة تعتمد على الحليف التركي في سياساتها في الشرق الأوسط. وبالتالي لن تبالي واشنطن بخسارتها المحتملة لقاعدة إنجرليك التركية، خاصة وأن للبنتاغون بدائل جاهزة، لا سيما أنه بات للولايات المتحدة قواعد في العراق وسوريا تضاف إلى قواعدها العسكرية الأخرى في المنطقة.

 

وتقارب الإدارة الأميركية العلاقات مع أنقرة آخذة بعين الاعتبار الخيارات الشرقية التي بدأت أنقرة تلوّح بها ضد الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي، كما الهواجس التركية المتعلقة بتصاعد الخطر الكردي على الحدود مع سوريا. وتؤكد مراجع دبلوماسية أميركية أن واشنطن ليست في وارد تبديل تحالفها مع تركيا كدولة أطلسية حليفة لصالح علاقات البنتاغون مع الميليشيات الكردية في شمال وشرق سوريا.

 

وما زالت واشنطن تعتبر قوات سوريا الديمقراطية السند الأساسي الميداني للولايات المتحدة في محاربة داعش في سوريا، وأثبتت هذه القوات فعاليتها في هذا المضمار، لذلك لا تخطط الإدارة الأميركية للتخلي عن الحليف الكردي في الوقت الراهن.

 

وتشير مراجع دبلوماسية أميركية إلى أن واشنطن رفضت الاستفتاء في إقليم كردستان شمال العراق لما له من تأثير سلبي على العراق ودول المنطقة، وأن الإدارة الأميركية لن تنتهج سياسات تؤثر على وحدة سوريا وتشكّل خطرا على دول المنطقة لا سيما تركيا.

 

وفيما قال وزير الدفاع التركي نورالدين جانيكلي، إنه طلب من نظيره الأميركي جيمس ماتيس، “وقف كافة أنواع الدعم لتنظيم قوات حماية الشعب الكردية، وتطهير قوات سوريا الديمقراطية من عناصر هذا التنظيم”، قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، الخميس، إن الولايات المتحدة وتركيا ستواصلان التعاون بشأن سوريا رغم أوجه الخلاف.

 

وقال ماتيس، على هامش اجتماع لحلف شمال الأطلسي، وبعد أن التقى نظيره التركي نورالدين جانيكلي الأربعاء، “أعتقد أننا نتوصل لأرضية مشتركة وهناك أرضية غير مشتركة تضع الحرب فيها أمامك أحيانا بدائل سيئة لتختار منها”. وتابع قائلا “لكن خلال ذلك كانت السمة المميزة لتواصلنا هي الصراحة والشفافية المطلقة مع بعضنا بعضا (…) نواصل التعاون لإيجاد سبل لضمان التعامل مع مخاوفهم المشروعة”.

 

وتعترف دوائر دبلوماسية أميركية أن النزاع المتعلّق بوجود الداعية التركي فتح الله غولن في بنسلفانيا في الولايات المتحدة هو لغم يسمّم العلاقات الأميركية التركية. ورغم وعود أميركية رسمية بـ”دراسة ملف” غولن ودراسة مسألة تسليمه لأنقرة، إلا أن هذه الدوائر تؤكد أن ما قدّمه الأتراك لا يمثّل مسوّغا قانونيا يدفع واشنطن للاستجابة إلى مطالب أنقرة في هذا المضمار، وعليه فإنه لا نيّة لواشنطن بالتقدّم كثيرا في هذا الملف.

 

ويخلص المحللون إلى أن البلدين يسعيان للوصول إلى نقطة توازن لإدارة الخلاف وأنّ التواصل التركي الأميركي هو أكثر إيجابية مما تشي به التصريحات المتبادلة. ويؤكد هؤلاء أن المباحثات التي جرت بين وزيري الدفاع في البلدين تطلّبت تغطية دبلوماسية يسعى وزير الخارجية الأميركي إلى اجتراح عناوينها في أنقرة. وينتظر المراقبون ما ستفضي إليه اجتماعات تيلرسون مع الرئيس رجب طيب أردوغان ليتبيّنوا نتائج ما استشرفه نظيره التركي من أن الزيارة ستحدّد صمود علاقات البلدين أو انهيارها.

 

دي ميستورا يطالب بوقف التصعيد دون شروط في سوريا

 

نيويورك ـ في أعقاب مواجهة بين إسرائيل وإيران واشتباكات شاركت فيها قوات التحالف بقيادة أميركية، وتصعيد القتال في أجزاء عدة من سوريا، دعا الموفد الدولي ستافان دي ميستورا إلى وقف التصعيد.

 

وقال دي ميستورا الذي يؤدي مهمة الوساطة منذ العام 2014 “إنها الأحداث الاعنف والأكثر خطورة التي شاهدتها خلال مهمتي بصفتي موفدا دوليا”.

 

من جهتها، حضت الولايات المتحدة الاربعاء روسيا على استخدام نفوذها لدى النظام السوري لإنهاء الحرب، فيما حذر الموفد الدولي من مرحلة “خطيرة” في النزاع المستمر منذ نحو سبع سنوات.

 

وقالت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن نيكي هايلي خلال اجتماع للمجلس حول الأزمة المتفاقمة في سوريا إنه “يمكن لروسيا دفع النظام للالتزام بالسعي إلى سلام حقيقي في سوريا”.

 

وأضافت “حان الوقت لكي تستخدم روسيا ذلك النفوذ” من أجل “دفع نظام الأسد للقيام بما لا يريد صراحة القيام به”.

 

واتهمت هايلي موسكو بأنها لا تتخذ خطوات كافية لوقف هجمات النظام السوري بما فيها تلك “الكيميائية” ضد السكان المدنيين.

 

وشددت الدبلوماسية الأميركية على ان “نظام الأسد لا يرغب بالتوصل إلى السلام، ويجب على روسيا ان تغيّر اجراءاتها من اجل اقناعه” بالتوصل إلى حل لهذا النزاع.

 

وتدخل الحرب في سوريا الشهر المقبل عامها الثامن وسط فشل الجهود الدبلوماسية، فيما تتصاعد اعمال العنف على الأرض.

 

ونجح تدخل عسكري روسي عام 2015 في ترجيح الحرب لمصلحة الأسد، لكنّ مساعي روسيا للتوصل إلى اتفاق سلام، والتي شملت مؤتمرا في سوتشي الشهر الماضي، لم تؤت ثمارًا حتى الآن.

 

ومع وجود جبهات قتال كثيرة تشارك فيها قوات من دول عدة، قال السفير الفرنسي في الامم المتحدة فرنسوا دولاتر إن “احتمال امتداد النزاع ووقوع مواجهة اقليمية ودولية كبيرة يجب أن يؤخذ بدرجة كبيرة من الجدية”.

 

وأدت الحرب إلى مقتل أكثر من 340 الف شخص ونزوح ملايين من منازلهم، فيما يجد 13 مليون سوري أنفسهم بأمسّ الحاجة إلى مساعدات إنسانية.

 

واشتكى السفير الروسي فاسيلي نيبنزيا من أنّ هناك “دائما أمورًا تُطلب” من روسيا، مضيفا انّ على الولايات المتحدة وحلفائها ان تستخدم في المقابل نفوذها لتخفيف أعمال العنف.

 

وقال نيبنزيا أمام المجلس إنّ الضربة التي وجهها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة للقوات الموالية للنظام السوري في منطقة دير الزور شمال شرق سوريا شكّلت “هجوما غير مبرر”.

 

وكانت هايلي قالت في وقت سابق إنّ التحالف الدولي تصرّف دفاعًا عن النفس في ذلك الهجوم الذي ادّى إلى مقتل العشرات.

 

ويناقش مجلس الأمن مشروع قرار قدّمته السويد والكويت يطلب هدنة لـ 30 يوما في سوريا للسماح بتسليم مساعدات انسانية إلى المدنيين، ورفع الحصار.

 

وتواصلت المشاورات الاربعاء في شأن صيغة النص، وقال دبلوماسيون إنّ توقيت التوصيت لم يُحسم.

 

وتابع نيبنزيا امام المجلس ان الوضع الإنساني في سوريا “معقّد”. واضاف لاحقا امام الصحافيين، ان وقف النار لا يُمكن حصوله “بين ليلة وضحاها”.

 

وسمح لأول قافلة مساعدات بالدخول إلى الغوطة الشرقية المحاصرة الاربعاء، بعد قصف عنيف أدى إلى مقتل اكثر من 250 مدنيا.

 

وفي ما خصّ المشاورات المتعلقة بمشروع القرار حول الهدنة، قال نيبنزيا “نبذل جهودًا حثيثة توصّلاً إلى إجماع”.

 

من جهته دعا دي ميستورا إلى “خفض التوتر على نحو فوري”، دون أن يأتي على ذِكر الطلب الذي تقدّمت به قبل اسبوع وكالات تابعة للامم المتحدة من اجل تنفيذ هدنة انسانية على الارض.

 

ومتطرّقًا إلى قافلة المساعدات الانسانية التي وصلت الاربعاء إلى الغوطة الشرقية، قال دي ميستورا انها لا تمثل “سوى اثنين في المئة” من احتياجات “390 الف شخص لا يزالون عالقين في المناطق المحاصرة” في سوريا.

 

تيلرسون: الولايات المتحدة وتركيا ستعملان معًا في سوريا

آلية مشتركة لحل مصير مدينة مبنج

 

أنقرة: اتفقت تركيا والولايات المتحدة الجمعة على العمل معا في سوريا بعد اسابيع من التوتر في العلاقات الذي خلفه الهجوم التركي في شمال سوريا ما اثار مخاوف من مواجهة عسكرية بين الحليفين في حلف شمال الاطلسي.

 

وأعلن وزيرا الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون والتركي مولود تشاوش اوغلو في انقرة ان الطرفين سيشكلان مجموعات عمل لحل القضايا الاساسية التي كانت موضع خلاف بين البلدين.

 

ولم يقدما تفاصيل حول كيفية انجاز هذه الامور، لكنهما اشارا الى ان حل الخلاف المتعلق بمنبج السورية يشكل “اولوية” في اشارة الى المدينة التي ينتشر فيها جنود اميركيون فيما تهدد انقرة بتوسيع نطاق عمليتها ضد وحدات حماية الشعب الكردية المتحالفة مع واشنطن، وصولا اليها.

 

وقال تيلرسون بعد المحادثات “لن نتحرك كل بمفرده بعد الان”. واضاف “سنعمل معا، ولدينا آليات جيدة حول كيفية تحقيق هذه الامور وهناك الكثير من العمل للقيام به”.

 

من جهته قال وزير الخارجية التركي ان الولايات المتحدة وتركيا اتفقتا على ضرورة تطبيع العلاقات. واوضح ان العلاقات “في مرحلة حساسة” متعهدا بانشاء “آليات” لبحث القضايا الخلافية.

 

والمهمة الرئيسية لوزير الخارجية خلال زيارة انقرة، هي تهدئة غضب تركيا ازاء السياسة الاميركية في سوريا، وهو خلاف اسفر عن اكبر أزمة في العلاقات الثنائية منذ حرب العراق عام 2003.

 

والعملية التي تشنها تركيا ضد وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين السورية أضافت مشكلة جديدة في علاقات ثنائية يشوبها توتر متزايد.

 

فقد حذرت واشنطن من ان العملية التركية في منطقة عفرين يمكن ان تحرف مسار الحملة ضد المتطرفين. ودعا تيلرسون مجددا انقرة الى “ضبط النفس” في عمليتها فيما شدد على ان الولايات المتحدة وتركيا “لديهما الاهداف نفسها في سوريا”.

 

وكان وزير الخارجية الاميركي التقى الخميس على مدى ساعات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وقالت مصادر رئاسية ان اردوغان عرض “بصراحة” توقعات تركيا واولوياتها.

 

وفي خرق للبروتوكول، حضر وزير الخارجية التركي اللقاء بين تيلرسون واردوغان في القصر الرئاسي وتولى الترجمة بين المسؤولين كما قالت مصادر اميركية.

 

“حل مسألة منبج”

 

يرى محللون ان مستوى التوتر بين البلدين مشابه لعام 2003 عندما رفضت تركيا السماح للقوات الاميركية بالعمل من اراضيها اثناء حرب العراق، او حتى لفترة ما بعد الاجتياح التركي لجزيرة قبرص عام 1974.

 

والعملية التي اطلقتها تركيا ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها انقرة “منظمة ارهابية”، ادت الى معارك بين الجنود الاتراك ومقاتلين اكراد متحالفين بشكل وثيق مع الولايات المتحدة في المعركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

 

وتعتبر انقرة وحدات حماية الشعب الكردية بانها امتداد في سوريا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يخوض تمردا مسلحا ضد انقرة، والمدرج على لوائح الارهاب الاميركية ولدى الاتحاد الاوروبي.

 

وصعد اردوغان هذا الشهر التوتر عبر تحذيره القوات الاميركية لمغادرة منبج الواقعة شرق عفرين ما اثار مخاوف من مواجهة مسلحة بين الحليفين في حلف شمال الاطلسي. وتنشر الولايات المتحدة عسكريين في منبج.

 

لكن تيلرسون اكد انه على تركيا والولايات المتحدة حل التوتر المحيط بمدينة منبج التي هددت انقرة بمهاجمتها. وقال “سيتم اعطاء اولوية لمنبج في جهودنا للعمل المشترك”.

 

وكانت هذه المدينة خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية قبل ان تطرده منها وحدات حماية الشعب الكردية. واعتبر تيلرسون انه من الضروري الا تسقط هذه المدينة مجددا في ايدي الجهاديين.

 

وقال تيلرسون ان منبج ستكون “موضع مباحثات” مع تركيا لضمان ان المدينة ستبقى تحت سيطرة القوات المتحالفة مع الولايات المتحدة.

 

وفي بيان مشترك، اتفقت تركيا والولايات المتحدة الجمعة على الاعتراض “بشدة” على اي محاولة لفرض “أمر واقع” او “تغيير سكاني” في سوريا، ملمحتين بذلك على ما يبدو الى توسع وحدات حماية الشعب الكردية في شمال هذا البلد.

 

وقال الجانبان “سنعترض بشدة على اي محاولة لإحداث أمر واقع وتغيير سكاني في سوريا”.

 

والخلاف حول سوريا ليس سوى احد الملفات الشائكة في العلاقات بين البلدين، فقد تضررت العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا ايضا بعد الانقلاب الفاشل عام 2016 اثر شعور انقرة بالغياب الملحوظ للتضامن الاميركي معها والغضب منها ازاء رفضها تسليم فتح الله غولن، المتهم بتدبير الانقلاب.

 

وقد اعربت واشنطن عن قلقها حيال اعتقال العديد من مواطنيها، فضلا عن اثنين على الاقل من الموظفين الاتراك في البعثات الاميركية، في الحملات التي شنتها انقرة خلال فترة ما بعد الانقلاب.

 

والاسبوع الماضي، حكم على العالم التركي سركان غولج الذي يعمل مع وكالة الفضاء الاميركية (ناسا)، ويحمل الجنسية الاميركية، بالسجن سبع سنوات ونصف لانه من اتباع حركة غولن.

 

السلاح الثقيل للأكراد يعمق الخلاف الأميركي ـ التركي

موسكو: رائد جبر أنقرة: سعيد عبد الرازق

جدّدت أنقرة مطالبتها لواشنطن بسحب السلاح الثقيل من «وحدات حماية الشعب» الكردية المكون الرئيسي في «قوات سوريا الديمقراطية» في شرق سوريا، مما زاد في تعقيد العلاقات الأميركية – التركية، تزامناً مع وصول وزير الخارجية ريكس تيلرسون إلى العاصمة التركية أمس. وهيمن ملف تسليح الأكراد على المحادثات التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والوزير الأميركي مساء أمس. وقال وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي في بروكسل: «طالبنا بإنهاء هذه العلاقة، أعني أننا نريد منهم إنهاء كل الدعم المقدم لوحدات حماية الشعب الكردية».

 

وقبل توجهه إلى أنقرة، قال تيلرسون في بيروت إن بلاده لم تمنح وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا سلاحاً ثقيلاً حتى تسترده منهم.

 

في غضون ذلك، نوّه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو أمس بـ«دور روسيا والرئيس بوتين شخصيا في التسوية السلمية للأزمة السورية».

 

وأعلنت موسكو، من جهة أخرى، أمس، أن خمسة مواطنين روس قتلوا «كما يبدو حتى الآن» وجرح آخرون في الضربات التي شنها التحالف الدولي بقيادة واشنطن على قوات موالية للنظام السوري الأسبوع الماضي، موضحة أنهم لا ينتمون إلى الجيش الروسي.

 

اتفاق روسي ـ أردني على تعزيز التعاون في سوريا

موسكو: رائد جبر

أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، جولة محادثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ركزت على تطورات الوضع في سوريا وآفاق تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات المختلفة.

واستهل بوتين اللقاء بتأكيد حرص بلاده على تعزيز العلاقة مع الأردن. وقال إن لدى البلدين «أساسا متينا للعمل على تعزيز الثقة والتعاون»، مشيرا إلى أن موسكو وعمان تحييان مرور 55 سنة على إقامة العلاقة الدبلوماسية بين البلدين. ونوه الملك عبد الله الثاني خلال المحادثات بـ«دور روسيا والرئيس فلاديمير بوتين شخصيا في التسوية السلمية للأزمة السورية». وقال إن «التقدم الذي تم تحقيقه غدا نتيجة للجهود الروسية».

وخاطب بوتين مشيدا بـ«أهمية دوركم القيادي والتعاون بين بلدينا من أجل مستقبل أفضل لسوريا»، مضيفا أن تلك الجهود «ساهمت في تعزيز التنسيق بين روسيا والأردن، ما سمح بتهيئة ظروف جيدة في جنوب سوريا». كما أشاد الملك بالموقف الروسي الثابت حيال ملف التسوية في الشرق الأوسط.

وكان الكرملين استبق الزيارة بالتشديد على الأهمية التي توليها موسكو لمواصلة تنسيق المواقف مع الأردن. وأفاد في بيان أن الطرفين سيناقشان بالإضافة إلى الوضع في سوريا ملف التسوية في الشرق الأوسط وقضايا التعاون الثنائي، مشيرا إلى اهتمام خاص بـ«تعزيز التعاون الروسي الأردني في المجالات التجارية والاقتصادية والثقافية والإنسانية»، فضلا عن بحث القضايا الراهنة على الساحتين الدولية والإقليمية.

وركز الملك عبد الله الثاني، على الملف السوري، وتأثيراته الإقليمية خلال لقائه بطريرك الكنسية الأرثوذوكسية الروسية كيريل. وقال إنه «بفضل علاقاتنا الوثيقة مع أخي العزيز الرئيس فلاديمير بوتين، تمكنا من إقامة تعاون وثيق بين الأردن وروسيا من أجل تحقيق الاستقرار في سوريا، وعلى وجه الخصوص في إقامة عمليتي سوتشي وجنيف».

وكان العاهل الأردني شدد في حديث لوسائل إعلام روسية قبل توجهه إلى موسكو على الثقة المتبادلة بين البلدين، وقال إن علاقته الشخصية مع بوتين التي بنيت منذ نحو عشرين عاما تلعب دورا أساسيا في تعزيز هذا التوجه.

ونقلت وكالة أنباء «تاس» الروسية عنه الإشارة إلى «قضايا رئيسية نواجهها معا، وبشكل خاص إنجاز الأردن وروسيا في جنوب سوريا الذي حقق الاستقرار هناك»، في إشارة إلى إقامة منطقة خفض التصعيد في الجنوب السوري، التي وصفها بأنها «قصة نجاح مهمة رفعت مستوى المباحثات والثقة بين مؤسساتنا»، معتبرا أن «الأهم من ذلك، هو مواصلة العمل لدفع العملية في سوريا للتوصل إلى نتيجة على المسار السياسي، خصوصا فيما يتعلق بالدستور والانتخابات».

واعتبر أن الأشهر الـ12 الماضية شهدت تعاونا مهما مع روسيا، وزاد: «نحن نتطلع لمواصلة البحث في كيفية التحرك إلى الأمام بشكل فعال وإيجابي في الـ12 شهرا المقبلة».

وقال الملك عبد الله: «يمكن للتعاون الاقتصادي بيننا أن يكون أفضل حالا، ما زلنا بحاجة لمزيد من العمل لتعزيز التبادل التجاري. وسيتم في موسكو بحث التعاون في المجال السياحي، كما سألتقي البطريرك كيريل الأول، وسنتحدث عن الروابط بين الإسلام والمسيحية، كما سألتقي علماء الدين الإسلامي في موسكو وسنناقش الحوار بين أتباع الأديان والتحديات التي نواجهها جميعا».

 

تفاصيل جديدة عن مقتل الروس بدير الزور

نقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر مطلعة قولها إن نحو 300 شخص يعملون لصالح شركة عسكرية روسية خاصة مرتبطة بالكرملين، قتلوا أو أصيبوا في سوريا خلال معركة وقعت يوم 7 فبراير/شباط الجاري قرب مدينة دير الزور السورية.

وبينما أفاد طبيب عسكري روسي بأن عدد القتلى بلغ نحو مئة، قال مصدر يعرف العديد من المقاتلين إن العدد يتجاوز الثمانين.

 

وقال مصدر تحدث لأشخاص شاركوا في المعركة إن ما يتردد عن مقتل وإصابة نحو 300 صحيح إلى حد كبير.

 

وأوضح مسؤولون أميركيون وزملاء للمقاتلين الذين شاركوا في المعركة أن قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة هاجمت قوات متحالفة مع الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وكان مسؤول أميركي -طلب عدم نشر اسمه- قال الأسبوع الماضي إن قوة متحالفة مع الأسد هاجمت في التاريخ المذكور مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية التي تساندها قوات خاصة أميركية قرب دير الزور. ورد التحالف بقيادة الولايات المتحدة بقتل نحو مئة من القوات المتحالفة مع الأسد.

 

وقال زملاء للمتعاقدين العسكريين الروس إن هؤلاء كانوا ضمن القوة المتحالفة مع الأسد التي شاركت في المعركة وكانوا ضمن الضحايا.

 

إجلاء الضحايا

وأوردت وكالة رويترز اعتمادا على مصادرها المطلعة، أن المصابين الذين جرى إجلاؤهم من سوريا في الأيام القليلة الماضية نقلوا إلى أربعة مستشفيات عسكرية روسية.

 

وبحسب طبيب يعمل بمستشفى عسكري في موسكو وشارك في علاج المصابين القادمين من سوريا، فإن المستشفى استقبل حتى مساء السبت الماضي أكثر من خمسين من هؤلاء المصابين، 30% منهم إصاباتهم خطيرة.

 

وذكر الطبيب العسكري أن زميلا له توجه إلى سوريا في إحدى رحلات الإجلاء الطبي في الآونة الأخيرة، أبلغه بأن قرابة مئة شخص من الروس قتلوا حتى نهاية الأسبوع الماضي وأن مئتين أصيبوا.

 

وقال رئيس الفرع المحلي لمنظمة “كوساك” شبه العسكرية يفغيني شاباييف لوكالة رويترز إنه زار معارف له أصيبوا بسوريا في المستشفى المركزي التابع لوزارة الدفاع في خيمكي على مشارف موسكو أول أمس الأربعاء.

 

وأضاف أن المصابين أبلغوه بأن وحدتي المتعاقدين الروس المشاركتين في المعركة قرب دير الزور تتألفان من 550 رجلا، وقال له المصابون إن نحو مئتين من هذا العدد لم يقتلوا أو يصابوا.

 

ونقل شاباييف عن مصابين زارهم في المستشفى قولهم “بدأت القاذفات بالهجوم، ثم استخدمت طائرات الأباتشي” وهي طائرات هجومية أميركية الصنع.

 

ولم يرد المتعاقدون على مصدر النيران لأنهم خشوا أن يدفع ذلك التحالف الدولي لتوجيه مزيد من الضربات.

ورغم نفي المسؤولين الروس نشر متعاقدين عسكريين من القطاع الخاص في سوريا، فإن أشخاصا مطلعين قالوا إن روسيا تستخدم عددا كبيرا من المتعاقدين هناك يسمح لموسكو بنشر مزيد من القوات على الأرض دون المجازفة بالجنود النظاميين الذين يتعين الإعلان عن مقتلهم.

 

وأضافت تلك المصادر أن المتعاقدين -ومعظمهم عسكريون سابقون- ينفذون مهام يوكلها لهم الجيش الروسي. ومعظم هؤلاء مواطنون روس، بيد أن البعض يحمل جوازات سفر أوكرانية وصربية.

المصدر : رويترز

 

الجيش التركي يعلن حصيلة جديدة لعملية عفرين

أعلن الجيش التركي “تحييد” 1551 مسلحا منذ بدء عملية غصن الزيتون في منطقة عفرين شمال غربي سوريا، حيث تقول القوات التركية والجيش السوري الحر إنهما يواصلان التقدم على حساب وحدات حماية الشعب الكردية.

 

وقالت رئاسة الأركان التركية في بيان صدر اليوم الجمعة إن مجموع المسلحين الذين تم تحييدهم منذ بدء العملية في 20 يناير/كانون الثاني الماضي بلغ 1551 مسلحا. ويستخدم الجيش التركي مصطلح “تحييد” للإشارة إلى المسلحين الذين قتلوا أو أسروا أو أصيبوا.

 

من ناحية أخرى، قال رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي فلاديمير شامانوف إن من الضروري أن تدخل روسيا وإيران على خط البحث عن حل لأزمة عفرين إلى جانب تركيا كدول ضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا.

 

وأضاف شامانوف في تصريحات لوكالة إنترفاكس الروسية أنه لا يمكن إنكار مصالح تركيا في منطقة عفرين. وجاءت هذه التصريحات تعليقا على أنباء بشأن اتفاق بين وحدات حماية الشعب الكردية والنظام السوري لتسليم عفرين إلى قوات النظام أو الحصول على مساندة عسكرية في معاركها مع الجيشين التركي والسوري الحر.

 

وقد أفاد مراسل الجزيرة أمس بأن الجيش السوري الحر سيطر بدعم تركي على مناطق جديدة شمال غرب عفرين، في حين تحدثت وحدات حماية الشعب الكردية عن سقوط سبعة من مقاتليها بالمعارك، دون إشارة إلى خسارتها مناطق جديدة.

 

ووفقا لوكالة الأناضول التركية للأنباء، فإن تقدم الجيش السوري الحر يعني زيادة عدد النقاط التي تمت السيطرة عليها منذ انطلاق عملية غصن الزيتون إلى 62 نقطة، منها 41 قرية، و17 تلة، وجبل إستراتيجي.

 

وقال الجيش السوري الحر أول أمس الأربعاء إنه يواصل تقدمه في محيط عفرين وسط “انهيار واضح” في صفوف وحدات الحماية الكردية، مؤكدا أنه أصبح على مشارف مدينة جنديرس.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

تركيا وأميركا ترفضان أي تغيير ديمغرافي بسوريا

أعلنت تركيا والولايات المتحدة اليوم الجمعة أنهما ستتخذان مواقف “حازمة” حيال محاولات التغيير السكاني في سوريا.

 

وجاء في بيان مشترك صدر عقب مباحثات بين وزيري خارجية البلدين في أنقرة “سوف نتخذ مواقف حازمة بشأن جميع التطورات في سوريا وجميع المستجدات التي من الممكن أن تخلق تغييرا ديمغرافيا في سوريا”.

 

وقررت كل من تركيا والولايات المتحدة إنشاء آلية “من أجل التوصل لحل المشاكل بين البلدين”، على أن يتم ذلك منتصف مارس/آذار المقبل “على أبعد تقدير”، حسبما ورد في البيان المشترك.

 

كما أكدت الدولتان على “الالتزام بالحفاظ على وحدة الأراضي السورية ووحدتها الوطنية”.

 

وفي وقت سابق الجمعة، قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إن بلاده تعترف بحق تركيا المشروع في تأمين حدودها، لكنه دعا أنقرة إلى التحلي بضبط النفس أثناء عملياتها في عفرين السورية وتجنب الأفعال التي تذكي جذوة التوتر.

وأكد تيلرسون في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو أن تركيا والولايات المتحدة ستعملان معا فيما يتعلق بالصراع في سوريا.

 

وفي هذا الصدد، قال “لن نتصرف بمفردنا بعد اليوم، فلا الولايات المتحدة ستفعل شيئا، وتركيا تفعل شيئا آخر، سنعمل معا، لدينا آليات جيدة بشأن ما يمكن تحقيقه، ثمة عمل كثير ينبغي إنجازه”.

 

وشدد على ضرورة أن تعمل أنقرة وواشنطن على حل التوترات بشأن مدينة منبج السورية التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية باعتبارها “أولوية”.

 

وجاء المؤتمر الصحفي عقب لقاء بين الوزيرين بحثا خلاله العلاقات الثنائية، خاصة الملفات الشائكة التي أدت إلى توتر بين البلدين.

 

ومن أبرز القضايا التي ناقشها الوزيران مطالبة أنقرة واشنطن بوقف تسليح وحدات حماية الشعب الكردية وسحب الأسلحة التي قدمتها لها سابقا وإجبارها على سحب قواتها من منطقة منبج شمالي سوريا، بالإضافة إلى مواضيع إقليمية ودولية.

 

وقال تيلرسون إن الولايات المتحدة يساورها قلق جدي بشأن الموظفين المحليين العاملين في بعثاتها بتركيا، داعيا أنقرة إلى الإفراج عنهم.

 

وأضاف أن واشنطن وأنقرة تشتركان في نفس الأهداف بسوريا، وهي هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية والحفاظ على استقلال سوريا ووحدتها.

 

وتعهد الوزير الأميركي بأن يكون تزويد بلاده قوات سوريا الديمقراطية بالسلاح محدودا ولمهام محددة.

 

بدوره، أعلن وزير الخارجية التركي أن بلاده والولايات المتحدة اتفقتا على تطبيع العلاقات بينهما والتي توترت جراء الخلافات بين البلدين بشأن النزاع السوري.

 

وقال جاويش أوغلو في المؤتمر الصحفي “.. اتفقنا بشكل أساسي على مسألة تطبيع علاقاتنا مجددا”، مشيرا إلى أن بلاده ستمضي قدما مع أميركا في اتخاذ خطوات آمنة ولكن بعد خروج وحدات حماية الشعب الكردية من مدينة منبج السورية.

أردوغان (يمين) أثناء استقباله وزير الخارجية الأميركي في أنقرة (الأوروبية)

 

وقبل ذلك، ذكر مسؤول تركي اليوم الجمعة أن بلاده اقترحت على الولايات المتحدة انسحاب مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية إلى شرقي نهر الفرات في سوريا، وأن تتمركز قوات تركية وأميركية معا في منطقة منبج شمال شرقي محافظة حلب.

 

وأوضح المسؤول -الذي طلب عدم ذكر اسمه- أن واشنطن تدرس الاقتراح الذي قدمته أنقرة إلى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أثناء زيارته لها التي تستغرق يومين.

 

وكان تيلرسون أجرى أمس الخميس محادثات “إيجابية وصريحة” مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تناولت التطورات الإقليمية، وعلى رأسها سوريا والعراق ومكافحة الإرهاب والعلاقات الثنائية.

 

وأبلغ أردوغان تيلرسون بكل وضوح أولويات وتطلعات تركيا في هذه المواضيع، بحسب وكالة أنباء الأناضول.

 

ووصف متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية يرافق تيلرسون في زيارته المحادثات التي أجراها الوزير مع أردوغان واستغرقت ثلاث ساعات ونصف الساعة بأنها “إيجابية وصريحة”.

 

وقال محللون إن مستوى التوتر مشابه لعام 2003 عندما رفضت تركيا السماح للقوات الأميركية بالعمل من أراضيها أثناء حرب العراق.

 

وتواجه قوات تركية في منطقة عفرين السورية مقاتلين متحالفين بشكل وثيق مع الولايات المتحدة في المعركة ضد تنظيم الدولة وجماعات مسلحة أخرى.

 

وقد أكد تيلرسون في بيروت أن بلاده لم تمنح وحدات حماية الشعب الكردية سلاحا ثقيلا حتى تسترده منها كما تتهمها أنقرة.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى