أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 17 تشرين الأول 2014

الإبراهيمي.. في سورية لا خطط للسلام بل للحرب… والانتصار الساحق

 

ابراهيم حميدي: الحياة

عندما سأل مايكل وليامز الديبلوماسي البريطاني الذي عمل لحل نزاعات عدة في العالم، المبعوث الدولي – العربي السابق الأخضر الإبراهيمي ما إذا كان الوقت حان للبحث عن دور للرئيس السوري بشار الأسد في حل النزاع و «الانخراط معه بطريقة أو بأخرى»، كان جوابه حاسماً من أنه في سورية «ليست هناك خطط للسلام بل خطط للحرب»… و «الانتصار الساحق».

بالنسبة إلى الإبراهيمي، إن أفراد «الحلقة الضيقة» في النظام لا يزالون يعتقدون بأنهم قادرون على «الانتصار الساحق» وإعادة البلاد إلى ما كانت عليه قبل آذار (مارس) 2011، وإن الشيء الوحيد الذي تغير هو المدة الزمنية، ذلك أنهم كانوا يعتقدون أنهم قادرون على فعل ذلك «خلال أسابيع» ثم صارت خلال «أشهر» وأنه ربما الحديث الآن عن «سنوات».

جاء كلام الإبراهيمي ضمن ندوة عقدت في «المعهد الملكي البريطاني للدراسات الدولية» (تشاتام هاوس) عن آثار الأزمة على دول الجوار بالتزامن مع لقاءات مغلقة وجلسات عصف فكري عقدت في عواصم أوروبية لتناول السؤال الراهن: «هل حان وقت إعادة الانخراط مع النظام». وأضاف الإبراهيمي إن «فترة بسيطة فقط» كان فيها النظام مستعداً لتقديم «بعض المرونة» وهي في نهاية عام 2012، عندما «بدت الأمور سيئة له».

باستثناء ذلك، فان «الشيء الوحيد» الموجود في سورية هو «خطط للحرب وليس للسلام» وان هذا الأمر ينطبق على النظام والمعارضة ودول إقليمية ذلك أن «كل طرف يريد انتصاراً ساحقاً» إذ انه في مقابل قول الأطراف علناً أن «لا حل عسكرياً للأزمة السورية، عملياً الكل يعمل لأجل الحل العسكري». وتابع أن وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف اتفقا في أيار (مايو) 2013 على مبادئ في سورية تتضمن أن سورية في خطر ولا حل عسكرياً وضرورة أن تعمل روسيا وأميركا لحل سياسي، غير أن هذه المبادئ لم تر طريقها إلى النور في الممارسات خصوصاً بعد أزمة أوكرانيا بداية العام الحالي، التي عقدت الأزمة السورية.

وإذ عبر عن «الألم والمرارة» من أن يرى سورية التي «أحب وأعرف جيداً تدمر»، أعرب عن الأمل أن تكون «سورية الجديدة غير مقسمة» مع قناعته أن حدود سايكس – بيكو «راسخة أكثر مما يعتقد كثيرون»، داعياً إلى ضرورة التعاطي مع ثلاث دوائر: دائرة سورية – سورية، دائرة إقليمية، دائرة دولية لذلك «لا بد أن يجلس الجميع للوصول خطة للسلام إلى سورية الجديدة». وأضاف: «بعض المقربين من النظام يعتقدون أنه لا يمكن العودة إلى ما قبل آذار 2011 وأن هناك كثيرين من المسؤولين في الأمن والجيش والحكومة مستعدون للمشاركة في وضع سورية على بداية الطريق للوصول إلى حل» على أمل «الإفادة من العراق وعدم تكرار الأخطاء التي حصلت فيه».

وأعاد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وصوغ التحالف الدولي – العربي لمحاربة التنظيم، إلى النقاش أسئلة تتعلق بطبيعة العلاقة مع النظام مع اقتراحات بـ «زيارة السؤال المتعلق بما إذا كان الوقت حان لانخراط ما مع» النظام، وسط الإشارة إلى أن استراتيجية أميركا الحالية لا تتضمن ضرب مواقع النظام ولا الانخراط معه، على أساس مبدأ «داعش أولاً».

وطرح خبراء وسياسيون في جلسات مغلقة في عواصم أوروبية، أسئلة من نوع: «كل الافتراضات في السنوات الثلاث والنصف الماضية، قامت على أن النظام ساقط وسينهار، لكن ليست هناك سياسات قائمة على افتراض أن يبقى النظام فترة طويلة». وقال أحدهم أنه في حال الانخراط مع النظام، ما هي القضايا والأهداف التي يرمي إليها أمر كهذا وما إذا كان ممكناً وجود «ثقة بالنظام»، فيما سأل آخر أنه في حال لم ينتصر النظام ولم يهزم كيف يمكن التعاطي مع «عزلة طويلة» لسورية شبيهة بالنموذج العراقي بعد حرب الخليج في بداية التسعينات؟ وكيف يمكن خفض كلفة «العزلة» بشرياً وسياسيا وأمنياً بالإفادة من تجربة العراق خلال أكثر من عقد؟

من جهته، قال خبير دولي إنه باعتبار أن موقف النظام هو «الانتصار الساحق» عززت الحرب على «داعش» هذه القناعة، محذراً من «عودة الانخراط تعني الوقوع في الفخ»، إضافة إلى ضرورة ملاحظة أن النظام «يضرب القوى المعتدلة كي يكون الصراع صافياً بينه وبين الجهاديين كي يكون الغرب بينهما»، الأمر الذي لم يوافق عليه خبير آخر باعتبار أنه يمكن الإفادة من «الشبكات الأمنية التي يخترق بها النظام الجهاديين» والقوة البشرية الموجودة على أرض المعارك ضد «داعش». وقال آخر: «الحوار لا يعطي شرعية خصوصاً إذا كان عبر الأمم المتحدة» وأن «التعاون الأمني لا يعني الشرعية السياسي» مع إمكانيات «خفض التوقعات والحوار على أمور صغيرة إنسانية».

وعندما دافع آخر عن الحوار، برره بـ «الحفاظ على ما تبقى من مؤسسات الدولة» و «كي نعرف أكثر عن النظام وآليات عمله»، وسط توقع بأن تعاد «زيارة هذا السؤال» مع كل تطور يحصل في المنطقة وقناعة أن القرار السياسي الغربي حالياً هو لـ «رفض الانخراط السياسي» وأن الحوار حالياً «يعني السقوط في فخ داعش».

 

 

لماذا يستخدم النظام السوري “المنظومة الروسية” في جوبر؟

بيروت – “الحياة”*

 

تتداول وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة معلومات عن استعمال الجيش السوري منظومة مكافحة الألغام الروسية “يو أر 77” في حي جوبر، الذي يعدّ المدخل الجنوبي الشرقي للعاصمة دمشق، والذي يشهد معارك ضارية بين الجيش السوري النظامي ومسلحي المعارضة.

 

والمنظومة الروسية تستطيع تحقيق خروق وانفجارات ضخمة تمكِّنها من هدم وتدمير كل شيء ضمن مساحة بطول 90 متراً وعرض 6 أمتار، وتطلق النار عبر حبال صاروخية مزودة بعبوات ناسفة، واستخدمها الروس في “حرب الشيشان” الثانية لتدمير الأبنية التي يتحصن داخلها المسلحون ولتفجير العبوات والألغام.

 

ويقع الحي على الطرف الشرقي للعاصمة، وهو متصل من جهة الشرق بمعاقل مقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية.

 

كما تقع في الجهة الغربية من الحي “ساحة العباسيين”، التي تعدّ من أكبر الساحات في دمشق، ويتم استعمال هذه المنظومة للمرة الأولى في جوبر من قبل الجيش النظامي.

 

ويشهد الحي اشتباكات يومية بين الجيش والمعارضة، ويسعى النظام للسيطرة على الحي من أجل تأمين وحماية العاصمة دمشق، وكي يمنع دخول مقاتلي المعارضة دمشق ولمنع تساقط قذائف “الهاون” وصواريخ “الكاتيوشا” التي تطلقها المجموعات المسلحة من الحي وتستهدف أحياء العاصمة.

 

وسقوط الحي يجعل الجيش السوري أقرب إلى معقل المعارضة السورية في مدينة دوما الواقعة في ريف دمشق، حيث يتواجد زهران علوش قائد “جيش الإسلام”.

 

وتتواصل المعارك العنيفة شرق دمشق، وخصوصاً في جوبر ومحيطها، في عين ترما وزملكا، إذ يقوم الجيش السوري بالتقدم وتضييق الخناق على الحي عبر سيطرته على المناطق القريبة منه، مستخدماً قوة نارية كبيرة لكسر دفاعات المعارضة.

 

ووفق تقارير إعلامية، تسلل فجر الثلثاء الماضي عدد كبير من عناصر “جبهة النصرة” إلى الخطوط الخلفية للمعارك الجارية في عمق منطقة المسالخ في الحي، عبر نفق حفروه سابقاً وانتشروا في منطقة شبه خالية من عناصر الجيش السوري، محاولين الوصول إلى ساحة العباسيين، وخلال الساعات الأولى للهجوم وصلوا إلى نقاط متقدّمة وقريبة من آليات الجيش والدبابات، حيث كان أحد أهدافهم الاستيلاء عليها.

 

وأكد القائد الميداني للعملية في الجيش السوري لوسائل الإعلام، أن “المحاولة كانت فاشلة، ولو نجحت لكانت العناصر المهاجمة قد هددت أمن العاصمة وفتحت ثغرة باتجاه ساحة العباسيين”، وأوضح أنه “عادة ما تكون الخطوط الخلفية ضعيفة في المعارك، بحيث يكون ثقل المعركة على خطوط التماس”.

 

وفي شهر حزيران (يونيو) الماضي، انتقلت “حرب الأنفاق” بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة إلى حي جوبر، حيث اخترق معارضون ضمن”معركة كسر الأسوار” عن العاصمة عدداً من الأنفاق التي جهزها الجيش الحكومي منذ أسابيع.

 

وأفاد موقع “كلنا شركاء” المعارِض حينها، أنه جرى “اكتشاف عدد من الأنفاق شرق دمشق تبين أنه تم تجهيزها بمستلزمات الإنارة وحُفرت بحفارات كهربائية تبدأ بحفرة عميقة تصل لحد أدنى عشرة أمتار وتتشعب إلى طرق وفروع تحت الأرض، وهي تحمل طابعاً احترافياً، إذ وصل الحفر إلى أغلب مقرات الجيش الحر في المنطقة وكاد تجهيزها ينتهي قبل اختراقها من المعارضين”.

 

“الحرب الفعلية” في سورية تدور تحت الأرض، حيث توجد مدينتان: واحدة فوق الأرض وأخرى سفلية، وهي أكثر واقعية من الأولى. ولتفادي نيران القناصة، حفرت أنفاق ضيقة وضعت فيها مصابيح إضاءة. والطبقة السفلية الأولى من الأنفاق مخصصة للإمداد، والثانية للتواصل بين المواقع، والثالثة لإجلاء الجرحى، أما الطبقة الأخيرة التي قد يصل عمقها إلى 12 متراً، فتكون مفخخة.

*إعداد: عباس عبدالكريم

 

 

ميشيل كيلو سيطلق ائتلاف جديد

كلنا شركاء ـ علاء غانم ميشال-كيلو

علمت كلنا شركاء من مصادر في المعارضة السورية أن الجهود التي يقوم بها المعارض السوري ميشيل كيلو منذ فترة من خلال التواصل مع تيارات وقوى سورية معارضة في الداخل والخارج بهدف تشكيل ائتلاف بديل عن ائتلاف قوى الثورة والمعارضة لم تحظى بالنجاح المتوقع بسبب رفض غالبية من يتشاور معهم للانضمام لهذا الائتلاف الجديد.

 

ووفق المصادر فإن كيلو تواصل مع هيئة التنسيق الوطنية ومع آشوريين وأكراد وعلويين وأحزاب وتشكيلات سورية معارضة تنشط داخل سورية وخارجها من أجل تشكيل كيان جديد يكون بديلاً عن ائتلاف المعارضة الحالي ويحتل مكانه، على أن يتم عقد مؤتمر تأسيسي الشهر المقبل للإعلان عن هذا التشكيل الجديد.

 

ووفق مصادر مطلعة على المشاورات، فإن الإخوان المسلمين قد يشكّلون جزءاً أساسياً من هذا التشكيل الجديد خاصة بعد تقليص دورهم في الائتلاف وخلافهم معه على موقفه من التحالف الدولي، ولأن قطر يمكن أن تضغط بهذا الاتجاه.

 

لكن غالبية القوى التي تواصل معها كيلو رحّبت بالتشاور معه، لكنها رفضت الانضمام لهذا التحالف باعتباره ائتلاف، ووافقت على التنسيق معه وتوحيد الرؤى والجهود وفق برنامج واضح، بخطوط عامة تصلح لانضمام أي تيار أو تكتل سوري معارض بما فيه الائتلاف، وهو ما يهدد جهود المعارض السوري بالفشل.

 

لكن المصادر نفسها أكّدت على أن كيلو يعتزم الدعوة للمؤتمر وعقده بمن يحضر، ليتم إشهاره ومن ثم اعتباره كيان سياسي يمكن أن يفاوض من خلاله ويعود للساحة السياسية السورية المعارضة بقوة أكبر من السابق والتي فشل في استغلالها سابقاً أو أفشلته التحالفات داخل الائتلاف.

 

وكان كيلو قد ساهم مع آخرين في تأسيس هيئة التنسيق لكنه لم ينضم إليها، كما ساهم في تأسيس المنبر الديمقراطي المعارض وغادره، ومن بعده اتحاد الديمقراطيين، وانضم فيما بعد للائتلاف وخرج لاحقاً من هيئة السياسية، وهو شبه مجمد لنشاطه في الائتلاف ومختلف مع كثيرين داخله.

ما هي “الدائرة الأمنية” والمالية الضيقة المحيطة بنظام الأسد ؟

بيروت – “الحياة”*

بعد مرور نحو أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة على الأزمة السورية التي اندلعت في آذار (مارس) 2011، وشهدت أحداثاً عسكرية وأمنية استنفرت العالم وقلبت المشهد رأساً على عقب، بقي السؤال حاضراً عن الدائرة الأمنية والمالية الضيقة التي لا تزال تحيط بالرئيس السوري بشار الأسد وتتولى المهام العسكرية في نظامه.

 

وبقيت أسماء كثيرة متداولة في الإعلام وأروقة أجهزة الاستخبارات الدولية حول دور هذه الدائرة في “العمل العسكري” وتنسيق الخطط الأمنية التي ساعدت النظام في تثبيت بعض مواقعه، على الرغم من الخسائر الميدانية التي مُني بها. ومن هذه الأسماء:

 

–   ماهر الأسد:

 

يعدّ الشقيق الأصغر للرئيس السوري، ثاني أقوى رجل في سورية. ويتولى قيادة الحرس الجمهوري المكوّن من ستة ألوية، ويقود اللواء الرابع المدرع والذي يعتبر أقوى تشكيل عسكري في البلاد. وله دور كبير في قمع “الثورة السورية” المطالبة بإسقاط النظام، ويُعرف عنه بأنه “اليد الضاربة” لأخيه بشار.

 

–   علي مملوك:

 

واحد من أبرز القادة الأمنيين و”رجل الاستخبارات الأول” في سورية، وأحد “جلادي النظام”، وفق ما يصفه المعارضون. يحظى بثقة كبيرة من الأسد الذي عيّنه رئيساً لمكتب الأمن القومي برتبة وزير خلفاً لهشام بختيار الذي قتل في تفجير مبنى الأمن القومي في 18 تموز(يوليو) 2012 أثناء اجتماع وزراء ومسؤولين أمنيين كبار. وهو يشرف على كل الأجهزة الأمنية، ويتبع مباشرة لرئيس الجمهورية.

 

شغل سابقاً منصب مدير أمن الدولة. وفرض عليه كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات اقتصادية بتهم “قمع التظاهرات وتحركات المعارضين أثناء الأزمة السورية”.

 

ويعتبر المملوك واحداً من أكثر ضباط الاستخبارات السورية غموضاً بالنسبة للشعب السوري وللمراقبين في الداخل والخارج، وأكثر الأمنيين من الطائفة السنية قرباً من الأسد.

 

–   العماد فهد جاسم الفريج:

 

عيّن في بداية الأزمة السورية رئيساً لهيئة الأركان خلفاً لداود راجحة الذي أصبح وزيراً للدفاع لاحقاً. ثم تم تعيينه نائباً للقائد العام للجيش والقوات المسلحة ووزيراً للدفاع بعد مقتل راجحة في تفجير مبنى الأمن القومي.

 

تعرض لحملة واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي أخيراً من قبل موالين للنظام الذين طالبوه بـ”الإستقالة” بعد سقوط الفرقة “17” ومطار “الطبقة” العسكري في محافظة الرقة.

 

–   محمد الشعار:

 

يتولى منصب وزير الداخلية منذ 14 نيسان (أبريل) 2011 في حكومة عادل سفر.

 

شغل مناصب أمنيّة عدة، كان آخرها رئيس الشرطة العسكريّة السوريّة وقبلها رئيس الاستخبارات العسكرية في حلب.

 

أصيب في تفجير الأمن القومي في دمشق، وسرت شائعات قوية عن مقتله حينها، لكنه تعافى وظهر على شاشة التلفزيون السوري بعد عشرة أيام من التفجير مصاباً في يده.

 

أصيب مرة أخرى في حادث تفجير أمام مبنى وزارة الداخلية في كفر سوسة في 12 كانون الأول (ديسمبر) 2012، نقل على إثرها إلى بيروت للعلاج. تم إدراجه على القائمة الأوروبية والأميركية والعربية للعقوبات التي تشمل منع السفر وحظر الأموال أو التعامل معه إضافة الى 12 وزيراً سورياً آخر.

 

–   العماد علي أيوب:

 

عيّن رئيساً لهيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة السورية في تموز (يوليو) 2012، خلفاً للعماد فهد جاسم الفريج. وكان أيوب يشغل منصب نائب رئيس الأركان قبل ترقيته خلفاً للفريج.

 

–   رستم غزالة:

 

كان يشغل منصب رئيس الاستخبارات العسكرية في ريف دمشق، وبعد تفجير مبنى الأمن القومي، عيّنه الأسد رئيساً للأمن السياسي في سورية.

 

ويعدّ غزالة واحداً من أبرز المشاركين في قمع المتظاهرين في البلاد.

 

خَبر غزالة العمل الأمني في لبنان إبان الوجود السوري هناك، ثم خبره أكثر عندما تولى منصب رئاسة الاستخبارات العسكرية.

 

–   حافظ مخلوف:

 

هو شقيق البليونير رامي مخلوف وأحد أبرز أعضاء الدائرة الضيقة للنظام في سورية وصاحب “الكلمة المسموعة”. ويشغل منصب عميد في الاستخبارات العسكرية والقوات الجوية ومكتب الأمن القومي السوري.

 

ويتولى مخلوف أمن دمشق وضواحيها، ويعتمد عليه الأسد في القضايا الأمنية. وراجت معلومات أخيراً حول إعفاء الأسد لمخلوف من مهامه، ومغادرته البلاد ‏مع عائلته متجهاً إلى بيلاروسيا.

 

ووفق المعلومات التي تم تداولها، فإن “إعفاء” مخلوف جاء على خلفية “امتعاض عدد من ‏القادة الأمنيين من تجاوزاته”.

 

–   اللواء جميل الحسن:

 

مدير الاستخبارات الجوية السورية، وهو “متورط بشكل كبير في قمع الثورة السورية ولا سيما في ضواحي مدينة دمشق ودرعا”، وفق المعارضة السورية.

 

–   اللواء رفيق شحادة:

 

رئيس “شعبة الاستخبارات العسكرية” وواحد من المقربين لبشار الأسد الذي سلمه قيادة هذه الشعبة التي تعد القوة الأمنية الأكثر تعداداً وقوّة.

 

وكان شحادة الحارس الشخصي الأبرز لحافظ الأسد ومقرباً منه، ثم أصبح بعد ذلك “ضابط أمن” في قوات الحرس الجمهوري، وانتقل من بعدها الى المؤسسة الأمنية ليصبح رئيساً لفرع مدينة دمشق في شعبة الأمن السياسي.

 

ونُقل من بعدها إلى شعبة الاستخبارات العسكرية ليتسلم أحد أقوى فروعها وهو فرع شؤون الضباط (الفرع 293)، وهو يملك خبرة أمنية وميدانية واسعة، ويتحدث عارفوه عن صلابته الشديدة.

 

–   رجل الأعمال رامي مخلوف:

 

ابن خال بشار الأسد ويعدّ أهم رجل أعمال في البلاد والمالك الرئيس لشبكة الهاتف المحمول “سيرياتل”.

 

كان عرضة لاتهامات متكررة بالفساد واستغلال النفود، اذ يؤكد محللون اقتصاديون انه “لا يمكن لأي شركة عالمية أن تدخل السوق السوري من دون موافقته”.

 

ووفق وزارة الخزانة الأميركية فإن “مخلوف يعدّ من كبار المستفدين من الفساد في سورية. ولديه العديد من المصالح التجارية والتي تشمل الاتصالات السلكية واللاسلكية والنفط والغاز والتشييد (الاعمار)، والخدمات المصرفية وشركات الطيران والتجزئة”، ووفقاً لمحللين سوريين يعدّ (مخلوف) “جزءاً من دائرة الأسد الداخلية”.

 

وفي 10 أيار (مايو) 2011، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على مخلوف لـ”تمويله النظام و”الشبيحة” (المليشيات المسلحة المساندة للجيش) والسماح باستخدام العنف ضد المتظاهرين في الثورة السورية”.

 

واليوم، أعلنت وزارة الخزانة الاميركية “فرض عقوبات” على المسؤول في الاستخبارات الجوية العقيد قصي ميهوب، المتهم بإصدار أوامر لقواته بـ”ضرورة وقف التظاهرات المناهضة للنظام عام 2011 بأي وسيلة كانت ومن ضمنها الاستخدام القاتل للقوة”.

*إعداد: فاطمة نصرالله

 

إنكشارية البغدادي… صبية ينشأون على الطاعة

بغداد – مشرق عباس

وضع خليفة «داعش» أبو بكر البغدادي يده على الكثير من الإمكانات في الأراضي التي سيطر عليها، وتمتد آلاف الكيلومترات من الرقة في سورية إلى الفلوجة في العراق، وفيها حقول نفط، ومخازن أسلحة، وأموال مصارف. لكن الثروة الحقيقية التي في عهدته هي آلالاف من الأطفال الذين تستقطبهم معسكرات خاصة، على الطريقة «الانكشارية»، بعضهم أيتام وآخرون أبناء «سبايا»، وسيصبحون خلال سنوات سلاحاً مدمراً.

 

وكان «داعش» نشر في العدد الأخير من مجلته «دابق»، الصادرة في الرقة، مقالاً في عنوان «إحياء الرق قبل قيام الساعة»، فصل فيه المبررات الدينية لإعادة العمل بنظام الرق، مبرراً بذلك سبي النساء والأطفال الإيزيديين، ومعترفاً بتعامل «الدولة الإسلامية مع هذه الطائفة بما أقرته غالبية الفقهاء في كيفية التعامل مع المشركين (…) بعد أسرهم تم اقتسام نساء الإيزيديين وأطفالهم بين مقاتلي الدولة الإسلامية الذين شاركوا في عمليات سنجار، بعد نقل خمس السبي إلى سلطة الدولة الإسلامية». وأضاف المقال أن «سبي هذا العدد الكبير من أسر المشركين ربما يكون الأول منذ تنحية هذا الأمر الشرعي، وعائلات الإيزيديين الذين تم سبيهم يباعون الآن بواسطة جنود دولة الإسلام».

 

خلف تبريرات «داعش» هذه حقائق كشفها لـ «الحياة» شهود من أهالي الموصل. تحدثوا عن نقل التنظيم مئات الفتيان والأطفال، معظمهم أيتام وبعضهم تم استقطابهم أو انتزاعهم من عائلاتهم، إلى معسكرات تدريب خاصة خارج المدينة، لعزلهم عن العالم الخارجي وتدريبهم وفق الطريقة الانكشارية.

 

وفي الأفلام والصور التي يعرضها «داعش» لعمليات إعدام أو تمثيل بالجثث، أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و13 سنة، يشهدون عمليات القتل، أو يشاركون بها. ونشر التنظيم في تموز (يوليو) الماضي شريطاً لمعسكر تدريب في الرقة لأطفال يتدربون على تنفيذ هجمات انتحارية بأحزمة ناسفة. وفي أيلول (سبتمبر) الماضي بث، من الموصل، تسجيلاً لطفل يلقي خطبة في أحد المساجد يحض فيها على الالتحاق بمقاتلي البغدادي، ويطالب الأطفال بالولاء المطلق للخليفة، ويتوعد أعداء «الدولة» بالذبح، فيما نشر في الشهر نفسه صورة طفل قتل خلال تنفيذه عملية في سورية.

 

تجنيد الأطفال ليس مشروعاً جديداً لتنظيم «داعش» فهو امتداد لمشروع «طيور الجنة» الذي انتشر في ديالى وشمال بغداد في نهايات تزعم أبو عمر البغدادي التنظيم، لكن الزعيم الجديد أو «الخليفة»، غير اسمه إلى «أشبال الخلافة».

 

وتفيد المعلومات بأن مشروع «أشبال الخلافة» يختلف عن معسكرات «الانكشارية» التي لا يعرف اسمها الحقيقي في عهد السلطنة العثمانية، فالأول يشمل تجنيد الصبيان من المناطق التي يحتلها التنظيم، ومن الذين يعلم أنهم من عائلات محددة، فيما الثاني يتبنى الأطفال الأيتام، والمعزولين عن عائلاتهم، أو الهاربين أو المنتزعين منها في إطار مفهوم «خمس الخلافة»، ويتم إعداد هؤلاء ليكونوا قادة التنظيم مستقبلاً، يزودون «خزينة» الانتحاريين بالمزيد من المتطوعين.

 

وكان الحديث عن وجود «عائلات قاعدية» مقتصراً على مخلفات التنظيم في العراق، ويتكون من ثمرة الزيجات التي أقدم عليها «المقاتلون»، حتى نهاية الحرب الأهلية عام 2008، إذ يحرص قادة التنظيم على تزويج أرامل مقاتليه ورعاية أبنائهم.

 

ولم تسع سوى منظمات محدودة البحث عن هذه العائلات والتوصل إلى مئات الأطفال الذين لم يتم تسجيلهم في دوائر الأحوال الشخصية لأن الأب مجهول، أو لأن الزوجة تخاف كشف علاقتها بالتنظيمات المتطرفة. لكن هؤلاء الأطفال الذين باتوا اليوم شباباً أصبحوا امتداداً لمجتمع «داعش» الذي يحاول جمعهم من كل أنحاء العراق للعناية بهم.

 

ويظهر التنظيم في منشوراته الرسمية رعاية فائقة للأطفال، ويصور تسجيل في عنوان «صواريخكم لن تسكت ابتسامات الأطفال»، أحد عناصر «داعش»، ويبدو من لهجته أنه غير عراقي، وهو يعتني بمجموعة من الأطفال في إحدى الحدائق، ويلقنهم مبادئ التنظيم بطريقة كوميدية، فيما ترفرف راية «داعش» السوداء فوقهم.

 

وما زال التنظيم يعاني من إقناع المقاتلين العراقيين الذين يطلق عليهم «الأنصار» بتنفيذ عمليات انتحارية، كما أنه لا يثق بالمقاتلين الجدد في المدن التي سيطر عليها، لأنهم، على ما يقول الأهالي: «لم يتربوا تربية إسلامية».

 

وفي محاولة لإقناع العراقيين بوضع أسمائهم في «قرعة» العمليات الانتحارية، أعلن التنظيم أن منفذ عملية الكاظمية في بغداد أخيراً هو أحد أقرباء أبو بكر البغدادي نفسه، واسمه أبو عائشة البدري، كما نشر أمس تسجيلاً لصبي انتحاري أطلق عليه اسم أبو الوليد العراقي يفترض أنه نفذ عملية في حي الشعلة في بغداد، قبل أيام، وقال متلعثماً: «أسلم على أبي وشيخي أبا بكر البغدادي». ودعا القاعدين إلى «الالتحاق بالجهاد»، لكن اللافت أنه شدد على التوجه إلى المقاتلين كي يطيعوا أمراءهم. وحرص التنظيم على عدم إظهار وجه الصبي.

 

«داعش» يسعى لـ «خنق» عين العرب

واشنطن – جويس كرم

لندن، موسكو مرشد بينار (تركيا) – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – كثف عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) قصفهم معبر الحدود بين شمال سورية وتركيا، بهدف «خنق» مدينة عين العرب (كوباني) الكردية بفرض حصار من جهاتها الأربع، في وقت ارتفع إلى مئة عدد الغارات التي شنتها مقاتلات التحالف الدولي- العربي على مواقع التنظيم في المدينة، وسط «مقاومة شرسة» من الأكراد. (للمزيد)

 

وأعلن الجيش الأميركي أمس أن مقاتلاته شنت الأربعاء والخميس 14 غارة على مبان كان سيطر عليها عناصر «داعش» في عين العرب، ما رفع إلى أكثر من مئة عدد الغارات على أهداف في محيط المدينة منذ نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي، الأمر الذي عرقل تقدم التنظيم. لكن الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) الأميرال جون كيربي، حذر من أن «سقوط كوباني لا يزال ممكناً».

 

من جهة أخرى، أعلن إدريس نسيم، المسؤول الكردي المحلي، أن مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية المسلحة «تقدمت شرق المدينة وجنوب شرقها». في المقابل، شن عناصر التنظيم هجوماً على مشارف المركز الحدودي التركي مع سورية مرشد بينار، بهدف قطع إمكان المرور من تركيا إلى عين العرب. وسقطت قذيفتا هاون على الجانب السوري، وثالثة على الأراضي التركية. وقال نائب تركي مقرب من الأكراد إن أنقرة تريد إعادة 150 مقاتلاً كردياً تشتبه في علاقتهم بـ «حزب العمال الكردستاني» بزعامة عبد الله أوجلان.

 

وخلال شهر، أسفرت «معركة كوباني» عن مقتل 662 شخصاً، وفقاً لحصيلة لـ «المرصد السوري لحقوق الإنسان» التي لا تشمل ضحايا الغارات الجوية. وخسر «داعش» 374 عنصراً و «وحدات حماية الشعب» 258 مقاتلاً. وفرّ من المدينة أكثر من 300 ألف شخص، بينهم أكثر من 200 ألف إلى تركيا.

 

في واشنطن، حدد الجنرال جون آلن المبعوث الأميركي لمحاربة «داعش»، خمس خطوات لمحاربة التنظيم، بينها تجهيز «الجيش السوري الحر» بمساعدة كل من أنقرة والرياض، الأمر الذي سيأخذ وقتاً، مع إمكان أن يشمل لاحقاً إمكانات عدة، بينها توفير «حماية جوية» لهذه القوة.

 

وقال آلن في وزارة الخارجية مساء أول من أمس، إن الجهود تنصب حالياً على «تعاضد مساهمات شركاء التحالف وانسجامها باتجاه الهدف الاستراتيجي بتحجيم وهزيمة داعش». وحدد خمسة خطوط عريضة لهذه الجهود، وهي: «دعم العلميات العسكرية والتدريبية (الجيش الحر والقوات العراقية)، وقف تسلل المقاتلين الأجانب، قطع التمويل، الإغاثة الإنسانية وضرب شرعية داعش ورسالتها».

 

في موسكو، أعلنت الخارجية أن روسيا والولايات المتحدة لم تتفقا على تبادل المعلومات الأمنية عن «داعش». ونفت في بيان «المعلومات الصحافية المغلوطة حول التعاون في مجال مكافحة الإرهاب» بعد تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن اتفاقه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على التعاون.

 

الى ذلك، أكد نشطاء معارضون ومصادر إيرانية تشييع أحد قادة «الحرس الثوري الإيراني» الجنرال جبار دريساوي بعد مقتله السبت الماضي في المعارك المستمرة في حندرات في ريف حلب شمالاً. وأشارت إلى أن دريساوي كان شارك في الحرب الإيرانية- العراقية في الثمانينات.

 

في واشنطن أيضاً، أعلنت وزارة الخزانة في بيان، أنها فرضت عقوبات جديدة على العقيد قصي ميهوب المسؤول في الاستخبارات الجوية، المتهم بإصدار أوامر لقواته بـ «ضرورة وقف التظاهرات المناهضة للنظام عام 2011 بأي وسيلة كانت ومن ضمنها الاستخدام القاتل للقوة».

 

وشملت العقوبات أيضاً عدداً من الشركات العاملة في الخارج والمسؤولين عنها بتهمة التعاون مع نظام الرئيس بشار الأسد، إضافة إلى إدراج وزيرين على اللائحة الأميركية السوداء هما وزيرا الاقتصاد والتجارة خضر أورفلي والصناعة كمال الدين طعمه.

 

مليون و800 ألف سوري بحلول 2015 ومفوضية الأمم المتحدة أوقفت نشر أعداد الواصلين!

عكار – ميشال حلاق

لا تزال أعداد اللاجئين السوريين المسجلين لدى مفوضية الامم المتحدة للاجئين في لبنان غائبة كليا عن التقرير الذي تصدره المفوضية اسبوعيا منذ بدء اعتداءات المجموعات المسلحة في جرود عرسال وما تبعها من مواجهات مع الجيش اللبناني.

ولم يتضح ما اذا كان تغييب الاعداد مقصودا لغاية ما، أو انه تدبير موقت فرضته آليات واعتبارات لم تكلف مفوضية الامم المتحدة نفسها عناء ذكرها او تبريرها في تقاريرها الاسبوعية التي تتحدث عن انشطة المفوضية والمنظمات الشريكة لها. وتلفت في موازاة الالتباس الحاصل الى تصريحات تصدر بين حين وآخر فحواها ان عدد اللاجئين السوريين في لبنان قد يصبح بحلول السنة 2015 في حدود مليون و800 الف. فمن اين تأتي هذه الأعداد ولماذا ترتفع؟ في حين تقول الحكومة عبر وزرائها المعنيين، بان تدابير قد اتخذت عند كل المعابر الحدودية بين لبنان وسوريا بحذف اسم اي سوري من جداول اللاجئين فور مغادرته الاراضي اللبنانية الى سوريا وعدم السماح بدخول لاجئين جدد باعتبار ان لبنان لم يعد في مقدوره استيعاب المزيد. مع الاشارة الى ان العدد الاخير الذي اعلنته المفوضية في آخر تقرير لها هو في حدود المليون و300 الف لاجئ بمن فيهم المسجلون واولئك الذين ينتظرون التسجيل في مكاتب المفوضية في كل المناطق اللبنانية.

وكانت معلومات ذكرت قبل مدة ان اكثر من 20 في المئة من اللاجئين السوريين غادروا منطقة عرسال اثر المواجهات بين الجيش والمجموعات المسلحة، فالى أي منطقة لجأوا؟ علماً ان نسبة 20 في المئة احتساباً لعدد اللاجئين السورين الذين كانوا في عرسال نحو 130 الفاً تعني ان اكثر من 25 الف لاجئ انتقلوا من عرسال وتوزعوا على المناطق اللبنانية. فهل تمكنت الاجهزة الامنية من تنظيم حالات لجوئهم وضبطها؟ مع الإشارة الى أخبار فحواها ان هناك من يقول بان القسم الاكبر منهم لجأوا الى منطقة الشمال وبخاصة منطقتي الضنية وعكار.

ويذكر ان ما بين 300 و500 لاجئ سوري يقومون يوميا بتسوية اوضاعهم في مركز امن عام حلبا، حيث يجهد عناصر الامن العام يوميا لانجاز معاملاتهم، منذ ان قررت الحكومة اعفاءهم من الرسوم المالية . ويقول بعض مختاري عكار ان الامن العام طالب اللاجئين السوريين بضم افادة سكن الى جملة الاوراق المطلوبة منهم لتسوية اوضاعهم.

وأمام الوقائع والاحوال الصعبة التي يعانيها اللاجئون يظل الاهم ما ترتب على اللجوء السوري من تداعيات كبيرة على المجتمعات المحلية التي استضافتهم وتقاسمت معهم أوجه الحياة، وتنافست معهم لاحقا على فرص العمل في كل المجالات، ففتح اللاجئون السوريون مئات المحال والمؤسسات التجارية، اضافة الى توفيرهم اليد العاملة الزراعية التي كان السوريون في الاساس يقومون بالقسم الاكبر منها قبل اندلاع الحرب السورية.

والسؤال هل يكفي المسؤولين اللبنانيين ما يردده المسؤولون الدوليون من كلام مادح لكرم الضيافة اللبنانية لإجابة حاجات المواطنين واللاجئين معاً؟

 

تركيا تريد 5 «مناطق عازلة»: لن نجازف وحدنا

لقاء أميركي مع أكراد سوريين

فتحت مقاومة أكراد عين العرب (كوباني) السورية الشرسة لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» الباب أمام عقد اجتماع، هو الأول من نوعه، بين مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية وقيادات في «حزب الاتحاد الديموقراطي»، فيما كانت أنقرة تكشف عن مطالبتها بإقامة خمس «مناطق عازلة» داخل سوريا. وقللت موسكو من شأن تصريح لوزير الخارجية الأميركي جون كيري عن تبادل معلومات مخابرات مع روسيا تتعلق بمقاتلي «داعش»، مؤكدة رفضها المشاركة في تحالفات تنتهك «القانون الدولي».

وفي الوقت الذي تعرضت فيه بغداد لسلسلة تفجيرات وهجمات دامية، أدت إلى مقتل حوالي 50 شخصا، وإصابة 125، فان البنتاغون اعتبر أن العاصمة العراقية لا تتعرض لـ«تهديد وشيك» من «داعش»، الذي تقدم خلال الأيام الماضية في الانبار.

وكشف رئيس الحكومة التركية احمد داود اوغلو ان انقرة تريد اقامة خمس «مناطق عازلة» في سوريا. وقال «يجب إنشاء هذه المناطق بالقرب من مدينة حلب. كما تجب إقامة مناطق أخرى قرب الحدود التركية في محافظة إدلب وفي الحسكة وجرابلس وكوباني».

وأضاف «يجب على الأمم المتحدة لتعزيز الشرعية أن تتولى تنفيذ هذه المناطق الآمنة، لكن إذا لم يحدث هذا فإن التحالف الدولي يمكنه توفير الغطاء الجوي اللازم لهذه المناطق». وتابع «تركيا يمكنها تقديم كل المساعدات اللازمة إذا تقرر إنشاء هذه المناطق الآمنة، لكن حين لا توجد مثل هذه المناطق فإن مطالبة تركيا بالتدخل من تلقاء نفسها هي مطالبة لها بأن تتحمل هذه المخاطر وحدها».

وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأميرال جون كيربي أن المحادثات بين واشنطن وأنقرة بشأن دور تركي محتمل في محاربة «داعش» مضت بصورة «جيدة جدا جدا»، لكنه رفض التعليق على ما قد تقوم به تركيا فعلا.

وقال كيربي «مضت المحادثات بصورة جيدة جدا جدا. ركزت على استطلاع طرق أخرى، ومساهمات أخرى، يمكن لتركيا المشاركة بها في ذلك». وأضاف «نعتقد أن المحادثات كانت ايجابية.. اعتقد أن فريقنا يخرج بتقرير عام جيد هنا، لكنني لن أستبق الأمور (بشأن) ما قد تفعله تركيا أو لا تفعله». يذكر أن واشنطن أطلقت على حربها ضد «داعش» تسمية «العزم التام».

وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي أن مسؤولا أميركيا التقى، خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، في باريس أكرادا سوريين ينتمون إلى «حزب الاتحاد الديموقراطي».

وقالت انه في إطار إستراتيجية الولايات المتحدة ضد التنظيم في سوريا جرت «هذه الاتصالات المباشرة خارج المنطقة» بين مسؤول في الخارجية وممثلين عن «الاتحاد الديموقراطي»، الذي يدافع جناحه العسكري بشراسة عن عين العرب.

ويطالب مقاتلو «وحدات حماية الشعب» الكردية بتسليحهم لمواجهة «داعش»، لكن بساكي أعلنت أن واشنطن «لم تصل بعد» إلى حد العمل على تسليح وتدريب ميليشيات كردية. وقالت «لقد كان عبارة عن اجتماع خاطف»، برغم توقعها عقد اجتماعات جديدة.

ودخلت المعركة بين المقاتلين الأكراد السوريين و«داعش» في عين العرب شهرها الثاني، وأدت إلى مقتل 662 مقاتلا من الطرفين. وأعلن المسؤول الكردي في المدينة إدريس نسيم أن مقاتلي «وحدات حماية الشعب تقدموا في شرق المدينة وجنوب شرقها»، فيما كان مسلحو «داعش» يشنون هجوما على مشارف مركز مرشد بينار الحدودي التركي مع سوريا بهدف قطع إمكانية المرور من تركيا إلى عين العرب.

وأعلنت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، أن طائرات أميركية نفذت 14 غارة على أهداف للتنظيم قرب عين العرب خلال اليومين الماضيين، ما يرفع إلى أكثر من مئة عدد الغارات على أهداف في محيط المدينة منذ نهاية أيلول الماضي. ونقلت قناة «سكاي نيوز عربية» عن مصادر أن «ستة مقاتلين أكراد قتلوا عن طريق الخطأ، في ضربة جوية شنتها طائرة تابعة للتحالف على أحد المواقع قرب شارع التل وسط عين العرب».

وذكر «المرصد» أن المقاتلين الأكراد قتلوا 20 «داعشيا» في المعركة التي فتحوها أمس الأول في منطقة رأس العين في محافظة الحسكة.

وأعلنت موسكو رفضها الانضمام إلى التحالف الذي تبنيه واشنطن ضد «داعش». وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن «وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد خلال لقائه نظيره الأميركي جون كيري في باريس أن روسيا تكافح الإرهاب منذ زمن وبشكل متواصل، وتقدم الدعم للدول الأخرى التي تواجه خطر الإرهاب، بما في ذلك سوريا والعراق وغيرهما من دول المنطقة، وتساعدها في تعزيز الأمن». وأضافت أن «روسيا ستواصل هذه الجهود، لكنها لن تنضم إلى أي تحالفات يتم تشكيلها التفافا على مجلس الأمن الدولي وخرقا للقانون الدولي».

ونفت الخارجية الروسية ما تناقلته بعض وسائل الإعلام بشأن اتفاق بين لافروف وكيري حول تبادل المعلومات الاستخباراتية في مجال مكافحة الإرهاب وتدريب قوات الأمن العراقية، مؤكدة أن هذه الأنباء غير صحيحة.

العراق

وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي «نعتقد في الوقت الحاضر أن بغداد بمنأى عن تهديد وشيك». وأضاف «لا يوجد حشد كبير لقوات تنظيم الدولة الإسلامية خارج (بغداد) يستعد لدخولها».

وأعلنت الشرطة العراقية ومصادر طبية أن 50 شخصا قتلوا، وأصيب 125، في تفجير سيارات وهجوم بقذائف الهاون، وقعت خلال ساعتين على مناطق في بغداد.

وفجر انتحاري سيارة في نقطة تفتيش تابعة للجيش بالقرب من مطعم في منطقة الطالبية شمال بغداد، ما أدى إلى مقتل 12 شخصا، وإصابة 28. وبعد 45 دقيقة انفجرت سيارتان في غرب بغداد ما أدى إلى مقتل 16 شخصا، وإصابة 35. وبعد دقائق انفجرت خمس قذائف هاون في حي الشعلة ما أدى إلى مقتل 6 وإصابة 21، ثم انفجرت سيارة في حي الحرية القريب فقتلت ستة أشخاص وأصابت 16. كما قتل سبعة وأصيب 12 في انفجار سيارة في المحمودية جنوبي بغداد، فيما قتل جنديان وأصيب أربعة في انفجار عبوة جنوب العاصمة.

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

 

منسق التحالف الدولي: «داعش» يحرز تقدما كبيرا في العراق

واشنطن ـ «القدس العربي»: أقرّ الجنرال جون آلان، منسق التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش»، أن التنظيم أحرز تقدما كبيرا في العراق»، معتبرا أن الضربات الجوية ضد التنظيم تتم على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب».

وقال آلان، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر وزارة الخارجية في العاصمة واشنطن يوم الأربعاء، إن الدول المشاركة في التحالف اتفقت على أن الجانب العسكري لا يكفي وحده، مشيرا إلى وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت أن الضربات الجوية أسفرت عن مقتل المئات من مقاتلي «داعش».وأكد آلان أنه عمل خلال زيارته للعراق على لقاء مسؤولين حكوميين وأمنيين وشيوخ عشائر «لبحث التغيير في القوات الأمنية العراقية وتشكيل الحرس الوطني العراقي الذي سيجمع بين متطوعين ومقاتلين عشائريين في هيكل رسمي على صعيد المحافظة والبلاد».

وفي السياق نفسه أكد آلان أن وجهة نظر بلاده لا تختلف كثيراً عن وجهة نظر تركيا في نظرتها إلى الأسد قائلا «اعتقد بأنه يمكننا القول بأن الهدف التركي وهدفنا في النهاية هو نفسه نتيجة سياسية دون أن يكون الأسد جزءا من الحصيلة السياسية»، رافضاً الإفصاح عن الموقف التركي الذي قال إنه سيتركه للأتراك ليبينوه، مشدداً في الوقت نفسه على تقارب الموقفين.

 

امريكا تعلن اجراء اول محادثات مباشرة مع حزب كردي سوري

الاردن لا يستبعد المشاركة في حرب برية ضد «داعش»

المقاتلون الأكراد يسيطرون على 90٪ من عين العرب

عواصم ـ وكالات ـ الحسكة «القدس العربي» ـ من جوان سوز: قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية امس الخميس إن مسؤولا بالوزارة اجرى محادثات مباشرة للمرة الأولى في مطلع الأسبوع مع الحزب السياسي الكردي الرئيسي في سوريا في حين تبني الولايات المتحدة تحالفا لمكافحة تنظيم الدولةالإسلامية.

 

وقالت المتحدثة باسم الوزارة جين ساكي للصحافيين “أجرينا لبعض الوقت محادثات عبر وسطاء مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي. تحاورنا في مطلع الأسبوع فقط مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.”

 

وقال مسؤول رفيع بالادارة الأمريكية إن المحادثات جرت في باريس وشارك فيها مسؤول كبير في وزارة الخارجية.

 

ولحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي روابط وثيقة مع حزب العمال الكردستاني الذي يشن حملة من أجل حقوق الأكراد وهدد بالانسحاب من عملية السلام التي تجري مع الحكومة التركية ردا على الهجوم الحالي لمقاتلي الدولة الإسلامية على مدينة كوباني السورية.

 

وتضع تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني على لائحة المنظمات الارهابية.

 

وذكرت أنباء يوم الثلاثاء إن طائرات حربية تركية هاجمت أهدافا للمتمردين الأكراد في جنوب شرق تركيا بعد أن قال الجيش إن موقعا له تعرض لهجوم من مقاتلي الحزب وهو ما أثار خطر إحياء صراع استمر ثلاثة عقود وراح ضحيته زهاء 40 ألف شخص قبل الإعلان عن هدنة قبل نحو عامين.

 

من جهة اخرى قال الإعلامي باران مسكو من داخل مدينة عين العرب لـ«القدس العربي»، إن المقاتلين الأكراد سيطروا على 90 ٪ من مساحة مدينة كوباني «عين العرب» بعد معارك عنيفة، بالتزامن مع غارات جوية لقوات التحالف على أماكن تمركز تنظيم الدولة في محيط المدينة منها هضبة مشتنور الإستراتيجية.

وتستمر الاشتباكات لليوم الحادي والثلاثين بين وحدات حماية الشعب الـ»YPG» ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في مدينة كوباني المعرّبة إلى عين العرب شمالي سوريا.

وبين مسكو في تصريح خاص لـ«القدس العربي»، أن اشتباكات متقطعة تدور بين عناصر وحدات حماية الشعب ومقاتلين من التنظيم في عدد من أحياء المدينة وهي الصناعة ومكتلة وبوطان.

وعن مصير القرى الكردية المحاصرة في جنوب وجنوب شرق كوباني، أوضح مسكو أن التنظيم أرغم بعض الأهالي على مغادرة قراهم إلى مدينتي منبج وعين عيسى القريبتين من كوباني.

وفي سياق متصل، قال مسؤول كردي رفيع المستوى فضّل عدم الكشف عن اسمه إن برلمان إقليم كردستان العراق اعترف بالإدارة الذاتية المدنية التي يشارك بها حزب الاتحاد الديمقراطي الـ»PYD» بزعامة صالح مسلم بعد اجتماع موسّع بين المجلس الوطني الكردي في سوريا ومجلس شعب غربي كردستان منذ يومين في مدينة دهوك الكردستانية برعاية مباشرة من رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني.

وأضاف المسؤول «يمكنني القول إن الاتفاق على الجانب العسكري بين المجلسين الكرديين لحماية المدن الكردية في سوريا، قد قطع شوطاً كبيراً في مفاوضات دهوك»، مرجحا أن «تحتفظ تلك القوة الجديدة التي سيعلن عنها بعد انتهاء المفاوضات باسم وحدات حماية الشعب، إلا أن القيادة المركزية ستتغير حتماً بعد أن تتوحد مع بيشمركة غرب كردستان المدن الكردية في سوريا» على حد تعبيره.

يشار إلى أن 5000 عسكري كردي سوري منشق عن قوات النظام السوري، قد تلقوا تدريبات عسكرية لدى قوات البيشمركة الكردستانية في إقليم كردستان خلال العامين الماضيين من عمر الثورة السورية.

الى ذلك حذّر خالد الكلالدة وزير الشؤون السياسية والبرلمانية الأردني، امس الخميس، الأحزاب الأردنية من تبني خطاب «داعش»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن خيار بلاده بالدخول في حرب برية مع التنظيم «أمر وارد».

وقال الكلالدة إن الحديث عن مشاركة الأردن بحرب برية ضد تنظيم داعش «أمر وارد»، مشيراً إلى أن «الحرب مع التنظيم مفتوحة وخيارتها مفتوحة أيضاً».

وأضاف «لست خبيراً عسكرياً، ولكن المسألة يمكن فهمها في سياق آراء الخبراء العسكريين الذين أشاروا في الآونة الأخيرة إلى أن ضرب معاقل التنظيم جواً لن يحسم المعركة معه، الأمر الذي يذهب باتجاه بقاء احتمال الدخول بحرب برية وارداً في هذه الحرب المفتوحة».

 

غارات النظام تقتل 11 شخصا في ريف دمشق… وضربات التحالف تعوق تقدم «داعش» في كوباني

عاصم ـ وكالات: لقي 11 شخصاً مصرعهم، جراء هجمات شنتها المقاتلات السورية، على بلدة «جسرين» في محافظة ريف دمشق.

وأفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في بيان، أن 11 شخصاً على الأقل، بينهم طفلان وامرأة، لقوا مصرعهم في البلدة، جراء تنفيذ الطيران الحربي السوري عدة غارات على مناطق بالبلدة الواقعة في الغوطة الشرقية.

وأضافت الشبكة أن عدد القــــتلى مرشحٌ للارتفاع، بسبب وجود عدد من الجرحى في حالات خطرة، مشيرةً إلى أن قوات النظام السوري قصفت أماكن في جرود بلدة «هريرة» بمنطقة وادي بردى، التابعة لمحافظة ريف دمشق أيضاً.

ولفتت إلى أن طيران النظام الحربي، شن ثلاث غارات على مناطق في أطراف مدينة «عربين» في الغوطة الشرقية، وسط اشتباكات بين قوات النظام ومسلحين موالين لها من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى على أطراف المدينة.

وذكر البيان أن قوات النظام قصفت مناطق في الجبلين الشرقي والغربي لبلدة الزبداني، التابعة لمحافظة ريف دمشق، ونفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في بلدة زملكا من جهة المتحلق الجنوبي، دون معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة.

الى ذلك قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن تقدم الدولة الاسلامية في بلدة كوباني السورية الحدودية توقف امس الخميس بعد أن شن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أعنف غارات جوية حتى الآن على مقاتلي التنظيم الذين يهاجمون البلدة منذ نحو شهر.

وقال مسؤولون أتراك وأمريكيون الاسبوع الماضي إن الدولة الاسلامية على وشك الاستيلاء على كوباني وانتزاعها من الاكراد الأقل تسليحا الذين يدافعون عنـــها بعد ان سيطر التنظيم المتشدد على نقاط استراتيجية في عمـــق البلدة. ووصلت الغارات التي تشنها قوات التحالف إلى مرحلة تصعيدية جديدة خلال الايام القليلة الماضية وتعرضت أهداف الدولة الاسلامية حــــول كوباني الى نحو 40 غارة خلال اليومين الماضيين. وأوقفت الغارات تقـــدم مقــــاتلي التنظيم المتشدد وقالت مصادر كردية إن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية تمـــكنوا من استعادة بعض الاراضي.

وينظر الى الهجوم المستمر منذ أربعة اسابيع على انه اختبار لاستراتيجية الضربات الجوية للرئيس الامريكي باراك اوباما وقال الزعماء الأكراد مرارا ان بلدة كوباني المحاصرة لن تنجو دون وصول اسلحة وذخيرة للمدافعين عنها وهي خطوة لم تسمح بها تركيا حتى الآن.

وتسعى الدولة الاسلامية للسيطرة على كوباني لتعزيز موقفها في شمال سوريا بعد ان سيطرت على مساحات كبيرة من الاراضي السورية وأيضا الاراضي العراقية. وهزيمة الدولة الاسلامية في كوباني ستكون نكسة كبيرة للإسلاميين وتعطي دفعة لأوباما.

وقال شاهد إن طائرات حلقت فوق كوباني امس الخميس وترددت أصوات النيران في البلدة وسمعت عبر الحدود التركية مع احتدام القتال في الصباح.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان انه حدثت خلال الليل ست ضربات جوية الى الشرق من كوباني وان الاشتباكات استمرت خلال الليل. وذكر ان أيا من الجانبين المتصارعين لم يحقق مكاسب ملموسة.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد خلال إن الدولة الاسلامية تحاول طرد وحدات حماية الشعب الكردية من الجنوب ليصبح أمامها المزيد من المداخل الى البلدة.

وذكر أيضا ان الاشتباكات جرت على بعد ستة كيلومترات الى الغرب من البلدة قرب برج البث الاذاعي.

وقالت مصادر داخل كوباني ان القوات الكردية تمكنت من اجبار مقاتلي الدولة الاسلامية على التقهقر في بعض مناطق جنوب وشرق كوباني التي يحاصرها التنظيم المتشدد من ثلاث جهات.

وقالت قائدة كردية عرفت نفسها باسم دجلة في ساعة مبكرة من امس الخميس «استعدنا مساحات من الاراضي لا بأس بها الاربعاء.

«الاشتباكات مستمرة. شاهدنا الاربعاء الكثير من جثث مقاتلي الدولة الاسلامية بعضهم كان يحمل سيوفا.»

وقال صحافي في كوباني إن الضربات الجوية مكنت القوات الكردية من شن هجمات للمرة الاولى منذ بدء هجوم الدولة الاسلامية قبل أربعة أسابيع.

وقال عبد الرحمن جوك إنه شاهد بعض مواقع وحدات حماية الشعب في شرق البلدة الاربعاء والتي كانت الدولة الاسلامية تسيطر عليها قبل يومين فقط.

وأضاف أن المسؤولين في كوباني يقولون إن الغارات الجوية كافية لكن هناك حاجة لتحرك بري لطرد الدولة الاسلامية وان وحدات حماية الشعب قادرة تماما على القيام بذلك لكنها بحاجة الى مزيد من الأسلحة.

وتمركزت دبابات وعربات نقل جنود مصفحة، تابعة للقوات المسلحة التركية في قضاء «ألبيلي»، التابع لولاية «كيليس»، المتاخمة للحدود السورية، جنوبي البلاد.

وانتقلت العربات العسكرية إلى قيادة حرس الحدود في الولاية – في ظل تدابير أمنية – أولا، ثم توجه قسم منها إلى الشريط الحدودي في قضاء «ألبيلي».

ويأتي الحشد العسكري التركي على الحدود مع سوريا، في ظل التطورات والاشتباكات الدائرة في مدينة عين العرب (كوباني)، التابعة لمحافظة حلب، بين مقاتلي تنظيم «داعش»، وفصائل مسلحة كردية.

اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس ان 662 شخصا اغلبهم من مسلحي تنظيم «الدولة الاسلامية» قتلوا في المعارك التي تشهدها مدينة عين العرب الكردية السورية منذ شهر بين هذا التنظيم المتطرف والمقاتلين الاكراد الذين يدافعون عن المدينة.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان «662 شخصا قتلوا في الاشتباكات في عين العرب (كوباني بالكردية) منذ بدء هجوم تنظيم (الدولة الاسلامية) عليها في 16 ايلول/سبتمبر».

واوضح ان 374 من مسلحي تنظيم «الدولة الاسلامية» قتلوا في هذه الاشتباكات، فيما قتل 258 مقاتلا من «وحدات حماية الشعب» الكردية، وتسعة مقاتلين اكراد اخرين، ومتطوع قاتل الى جانبهم، و20 مدنيا كرديا.

وشدد مدير المرصد على ان حصيلة قتـــلى المعـــارك هذه لا تشمل الذين قتلوا في غــــارات التحالف الدولي على المدينة الحدودية مع تركيا والواقعة في محافظة حلب السورية.

ويسيطر مسلحو تنظيم «الدولة الاسلامية» على نصف كوباني، ثالث مدينة كردية سورية، ويخوضون حرب شوارع يومية مع المقاتلين الاكراد الذين يبدون مقاومة شرسة بمساندة من طائرات التحالف الدولي التي كثفت خلال الايام الماضية غاراتها على مواقع التنظيم المتطرف.

 

الأسد يسيطر على ربع مساحة سوريا

صحف عبرية

حينما يُسأل وزير الدفاع موشيه يعلون عن التحديات الخارجية التي تواجهها اسرائيل يكون جوابه دائما مُقدرا وواعيا، ويحاول يعلون دائما أن يضع خطر التهديد في التناسب الصحيح بل إنه يُقلله. واذا كان الحديث عن المسيرة السياسية مع الفلسطينيين فان تشاؤمه الشديد يُترجم الى موقف صقري متشدد، لكن في كل ما يتعلق باستعمال القوة العسكرية فان وزير الدفاع شخص حذر جدا.

وهذا توجه برز طول الحرب في غزة في الصيف الاخير وعبر عنه ايضا الحديث هذا الاسبوع مع صحيفة «هآرتس». والرسالة التي ينطوي كلامه عليها هي أن الحال كان كذلك دائما (وسيبقى كذلك ايضا كما يبدو): فاسرائيل كما يرى يعلون عالقة في منطقة معادية وعليها أن تحتال فيها بصرامة لكن بحذر ايضا، فلا يوجد داعٍ الى التأثر.

ويحتفظ يعلون بالحماسة ورفع الصوت في حديثه عن الخصوم من الداخل. فالأعداء من الخارج ـ ايران وحزب الله وحماس وداعش ـ لا يستخرجون منه شيئا من الانفعال الذي يبلغ اليه حينما يتطرق الى الخلافات في الحكومة. ويوجد كالعادة وزير المالية وموظفوه الذين يقلق يعلون تدبيرهم أن يقتطعوا من الجيش الاسرائيلي .

التي يستحقها بسبب تكلفة محاربة حماس. لكن حتى يئير لبيد لا يثير غضبه كما يغضبه الشخص الذي ينبغي ألا يُذكر اسمه، وأعني نفتالي بينيت.

أكثر الاثنان طوال الحرب من التشاجر في اجتماعات المجلس الوزاري المصغر، فقد اتهم بينيت يعلون وكبار قادة الجيش الاسرائيلي بسياسة مترددة جدا وزعم أنه لولا أن استحثهم بتحدٍ لا ينقطع لمنطقهم لما عملت اسرائيل ألبتة على هدم الانفاق الهجومية التي حفرتها حماس. ويعتقد يعلون أن بينيت ينسب الى نفسه انجازات ليست له وأن تصريحاته تجاوزت مسؤولية اعضاء المجلس الوزاري الامني المصغر في الحرب. ويبدو أن الفرق بين السنين (22 سنة) والاسلوبين فعل فعله. وليس مما يطيب أن نقول ما سنقول، لكن يبدو أن آخر انسان نجح في أن يُغضب يعلون هذا الاغضاب (مع التفرقة) هو ياسر عرفات.

بعد سبعة اسابيع من هدنة كاملة في قطاع غزة، حدثت الاحداث الامنية الاخيرة في الشمال خاصة ـ اسقاط طائرة حربية سورية اجتازت الحدود في هضبة الجولان وجرح جنديين بعبوة ناسفة وضعها حزب الله في مزارع شبعا. ويعترف يعلون بأنه «قد يكون حزب الله جمع من الثقة بالنفس أكثر مما نسبنا اليه». ويقول إن المنظمة تحاول أن تُقر معادلة ردع جديدة على الحدود اللبنانية والسورية ترد في نطاقها بهجمات على ارضنا على كل عمل عسكري تنسبه الى اسرائيل في داخل لبنان.

«يوجد هنا قلب لمعادلة الماضي، فقد كان النظام السوري ذات مرة يستعمل حزب الله ليضربنا في جنوب لبنان دون أن نستطيع أن نتهمه بمسؤولية مباشرة عن ذلك، ويعمل حزب الله الآن بالطريقة نفسها في هضبة الجولان». وتنسب اسرائيل عددا من الوقائع وقعت في السنة الماضية في الجولان الى عصابات مسلحة لها صلة بنظام الاسد في سوريا لكنها تعمل بهدي من حزب الله وحرس الثورة الايرانية.

ويصادق يعلون على أن عملية حزب الله الاخيرة كانت طموحة، لكنه يرفض احتمال أن تكون الاستخبارات الاسرائيلية تقلل من قوة نوايا المنظمة التي يبدو كأنها كانت مستعدة للمخاطرة بتصعيد عسكري لو نجحت خطتها بقتل عدد كبير من الجنود باستعمال العبوات الناسفة. ويقول إن حزب الله يرسل مقاتليه الى العراق وسوريا على غير رغبة منه بل باملاء يتلقاه من ايران. والمنظمة الشيعية غارقة ايضا في حرب داخلية لفصائل سنية متطرفة في البقاع اللبناني فلها مشكلات اخرى سوى التوتر مع اسرائيل. «إن الوقائع معنا لا تثبت أن حزب الله متجه الى تصعيد عسكري، وقد رددنا بقوة كي يحسب حزب الله هل من المجدي عليه أن يتجه الى تصعيد عسكري».

نشبت المعارك في لبنان بتأثير الحرب الاهلية في سوريا. ويقول يعلون إن الرئيس الاسد يسيطر الآن على 25 بالمئة من مساحة الدولة الاصلية. «ليست تلك سوريا بل هي دولة العلويين ـ وهي مدن الساحل في شمال الدولة وممر يربطها بدمشق، وأصبح المتمردون يسلبونه السيطرة على الحدود معنا في الجولان، وتسيطر داعش على شرقي الدولة وتوجد منطقة حكم ذاتي للاكراد في شمال شرق سوريا». ويقلقه دخول منظمات سنية متطرفة موالية للقاعدة مثل جبهة النصرة، الى الجولان، لكنه يرى هنا ايضا أن الوضع مُتحكم فيه حتى الآن. «من الواضح أنه يوجد عدم استقرار هناك، لكن المنطقة الملاصقة للحدود تسيطر عليها عصابات مسلحة اكثر اعتدالا مثل الجيش السوري الحر. وليس سرا أنها تتمتع بمساعدة انسانية نعطيها لسكان القرى في المنطقة كالعلاج الطبي في مستشفياتنا، والطعام للرضع والمعدات والبطانيات في الشتاء. ويحدث ذلك بشرط ألا تُمكن منظمات اكثر تطرفا من الوصول الى الحدود».

ما الذي تعلمه حزب الله والمنظمات الاخرى من الحرب في غزة؟ «تعلمت قبل كل شيء أن مسألة خيوط العنكبوت لم تعد صحيحة». ويقصد يعلون الخطبة التي خطبها حسن نصر الله في أيار 2000 بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان بيومين، وقد زعم نصر الله آنذاك أن المجتمع الاسرائيلي «أوهى من خيوط العنكبوت».

وكانت تلك، كما يقول وزير الدفاع، هي الخطبة التي لخصت تسعينيات القرن الماضي، لكن الامور تغيرت منذ ذلك الحين فكانت «السور الواقي أولا في 2002 وبعدها العمليتان في غزة وفي نهاية المطاف الجرف الصامد في هذا الصيف. إنه توجه مختلف وتصميم مختلف». وهو غير سعيد لأن المعركة استمرت خمسين يوما، لكن يعلون يقول إن العرب تعلموا أن اسرائيل، بخلاف بعض تخميناتهم، قادرة على الثبات في الاستنزاف ايضا. فهي تدافع عن نفسها وتجبي من أعدائها ثمنا باهظا.

في المؤتمر الذي عقد في القاهرة في بداية هذا الاسبوع وُعِد بـ 5.5 مليار دولار من اموال الدول المانحة لاعمار غزة. وليس يعلون على ثقة من أن الاتصالات غير المباشرة بحماس ستنتهي الى تسوية هدنة اكثر تفصيلا. ويكفي من وجهة نظر اسرائيل مباديء صيغت في التسوية المقلصة في نهاية آب تضاف اليها الاتفاقات التي توصلت اليها مع الامم المتحدة والسلطة الفلسطينية على إدخال سلع واموال الى قطاع غزة تحت رقابة دولية وثيقة.

إن لب الامر في نظره التنسيق السياسي – الامني مع مصر الذي أصبح يُمكّن من الحد من جهود حماس للتسلح بقدر كبير. «لم تمر منذ سنة قذيفة صاروخية واحدة من سيناء الى غزة لأن مصر بدأت تعمل بصورة فعالة، وأوقفنا نحن والمصريون نقل الاسمنت الى القطاع قبل القتال بكثير لأننا لاحظنا أن الاسمنت يستعمل في حفر الانفاق». ويقول إن الترتيبات الجديدة «ستُمكن الغزيين من العيش. وقد بدأ تحويل المال والمعدات لاعمار غزة. لكن الميناء والمطار حلما يقظة. ويمكن التباحث في ذلك في القاهرة لكن حماس ايضا تدرك أن هذين الأمرين ليسا في جدول أعمالنا ولا في جدول اعمال السلطة ومصر».

 

خيول كسولة وخيول منطلقة

 

لكن المشكلات الداخلية كانت اكثر اقلاقا له في الحرب في غزة، ولا سيما ما يرى أنه عدم مسؤولية عند اعضاء في المجلس الوزاري المصغر. «تلقى وزير ما (بينيت) تقريرا ميدانيا وقال إنه يوجد لواء (جفعاتي) طور طريقة لعلاج الانفاق، لكننا لا نُمكنهم من ذلك. وأقترح أن يقدر الوزراء تقديرات أوسع كحوارنا مع الادارة الامريكية والامم المتحدة. إننا لم ندخل هذه الحملة كما كانت الحال في حرب لبنان الثانية فقد كنا نعرف الى أين نريد أن نصل. وتوجد اعتبارات تتجاوز وجود قدرة مستعدة للعمل. ويوجد غير قليل من التهديدات، وحينما تُرسخ ردعا لا تستطيع أن تنقض على كل شيء لأن للعدو قدرة تكتيكية فقط. يوجد 100 ألف قذيفة صاروخية لحزب الله موجهة علينا، فهل ندخل لبنان الآن لعلاجها؟».

زعم بينيت أن صلته المباشرة بقادة الميدان اتاحت له وجهة نظر مختلفة، بصفته عضوا في المجلس الوزاري المصغر، في القرارات الحاسمة المصيرية وساعدته على ان يحث وزير الدفاع ورئيس الاركان بني غانتس على العمل. ويرفض يعلون هذا التعليل رفضا باتا. «هذا مرفوض لأنه هل من المشروع أن ينشيء سياسي صلة مباشرة بضباط في الجيش وأن يتلاعب على هذا الاساس على رئيس الاركان في المجلس الوزاري المصغر فيقول إنه حصان كسلان اذا قيس بالخيول المنطلقة، أعني الضباط في الميدان؟ لم أتلق أي طلب منه لزيارة الميدان في اثناء القتال، وطلب وزراء آخرون زيادة الوحدات وزاروها بموافقتي. يجلس سياسي ويفخر بأن ضباطا يهاتفونه. هذه فوضى لا ديمقراطية. وأسفت لأنني رأيت رئيس «شباك» سابقا (يوفال ديسكن) يؤيد موقفه. كيف كان يشعر لو تحدث عضو كنيست مع مُركزين عنده واستعمل ما سمع منهم استعمالا متلاعبا؟».

يرفض يعلون أن يتقاسم مع بينيت مجد اجازة العملية على الانفاق. «من المسؤول عن الروح القتالية في الجيش؟ هل هو رئيس الاركان أم حزب ما؟ هذه تدبيرات سياسية. كنت في مجالس وزارية مصغرة في العشرين سنة الاخيرة، منذ أن تم تعييني رئيس «أمان». وقد بحثت الحكومة السابقة وهي الثامنة التي كنت عضوا فيها في شؤون مصيرية وكانت جدالات جدية عاصفة احيانا، لكن لم يخرج أي شيء من تلك الحلقة. وحتى لو صوت معترضا على قرار ما فعليك مسؤولية باعتبارك عضوا في الحلقة ألا تثور عليه في الخارج وقت الحرب».

وجاء عن مكتب بينيت ردا على ذلك أن «وزير الدفاع هو أبو التصور العام الذي يرى أن حماس مردوعة ولهذا لن تستعمل الانفاق. ويقتضي انهيار ذلك التصور فحصا عميقا لتسديد سلوكنا في المستقبل. اذا كانت تهمة الوزير بينيت هي التوجه الى الميدان ولقاء القوات المقاتلة وسكان غلاف غزة، فهو معترف بالتهمة وسيفعل ذلك في المستقبل ايضا. وستُحقق وتُفحص تأثيرات المعلومات التي جاء بها بينيت الى المجلس الوزاري المصغر عن الخروج الى عملية الانفاق فحصا كاملا دون طمس على الحقائق ودون تهرب. وليس التقصير في مسألة الانفاق مسألة مناكفة سياسية بل تحقيق جدي قاس، وبهذا فقط نستطيع أن نحسن وضعنا في الصعيدين السياسي والعسكري استعدادا للمعركة التالية وهذا ما سيكون.

«وينوي الوزير بينيت العمل على أن يُفحص في هذا التحقيق عن محاضر الجلسات لاعطاء اجوبة لا لبس فيها عن الاسئلة الصعبة مهما تكن تأثيراتها في الجهاز».

 

رئيس الاركان التالي

 

في ظل الاعياد حل رئيس الوزراء، مؤقتا على الاقل، ازمات الميزانية حينما وافق على زيادة نحو من 14 مليار شيكل على الميزانية الامنية خلال سنة ونصف، إثر الحرب في غزة. وما زال يعلون غير راض. «أنا أدير معركة مع وزارة مالية تظن أنه لا يحتاج الى مال للامن. والتزم رئيس الوزراء بالتباحث ألا يشمل الاتفاق على زيادة الميزانية الامنية مواد من خارج الميزانية كنقل الجيش الاسرائيلي الى النقب والعمل على ازالة الالغام، ولهذا صوت مؤيدا. وجاءت المالية الآن فزعمت أن كل شيء مشمول، وأقدر أن توجد جدالات اخرى في السنة القادمة».

وعد يعلون في نهاية الصيف بأن يشتغل في تعيين رئيس الاركان التالي الذي يفترض أن يرث غانتس في منتصف شباط، «بعد الاعياد». وقد حان الموعد تقريبا ويقول يعلون إنه سيفي بما وعد. والمرشح شبه المؤكد للمنصب، برغم أن يعلون غير مستعد للتطرق

بأية صورة، هو نائب رئيس الاركان الحالي، اللواء غادي آيزنكوت. ويعد وزير الدفاع «باجراء شفاف كامل مع كل المشاورات المطلوبة. سنقوم بكل الفحوصات التمهيدية المطلوبة وسنأتي الحكومة بأفضل مرشح في موعد قريب من تشرين الثاني».

عاموس هرئيل

هآرتس /10/2014

صحف عبرية

 

منشق عن تنظيم «داعش» يعود إليه بعد أن نبذه الجميع

محمد اقبال بلو

انطاكيا ـ «القدس العربي» ـ أخبر «أبو أمين الأنصاري» قادتــــه في تنظيم الدولة الإســــلامية، بأنه سيذهب في جولة للبحث عن زوجة بعد أن طلق زوجـــته لخــــلافات مستمرة بينهما، ونظراً لإخلاصـــه وتفانيــه في خدمة التنظيم صدقه القادة وسمحوا له بالمغادرة لأجل ذلك، ولم يتوقع أحد منهم أنه قد ينشق عنهم.

أبو أمين الأنصاري شاب في العقد الثالث من العمر، من إحدى بلدات ريف حلب الشمالي، وكان قائد كتيبة ومقاتل في صفوف الجيش السوري الحر لشهور طويلة، كما عرف عنه الخلق الحسن ورفض حالات الفساد التي كانت تحدث في بعض الكتائب والألوية، بل وصل به الرفض إلى مقاومة هذا الفساد بكل ما يملك من قوة واستخدم قوته العسكرية عدة مرات لإيقاف عمليات سرقة أو رشوة ونجح في ذلك دائماً.

وبعد ظهور تنظيم دولة العراق والشام «داعش»، وجد أبو أمين أن أفضل ما يقوم به هو الانضمام لهذا التنظيم الذي يحتوي على مقاتلين سوريين وعرباً وأجانب، لم يسمع عن أحدهم انه قام بسرقة أو ارتكب فاحشة، ومن المعلوم أن التنظيم في بداية تشكيله حظي بسمعة طيبة وشعبية واسعة بين السوريين، الذين اعتمدوا في احتضانهم له على تغلغله في المجتمع ونجاحه وازدياد قوته شعبياً وعلى صعيد عدد المقاتلين على الأقل.

انطلق أبو أمين من مدينة الطبقة إلى الحدود التركية ليدخلها دون أن يعترضه أحد كونه أعلن انشقاقه عن التنظيم منذ لحظة وصوله إلى مناطق تسيطر عليها كتائب الحر، واتجــــه إلى مدينة أنطــــاكية ليلتقي احد أقاربه والذي ساعده في تأمين منزل وسط المدينة ورافقـــه لأكثر من أسبوعين في كل تحركاته، إلا أن قريبه شعر أن انشقاق أبي أمين ليس بالإنشقاق بل هو تجربة أراد الرجل أن يدرس إمكانية تعاون أصدقائه القدامى وأقربائه معه ليقوم بافتتاح مشروع صغير في تركيا ليعيش منه، وإن لم يوفق في ذلك يعود إلى التنظيم فهو قد حسب حساباً لما يسمى بــ«خط الرجعة».

وطلب من قريبه أن ينشئ له حساباً على موقع «تويتر»، وبدأ بالكتابة والتواصل مع عناصر التنظيم في الداخل السوري، وبعد ان اطلع من أنشأ له الحساب على مراسلاته ومنشوراته كونه هو من وضع كلمة المرور للحساب، أدرك أن الرجل لم يقطع علاقته مع التنظيم، ورغم ذلك فإنه كان يدرك أن السبب في ذلك هو أن أبا الأمين يحسب خط العودة إلى سوريا، فهو لم يعلن انشقاقه إلا للمقربين منه.

تخوف قريبه من سلوكه هذا واعتقد أن أبا الأمين قد جاء إلى تركيا لينفذ مهمة ما، رغم اعتقاده بضآلة هذا الاحتمال إلا أنه شعر بالخوف، ما جعله يطلب ممن أجروا البيت لـ»الداعشي المنشق» بأن يطردوه منه وأخبرهم أن مشاكل قد تحدث بسببه وأنه غير مسؤول عن ذلك، وعلى إثر ذلك تم طرد أبي أمين من المنزل.

وهنا بدأ أبو أمين بجولة على العديد من المدن التركية باحثاً عن مشروع صغير يقوم به وعن بيت يستأجره وعن زوجة جديدة، ورغم امتلاكه المال إلا أن الجميع رفضوا أن يساعدوه في أية واحدة من غاياته آنفة الذكر، حتى أن بعضهم استدان منه مبالغ كبيرة ما أدى إلى فقدان نصف ما حصله من «غنائم» في معاركه الأخيرة حسب تعبيره.

وكاد أن ينفق ماله قبل أن يستقر ويعيش الحياة الآمنة التي يطمح إليها، وبعد يأسه من كل شيء، خاصة بعد أن علم الجميع بأنه عاد إلى التنظيم في مدينة الرقة السورية، وجد نفسه كائناً غريباً عن مجتمعه السابق الذي أحبه وأشاد به، وعندما ساءت العلاقة مع التنظيم نبذه هذا المجتمع، بل وحاول البعض قتله.

نوايا أبي أمين الانصاري لم تكن بالسلبية مطلقاً والدليل على ذلك أنه حاول دفع كل ما يملك في سبيل أن يستقر ويتزوج في تركيا، كما أنه كشف بعض الحقائق التي كانت تصنف كشكوك فقط، إذ تحدث الرجل عن بعض عمليات الاعتقال التي قام بها التنظيم وأنكرها وكانت أهمها عملية اختطاف «علي بلو» قائد لواء أحرار سوريا منذ أكثر من عام، حيث ذكر أبو أمين الأنصاري أن التنظيم هو من اعتقل القائد المذكور وأكد أنه يعلم تفاصيل الأمر، إلا أنه رحل قبل أن يفصح عن باقي القصة بسبب خوفه من الانتقام إن ذكر أشخاصاً محددين بأسمائهم.

أما قريبه فقد قال لـ«القدس العربي»: «أعتقد أن أبا الأمين لم ينشق أصلاً، وكل ما في الأمر أنه ينظر إلى مصلحته بشكل كامل، فلو تم ما أراد هنا في تركيا لبقي واستمر على أنه منشــــق، إلا أنه وجد العودة خير من البقاء حيث يحتضنه التنظيم ويحظى بشعبية جيدة واحترام من قبل قادته وزملائه داخل التنظيم، وبكل الأحوال الرجل حسب أموره بشكل جيد وتصرف بذكاء بحيث يعود إلى التنظيم آمناً متى شاء، وهذا ما حدث بالفعل».

 

المعارضة السورية تواصل لعبتها الـ «تراجي ـ كوميدية»… ولا بد من وقف حروب الوكالة الإقليمية

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على جبهات متعددة في سوريا والعراق وأخرى غير حاضرة كثيرا في الإعلام في لبنان.

وجرى الحديث في الآونة الأخيرة عن تقدم مقاتلي التنظيم في منطقة الأنبار ونحو العاصمة العراقية بغداد، وهو ما دفع الكثير من المعلقين الإعلاميين للتوصل لنتيجة وهي أن التنظيم يقف الآن على أبواب بغداد.

ولهذا السبب جاء اجتماع الحرب الذي عقده الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الثلاثاء مع قادته العسكريين وقادة 21 دولة حليفة في قاعدة أندروز الجوية لتنسيق الإستراتيجية والجهود العسكرية لمواجهة تنظيم «داعش». وجرى الحديث عن إرسال قوات جديدة إلى العراق للتنسيق مع القوات العراقية.

ورغم هذه الإنجازات إلا ان مايكل نايتس الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى يقول في مقال نشرته مجلة «بوليتكو» إن الوضع العسكري في العراق لا يدعو للخوف «وعلى الجميع الإلتزام بالهدوء» لأن «داعش» و تنظيم الدولة الإسلامية في العراق الذي سبقه كانا موجودين في العاصمة العراقية أصلا، فقد ظلت العاصمة والحزام حولها مركزا للمعارك منذ عام 2003.

ويرى المحلل العسكري أن «داعش» يمثل تهديدا عسكريا على بغداد منذ بداية عام 2014 خاصة عندما سيطر على مدينة الفلوجة التي يعيش فيها أكثر من 300.000 نسمة والتي تبعد 25 ميلا عن العاصمة.

ومع ذلك فلن تسقط بغداد بالطريقة نفسها التي سقطت فيها الموصل في حزيران/يونيو 2014 ما أثار الخوف والذعر.

ويعتقد الكاتب أن العاصمة ليست على شفير السقوط مهما حقق «داعش» من إنجازات وسيطر على مدن وبلدات في وادي الفرات وشمال ـ غرب بغداد.

ويسوق عددا من الأسباب لها علاقة بالتركيبة السكانية لكل من المدينتين، فالموصل تسكنها غالبية سنية، وكان أهاليها يمقتون الجيش العراقي الذي يتسيده الشيعة.

وبالمقابل فالعاصمة في غالبيتها شيعية ويعيش فيها سبعة ملايين نسمة وتعتبر مركز التحشيد للميليشيات الشيعية وقوات الأمن النظامية.

ويشير المحلل العسكري إن مقولة ماوتسي تونغ، الزعيم الصيني «يجب أن يكون المقاتل وسط الناس مثل السمكة وسط الماء» لا يمكنه تطبيقها في بغداد، كما فعل في الموصل.

ويعتقد أن التهديد الذي سيمثله «داعش» على بغداد هذا الخريف ليس لأنه سيربح المعركة ولكن بسبب خسارته لها. ففي شمال ووسط العراق يواجه التنظيم قوات مكونة من أبناء العشائر والميليشيات الشيعية والقوات العراقية النظامية إضافة للمستشارين الإيرانيين المدعومين بالمقاتلات الأمريكية.

ولهذا يكافح التنظيم للسيطرة على ساحة المعركة والحفاظ على الجماعات المتحالفة معه. ولذا فتحركه نحو العاصمة هو علامة يأس ومحاولة لتحقيق انتصار كبير يحتاجه أكثر من أي وقت مضى.

 

تحالفات ضده

 

وفي الوقت الذي يحقق فيه التنظيم تقدما في مواقع مثل عين العرب السورية إلا أنه يترنح حسب تحليل نايتس في داخل العراق ويحتاج والحالة لحملة عسكرية تنعشه وتحيي آماله.

وكدليل على ترنحه هزيمته في بلدة ربيعة الحدودية التي تعاونت فيها قوات البيشمركة الكردية مع قبائل شمر السنية، وخاضوا معركة استمرت ثلاثة أيام أجبروا فيها «داعش» على الإنسحاب.

و الأمر نفسه يحدث في بلدة الضلوعية التي تبعد 45 ميلا شمال بغداد حيث تتعاون قبائل الجبوري والقوات العراقية وكتائب حزب الله المدعومة من إيران.

ويحدث نفس التعاون قرب مدينة كركوك حيث تتعاون قبائل العبيدي مع قبائل الشيعة التركمان وقوات الأمن الكردية ضد «داعش».

ويقول إن القوات العراقية استطاعت ولأول مرة قيادة الدبابات وبناء خطوط الإمدادات من بغداد حتى كركوك مما سمح لقواتها الأمنية فتح جبهات ضد «داعش» في المنطقة الشرقية. كل هذا لا يعني أنه يتراجع ويخسر المعركة. فقد حقق التنظيم في بداية الشهر الحالي إنجازات كبيرة، حيث استطاع السيطرة على عدد من القواعد العسكرية الصغيرة في محافظة الأنبار، وسيطر على أجزاء من بلدة هيت وأخرج معظم القوات العراقية من مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار.

ويرى نايتس أن رد فعل «داعش» على عمليات القبائل ومشاركتها ضده قد يكون خلال العمليات الإنتحارية والإغتيالات لن تؤدي إلا إلى تصليب مواقف القبائل وشحذ إرادتها. ومن هنا فقد فتح جبهة قرب العاصمة بغداد ما هي إلا محاولة لتخفيف الضغط عليه في الشمال. ويقول الكاتب إن الحملة ضد بغداد والتي ينتظرها مراقبو الشأن العراقي تأخرت حيث كانوا يتوقعون زحف مقاتلي التنظيم نحو العاصمة منذ فترة.

فتأخر الحملة لا علاقة له بغياب الفرص لأن التنظيم حاضر في المناطق حول العاصمة، وقام في حزيران/يونيو باستعراض للقوة في بلدة أبو غريب التي لا تبعد سوى 15 ميلا عن مقر السفارة الأمريكية. فلماذا كل هذا الإنتظار؟ والجواب أن «داعش» لا يمكنه السيطرة على بغداد التي يعيش فيها الشيعة، وبدلا من المغامرة وخسارة الكثير يركز الجهاديون جهودهم على تعزيز مناطقهم في شمال وغرب العراق.

وهناك من يرى أن «داعش» يستثمرالكثير في كوباني على حساب أولوياته في كل من العراق وسوريا. ويقترح نايتس عددا من الخيارت أمامه حتى يكون قادرا على احتلال بغداد، منها إشعال انتفاضة في المناطق حول بغداد قد لا تجد دعما من السكان السنة في داخل العاصمة. وقد يحاول القيام بهجمات منسقة مثل التي قام بها في 22 تموز/يوليو 2013 عندما هاجم سجن أبو غريب وحرر 800 من السجناء، وهناك إمكانية لاستهداف مطار بغداد الدولي القريب من المناطق الواقعة تحت تأثيره.

لكن الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة تعهد بمنع حدوث سيناريو كهذا. ففي حديث لمحطة «إي بي سي» كشف عن أمره تنظيم طلعات لمروحيات أباتشي قريبا من المطار .

ولا يستبعد الكاتب استغلال «داعش» مواسم إحياء عاشوراء في الشهر المقبل. وتحاول الميليشيات الشيعية والقوات العراقية وبدعم من الطائرات الأمريكية تأمين خطوط الزوار الشيعة للأماكن المقدسة في كربلاء والنجف وسامراء.

ويعتقد نايتس أن نجاح القوات العراقية في مهمة تأمين الإحتفالات الشيعية سيكون بمثابة الإمتحان لها ودليلا على تعافيها من الضربة التي تلقتها من «داعش».

 

«الناتو» يدرب

 

يبدو تحليل نايتس متفائلاً ويبالغ في وصف إنجازات القوات العراقية واالكردية، ويتناقض مع تقرير نشرته «فورين بوليسي» حول تقدم «داعش» نحو بغداد، وجهود إدارة الرئيس أوباما لبناء الجيش العراقي المتهالك.

وتعتقد الإدارة أن إعادة تأهيل الجيش العراقي تحتاج إلى أكثر من ألف مدرب أجنبي من الولايات المتحدة وقوات حلف الشمال الأطلنطي «النيتو».

ونقلت المجلة عن مصادر قولها إن إعادة تأهيل الجيش العراقي تحتاج لمدربين من فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا. ولدى الولايات المتحدة الآن 1.500 مستشار عسكري يعملون في بغداد، فيما عبرت دول غربية عن استعدادها لإرسال مدربين حسب مصدر مطلع.

وتقوم ألمانيا بتدريب المقاتلين الأكراد في معسكرات في جنوب ألمانيا وأرسلت بريطانيا مدربين إلى شمال العراق للقيام بالمهمة. وتريد الولايات المتحدة بناء «حرس وطني» بالإضافة لإعادة تأهيل القوات العراقية، وقوام هذه القوات 15.000 من أبناء العشائر التي وافقت على المشاركة في الحملة ضد «داعش».

وستكون مهمة قوات الحرس الوطني التابعة لكل محافظة صد هجمات تنظيم الدولة الإسلامية، وتشبه «الصحوات» التي شكلتها الولايات المتحدة عام 2006 لمواجهة تنظيم القاعدة. وبسبب ملاحقة وتهميش حكومة نوري المالكي، رئيس الوزراء السابق فقد قرر العديد من أبناء الصحوات حمل السلاح ضد المالكي وميليشياته الطائفية.

واقترحت الولايات المتحدة قيام وزارة الدفاع العراقية باختيار وتدريب الوحدات هذه. وتقول المجلة إن إدارة الرئيس أوباما لا تزال في المراحل الاولى من تشكيل تحالفها لإضعاف وتدمير «داعش» في النهاية حيث لا تزال عدد من الدول العربية والإسلامية مترددة في المشاركة لأنها تريد رحيل الأسد أولا، ولكن أوباما وإدارته يرون أن الهدف الأول يجب أن يكون «داعش» ومن ثم النظام السوري.

وتشير إلى أن الحالة الرثة التي وصل إليها الجيش العراقي كانت نتاجا لسياسة المالكي الذي طرد الضباط السنة الموهوبين واستبدلهم بضباط يقسمون الولاء له. وشعرت الولايات المتحدة بالدهشة من الطريقة التي انهار فيها الجيش العراقي بشكل سريع.

وقدر معهد الدراسات الدولية والإستراتيجية في لندن عدد جنود القوات العراقية عام 2013 بـ271.000 منهم 193.400 في الجيش والبقية في قوات البحرية الصغيرة، وكان لدى وزارة الداخلية 531.00 عنصر.

وفي الوقت الحالي لا توجد تقديرات بسبب انهيار فرق وهرب عدد كبير من الجنود. ومن هنا فتحضير القوات العراقية يحتاج لوقت وجهود وهو ما تخطط له الولايات المتحدة بشأن المعارضة السورية، ففي غياب الشريك الحقيقي على الأرض لن يكون للغارات الجوية أي أثر.

وأعلنت واشنطن عن خطط لتدريب أكثر من 5.000 من عناصر المعارضة السورية «المعتدلة». لكن لا تعرف الكيفية التي ستحقق فيها إدارة أوباما طموحاتها في ظل التشتت الذي تعيشه المعارضة السورية.

وفي مقال كتبه المعلق ديفيد إغناطيوس في صحيفة «واشنطن بوست» قال إن المعارضة السورية تعيش حالة من الفوضى عميقة.

وقال الكاتب إن البلبلة التي تعيشها المعارضة والخلافات الإقليمية التي تغذيها تعمقت في اسطنبول بسبب النقاش حول الحكومة المؤقتة والتنافس بين مرشح دولة قطر والمرشح الذي تدعمه الحكومة السعودية. ويقول إغناطيوس إن المعارضة في المنفى قضت وقتها وهي تتنابز وتتشاحن، وليس غريبا إنها لم تكن فاعلة في مواجهة نظام الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية.

ويضيف إن الإرتباك الذي تعيشه المعارضة بالنسبة لأوباما والدول المتحالفة معه هي الرمال المتحركة التي تطبع الأزمة السورية.

ويقترح الكاتب قيام الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها تشجيع معارضة داخل البلاد وليس في المنفى يكون هدفها تحقيق الإستقرار في البلاد بدلا من التناحر الذي يطبع المعارضة خارج سوريا. وحتى يتحقق هذا فهناك حاجة الآن تتدخل واشنطن وبقوة.

 

الخلافات مستمرة

 

ووصف إغناطيوس اجتماع المعارضة السورية الذي غطى ثلاثة أيام لمناقشة وضع الحكومة الإنتقالية التي ستقوم «نظريا» بإدارة المناطق «المحررة». وفي الإجتماع دعم الإخوان المسلون ودولة قطر إعادة انتخاب أحمد طعمة، وهددت بقطع الدعم عن المعارضة إن لم ينتخب طعمة.

وتعرض الأخير وهو طبيب أسنان من دير الزور لانتقادات من المعارضين له لسوء إدارته لجهود الإغاثة.

ومن أشد المعارضين لانتخابه كانت «الكتلة الديمقراطية» المدعومة من السعودية ويتزعمها احمد الجربا والمجلس الوطني الكردي وقام هؤلاء بمقاطعة التصويت النهائي بحسب أعضاء في المعارضة السورية.

وحاول الإسلاميون كما يقول الكاتب تعيين مجلس عسكري أعلى لتنسيق الدعم العسكري وإن بشكل نظري لكن هذا التحرك قوبل بالمعارضة من قبل حركة «حزم» المدعومة من أمريكا و»جبهة ثوار سوريا».

ونقل عن مصدر سوري مقرب من الجربا قوله «كان صدمة لنا وحصل في وقت سيء والفتنة خطيرة جدا» وانتقد سياسة قطر وقال إن موقفها يضع الكثير من الأسئلة حول نيتها لقتال «داعش».

ويرى الكاتب إن المشاكل والخلافات هي الداء الذي تعاني منه كل حركة معارضة في كل مكان ولهذا السبب تشك المخابرات الامريكية في فعالية تشكيل جيش للمعارضة السورية لأن تجاربها لدعم جماعات تمرد فاشلة في الأغلب وهذا راجع لعدم وجود مستشارين أمريكيين على الأرض لتنسيق الجهود.

ويقول الكاتب إن شكوك أوباما الكبيرة حول منظور نجاح المعارضة هي السبب الرئيس وراء تأخره في تقديم الدعم لهم. لكن «هذه المعارضة المعتدلة بفوضاها التراجيدية الكوميدية هي في مركز استراتيجية أوباما «لإضعاف وتدمير» الدولة الإسلامية، وحتى يكون لهذه السياسة أي فرصة للنجاح، فيجب على الولايات المتحدة وحلفائها إعلان أن تسامحها مع حروب الوكالة الإقليمية قد انتهى».

 

«داعش» يهجّر قرى كردية جديدة في تل أبيض

مصطفى الجرادي

انطاكيت ـ «القدس العربي» قام تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» بتهجير سكان عدة قرى كردية تتبع لناحية عيسى في تل أبيض، وذلك بعد أن كانت وساطات محليّة اتفقت مع قياديين في التنظيم مفادها أن لا علاقة لأهل القرى هذه بوحدات الحماية الشعبية، حيث بقوا في قراهم خلال الحملة العسكريّة التي بدأتها «داعش» بالمنطقة منذ نحو شهر، ظناً منهم أنّهم سلموا حملة التهجير التي عانى منها نظراؤهم.

وقال أبو اليزيد وهو من أهالي المنطقة لـ«القدس العربي»، إن تنظيم الدولة يهدف بهذا التهجير تأمين خطوط إمداده الخلفيّة في حملته العسكريّة ضد مدينة كوباني «عين العرب»، وجاءت هذه الخطوة بعد مقتل عدد من قادة التنظيم الميدانيين في المعارك الأخيرة كان لخلايا نائمة تابعة للقوات الكردية دور كبير فيها، ويُعتقد أنّ قسماً من أهالي هذه القرى كانوا منها كما يُشاع بين أفراد «داعش».

وكان تنظيم الدولة بدأ حملة عسكريّة منذ مايقارب الشهر، استهدفت المنطقة الخاضعة لسيطرة وحدات الحماية الشعبية الكردية «YPG» في ريف تل أبيض الغربي وكوباني، حيث تم تهجير غالبية القرى الكرديّة التي هجرها أهلها خوفاً على أرواحهم وهرباً من عمليات انتقاميّة محتملة بحقهم.

إلاّ أن التنظيم لم يتعرض لعدد من القرى الكردية القريبة من ناحية عين عيسى التي تتبع منطقة تل أبيض الحدودية مع تركياوالتي يسيطر عليها التنظيم وبقي السكان الكرد في قراهم.

لكنّ بتاريخ 13-10-2014 قام «داعش» وبشكل مفاجئ بتهجير هذه القرى الكردية المتبقية وهي «سبع جفار- قلنجة شمالي وقلنجة جنوبي ـ بير خاته ـ بئر ناصر»، والتي يبلغ عدد سكانها تقريباً ما يقارب الألف نسمة.

أبو اليزيد وهو من أهالي المنطقة أشار لـ « القدس العربي « : أنّ هذه القرى بقيت في مكانها بعد وساطات محليّة تمت مع قياديين في التنظيم مفادها لا علاقة لأهل هذه القرى بوحدات الحمــــاية الشعبـــية وعلى ضــــوء هذه الوساطة بقي السكان الكرد في قراهم ظــــناً منـهم أنّهم سلموا من لعـــنة التهجـــير التي عانى منها نظراؤهم.

وكانت طائرات بقيادة الولايات المتحدة شنت 21 غارة جوية على مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية قرب مدينة عين كوباني السورية في وقت سابق، أدى الى «إبطاء» تقدم التنظيم المتشدد، بحسب القيادة الامريكية الوسطى.

وقالت القيادة في بيان لها، إنّ «الدلائل تشير الى إن الغارات الجوية أدت الى إبطاء تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة المحيطة بكوباني، مبينة أن الوضع لا يزال غير واضح.

وبحسب تقارير إعلامية، يضع الرئيس الامريكي باراك أوباما مع القادة العسكريين من نحو 20 دولة من بينها تركيا والسعودية اللمسات الأخيرة لاستراتيجيته لمواجهة الدولة الإسلامية، مع تزايد الضغوط على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لفعل المزيد لوقف تقدم مقاتلي التنظيم المتشدد.

 

بدء وصول خبراء أمريكيين إلى الأنبار مع معارك عنيفة بين القوات الحكومية و«داعش»

الأنبار ـ «القدس العربي»: بدأت طلائع الخبراء العسكريين الأمريكان في الوصول الى محافظة الأنبار ، في الوقت الذي تجري معارك عنيفة في بعض مدن الأنبار غرب العراق ، فيما تتواصل الاستعدادات لخوض معارك في مدن آخرى بين القوات الحكومية مدعومة بمقاتلي العشائر وبين تنظيم داعش.

فقد أعلن مجلس محافظة الأنبار الأربعاء، عن وصول مئة خبير عسكري أمريكي إلى مطار الحبانية القريب من الفلوجة ، لتدريب القوات العراقية والعشائرية على محاربة تنظيم (داعش)، بموجب اتفاقية عقدت بين الحكومة العراقية والسفارة الأمريكية في بغداد، مرجحاً وصول عدد آخر من الخبراء الامريكيين إلى المحافظة خلال الأيام المقبلة.

وطالب النائب عن الأنبار غازي فيصل بتدخل المرجعيات الدينية وقادة الدول العربية لإنقاذ اهالي محافظة الأنبار وعشيرة البونمر بشكل خاص من جرائم تنظيم «داعش».وقال خلال مؤتمر صحافي عقده بمبنى مجلس النواب « إن ما تشهده المحافظة من عمليات ارهابية لتنظيم داعش تتطلب تدخلاً سريعاً من المرجعيات الدينية والحكومة وقادة الدول العربية لانقاذ المحافظة وإسناد عشائر البونمر الذين يقاتلون بكل بسالة رغم قلة السلاح والغذاء والدواء»، مبينا ان «هؤلاء باتوا مهددين من قبل داعش بالتصفية والانتقام».

وعلى صعيد المعارك في الأنبار باشرت قوات من الجيش والشرطة بتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق لتطهير مناطق وسط الرمادي مركز الأنبار ومحيطها من عناصر تنظيم داعش ، بدعم من طيران التحالف الدولي، حيث تخوض معها اشتباكات عنيفة جداً . وأضاف مصدر في عمليات الأنبار أن «القوات الأمنية اشتبكت مع مقاتلي داعش بمختلف الأسلحة في مناطق شارع 20 وحي التأميم وجزيرة البو علي الجاسم في الرمادي »، مشيراً إلى أن «تنظيم داعش الارهابي تكبد خسائر جسيمة خلال الدقائق الأولى من بداية العملية»، حسب المصدر.

وكان الجيش العراقي قد أعلن أنه صد وبدعم من العشائر ، هجوما واسعا استهدف مدينة الرمادي، استمر لنحو ست ساعات عندما شن تنظيم «الدولة» منذ منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء هجوما من ثلاثة محاور على مدينة الرمادي، سبقه قصف بقذائف الهاون على المدينة . وذكر الجيش أنهم تصدوا لهجوم شنه مسلحو داعش من ثلاثة محاور وتمكنوا من تكبيدهم خسائر، حيث قتلوا اكثر من 35 من عناصر داعش اضافة الى حرق عدد كبير من سياراتهم بمساندة قوات العشائر، حسب المصدر .

وفي عامرية الفلوجة ، أكد قائد شرطة الناحية التي يحاصرها مسلحو «داعش» منذ الثلاثاء، وصول تعزيزات للجيش إلى البلدة تبلغ فوجين . وأضاف القائد العسكري أن «الجميع في المدينة من الشرطة والعشائر في حالة استنفار، والآن لدينا إمكانية وقوة كافية لفك الحصار عن المدينة من المحاور الثلاثة» قائلاً «نحن بانتظار أوامر من قائد عمليات الأنبار لبدء الهجوم من أجل فك الحصار عن المدينة».

ويتوقع شهود عيان من سكان المدينة ان تدور معركة شرسة فاصلة ، حيث عزز عناصر «داعش» قواتهم على أسوار المدينة ونشروا دبابات ومدرعات استولوا عليها من الجيش سابقا ، كما أفادوا أن طيران التحالف يحلق فوق المدينة بصورة مكثفة .

وكان رئيس مجلس ناحية العامرية شاكر محمود أكد قيام عناصر «داعش» بالتحشيد قرب الناحية من ثلاثة محاور، وطالب بدعم القوات الأمنية ومقاتلي العشائر هناك بالأسلحة والعتاد وإرسال تعزيزات عسكرية مع تأمين غطاء جوي عراقي ودولي لقصف تلك الجماعات.

وفي ناحية البغدادي التي تضم أكبر قاعدة جوية في الأنبار ، أعلنت القوات الامنية في البغدادي مقتل عدد من المسلحين وضبط دراجات نارية مفخخة معدة للتفجير في احدى المناطق المجاورة للناحية.

وقالت مصادر أمنية: «ان قوة من طوارئ البغدادي بقيادة العقيد شعبان العبيدي امر القوة والمقدم محمد النايف العبيدي مسؤول استخبارات الناحية هاجموا وكرا لعناصر داعش في منطقة جزيرة البغدادي».

واضافت المصادر:» ان الهجوم اسفر عن مقتل اربعة من مسلحي داعش وضبط اربع دراجات نارية مفخخة ومعدة للتفجير في العملية ذاتها».

أما في الفلوجة المحاصرة، فقد تجددت المواجهات بين مسلحي داعش وقوات الجيش في منطقة الهياكل قرب بناية الجامعة المجاورة للطريق السريع جنوب شرق المدينة.

وبينت المصادر: «ان المواجهات اسفرت عن مقتل واصابة عددا من مقاتلي الطرفين».

وفي السياق ، ناشدت عشائر محافظة الديوانية في جنوب العراق الاربعاء حيدر العبادي رئيس الوزراء بوصفه قائداً عاماً للقوات المسلحة التدخل بكل الوسائل لفك الحصار المضروب على أربعمائة جندي وضابط من أبنائهم في معسكر قرب الجسر الياباني في الفلوجة. فيما قال نواب ان الطائرات تمكنت من رمي معونات غذائية لهم حسب بيان القيادي في التحالف الوطني الشيعي ابراهيم بحر العلوم ، الذي ذكر ان الجنود المحاصرين يتبعون في الغالب الفوج العاشر للواء الرابع من الفرقة الثالثة. وحذر النواب من تكرار مصير جنود معسكر الصقلاوية الذين قام تنظيم الدولة الاسلامية بقتلهم بعد محاصرة المعسكر واقتحامه قبل شهرين.

وكانت وزارة الدفاع الامريكية البنتاغون قد أقرت باَنّ تنظيم ما يُعرف بالدولة الاسلامية يتحرك بحريةٍ في محافظة الانبار ويزيد الضغوط َعلى قوات الحكومة العراقية،على الرغم من مرور شهرين من الغارات الامريكية على مواقعِ التنظيم. ووصف المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ستيفن وارن المعركةٌ في الانبار بأنها صعبة، وقال ان قاعدةَ الأسد الجوية القريبة من قضاء هيت مهددة بالسقوط في يد المسلحين، وان التصديَ للمتطرفين يتوقف على قوات الامن العراقية بمساعدة الضربات الامريكية. واكد المتحدث بان حوالى ألف واربعِمئة جندي امريكي الان في العراق بمن فيهم مئات من المستشارين.

 

هاموند: الأسد خلق “داعش

لندن ـ العربي الجديد

شدّد وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، على أنه “لا يمكن للرئيس السوري بشار الأسد، أن يكون جزءاً من الحلّ في سورية، لأن سياسات نظامه كانت سبباً في وجود “الدولة الإسلامية” (داعش)”، لافتاً إلى أنه “طالما هو باقٍ في الحكم، فلن تنعم سورية بالسلام”.

 

وقال هاموند، في خطاب ألقاه أمام البرلمان البريطاني، اليوم الخميس، تناول فيه موقف بلاده من الوضع في العراق وسورية، واشتراكها في التحالف الدولي، إنّ “داعش” بات “مسيطراً على نحو 20 إلى 30 في المائة من المناطق المأهولة بالسكان”، كاشفاً أنّ “تحريرها قد يتطلب شهوراً، وربّما سنوات، وليس أياماً وأسابيع”.

ووصف هاموند استراتيجية التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم، بـ”الواضحة”، لافتاً إلى أن “داعش يشكل تهديداً كبيراً لاستقرار المنطقة وأمن وطننا”. واعتبر أنّه “من غير الممكن القضاء على “داعش” من دون وجود حكومتين ديمقراطيتين في سورية والعراق”.

 

من جهة أخرى، أوضح هاموند أن زيارته للعراق، “جاءت للتأكيد على تضامن بريطانيا مع الشعب العراقي وحكومة رئيس الوزراء، حيدر العبادي، ولنقول لهم إنّهم ليسوا وحدهم في مواجهة داعش”.

 

وأشار إلى أنّ “بريطانيا تتولى دوراً رئيسياً في تنفيذ الضربات الجوية، وزادت من عدد طلعاتها الاستكشافية”، لافتاً إلى “إعادة نشر طائرات بريطانية من دون طيار من أفغانستان إلى منطقة الشرق الأوسط، لتعزيز قدراتنا الاستكشافية هناك”.

 

الغارات تجبر تنظيم الدولة على التراجع بعين العرب  

أفاد مراسل الجزيرة أن الغارات التي شنها التحالف الدولي مساء أمس وفجر اليوم أجبرت تنظيم الدولة الإسلامية على التراجع في مدينة عين العرب (كوباني) في محافظة حلب شمال سوريا، من جهة معبر مرشد بينار الحدودي مع تركيا.

 

وذكرت مصادر من قوات وحدات حماية الشعب الكردية أن التنظيم تراجع حتى شارع 48 شرق المدينة، في حين قال مراسل الجزيرة إن طائرات التحالف تحلق بكثافة غير مسبوقة في سماء المدينة منذ صباح اليوم وعلى ارتفاع منخفض دون أن تقصف أي أهداف داخل المدينة.

وتواصل السلطات الرسمية التركية والمنظمات الإغاثية تقديم المساعدات لعشرات آلاف اللاجئين في مدينة سروج على الحدود مع سوريا، بعد أن فروا من الحصار الذي فرضه تنظيم الدولة على عين العرب منذ أسابيع.

 

مئات القتلى في شهر

وشهدت مدينة عين العرب يوم أمس سلسلة غارات جديدة للتحالف الدولي ضدّ مواقع مسلحي تنظيم الدولة، حيث ركز القصف على الأحياء الشمالية القريبة من معبر مرشد بينار الحدودي، وأعلنت الولايات المتحدة مقتل “المئات” من مقاتلي التنظيم في عين العرب في هذا القصف.

 

وفي السياق، نقلت وكالة الأناضول للأنباء عن رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري صالح مسلم قوله إن الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة “مؤثرة للغاية، وعن قريب سنزف للعالم أجمع نبأ تحرير كوباني”.

 

ومن جهتها، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن طائراتها نفذت 23 ضربة جوية في العراق وسوريا، خلال يومي الثلاثاء والأربعاء، بينها 18 في محيط مدينة عين العرب.

 

وأضافت الوزارة، في بيان لها أصدرته أمس الأربعاء أن الطيران الأميركي نفّذ 18 هجمة في محيط مدينة عين العرب ودمّر عدة مواقع لتنظيم الدولة بينها 16 بناية يشغلها التنظيم.

 

أما المرصد السوري لحقوق الإنسان فقد أعلن اليوم الخميس أن 662 شخصا أغلبهم من مسلحي تنظيم الدولة قتلوا في المعارك التي تشهدها عين العرب منذ شهر.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن 374 من مسلحي تنظيم الدولة قتلوا في الاشتباكات مع القوات الكردية في عين العرب، في حين قتل 258 مسلحا من وحدات حماية الشعب الكردية، وتسعة مقاتلين أكراد آخرين، ومتطوع قاتل إلى جانبهم، وعشرون مدنيا كرديا، مشيرا إلى أن هذه الحصيلة لا تشمل من قتلوا في غارات التحالف الدولي.

 

قصف الأربعاء

وكان مراسل الجزيرة على الحدود السورية التركية أفاد بأن مقاتلات التحالف الدولي ركزت قصفها يوم أمس الأربعاء على مواقع تنظيم الدولة غرب عين العرب، حيث استهدف القصف خطوط الإمداد للتنظيم ومدرسة في أقصى غرب المدينة يستخدمها مقرا لمقاتليه.

 

وسُجل قصف عنيف للتحالف على المنطقة الغربية للمدينة، وهي منطقة مفتوحة على أطراف عين العرب وتشكل خط إمداد لتنظيم الدولة.

 

وكثف التحالف ضرباته الجوية على نحو مفاجئ في اليومين الأخيرين، وقال إنه قصف أهدافا تابعة للتنظيم بعين العرب ومحيطها نحو أربعين مرة على مدى يومين، وهو ما يعادل ثلاثة أمثال معدل القصف في الأسبوع الماضي.

 

وأشارت وكالة الأناضول إلى أن فصائل كردية تمكنت من استعادة السيطرة على “تل شعير” (غربي عين العرب) من أيدي تنظيم الدولة ورفعت علمها عليه، ويطل التل على المدينة على بعد أربعة كيلومترات.

 

اشتباكات متقطعة

كما شهد وسط المدينة الأربعاء اشتباكات متقطعة بين مقاتلي التنظيم والمقاتلين الأكراد بخلاف الأيام الماضية التي اشتدت فيها المعارك بين الطرفين.

 

في غضون ذلك، نقلت وكالة رويترز عن قيادات في القوات الكردية التي تتصدى لمقاتلي التنظيم قولها إنها أعطت الأميركيين إحداثيات لتحديد الأهداف للضربات الجوية.

 

وقال المتحدث باسم الوحدات الكردية بولات جان إن مسؤولين بوحدات حماية الشعب يبلغون التحالف بمواقع أهداف تنظيم الدولة الإسلامية، وإن الطائرات تقصفها بعد ذلك.

 

لكن المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي رفض تأكيد وجود أي تنسيق مع وحدات حماية الشعب الكردية، وقال عند سؤاله عن هذه التقارير “ليست لدي أي تفاصيل فيما يتعلق بالتنسيق على الأرض لأعلنها أو أتحدث عنها”.

 

بدوره قال المبعوث الأميركي الخاص جون آلن -المسؤول عن بناء التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية- إن واشنطن منفتحة للحصول على معلومات عن الأطراف من جميع المصادر.

 

لأول مرة.. الصليب الأحمر يوزع أدوية في مخيم اليرموك

جنيف – فرانس برس

قدمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الخميس، أدوية لعلاج اللاجئين الفلسطينيين المصابين بأمراض مزمنة في مخيم اليرموك بسوريا، كما أوضحت اللجنة في بيان صدر في جنيف.

 

ويشارك الصليب الأحمر في هذا العمل الإنساني الهلال الأحمر العربي السوري وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

 

وقالت دافنيه ماريت، المسؤولة في وفد الصليب الأحمر في سوريا: “إنها المرة الأولى منذ أكثر من عام التي نتمكن فيها من تقديم المساعدات إلى سكان المخيم ونأمل في القيام بالمزيد مستقبلا”.

 

ونددت بـ”الوضع البالغ الهشاشة الذي يواجهه الأشخاص الذين يعيشون هناك وخاصة بسبب القدرة المحدودة على الوصول الى الغذاء والمياه والعلاج”.

 

وتكفي الأدوية التي سلمت الخميس لتلبية احتياجات أكثر من 5000 شخص يعانون من أمراض مزمنة مثل السكر أو أمراض القلب لمدة ثلاثة أشهر.

 

كما قدمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أغطية وفوطا وملايات وقفازات طبية ومقصات وأدوات توليد. يذكر أنه ومنذ بدء النزاع تقدم اللجنة الدولية للصليب الأحمر شهريا مساعدة غذائية وسلعا أولية لنحو 450 ألف لاجئ فلسطيني.

 

مسلحون يختطفون صحافياً أثناء عزاء والدته في إدلب

حماة – يزن التيم

تعود حالات التغييب والاختفاء القسري من قبل المجهولين في سوريا، لتشمل حتى الإعلاميين البارزين في الثورة السورية وأولئك الذين فقدوا عوائلهم في الحرب ضد النظام السوري.

 

ففي ريف إدلب، قام مسلحون مجهولو الهوية باختطاف مراسل في المكتب الإعلامي لـ”هيئة العامة للثورة السورية”، الصحافي الشاب خالد عبدالحميد خلف، وهو أخ لشهيدين من الجيش الحر، من أمام منزله الكائن في قرية الترنية الواقعة في مدينة سراقب في محافظة إدلب.

 

وأفاد محمد أمين، مدير المكتب الإعلامي في الهيئة العامة للثورة السورية” لـ”العربية.نت” بأن خلف الذي اختفى منذ الأحد قام بالنزول إلى ريف إدلب بعدما اصطحب والدته التي كانت تعاني من مرض السرطان من مدينة عنتاب في تركيا إلى قرية الترينة بريف إدلب، وتوفيت في منزلها في القرية، وكان خالد يعمل على إقامة العزاء لوالدته مع أهالي القرية، ليختطفه المجهولون من أمام منزله.

 

وأضاف الأمين “خالد شاب متفانٍ في عمله تجاه الثورة السورية، وعرف عنه الاعتدال والوسطية في عمله، خاصة أن الهيئة العامة هي على مسافة واحدة من جميع الفرقاء”.

 

وأضاف: “الشاب المختطف لديه شقيقان قتلا أثناء معاركهم مع النظام وهما في صفوف الجيش الحر، في معارك معسكر الشبيبة منذ عام، والآخر في مدينة حمص، ولم يكن لخالد أي عداوة مع الفصائل الإسلامية أو الجيش الحر، وقد ترك خالد دراسته للماجستير اختصاص الإعلام في جامعة دمشق، وهو في السنة الثانية ليشارك في بدايات الحراك الثوري وينشق عن النظام حيث كان يشغل منصب مدير المكتب الإعلامي لمديرية تربية إدلب”.

 

أكثر من 660 قتيلاً خلال شهر من المعارك في كوباني

بيروت – فرانس برس

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، أن 662 شخصاً، أغلبهم من مسلحي تنظيم “داعش”، قتلوا في المعارك التي تشهدها مدينة عين العرب (كوباني) السورية، ذات الأغلبية الكردية، منذ شهر بين هذا التنظيم المتطرف والمقاتلين الأكراد الذين يدافعون عن المدينة.

 

وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، إن “662 شخصاً قتلوا في الاشتباكات في عين العرب منذ بدء هجوم تنظيم داعش عليها في 16 سبتمبر”.

 

وأوضح أن 374 من مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” قتلوا في هذه الاشتباكات، فيما قتل 258 مقاتلا من “وحدات حماية الشعب” الكردية، وتسعة مقاتلين أكراد آخرين، ومتطوع قاتل إلى جانبهم، و20 مدنيا كرديا.

 

وشدد مدير المرصد على أن حصيلة قتلى المعارك هذه لا تشمل الذين قتلوا في غارات التحالف الدولي على المدينة الحدودية مع تركيا والواقعة في محافظة حلب السورية.

 

ويسيطر مسلحو تنظيم “داعش” على نصف كوباني، ثالث مدينة كردية سورية، ويخوضون حرب شوارع يومية مع المقاتلين الأكراد الذين يبدون مقاومة شرسة بمساندة من طائرات التحالف الدولي التي كثفت خلال الأيام الماضية غاراتها على مواقع التنظيم المتطرف.

 

سوريا.. قتلى بتفجير سيارة مفخخة بريف إدلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل 8 أشخاص وأصيب آخرون بجروح جراء انفجار سيارة مفخخة استهدفت مقر حركة “حزم” في بلدة معردبسة بريف إدلب وفقاً لما ذكره ناشطون سوريون معارضون.

 

وشهد الخميس استمرار القتال في محيط حي جوبر، شرقي العاصمة السورية دمشق، حيث تعرض للقصف بالمدفعية الثقيلة ولغارتين جويتين، إضافة إلى القصف بما لا يقل عن 10 صواريخ أرض أرض، وفقاً لمصادر المعارضة السورية.

 

وتحدث ناشطون عن حالات اختناق إثر تعرض الحي للقصف بما قالوا إنه “غازات سامة”.

 

وفي ريف دمشق، قتل ما لا يقل عن 10 أشخاص، وأصيب آخرون، جراء الغارات الجوية التي تعرضت لها بلدة جسرين في الغوطة الشرقية.

 

كذلك تعرضت مناطق بلدة عربية وسقبا في الغوطة الشرقية للقصف الجوي، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في البلدتين.

 

وفي محافظة حلب، قصف الطيران الحربي مدينة عندان، ومنطقة آسيا حيث نشبت حرائق جراء قصف مستودعات ومحطات لتكرير المحروقات، وأطراف بلدة كفر حمرة، وتعرض محيط بلدة حندرات للقصف بالبراميل المتفجرة.

 

أما في محافظة حمص، فقد تعرض حي الوعر، شمالي مدينة حمص لقصف مدفعي وصاروخي، أسفر عن مقتل 3 أشخاص على الأقل عدا الجرحى.

 

وكان 12 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب العشرات جراء قصف القوات الحكومية وجماعات مسلحة موالية لها للحي ذاته، وفقاً لما أفادت مصادر “سكاي نيوز عربية” الخميس.

 

وفي حماة، تعرضت مدن اللطامنة وكفرزيتا ومورك للقصف الجوي، حيث شهدت الأخيرة وحدها نحو 20 غارة جوية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى