أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 17 تشرين الثاني 2017

الجيش السوري يدخل البوكمال مجدداً

دمشق – أ ف ب

 

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات النظامية تمكنت اليوم (الخميس)، من دخول البوكمال، آخر معقل مهم لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية بعد أيام من استعادة المتشددين السيطرة على هذه المدينة الإستراتيجية الحدودية مع العراق.

 

وكان الجيش السوري أعلن منذ أسبوع استعادة السيطرة على البوكمال، لكن مقاتلي التنظيم نجحوا بعد أيام من استعادة المدينة الواقعة شرق البلاد.

 

وذكر «المرصد» أن الجيش بمؤازرة من سلاح الطيران الروسي دخل مرة أخرى اليوم الى المدينة بعدما شن هجوماً من المحاور الغربية والجنوبية والشرقية.

 

وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن ان «الاشتباكات تدور حالياً داخل المدينة»، مشيراً الى حدوث «قصف جوي روسي ومدفعي».

 

وأضاف عبد الرحمن: « العملية العسكرية (تجري) بقيادة قوات النظام»، موضحاً أن القوات سيطرت على الأحياء الغربية والشرقية والجنوبية.

 

وتقع البوكمال في ريف دير الزور وتشكل آخر معقل مهم في سورية للتنظيم المتشدد الذي يسيطر على 25 في المئة من مساحة المحافظة الغنية بآبار النفط، وفق «المرصد».

 

وفي هذه المحافظة الواقعة على الجانب السوري من الحدود مع العراق، يشن هجومان منفصلان لطرد التنظيم من المناطق التي يسيطر عليها.

 

من جهة تشن القوات النظامية ومن الأخرى «قوات سورية الديموقراطية» التي تتكون من فصائل عربية وكردية وتدعمها الولايات المتحدة.

 

وبعد تقدم كبير في 2014 وسيطرته على مناطق واسعة من سورية والعراق، يشهد تنظيم «داعش» هذه الأيام انهيار «خلافته» في البلدين حيث فقد تقريباً المدن التي كان سيطر عليها كافة.

 

وكان التنظيم المتطرف اجتاح في العام المذكور حوالى نصف سورية وثلث العراق وأعلن «الخلافة» على الأراضي التي احتلها، لكنه فقد اليوم 97 في المئة منها.

 

قمة ثلاثية في سوتشي لـ «موقف موحد» في سورية

لندن – «الحياة»

يعقد الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني، قمة ثلاثية في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود الأربعاء المقبل لطرح موقف موحد في سورية وبحث الانتقال السياسي فيها. وتُعقد القمة وسط توترات مع الولايات المتحدة حول سورية. وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس عن استغرابه من إعلان واشنطن أن قواتها موجودة في سورية بموافقة من الأمم المتحدة، واصفاً تلك التصريحات بأنها «باطلة تماماً». وحذرت الخارجية الروسية مما سمته «سعي واشنطن إلى فرض تسوية من طريق القوة». في موازاة ذلك، تستقبل الرياض الإثنين المقبل اجتماعات تحضيرية لمنصات وفصائل المعارضة السورية تمهيداً لاجتماعات الرياض المقررة في 22 من الشهر الجاري لتوحيد وفد المعارضة إلى جنيف.

 

وأعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن القمة الثلاثية التي ستعقد في سوتشي «ستجمع البلدان الضامنة لعملية التسوية السورية، وسورية ستكون الموضوع الأساس».

 

وقال النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، فلاديمير جباروف، إن القمة ستتناول في الخصوص تصرفات أميركا في سورية، «من أجل طرح موقف موحد إزاء هذه المسألة».

 

وقال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، إن أردوغان وبوتين وروحاني «سيتبادلون خلال القمة وجهات النظر حول التقدم لخفض التوتر في سورية الذي أتاحه مسار آستانة، والأنشطة في إطار مناطق خفض التوتر»، فضلاً عن إيصال مساعدات إنسانية ومساهمة الدول الثلاث في محادثات جنيف.

 

بدوره، قال الناطق باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ، إن أردوغان سيجري «مفاوضات مهمة» مع بوتين وروحاني للبحث في آستانة وعملية الانتقال السياسي في سورية.

 

وترعى موسكو وأنقرة وطهران تفاهمات «خفض التوتر» بموجب مسار آستانة من أجل فتح الباب أمام الانتقال السياسي. ونشرت تركيا وروسيا بالفعل مئات العناصر من شرطتها العسكرية في الشمال والجنوب السوري لمراقبة «خفض التوتر».

 

إلى ذلك، يشارك 144 مندوباً في اجتماعات المعارضة السورية في الرياض، بهدف تشكيل وفد موحد يشارك في مفاوضات جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة.

 

ومن المقرر عقد لقاء موحد لمجموعات ومنصات مختلفة من المعارضة السورية بين 22 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري إلى 24.

 

وقال ممثل «منصة موسكو» نمرود سليمان لوكالة «نوفوستي» الروسية أمس، إنه «تم تحديد العدد التالي من المشاركين: 22 مندوباً من الائتلاف الوطني للمعارضة والقوات الثورية السورية و21 ممثلاً عن جماعات المعارضة المسلحة، و14 مندوباً من لجنة التنسيق، و70 شخصاً من المستقلين، و10 ممثلين من منصة القاهرة، و7 مندوبين من منصة موسكو للمعارضة.

 

وأوضح سليمان أن لجنة تحضيرية ستجتمع في الرياض يومي 19 و20 تشرين الثاني الجاري لوضع جدول الأعمال.

 

ولم ينجح «مؤتمر الرياض الأول» للمنصات الثلاث (القاهرة وموسكو والرياض) الذي عقد في آب (أغسطس) الماضي، في الاتفاق على تشكيل وفد موحد قبل الجولة السابعة لمحادثات جنيف.

 

وأعلن المبعوث الأممي الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، أن الجولة الثامنة من المحادثات في جنيف ستبدأ في 28 تشرين الثاني الجاري.

 

وفي نيويورك، ووسط مشروعين متباينين، أميركي وروسي، يقرر مجلس الأمن الدولي في تصويت مزدوج مصير آلية التحقيق الدولية في استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية.

 

واستعد أعضاء مجلس الأمن لمواجهة فيتو روسي جديد ضد مشروع قرار أميركي يهدف إلى تجديد ولاية لجنة التحقيق، بعدما فشل المجلس في التوصل إلى توافق على كيفية استمرارية عمل لجنة التحقيق بسبب خلاف روسي- أميركي العميق. وتقدمت أميركا وروسيا، اللتين طالبتا بعمليتي تصويت منفصلتين، مشروعي قرار حول تمديد مهمة آلية التحقيق في استخدام الكيماوي في سورية لمدة عام.

 

وأعطى لافروف إشارة هي الأكثر وضوحاً حتى الان، لاستخدام موسكو حق النقض (الفيتو) على المشروع الاميركي. وقال لافروف في مؤتمر صحافي أمس «ليس لمشروع القرار الاميركي أي فرصة لكي يعتمد».

 

وانتقد النص الأميركي قائلاً إنه «غير مقبول على الاطلاق». وسيكون الفيتو الروسي في حال استخدم، هو العاشر في مجلس الأمن، لوقف مشاريع قرارات تستهدف النظام السوري.

 

وتشير التوقعات إلى أن مشروع القرار الروسي لن يحصل على أكثر من ٤ أصوات، ما يعني عدم وجود الحاجة لاستخدام فيتو لإسقاطه.

 

وتوقع ديبلوماسيون امتناع مصر عن التصويت على مشروعي القرارين الأميركي والروسي.

 

وقال ديبلوماسيون في مجلس الأمن إن التحرك «لن ينتهي حتى ولو انتهت جولة التصويت بعدم تبني أي من القرارين، إذ يمكن لمجلس الأمن أن يتبنى قراراً الجمعة يمدد بموجبه عمل لجنة التحقيق أسبوعاً واحداً أو أسبوعين، إلى حين التوصل إلى توافق في شأنها».

 

الجيش الفرنسي: التحالف الدولي عارض انسحاب «داعش» من الرقة

باريس – رويترز

 

قال الجيش الفرنسي اليوم (الخميس)، إن التحالف الذي يحارب تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية عارض اتفاقاً أتاح لمقاتلي التنظيم المتشدد الانسحاب من معقلهم السابق في الرقة.

 

وقال الناطق باسم الجيش الفرنسي باتريك ستايغر إن التحالف لم يتمكن أيضاً من شن ضربات جوية ضد المقاتلين لأنهم اندسوا وسط المدنيين.

 

وذكر تقرير تلفزيوني لـ«هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) الأحد الماضي أن حوالى أربعة آلاف شخص بينهم مئات من الأجانب خرجوا من الرقة في إطار الاتفاق وانتشروا عبر سورية وحتى تركيا.

 

وقالت أنقرة أول من أمس إنها «فزعت» من موقف وزارة الدفاع الأميركية من الاتفاق الذي أبرم بين «قوات سورية الديموقراطية»، وهي تحالف تدعمه واشنطن ويضم فصائل كردية وعربية، وتنظيم «داعش».

 

وقال ستايجر للصحافيين في إفادة أسبوعية: «التحالف لم يكن … مع هذا الاتفاق الذي أتاح لإرهابيي الدولة الإسلامية الهرب من دون أن تتم ملاحقتهم».

 

وأضاف: «كانت طائرات من دون طيار تراقب (القافلة) لكن الإرهابيين اندسوا وسط السكان مما حال دون تنفيذ ضربات جوية».

 

وساهمت فرنسا في ضربات ضد التنظيم في سورية ولها قوات خاصة تعمل في منطقة الرقة.

 

وكانت اعتداءات منسقة خطط لها المتشددون في الرقة ونفذوها في باريس في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 الأعنف على أرض فرنسية منذ الحرب العالمية الثانية وأسفرت عن مقتل أكثر من 130 شخصاً.

 

ويقول مسؤولون في فرنسا إنه في الوقت الذي يخسر فيه التنظيم أراضي في العراق وسورية بدأ مئات من المواطنين الفرنسيين الذين ينتمون للتنظيم، وفي بعض الأحيان أطفالهم، في العودة إلى فرنسا.

 

وعرض تقرير «بي بي سي» إفادة شاهد يزعم أن متشددين فرنسيين كانوا بين الذين سمح لهم بمغادرة الرقة في منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وإنه تم تسجيل حديث لشخص يشتبه في أنه متشدد وهو يقول إن بعض المقاتلين الفرنسيين «سيعودون إلى فرنسا لتنفيذ هجمات».

 

وقال ناطق باسم «قوات سورية الديموقراطية» آنذاك إن 275 متشدداً سورياً غادروا مع أسرهم لكنه نفى خروج مقاتلين أجانب.

 

وفي مسعى لتهدئة المخاوف، قال وزير الداخلية غيرار كولوم أمس إن خطر وقوع اعتداء ليس أكبر مما هو عليه خلال العامين الأخيرين، وإن أجهزة الأمن إما تعتقل أو تراقب كل من عادوا إلى فرنسا.

 

وأضاف: «عاد حوالى 400 من الرجال والنساء والأطفال حتى الآن. هذه ليست عودة كبيرة. نعتقد أن 700 شخص ما زالوا في المنطقة».

 

إردوغان: أمريكا لم تحفظ عهودها ويجب تطهير عفرين السورية من الوحدات الكردية

أنقرة – (وكالان): قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الجمعة، إنه يجب تطهير منطقة عفرين في سوريا من وحدات حماية الشعب الكردية مضيفاً، أن الولايات المتحدة خيبت آمال تركيا لأنها “لم تحفظ معظم عهودها” وهو لا يريد تكرار نفس التجربة في عفرين.

 

وفي كلمة إلى مسؤولين من حزبه العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة قال إردوغان إن العملية العسكرية الدائرة في إدلب السورية مستمرة، كما هو مخطط لها وإن تقدماً كبيراً تحقق بفضل الموقف المشترك من جانب تركيا وروسيا وإيران.

 

سحب القوات التركية من مناورات الناتو في النرويج

 

من جهة أخرى  أعلن طيب أردوغان سحب قوات بلاده من مناورات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في النرويج، على خلفية استخدام اسمه وكذلك صورة مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في تدريب “لوحات التصويب الناري”.

 

وقال أردوغان: “استخدموا لوحة تصويب في النرويج، وضعوا عليها اسمي وصورة مصطفى كمال أتاتورك”.

 

وأضاف بالقول: “عرفت بالأمر من رئيس أركان الجيش خلوصي أكار، ووزير شؤون الاتحاد الأوروبي عمر جيليك (..) وأخبروني أنهم سيسحبون قواتنا التي قوامها 40 جنديا من هناك (النرويج)”.

 

وأردف قائلا: “قلت لهم افعلوا ذلك على الفور، لا يمكن أن يكون هناك تحالف كهذا”.

 

رئيس الائتلاف السوري: رحيل الأسد محسوم ومؤتمر الرياض يعزز موقف المعارضة في جنيف

إسطنبول – (الأناضول): اعتبر رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، رياض سيف، أن مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد، محسوم بالنسبة للمعارضة برحيله، مبيناً أن مؤتمر الرياض المرتقب، سيعزز موقف المعارضة في مفاوضات جنيف المقبلة.

 

وتستضيف العاصمة السعودية الرياض اجتماعاً موسعاً للمعارضة السورية بين الـ22 و24 من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، بحسب ما أعلنته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، الإثنين الماضي.

 

وقال سيف في مقابلة مع مراسل الأناضول بإسطنبول، إن اجتماع المعارضة في الرياض، سيشهد “تقييم عمل الهيئة العليا للمفاوضات خلال الفترة السابقة، وسيركز على إعادة النظر في الآليات التفاوضية”.

 

إلا أن سيف شدد على أنه “لن يكون هناك تعديل يذكر فيما يتعلق بالموقف من رحيل الأسد، وأن أغلب المشاركين في المؤتمر (الرياض) يدعمون موقف الائتلاف في هذا الصدد”، معتبراً أن المؤتمر “سينجح في تشكيل رؤية واضحة للمعارضة”.

 

سيف لفت إلى أن “الائتلاف تلقى دعوة للمشاركة، وينظر بإيجابية لمؤتمر الرياض، ودور المملكة العربية السعودية الداعم للشعب السوري، ويأمل أن يساعد في تعزيز موقف قوى الثورة والمعارضة في مفاوضات جنيف المقبلة (28 من الشهر الجاري)”.

 

ومضى بالقول: “هناك أسماء مدعوة (لمؤتمر الرياض) لها سمعتها في العمل المعارض، ويمكن للائتلاف التعاون معها للوصول إلى رؤية سياسية موحدة، انطلاقاً من ثوابت الثورة السورية”.

 

وأضاف: “هدفنا إنهاء حكم الاستبداد كلياً، وبناء دولة القانون والعدالة، ومن يشاركنا ذلك سنمد إليه يدنا للتعاون”.

 

وحول موقف الائتلاف من مؤتمر سوتشي، الذي دعت إليه روسيا للحوار بين السوريين، وتأجل بطلب تركي، قال سيف: “مؤتمر سوتشي رُفض بشكل قاطع من الائتلاف، لأنه لا مبرر لانعقاده، وإذا أراد الروس دعم الحل السياسي، يمكنهم الضغط على النظام للمشاركة في مفاوضات جنيف”.

 

واستبعد سيف فشل مؤتمر الرياض في تشكيل وفد متجانس، وقال: “إرادة السوريين والدعم الدولي المتوفر سيعزز فرص الاتفاق حول رؤية واحدة، ولن يكون بوسع مجموعة صغيرة، تحدي إرادة الأغلبية والقضاء على حلم السوريين بالحرية”.

 

ولم يخفِ رئيس الائتلاف قلقه من استمرار تعثر المفاوضات، وذلك بقوله: “منذ 4 سنوات هناك مفاوضات بيننا وبين الأمم المتحدة، والنظام حتى اليوم لم يبد أي استعداد للحل السياسي”.

 

وأردف: “إن كان استمرار الحال بهذا الشكل، فلا جدوى من أي مفاوضات أو أي مؤتمر”، مضيفاً: “نحن نشارك لكي يكون صف المعارضة متحداً، وليس من أجل إنتاج معارضة مصنعة، أو غير ملتزمة بمصالح الشعب السوري”.

 

وفيما يخص الوفد المفاوض الموحد الذي هو هدف مؤتمر الرياض، ذهب سيف إلى أنه “يمكن الوصول لذلك، فإن كان الجو وطنياً في الرياض، ويبحث عن حلول، ويريد أن يحقق إنجازاً عبر الحل السياسي، وانتقال السلطة، فلا أعتقد أن سورياً صادقاً مع نفسه وشعبه، يرفض العمل بهذا الاتجاه”.

 

واستدرك: “ولكن إن كانت مصالح الدول وحالة الاستقطاب الراهنة ستغلب على المصالح العامة للشعب (السوري)، هنا يكون الاختلاف والافتراق”.

 

ومضى موضحاً: “إن كانت منصة موسكو (تصنف نفسها معارضة)، ستنفذ مطالب روسيا، فلا يوجد حل، مطالب الشعب السوري بديهية، يريد حقه وكرامته وحريته، ويعيد بناء وطنه، والمحاسبة والمساءلة لا بد منهما”.

 

وشدد رئيس الائتلاف السوري على أن “قضية وجود الأسد أو عدم وجوده في المرحلة الانتقالية وما بعدها، هي النقطة التي يمكن أن تكون حاسمة”، بشأن تشكيل الوفد الموحد للمعارضة.

 

وفيما يتعلق بدعوات من قبل جهات ودول للمعارضة، بالتصرف وفق المتغيرات الدولية، بعقلانية وواقعية، قال: “نسمع في الفترة الأخيرة بهاتين الكلمتين، العقلانية والواقعية، الأولى ووفق العقل والمنطق، فإن مجرماً ارتكب جرائم ضد شعب وشرده، واستعمل الكيماوي، وأدين بكافة أنواع الجرائم، يجب أن يقال له كفى ويُحال للعدالة”.

 

وأردف: “هل هناك عاقل يقول بأن هذا له الحق أن يكون رئيساً للشعب رغماً عنه، ويدعم من بعض الدول لقهر ذلك الشعب، وإذا كان كل مجرم لتفادي شره، يُعطى ميزات، فهذا يشجع الناس لفعل الشر والقتل، فلا الواقعية مقبولة هنا، ولا العقلانية كذلك”.

 

سيف أبدى استغرابه من أن “القضية السورية تقف عند عقدة الأسد، يكون أو لا يكون في المرحلة الانتقالية، على العالم أن يتخذ قراراً أخلاقياً، إنسانياً وعقلانياً، بأن بشار الأسد انتهى، وعليه أن يتنحى، فالأمور لدى الشعب السوري محلولة بإزاحة الأسد”.

 

وتساءل: “هل المجتمع الدولي عاجز عن إزاحة بشار الأسد؟ فالأخير قوته الذاتية ضعيفة، ويعيش بحماية إيران وروسيا، بينما القوى الرئيسة، أصدقاء الشعب السوري، مثل أمريكا والاتحاد الأوروبي وغيرهم، هل جميعهم غير قادرين على تنحيته؟”.

 

ورداً على سؤال حول أفق الحل السياسي بعد البيان الروسي الأمريكي حول سوريا، وإنشاء مناطق خفض التوتر، قال رئيس الائتلاف السوري: “الحل السياسي له شروط، عندما تتفق أمريكا وروسيا على حل سياسي، ويتبنوه تبنياً كاملاً، عندها ينجح”.

 

والسبت الماضي، أعلنت الرئاسة الروسية (الكرملين)، أن الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، استبعدا الحل العسكري لحل الأزمة في سوريا، واتفقا في بيان مشترك، على أنّ “معالجة الأزمة ستتم في إطار ما يعرف باسم محادثات جنيف”.

 

وحول البيان أوضح سيف: “لم تقدم الدولتان (روسيا وأمريكا) في البيان الأخير (المشترك)، حلاً سياسياً واضحاً، نحن بحاجة لإرادة دولية، وخاصة روسيا وأمريكا، وهناك تبادل مصالح ونحن نتفهمه، ولكن ضمن ما يقبل به الشعب السوري، اتفاقهم على حل سياسي شرط أول، والشرط الثاني ألا يمس ثوابت الشعب السوري”.

 

واعتبر أن “البيان هو تفويض بوتين لإيجاد حل، والمؤكد أن الحل الذي يختاره بوتين هو الذي يبقي الأسد، ويعطيه القدرة على الاستمرار والشرعية”.

 

وبين رئيس الائتلاف السوري أن “مناطق خفض التصعيد ليست في خدمة الحل السياسي إذا كان الضامن يحلل لنفسه القصف بالطائرات، فروسيا الضامنة قصفت منذ ايام قليلة مدينة الأتارب(بريف حلب الغربي شمالي سوريا)، وسقط عشرات القتلى، والقصف مستمر بالغوطة الشرقية، فالحل السياسي هو الالتزام ببيان جنيف، وقرارات مجلس الأمن”.

 

وعن دور الحكومة المؤقتة في المناطق الخاضعة للمعارضة، كشف أنها “كانت تعاني من عدم وجود تمويل، وفي الأشهر الأخيرة تحسن الأمر، والاخوة الأتراك يقدمون كل التسهيلات الممكنة، ومن ضمنها استلام الحكومة المؤقتة معبر باب السلامة الحدودي”.

 

وأشار سيف إلى أنه “سيتم تسليم باقي المعابر لاحقاً، وهناك تعاون بنّاء في المناطق المحررة، حيث أطلقوا يد الحكومة المؤقتة في منطقة درع الفرات”.

 

وأردف: “هناك تشجيع تركي لتقديم الدعم الكامل للحكومة (المؤقتة)، ونحن نشعر بالامتنان لموقف تركيا الداعم لنا، والدعم الملموس من الرئيس رجب طيب أردوغان شخصياً، وهذه خطوة ستكون لها آثار على الأرض، بسدّ احتياجات الناس، والرضا بالعمل على الأرض من قبل الأهالي”.

 

وختم رئيس الائتلاف السوري بأن “دعم الاتحاد الأوروبي للحكومة المؤقتة كان محدوداً، لكن مع بداية العام القادم، سترى تلك الحكومة دعماً أوسع من الاتحاد، وأمريكا أيضاً ستعيد العمل معها”.

 

قمة تركية روسية إيرانية حول سوريا في سوتشي… وتأجيل «جنيف 8»

سقوط 9 قتلى من «حزب الله»… والسعودية توجه الدعوات لـ»الرياض 2»

دمشق ـ «القدس العربي» من هبة محمد وسعد الياس: بينما يحتدم الصراع عسكرياً على جبهات سوريا وخصوصاً في مدينة البو كمال، وسقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين في الغوطة الشرقية، تسارعت أخبار ومواعيد اللقاءات السياسية للدول الفاعلة على الساحة السورية سعياً لحل الأزمة، حيث يعقد رؤساء تركيا وروسيا وإيران قمة يوم الأربعاء المقبل، وذلك في منتجع سوتشي في روسيا، بحسب ما أوردت وسائل الإعلام التركية أمس الخميس.

بينما وجهت الخارجية السعودية الدعوات للمشاركة في مؤتمر الرياض 2، ودعت ممثلي الكيانات والمنصات إلى إرسال ممثلين عنها للتحضير للمؤتمر الذي يهدف إلى تشكيل وفد موحد من المعارضة تدخل فيه منصة موسكو المقربة من النظام إلى جانب منصة القاهرة، في وقت تحدثت فيه روسيا عن عقد مؤتمر الحوار السوري في مدينة سوتشي الروسية بداية الشهر المقبل، وعن تأجيل مؤتمر جنيف في نسخته الثامنة إلى الربع الثاني من الشهر المقبل بدلاً من 28 من الشهر الحالي.

ميدانياً وعلى جبهات القتال في البوكمال شرق سوريا وبالرغم من احتدام السباق الحاصل بين قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية ومن ينضوي تحت رايتها من عراقيين ولبنانيين وأفغان وغيرهم من جهة، والميليشيات الكردية المتمثلة بقوات «سوريا الديمقراطية» (قسد) التي يقودها حزب العمال الكردستاني من جهة أخرى، للسيطرة على المدينة على الحدود السورية العراقية، يبدي تنظيم الدولة مقاومة شرسة في الدفاع عن المدينة التي تشكل آخر الحواضر الكبيرة للتنظيم في سوريا، الأمر الذي أجبر طهران على تغيير تكتيكها في سبيل انتزاع السيطرة على المنطقة.

وفي محاولة منها لتخفيف الهزائم، وكسب ضخ إعلامي مكثف، عيّنت طهران الجنرال قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في قيادة العمليات العسكرية على جبهات مدينة البوكمال شرقي دير الزور، حيث أكدت مصادر ميدانية مطلعة وصول سليماني إلى محيط المدينة واستقباله من قبل عناصر ميليشيات الحشد الشعبي كـ»حركة النجباء» العراقية التي يقودها أكرم الكعبي، مع نقل مجموعات من المقاتلين الأفغان التابعين للواء «فاطميون» من مدينة دير الزور إلى جبهات البوكمال. من جهة أخرى أفادت معلومات صحافية في بيروت عن سقوط 9 عناصر من «حزب الله» في معارك سوريا.

 

لوموند” تكتب من قلب دمشق: تطبيع مع النظام السوري/ محمد المزديوي

في نوعٍ من التطبيع مع النظام السوري، يتماهى بشكل أو بآخر مع مواقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي لم يعد يجعل من رحيل بشار الأسد شرطاً مسبقاً لإيجاد حلّ سلمي، وفي تماهٍ أكبر مع شخصيات فرنسية تواظب على زيارة سورية ولقاء ممثلي النظام، نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية ثلاثة تقارير، من توقيع مبعوثتها الخاصة، لور ستيفان، من قلب دمشق.

الأول بعنوان “مظهر حياة عادية في دمشق”، والثاني يحمل عنوان “في دمشق، زمن الأرامل”، فيما الثالث والأخير “دمشق منهمكة، تلتفت نحو المستقبل”. وكنوع من إبراء الذمة، تبادر الصحيفة الفرنسية في البداية إلى التأكيد على أن هذه التقارير أُجريت في منتصف شهر سبتمبر/أيلول الماضي، و”بحضور موظف شابّ من وزارة الإعلام، كما هو معمول به مع جلّ الصحافيين الأجانب في المناطق الخاضعة للحكومة”.

ثم تضيف، في نوع من الافتخار “أنه لأول مرة، منذ 2011، تحصل مراسلةٌ لصحيفة على إذْنٍ من السلطات المحلية للحضور في عين المكان”. ولكن موقف صحيفة “لوموند” من الحرب في سورية لا يختلف كثيراً، في الوقت الراهن، عن صحيفة “لو فيغارو” اليمينية التي تصفق لكل الزيارات التي يقوم بها ساسة فرنسيون إلى دمشق.

فهما تتفقان على أن الأولوية في سورية هي للحرب على مختلف “التنظيمات الجهادية”، وأن التنسيق مع النظام السوري في هذه الحرب مُرحَّبٌ به وضروري، وهما يوردان أحياناً بعض الشخصيات الأمنية الفرنسية التي ترحب بمعاودة التنسيق الأمني مع النظام السوري.

ولكن النظام السوري يعرف جيّداً أن مصداقية صحيفة “لوموند”، التي أرادها الجنرال شارل ديغول، يوماً، صوْتَ فرنسا في العالم التي غالباً ما يتم تقديمُها أكبرَ صحيفة في فرنسا وأكثرها تأثيراً على القرار السياسي، تختلف عن مصداقية “لو فيغارو” التي تحوم حولها اتهامات بكراهية الإسلام والمسلمين، على الرغم من أنها الأكثر دفاعاً عن النظام السوري وتمجيدًا لحربه المزعومة ضد الإرهاب ودفاعه عن المسيحيين.

ويختلف موقف الصحيفتين “لوموند” و”لو فيغارو” من النظام السوري عن وسائل إعلامية، ومنها صحيفة “ليبراسيون” اليسارية التي لا ترى أي أفق للتعاون مع رئيس دولة حارب شعبه، وتسبّب في مقتل ما يزيد على 330 ألف سوري.

وإذا كانت الحرب في سورية لا تزال مستمرة، في انتظار نتائج مفاوضات بطيئة، فقد تعمدت صحيفة “لوموند” في القسم الأول من التقرير تبني موقف السلطة السورية من استتباب الأمن، خاصة في العاصمة التي تجرّأ سياسيٌّ فرنسي يميني، تيري مارياني، من حزب “الجمهوريون”، أن يقول إن شوارعها أنظف من شوارع باريس.

وتتحدث الصحيفة عن “شوارع في دمشق، لا تخلو من السكان، حيث الشباب يدخنون النرجيلة ويشربون القهوة ويلعبون بهواتفهم الذكية”. ثم تنقل تعليقات لسوريين يقولون إن “الأزمنة الماضية كانت أكثر صعوبة، واليوم، لا شيء صعب بالمقارنة”، وتصريحاً لمقاول يعترف بـأنه لا يشتغل سوى ساعة أو ساعتين في اليوم، “لأننا في حاجة إليها، من أجل أن نواصل الحياة، ومن أجل المعنويات”.

أما في القسم الثاني عن الأرامل، فقد أريد منه إثبات الدور الذي تلعبه السلطات السورية في مواجهة هذه الظاهرة الإنسانية المؤلمة، من خلال كثير من الأمثلة، ولكن في كل مرة، تحضُرُ السلطات السورية في اللقاءات، وهو ما ينزع عنها الصدق والحرية والطابع العفوي الضروري في مثل هذه القضايا.

ولا يخفي تقرير الصحيفة الفرنسية أن الشخص الذي قاد الصحافيين الفرنسيين إلى بيت إحدى الأرامل يدعى عادل حمودي القيمري، هو عمدة الحي (مختار) الذي يتحدث عن فظاعات الحرب المستمرة: “توجد كثير من الأرامل. والنساء متعبات، ويحملن الحداد. الرجل، عندنا، هو قنطرة العائلة. وحين يموت ينهار كل شيء. ولا يوجد ما يكفي من الرجال حتى تتزوج الأرامل من جديد”.

ورغم ما يمكن أن يقوم من توصيف لقسوة الأوضاع إلا أنه يتحدث، كما هو مطلوب منه، عن إيجابية الدولة وهنا يتحدث العمدة عن “توفير تكوين للأرامل في الخياطة والحلاقة المنزلية”. يعترف بأن الأمر صعبٌ خاصة مع الجيل الشاب: “الأيتام، هؤلاء الأطفال الذين حُرموا من المدرسة في بعض المناطق خلال عدة سنوات”، لكنه يُمنّي النفس، كما يفعل النظام، بـ”قرب إعادة الإعمار”.

وفيما يخص المهجّرين تتبنى الصحيفة الفرنسية الرواية الرسمية، فترى أن “معظمهم لاجئٌ في المناطق الحكومية”. البعض منهم استطاع اللحاق بأقربائه وآخرون أقاموا في ملاجئ جماعية، خاصة في حرجلة، 15 ألف ساكن، 20 كيلومتر جنوب دمشق. وفي إحدى تنقلات الصحيفة الفرنسية على مراكز استقبال الأرامل، وأثناء زيارة، لا تجد بداً من الاعتراف بأنه حضرَها ضابط رفيع في الجيش النظامي.

ولم يكن بريئاً أن يعترف المسؤول بأن الأرامل المقيمات في مركز حرجلة: “بعضهن أزواجهن في المعارضة، وأخريات أزواجهن في الجيش السوري” قبل أن يضيف: “الكل على علم بالأمر. والكل يعيش، جنباً إلى جنب”. ثم يحضر مازن السقا، وهو عضو في اللجنة المحلية المكلف بالتنسيق بين العائلات والسلطات، إلى جانب محمد ديب قرواني، مدير مركز استقبال المهجرين، وهو ما يجعل اللقاء مع الأرامل وعائلاتهن بعيداً عن الحقيقة.

وكم كان مثيراً اعتراف المدير أن “نصف النساء أرامل. أخريات يقلن بأنهن مطلقات، أو أن أزواجهنّ يعيشون في مناطق مُحاصَرة، ولكني أعتقد أن الأمر يتعلق، في الواقع، بمقاتلين (من المعارضة) وضعوا نساءهم في مأمن”. وفي كل الحوارات التي تمت مع هذه الأرامل يندر أن يجد القارئ انتقاداً لتقصير حكومي أو لتحديد مسؤوليات النظام. فالنظام يفعل ما يستطيع، ويراهن على مستقبل أفضل. وحتى الحلقة الثالثة، فقد جاءت كما يريد النظام السوري أن يسوق الوضعية الحالية، للداخل والخارج معاً.

فـ”دمشق منهكة، ولكنها تتجه نحو المستقبل”، وهي بروباغاندا النظام السوري، الذي يُراهن على “المصالحة” وعلى أنه هو من سيشرف عليها. ومن هذه البروباغاندا أن “جامعة دمشق، رغم الحرب لم تتوقف عن نشاطها”. ثم تتطرق الصحيفة لما تسميه “الورشة الكبيرة لإعادة الإعمار”، والتي تحتاج إلى 200 مليار دولار.

يبقى أن نشير إلى أن جل التعليقات على التقارير التي سمحت لها الصحيفة الفرنسية بالظهور على موقعها، تدافع عن خط الصحيفة الفرنسية وتشيد بالعمل “المهني” لمبعوثتها الخاصة، لور ستيفان، ولا شيء يتحدث على إصرار شخصيات رسمية وضباط للنظام على الحضور، أثناء لقاء عمل الصحافية، وهو ما كان سيُعتبر من قبل الصحيفة الفرنسية، لو حدث في مكان آخر، مُنافياً للموضوعية، ومؤثراً سلباً على حقيقة الأوضاع. تماماً كالصحافيين الذين يتحركون مع القوات الأميركية، في العراق وأفغانستان، وكأنهم جزءٌ لا يتجزأ منها، ويقدمون، بالضرورة، روايتَها للأحداث.

العربي الجديد

 

مؤتمر سوتشي: محاولة روسية للتفرّد بالقرار السوري/ محمد أمين

تبدو روسيا مصرّة على عقد مؤتمر أطلقت عليه تسمية “الحوار الوطني السوري” على أراضيها، رغم رفض المعارضة السورية الواسع لهذا المؤتمر، والفتور الإقليمي والدولي في التعاطي معه. فمن المتوقع أن تقفز موسكو فوق مسار جنيف الأممي في مسعى منها لتكريس وجهة نظرها للحل السوري، الهادفة إلى إعادة إنتاج نظام بشار الأسد، بعيداً عن قرارات دولية ذات صلة، تحدُّ إلى حدّ كبير، في حال تنفيذها، من التأثير الروسي في شرقي المتوسط.

وكانت موسكو قد حددت موعد الحوار في 2 ديسمبر/كانون الأول المقبل في سوتشي، الذي يفترض أن يلي مفاوضات جنيف التي دعا إليها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بدءاً من 28 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، بعد المؤتمر الموسّع للمعارضة السورية في العاصمة السعودية الرياض بين 22 نوفمبر و24 منه، بمشاركة نحو 140 من ممثلي القوى السياسية والمستقلين. كما باشرت وزارة الدفاع الروسية اتصالاتها لدعوة نحو ألف شخص إلى سوتشي. وكان المؤتمر محورياً في محادثات مساعد وزير الخارجية الإيراني حسن أنصاري في موسكو، ولقائه بدمشق الأسد، ووزير خارجية النظام السوري وليد المعلم.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، أبلغ دي ميستورا، بأن “هدف روسيا من مباحثات أستانة ومؤتمر الحوار الوطني السوري، هو تسريع التسوية السورية وليس خلق بديل عن مفاوضات جنيف”. وسبق لموسكو أن اضطرت إلى تأجيل المؤتمر الذي كان من المقرر عقده في 18 نوفمبر الحالي، بعد أن رفضت المعارضة السورية بكل تياراتها السياسية، والعسكرية المشاركة فيه، متهمة موسكو بمحاولة القفز فوق مسار جنيف التفاوضي والتأسيس لمسار بديل يدفع باتجاه ترسيخ سلطة بشار الأسد.

ووصفت مصادر في المعارضة مؤتمر “الحوار الوطني” في سوتشي بأنه “سيكون اجتماعاً بين النظام والنظام، ومحاولة للالتفاف على جنيف والإرادة الدولية لتحقيق الانتقال السياسي في سورية بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي”. وكانت موسكو وجهت دعوات لعدد كبير من التيارات السياسية التي تُحسب على المعارضة، ومن بينها أحزاب تُوصف بـ “الهزيلة” خلقها النظام في محاولة لخلط أوراق المعارضة السورية، وإشاعة الفوضى في المشهد السياسي المعارض له. ولكن رفض المعارضة السورية لم يكن وحده وراء تأجيل المؤتمر الذي غيّرت روسيا عنوانه من “مؤتمر شعوب سورية” إلى مؤتمر “الحوار الوطني السوري”، إذ قوبل المؤتمر بفتور واضح من قبل جهات إقليمية ودولية رأت في عقد المؤتمر تكريساً نهائياً للنفوذ الروسي في سورية. وقد رفضت تركيا المشاركة في المؤتمر بسبب اعتراضها على مشاركة حزب “الاتحاد الديمقراطي الكردي” الذي تعتبره أنقرة الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني، ما دفع موسكو لتأجيل المؤتمر الذي أثار الجدل قبل عقده.

مع العلم أن “المفوضية العليا للانتخابات” التابعة لـ”الإدارة الذاتية” الكردية، حددت مساء الأربعاء، الأول من يناير/كانون الثاني 2018، موعداً لإجراء ما تسميه انتخابات المجالس المحلية في محافظات الحسكة والرقة وحلب، شمال وشرق سورية، في خطوة من شأنها إغضاب السلطات السورية وتركيا وطيف واسع من السوريين. وتُعتبر هذه الانتخابات في سياق تطبيق “النظام الاتحادي الفيديرالي”، الذي أعلنت عنه “الإدارة الذاتية”، في مارس/آذار 2016. كما تعاملت دول أوروبية فاعلة ببرود مع المؤتمر، فقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر، إن “أي مبادرة تعزز عملية جنيف مرحّب بها، لكن أي مبادرة خارج هذه العملية ليست كذلك وستبوء بالفشل”. كما رأى السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة ماتيو رايكروفت، أن “الطريق إلى السلام في سورية يمرّ عبر جنيف”، قاطعاً الطريق أمام المساعي الروسية في فرض رؤيتها الروسية للحلّ في سورية، بعيداً عن قرارات دولية داعية إلى تغيير عميق في بنية النظام السوري، ترى فيها موسكو مساساً بمصالحها التي كرستها بالتدخل العسكري المباشر.

كما لم تخفِ الولايات المتحدة عدم اكتراثها بمؤتمر “سوتشي”، بحسب البيان المشترك، الذي صدر عن الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، يوم السبت الماضي، في فيتنام. وأشار البيان إلى أن “التوصل إلى تسوية سياسية نهائية للصراع في سورية يجب أن يكون في إطار عملية جنيف، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254، بما في ذلك تغيير الدستور والانتخابات الحرة والنزيهة، وتحت إشراف الأمم المتحدة ووفقاً لأعلى المعايير الدولية للشفافية والمساءلة، وإعطاء الحق لجميع السوريين، بمن فيهم من هو موجود الآن في الشتات الحق بالمشاركة فيها”.

بدورها، لا تبدو إيران مرحبة بالمؤتمر وخاصة أنه يكرّس روسيا منافساً دائماً لها في النفوذ العسكري والسياسي والاقتصادي في سورية، خصوصاً أن هناك إشارات واضحة على تبرم موسكو من وجود إيراني يتصاعد في البلاد، حيث تعمل طهران على ترسيخ هذا الوجود من خلال إنشاء قواعد عسكرية على غرار ما فعلته موسكو. ومن الواضح أن موسكو تهدف من وراء الإصرار على عقد مؤتمر سوتشي الى توجيه رسائل للمجتمع الدولي مفادها أنها ممسكة بالملف السوري، ولها تأثير مباشر على كل التيارات والكتل السياسية في المشهد السوري ما يعزز فرص روسيا في الإسهام في وضع حلول سياسية في سورية تناسب مصالحها.

وذكرت مصادر في الائتلاف الوطني السوري لـ “العربي الجديد”، أن “موقف المعارضة السورية من مؤتمر سوتشي لم يتغير”، مضيفة أنه “ما زلنا عند موقفنا الرافض لأي مسار بديل عن مسار جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة”. ولم يتوقف الرفض لمؤتمر سوتشي عند حدود التيارات التي تمثل المعارضة السورية، بل وصل إلى الشارع السوري المعارض الذي نظم وقفات ضد المؤتمر. وتعزز رفض الشارع السوري المعارض للمساعي الروسية، بعد ارتكاب الطيران الروسي لمجزرة مروعة منذ أيام في ريف حلب الغربي، مع مقتل وإصابة المئات من المدنيين في بلدة الأتارب وهي من أهم معاقل المعارضة السورية.

العربي الجديد

 

تقرير حقوقي: سورية أكثر بلاد العالم خسارة للأطفال

أكد تقرير حقوقي أن الأمم المتحدة بعيدة عن الواقع المرير الذي يعيشه أطفال سورية، وأن الأرقام التي تعلنها المنظمة الدولية لا تعبر عن الحقيقة الكاملة التي تؤكد أن سورية هي “البلد الأسوأ حول العالم في خسارة الأطفال”.

 

وانتقد التقرير الصادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الخميس، تقريراً صدر عن الأمين العام للأمم المتحدة حول الأطفال والصراعات المسلحة في شهر أغسطس/آب الماضي،  حول حصيلة الضحايا من الأطفال خلال عام 2016، مؤكدا أنه “لا يُلامس حجم فظائع الواقع السوري”.

 

وذكر التقرير الذي حمل عنوان “سورية. البلد الأسوأ في العالم في خسارة الأطفال”، أنَّ هناك فارقاً شاسعاً بين ما وردَ في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، وبين ما تمكَّنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان من توثيقه، فقد سجَّلت الأمم المتحدة سقوط 652 طفلاً سوريا فقط، في حين أنَّ ما تم توثيقه لدى الشبكة بالاسم والتفاصيل للضحايا الأطفال في عام 2016 بلغ 3923 طفلاً، أي أكثر بستة أضعاف مما تمكَّنت الأمم المتحدة من تسجيله.

 

واعتبر التقرير أن هذا “تقصير صارخ في توثيق الضحايا الأطفال، وتوثيق الانتهاكات في سورية بشكل عام، وأنه يعود إلى قلَّة الفريق العامل في الأمم المتحدة حول الشأن السوري، حيث تراجع موقع المفوضية السامية لحقوق الإنسان في سورية منذ إبريل/نيسان 2014، عندما توقفت عن إحصاء ضحايا النزاع المسلح بشكل تام، ولم تقُم بأيِّ خيار بديل كتوثيق حصيلة الضحايا في كل عام على حِدَة”.

 

وحسب إحصائية الشبكة “سجل ما لا يقل عن 251 حالة اعتقال لأطفال في عام 2016، على يد قوات النظام السوري، في مقابل 12 حالة فقط وثَّقها تقرير الأمم المتحدة. وحمَّل تقرير الأمين العام المسؤولية الأكبر لفصائل المعارضة المسلحة عن جريمة التجنيد القسري، وهو ما يخالف الوقائع التي رصدتها الشبكة، والتي رصدت ما لا يقل عن 1926 حالة تجنيد قسري لأطفال على يد وحدات الحماية الكردية. متفوَّقة بذلك على جميع الأطراف”.

 

وأوضح تقرير الشبكة السورية أنَّ “تقرير الأمين العام أهملَ تماماً الضحايا الأطفال الذين قُتلوا أو أُصيبوا نتيجة الهجمات الكيميائية التي نفَّذها النظام السوري، والتي تسببت في مقتل 21 طفلاً، وإصابة 35 آخرين في 25 هجمة كيميائية نفَّذتها القوات الحكومية في 2016. كما لم يتطرق التقرير الأممي إلى حصيلة الضحايا الأطفال الذين قتلوا نتيجة استخدام القوات الحكومية والقوات الروسية الذخائر العنقودية والألغام الأرضية، والتي بلغت 171 هجوما، وتسبَّبت في مقتل 113 طفلاً”.

 

وطالبت الشبكة الممثل الخاص للأمين العام المعني بالأطفال والنزاع المسلح بـ”التعاون والتَّنسيق مع المنظمات الحقوقية السورية المختصَّة في توثيق الانتهاكات؛ بهدف مساعدة الأمم المتحدة في تسجيل معلومات وبيانات أكثر شمولية ودقة عما يجري في سورية”.

 

وقالت الشبكة إن “الأهمية الاستثنائية لتقرير الأمين العام، أنه سلط الضوء على واقع الطفولة الكارثي في سورية، عندما أشار في معظم الانتهاكات إلى أن المرتكبَ الأكبر لها هو النظام السوري، وهذا يعكس طبيعة الحوادث والوقائع المرتكبة وما تؤكده الإحصائيات”.

 

سوريات يقاتلن هرباً من مشاكلهن/ ريان محمد

تثير مسألة التجنيد العسكري في سورية جدالاً كبيراً، في ظل تزايد نسبة الرافضين له. ولا يتعلّق الأمر بالخدمة العسكرية المفروضة من قبل النظام السوري، بل أيضاً بـ”قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، خصوصاً تجنيد النساء تحت شعار المساواة والحرية ومحاربة الإرهاب، رغم تعارض ذلك مع العادات والتقاليد، ما يؤدي إلى امتعاض المجتمع المحلي.

ويتناقل الأهالي قصص فتيات تحوّلن إلى مقاتلات في “قسد” ضمن ما يسمى “وحدات حماية المرأة”، وهي فصيل نسائي مسلّح أنشأه حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي “بيدا”، إضافة إلى “وحدات حماية الشعب” للذكور.

منذ تأسيسها، عملت “وحدات حماية المرأة” على استقطاب الفتيات للالتحاق بها. وتبيّن مصادر محلية طلبت عدم الكشف عن اسمها، لـ”العربي الجديد”، أن “عصب هذه الوحدات هن الفتيات القادمات من تركيا، والفتيات الكرديات السوريات، إضافة إلى نسبة غير بسيطة من الفتيات العربيات”. تضيف: “اختُطف عدد من الفتيات الكرديات، وألحقن في معسكرات التدريب، وأجبرن على القتال. ويمنع الأهالي من التواصل مع بناتهن أو إعادتهن إلى منازلهن بحجة أنهن التحقن بكامل إرادتهن”.

وتشير المصادر إلى تناقل العديد من القصص المتعلقة بالفتيات في المجتمع الذي يتسم بالعشائرية، ما يساهم في انتشارها، على غرار قصة الفتاة إيمان الوهب، من منطقة الطبقة، التي انضمت برفقة ابنة عمها رهف إلى قسد، بعد مشاكل مع عائلتيهما، إضافة إلى بتول محمد، من منبج، التي انضمت إلى الترافيك، وهي شرطة المرور، بسبب علاقة عاطفية جمعتها مع شاب كردي من مقاتلي قسد.

إلى ذلك، يقول الناشط الإعلامي صهيب حسكاوي، لـ”العربي الجديد”، إنّ “تجنيد الفتيات في مناطق قسد ليس إجبارياً، كما أنه لدى غالبية المتطوعات العرب مشاكل مع عائلاتهن، ويرغبن في التمرّد على مجتمعاتهن. وتلجأ العائلات إلى تعنيف بناتهن أحياناً خشية التحاقهن بقوات قسد”.

يضيف حسكاوي أنّ البعض يتطوعن بسبب الوضع المادي المتردّي، أو رغبة بالانتقام من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، خصوصاً الفتيات والأرامل في منطقة الشدادة في ريف الحسكة الجنوبي. ويلفت إلى أنّ “حوادث خطف الفتيات لتجنيدهن، ومن بينهن قاصرات، استهدفت كرديات في مناطق كردية، منها الدرباسية وعامودا”. ويُبيّن أن “قسد ترفض تسليم الفتيات المتطوعات إلى ذويهن، أو إبلاغهم بأماكن تواجدهن، وتعاقب أهل الفتيات في حال حاولوا الوصول إليهن أو تهديدهن أو إجبارهن على العودة إلى المنزل”.

ويرى الحسكاوي أن “قسد تحاول إظهار وجه جديد للمنطقة من خلال إبراز دور النساء في مؤسساتها والمجتمع، على أساس المساواة بينهن وبين الرجال، إضافة إلى السعي إلى كسب تأييد الغرب. من هنا، تحمل النساء السلاح، ويجلسن في مجالس العزاء والفرح إلى جانب الرجل، وهذا مخالف لعادات وتقاليد المجتمعات المحافظة بشكل عام، إلا أنها مضطرة للقبول تحت تهديد السلاح”. يضيف أنّ ما يزيد من رفض المجتمع لالتحاق البنات بوحدات حماية المرأة، هو تداول أخبار عن وقوع حالات تحرش واغتصاب في معسكرات التدريب أو جبهات القتال، كما حدث مع المقاتلة نيفين التي اغتصبت من قبل ثلاثة مقاتلين عوقبوا بالسجن، بحسب مقاتلين عرب. ويوضح أنه ما من إحصائيات رسميّة توثّق مثل هذه الجرائم.

من جهته، يقول الناشط أبو مصطفى السوري، المقيم حالياً في تركيا، لـ”العربي الجديد”، إنّ “مشكلة التحاق الفتيات بوحدات حماية المرأة وقوات قسد تقلق العائلات حتى في تركيا، وهناك مكاتب تستقطب الفتيات، خصوصاً أن التطوع يساعدهن على الهرب من مشاكلهن، أو الانتقام من عائلاتهن بسبب ما يتعرضن له”. يضيف: “قبل مدة، فقدت عائلة سورية تقيم في إسطنبول إحدى بناتها، بعد انفصالها عن خطيبها الذي لجأ إلى ألمانيا، وعرفت أنها التحقت بوحدات حماية المرأة عبر مكاتب موجودة في مناطق الأكراد. حاولت عائلتها الاتصال بها وإعادتها إلى المنزل من خلال التواصل مع قيادات كردية، وعرض دفع مبالغ مالية كبيرة في مقابل إعادتها، من دون نتيجة”.

وقبلها، هربت فتاة من منزل عائلتها بسبب بعض الخلافات الأسرية، لتكتشف أسرتها أنها التحقت بمقاتلات قسد. صحيح أن هناك أخريات، لكن ما زال عددهن في الحدود الدنيا، بحسب السوري.

أما الناشط أبو عدي الرقاوي، فيقول لـ”العربي الجديد”، إنّ “وحدات حماية المرأة تمثل اليوم ملجأ لشريحة من الفتيات المتمردات على مجتمعاتهن، تحت شعارات براقة مثل الحرية والاستقلال والمساواة. وتؤمن لهن الحماية من مجتمع ذكوري يحاصر المرأة بالعادات والتقاليد”. يضيف: “شكلت هذه الوحدات ملجأ للفتيات اللواتي يعانين من الاضطهاد في منازل عائلاتهن، أو أن خياراتهن العاطفية لا تحظى برضى أهلهن، وغيرها”. يضيف أن “مسألة النساء العربيات المتطوعات في قسد تُضخّم إعلامياً”.

العربي الجديد

 

سوريا: الموالون يهاجمون قانون الإعلام قبل صدوره

منذ شهور يروج الإعلام الرسمي التابع للنظام السوري، أن قانوناً جديداً للإعلام سيصدر قبل نهاية العام الجاري، لكن الاحتجاجات المسبقة على القانون نفسه قبل صدوره، من وسائل إعلام شبه رسمية وصفحات موالية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر أن ذلك القانون لن يتيح مقدار الحرية الكافية التي يريدها الموالون أنفسهم، من دون الحديث عن استحالة تقديمه مساحة كافية من الحرية للأصوات المعارضة على سبيل المثال.

 

 

وكتبت صفحة “دمشق الآن”، وهي واحدة من أبرز مصادر المعلومات الموالية للنظام، والتي خضع فريقها الإعلامي لدورات تدريبية في إيران قبيل إطلاقها العام 2013، وبات لها موقع إلكتروني “مستقل”، أنه لا بد من “وجود قانون واضح وصريح يحمي الإعلامي من تسلّط بعض المسؤولين النّافذين الّذين دائماً ما يلوّحون بعصا تجريمه بجرائم القدح والذّمّ”، مع التعبير عن الاستياء من فرع الجرائم الإلكترونية المستحدث في وزارة الداخلية، والذي كان الجهة المسؤولة عن اعتقال عدد من الشخصيات العامة الموالية للنظام مؤخراً، مثل الممثل مصطفى الخاني، الذي تم اعتقاله وتحويله للمحاكمة بتهمة الإساءة لرموز الدولة وهيبتها، إثر خلافه العائلي مع سفير النظام في الأمم المتحدة بشار الجعفري.

 

ولم تشر “دمشق الآن” إلى اطلاعها على القانون الجديد المزمع إطلاقه، لكنها كانت واضحة في أنها تطالب بقانون “حقيقي” يحمي الإعلاميين الموالين “المظلومين” من “فساد المسؤولين”، وأن القانون الجديد يجب أن يضمن حماية قضائية مطلقة للإعلامي وأن القضاء يجب أن يكون مستقلاً، “وإلا فكلنا مهددون” حسب تعبيرها.

 

يعطي ذلك انطباعاً بأن مشروع القانون الجديد، لن يختلف عن أي من القوانين السابقة، إلا في إعطائه صلاحيات أوسع لمكتب “جرائم المعلوماتية” في وزارة الداخلية، ليصبح الجهة المكلفة بملاحقة الإعلاميين والمدونين والناس العاديين في مواقع التواصل والمواقع الإلكترونية من أجل فرض رقابة مسبقة مع حرية الاعتقال التعسفي والمسبق، وهو أمر يقوم به المكتب حالياً، من دون أن يرد ذكره في قانون الإعلام الصادر في شهر تشرين الأول/أكتوبر العام 2011، وقدمه رئيس النظام بشار الأسد حينها، على أنه جزء من حملة “إصلاحات” ينوي القيام بها لتهدئة الثورة الشعبية ضده، بموازاة حملته العسكرية لقمع الثورة.

 

وباتت ملامح التغيير الإعلامي في الداخل السوري واضحة في الفترة الأخيرة، فبموازاة إطلاق مشاريع إعلامية موالية جديدة، عمل النظام على تنظيم الصفحات الكبرى في مواقع التواصل الاجتماعي عبر دورات وورشات يشرف عليها حزب البعث الحاكم، علماً أن تلك الصفحات اكتسبت شهرة واسعة خلال السنوات الماضية، ليس بتغطيتها للأخبار الميدانية، بل بانتقادها للحكومات السورية المتعاقبة بعد الثورة السورية للتقصير في الجوانب الخدمية، مثل الكهرباء والاتصالات، وهو هامش الحرية الضئيل الذي قدمه النظام لتلك الصفحات من أجل امتصاص الغضب الشعبي ضده في مناطق سيطرته.

 

ويجب القول أنه من السخيف أن يطالب الإعلام الموالي بقيم مثل الحرية، ليس بسبب موقفه الأخلاقي المشين والمعادي للحرية خلال السنوات الماضية فقط وترويجه للبروباغندا فقط، بل لأنه من المنطقي والبديهي أن النظام لا يمتلك في حمضه النووي قيماً مثل حرية الإعلام وحرية التعبير، بقدر ما يقوم على مبادئ فكرية “أبدية” تجتر نفسها من دون أي هامش للتطور، وهو أمر مازال الموالون ينظرون إليه بشيء من القصور أو الإنكار لاعتبارات مختلفة، اقتصادية واجتماعية وأمنية، تبقيهم مؤمنين، على أفضل تقدير، بفكرة رومانسية تفيد بأن النظام نفسه قابل للإصلاح مع نهاية الحرب.

 

قسد” تتقدم ومليشيات النظام تحاصر البوكمال..و”داعش” سيقاتل حتى النهاية

محمد حسان

تواصل “قوات سوريا الديموقراطية” و”مجلس ديرالزور العسكري” عملياتهما العسكرية في ريف ديرالزور الشرقي، شمالي نهر الفرات، وحققا تقدماً سريعاً خلال الأيام الماضية على حساب تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

وتمكنت “قسد” و”مدع”، ليل الخميس/الجمعة، من السيطرة على بلدتي الحوايج وذيبان في ريف ديرالزور الشرقي، بعد معارك عنيفة مع تنظيم “الدولة” استمرت لأيام. وسبق ذلك بأيام سيطرتهما على مدينة البصيرة وبلدة الشحيل وقرية الزر أكبر التجمعات السكانية في الريف الشرقي “جزيرة”، وما تزال الاشتباكات مستمرة بين الطرفين في قرية درنج من ريف ديرالزور الشرقي.

 

وخسر “داعش” أكثر من 50 عنصراً بين قتيل وجريح في تلك المعارك، بينما بلغت خسائر قوات “قسد” 11 قتيلاً و20 جريحاً معظمهم من “مدع”.

 

وتحاول “قسد” و”مدع” التقدم إلى ما تبقى من قرى ريف ديرالزور الشرقي الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة”، من محورين؛ الأول بموازاة نهر الفرات باتجاه الشرق، والثاني من جهة حقل التنك النفطي في بادية ديرالزور الشمالية الشرقية باتجاه قرى غرانيج وأبو حمام والكشكية، التي تقطنها عشيرة الشعيطات.

 

وتهدف “قسد” من تحركاتها العسكرية إلى طرد تنظيم “الدولة” من تلك المناطق حتى الحدود السورية-العراقية، بُغية الإعلان عن انتهاء المرحلة الأخيرة من عملية “عاصفة الجزيرة”، التي باتت قريبة من تحقيق هدفها الرئيسي؛ طرد التنظيم من شرقي الفرات.

 

تقدم قوات “قسد” و”مدع” الأخير، جاء بدعم جوي من طيران “التحالف الدولي” الذي شّن عشرات الغارات على القرى المستهدفة، ما تسبب بتشتيت دفاعات التنظيم وتدمير جزء كبير منها، ما أتاح للقوى المهاجمة فرصة التقدم والسيطرة.

 

وتسبب قصف “التحالف” ليل الخميس/الجمعة بمقتل 5 مدنسسن وسقوط عشرات الجرحى، في قرية درنج في ريف ديرالزور الشرقي، وسبق ذلك حوادث مماثلة في مدينة البصيرة وبلدتي الحوايج وذيبان، راح ضحيتها العديد من المدنيين.

 

تقدم قوات “قسد” يقابله عمليات مكثفة تقوم بها وحدات الهندسة التابعة لها، لنزع الألغام التي زرعها “داعش” قبل انسحابه، من المناطق التي تمت السيطرة عليها.

 

وشهدت الأيام الماضية سماح “قسد” للمدنيين من أهالي ناحية الصور والقرى المجاورة لها في ريف ديرالزور الشمالي، بالعودة إلى منازلهم، بعد الانتهاء من عملية نزع الألغام منها وتأمينها بشكل كامل.

 

في الجهة المقابلة من نهر الفرات، تستمر قوات النظام والمليشيات المساندة لها، بمحاولة التقدم نحو مدينة البوكمال، في أقصى شرق ديرالزور بالقرب من الحدود مع العراق. وتمكنت مليشيات النظام و”حزب الله” اللبناني، ليل الخميس/الجمعة، من السيطرة على قرية الحمدان ومطار الحمدان العسكري غربي مدينة البوكمال، بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم “الدولة”، استمرت لساعات. وما تزال الاشتباكات مستمرة بين الطرفين على الأطراف الغربية لبلدة السكرية غربي المدينة.

 

تقدم مليشيات النظام الأخير، جعلها تقطع طريق الإمداد البري الوحيد بين مدينة البوكمال وبقية مناطق سيطرة التنظيم في قرى ريف ديرالزور الشرقي في مدينتي العشارة والقورية. وبذالك بات التنظيم محاصراً داخل البوكمال والقرى المحيطة بها، ولم يتبقَ له سوى ممر وحيد عبر نهر الفرات يصله بمناطق سيطرته شمالي النهر.

 

تقدم مليشيات النظام من الجهة الجنوبية والغربية، يأتي بعد استقدام القوات المهاجمة تعزيزات عسكرية كبيرة من “قوات النخبة” التابعة لمليشيا “حزب الله” اللبنانية و”قوات النمر” التابعة للعقيد سهيل الحسن، إلى محيط المدينة. وتلا ذلك عملية تقدم بري واسع، بغطاء جوي من طائرات حربية روسية وأخرى للنظام، شّنت عشرات الغارات على المناطق المستهدفة.

 

وفي الجهة الشرقية، تلاقي مليشيات “الحشد الشعبي” العراقية و”حركة النجباء” و”الحرس الثوري” الإيراني، صعوبات كبيرة في التقدم في ظل المقاومة العنيفة التي يبديها التنظيم. ولا زالت الاشتباكات بين الطرفين تدور على أطراف بلدة السويعية شرقي مدينة البوكمال.

 

المعارك المستمرة في ريف مدينة البوكمال تسببت خلال الساعات الـ48 الماضية، بمقتل أكثر من 60 عنصراً من القوات المهاجمة، بينهم ما لا يقل عن 20 عنصراً من “حزب الله” والمليشيات الشيعية، بينما خسر التنظيم أكثر من 30 عنصراً والعديد من الجرحى بينهم مقاتلون أجانب.

 

مناطق تنظيم “الدولة” جنوبي نهر الفرات باتت مقسومة إلى جزئين، بلا طرق إمداد بري بينهما؛ القسم الأول يضم مدينة البوكمال وريفها، والقسم الثاني يضم مدينتي العشارة والقورية وبعض القرى الأخرى. ويشير ذلك إلى نية التنظيم القتال في تلك المناطق حتى آخر رجل، أو الإنسحاب عبر نهر الفرات إلى مناطق سيطرته شمالي نهر الفرات التي تتقدم إليها قوات “قسد” وهو أمر مستبعد.

 

إذ تتوفر للتنظيم إمكانية التحصن والدفاع في مدن جنوبي نهر الفرات، بشكل أفضل من شماله، بسبب الكثافة العمرانية ووجود أسلحة ثقيلة داخل تلك المدن، بإمكان التنظيم استخدامها. في المقابل، لن تكون لديه تلك العوامل المساعدة في قرى شمالي الفرات المتباعدة، وعدم قدرته على نقل الأسلحة إليها من الجنوب لعدم وجود طرق برية ولا نهرية.

 

كما أن قتال التنظيم في مدن وبلدات جنوبي النهر تجعله عرضة لقصف الطيران الروسي وطيران النظام، والذي يعتبر أخف ضرراً على التنظيم بالمقارنة مع قصف طيران “التحالف الدولي” الأكثر دقة، والعامل في مناطق شمالي النهر.

 

تمسك التنظيم بجبهاته جنوبي نهر الفرات، يبدو أمراً ضرورياً، إذا ما أراد إطالة عمر المعركة، وإدخال أحد أطرافها بحرب استنزاف. ويعلم “داعش” أن هذه المعركة، مهما طال أمدها، فهي محسومة لصالح أعدائه، ولكن يتوجب عليه خوضها من باب حفظ ماء الوجه، بعد غياب أي خيار آخر.

 

فيتو” روسي عاشر لحماية نظام الأسد

فشل مجلس الأمن الدولي، الخميس، في الاتفاق على تمديد عمل “آلية التحقيق المشتركة” حول استخدام أسلحة كيماوية في سوريا لمدة عام، بعد استخدام روسيا “الفيتو” ضد مشروع قرار أميركي، وفشل مشروع قرار قدمته موسكو في نيل الأصوات اللازمة، وذلك في جلسة عاصفة لمجلس الأمن الدولي.

 

واستخدمت روسيا حق النقض “الفيتو”، للمرة العاشرة في مسألة متعلقة بسوريا، ضد مشروع القرار الأميركي الذي وافقت عليه 11 دولة وعارضته اثنتان هما روسيا وبوليفيا، بينما امتنعت الصين ومصر عن التصويت.

 

وقبيل التصويت على المشروع الأميركي، سحبت روسيا المشروع الخاص بها الذي يمدد آلية التحقيق المشتركة ستة أشهر، بيد أن بوليفيا أعادت لاحقاً طرح المشروع الروسي. وخلال جولة التصويت الثانية، سقط مشروع القرار الروسي بعدما حصل على تأييد أربع دول فقط، ومعارضة سبع، وامتناع أربع أخرى.

 

وطرحت اليابان بعدها مشروع قرار يمدد مهمة “آلية التحقيق المشتركة” بين محققي الأمم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيماوية 30 يوماً ريثما يتم التوصل إلى تسوية، وطلب من الأمين العام للامم المتحدة أن يقدم في غضون 20 يوماً “مقترحات بشأن هيكلية ومنهجية عمل” آلية التحقيق.

 

ويقول ديبلوماسيون إن مهمة المحققين تنتهي الجمعة لا الخميس، كما كان قد أعلن سابقاً، ومن المفترض أن يدرس مجلس الأمن الاقتراح الياباني، صباح الجمعة.

 

ويرى مراقبون أن هيئة التحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، بعد فشل مجلس الأمن في التصويت، قد قُتلت، ولم تعد هناك آلية لتحديد الأطراف التي استخدمت تلك الأسلحة المحرمة دولياً.

 

وشهدت جلسة مجلس الامن تلاسناً، وتبادل اتهامات بـ”الغش” و”الخيانة” و”عدم الأمانة”. وفي أعقاب الفيتو الروسي، قالت السفيرة الأميركية في الامم المتحدة نيكي هايلي، إن “روسيا قتلت آلية التحقيق التي حظيت بدعم عام في هذا المجلس”، مشددة على أن “الرسالة واضحة: روسيا تقبل باستخدام أسلحة كيماوية في سوريا. كيف يمكننا إذاً أن نثق بدعم روسيا المفترض للسلام في سوريا؟”.

 

وقالت هايلي إن إعادة طرح بوليفيا للمشروع الروسي بعد سحبه يهين المجلس. وأضافت أن روسيا دمرت أفضل الأدوات لرصد استعمال السلاح الكيماوي في سوريا: “لكن تبقى هناك أدوات إضافية كلجنة تقصي الحقائق والآلية الدولية المحايدة، وحينما يكون ضرورياً فهناك الولايات المتحدة الأميركية”.

 

وقال السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا، إن مهمة المحققين تشوبها “نواقص أساسية”، وهناك شكوك حول الشهادات التي جمعتها، و”روسيا لم يكن باستطاعتها التصويت على المشروع الأميركي والجميع كانوا يعلمون ذلك”.

 

وقال السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر إن فرنسا تشعر بالذهول لهذه النتيجة الناجمة عن الفيتو الروسي، فيما اعتبر السفير البريطاني ماثيو ريكروفت، أن “روسيا فشلت في تعزيز السلام في سوريا” عندما “رفضت اتخاذ موقف بناء”.

 

ويؤكد مراقبون أن مجمل نظام منع الانتشار الذي أقامته الأمم المتحدة لحظر استخدام الأسلحة الكيماوية في العالم بات على المحك.

 

ويختلف المشروعان الأميركي والروسي، إلى حد كبير، ولا يلتقيان سوى في نقطة تمديد مهمة المحققين. وينص مشروع القرار الأميركي، على ضرورة منع سوريا من تطوير أو إنتاج أسلحة كيماوية، ويطالب جميع الأطراف في سوريا بإبداء تعاون تام مع التحقيق الدولي.

 

وطلب المشروع الروسي مراجعة مهمة المحققين وتجميد تقريرهم الأخير الذي يتهم نظام الرئيس السوري بشار الاسد بالمسؤولية عن الهجوم بالأسلحة الكيماوية الذي أوقع أكثر من 80 قتيلاً في خان شيخون، في 4 نيسان/ابريل. وطالب المشروع الروسي “آلية التحقيق” بأن “ترسل فريقاً من المحققين الى خان شيخون بأسرع وقت ممكن”، وكذلك أن ترسل فريقاً آخر إلى قاعدة الشعيرات العسكرية “لجمع عينات بيئية”. وبانتظار تنفيذ هذه الخطوات يفرض المشروع الروسي على لجنة التحقيق “تجميد نتائج” تحقيقها في الهجوم على خان شيخون.

 

وعارضت واشنطن ذلك وطالبت في المقابل بدعم من الأوروبيين فرض عقوبات على المسؤولين عن استخدام أسلحة كيماوية في سوريا.

 

وكان تقرير “آلية التحقيق المشتركة” قد اتهم في أواخر تشرين الاول/اكتوبر سلاح الجو السوري بقصف بلدة خان شيخون التي تسيطر عليها المعارضة، بغاز السارين.

 

وقبل ساعة من التصويت، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجلس الأمن الدولي إلى تمديد مهمة المحققين بشأن استخدام أسلحة كيماوية في سوريا لمنع نظام الأسد من ارتكاب جرائم جديدة.

 

ماذا تريد إيران من المنطقة شرقي سكة الحجاز؟

خالد الخطيب

ماذا تريد إيران من المنطقة شرقي سكة الحجاز؟ تزامنت عمليات إعادة الانتشار مع زيارة مسؤولين عسكريين إيرانيين (انترنت)

وصلت تعزيزات عسكرية إضافية، مؤخراً، إلى جبهات ريف حلب الجنوبي وريف حماة الشمالي الشرقي، للمشاركة في عمليات مليشيات النظام ضد مواقع المعارضة المسلحة شرقي سكة حديد الحجاز، للوصول إلى منطقة أبو ضهور ومطارها القريب في ريف ادلب الجنوبي الشرقي.

 

وأنشأت المليشيات غرف عمليات جديدة، وعززت من قدرات قواعدها العسكرية قرب خطوط القتال، بمزيد من قواعد الصواريخ والمدفعية، ونشرت أكثر من 100 دبابة ومدرعة وآلية عسكرية جديدة في النقاط المتقدمة على طول خطوط التماس الممتدة من جنوبي الحاضر في ريف حلب الجنوبي، وحتى رأس الحربة المتقدم من ريف حماة الشمالي الشرقي نحو أبو دالة في ريف ادلب الجنوبي، والتي تتبع إدارياً لناحية التمانعة في ريف معرة النعمان. ويزيد طول الجبهات بين الطرفين في المحاور المذكورة عن 130 كيلومتراً.

 

وبدأت المليشيات بالتوجه نحو جبهات شرقي سكة الحجاز منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر، بعدما فرغت من مهمات المؤازرة التي قدمتها للمليشيات الحليفة التي تقدمت على حساب تنظيم “الدولة” في البادية السورية. والمليشيات الأبرز التي أعادت انتشارها هي: “حركة النجباء” العراقية و”حزب الله” اللبناني و”فاطميون” الأفغانية و”زينبيون” الباكستانية و”لواء القدس” الفلسطيني و”أبو الفضل العباس” العراقية و”أنصار الله” العراقية. وتزامنت عمليات إعادة الانتشار مع زيارة مسؤولين عسكريين إيرانيين إلى القواعد العسكرية الإيرانية المنتشرة جنوبي حلب على مقربة من الحاضر.

 

مدير المكتب الإعلامي في “الفرقة 23” رائد الشيخ، أكد لـ”المدن”، أن مليشيات النظام قامت بتعزيز قدرات “كتيبة عبيدة” قرب خناصر بمزيد من قواعد الصواريخ متوسطة المدى، والمدفعية الثقيلة، كما استقدمت مدرعات ودبابات نُشرت على جبهات القتال مع المعارضة غربي الكتيبة؛ شمالاً وجنوباً في ريف حلب الجنوبي. وأشار الشيخ إلى أن الكتيبة باتت قاعدة عسكرية تنطلق منها الهجمات نحو مناطق جبل الحص وتل الضمان بعدما كانت مجرد كتيبة عسكرية تتجمع فيها قوات لحماية طريق السلمية–خناصر–حلب.

 

وأوضح الشيخ أن القاعدة العسكرية الأبرز في ريف حلب الجنوبي والتي تتجمع فيها مختلف قيادات المليشيات الشيعية، والتي تعتبر غرفة العمليات الأولى في المنطقة هي قاعدة جبل عزان، ويديرها “الحرس الثوري” الإيراني، وتفرعت عن القاعدة خلال الفترة الماضية مجموعة من الثكنات والقواعد العسكرية الصغيرة في المنطقة ومن بينها قواعد جعارة والعدنانية والأربعين وعبطين. وتتوزع تلك القواعد على المناطق الواقعة جنوبي وشرقي الحاضر. وشهدت هذه المعسكرات زيادة في أعداد عناصرها، وساندت المدفعية والصواريخ المتمركزة فيها المليشيات التي حاولت التقدم أكثر من مرة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية في ريف حلب الجنوبي.

 

وأشار الشيخ إلى أن “الفرقة الوسطى” وفصائل معارضة أخرى في ريف حلب الجنوبي تستهدف بشكل شبه يومي مواقع المليشيات وقواعدها في المناطق القريبة من الحاضر رداً على القصف الذي تتعرض له المنطقة ومحاولات التقدم البرية التي تنفذها المليشيات في محاور الرشادية ورجم الصوان وحجارة والقرقور، التي تشهد معارك كر وفر.

 

مليشيات النظام نشرت أيضاً المزيد من عناصرها وآلياتها في قرى ومواقع متقدمة جنوبي خناصر من جهة الغرب، في نقاط التماس مع المعارضة في القرباطية وحاجز البيت الخليجي والعظامي وقرب محمية الغزلان وجريدة والتلال المحيطة بها وحاجز وادي الصلاة. أما في الجبهات شمال غربي خناصر وجنوبي الحاضر، فنشرت المليشيات مئات العناصر والآليات الثقيلة في البحوث العسكرية وجفرة الحص والعميرية وكفر عبيد وأبو رويل.

 

المعارك التي شهدتها جبهات ريف حلب الجنوبي على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، كانت صعبة على المليشيات التي شنت 10 هجمات برية عنيفة مستفيدة من التغطية الجوية والقصف الصاروخي والمدفعي العنيف على مواقع المعارضة. وتمكنت المليشيات من التقدم في 7 قرى، لكن خسرتها بعد ساعات في هجمات معاكسة للمعارضة. وربما يعود الفضل في ذلك لتركيبة مقاتلي المعارضة المدافعين عن مناطقهم، وهم في الغالب من أبناء العشائر المحلية والذين يتوزعون على فصائل مختلفة منها “فيلق الشام” و”أحرار الشام” و”هيئة تحرير الشام” و”الفرقة 23″ وغيرها. وآخر الهجمات التي تصدت لها المعارضة دارت الخميس. ودمرت المعارضة خلال تصديها لعشر محاولات تقدم في تلك الجبهات 4 دبابات و3 سيارات رباعية الدفع.

 

ويؤكد رائد الشيخ، أن مليشيات النظام عمدت خلال تشرين الثاني إلى إفراغ قرى وبلدات منطقتي جبل الحص وتل الضمان من السكان تمهيداً لتقدمها والسيطرة على المنطقة، وذلك عبر القصف الجوي العنيف، والاستهداف المتواصل للمنطقة بالصواريخ والمدفعية، ولم يبقَ سوى 25 في المائة من السكان، إذ نزحت الأغلبية نحو مناطق إدلب الشمالية وريف حلب.

 

وامتدت عمليات إعادة انتشار مليشيات النظام إلى جبهات ريف حماة الشمالي الشرقي، وتزامن ذلك مع زيادة العمليات الهجومية للمليشيات على مواقع المعارضة وفتحها جبهات جديدة، وإشغالها أكثر من 10 محاور في الوقت نفسه. وحققت المليشيات، خلال الأسبوع الماضي بفضل التعزيزات الجديدة التي وصلت إلى جبهات ريف حماة، تقدماً سريعاً مقارنة بالأسابيع السابقة والتي كانت تشهد معارك كر وفر بين الطرفين وتبادل للسيطرة على مجموعة صغيرة من القرى والبلدات في محوري الرهجان وأبو دالة.

 

الناطق الرسمي العسكري باسم “جيش العزة” النقيب مصطفى معراتي، أكد لـ”المدن”، أن “اللواء 66” القريب من ناحية الحمراء في ريف حماة الشمالي الشرقي، أصبح قاعدة عسكرية كبيرة، تدار من خلاله العمليات العسكرية التي تشنها المليشيات في المنطقة. واستقبل “اللواء” خلال الأسابيع القليلة الماضية تعزيزات عسكرية إضافية أرسلتها المليشيات، من بينها “النجباء” العراقية و”حزب الله” و”الأفغان” والقوات الخاصة. ويحتوي اللواء على مرابض مدفعية وصواريخ متنوعة مهمتها التغطية النارية لمحاور القتال نحو أبو دالة. واعتبر مصطفى أن تواجد المليشيات المرتبطة بإيران وانتشارها في جبهات ريف حماة، غير مسبوق.

 

وأوضح النقيب مصطفى، بأن الكتيبة التابعة للقوات الروسية قرب بلدة معردس، شهدت هي الأخرى تعزيز لقدراتها النارية الصاروخية والمدفعية، خلال الأيام القليلة الماضية. وتساند القاعدة الروسية مليشيات النظام بشكل متواصل باستهداف مواقع المعارضة وتقصف عمق أرياف حماة، وصولاً إلى مناطق ريف ادلب الجنوبي.

 

المليشيات أنشأت تجمعات عسكرية إضافية شمال شرقي ناحية السعن وجنوبها الغربي، في الشحاطية ورسم أبو ميال وتل الأغر وتل عبدالعزيز والحمرة، وتعتمد في هذه المحاور على مليشيا “الدفاع الوطني” المحلية التي يغلب عليها الطابع العشائري.

 

وحاولت مليشيات النظام، الخميس، التوسع أكثر والسيطرة على مزيد من القرى جنوب شرقي أبو دالة، وتقدمت فعلاً نحو قصر علي التي ماتزال تشهد معارك كر وفر بين الطرفين، كذلك فشلت المليشيات بالتقدم نحو تريكية وتلة البليل القريبة.

 

وخسرت مليشيات النظام أكثر من 200 عنصر خلال شهر من المعارك المتواصلة مع المعارضة المسلحة، وخسرت أكثر من 20 آلية ثقيلة، من دبابات ومدرعات وسيارات عسكرية، تمكنت المعارضة من تدميرهم بصواريخ مضادة للدروع. وفي الوقت ذاته، لم تحقق المليشيات أي انجاز عسكري كبير يساوي حجم خسائرها، إلا بعدما اشتركت أعداداً إضافية من عناصرها في العمليات التي شهدت توسعاً متزايداً خلال الأيام الماضية.

 

في الطرف المقابل، كانت خسائر المعارضة كبيرة أيضاً من حيث أعداد القتلى في صفوفها، ومعظمهم قضى في القصف الجوي الذي استهداف طرق الامداد، والقصف المدفعي والصاروخي لمواقعها المتقدمة. وتقول المعارضة إن هناك بلدات وقرى دمرت بشكل شبه كامل بسبب القصف الذي تعرضت له.

 

إعادة انتشار المليشيات التي تديرها إيران على أطراف مناطق شرقي سكة الحجاز، تحت أنظار روسيا، يدل على جديتها في الوصول إلى مطار أبو ضهور، والتمسك أكثر بنفوذها شمالاً وتأمين مواصلات أمنة ومتنوعة إلى حلب، وقاعدتها العسكرية في جبل عزان.

 

أردوغان وبوتين وروحاني في سوتشي و”سوريا ستكون الموضوع

يجتمع زعماء تركيا وروسيا وإيران في مدينة سوتشي الروسية، في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، لبحث الأزمة السورية، ولاسيما اتفاقات “خفض التوتر”.

 

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، الخميس، إن القمة الثلاثية التي ستعقد في مدنية سوتشي الروسية قريباً، ستناقش الفعاليات التي ستجري في مناطق خفض التوتر المتفق عليها خلال محادثات أستانة.

 

وفي بيان نشرته وكالة “الأناضول”، أوضح قالن، أن القمة سيحضرها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني و”سوريا ستكون الموضوع”. وأضاف أن الزعماء سيتناولون أيضا مسألة إيصال المساعدات الإنسانية، وكيفية مساهمة الدول الثلاث الضامنة في محادثات جنيف الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، استنادا إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

 

 

في المقابل، نقلت قناة “روسيا اليوم” عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله، إن القمة الثلاثية تأتي استمراراً للجهود المبذولة من قبل روسيا وتركيا وإيران، باعتبارها الدول الضامنة لعملية التسوية السياسية وإرساء الأمن والاستقرار في سوريا.

 

من جانبه، أعلن النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، فلاديمير جباروف، أن القمة ستتناول، بالخصوص، تصرفات الولايات المتحدة في سوريا، من أجل طرح موقف موحد إزاء هذه المسألة.

 

سوريا: إصابة 5 إعلاميين في الغوطة الشرقية

أُصيب أربعة ناشطين إعلاميين معارضين بحالات اختناق، مساء الخميس، بعد قصف لقوات النظام السوري بالغازات السامة استهدف مكان وجودهم في غوطة دمشق الشرقية، كما أصيب إعلامي آخر برصاص قوات النظام، في نفس المكان.

 

ونقلت رابطة الصحافيين السوريين، وهي هيئة مستقلة معنية بتوثيق الانتهاكات بحق الإعلام وحرية التعبير في البلاد، عن مدير مكتب وكالة “قاسيون” للأنباء في ريف دمشق، مازن الشامي، أن الإعلاميين الأربعة أصيبوا بحالات اختناق جراء قصف لقوات النظام بغاز الكلور السام على إدارة المركبات العسكرية في مدينة حرستا بغوطة دمشق الشرقية أثناء تغطيتهم للمعارك بين فصائل المعارضة وقوات النظام في المنطقة.

 

وأضاف الشامي أن القصف كان عبارة عن غارة جوية، تبعتها بشكل مباشر عدة قذائف هاون استهدفت مكان وجوده مع الإعلاميين الآخرين، مشيراً إلى أنه لم يتم تحديد إن كان الغاز السام ناتجاً عن القصف الجوي أم عن قذائف الهاون، موضحاً أن القصف أسفر عن إصابة عدد من مقاتلي فصائل المعارضة، بالإضافة لإعلاميين تعرضوا لحالات اختناق جراء استنشاق الغاز السام.

 

الإعلاميون الأربعة هم: مراسل قناة “الجزيرة” الإخبارية محمد الجزائري، ومراسل وكالة “خطوة” ضياء الشامي، والمصور الفوتوغرافي وأحد أعضاء “مركز الغوطة الإعلامي” عبد المنعم عيسى، إضافة للشامي نفسه الذي لفت إلى أن جميع المصابين باتوا في صحة جيدة، علماً أن مراسل قناة “أورينت” محمد عبد الرحمن أُصيب برصاصة في البطن من قوات النظام، أثناء تغطيته المعارك في إدارة المركبات أيضاً، وبات وضعه الصحي مستقراً.

 

وذكرت كانت تقارير إعلامية، الخميس، أن عدداً من المدنيين أصيبوا بحالات اختناق نتيجة تعرضهم لاستنشاق غازات سامة بعد قصف الطيران المروحي التابع للنظام بلدة  بيت جن في غوطة دمشق الغربية ببراميل متفجرة يعتقد أنها تحمل غاز الكلور السام.

 

وكان المركز السوري للحريات الصحافية في رابطة الصحافيين السوريين، وثق في تقرير خاص إصابة 9 إعلاميين بحالات اختناق جراء غارات لطيران النظام بغاز السارين على مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي في الرابع من نيسان/أبريل الماضي، أسفرت عن مقتل أكثر من 80 مدنياً معظمهم من الأطفال والنساء.

 

تحالف ضرورة بين موسكو وأنقرة وطهران لمواجهة واشنطن في سوريا

دمشق – يكتسي لقاء القمة المنتظر عقده في مدينة سوتشي المطلة على البحر الأسود بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني، أهمية كبرى وسط ترجيحات بأن يكون الهدف منه بلورة استراتيجية لمواجهة الولايات المتحدة في سوريا.

 

ورغم اختلاف أهدافهم وتناقض مصالحهم في سوريا بيد أن الأطراف الثلاثة لها مصلحة اليوم في قيام تحالف تكتيكي يفضل البعض تسميته بـ”تحالف الضرورة” لمواجهة الوجود الأميركي في هذا البلد الذي أكد البنتاغون أنه سيطول حتى بعد القضاء على تنظيم داعش، وأنّ هذا الوجود جاء بناء على طلب من الأمم المتحدة، الأمر الذي أثار استغراب موسكو.

 

وقال الكرملين الخميس إن روسيا ستستضيف القمة الثلاثية في 22 نوفمبر الجاري للتباحث “بشأن الدول الضامنة لعملية السلام السورية والأجندة في سوريا”.

 

من جهته صرّح المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن أن القمة ستُناقش الفعاليات التي ستجري في مناطق خفض التوتر المتفق عليها خلال محادثات أستانة، فضلا عن الملف الإنساني.

 

ويرى مراقبون أن هذه الملفات التي تحدث عنها الجانبان لا تستحق أن يعقد لها لقاء من هذا الوزن، وأنه كان من الممكن الاقتصار على وزراء خارجية الدول الثلاث، مؤكدين على أن المسالة أكبر من ذلك بكثير.

 

ويستدل هؤلاء أيضا على مدى أهمية هذا اللقاء، بأنه يأتي قبل أيام قليلة من جولة جديدة لمحادثات السلام في جنيف التي ستعقد في 28 من هذا الشهر برعاية الأمم المتحدة.

 

ولا يستبعد المراقبون أن يكون هذا اللقاء مسعى لحسم الملفات العالقة بين الأطراف الثلاثة، سواء لجهة الموقف من أكراد سوريا أو في ما يتعلق بحدود انتشار الميليشيات الإيرانية وليس آخرا ملف إدلب والوجود التركي هناك، لفسح المجال لتشكيل تحالف يضغط على الولايات المتحدة لتسريع عملية التسوية السياسية، وفق منظورهم.

 

وبدا واضحا في الفترة الأخيرة أن هناك خيبة أمل روسية كبيرة من التمشي الأميركي، الذي اتهمته في أكثر من مناسبة بمحاولة تعطيل حسم المعركة ضد داعش، لغايات أخرى.

 

وكان رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة آبيك في 11 نوفمبر الماضي، قد ساهم في تعزيز الشكوك الروسية حيال النوايا الأميركية ومدى رغبتهم في التعاون الجدي لحسم الملف السوري.

 

وتم احتواء رفض انعقاد ذلك اللقاء بإصدار بيان مشترك أقل ما يقال عنه أنه “فضفاض” ولم يأت بأيّ جديد.

 

وكانت روسيا تأمل في أن يكون تعاطي الإدارة الأميركية الحالية مختلفا عن سابقتها، في ظل تصريحات أطلقها ترامب خلال حملته الانتخابية بدت متماهية مع الرؤية الروسية للحل في سوريا.

 

وعلى مدار الأشهر الماضية سعت روسيا التي تعتبر حاليا الطرف الأقوى في المسرح السوري، إلى جذب واشنطن نحوها، بيد أن للأخيرة حسابات تختلف عنها، وهي بالتأكيد ترفض الذهاب في تسوية حاليا للأزمة ستكون ممّا لا شك فيه لصالح موسكو وأيضا إيران وميليشياتها.

مولود جاويش أوغلو: الوحدات الكردية مهتمة بالسيطرة على أراض أكثر من قتال داعش

 

وتراهن واشنطن في تعاطيها اليوم على عامل الوقت، وعلى حلفائها على الأرض وأساسا قوات سوريا الديمقراطية، الذين نجحوا في السيطرة اليوم على أكثر من ربع مساحة سوريا الجغرافية، ويواصلون التقدم شرقا مع التركيز على السيطرة على آبار النفط والغاز الطبيعي المنتشرة في محافظة دير الزور.

 

وهذا التوجه الأميركي لا يستفز فقط روسيا، بل وأيضا تركيا التي ترى بأن الاستراتيجية الأميركية اليوم في سوريا باتت تضر بمصالحها لجهة أنها تعتمد فيها بالدرجة الأساس على الأكراد الذين يقودون تحالف سوريا الديمقراطية.

 

ومعلوم أن تركيا ترى أن التمدد الكردي في سوريا يشكّل تهديدا لأمنها القومي، خاصة وأن الطرف الذي يقوده هو الاتحاد الديمقراطي الذي تعتبره امتدادا لحزب العمال الكردستاني.

 

وقد حاولت تركيا بشتى الطرق إقناع الإدارة الأميركية السابقة والحالية بالتخلي عن هذا الحليف بيد أنها فشلت في زحزحة هذا الموقف قيد أنملة.

 

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في كلمة الخميس إن التطورات الأخيرة في الرقة السورية تظهر أن وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة مهتمة بالسيطرة على أراض أكثر من اهتمامها بقتال تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وهاجم أوغلو الاتفاق الذي جرى بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم داعش بدعم من واشنطن والذي انتهى بانسحاب عناصر الأخير من الرقة وانتشارها في مناطق أخرى من سوريا.

 

ويقول متابعون إن روسيا وتركيا قد نفضتا أياديهما على ما يبدو من الولايات المتحدة، وبالتالي يرون أن الخيار المطروح هو تكريس التنسيق بينهما ولم لا التحالف معا لمواجهة النوايا الأميركية، وهذا التحالف بالتأكيد تريد إيران أن تكون أحد أضلاعه فهي الطرف المستهدف من الاستراتجية الأميركية.

 

ومعلوم أنه من الأسباب الرئيسية التي حالت دون تفاهم أميركي روسي هو الوجود الإيراني، وترى واشنطن اليوم أن بقاءها في سوريا ضروري ليس فقط على مستوى تكريس نفسها كطرف رئيسي في بلورة تسوية تؤمن مصالحها بل وأيضا للحيلولة دون حصول إيران على مبتغاها، وهو تركيز هلال شيعي يربط بين العراق وسوريا ولبنان.

 

ويقول متابعون إن الرؤساء الثلاثة في حال نجحوا في حل الخلافات العالقة بينهم أو على الأقل تجميدها خاصة بين تركيا وإيران فقد يشهد العالم تحالفا ثلاثيا في سوريا يهدف إلى سحب البساط كليا من إدارة ترامب التي تبدو سياستها اليوم مرتبكة وليس أدل على ذلك من الاتفاق الذي أيّدته بين الأكراد وداعش.

 

ويشير هؤلاء إلى أن هذا الاتفاق لم يستفزّ فقط خصومها بل وحتى حلفاءها الأوروبيين الذي شكل لهم إحراجا كبيرا، وهو ما بدا واضحا في مسارعة الجيش الفرنسي التبرأ منه.

 

وقال الجيش في بيان إن التحالف الدولي “لم يكن… مع هذا الاتفاق الذي أتاح لإرهابيي الدولة الإسلامية الهرب دون أن تتم ملاحقتهم”.

 

وكان تقرير تلفزيوني لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) نشر الأحد قد أكد أن نحو أربعة آلاف من متشددي تنظيم داعش بينهم المئات من الأجانب خرجوا من الرقة في إطار الاتفاق وانتشروا عبر سوريا وحتى تركيا.

 

قاسم سليماني يجول في البوكمال

نصر المجالي

 

نصر المجالي: في اعتراف علني وصريح بالتدخل العسكري فضلاً عن السياسي في شؤون سوريا الداخلية، وفي استعراض للقوة، نشرت وسائل الإعلام الإيرانية صورًا لقائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني خلال تفقده لمقاتلي حركة “النجباء” في مدينة البوكمال السورية.

سليماني وسيلفي مع انصاره

 

وقالت وكالة (فارس) المتحدثة باسم الحرس الثوري الإيراني إنه مع تصاعد حدة الاشتباكات حضر قائد فيلق “القدس” التابع للحرس الثوري الى المنطقة والتقى المقاتلين والقادة الميدانيين للحركة في المدينة الحدودية بين العراق وسوريا.

 

وأضافت أن اللواء سليماني اطلع عن كثب على احدث التطورات والخطط القادمة لجبهة المقاومة لتحرير هذه المنطقة الاستراتيجية بالكامل.

 

وليست هذه المرة الأولى التي تنشر فيها وسائل الإعلام الإيرانية صوراً لسليماني في سوريا، فقد كانت نشرت له صورًا في تدمر وقبل ذلك صورًا في محيط الموصل في العراق.

 

وكانت حركة “النجباء” قد نشرت منذ عدة اشهر لوائين من قواتها في الحدود العراقية السورية في اطار التخطيط لتحرير البوكمال، وقالت (فارس) إنه كان لهما دور كبير في الانتصارات التي تحققت اخيرًا.

 

واورد المكتب الاعلامي للحركة في ايران ان الجيش السوري وقوات المقاومة تمكنا في اطار تقدمهما الذي بدآه الاسبوع الماضي من “طرد عناصر تنظيم داعش الارهابي التكفيري من البوكمال ونجحا في صد جميع الهجمات التي شنها الارهابيون لاستعادة السيطرة على المدينة”.

 

إردوغان: يجب تطهير عفرين السورية من وحدات حماية الشعب الكردية

الرئيس التركي قال إنه يشعر بخيبة أمل من الولايات المتحدة

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم (الجمعة)، إنه يجب تطهير منطقة عفرين في سوريا من وحدات حماية الشعب الكردية التي تصدرت المعركة هناك ضد تنظيم داعش المتطرف.

وعبر إردوغان في كلمة بأنقرة لمسؤولين من حزب العدالة والتنمية الحاكم عن خيبة أمله في الولايات المتحدة التي تدعم وحدات حماية الشعب.

وتعتبر أنقرة الوحدات امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا منذ عقود في تركيا وتصنفه أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.

وقال إردوغان: «نحتاج لتطهير عفرين من الكيان المسمى منظمة وحدات حماية الشعب الإرهابية».

وتشعر تركيا بالغضب من دعم الولايات المتحدة للوحدات وكرر إردوغان اتهامات لواشنطن بانتهاك التحالف بين البلدين.

وقال: «نشعر بخيبة أمل كبيرة في الولايات المتحدة لعدم وفائها بوعودها. كثير من القضايا التي كان بوسعنا أن نحلها بسهولة وصلت إلى طريق مسدود».

كما عبرت تركيا عن استيائها من الموقف الأميركي من اتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل الوحدات جزءا منها، وتنظيم داعش المتطرف الذي أتاح للمتشددين الانسحاب من مدينة الرقة السورية قبل سقوطها في أيدي قوات سوريا الديمقراطية.

وسبق أن قال إردوغان إن عفرين ستكون على أجندة أنقرة بعد عمليتها الراهنة في محافظة إدلب، حيث شكلت تركيا وروسيا نقاط مراقبة بموجب اتفاق مناطق «عدم التصعيد» الذي أبرم بين أنقرة وموسكو وطهران للحد من إراقة الدماء في سوريا.

وقال إردوغان إن تقدما كبيرا تحقق في العملية العسكرية بإدلب بفضل التعاون بين القوى الثلاث. وتدعم روسيا وإيران الرئيس بشار الأسد، بينما تقدم تركيا الدعم لجماعات تعارضه لكن «داعش» عدو مشترك للجميع.

 

بريطانيا: الفيتو الروسي حول سوريا مريع

العربية.نت- وكالات

 

وصف وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون الجمعة الفيتو الروسي حول سوريا بالمريع. وقال إن عرقلة روسيا لمشروع قرار أميركي لتجديد تفويض تحقيق دولي في هجمات كيماوية بسوريا أمر مريع”.

 

وأضاف جونسون في بيان: “من المريع إنهاء عمل آلية التحقيق المشتركة التابعة للأمم المتحدة”، مؤكداً أن المملكة المتحدة لن تسمح بأن يؤدي انتهاء آلية التحقيق المشتركة إلى وقف التعاون بين الشركاء الدوليين من أجل تحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيماوية ومحاسبتهم”.

 

يذكر أن التصويت الذي جرى مساء الخميس في مجلس الأمن فجر حربا كلامية بين روسيا والولايات المتحدة.

 

وكانت روسيا استخدمت مساء الخميس حق النقض، الفيتو للمرة العاشرة حول سوريا. وفرضت الفيتو هذه المرة لتعطل مسودة قرار أعدتها أميركا لتجديد تفويض تحقيق دولي يسعى لتحديد المسؤول عن #هجمات_كيمياوية بسوريا.

 

وانتهى تفويض اللجنة المشتركة بين #الأمم_المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية بحلول منتصف ليل الخميس. وكان التحقيق قد خلص إلى أن #النظام_السوري استخدم غاز السارين المحظور في هجوم في الرابع من إبريل في #خان_شيخون بـ #إدلب .

 

المعارضة السورية منقسمة حول “الرياض 2” ولا اعتذارات عن حضوره

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 17 نوفمبر 2017

روما- تضاربت آراء المشاركين في مؤتمر الرياض 2 حول آلية الدعوة للمؤتمر وإمكانية نجاحه، ومستوى المخاطر التي تحوم حول انعقاده بهدف توسيع الهيئة العليا للمفاوضات.

 

وأكد بعض المشاركين أنه “واضح الرؤية والبرنامج”،  فيما يرى آخرون أنه “لا يحوي أي برنامج مسبق ولا رؤية ولا جدول أعمال”، وذهب بعضهم بعيداً ليؤكد على أن “النتائج مكتوبة وجاهزة وستُفرض على جميع المشارين فرضاً دون الحاجة إلى تصويت عليها”.

 

والمؤتمر الذي سيُعقد يوم 22 الجاري ولمدة يومين، سيجمع نحو 150 من السوريين، نحو نصفهم من المستقلين، وسيشارك فيه لأول مرة كل من منصة موسكو المقربة من القيادة الروسية وغير البعيدة عن النظام، ومنصة القاهرة التي تتقارب في الرؤية مع رؤية الهيئة العليا للمفاوضات وائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، ولن يكون لأي تكتل أو تيار أكثر من 15% من مقاعد المشاركين، وبالتالي لن يكون هناك فيتو أو تأثير لأي طرف مشارك لوحده.

 

ووفق رياض نعسان آغا، الناطق باسم الهيئة العليا للائتلاف فإن مؤتمر الرياض 2 الذي يهدف لتوسيع دائرة المشاركة، سيفتح الباب أمام بعض من يُعلن معارضته ولا يوافق على بيان الرياض1، وهي (جهات) أقرب إلى النظام منها إلى المعارضة، وهناك من يريدون حلاً بأي شكل حتى لو كان مُخالفاً لأهداف االثورة. ولكن الأكثرية الكبرى في صفوف المعارضة من الفصائل ومن الائتلاف الوطني ومن هيئة التنسيق الوطنية ومن المستقلين – وفق رأيه – “أعلنوا تمسكهم ببيان الرياض، وأقبلوا على التفاعل الإيجابي مع المسار السياسي الدولي بمرجعية بيان جنيف والقرارات الدولية التي كانت جادة في السعي إلى حل نهائي عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي غير طائفي كامل الصلاحيات، يشير إلى نهاية عهد الديكتاتورية وبداية عصر الديمقراطية في سورية”.

 

وشدد على أن الهيئة العليا للمفاوضات عبّرت عن حرصها الشديد على التمسك بالقرارات الدولية والالتزام بها، وحثت المبعوث الأممي لسورية ستافان دي ميستورا على أن يلتزم بهذه القرارات وبخاصة القرار 2254 الذي رسم مسار العملية التفاوضية لأنه أفضل الممكن.

 

إلى ذلك، قال قيادي في هيئة التنسيق السورية المعارضة إن الجميع سيحضر إلى المؤتمر “دون أن يكون هناك برنامج واضح، وليس هناك أهداف معلنة، وسيتم فرض الكثير من القضايا السلبية على الجميع”، مشيراً إلى أن “التشاؤم هو سيد الموقف من هذا المؤتمر، والذي ستكون نتائجه في غاية السلبية، وستُرغم المعارضة السورية على التوقيع على قرارات لا تخدمها ولا تخدم الصورة السورية”.

 

إلى ذلك، قالت مصادر في الهيئة العليا للمفاوضات إن الدعوات وُزّعت لنحو 130 شخصية حتى الآن، وأحداً لم يُعلن رفضه الحضور حتى اللحظة، ورجّحت المصادر في تعليق لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن يحضر الجميع ولا يكون هناك أي اعتذارات رغم المخاوف الكبيرة التي تُرافق انعقاد المؤتمر.

 

وسيُشارك في مؤتمر الرياض 2 الذي سيُعقد في 22 الجاري ولمدة ثلاثة أيام 22 شخصاً من ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية ومثلهم من الفصائل العسكرية المعارضة، و14 من هيئة تنسيق ثوى التغيير الديمقراطي، و10 من منصة القاهرة و7 من منصة موسكو، فيما سيشارك نحواً من 70 شخصاً من المعارضين المستقلين، وفق ما قال معارضون في وقت سابق لوكالة (آكي).

 

ومن المُرجّح أن يتم تأجيل مؤتمر جنيف في نسخته الثامنة إلى الربع الثاني من الشهر المقبل، ليُعقد بعد مؤتمر سوتشي لا قبله ولا على التوازي معه، ليضمن الروس مشاركة وفد معارضة سورية موحّد يضم كل المنصات بالإضافة إلى ممثلي التيارات والقوى السورية المعارضة الأخرى في كلا المؤتمرين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى