أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 18 تشرين الأول 2013

النظام السوري يفقد أحد أعمدته بمقتل اللواء جامع

باريس – رندة تقي الدين ; لندن – «الحياة»

تسارعت التحضيرات أمس لمؤتمر «جنيف – 2» لحل الأزمة السورية، وفيما أكدت واشنطن أن وزير الخارجية جون كيري سينتقل إلى لندن الأسبوع المقبل، حيث يُتوقع أن يلتقي ممثلين للمعارضة السورية على هامش اجتماعات «أصدقاء سورية»، قال مسؤول سوري إن الأمم المتحدة حددت 23 و24 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل موعداً لمؤتمر جنيف. غير أن موسكو سارعت إلى القول إن تحديد الموعد يعود إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وليس للمسؤولين السوريين.

وجاءت التحضيرات للمؤتمر على وقع نكسة مُني بها نظام الرئيس بشار الأسد بفقدانه واحداً من أبرز قادته، اللواء الركن جامع جامع رئيس فرع الاستخبارات العسكرية في محافظة دير الزور، شرق البلاد. وبث التلفزيون في خبر عاجل، أن «اللواء الركن جامع جامع استشهد في أثناء تأديته مهامه الوطنية بالدفاع عن سورية وشعبها وملاحقته الإرهابيين بدير الزور»، من دون إعطاء أي تفاصيل أخرى.

واللواء جامع كان معروفاً بصفته مسؤول مركز «البوريفاج» في بيروت، وبأنه واحد من رموز الاستخبارات السورية الذين لعبوا أدواراً أساسية في التحكم بالحياة السياسية والأمنية في لبنان خلال السنوات التي سبقت سحب الجيش السوري منه عقب اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري العام 2005. وورد اسم جامع في التحقيقات التي أجرتها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في إطار البحث عن قتلة الحريري، علماً أن المحكمة وجهت التهمة في نهاية المطاف لأعضاء وقادة من «حزب الله».

وبعد ساعات من انتشار أشرطة فيديو على شبكة «يوتيوب» تُظهر احتفالات لمسلحين سوريين في دير الزور بمقتل اللواء جامع، أعلنت وسائل إعلامية تابعة للنظام أنه قُتل بالفعل بالرصاص في هذه المدينة. وكان جامع رئيساً لفرع المخابرات العسكرية في دير الزور ورئيساً لفرع البادية، ورُقّي العام الماضي من رتبة عميد إلى لواء. وهو سيشيَّع في جبلة (قرية زاما) بمحافظة اللاذقية على الساحل السوري. وزعم بعض مواقع المعارضة أنه كان يُعتبر قائد «حملات التشييع الإيرانية» في المنطقة الشرقية في سورية.

واستمر حتى مساء أمس التضارب في شأن طريقة قتله، فقد ذكرت وسائل إعلامية مختلفة أنه قُتل برصاصة في الرأس في حي الجورة بدير الزور، وأوردت مصادر أخرى معلومات عن قتله مع عشرة آخرين بتفجير استهدف موكبه، كما تضاربت المعلومات عن الجهة التي قتلته، فذكرت مواقع معارضة مختلفة أن «جبهة النصرة» هي المسؤولة، في حين أوردت مواقع أخرى معلومات عن أن «قناصاً من الدولة الإسلامية» أصابه في رأسه.

باستثناء مقتل جامع، غابت التطورات الميدانية الأساسية على الأرض، ولعل أبرز التطورات كان محاولة مقاتلين إسلاميين من «جبهة النصرة» و «أحرار الشام الإسلامية» اقتحام سجن حلب المركزي، فيما لفت إعلان أنقرة أن الجيش التركي قصف مواقع لـ «الدولة الإسلامية في العراق والشام» على الحدود بين سورية وتركيا، وهي المرة الأولى التي يحصل فيها مثل هذا التطور، في ظل تقارير عن قلق أنقرة من تزايد نفوذ الجهاديين على حدودها مع سورية.

وفي باريس، كشف مصدر فرنسي مطلع على المفاوضات التي تدور بالنسبة إلى عقد مؤتمر «جنيف – ٢»، أن السعودية أكدت للجانب الفرنسي أنها لن تشارك فيه إذا لم يكن هناك وضوح حول هدفه وشروطه. ومن المتوقع أن تتضح صورة المشاركة في هذا المؤتمر خلال اجتماعات «مجموعة أصدقاء سورية» الثلثاء في لندن، والتي سيشارك فيها «الائتلاف» السوري المعارض.

واعتبر المصدر، في غضون ذلك، أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يعمل مع نظيره الروسي سيرغي لافروف كي يتم تدمير الكيماوي السوري بسرعة، وهذا يتطلب العمل مع النظام السوري، الذي يعرف المواقع الـ ٢٠ المعلن عنها كمواقع تخزين وتصنيع السلاح الكيماوي. ويجري الآن، كما قال المصدر، التفاوض أيضاً على كيفية تدمير هذا السلاح وإذا ما كان سيُجمع في موقع واحد في سورية ويجري تدميره أو أنه سيُنقل على بواخر إلى منطقة أخرى. وتخشى باريس أن يقرر الجانبان الروسي والأميركي عقد مؤتمر «جنيف – ٢» من دون اتفاق مسبق لا على شروطه ولا على هدفه، ما سيؤدي إلى عدم توجه جزء من «الائتلاف» إلى جنيف. وسيدفع هذا الأمر بالجانب الروسي إلى القول إن ليس هناك أحد للتفاوض من المعارضة، وإن الأسد وحده موجود على طاولة المفاوضات.

وترى باريس أن الحاجة الماسة ليست في انعقاد المؤتمر و «ليّ ذراع» رئيس «الائتلاف» المعارض أحمد الجربا للمشاركة في المؤتمر، ولكن المهم هو التوصل إلى إنهاء الحرب في سورية ووضع مسار سياسي حقيقي للحل، فإذا كان مؤتمر جنيف يريد أن يدفع أحمد الجربا إلى توقيع اتفاق يتضمن إجراء انتخابات في ٢٠١٤ مع إعادة ترشح الأسد فيها، فهذا لن يؤدي -وفق المصادر- إلى نتيجة على الأرض، كونه لن يسمح بتوقف سفك الدماء ولا الحرب. والاعتقاد السائد لدى الأوساط الفرنسية أن الولايات المتحدة مهتمة بشكل كبير بالتقدم على الملف الكيماوي، ما يجعلها مستعدة لعقد «جنيف-٢» من دون شروط مسبقة. ورأت المصادر أن الأوضاع على الأرض تدهورت مع ازدياد نفوذ المجموعات المتشددة التي «يشجعها النظام السوري»، مثل «الدولة الإسلامية في العراق والشام». وقالت إن باريس تعتبر أن لا حل سياسياً مع الأسد، وأن الهدف هو إيجاد حل سياسي وليس فقط عقد مؤتمر. وأضافت أن الأسد «لن يفاوض من دون ضغط، وطالما أن الإدارة الأميركية قررت لعب دور مختلف والتركيز على الكيماوي والعمل مع النظام لذلك، فإن عقد هذا المؤتمر من دون توضيح شروطه لن يوقف الحرب».

وبحثت فرنسا مع السعودية في إمكان الحصول من دول الخليج على آلية فعالة تضمن مشاركة المعارضة السورية في جنيف وتتضمن إنشاء آلية انتقالية للحكم في دمشق تكون بمثابة هيئة تنفيذية مخوَّلة كافة الصلاحيات على غرار تكوين «مجلس رئاسي» ولكن من دون الأسد.

وقال المصدر الفرنسي إن إسرائيل كشفت أن لا سلاح كيماوياً بشكل ملموس في لبنان، علماً أنها منذ فترة كانت وجهت تحذيرات حول هذا الموضوع.

كيري إلى لندن لبحث الأزمة السورية … ودمشق تتحدث عن تحديد الأمم المتحدة موعد «جنيف 2»

واشنطن، دمشق – أ ف ب، رويترز

أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري الخميس أنه سيغادر إلى لندن الأسبوع المقبل لعقد لقاء مع الجهات الداعمة للمعارضة السورية، في وقت قال مسؤول سوري إن مؤتمر «جنيف-2» سينعقد في 23 و24 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

وكرر كيري الذي قاد الجهود مع روسيا لإيجاد حل سياسي للنزاع، القول إن «ليس هناك حل عسكري» للنزاع، وأضاف في مقابلة مع الإذاعة الوطنية العامة «سيكون هناك فقط دمار مستمر وخلق كارثة إنسانية للجميع في المنطقة إذا استمر القتال». وتابع: «بالتالي نحن نحاول دفع العملية قدماً. سأعقد اجتماعات الثلثاء المقبل في لندن مع مجموعة دعم المعارضة».

وأضاف: «نحن نعمل في اتجاه عقد مؤتمر جنيف، رغم أننا لا نعرف ما هي النتيجة».

وأفادت معلومات أن «مجموعة أصدقاء سورية» التي شُكّلت لدعم المعارضة السورية، ستجتمع في بريطانيا الأسبوع المقبل.

وكان وزير الخارجية الأميركي ونظيره الروسي سيرغي لافروف أطلقا في أيار (مايو) الماضي الدعوة إلى عقد مؤتمر «جنيف-2» للتوصل إلى حل للأزمة السورية المستمرة منذ منتصف آذار (مارس) 2011. وأرجئ الموعد المزمع لهذا المؤتمر مراراً خلال الأشهر الماضية نتيجة خلافات حول بنوده والمشاركين فيه.

وفي هذا الوقت، أعلن نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل الخميس بعد محادثات في الخارجية الروسية في موسكو أن مؤتمر «جنيف-2» الدولي حول سورية سيعقد في 23 و24 تشرين الثاني (نوفمبر)، على رغم أن روسيا سرعان ما شككت في هذا الموعد.

وقال جميل إن الأمم المتحدة أكدت موعد انعقاد المؤتمر الذي يهدف إلى جمع الحكومة السورية والمعارضة معاً. وقال لـ «رويترز» إن الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون هو من قال ذلك.

لكن في غضون ساعات من بيان المسؤول السوري قال الناطق باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش للصحافيين: «يجب ألا نمضي قدماً من تلقاء أنفسنا». وأضاف: «هذا الأمر ليس متروكاً للمسؤولين السوريين وإنما مسؤولية الأمين العام للأمم المتحدة أن يعلن ويحدد مواعيد توافق عليها كل الأطراف».

وأحيا الاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي ويقضي بأن تفكك سورية ترسانتها الكيميائية جهود عقد المؤتمر، لكن الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة للسلام في سورية كان قد صرح في وقت سابق بأنه غير واثق من أن محادثات السلام ستجري في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) كما هو مقرر.

وقام جميل بعدة زيارات لروسيا أثناء الصراع الذي قتل فيه أكثر من 115 ألف شخص منذ أن بدأ في آذار (مارس) 2011. وقال إن هناك حاجة لعقد هذا المؤتمر لأن الجميع وصلوا إلى طريق مسدود سواء عسكرياً أو سياسياً. وأضاف أن مؤتمر جنيف يمثّل مخرجاً للجميع سواء للأميركيين أو للروس أو النظام السوري أو المعارضة. وقال إن من يدرك هذا أولاً سيستفيد، أما من لا يدرك ذلك فسيجد نفسه خارج العملية السياسية.

“جبهة النصرة” تُعدم عشرة جنود سوريين في دير الزور

بيروت – ا ف ب

تمكن مقاتلو المعارضة السورية من احراز تقدم في مدينة دير الزور في شرق البلاد اثر معارك عنيفة سجلت الليلة الماضية مع القوات النظامية، وتخللها “اعدام” جبهة النصرة لعشرة جنود نظاميين اسرى، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بريد الكتروني “دارت اشتباكات ليل أمس بين مقاتلي الكتائب والقوات النظامية في أحياء عدة بمدينة دير الزور”، مشيراً الى “معلومات أولية عن سيطرة مقاتلي الكتائب على كلية الآداب القريبة من حي الرشدية”، والتي كانت تحت سيطرة القوات النظامية.

وذكر المرصد ان “جبهة النصرة اقدمت على اعدام عشرة عناصر من القوات النظامية بعد ان أسرتهم خلال الاشتباكات في حي الرشدية”.

وكان اللواء في الاستخبارات العسكرية السورية جامع جامع قتل امس في دير الزور، بحسب ما افاد التلفزيون الرسمي السوري والمرصد.

وقال التلفزيون ان “اللواء الركن جامع جامع استشهد في أثناء تأديته لمهامه الوطنية بالدفاع عن سورية وشعبها وملاحقته للإرهابيين بدير الزور”.

واوضح المرصد انه “قتل اثر إصابته برصاص قناص في حي الرشدية خلال اشتباكات دارت في الحي بين مقاتلي جبهة النصرة ولواء “الفاتحون من أرض الشام” من طرف، والقوات النظامية من طرف آخر”.

الأمم المتحدة لم تحدّد بعد موعداً لعقد مؤتمر جنيف – 2 مقتل جامع جامع برصاص المعارضة في دير الزور

نيويورك – علي بردى العواصم – الوكالات

يتوجه الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي غداً السبت الى القاهرة في مستهل رحلة تشمل مطلع الأسبوع المقبل الكويت وبغداد ثم الإمارات العربية المتحدة وقطر وربما لبنان، ويأمل في أن توصله الى السعودية ليلتقي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وكذلك الى ايران ليلتقي الرئيس حسن روحاني، في اطار جهود لعقد مؤتمر جنيف – 2 الشهر المقبل. وقد رتبت له السلطات في سوريا أيضاً لقاءات مع الوفد الرسمي الى محادثات جنيف – 2 برئاسة وزير المصالحة الوطنية علي حيدر، من غير أن يتضح ما إذا كان الرئيس بشار الأسد سيستقبله، استناداً الى معلومات حصلت عليها “النهار” من مصدر دولي موثوق به.

وقال المصدر إن “روسيا ضغطت على الإبرهيمي لتحديد موعد مؤتمر جنيف – 2 في 23 تشرين الثاني و24 و25 منه”، لكن “بعض الأطراف المحليين والإقليميين طلبوا عدم التسرع في ذلك لأن ثمة عقداً لم تسو بعد من حيث تمثيل المعارضة والتفويض الذي سيعطيه الأسد للوفد السوري المفاوض الذي يتألف من أربعة أعضاء”. وأضاف أن “مشاركة ايران لا تزال قيد الدرس”، فضلاً عن أن أحداً “لا يعرف ما إذا كانت السعودية ستوافق على حضور المؤتمر”. وكشف أن نائب الممثل الخاص المشترك ناصر القدوة “كلف المهمة الأصعب المتعلقة بجمع شمل المعارضة، وهو في طريقه الى اسطنبول لإقناع كل أطراف المعارضة بالإنضواء تحت مظلة سياسية واحدة كي يتسنى ارسال فريق موحد للمعارضة”.

وأبلغ الناطق بإسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي “النهار” أن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان أجرى محادثات في موسكو وقبلها في لندن في شأن امكان عقد مؤتمر جنيف منتصف الشهر المقبل، قائلاً إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون “هو الذي سيعقد المؤتمر في جنيف، وعندما يحين الوقت لإعلان موعد المؤتمر سيفعل ذلك. أذكر الجميع بأن الأمين العام هو الذي سيحدد موعد المؤتمر”.

كما اكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أن تحديد موعد عقد مؤتمر “جنيف – 2” من اختصاص الأمين العام للأمم المتحدة، وليس من اختصاص المسؤولين السوريين.

وكان نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل صرح في موسكو بأن الأمم المتحدة أكدت موعد انعقاد المؤتمر الذي يهدف الى جمع الحكومة السورية والمعارضة معا. وأوضح أن الامين العام للامم المتحدة هو الذي قال ذلك.

كيري

وصرح وزير الخارجية الاميركي جون كيري بأن مخزون الاسلحة الكيميائية السورية يمكن ان يشحن الى خارج البلاد لكي يدمر بشكل آمن في مكان آخر.

وجاء تصريحه وقت أفادت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية المكلفة الاشراف على تدمير الترسانة الكيميائية السورية انها تولت تفتيش قرابة نصف المواقع الواجب ازالتها بحلول منتصف 2014.

وشدد كيري ايضا على ان تعاون الرئيس السوري بشار الاسد مع المجموعة الدولية لتسليم المخزون الكيميائي لن يساعده على البقاء في السلطة ولا يعني انه استعاد اي شرعية. وقال للاذاعة القومية المحلية: “الواقع انه يمكن ازالة هذه الاسلحة سواء كان الاسد موجودا ام لم يكن، لاننا نعرف مكانها وقد أعلن عن المواقع، ويجري تأمين هذه المواقع”. واضاف: “آمل في نقل هذه المواد في اسرع وقت ممكن الى مكان واحد، وآمل الى سفينة تنقلها الى خارج المنطقة”.

ولم يشأ الادلاء بتفاصيل عن مثل هذه العملية، التي يرجح ان تكون صعبة تقنيا وخطرة جدا.

والواقع أن اتفاق الاسلحة الكيميائية يحظر على الدول نقل مخزوناتها الى دول اخرى. ولكن بموجب قرار الامم المتحدة 2118 الذي اعتمد الشهر الماضي سمح للدول الاعضاء في مجلس الامن بالمساعدة في نقل مخزونات اسلحة كيميائية كي يمكن ان تدمر “في اسرع وقت ممكن وبالطريقة الاكثر امانا”.

وسيتوجه كيري الى لندن الاسبوع المقبل لعقد لقاء مع الجهات الداعمة للمعارضة السورية في اطار” مجموعة اصدقاء الشعب السوري” التي ستجتمع في العاصمة البريطانية في الوقت نفسه.

واكد “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” انه تلقى دعوة الى لقاء المجموعة الثلثاء 22 تشرين الاول في لندن.

ويرجح ان تكون ابرز نقاط اللقاء مؤتمر “جنيف – 2” الهادف الى البحث عن حل للأزمة السورية، والذي من المقرر ان يتخذ الائتلاف الاسبوع المقبل قراره في شأن المشاركة فيه.

جامع جامع

وفي تطور امني بارز، قتل اللواء في المخابرات العسكرية السورية جامع جامع برصاص مسلحي المعارضة السورية في دير الزور.

وبث التلفزيون السوري الرسمي في خبر عاجل ان “اللواء الركن جامع جامع استشهد في أثناء تأديته لمهماته الوطنية بالدفاع عن سوريا وشعبها وملاحقته للإرهابيين بدير الزور”.

وتولى جامع مناصب عدة في المخابرات كان آخرها رئيس فرع المخابرات العسكرية في محافظة دير الزور.

ولم يوضح التلفزيون كيف قتل او اين تحديدا في المحافظة الواقعة في اقصى شرق البلاد.

وكان جامع احد ضباط المخابرات السورية الكبار الذين عملوا في لبنان خلال الوجود العسكري السوري في هذا البلد والذي استمر من 1976 حتى 2000.

وخضع لتحقيق دولي في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، كما ادرج اسمه على اللائحة الاميركية السوداء للاشتباه في دعمه الارهاب وسعيه الى زعزعة استقرار لبنان.

جبهات سوريا تتحرك بعد تبدد التهديدات الغربية ولكن لا اختراقات منذ القصير / النظام يعاني مشكلة القوات البشرية رغم الدعم ومؤشرات للمتابعة في السفيرة

موناليزا فريحة

تتحرك الجبهات في سوريا. تقدم لقوات النظام في ريفي دمشق الجنوبي وحلب الجنوبي. تقارير عن استعدادت لمعركة القلمون. وجنوباً، تقدم للثوار في درعا. فماذا يحصل على الارض؟ هل ثمة اختراقات حقيقية أم استمرار للكر والفر؟ وهل ثمة أبعاد سياسية للتحركات الحربية الاخيرة؟

تسلك الاحداث في سوريا خطين متوازيين. فريق بعثة منظمة حظر الاسلحة الكيميائية “تولى تفتيش قرابة نصف المواقع الواجب ازالتها بحلول منتصف 2014″، ودمر “تجهيزات أساسية” فيها، بينما الجبهات في طول البلاد وعرضها، وخصوصاً في ريفي دمشق وحلب، تسخن مجددا بعد سكون فرضته التهديدات الغربية أواخر آب الماضي بضربة عسكرية ردا على هجوم كيميائي في الغوطتين.

وفي ريف دمشق الجنوبي، استعادت قوات النظام السوري تدعمها عناصر من “حزب الله” و”لواء أبو الفضل العباس” ذي الغالبية العراقية بلدة البويضة قرب السيدة زينب جنوب دمشق.

وتمت استعادة البويضة بعد سيطرة القوات السورية الجمعة على بلدتين مهمتين جنوب دمشق، هما الحسينية والذيابية، اثر معارك ضارية استمرت نحو اربعة ايام، مع العلم ان النظام يحاول منذ أشهر السيطرة على معاقل لمقاتلي المعارضة قرب دمشق. كل ذلك وسط تشديد القوات النظامية حصارها على معضمية الشام في الغوطة الغربية والتي يبدو أنها قد تكون الهدف المقبل للنظام وسط نقص حاد في الغذاء والمواد التموينية في المنطقة.

وفي الايام الاخيرة، تولت اللجنة الدولية للصليب الاحمر بالتعاون مع الهلال الاحمر العربي السوري إجلاء 3500 مدني من المعضمية .

وفي محافظة حلب، وتحديداً في ريفها، تركز القوات النظامية غاراتها الجوية على السفيرة محاولة استعادتها لتأمين معامل الدفاع القريبة التي يعتقد أنها أحد المواقع التي تضم أسلحة كيميائية للنظام.

وإذ يحاصر مقاتلو المعارضة سجن حلب المركزي الواقع عند المدخل الشمالي للمدينة منذ نيسان في محاولة للسيطرة عليه، اقتحم بعض مقاتلي “جبهة النصرة” السجن الاربعاء واشتبكوا مع القوات النظامية في احد مبانيه، قبل أن تتراجع الاشتباكات أمس.

كرّ وفرّ

في قراءة سريعة للتطورات الميدانية الاخيرة، لا يرى مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن في حديث الى “النهار” مكاسب كبيرة للنظام. فعنده أن القوات السورية تتقدم في ريفي دمشق وحلب، بينما تمنى بخسائر في درعا. وهو يعزو تقدم قوات النظام خصوصاً الى انسحاب المقاتلين، وتحديداً من تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) في اتجاه الشمال، حيث يخوض معارك ضد فصائل أخرى في المعارضة.

وفي ما يتعلق بالكلام عن استعدادات لمعركة القلمون، يقول إن لا شيء محدداً على الارض.

ويرى الباحث في معهد “كارنيغي الشرق الاوسط” يزيد الصايغ سبباً مختلفاً للتحركات الميدانية. ففي اعتقاده أن النظام الذي كان يواجه تهديد الضربة العسكرية اضطر الى تشتيت قواته أكثر من مرة، مما صعب عليه مواصلة عملياته، وخصوصاً في الغوطة الشرقية، حيث كان بدأ هجوما استخدم فيه السلاح الكيميائي. ويفترض أن الثوار السوريين استفادوا من الارتباك الذي حصل في صفوف القوات النظامية، وخصوصاً في المنطقة الجنوبية. وبعد تراجع التهديدات العسكرية” يعود النظام الى الهجوم”.

ويضيف الصايغ أن النظام يركز على دمشق والمنطقة الجنوبية فيها، لانها خطوطه الدفاعية أمام درعا. أما حلب، وصولاً الى دير الزور والرقة، فلم تعد تكتسب أهمية بالنسبة اليه “إذ ان خسارتها لن تشكل انقلاباً عسكريا، ولن تؤثر على وضعه في الوسط والجنوب. ان سقوط المنطقة في أيدي الثوار لن يمثل أكثر من خسارة معنوية وسياسية للنظام، هذا علماً أنه لم يخسرها بعد”.

وفي أي حال، يتفق عبد الرحمن والصايغ على أن ما يحصل لا يعدو كونه عمليات كر وفر.

ويقول الصايغ: “منذ معركة القصير لم يحصل أي تطور يمثل اختراقاً ميدانياً… النظام يعاني مشكلة القوات البشرية. صحيح أنه يحصل على دعم قوات خارجية الا أن ذلك لا يتيح له تغيير موازين القوى على الارض”.

ومع ذلك، لا يستبعد أن تتطور معركة السفيرة على غرار معركة القصير، إذا وضع النظام قوته في تلك المنطقة.

كذلك يؤكد عبد الرحمن، الذي يواجه اتهامات من كل من المعارضة والنظام بالولاء للطرف الآخر، أن أحداً ليس قادراً على الحسم على الارض.

الصفقة الكيميائية

وإذ جاء تحرك الجبهات بعد الاتفاق الاميركي – الروسي على تفكيك الترسانة الكيميائية،ليس واضحاً ما اذا كان النظام قادراً على استغلاله لاحراز تقدم على الارض.

في رأي الصايغ أن الاتفاق جعل نظام الرئيس بشار الاسد شريكاً أساسياً للمجتمع الدولي،لكنه يتساءل: هل هو حقاً قادر على الافادة منه عسكرياً في ظل الوضع الاقتصاد والمالي والعسكري. ويخلص الى ان النظام ليس في وضع يمكنه من اغتنام الفرصة.

وعند عبدالرحمن ان الاتفاق الكيميائي “خيانة كبرى للشعب السوري”، ويحجم مأساة الشعب السوري ويحاول اختصارها بمأساة الغوطتين.

الجهاديون

على جبهة أخرى من الحرب السورية، تزايد على نحو استثنائي أخيراً القلق من الجهاديين، وسط خلط أوراق مستمر في صفوف الثوار السوريين.

ففي تقديرات استخبارية فرنسية، أثارت المقاومة التي تبديها قوات الاسد والهجمات الكيميائية التي شنتها “نداءً قوياً” للجهاد في فرنسا كما في دول أخرى، لافتة الى أنه “حتى في أفغانستان، لم نشهد مثيلاً لما يحصل في سوريا”.

ويقدر عبد الرحمن حجم “داعش” و”جبهة النصرة” بما بين 20 و30 في المئة من المقاتلين السوريين. أما حجم الكتلة الاسلامية عموماً، فيعتبرها القوة الساحقة في صفوف المقاتلين. وأما “الجيش السوري الحر” فهو بالنسبة اليه كان ولا يزال كتائب مقاتلة. وربما كان خلط الاوراق الجديد والتكتلات التي تنشأ عنه محاولات لتجميع الفصائل في اطار أوسع لرص صفوفها والافادة منها قتالياً.

فرص الحل السياسي

وفي ظل الاوضاع الراهنة سياسياً وميدانياً، ما هي ظروف الحل السياسي الموعود في “جنيف – 2” الذي لا يزال مجهول المصير؟

يجيب عبد الرحمن أن اي اتفاق سياسي دون تغيير النظام ودون رحيل الاسد ومحاكمة مجرمي الحرب هو خيانة، وأي اتفاق غير قادر على الوصول بسوريا الى ديموقراطية هو فاشل، وسيؤدي الى دولة أكثر فشلاً من الصومال.

ويقول الصايغ إن فرص انعقاد “جنيف – 2” ليست عالية، وفرص انعقاد مؤتمر ناجح متدنية جداً، ذلك أن النظام ليس مضطراً الى المساومة والمعارضة ليست مقتنعة ولن تحرق نفسها مع قاعدتها “لذلك ارتأت أنه من الافضل لها أن تضع شروطاً لانها ليست مستعدة للمشاركة في ظروف كهذه”. ومع أن “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” يبدو أكثر حاجة الى مفاوضات لان وجوده يعتمد أساساً على المسألة المعنوية والاعتراف الدولي، فهو يدرك جيدا أنه من دون تفويض شعبي للتفاوض سيحرق نفسه”.

جنيف 2: موعد مرتجل

حتى الأمس القريب، كانت جميع التحركات حول جنيف 2 أشبه “بالحركة من دون بركة”. التصريحات الأميركية والروسية وحتى الصادرة عن الأمم المتحدة لم تتوقف عن التذكير بأهمية عقد المؤتمر في أسرع وقت ممكن، لكن الجهود المبذولة لعقد المؤتمر ظلت تراوح مكانها طوال أسابيع.

الساعات الماضية حملت “جديداً” بعد خروج نائب رئيس الوزراء السوري لشؤون الاقتصاد، قدري جميل، من روسيا، للاعلان أن مؤتمر جنيف 2 لحل الأزمة السورية سيعقد في 23 و24 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

 لكنه توقيت، إن جرى تثبتيه، غير مفاجىء. فالأطراف الدولية سبق أن أعلنت مراراً عن نيتها عقد المؤتمر في الفترة التي تلي منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني.

والأهم أن التوقيت، الذي لم يبلغ به الائتلاف الوطني، سيبقى ثانوياً طالما لم يعكس توافقاً على مضمون المؤتمر، بما يؤمن حضور المعارضة والنظام على الطاولة نفسها. وهو ما تعيه الخارجية الروسية، جيداً، اذ دفعت بالمتحدث باسمها  ألكسندر لوكاشيفيتش، للتأكيد، في أعقاب تصريحات جميل، على أن تحديد موعد “جنيف 2” من اختصاص الأمين العام للأمم المتحدة وليس المسؤولين السوريين، قبل أن يضيف لوكاشيفيتش “الأهم في الأمر ليس تحديد موعد المؤتمر، وإنما التحضير له”.

 وهو أمر لا يبدو متوافراً حتى اللحظة. المعارض السوري والمتحدث باسم الائتلاف، لؤي صافي، تحدث لـ “المدن” عن ضعف في التحضير للمؤتمر، لافتاً إلى أن المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي لا يملك الاجابات على عدد من التساؤلات التي قدمتها المعارضة له، وخصوصاً حول التزام النظام ببيان جنيف 1 الذي عقد في حزيران/يونيو 2012، واتفق فيه على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة.

كما أن التصريحات المتواترة للرئيس السوري بشار الأسد وحتى وزير خارجيته وليد المعلم، تشير من وجهة نظر صافي إلى رفض النظام الدخول في مفاوضات لتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة.

 و اعتبر صافي أنه من الصعب الذهاب إلى اجتماع اذا كان الراعيان له (الولايات المتحدة الأميركية وروسيا) لم يتفقا بعد على حسم مضمونه، حيث يستمر من وجهة نظره، الخلاف حول موقع الأسد في المفاوضات المفترض أن تسحب منه جميع السلطات.

 وفيما يستمر النظام في سياسة المراوغة بالاعلان عن استعداده للمشاركة من دون شروط من جهة ووضع شروط على طبيعة القوى المشاركة وتأكيده رفض أي حديث حول مستبقل  الأسد من جهة ثانية، لم يحسم الائتلاف الوطني، الممثل السياسي الأبرز للمعارضة، قراره تجاه جنيف2.

 خيارات الإئتلاف محصورة بين الذهاب بشروط سبق أن تحدث عنها الائتلاف عبر لسان أكثر من مسؤول فيه وخصوصاً رئيسه أحمد العاصي الجربا أو عدم الذهاب.

  للخيار الأخير، وفقاً لما أقرّ به صافي لـ”المدن” ثمنه على المعارضة، وخصوصاً أن النظام يراهن على عدم ذهابها لتصويرها على انها المعرقل للتسوية السياسية. لكن رغم ذلك فإن الائتلاف الوطني، وفقاً لصافي، لا يمكنه الذهاب من دون وجود رؤية واضحة لما سيتضمنه جنيف 2 وضمان أن يفضي إلى انتقال السلطة. وفي حال التوافق على ذلك يصبح “من مصلحة المعارضة المشاركة لأن النظام هو الذي سيكون في الزاوية”.

 أما مسألة الخلافات داخل الائتلاف حول المشاركة في جنيف 2 ، وخصوصاً بعد اعلان المجلس الوطني، المنضوي في الائتلاف رفضه المشاركة وتلويحه بالانسحاب من الاتئلاف، فتبدو ثانوية، اذا تم التوافق على الالتزام ببيان جنيف 1 كمنطلق للمفاوضات.

 ووفقاً لصافي، فإن الأمانة العامة للمجلس ناقشت المسألة وهناك تحفظ أكثر من رفض، وأعضاء المجلس الـ22 سيشاركون في الاجتماع الذي يعقده الاتئلاف خلال يومي 24 و 25 من الشهر الحالي لمناقشة المشاركة في جنيف 2.

 ويبدو أن المشاورات لاقناع المجلس الوطني للتراجع عن قرار المقاطعة لا تقتصر على الائتلاف، اذ تحدث نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، عن “ضرورة إقناع المجلس الوطني السوري بالمشاركة في جنيف 2”.

 وبانتظار اتضاح الصورة خلال الأيام المقبلة، تتواصل المعارك على مختلف الجبهات السورية، فيما أفيد عن مقتل ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺟﺎﻣﻊ ﺟﺎﻣﻊ ﺇﺛﺮ ﺇﺻﺎﺑﺘﻪ ﺑﺮﺻﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻓﻲ ﺩﻳﺮ ﺍﻟﺰﻭﺭ.

  وتركزت المعارك بين النظام وقوات المعارضة المسلحة في حلب، حيث أفيد عن تمكن المعارضة من السيطرة على غالبية مباني سجن حلب المركزي فى أعقاب معارك عنيفة أسفرت عن قتل 40 جندياً، وتخللها قيام عنصرين من جبهة النصرة بتفجير نفسيهما في بوابات السجن. وتتواصل الاشتباكات للسيطرة على المبنى الرئيسي لقوات النظام.

 من جهة أخرى، أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن مقتل 68 شخصاً فى مختلف المحافظات، معظمهم فى العاصمة دمشق وريفها، مع تعرض حي القابون وجوبر والعسالي وبرزة وحي العباسيين لقصف عنيف من القوات النظامية، فى الوقت الذي تشن فيه قوات النظام غارات بواسطة البراميل المتفجرة والمدافع الصاروخية على المليحة والبويضة وعين ترما ومعضمية الشام وداريا ومناطق أخرى فى الغوطة الشرقية.

 في غضون ذلك، هدأت وتيرة المعارك بين “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) ووحدات حماية الشعب الكردي بعدما أسفرت عن مقتل 41 مقاتلاً بينهم ما لا يقل عن 29 من “داعش” وإسلاميين متشددين يقاتلون معها، و12 مقاتلاً من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي في منطقة القامشلي وريفها.

 كما توقفت المعارك بين “داعش” ولواء عاصفة الشمال في اعزاز، فيما سجل اطلاق الجيش التركي أربع قذائف مدفعية على مواقع تسيطر عليها “داعش” قرب بلدة أعزاز، رداً على قذيفة مورتر سقطت بالقرب من موقع عسكري تركي عند الحدود مع سوريا، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ سيطرة “داعش” على هذه المناطق.

معركة القلمون: «لواء الإسلام» على سفوح لبنان الشرقية

محمد بلوط

عودة لبنانية قريبة عبر القلمون السوري، إلى أجواء معركة القصير. الحملة الإعلامية والسياسية القاسية والتهديدات الأمنية التي رافقت مشاركة مقاتلي «حزب الله» في معركة القصير خلال شهري أيار وحزيران الماضيين تنذر بتكرار السيناريو الإعلامي والسياسي والأمني ذاته، مع تصاعد التوقعات بانفجار معركة القلمون.

وقد تكون تداعيات هذه المعركة، المؤجلة منذ أشهر، قد بدأت بفرض نفسها قبل انطلاق العمليات العسكرية على نطاق واسع. وبات مؤكداً أن قرى القلمون السوري، الواقعة عند سفوح جبال لبنان الشرقية، أصبحت مقر الجماعات «الجهادية» السورية التي قررت أن تشن حرباً استباقية على بيئة «حزب الله» والداخل اللبناني عبر إعداد سيارات مفخخة وإرسالها إلى الضاحية الجنوبية لبيروت.

وبحسب مصادر متقاطعة تقول معلومات أن سيارة قد جرى تفخيخها في يبرود من القلمون، وقد تعبر إلى البقاع عبر قارة أو فليطة السوريتين. وتقول مصادر أن البحث جار عن السيارة المفخخة قبل دخولها الأراضي اللبنانية.

وكانت القلمون احد أهداف العملية الواسعة التي أعد لها الجيش السوري في ريف دمشق والغوطة في آب الماضي، قبل أن تضطره تداعيات استخدام «الكيميائي» في معارك الغوطة إلى تأجيل تلك العملية. وتحولت القلمون إلى ملجأ للألوية المقاتلة للمعارضة المسلحة، بعد اضطرار عدد كبير منها إلى الانسحاب نحوها من الغوطة الشرقية والغربية تحت ضغط تقدم وحدات الجيش السوري المتواصل منذ شهرين. وتهدد معركة القلمون بتداعيات على الداخل اللبناني، بسبب تحول «لواء الإسلام»، الذي يقوده زهران علوش، إلى القوة الأساسية في حشد المعارضة على سفوح لبنان الشرقية، في عسال الورد وسهل رنكوس وحوش عرب. ويمكن النظر بجدية إلى هذا التهديد، لأن علوش الذي اختار مركز عملياته في المنطقة عاد من زيارة قام بها الأسبوع الماضي إلى السعودية، والتقى خلالها مرجعيته المالية والعسكرية مدير الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان.

ويملك الأمير السعودي ورقة عسكرية كبيرة للضغط مجدداً على الداخل اللبناني، عبر انتشار «لواء الإسلام» على مشارف البقاع. وتتراوح التقديرات حول قوة «لواء الإسلام» بين 3 إلى 5 آلاف مقاتل، وكتيبة مدرعات تضم 23 دبابة من طراز «ت 72».

ويقول مصدر في «الجيش السوري الحر» إن التداعيات على لبنان لن تقتصر على التهديدات الأمنية المعتادة، بل إن مجموعات كبيرة من المقاتلين المنسحبين من الغوطة، والذين أعادوا تجميع وحداتهم في القلمون، قد يضطرون إلى الانسحاب نحو الأراضي اللبنانية بأعداد كبيرة، إذا ما بدأ الجيش السوري عملية واسعة في المنطقة. وقال المصدر أن هناك من يخطط لعمليات الانسحاب إذا لم تستطع هذه المجموعات الصمود في الشتاء الجبلي القاسي، والاحتماء بالتضاريس الجبلية الصعبة والحصينة.

وكانت ألوية، مثل «لواء الحق» الذي يُعدّ أكثر من ألف مقاتل والمتمركز في يبرود، قد بدأت بفتح خطوط دعم وإمداد مع جماعات سلفية في طرابلس، وأوفدت أحد قادتها إلى شمال لبنان لتنسيق عمليات الدفاع عن القلمون.

وتتفاوت التوقعات في مواعيد انطلاق العمليات العسكرية وخريطة الجبهات المنتظرة. لكن المبادر إلى القتال قد يكون الجيش السوري لمنع مقاتلي المعارضة من تحويل القلمون إلى بؤرة تهدّد شمال البقاع اللبناني وطريق حمص ــ دمشق الدولي، فيما تبحث الجماعات، التي تعيد انتشارها في المنطقة، عن إعادة تنظيم صفوفها بعد فشلها بالإمساك بالغوطة وشن عمليات على خطوط الجيش السوري، وقضاء شتاء آمن في جبال القلمون.

وكانت المنطقة قد عاشت هدنة غير معلنة بين الأطراف، إذ لم يقم الجيش السوري بعمليات واسعة ضد يبرود أو النبك، فيما امتنعت المعارضة عن التقدم منهما نحو الطريق الدولي بين حمص ــ دمشق وتهديد أمنه. وكان أعيان وأثرياء من يبرود قد ضمنوا اتفاقاً غير معلن بعدم التعرض للطريق الدولي لقاء هدنة مع المدينة.

وترجح نافذة مرتقبة للعمليات في الأسابيع، وربما الأيام المقبلة، أن تبدأ بعمليات واسعة ضد مدينة النبك فيما يستبعد مسؤول في «الجيش الحر» شن الجيش السوري، مدعوما بـ«حزب الله»، عمليات واسعة في المنطقة قبل الانتهاء من تمشيط بعض مناطق الغوطة والدخول إلى معضمية الشام. كما لا تزال المعارضة تسيطر على مناطق منيعة في قلب الغوطة، في عربين وزملكا وسقبا وحمورية والشيفونية وحزا ومسرابا، بفضل شبكات الأنفاق المعقدة والطويلة.

ويقول مسؤول أمني سوري أن الجيش يراقب منذ أشهر عمليات الانسحاب والانتشار في جبال القلمون، وتحولها إلى معقل كبير للمعارضة المسلحة، ويستعد لعملية عسكرية واسعة لم يحدد موعدها بعد.

ويقول مصدر في «الجيش الحر» أن «الهجرة» إلى القلمون تأتي في سياق ازدياد الخلافات بين الألوية التابعة لـ«الجيش الحر» و«جيش الإسلام»، واستعار حرب غير معلنة بينهما، تسببت بسلسلة الهزائم التي مُنيت بها المعارضة في الأسابيع الأخيرة في بلدات جنوب دمشق. وتعود الخلافات إلى ازدياد نفوذ الإسلاميين في الغوطة في العمل المسلح بشكل عام، واتجاه بعض الألوية من «الجيش الحر» إلى إجراء مفاوضات مع النظام السوري والخلافات حول مؤتمر جنيف.

وتتجه ألوية من «الجيش الحر»، مثل «ابو موسى الأشعري»، و«تحرير الشام»، و«البراء»، و«فتح الشام»، و«التوحيد»، لإخراج بعض مجموعاتها من الغوطة باتجاه القلمون لمنع سيطرة زهران علوش وحلفائه من الألوية الأخرى عليها، وبعد أن وجدت نفسها محاصرة بين سندان الإسلاميين ومطرقة النظام.

ويعتزم النقيب المنشق فراس بيطار، «قائد لواء ابو موسى الأشعري»، ارسال كتيبة مقاتلين إلى رنكوس لمنع زهران علوش من الاستفراد بالسيطرة على المنطقة مع حليفه «قائد لواء القادسية» اسد الخطيب. ويقول مصدر في «الجيش الحر» ان زهران علوش أخرج جزءاً كبيراً من قواته من الغوطة إلى حد لم يعد يتمتع معه بأي نفوذ، ما شجع خصومه في «مجلس الشورى في دوما» قلب الغوطة على الانقلاب عليه في معقله ومسقط رأسه، وتشكيل «مجلس مجاهدين» بقيادة خصمه ابو صبحي طه.

وتقف ألوية في المنطقة موقف عداء من وصول «لواء الإسلام» إلى القلمون. ففي حين تقف «جبهة النصرة» و«أحفاد الرسول» و«كتائب الفاروق» و«شهداء بابا عمرو» إلى جانبه، يقول مصدر في «الجيش الحر» أن «كتيبة الثأر الأموي» انشقت بين مؤيد ومعارض لزهران علوش، فيما تقف موقف عداء منه «ألوية صقور القلمون» التي يقودها مازن أبو عبدو، و«كتيبة الأمن الداخلي» و«أسود القلمون» و«لواء التوحيد» في القلمون.

ويقول المصدر أن هذه الكتائب والألوية لن تشارك في معركة القلمون، كما لم تشارك في معارك الغوطة خوفاً من أن ينتصر الخط الإسلامي المتشدد بسبب عمق الخلافات مع الجماعات الجهادية، ولكنه استبعد أن تتوصل هذه المجموعات لتحقيق انتصار وحدها على الجيش السوري.

القوات التركية تقصف «داعش» قرب أعزاز

عيد الأضحى في سوريا: قذائف واشتباكات

طارق العبد

مضت أيام عيد الأضحى في سوريا باهتة، لا شيء يميزها عن غيرها من الأيام السابقة، ما بين جنون القذائف في دمشق والاشتباكات في ريفها، فيما شهدت حلب معارك للسيطرة على السجن المركزي، في وقت برز تطور لافت للنظر في الجنوب تمثل في إعلان مجموعات مسلحة في الجنوب عن سحب الشرعية من «الائتلاف الوطني» المعارض.

على جانب آخر، أعلن الجيش التركي، أمس، أن مدفعيته قصفت الثلاثاء الماضي مواقع مقاتلين «جهاديين»، ردا على سقوط قذيفة هاون على الاراضي التركية، وذلك في اول خطوة تستهدف هذه الفصائل. وأوضحت قيادة الاركان التركية، في بيان، ان «اربع قذائف اطلقت في 15 تشرين الاول على موقع يقع قرب مدينة اعزاز التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)»، موضحة أن «ذلك القصف كان ردا على سقوط قذيفة هاون لم تنفجر في الأراضي التركية قرب مركز للدرك».

وترد المدفعية التركية منذ سنة على كل قصف يأتي من سوريا، لكن هذه هي المرة الأولى التي يستهدف فيها الجيش مجموعة إسلامية. وكان الرئيس عبد الله غول أعرب عن قلقه من اقتراب المجموعات «الجهادية» من الحدود التركية.

وفي العاصمة السورية، كانت الشوارع في المدينة وما حولها على موعد مع قذائف الهاون طوال أيام عيد الأضحى، لتسجل في اليومين الماضيين اكثر من 45 قذيفة، توزعت بين أحياء الطلياني ودمر والمالكي، وجرمانا التي تلقت حوالى 10 قذائف. وقد أصيب في عمليات القصف هذه نحو 20 شخصا.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا)، أمس الأول، إن القوات السورية استعادت السيطرة على بلدة البويضة في ريف دمشق. ونقلت عن مصدر عسكري سوري قوله إن «وحدات من جيشنا قضت على آخر تجمعات الإرهابيين في بلدة البويضة في ريف دمشق»، بينما أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، أن «القوات السورية، مدعومة بعناصر مسلحة موالية لها، سيطرت على البلدة، فيما تدور الاشتباكات على محاور بلدات حجيرة وتل البحارية في المناطق الجنوبية في دمشق».

وكانت القوات السورية استعادت قبل أسبوع السيطرة على بلدتي الحسينية والذيابية بعد معارك ضارية استمرت نحو أربعة أيام. وتقع البلدتان على مقربة من بلدة السيدة زينب التي تشهد معارك بين القوات السورية والمسلحين.

وأوضح المتحدث باسم «الجيش الحر» محمد أن «الخسارات المتتالية للكتائب هي نتيجة لنقص السلاح والذخيرة، بالإضافة إلى الحصار الخانق واقتحام المناطق بقوات مدربة بشكل كبير في مقابل أعداد من المقاتلين غير قادرين على مواجهة معركة بهذه السرعة والنيران الكثيفة». وأضاف إن «الجيش السوري يطبق الحصار عبر محاور عدّة من جهة حي الميدان وأطراف مخيم اليرموك، وكذلك طريق دمشق درعا وجبال المعضمية، وقد تضاعف الأمر مع السيطرة على الحسينية والذيابية».

أما في حوران والمناطق الجنوبية في سوريا، فقد سحبت مجموعات مسلحة اعترافها بـ«الائتلاف» المعارض، متهمة إياه بالفشل. وبث ناشطون مقطعاً مصوراً يظهر «إعلان 70 تجمعاً عن تشكيل مجلس قيادة الثورة في المنطقة الجنوبية، وسحب الاعتراف من أي هيئة سياسية تدعي تمثيلهم، وفي مقدمتها الائتلاف وقيادته». وهذا هو البيان الثاني من نوعه، بعد إعلان «جبهة النصرة» وكتائب اسلامية أخرى رفضها «التعاطي مع الائتلاف وحكومته الانتقالية».

وفي المقابل، اعلن عدد من التشكيلات المدنية والعسكرية في الداخل عن «تشكيل ائتلاف القوى والأحزاب السياسية في الداخل السوري». ويضم التجمع حوالي 17 تياراً «سياسياً»، مثل «حركة فجر الإسلام» و«حزب الحرية والعدالة» و«الحزب الديموقراطي السوري الحر» و«اتحاد شباب الثورة». وكانت الأوساط المعارضة في الداخل عبرت عن استيائها، في اكثر من مناسبة، من أداء المعارضة السياسية، مطالبة «بإيجاد كيان يمثلهم من قلب الحراك الشعبي» .

وفي حلب، تتضارب الأنباء عن حال السجن المركزي، بعد معلومات عن اقتحام «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» للسجن، فيما تحدث آخرون عن قصف عنيف استهدف محيط المنطقة في محاولة لعرقلة دخول المسلحين.

وذكر «المرصد» امس ان «حدة المعارك بين القوات السورية والمسلحين تراجعت داخل سجن حلب المركزي»، من دون ان يتمكن من التحديد ما اذا كانت القوات السورية تمكنت من طرد المسلحين الى خارج اسوار السجن، مؤكدا ان الاشتباكات التي دارت امس الاول لم تصل الى مهاجع السجناء.

وذكر «المرصد» أن «مقاتلين من جبهة النصرة فجّرا نفسيهما داخل أسوار سجن حلب المركزي عند متاريس القوات السورية، ما أدى إلى مقتل سبعة عناصر». وأوضح أن «التفجير استهدف مبنى قيد الإنشاء داخل أسوار السجن، إلا أنه بعيد عن المباني التي تضمّ السجناء».

وذكر «المرصد»، في بيان امس الاول، «قتل 21 شخصا، بينهم اربعة اطفال، في انفجار في بلدة نوى في درعا لدى مرورهم بسيارة كانت تقلهم في محيط تل الجموع الذي تتمركز عليه كتيبة من القوات السورية وتحاصره الكتائب المقاتلة» في درعا. واضاف «اتهم نشطاء من المنطقة القوات السورية بزرع لغم انفجر لدى مرور السيارة»، فيما ذكرت «سانا» ان القتلى هم من «الارهابيين»، وقضوا بانفجار سيارة كانوا يقومون بتفخيخها.

وفي الحسكة، ذكر «المرصد» أن «ما لا يقل عن 41 مقاتلاً، بينهم أكثر من 29 مقاتلاً من الدولة الإسلامية في العراق والشام وكتائب إسلامية و12 مقاتلاً من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي، لقوا مصرعهم خلال اشتباكات بين الطرفين»، موضحا ان الاشتباكات دارت في محيط قرية تلو علو وقرى اخرى في ريف الجوادية في محافظة الحسكة التي تضم العديد من آبار النفط. وأوضح «المرصد» ان «جثث الجهاديين موجودة لدى لجان الحماية»، مشيرا الى ان من بين القتلى «أمير في جبهة النصرة مصري الجنسية».

مقتل اللواء جامع جامع في دير الزور

زياد حيدر

لا تنقص اللواء جامع جامع من مواليد جبلة (اللاذقية في العام 1956) الشهرة. الرجل منذ سنوات شبابه يخوض معركة نجمه صعودا في كواليس العالم الاستخباراتي، حتى تسلمه قبل تقاعده بعدة سنوات، رئاسة فرع الأمن العسكري في دير الزور، رأس حربة الجيش ضد التنظيمات الإسلامية في الشمال الشرقي، وتعقيداتها العشائرية والقبلية.

جامع جامع الذي نعته أمس، وسائل الإعلام الخاصة، كمقدمة لنعيه الرسمي، سبق أن تصدّر اسمه نشرات الأخبار في العام 2005، حين وضعه رئيس لجنة التحقيق الدولية ومعه فريق «14 اذار» في مقدمة الضباط السوريين المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وظل اسمه يغيب ويظهر إلى الضوء، حتى تولت لجنة التحقيق الدولية نهائيا، مهمة إعلان صكوك البراءة ولوائح الاتهام، مبعدة اسمه وأسماء أخرى عن التداول. وأدرج اسمه على اللائحة الأميركية السوداء للاشتباه بدعمه «الإرهاب» وسعيه لزعزعة استقرار لبنان.

وعاد اسم الضابط الأمني الكبير، ليتردد حين تسلم موقعه الأخير، كرئيس لفرع الأمن العسكري في دير الزور بعد عودته من لبنان بفترة قصيرة، حين تولى إلى جانب اللواء غازي كنعان أمن بيروت، في مهمة بدأها كضابط برتبه نقيب واستمر فيها لمدة 20 عاما.

وقاد الرجل في العامين الأخيرين، مهمة الدفاع عن حضن المدينة، إلى جانب العميد عصام زهر الدين، فيما كانت الحرب تستعر في الأحياء المحيطة لدير الزور، أول مسرح حقيقي لوحشية الحرب الدائرة في سوريا. وتولى جامع، وفق معارفه، محاولة تفكيك تشابكات المجموعات الإسلامية ومحاصرتها، ولاسيما المرتبطة مع تنظيمات أخرى في العراق. وظل حتى معركته الأخيرة في دير الزور مقاتلا.

أحد رفاق جامع قال لـ«السفير» إن اللواء الركن كان في مكتبه منذ أربعة ايام حين استجاب لطلب مؤازرة لإحدى وحدات الجيش، التي كانت تخوض معركة قريبة في المدينة. وخرج موكب اللواء برفقة مرافقيه ومقاتلين، مشيرا إلى أن عبوات ناسفة انفجرت في الطريق، أصابت اللواء وآخرين بينهم عميد، حتى توفي جامع جامع متأثرا بإصابته ليل أمس الأول.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا)، في بيان مقتضب، «استشهد اللواء جامع جامع أثناء تأديته مهامه الوطنية بالدفاع عن سوريا وشعبها، وملاحقته للإرهابيين في دير الزور».

خريطة السيطرة في حلب وريفها: فسيفساء الميليشيات… وسطوتها

صهيب عنجريني

عادت التطورات الميدانية في حلب وريفها لتتصدر واجهة الأحداث بعدما تبدلت مربعات السيطرة المتداخلة والمعقدة أساساً، والتي تعقّدت مجدداً إثر دخول جماعة «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) على المشهد بقوة.

وبفعل التحولات الجديدة باتت مناطق السيطرة موزعةً على النحو التالي:

الريف الشمالي

يقع الريف الشمالي بمعظمه تحت سيطرة المسلحين، باستثناء نبّل والزهراء، اللتين تمثلان نقطتي التمركز الأبرز للجيش السوري في المنطقة.

ويتقاسم المسلحون السيطرة على أبرز مدن الريف الشمالي وفق التوزع التالي: مدينة عندان يسيطر عليها «لواء أحرار سوريا»، و«لواء أحرار عندان»، وعلى مقربة منها توجد مقرات لـ«المهاجرين والأنصار»، وهي مقرات من دون حواجز أو وجود كثيف على الأرض. أما مدينة حيَّان فيسيطر عليها «لواء شهداء بدر»، ومدينة اعزاز واقعة تحت سيطرة «داعش» بعدما انتزعتها من يد «لواء عاصفة الشمال».

وكانت السيطرة الأكبر في مدينة تل رفعت لـ«لواء الفتح»، الذي انصهر مؤخراً في «لواء التوحيد»، وإثر ذلك انضم المئات من مقاتلي تل رفعت إلى «داعش» طوعاً فباتت الأخيرة صاحبة السيطرة الأكبر.

وتقع منطقة المسلمية وصولاً إلى سجن حلب المركزي تحت حكم مجموعات متعددة أهمها «داعش» و«التوحيد». ولكن سجن حلب المركزي لا يزال تحت سيطرة الدولة السورية، وتحاصره «حركة أحرار الشام» بمؤازرة «جبهة النصرة».

إلى ذلك، يسيطر «لواء التوحيد» على مدينة مارع. وفي المقابل، فإن الجيش السوري و«جيش الدفاع الوطني» يسيطران على نبُّل والزهراء.

وتقع مدينة عفرين تحت سيطرة مسلحين أكراد ينتمون بالدرجة الأولى إلى «حزب العمال الكردستاني».

أما مدينة حريتان فهي ملتقى طرق، وفيها مقرات للكثير من الفصائل، وهي «أحرار سوريا»، و«شهداء بدر»، و«التوحيد»، و«كتائب المهاجرين والأنصار».

الريف الجنوبي

بدأ الجيش السوري باستعادة السيطرة على أجزاء واسعة من الريف الجنوبي، بدءا من بلدة الشيخ سعيد، التي كانت تحت سيطرة «كتائب الزنكي»، وخناصر التي كانت تحت سيطرة «حركة أحرار الشام». وتتمتع هذه المناطق بأهمية استراتيجية لأنها تفتح الطريق أمام الإمدادات عبر طريق خناصر ــ سلمية.

الريف الغربي

ويتوزع بين عدد من الفصائل المسلحة على النحو التالي: المحور الأول ويشمل الراشدين، وكفر داعل، والمنصورة، وعنجارة، وقبتان الجبل، وصولاً إلى دارة عزة، وتسيطر عليه الفرقة التاسعة في «الجيش السوري الحر»، وهي مجموع فصائل عدة أهمها «كتائب نور الدين الزنكي» بقيادة الشيخ توفيق شهاب الدين. أما المحور الثاني فيضم أورم الصغرى، وأورم الكبرى، وكفر حلب، والأتارب، وكفر كرمين، ويصل نفوذه إلى طريق الشام الدولي عبر منطقة مفرق عالم السحر، وتسيطر عليه الفرقة التاسعة عشرة في «الجيش الحر»، وهي تجمع ألوية وكتائب عدة أهمها «لواء الأنصار».

الريف الشرقي

تسيطر على دير حافر ومسكنة بشكل كامل «داعش»، ومثلهما في ذلك مدينتا منبج والباب. أما منطقة السفيرة فتقع تحت سيطرة متداخلة لكلٍّ من «داعش»، و«التوحيد»، و«لواء أمجاد الاسلام»، و«أحرار الشام»، و«المرابطون»، ومجموعات أخرى أصغر وأقل أهمية، وكل هذه القوات تحاصر معامل الدفاع في السفيرة الخاضعة لسيطرة الجيش السوري.

أما منطقة المحطة الحرارية قرب السفيرة فتتوزع بين فصائل عدة، أبرزها «داعش» ومعها مرابطون من سكان المنطقة. وفي المقابل، يسيطر الجيش السوري على مطار «كويرس» العسكري، ولكن يفرض عليه مسلحون تابعون لمعظم المجموعات المسلحة الموجودة في المنطقة حصاراً منذ أشهر طويلة، إلا أنه ما زال عصياً على اقتحامه، وتتقدم مؤخراً قوات الجيش السوري لفك الحصار عنه.

مدينة حلب

تُقسم السيطرة داخل المدينة إلى قسمين رئيسين يفصلهما معبر بستان القصر، الأحياء الغربية وهي تحت سيطرة الجيش السوري، بشكل شبه كامل، ويسيطر مسلحون أكراد مدعومون من النظام على القسم الغربي من حي الشيخ مقصود، بينما يسيطر «لواء شهداء بدر» ويتزعمه خالد حياني على حي بني زيد، وهو خط تماس مع الجيش السوري من جهة شيحان. أما حي الأشرفية فمقسوم بين الجيش السوري، ومسلحين اكراد، إضافة إلى سيطرة «شهداء بدر» على أجزاء منه، أما محيط مبنى الاستخبارات الجوية من جهة «بلليرمون» فتحت سيطرة «لواء أحرار سوريا»، ويتزعمه أحمد عفش.

الأحياء الشرقية

تقع الأحياء الشرقية تحت سيطرة متداخلة ومعقدة لعدد كبير من المجموعات المسلحة متعددة الانتماءات. ولا توجد فيها أحياء تحت سيطرة مطلقة لكتيبة أو لواء، فالمجموعات المسلحة وفدت من مناطق ريفية تسيطر عليها بالكامل، وعندما دخلت حلب انتشرت في الأحياء الشرقية في وقت واحد، وانتشرت فكرة أن لكل كتيبة أو لواء نقطة في الحي الفلاني، والنقطة تبدأ بحاجز بسيط، ليتم الاستيلاء بعدها على مبنى حكومي بالقرب منها (مدرسة أو مخفر أو غيره)، أو على منزل فارغ، أو منزل متهم صاحبه بـ«التشبيح»، لتتحول النقطة من حاجز إلى مقر، ثم يتوسع عمل المقر ليضم «ضابطة شرعية خاصة بالكتيبة»، و«مقراً إغاثياً».

ومن المعتاد أن يُشاهد في كل منطقة دكانٌ صغير مثلاً، يتمركز فيه أربعة أو خمسة مسلحين، ويسمى نقطة تابعةً للمقر الرئيسي، كما بات مألوفاً مشاهدة تجمّع مدارس متلاصقة وقد تحولت كل واحدة من تلك المدارس إلى مقر لمجموعة مسلحة. وهناك شبه اتفاق بين هذه المجموعات على عدم تدخل أيٍّ منها في شؤون الأخرى، وتحدث أحياناً اصطدامات بينها، فيتم احتواؤها بسرعة انطلاقاً من قاعدة أن «الوقت غير مناسب لذلك والهدف الأكبر هو إسقاط النظام».

وتمارس كل تلك المجموعات نفوذها على سكان تلك المناطق، وعلى سبيل المثال إذا أراد صاحب أحد المتاجر الموجودة في تلك الأحياء إدخال أو إخراج بضائع فعليه الحصول على موافقات من جميع النقاط الموجودة في الحي الذي يوجد فيه المتجر، ولا يعفيه من ذلك حصوله على موافقة «الهيئة الشرعية» المتمركزة في مستشفى العيون. وبطبيعة الحال، فإن هذه الموافقات لا تُمنح إلا بعد دفع أتاوة مالية بذريعة أنها «دعم للثورة».

ومؤخراً، بدأت «داعش» بالسيطرة على عدد من الأحياء الشرقية، وهي الهلك، وبعيدين، والحيدرية، ومساكن الانذارات، فضلاً عن القيام بإلغاء النقاط، ومنع المظاهر المسلحة.

ويشكّل حي الشيخ نجّار نموذجاً غريباً، يضمُّ خليطاً من كلِّ الألوان، وفيه مقر كبير رئيسي لـ«جبهة النصرة»، التي استولت على معامل عدة داخل المدينة الصناعية. وفي الشيخ نجار أيضاً مقرات لـ«داعش» أيضاً، وأخرى لكلٍ من «لواء التوحيد»، و«كتيبة زيد بن حارثة»، و«كتيبة الصفوة»، و«كتيبة عبد الفتاح أبو غدة». وقد قامت كل واحدة من هذه المجموعات بالاستيلاء على مصنع أو عدد من المصانع بعد توزيع التهمتين الجاهزتين على أصحاب المصانع: «شبيح»، أو «نصراني كافر».

وفي الشيخ نجار أيضاً مقرّ ما يسمى «محافظة حلب الحرة»، و«مجلس المحافظة الحر»، وفيه «محافظ حلب الحر» وهو المهندس يحيى نعناع من حريتان، وكان هذا سابقاً مهندساً في مجلس مدينة حلب، وتُعتبر هذه التسميات شكليةً، فلا نفوذ لأصحابها، ولا وجود لحواجز داخل المدينة الصناعية، ويقتصر الأمر على حاجز كبير في مدخلها يقيمه «لواء التوحيد».

معبر بستان القصر

يمكن وصفه بـ«الدجاجة التي تبيض ذهباً»، وكان أول الأمر تحت سيطرة «كتائب الشهيد النقيب نمر» بقيادة أحمد شما، ثم دخلت على الخط كتائب من ريف إدلب من قرية نحلة، وأعضاء تلك الكتائب كانوا يعملون بتسويق الخضار في سوق الهال، ثم شكلوا «كتائب النحلاوية»، ودعمهم «لواء أحرار سوريا». ومؤخراً ظهرت «كتيبة أبو عرب» ويتزعمها جمعة عرب، الذي لمع اسمها هناك.

كل هذه المجموعات من دون استثناء ذات سمعة سيئة أخلاقياً، وتستخدم المعبر للحصول على مبالغ مالية كبيرة لقاء السماح بعبور البضائع بين قسمَي المدينة. ويدرُّ المعبر ما لا يقلّ عن عشر ملايين ليرة سورية يوميا. وعندما تدخلت «الهيئة الشرعية» وصلت مع تلك الكتائب إلى تسوية تقضي بنيلها «حصة من الأرباح» عبر تقاضي مبلغ ألف ليرة عن كل موافقة خطية لإدخال بضائع عبر المعبر، ويدفع بعدها الراغب بإدخال البضائع مرة أخرى لعناصر الكتيبة المسيطرة على المعبر، وتُطلب يومياً آلاف الموافقات من «الهيئة الشرعية».

المنشآت الخدمية الأساسية

÷ المحطة الحرارية: في داخلها قوات الجيش السوري، وتفرض عليها «داعش» حصاراً محكماً.

÷ البابيري: وهو موقع شفط المياه من الفرات وتعقيمها لضخها إلى حلب، ويقع بيد «داعش».

÷ شركة المياه في حي الميدان: بيد «كتائب حسن جزرة»، ومؤخراً بدأت «داعش» تقترب منها بسرعة. وفي الشركة المضخات الرئيسية ولوحات التحكم الأساسية، ويدخلها موظفو الدولة لتشغيلها تحت سيطرة «كتائب جزرة».

÷ إدارة مؤسسة المياه الحكومية انتقلت الى مقر جديد على «المتحلق»، وتتحكم فعلياً بضخ المياه إلى أحياء حلب الغربية.

صهيب عنجريني

مصدر أمني إسرائيلي: تل أبيب تبحث تدمير صواريخ سورية نقلت إلى حزب الله

الكويت- (د ب أ): قال مصدر أمني إسرائيلي كبير إن تل أبيب تملك معلومات مؤكدة عن نقل صواريخ دقيقة التصويب وبعيدة المدى من سورية إلى “حزب الله”، الذي يخزن هذه الصواريخ في منطقة البقاع حاليا. ً

واضاف المصدر، الذي لم يكشف عن هويته، في تصريحات لصحيفة (الجريدة) الكويتية الصادرة الجمعة “هذه الصواريخ صينية الصنع تم تطويرها في إيران وتزويدها بأجهزة تحكم عن بعد، ويصل  مداها إلى الف وخمسمئة كيلومتر”.

وأشار المصدر المقرب من وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون إلى أن “القيادات الأمنية تبحث إمكانية تدمير هذه الترسانة الجديدة والخطرة على أمن إسرائيل، وهي لا تزال في البقاع″.

ويشار إلى أن إسرائيل اعربت مرارا على قلقها ازاء نقل اسلحة سورية إلى حزب الله  وهددت بالتصدي لذلك بكل الوسائل.

وكانت شبكة (سي ان ان) الإخبارية الأمريكية قد ذكرت في شهر آيار/ مايو الماضي نقلا عن اثنين من المسؤولين الأمريكيين لم تكشف النقاب عنهما إن الولايات المتحدة تعتقد أن إسرائيل شنت غارة جوية داخل الأراضي السورية.

وقالت صحيفة (تايمز أوف إسرائيل) استنادا إلى مصدر حكومي إسرائيلي لم تفصح عنه إن الهجوم استهدف وقف عملية شحن صواريخ متطورة  كانت في طريقها إلى ميليشيات حزب الله.

اشتباكات عنيفة في دير الزور في شرق سوريا وتقدم طفيف لمقاتلي المعارضة

بيروت- (ا ف ب): تمكن مقاتلو المعارضة السورية من احراز تقدم في مدينة دير الزور في شرق البلاد اثر معارك عنيفة سجلت الليلة الماضية مع القوات النظامية، وتخللها “اعدام” جبهة النصرة لعشرة جنود نظاميين اسرى، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة.

وقال المرصد في بريد الكتروني “دارت اشتباكات ليل أمس بين مقاتلي الكتائب والقوات النظامية في أحياء عدة بمدينة دير الزور”، مشيرا إلى “معلومات أولية عن سيطرة مقاتلي الكتائب على كلية الآداب القريبة من حي الرشدية” والتي كانت تحت سيطرة القوات النظامية.

وذكر المرصد ان “جبهة النصرة اقدمت على اعدام عشرة عناصر من القوات النظامية بعد ان أسرتهم خلال الاشتباكات في حي الرشدية”.

وكان اللواء في الاستخبارات العسكرية السورية جامع جامع قتل الخميس في دير الزور، بحسب ما افاد التلفزيون الرسمي السوري والمرصد.

وقال التلفزيون ان “اللواء الركن جامع جامع استشهد في أثناء تأديته لمهامه الوطنية بالدفاع عن سورية وشعبها وملاحقته للإرهابيين بدير الزور”.

واوضح المرصد انه “قتل اثر إصابته برصاص قناص في حي الرشدية خلال اشتباكات دارت في الحي بين مقاتلي جبهة النصرة ولواء (الفاتحون من أرض الشام) من طرف، والقوات النظامية من طرف آخر”.

وشغل جامع مناصب عدة في الاستخبارات كان آخرها رئيس فرع الاستخبارات العسكرية في محافظة دير الزور.

وكان جامع من كبار ضباط الاستخبارات السورية الذين خدموا في لبنان خلال الوجود العسكري السوري فيه (1976- 2005). وخضع لتحقيق دولي في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري الذي قتل في تفجير في بيروت في شباط/ فبراير 2005 وجهت اصابع الاتهام فيه الى دمشق.

وادرج اسمه على اللائحة الامريكية السوداء للاشتباه بدعمه “الارهاب وسعيه لزعزعة استقرار لبنان”.

وبدأت الاشتباكات في دير الزور بتفجير عربتين مفخختين قبل ثلاثة أيام في حي الرشدية حيث تتواجد القوات النظامية بكثافة.

وتتقاسم السيطرة على مدينة دير الزور المجموعات المقاتلة المعارضة للنظام والقوات النظامية مع ارجحية لهذه الاخيرة، بينما الوضع معكوس في سائر انحاء المحافظة الحدودية مع العراق والمعروفة بآبارها النفطية.

المرصد: مقتل 95 شخصا… ودمشق تسلم الامم المتحدة مراقبا خطف منذ اشهر

الجيش التركي يقصف مواقع تابعة لـ’داعش’ في سورية و’النصرة’ تقتحم سجن حلب وتطلق اربعة آلاف سجين

عواصم ـ وكالات: قال الجيش التركي الاربعاء انه أطلق النار عبر الحدود على مقاتلين يرتبطون بتنظيم القاعدة في شمال سورية ردا على قذيفة مورتر شاردة سقطت على الأراضي التركية.

وقال بيان لهيئة أركان الجيش التركي ان الجيش أطلق أربع قذائف مدفعية على مواقع تابعة لمقاتلين من جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) الثلاثاء ، وكانت الجماعة قد هددت تركيا الاسبوع الماضي.

ونفذت تركيا مرارا مثل هذه الأعمال الانتقامية في السابق كلما سقطت قذائف أطلقت من سورية على الأراضي التركية. وهذه أول مرة فيما يبدو يستهدف فيها الجيش التركي مقاتلين على صلة بالقاعدة بهذه الطريقة.

وقال البيان إن قذيفة مورتر أطلقت من منطقة اعزاز/برصايا الجبلية بشمال سورية نحو الساعة الواحدة والنصف بعد ظهر الثلاثاء (10:30 بتوقيت غرينتش) وسقطت دون أن تنفجر على بعد 450 مترا شرقي موقع عسكري حدودي في ديميريسك باقليم كيليس. ولم تتسبب القذيفة في اي أضرار.

واضاف البيان ‘ردا على هذا الوضع أطلقت أربع قذائف مدفعية… على مواقع الدولة الاسلامية في العراق والشام في جبل اعزاز/برصايا.’

ولم يتضح ما إذا كانت القذائف تسببت في أي أضرار.

جاء ذلك فيما أعلن مصدر مقرب من ‘جبهة النصرة لأهل الشام’ مساء الاربعاء ان مقاتليها اقتحموا سجن حلب المركزي.

وقال المصدر في رسالة نصية (SMS) بعث بها لمراسل وكالة (يونايتد برس إنترناشونال) في العاصمة الأردنية عمّان ان ‘إخواننا المجاهدين من جبهة النصرة لأهل الشام يقومون الآن باقتحام سجن حلب المركزي، ويعملون على تحرير جميع الأسرى من النساء والرجال’.

ولم يعطِ المصدر المزيد من التفاصيل .

يشار إلى ان ‘جبهة النصرة لأهل الشام’ هي منظمة سلفية جهادية تم تشكيلها أواخر سنة 2011 خلال الأزمة السورية وزعيمها هو أبو محمد الجولاني المكنى بـ’الفاتح’ وهو من دمشق.

وتراجعت حدة المعارك امس الخميس بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة داخل سجن حلب المركزي في شمال سورية، وهو من الاكبر في البلاد، بعد اقتحام المقاتلين امس السجن المحاصر منذ اشهر، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بريد الكتروني ‘تراجعت بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس، وتيرة الاشتباكات في سجن حلب المركزي بين القوات النظامية من جهة، وجبهة النصرة (المرتبطة بالقاعدة) وحركة احرار الشام من جهة اخرى’.

ولم يتمكن المرصد الخميس من التحديد ما اذا كانت القوات النظامية تمكنت من طرد المقاتلين الى خارج اسوار السجن، مؤكدا ان الاشتباكات التي دارت امس لم تصل الى مهاجع السجناء.

ويفرض مقاتلو المعارضة حصارا على السجن الذي يضم قرابة اربعة آلاف سجين، منذ نيسان/ابريل الماضي، ويحاولون اقتحامه والسيطرة عليه.

ويشهد محيط السجن في الاشهر الماضية معارك دائمة. ويقبع في السجن قرابة اربعة آلاف شخص غالبيتهم من سجناء الحق العام، اضافة الى اسلاميين وناشطين.

ويعاني السجناء من نقص حاد في المواد الغذائية والادوية واوضاع انسانية صعبة، بحسب المرصد.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 95 مواطنا سورية قتلوا في أنحاء متفرقة من البلاد الاربعاء.

وذكر المرصد في بيان وصل إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه امس الخميس : ‘ارتفع إلى 45 عدد الشهداء المدنيين الذين انضموا الاربعاء إلى قافلة شهداء الثورة السورية’.

وأضاف أن ‘ما لا يقل عن 34 من القوات النظامية قتلوا في اشتباكات وقصف لمراكز وحواجز واستهداف آليات بعبوات ناسفة وصواريخ في عدة محافظات منها دير الزور وحلب والرقة ودمشق وريفها وحماه ودرعا’ .

وأوضح أن 16 عنصرا من قوات جيش الدفاع الوطني الموالية للنظام قتلوا خلال اشتباكات وتفجير عبوات ناسفة في عدة مدن وبلدات وقرى سورية.

من جهة اخرى سلمت دمشق امس الخميس ممثل الامم المتحدة في العاصمة السورية مراقبا كنديا يعمل لدى قوات مراقبة فض الاشتباك في هضبة الجولان (اندوف) فقد منذ اشهر، قائلة انه تعرض للخطف على ايدي مقاتلين معارضين، بحسب وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).

وقالت الوكالة ان ‘وزارة الخارجية والمغتربين تسلم الى الممثل المقيم للأمم المتحدة في سورية المحامي الكندي كارل سيرجي كامبو العامل لدى قوى الامم المتحدة لمراقبة فصل القوات في الجولان، الذي اختطفه ارهابيون في شباط/فبراير الماضي بمنطقة خان الشيخ في ريف دمشق’.

مقتل اللواء بالاستخبارات العسكرية السورية جامع جامع المتهم باغتيال رفيق الحريري

دمشق ـ ا ف ب: قتل اللواء في الاستخبارات العسكرية السورية جامع جامع برصاص مسلحي المعارضة السورية في دير الزور (شرق) بحسب ما افاد التلفزيون الرسمي السوري. وقال التلفزيون في خبر عاجل ان ‘اللواء الركن جامع جامع استشهد في أثناء تأديته لمهامه الوطنية بالدفاع عن سورية وشعبها وملاحقته للإرهابيين بدير الزور’. وشغل جامع مناصب عدة في الاستخبارات كان آخرها رئيس فرع الاستخبارات العسكرية في محافظة دير الزور. ولم يوضح التلفزيون كيف قتل جامع او اين تحديدا في المحافظة الواقعة في اقصى شرق البلاد. وكان جامع احد كبار ضباط الاستخبارات السورية الذين خدموا في لبنان خلال الوجود العسكري السوري في هذا البلد والذي استمر من 1976 وحتى 2005. وخضع جامع لتحقيق دولي باعتباره احد المتهمين باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري الذي قتل في تفجير شاحنة مفخخة في بيروت في شباط/فبراير 2005، كما ادرج اسمه على اللائحة الامريكية السوداء للاشتباه بدعمه الارهاب وسعيه لزعزعة استقرار لبنان.

التركيز على نزع الاسلحة الكيماوية يطيل من عمر الأسد والمشهد يعمل لصالحه لا المعارضة

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ ظل الرئيس بشار الاسد طوال الحرب الاهلية التي اندلعت قبل عامين ونصف يعاني من هزائم وخسائر على الساحة الميدانية، فيما تقدمت قوات المعارضة على اكثر من جبهة، ولم يستعد الاسد الثقة بالنفس او بعضها الا بعد استعادته بعض البلدات في وسط سورية وبمساعدة من حلفائه في حزب الله.

ولكنه ظل متمسكا بالسلطة بسبب تماسك مؤسسته العسكرية التي انهكتها الحرب واسلحته الثقيلة التي ساعدته على حماية العاصمة دمشق مهد الحكم في سورية وعلامته.

ومن دواعي الثقة الجديدة للاسد وكثرة ظهوره الاعلامي وتصريحاته التي لم يعد احد يستطيع ملاحقتها هو الاتفاق الجديد بين الولايات المتحدة وروسيا، والذي قضى بنزع ترسانة سورية الكيماوية مقابل تعليق الرئيس الامريكي باراك اوباما ضربته العسكرية بسبب استخدام الجيش السوري الاسلحة الكيماوية في غوطة دمشق في آب (اغسطس) العام الحالي، الهجوم الذي راح ضحيته اكثر من 1400 شخص.

وينظر للاتفاق على انه اطالة في عمر نظام الاسد وان الرئيس سيظل في السلطة لحين انهاء المهمة التي تشرف عليها منظمة حظر استخدام الاسلحة الكيماوية وربما لما بعد نهاية فترته الرئاسية في منتصف الشهر المقبل.

وتقول صحيفة ‘لوس انجليس تايمز′ ان الدفعة باتجاه تدمير الترسانة الكيماوية السورية استبدلت بتلك التي كانت تعمل على اسقاط الاسد.

ففي يوم الاثنين اصبحت سورية الدولة الـ 190 الموقعة على حظر استخدام الاسلحة الكيماوية وانتاجها.

وقالت الصحيفة ان قرار الاسد المفاجيء والسماح بتدمير ترسانته الكيماوية قد اثر على الرواية الداعية الى التدخل وصورت الاسد على انه ‘مجنون خارج عن السيطرة’ ولا بد من التخلص منه، مشيرا ان الواقع الذي برز بعد الاتفاق يدعم موقف الاسد لا المعارضة. وهذا واضح من الذعر الذي اصاب الرموز المعارضة للنظام وكذا القوى الاقليمية، مثل السعودية وتركيا الداعمتان للمعارضة السياسية والمسلحة.

واشنطن لم تغير موقفها

ولا يعني هذا بأي حال تخلي الادارة الامريكية عن هدفها النهائي وهو رحيل الاسد، فمع ان الاتفاق لم يشر الى هذه المسألة الا ان جون كيري، وزير الخارجية الامريكي اكد سياسة بلاده الداعية لخروج الاسد، كجزء من احياء فكرة جنيف -2 الذي ينتظر الانعقاد منذ الربيع الماضي.

ويهدف مؤتمر جنيف-2 الى تحقيق توافق بين الاطراف السورية يقضي بتشكيل حكومة انتقالية. واعاد كيري تأكيد الموقف الامريكي في لقائه الذي تم في لندن مع المبعوث الاممي الاخضر الابراهيمي، حيث قال ان الاسد فقد الشرعية الضرورية التي يستطيع من خلالها توحيد السوريين وحكمهم.

ومع ذلك فآخر شيء تريده الولايات المتحدة في هذا الظرف هو رحيل سريع للأسد لان هذا سيعقد عمليات تدمير الترسانة النووية، اضافة الى الحالة التي صارت اليها المعارضة السورية من تشرذم وانقسامات وصعود للجماعات الجهادية خاصة تلك المرتبطة بالقاعدة. اضافة الى تشوه صورة المعارضة بسبب صور الاعدامات وتقارير الاختطاف والاستهداف الطائفي التي اثارت مخاوف صناع السياسة في واشنطن وعززت من الدعم للاسد داخل القطاعات السكانية المهمة والاقليات والنخبة التي تعيش في المدن.

واتهم تقرير اصدرته منظمة هيومان رايتس ووتش الامريكية الجماعات المقاتلة بارتكاب مجازر ضد سكان قرى في ريف اللاذقية الذي يعتبر معقل الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الاسد.

وتضيف الصحيفة ان معسكر النظام لا يزال يحتفظ بمواقعه وفي بعض الاحيان يتقدم، ولا تنحصر سلطة الاسد على القوات المسلحة بل وعلى الميليشيات غير النظامية، التي تعرف بقوات الدفاع الشعبي والتي تضم مئات الالاف من العناصر وتعمل كجيش مواز للجيش الحكومي.

ويضاف الى هذا تمتع الاسد بدعم من حزب الله الذي ساعد في الهجوم واستعادة بلدة القصير من المعارضة الصيف الماضي.

وبعد كل هذا فربما كان الاسد الشخص الوحيد القادر على تأمين تنفيذ خطة الامم المتحدة لتدمير السلاح الكيماوي.

ويرى الباحث في شؤون سورية اندرو تابلر ان الاسد ‘مفيد جدا للعملية’، ولكن اهميته ستتراجع بعد التخلص من الاسلحة الكيماوية. ومن هنا قد يلجأ الاسد الى تأخير تدميرها، خاصة ان العملية تجري وسط حرب اهلية.

ويحتاج مفتشوا المنظمة الى وقف مؤقت لاطلاق النار كي يقوموا بمهمتهم وتفتيش كل المواقع التي خزن فيها النظام ترسانته وبعضها يقع في مجال سيطرة المعارضة المسلحة. وقد تعهدت هذه بالتعاون مع المنظمة الدولية، الا انه لا يمكن الرهان على تصرف الجماعات الجهادية التي تملك مطلق القرار في بعض المناطق.

استمرار الانقسامات

وفي الوقت الحالي تبدو فرص المعارضة للاطاحة بالاسد قليلة، حتى لو قامت واشنطن وحلفاؤها بتعزيز قدرة المقاتلين العسكرية، لان الاسد يتمتع بدعم قوى دولية واقليمية توفر له السلاح، خاصة ايران وروسيا.

ولا يخفى في النهاية حالة القلق التي أصابت حلفاء امريكا في المنطقة خاصة تركيا التي انتقد رئيس وزرائها طيب رجب اردوغان، تصريحات كيري التي ‘اثنى’ فيها على تعاون الحكومة السورية في نزع الترسانة الكيماوية، واكد اردوغان انه لا يعتبر الاسد سياسيا بل ارهابيا.

وفي السياق نفسه اظهرت السعودية قلقا حيث كان قرار الامير سعود الفيصل الغاء كلمته امام الجمعية العامة دليلا على عدم ارتياح سعودي من السياسة الامريكية تجاه سورية، واكثر من هذا، التقارب الامريكي- الايراني. ويقول ايان بلاك في صحيفة ‘الغارديان’ ان المسؤولين السعوديين انتقدوا بشكل لاذع الامريكيين لتفضيلهم نزع ترسانة الاسد الكيماوية على استخدام القوة.

وفي المقابل يزداد المشهد السوري تعقيدا يوما عن يوم، فمع استمرار القتل والحصار طوال فترة عيد الاضحى، اعلنت يوم الاربعاء مجموعة من الفصائل عن تشكيل ائتلاف جديد خارج عن الائتلاف الوطني السوري المعترف به من الولايات المتحدة وما يعرف بمجموعة اصدقاء سورية.

فقد اعلن 60 فصيلا في شريط وضع على الانترنت انهم لن يعترفوا بسلطة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في الخارج، واتهموا قادته باهمال واجباتهم تجاه الوطن. ويأتي الائتلاف الجديد بعد اعلان 13 فصيلا مسلحا في الشمال عن انشاء تحالف وطني جديد رفض ايضا مجموعة المنفى.

ويطرح هذا التشرذم المستمر اسئلة حول من سيمثل المعارضة في اجتماعات جنيف التي تأمل الامم المتحدة ان تنظمها في الشهر المقبل، وترتبط الانقسامات في صفوف الائتلاف والتحالفات الجديدة بموافقة احمد الجربا، رئيس الائتلاف ارسال ممثلين للمؤتمر.

ويترافق مع هذا التطور استمرار عمليات القصف واستهداف المدنيين في ريف دمشق الذي تعيش بعض بلداته حصارا مستمرا منذ عدة شهور، وتعتبر منطقة المعضمية التي يحاصر فيها اكثر من 9 الاف شخص من اكثر البلدات المتضررة من الحصار، حيث حذر ناشطون من مجاعة فيها. وعلى الرغم من خروج البعض ضمن اتفاق بين الصليب الاحمر والحكومة السورية الا ان من غادروا تعرضوا لقصف مكثف، فيما خضع من وصل منهم لدمشق الى التحقيقات اذ سئلوا عن المواقع التي يتمركز فيها المقاتلون.

ودعت منظمة ‘اطباء بلا حدود’، الى حملة تحشيد سياسية للتركيز على الازمة الانسانية واعطائها نفس الاولوية التي تعطي لنزع السلاح الكيماوي.

وقال مدير المنظمة كريستوفر سوكس ان السوريين يواجهون الان وضعا غريبا يقوم فيه مفتشو الاسلحة الكيماوية بالتحرك بحرية في مناطق تعاني من نقص في ابسط الحاجيات الانسانية، فيما تمنع سيارات الاسعاف والمنظمات الانسانية من الوصول اليها’.

كارثة اللجوء

وما دام الحديث عن الكارثة الانسانية في سورية، فقد زاد عدد الهاربين من جحيم الحرب من 270 الف قبل عام الى اكثر من مليوني لاجيء موزعون الان على دول الجوار ومنهم من يموت في البحر محاولا الوصول الى اوروبا.

واعتبرت الامم المتحدة الشتات السوري الجديد الاسوأ منذ حرب الابادة التي حصلت في رواندا عام 1994.

وهناك اربعة ملايين ونصف المليون ممن اصبحوا مشردين في وطنهم بما يرفع عدد المتأثرين بالحرب الى ستة ملايين او يزيد.

وتظهر صور عن الكارثة السورية نشرتها صحيفة ‘نيويورك تايمز′ حجم معاناة السوريين، حيث قالت ان مستوى تدفق اللاجئين السوريين يشبه ما حدث اثناء الحرب الطائفية في العراق بعد الغزو الامريكي عام 2003 وما حصل اثناء انهيار يوغسلافيا السابقة في التسعينات من القرن الماضي.

ومنذ آب (اغسطس) عبر اكثر من 40 الف سوري الحدود الى كردستان شمال العراق حيث تحدثوا عن عمليات منظمة يقون بها مقاتلون اسلاميون لتدمير الاراضي الزراعية وقطع الكهرباء والماء عن المناطق الكردية في شرق البلاد.

وفي لبنان زاد عدد السكان بنسبة 20 بالمئة خلال العام الماضي بسبب تدفق السوريين، حيث وصل عددهم الى 790 الف يعيشون في اي مكان يعثرون عليه، في العمارات تحت الانشاء والشقق المزدحمة والاكواخ المؤقتة.

وفي تركيا تقول الحكومة انها امنت خياما وبيوتا متحركة لاكثر من 200 الف فيما ينتشر اكثر من 300 الف في معظم انحاء البلاد. وفي الاردن هناك اكثر من 120 الف يعيشون في مخيم الزعتري الذي كبر ليصبح من المدن الكبرى في الاردن، اضافة لاعداد اخرى موزعة على كافة المدن الاردنية خاصة العاصمة عمان ومدن الشمال مثل الرمثا.

واستقبلت تركيا ومصر ولبنان والاردن مجموعة اكثر من مليوني لاجيء. ويحاول اللاجئون الذين شردتهم الحرب ودمرت ما كانوا يملكون الاستمرار في الحياة والتكيف مع وضعهم في مناطق اللجوء.

وفي كل خيمة يعيشون فيها قصة عن تشرد وتوزع عائلات واجيال متعددة، يتذكر افرادها ايامهم في بيوتهم ويعدون خططا غير واضحة للعودة الى وطن اختفت معالمه بالكامل، ومن هنا يجبر اللاجئون على التعامل واقع اللجوء، اي ممارسة حياتهم الاعتيادية، تسجيل اولادهم في المدارس، فتح اعمال جديدة والتواصل مع من بقي من الاهل في سورية عبر الهواتف النقالة.

وتنقل صحيفة ‘نيويورك تايمز′ بعضا من قصص اللاجئين في الاردن، اذ يقول نعمان سرحان ‘قصة عائلتنا هي واحدة من القصص الكثيرة’.

صحيح ان هناك بعض العائلات تعيش احسن من الاخرى لكن ما يجمع العائلات السورية شيء واحد المعاناة، وتجد فيها: قريب قتل، اعتقل، او مطلوب. وتشير الصحيفة الى اوضاع السوريين في ‘المفرق’ التي زاد عدد سكانها الضعف.

وقالت ان وجودهم اثر على طبيعة الاعمال في المدينة، محلات حلاقة ومطاعم. وتنقل عن سرحان قوله ‘اين الاردنيين؟’ النكتة التي يتداولها السوريون حول حضورهم في المدينة التي كانت هادئة، فبائع السجاد الذي تحدث اليه من حمص وصاحب محل الشاورما من سوريا.

وفي مطعم كبير سأل سرحان ان كان قد افتتح قبل حضور السوريين؟ فاجاب الشخص على الصندوق اجابة تظهر التوتر، ان المطعم افتتح قبل الثورة السورية بسبعة اشهر’لقد تطورنا قبل ان تأتوا’، مما دعا سرحان للسكون وحث خطاه حتى يتجنب نظرات اصحاب المحلات.

وقال اخيرا ‘لا احب المفرق، فيها سوريون كثر والاردنيون لا يتعاملون معك كشخص بل ينظرون اليك مثل نظرتهم للاجئين’.

ويقول انه ليس راض عن فتح محل له في المفرق حتى لا يبني جذورا له هناك، وكان يعمل قبل الثورة في الصيانة في مطار دمشق الدولي، ودعم منذ البداية الجيش الحر، لكنه يشعر بالخوف من صعود المتطرفين المسلمين.

واضاف ان السنة والعلويين في البداية جمعهم هم تحقيق الديمقراطية لكنه يخشى من العمليات الانتقامية التي ستتسمر طويلا ‘اعرف انه سيكون هناك انتقام في سورية لما بين 10 -20 عاما’، و’ستقوم بعض الجماعات المقاتلة بالانتقام من الرجال والنساء والاطفال، الصغار والكبار ولن يتركوا اي علوي على قيد الحياة’.

ظهور تنظيم القاعدة في شمال سورية يشكل أزمة لتركيا

اسطنبول ـ من نيك تاترسال: مع ظهور تنظيم القاعدة في أجزاء من شمال سورية باتت تركيا في مواجهة تهديد أمني جديد على حدودها المعرضة للخطر أصلا وثارت تساؤلات حول تأييدها الشامل للمعارضين الذين يقاتلون الرئيس بشار الأسد.

فتركيا تقود منذ فترة مساندة قوية للمعارضة السورية المسلحة المتشرذمة دافعة بأن ذلك سيسرع بانهاء حكم الأسد ويعطي السلطة لإسلاميين معتدلين مطلوبين لفرض سيطرة أكبر على التيارات الإسلامية الأكثر تشددا.

لكن مع سيطرة جماعات إسلامية مثل جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام على أراض في الشمال بالقرب من الحدود في الأسابيع القليلة الماضية يرى عدد متزايد أن هذه الاستراتيجية سوء تقدير.

ووجدت أنقرة نفسها في مواجهة اتهامات بأن تأييدها المطلق للمعارضة أتاح دخول السلاح والمقاتلين الاجانب إلى شمال سورية وسهل ظهور جماعات متطرفة.

وقال مصدر مقرب من الحكومة التركية ‘نواجه اتهامات بدعم القاعدة’، وأضاف أن مسؤولين أمريكيين أبدوا قلقهم من ذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي.

وتابع المصدر ‘انتقدونا بأدب ولكن بحدة. تحول الاهتمام من الأسد إلى القاعدة’ مؤكدا ما عبر عنه مسؤولون آخرون في أنقرة من أن هذا يصب في مصلحة الرئيس السوري.

وانتهجت تركيا سياسة الباب المفتوح على مدى الحرب الدائرة في سورية منذ عامين ونصف العام فوفرت شريان حياة للمناطق التي يسيطر عليها المعارضون بالسماح بمرور المساعدات الإنسانية ووفرت ممرا آمنا لخروج اللاجئين وسمحت للجيش السوري الحر المعارض بتنظيم نفسه على أراضيها.

وتنفي تركيا رسميا تسليح المعارضين أو تسهيل مرور المقاتلين الأجانب الذين اكتظت بهم صفوف فصائل على صلة بتنظيم القاعدة مثل جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام.

وقال لؤي مقداد المتحدث باسم الجيش السوري الحر ‘لوجيستيا لا يمر شيء عبر الحدود الرسمية في تركيا أو أي دولة أخرى بأية حال.’

لكن الحدود الممتدة مسافة 900 كيلومتر تصعب مراقبتها وتمكن لاجئون ومهربون ومقاتلون من عبورها دون ان يلحظهم أحد في المناطق النائية متجنبين نقاط العبور الرئيسية.

وقال مسؤول تركي في المنطقة ردا على سؤال عما إذا كان المقاتلون الأجانب يتمكنون من العبور ‘رسميا لم نسمح لهم. لكن الحدود ممتدة وحاولنا إدماج بعض المجموعات في المعارضة السورية التي كنا نريدها أن تكبر قدر المستطاع.’

وأضاف أن المعارضة السورية رحبت في باديء الأمر بمرتزقة أجانب جاءوا اساسا من دول الخليج لأن لديهم خبرات قتالية أكبر وكانوا أكثر فاعلية في مواجهة الميليشيات الموالية للأسد.

وتابع ‘كان هذ خطأ تكتيكيا والآن أصبحنا نرى توازنات قوى مختلفة تماما.’

إضفاء شرعية على تصرفات الأسد

الموقف التركي يتعارض مع موقف الأردن الذي احتفظ برقابة مشددة على الحدود مع سورية. ويشكو المعارضون في محافظة درعا الجنوبية مهد انتفاضة 2011 على حكم الأسد من أنهم حرموا من امدادات كبيرة من السلاح نتيجة لذلك.

وقالت منظمة ‘هيومن رايتس وتش’ المدافعة عن حقوق الانسان ومقرها نيويورك في تقرير صدر الأسبوع الماضي يوثق عمليات قتل جماعي طائفية ارتكبها خصوم الأسد إن تركيا تحتاج لزيادة الدوريات على الحدود وتقييد عبور المقاتلين ونقل السلاح للجماعات المتطرفة.

وأضاف التقرير ‘العديد من المقاتلين الاجانب العاملين في شمال سورية دخلوا إليها عن طريق تركيا التي هربوا منها أسلحتهم وحصلوا على المال والامدادات وكانوا في بعض الأحيان يعودون لتلقي العلاج.’ ونقل عن أحد العاملين في مجال الإغاثة في تركيا قوله إن بعض المقاتلين الأجانب الذين دخلوا اللاذقية -حيث يقول التقرير إن المعارضين قتلوا 190 مدنيا في هجوم في أغسطس آب- كانوا قد وصلوا جوا إلى مطار هاتاي في تركيا حيث كان مقاتلون آخرون في انتظارهم.

ونفى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو مرارا تقديم بلاده اي دعم لجماعات ذات صلة بتنظيم القاعدة في سورية ووصف هذه الأقاويل بأنها محاولة لإضفاء الشرعية على تصرفات الأسد وتصويره على أنه يقاتل الارهاب.

وقال مسؤول بارز بوزارة الخارجية ‘هذا ما يريده الأسد. إنه يحاول … تغيير طبيعة الصراع بحيث لا ينظر إليه باعتباره صراعا بينه وبين شعبه بل قتالا ضد جماعات متطرفة.’

وكانت هذه رسالة حاول الأسد توصيلها بشكل مباشر للشعب التركي هذا الشهر عندما حذر في حديث مع محطة تلفزيون خلق التركية من أن تركيا ستدفع ثمن إيوائها ‘إرهابيين’ قال انهم سرعان ما سينقلبون على مضيفيهم.

وهذا ليس خطرا بسيطا يمكن لتركيا أن تتجاهله بسهولة. فتركيا ليست في مأمن من تهديدات القاعدة مثلها مثل الأردن الذي يخشى أن يعود الإسلاميون المتطرفون من سورية لضرب أهداف داخل أراضيه.

ونشرت عدة مواقع إلكترونية تقارير عن تهديد لتركيا من جماعات جهادية في سورية بعد أن أغلقت أنقرة مؤقتا جزءا من الحدود الشهر الماضي بعدما اقتحمت جماعة على صلة بتنظيم القاعدة بلدة مجاورة. ولم يتضح ما إذا كان التهديد حقيقيا.

وقال مصدر مقرب من الحكومة التركية ‘لسنا مع النصرة والنصرة لا يسعدها ذلك. إنها حرب قذرة. لم تعد هناك حدود فاصلة بين الأبيض والأسود.’

أرض خصبة للتطرف

ومع استمرار الصراع تظهر دلائل متنامية على أن مواطنين أتراكا يذهبون للقتال في سورية بعضهم في صفوف الجهاديين وبعضهم ينضم لأكراد سورية في صراعهم مع وحدات معارضة مناوئة أو مع قوات الأسد أو قبائل عربية.

ونقلت صحيفة طرف التركية عن تقرير للمخابرات الشهر الماضي أن نحو 500 تركي يقاتلون ضمن 1200 جماعة معارضة في سورية أغلبها تحمل اسم الجهاد في حين يعمل آخرون كمرتزقة يتقاضون 1500 دولار شهريا.

وأضاف التقرير أن هناك أيضا أعضاء بحزب العمال الكردستاني ذهبوا للقتال في صفوف أكراد سورية.

وقال المصدر القريب من الحكومة ‘حدودنا هشة جدا. لم تعد بالقوة التي كانت عليها.’

ومضى قائلا ‘لن يتحرك احد من بلدة في منطقة الأناضول ليقاتل من أجل الديمقراطية في سورية. لكن الجهاديين يذهبون لقتال الكفرة. وهذا هو الخطر الذي تواجهه تركيا.’

ويرى المسؤولون في تركيا وفي مقدمتهم الرئيس عبد الله جول أن عدم اتخاذ المجتمع الدولي إجراء حاسما في سورية هيأ الظروف المواتية للجماعات المتطرفة.

وبعد دعوات الأتراك المتكررة لتدخل حاسم يشعرون بخيبة أمل لأن أصابع الاتهام أصبحت موجهة إليهم.

وقال جول في كلمة ألقاها في اسطنبول هذا الشهر ‘ما قلته لكل حلفائنا ولكل من قابلتهم وتحدثت معهم منذ بدء هذه الاحداث هو أنه إذا طال أمد هذه العملية ستكون النتيجة الحتمية هي التطرف.’

ويقول المسؤولون الاتراك إن المقاتلين الاجانب دخلوا سورية كذلك عبر دول جوار أخرى بعضهم بدعم من دول خليجية مثل السعودية وقطر ويشيرون إلى أن هروب مئات المدانين من سجن أبو غريب العراقي في يوليو تموز ملأ صفوف الدولة الإسلامية في العراق والشام في سورية.

وقال المسؤول التركي في المنطقة ‘نبذل ما في وسعنا من خلال قوى المعارضة المختلفة لاحتواء خطر المعارضة الجهادية في سورية لكن الدعم الذي تتلقاه هذه الجماعات كبير لدرجة ان تركيا لا يمكنها السيطرة عليه’ وحدها.

جامع جامع: قُتل… أم اغتيل لأن ساعة الحقيقة اقتربت

ريما زهار ايلاف

مقتل اللواء السوري جامع جامع في دير الزور يطرح اكثر من سؤال حول اذا ما كان قد قتل أم اغتيل لأن ساعة الحقيقة اقتربت، خصوصًا أن اسمه اقترن باغتيال الحريري ومعوض.

بيروت: بالاضافة الى ورود ذكر اسم اللواء السوري جامع جامع الذي تأكد مقتله في سوريا، في قائمة الشبهات التي أعلنها الرئيس الاول للجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس، فإن التحقيقات غير الرسمية في قضية اغتيال الرئيس رينيه معوض أظهرت أن جامع جامع، كان رئيس مجموعة الاستطلاع لموكب الرئيس الاول لما بعد الطائف، وهو الذي اختار طريق مرور موكبه من أمام النقطة التي وضعت فيها العبوة الناسفة. فهل قتل أم اغتيل لأن ساعة الحقيقة اقتربت؟.

يبدأ النائب معين المرعبي ( المستقبل)  حديثه لـ”إيلاف” بالقول :” وبشِّر القاتل بالقتل ولو بعد حين”، ويضيف:” يبدو أن هناك تفاهمات واتفاقات سرية وتحت الطاولة سوف تؤدي الى قلب النظام، ولكن من الداخل، وبوساطة الخارج من الداخل، وهناك مؤشرات كثيرة تثبت ذلك، نتيجة أن الثورة السورية ستؤدي الى قلب النظام في سوريا”.

ويؤكد المرعبي بأن هناك امورًا سوف نشهدها في الفترة المقبلة على هذا الصعيد، وقبل مقتل جامع جامع، كانت هناك سيارات مفخخة ارسلها النظام السوري بتعليمات منه ومن ايران، تشير وتدل على أن النظام الذي سيندثر قريبًا، اصبح لا يملك شيئًا سوى القيام بأعمال القتل والاغتيال، والانتقام من اخصامه، ونراه يتخبط شمالاً ويمينًا خوفًا على مصيره، ووجوده، ويحاول تغطية بعض الامور الامنية من خلال التخلص من بعض الرموز الذين يسببون ادانته، بخاصة عندما تحين لحظة محاسبة ومحاكمة مجرمي الحرب.

ولدى سؤاله إن جامع جامع ارتبط اسمه باغتيال الرئيس الاسبق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري ورئيس الجمهورية الاسبق رينيه معوض، هل تمت تصفيته اليوم لأن ساعة الحقيقة اقتربت؟ يجيب المرعبي:” هذا تمامًا ما حصل، وهنا لا بد من الاشارة الى ارتكابه لهذه الاغتيالات مع الضباط اللبنانيين المعروفين، والذين قسمٌ منهم تم اعتقاله.

ويلفت المرعبي الى ان النظام السوري عودنا اغتياله لبعض الرموز، وللضباط المشاركين بالاغتيالات في لبنان، خوفًا من طلبهم الى التحقيق في محكمة الجنايات الخاصة بمحاكمة الذين قتلوا رفيق الحريري ورفاقه، وجامع جامع اسم مدرج على لائحة التحقيقات والمطلوبين، وعندما حدثت الثورة السورية جامع جامع وغيره لم يكونوا يتعبدون بل شاركوا بمجازر اكبر بكثير مما حصل في لبنان، وقتلوا ما يزيد عن مئة الف شهيد سوري، ودمروا المدن.

مقتل طبيعي

بدوره، يعتبر النائب عاصم عراجي ( المستقبل ) أن مقتل جامع جامع جاء نتيجة لحرب بين النظام الذي يقتل شعبه، والمعارضة، ويقول لـ”إيلاف” إن الامر طبيعي نتيجة الحرب الدائرة في سوريا حيث يُقتل الكثيرون، وتاريخ جامع جامع كان حافلاً بالمآسي في سوريا وبيروت، وكان ضابطًا ظالمًا، واستلم بفترة من الفترات منطقة البوريفاج في بيروت، أي منطقة التعذيب والتنكيل، وما حصل نتيجة حتمية للظلم الذي كان يمارسه هو وزمرته.

ويؤكد عراجي أن وجود المعارك في سوريا هو الذي ادى الى مقتله، وهو عسكري كان يؤدي مهامه فقتل، كان يشارك شخصيًا بالمعارك في دير الزور لذلك استهدف وقتل.

ويلفت عراجي الى أن جامع جامع كان خزانًا كبيرًا من المعلومات، بخاصة كان يعيش لفترة طويلة في لبنان، ويعتمد عليه النظام بشكل كبير، ويعتبر من رجال النظام الاقوياء في سوريا.

 النظام السوري متهم بتصفية اللواء جامع جامع

بهية مارديني ايلاف

 بعد أن أكدت وسائل الاعلام السورية الرسمية مقتل اللواء الركن جامع جامع، رئيس الاستخبارات العسكرية في دير الزور، اتهمت مصادر مسؤولة عربية  في تصريح خاص لـ”ايلاف” النظام السوري بتصفيته.

لندن: قالت مصادر لـ”إيلاف”، بعد مقتل اللواء الركن جامع جامع، ” إن جامع هو مفصل أساسي في العلاقة مع حزب الله، وضالع بملفات الإغتيال كملف رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق وغيره لذا أصر النظام على تصفيته”.

واعتبرت المصادر” أن قتل جامع جامع هو اول الغيث، حيث سيعمد النظام الى تنظيف “بيته الداخلي” في سلسلة طويلة لإغلاق الملفات وسيكون من بينها الضابطان رستم غزالي وعلي مملوك، تمامًا كما قام بتصفية وزير الداخلية الاسبق غازي كنعان وعبد القادر قدورة.”

 وأضافت المصادر “لدينا معلومات مؤكدة ما قبل اغتيال جامع جامع أن النظام السوري كان سيعمد الى ذلك خلال شهر، وأن النظام يريد “تنظيف مطبخه الأمني القذر “قبل تسليم الصلاحيات الى جنيف 2”.

وفي تصريح لـ”إيلاف” رأى اللواء سليم ادريس رئيس قيادة الأركان في الجيش الحر “أن جامع جامع هو سفاح من ضمن مجرمي النظام الفاجر” .

وقال: “هذه خطوة على درب انتصار للثورة السورية لأن السوريين تخلصوا من قاتل وجلاد ومرتكب جرائم حرب”.

 هذا وتحدثت قناة الاخبارية السورية عن رصاص قناص قتل جامع، فيما نقل مراسل هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن مصادر سورية أن جامع قتل باطلاق الرصاص خلال خروجه مع مجموعة دعم لقوات سورية كانت تشتبك مع مجموعة معارضة مسلحة.

وقالت قناة “الميادين” إن جامع قتل برصاصة في الرأس، وذكرت مواقع اخبارية أخرى أن عبوة ناسفة استهدفت موكبه.

اما في صفحات المعارضة على  الفايسبوك، فنشر اكثر من تبنٍ للعملية صادر عن كتائب تابعة لـ”الجيش السوري الحر”، بينها “كتائب البراء” و”كتيبة انصار الصحابة”.

وكانت صفحات مؤيدة للنظام نشرت الخبر قبل أن يؤكد تلفزيون الاخبارية السورية مقتله.

وذكرت وكالة سانا الرسمية السورية أن اللواء الركن جامع جامع قد “استشهد أثناء تأديته مهامه الوطنية بالدفاع عن سوريا وشعبها وملاحقته للإرهابيين في دير الزور.”

وتقول المعارضة إن جامع هو احد المشاركين بقمع التظاهرات والحراك السلمي في دير الزور والمنطقة الشرقية.

وقالت مواقع سورية إن جامع كان رئيسًا لفرع الأمن  الجوي في حلب  ثم تسلم منصب رئيس الفرع العسكري في مدينة دير الزور ويتهمه ناشطون بارتكاب جرائم حرب، بحق أهل المدينة بعد تسطير ملف دموي في لبنان .

 وينحدر جامع  جامع من قرية “زاما” إحدى القرى التابعة لمدينة جبلة الساحلية.

كما أشيع منذ فترة قريبة نبأ مقتل ابنه، وهو ضابط برتبة ملازم أول، على إحدى الجبهات في الشمال السوري، بحسب مواقع الكترونية سورية.

باريس استقبلت أكثر من ثلاثة آلاف لاجئ سوري منذ بدء النزاع

أعلنت السلطات الفرنسية أنها استقبلت نحو 3000 لاجئ سوري منذ بداية النزاع في سوريا، بعد اتهامها بانتهاج سياسة لجوء مفرطة في الحذر.

استقبلت فرنسا اكثر من 3000 سوري منذ اندلاع النزاع في سوريا، وفق ما اعلنته وزارة الخارجية الفرنسية الخميس، ردًا على انتقادات منظمات غير حكومية اعتبرت أن سياسة اللجوء الفرنسية مفرطة الحذر. وتعهد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاربعاء باستقبال 500 لاجئ سوري في الاشهر المقبلة، استجابة لطلب المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة. وسوف تستقبل المانيا 5000 لاجئ.

فرنسا الأولى

واوضح المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال أن هؤلاء اللاجئين هم افراد اطلعتنا المفوضية العليا على خطورة وضعهم. اضاف: “بالاجمال، استقبلت فرنسا حوالي 3000 مواطن سوري منذ اندلاع الازمة، وطلبات اللجوء التي قدمها اللاجئون تخضع للدراسة من منظار ايجابي خاص، والمكتب الفرنسي للاجئين وفاقدي الوطن يستجيب ايجابًا في 95 بالمئة من الحالات”.

وتابع: “فرنسا هي احدى الدول النادرة في اوروبا التي توافق على النظر في الطلبات في سفاراتنا وقنصلياتنا في الدول المجاورة لسوريا، في بيروت وعمان وانقرة واسطنبول، وتمنح فرنسا كذلك انواعًا أخرى من التأشيرات، ولا سيما لإقامة مطولة للمواطنين السوريين”.

وتمنت المفوضية العليا للاجئين على الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي استقبال 10 آلاف لاجئ سوري في 2013 و30 الفًا في 2014. وحدها المانيا وفرنسا والنمسا لبت طلب المفوضية حتى الآن.

وفيما انتقدت منظمات غير حكومية باريس على سياسة لجوء اعتبرتها خجولة، اشار نادال إلى أن فرنسا هي الدولة الاوروبية الاولى على مستوى الهجرة لجميع الاصول، حيث تتلقى قرابة 60 الف طلب سنويًا. كما اشارت المفوضية العليا إلى النوعية العالية للآليات وفعالية المؤسسات الفرنسية في هذا المجال، بحسب المتحدث.

وفرّ اكثر من 2.1 مليون لاجئ سوري من بلادهم، استقر 97 بالمئة منهم في لبنان والاردن والعراق وتركيا، بحسب المفوضية العليا للاجئين.

ما بعد كاليه

ويأتي هذا القرار بعد مسألة اللاجئين السوريين في كاليه، الذين أرادوا اللجوء إلى بريطانيا، فرفضتهم أولًا ثم عرضت أن تدرس كل حالة على حدة. فتوجه ثلاثة مندوبين عن شرطة الحدود البريطانية إلى كاليه في بداية الشهر الحالي، ليوضحوا للاجئين السوريين استحالة أن تدخل مجموعة من الاشخاص إلى الاراضي البريطانية من دون مراقبة أو دراسة لمختلف الحالات.

وخاب ظن نحو 60 سوريًا أرادوا دخول الأراضي البريطانية. وقالت مريم غيري، الموظفة في منظمة اغاثة كاثوليكية اضطلعت بدور الوسيط بين المهاجرين والسلطات: “كانت لديهم صورة أخرى عن انكلترا، هي الحلم في نظرهم، لكن مقترحات انكلترا لا ترضيهم”. حينها عرضت باريس تسوية اوضاع المحتجين السوريين في ميناء كاليه، واستقبالهم في فرنسا.

وكانت فرنسا، التي تواجه انتقادات من المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة، تعهدت في 12 ايلول (سبتمبر) الماضي باتخاذ تدابير لتسهيل استقبال اللاجئين السوريين وايواء المزيد منهم على الاراضي الفرنسية. ومنذ مطلع العام الجاري، سجلت فرنسا 850 طلب لجوء من سوريين، وفق ما اعلنته في 24 ايلول (سبتمبر) المفوضية العليا للاجئين، التي طلبت من الاوروبيين استقبال 10 آلاف سوري.

جامع جامع.. قامع اللبنانيين والسوريين

متهم بعسكرة المظاهرات وتسليحها في دير الزور

بيروت: كارولين عاكوم

لم يكن وقع خبر مقتل مدير فرع الاستخبارات العسكرية في سوريا جامع جامع كغيره من الأخبار في سوريا ولبنان على حد سواء.

فهو الذي ارتبط اسمه بكافة أشكال القمع والرعب والعنف الأمني والسياسي التي لم يسلم منها اللبنانيون خلال سنوات الوصاية السورية وذاق طعمها المعارضون السوريون، أقله منذ بدء الاحتجاجات ضد النظام السوري في شهر مارس (آذار) 2011. في بيروت، ارتبط اسم الضابط جامع، أحد أبرز مساعدي اللواء غازي كنعان، رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في لبنان خلال فترة الوجود السوري. سياسيون وناشطون معارضون للوصاية السورية كانوا ضحايا سياسة القمع التي مارسها جامع انطلاقا مما كان يعرف بـ«مركز البوريفاج»، المقر الرئيسي للمخابرات السورية في بيروت والذي تولى مسؤوليته وكان حينها برتبة مقدم.

وقد دارت شبهات كثيرة حول دوره في اغتيال الرئيس اللبناني السابق رينيه معوض وورد اسمه في لوائح المشتبه بهم في اغتيال رئيس حكومة لبنان الأسبق رفيق الحريري، إلى جانب كل من رئيس الاستخبارات العسكرية صهر الرئيس بشار الأسد اللواء آصف شوكت الذي قتل في تفجير مبنى الأمن القومي في يوليو (تموز) 2012. والرئيس السابق للاستخبارات الداخلية اللواء بهجت سليمان والرئيس السابق لجهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية في لبنان العميد رستم غزالي والمسؤول في فرع فلسطين في المخابرات العميد عبد الكريم عباس والخبير في الاتصالات والإنترنت في المخابرات العميد ظافر اليوسف.

ولم يتردد مسؤولون لبنانيون في تلك الفترة في المجاهرة بعدائهم للمسؤولين الأمنيين السوريين ومنهم جامع، فطالب النائب وليد جنبلاط نائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم عقب زيارته الأولى لبيروت بعد اغتيال الحريري في فبراير (شباط) 2005، بأن «يقطره معه» إلى دمشق في «المرة الثانية التي يزور فيها لبنان».

وبعد انسحاب القوات السورية من لبنان في شهر أبريل (نيسان) من عام 2005، نقل جامع إلى منطقة دير الزور شرق سوريا وعين رئيسا لفرع الأمن العسكري برتبة لواء، ثم انتقل بعدها إلى رئاسة فرع المنطقة بدمشق قبل أن يتم تعيينه رئيسا لفرع الاستخبارات الجوية في حلب.

في سوريا كما في لبنان، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات حول اغتيال جامع، مستعيدة فصولا من ممارساتها القمعية، خصوصا أنه المسؤول الأمني الأرفع الذي تمكنت المعارضة السورية من استهدافه بعد تفجير خلية الأزمة. ومع أثر تأكيد مقتله بث معارضون مقاطع فيديو على موقع «يوتيوب» تظهر احتفالات في دير الزور، المنطقة التي كانت شاهدة على ممارساته القمعية ولا سيما خلال السنتين الأخيرتين.

ويحمل رئيس المجلس العسكري التابع للجيش الحر في دير الزور مهند الطلاع، جامع مسؤولية تحول المظاهرات السلمية التي كانت تخرج في أحياء دير الزور إلى العسكرة والتسليح، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن جامع أعطى أوامره بتسيير دوريات في شوارع المطار القديم والجورة والقصور والساحة لإطلاق النار على المتظاهرين السلميين ما تسبب بمقتل عدد كبير من المتظاهرين.

ويؤكد الطلاع أن «جامع كان من المقربين للرئيس السوري بشار الأسد، الأمر الذي منحه صلاحية مطلقة لاتخاذ أي قرار لقمع الثورة»، مشيرا إلى أن «جميع عناصر الأمن والجيش في المنطقة الشرقية التي تضم دير الزور والحسكة والرقة كانوا يتبعون له». ولفت إلى أن «قائد الفرقة 13 المتواجدة في دير الزور ليس أكثر من واجهة لأن القرار الفصل في إدارة العمليات ضد الجيش الحر كان يعود إلى جامع»، مستنتجا أن «يخلف مقتله فراغا عسكريا نظاميا في دير الزور، وأن يترك ثغرات كثيرة في أداء القوات النظامية، وهو ما ستسعى المعارضة لاستغلاله من أجل تحقيق المزيد من الانتصارات»، بحسب الطلاع.

وتضاربت المعلومات حول كيفية مقتل جامع المتحدر من قرية زاما في محافظة اللاذقية، بين اغتياله عبر شحنة ناسفة استهدفت موكبه في حي الجورة – دير الزور وإصابته برصاصة في الرأس، فيما ذكر التلفزيون السوري «أنه استشهد خلال قيامه بمهمته في دير الزور في ملاحقة الإرهابيين»، علما بأن شائعات سرت قبل أشهر حول مقتله في اشتباكات دارت مع عناصر منشقين في دير الزور.

مقتل لواء بالمخابرات وقصف وقتلى بسوريا

                                            أفاد التلفزيون الرسمي السوري بأن اللواء في الاستخبارات العسكرية جامع جامع قتل برصاص مسلحي المعارضة السورية في دير الزور شرق البلاد، في حين سقط العشرات بين قتيل وجريح بقصف النظام السوري لمدينة السفيرة وقراها بحلب وأحياء العاصمة دمشق.

وأفادت مواقع إخبارية أن عبوة ناسفة استهدفت أمس الخميس موكب جامع الذي شغل سابقا منصب مدير فرع المخابرات الجوية في حلب، ثم أصبح مديرا للأمن العسكري في دير الزور.

ويعد جامع أحد كبار ضباط الاستخبارات السورية الذين خدموا في لبنان، وقد ورد اسمه في التحقيقات الأولية في حادث اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وأدرج اسمه كذلك على اللائحة الأميركية السوداء للاشتباه في دعمه الإرهاب وسعيه لزعزعة استقرار لبنان.

وقد سرت شائعات قبل أشهر بمقتله بعد اشتباكات مع عناصر منشقة في دير الزور عن كتيبة مدرعات من اللواء 137.

وقد أعلنت جبهة النصرة مسؤوليتها عن اغتيال اللواء جامع جامع خلال ما وصفته بعملية مشتركة مع كتائب أخرى تحت اسم “الجسد الواحد”.

وقال زيد العشارة الناطق الرسمي لجبهة النصرة في المنطقة الشرقية إن مقاتلي الجبهة قـَتلوا وجرحوا مئة وأربعين عنصرا من قوات النظام خلال الأيام الماضية، وإن الكتائب المقاتلة خسرت أربعين قتيلا.

وكانت كتائب المعارضة المسلحة قد أعلنت أنها سيطرت على مقار للنظام في حي الرشدية، في حين تدور اشتباكات في حي الرصافة والعمال بالتزامن مع قصف مدفعي وجوي نفذه سلاح الجو في دير الزور على حي الحميدية.

كما أعلنت جبهة النصرة سيطرتها على حارة شباط وبرج بيمو وبرج المصطفى وأنها أسرت خمسة عشر جنديا نظاميا.

قتلى واشتباكات

من جهة أخرى أفاد ناشطون بأن 23 شخصا على الأقل قتلوا وجرح العشرات بقصف تعرضت له مدينة السفيرة وقراها في حلب.

وقال مراسل الجزيرة عمرو حلبي إن النظام قصف المدينة الخميس بأكثر من 500 قذيفة متنوعة، وأسقط عليها 13 برميلا متفجرا، مما أدى إلى تدمير حوالي خمسين منزلا وسقوط قتلى وجرحى، مؤكدا أن سكان السفيرة يخضعون الآن لحصار قوات النظام تمهيدا لاقتحامها.

وأوضح ناشطون أن 16 شخصا قتلوا في حادثتين منفصلتين جراء سقوط قذيفة على مشيعين، وسقوط صاروخ على سيارة عائلة أدى إلى قتل كل أفرادها، كما قتل سبعة آخرون بقصف لسلاح الجو بالبراميل في حادث ثالث.

وقال ناشطون سوريون إن كتائب المعارضة سيطرت على حاجزي الطيبة والسد التابعين للنظام في محيط مدينة السخنة بريف حمص الشرقي.

وأفاد ناشطون بأن الاشتباكات مستمرة قرب حاجز ثالث، كما اشتبكت كتائب المعارضة مع رتل تعزيزات أرسلها النظام إلى المنطقة من مدينة تدمر، مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من قوات النظام.

وتظهر صور بثها ناشطون سيطرة المقاتلين على دبابات وذخائر، وذلك ضمن عملية تسعى فيها كتائب المعارضة للسيطرة على البادية السورية.

محاور أخرى

وفي حلب، قال مراسل الجزيرة إن أربعين عنصرا على الأقل من قوات النظام سقطوا بين قتيل وجريح جراء الاشتباكات المتواصلة منذ صباح اليوم بين مقاتلي جبهة النصرة وقوات النظام في محيط سجن حلب المركزي.

ونقل المراسل عن مصادر أن الهلال الأحمر لم يستطع منذ ثلاثة أيام إيصال الطعام والغذاء إلى السجناء بسبب العمليات العسكرية التي يشهدها محيط السجن، مشيرا إلى أن النظام يرد بقصف عنيف بالطيران.

وكانت لجان التنسيق المحلية قد أفادت أن قوات النظام قصفت منذ الصباح بالمدفعية الثقيلة مخيم اليرموك وحيي برزة والقابون جنوبي دمشق.

كما تحدث ناشطون عن استهداف الطيران الحربي بلدات عدة بالغوطة الشرقية، وقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات حجيرة البلد والبويضة ومعضمية الشام وداريا وببيلا.

وبث ناشطون صورا تظهر استهداف الجيش الحر معاقل النظام من داخل حي القابون بالعاصمة دمشق.

كيري: احتمال تدمير الكيميائي خارج سوريا

                                            قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري الخميس إن الأسلحة الكيميائية السورية قد تنقل خارج البلد لتدميرها بأمان, في حين أبدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ثقتها في تدمير المخزون السوري في الآجال المحددة.

وقال كيري في مقابلة مع الإذاعة الوطنية الأميركية العامة (إن بي آر) إنه يأمل أن ينقل معظم المخزون الكيميائي السوري بأسرع ما يمكن إلى موقع واحد، على أن يُشحن بعد ذلك على متن سفينة لتدميره بشكل آمن.

يشار إلى أن اتفاقية حظر السلاح الكيميائي تمنع الدول من نقل ترسانتها من هذه الأسلحة إلى دول أخرى. لكن قرار مجلس الأمن رقم 2118 بشأن السلاح الكيميائي السوري يسمح للدول الأعضاء في المساعدة بنقل السلاح الكيميائي ليدمر في أقرب وقت, وبالطريقة الأكثر أمنا.

وتابع الوزير الأميركي أن الاتفاق الروسي الأميركي الذي أجازه مجلس الأمن الشهر الماضي لا يعني ضمان بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة, لكنه قال إن المخزون الكيميائي السوري يمكن أن يدمر سواء في وجود الأسد أو عدمه.

وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قد قالت الأربعاء إن مفتشيها فتشوا خلال أسبوعين 11 موقعا من مجموع 20 كشفت عنها الحكومة السورية.

وأشارت إلى أن مفتشيها, وعددهم ستون حاليا, دمروا بعض الذخائر ومعدات إنتاج في عدد من المواقع التي دخلوها. وينص قرار مجلس الأمن على تدمير المخزون الكيميائي السوري بحلول نهاية يونيو/حزيران من العام المقبل.

وحسب نص الاتفاق الروسي الأميركي, فإن أمام دمشق حتى الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل لتدمير أو تعطيل العناصر الكيميائية النشطة ومنشآت تخزين الأسلحة، ويفترض أن تقدم دمشق في 26 من هذا الشهر خطة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن تدمير مخزونها.

احترام الآجال

وقال مالك اللاهي المستشار الخاص للمدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية الخميس إن المنظمة واثقة من أنها ستفي بمواعيد تدمير المخزون السوري رغم وجود بعض المواقع في مناطق الاشتباك بين القوات النظامية السورية وقوات المعارضة, أو تخضع لسيطرة المعارضة.

وأضاف أن عمليات التفتيش والتحقق التي شملت حتى الآن 11 موقعا تسير كما ينبغي, وتحدث عن معنويات عالية لدى فرق التفتيش, وعن تعاون من جانب السلطات السورية.

وتشير تقديرات استخبارية غربية إلى أن لدى سوريا 1000 طن تقريبا من المواد الكيميائية التي يمكن استخدامها عسكريا, وفي مقدمتها غازات السارين والأعصاب والخردل.

ووفقا للمستشار الخاص للمدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية, فإن المنظمة تتفاوض مع فصائل سورية معارضة لوقف إطلاق النار لتمكين المفتشين من دخول مواقع تقع في نطاق سيطرتها.

وكان الائتلاف الوطني السوري المعارض نفى الثلاثاء أن يكون أي من مواقع إنتاج أو تخزين السلاح الكيميائي يقع في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

وقال إن بعض المواقع ربما توجد في مناطق اشتباك بين القوات النظامية من جهة, والجيش الحر والفصائل المقاتلة الأخرى من جهة أخرى.

وفي التصريحات نفسها, قال المسؤول في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن ما تحقق منه المفتشون حتى الآن يطابق ما صرحت به السلطات السورية, مضيفا أنهم لم يجدوا “ما يدعو للشعور بالقلق”.

نفي أميركي روسي لتحديد موعد جنيف 2

                                            نفت روسيا والولايات المتحدة ومكتب المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي اليوم الخميس الاتفاق على موعد لمؤتمر جنيف الثاني لتسوية الأزمة السورية سياسيا, بعدما كان مسؤول سوري  أعلن أن المؤتمر سيعقد نهاية الشهر القادم.

وقال قدري جميل نائب وزير الخارجية السوري في تصريحات له بموسكو إن المؤتمر سيعقد يومي 23 و24 نوفمير/تشرين الثاني المقبل. وأضاف جميل أن الأمين العام للأمم المتحدة أكد عقد المؤتمر في التاريخ الذي أشار إليه.

لكن المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش قال لاحقا إن تحديد موعد المؤتمر ليس  مسؤولية المسؤولين السوريين, وإنما مسؤولية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وأضاف أن بان كي مون هو من ينبغي أن يحدد مواعيد توافق عليها كل الأطراف.

في السياق, قال مسؤول في الخارجية الأميركية إنه لا يحدد موعد (للمؤتمر) إلا إذا حددته وأعلنته الأمم المتحدة. من جهتها, قالت خولة مطر المتحدثة باسم الأخضر الإبراهيمي إنها لا تتوقع تحديد موعد للمؤتمر قبل أوائل الشهر المقبل.

وتقول دمشق إنها مستعدة للمشاركة في المؤتمر, وهي ترفض في المقابل بحث مصير الرئيس بشار الأسد الذي أعلن في مقابلات صحفية حديثة أنه باق في السلطة, ولن يستجيب لمطالب المعارضة برحيله وتشكيل حكومة انتقالية.

وقال الائتلاف الوطني السوري المعارض إنه سيقرر الأسبوع المقبل في اجتماعات لهياكله بإسطنبول ما إذا كان سيشارك أم لا في مؤتمر جنيف الثاني. وكان المجلس الوطني السوري -وهو المكون الأهم ضمن الائتلاف- قد أعلن قبل أيام أنه لن يشارك في المؤتمر المرتقب.

أصدقاء سوريا

وسيكون مؤتمر جنيف من البنود الأساسية في اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا الذي يعقد الثلاثاء المقبل في لندن، وفقا للائتلاف السوري المعارض.

وقال عضو الائتلاف الوطني منذر أقبيق لوكالة الصحافة الفرنسية إن الائتلاف دُعي رسميا إلى هذا الاجتماع الذي قد يبحث أيضا تقديم مزيد من الدعم للمعارضة السورية.

وأضاف أقبيق وهو مستشار لرئيس الائتلاف أحمد الجربا أنه يتوقع أن تقر المجموعة المواقف التي عبر عنها وزير الخارجية الأميركي جون كيري هذا الأسبوع.

وكان يشير بذلك إلى تصريحات لكيري الاثنين الماضي, قال فيها بالخصوص إن الرئيس السوري فقد شرعيته, وإنه يتعين قيام حكومة انتقالية في سوريا لإنهاء الأزمة المستمرة منذ منتصف مارس/آذار 2011.

وأعلن كيري اليوم أنه سيشارك في اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا التي تضم 11 دولة، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا ودول عربية.

وسيقرر الائتلاف السوري بشأن المشاركة في مؤتمر جنيف المرتقب في اجتماعات بإسطنبول التي سيختار فيها تشكيل حكومة جديدة بعد إخفاق رئيس الحكومة المكلف السابق غسان هيتو الصيف الماضي في تشكيل حكومة تعمل في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري.

كيري: تعاون الأسد في ملف الكيمياوي لن يبقيه في السلطة

وزير خارجية أميركا يؤكد أن الرئيس السوري فقد الشرعية ليحكم جميع السوريين

دبي – بطرس موسى

أكد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أن تعاون الرئيس السوري مع المجموعة الدولية لتسليم المخزون الكيمياوي لبلاده لن يساعده على البقاء في السلطة، مشدداً على أن ذلك لا يعني أيضا أن الأسد قد استعاد أي شرعية.

ولم تدم فرحة النظام السوري بالإشادة الأميركية بتعاونه في تدمير الترسانة الكيمياوية طويلا، فوزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي كان هو من أطلق تلك الإشادة، عاد ليؤكد أن امتثال نظام الأسد وتعاونه مع المجموعة الدولية لتسليم مخزون بلاده من الأسلحة الكيمياوية وتفكيكها، لن يساعده على البقاء في السلطة، وأنه فقد شرعيته اللازمة ليكون قوة متماسكة قادرة على جمع الناس.

الامر الذي أكد مسؤولون أميركيون دلالته على أن الموقف الأميركي لم يتغير على الإطلاق من الأسد، وأنه ليس هناك حاجة لمدح النظام فيما يستمر بحملته العسكرية.

كيري وفي تصريح له قال إن تسليم المخزون الكيمياوي لا يعني أن الأسد استعاد شرعيته، وأن إزالة هذه الأسلحة ستتم سواء كان الأسد موجودا أم لا.

وأشار أيضا إلى أن المخزون الكيمياوي السوري يمكن شحنه إلى خارج البلاد بحرا، كي يدمر بشكل آمن لاحقا، متمنيا أن يتم ذلك بأسرع وقت ممكن.

وتتزامن تصريحات كيري مع الجولات الميدانية لفرق المفتشين الدوليين الذين زاروا حتى الآن نصف المنشآت الكيمياوية التي أعلن عنها النظام السوري، تمهيدا لاستكمال تدميرها قبل منتصف العام المقبل وفق الخطة التي وضعتها منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية.

ورقة أخرى راهن عليها النظام السوري للخروج من أزمته لا تبدو محسومة حتى الآن، وهي انعقاد مؤتمر جنيف الثاني منتصف الشهر، فالمباحثات والاتصالات الدبلوماسية بين واشنطن وموسكو التي قد بدأت تنشط منذ مايو الماضي لتنظيم مؤتمر جنيف لم ترسُ بعد على موعد محدد، واكتفى الطرفان بإحالة الموضوع إلى الأمين العام للمتحدة، الذي يؤكد المتحدث باسمه أن لا معطيات جديدة حول موعد انعقاد المؤتمر المأمول.

معارك بدير الزور وتقدم لمقاتلي المعارضة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تمكن مقاتلو المعارضة السورية من إحراز تقدم في مدينة دير الزور شرقي البلاد إثر معارك عنيفة سجلت الليلة الماضية مع القوات الحكومية، وتخللها “إعدام” جبهة النصرة لعشرة جنود سوريين أسروا خلال المعارك.

ودارت اشتباكات ليل الخميس بين مقاتلي المعارضة المسلحة والقوات الحكومية في أحياء عدة بمدينة دير الزور”، مشيرا إلى “معلومات أولية عن سيطرة مقاتلي المعارضة على كلية الآداب القريبة من حي الرشدية”، التي كانت تحت سيطرة القوات النظامية.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن جبهة النصرة أقدمت على إعدام 10 عناصر من القوات النظامية بعد أن أسرتهم خلال الاشتباكات في حي الرشدية.

وكان اللواء في الاستخبارات العسكرية السورية جامع جامع قتل في دير الزور، بحسب ما أفاد التلفزيون الرسمي السوري في الاشتباكات التي دارت في محافظة دير الزور.

وكانت الاشتباكات قد اندلعت في دير الزور بتفجير عربتين مفخختين قبل ثلاثة أيام في حي الرشدية حيث تتواجد قوات الجيش السوري بكثافة.

وتتقاسم السيطرة على مدينة دير الزور المجموعات المقاتلة المعارضة للنظام والقوات الحكومية مع أرجحية لهذه الأخيرة، بينما الوضع معكوس في سائر أنحاء المحافظة الحدودية مع العراق والمعروفة بآبارها النفطية.

عاصفة الشمال

وفي نفس السياق، أعلن الجيش التركي أن 85 مقاتلا من فصيل عاصفة الشمال الذي يقاتل في شمال سوريا سلموا أنفسهم للجيش التركي قرب الحدود السورية.

وقال بيان للجيش، إنه تم تجريد المقاتلين من أسلحتهم ثم نقلوا إلى معبر باب السلامة الحدودي الذي يسيطر عليه لواء التوحيد.

وخاض فصيل عاصفة الشمال معارك في بلدة إعزاز في محافظة حلب ضد  تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام المعروفة باسم “داعش”.

وذكر الجيش التركي أنه قصف مواقع “داعش” ردا على سقوط قذائف على الأراضي التركية كان مصدرها مناطق يسيطر عليها التنظيم.

منظمة العفو: مصر تعتقل مئات اللاجئين السوريين بينهم أطفال رضع في ظروف مزرية

مصر تؤوي عددا كبيرا من اللاجئين السوريين الذين يعارض بعضهم نظام حكم الأسد.

قالت منظمة العفو الدولية إن السلطات المصرية تعتقل مئات اللاجئين السوريين بينهم أطفال. ودعت إلى إطلاق سراحهم واحترام حقوقهم.

ووصفت المنظمة، في تقرير بشأن اللاجئين السوريين في مصر، الاعتقال بأنه غير قانوني، مشيرة إلى أن من بين المعتقلين أطفال لم تتجاوز أعمار بعضهم عاما واحدا.

وردت السلطات المصرية بوصف ما جاء في التقرير بأنه “مزاعم”، وأبدت استعدادها للرد على أي استفسار بشأن أية حالة يزعم تعرضها لإساءة المعاملة.

ويشكو السوريون مما يصفونه بسوء معاملة السلطات المصرية لهم بعد عزل الجيش المصري للرئيس محمد مرسي.

وفي تقرير جديد بشأن أوضاع اللاجئين السوريين، تقول منظمة العفو إن اللاجئين يواجهون الاعتقال لأجل غير مسمى أو الترحيل من مصر ، ربما إلى سوريا حيث تدور حرب أهلية منذ أكثر من عامين ونصف العام.

وتلمح السلطات المصرية إلى إن هناك عددا من اللاجئين السوريين في مصر يؤيدون جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها الرئيس المصري المعزول.

وحثت منظمة العفو السلطات المصرية على إنهاء ما سمته السياسة المروعة التي تتمثل في الاحتجاز غير المشروع والإعادة القسرية لمئات اللاجئين السوريين والفلسطينيين الفارين من الصراع في سوريا.

لا استثناء

وقال شريف السيد علي، رئيس إدارة شؤون حقوق اللاجئين والمهاجرين في منظمة العفو الدولية، إن السلطات المصرية “تعتقل اللاجئين من سوريا من بينهم أطفال ورضع وفي ظروف مزرية وترحلهم بدلا من تقديم مساعدات ضرورية لهم.”

واتهم علي السلطات المصرية بأنها تضرب عرض الحائط بمعايير حقوق الإنسان.

ويضيف تقرير المنظمة أن عشرات الأطفال معتقلون، وبعضهم بدون والديه، في أقسام شرطة بدون طعام أو مساعدات طبية أو حفاضات.

ونفت وزارة الداخلية المصرية تعرض اللاجئين السوريين لإساءة معاملة.

وقال اللواء هاني عبد اللطيف، مساعد وزير الداخلية المصري لشؤون الإعلام والعلاقات العامة في تصريح خاص لبي بي سي، إن “جهات تنفيذ القانون في مصر تعكف على فحص أوراق الإقامة الخاصة بالمقيمين في مصر بصورة دورية دون استهداف لأبناء جنسية معينة.”

وأضاف أنه “في حالة ثبوت عدم شرعية الإقامة فإنه تتم مخاطبة سفارة المقيم بالبلاد للتصرف حياله”، مشير إلى أن المقيمين السوريين لا يتم استثناؤهم من هذه القاعدة ويخضعون للقانون.

وحول ما إذا كان لهذه الإجراءات خلفيات سياسية، قال عبد اللطيف “سبق إيضاح أن هناك من سعى لاستخدام العديد من غير المصريين لأهداف سياسية.”

ودعا المسؤول المصري منظمة العفو الدولية إلى التقدم بطلب للوزارة للاستفسار عن الحالات التي تزعم تعرضها لإساءة المعاملة. وأكد جاهزية الوزارة للرد بشأن كل حالة حسب وضعها.

القاهرة تنفي إساءة معاملة اللاجئين السوريين

القاهرة، مصر (CNN) — رفضت الخارجية اتهامات منظمة العفو الدولية للقاهرة بشأن سوء معاملة اللاجئين السوريين واحتجاز بعضهم وترحيلهم، معتبرة أن ما جاء في تقرير المنظمة الدولية “غير دقيق ولا يعكس حقيقة أوضاعهم في البلاد”.

وقال السفير بدر عبدالعاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن مصر فيها أكثر من 300 ألف لاجئ سوري “تتم معاملتهم بشكل كريم كأشقاء عرب ويحظون بنفس معاملة المصريين، خصوصا فيما يتعلق بالحصول على الخدمات الصحية والتعليمية،” مضيفا أن ذلك يعكس “موقف مصر المبدئي لدعم الشعب السوري في محنته الحالية ودعم الثورة السورية.”

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن عبدالعاطي نفيه وجود سياسة حكومية رسمية تقضي بالترحيل القسري للسوريين، مضيفا أن غالبيتهم العظمى “يعيشون في سلام، خاصة وأنه لا توجد بمصر أي معسكرات للاجئين أو النازحين للأشقاء السوريين.”

 غير أنه لفت إلى وجود “بعض الإجراءات الاستثنائية المؤقتة التي تم اتخاذها خاصة شرط الحصول علي تأشيرة مسبقة لدخول البلاد من إحدى سفارات مصر أو قنصلياتها في الخارج” معتبرا أن هذا الإجراء “استثنائي ومرتبط بالأوضاع الأمنية في مصر” واعدا بمراجعة القرار بعد عودة الهدوء الأمني وإعطاء السوريين تأشيرات مجانية.

كما أشار السفير المتحدث الرسمي المصري إلى وجود بعض ما وصفها بـ”الحالات الفردية المحدودة” لسوريين شاركوا في “مظاهرات مسلحة أو أعمال عنف” معتبرا أن تلك الحالات يصار إلى التعامل معها وفقا للقانون.

وكانت منظمة العفو قد دعت في بيان لها السلطات المصرية إلى وضع حد لما قالت إنها “سياسة احتجاز وإعادة قسرية” وصفتها بـ”المروعة وغير المشروعة”، للمئات من اللاجئين السوريين الفارين من الصراع المسلح في بلادهم، وقد شهد الموقف المصري من الأوضاع في سوريا بعض التبدل بعض عزل الرئيس محمد مرسي الذي كان قد أيد المعارضة السورية بشكل علني.

مفتشو الكيمياوي في سوريا “ينهون نصف مهمتهم

“عدد” من المواقع ما زال عصيا على التفتيش لدواع امنية

قال المفتشون الدوليون عن الاسلحة الكيمياوية في سوريا إنهم انهوا نصف مهمتهم تقريبا.

وقال ناطق باسم منظمة حظر الاسلحة الكيمياوية إن الفريق العامل في سوريا يحقق تقدما طيبا في مهمته التي تلخص في تفتيش 20 موقعا.

ولكن الناطق اضاف بأن الامن ما زال مصدر قلق بالنسبة للمفتشين الستين الذين يعملون في سوريا منذ الاول من الشهر الجاري.

وقال إن “عددا” من المواقع ما زال عصيا على التفتيش لدواع امنية.

وقد شكلت بعثة التفتيش عن الاسلحة الكيمياوية في سوريا بموجب قرار اصدره مجلس الامن عقب الغضب الذي عبر عنه المجتمع الدولي ازاء الهجوم الكيمياوي الذي وقع خارج العاصمة دمشق في الحادي والعشرين من اغسطس / آب الماضي.

ويعتبر عمل المنظمة في سوريا المرة الاولى التي تقوم بها المنظمة – التي فازت بجائزة نوبل للسلام هذا العام – بالاشراف على تدمير ترسانة كيمياوية كاملة في ظروف حرب.

وقالت المنظمة ومقرها في لاهاي بهولندا إن فريقها العامل في سوريا قد انهى 50 بالمئة تقريبا من عمله في تفتيش المواقع وتدمير المعدات فيها.

وبموجب قرار مجلس الامن، يتوجب على سوريا التخلص من كل المعدات الخاصة بتصنيع الاسلحة الكيمياوية قبل الاول من الشهر المقبل على ان يتم التخلص من كل مخزون البلاد من الاسلحة الكيمياوية منتصف العام المقبل.

وقالت المنظمة الخميس إن الموعد النهائي لتسليم سوريا خطة مفصلة لعملية تدمير اسلحتها هو 15 نوفمبر / تشرين الثاني المقبل.

وقال الناطق مايكل لوهان لبي بي سي إن عددا من الخروقات الامنية التي وقعت في الايام الماضية قد اثارت قلق المفتشين.

فعلى سبيل المثال، وقع قصف بالهاونات لمنطقة مجاورة للفندق الذي يقيم فيه المفتشون في دمشق، كما انفجرت عدة عبوات قرب المكان نهاية الاسبوع الماضي.

اطلاق سراح

في غضون ذلك، اعلن التلفزيون السوري الرسمي ان موظفا كنديا من موظفي الامم المتحدة كان قد فقد في فبراير / شباط الماضي قد اطلق سراحه في دمشق.

وكان الرجل، واسمه كارل كامبو، يعمل مستشارا قانونيا لقوة فك الارتباط التابعة للامم المتحدة في الجولان.

وتقول الحكومة السورية إن المتمردين اختطفوا كامبو الذي جرى تسليمه اليوم الى ممثل للمنظمة الدولية.

BBC © 2013

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى