أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 19 أيار 2017

التحالف يدمر قافلة للنظام السوري وفصيل تدعمه إيران

واشنطن، عمان، بيروت، جنيف، موسكو – رويترز

قال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أمس (الخميس) إنه ضرب قوات موالية للنظام السوري كانت «تتقدم داخل منطقة عدم اشتباك متفق عليها مسبقاً» في جنوب سورية.

وقال التحالف إن القوات «شكلت تهديداً» للقوات الأميركية والقوات الشريكة في قاعدة التنف قرب الحدود السورية- العراقية- الأردنية المشتركة، حيث تعمل قوات أميركية خاصة وتدرب مقاتلين من «الجيش السوري الحر».

وأضاف في بيان: «اتخذ هذا الإجراء بعدما فشلت محاولات واضحة من جانب الروس لردع القوات الموالية للنظام السوري عن التحرك جنوباً في اتجاه التنف… وقامت إحدى طائرات التحالف الدولي بإظهار القوة وإطلاق طلقات تحذيرية قبل تنفيذ الضربة».

وكان مسؤول أميركي قال لـ «رويترز» أمس، إن الجيش الأميركي نفذ ضربة جوية أمس ضد فصيل يدعمه النظام السوري بعدما تحرك ضد مقاتلين تدعمهم الولايات المتحدة في جنوب البلاد. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه، إن الضربات وقعت قرب بلدة التنف وأعقبت طلقات تحذيرية أطلقتها طائرات أميركية بهدف ردع المقاتلين.

وقال مسؤول جماعة في المعارضة المسلحة السورية تدعمها وزارة الدفاع الأميركية، إن طائرات التحالف ضربت قافلة لقوات النظام السوري وفصيل مسلح تدعمه إيران كانت تتجه صوب قاعدة التنف.

وأشار مزاحم السلوم من جماعة «مغاوير الثورة» إلى أن الطائرات نفذت الضربة بينما كانت القافلة تتقدم على بعد 27 كيلومتراً من القاعدة. وذكر أن قوات المعارضة أبلغت التحالف بأنها كانت تتعرض لهجوم من «الجيش السوري والإيرانيين في هذه النقطة… وجاء التحالف ودمر القافلة المتقدمة».

وقال سيد سيف، وهو مسؤول في جماعة «الشهيد أحمد العبدو» التابعة لـ «الجيش السوري الحر» المدعوم من الغرب، إن التدخل الأميركي سيساعد المعارضة على التشبث بالأرض التي تسيطر عليها في مواجهة أي عمليات توغل في المستقبل من جانب الجيش أو الفصائل المسلحة التي تدعمها إيران.

وقالت مصادر في استخبارات غربية إن قوات خاصة أميركية وبريطانية توسع قاعدة التنف لطرد متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من محافظة دير الزور شرق سورية على الحدود مع العراق. وقالت مصادر استخبارات إقليمية أن الطريق السريع بين دمشق وبغداد ظل طريقاً رئيساً لإمدادات الأسلحة الإيرانية إلى داخل سورية حتى استولى «داعش» على أراض بمحاذاة الحدود العراقية- السورية.

من جهته، قال رئيس وفد النظام السوري في محادثات جنيف بشار الجعفري اليوم، إن الضربة الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة في سورية أمس تمثل «إرهاب حكومات» وسببت مجزرة، في حين وصفت روسيا الضربة بأنها انتهاك غير مقبول للسيادة السورية.

وقال الجعفري إنه أثار الواقعة خلال محادثات السلام في جنيف مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا. وقال للصحافيين «كنا نتحدث بشكل مسهب عن المجزرة التي أحدثها العدوان الأميركي أمس في بلادنا وأخذ هذا الموضوع حقه من النقاش والشرح ولم يكن غائباً عن أنظارنا».

وتابع يقول «المهم في الموضوع هو أن طموحنا السياسي هو الأعلى لجهة الاهتمامات والمشاغل ضمن جميع الأطراف المشاركة، طموحنا طبعاً هو الأعلى لأننا نريد أن نركز باستمرار على مسألة مكافحة الإرهاب، الإرهاب المتمثل بالمجموعات الإرهابية وإرهاب الدول والحكومات أيضاً الذي يجري بحق بلادنا ومن ضمن ذلك طبعاً العدوان الأميركي والعدوان الفرنسي أحياناً والعدوان البريطاني على بلادنا».

ونقلت وكالات أنباء روسية عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قوله اليوم، إن الضربة الأميركية ستعرقل المساعي لإيجاد حل سياسي للصراع هناك.

ونقلت الوكالات عن غاتيلوف قوله «أي إجراء عسكري يقود إلى تصعيد الوضع في سورية له تأثير على العملية السياسية». وتابع «هذا غير مقبول تماماً ويمثل انتهاكاً لسيادة سورية».

ونقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري قوله اليوم، إن الضربة الجوية أصابت «إحدى نقاطنا العسكرية» من دون أن يخوض في التفاصيل. وأضاف أن الضربة الجوية أسفرت عن مقتل عدد من الأشخاص وسببت أضراراً مادية، وقال إن هذا يعرقل مساعي الجيش السوري وحلفائه لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية».

وانتقد غاتيلوف ما قال إنها ضربة منفصلة وقعت الأربعاء 17 أيار (مايو). ونُقل عنه القول «حرفياً قبل يوم من (ضربة الخميس) كانت هناك ضربة أسفرت عن سقوط عدد كبير من الوفيات بين المدنيين وهو أيضاً أمر غير مقبول». ولم تتحدث الولايات المتحدة عن أي ضربات نفذها التحالف بقيادة واشنطن في ذلك اليوم.

 

مفاوضات جنيف على مستوى «الخبراء» بحثاً عن دستور جديد لسورية

موسكو – رائد جبر , لندن – «الحياة»

أعربت موسكو عن ارتياحها لـ «بدء تطبيق الآلية الجديدة» التي اقترحها المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، لمناقشة وضع دستور جديد للبلاد. وفيما أعلن رئيس وفد الحكومة السورية إلى مفاوضات جنيف بشار الجعفري أن المشاورات مع دي ميستورا أسفرت عن اتفاق على «عقد اجتماعات غير رسمية» بين خبراء دستوريين من وفد الحكومة وفريق المبعوث الخاص، في حين رفضت «الهيئة العليا للمفاوضات» التي تمثّل الشريحة الأوسع من المعارضة، مناقشة دستور جديد للبلاد من إعداد إيران أو روسيا، في إشارة إلى مسودة الدستور التي أعدتها موسكو قبل شهور وسلمتها إلى وفدي الحكومة والمعارضة.

ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية الحكومية عن مصدر وصفته بأنه قريب من المفاوضات في جنيف، إن الآلية التي أعلنها دي ميستورا في بداية الجولة السادسة من مفاوضات جنيف «ستطبق برغم التحفظات التي برزت لدى بعض الأطراف». وزاد المصدر أن دي ميستورا استهل نشاطه على هذا الصعيد أمس، بدعوة الأطراف الى عقد اجتماع تشاوري على مستوى الخبراء، ضم ممثلين عن الحكومة والمعارضة، ومراقبين من روسيا ومصر والأمم المتحدة، وأشار إلى أن وفدي الحكومة والمعارضة السورية جلسا في قاعتين منفصلتين. وشدد على أن «آلية دي ميستورا» سوف «تعمل خلال اجتماعات جنيف فقط»، خلافاً لتأكيد سابق بتحويلها إلى «آلية دائمة تعقد اجتماعات ومناقشات في الفترات التي تفصل بين جولتين في جنيف».

وكانت موسكو رحبت باقتراح دي ميستورا حول البدء بمناقشة وضع دستور جديد لسورية بالتوازي مع جلسات التفاوض في جنيف التي ستكون مخصصة لمناقشة «السلات الأربع» المتفق عليها في الجولة الماضية.

في الاثناء، نقلت وكالة «سبوتنيك» الرسمية الروسية عن مهند دليقان، رئيس وفد «منصة موسكو» إلى محادثات جنيف، إن الوفد اقترح خلال اجتماعين منفصلين أجراهما مع دي ميستورا، ومع نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف، «توسيع الآلية التشاورية لتشمل مناقشة السلات الأربع»، وقال إن المبعوث الأممي تعامل مع الاقتراح بـ «إيجابية»، مشيراً إلى مخاوف من أن يشكل اقتراح دي ميستورا مدخلاً للتراجع عن الاتفاق السابق بمناقشة «السلات الأربع» بالتوازي.

وعبّر رئيس وفد «منصة القاهرة» للمعارضة السورية، فراس الخالدي، عن موقف مماثل، إذ قال إن «منصة القاهرة» ستتعامل بإيجابية مع اقتراح المبعوث الأممي «على رغم أنّها ليست الوسيلة الأفضل». وقال الخالدي لـ «سبوتنيك» إن وفده أبلغ غاتيلوف أن «المهم في اقتراح دي ميستورا انه يوفر آلية للخروج من الاستعصاء الحالي».

أما وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية فنقلت عن رئيس وفد الحكومة في مفاوضات جنيف بشار الجعفري قوله في مؤتمر صحافي أمس: «أجرينا خلال اليومين الماضيين مشاورات مكثفة مع المبعوث الخاص وفريقه واليوم كانت عندنا جلسة مطولة معه صباحاً وأسفرت هذه المشاورات المكثفة عن التوصل بين وفدنا ووفد المبعوث الخاص إلى اتفاق بدأ بموجبه منذ دقائق اجتماع غير رسمي بين خبراء دستوريين من وفدنا مع خبراء دستوريين من فريق دي ميستورا»، موضحاً أنه تم الاتفاق على تسمية هذا الاجتماع «اجتماع خبراء فقط … خبراء دستوريين». وأشار إلى «أن الغرض من هذا الاجتماع هو بحث ورقة المبادئ الأساسية التي تتضمن في بنودها نقاطاً مناسبة تصلح كمبادئ دستورية». وأضاف أن «مشروع الورقة حول إنشاء آلية تشاورية أصبح وراء الظهر… يعني أننا نتحدث عن شيء آخر لا علاقة له بما كنتم قد سمعتموه… وتم الاتفاق أيضاً مع المبعوث الخاص على أن تكون اجتماعات الخبراء غير رسمية»، موضحاً أن هذه الاجتماعات للخبراء ستجري خلال اليومين الأخيرين من المفاوضات (أي أمس الخميس واليوم الجمعة)».

وقال الجعفري «إن موضوع الدستور هو حق حصري للشعب السوري ولا نقبل بأي تدخل خارجي».

وعقد دي ميستورا لاحقاً اجتماعاً مع وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» الذي شدد المتحدث باسمه سالم المسلط على أن «الشعب السوري لا يريد مناقشة دساتير تكتب له في طهران وموسكو». وأشار مسلط في حوار مع وكالة «الأناضول» التركية إلى أن «الهيئة العليا ناقشت في اجتماع خاص لها، ورقة دي ميستورا المتعلقة بالدستور، وهي بصدد إعداد رد عليها بعد دراسة معمقة». وأضاف أن الوفد «تفاجأ بهذه الورقة التي لم يبلغنا بها دي ميستورا مسبقاً (…) ولو أخبرنا بها من قبل لكنا أتينا إلى هنا (جنيف) والرد معنا، اختصاراً للوقت». وحول مفاوضات «جنيف 6»، لفت المسلط إلى أن «الجولة الحالية تمتد لمدة 4 أيام، وهذه مدة قصيرة ولا تكفي لمراجعة كاملة لورقة مثل هذه تتعلق بالدستور، تحتاج الى مزيد من الشرح والتفسير».

ورأى أن «بحث دستور دائم لسورية له مكان آخر غير جنيف (لم يحدده)، ونحن لا نريد ولا نقبل باتفاق يتم تحت مظلة إيران وروسيا». وطالب بـ «جولات متواصلة لمفاوضات جنيف، كأن تجري 4 جولات خلال شهرين، تكون كل جولة منها على مدى 15 يوماً، لبحث ملف من الملفات الأربعة». ونوه إلى أنه «لو أنجزت «هيئة الحكم الانتقالي»، فإن ذلك سيشجع الجميع لبحث كل الملفات المتعلقة بالدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب (…) نحن نريد أن ننجز تشكيل هيئة الحكم الانتقالي بصلاحيات كاملة من دون وجود (الرئيس بشار) الأسد، لا في المرحلة الانتقالية ولا في مستقبل سورية».

حملة روسية

في غضون ذلك، شن برلمانيون روس حملة قوية على تبني قانون ملزم للرئيس في الكونغرس الأميركي، ينص على فرض عقوبات على مسؤولين سوريين وشخصيات أو مؤسسات ساعدت الحكومة السورية. وعلى رغم أن القانون لم يشر الى احتمال ضم شخصيات او مؤسسات روسية الى لائحة العقوبات المقترحة، لكن رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما لونيد سلوتسكي حذر من أن «هذه خطوة جديدة لعرقلة مساعي مواجهة الإرهاب»، واعتبر أن التلويح بلوائح عقوبات جديدة سيزيد من تعقيد الموقف ويؤجج الخلافات في وجهات النظر. ونبه الى أن أي مسعى لفرض عقوبات على روسيا سيقابل برد مكافئ. وزاد أن واشنطن تسعى من خلال سن قوانين من هذا النوع الى «التغطية على الجرائم التي ترتكبها قوات التحالف ضد المدنيين في سورية والعراق».

وعلى رغم هذه اللهجة الحادة أعرب خبراء عسكريون في حديث الى «نوفوستي» عن اقتناع بأن قانون معاقبة الأطراف التي تدعم الرئيس السوري «لن يشكل خطراً على روسيا» وقللوا من أهمية احتمال أن يدرج أعضاء في الكونغرس لائحة بأسماء شخصيات أو مؤسسات روسية في العقوبات الجديدة.

 

دي ميستورا يعقد اليوم آخر اجتماعاته مع الأطراف السورية في “جنيف6

جنيف –  الأناضول – يعقد المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، الجمعة، آخر اجتماعاته مع الأطراف السورية المشاركة في مؤتمر “جنيف6″، ومن المنتظر أن يعلن مساء اليوم اختتام الجولة الحالية من المفاوضات.

 

وبحسب الأمم المتحدة، فإن دي ميستورا من المقرر أن يلتقي وفد النظام صباح اليوم بالمقر الأممي في جنيف، على أن يعقد رئيس الوفد بشار الجعفري مؤتمراً صحافياً في وقت لاحق، فيما تلتقي المعارضة دي ميستورا بعد ظهر اليوم أيضاً في المقر نفسه.

 

وقال وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف6، اليوم إن الوفد سيشارك اليوم بكامل أعضائه وبرئاسة نصر الحريري في الجلسة الختامية مع المبعوث الخاص دي ميستورا، في مقر الأمم المتحدة في جنيف، لاستكمال النقاش حول الانتقال السياسي، ورؤية المعارضة للهيئة الحاكمة الانتقالية.

 

ويقول منسقون أمميون إن المبعوث الأممي سيعقد مؤتمراً صحافياً ختامياً في نهاية الاجتماعات، للإعلان عن نهاية الجولة، وكشف النتائج التي تم تحقيقها خلالها، كما ينتظر أن تعقد المعارضة مؤتمراً صحافياً مماثلاً.

 

وكان نصر الحريري، رئيس وفد المعارضة السورية في مفاوضات “جنيف 6″، قد قال الخميس، إن ورقة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، حول تشكيل آلية تشاورية للمسائل الدستورية والقانونية، وُضعت جانباً حالياً، ويتم التركيز على القضايا الفنية.

 

وأعلن مكتب المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، الخميس أيضاً، بدء مباحثات حول الدستور مع خبراء من وفدي النظام السوري والمعارضة، كلاً على حدة، في إطار مفاوضات “جنيف 6″.

 

وانطلقت الثلاثاء الماضي الجولة السادسة من محادثات جنيف بخصوص سوريا، وعقدت اجتماعات عديدة بين الأطراف المشاركة، ركزت على مسائل الدستور والانتقال السياسي، ولقاءات تقنية.

 

وعقدت عدة جولات للمباحثات في سياق مسار جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة، كان آخرها في 31 مارس/ آذار الماضي، دون تحقيق تقدم ملموس، وفق النظام والمعارضة، فيما اعتبر دي ميستورا أن “القطار بدأ يتحرك ببطء على سكته”.

 

قصف أمريكي لقافلة لجيش النظام السوري وفصيل تدعمه إيران وإنزال ضد «الدولة الإسلامية» في البوكمال

50 قتيلا في هجوم للتنظيم على قريتين… وتعثر في مباحثات جنيف

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي» من احمد المصري: أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) أمس الخميس أن قوات التحالف نفذت هجوما جويا استهدف القوات السورية.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الامريكية ان قوات التحالف نفذت الهجوم بعد تقييم من قائد التحالف في الميدان يفيد بوجود تهديد ضد قواته.

وأضاف المسؤول إن قوات التحالف أجرت استعراضا للقوة، وأطلقت رصاصات تحذيرية، فبل شن الهجوم.

ولم يقدم المسؤول أي معلومات عن الخسائر البشرية أو عن توقيت وقوع الهجوم .

كما أكد مسؤول في جماعة في المعارضة المسلحة السورية تدعمها وزارة الدفاع الأمريكية، أمس الخميس، أن طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضربت قافلة للجيش السوري وفصيلا مسلحا تدعمه إيران كانت تتجه صوب قاعدة التنف في جنوب سوريا حيث تتمركز قوات أمريكية خاصة.

وقال مزاحم السلوم من جماعة «مغاوير الثورة» إن الطائرات نفذت الضربة بينما كانت القافلة تتقدم على بعد 27 كيلومترا من القاعدة.

وقال إن قوات المعارضة أبلغت التحالف أنها كانت تتعرض لهجوم من «الجيش السوري والإيرانيين في هذه النقطة… وجاء التحالف ودمر القافلة المتقدمة».

وأفاد ضابط أمني عراقي، بأن قوة أمريكية خاصة قتلت عددا من عناصر تنظيم «الدولة»، واعتقلت مجموعة من قياداته، أمس الخميس، في عملية إنزال نفذتها في ريف «البوكمال» السوري على الحدود مع العراق.

وقال الضابط، مفضلا عدم الكشف عن اسمه، إن «قوة أمريكية خاصة نفذت عملية إنزال جوي على مقر قيادة لتنظيم (داعش) في ريف البوكمال غرب محافظة الأنبار، غربي العراق».

وأضاف أن «القوة الأمريكية انطلقت من قاعدة (عين الأسد) في ناحية البغدادي (90 كم غرب الرمادي عاصمة الأنبار)، واشتبكت مع عدد من الإرهابيين في المقر».

وأشار إلى أن عملية الإنزال أسفرت عن مقتل عدد من عناصر «داعش» واعتقال مجموعة من قيادات التنظيم، دون معرفة إن كان هناك خسائر في صفوف القوة الأمريكية. وذكر أن القوة اقتادت قيادات التنظيم الذين تم اعتقالهم إلى جهة مجهولة.

وقتل أكثر من 50 شخصا، بينهم 15 مدنيا، أمس الخميس، في هجوم لتنظيم «الدولة» على قريتين تسيطر عليهما قوات النظام في محافظة حماة في وسط سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن «شنّ تنظيم الدولة الإسلامية فجر الخميس هجوما على قريتي عقارب والمبعوجة في ريف حماة الشرقي»، اللتين يقطنهما مواطنون من المسلمين السنة ومن أبناء الطائفتين الإسماعيلية والعلوية. وأسفر الهجوم حسب عبد الرحمن، عن مقتل 15 مدنيا في قرية عقارب، بينهم خمسة أطفال.

وقتل ثلاثة أشخاص هم والد واثنين من أولاده ذبحاً على يد عناصر التنظيم وفق المرصد، الذي لم يتمكن من معرفة ما إذا كان القتلى الـ12 الآخرون قد أعدموا أم قتلوا خلال المعارك.

كما تسبب الهجوم بمقتل 27 مقاتلا من «قوات الدفاع الوطني» ومسلحين قرويين موالين للنظام، بالإضافة الى العثور على عشرة جثث أخرى، حسب المرصد.

وقال عبد الرحمن إنه لم يعرف بعد إذا كانت هذه الجثث تعود لمدنيين أم لمقاتلين موالين.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» بدورها عن مصدر طبي في مديرية صحة حماة «وصلت إلى المستشفى جثامين عشرين شهيدا بين نساء واطفال تم نقلهم من قرية عقارب الصافية».

وأشار المصدر إلى أن «أغلبية الجثث مقطعة الرؤوس والأطراف».

وذكرت «سانا» أن «مجموعات إرهابية من تنظيم داعش (…) اقتحمت عددا من المنازل المنتشرة على الأطراف الجنوبية للقرية».

وتمكن تنظيم «الدولة» خلال الهجوم من التقدم والسيطرة على قرية عقارب وأجزاء من قرية المبعوجة المجاورة، حسب المرصد. وأوضح عبد الرحمن أن «قوات النظام وبرغم التعزيزات لم تتمكن حتى الآن من صد الهجوم».

ولا تزال الاشتباكات مستمرة في المنطقة وامتدت إلى أطراف قرى مجاورة.

إلى ذلك تضاربت الأنباء بين نفي وتأكيد المعارضة حول سحب مقترح دي ميستورا حول «الآلية التشاورية»، ولم يتم الكشف رسميا عن ذلك، ولكن المعارضة سلمت دي ميستورا وثيقة دفعت الأخير للحديث عن إعادة صياغة، ومناقشة الأمر أكثر.

وتنص الوثيقة التي تقدم بها دي ميستورا، وتتعلق بالآلية التشاورية لإعداد الدستور، على ضمان عدم حصول فراغ دستوري أو قانوني في أي مرحلة خلال عملية الانتقال السياسي المتفاوض عليها. ويترأس الآلية مكتب المبعوث الأممي الخاص مستعيناً بخبراء تابعين له، إضافة إلى خبراء قانونيين تسميهم الحكومة والمعارضة المشاركتان في مباحثات جنيف.

وفيما شدد المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية، سالم المسلط، أمس الخميس، أن «الشعب السوري لا يريد مناقشة دساتير تكتب له في طهران وموسكو»، في إشارة إلى وثيقة دي ميستورا، التقى رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية رياض سيف برفقة عضوي الهيئة السياسية هادي البحرة وحواس خليل، المبعوث الدولي دي ميستورا أمس الخميس في مقر الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية، وذلك بالتزامن مع جولة جديدة من المفاوضات انطلقت يوم الثلاثاء الماضي.

وأكد سيف أن المعارضة السورية لن تقبل بأي دور لبشار الأسد لا في المرحلة الانتقالية ولا في مستقبل سوريا، مضيفاً أن تحقيق الانتقال السياسي هو الأهم على جدول الأعمال، ومعتبراً أن ذلك هو «المدخل لعودة الأمن والاستقرار لسوريا».

وأشار سيف إلى أن جرائم النظام مدانة من قبل الجميع، وقال إن هذا «ما نحث عليه الأمم المتحدة لأن استمرار النظام بارتكاب المجازر سيجعله يتمادى دون الاهتمام بالقرارات الدولية».

ولفت سيف إلى ان عمليات التهجير القسري تجري تحت أنظار العالم، مشدداً على أن تلك العمليات غير شرعية وتجري بالإجبار، مشيراً إلى أن النظام يهجر المدنيين بدلاً من تطبيق القرارات الدولية عبر السماح لقوافل المساعدات من الدخول إلى المدن والبلدات التي تحاصرها قواته.

وجدد رئيس الائتلاف التأكيد على أن العملية السياسية في جنيف هي المسار الأساسي للوصول إلى الحل السياسي المبني على بيان جنيف والقرار 2254، مضيفاً أن الجرائم التي ارتكبتها الميليشيات الإيرانية تمنعها من أن تكون طرفاً ضامناً في أي اتفاق، وذلك في إشارة إلى الاتفاق الأخير في آستانة، مؤكدا على تمثيل المجلس الوطني الكردي في مفاوضات جنيف من خلال الائتلاف وذلك بموجب الاتفاقية الموقعة بين الطرفين.

 

مجلس النواب الأمريكي يفرض عقوبات جديدة ضد النظام السوري

رائد صالحة

واشنطن ـ «القدس العربي»: أقر مجلس النواب الأمريكي تشريعاً يفرض عقوبات على أي شخص متورط في الأزمة الإنسانية والأمنية في سوريا، وفرض الإجراء الجديد، الذي وافق عليه أعضاء المجلس بفارق بسيط، على الاشخاص الذين لهم علاقات مالية مع الحكومة السورية او الشركات التي يسيطر عليها النظام.

وقال بول ريان، رئيس مجلس النواب، ان «جرائم الاسد ضد الإنسانية، لا يمكن ان تذهب بدون إجابة»، واضاف في بيان ان «هذه العقوبات الجديدة ستستمر في تضييق الخناق على النظام السوري وداعميه، بما في ذلك روسيا وإيران».

وتفوض التشريعات الجديدة السارية المفعول حتى عام 2021 الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتنازل عن العقوبات على أساس كل حالة على حدة، إذا كان هناك ما يبرر التنازل او اذا كانت هناك مفاوضات سلام جارية بدون المزيد من العنف المدني، ويتطلب مشروع القانون الذي قام بصياغته أليوت أنجل، كبير الديمقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، من ترامب تقديم تقرير للكونغرس حول الفعالية المحتملة لمنطقة الحظر الجوي فوق سوريا او جزء منها.

وقد صدر تشريع مماثل في مجلس النواب في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، ولكنه لم يطرح للتصويت في مجلس الشيوخ. ويأتي مشروع العقوبات بعد شهر من تصريح ترامب بالقيام بضربة عسكرية ضد قاعدة جوية تابعة للنظام السوري رداً على هجوم بالاسحة الكيميائية ضد المدنيين، ورفضت الحكومة السورية هذا الاسبوع اتهامات من الولايات المتحدة بأنها أحرقت جثث آلاف السجناء السياسيين في سجن بالقرب من دمشق لتدمير أدلة على جرائم حرب.

وقد أعلنت وزارة الخزانة، قبل ايام من تصويت مجلس النواب، بأنها جمدت أصول العديد من الافراد والشركات التي قدمت الدعم للحكومة السورية كما سيتم منع الأمريكيين من القيام بأي معاملات مع الكيانات الخاضعة للجزاءات.

 

النظام يعلن عن مفاوضات لتهجير حي القدم الدمشقي… والمعارضة تتمسك بالأرض

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: مناورات جديدة في ملف المفاوضات والتهجير، يفتحها النظام السوري مع ممثلين عن حي القدم الدمشقي، بهدف الوصول إلى نتيجة تفضي إلى تفريغ الحي من كتائب الثوار، ونقلهم إلى شمال سوريا، بعد تقسيم الحي إلى قطاعات يسهل من خلالها النظام على نفسه مفاوضة الأهالي على إخراجهم من أرضهم من غير رجعة.

ووفقاً لمصادر إعلامية موالية للنظام فإن المفاوضات جارية مع وجهاء الحي لخروجهم مع من يرغب من عائلاتهم إلى الشمال السوري، وإبقاء من يرغب بتسوية وضعه داخل الحي، ولفت المصدر إلى أن الشروط الجديدة التي قدمها الأسد لأهالي حي القدم، والتي لم يفصح عنها، ستسمح ببقاء الراغبين داخله، كما مهدت إلى تسريع التوصل إلى تفاهمات بانتظار الإعلان النهائي عن الاتفاق وتحضير الأمور اللوجستية للخروج.

وأكد المصدر الموالي للنظام السوري أن الاتفاق يعتمد هذه المرة على تقسيم الحي إلى قطاعات لتسهيل إنجازه، على ألا يشمل مقاتلي تنظيم الدولة مع تجنب تحديد الموعد المقترح لإنجاز عملية تهجير أهالي دمشق من العاصمة السورية إلى دور الإيواء ومخيمات اللجوء.

من جهته نفى المجلس المحلي والفعاليات العسكرية في حي «القدم» جنوب العاصمة دمشق، وجود أي اتفاق مع قوات النظام يقضي بمغادرتهم الحي، على غرار ما حدث مؤخرا في حيي القابون وتشرين.

وأفاد البيان الذي نشره المجلس المحلي عبر صفحته الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، بأنه يرفض التهجير ويؤكد التمسك بالبقاء في الحي، داعياً لعدم قبول أي خبر إلا من مصدر رسمي مسؤول في الحي، مشيراً إلى «التمسك بالجماعة وتقديم المصلحة العامة وتغليبها على مصلحة اﻷفراد والمناطق».

وقال مصدر أهلي من حي القدم في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»، «إن ما يشاع عن تهجير حي القدم من قبل النظام السوري، وإعلامه غير دقيق، والملف ما يزال حتى الآن في طور الدراسة، مؤكداً خروج مندوبين عن كل عائلة في حي القدم واجتماعهم بوفد النظام، واتفاق الجانبين على مقايضة «اخراج معتقلي الحي من سجون الأسد وعودة النازحين إلى بيوتهم»، مقابل اخراج الثوار إلى ادلب، وتسليم سلاحهم إلى النظام».

نائب رئيس المجلس المحلي في حي القدم الدمشقي أسامة مكاوي كان قد قال في تصريح متلفز: «بأن قوات المعارضة السورية وقوات النظام تتقاسم السيطرة على حي القدم، فيما يسيطر النظام على الأحياء السكانية المتواجدة غربي الحي».

وقال مكاوي إن الحي «يجاور من الجهة الشرقية بلدة «الحجر الأسود» الخاضع لسيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وتمتد سيطرة التنظيم حتى أطراف حي القدم، وبالتحديد إلى منطقة «جورة الشريباتي» التابعة للقدم، كما تمتد سيطرة تنظيم «الدولة» حتى حي العسالي المجاور لحي القدم، حيث يسيطر تنظيم الدولة على 60% من مساحة العسالي وصولاً إلى مخيم اليرموك جنوبي العاصمة دمشق».

ونوه المتحدث، إلى وجود هدنة بين فصائل المعارضة وتنظيم الدولة في المنطقة، حيث يسمح كلا الطرفين من خلالها بدخول وخروج الأهالي إلى مناطق «يلدا وبـبيلا».

وبدأت مفاوضات وقف إطلاق النار في حي القدم والعسالي جنوبي دمشق في آب/أغسطس، من عام 2013، وأسفرت أشهر المفاوضات إلى تمهيد الطريق لدخول المساعدات بعد عام وثلاثة أشهر، ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين قوات المعارضة المسلحة، وقوات النظام السوري حيز التنفيذ، حيث نص الاتفاق على «إدخال المساعدات شريطة التأكد من التزام الطرفين ببنود الهدنة».

ويعتبر حي القدم من الأحياء الدمشقية العريقة المحيطة بالمدينة القديمة للعاصمة دمشق في سوريا، حيث يقع جنوب العاصمة السورية دمشق، وتحده أحياء عريقة عدة مثل كفرسوسة والمزة والميدان.

 

القاعدة الروسية في حميميم تكشف استعداد النظام السوري والميليشيات الموالية له لمعركة دير الزور

عبد الرزاق النبهان

حلب ـ «القدس العربي»: كشفت القاعدة الروسية في حميميم، عن تعاون وتنسيق عسكري على مستوى رفيع بين نظام الأسد والميليشيات الموالية له وذلك بهدف التحضير لعمل عسكري ضد تنظيم «الدولة» من أجل فك الحصار عن مدينة دير الزور ومطارها العسكري.

وقالت عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن الفترة المقبلة ستشهد تعاوناً وتنسيقاً عسكرياً على مستوى رفيع بين القوات الحكومية السورية والقوات الحكومية العراقية والوحدات المساندة لهما للقيام بمعارك ضد تنظيم الدولة في مدينة دير الزور.

وأشارت القاعدة الروسية إلى أن التنسيق العسكري يتم عبر خبراء عسكريين إيرانيين وبتنسيق مع سلاح الجو الروسي لمساندة القوات البرية السورية التي يتوجب عليها في المرحلة الأولى العمل على فك الحصار عن مدينة دير الزور ومطارها العسكري، بالاضافة إلى تأمين الخط البري السريع بين دمشق وبغداد.

ولفتت إلى أن العمل العسكري هذا سيكون بمثابة سباق مع المعارضة السورية المسلحة التي تنوي إنشاء منطقة عازلة بمحاذاة مرتفعات الجولان والحدود مع الأردن والعراق بدعم أمريكي مباشر. وأكد الناشط الإعلامي عامر أحمد صحة ما نشرته القاعدة الروسية من معلومات حيث قال لـ»القدس العربي»، «إن عشرات الآليات العسكرية الثقيلة التابعة لقوات النظام والميليشيات الموالية لها انسحبت خلال الأيام الماضية من جبهات القتال في ريف حماة الشمالي، وتوجهت نحو ريف حمص الشرقي وبادية تدمر، للبدء بعملية عسكرية للوصول إلى مدينة دير الزور في شرقي سوريا».

وأضاف لـ «القدس العربي»، «إن مئات المقاتلين من قوات النظام بقيادة العقيد سهيل الحسن وميليشيات حزب الله اللبناني بالإضافة إلى الميليشيات العراقية وصلوا ضمن ارتال عسكرية عدة إلى شرق مدينة تدمر وشمال حقل الشاعر النفطي وإلى شرقي منطقة جب الجراح في ريف حمص الشرقي، فيما تزامنت هذه الحشود مع تكثيف الطيران الروسي استهداف مناطق سيطرة تنظيم الدولة».

وأشار أحمد إلى «سيطرة قوات الأسد والميليشيات الطائفية التي تقاتل بجانبه على منطقة السبع بيار وأجزاء من حاجز الظاظا قرب الطريق الدولي دمشق بغداد الأسبوع الفائت، بعد اشتباكات مع فصائل الجيش السوري الحر التي كانت قد حررتهما من تنظيم الدولة».

في المقابل قال الناشط أبو إسراء الديري «إن تنظيم الدولة شن هجوماً عنيفاً خلال الأيام الماضية على قوات الأسد في أحياء ديرالزور المحاصرة في أكثر من جبهة، وذلك في خطوة استباقية للهجوم المرتقب لقوات النظام التي ستحاول فك الحصار عن عناصرها الذين لا زالوا يسيطرون على أحياء عدة في المدينة كحيي الجورة والقصور في الجهة الغربية من المدينة، يلاصقها مركز الطلائع الذي أصبح ثكنة عسكرية و اللواء 137، وحيي هرابش وقسم كبير من حي الطحطوح في القسم الشرقي من المدينة يجاورها المطار العسكري وقرية الجفرة المتاخمة له».

وأضاف لـ»القدس العربي»، «أن الأسباب التي دفعت تنظيم الدولة لبدء معركة في هذا التوقيت بالتحديد، للتخلص من خلال معركته إلى تحقيق انتصار يعود عليه بعدة مكاسب على الأصعدة كافة، رفع الحالة المعنوية المتردية لمقاتليه بعد الخسائر التي تعرض لها التنظيم في معاركه في سوريا والعراق». أما السياسي السوري خلدون الجاسم فيقول إن «قوات النظام والميليشيات الموالية له تسعى للاستفادة من اتفاق تخفيف التوتر من أجل الهجوم على تنظيم الدولة في مدينة دير الزور لفك الحصار عن المطار العسكري والأحياء المحاصرة في المدينة».

وأضاف لـ «القدس العربي»، «أن الاتفاق الذي وقع في محادثات أستانة حول مناطق تخفيف التصعيد منح قوات النظام والميليشيات الموالية له القدرة على زج الحجم الأكبر من قواتهما في المنطقة الشرقية في دير الزور لمواجهة تنظيم الدولة وبدعم جوي من القوات الروسية».

يذكر أن تنظيم «الدولة» يسيطر على معظم مناطق محافظة دير الزور منذ منتصف العام 2014، فيما يحاصر ما تبقى من قوات نظام الأسد في عدد من الأحياء، التي باتت تنتظر العون من خارج المدينة في إطار حملة عسكرية ربما تنطلق قريباً.

 

ناشطون: أول «محارق الجثث» وصلت إلى سوريا مطلع العام 2012 آتية من إيران

سليم العمر

اللاذقية ـ «القدس العربي»: تتوالى تقارير الأمم المتحدة والمجتمع الدولي حول الانتهاكات التي يرتكبها النظام السوري لكن الأخير دوماً ما ينكر مصداقية هذه التقارير، بينما يؤكد ناشطون من مدينة اللاذقية أن إيران ورّدت «محارق جثث بشرية» إلى النظام مطلع العام 2012 عبر ميناء اللاذقية.

علاء الخطيب أحد الذين كانوا قد شاهدوا هذه «المحارق» يقول لـ»القدس العربي»، «في شهر آذار/مارس من العام 2012 كنت اقود سيارة ريو في الكورنيش الجنوبي حيث يشرف على ميناء اللاذقية حوالي الساعة 10 ليلاً تجولت دوريات للامن وقامت بتفتيش السيارات التي كانت في شارع الكورنيش، فاعتقدت ان الامر عادي وروتيني الا انني تفاجأت بأن هناك قطعاً عملاقة يتم نقلها بالروافع إلى ارض الميناء وعناصر الامن يشرفون على العملية»، ويؤكد علاء ان هذه القطع كانت معدنية بيضوية الشكل مشابهة لـ «جبالات الاسمنت» لكن بنسخ كبيرة.

ابناء المدينة أكدوا ان هذه الجبالات ليست لتصنيع الاسمنت بل هي «محارق جثث»، كما أكدوا ان هناك مؤسسات سورية يديرها اشخاص مقربون من النظام السوري تتولى توريد مثل هذه الألات وتأمين عبورها بالطرق البحرية دون وجود اي شبهة كشركة «حمشو التجارية»، وماهر الاسد هو احد المالكين لهذه الشركة بالاضافة إلى رجل الأعمال السوري محمد حمشو، ويؤكد علاء ان «المحرقة» التي شاهدها تمت تجربتها في أرض الميناء حيث أكد ان النيران كانت مشتعلة بداخلها وكانت تدور وهو اعتقد للوهلة الأولى ان هذه القطعة تستخدم في صناعة الاسمنت ضمن معمل كبير الا أنه شك في الامر نتيجة لوجود الامن في الميناء.

علاء استطاع رؤية عملية النقل هذه وكانت بالقرب من سفينة حطين الحربية وهي السفينة الوحيدة التي يملكها النظام السوري بالقرب من كنيسة اللاتين حيث تعتبر المنطقة هناك برمتها منطقة نقل عسكرية، وتتصل هذه المنطقة بمحطة القطارات القريبة حيث كان يوجد خط نقل عسكري مرتبط بكل من مدينة حلب والعاصمة دمشق.

محمد الحسن احد شبان المدينة ممن استطاع الوصول إلى ألمانيا قال ان «حملات النظام التي كان يعتقل فيها عشرات الشباب بشكل جماعي كانت في أوجها بين العامين 2012 و2013 وعندما يسمع عن معتقل انه في صيدنايا كان الامر بمثابة وثيقة الوفاة، فالسجن يمثل كابوس رعب لن ينسى من خرج منه ما الذي يحصل فيه، ومن بين هؤلاء الضابط خالد رحال احد النزلاء السابقين في السجن يؤكد انه وعبر فتحة صغيرة في جدار السجن كانوا ورفاقه يشاهدون التوابيت المحملة برفقة رجل دين وطبيب في يوم الاثنين من كل اسبوع وتمكن الأخير من الخروج من السجن بعد قيام اقاربه بدفع رشى مالية كبيرة لاحد كبار الضباط في السجن.

العديد ممن افرج عنهم النظام يستمرون في سرد قصص التعذيب التي تعرضوا لها وعن المقابر الجماعية التي يقوم النظام بإنشائها بالقرب من سجونه كي يخفي جرائمه، ويؤكد علاء ان اي تدخل دولي في سوريا ولو على شكل لجان تفتيش بسيطة كفيل بإظهار الفظائع التي يرتكبها النظام، بينما يؤكد الضابط ابو رحال ان النظام لا يهتم لأي تقارير دولية طالما ان روسيا من خلفه ترفع الفيتو في كل المحافل الدولية وهو مستمر في سياساته منذ 6 أعوام وهو لن يحيد عنها قيد انملة، الجميع يشير إلى أن خطابات الاسد تؤكد انه ماض في التفكير العسكري والحل الامني ولن يكترث لأي عملية تحول سياسي مطبقاً مقولة حافظ الاسد «ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة» إذ كانت إسرائيل هي المقصودة في كلام الاسد الاب بينما استعملها الابن ضد ابناء بلده ولم تثبت اي من العقوبات الدولية القدرة على ثنيه عما يفعله حتى الان، حسب ناشطين.

 

شرطة عسكرية روسية تدخل حي الوعر…وقتلى بدير الزور

جلال بكور

بدأت كتيبة من الشرطة العسكرية الروسية، ظهر اليوم الجمعة، باستلام جبهات حي الوعر ومواقع المعارضة السورية فيه، بالتزامن مع التحضير لتهجير آخر دفعة من أهالي الحي ومقاتلي المعارضة إلى الشمال السوري، في حين سقط ضحايا مدنيون جراء قصف جوي روسي على حي كنامات في مدينة دير الزور.

وقالت مصادر من حي الوعر لـ”العربي الجديد”، إن كتيبة من الشرطة العسكرية الروسية ترافقها مجموعة من قوات حفظ النظام التابعة للنظام السوري بدأت بالدخول إلى حي الوعر، بالتزامن مع التحضير لتهجير آخر دفعة من أهالي الحي ومقاتلي المعارضة.

وبيّنت المصادر أن الكتيبة الروسية استلمت جبهات الجزيرة السابعة، والجزيرة الثامنة في الحي، بعد انسحاب مقاتلي المعارضة منها، وتقوم بالتقدم إلى مواقع أخرى، تنفيذاً للاتفاق الذي فرضه النظام السوري على المعارضة في الحي برعاية روسية.

ويتم التحضير لتهجير الدفعة الأخيرة، مساء اليوم، وتستمر العملية، حتى مساء غد السبت، وتضم أكثر من 4 آلاف على قسمين سيتوجه قسم منهم إلى جرابلس والآخر إلى محافظة إدلب في الشمال السوري.

إلى ذلك، قالت مصادر لـ”العربي الجديد” إن الطيران الحربي الروسي شن غارتين على منازل المدنيين في حي كنامات بمدينة دير الزور شرق سورية، ما أسفر عن مقتل اثنين من المدنيين وجرح آخرين.

من جهةٍ أخرى، استهدف تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) بعربة مفخخة تجمعاً لمليشيا “وحدات حماية الشعب الكردية” في محيط قرية حمرة بويطية بريف الرقة الشرقي، موقعاً قتلى وجرحى في صفوفها.

 

تحويلات مالية من بغداد إلى دمشق تستنزف ميزانية العراق

بغداد ــ أحمد النعيمي

دخل ملف التحويلات المالية من بغداد إلى دمشق مؤخرا في خانة التجاذبات السياسية واتهامات بالفساد، بعدما زادت وتيرة هذه التحويلات التي تشتبه السلطات في أنها تُستخدم لأغراض سياسية بعيدا عن رقابة الدولة.

وكشف مصدر حكومي مسؤول أن السلطات رصدت قيام نحو 13 شركة صرافة بتحويل كميات كبيرة من النقد الأجنبي لصالح أشخاص ناشطين سياسيا وعسكريا في سورية.

ومن بين الشركات العراقية التي تنشط في تحويل أموال إلى سورية، 7 شركات تتوفر على تراخيص لشراء الدولار من البنك المركزي العراقي مباشرة.

وكشف مصدر بالبنك المركزي العراقي لـ “العربي الجديد” عن تحويل قرابة 19 مليون دولار في الفترة من 23 يناير/كانون الثاني إلى 26 إبريل/نيسان الماضي، لصالح أشخاص في سورية تربطهم علاقة بنظام بشار الأسد ومليشيات عراقية مسلحة تقاتل إلى جانبه.

وتنص توجيهات البنك المركزي العراقي الصادرة في العام 2011 ضمن خطة تجفيف منابع الإرهاب، على أنه لا يسمح للفرد بتحويل أكثر من 10 آلاف دولار في المرة الواحدة، ويجب على الشركة أن تضع قاعدة بيانات لأسماء العملاء الذين يحولون أموالا خارج العراق أو الذين يستقبلون أموالا تشمل أسماءهم وعناوينهم وسبب التحويل.

إلا أن الحال بالنسبة لسورية مختلف تماما، وفقا للمسؤول ذاته، الذي أكد أن تحويلات مالية ضخمة تتم شهريا إلى سورية بالدولار 60% منها يقف وراءها سياسيون موالون لبشار الأسد.

وأكد المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن “الأموال التي تخرج تستنزف احتياطي النقد الأجنبي للدولة. لم نرصد بعد كمية الأموال التي حُولت من البصرة والنجف وكربلاء، فنحن نتحدث هنا عن بغداد وحدها”.

وقال إن حكومة كردستان منعت التحويلات المالية إلى سورية، بعدما رصدت كميات الأموال التي تخرج من البلاد لصالح أشخاص تربطهم صلات بنظام الأسد، ما دفع سلطات الإقليم إلى وقف التحويلات من جانبهم تماما، خوفا من التورط في مخالفات مالية.

وقال القيادي في جبهة الحراك الشعبي محمد عبد الله المشهداني، لـ “العربي الجديد”، إن قسما من الأموال التي يتم تحويلها إلى سورية، تذهب كرواتب لأفراد المليشيات، لكن الغالبية منها لدعم ما يطلق عليه “محور الممانعة”، مبينا أن هناك أحزابا وجهات سياسية داخل العراق تسعى لكسب ود طهران من خلال دعم نظام الأسد.

وقال خبراء اقتصاديون إن هذه التحويلات بدأت في عهد رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، ولم تتوقف حتى الآن، بل يبدو أنها زادت مع طول أمد الحرب الدائرة في سورية وتجاهل البنك المركزي العراقي للسياسات المالية التي يفرضها القانون، طالما أن الأمر يتعلق بسورية.

ويرى الخبير الاقتصادي مهيمن الناصري، أن التحويلات المالية لدمشق هي ثقب رفيع يستنزف العملة الصعبة العراقية في وقت تتعثر موارد الدولة من النقد الأجنبي بسبب انهيار أسعار النفط.

وقال الناصري لـ”العربي الجديد” إن المعلومات المتاحة تشير إلى أن رقم التحويلات التي تحركت من العراق إلى سورية منذ عام 2013 يقترب من المليار دولار.

وكشف تقرير حكومي، في يناير/كانون الثاني 2015، عن قرار لحكومة حيدر العبادي بوقف التحويلات المالية الكبيرة، وهو ما قد يفسر سبب وجود 2700 عملية تحويل مالي إلى سورية من بغداد بمبالغ متفاوتة ولجهات محدودة، من بينها شركة الأسد للتحويل المالي، وشركة المتوسط السوريتين المقربتين من عائلة الأسد، وذلك في الفترة من أواخر يناير/كانون الثاني إلى أواخر إبريل/نيسان الماضي، وفقا لمصادر في بغداد.

ويقول خبراء ماليون إن الحكومة العراقية لا تسمح بتحويل أكثر من 10 آلاف دولار من المصارف وشركات الصيرفة العراقية نحو أي بلد في العالم باستثناء سورية، ما سبب نزيفاً حاداً للعملة الصعبة في البلاد.

وقال الخبير المالي عبد الصمد العبيدي لـ “العربي الجديد”: جميع التحويلات المالية الخارجة من العراق نحو دول العالم لا يُسمح أن تكون أعلى من 10 آلاف دولار، باستثناء التحويلات الذاهبة إلى سورية، فلا يوجد سقف محدد لها، ما سبب هدراً لمليارات الدولارات من ميزانية العراق”.

وبحسب سياسيين كبار في الحكومة العراقية، فإن دعم نظام الأسد بدأ في عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وتوقف إعلامياً بقرار من العبادي مطلع 2015، لكنه فعلياً مستمر حتى اللحظة دون توقف في وقت يرزح فيه نحو مليوني نازح عراقي في مخيمات لا توفر الحد الأدنى من الحاجات الإنسانية للعيش.

ومؤخرا وجّه نواب عراقيون اتهامات للبنك المركزي بتدمير اقتصاد العراق من خلال استنزاف احتياطي العملة الصعبة، وذلك نتيجة سيطرة شركات معينة على مزاد البنك المركزي لبيع الدولار وغياب الضوابط والتعليمات التي تنظم هذه العملية.

ويبيع البنك المركزي العراقي في مزاده اليومي ما معدله 150 مليون دولار لشركات وبنوك يحددها هو مسبقا بشكل دوري.

 

فضيحة جديدة لمحافظ حماة: الاستعانة بالجيش لاعتقال طلاب سوريين

لبنى سالم

بعد يومين من الضجة التي أحدثها نشر صور محافظ مدينة حماة السورية التابع للنظام، محمد حزوري، وهو يستعرض قوته على طلاب الشهادة الإعدادية في قاعات الامتحان برفقة عناصر الأمن والشرطة العسكرية، تداول السوريون تسجيلاً مسرباً آخر على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر كيف تعامل عناصر الأمن المرافقون للمحافظ مع الطلاب الذين كانوا يغشون في الامتحان.

 

ويظهر الفيديو عناصر أمن مدججين بالسلاح، وهم يهينون الطلاب ويجرونهم من أعناقهم ويقتادونهم للاعتقال بطريقة وحشية أشبه بالطريقة التي كانت تتعامل بها قوات الأمن السوري مع متظاهري الثورة السورية قبل سنوات. ويظهر في الفيديو خمسة عناصر يجرون طالباً لا يتجاوز عمره 15 عاماً أمام عدسة الكاميرا.

 

وأثار الفيديو غضباً واسعاً في أوساط السوريين وأهالي الطلاب. وكتب معتصم تعقيباً على الحادثة  “الاعتقال في سورية البعث الأسدية، هو حل لكل شيء. حتى طلاب البكالوريا الذين يضبطون بمحاولات غش، يتم اعتقالهم بطريقة وحشية من قبل أجهزة الأمن في محافظة حماة، وعلى مرأى الشبيح محافظ حماة”.

 

من جهته، استذكر وسيم حادثة مشابهة حدثت معه قائلاً  “من شي 10 سنين أخدوني الأمن الجنائي وشحطوني نفس هالشحطة، وهون بيوجعك وهون ما بيوجعك، والتهمة: اعتقالات عشوائية بعد مباراة الاتحاد و الوحدة بحلب !على أثرها نمت أسبوع زمان وبعد كذا واسطة و10 آلاف ليرة طالعوني معزز مكرم”.

 

وعلق أحد الطلاب “ولك كيف بدي فيق أقعد أدرس؟ وزارة التربية من صغرنا عأساس بتفهمنا إنو التربية أولا، شو هالعنف شو هالمسخرة هاد مركز تقديم شهادة مو مفرزة حتى يكون في روسيات. استخدام الضرب لطلاب ضعاف اسمه ضعف وخوف لأن لوفيكو تضبطوهم ما بتستخدموا هالطرق المتخلفة”.

 

وزير الدفاع الأميركي: لا نوسع دورنا في سورية

أكد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، أنّ الولايات المتحدة لا تنخرط بشكل أكبر في سورية، وذلك بعد غارة للتحالف الدولي الذي تقوده بلاده، ضد رتل عسكري للنظام كان متجهاً إلى موقع عسكري للتحالف.

 

وقال ماتيس، أمس الخميس، وفق “فرانس برس”: “نحن لا نزيد من دورنا في الحرب الأهلية السورية، لكنّنا سندافع عن قواتنا”.

 

وأضاف: “سندافع عن أنفسنا إذا اتخذت خطوات عدائية ضدّنا، وهذه سياستنا المستمرة منذ فترة طويلة”.

 

وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية، لـ”فرانس برس”، إنّ طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، ضدّ تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، قصفت، أمس الخميس، قافلة موالية للنظام يبدو أنّها كانت تنقل عناصر من المليشيات في سورية، بينما كانت متجهة إلى موقع عسكري للتحالف قرب الحدود الأردنية.

 

من جهته، أكد التحالف، في بيان، أنّ الضربة وقعت داخل منطقة أُقيمت شمال غرب موقع التنف العسكري، حيث تتولّى قوات خاصة بريطانية وأميركية تدريب قوات محلية، تقاتل “داعش”، وتقديم المشورة لها.

 

وأكدت مصادر لـ”العربي الجديد”، أنّ طيران التحالف الدولي، استهدف، أمس الخميس، رتلاً عسكرياً للنظام السوري، كان يحاول التقدّم باتجاه معبر التنف الحدودي مع العراق، بالتزامن مع استهداف الرتل من قبل المعارضة السورية المسلحة، ما أسفر عن تدمير آليات، ومقتل وجرح عناصر، بينهم عدد من جنسيات أجنبية.

 

وأعلن مسؤول طالباً عدم كشف هويته، لـ”فرانس برس”، أنّ “قافلة كانت على الطريق لم تستجب للتحذيرات من عدم الاقتراب من قوات التحالف في التنف”، مضيفاً: “وفي النهاية، وُجّهت ضربة إلى طليعتها”.

(فرانس برس)

 

معارك البادية… سباق السيطرة على الحدود السورية الأردنية العراقية/ ريان محمد

دخلت معركة الحدود العراقية ــ السورية ــ الأردنية المشتركة، فعلياً، مرحلة الجد، مع محاولات أطراف عديدة السيطرة على ما هو أهم في هذه الجبهة، أي طريق دمشق ــ بغداد، أو ما يحلو لكثيرين تسميتها طريق دمشق ـ بغداد ـ طهران، لأنها تتيح ربط الأراضي الإيرانية بالعراقية والسورية فعلياً، في حال تمكن معسكر النظام السوري والمليشيات العراقية السيطرة عليها من جهتي الأراضي العراقية والسورية. ويتسابق كل من النظام السوري والمعارضة المسلحة وقوات التحالف الدولي ومليشيات الحشد الشعبي على الوصول إلى النقاط المركزية في هذا الطريق، خصوصاً لجهة معبر التنف الحدودي. وقد سجلت، يوم أمس، أولى غارات التحالف الدولي ضد موقع للنظام السوري بالقرب من جبال المنقورة على طريق دمشق ــ بغداد في ريف حمص الشرقي المتاخم لمنطقة القلمون في ريف دمشق الشمالي الشرقي، ما يؤشر إلى أن المعركة الفعلية انطلقت رسمياً، وتشمل مناطق واسعة في البادية السورية الصحراوية لنواحي أرياف حمص ودير الزور والبوكمال من الجهة السورية، والمناطق العراقية الحدودية جنوبي سنجار، والنقطة الأردنية التي يلتقي عندها المثلث الحدودي.

وكثر الحديث، أخيراً، عن معركة البادية السورية، التي يتوضح يوماً بعد آخر أنها ستمثل صراعاً دولياً وإقليمياً لرسم مناطق نفوذ جديدة، ذات أبعاد جيوعسكرية واقتصادية، على حساب تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، الذي كان يسيطر على مساحات واسعة منها. ولم تدرج البادية السورية ضمن “مناطق تخفيف التصعيد”، التي ضمنتها روسيا وإيران وتركيا، الأمر الذي يجعل المنطقة مفتوحة على العديد من السيناريوهات.

ولا تخفي الأطراف المشاركة في الصراع اهتمامها الكبير بمعركة البادية، وعلى مختلف المستويات. وقال وزير خارجية النظام السوري، وليد المعلم، في مؤتمر صحافي في دمشق قبل أيام، إن “للبادية أولوية في معارك الميدان”، وإن الهدف الأساسي الآن هو “التوجه للوصول إلى دير الزور”، في حين لا تكف وسائل الإعلام والمحللون، التابعون للنظام وحلفائه، عن الحديث عن معركة البادية وأهميتها، عبر الوصول إلى الحدود العراقية السورية لتأمين طريق بري يصل إيران بلبنان مروراً بالعراق وسورية، بالإضافة للتوجه إلى دير الزور، في حين أعلنت الفصائل المتواجدة في البادية، والمدعومة من أميركا، وعلى رأسها “جيش مغاوير الثورة”، استعدادها للتوجه إلى البوكمال، التي طالما حاولت السيطرة عليها، لما لذلك من أهمية في قطع إمدادات التنظيم من العراق.

وأفاد مصدر مطلع، طلب عدم الكشف عن هويته، في حديث مع “العربي الجديد”، أن “المشهد اليوم معقد جداً، ورغم وجود مناطق نفوذ في سورية، إلا أنها غير واضحة الحدود، والإيرانيون والروس يحاولون تحويلها إلى أوراق تفاوضية مع أميركا، عبر خلق وجود ما لهم ضمن مناطق الأخيرة. إذ تفيد المعلومات المتقاطعة أن منطقة النفوذ الأميركية تمتد من مدينة البوكمال، في ريف دير الزور على الحدود السورية العراقية، مروراً بأبو الشامات بمحاذاة تدمر، إلى ريف دمشق إلى درعا والقنيطرة، في حين تمتد منطقة النفوذ الروسي، بغض النظر عن التواجد الإيراني والنظام، من تدمر في ريف حمص الشرقي إلى مدينة السخنة شرقاً ومن ثم دير الزور. إلا أن ما يجري حالياً، خصوصاً عقب طرح مناطق تخفيف التصعيد التي لم تلق التجاوب الأميركي الذي كانت تأمل الروس به، والحديث عن توسيعها لتشمل كل البلاد، يظهر وجود مناكفات على الأرض”.

وأضاف المصدر المطلع “تصاعد الحديث، من قبل النظام وحلفائه، أخيراً عن الوصول إلى الحدود العراقية السورية، واعتبرها أولوية، إذ تقدمت قوات النظام عشرات الكيلومترات على طريق دمشق بغداد، متمركزة عند منطقة السبع بيار (التي تبعد 120 كيلومتراً شرق دمشق ونحو 70 كيلومتراً عن الحدود الأردنية)، ومنطقة ظاظا، إضافة إلى عدة كتل مطلة على مطار السين” شمال شرق ريف دمشق. وبين أن “السيطرة على أوتوستراد دمشق بغداد، تقتضي السيطرة على معبر التنف الحدودي، الذي يمثل اليوم قاعدة عسكرية لفصائل مسلحة، أبرزها جيش مغاوير الثورة، المدعوم أميركياً وبريطانياً، وقد تقدمت هذه الفصائل باتجاه منطقة حميمة، التي تبعد 40 كيلومتراً شرق تدمر، إضافة إلى القيام بإنزالات جوية في مدينة البوكمال التابعة لمحافظة دير الزور والواقعة على الحدود مع العراق، التي يعلنون صراحة أنها هدفهم المقبل. في هذا الوقت، تقوم قوات النظام والطيران الروسي بمهاجمة الفصائل المسلحة المعارضة في ريف السويداء الشرقي المتصل بالبادية، ما أوقف عملياتها ضد داعش، وبالتالي سيتسبب هذا الأمر بقطع الطريق أمام الأميركيين إلى دير الزور والسيطرة على الحدود العراقية السورية، الأمر الذي قد يتسبب في صدام عسكري وتوتر في العلاقات الروسية الأميركية”.

من جانبها، ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن “الإيرانيين حولوا الطريق البري بين عاصمتهم ودمشق، ومنها نحو بيروت ومياه البحر المتوسط، من البادية السورية، لتمر عبر تدمر السخنة دير الزور الميادين”. وقال الناشط الإعلامي، وسام الدمشقي، لـ”العربي الجديد”، إن “النظام ما زال يستقدم تعزيزات عسكرية إلى المناطق التي سيطر عليها في البادية الشامية، ومحيط مطار السين”، معرباً عن اعتقاده أن “أهداف هذه التعزيزات كثيرة، منها تأمين مطار السين، وتأمين أوتوستراد دمشق بغداد، والسيطرة على معبر التنف الحدودي، وتأمين دخول المليشيا الشيعية من العراق إلى سورية، بالإضافة إلى الضغط على القلمون الشرقي”.

من جانبه، قال عضو “تنسيقية تدمر”، خالد الحمصي، لـ”العربي الجديد”، إن “أمام النظام الكثير قبل الوصول إلى السخنة من جهة تدمر، مثل مناطق أرك والمحطة الثالثة وحقل الهيل”، لافتاً إلى أن “النظام يريد مهاجمة الثوار في عمق البادية، والسيطرة على المناطق التي حرروها من داعش أخيراً”. وبين الحمصي أن “البادية هي الطريق الأسهل باتجاه ريف دير الزور الشرقي، لكن طالما هناك جنود أميركيون مع الثوار، أظن أن النظام سيتابع طريقه باتجاه السخنة”. وأعرب عن اعتقاده أن “النظام يعمل للفصل بين الثوار وداعش، لكي يكون له الفرصة الأكبر للسيطرة على مناطق التنظيم فور انسحابه تحت الضربات القوية التي يتلقاها”.

من جهته، قال قائد “أسود الشرقية”، أبو فيصل طلاس، في حديث مع “العربي الجديد”، إن “النظام وحزب الله والإيرانيين يجلبون، بشكل يومي، تعزيزات إلى المنطقة، خصوصاً بعد اتفاق أستانة، ويقصف الطيران بشكل يومي مواقع جيش أسود الشرقية بأكثر من 25 غارة”. وذكر أن “ما تم الاتفاق عليه بين روسيا من جهة وإيران والنظام من جهة أخرى، يتضمن مساندة الروس لإيران والنظام للسيطرة على أوتوستراد دمشق بغداد لتأمين خط بيروت دمشق بغداد طهران، وفي المقابل تقدم روسي من تدمر إلى السخنة والوصول إلى دير الزور، ووصاية روسية على دير الزور مقابل النفط والغاز، وقطع الطريق على الأميركيين بين الرقة والموصل”. وقال طلاس إن “الروس جادون بالعمل على الأرض، والنظام تقدم على الأوتوستراد، وتقدم في ريف السويداء، ويجلب يومياً مئات المقاتلين والمعدات إلى المنطقة، في حين تفكر أميركا بنقل التنف إلى الرطبة، وفصائل المعارضة نائمة”. واعتبر أن “مناطق تخفيف التوتر أثرت عليهم بشكل كبير، إذ استطاع النظام نقل تعزيزات إلى البادية”. وتساءل عن “غياب البادية عن أستانة وجنيف، وكأن البادية ودير الزور غير سوريتين، كما لا يبدو أنهم مهتمون بفتح طريق بري سيفتح شرياناً لربط المليشيات ببعضها بعضاً من إيران والعراق وسورية إلى لبنان”.

وقال قائد “أسود الشرقية” إن “مناطقه في البادية خالية تماماً من داعش وجبهة النصرة وأي فصيل متطرف، حتى أن النظام قطع علينا الطريق لقتال التنظيم، وأمن لهم الحماية، بالإضافة إلى خوفه من أن نفك الحصار عن الغوطة”، لافتًا إلى أنهم “غير ممثلين في أستانة أو جنيف”. واستبعد أن يكون هناك طريق إيراني عبر دير الزور الميادين، معتبراً أن “هناك صعوبات كبيرة، جغرافية وبشرية، في حين أن الطريق الدولي دمشق بغداد، مناسب أكثر من حيث المسافة والمحيط السكاني”. وربط كثر بين معركة الحدود الثلاثية، من جهة، والمناورات العسكرية متعددة الأطراف التي استضافها الأردن منذ أيام، من جهة ثانية، على قاعدة أنها تزامنت مع بدء معركة البادية، وجرت في منطقة قريبة من الحدود الأردنية العراقية السورية. وشارك في المناورات، التي انتهت أمس الخميس، نحو 7200 جندي من أكثر من 20 دولة، بينها الولايات المتحدة وحلفاء عرب. وأجمعت وسائل إعلام موالية للنظام السوري على اعتبار المناورات جزءاً من المخطط الأميركي البريطاني الأردني للتدخل في الجنوب السوري.

العربي الجديد

 

18 قتيلاً بمجزرة لـ”داعش” استهدفت حفل زفاف بدير الزور

جلال بكور

 

ارتفعت حصيلة قتلى المجزرة التي ارتكبها تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، عبر قصفه حفل زفاف في حي هرابش الخاضع لسيطرة النظام السوري، في مدينة دير الزور شرقي سورية، مساء الخميس، إلى 18 قتيلاً.

 

وقالت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، إنّ الحصيلة بلغت 18 قتيلاً بينهم أطفال ونساء، فضلاً عن وجود 40 جريحاً، بينهم مصابون بحالة خطرة.

 

وأشارت المصادر إلى أنّ القذائف، أصابت حفل زفاف أحد المدنيين، في الحي الخاضع لسيطرة مليشيا “الدفاع الوطني” التابعة لقوات النظام السوري، “ما أدى لوقوع هذا العدد الكبير من القتلى والجرحى”، مؤكّدة أنّ “مصدر القذائف مناطق سيطرة تنظيم داعش”.

وأوضحت المصادر أنّ الحصيلة ما زالت مرجّحة للارتفاع، بسبب وجود مصابين بحالة حرجة.

وشهدت دير الزور، مؤخراً، سقوط عشرات القتلى من المدنيين، جرّاء القصف المتبادل بين قوات النظام وعناصر “داعش” في المدينة.

 

داعش يفاجىء سلمية بمجزرة مروعة: 52 قتيلاً و100 جريح

ارتكب تنظيم “الدولة الإسلامية” مجزرة في قرية عقارب الصافية في السلمية، في ريف حماة، بعد هجوم مفاجىء شنّه فجر الخميس على القرية.

 

وقتل جراء الهجوم 52 شخصاً، مع وصول عناصر التنظيم إلى منازل المدنيين في الأطراف الجنوبية من عقارب، وتمكّنت قوات النظام ومليشيا “الدفاع الوطني” من صد هجوم التنظيم، ما أدى إلى انسحابه نحو البادية.

 

وقالت مصادر “المدن” في سلمية، إن الهجوم وقع من محاور عديدة تؤدي إلى القرية، إلا أن الهجوم الرئيسي كان من محور قرية قليب الثور، حيث حاول “داعش” التمركز في البيوت التي تقع على أطراف قرية عقارب، وبدأت المجزرة بذبح عائلة من آل يحيى بالسكاكين، قبل أن يكمل التنظيم هجومه على المنازل الأخرى.

 

وتعد قرية عقارب من المناطق غير المحصنة بشكل جيد، قياساً لبعض القرى المحيطة بها، وكان استهدافها من قبل التنظيم سهلاً ما أدى لوقوع المجزرة، في حين سقطت 7 قذائف على مدينة السلمية على دفعتين في الساعة الخامسة والنصف وفي الساعة 11 والنصف من صباح الخميس، من دون وقوع إصابات بشرية.

 

وسقط عدد من القتلى العسكريين وعناصر من “الدفاع الوطني”، كما أصيب العميد علي حمو، قائد الجيش الشعبي في سلمية بطلقة قناص في المنطقة، حيث نقل إلى المستشفى الوطني في سلمية.

 

مدير المستشفى الحكومي في سلمية نوفل سفر قال إن “عدد الجثامين بلغ 52 بينهم 15 طفلاً من 3 سنوات إلى 13 سنة”. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن سفر قوله، إن عدد الجرحى الذين استقبلهم المستشفى من قرية عقارب الصافية زاد على 100 جريح أغلبهم من الأطفال والنساء، وكانت “أغلبية الجثث مقطوعة الرؤوس والأطراف”.

 

جنيف 6: هل طُبّقت “الآلية التشاورية”؟

ضغوط روسية كبيرة على وفد “هيئة التفاوض” في جنيف للقبول بمناقشة ملف الدستور (أ ف ب)

تختتم الجمعة “الجولة السادسة” من مفاوضات جنيف، بين المعارضة والنظام، برعاية دولية. ويسود كثير من اللغط حول إقرار “الآلية التشاوية” التي طرحها فريق “المبعوث الدولي إلى سوريا” ستيفان دي ميستورا. ففي حين أبدت المعارضة تحفظات عليها، قال رئيس وفد النظام إنها “أصبحت وراء ظهرنا”، في حين لا تزال روسيا مرحبة بإقرارها، ومكتب دي ميستورا يطبقها في مناقشة الدستور.

 

وأعلن الوفد العسكري المعارض المنضوي في “وفد الهيئة العليا للمفاوضات”، الخميس، تعليق مشاركته في مفاوضات “جنيف 6” مرجعاً ذلك إلى “غياب إستراتيجية تفاوضية واضحة”. وبررت الفصائل قرارها “بعدم وضوح المرجعية بالمفاوضات والتخبط في اتخاذ القرارات وعدم وجود إستراتيجية تفاوضية واضحة”، فضلاً عن اعتبارها أن “العلاقة بين الهيئة العليا للمفاوضات وبين الوفد المفاوض لا تصب في مصلحة الثورة”.

 

ووقع على رسالة تعليق المشاركة كل من “فرقة السلطان مراد” و”فيلق الشام” و”جيش الثورة” و”جيش اليرموك” و”حركة تحرير الوطن” و”تحالف قوات الجنوب” و”جيش أحرار العشائر” و”الجبهة الشامية”. وتمثل هذه الفصائل معظم الممثلين العسكريين لفصائل المعارضة المشاركين في “وفد الهيئة العليا للتفاوض”، باستثناء “جيش الإسلام”. وتُشكّلُ هذه الفصائل وفد المعارضة في اجتماعات أستانة. وثلث أعضاء “وفد الهيئة العليا للتفاوض” في جنيف، هم من العسكريين.

 

من جهتها، قالت الأمم المتحدة، الخميس، إن الأطراف السورية المشاركة في الجولة السادسة من مفاوضات جنيف، وافقت على تشكيل لجان على مستوى الخبراء لمناقشة قضايا دستورية. في حين أعلن مكتب دي ميستورا، ما اعتبره أول خطوة ملموسة، وهي عقد سلسلة من الاجتماعات المنفصلة مع وفدي الحكومة والمعارضة لمناقشة “القضايا القانونية والدستورية المتعلقة بالمحادثات بين السوريين”.

 

وأعلن مكتب دي ميستورا، الخميس، بدء مباحثات حول الدستور مع خبراء من وفدي النظام السوري والمعارضة، كل على حدة، في إطار مفاوضات “جنيف 6”.

 

وقالت مصادر في المعارضة السورية إن هناك ضغوطاً روسية كبيرة على وفد “هيئة التفاوض” في جنيف للقبول بمناقشة ملف الدستور. وقالت المصادر إن الاجتماع الذي عقده “وفد الهيئة العليا للتفاوض” مع نائب وزير خارجية روسيا غينادي غاتيلوف، تضمن تصريحات من المسؤول الروسي أنه لا توجد أي قرارات دولية برحيل الأسد. وردّ وفد المعارضة بأنه لا يمكن قبول أي حل في سوريا يتضمن بقاء بشار الأسد في السلطة.

 

ويجري غاتيلوف اتصالات واجتماعات مع جميع الوفود المشاركة، كان آخرها وفد المعارضة الذي قالت مصادر إن المبعوث الروسي حاول الضغط عليه للقبول بنقاش القضايا الدستورية خلال هذه الجولة بعدما كانت المعارضة تصر على مناقشة ملفات الانتقال السياسي والمعتقلين. في حين رفضت “الهيئة العليا للمفاوضات” مناقشة دستور جديد للبلاد من إعداد إيران أو روسيا. وقال سالم المسلط إن “بحث دستور دائم لسوريا له مكان آخر غير جنيف، ونحن لا نريد ولا نقبل باتفاق يتم تحت مظلة إيران وروسيا”. وطالب بـ”جولات متواصلة لمفاوضات جنيف، كأن تجري 4 جولات خلال شهرين، تكون كل جولة منها على مدى 15 يوماً، لبحث ملف من الملفات الأربعة”. وأشار المسلط إلى أنه “لو أنجزت هيئة الحكم الانتقالي، فإن ذلك سيشجع الجميع لبحث كل الملفات المتعلقة بالدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب.. نحن نريد أن ننجز تشكيل هيئة الحكم الانتقالي بصلاحيات كاملة من دون وجود الأسد، لا في المرحلة الانتقالية ولا في مستقبل سوريا”.

 

ونقلت وكالة “نوفوستي” الروسية الحكومية عن مصدر “قريب من المفاوضات في جنيف”، إن الآلية التي أعلنها دي ميستورا في بداية الجولة السادسة من مفاوضات جنيف “ستطبق رغم التحفظات التي برزت لدى بعض الأطراف”. وزاد المصدر أن دي ميستورا استهل نشاطه على هذا الصعيد، الخميس، بدعوة الأطراف إلى عقد اجتماع تشاوري على مستوى الخبراء، ضم ممثلين عن الحكومة والمعارضة، ومراقبين من روسيا ومصر والأمم المتحدة، وأشار إلى أن وفدي الحكومة والمعارضة السورية جلسا في قاعتين منفصلتين. وشدد على أن “آلية دي ميستورا سوف تعمل خلال اجتماعات جنيف فقط”، وعدم تحويلها إلى “آلية دائمة تعقد اجتماعات ومناقشات في الفترات التي تفصل بين جولتين في جنيف”.

 

رئيس وفد المعارضة السورية إلى جنيف نصر الحريري، قال إن الوفد عقد جلسة مع خبراء الفريق الدولي بحثت الإجراءات الدستورية والقانونية التي تخدم عملية الانتقال السياسي وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي. وقال الحريري إنه جرت مناقشة كيفية الانتقال السياسي إضافة إلى أمور فنية أخرى، كما أكد أن جلسة الخميس ركزت على الإجراءات الدستورية والقانونية التي تخدم الانتقال السياسي.

 

وقال الحريري، إن ورقة المبعوث الدولي حول تشكيل “آلية تشاورية” للمسائل الدستورية والقانونية، وُضعت جانباً حالياً، ويتم التركيز على القضايا الفنية. وأضاف: “ما نقوم به من لقاءات تقنية ليست الأولى مع الأمم المتحدة، إذ عقد أكثر من 10 لقاءات معها، وهي تساهم في تسريع عملية المفاوضات، وتسعى لتحقيق تقدم المفاوضات في المحاور الرئيسية”. الحريري أشار إلى أنه “لا يمكن الفصل بين اللقاءات التقنية واللقاءات التفاوضية، وهي لقاءات مكملة لبعضها البعض، وفكرة اللقاءات التقنية ليست مستحدثة، بل مهمة الأمم المتحدة الدفع للفرق الفنية والاستشارية باللقاء، وهي مظلة لتقدم العملية السياسية”.

 

وأضاف الحريري أن الوفد سيسلم دي ميستورا، الجمعة، مذكرتين عن دور إيران التخريبي في سوريا، وكذلك مسألة المعتقلين، وعمليات الاعتقال المستمرة التي لم تتوقف، واعتقال الشباب من المناطق المهجرة وإرسالهم المفرج عنهم إلى جبهات القتال. ووجه الحريري رسالة إلى روسيا طالبها فيها بـ”الالتزام الحقيقي بوقف إطلاق النار الشامل، والذي يؤسس لعملية الانتقال السياسي، وأنه آن الآوان أن يقتنعوا بأن الرهان على نظام فاشي قاتل رهان خاسر”. وأكمل الحريري: “الرهان يجب أن يكون على الشعب السوري، وهو ما يمكن تحققه من خلال الدعم والدفع لتقدم العملية السياسية”، وذلك في معرض تعليقه على لقاء وفد من المعارضة مع مساعد وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف.

 

في المقابل، قلل رئيس وفد النظام من قدرة اجتماعات الخبراء على الدفع بعملية وضع الدستور قدماً، وقال إن “عمل هؤلاء الخبراء لن تكون له علاقة بالدستور.. ولن يتخذوا قرارات”. وقال إن اجتماعات وفد النظام مع دي ميستورا تبحث ورقة المبادئ الأساسية التي تتضمن في بنودها نقاطاً مناسبة تصلح كمبادئ دستورية، وسيعرض الخبراء نتائج اجتماعاتهم هذه على اجتماع وفد النظام مع المبعوث الخاص لإصدار القرار النهائي بشأنها.

 

وأعلن رئيس وفد النظام أن المشاورات مع دي ميستورا أسفرت عن اتفاق على “عقد اجتماعات غير رسمية” بين خبراء دستوريين من وفد “الحكومة” وفريق المبعوث الخاص. وأوضح أنه تم الاتفاق على تسمية هذا الاجتماع “اجتماع خبراء فقط … خبراء دستوريين”. وأضاف أن “مشروع الورقة حول إنشاء آلية تشاورية أصبح وراء الظهر… يعني أننا نتحدث عن شيء آخر لا علاقة له بما كنتم قد سمعتموه… وتم الاتفاق أيضاً مع المبعوث الخاص على أن تكون اجتماعات الخبراء غير رسمية”. وقال “إن موضوع الدستور هو حق حصري للشعب السوري ولا نقبل بأي تدخل خارجي”.

 

واشنطن تؤكد الغارة: التنف خط أحمر على النظام وإيران

شنّ سرب لطيران “التحالف الدولي” غارة على موكب عسكري لمليشات النظام، ليل الخميس، كان يتقدم باتجاه قاعدة التنف العسكرية، على الحدود العراقية-الأردنية-السورية. وتسيطر فصائل “قوات الشهيد أحمد العبدو” و”أسود الشرقية” و”جيش مغاوير الثورة” من المعارضة السورية على قاعدة التنف، التي تقيم فيها أيضاً قوات أميركية وبريطانية خاصة، ومستشارين نرويجيين.

 

مصدر خاص قال لـ”المدن”، إن الموكب المتقدم من حاجز الظاظا في القلمون الشرقي، إلى قاعدة التنف، على طريق دمشق/بغداد، كان يضم بشكل رئيسي “كتائب الإمام علي” و”قوات 313″ و”الأبدال”، وهي مليشيات شيعية مدعومة من إيران مباشرة، بالإضافة إلى وجود ضباط من “مليشيا النمر” التابعة لقوات النظام. المصدر أكد تدمير “التحالف الدولي” لكامل الموكب العسكري، على بعد 40 كيلومتراً من قاعدة التنف، في منطقة الزرقة. وتألف الموكب من 4 دبابات وعربتي شيلكا وفوزديكا، وراجمة صواريخ غراد B-21، وثلاث ناقلات جند BMB، وعدد من سيارات البيك آب المحملة برشاشات ثقيلة من عيار 23 و14.5. المصدر أكد مقتل 33 مقاتلاً من المليشيات، ومنهم ضباط.

 

الموكب تقدم باتجاه التنف على الرغم من التحذيرات الروسية للنظام وإيران، واستمر في تقدمه رغم التحذيرات المباشرة من “التحالف” و”الطلقات التحذيرية” التي أصابت دبابة في البداية من دون تدميرها. المصدر أكد أن “كتائب الإمام علي” كانت تقوم بمهمة انتحارية، فجبال التنف ستشهد، بحسب مروياتها، ظهور “جيش السفياني”.

 

ويتخذ 100 مقاتل من “قوات المهام الخاصة” الأميركية من قاعدة التنف العسكرية، مقراً لهم، بالإضافة إلى 50 مقاتلاً بريطانياً، وبضع عشرات المستشارين الأوروبيين وأغلبهم من النرويج. وشارك في الغارة الجوية طيران أميركي وسعودي وإردني، ورجّح المصدر مشاركة طائرات F-35 الأميركية الحديثة في الغارة، مؤكداً أن طيران الاستطلاع لا يفارق سماء المنطقة.

 

ومعبر التنف ضمن الأراضي السورية، على الحدود السورية العراقية، يقابله معبر الوليد من جهة العراق. وتسيطر المعارضة السورية على معبر التنف، في حين ما زال تنظيم “الدولة الإسلامية” يسيطر على معبر الوليد. وتتقدم مليشيات “الحشد الشعبي” العراقي بغطاء من القوات العراقية في الصحراء، باتجاه معبر الوليد. ويُعتقد بأن الهدف الإيراني هو ربط العراق وسوريا، عبر البادية، والسيطرة على معبري التنف والوليد. إلا أن المعارضة السورية كانت قد استعادت المنطقة من تنظيم “الدولة الإسلامية” وتتخذ من قاعدة التنف منطلقاً لعملياتها باتجاه البوكمال السورية.

 

البراء فارس من “المكتب الإعلامي” في “جيش مغاوير الثورة” قال لـ”المدن” إن الوجهة الحقيقية للنظام وإيران، لم تكن للحظة مدينة ديرالزور، كما يدعون، بل إلى معبر الوليد/التنف، لفتح طريق دمشق/بغداد، وكل الهدف من إثارة قضية ديرالزور هو لتحقيق مكاسب في المفاوضات الجارية. بالنسبة لـ”جيش مغاوير الثورة” لا فرق بين مليشيات “داعش” و”حزب الله” والمليشيات الإيرانية، وكلهم تنظيمات إرهابية. البراء أكد أن المليشيات لم تنسحب من حاجز الظاظا والسبع بيار بعد القصف الأميركي. كما أكد المسؤول الإعلامي في “مغاوير الثورة”، أن تقدم المليشيات هي محاولة سيستثمرها النظام في المفاوضات السياسية لتحسين شروطه على الأرض، “لكننا لن نسمح لهم”، و”أي خطأ منهم سنتعامل معه، سواء بالطرق البرية أو الجوية”.

 

البراء فارس، أكد أن المعارضة كانت ترصد تقدم مليشيات النظام من الظاظا والسبع بيار، وانها قامت بإبلاغ “التحالف الدولي” بتقدم المليشيات. واعتبر البراء أن أي تعدٍّ من قبل إيران أو النظام أو روسيا، على الحدود الإدارية للتنف والبادية السورية، سيتم التعامل معه بالطريقة ذاتها.

 

وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” كانت قد قالت الخميس إن مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض، اجتمع مع الرئيس السوري بشار الأسد، في دمشق، لبحث التعاون العسكري المباشر ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، و”الخطوات العملية والميدانية للتنسيق العسكري بين الجيشين على طرفي الحدود في ضوء الانتصارات التي يحققها الجيش العراقي في الموصل”.

 

وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، قال تعليقاً على الضربات التي وجهها طيران أميركي للموكب العسكري بالقرب من المثلث الحدودي مع العراق والأردن، إن بلاده لن تزيد دورها في الحرب الأهلية السورية لكنها ستدافع عن قواتها. وكان مسؤول أميركي قد أكد أن استهداف هذا الموكب بالقرب من معبر التنف الحدودي تم بعدما تحرك باتجاه قوات تدعمها الولايات المتحدة في سوريا.

 

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إن “قافلة كانت على الطريق، لم تستجب للتحذيرات من عدم الاقتراب من قوات التحالف في التنف”. وأضاف: “وفي النهاية وجهت ضربة إلى طليعتها”. وجاء الهجوم عقب طلقات تحذيرية أطلقتها الطائرات الأميركية، بهدف ردع المقاتلين الموالين للنظام.

 

وكالة “تاس” الروسية نقلت عن نائب وزير الخارجية الروسية جينادي غاتيلوف، قوله الجمعة، إن “القصف الأميركي على قوات موالية للحكومة غير مقبول كلية، وينتهك سيادة سوريا”.

 

وقال “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة إنه ضرب الخميس قوات موالية للنظام كانت “تتقدم داخل منطقة عدم اشتباك متفق عليها مسبقاً” في جنوب سوريا. وأشار “التحالف” إلى أن القوات “شكلت تهديداً” للقوات الأميركية والقوات الشريكة في قاعدة التنف قرب الحدود السورية العراقية الأردنية المشتركة، حيث تعمل قوات أميركية خاصة وتدرب مقاتلين من الجيش السوري الحر. وأضاف “التحالف” في بيان: “اتخذ هذا الإجراء بعدما فشلت محاولات واضحة من قبل الروس لردع القوات الموالية للنظام السوري عن التحرك جنوباً باتجاه التنف… وقامت إحدى طائرات التحالف الدولي بإظهار القوة وإطلاق طلقات تحذيرية قبل تنفيذ الضربة”.

 

في السياق، تعرضت قوات النظام، شرقي السويداء، إلى قصف مكثف بصواريخ الغراد، ليل الخميس، من قبل المعارضة السورية، بعدما تقدمت لمسافة 20 كيلومتراً في بادية الحماد التي استعادتها المعارضة مؤخراً من “داعش”.

 

مصدر خاص من ريف السويداء الشرقي، قال لـ”المدن”، إنه طيلة سنوات من وجود “داعش” على حدود المحافظة الشرقية، لم تشهد المنطقة أي نوع من الاشتباكات، بل كانت تضم عشرات معابر التهريب، لمختلف البضائع، خاصة الأسلحة والمحروقات المعروفة محليّاً باسم “مازوت داعش”. المصدر أكد لـ”المدن” أنه ومنذ سيطرة المعارضة على بادية الحماد، قبل شهرين، لم يهدأ طيران النظام الذي يستمر في قصفه لقوات الجيش الحر شرقي المحافظة. وشهدت بلدة الرشيدة شرقي السويداء حضور تعزيزات مكثّفة لقوات النظام، خاصة من “الحرس الجمهوري” و”الفرقة الرابعة” و”الدفاع الوطني”.

 

وتقدمت تلك المليشيات لمسافة 20 كيلومتراً في البادية، وسط ترجيحات بأن يكون هدفها هو محاصرة المعارضة من “كتائب الشهيد أحمد العبدو” و”جيش مغاوير الثورة” و”أسود الشرقية، في تل دكوة وبئر قصب، وقطعهم طرق الإمداد في الحماد. كما تسعى مليشيات النظام لكسب الخط الحدودي بين سوريا والأردن، والتوجه منه إلى معبر التنف أيضاً.

 

حزب الله يخترق النصرة: استهداف أبو مالك التلي

منير الربيع

منذ كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن جرود عرسال ودعوته إلى المجموعات المسلّحة هناك للخروج من المنطقة وتجنيب المدنيين شرّ قتال لا أفق له، والضغط يزداد على تلك المجموعات هناك. وفي الأثناء، يستمر الحزب بخوض مفاوضات غير مباشرة مع تلك المجموعات لأجل المغادرة إلى الشمال السوري. ويعزز موقفه بالضغط العسكري، سواء أكان ذلك عبر عمليات دقيقة، موجهة ومحددة أم عبر عمليات القصف. وحديثاً، دخل الجيش اللبناني بقوة على خط تثبيت مواقعه وتعزيزها، وتوجيه ضربات للمجموعات واستهداف تحركاتها في تلك الجرود.

 

ليل الأربعاء- الخميس، أجرى الجيش اللبناني طلعات استطلاع في أجواء المناطق الجردية. تزامن ذلك مع عمليات قصف مركزة مواقع المجموعات في الجرود. ما دفع برئيس الجمهورية ميشال عون إلى زيارة وزارة الدفاع لمتابعة مسار العمليات من هناك. في الوقت الذي كان فيه الجيش يعلن تحقيق إصابات مباشرة في صفوف تنظيم داعش والمجموعات الأخرى، برز خبر عن استهداف موكب يضم قيادات جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً). ما أدى إلى وقوع إصابات مباشرة في صفوفهم.

 

هنا، حصل تضارب في الموضوع، إذا ما كان الجيش هو من نفذ العملية أم حزب الله، عبر تفجير وليس عبر قصف صاروخي. وتشير مصادر متابعة لـ”المدن” إلى أن العملية حصلت في القسم الجنوبي من جرود عرسال، أي في منطقة الملاهي بالقرب من وادي الخيل المعقل الرئيسي لجبهة فتح الشام (النصرة سابقاً). وبحسب المعلومات فإن كل من كان داخل الموكب تم القضاء عليه. لكن لا معلومات مؤكدة إذا ما كان التلّي موجوداً داخل الموكب. وتفيد معلومات حزب الله إلى أن التلّي كان داخل الموكب، فيما هناك من ينفي ذلك. وتلفت المصادر إلى أن لدى الإعلام الحربي في حزب الله تسجيلاً مصوراً للعملية. ولكن لماذا لم يتم الإعلان عن ذلك؟ تجيب المصادر بأن هناك أهدافاً عديدة لذلك، الأول هو إنتظار ردة فعل المجموعات المسلّحة هناك؛ وثانياً التأكد من مقتل التلّي؛ وثالثاً إنتظار ايجاد مخرج لكل ما حصل، خصوصاً أن حزب الله نفّذ العملية بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي وتحليق مروحي للجيش اللبناني في تلك المنطقة. بالتالي، ثمة تنسيق بين الحزب والجيش لأجل توضيح الصورة.

 

يرصد حزب الله التلّي منذ فترة طويلة. حاول استهدافه في أكثر من مرّة، يمتلك حزب الله فيديو مصوّر لعملية سابقة تستهدف زعيم الجبهة، ويظهر الفيديو كيف نجا التلّي من تلك العملية، وتم نقله وحمايته. أما بخصوص ما حصل بالأمس، فتشير المصادر إلى أن حزب الله كان قد أعد سلسلة متفجرات، أي مجموعة من العبوات المترابطة في طريق الموكب، وفجّرها لحظة عبوره، ولكن كيف حصل ذلك؟ تشير المعلومات إلى أن حزب الله ومنذ فترة غير قصيرة يسجّل العديد من الإختراقات في صفوف هذه المجموعات، وهؤلاء الأشخاص يقومون باعطائه إحداثيات ومعلومات، لأجل تنفيذ ضرباته الدقيقة. وهنا، تعتبر المصادر أن ما يكون قد سهّل الإختراق، هو الخلافات بين بعض القيادات في شأن إنجاز الصفقة ومغادرة تلك المنطقة، إذ إن البعض يريد ذلك، فيما البعض الآخر يعارضه.

 

وتذكّر المصادر بحادثة سابقة، فلدى اقتحام حزب الله تلّة موسى الإستراتيجية باعتبارها أعلى التلال في القلمون في العام 2014، كانت مجموعة من المسلحين وهي مؤلفة من ثلاثة أشخاص، مرابضة على سفح التلّة، فيما الحزب لا يقوم باستهدافها، أثار الأمر استغراب البعض في بداية الأمر، لكن في النهاية، وبعد السيطرة على التّلة، عُرف أن الأشخاص الثلاثة كانوا على تنسيق مع الحزب، ولذلك لم يتم استهدافهم.

 

في مقابل ذلك، تنفي مصادر في المعارضة السورية هذا الخبر، وتقول إن التلي لم يكن في الموقع، بل ما حصل، هو أمر معتاد عبر إطلاق الحزب والجيش اللبناني الصواريخ والقذائف باتجاه الجرود، إنما بدون تحقيق أي إصابات، ولا تنفي المصادر وجود مزيد من المبادرات لأجل الوصول إلى حلّ في تلك المنطقة، لكن حتى الآن لاتزال المجموعات متمسّكة ببقائها هناك، فيما حزب الله يصرّ على إنجاز هذا الملف بأسرع وقت ممكن، لتغدو المنطقة بكاملها خاضعة لسيطرته.

 

إسرائيل: تغير الموقف الروسي وضرب حزب الله

منير الربيع

ثمة من يشبّه المرحلة الحالية من تصاعد الخطاب الدولي والإقليمي ضد إيران، بما كان عليه الوضع أيام الحرب الباردة في العام 1967. فاليوم، هناك من يعمل على تعزيز القوى الدولية وتجميع الجهود لمواجهة إيران، إنطلاقاً من وجهة أميركية جديدة، تشدد على وجوب تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة. ورغم تغيّر المعطيات، فإن حلفاء روسيا، أي إيران وحزب الله والنظام السوري، يسعون إلى تصعيد لهجة الخطاب ضد إسرائيل. ما قد يؤدي إلى رفع منسوب التوتر، فتنتهز إسرائيل فرصة لشنّ ضربة ضد الحزب وسط انهماكه في الحرب السورية.

 

وسط ذلك، يأتي انعقاد القمة الإسلامية الأميركية. ولا شك في أن ثمة حذراً إيرانياً ولدى حزب الله من هذه القمّة، تحسباً لأن تشكل غطاء لشن هجوم أو ضربة ضد محور الممانعة. يستعد الإيرانيون لإمكانية التعرض لهجوم، سواء على المستوى الأمني داخل إيران، أم في الخارج وتحديداً في سوريا. وكذلك الامر بالنسبة إلى حزب الله. فالوضع الداخلي جيد وممسوك، ولكن لا أحد يدرك ما يمكن أن يطرأ، لا سيما بالترافق مع العقوبات وزيادة الضغط. وتتحضر إيران وحزب الله إلى مواجهة المواجهة، ويدرسان كل خيارات التصعيد.

 

في قراءة هادئة لما تريده إسرائيل من أي ضربة لحزب الله، هو غياب مصطلحات القضاء على الحزب وهزيمته، والاكتفاء بمنعه من الحصول على أي سلاح كاسر للتوازن، أي أن إسرائيل ستمنع حزب الله من الحصول على مزيد من الأسلحة المتطورة، وخصوصاً الصواريخ الكاسرة للتوازن، وآخرها ياخونت التي تعتبر إسرائيل أنها قد تهدد أسطولها البحري. وهذه لا يمكن إلا أن يتم ربطها بالصراع القائم على النفط والبلوكات النفطية في البحر الأبيض المتوسط. منذ دخول الحزب الميدان السوري، وتنفّذ إسرائيل ضربات موضعية له، وتستهدف قوافل لنقل الأسلحة ومواقع يتم تخزين الأسلحة والصواريخ فيها. لكن بحسب التقديرات الإسرائيلية، فعلى الرغم من كل تلك الضربات، استطاع الحزب تعزيز قدرته الصاروخية عبر رفع مخزونه من 100 ألف صاروخ إلى 150 ألفاً. وهذا ما قد يعتبر تخطّياً للخطوط الحمراء. وقد يدفع إسرائيل إلى انتهاز اللحظة المناسبة لتوجيه ضربة.

 

رغم الخلافات الروسية الأميركية، أو الروسية الإسرائيلية، في شأن توجيه ضربة واسعة لحزب الله، إلا أن الرهان الأميركي والإسرائيلي، يبقى على تغيّر في الموقف الروسي. وهذا ما سيتم الضغط لتحقيقه من خلال القمة الإسلامية الأميركية، لدفع موسكو إلى اتخاذ موقف مغاير، يسمح بتغيير موازين القوى على الساحة السورية، على قاعدة تسيّد الروس على سوريا، بدلاً من مشاركتها مع طهران. وعلى هذا الوتر، قد يلعب الطرف الإسرائيلي، لأجل الدخول في لحظة مناسبة وتوجيه ضربات قاسية. لا يمكن لإسرائيل تنفيذ ضرباتها الجوية بدون التنسيق مع الروس. الآن يكبر الرهان الإسرائيلي على تغيّر في الموقف الروسي، تماماً كما حصل في حرب الأيام الستة في العام 1967، وهزم حلفاء روسيا العرب.

 

صراع ثلاثي الأبعاد على شرق سوريا

دمشق – يتلمس المتابع للنزاع في سوريا اهتماما متزايدا للقوى المتصارعة على شرقي سوريا والنقطة المشتركة هي قتال تنظيم داعش، الذي يبقى تفصيلا مهما في سياق أجندات أشمل.

 

ويمتاز شرق سوريا بموقع جيوسياسي مؤثر ليس فقط على الصراع الدائر في هذا البلد بل ومنطقة الشرق الأوسط ككل، حيث تتقاطع حدوده مع كل من العراق والأردن، فضلا عما يحويه من ثروات طاقية تغطي أكثر من ثلثي حاجيات هذا البلد قبل الأزمة، كما أن عبره يمر نهر الفرات.

 

وتخلق أهمية الموقع تنافسا بدت تتضح معالمه بين النظام السوري وحلفائه من جهة وبين الولايات المتحدة الأميركية من جهة ثانية.

 

ويبدو أن النظام السوري وحلفاءه خاصة الإيرانيين، يجدون ضرورة في الخروج من مربع “سوريا المفيدة” بالتوجه إلى هذا الشرق الذي لطالما كان مهملا من قبلهم على مر الست سنوات من عمر الصراع. ويرون في اتفاق أستانة 4 الذي وقعت عليه كل من تركيا وروسيا وإيران ويقضي بتخفيف التصعيد في شمال سوريا أساسا، فرصة للتقدم صوب هذا الشطر.

 

وبدأ النظام والميليشيات الإيرانية الداعمة له بالتحرك على أكثر من محور للوصول إلى الهدف المنشود وتحديدا محافظة دير الزور، وترجم ذلك التقدم من جهة حماة وحمص وأيضا ريف دمشق.

 

ودفع هذا الحراك داعش إلى توجيه عناصره لاستهداف مواقع النظام بزخم أكبر نادرا ما حدث، حيث شن التنظيم هجوما على قريتين في محافظة حماة أدى إلى مقتل 50 شخصا، بينهم 15 مدنيا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وأسفر الهجوم بحسب رامي عبدالرحمن عن مقتل 15 مدنيا في قرية عقارب، بينهم خمسة أطفال. كما تسبب الهجوم في مقتل 27 مقاتلا من قوات الدفاع الوطني ومسلحين قرويين موالين للنظام.

 

وتمكن تنظيم الدولة الإسلامية خلال الهجوم من التقدم والسيطرة على قرية عقارب وأجزاء من قرية المبعوجة المجاورة.

 

ويتقاسم الجيش السوري والفصائل المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية السيطرة على محافظة حماة المحاذية لست محافظات سورية بينها الرقة وحمص المجاورتين لدير الزور. ويتواجد تنظيم الدولة الإسلامية أساسا في الريف الشرقي فيما تسيطر الفصائل المعارضة على مناطق في الريف الشمالي.

 

ويهدف هذا الهجوم إلى إحباط حركة النظام المتجهة صوب الشرق الذي يعتبره تنظيم داعش فضاءه الحيوي حيث يسيطر على الرقة ومعظم أجزاء محافظة دير الزور.

 

وإن يبدي النظام السوري حماسة أقل بخصوص الرقة لعدة اعتبارات لعل من بينها أن التحالف الدولي هو من يتولى العمليات هناك بدعم على الأرض من قبل تحالف قوات سوريا الديمقراطية وبالتالي خوضه لمعارك هناك ستكون خاسرة، يرى أنه لابد من استثمار الفرصة للسيطرة على محافظة دير الزور المجاورة.

 

وتحتل المحافظة أهمية خاصة في شرق سوريا باعتبار أن لها حدودا طويلة مع العراق، فضلا عن أنها تقع على تماس مع البادية السورية التي ترتبط بحدود مع الأردن، وهناك مسعى إيراني خاص لوضع اليد عليها لضمان استمرار الإمدادات لميليشياتها التي تقاتل في سوريا.

 

وتتطلع إيران إلى تحقيق هدف أعمق هو تشكيل حزام أمني يصلها بلبنان المطل على البحر الأبيض المتوسط.

 

وفي خطوة لتسريع تحقيق هذا الهدف أي السيطرة على دير الزور حركت إيران من الجهة المقابلة أي العراقية ميليشيات الحشد الشعبي التي حققت تقدما في محافظة نينوى بالقرب من الحدود السورية، في الآونة الأخيرة.

 

وأجرى مبعوث عراقي الخميس زيارة إلى دمشق حيث التقى الرئيس السوري بشار ألأسد لبحث التعاون العسكري المباشر ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض بحث مع الأسد “الخطوات العملية والميدانية للتنسيق العسكري بين الجيشين على طرفي الحدود في ضوء الانتصارات التي يحققها الجيش العراقي في الموصل”.

 

ويرى مراقبون أن هذه الزيارة رتبها الجانب الإيراني الذي يبدو المتحكم في القرار السياسي في العراق، لتسريع عملية السيطرة على الحدود السورية العراقية.

 

ويلفت هؤلاء إلى أن الولايات المتحدة تتابع بانتباه هذه التحركات، وقد بدأت فعليا في التحرك لقطع الطريق أمام إمكانية السيطرة الإيرانية على دير الزور وبشكل عام على الحدود العراقية السورية.

 

ويستدلون على ذلك بعملية الإنزال التي قامت بها قوات أميركية فجر الأربعاء في مدينة البوكمال الاستراتيجية القريبة من حدود العراق.

 

وشهدت البوكمال وريفها مؤخرا عمليات قصف جوي مكثفة وأنشطة عسكرية أخرى للتحالف الدولي، تعزز المسعى الأميركي للحيلولة دون تحقق الهدف الإيراني.

 

ارتباك في أنقرة بعد فشل زيارة أردوغان لواشنطن

واشنطن – قالت مصادر أميركية تابعت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة إلى واشنطن، إن ما صدر عن القيادة التركية بعد عودة أردوغان إلى بلاده يكشف أن أنقرة لم تلق آذانا صاغية من قبل الإدارة الأميركية للاستجابة إلى مطالب الرئيس التركي، لا سيما المتعلقة بقوات حماية الشعب الكردية وبمسألة تسليم الداعية التركي فتح الله كولن الموجود في منفاه الاختياري في بنسلفانيا بالولايات المتحدة.

 

ورأت هذه المصادر أن تصريحات الرئيس التركي بشأن خطط أنقرة العسكرية ضد قوات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، التي تعتبرها أنقرة إرهابية على علاقة بحزب العمال الكردستاني، تنم أيضا عن موقفين. فمن جهة يهدد أردوغان بضرب مواقع القوات الكردية في شمال سوريا دون الرجوع إلى أحد، ومن جهة ثانية فإن اشتراط الأمر على تعرض القوات التركية لأي هجمات من قبل القوات الكردية تلك هدفه تفريغ تهديداته من أي سلوكيات تنفيذية.

 

ونقلت صحيفة صباح التركية عن أردوغان قوله “أبلغناهم (أثناء زيارته لواشنطن) ذلك بوضوح: إذا وقع هجوم من أي نوع على تركيا من جانب وحدات حماية الشعب الكردية السورية أو حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي فإننا سنطبق قواعد الاشتباك دون الرجوع لأحد”.

 

وقال أردوغان إن الولايات المتحدة اتخذت قرارها بشأن عملية الرقة ولن تتمكن تركيا من المشاركة بسبب مشاركة وحدات حماية الشعب.

 

ورأت أوساط تركية مراقبة أن موقف أردوغان الذي يبدو صقوريا في الشكل، إلا أنه يكشف في المضمون عن خضوعه للإرادة الأميركية بأن لا مكان لتركيا في معركة الرقة.

 

وأضافت هذه الأوساط أن تهديد أردوغان بضرب الأكراد هو للاستهلاك الداخلي التركي طالما أن لا خطط للقوات الكردية بمهاجمة القوات التركية وفق الرعاية الأميركية التي تحظى بها. لكن هذه الأوساط لفتت إلى أن أردوغان يعوّل على ما بعد معركة الرقة بقوله “أعتقد أنهم سيلجأون لنا في ما يتعلق بموضوع سوريا”.

 

واعتبرت مراجع دبلوماسية غربية متابعة للشؤون التركية أن مطالبة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بإزاحة بريت ماكغورك، مبعوث الرئيس الأميركي في التحالف الدولي ضد داعش، هو محاولة لإخفاء الخلاف بين أنقرة وواشنطن وخفضه إلى مستوى تقني يتعلق بشخص الدبلوماسي الأميركي.

 

وقال الوزير التركي إن ماكغورك “يدعم بوضوح” مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا وانفصاليي حزب العمال الكردستاني في تركيا. وهناك فائدة في استبداله.

 

جدعون راشمان: تركيا علمت الولايات المتحدة كيف تموت الديمقراطية خلال زيارة أردوغان

وأضاف “أبلغنا الأميركيين عن أسفنا لعدم إنصاتهم للمقترحات التركية في عام 2012، الخاصة بحل الأزمة السورية، وأكّدنا لهم أنّ تركيا لن تشارك في أي عملية عسكرية في حال وجود عناصر قوات حماية الشعب الإرهابية”.

 

ورأت مصادر أوروبية أن الأزمة الحالية بين تركيا وألمانيا تهدف إلى إظهار موقف تركي متشدد في مقاربة العلاقة مع الغرب عامة وألمانيا خاصة بهدف التخفيف من الخيبة التي تلقاها أردوغان في نهاية زيارته إلى واشنطن.

 

وقال أوغلو إن تركيا لن ترجو ألمانيا للبقاء في قاعدة إنجرليك التركية التي تنطلق منها طائرات التحالف الدولي لضرب مواقع تنظيم الدولة الإسلامية وهددت برلين بالانسحاب منها. مضيفا أن “عليهم أن يقرروا بأنفسهم، نحن لن نرجوهم البقاء”.

 

وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وصفت الاثنين رفض أنقرة السماح لنواب ألمان بزيارة جنود ألمان في القاعدة بأنه “مؤسف” وألمحت إلى البحث عن “بدائل” عن إنجرليك مثل الأردن.

 

وعلى الرغم من محاولات تجري لتخفيف التوتر بين برلين وأنقرة سواء من خلال تصريحات ألمانية أو من خلال تأكيد الحلف الأطلسي أنه لن يكون طرفا في النزاع الحالي بين تركيا وألمانيا، إلا أن المراقبين يعتبرون أن ضررا كبيرا أصاب علاقات تركيا الغربية في الأيام الأخيرة. ودعا رودريش كيزفتر خبير شؤون السياسة الخارجية بحزب المستشارة الألمانية المسيحي الديمقراطي لبقاء الجنود الألمان في قاعدة “إنجرليك” الجوية التركية.

 

وقال “ليس بالضرورة أن يتم السماح لنواب برلمانيين بزيارة القاعدة. حق الزيارة مهم، ولكنه لا يسهم في تحسين الوضع أو جعله سيئا هناك”.

 

من جهته، أشار ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أنه لا يرى دورا للوساطة بالنسبة للحلف، وقال على هامش اجتماع وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي “هذا النقاش يعد شأنا ثنائيا بين تركيا وألمانيا”.

 

وأكدت مصادر تركية معارضة أن حادث الشجار بين محتجين مع حماية أردوغان الذي جرى أمام السفارة التركية في واشنطن يعبر عن وجه من أوجه التوتر بين أنقرة وواشنطن، وأن تبادل الخطب الودية الدبلوماسية بين أردوغان وترامب لم يستطع مواراة بقاء الهوة متسعة بين البلدين، على الرغم من تعويل أردوغان على شخص الرئيس ترامب لإصلاح ذات البين بين البلدين بعد التوتر الذي شاب علاقات البلدين إبان عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.

 

وقال السناتور الأميركي جون مكين، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ “علينا أن نرمي سفيرهم خارج الولايات المتحدة (…) هذا النوع من الأمور يجب ألا يمر من دون رد دبلوماسي”.

 

ووصف المحلل السياسي جدعون راشمان زيارة أردوغان إلى واشنطن بأن “تركيا ستعلم الولايات المتحدة كيف تموت الديمقراطية”.

 

وقال في تقرير بصحيفة فايننشال تايمز إن أردوغان وترامب “حولا بلديهما إلى شركة عائلية واستندا على ولاء أسرتيهما جيرارد كوشنير وبيرات البيارك”.

 

وأوضح أن الفارق بين الرئيسين أن أردوغان نجح في جعل البلاد تتجه إلى حكم الفرد المطلق، كما نجح في السيطرة على وسائل الإعلام والنظام القضائي في طريقة تعتبر شبه مستحيلة في أميركا.

 

روسيا تندد بإقرار قانون قيصر لمعاقبة داعمي الأسد  

ندد سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي بمشروع قانون قيصر الذي أقره مجلس النواب الأميركي والذي يفرض عقوبات على داعمي النظام السوري ويدعو إلى محاكمة مرتكبي جرائم الحرب.

 

واتهم ريابكوف في تصريحات خاصة لوكالة “سبوتنيك” الروسية الساسة الأميركيين الذين عملوا على تمرير مشروع القانون بالعمل لصالح “الإرهابيين”، مشيرا إلى أن هدفهم “إسقاط السلطات الشرعية في البلاد، لا المساعدة في التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة السورية”.

 

ويطالب التشريع الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض عقوبات على الأشخاص والكيانات الأجنبية التي تقدم الدعم المادي والتقني للنظام السوري بعد سريان التشريع وإجازته من قبل الرئيس.

 

وحظي قانون قيصر بدعم الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وهو يحمل الاسم الحركي لمنشق عن النظام السوري سرب آلاف الصور المؤلمة لآلاف الجثث التي قضى أصحابها بسبب التعذيب بمختلف أنواعه على يد قوات النظام في السجون السورية.

 

ومن شأن قانون قيصر -برأي كثيرين- أن يمتحن الجدية التي بدا كأن الرئيس ترمب يتعامل بها مع النظام السوري وحلفائه فيما يتعلق بإيذاء المدنيين، بالنظر إلى الضربة العسكرية التي شنتها إدارته على قاعدة “الشعيرات” الجوية التابعة للنظام السوري في أبريل/نيسان الماضي.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

دراسة: اتفاق خفض التصعيد بسوريا يقلق إسرائيل  

قالت دراسة بحثية إسرائيلية إن اتفاق مناطق خفض التصعيد في سوريا يحمل لـ إسرائيل بعض المخاطر لأنه لا يتضمن حماية مصالحها الأمنية بحكم غياب الدور الأميركي.

وفي الوقت ذاته، ترى الدراسة -التي نشرها معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب- أن هذا الاتفاق قد يمنح إسرائيل فرصة التأثير في الحرب الدائرة في سوريا.

 

وأوضحت الدراسة أن إسرائيل حافظت منذ اندلاع تلك الحرب على سياسة عدم التدخل في تطوراتها الساخنة، باستثناء قيامها بشن هجمات للحيلولة دون إيصال أسلحة متطورة لحزب الله في لبنان.

 

لكن اتفاق مناطق خفض التصعيد الأخير قد يدفعها لإعادة النظر في هذه السياسة مجددا، لأن هذا الاتفاق يشكل من وجهة نظرها خطوة إضافية في صياغة مستقبل سوريا.

 

وفي الوقت ذاته، توصلت الدراسة إلى أن هذا الاتفاق يضع أمام دوائر صنع القرار في تل أبيب جملة من التحديات والمخاطر الماثلة أمامها.

 

وقد ناقش معد الدراسة الباحث أوفيك ريمر تأثيرات هذا الاتفاق على إسرائيل من مختلف الأصعدة.

 

فعلى الصعيد الإقليمي، يقول ريمر إن الاتفاق تمت صياغته في ظل غياب واضح لدور الولايات المتحدة، وظهور جلي لدور روسيا وإيران وتركيا، مما يعني أنه لم يتضمن المصالح الإسرائيلية.

الوجود الإيراني

ويضيف ريمر أن الاتفاق المذكور يوفر لإيران موقعا رسميا معترفا به داخل سوريا، ويمنحها شرعية لوجودها العسكري، في موقف يتناقض كليا مع الخطوط الحمراء التي وضعتها واشنطن وتل أبيب.

 

وعلى الصعيد المحلي، فإن الاتفاق قد يوفر للنظام السوري فرصة العودة للمناطق الحدودية المحاذية لإسرائيل، ما يعني إفساح المجال للقوات المعادية لها للاقتراب من حدودها، وإشغال القوات الإسرائيلية بهذه المناطق التي تشهد هدوءا منذ سنوات طويلة.

يُشار إلى أن ريمر ضابط سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وكان يعمل باحثا متخصصا في دائرة سوريا.

 

من جانبها، أوصت المشاركة بإعداد الدراسة كرميت فلانسي بأن تقوم إسرائيل بمنع وقوع هذه السيناريوهات السيئة بالنسبة لها، وذلك بالعمل على عدة مسارات: أولها إبداء حسم أكبر تجاه روسيا وتفعيل قواتها العسكرية في المنطقة بموازاة الجهود الروسية، وثانيهما تعزيز دور الولايات المتحدة والأردن ودول الخليج لإبداء تدخل أكبر في المباحثات الإستراتيجية حول الأزمة السورية.

 

أما المسار الثالث، فهو فرض احترام الخطوط الحمراء التي أعلنتها إسرائيل منذ اندلاع الحرب السورية وهي منع وجود أي قوات إيرانية أو تابعة لحزب الله جنوب غرب سوريا، خاصة في هضبة الجولان.

 

ويتضمن هذا المسار منع استخدام الأجواء والأراضي السورية لنقل الأسلحة والمعدات العسكرية لحزب الله.

 

إسرائيل والأردن

وأكدت فلانسي -المتخصصة بشؤون الشرق الأوسط ولديها أبحاث عسكرية حول حماس وحزب الله- ضرورة العمل على وجود اتفاق بين الدول المجاورة لسوريا في أي اتفاق يخص صورتها المستقبلية.

 

وتضيف أنه إذا كانت تركيا قد حفظت مصالحها الأمنية والإستراتيجية بشمال سوريا، فلابد لإسرائيل والأردن من أن تضمنا مصالحهما في جنوبها، وتفعيل صلاحيات قوات الأمم المتحدة للحفاظ على وقف إطلاق النار في هضبة الجولان.

وختمت الدراسة بالمطالبة بإعداد جهاز تنسيقي بين إسرائيل والأردن والولايات المتحدة لتصميم إستراتيجية مشتركة، سواء لتنسيق مواقفها إزاء المباحثات السياسية حول مستقبل سوريا، أو إدارة الجهود العسكرية في جنوبها.

 

وكل ذلك يتطلب من إسرائيل إعادة النظر في سياستها القاضية بعدم التدخل في الأزمة التي تشهدها سوريا، وإبداء حزم أكبر تجاه حفظ مصالحها الحيوية هناك.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

دي ميستورا يختتم جنيف6 باستماع منفصل للمتفاوضين  

تُختتم اليوم الجمعة الجولة السادسة من مفاوضات جنيف الأممية حول الأزمة السورية، بعقد المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا اجتماعات منفصلة مع أطراف المفاوضات.

 

وقال متحدث باسم وفد المعارضة إن اجتماع اليوم سيتناول رؤية المعارضة لهيئة الحكم الانتقالي، مشيرا إلى أن الوفد سيحضر بكامل أعضائه، بعدما كان عدد من ممثلي بعض الفصائل المسلحة التابعة للمعارضة قد أعلنوا تعليق مشاركتهم في الوفد.

 

وأرجعت تلك الفصائل قرار المقاطعة -الذي عدلت عنه لاحقاـ إلى “عدم وضوح المرجعية في المفاوضات، والتخبط في اتخاذ القرارات، وعدم وجود إستراتيجية تفاوضية واضحة، فضلا عن اعتبارها أن العلاقة بين الهيئة العليا للمفاوضات وبين الوفد المفاوض لا تصب في مصلحة الثورة”.

 

وفي وقت سابق أمس، قالت الأمم المتحدة إن الأطراف السورية المشاركة في الجولة السادسة من مفاوضات جنيف وافقت على تشكيل لجان على مستوى الخبراء لمناقشة قضايا دستورية.

 

وأعلن مكتب دي ميستورا ما اعتبرها “أول خطوة ملموسة”، وهي عقد سلسلة من الاجتماعات المنفصلة مع وفدي الحكومة والمعارضة لمناقشة “القضايا القانونية والدستورية المتعلقة بالمفاوضات بين السوريين”.

الانتقال السياسي

وكان رئيس وفد المعارضة السورية إلى جنيف نصر الحريري قال إن الوفد عقد جلسة مع خبراء الفريق الأممي بحثت الإجراءات الدستورية والقانونية التي تخدم عملية الانتقال السياسي وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي.

 

وأوضح الحريري أنه جرت مناقشة كيفية الانتقال السياسي وأمور فنية أخرى، مؤكدا أن جلسة أمس ركزت على الإجراءات الدستورية والقانونية التي تخدم الانتقال السياسي. وأضاف أن الوفد سيسلم دي ميستورا اليوم الجمعة مذكرتين عن دور إيران في سوريا الذي وصفه بالتخريبي وكذلك مسألة المعتقلين.

 

وتابع أن الوفد قدم تقارير إلى المبعوث الأممي عن الأوضاع الإنسانية، ركزت على ملف المعتقلين، خاصة عمليات الاعتقال المستمرة التي لم تتوقف، واعتقال الشباب من المناطق المهجرة وإرسالهم مع المفرج عنهم إلى جبهات القتال.

 

في المقابل، قلل رئيس وفد النظام السوري إلى مفاوضات جنيف بشار الجعفري -عقب إعلان الأمم المتحدة- من قدرة اجتماعات الخبراء على الدفع قدما بعملية وضع الدستور، وقال إن “عمل هؤلاء الخبراء لن تكون له علاقة بالدستور.. ولن يتخذوا قرارات”.

 

وقال الجعفري إن اجتماعات وفد النظام مع دي ميستورا تبحث ورقة المبادئ الأساسية التي تتضمن في بنودها نقاطا مناسبة تصلح كمبادئ دستورية، وسيعرض الخبراء نتائج اجتماعاتهم هذه على اجتماع وفد النظام مع المبعوث الخاص لإصدار القرار النهائي بشأنها.

 

ويتمسك وفد المعارضة السورية بمطلب تنحي الرئيس بشار الأسد أثناء المرحلة الانتقالية، وهو ما يرفضه وفد النظام ويعده غير قابل للنقاش.

 

يُذكر أنه إلى جانب وضع دستور جديد، تركز مفاوضات جنيف على ثلاثة محاور أخرى، هي مكافحة الإرهاب، ونظام الحكم، وتنظيم الانتخابات. لكن لم يتحقق أيّ تقدّم في هذه المحاور منذ تحديد هذه المواضيع الأربعة بالجولة السابقة في مارس/آذار الماضي.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

موسكو تنتقد قصف واشنطن قوات موالية للنظام السوري  

انتقد نائب وزير الخارجية الروسي الضربة الأميركية التي استهدفت قوات موالية للنظام السوري قرب بلدة التنف على الحدود العراقية السورية أمس الخميس، في حين أكد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أن واشنطن لن توسع دورها بالحرب السورية. يأتي ذلك في وقت بثت قناة محلية عراقية صورا تظهر قيام مقاتلات أميركية بقصف آليات عسكرية تابعة لمليشيا “سيد الشهداء” التابعة للحشد الشعبي قرب الحدود العراقية السورية.

 

وقال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إن الضربة الأميركية تنتهك سيادة سوريا ولا تساعد العملية السياسية، مشيرا إلى أن الإجراءات ضد الجيش السوري ليست عملية في محاربة تنظيم الدولة وجبهة النصرة، وهو أمر غير مقبول تماما على حد تعبيره.

 

ولم يشر المسؤول الروسي بشكل مباشر للضربة العسكرية الأميركية الأخيرة قرب التنف ولكن تصريحاته جاءت عقب القصف الأميركي لقوات موالية للنظام في تلك المنطقة.

 

وقد نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري في قوات النظام قوله إن قوات التحالف الدولي استهدفت الخميس إحدى النقاط العسكرية التابعة لقوات النظام على طريق التنف في البادية السورية، وأضافت الوكالة أن القصف قتل عددا من قوات النظام وتسبب بخسائر مادية.

 

ووصف المصدر العسكري هذا القصف بالاعتداء، وقال إن “تبرير العدوان بعدم استجابة القوات المستهدفة للتحذير بالتوقف عن التقدم مرفوض جملة وتفصيلا”.

 

في هذه الأثناء، بثت قناة محلية عراقية صورا قالت إنها صورت من قبل مقاتل في مليشيا الحشد الشعبي لموقع القصف. وبث مقطع مصور على مواقع التواصل يسمع فيه صوت المقاتل وهو يقول إن الطائرات وجهت ضربات مباشرة للآليات على قاطع عمليات تابع للأميركان عند معبر التنف السوري.

 

وكان مسؤولون أميركيون أعلنوا أن الجيش الأميركي نفذ ضربة جوية الخميس ضد جماعة مسلحة تدعم النظام السوري “بعد توغلها في منطقة عازلة” قرب مدينة التنف في سوريا.

 

وقال التحالف بقيادة الولايات المتحدة في بيان إن الجماعة المسلحة -التي كانت مؤلفة من عشرات الأفراد وتقود دبابة ومعها عدد من معدات البناء- تجاهلت طلقات تحذيرية من طائرات أميركية ومحاولات روسية لمنع تقدمهم.

وذكر مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه أن الجماعة ربما كانت تحاول إنشاء موقع لها قرب حامية عسكرية تستخدمها الولايات المتحدة والقوات التي تدعمها حول التنف، مضيفا أن الجماعة كانت على الأرجح تستكشف إلى أي مدى يمكنها الاقتراب من التنف.

 

وأوضح بيان التحالف أن “قواته عاملة في منطقة التنف منذ عدة أشهر تدرب وتقدم المشورة لقوات شريكة مختارة تشارك في القتال ضد (تنظيم) الدولة الإسلامية.” بينما أكد مسؤولون أميركيون أن هناك اتفاقا مبرما مع روسيا على مناطق “عدم اشتباك” حول حامية التنف بما يعني تجنب وقوع اشتباك عرضي بين القوات.

 

اشتباكات وقصف

وقال مزاحم السلوم من جماعة “مغاوير الثورة” التي تدعمها الولايات المتحدة إن القافلة كانت تضم مسلحين سوريين ومسلحين تدعمهم إيران، وكانت متجهة نحو قاعدة التنف عندما اشتبكت مع مقاتلين من المعارضة.

 

وذكر السلوم أن “(..) سرية استطلاع اشتبكت وبلغت التحالف أنها تتعرض لهجوم من مليشيات إيرانية والنظام في هذه المنطقة وطلع التحالف وسحقهم”.

 

وتعرضت المجموعة لاستهداف الضربة الجوية بعد أن تقدمت لمسافة تبعد 27 كيلومترا عن القاعدة.

 

من جهة أخرى، قال قائد بالتحالف المؤيد للرئيس السوري بشار الأسد إن “غارة تحذيرية” للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن حاولت الخميس منع محاولة للتقدم صوب قاعدة التنف بجنوب سوريا.

 

وأضاف القائد، وهو غير سوري، أن الغارة دمرت دبابة واحدة فقط ولم تستهدف إسقاط ضحايا أو إلحاق أضرار بل منع هجوم وتقدم لقوات الحكومة السورية وفصيل مسلح موال لها.

 

ضغوط وتحذير

ويظهر التطور الأخير أن المنطقة المحيطة بحامية التنف العسكرية في جنوب شرق سوريا قد تتعرض لضغوط.

 

والتنف جزء من منطقة تعرف باسم البادية تتألف من مساحات شاسعة من الصحراء نادرة السكان التي تمتد إلى حدود الأردن والعراق، وأعلن وزير الخارجية السوري في وقت سابق من هذا الشهر أنها أولوية عسكرية.

 

وسمح تقدم لمقاتلي المعارضة -بدعم من الولايات المتحدة- بسيطرتهم على مناطق في البادية وانتزاعها من يد تنظيم الدولة مما أقلق الحكومة السورية وحلفاءها.

 

من جانبها، حذّرت جماعات بالمعارضة السورية من أن الجيش السوري ومسلحين مدعومين من إيران نقلوا مئات الجنود بدبابات إلى بلدة السبع بيار بالبادية ويقتربون من طريق سريع إستراتيجي يربط دمشق بـ بغداد.

 

غير أن هذا التطور لا يشير فيما يبدو إلى تغير كبير في دور الجيش الأميركي بسوريا والمتمثل بالتركيز على قتال تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وقال وزير الدفاع الأميركي إن بلاده لا توسع دورها في الحرب الأهلية السورية لكنها ستدافع عن قواتها عند الضرورة.

 

وأضاف ماتيس “نحن لا نزيد من دورنا في الحرب الأهلية السورية، لكننا سندافع عن قواتنا، سندافع عن أنفسنا إذا اتخذت خطوات عدائية ضدنا، وهذه سياستنا المستمرة من فترة طويلة”.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

ضغوط روسية على وفد المعارضة لقبول مناقشة ملف الدستور

دبي- قناة العربية

قالت مصادر في #المعارضة_السورية إن هناك ضغوطا #روسية كبيرة على وفد #هيئة_التفاوض في #جنيف للقبول بمناقشة ملف الدستور.

وقالت المصادر إن الاجتماع الذي عقده وفد الهيئة العليا للتفاوض مع نائب وزير خارجية روسيا غينادي #غاتيلوف تضمن تصريحات من المسؤول الروسي أنه لا توجد أي قرارات دولية برحيل #الأسد.. ورد وفد المعارضة بأنه لا يمكن قبول أي حل في سوريا يتضمن بقاء بشار الأسد في السلطة.

 

 

ويجري غاتيلوف اتصالات واجتماعات مع جميع الوفود المشاركة، كان آخرها وفد المعارضة الذي قالت مصادر إن المبعوث الروسي حاول الضغط عليه للقبول بنقاش القضايا الدستورية خلال هذه الجولة بعدما كانت المعارضة تصر على مناقشة ملفات #الانتقال #السياسي والمعتقلين.

 

وحاولت المعارضة، بحسب المصادر، إيصال وجهة نظرها إلى المبعوث الروسي بأنها لن تقبل بأي حل في ظل بقاء الأسد، لكن غاتيلوف أبلغ المعارضين السوريين بأنه لا يوجد أي قرار دولي يتحدث عن مصير الأسد.

 

سوريا تصف ضربة أمريكية “بالإرهاب” وروسيا تعتبرها “غير مقبولة

جنيف/موسكو (رويترز) – قال بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية بمحادثات جنيف يوم الجمعة إن الضربة الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة في سوريا يوم الخميس تمثل “إرهاب حكومات” وسببت مجزرة في حين وصفت روسيا الضربة بأنها انتهاك غير مقبول للسيادة السورية.

 

وقال مسؤولون أمريكيون لرويترز إن الجيش الأمريكي نفذ الضربة الجوية يوم الخميس ضد مسلحين تدعمهم الحكومة السورية شكلوا تهديدا للقوات الأمريكية ومقاتلين سوريين تدعمهم الولايات المتحدة في جنوب البلاد.

 

وقال الجعفري إنه أثار الواقعة خلال محادثات السلام في جنيف مع ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا.

 

وقال للصحفيين “كنا نتحدث بشكل مسهب عن المجزرة التي أحدثها العدوان الأمريكي أمس في بلادنا وأخذ هذا الموضوع حقه من النقاش والشرح ولم يكن غائبا عن أنظارنا”.

 

وتابع يقول “المهم في الموضوع هو أن طموحنا السياسي هو الأعلى من حيث الاهتمامات والمشاغل ضمن جميع الأطراف المشاركة، طموحنا طبعا هو الأعلى لأننا نريد أن نركز باستمرار على مسألة مكافحة الإرهاب، الإرهاب الإرهابي المتمثل بالمجموعات الإرهابية وإرهاب الدول والحكومات أيضا الذي يجري بحق بلادنا ومن ضمن ذلك طبعا العدوان الأمريكي والعدوان الفرنسي أحيانا والعدوان البريطاني على بلادنا”.

 

والضربة الأمريكية هي ثاني هجوم عسكري متعمد للولايات المتحدة على قوات موالية للرئيس بشار الأسد. ففي أبريل نيسان أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتوجيه ضربة بصواريخ كروز ردا على هجوم كيماوي اتهمت واشنطن الحكومة السورية بالمسؤولية عنه.

 

ونقلت وكالات أنباء روسية عن نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف قوله يوم الجمعة إن الضربة الأمريكية ستعرقل المساعي لإيجاد حل سياسي للصراع هناك.

 

ونقلت الوكالات عن جاتيلوف قوله “أي إجراء عسكري يقود إلى تصعيد الوضع في سوريا له تأثير على العملية السياسية”.

 

وتابع “هذا غير مقبول تماما ويمثل انتهاكا لسيادة سوريا”.

 

ونقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري قوله يوم الجمعة إن الضربة الجوية أصابت “إحدى نقاطنا العسكرية” دون أن يخوض في التفاصيل.

 

وأضاف أن الضربة الجوية أسفرت عن مقتل عدد من الأشخاص وسببت أضرارا مادية وقال إن هذا يعرقل مساعي الجيش السوري وحلفائه لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وانتقد جاتيلوف ما قال إنها ضربة منفصلة وقعت يوم الأربعاء 17 مايو أيار.

 

ونُقل عنه القول “حرفيا قبل يوم من (ضربة الخميس) كانت هناك ضربة أسفرت عن سقوط عدد كبير من الوفيات بين المدنيين وهو أيضا أمر غير مقبول”.

 

ولم تتحدث الولايات المتحدة عن أي ضربات نفذها التحالف بقيادة واشنطن في ذلك اليوم.

 

(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

 

الفشل يخيم على الجولة السادسة من المفاوضات السورية في جنيف

تنتهي الجمعة الجولة السادسة من المفاوضات السورية في جنيف من دون أن تحقق على غرار سابقاتها أي تقدم ملفت وفي ظل توتر غداة قصف التحالف الدولي بقيادة أميركية نقاطاً لقوات النظام بالقرب من الحدود الأردنية.

وتأتي الجولة السادسة من المفاوضات بين الحكومة والمعارضة السوريتين في إطار الجهود الدولية المبذولة لتسوية نزاع تنوعت أطرافه وجبهاته وأودى بحياة أكثر من 320 ألف شخص منذ اندلاعه في العام 2011.

 

وكان من المتوقع أن تركز جولة المفاوضات هذه على عناوين أربعة جرى تحديدها خلال الجولة الرابعة في شباط ـ فبراير وهي نظام الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب.

 

إلا أن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا بدا أكثر تركيزا على القضايا المتعلقة بالدستور عبر عقد اجتماعات الخبراء في القضايا القانونية والدستورية.

 

وبعد الاجتماع الأخير في هذه الجولة مع دي ميستورا، قال رئيس وفد الحكومة السورية إلى جنيف بشار الجعفري للصحافيين “في هذه الجولة ناقشنا بشكل رئيسي موضوعاً واحداً فقط وهو يمكن أن تعتبروه الثمرة التي نجمت أو نضجت أو نتجت عن هذه الجولة وأعني بذلك اجتماعات الخبراء”.

 

وأضاف “حدث اجتماع واحد أمس (الخميس) بين خبرائنا وخبراء المبعوث الخاص، وهذه هي النتيجة الوحيدة التي خرجنا بها في هذه الجولة”.

 

ويضع مصدر دبلوماسي غربي مبادرة الأمم المتحدة بشأن الاجتماعات الدستورية في إطار الجهود “للدخول في العمق”.

 

وأضاف “الأمر متعلق بسعي المبعوث الدولي لإبقاء عملية جنيف حية وذات فائدة”، موضحا “شكلت محادثات أستانا محور الاهتمام مؤخرا ولكن في الحقيقة هنا (في جنيف) يبقى المسرح الرئيسي لحل النزاع السوري”.

 

ويفترض أن يلتقي وفد الهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، بدوره دي ميستورا مساء الجمعة أيضا قبل أن يتحدث الأخير للصحافيين في ختام الجولة.

 

وشهدت الهيئة العليا للمفاوضات على هامش مشاركتها في جنيف انقساما بين أعضائها، تمثل في انسحاب عدد من الفصائل العسكرية المعارضة مساء الخميس من الوفد التفاوضي لعدم رضاها على عمل الهيئة.

 

وعددت تلك الفصائل أسبابا عدة بينها “عدم وجود مرجعية والتخبط في اتخاذ القرار، والعلاقة بين الهيئة العليا للمفاوضات والوفد التفاوضي (التي) لا تصب في مصلحة الثورة”.

 

إلا أن الهيئة أكدت الجمعة مشاركة كامل أعضاء وفدها التفاوضي في الاجتماع مع دي ميستورا.

 

ومن شأن تلك الانقسامات أن تضعف موقف الهيئة العليا للمفاوضات في محادثات تشارك فيها المعارضة أصلا عبر ثلاث مجموعات منفصلة تختلف في رؤاها، هي الهيئة العليا ومنصة القاهرة ومنصة موسكو.

 

وعلى غرار جولات سابقة، اصطدمت الاجتماعات في جنيف بتعنت الطرفين إذ كررت المعارضة السورية مطالبتها برحيل الرئيس السوري بشار الأسد مع بداية المرحلة الانتقالية، وهو أمر ترفض دمشق مناقشته.

 

القصف الأميركي

 

وبالإضافة إلى الخلافات السياسية، طغى على ختام الجولة الحالية قصف جوي للتحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد قوات النظام في شرق سوريا.

 

وقال الجعفري في ختام لقائه دي ميستورا إنه جرى الحديث “بشكل مسهب عن المجزرة التي أحدثها العدوان الأميركي أمس في بلادنا”.

 

وأشاد المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات يحيى العريضي في وقت سابق بضربة التحالف الدولي. وقال “نرحب بتحرك قوي ضد القوات الأجنبية التي حولت سوريا إلى ميدان للقتل”.

 

وكان مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية أعلنوا أنّ طائرات التحالف بقيادة واشنطن قصفت الخميس قافلة لمقاتلين موالين للجيش السوري كانت في طريقها الى موقع عسكري تتولى فيه قوات التحالف تدريب فصائل معارضة في منطقة التنف قرب الحدود الأردنية.

 

إلا أن مصدرا عسكريا سوريا أكد الجمعة أن ما وصفه بـ”الاعتداء السافر” استهدف “إحدى نقاطنا العسكرية” على طريق التنف.

 

وأسفرت الضربة الأميركية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مقتل ثمانية أشخاص “معظمهم غير سوريين”.

 

وتقاتل قوات ايرانية ولبنانية وعراقية إلى جانب الجيش السوري في النزاع المستمر منذ ست سنوات.

 

ونددت روسيا بدورها بالقصف “غير المقبول” ضد القوات السورية. ونقلت وكالة أنباء “ريا نوفوستي” عن نائب وزير الشؤون الخارجية غينادي غاتيلوف الجمعة أن “أي عمل عسكري يزيد من تصعيد الوضع في سوريا يؤثر على العملية السياسية. خصوصا عندما يتعلق الأمر بأعمال (عسكرية) ضد القوات المسلحة السورية”.

 

وكان غاتيلوف عقد خلال الأسبوع سلسلة من اللقاءات مع الوفود المشاركة في المفاوضات في جنيف فضلا عن دي ميستورا.

 

وترعى روسيا إلى جانب إيران حليفة دمشق أيضا وتركيا الداعمة للمعارضة محادثات أخرى في أستانا تركز أساسا على تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا.

 

ووقعت الدول الثلاث مذكرة في أستانا في الرابع من الشهر الحالي، تقضي بإنشاء أربع مناطق “لتخفيف التصعيد” في ثماني محافظات سورية يتواجد فيها مقاتلو الفصائل المعارضة.

 

فصائل عسكرية سورية معارضة تتراجع عن تعليق مشاركتها في جنيف

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 19 مايو 2017

 

روما -تراجعت فصائل المعارضة السورية المسلحة عن تعليق مشاركتها في الوفد المفاوض الرئيسي المشارك في مؤتمر جنيف، بعد جلسة مشتركة بين الوفد المفاوض والهيئة العليا للمفاوضات، على الرغم من أن المبعوث الأممي لسورية ستافان دي ميستورا ما زال مصراً على مناقشة الدستور في جلسة المفاوضات التي تُعقد اليوم الجمعة.

 

وكانت الفصائل العسكرية المشاركة في مفاوضات جنيف قد قررت الخميس تعليق مشاركتها بسبب “عدم وضوح المرجعية والتخبط في اتخاذ القرار”، وبسبب “العلاقة بين الهيئة العليا للمفاوضات وبين الوفد المفاوض الرئيسي التي لا تصب في مصلحة الثورة”،  وفق قرار هذه الفصائل الخطي الذي سلمته للهيئة العليا للمفاوضات أمس.

 

والكتائب العسكرية المعنية هي فرقة السلطان مراد، فيلق الشام، جيش الثورة، جيش اليرموك، حركة تحرير الوطن، تحالف قوات الجنوب، جيش أحرار العشائر والجبهة الشامية.

 

إلى ذلك، قالت مصادر في المعارضة السورية المشاركة في جنيف، إن المبعوث الأممي “سحب فيما يبدو، مؤقتاً، اقتراح تشكيل آلية تشاورية حقوقية ودستورية”، وأخبر المعارضة السورية أن خبراء في مكتبه “سيعيدون دراسة الاقتراح، وتقديمه في وقت لاحق”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى