أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 20 تشرين الثاني 2015

 

 

 

السعودية تستضيف مؤتمراً للمعارضة الشهر المقبل

لندن، واشنطن، باريس، دمشق، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

أعلن أمس ان السعودية ستضيف منتصف الشهر المقبل مؤتمراً موسعاً للمعارضة السورية وشدد الرئيس باراك اوباما على رحيل الرئيس بشار الاسد لانهاء النزاع المستمر منذ نحو خمس سنوات في وقت اشترط الرئيس السوري «هزيمة الارهاب» واستعادة كامل الاراضي قبل التزام الجدول الزمني المقترح لاجراء انتخابات ما عكس تباينا عن الموقف الروسي الداعم لبيان فيينا اضافة الى شن القوات النظامية غارات مكثفة على الغوطة الشرقية لدمشق بالتزامن مع مفاوضات برعاية روسية لعقد هدنة مع المعارضة.

وذكرت قناة «العربية» مساء أمس ان السعودية ستضيف مؤتمراً موسعاً للمعارضة السورية بعد أيام على البيان الوزاري لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية» بمشاركة روسيا والولايات المتحدة ونص على جدول زمني ينص على تشكيل حكومة انتقالية خلال ستة اشهر واجراء انتخابات خلال 18 شهرا، على ان يعقد لقاء بين ممثلين عن النظام والمعارضة بحلول بداية العام.

وكانت مصادر قالت لـ «الحياة» ان روسيا اعدت قائمة بـ 38 شخصية معارضة، مقابل 15 مرشحاً سمتهم اميركا اضافة الى قائمة عربية ضمنت 25 مرشحاً لـ «الهيئة الانتقالية» بينهم نائب الرئيس السابق فاروق الشرع. واشارت الى تأكيد داعمي سورية وجوب توفير ضمانات بنجاح مؤتمر المعارضة وتشكيل وفد مشترك للتفاوض مع النظام بداية السنة المقبلة لتشكيل حكومة انتقالية.

وقدم المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا امس عرضا لاعضاء مجلس الامن والجمعية العامة حول نتائج مؤتمر فيينا والخطط لوقف شامل للنار في سورية، على ان يلتقي قادة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في اسطنبول الاثنين المقبل، بعد اجتماعات الهيئة العامة لـ «الائتلاف» في اليومين المقبلين. وبدأت بعض الفصائل المعارضة الاستعداد لمرحلة التفاوض، كان بينها اعلان 19 فصيلاً في «الجيش الحر» جنوب سورية تسمية قاسم محمد المطلق «ممثلا سياسيا» لها.

وقال اوباما أمس: «لا يمكنني ان اتصور وضعا يمكننا فيه انهاء الحرب الاهلية في سورية مع بقاء الاسد في السلطة»، ذلك بعد ايام على لقائه (اوباما) الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين في تركيا وظهور بوادر الاقتراب من اتفاق بين الطرفين. وشدد اوباما من مانيلا على ان السوريين لن يقبلوا ببقاء الاسد في السلطة. واضاف: «حتى لو وافقت على ذلك، لا اعتقد ان هذا الامر سينجح».

في المقابل، نقلت «وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الاسد قوله لمحطة التلفزيون الايطالية الرسمية (راي) ان الجدول الزمني للمرحلة الانتقالية «يبدأ بعد إلحاق الهزيمة بالارهاب»، مضيفا: «قبل ذلك لن يكون من المجدي تحديد أي جدول زمني.. لأنه لا يمكن ان تحقق أي شيء سياسي في الوقت الذي يستولي فيه الارهابيون على العديد من المناطق في سورية»، علما ان النظام يعتبر جميع فصائل المعارضة من الارهابيين وان روسيا اقرت «بيان فيينا». وراى الاسد انه بمجرد تسوية هذه المسالة فان «عاما ونصف العام أو عامين ستكون فترة كافية لأي مرحلة انتقالية».

ميدانيا، قتل 12 شخصا واصيب سبعون اخرون جراء غارات جوية لقوات النظام على مدينة دوما، ابرز معاقل الفصائل المقاتلة شرق دمشق، بحسب «المرصد السوري لحقوق الانسان» الذي اشار الى اصابة «16 شخصا بجروح جراء سقوط قذائف مصدرها مواقع الفصائل على احياء المزرعة والزبلطاني والعدوية في دمشق».

وجاء القصف المتبادل بعد الاعلان في وقت متأخر من ليل امس عن مفاوضات بين الحكومة السورية والفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق بهدف التوصل الى اتفاق على وقف لاطلاق النار. واكد «المرصد» استمرار الاتصالات بين الطرفين في محاولة للتوصل الى اتفاق. واعلن «جيش الإسلام» أحد أقوى جماعات المعارضة المسلحة إنه يدرس اقتراحا لوقف إطلاق النار طرحه وسيط دولي. وافادت صفحة «دمشق الآن» على موقع «فايسبوك» ان روسيا تقوم بالمفاوضات مع قادة بالمعارضة، مضيفة ان المعارضة طلبت أن تكون مدة الهدنة 15 يوما، لكن الطلب رفض في الوقت الجاري وإنه لم يطرأ أي تغيير على العمليات العسكرية في المنطقة. وفي تأكد الدور الروسي في الهدنة وتعرض دوما لقصف من قوات النظام، فان ذلك يدل الى بوادر خلافات بين موسكو ودمشق.

 

فيديو جديد لـ «داعش» يهدد بهجمات على البيت الأبيض

واشنطن – رويترز

نشر مقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في العراق فيديو أمس (الخميس)، يهددون فيه البيت الأبيض بتفجيرات انتحارية وتفجير سيارات ملغومة، وتعهدوا بتنفيذ المزيد من الهجمات في فرنسا.

ويشيد الفيديو ومدته ست دقائق بالهجمات التي وقعت في باريس الأسبوع الماضي وفقاً لترجمة من العربية قدمها موقع “سايت” ومقره ماريلاند، والذي يرصد أنشطة الحركات الإسلامية المتشددة.

ويأتي أحدث تهديد بعد يوم من نشر التنظيم المتشدد لفيديو يعرض مشاهد لمدينة نيويورك، والتي أشار إلى أنها قد تكون هدفاً أيضاً. وكان التنظيم المتشدد أعلن المسؤولية عن الهجمات التي شهدتها باريس الجمعة الماضي، وراح ضحيتها 129 شخصاً.

وقال مدير “مكتب التحقيقات الاتحادي” جيمس كومي أمس، إنه لا يعلم بأي تهديد جدي “على غرار هجمات باريس” في الولايات المتحدة.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي لمحطة “سي ان ان” إنه “يجرى فحص فيديو لتحديد صحته”. وأضاف: “الجميع هنا في حكومة الولايات المتحدة يأخذون هذه التهديدات على محمل الجد”.

ولم ترد وزارة الأمن الداخلي الأميركية على طلب للتعليق على الفيديو. ويبدأ الفيديو بلقطات إخبارية تلفزيونية لهجمات باريس ثم يظهر اثنان من المتشددين يتحدث كل منهما على نحو منفصل أمام الكاميرا.

ويحمل الفيديو عنوان “باريس قبل روما” ويظهر فيه مقاتل من “داعش” يهدد بدك “الصروح” الفرنسية ويتعهد بمهاجمة البيت الأبيض.

وقال أحدهما “سنفجره (البيت الأبيض) مثلما فجرنا الأوثان في هذه الأرض الطيبة”. ويهدد المقاتل الثاني الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قائلاً “سنشويهم بإذن الله عز وجل بالأحزمة والمفخخات”.

 

إيران مهتمة برصد دول الجوار وتريد أقماراً اصطناعية روسية

موسكو – رائد جبر

أعلنت روسيا أنها تجري مفاوضات لتوسيع التعاون في مجال صناعة الطيران مع إيران. وقال ديمتري روغوزين، نائب رئيس الوزراء الروسي المسؤول عن القطاع العسكري في الحكومة، إن الجانبين بلغا المراحل النهائية من اتفاق على صفقة ضخمة لتزويد طهران مئة طائرة ركاب من طراز «سوخوي سوبر جيت» المدنية خلال السنوات الخمس المقبلة. ولم يستبعد أن تنقل موسكو مركز التصنيع إلى الأراضي الإيرانية، بسبب ضخامة الصفقة. ولفت إلى محادثات بين الطرفين للتعاون في مجال الفضاء، إذ قال إن طهران «مهتمة جداً بمنظومة غلوناس» الفضائية الروسية للاتصالات والمراقبة. وأضاف أن الحوار بين الجانبين يتركّز على «تصنيع مشترك لأقمار اصطناعية»، مشيراً إلى أن «إيران تسعى إلى امتلاك أقمار اصطناعية بالتعاون مع روسيا، بما في ذلك أقمار للاتصالات والمراقبة». وتابع أن الإيرانيين «يريدون أن يجروا رصداً فضائياً لأراضيهم ومناطق الجوار المحيطة بها».

وتوّجت موسكو وبكين مفاوضات دامت أكثر من سنة، بإبرام صفقة قيمتها بليونَي دولار لتزويد الصين 24 مقاتلة روسية من طراز «سوخوي-35»، في اتفاق يعكس «قراراً سياسياً بتعميق الشراكة الاستراتيجية» بين البلدين.

وأعلن سيرغي تشيميزوف، مدير مؤسسة «روس تيك» المسؤولة عن الصناعات العسكرية الروسية، أن الجانبين توصلا إلى اتفاق حول كل التفاصيل التي أجّلت توقيع الاتفاق أكثر من مرة، مشيراً إلى أن المجمّع الصناعي العسكري سيبدأ إنتاج المقاتلات، على أن تستكمل موسكو تنفيذ العقد بحلول العام 2018.

ولفت فيكتور كلادوف، وهو المسؤول عن قطاع الصادرات في «روس تيك»، إلى أهمية الصفقة، إذ اعتبرها «سابقة»، لأن هذه المقاتلات، وهي من الجيل الرابع بدأ صنعها عام 2007، لم تُصدَّر إلى أي دولة واقتصر استخدامها على سلاح الجو الروسي. وأضاف أن هذا «التطور، كما مع صواريخ أس-400 التي كانت الصين أول شريك لروسيا يشتريها، تعكس خياراً سياسياً لروسيا بتعميق شراكتها الاستراتيجية مع أهم حلفائنا».

وتُعَد بكين تقليدياً شريكاً أساسياً لموسكو في التكنولوجيا العسكرية، وتحتلّ المرتبة الثالثة بين أبرز مستوردي السلاح الروسي، بعد الهند والعراق. ويُرجَّح أن تتيح الصفقة توسيع التعاون بين الجانبين، إذ تُعتبر الأضخم خلال السنوات الأخيرة.

وتتميّز النسخة المطوّرة لمقاتلة «سوخوي-35» التي ستشتريها الصين، بسرعة خارقة تصل إلى 2500 كيلومتر في الساعة، وهي قادرة على التحليق 3400 كيلومتراً من دون التزوّد بوقود، وإصابة أهدافها بدقة على مدار قطره 1600 كيلومتر.

والمقاتلة التي استخدمتها روسيا للمرة الأولى ميدانياً في سورية، خلال عملياتها العسكرية الأخيرة، مُزوّدة مدافع عيار 30 ميلليمتراً، وقادرة على حمل ثمانية أطنان من الذخيرة، بما في ذلك صواريخ وقذائف ثقيلة. والمقاتلة مُجهَّزة بنظام إدارة معلوماتي متطوّر، وبجهاز رادار متطوّر، وبمحركين جديدين بتقنية إشعال بلازمي.

 

طه جينك لـ«الحياة»: التدخل الروسي أبقى النظام السوري على قيد الحياة

انطاليا – «الحياة»

اعتبر مستشار رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، طه جينك التدخل الروسي في سورية «حاسماً» في إبقاء النظام السوري على قيد الحياة، لافتاً إلى أنه جاء بعد أن لاحظ الكرملين أن قوة الأسد تتهاوى أمام المعارضة المعتدلة، التي حققت منجزات على الأرض، دفعتها إلى السيطرة على نحو 70 في المئة من الأرض السورية، مقراً بأن التدخل الروسي «عقّد الملف السوري أكثر».

وأكد في حوار مع «الحياة» أن «لا بد من قول فصل للدول الكبرى بعد التدخل الروسي، إلا أن تنسيق الأتراك والسعوديين والقطريين في ما بينهم، لدعم المعارضة المسلحة، سيفضي إلى دفع الأمور نحو تحسن أكبر»، في إشارة منه إلى التعجيل بحل سياسي. وقال: «إن رؤيتنا (الدول الثلاث) في موضوع دعم المعارضة السورية واحدة، فتركيا والسعودية، وأيضاً قطر متفقة في هذا الموضوع، ولكن التدخل الروسي غيّر الموازين في الموضوع السوري»، متوقعاً أن «لا يكون هناك حل إلا إذا كانت هناك رؤية دولية واضحة في هذا الموضوع من الدول الكبرى»، لافتاً إلى أن موضوع سورية تم تداوله في القمة مع رؤساء الدول الكبرى.

وأضاف المستشار الذي كان يتحدث إلى «الحياة» خلال انعقاد قمة الـ20: «إن الآونة الأخيرة شهدت إنجازات كبيرة للمعارضة في الميدان، وروسيا رأت هذا الأمر، وأيقنت أن المعارضة تشكل خطراً على بشار الأسد، ولذلك تدخلت؛ لأنه كان هناك ما يراوح بين 60 و70 في المئة من الأراضي تحت سيطرة المعارضة، وبعدها رأت روسيا الخطر وتدخلت»، مشيراً إلى اتفاق بين «داعش» وبين النظام السوري؛ «لكسر تمدد المعارضة السورية».

وأفاد أن رؤية تركيا والسعودية «مشتركة إزاء قضايا المنطقة الكبرى»، إلا أنه أعرب عن طموح بلاده إلى «تطوير تلك العلاقة في المجالات التجارية والاستراتيجية أكثر وأكثر».

وعن اليمن، قال: «إن أنقرة تنظر إلى الخطوة السعودية في كف اليد الإيرانية عن المزيد من التدخل في المنطقة العربية، بتأييد بالغ، وصل 100 في المئة، كما هي الحال في الملف السوري، فهما يعتبران بقاء بشار الأسد «خطاً أحمر»، مشيراً إلى أن «المجتمع الدولي، في ما عدا ذلك، يوافقهما على أن «داعش هو التحدي الأول، الذي تجب محاربته». لكنه أعلن أن الأتراك أصبحوا موقنين بأن «تنسيقاً يجري بين الحكومة السورية، وداعش، وروسيا، والأخيرة تتحاشى في ضرباتها الجوية التنظيم الإرهابي».

ونفى طه أن تكون حكومة بلاده «إخوانية»، فهي «نتاج حركة إسلامية، بنكهة تركية، لا أكثر». وشدد على أنه «لو كان الفائز في الانتخابات المصرية التي أعقبت ثورة يناير المرشح أحمد شفيق، لكان موقف الأتراك هو نفسه، إذا انقلب عليه العسكر». وبرر ذلك بأن «الأتراك ذاقوا مرارة الانقلابات العسكرية على مدى 70 عاماً، والتي أعادت بلادهم كل مرة إلى الوراء 20 عاماً».

وأشار إلى أن المسلسلات التي يراها بعضهم «قوة ناعمة» لبلاده، ينظر إليها حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، على أنها «تشويه لحقيقة تركيا وشعبها وتاريخها». لكنه حمَّل المحافظين مسؤولية ذلك، وقال: «إنهم كانوا في بداية الأمر عزفوا عن تدريس أبنائهم السينما ووجَّهوهم إلى تخصصات مثل الطب والهندسة، فيما اتجه العلمانيون إلى الفنون، فلما تمكنوا من الصناعة نقلوا أفكارهم في برامج ومسلسلات مغايرة التوجه الذي يعكس الصورة السائدة للمجتمع المحافظ».

وأضاف عن مسلسل «حريم السلطان» تحديداً، إنه «شوه تاريخنا وسلاطيننا، ففي حلقة واحدة يتحدث عن غزوات السلطان، ثم في 10 عن هيامه وغرامه بالجواري والحسان، وهذا خلاف للواقع».

 

تصاعُد خلاف واشنطن وموسكو على الأسد النواب الأميركيون يُعلّقون استقبال اللاجئين

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)

تتضاءل الآمال في بدء عملية انتقال سياسي في سوريا وفقاً لمقررات فيينا بعد تشكيك الرئيس السوري في الجدول الزمني المقترح لاجراء انتخابات واصرار الرئيس الاميركي باراك اوباما على رحيل بشار الاسد لانهاء النزاع المستمر منذ نحو خمس سنوات.

وفي مؤشر لاستمرار التباين حول مستقبل الاسد، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع اذاعة روسيا: “نحن … مستعدون لتعاون عملي مع دول الائتلاف وللعمل معها لتحديد الشروط التي ستحترم على وجه التأكيد سيادة سوريا والامتيازات التي تتمتع بها القيادة السورية”. ولاحظ أن هجمات باريس ساعدت الغرب على إدراك كون الأولوية في سوريا تتمثل في محاربة “داعش” لا في اطاحة الأسد. وشدد على موقف روسيا الذي يرى أنه ما من سبيل لحل الأزمة السورية سلمياً من دون الأسد الذي قال إنه يعكس مصالح شريحة كبيرة من المجتمع السوري.

الوضع الميداني

ميدانيا، تحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، عن مقتل 12 شخصا وإصابة آخرين نتيجة غارات جوية لقوات النظام على مدينة دوما، أبرز معاقل الفصائل المقاتلة في ريف دمشق.

في المقابل، أصيب 16 شخصا بجروح جراء سقوط قذائف مصدرها مواقع الفصائل على احياء المزرعة والزبلطاني والعدوية في دمشق.

ويأتي القصف المتبادل بعد الاعلان في وقت متقدم الاربعاء عن مفاوضات بين الحكومة السورية والفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق توصلا الى اتفاق على وقف النار.

وأفادت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” أن “مركزي قيادة ومستودعي اسلحة وذخيرة للتنظيمات الارهابية في دوما وخان الشيخ في ريف دمشق” قد دمرت. واتهمت “ارهابيين يتحصنون فى الغوطة الشرقية” باطلاق القذائف على العاصمة، مشيرة الى اصابة ثلاثة اشخاص بينهم امرأتان في حي المزرعة الدمشقي جراء تفجير “ارهابيين عبوة ناسفة زرعوها في دراجة هوائية”.

وعلى رغم التصعيد الميداني، قال مصدر أمني سوري إن “فرصة التسوية لم تنته بعد، لكنها لم تصل بعد إلى مرحلة النتائج”.

وصرح المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا ان الامم المتحدة تعمل من اجل وقف للنار يشمل كل الاراضي السورية باستثناء مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية “داعش” .

وأعلن المندوب السعودي لدى الامم المتحدة السفير عبدالله المعلمي ان بلاده ستستضيف أواسط كانون الاول المقبل مؤتمراً يرمي الى توحيد المعارضة السورية قبل المفاوضات المتوقعة مع النظام بحلول نهاية السنة.

وفي مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة الاسلامية، أحصى المرصد مقتل “ستة مواطنين وإصابة نحو 20 آخرين بجروح بينهم أطفال، جراء قصف لطائرات حربية استهدفت آليات وصهاريج كانت تنقل النفط في شمال المدينة”.

ولم يتمكن المرصد من تحديد ما اذا كانت الطائرات روسية أم تابعة للائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يستهدف منذ ايلول 2014 مواقع للجهاديين في سوريا. وأشار الى أن سائقين مدنيين مع أفراد من عائلاتهم كانوا داخل هذه الصهاريج.

وأكدت كل من موسكو وواشنطن في الايام الاخيرة استهدافها صهاريج نفط في مناطق سيطرة الجهاديين في شمال سوريا وشرقها، في اطار المساعي للقضاء على مصادر تمويل التنظيم الجهادي.

 

مجلس النواب الأميركي

على صعيد آخر، صادق مجلس النواب الأميركي بسهولة على تشريع لتشديد عمليات الفحص الأمني للاجئين السوريين وتعليق برنامج الرئيس باراك اوباما لاستقبال عشرة آلاف منهم السنة المقبلة.

وحصل التشريع على 289 صوتا في مقابل 137. وكان التصويت إلى حد بعيد على أساس حزبي على رغم أن العشرات من رفاق أوباما الديموقراطيين خالفوا البيت الأبيض وصوّتوا على مشروع القانون.

وسيطرح المشروع الان على مجلس الشيوخ، بعدما اكد البيت الابيض ان الرئيس سيستخدم الفيتو على النص، وهو يعكس موجة رفض اللاجئين السوريين التي عمت البلاد اثر اعتداءات باريس.

 

جيش الإسلام” يدرس اقتراحاً لوقف النار في غوطة دمشق الأسد يرفض جدولاً زمنياً للانتقال السياسي بوجود المعارضة المسلحة

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ، روسيا اليوم)

قال “جيش الإسلام” الذي يعتبر من أقوى جماعات المعارضة السورية المسلحة أمس إنه يدرس اقتراحاً لوقف النار طرحه وسيط دولي في منطقة قرب دمشق، فيما نفى الرئيس السوري بشار الأسد أن تكون بلاده تملك أي حاضنة طبيعية لتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش).

تشير التصريحات التي أدلى بها الناطق باسم “جيش الإسلام” إسلام علوش على ما يبدو إلى أن المبادرة لا تزال قائمة على رغم تجدد القتال بين دمشق التي تسيطر عليها الحكومة والغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة بعد ظهر أمس.

ولم يدل الناطق بأي تفاصيل عن هوية الوسيط الذي قال إنه قدم اقتراح وقف النار الى شخصية محلية بارزة في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة والذي قدمها بدوره الى الفصائل المسلحة والجماعات المدنية.

وقال علوش لـ”رويترز” عبر برنامج محادثات على الانترنت: “نحن في جيش الإسلام ندرس الموضوع في مجلس القيادة”.

وفي مقابلة مع إذاعة سورية صرح وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر بأن التقارير الصحافية عن وقف نار غير حقيقية. لكنه لم يقل ما اذا كانت ثمة مفاوضات في هذا الشأن.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ لندن مقراً له توقع الأربعاء أن يُعلن قريباً وقف نار مدته 15 يوماً. لكنه أفاد أمس أن المحادثات فشلت.

وحددت صفحة إخبارية في موقع “فايسبوك” للتواصل الاجتماعي موالية للحكومة تحت اسم “دمشق الآن” هوية المفاوضين بأنهم من روسيا وقالت إنهم تواصلوا مع قادة في المعارضة. واوردت الصفحة أن المعارضة طلبت أن تكون مدة الهدنة 15 يوماً، ولكن الطلب رفض في الوقت الحاضر وأنه لم يطرأ أي تغيير على العمليات العسكرية في المنطقة.

ومن شأن هذا إذا تحقق أن يصير ثاني وقف للنار في منطقة محددة بسوريا يتم التوصل إليه بعد وساطة أجنبية في الأشهر الأخيرة، على رغم أن الحرب التي أذكاها التدخل الأجنبي تتصاعد في مناطق أخرى بعد التدخل العسكري الروسي دعما للرئيس السوري.

وأواخر أيلول الماضي ساعدت إيران التي تدعم الأسد وتركيا التي تدعم المعارضة على التوصل الى وقف نار في مدينة الزبداني قرب الحدود اللبنانية وفي بلدتي الفوعة وكفريا اللتين تقطنهما غالبية شيعية في محافظة إدلب بشمال غرب البلاد.

وتقع الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة شرق دمشق وهي قاعدة عمليات لـ”جيش الإسلام” الذي يناصب “داعش” العداء.

وتتعرض المنطقة التي استهدفت بأسلحة كيميائية في 2013 لغارات جوية بشكل منتظم من القوات الحكومية. وفي الوقت نفسه استغلت المعارضة بما فيها “جيش الإسلام” سيطرتها على الغوطة الشرقية لقصف دمشق.

وقال المرصد السوري إن طائرات حربية شنت خمس غارات جوية على بلدة دوما في الغوطة الشرقية قتل فيها ستة أشخاص بينهم فتاتان.

وأعلنت وكالة الإعلام الروسية أن سلاح الجو الروسي شن غارات مكثفة على مواقع “إرهابيين” في سوريا وأصاب منشآت لتكرير النفط تخضع لسيطرة “داعش”. وأضافت أن الطائرات الروسية أطلقت 12 صاروخ كروز على أهداف للتنظيم في محافظتي حلب وإدلب.

 

الأسد

في غضون ذلك، نفى الأسد في مقابلة مع تلفزيون “راي” الايطالي أن تكون بلاده تملك أي حاضنة طبيعية لـ”داعش”.

وقال إن أفراد “داعش” تدربوا في سوريا بدعم من حكومات أجنبية، مشيراً إلى أن السياسة الغربية دعمتهم بصور متعددة منذ بدء الأزمة السورية . وأضاف أن التنظيم تأسس في العراق عام 2006، وكان قائده أبو مصعب الزرقاوي الذي قتلته القوات الأميركية، مشيراً إلى أن زعيم “داعش” أبو بكر البغدادي كان في السجون الأميركية ووضع في سجونهم في نيويورك ومن ثم أطلق، مؤكداً أنه ليس لسوريا علاقة بالأمر.

وذكر أن “داعش” بدأ العمل قبل ذلك في أفغانستان، واستند إلى تصريحات رئيس الوزراء البريطانية سابقاً طوني بلير، الذي قال إن الحرب في العراق ساهمت في إيجاد “داعش”.

وشدّد الأسد على أنه لا يمكن وضع جدول زمني لعملية انتقالية تنص على انتخابات في سوريا ما دام بعض المناطق في البلاد خاضعاً لسيطرة المعارضة المسلحة.

ولفت إلى أنه إذا قرر السوريون خلال الحوار إجراء انتخابات رئاسية، فإنه ليس هناك خط أحمر في ما يتعلق بهذا الأمر، “لكن هذا ليس قراري وإنما ينبغي أن يخضع ذلك للتوافق بين السوريين”. وخلص إلى أنه لا يرى مستقبله كمواطن منفصلاً عما يجري في بلاده.

 

الجيش يتقدم في ريف اللاذقية.. وتفاؤل أممي بوقف للنار

لافروف: احترام قيادة سوريا شرط للتعاون مع التحالف

أضافت موسكو بعدا جديدا لحملتها العسكرية في سوريا، حيث وضعت شرطاً لتعاون التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة معها، وهو احترام سيادة سوريا والامتيازات التي تتمتع بها القيادة السورية، وذلك بعد ساعات من تكرار الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الحرب السورية لن تتوقف إذا بقي الأسد في السلطة.

وفي حين جددت واشنطن إشادتها بالضربات الجوية الروسية، فإن موسكو وباريس انتقلتا إلى مرحلة التنسيق العسكري المباشر، بين قيادتَي القوات المسلحة في البلدين، مع اقتراب وصول حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» إلى شواطئ شرق المتوسط.

إلى ذلك، نقلت وكالة «سبوتنيك» عن مصدر في السفارة السورية في موسكو أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم يعتزم زيارة موسكو في 25 تشرين الثاني، فيما سيغادر لافروف إلى أنقرة في 25 الشهر الحالي.

وذكرت قناة «العربية» أن الاجتماع الموسع للمعارضة السورية سيُعقد في السعودية منتصف كانون الأول المقبل، فيما قال وزير الخارجية عادل الجبير إن الرياض ستحاول «جمع المعارضة للتحدث بصوت واحد» خلال المفاوضات مع السلطات السورية.

وقال المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، بعد جلسة مغلقة لمجلس الأمن، إنه يوجد احتمال للتوصل إلى وقف إطلاق النار في سوريا، مشيراً إلى أن هناك إشارات إلى وجود مصلحة لدول شاركت في مباحثات فيينا بوقف إطلاق النار في سوريا.

في هذا الوقت، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن رئيس هيئة الأركان الروسية المشتركة فاليري غيراسيموف أجرى محادثة هاتفية لمدة ساعة مع نظيره الفرنسي بيير دو فيلييه حول قتال «داعش» في سوريا، في أول اتصال من نوعه منذ بدء النزاع في أوكرانيا العام الماضي.

وأوضحت أن الرجلين «ناقشا على الهاتف تنسيق العمليات العسكرية للقوات ضد إرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا». وقال غيراسيموف إن «الهجمات الإرهابية في باريس وعلى متن طائرة الركاب الروسية هي حلقات في سلسلة». وأضاف: «إن حزننا وغضبنا يجب أن يساعد على توحيد جهود روسيا وفرنسا في القتال ضد الإرهاب الدولي».

وواصل الجيش السوري، بغطاء من «السوخوي»، التقدم في ريف اللاذقية، وسيطر على جبل الزويك بشكل كامل في محيط قرية غمام بعد السيطرة الكاملة على الدغمشلية وتلالها، في حين حققت القوات المقاتلة على جبهة جبل زاهية الملاصق للحدود التركية شمال منطقة ربيعة خرقاً، وتمكنت من السيطرة على مرتفعَين مهمَّين، وتمركزت على بعد أقل من 5 كيلومترات عن مرصد جبل زاهية الاستراتيجي. (تفاصيل صفحة 14).

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان: «نفذ الطيران الروسي سلسلة ثالثة من الغارات المكثفة على مجموعات مسلحة غير شرعية على الأراضي السورية». وأوضحت أن «الغارات استهدفت ستة مواقع في محافظة الرقة ودير الزور بينها مصافي نفط يستخدمها إرهابيون ومخزن ذخيرة وورشة لصنع مدافع هاون». كما استهدف الجيش الروسي بـ12 صاروخاً مجنحاً أطلقت من الأراضي الروسية مواقع «داعش» في محافظتَي حلب وإدلب. واستهدف سلاح الجو الروسي 138 هدفا آخر في سوريا.

 

لافروف وأوباما

وقال لافروف، في مقابلة مع إذاعة روسيا بُثَّت أمس: «نحن مستعدون لتعاون عملي مع دول التحالف، وللعمل معها لتحديد الشروط التي ستحترم على وجه التأكيد سيادة سوريا والامتيازات التي تتمتع بها القيادة السورية». وأضاف: «أنا على قناعة بأنه يمكن التوصل إلى هكذا صيغة إذا ما اتخذنا نهجا عمليا».

وأضاف أنه لاحظ تغييراً في الموقف الغربي للمرة الأولى بعدما وجه الرئيس فلاديمير بوتين دعوة إلى تشكيل تحالف واسع لمحاربة «داعش» في سوريا. ولفت إلى أن «شركاء روسيا الغربيين، ومن بعض الدول الأخرى، يرددون توقعاتهم بسقوط الأسد قريباً، ويصرحون بأن أيامه معدودة طوال السنوات الأربع منذ اندلاع الأزمة السورية، لكن جميع التوقعات باندلاع انتفاضة شعبية وإطاحة الأسد لم تتحقق. والمعنى هو أن الأسد يمثل مصالح جزء كبير من المجتمع السوري، ولذلك لا يمكن التوصل إلى حل سلمي من دونه».

ورأى لافروف أن «التهديدات الإرهابية المتفاقمة لا تدع مجالاً للمطالبة بتغيير السلطة في بلدان تواجه الإرهاب تحت ذريعة تضافر جهود مكافحة الإرهاب، وخاصة في سوريا. وأدرك زعماء العالم الغربي، والحالة هذه، أن فرص التجاوب مع مطالب من هذا النوع أصبحت معدومة».

وذكر لافروف بأن «الأميركيين امتنعوا عن التعاون مع روسيا في مكافحة الإرهاب في سوريا، ولم يوافقوا إلا على اتفاق محدود ضروري لتجنب حوادث غير مرغوب فيها في أجواء سوريا بين طائرات تابعة للبلدين، بل ربطوا إمكانية إطلاق التنسيق العسكري بحل مسألة رحيل الأسد. إنهم يطلقون على الأسد «مغناطيس» يجذب الإرهابيين. لكننا إذا اتبعنا هذا المنطق، فسنستنتج أنه ليس الأسد المغناطيس الوحيد للإرهاب، بل لبنان وتركيا وفرنسا ومصر تجذب الإرهابيين أيضا».

وقال إن «فرنسا وتركيا كانتا تتخذان دائما موقفا أكثر شدة من الأسد، لكن ذلك لم ينقذهما من الهجمات الإرهابية»، مضيفاً: «داعش يسعى لتحقيق أهداف خاصة به، بغية إقامة ما يسمى الخلافة، من دون أن يربط ذلك بأي شكل من الأشكال بالتطورات في سوريا، ومن دون أن يأخذ بعين الاعتبار مواقف مختلف الدول من بشار الأسد».

وأشار لافروف إلى «المرحلة السابقة، عندما كانت الدول الغربية وبعض الدول الإقليمية تتهرب من جميع المبادرات المتعلقة بإطلاق عملية سياسية في سوريا، وذلك لأنها راهنت على عدد كبير من الإرهابيين والمتطرفين لإسقاط النظام السوري. لكن هؤلاء الإرهابيين، الذين سبق لواشنطن أن أطلقت سراح العديد منهم من سجونها في العراق وأفغانستان، أدركوا أن أمامهم فرصة نادرة لتطبيق مشروع الدولة الإسلامية الذي وضعوه منتصف العقد الماضي. لكن العملية خرجت عن سيطرة الدول الأجنبية، وأصبحت تتطور من تلقاء نفسها. وفي نهاية المطاف تم الاستيلاء على مساحات واسعة، بما في ذلك أراض فيها آثار من التراث الثقافي العالمي. إنهم (الإرهابيون) يدمرون التحف والآثار، بالإضافة إلى الاستيلاء على حقول نفط، وانخراطهم في الاتجار بالنفط على نطاق واسع». وتابع: «يبدو أن الجميع أدركوا أن هذا الخطر مثل جني يخرج من زجاجة ويستحيل إجباره على العودة إليها».

وأشار وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، في تصريح لإذاعة «فرانس انتر»، إلى «انفتاح» في الموقف الروسي حول مكافحة «داعش» في سوريا حيث بدأت روسيا بقصف مواقعه على غرار فرنسا. وأضاف: «سنتحقق من الأمر الخميس (26 تشرين الثاني الحالي) لأننا سنلتقي بوتين، وإذا كان الأمر كذلك فسيكون جيدا، لأن علينا توحيد كل قوانا ضد داعش».

وقال أوباما، على هامش منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) في مانيلا: «إنني لا أرى موقفاً يمكننا فيه إنهاء الحرب الأهلية في سوريا مع بقاء الأسد في السلطة».

وأضاف: «ما نفعله مع أعضاء تحالفنا هو إدراك أن الأمر قد يتطلب بضعة شهور إلى أن يعرف الروس والإيرانيون، وبصراحة بعض الأعضاء في الحكومة السورية والنخبة الحاكمة داخل النظام، الحقائق التي قلتها للتو». وشدد على أن «السوريين لن يقبلوا ببقاء الأسد في السلطة بعد الحرب التي شهدت قيام النظام بهجمات ضد المدنيين». وقال: «حتى لو وافقت على ذلك، لا اعتقد أن هذا الأمر سينجح. لا يمكن حمل الشعب السوري ــ أو غالبيته ــ على الموافقة على مثل هذه النتيجة».

وقال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس إن «الولايات المتحدة تريد العمل مع دول أخرى لتزويد قوات المعارضة السورية التي تقاتل داعش بأسلحة إضافية»، مضيفاً أن أميركا تريد التزاماً محدداً جداً من تركيا بتأمين حدودها مع سوريا.

(«روسيا اليوم»، سبوتنيك»، أ ف ب، ا ب، رويترز)

 

الاوروبيون يقررون تعزيز المراقبة “فورا” على حدودهم الخارجية لجميع المسافرين

بروكسل – (أ ف ب) – قررت دول الاتحاد الاوروبي الجمعة فرض تدابير مراقبة معززة “فورا” على حدود الاتحاد الخارجية لجميع المسافرين بما يشمل الرعايا الاوروبيين، خلال اجتماع استثنائي في بروكسل، على ما افادت مصادر اوروبية.

واوضحت المصادر انه تقرر ايضا مراجعة قوانين فضاء شنغن عل وجه السرعة بحيث تسمح بفرض “تدابير مراقبة منهجية لرعايا اوروبيين” في حين تخصص اجراءات المراقبة المنهجية المشددة حاليا لرعايا الدول من خارج الاتحاد الاوروبي.

 

مقتل اكثر من 1300 شخص في سوريا جراء الغارات الروسية

بيروت – (أ ف ب) – قتل اكثر من 1300 شخص ثلثاهم من المقاتلين جراء الغارات التي تشنها الطائرات الروسية على محافظات سورية عدة منذ اكثر من شهر ونصف، في حصيلة جديدة اعلنها المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة.

وافاد المرصد في بريد الكتروني “اسفرت آلاف الضربات الجوية التي نفذتها الطائرات الحربية الروسية عن استشهاد 403 مواطنين مدنيين من ضمنهم 97 طفلاً دون سن الـ 18 و69 مواطنة فوق سن الثامنة عشر”.

ووثق كذلك مقتل “381 عنصرا من تنظيم الدولة الإسلامية و547 مقاتلا من الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا)” جراء الغارات على محافظات سورية عدة.

وياتي اعلان المرصد الجمعة عن مقتل 1331 شخصا جراء الغارات الروسية بعد حصيلة سابقة في 29 تشرين الاول/اكتوبر افادت بمقتل 595 شخصا على الاقل بينهم 185 مدنيا.

وبدأت روسيا في 30 ايلول/سبتمبر حملة جوية في سوريا تقول انها تستهدف تنظيم الدولة الاسلامية ومجموعات “ارهابية” اخرى، وتتهمها الدول الغربية والفصائل المقاتلة باستهداف الفصائل المعارضة اكثر من تركيزها على الجهاديين.

واتهمت منظمات طبية عدة موسكو بقصف مستشفيات ميدانية ومرافق تابعة لها في مناطق عدة في سوريا.

وتنفي موسكو بشدة التقارير عن مقتل مدنيين في سوريا جراء غاراتها الجوية.

وتضاف الحملة الجوية الروسية الى اخرى يشنها الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن منذ ايلول/سبتمبر 2014 ضد مواقع وتحركات تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.

وبحسب المرصد، قتل 3650 شخصا على الاقل في غارات الائتلاف منذ انطلاقها حتى 23 تشرين الاول/اكتوبر. ويتوزع القتلى وفق المرصد بين 226 مدنيا و3276 مقاتلا من تنظيم الدولة الاسلامية وما لا يقل عن 136 عنصرا من جبهة النصرة و11 آخرين من فصائل اسلامية.

 

استمرار المعارك بين قوات النظام السوري والمعارضة في ريف اللاذقية

هاطاي – الاناضول – تستمر الاشتباكات الدائرة بين قوات النظام السوري، المدعومة بغطاء جوي روسي، وقوات المعارضة السورية، في قرية “غمام” الواقعة في ريف اللاذقية الشمالي، الأمر الذي أسفر عن سقوط قتلى من الطرفين.

وبحسب مصادر محلية، فإنّ الاشتباكات استمرت حتى ساعات الليل المتأخرة من يوم الخميس، حيث تركّزت في قرية غمام والقرى المجاورة لها.

كما قامت قوات النظام، خلال ساعات الصباح الباكرة، من يوم الجمعة، بقصف صاروخي ومدفعي متقطّع، استهدفت عدداً من مواقع قوات المعارضة وبعض القرى الداخلية.

وتعليقاً على المعارك الدائرة في المنطقة، أفاد رئيس المجلس التركماني السوري “عبد الرحمن مصطفى” أنّ روسيا تقف وراء هذه الهجمات، وأنّ الهدف الرئيسي منها، هو الاستيلاء على أكبر كم ممكن من المساحات، من أجل منح الأسد مزيدا من القوة خلال عملية الانتقال السياسي المتوقع حدوثه خلال الفترة القادمة.

ولفت مصطفى إلى أنّ المقاتلات الروسية لا تفارق سماء المنطقة، وأنّ المقاتلين التركمان يستبسلون في التصدي لقوات النظام التي تحاول اقتحام المنطقة من عدّة محاور.

وأوضح رئيس رابطة أطباء تركمان بايربوجاق “مختار فاتح محمد” أنّ منطقة بايربوجاق على وشك السقوط بيد قوات النظام السوري، وأنّ سقوطها سيؤدّي إلى نزوح ما يقارب من 15 ألف تركماني نحو الأراضي التركية.

وأشار محمد أنّ قوات النظام المدعومة بالطائرات الروسية وميليشيا حزب الله اللبناني، تشن هجوماً عنيفاً على المنطقة، وأنّ هناك العديد من الجرحى نتيجة الغارات الروسية.

وأبدى رئيس رابطة أطباء تركمان بايربوجاق، استياءه من قلّة الاهتمام الإعلامي التركي لما يجري في المنطقة، مشيراً في هذا السياق إلى التغطية الإعلامية التي حظيت بها بلدة عين العرب (كوباني) عندما تعرضت لهجوم من قِبل تنظيم داعش.

في هذا السياق قال محمد “نحن لا نقلل من شأن أهالي بلدة كوباني، ولكن نطالب الإعلام التركي أن يولي نفس الاهتمام لما يجري في بايربوجاق”.

 

أوباما: لا يمكن إنهاء الحرب الأهلية السورية مع بقاء الأسد في السلطة

الرئيس السوري يرفض مقترحات فيينا وزعماء ينتقدونه: الطاغية ومسببّ الإرهاب

عواصم – وكالات: تمسك الرئيس السوري، بشار الأسد، بأولوية «مكافحة الإرهاب قبل الشروع في أي حل سياسي للنزاع وإجراء انتخابات». وهكذا تتضاءل الآمال في بدء عملية انتقال سياسي في سوريا وفق مقررات فيينا، خاصة مع إصرار الرئيس الأمريكي، باراك اوباما، على رحيل نظيره السوري لإنهاء النزاع المستمر منذ نحو خمس سنوات.

فقد قال الأسد في مقابلة مع محطة التلفزيون الإيطالية الرسمية «راي»، إن الجدول الزمني للمرحلة الانتقالية «يبدأ بعد إلحاق الهزيمة بالإرهاب. قبل ذلك لن يكون من المجدي تحديد أي جدول زمني، لأنه لا يمكن ان تحقق أي شيء سياسي في الوقت الذي يستولي فيه الإرهابيون على العديد من المناطق في سوريا».

ورأى الأسد انه بمجرد تسوية هذه المسألة فإن «عاما ونصف العام أو عامين ستكون فترة كافية لأي مرحلة انتقالية».

لكن الرئيس الأمريكي قال أمس: «لا يمكنني أن أتصور وضعا يمكننا فيه إنهاء الحرب الأهلية في سوريا مع بقاء الأسد في السلطة». وتأتي تعليقات اوباما بعد أيام على لقائه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أبرز حلفاء الأسد، وظهور بوادر الاقتراب من اتفاق بين الطرفين.

وشدد اوباما – على هامش قمة «منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ» في مانيلا – على أن السوريين لن يقبلوا ببقاء الأسد في السلطة بعد الحرب التي شهدت قيام النظام بهجمات ضد المدنيين بحسب قوله. وأضاف: «حتى لو وافقت على ذلك، لا أعتقد أن هذا الأمر سيكتب له النجاح».

وكانت الدول المشاركة في محادثات فيينا، وبينها روسيا وإيران والولايات المتحدة، اتفقت على جدول زمني ينص على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا خلال ستة أشهر وإجراء انتخابات خلال 18 شهرا، على أن يعقد لقاء بين ممثلين عن النظام والمعارضة بحلول الأول من كانون الثاني/ يناير.

وفي مؤشر إلى استمرار التباين حول مستقبل الأسد، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس في مقابلة مع إذاعة روسيا «مستعدون لتعاون عملي مع دول الائتلاف وللعمل معها لتحديد الشروط التي ستحترم على وجه التأكيد سيادة سوريا والامتيازات التي تتمتع بها القيادة السورية».

وفي طهران – اللاعب الرئيسي في سوريا – قالت وزارة الخارجية، على لسان مساعد وزيرها، حسين أمير عبد الهيان: «لم نسمح في مؤتمر فيينا 2 بالحديث عن مصير الأسد الرئيس الشرعي لسوريا. من حق اي شخص، لديه المؤهلات بمن في ذلك بشار الأسد، الترشح في نهاية العملية السياسية والقرار في ذلك بيد الشعب السوري».

من جهته دعا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى وحدة الدول الإسلامية إزاء تنظيم «الدولة»، محملا الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية الصعود القوي للتنظيم المتطرف حيث قال إن «السبب الرئيسي للمآسي الإنسانية والأنشطة الإرهابية التي تحدث في منطقتنا هو رئيس النظام السوري، بشار الأسد، الذي قتل 380 ألفا من مواطنيه».

ونقلت وسائل الإعلام التركية عنه القول، أمس الخميس، إن «جميع المنظمات الإرهابية في المنطقة تخدم نظام الأسد بشكل مباشر أو غير مباشر. كما أن تنظيم «داعش» (الدولة الإسلامية) يحظى بدعم من النظام السوري الذي يحصل منه على النفط مقابل المال». وقال إن «الأسد يمارس إرهاب الدولة، ومن يدعمه يعد مشاركاً في جرائمه ويتحمّل معه المسؤولية عن الأرواح التي أزهقت».

وفي ملبورن وصف رئيس الوزراء الأسترالي، مالكولم تورنبول، أمس، رئيس النظام السوري بـ «الطاغية ناشر الموت». وجاء ذلك خلال لقائه مع عدد من الصحافيين، في العاصمة الفلبينية مانيلا، التي وصلها للمشاركة في «قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ». وقال تورنبول إن الأسد «مسؤول عن مقتل آلاف السوريين، والعديد من الناس يصفونه بالجزار».

ولفت رئيس الوزراء الأسترالي النظر إلى أن الحل في سوريا، لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الوسائل السياسية، رغم عدائه الشديد للنظام السوري، كما قال، منوّهاً إلى ضرورة إشراك الطائفة السنية، التي تشكل الأغلبية، في إدارة البلاد.

وتابع تورنبول قائلا: «إن نجاح عملية إشراك السنة في إدارة البلاد، سيؤدي إلى فقدان تنظيم «الدولة» لقاعدته الشعبية».

 

تحالف أمريكي – فرنسي – روسي في خطوة خطيرة وغير صائبة

جنرال بريطاني يدعو للإستفادة من جيش الأسد في الهجوم على معاقل تنظيم «الدولة الإسلامية»

إبراهيم درويش:

لندن – «القدس العربي»: بدا الرئيس الروسي بعد هجمات باريس الجمعة الماضية الرابح الأكبر في رهانه على جلب الدول الغربية والعربية للتعاون معه في تحالف واسع ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». وظهر فلاديمير بوتين في قمة مجموعة العشرين التي انعقدت في أنطاليا التركية، يومي الأحد والاثنين، الشخص المطلوب رقم واحد، حيث عقد لقاء اتسم بالحميمية مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما والتقى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وطلب منه التركيز على ضرب تنظيم الدولة الإسلامية في ضوء الهجمات التي نفذتها ثلاث مجموعات انتحارية في العاصمة الفرنسية باريس.

ولاحظ سايمون تيسدال في صحيفة «الغارديان» أن المشهد في أنطاليا اختلف عن المشهد قبل 12 شهرا في بيرسبن الأسترالية،حيث هاجم كل الرؤساء بوتين بسبب تدخله في شرق أوكرانيا وهو ما اضطره إلى مغادرة القمة مبكرا قبل بيانها الختامي. ويرى تيسدال أن سبب حضور بوتين الطاغي في القمة الأخيرة واضح وهو حاجة القوى الغربية لروسيا والتي تعاني من ضربات تنظيم الدولة الإسلامية التي لا ترحم وأزمة المهاجرين والحاجة لإنهاء الحرب التي طال أمدها في سوريا. وكان الرئيس الفرنسي السابق نيكولاي ساركوزي قد دعا بعد الهجمات إلى تحالف دولي ضد التنظيم وردد الرئيس الحالي فرانسوا أولاند نفس الكلام.

وهناك حديث عن بداية تحالف وتعاون بين روسيا وفرنسا في مواجهة الجهاديين في سوريا. وبدت لغة التعاون في كلام الزعماء من كاميرون إلى أولاند. وتحدث الأمريكيون عن عملية سياسية قريبة في سوريا بما فيها وقف إطلاق نار سيعلن عنه في الأسابيع المقبلة ومن ثم مفاوضات حول عملية انتقالية. وبدا جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي متفائلا بعد اجتماعه مع الرئيس الفرنسي يوم الأربعاء.

3 انتصارات

ويقول تيسدال إن كل هذا يصب في صالح بوتين الذي حقق ثلاث انتصارات، فالأول هو أنه حصل على اعتراف غربي بمشروعية العمل العسكري الذي يقوم به في سوريا ودور موسكو فيها مقابل وعد «غامض» بالتوقف عن ملاحقة جماعات المعارضة السورية. ويعتبر هذا تحولا في الموقف الأمريكي الذي حذر من الفشل الروسي في سوريا. أما الانتصار الثاني فيتعلق بالموقف من الرئيس السوري بشار الأسد، حيث أجبرت واشنطن على تقبل بقائه في السلطة لحين الانتهاء من المفاوضات التي ستشرف عليها الأمم المتحدة، وقد تمتد لمدة 18 شهرا. وأكد كاميرون على أن مصالح روسيا في البحر المتوسط سيتم احترامها وحمايتها في أي عملية تسوية سلمية للأزمة في سوريا.

أما الانتصار الثالث فيتعلق بالأزمة في أوكرانيا، فعلى ما يبدو استطاع بوتين تحقيق قبول تكتيكي بالوضع الذي خلقه في أوكرانيا. فرغم تراجع القتال في شرق أوكرانيا بعد معاهدة مينسك، إلا أن موسكو لا تزال تسيطر وبشكل قوي على شبه جزيرة القرم التي على ما يبدو أصبحت خارج سيطرة كييف. ويحذر الكاتب من اعتبار كل هذه المكاسب إعادة تأهيل للرئيس الروسي، خاصة أن روسيا لا تزال ترزح تحت وطأة العقوبات التي فرضها الغرب عليها. وتواجه مصاعب اقتصادية بسبب تراجع أسعار النفط العالمي. ولا يزال قادة الغرب يتعاملون مع بوتين بنوع من الشك. ومع ذلك فقد أظهر قدرة على المناورة وأثبت خطأ التقييم الأمريكي الذي يرى فيه مناورا جيدا واستراتيجيا فقيرا. وعودته إلى مركز الطاولة يظهر عكس هذا. ومع كل هذه التطورات تحذر صحيفة «واشنطن بوست» من المضي وراء الرئيس الروسي. وتشير إلى موقف الرئيس أولاند الذي اقتنع على ما يبدو بفكرة التحالف الدولي الجديد ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وسيزور واشنطن وموسكو الأسبوع المقبل كي يروج لهذه الفكرة. وتقول إن بوتين يبذل جهدا كبيرا لإقناع الغرب أنه «شريك محتمل». وتشير الصحيفة للغارات الجوية التي شنها الطيران الروسي بعد أسابيع من التشويش على مواقع تنظيم الدولة في الرقة.

وتقول إن «الكرملين سيحصل على الكثير: تحالف قد يؤدي لإنهاء العقوبات ضد روسيا والتي ستنتهي مدتها في كانون الثاني (يناير) إلا إذا تم تجديدها. إضافة لحصول روسيا على تنازلات بشأن مستقبل سوريا وربما أوكرانيا». وتعلق الصحيفة «السؤال المطروح على الدول الغربية، بمن فيها إدارة أوباما المتشككة هو فيما إن كان التعاون مع بوتين سيساعد أو سيضر بقضية تدمير تنظيم الدولة الإسلامية. وفي الوقت الحالي ليست مسألة صعبة حتى لو عبرت روسيا عن استعدادها لتركيز كل الهجمات على تنظيم الدولة بدلا من استهداف الجماعات التي تقاتل نظام بشار الأسد». وتعتقد الصحيفة أيضا أن «استراتيجية بوتين التي تعمل على تقوية الأسد بدلا من تنحيته تشبه استراتيجية إيران والتي تعتبر العائق الأكبر أمام هزيمة الجهاديين».

وتشير الصحيفة هنا إلى الأداء العسكري الروسي، فمن ناحية حاولت موسكو إظهار المدى الذي وصلت إليه عمليات تحديث القوات المسلحة منذ الحرب ضد المتمردين الشيشان إلا أن المحللين العسكريين لم يعجبوا كثيرا بالهجوم الذي قاده الروس ضد القوى المعارضة لنظام الأسد. وألقت الطائرات الروسية قنابل غبية فيما خسر الجيش السوري والميليشيات المدعومة من إيران عددا من الدبابات روسية الصنع بسبب الصواريخ المضادة للدبابات «تي أو دبليو». وفشلت هذه القوات في السيطرة على مناطق. وتقول «واشنطن بوست» إن مصير الحملة الروسية هو «المستنقع» أو «الهزيمة» في غياب مخرج دبلوماسي. ومن هنا جاءت المبادرة الروسية التي تقدم بها وزير الخارجية سيرغي لافروف والتي أفضت لمؤتمر فيينا يوم السبت الماضي. ولكن روسيا وإيران لا تزالان تدفعان باتجاه بقاء الأسد في السلطة لمدة 18 شهرا أو يزيد.

وبحسب مسؤولين إيرانيين فقد رفضت المطالب الأمريكية بمنع الأسد من الانتخابات الرئاسية. وأشارت لحديث كيري الذي قال إن بقاء الأسد يعني استمرار الحرب. وأصبح الديكتاتور السوري «مصدر جذب للمقاتلين الأجانب». كما أن مجازره من الأسلحة الكيميائية إلى البراميل المتفجرة أقنعت غالبية السنة بأنه العدو الرئيسي للإرهابيين. وعليه ترى الصحيفة أن قصارى ما يمكن لبوتين عمله هو التراجع عن مواقفه واستخدام نفوذ بلاده وإقناع الأسد على الخروج من السلطة والتوقف في الوقت نفسه عن ملاحقة الجماعات المدعومة من الغرب. وفي النهاية ترى أن «التحالف مع روسيا سيكون خطوة خطيرة وخاطئة من جانب الولايات المتحدة وفرنسا».

تعاون

وفي التعاون الجديد مع موسكو تقول صحيفة «وول ستريت جورنال» إن إدارة الرئيس باراك أوباما والدول العربية المتحالفة معها تحاول أن تبعد روسيا عن تحالفها مع إيران. وهو التحالف الذي منح نظام الأسد القوة والحياة طوال سنوات الحرب الأهلية المندلعة منذ عام 2011. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الجهود بدت من خلال لقاءات بين الرئيس بوتين وزعماء دول شرق أوسطية والتي قصد منها الحصول على دعم للمدة التي يجب أن يظل فيها الأسد في السلطة. وكيف ستتم تقوية التحالف الدولي وفتح الطريق أمام عمليات عسكرية قوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. وينظر إلى طهران كعقبة أمام هذه الجهود نظرا لموقفها الداعم للنظام السوري.

وفي حالة ظل المحور الروسي- الإيراني- السوري متماسكا فلن يتم التوصل إلى إجماع دولي. ونقلت عن مسؤول بارز قوله إن واشنطن لاحظت «توترا متزايدا بين روسيا وإيران فيما يتعلق بمستقبل سوريا». ويعتقد مسؤولون أمريكيون وأوربيون أن إيران سحبت أعدادا من الحرس الثوري الإيراني في سوريا بسبب الضغوط عليه وخسارته عددا من قادته العسكريين في الأشهر الأخيرة. وتقول الصحيفة إن بوتين عقد لقاءات في الأسابيع الماضية مع قادة من السعودية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل وألمح لإمكانية تحديد الدور الإيراني في سوريا كجزء من عملية التسوية. وحاولت السعودية، تحديدا، الضغط على الكرملين كي لا يدعم الأسد بشكل يقوي من إيران التي تعتبر حليفة النظام الأقرب. وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي محادثات مع بوتين في موسكو واتفقا على منع إيران وحزب الله من استخدام الأراضي السورية لضرب إسرائيل. وتشير الصحيفة هنا إلى الدعوة الروسية لقرار في مجلس الأمن بهدف دعم الجهود الدولية ضد تنظيم الدولة وهو ما ستقوم به فرنسا أيضا.

ويقول المسؤولون في مجلس الأمن إنهم يرغبون بتحقيق موقف موحد فيما يتعلق بسوريا. وفي الوقت الذي يعرف فيه المشروع الروسي الجماعة الإرهابية بطريقة عامة يؤكد القرار الفرنسي على ربط الإرهاب بتنظيم الدولة الإسلامية. وعبر المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون وعرب عن شكهم من ابتعاد روسيا عن إيران والرئيس الأسد. ورغم تغير المزاج الدولي بعد الهجمات الأخيرة التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية إلا أن إيران لم تبد أي تغير في موقفها المتعلق ببقاء الأسد في السلطة. ولكن المسؤولين الغربيين عبروا عن تفاؤل من إظهار موسكو مرونة في الموقف من الأسد.

وعود

ومع اقتراب الجولة الثالثة من المحادثات في كانون الأول (ديسمبر) يدفع المسؤولون الأمريكيون والروس باتجاه وقف إطلاق النار بين القوات التابعة للأسد وتلك التابعة للمعارضة، ولكن ليس مع تنظيم الدولة الإسلامية. وبحسب مسؤول أوروبي « فالأمر يعتمد على الروس وإن كانوا سيتبعون مصالحهم». وأضاف أن الدول العربية كانت واضحة في حديثها مع بوتين وربطت دعمها لوقف إطلاق النار بتحديد موعد زمني لرحيل الأسد. وكان بوتين قد التقى في 11 تشرين الأول (أكتوبر) في مدينة سوتشي بولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان. وجاء اللقاء بعد العملية التي قامت بها روسيا وإيران في سوريا حيث حذر المسؤولون السعوديون بوتين من تأليب الرأي العام السني ضد روسيا بسبب تحالفه مع إيران والأسد. ولكن بوتين فاجأ زواره من الخليج عندما قال لهم إن حملته في سوريا تهدف للتقليل من دور إيران في سوريا.

وقال الزعيم الروسي إنه لو حظي بمساعدة الدول العربية فسيقدم لها الدعم لاحتواء طهران. ومع ذلك فالموقف الإيراني أصبح قويا بعد هجمات باريس وهناك من يرى إمكانية مشاركة الإيرانيين «رسميا» في الحرب على الإرهاب. وبحسب تحليل نشره كيم سينغوبتا مراسل صحيفة «إندبندنت» يوم الأربعاء قال فيه إيران ستكون من «ضمن النظام الدبلوماسي الجديد» الذي نتج بعد باريس.

فرصة طهران

وقال الكاتب إن إيران طالما تمنت لعب دور في النزاع ولهذا جاءت هجمات باريس يوم الجمعة وحققت الأمنية لها. وتوقع أن تخرج إيران من عزلتها وتقبل كعضو في التحالف الذي يقاتل تنظيم الدولة. وربط الكاتب هذا التطور بتغير التحالفات بين الغرب وروسيا التي تعتبر حليفا لنظام بشار الأسد ولإيران. وكان الرئيس حسن روحاني قد اتصل مع نظيره الفرنسي وأكد على أهمية مكافحة الجهاديين. ورغم التوتر في الدبلوماسية بين البلدين إلا أن روحاني اختار كلا من فرنسا وإيطاليا كأول دولتين يزورهما في أوروبا بعد توقيع الإتفاق النووي في تموز/يوليو من هذا العام. وتم إلغاء الرحلة التي كان سيوقع فيها الرئيس روحاني اتفاقيات تجارة وتعاون اقتصادي بسبب الهجمات.

إلا أن المسؤولين الفرنسيين قالوا إنه سيتم تحديد موعد جديد للزيارة في أقرب وقت. وبحسب دبلوماسي غربي بارز «أعلنت روسيا وبشكل علني أنها تتشارك في المعلومات الاستخباراتية مع سوريا وإيران والعراق، فيما تشارك أمريكا العراق بالمعلومات الأمنية حول تنظيم الدولة. ونحن نعرف أن العراق يمرر الكثير منها إلى إيران». وأضاف «لدينا الرئيس أولاند الذي يدعو لرد دولي على الهجمات البربرية التي نفذت في بلاده والإيرانيون راغبون بشدة لتقديم المساعدة، وهناك شعور أنه يجب السماح لهم».

ويقول مسؤول غربي ثان إن الوضع قد تغير»، مضيفا «سيكون هناك الكثير من العقود الاقتصادية بين إيران وأوروبا ولهذا السبب يتم دمج البلد – أي إيران – في المجتمع الدولي من جديد. ومن خلال السماح لها بلعب دور في التحالف ضد الخطر الإرهابي الأعظم الذي نواجهه الآن، وسيرى البعض فيها خطوة أخرى بهذا الاتجاه». ويقول «التعاون الكبير بين روسيا والغرب لمواجهة تنظيم الدولة يعتبر وبشكل متزايد أمرا محتملا».

كاميرون والأسد

ولم تمنح هجمات باريس الفرصة لإيران فقط فرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وجد في الخطر الذي يمثله تنظيم الدولة بعد هجمات باريس فرصة لتجديد الدعوة وتوسيع المشاركة في الهجمات الجوية على سوريا. ورغم معارضة زعيم حزب العمال جيرمي كوربين إلا انه أكد أمام البرلمان على عزمه ملاحقة «الأفعى» وقتله في الرقة. وتسابقت صحف اليمين ومؤسسات الاستطلاع لرصد تغير المزاج العام حول المشاركة في سوريا والمهاجرين وأمن الحدود بعد الهجمات. وآخر الاستطلاعات هو الذي أجرته مؤسسة «كوم ريس» لصالح «دايلي ميل».

وأظهر أن نسبة 60% من البريطانيين توافق على مشاركة بريطانيا في الحملة الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. وقالت إن 6 من كل 10 بريطانيين يريدون مشاركة الطيران الملكي في العمليات العسكرية. وقالت الصحيفة إن وزراء الحكومة واثقون من فوزهم بالتصويت المزمع في البرلمان قبل احتفالات عيد الميلاد. ونقل عن وزير قوله «نحن ذاهبون إلى الحرب». وقالت الصحيفة التي تعارض المهاجرين إن 53% من البريطانيين تؤيد إغلاق الحدود بشكل دائم وذلك لمنع الأوروبيين من الانتقال والإقامة بشكل دائم في بريطانيا. وهناك نسبة مماثلة ترفض انتقال اللاجئين السوريين إلى بريطانيا. ومع ذلك فقد أظهر الاستطلاع نوعا من الشكوك حول ما يمكن لديفيد كاميرون تحقيقه من الهجمات. وقالت نسبة 35% أن هناك إمكانية لتعرض بريطانيا لهجمات إرهابية حال نقل ديفيد كاميرون المعركة ضد تنظيم الدولة إلى سوريا. وبحسب الاستطلاع وافقت نسبة 50% على مشاركة القوات البريطانية، فيما عارضت نسبة 31% المشاركة. وترتفع نسبة دعم المشاركة إلى 59% إن تمت إلى جانب دول أخرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا وإلى نسبة 68% لو تمت عبر قرار لمجلس الأمن يشرع العملية العسكرية.

أما بالنسبة للغارات الجوية فتؤيدها نسبة 60% مقابل 24% تعارضها. وفي نفس السياق دعا قائد القوات البريطانية السابق الجنرال سير ديفيد ريتشارد، كاميرون للتركيز على تنظيم الدولة وتنحية مسألة بقاء الأسد في السلطة جانبا. وقال على كاميرون تجنب «الأهداف المتناقضة للحرب» والموافقة على بقاء الأسد في السلطة كي يشارك جيشه في العمليات ضد الجهاديين. ودعا ريتشارد بريطانيا والقوى الغربية الأخرى التوصل لاتفاق مع روسيا يعبد الطريق أمام قوات الأسد لقيادة العمليات البرية ضد تنظيم الدولة. وفي مقابلة مع راديو «بي بي سي4» قال «في الوقت الحالي لدينا أهدافا متناقضة للحرب، فنحن نريد مواجهة تنظيم الدولة وفي الوقت نفسه نريد التخلص من الأسد. وشخصيا أعتقد أن هذا غير ممكن. وأي جنرال سيقول لك، يجب أن يكون لديك وحدة في الهدف وأهداف واضحة للحرب».

وفي الوقت الحالي يوافق كاميرون على مرحلة مدة محددة للأسد في السلطة إلا أن ريتشاردز ذهب أبعد من هذا حيث قال «الموضوع الحقيقي هو هل يمكنك استخدام الجيش الوحيد والقوي، وهو جيش الأسد. وبهذا المعنى أرى في وقف إطلاق النار فرصة لجيش الأسد وحزب الله وداعميهم الإيرانيين وغيرهم لحرف انتباههم والتركيز على تنظيم الدولة». وحذر ريتشاردز قائلا إن عدم استخدام قوات الأسد سيؤدي لتكرار السيناريو نفسه في العراق بعد الغزو الأنكلوأمريكي عام 2003. وتساءل «هل تريد الدعوة للفوضى وإجبار الأسد على الخروج من دون حكومة تخلفه وتؤكد نوعا من النظام في المناطق الخاضعة لها» مشيرا أن الحكومة فاعلة في المناطق التابعة لنظام الأسد «حيث يتم جمع النفايات، ولا نريد أن نرى ما حدث في العراق يوم 6/4/2004 حيث انتشرت الفوضى لفشلنا في إدارة ما بعد المعركة».

 

إتهامات متبادلة لـ «شهداء اليرموك» و«جيش الفتح» باستهداف المدنيين والقصف مستمر حتى حسم الصراع بين الطرفين

مهند الحوراني

دمشق – «القدس العربي»: تغص مواقع التواصل الاجتماعي بمئات الانتقادات لتشكيلات «جيش الفتح» و«لواء شهداء اليرموك»، المقرب من «تنظيم الدولة» غرب درعا، بسبب القصف الذي ينفذه كل من الطرفين على مواقع سيطرة الطرف الآخر، من دون أدنى مراعاة لوجود المدنيين، الأمر الذي أوقع عددا كبيرا من القتلى والجرحى في صفوفهم بحسب ناشطين.

ونفى أبو يوسف عضو المكتب الإعلامي لأحرار الشام، في حديث خاص لـ»القدس العربي» استهداف المدنيين في بلدات نافعة وقرى حوض اليرموك، التي لا تزال تحت سيطرة شهداء اليرموك. وتحدى أن يوجد مدني واحد يؤكد انه أصيب من قصف حركة أحرار الشام، موضحا أن «المواقع التي يتم استهدافها عسكرية بحتة، وأغلبيتها على جبهات القتال. أما باقي المواقع العسكرية التي يتحصن بها شهداء اليرموك فهو يقوم بإخلاء محيطها بشكل كامل، وطرد المدنيين من حولها لخوفه من الاختراق أو رصده من المدنيين وغيرهم لعدم تأمينه على أحد حتى من عناصره لأن الوضع داخل مناطق سيطرته سيئ للغاية».

وتابع أبو يوسف: «الانتهاكات التي يقوم بها لواء شهداء اليرموك مع المدنيين والحوادث التي أحدثها معهم سابقا أجبرته على ذلك. فاللواء قام باقتحام المنازل، وكذلك القفص الذي يُعذب فيه المدنيون، واقتحام حفل زفاف في نافعة وإطلاق النار على المدنيين، وهذا الذي لم يحدث بمواقع تمركز جيـش الفتـح والجميـع يعـلم ذلـك».

وتحدث أبو يوسف عما وصفه بـ «الانتهاكات» التي قام بها شهداء اليرموك قائلا: «قام شهداء اليرموك باقتحام منزل عند دخوله بلدتي سحم وحيط، وأطلق النار على شخص يدعى أبو حذيفة داخل منزله، وهو مدني وموظف في دار العدل. والحوادث والانتهاكات كثيرة من هذه العصابة، وأيضا قصف بلدات سحم وحيط وتسيل سابقا ووقع على إثره قتلى وجرحى».

ومن جهة أخرى نشر لواء شهداء اليرموك بيانا أعلن فيه أن بلدات سحم الجولان وحيط مناطق عسكرية. ودعا المدنيين القاطنين بالقرب من المناطق العسكرية إلى إخلاء منازلهم، وذلك بعد تكرار ما أسماه بـ»القصف من قبل صحوات جيش الفتح على بلدات حوض اليرموك البعيدة عن مناطق الاشتباك والمكتظة بالمدنيين»، على حد تعبير البيان.

وقال أحمد المسالمة، وهو ناشط أعلامي مقرب من شهداء اليرموك، في تصريح خاص لـ «القدس العربي» إن جيش الفتح «يضع حجة أنه يقصف مواقع عناصر شهداء اليرموك، لكن الواقع عكس ذلك تماما. فبلدة نافعة مكتظة بالأهالي والأطفال، وأغلب المرابطين والذين يواجهون جيش الفتح هم من أهل المنطقة نفسها، ورغم كل الحملات والمناشدات إلى جيش الفتح لإيقاف القصف».

ويعتبر أفراد جيش الفتح وادي اليرموك، بحسب المسالمة، منطقة عسكرية منذ عشرة أشهر، وهم يدكون المنطقة بالصواريخ وأهمها نافعة، والشجرة، والقصير.

ورد المسالمة على الانتقادات الموجهة لشهداء اليرموك بأنه ينتقد هذا التصرف ويكرره في بلدات سحم ومحيطها، قائلا: «شهداء اليرموك لم يقصف سحم الجولان سوى ثلاث أو أربع مرات خلال فترة المعارك كلها، وكان دائما يعطي إنذارا للأهالي من أنه سيضرب حشود جيش الفتح، وذلك عبر بيانات ينشرها مسبقا على الصفحة الرسمية للواء».

ويأمل ناشطون أن تنتهي دوامة العنف غرب درعا، وأن يوضع حد – وإن لم يكن نهاية – للاقتتال الدائر منذ أشهر، فليوضع للقصف الذي ينفذه طرفا النزاع ويتبادلان فيه الاتهام دوما باستهداف المدنيين.

 

«القدس العربي» تكشف تفاصيل العملية الأمريكية التركية المرتقبة ضد «داعش» في سوريا

إسطنبول ـ «القدس العربي: كشفت مصادر تركية وسورية معارضة متطابقة لـ»القدس العربي» عن تفاصيل العملية الأمريكية التركية التي يتم الإعداد لها لطرد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» من الحدود التركية السورية، ومناطق أخرى داخل الأراضي السورية، متوقعةً أن تبدأ العملية خلال الفترة القصيرة المقبلة.

مصادر تركية مقربة من الحكومة قالت في تصريح مقتضب لـ»القدس العربي»، إن تركيا بالفعل تعمل مع الولايات المتحدة على البدء بعملية محددة ودقيقة من أجل طرد تنظيم «داعش» من الحدود، وذلك بالتعاون مع أطراف من المعارضة السورية المسلحة، خلال الفترة المقبلة.

وتوقعت مصادر أخرى أن تبدأ العملية فور تشكيل الحكومة التركية الجديدة، حيث كلف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، رئيس حزب العدالة والتنمية أحمد داود أوغلو، بتشكيل الحكومة الـ 64، والتي من المتوقع أن تنال الثقة من البرلمان بسهولة بسبب تمتع الحزب بالأغلبية البرلمانية.

من جهته، أكد أسامة أبو زيد المستشار القانوني للجيش السوري الحر أن العملية باتت وشيكة، كاشفاً عن وجود تنسيق عالي بين الجهات التركية المختصة والمعارضة السورية في هذا الإطار، وأن العملية البرية سيتولى أمرها الفصائل الكبيرة من الجيش الحر وبعض الفصائل الثورية، «ولن تدخل قوات تركية أو قوات برية من التحالف في المعارك البرية».

وأوضح أبو زيد في تصريحات خاصة لـ»القدس العربي» أن الدعم التركي والأمريكي سيتمثل في توفير غطاء جوي محدد ومركز للقوات البرية على الأرض، وذلك في إطار عمليات قوات التحالف الدولي، لافتاً إلى أن «كل الغارات السابقة أثبتت عدم جدواها دون وجود قوات على الأرض».

ورداً على سؤال حول توقيت بدأ العملية، قال أبو زيد «أتوقع أن تبدأ قريباً جداً»، موضحاً أن «العملية تشمل طرد داعش من الحدود السورية التركية ومن ثم توسيع العمليات لتشمل طرد داعش إلى وراء النهر وريف حلب»، مشدداً على أن الجيش الحر والفصائل الثورية أثبتت فعالية كبيرة في محاربة التنظيم على العكس من غارات التحالف.

وكشف أبو زيد أيضاً أن الفصائل التي ستقوم بالعملية البرية ستتلقى دعماً عسكرياً من قبل تركيا والتحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، «وهو ما لم يكن موجود سابقاً».

وتمتد الحدود التركية السورية على طول 930 كيلو متر، يسيطر تنظيم الدولة على جزء منها قرب محافظة حلب السورية، وتعتبر مدخل لعبور المقاتلين الأجانب من تركيا إلى مناطق سيطرته داخل الأراضي السورية. وقتل الجيش التركي، السبت، أربعة جهاديين لدى اقترابهم من موقع عسكري على الحدود مع سوريا قرب غازي عنتاب.

والأربعاء، قال وزير الخارجية التركي إن أنقرة وواشنطن ستكثفان عملياتهما «خلال الأيام المقبلة» لطرد جهاديي تنظيم الدولة المتواجدين على الحدود التركية في شمال سوريا.

وقال فريدون سنيرلي أوغلو لوكالة الأناضول الرسمية «لدينا بعض الخطط لإنهاء السيطرة التي يمارسها داعش في منطقة على حدودنا. عندما تصبح هذه الخطط جاهزة، فإن عملياتنا ستستمر بكثافة متزايدة»، مشدداً على أنه «»لن نسمح لداعش بابقاء وجوده على حدودنا. سترون في الايام المقبلة».

وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أشار الثلاثاء إلى أن الولايات المتحدة وتركيا ستشنان عملية «لإغلاق» الحدود الشمالية لسوريا تماما، موضحاً أن «الحدود السورية مغلقة بنسبة 75 في المئة. وسنشن عملية مع الأتراك لإغلاق 98 كلم متبقية».

وأكد قادة دول مجموعة العشرين خلال قمة عقدت في تركيا الاثنين ضرورة القضاء على التنظيم الذي وصفه الرئيس الأمريكي باراك اوباما بـ»وجه الشر»، بعد اعتداءات باريس الدموية.

وانضمت أنقرة الصيف الماضي إلى الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لشن ضربات ضد التنظيم في سوريا والعراق.

وقالت صحف تركية، الخميس، إن أنقرة تنوي بعد الانتهاء من تشكيل الحكومة الجديدة، وضع إستراتيجية في مواجهة الإرهاب، تتضمّن حملات جوّية مكثّفة على تنظيم «داعش»، وعمليات جديدة على اتحاد المجتمعات الكردية.

وأوضحت الصحف أن العمليات القادمة لن تكون عبر حملات بريّة فقط، إنما عبر حملات جوّية موسّعة، في الوقت الذي ما زالت فيه المباحثات مستمرة فيما يخص مشاركة تركيا مع قوّات التحالف في مواجهة الإرهاب، كما أن دخول تركيا إلى سوريا عبر البر ليست قضية قيد النقاش بالنسبة إلى تركيا في الوقت الراهن، وأن الإستراتيجية ستهدف إلى تمكين الجيش الحر وألوية التركمان من بسط سيطرتها على أوسع نطاق ممكن من الأراضي السورية، وتوفير منطقة عازلة آمنة لهم.

لكن نائب رئيس حزب العدالة والتنمية والناطق الرسمي باسم الحزب «عمر جيليك» أوضح أنّ الأجندة التركية خالية من فكرة الاقتحام البري للقوات التركية إلى الأراضي السورية.

وقال أردوغان، الأربعاء: «تنظيم داعش يمثل عنصر تهديد لبلادنا، ولذلك فإننا سنتخذ مع قوات التحالف الدولي خطوات ضده»، دون الإشارة إلى طبيعة الخطوات أو موعدها.

وأضاف أردوغان في مقابلة تلفزيونية أجرتها معه، قناتان تركيتان محليتان، أن «التنظيم بات هدفًا لتركيا، كونه أصبح يشكل عنصر تهديد لها في الداخل والخارج وعلى الحدود».

 

يوم الطفل العالمي.. 20 ألف قتيل من أطفال سورية

لبنى سالم

وثّق تقرير صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، مقتل أكثر من 20 ألف طفل سوري، منذ بداية الثورة السورية في مارس/آذار 2011.

 

وبين التقرير، الذي حمل عنوان “أطفال سورية.. الأمل الغريق”، أن نسبة الضحايا الأطفال من المجموع الكلي للضحايا فاق حاجز الـ7 في المائة، وهو ما يشير إلى استهداف متعمد من قبل القوات الحكومية التي قتلت 18858 طفلاً، 101 من بينهم قضوا تحت التعذيب، و582 قتلوا برصاص قناص.

 

وسجل التقرير قتل فصائل المعارضة المسلحة 603 أطفال، وقتل قوات الإدارة الذاتية، بحسب التقرير، 46 طفلاً. كما قتلت قوات التحالف الدولي 75 طفلاً، والقوات الروسية 86 طفلاً.

ولفت التقرير إلى انتهاكات عناصر تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” تجاه الأطفال، وارتكابها جرائم حرب، عبر عمليات القصف العشوائي والقتل والتعذيب والعنف الجنسي والتجنيد الإجباري وتحويل المدارس إلى مقرات.

 

وقدّر عدد الأطفال الذين قتلهم تنظيم داعش بـ229 طفلاً، أما عدد المعتقلين لدى التنظيم فيبلغ ما لا يقل عن 595 طفلاً، بينما قتل تنظيم جبهة النصرة 46 طفلاً، واعتقل ما لا يقل عن 84 طفلاً.

 

وقدم التقرير إحصائية تُشير إلى أن عدد الأطفال الذين قتلت القوات الحكومية آباءهم بلغ 20 ألف طفل يتيم من ناحية الأب، أما عدد الأطفال الذين قتلت القوات الحكومية أمهاتهم فيقدر بـ5 آلاف طفل. وأشار إلى وجود 10413 طفلاً معتقلاً لدى القوات الحكومية، و1850 آخرين مختفين قسرياً.

 

كما وثق حرمان ما لا يقل عن 2.1 مليون طفل داخل سورية من التعليم، وأشار إلى قيام القوات الحكومية بتجنيد مئات الأطفال في عمليات قتالية مباشرة وغير مباشرة.

ولفت التقرير إلى ظاهرة الحرمان من الجنسية التي يعاني منها الأطفال المولودون في دول اللجوء، إذ ولد ما لا يقل عن 117 ألف طفل في مخيمات اللجوء، لم يحصل العديد منهم على أوراق ثبوتية.

 

CNN توقف مراسلة عن العمل لتعاطفها مع اللاجئين السوريين

إعداد: مكتب بيروت – العربي الجديد

مرةً جديدة، تُظهر قناة “سي إن إن” الأميركيّة انحيازها وعدم إنسانيّتها، بعد إيقاف المراسلة إليز لابوت عن العمل، بسبب تغريدة على “تويتر” أظهرت فيها دعمها للاجئين.

 

وكانت لابوت تُعلّق على إقرار مجلس النواب الأميركي مشروعاً يقضي بتشديد الإجراءات الأمنية بحق اللاجئين السوريين والعراقيين قبل دخولهم إلى الأراضي الأميركية، حيث صوّت 289 نائباً لصالح القرار، فيما رفضه 137 نائباً. وكتبت لابوت على حسابها على “تويتر”: “مجلس النواب سيمرر مشروعاً قد يزيد القيود على دخول اللاجئين السوريين إلى الولايات المتحدة. تمثال الحريّة يحني رأسه في حسرة”.

 

وبعدما أحدثت تغريدة لابوت جدلاً كبيراً وأعيد تغريدها أكثر من ألفي مرّة، أعلنت القناة قرار إيقافها عن العمل لأسبوعين. لتعود وتعتذر في تغريدة أخرى عن تصريحها، مشيرةً إلى أنّه “كان يجب أن لا تكتب ذلك لأنه لا يمتّ إلى الحيادية بصلة”.

 

واعتبر ناقدون كُثُر بينهم إيريك ويمبل في “واشنطن بوست” أنّ لابوت غير حياديّة. بينما انتقد آخرون تعاطي “سي إن إن” مع موظفيها بطريقة مختلفة بين الموظفين.

 

وكتب الصحافي والباحث في “هيومن رايتس ووتش” أندرو سترويلين: “عوقبت لأنّها إنسانة”. وكتبت لينا: “تغريدتها لم تكُن مسيئة، بل ردود الفعل عليها”. وسأل آندي كيندلير: “هل ستُعاقب “سي إن إن” دون ليمون بسبب عقده حلقات طويلة لشتم الإسلام؟”.

 

مرشح رئاسي أميركي: اللاجئون السوريون مثل “الكلاب المسعورة

فرانس برس

شبّه المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية، بن كارسون، اللاجئين الهاربين من سورية وجهاديي تنظيم الدولة الإسلامية بـ”الكلاب المسعورة” الخميس.

 

وجاء تصريح كارسون جراح الأعصاب المتقاعد، والذي يعتبر من المرشحين الأوفر حظا في انتخابات عام 2916، خلال توقفه في ولاية ألاباما (جنوب).

وقال كارسون “علينا التمييز بين الأمن والإنسانية”، في معرض حديثه عن استقبال لاجئين سوريين في الولايات المتحدة.

وأضاف “إذا كان هناك كلب مسعور في الحي، فعلى الأرجح لن ترى فيه خيرا، كما أنك ستبعد أولادك عن طريقه، لكن ذلك لا يعني أنك تكره الكلاب”.

ودعا كارسون إلى “اعتماد آليات تدقيق لتمييز الكلاب المسعورة”.

ويأتي تعليق كارسون في اليوم نفسه، الذي صوت فيه مجلس النواب الأميركي على قرار بتعليق استقبال لاجئين سوريين وعراقيين في الولايات المتحدة إلى أن يتم تطبيق آليات تدقيق أكثر صرامة.

وأُقر النص بتأييد الغالبية الجمهورية مدعومة بعدد من الديمقراطيين وحصل على 289 صوتا مقابل 137 على أن يطرح على مجلس الشيوخ.

ولوح الرئيس الأميركي باراك أوباما بفرض فيتو رئاسي على القرار.

ويعكس التصويت على النص موجة رفض اللاجئين السوريين التي عمت البلاد إثر اعتداءات باريس التي أوقعت 129 قتيلا في 13 نوفمبر/تشرين الثاني، في خضم حملة الانتخابات التمهيدية إلى الرئاسة الأميركية.

 

وفي سياق ذي صلة، دعا البيت الأبيض إلى تغييرات من شأنها منع بعض الأشخاص من تجاوز النظام التقليدي لتأشيرات دخول الأراضي الأميركية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست، إن الإدارة تريد أن تعمل مع الكونغرس على إجراء تعديلات محتملة على برنامج الإعفاء من تأشيرة الدخول.

 

وأضاف أن البيت الأبيض يجري محادثات بالفعل مع اثنين من نواب الكونغرس على التشريع، وهما السناتور الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا ديان فاينستاين، والسناتور الجمهوري عن أريزونا جيف فليك.

 

تأتي هذه التصريحات بعد يوم من توبيخ كثيرين داخل الحزب الديمقراطي لأوباما على خلفية موقفه من قضية اللاجئين السوريين.

 

تنسيق وفد المعارضة السورية في عهدة السعودية

عبسي سميسم

يبدو تسارع الأوضاع الميدانية في سورية، بالتزامن مع اعتداءات باريس والحراك الأمني لمكافحة الإرهاب في أوروبا، مختلفاً عن المسارات السابقة. وعلى الرغم من اتفاق الجميع على “المرحلة الانتقالية”، واعتبار وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أنه “أمر ممكن خلال أسابيع”، إلا أن مصير الرئيس السوري بشار الأسد، لا يزال نقطة خلافية، بين معسكرين دوليين ـ إقليميين منقسمين في شأنه.

يرى الرئيس الأميركي باراك أوباما، أن “الحرب في سورية لا يُمكن أن تنتهي من دون رحيل الرئيس بشار الأسد”، مستبعداً بذلك الاقتراحات باحتمال مشاركة الأسد في انتخابات مقبلة. وعلى هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في العاصمة الفليبينية مانيلا، أمس الخميس، يُشدّد أوباما على أن “السوريين لن يقبلوا ببقاء الأسد في السلطة بعد الحرب، التي شهدت قيام النظام بهجمات ضد المدنيين”. ويوضح أوباما “حتى لو وافقت على ذلك، لا أعتقد أن هذا الأمر سينجح”. ويرى أنه “لا يُمكن حمل الشعب السوري، أو غالبيته، على الموافقة على مثل هذه النتيجة”. ويعتبر أنه “لا يمكنني أن أتصوّر وضعاً يُمكننا فيه إنهاء الحرب الأهلية في سورية مع بقاء الأسد في السلطة”. ودعا أوباما روسيا وإيران إلى “تحديد موقفهما وخياراتهما بين الاستمرار في دعم الأسد، والوقوف إلى جانب العملية الانتقالية، الرامية إلى إنقاذ الدّولة السورية”.

من جهته، يرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنّ “السبب الرئيسي للمآسي الإنسانية والأنشطة الإرهابية التي تحدث في منطقتنا، هو رئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي قتل 380 ألفاً من مواطنيه”. جاء ذلك في كلمة افتتاحية لقمة المجلس الأطلسي للطاقة والاقتصاد، المنعقدة في إسطنبول، أمس الخميس.

 

ويؤكد أردوغان أن “كافة المنظمات الإرهابية في المنطقة تخدم نظام الأسد بشكل مباشر أو غير مباشر، كما أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يحظى بدعم من النظام السوري، الذي يحصل منه على النفط مقابل المال”.

ويلفت أردوغان إلى أن “الأسد يمارس إرهاب الدولة، وأنّ من يدعمه، يُعدّ مشاركاً في جرائمه ويتحمّل معه المسؤولية عن الأرواح التي أزهقت”.

 

أما روسيا، فأبدت على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف، استعدادها لـ”التعاون مع الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة داعش في سورية شرط احترام سيادة النظام في دمشق”. ويشير لافروف إلى أن “روسيا مستعدة لتعاون عملي مع دول الائتلاف، وللعمل معها لتحديد الشروط التي ستحترم على وجه التأكيد سيادة سورية، والامتيازات التي تتمتع بها القيادة السورية”، حسبما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية.

أما مساعد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان، فيُشدّد على أن “بدء العملية السياسية في سورية، وتنفيذ الجدول الزمني لبيان فيينا 2، مرتبط بوقف إطلاق النار”. ويلفت عبداللهيان في حديثٍ لوكالة “أنباء فارس”، أن “العملية السياسية في سورية لن تكون مجدية من دون مواجهة جدية وفاعلة للإرهاب”، مؤكداً أن “الدستور الذي سيُعرض للاستفتاء، هو المعيار الرئيسي في المسار السياسي بسورية”. ويرى أنه “لا يحقّ لأحد غير الشعب السوري أن يقرر مستقبل بلده، وأن من حقّ أي شخص تتوافر فيه الشروط، ومن بينهم الرئيس بشار الأسد الترشح للانتخابات”.

 

من جهته، ذكر الأسد، في مقابلة مع محطة التلفزيون الإيطالية الرسمية “راي”، يوم الأربعاء، ألّا “حاضنة لداعش في سورية”، محمّلاً الغرب المسؤولية وراء نشوء التنظيم. ويعتبر أن “الجهاديين الذين تدرّبوا في سورية لشنّ اعتداءات في باريس وغيرها، قادرون على ذلك بدعم من الأتراك والسعوديين والقطريين، وبالطبع من السياسات الغربية التي دعمت الإرهابيين، بمختلف الطرق منذ بداية الأزمة، قبل أكثر من أربع سنوات”. ويرى أنه “من غير الممكن تحديد جدول زمني لإجراء انتخابات في سورية، مادامت مناطق في البلاد خاضعة لسيطرة فصائل مقاتلة”. ويضيف أنه “بمجرد تسوية هذه المسألة، فإن عاماً ونصف العام أو عامين، ستكون فترة كافية لأي مرحلة انتقالية”. وحول مستقبله في سورية، يلفت الأسد إلى أن ” الشعب السوري إذا أراد بقائي فإن المستقبل سيكون جيداً، وفي حال العكس وإذا أردت التمسّك بالسلطة عندها أكون رئيساً سيئاً للبلاد”.

في سياق آخر، يكشف مصدر عربي مسؤول لـ “العربي الجديد”، عن “استعداد السعودية لاستضافة مؤتمر لجميع مكوّنات المعارضة السورية في الرياض، مطلع الشهر المقبل، في سبيل تشكيل وفد يُمثل كافة أطياف المجتمع السوري للتفاوض مع النظام أوائل العام المقبل، حسبما اتفقت عليه الدول في اجتماع فيينا الأخير”. ويضيف المصدر أن “موعد الاجتماع لم يتم تحديده بالضبط، لكنه يجب أن يكون قبل اجتماع فيينا المقرر عقده في 15 ديسمبر/كانون الأول المقبل”.

 

ويوضح أن “اجتماع فيينا المقبل ينتظر حسم أمرين، حسبما تقرر في الاجتماع السابق، وهما تنسيق وفد للمعارضة، وتصنيف التنظيمات الإرهابية. وقد تم توكيل الأردن والأمم المتحدة بمهمة التصنيف، بينما أُلقي على عاتق الأمم المتحدة مسألة تنسيق وفد للمعارضة السورية”. ويضيف أن “الأمم المتحدة تخلّت عن تنسيق وفد المعارضة للسعودية، كونها الأقرب إليها، بينما لا تحظى الأمم المتحدة بثقة لدى أطراف المعارضة”.

كما يكشف المصدر عن أن “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي يعتبره المجتمع الدولي المحاور عن الشعب السوري، سيكون له التمثيل الأكبر داخل الوفد وهو القائد له”، مشدداً على أن “السعودية تسعى لتمثيل جميع مكونات الشعب السوري من دون إقصاء أحد”. ويلفت المصدر إلى أن “الاتحاد الأوروبي عرض على المعارضة، استضافة اجتماع مُصغر خلال الأيام القليلة المقبلة لتوحيد رؤيتها وبرنامجها، قبل لقاء وفد النظام السوري للتفاوض”.

وقد وضع البيان الختامي لمؤتمر فيينا 3، المعارضة السورية أمام تحديات عدة، وهو الذي خلق قلقاً لديها بسبب عدم تطرقه لمصير الأسد، على الرغم من إعلانه عن عملية انتقال سياسية في غضون ستة أشهر، وإجراء انتخابات خلال 18 شهراً. ويبدو أن معظم الفصائل الفاعلة على الأرض قد بدأت بشكل فعلي بترتيب أوضاعها، لتكون جزءاً من العملية السياسية بعد إدراكها جدية مؤتمر فيينا، إذ توجهت بعض الفصائل للانضمام ضمن التشكيلات المرضي عنها أميركياً كـ”جيش سورية الديمقراطي”، و”جيش سورية الجديد”، بهدف إبعاد نفسها عن شبح التصنيف كـ”تنظيمات إرهابية”، كي تكون جزءاً من القوى التي سيتم الاعتماد عليها ضمن العملية السياسية، كما ذهبت بعض الفصائل الى إجراء بعض التغييرات في هيكلياتها لذات السبب كـ”حركة أحرار الشام”، التي استبدلت “مكتبها الشرعي”، بمكتب أسمته “مكتب الدعوى”، وكلّفت به أشخاصاً من المعتدلين ضمن الحركة.

وكان مصدر مسؤول في المعارضة السورية كشف لـ”العربي الجديد”، أن الائتلاف الوطني هو من سيقود هذه العملية ضمن اتفاقات ووعود قدّمتها دول أوروبية عدة للائتلاف، قبل أسبوع واحد من اجتماع فيينا 3، وسينضم إليه عدد من الشخصيات المعارضة الأخرى”. ويشير المصدر إلى أن “الائتلاف على الرغم من ضعف تمثيله، إلا أنه ما زال التشكيل الأكبر للمعارضة السياسية، وسيأخذ حجماً أكبر في حال تمكن من أن يكون ممثلاً للفصائل العسكرية الفاعلة على الأرض، وهو ما يسعى إليه حالياً”.

 

سوريا: 400 مدني قتلوا منذ بدء الغارات الروسية

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطائرات الروسية قتلت منذ بدء عملياتها الجوية في سوريا 403 مدنيين، من بينهم 97 طفلاً و69 سيدة، في حين قتل 381 عنصراً من “تنظيم الدولة”، و547 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة والإسلامية و”جبهة النصرة”.

 

وفي تقرير نشره المرصد، الجمعة، ذكر أنه تمكن أيضاً من توثيق مقتل 6889 مدنياً سقطوا بنيران القوات النظامية خلال مدة 13 شهراً، بينهم 1436 طفلاً تحت سن الثامنة عشر، و969 سيدة، إضافة إلى ذلك أصيب نحو 35 ألفاً من المدنيين بجراح، فضلاً عن تشريد عشرات آلاف المواطنين، ودمار في الممتلكات العامة والخاصة.

 

كما أسفرت غارات الطائرات الحربية والبراميل المتفجرة، التي ألقتها الطائرات المروحية على مئات المناطق في المحافظات السورية، إلى مقتل ما لا يقل عن 3702 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة والإسلامية و”جبهة النصرة” وتنظيم “الدولة الإسلامية”، وإصابة آلاف آخرين بجراح.

 

ونفّذ الطيران الحربي والمروحي 42234 غارة على الأقل، منذ الـ20 من شهر أكتوبر/تشرين الأول، من العام 2014 إلى 20 من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2015. واستهدفت البراميل المتفجرة والغارات، مئات المزارع والتجمعات والبلدات والقرى والمدن السورية، في معظم المحافظات السورية. وقال تقرير المرصد إن طيران النظام المروحي ألقى 22370 برميلاً متفجراً على عدد من المناطق، في حين نفّذت المقاتلات الحربية ما لا يقل عن 19864غارة.

 

في السياق، أصدر مركز “توثيق الانتهاكات في سوريا” تقريراً حول العملية العسكرية الروسية، قال فيه إن “الضربات الجوية الروسية قتلت ما لايقل عن 329 مدنياً في سوريا خلال ثلاثين يوماً منذ بدء ضرباتها الجوية في سوريا بتاريخ 30 أيلول/سبتمبر 2015 وحتى 30 تشرين الأول/أكتوبر 2015”. كما أشار التقرير إلى أنه “من بين الضحايا المدنيين 88 طفلاً ممن هم ما دون سنّ الثامنة عشر، إضافة إلى 58 امرأة سقطوا جميعهم في هجمات شنّت باستخدام القنابل العنقودية والصواريخ الفراغية وصواريخ بعيدة المدى أطلقت من بحر قزوين”.

 

وأضاف التقرير الذي جاء في 44 صفحة  “أن عدد الضحايا المدنيين ارتفع إلى 526 مدنياً بعد (45) يوماً من بدء الضربات الجوية في سوريا”، أي حتى تاريخ 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 وكان من بين الضحايا 137 طفلاً و 71 امرأة.

 

وكان المركز قد أصدر تقريراً موجزاً بعد اليوم الأول لإعلان وزارة الدفاع الروسية عن ضرباتها في سوريا بتاريخ 30 أيلول/سبتمبر 2015 وأورد فيه أن “43 مدنياً قتلوا في ريف حمص الشمالي نتيجة تلك الضربات”.

 

التبليغات لم تمنع توسع “الجيش الحر خيارنا

غيث حمّور

ليس رسام الكاريكاتور السوري الشهير علي فرزات، الوحيد ضمن باقة الواقفين الى جانب الجيش السوري الحر، والداعمين لوحدته. فقد اثبتت التغريدات والانتاجات البصرية، على مدى أيام، أن هذا الجيش، هو أمل السوريين، تماماً كما وحدته.. وهو الرهان للخروج من حالة الشقاق، خصوصاً بعد أن أثبتت التجربة قدرته على المواجهة الميدانية، واهتمامه بشعبه وناسه، وعمله بما يحقق تطلعات السوريين.

 

وفرزات، شارك عبر رسوم خاصة قدمها للمكتب الاعلامي لقوى الثورة السورية، ضمن حملة إعلامية جديدة بعنوان “الجيش الحر خيارنا”، أطلقت للسنة الثانية على التوالي، بهدف دعم الجناح العسكري للثورة السورية.

 

الحملة انتهت ليل الخميس، بموعد حدد سلفاً للتغريد في موقعي “تويتر” و”فايسبوك” تحت هاشتاغ خاص بعد سجل واسع من مواد إعلامية كثيرة كتبت ونشرت، وتناولت الجيش السوري الحر. وتنوعت بين المواد البصرية (صور وفيديو ورسوم كاريكاتير، إضافة الى تغريدات تضمنت معلومات، ودعم وتأييد للجيش السوري الحر.

 

يقول محمود أبو بكر، أحد القائمين على الحملة، لـ”المدن”، ان المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية جهز عدداً كبيراً من المواد الاعلامية التي تتناسب مع الحملة، ومنها فيديوهات وبوسترات وانفوغرافات، تم نشرها تباعاً على صفحات “فايسبوك” حتى يوم الخميس، وهو الموعد الذي حدد لاختتام الفاعلية بعاصفة تغريدات في موقع “تويتر”.

 

وأشار أبو بكر إلى أن عدداً من المثقفين والفنانين، شاركوا في الحملة، وفي مقدمهم الفنان السوري العالمي علي فرزات، والمخرجة التلفزيونية إيناس حقي، والسيناريست الكبير فؤاد حميرة، إضافة إلى شخصية أخرى.

 

وانطلقت الحملة “من الإيمان بدور الجيش الحر في تحقيق مطالب السوريين ضد نظام الأسد وتنظيم داعش”، كما جاء في بيان الاطلاق، مشيراً الى ايمان القوى المسلحة المنضوية تحت لوائه “بتحقيق مطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة، وبناء دولة المؤسسات المبنية على العدل والمساواة، والوصول إلى مجتمع موحد لكل السوريين بعيداً عن ظلم نظام الأسد واستبداده وعن ممارسات تنظيم داعش وإرهابه”.

 

ويؤكّد ياسر الرحيل عضو المكتب الإعلامي لـ”المدن” أن الحملة “تعرضت لحملة تبليغات ضخمة من قبل شبيحة النظام، مما أدى لإغلاق الصفحة الخاصة بـ(الإيفنت) في فايسبوك، مضيفاً: “يبدو أن حملتنا أغضبت مؤيدي النظام، فهبوا عبر جيشهم الإلكتروني للتبليغ عن (الإيفنت)، ولكن ذلك لم يوقفنا حيث قمنا بفتح صفحة جديدة”.

 

والحال، توقفت الصفحة ثلاث مرات، وأعيد تأسيس صفحات أخرى في السياق نفسه.

وعن توقيت الحملة، يقول رحيل: “الحملة تأتي في هذا التوقيت في ظل التحرك الدولي الضخم بشأن الثورة السورية، ونحنا نهدف أولاً لإظهار الوجه الحقيقي للجيش الحر، كما أننا نسعى للتأكيد على موقف “الحر” من كافة القضايا السياسية والعسكرية.

 

بدورها، قالت سعاد الحمصي الناشطة المدنية، وواحدة من مدراء الحملة، إن الحملة نشرت تغريدات بلغات مختلفة منها (العربية، والانكليزية، والفرنسية، والبولندية، والروسية، والتركية، والألمانية، وغيرها، لتصل إلى كل أنحاء العالم”، موضحة، في تصريحات لـ”المدن”، ان اعتماد تلك اللغات “يحمل رسالة واضحة بأن الشعب السوري اختار الجيش الحر ليكون ممثله العسكري على الأرض”. وتضيف: “للسنة الثانية على التوالي نقوم بهذه النشاط، حيث حققت الحملة  السنة الماضية نجاحاً كبيراً ما دفع موالو النظام لشن هجمة إلكترونية شرسة لتشويه سمعة الجيش الحر”.

 

وبحسب الحمصي، بعد إطلاق المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية للحملة، أعلنت مؤسسات ثورية كبيرة مشاركتها، بينها الهيئة السورية للإعلام، وصفحة الثورة السورية، ولجان التنسيق المحلية، وغيرها من المؤسسات العاملة في الشأن السوري، و”هذا ما يعطي الحملة قيمة مضافة”.

 

يشار إلى أن أرقام المتابعين للحملة شهدت ارتفاعاً ملحوظاً، رغم إغلاق الصفحة الأولى والتي وصل عدد متابعيها إلى أكثر من 3000 متابع خلال أقل من 23 ساعة. جاءت الصفحة الثانية لتحصد أكثر من 1500 متابع في الساعات الأولى لإطلاقها، إضافة إلى وجود أكثر من 10 آلاف دعوة بانتظار الرد.

 

“أحرار الشام” تحل مكتبها الشرعي: انتصار للمكتب السياسي؟

عقيل حسين

يبدو أن المنافسة بين المكتب السياسي والمكتب الشرعي، في حركة “أحرار الشام الإسلامية” في سوريا، قد حسمت لصالح المكتب السياسي، بعد جولات لم تستطع الحركة ابقاء تطوراتها بعيداً عن وسائل الإعلام.

 

فقد قررت قيادة الحركة، الأربعاء، حل المكتب الشرعي الذي يترأسه أبو محمد الصادق، الشخصية المثيرة للجدل خلال الفترة الماضية، بسبب العديد من المواقف التي صدرت عنه، ووصفت بالصدامية. لكن بيان الحركة الذي أعلن هذا الإجراء، قال إن القرار هو “إعادة هيكلة للمكتب الشرعي تحت اسم هيئة الدعوة والارشاد”، كما تضمن إحداث “الهيئة القضائية” في الحركة، وهو الأمر الذي رأى فيه البعض محاولة واضحة من القيادة لتجنب إثارة المزيد من الجدل في هذا الموضوع.

 

وبينما يؤكد البعض أن هذا القرار قد تم الترتيب له منذ فترة غير قصيرة، وأنه كان يفترض أن يتم اتخاذه بعد انتخاب رئيس جديد للحركة، في أيلول/سبتمبر 2015، أكد آخرون أن القرار احتاج إلى ترتيبات خاصة، نظراً لحساسية الموضوع، وبما يمنع أي تأويلات يمكن أن تفسر على أنها خلافات داخل الحركة وانتصار لتيار على آخر.

 

لكن مصادر خاصة أكدت لـ”المدن”، أن قرار حل المكتب الشرعي في الحركة لم يكن إجراء صعباً، خاصة مع وجود شبه اجماع داخل الحركة على ترهل المكتب وعدم فاعليته، تحت قيادة رئيسه أبو محمد الصادق، الذي يحمّله البعض المسؤولية عن حدوث توترات داخل الحركة مؤخراً، بعدما تسبب تعيينه في هذا المنصب بخلافات أصلاً.

 

المصادر أضافت أن التأخر في الإعلان عن هذا القرار، كان بسبب انشغال “حركة أحرار الشام” بالتطورات المتسارعة على الساحة السورية، والتي تطلبت تركيزاً خاصاً جداً من قيادة الحركة. وآخر هذه التطورات، التدخل الروسي العسكري المباشر في سوريا، والمشاكل الداخلية في “جيش الفتح”، بالإضافة إلى ترتيبات التمهيد للحل السياسي في البلاد.

 

لكن المتحدث باسم “حركة أحرار الشام” أحمد قره علي، نفى لـ”المدن”، وجود أي انقسامات أو صراعات داخل الحركة، وأكد أن الهدف من نشر هذه الإشاعات، هو تشويه سمعتها، والتشويش على مساعي قيادتها لتطوير العمل داخل الحركة.

 

وقال قره علي: “إن ما جرى لا يعدو أن يكون إجراء إدارياً عادياً، يأتي في سياق تطوير عمل المكاتب في الحركة التي تعتمد الأسلوب المؤسساتي في عملها، الأمر الذي جعل منها أكثر تماسكاً وانسجاماً”. وذكّر قره علي، بانتخاب المهندس مهند المصري، قائداً جديداً للحركة، مؤخراً، مؤكداً أن مثل هذا الحراك يعتبر مؤشراً صحياً على حيوية الحركة، وسعيها الدائم لبذل ما في وسعها لتكون بمستوى الحدث.

 

وكان مجلس شورى الحركة، قد اختارفي أيلول/سبتمبر الماضي، المصري، خلفاً للقائد السابق أبو جابر الشيخ، الذي تمت تسميته في القرار الأخير الصادر الأربعاء، “رئيساً لهيئة الدعوة والإرشاد” التي قرر مجلس قيادة الحركة إحداثها، بديلاً عن “المكتب الشرعي”.

 

ويرى البعض أن تسمية الشيخ، رجل الحركة القوي لقيادة الهيئة الجديدة، سيزيد من قوة القرار الأخير ويجعله أكثر اقناعاً، ويمنحه ثقلاً أكبر داخل الحركة، التي لا زالت تعيش مخاض انتاج هوية سياسية، يتطلب إنجازها انسجاماً لا يقبل التشكيك.

 

ويبدي البعض تخوفا من أن يؤدي ما يسمونه “الاندفاع” في هذا الاتجاه إلى نتائج عكسية. إلا أن نجاح كوادر الحركة وقياداتها في تجاوز العديد من المحطات الخطرة، والتي كان أهمها على الاطلاق، اغتيال قادة الحركة الخمسين في يوم واحد قبل عامين، كانت عاملاً مشجعاً لقيادة “أحرار الشام” على المضي قدماً في ما كانت قد بدأت به القيادة الراحلة للحركة. الأمر الذي أُعتبر تطوراً غير مسبوق في التيار “السلفي الجهادي” بشكل عام.

 

كما يؤكد مطلعون، أن مكتب الحركة الشرعي الذي تم حله، لا يشكل تياراً داخل الحركة يمكن التخوف منه، خاصة وأن رئيسه أبو محمد الصادق ليس من القادة المؤسسين للحركة، ولا يحظى بشعبية خاصة فيها. كما شهدت مرحلة إدارة الصادق، لـ”المكتب الشرعي” تقلصاً كبيراً في نشاطاته، نتيجة ابتعاد عدد كبير من كوادر المكتب بسبب عدم انسجامهم معه.

 

وكان التباين في وجهات النظر حول التعاون مع تركيا، في ما يتعلق بخطة أنقرة لإنشاء المنطقة الآمنة شمالي حلب، أحد أبرز القضايا الخلافية بين المكتبين السياسي والشرعي في الحركة. وهاجم الشيخ أبو محمد الصادق، بيان الحركة الصادر عن المكتب السياسي بهذا الخصوص، ورأى أنه مخالف لرأي المكتب الشرعي وسياسة الحركة الشرعية.

 

ويعتبر البعض أن موقف الصادق، بذلك الخصوص، ليس مفاجئاً، ويعبّر عن حقيقة التشدد الذي يعرف به الرجل، ويصفه هؤلاء بأنه صاحب توجه فكري أقرب إلى تنظيم “القاعدة”، ويرجعون ذلك إلى مسيرته الجهادية التي بدأت بالتعاون مع أبو مصعب الزرقاوي، كمندوب له في شمال سوريا. مسيرة تطورت في “سجن صدنايا” بعد اعتقال الصادق عام 2005، بينما لم يعرف عن الصادق تحصيل أكاديمي في العلوم الشرعية. ويرى آخرون أن مثل هذا التوصيف فيه مبالغة، وأن الصادق، ليس الرجل الوحيد في الحركة الذي له اجتهاد مختلف عن التوجه العام لقيادتها الحالية، وإن كان هذا التوجه محصوراً في عدد محدود من الشخصيات المحسوبة على “الحرس القديم” فيها.

 

ويتفق أصحاب هذا الرأي، على أنه لا يمكن توقع إنجاز تحول فكري على مستوى كبير، كالذي تسعى إليه حركة “أحرار الشام” بسهولة ودون عقبات. إلا أن الحركة أثبتت أنها قادرة بالفعل على تحقيق ذلك، بعدما تجاوزت العديد من المحطات الصعبة خلال العامين الماضيين.

 

قرار دولي يدين روسيا وإيران وحزب الله.. وسجال سعودي-سوري

أقرت اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء الخميس 19 نوفمبر/ تشرين الثاني، مشروع قرار غير ملزم، تقدمت به السعودية بدعم من قطر والإمارات العربية، يدين انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا. وحاز القرار على أغلبية بلغت 115 صوتاً مقابل 15 عضواً صوتوا عليه بالرفض، من ضمنهم روسيا والصين وإيران والجزائر وكوريا، بينما امتنع عن التصويت 51 عضواً من ضمنهم السودان.

 

وتدين الصيغة التي قُدم بها القرار، التدخل الروسي والإيراني في سوريا، من دون تسميتهما بشكل مباشر. وندد نص القرار “بكل الهجمات ضد المعارضة السورية المعتدلة ويطالب بوقفها فوراً، بالنظر إلى أن مثل هذه الهجمات تفيد ما يسمى بداعش والجماعات الارهابية الاخرى مثل جبهة النصرة”. ويدين القرار حسب نصه “أعمال الإرهاب والعنف التي ارتكبها بحق المدنيين جهاديو تنظيم الدولة وجبهة النصرة”، بالإضافة إلى إدانته كل الهجمات العشوائية، لاسيما بواسطة “إلقاء براميل متفجرة على مناطق مدينة ومنشآت مدنية”. كما ندد القرار “بكل المقاتلين الارهابيين الاجانب، والقوى الاجنبية التي تقاتل باسم النظام السوري، خاصة ألوية القدس والحرس الثوري الإيراني وحزب الله”، كما أسف “القرار لتدهور أوضاع حقوق الانسان في سوريا”، وطالب “الدول المانحة بتقديم مساعدة مالية عاجلة للدول المضيفة للاجئين وتقاسم هذا العبئ”.

 

سبقت جلسة التصويت جولة من التراشق الكلامي بين مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري، ومندوب المملكة العربية السعودية عبدالله يحيى المعلمي، الذي وجه كلامه للجعفري قائلاً “النظام السوري يسعى إلى تصوير الموضوع وكأنه خلاف ثنائي بين سوريا وبلد ما، وأنا أقول للزميل العزيز إننا مستعدون لمناقشة كل ما يرغب في طرحه من موضوعات، والتصدي لأي ادعاءات باطلة يروج لها ضد بلادي”. وأضاف “إن مشروع القرار يؤكد على الالتزام بسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، ويركز على الجوانب الإنسانية وحقوق الإنسان، مع إدراك أن الأزمة ستستمر طالما لم تتمكن الأطراف من التوصل إلى حل سياسي وفقاً لبيان جنيف الصادر في 30 يونيو/حزيران 2012”.

 

في المقابل، هاجم الجعفري السعودية بقوله إن “تقديم الوفد السعودي لمشروع القرار هو مفارقة عجيبة بحد ذاته. النظام السعودي آخر من يحق له الحديث عن حقوق الإنسان نظراً لسجل التخلف الذي يتمتع به في هذا المجال تجاه مواطنيه”. وأضاف “إن الثروة المفرطة في أيد جاهلية وغير أمينة لا تراعي حرمة للعرب والإسلام، لن تشتري الاحترام في الأمم المتحدة، إنما يبنى الاحترام على الالتزام بأحكام الميثاق وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء، وجعل الشعب الشقيق في الجزيرة العربية يتمتع بحقوقه كبشر بدلاً من قطع رقبته بالسيف، وجلده في الساحات العامة، تماماً كما تفعل قطعان إرهابيي داعش وجبهة النصرة في سوريا”.

 

تعزيزات للمعارضة جنوبي حلب توقف زحف المليشيات

خالد الخطيب

نجحت المعارضة المسلحة، في وقف تقدم قوات النظام وحشد الميليشيات الطائفية، التي كانت قد تقدمت بشكل متسارع في ريف حلب الجنوبي. ووصلت القوات المهاجمة، الجمعة، إلى مشارف الطريق الدولي حلب-دمشق، بعدما تمكنت من السيطرة على بلدتي الحاضر والعيس والقرى والمزارع المحيطة بهما؛ المريودة والعزيزية وتل باجر وبانص وبرنة، بالإضافة لعدد من التلال الاستراتيجية التي كان أبرزها جبل العيس -أعلى النقاط في المنطقة والذي يشرف على كامل المنطقة، بمحيط دائري يصل إلى أكثر من 10 كيلومترات.

 

وتحسن الأداء العسكري للمعارضة الحلبية، خلال الأسبوع المنصرم، بعد قدوم تعزيزات من “جيش الفتح” و”جيش النصر” للمشاركة في معارك الريف الجنوبي. وأضحت الجبهات تمتد لعشرات الكيلومترات، بعد التقدم الأخير لقوات النظام والمليشيات. وكانت المعارضة قد تعرضت لانتكاسة حقيقية، الجمعة، وكادت تنهار، لولا تدخل بقية الفصائل العسكرية من محافظات أخرى، والتي لم تأتِ بطبيعة الحال للدفاع عن حلب فحسب، بل عن ظهرها الذي كاد أن يصبح مكشوفاً في شمال إدلب.

 

مؤخراً، شهدت جبهات ريف حلب الجنوبي، إلى الغرب من العيس، معارك عنيفة في محاولة من قوات النظام والميليشيات للتقدم أكثر، بغرض السيطرة على قرى وبلدات البرقوم والصالحية وتل حديا ورسم الصهريج ورسم العيس وكوسنيا وإيكاردا، وهي المناطق التي تفصلها عن الطريق الدولي، الذي يعتبر الهدف الأبرز في هذه المرحلة. وفي سبيل ذلك شهدت الأيام الأخيرة، هجمات عنيفة من قبل المقاتلات الحربية الروسية، التي نفذت عشرات الغارات الجوية بالقرب من خطوط الاشتباك، وفي المواقع الخلفية للمعارضة في إيكاردا وعلى جانبي الطريق الدولي، بالإضافة إلى قصف مستمر تشنه المدفعية وراجمات الصواريخ على مواقع المعارضة التي لا تزال مصرة على الثبات حتى اللحظة في مواقعها.

 

عضو المكتب الإعلامي في “جيش المجاهدين” عبدالفتاح حسين، أكد لـ”المدن”، أن المعارضة تمكنت خلال الأيام القليلة الماضية من تدمير أربع رشاشات ثقيلة، وخمس سيارات دفع رباعي، وجرافات مجنزرة، في قريتي برنة وبانص، بصواريخ مضادة للدروع “تاو”. كما استطاعت المعارضة تدمير واغتنام عدد من الدبابات وعربات نقل الجنود والمصفحات التي استخدمتها قوات النظام والميليشيات في الاقتحام الفاشل لبلدة رسم الصهريج ومنطقة إيكاردا.

 

كما تمكنت المعارضة، من قتل أكثر من خمسين عنصراً لقوات النظام وميليشيات “حزب الله” اللبناني و”كتائب حزب الله العراق” و”حركة النجباء” و”لواء فاطميون”. كما تم تدمير سيارة لقائد الحملة على ريف حلب الجنوبي، في قرية برنة، أدت إلى مقتله وعدد من مرافقيه، وهم من “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، بقيادة قاسم سليماني، الذي يشرف شخصياً على سير المعارك هناك.

 

المنسق العام لـ”غرفة عمليات فتح حلب”، عبدالمنعم زين الدين، أكد لـ”المدن”، أن المعركة في ريف حلب الجنوبي  لها أهمية إضافية، بسبب القوات المعادية المقاتلة على الأرض، وانتماءاتها، في ظل غياب شبه كامل لقوات النظام. كما أن المليشيات الشيعية تهدف إلى تحقيق مكاسب عسكرية وسياسية، وهو ما تنبهت إليه، مؤخراً، المعارضة المسلحة. ومن هنا كان واجباً على فصائل المعارضة صدّ تلك الميليشيات، وقطع الطريق عليها، ومنعها من تحقيق مكاسب على الأرض. وهو ما كان فعلاً، وأشار زين الدين، إلى أن المعارضة قدمت أداءاً جيداً، خلال أسبوع مضى من العمليات العسكرية غير المتكافئة جواً وبراً، وعلى الرغم من ذلك صمدت وكبدت المليشيات خسائر لا بأس بها، وأوقفت تمددها باتجاه أهدافها.

 

كما أن دخول “جيش الفتح”، بحسب زين الدين، وتعزيزاته للجنوب، تركت أثراً ايجابياً لا ينكر، وسيكون له تأثير على ترجيح كفة الصمود، والتحول من الدفاع إلى الهجوم. وهناك تحرك ضمن فصائل معارضة حلب، للقيام بأعمال هجومية تعيد تحرير النقاط التي احتلتها الميليشيات. كما هو حال “جيش الفتح” القادم من ريف إدلب، الذي يرتب أوراقه لهجوم قوي خلال الأيام القليلة القادمة.

 

يبدو أن حمل المعارضة ثقيل جداً في ريف حلب الجنوبي، بالقرب من الطريق الدولي، وهو ما سيترجم قريباً على الأرض. فإذا استمرت المعارضة في صمودها أمام هجوم المليشيات العنيف المصحوب بغطاء جوي روسي، الذي يستهدف مواقعها، ستكون من بعده جاهزة لشن هجمات معاكسة لاستعادة ما خسرته، بعدما تكون قد امتصت الصدمة. وهو الأمر الذي يُغضب روسيا، التي صبّت طائراتها جام غضبها على الريف الجنوبي، بعد فشل المليشيات في إحراز أي تقدم فعلي، خلال الأسبوع الماضي.

 

في السياق، قال قائد “جيش المجاهدين” المقدم أبو بكر، لـ”المدن”، إن المعارضة في حلب وبقية الفصائل التي أتت من إدلب للقتال في الريف الجنوبي، مصرة على دحر قوات النظام والميليشيات الطائفية، والتي اقتربت بشكل كبير مؤخراً، في ظل تغطية جوية مكثفة وفرها الطيران الحربي الروسي، على مدى شهر.

 

وأضاف المقدم أبو بكر، أن الميليشيات التي استقدمتها إيران إلى جنوب حلب، وهي في الغالب عراقية ولبنانية وأفغانية، تتعرض الآن لهجوم شرس من قبل فصائل المعارضة  السورية، وقد قتل منهم أعداد كبيرة، وأسر أخرون من جنسيات متنوعة، وكان أخرهم عناصر تابعين لميليشيا “حزب الله” اللبناني قتلهم مقاتلو “جيش المجاهدين”.  وبالنسبة للعمليات العسكرية، التي تخوضها المعارضة في ريف حلب الجنوبي، فهي لا تزال تندرج في امتصاص الصدمة وإيقاف زحف الميليشيات الطائفية. أبو بكر أكد أن عمليات عسكرية مرتقبة قد تقوم بها المعارضة في قادم الأيام لتحرير القرى والبلدات التي سيطرت عليها قوات النظام والميليشيات الطائفية.

 

وأوضح المقدم أبو بكر، أن النظام وحشد الميليشيات التابعة له استفادوا كثيراً من التغطية الجوية التي وفرها الطيران الحربي الروسي، ومروحيات النظام، حيث كانت مهمة الميليشيات التقدم ودخول القرى والبلدات التي اضطرت المعارضة إلى الانسحاب منها، بعدما أضحى البقاء فيها انتحاراً بالنظر إلى الكثافة النارية الهائلة.

 

من جانب آخر، أكد مدير المكتب الإعلامي في “حركة نور الدين زنكي” أحمد حماحر، لـ”المدن”، أن قوات النظام مدعومة بميليشيات عراقية من “حركة النجباء” قامت بعملية تسلل على جبهة البحوث العلمية وحي الراشدين الشمالي، غربي مدينة حلب، وتخللها قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، الخميس. وتمكنت المعارضة  من التصدي لهذه العملية، وعلى إثرها قامت حركة “نور الدين زنكي” بالاشتراك مع “لواء الحرية الإسلامي” بعمل معاكس على موقع “فاملي هاوس” (الملاهي) الذي تتحصن فيه قوات النظام والميليشيات. واستطاعت المعارضة قتل أكثر من 30 عنصراً من قوات النظام و”حركة النجباء” وتدمير مدفع عيار “57 ملم” وكسر الخطوط الدفاعية الأولى لمبنى “فاملي هاوس”، وسيطرت على مواقع في محيطه.

 

كما دارت اشتباكات متقطعة في محاور متعددة على جبهات حلب القديمة، بين قوات النظام والمعارضة المسلحة، في الخالدية وبني زيد وحلب القديمة وبستان الباشا وثكنة هنانو. وتبادل خلالها الطرفان، القصف بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، في ظل تحليق مكثف للطيران بنوعيه الحربي والمروحي، الذي قصف مواقعاً تابعة للمعارضة بالقرب من خطوط التماس، وتسبب في مقتل مدنيين ودمار في المنازل والممتلكات.

 

من ناحيتها، واصلت المقاتلات الحربية الروسية، قصفها لحلب، ريفاً ومدينة، واستهدفت كلاً من الأتارب و”الفوج 46” وخان العسل وعدد من القرى والبلدات في الريف الغربي. كما شنت سلسلة غارات على كفر حمرة وحريتان وحيان في الشمال، بينما كثفت من غاراتها في قلب مدينة حلب، لتطال الميسر والفردوس والجزماتي ومواقع أخرى في كرم الطراب ومحيطه.

 

وفي تطور لافت، دخلت صواريخ “كروز” (بحر–أرض)  الروسية، مؤخراً، لتستهدف جنباً إلى جنب مع الطائرات الحربية، مواقع المعارضة والبنى التحتية والمرافق العامة التي تضررت بشكل كبير، وكان أخرها: فرن الآتارب غربي حلب، كما طال القصف معمل “آسيا” للصناعات الدوائية ومعمل للأقطان في الريف الشمالي، ومعامل “أوبري” و”الوطنية” و”السعد للصناعات الدوائية” أيضاً على الطريق الدولي حلب-دمشق. وجميع هذه المنشآت تعتبر من أكبر المصانع الحلبية الخاصة التي تشغل الألاف من العمال والتي خرجت جميعها عن الخدمة بسبب استهدافها بالقصف الروسي.

 

داعش .. أغنى تنظيم إرهابي في العالم

ألين حلاق

على مدى السنوات الماضية مئات من التفجيرات نفذها تنظيم داعش سواء في سوريا أو العراق أو لبنان، وآخرها تفجيرات برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية وهجمات باريس الدامية، وعلى مدى سنوات أيضا تزداد قدرة التنظيم وتسلحه عسكرياً، ويرتفع عدد المنتمين اليه من مختلف أنحاء العالم، كما ترتفع نسبة عملياته وتتسع دائرة أهدافه حتى بات يهدد القارة الأوروبية ومعها واشنطن في عقر دارهما، وكل ذلك يرتب على التنظيم نفقات إضافية ويطرح في الوقت عينه العديد من التساؤلات حول مصادر تمويله.

 

وبالرغم من عدم القدرة على تحديد دقيق لمداخيل داعش ونفقاته، الا أن العديد من الدراسات تؤكد أن التنظيم يحتاج سنويا الى ما يقل عن ملياري دولار لتمويل عملياته ودفع رواتب مقاتليه التي تصل الى 360 مليون دولار وتزداد بإزدياد أعداد الزوجات والأطفال، ومنها تقرير مصور للقناة الرابعة البريطانية صدر في تشرين الاول من العام 2015 وتطرق الى ايرادات ونفقات داعش.

 

أما من اين لك هذا؟ فمصادر دخل التنظيم متعددة، ويقول تقرير المركز الأوروبي لدراسة وتحليل الإرهاب لعام 2015 أن حجم الثروة الكامنة في مساحة الأرض التي يحتلها التنظيم في سوريا والعراق تقدر بـ2200 مليار دولار في العام 2015، مقابل 2000 مليار دولار في 2014، لما فيها من آبار النفط والغاز أو المناجم، أو الحقول والجسور والطرقات والبنية الأساسية والمطارات والغابات والبحيرات وغيرها من الموارد التي سيطر عليها التنظيم في سوريا والعراق، إضافة إلى قيمة العقارات المنقولة والثابتة والضرائب التي كانت تُفرض عليها وتجد طريقها في السابق إلى الخزينتين السورية والعراقية، قبل سيطرة داعش.

 

أما أبرز مداخيله فتلك المتأتية من النفط، وقد قدّرت وزارة الخزانة الأميركية أنه في عام 2014 كان تنظيم داعش يربح ما يصل الى 100 مليون في الأسبوع من بيع النفط الخام والمكرر لوسطاء محليين، يقومون بدورهم بتهريبه إلى تركيا وإيران أو يبيعونه إلى الحكومة السورية. ففي المنطقة المحيطة بالرقة وحدها يقوم داعش بإستخراج 30 ألف برميل يوميا، وهذه الكمية قليلة مقارنة مع 300 ألف برميل كانت تستخرجها حكومة النظام السوري، ومع ذلك توفر للتنظيم مصدرا للدخل لا بأس به. وبعد سيطرته في 2014 على أعداد أكبر وأهم من آبار النفط والغاز في سوريا خصوصا، وإحكام قبضته على 80% من الثروات النفطية السورية و10% من آبار النفط العراقية، إنتعشت مداخيل التنظيم المالية، على الرغم من ان هذا الإنتعاش لم يدم طويلا بسبب الضربات الجوية للتحالف.

منابع تمويل داعش تعتمد بالدرجة الثانية على بيع الآثار المسروقة، وهو ما اكدته منظمة الاونيسكو وأوضحت ان داعش يتاجر بالفن والآثار لتمويل عملياته، وفي عمليات البيع هنا تدخل دولٌ ومافيات.

أما المصدر الثالث لميزانية داعش فتتمثل بالابتزاز و الضريبة أو الخوة بإسم ” الدولة”. و يقوم في الرقة بتنظيم المجالس الشرعية التي تجمع الزكاة، وفرض الجزية على المسيحيين، وكذلك الأمر في كل المناطق التي يسيطر عليها، وتعتبر نقاط التفتيش والحواجز على الحدود بين العراق وسوريا المصدر الآخر للدخل. وأوضح تقريرالمركز الأوروبي لدراسة وتحليل الإرهاب أن الضرائب تشمل اقتطاع 50% من رواتب الموظفين الحكوميين الذين يبلغ عددهم 60 ألفاً في الموصل، والذين يتقاضون رواتبهم من بغداد، الأمر الذي يسمح للتنظيم بالحصول على ما بين 500 و 600 ألف دولار سنوياً.

 

وبشكل عام أصبح التنظيم يعتمد بدرجة أساسية على “الضرائب” وانتزاع الأموال والابتزاز التي أصبحت مورد الدخل الأول حسب التقرير بعد أن قفزت من 350 مليون دولار في 2014 إلى 1 مليار دولار في 2015. وإضافة الى الابتزاز و الخوات لداعش مصدر أخر ايضا لا يقل أهمية عن غيره وهو الخطف، وقد حصل التنظيم على أكثر من 20 مليون دولار عام 2014 هي عبارة عن مبالغ فدية. وتأتي كذلك عملية الإتجار بالبشر في مرتبة متقدمة ومن خلالها يجمع التنظيم الملايين من الدولارات ولعل قضية نساء الايزيديات من أبرز الأمثلة على ذلك. وتقدر دراسة للأمم المتحدة صدرت في آب 2015 متوسط أسعار الرقيق في أسواق داعش، ويبلغ السعر 150 يورو (180 دولار) للأطفال بين 1 و 9 سنوات من الذكور كما الإناث، و110 يورو (132 دولار) للمراهقة، و70 يورو (84 دولار) للنساء بين 20 و30 سنة. ومن أبرز مجالات التمويل لداعش أيضا تجارة القطن. و يُسيطر التنظيم على 90% من حقول إنتاجه في سوريا وتهريبه إلى تركيا أساساً، التي تعد أكبر سوق للتنظيم، ويُشير التقرير إلى أن 1 من أصل 5 قمصان قطنية مصنوعة في تركيا، مصدرها داعش، ومن تركيا تتسرب هذه القمصان إلى أوروبا والعالم، لتوفر للتنظيم موارد في حدود 100 مليون دولار سنويا.

 

في تشرين الاول 2015 نشر موقع “جهادلوجي” وهو موقع متخصص في متابعة ورصد الحركات المتطرفة وفي مقدمتها تنظيم داعش، جانباً من الطرق المعتمدة من قبل التنظيم في الحصول على الموارد المالية، بالاعتماد على “تقرير” مُحاسبي مُفصل يوضح كيفية تحصيل الأموال وتوزيعها في محافظة دير الزور السورية التي يسميها التنظيم ولاية الخير، ما يكشف حجم الموارد الداخلية الهائلة المتاحة للتنظيم، ويتبين أن هذه الإيرادات تتأتى من النفط والغاز بنسبة 27.7% ثم الكهرباء بـ3.9% والضرائب المختلفة بـ23.7% والمصادرات للأملاك والعقارات بنسبة 44.7%، والتي تشمل المصادرة أيضاً للمواد الغذائية والممنوعات مثل الخمور والسجائر والبضائع على الطرقات أو عند التفتيش. وفي المقابل تتوزع مصاريف التنظيم في دورالزور على أجور المقاتلين بـ43.6% تليها النفقات على المعسكرات بـ19% .ثم نفقات شرطة التنظيم بـ10.4%، فمصاريف ديوان الخدمات بـ17.7% دون تحديد نوع الخدمات التي يوفرها هذا الديوان، ونفقات بيت المال بـ5.7% تُنفق على المساعدات، وأخيراً يحظى الإعلام بدعم مالي بـ2.8%. وبالرغم من إعلان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ان أكثر من 40 دولة في العالم تمّول داعش إلا أن مصادره المتنوعة تشكل رافدا أساسيا للإستمرارية المالية لهذا التنظيم الذي تبين أنه أغنى تنظيم إرهابي في العالم.

المدن

 

أوباما واردوغان ولافروف: مع الاسد أم من دونه؟

أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما، الخميس، أن التسوية السياسية في سوريا ضرورة للقضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية”، لكن ذلك يتطلب اقتناع كل من روسيا وإيران، والنخبة الحاكمة في سوريا، أنه من المستحيل الوصول إلى تلك التسوية، ووضع نهاية للحرب في سوريا مع وجود بشار الأسد في السلطة.

 

وقال أوباما “القول الفصل هو أنني لا أرى موقفاً يمكننا فيه إنهاء الحرب الأهلية في سوريا مع بقاء الأسد في السلطة”. واعتبر خلال حديث للصحافيين على هامش حضوره القمة السنوية لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) المنعقدة في العاصمة الفلبينية مانيلا، أن موسكو وطهران تعتبران أن الدولة الاسلامية “خطر حقيقاً”، لكن جهود موسكو في سوريا تهدف الى دعم الأسد. وأضاف الرئيس الأميركي: “ما نفعله مع أعضاء تحالفنا هو ادراك أن الأمر قد يتطلب بضعة شهور إلى أن يعرف الروس والإيرانيون، وبصراحة، بعض الأعضاء في الحكومة السورية، والنخبة الحاكمة داخل النظام الحقائق التي قلتها للتو”.

 

من جهة ثانية، حمّل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال كلمة ألقاها في منتدى الطاقة في اسطنبول، الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية الصعود القوي “لتنظيم الدولة”. وقال أدروغان إن “السبب الرئيسي للأزمة الإنسانية وصعود الإرهاب في المنطقة اليوم هو الرئيس السوري بشار الاسد، الذي قتل 380 الفاً من مواطنيه”. وأضاف: “الاسد يمارس ارهاب الدولة، يدعم داعش ويشتري النفط منها. يجب أن تكون أعمى كي لا ترى ذلك”. كما دعا أردوغان الى وحدة الدول الاسلامية تجاه تنظيم “الدولة”، قائلاً “اذا لم نقم بذلك فإن الذين استهدفوا أنقرة سيضربون في مكان آخر كما فعلوا في باريس. لذلك على العالم باسره أن يتعاون لتبني موقف يمنع تكرار ذلك”.

 

في المقابل، قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، خلال مقابلة أجراها مع إذاعة “صوت روسيا”، الخميس، إنه يستحيل إيجاد حل سلمي في سوريا من دون الرئيس السوري بشار الأسد، معتبراً أنه يمثل مصالح شريحة كبيرة من السوريين. كما أشار إلى أن الدول الغربية أدركت بطلان تصريحاتها السابقة، التي كان مفادها أن جميع قضايا سوريا ستحل تلقائياً برحيل الأسد. وقال لافروف إن مسؤولي تلك الدول كانت خلال السنوات الأربع الأخيرة يتنبؤون بسقوط الأسد، ويصرحون بأن “أيامه معدودة” في إشارة إلى التصريح الشهير للرئيس الأميركي باراك أوباما، لكن جميع تلك التوقعات لم تتحقق، لا باندلاع الانتفاضة الشعبية ولا بغيرها.

 

وذكر لافروف أن روسيا بدأت تشعر بتعديل الموقف الغربي من الأزمة السورية، منذ الخطاب الذي ألقاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الجمعية العامة للأمم المتحدة، عندما تساءل: “هل تدركون ما فعلتموه؟”. ومنذ ذلك الحين بدأت روسيا  تتلقى أجوبة عن هذا السؤال، على حد تعبيره. وبالإضافة إلى ذلك، لاحظت روسيا تعديل الموقف الغربي من خلال الحماسة التي ظهرت لدى الغرب تجاه مبادرة موسكو لإجراء مفاوضات واسعة النطاق ومتعددة الأطراف حول سوريا.

 

وأضاف لافروف: “نجاح لقاءات فيينا في تبني وثيقتين بالإجماع تضمنتا مبادئ كانت روسيا تكررها طوال سنوات الأزمة السورية، يدل على إدراك شركائنا الغربيين أنه لا آفاق لخطهم السابق، الذي كان يمثل إنذاراً في حقيقة الأمر، والذي مفاده أن جميع القضايا ستحل بعد رحيل الأسد”.

 

وتعليقاً على قرار الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرنسوا هولاند القاضي ببدء التنسيق طيران البلدين في الأجواء السورية، قال لافروف: “إن السياسيين العقلاء يدركون ضرورة وضع المسائل الثانوية جانباً والتركيز على التصدي لتنظيم داعش”، ملقياً باللوم على الأميركيين، الذين امتنعوا عن التعاون مع روسيا في مكافحة الإرهاب في سوريا، وربطوا إمكان حصول التنسيق العسكري بحل مسألة رحيل الأسد. وقال “إنهم يطلقون على الأسد مغناطيس يجذب الإرهابيين. لكننا إذا اتبعنا هذا المنطق، فسنستنتج أنه ليس الأسد المغناطيس الوحيد للإرهاب، بل بدأ لبنان وتركيا وفرنسا ومصر تجذب الإرهابيين أيضاً”.

 

وذكّر لافروف بأن فرنسا وتركيا كانتا تتخذان دائماً مواقف متشددة من الأسد، لكن ذلك لم ينقذهما من الهجمات الإرهابية. وقال: “داعش” يسعى لتحقيق أهداف خاصة به بغية إقامة ما يسمى الخلافة، من دون أن يربط ذلك بأي شكل من الأشكال بالتطورات في سوريا، ومن دون أن يؤخذ بعين الاعتبار مواقف مختلف الدول من بشار الأسد”.

 

دمشق: “غرفة العمليات المشتركة” تقاتل “داعش” ومليشيات النظام

معاوية حمود

تشهد الأحياء الجنوبية للعاصمة دمشق، إستمراراً للمعارك بين فصائل المعارضة السورية المسلحة وتنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة، وبين قوات المعارضة والنظام من جهة ثانية.

 

وأعلنت قوات المعارضة السورية المنضوية في “غرفة العمليات المشتركة” في أحياء دمشق الجنوبية، أنها إستطاعت خلال هذا الأسبوع، قتل عدد من مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” وجرح أعداد كبيرة منهم.

 

وتشكلت “غرفة العمليات المشتركة” في أحياء دمشق الجنوبية، مطلع تشرين الأول/أوكتوبر، وتضمّ “كتائب جيش الأبابيل” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” و”لواء ضحى الإسلام” و”لواء شام الرسول” و”جيش الإسلام” و”كتائب أكناف بيت المقدس”.

 

القائد الميداني في “غرفة العمليات المشتركة” نبراس الشامي، أكد لـ”المدن”، أن الغرفة معنية الآن بوقف تمدد “الدولة الإسلامية” بالدرجة الأولى، ومحاربتها ومن يواليها. كما تعمل الغرفة أيضاً على صدّ قوات النظام والميلشيات التي تقاتل معه.

 

وأضاف الشامي أن الهدنة مع النظام، في الأحياء الجنوبية، جعلت من الجبهات مع قواته، باردة نوعاً ما، على الرغم من وجود حالات قنص واشتباكات متقطعة وتفجير أنفاق مع ميليشيا “حزب الله” اللبناني، والميليشيات الشيعية العراقية. الشامي أكد أن تواجد قوات النظام يعتبر رمزياً، مقارنةً بالميليشيات الشيعية.

 

وأوضح الشامي أن الجبهات مع تنظيم “الدولة” هي الأهم حالياً، حيث تتعرض المعارضة لهجمات يومية من التنظيم الذي لا يستثني المدنيين. وسقط هذا الأسبوع، 6 قتلى بين المدنيين، كما قتل عدد من قوات المعارضة، في هجمات التنظيم.

 

القائد العسكري قال بإنه لا توجد نقاط اشتباك بين تنظيم “الدولة” والميليشيات المساندة للنظام، بل على العكس، يوجد بين الطرفين تنسيق وتعاون، وقامت الميليشيات الشيعية باستهداف عناصر المعارضة بالقذائف، أثناء قيامها، بعمليات ضد تنظيم “الدولة”.

 

ولكن، على الرغم من ذلك، تمكنت المعارضة خلال أسبوع واحد، من تنفيذ عمليات قتالية، قُتل فيها عدد كبير من عناصر التنظيم. فقبل أسبوع، في منطقة البساتين الواقعة بين يلدا ومنطقة الحجر الأسود، تسللت مجموعة من مقاتلي “غرفة العمليات المشتركة” باتجاه مزرعة اتخذها التنظيم كنقطة رباط متقدمة، واشتبكت مع العناصر الموجودين في النقطة، وقتلت 12 عنصراً منهم. وفي ما بعد اشتبكت المعارضة مع عناصر المؤازرة للتنظيم، وانسحبت من المنطقة بعد اغتنام عتاد عسكري.

 

كما قامت المعارضة بقنص 4 عناصر من التنظيم، في أطراف حي الزين، شرقي منطقة الحجر الأسود.

 

وتقاتل الغرفة أيضاً، مجموعة من قطاع الطرق، تطلق على نفسها اسم “جماعة الأنصار” وتتلقى دعمها من تنظيم “الدولة”. و”الأنصار” مجموعة من العناصر الذين فُصلوا من “جبهة النصرة” في مخيم اليرموك، ويتزعمهم شخص يدعى أبو خضر الفلسطيني، كان أحد مسؤولي “جبهة النصرة”.

 

الشامي أكد عدم وجود دعم خارجي لغرفة العمليات، وأن متطلبات المعارك هي من الفصائل المشكلة، ويضيف بأن الغرفة تتلقى دعماً معنوياً ولوجستياً من أهالي المنطقة الذين يساهمون في الإطعام وبناء الدشم والمتاريس، في المعارك ضد التنظيم والميليشيات المساندة للنظام.

 

وتقع الأحياء الجنوبية لدمشق، الخارجة عن سيطرة النظام، تحت سيطرة عدد من الفصائل العسكرية، وتسيطر “غرفة العمليات المشتركة” على منطقة بيت سحم وببيلا ويلدا. بينما يقتسم السيطرة في أحياء مخيم اليرموك والتضامن والحجر الأسود والعسالي، كلاً من تنظيم “الدولة” و”جبهة النصرة”، بالإضافة إلى فصائل من الجيش الحر بينها “لواء شهداء دمشق” و”لواء سيف الشام”، فيما يسيطر كل من “أجناد الشام” و”مجاهدو الشام” على حي القدم.

 

الناشط المدني في المنطقة الجنوبية، مطر اسماعيل، قال لـ”المدن” إن الوضع الإنساني الراهن في المناطق الجنوبية هو الآن أفضل مما كان عليه قبل الهدنة التي عُقدت في آب/أغطسس 2013. حيث يتم إدخال المواد الغذائية من المعبر الوحيد مع العاصمة، وبدأت الحركة تعود للأسواق لشراء المواد التموينية في الغالب، في ظل ارتفاع نسبي للأسعار عمّا هي عليه في دمشق. أما بالنسبة للوضع الطبي فهو سيئ جداً كما كان، بحسب اسماعيل، الذي يؤكد أن النظام يمنع إدخال الأدوية والمواد الطبية من الحاجز. ويسكن الآن قرابة 100 ألف مدني في الأحياء الجنوبية لدمشق، وهم في إزدياد بسبب عودة عدد كبير من النازحين. ويعيش عدد كبير من المدنيين في مناطق سيطرة التنظيم، ويقومون بتأمين احتياجاتهم من مناطق سيطرة “غرفة العمليات المشتركة”.

 

ويفصل بين مخيم اليرموك ويلدا، حاجز، تتبع إدارته لـ”غرفة العمليات” ويعاني عناصر هذا الحاجز من وضع صعب، حيث يقومون بتفتيش المدنيين تفتيشاً دقيقاً لأن التنظيم قد يستخدمهم في أعمال إجرامية.

 

أحد المسؤولين عن هذا الحاجز قال لـ”المدن”: “إننا نعلم بأن الأغذية تصل لمقاتلي التنظيم، ولكن هذه المعضلة لا يمكن حلها، فالكثير من أهلنا يعيشون تحت سيطرتهم، ولا نستطيع منع الطعام عنهم”.

 

القائد الميداني في “غرفة العمليات المشتركة” الشامي، تحدث عن صعوبة هذا الأمر، وقال بإن “التنظيم يُقحم الأطفال والنساء وحتى الشيوخ العجّز في نقل العبوّات وتأمين الدعم اللوجستي لتنفيذ عمليات الإغتيال، ولكننا حريصون على سلامتهم، ونعمل كل ما بوسعنا لأجلهم، وحتى أننا نتريث كثيراً خلال معاركنا نتيجة خوفنا على المدنيين، فهم سوريون ونحاول تحييدهم عن هذا الصراع”.

 

تركيا تستدعي السفير الروسي بسبب ضربات حدودية

أ. ف. ب.

انقرة: استدعت تركيا سفير روسيا في انقرة اندري كارلوف بعد ضربات للطيران الروسي قرب حدودها مع سوريا، ووجهت اليه تحذيرا من “العواقب الوخيمة” للعملية، كما اعلنت وزارة الخارجية التركية الجمعة.

 

ونددت تركيا بعمليات القصف الروسية التي “تستهدف قرى ومدنيين تركمانيين” (اقلية ناطقة بالتركية في سوريا) وطلبت “الوقف الفوري لهذه العملية” كما اضافت الوزارة في بيان.

 

وصرح رئيس الوزراء التركي الاسلامي المحافظ احمد داود اوغلو من جهته امام الصحافيين “ان اربعين قرويا تركمانيا اصيبوا بجروح” جراء الضربات الروسية، وشدد على “حساسية” انقرة في موضوع هذه الاتنية التي تعيش في قرى واقعة على الحدود التركية السورية.

 

ونددت تركيا مرات عدة بالتدخل العسكري الروسي في سوريا الذي بدأ في اواخر ايلول/سبتمبر. وقد سبق وتم استدعاء السفير الروسي على اثر توغل طائرات روسية في المجال الجوي التركي. وتتباين مواقف روسيا وتركيا بشأن سوريا منذ بدء النزاع في 2011. فانقرة تطالب برحيل الرئيس السوري بشار الاسد الذي يحظى مقابل ذلك بدعم موسكو.

 

وفي سياق اعتداءات باريس اعلنت تركيا والولايات المتحدة العضوان في حلف شمال الاطلسي انهما سيعززان عملياتهما قريبا لطرد جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية المتواجدين على الحدود التركية وفي شمال سوريا، القطاع الذي يرغب الاتراك منذ مدة طويلة في اقامة “منطقة امنية” فيه. وينتظر وصول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الاسبوع المقبل الى تركيا لاجراء مباحثات تتناول خصوصا الملف السوري.

 

واشنطن: مصير الأسد سيحدد في اجتماعات وشيكة  

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن مصير الرئيس السوري بشار الأسد سيتقرر خلال الاجتماعات الدولية المقبلة حول سوريا، وذلك بعدما أصبح موضوع بقاء الأسد أو رحيله نقطة الخلاف الأبرز بين الدول الكبرى الساعية لحل الأزمة السورية.

 

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي -في مؤتمر صحفي أمس الخميس- إن “دور الأسد يبقى مسألة بحاجة لأن تحل. نحن نقر بذلك”.

 

وأضاف المسؤول الأميركي أن دور الأسد في المرحلة الانتقالية سيتقرر خلال جلسات المحادثات المتعددة الأطراف التي سيتواصل عقدها، دون أن يحدد متى أو أين ستعقد هذه الاجتماعات.

 

وتابع “نريد عملية انتقالية إلى حكومة دون الأسد، تكون ممثلة للشعب السوري وتستجيب لتطلعاته”.

 

وتزامن ذلك مع تشكيك الرئيس السوري بالجدول الزمني المقترح لإجراء انتخابات في سوريا، وبإصرار الرئيس الأميركي باراك أوباما على رحيل الأسد لإنهاء الأزمة المستمرة منذ نحو خمس سنوات.

 

وكانت عشرون دولة ومنظمة توصلت السبت الماضي خلال محادثات في فيينا إلى جدول زمني ينص على تشكيل حكومة انتقالية خلال ستة أشهر وإجراء انتخابات خلال 18 شهرا، لكن المواجهة مستمرة بين من يطالب برحيل الأسد فورا مثل الولايات المتحدة ودول أوروبية وعربية، وبين من يرفض ذلك مثل روسيا وإيران.

 

فقد اعتبر الرئيس الأميركي أن الحرب في سوريا لا يمكن أن تنتهي دون رحيل الأسد، مستبعدا بذلك الاقتراحات باحتمال مشاركة الأسد في انتخابات مقبلة.

 

وشدد أوباما -على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في مانيلا- على أن السوريين لن يقبلوا ببقاء الأسد في السلطة.

 

وأوضح أنه سيتعين على روسيا وإيران في مرحلة ما أن تقررا إن كان عليهما الاستمرار في دعم الأسد أو الحفاظ على الدولة السورية، على حد قوله.

 

في المقابل، جددت روسيا أمس موقفها الداعم للأسد، وقالت على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف إن على القوى العالمية بعد هجمات باريس أن توحد جهودها ضد تنظيم الدولة الإسلامية دون فرض أية شروط مسبقة حول مصير الأسد.

 

كذبة من #الأسد عن “خليفة داعش” على التلفزيون الإيطالي

ذكر أن أبوبكر البغدادي كان سجينا بنيويورك.. وهو لا يعرفها وسجنه كان في العراق

لندن – كمال قبيسي

مساء الأربعاء الماضي، بثت شبكة RAI التلفزيونية الإيطالية، مقابلة مع الرئيس السوري بشار الأسد، وتابعتها “العربية.نت” بكاملها، مع أنها استمرت 3 ساعات، وكانت بالإنجليزية مع ترجمة فورية إلى الإيطالية، وأعدها معه إعلامي يميل إلى السياسة الروسية وحلفائها، وهو Marco Clementi االروسي الأم، والحامل دكتوراه من جامعة ليننغراد الروسية بالتاريخ المعاصر، وفيها طرح 25 سؤالاً على الأسد، بينها واحد لم يكن موفقا بإجابته عليه، فقد وردت فيه كذبة مزدوجة، أو ربما تلفيق واضح الغايات.

المقابلة ترجمتها وكالة “سانا” السورية للأنباء، وهي في موقعها اليوم الجمعة أيضا، ونجد فيها أن ماركو كليمنتي، طرح عليه رابع سؤال، بقوله: سيادة الرئيس. ثمة تكهنات في الغرب بأنكم كنتم من بين الجهات التي دعمت “داعش” في بداية الأزمة من أجل تقسيم المعارضة والثوار. ما ردكم على ذلك”؟ وتلخص “العربية.نت” رده أدناه، مكتفية فيه بالشأن المهم من الإجابة، لأنها طويلة وقد يتشتت معها التركيز على ما وصفوه في مواقع التواصل بأنه كالعملة المزيفة، لها وجهان.

ورد الأسد: “في الواقع، وطبقا لما يقوله بعض المسؤولين الأميركيين بمن فيهم هيلاري كلينتون، فإن “القاعدة” تأسست من قبل الأميركيين (..) وقد قال الشيء نفسه العديد من المسؤولين الآخرين في الولايات المتحدة (..) فيما يتعلق بـ “داعش” فإنه تأسس في العراق عام 2006 وكان قائده الزرقاوي الذي قتلته القوات الأميركية حينذاك (..) وبالتالي فإنه تأسس تحت الإشراف الأميركي بالعراق. وقائد “داعش” اليوم الذي يسمونه أبوبكر البغدادي كان في السجون الأميركية ووضع في سجونهم في نيويورك ومن ثم أطلق سراحه..” على حد تعبيره.

لولا كلمة “نيويورك” لربما وجد حلا

الوجه الأول، غير الصحيح في الإجابة، هو ما ذكره عن قول هيلاري كلينتون، وأيضا “العديد من المسؤولين الآخرين في الولايات المتحدة” بحسب ترويجه، من أن “القاعدة” تأسست من قبل الأميركيين، فيما كان تصريحها الحقيقي هو أن الولايات المتحدة “ساهمت بخلق المشكلة التي تواجهها اليوم عبر دعم المقاتلين ضد السوفييت بأفغانستان، ثم تجاهل الوضع بذلك البلد بعد الانسحاب السوفييتي” في إشارة منها إلى الدعم الأميركي الذي تلقاه المقاومون لغزو الاتحاد السوفييتي في 1979 لأفغانستان.

أما الأهم غير الصحيح بالمرة في الإجابة، واعتبره كثيرون من المبحرين في مواقع التواصل كذبة أو تلفيقا مزدوجا، فهو قوله إن “الخليفة الداعشي” أبوبكر البغدادي “كان في السجون الأميركية ووضع في سجونهم في نيويورك”، بينما لا يعرف البغدادي أي سجن بأميركا، لأنه كان سجينا في العراق، لذلك أخفت الإجابة حقيقة كانت ضرورية ليعرف متابعو المقابلة، من أن البغدادي ليس “صناعة” أميركية.

والمعروف أن القوات الأميركية في العراق سجنت البغدادي، واسمه الحقيقي إبراهيم البدري، لأشهر قليلة فقط، أمضاها في 2005 بسجن كان فيه معتقلون من “القاعدة” فتأثر عقائديا بمعاشرتهم، وتحول من سلفي إلى راديكالي، إلى أن أصبح “الداعشي الأول” متطرفا كما نعرفه منذ منتصف العام الماضي.

ويبدو أن الرئيس السوري قرأ “نيويورك” في ما نشرته مواقع إخبارية عربية من أن البغدادي قال لسجانيه مودعا حين أطلقوا سراحه في بغداد: “نلتقي في نيويورك” فحولها برده الرئاسي على السؤال الرابع إلى أن سجنه كان في نيويورك، للإيحاء بأنه “صناعة أميركية” فيما من لم تطأ قدما البغدادي أرضها بحياته، ولن يتمكن ولو بالأحلام، إلا إذا اعتقلوه ووضعوه في طائرة تحمله إليها مقيدا بالأصفاد.

 

كيري: المعارضة السورية ستجتمع لاختيار ممثليها إلى جنيف

دبي – العربية

كشف وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن المعارضة السورية، ستجتمع بهدف اختيار ممثلي المعارضة للتفاوض مع النظام في جنيف برعاية أممية، موضحاً أن الأطراف الدولية ستشارك في تلك المفاوضات حال عقدها، ولكن القرار يبقى في يد السوريين لتحديد مستقبل بلدهم.

وقال كيري: “نحن الآن في مرحلة حيث ستجتمع قوى المعارضة لاختيار ممثليها للمفاوضات، إذ سيشاركون في مؤتمر يجمعهم خلال أيام قليلة، وعند هذه النقطة الأمم المتحدة مستعدة لجمع الأطراف في جنيف وبدء العملية الانتقالية في سوريا.

وأشار إلى أن السوريين هم من سيتفاوضون ونحن سنكون هناك، وسنشجع العملية، ولكن السوريين هم من سيحددون مستقبل سوريا.”

لائحة بأسماء وفد النظام

من جهته، وفيما يتعلق بالمفاوضات المتوقعة في جنيف، قال المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إن الأمم المتحدة لديها لائحةٌ بأسماء وفد النظام السوري، الذي سيشارك في المفاوضات، مشيرا إلى أن وفد المعارضة يجب أن يشمل كافة الأطياف.

وأعرب عن اعتقاده بأن تشكيل وفد من المعارضة أمر قابل للتحقيق، لأن الأطراف الدولية التي اتفقت في فيينا لديها التأثير الكافي على المعارضة للقيام بذلك .

وفيما يتعلق بوقف إطلاق النار، قال “اتفقنا في فيينا على أنه يجب أن يكون وقفاً شاملاً يشمل كل البلاد، فكل الأطراف الدولية التي لديها تأثير على الفصائل المقاتلة لديها الرغبة بأن يكون وقف إطلاق النار شاملا وليس جزئياً”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى