أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 20 شباط 2015

“التحالف” ينفذ 15 ضربة جوية ضد “داعش” في سورية والعراق

واشنطن – رويترز

 

قالت قوة “المهمات المشتركة” اليوم (الخميس)، إن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة نفذّت 15 ضربة جوية استهدفت تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في العراق وسورية.

 

وذكرت في بيان أن “خمس ضربات وقعت حول مدينة عين العرب (كوباني) السورية، ودمرت ثمانية مواقع قتالية ونقطتي تفتيش وأصابت وحدات تكتيكية”، مشيرة إلى أن “ضربتين وقعتا قرب الحسكة في سورية”.

 

وقالت “أصابت ثماني ضربات جوية قرب ست مدن عراقية مواقع قتالية ووحدات ومنشأة تخزين للسلاح ومركبات ومباني”، موضحة أن الضربات نُفذت من صباح أمس حتى صباح اليوم.

 

كيري: لا تستطيع دولة بمفردها وقف عنف المتطرفين

واشنطن – رويترز

 

قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم (الخميس)، إنه لا تستطيع دولة بمفردها وقف عنف المتطرفين.

 

وأضاف كيري في افتتاح أعمال اليوم الثاني من قمة للبيت الأبيض بشأن التصدي لعنف المتطرفين، إن “المتشددين الذين يميلون لشن هجمات خصمٌ لدود يجب التصدي له”، مؤكداً “أنهم مهووسون بالإرهاب. وإذا تركناهم فإن صلابة هدفهم قد تمنحهم في النهاية ميزة نسبية. لكن مع وجود الصور التي نشرت في الآونة الأخيرة في أذهاننا، فإن الجميع هنا يعرفون أنه ببساطة لا يمكننا ترك ذلك يحدث. يجب أن يكون لنا التزام مثلهم وألا نترك لهم أي ميزة بتاتاً”.

 

وقال إنه “لا دولة بمفردها ولا جيش بمفرده ولا جماعة بمفردها تستطيع الرد على ذلك (الإرهاب) بشكل ملائم. ونرى ذلك في عدد من الدول التي تتعرض له الآن”.

 

وتعقد القمة التي بدأت الثلثاء الماضي وتستمر ثلاثة أيام -بحضور مسؤولين محليين من أنحاء الولايات المتحدة ووزراء من مختلف دول العالم- في أعقاب إطلاق الرصاص في الآونة الأخيرة في كوبنهاغن وباريس والتي تسببت في تكاتف الغرب ضد هجمات المتطرفين.

 

ودعا الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام القمة أمس المسلمين الأميركيين إلى بذل مزيد من الجهد لمكافحة ما سماه “التطرف العنيف”. ويتهم منتقدون البيت الأبيض بالتنصل من ربط التطرف بالدين الإسلامي، في أعقاب حوادث إطلاق النار التي قام بها متشددون مسلمون في باريس وكوبنهاغن.

 

«داعش» يخطط لاستهداف مصالح «التحالف» في تركيا

واشنطن – جويس كرم

لندن، إسطنبول – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – حذرت وكالة الاستخبارات الوطنية التركية من احتمال شن عناصر في تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) هجمات على بعثات ديبلوماسية لدول التحالف الدولي – العربي ضد التنظيم في أنقرة وإسطنبول، في وقت ظهرت مؤشرات إلى فشل هجوم قوات النظام والميلشيا الموالية على ريف حلب. وأكد وزير خارجية الدنمارك مارتن ليدغارد لـ»الحياة» ان حل الازمة السورية «اولوية لمكافحة التطرف». (للمزيد).

 

ونقلت صحيفة «حريت» عن مذكرة داخلية لوكالة الاستخبارات قولها إن حوالى ثلاثة آلاف متشدد من «داعش» يتطلعون لدخول تركيا عبر حدودها الجنوبية بعد فشلهم في الاستيلاء على مدينة عين العرب (كوباني) الكردية قرب حدود تركيا. وأشارت الى أن «بعض المتشددين من بينهم قادة كبار يخططون لشن هجمات، دخلوا تركيا بالفعل ويقيمون في بيوت آمنة».

 

وأضافت: أن «متشددين من الخبراء في الهجمات الانتحارية والتفجيرات يعدون لهجمات على بعثات في اسطنبول وأنقره لقوات التحالف التي تتدخل في سورية»، مشيرة الى أن بعض المتشددين ممن يحملون الجنسية السورية أو من الفلسطينيين يعتزمون أيضاً العبور إلى بلغاريا لتنفيذ هجمات في دول الاتحاد الأوروبي.

 

وواصل امس المقاتلون الأكراد و «الجيش الحر» التقدم في ريف الرقة معقل «داعش» في شمال شرقي سورية، حيث سيطروا امس على 19 قرية داخل محافظة الرقة، ما رفع عدد القرى التي طرد منها التنظيم الى 242. كما تمكن هؤلاء المقاتلون من قطع طريق دولية بين عين العرب وشمال شرقي البلاد.

 

الى ذلك، قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن ان الفصائل المعارضة «استعادت السيطرة على قرية حردتنين في شكل شبه كامل، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام والميلشيا التي لا تزال مجموعة منها محاصرة في القرية». وأشار الى ان «الاشتباكات مستمرة بعنف في محيط قرية باشكوي في ريف حلب الشمالي بين الطرفين، مترافقاً مع قصف جوي لقوات النظام».

 

وباشكوي هي القرية الأخيرة بين المناطق التي تقدمت اليها قوات النظام منذ الثلثاء في محاولة لقطع طريق الإمداد الرئيسي على مقاتلي المعارضة المتواجدين في أحياء مدينة حلب الشرقية ومحاولة فك الحصار عن قريتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب الشمالي. ورجّح «المرصد» فشل الهجوم، بسبب عدم قدرة قوات النظام على استقدام تعزيزات الى المنطقة بسبب تردي حالة الطقس والمعارك.

 

وتسببت هذه العملية العسكرية المستمرة منذ فجر الثلثاء بمقتل تسعين عنصراًَ من قوات النظام والمسلحين الموالين وهم، وفق «المرصد»، من جنسيات سورية وعربية وآسيوية، اضافة الى ثمانين مقاتلاً معارضاً. وأشار «المرصد» الى ان المقاتلين أسروا 32 جندياً ومسلحاً موالياً لهم، بينما أسرت قوات النظام اكثر من أربعين مقاتلاً. وشيّع «حزب الله» بعد ظهر امس في جنوب لبنان احد عناصره الذين قتلوا في معركة حلب.

 

وتزامنت هذه المعركة مع اعلان المبعوث الدولي الى سورية ستيفان دي ميستورا ان النظام السوري مستعد لوقف قصفه الجوي والمدفعي على مدينة حلب لمدة ستة اسابيع لإتاحة تنفيذ هدنة موقتة في المدينة. لكن رئيس «الائتلاف» المعارض خالد خوجة اكد وجوب وقف قوات النظام قصفها على «كل المدن ووقف القتل على الأرض»، لافتاً الى ان النظام «يراوغ» بإعلان استعداده وقف قصف حلب.

 

وفي واشنطن، قال وزير الخارجية الدنماركي على هامش قمة مكافحة التطرّف في واشنطن، ان كوبنهاغن ستستضيف المؤتمر المقبل وبمشاركة دول عربية. واعتبر ان تعاون بلاده ازداد مع الدول العربية وخصوصا في الخليج وفي شمال افريقيا، بعد اعتداء كوبنهاغن لتفعيل التعاون ومكافحة التطرّف بمعالجة الشريحة المهمشة وتطوير وتنمية المجتمعات التي تعاني من هذا الامر.

 

وقال ليدغارد: ان حل الأزمة السورية هو «الأولوية رقم واحد» في معالجة التطرّف وأكد تأييد بلاده لخطة وقف إطلاق النار التي اقترحها دي ميستورا.

 

اعتقال 3 مغاربة حاولوا التسلّل للالتحاق بـ«داعش »

الرباط ـ محمد الأشهب

بعد أيام قليلة على تعليق الرحلات الجوية بين المغرب وليبيا، أعلنت السلطات المغربية أمس، تفكيك خلية تضم ثلاثة متهمين يتحدرون من مدينة سيدي بنور، جنوب الدار البيضاء، كانوا يعتزمون التوجه إلى الأراضي الليبية، للالتحاق بتنظيم «داعش».

 

وعزت السلطات تنامي هذه الظاهرة إلى دعوة زعيم التنظيم الإرهابي أبو بكر البغدادي مناصريه في المنطقة المغاربية لتعزيز صفوف «الجهاديين» المحتملين، فيما أفادت معطيات بأنه بعد تشديد الرقابة على سفر الشبان إلى سورية والعراق، اتجهت تنظيمات متطرفة إلى استبدال وجهة استقطاب أعضاء جدد نحو ليبيا، التي تشهد اضطرابات وفوضى داخلية.

 

وأفاد بيان الداخلية المغربية بأن المتهمين الثلاثة اعتُقلوا في مدينتي وجدة الواقعة على الحدود المشتركة مع الجزائر، والدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمملكة، وأن العملية نُفّذت «في إطار مواجهة التهديد الإرهابي المتنامي منذ إعلان تأسيس ما يُسمى بالدولة الإسلامية، وفي ضوء معطيات دقيقة رصدتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني». وأضاف البيان أنه «يتضح جلياً من خلال تتبع الوضع على الساحة الليبية، أنها أضحت قبلة للمقاتلين، لا سيما الموالين لهذا التنظيم الذي ما فتئ يعلن نيّته التمدد في دول المغرب العربي عبر بوابة ليبيا، في إطار استراتيجيته الجهادية الشمولية العابرة للحدود». وأشار البيان إلى أن ثلاثة مقاتلين تربطهم علاقة بالمجموعة الموقوفة، قُدموا إلى العدالة في نهاية كانون الأول (ديسمبر) الماضي، إثر محاولتهم الالتحاق ببعض العناصر الإرهابية في ليبيا التي تتحدر أيضاً من مدينة سيدي بنور، وتبيّن أنهم كانوا ينسّقون معهم لوضع خطة الالتحاق. ويُفترَض أن يُحال المتهمون على القضاء بعد انتهاء التحقيقات معهم.

 

في غضون ذلك، دانت المغرب بشدة الهجوم الإرهابي «الشنيع»، الذي أودى بحياة أربعة من رجال الحرس الوطني التونسي في ولاية القصرين. ودعا بيان صادر عن الخارجية المغربية، إلى «مضاعفة وتنسيق الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف، التي باتت تمثل تهديداً خطيراً للسلم والأمن الدوليين»، مؤكداً تضامن الرباط مع تونس «في مساعيها الرامية إلى مكافحة آفة الإرهاب التي تستهدف أمنها واستقرارها، بما يعزز الدينامية الديموقراطية التي تعرفها ويحافظ على تماسكها الوطني».

 

على صعيد آخر، نفى مسؤول حكومي مغربي ما أعلنه صحافيان فرنسيان تم ترحيلهما منذ أيام، بشأن تقدّمهما بطلب ترخيص للتصوير في المغرب. وقال وزير الاتصال (الإعلام)، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، إن الصحافيَين الفرنسيَين لم يطلبا أي تصريح للتصوير، مضيفاً أن السلطات لم تمنحهما أي رخصة لإجراء مقابلات في المغرب.

 

وكان الصحافيان الفرنسيان، آن لوي بيريز وبيار شوتار، اللذان رُحّلا إلى فرنسا بعد مداهمة قوى الأمن المغربية الأحد الماضي مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، يرغبان في إنجاز وثائقي حول الاقتصاد المغربي، على خلفية تسريبات صحيفة «لوموند» بشأن وجود أرصدة مالية ضخمة بحوزة مسؤولين ورجال أعمال مغاربة. بيد أن الخلفي أكد أنه لا وجود «لمنع بدوافع سياسية»، مضيفاً في الوقت نفسه أن « للمغرب سيادته التي يجب احترامها باحترام القانون».

 

على صعيد آخر، نجح حوالى 35 مهاجراً غير شرعي من دول أفريقيا الوسطى في عبور السياج الفاصل بين شمال المغرب ومدينة مليلية الخاضعة لسيطرة اسبانيا، إلا أنهم وقعوا في يد رجال الأمن الإسبان الذين أودعوهم في مراكز خاصة لإيوائهم تمهيداً لإعادتهم إلى بلدانهم.

 

فشل هجوم حلب وأسرى من جنود النظام اتفاق أميركي – تركي لتدريب المعارضة السورية

المصدر: (و ص ف، أ ب)

انتهى الهجوم الذي شنه الجيش السوري في الريف الشمالي لحلب قبل ثلاثة ايام الى الفشل، مع تمكن المعارضة السورية من استعادة قريتي رتيان وحردتنين ومهاجمتها قرية باشكوي وأسرها 32 من الجنود النظاميين وحلفائهم، في حين قالت “الجبهة الشامية” التي تنضوي تحت لوائها فصائل عدة من المعارضة السورية ان بين الاسرى مقاتلين ايرانيين ومن “حزب الله” من غير ان يتأكد ذلك من مصدر مستقل.

وسجل هذا التطور وقت وقعت الولايات المتحدة وتركيا اتفاقاً لتدريب عناصر من المعارضة السورية المعتدلة لمواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في سوريا.

وصرح الناطق باسم السفارة الاميركية في أنقرة جو فيريتشز بان السفير الاميركي جون باس ووكيل وزارة الخارجية التركية فريدون سينيرليو اوغلو توليا توقيع الاتفاق بعد اشهر من المفاوضات.

ووصف سينير اوغلو هذا الاتفاق بانه “خطوة مهمة” في العلاقة الاستراتيجية بين تركيا والولايات المتحدة.

وسبق للحكومة التركية ان أعلنت ان التدريب الذي سيقوم به جنود اميركيون واتراك يمكن ان يبدأ بحلول الشهر المقبل في مدينة كيرشهير بالاناضول ويشمل المئات من المقاتلين السوريين في السنة الاولى.

وتقول الولايات المتحدة ان هدف التدريب اعداد مقاتلين سوريين ضد “داعش” في سوريا، بينما اوحى مسؤولون أتراك بان المقاتلين الذين سيدربون يمكنهم ان يستهدفوا القوات النظامية الموالية للرئيس بشار الاسد.

وليس واضحا أي جهة ستقرر الفصيل الواجب تدريبه من المعارضة السورية، وقت لا تتفق الولايات المتحدة وتركيا على من ينبغي اعتباره معتدلا في سوريا.

والاربعاء، اعلنت وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” ان الولايات المتحدة قد اختارت 1200 معارض سوري معتدل للمشاركة في برامج تدريب في كل من تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر. وسبق للكونغرس الاميركي ان اقر تفويضا للتدريب ورصد 500 مليون دولار لتدريب خمسة آلاف مقاتل سوري حتى السنة المقبلة.

 

فشل هجوم الجيش السوري في ريف حلب الشمالي مقاتلون أكراد ومعارضون سيطروا على 19 قرية في الرقة

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان الهجوم الذي شنه الجيش السوري على مناطق عدة شمال مدينة حلب يتجه الى الفشل، مشيرا الى تكبد الطرفين خسائر بشرية فادحة.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “تمكنت الفصائل المقاتلة والإسلامية من استعادة السيطرة على قرية حردتنين بشكل شبه كامل، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام التي لا تزال مجموعة منها محاصرة في القرية”.

وأوضح ان “الاشتباكات مستمرة بعنف في محيط قرية باشكوي في ريف حلب الشمالي بين الطرفين، مترافقة مع قصف جوي لقوات النظام”.

وباشكوي هي القرية الاخيرة من المناطق التي تقدمت اليها قوات النظام منذ الثلثاء في محاولة لقطع طريق الامداد الرئيسي على مقاتلي المعارضة المنتشرين في أحياء مدينة حلب الشرقية ومحاولة فك الحصار عن قريتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب الشمالي.

ورجح عبد الرحمن “فشل الهجوم، لعدم قدرة قوات النظام على استقدام تعزيزات الى المنطقة بسبب تردي حال الطقس والمعارك”.

وتسببت هذه العملية العسكرية المستمرة منذ فجر الثلثاء بسقوط 90 قتيلا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وهم، بحسب المرصد، من جنسيات سورية وعربية وآسيوية. كما قتل في المعارك اكثر من 80 مقاتلا معارضا بينهم 25 من جنسيات غير سورية.

واشار المرصد الى ان المقاتلين اسروا 32 جنديا ومسلحا مواليا لهم، بينما أسرت قوات النظام اكثر من 40 مقاتلا.

على جبهة اخرى، سيطرت “وحدات حماية الشعب” الكردية وكتائب في المعارضة المسلحة على 19 قرية داخل محافظة الرقة، معقل تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، وذلك في اطار هجومها المضاد المستمر منذ 26 كانون الثاني، تاريخ استعادة السيطرة على عين العرب في شمال البلاد من التنظيم الجهادي.

وقال عبد الرحمن: “تمكنت وحدات حماية الشعب الكردية مدعمة بكتائب شمس الشمال ولواء ثوار الرقة ولواء جبهة الأكراد، من السيطرة على 19 قرية داخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة”. وأضاف ان هذه الوحدات سيطرت حتى الآن على 242 قرية وبلدة في محيط عين العرب (كوباني)، ضمنها قرى الرقة الـ19ـ ولفت الى ان بعض القرى التي سيطر عليها الاكراد ليست من ضمن المناطق التي احتلها التنظيم في حملة كوباني.

وكشف عبد الرحمن ان “الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يلعب دورا اساسيا في تقدم مقاتلي الكتائب والوحدات”، “اذ يتولى قصف كل المواقع التي يتحصن فيها عناصر داعش مما يضطرهم الى الانسحاب، ويفسح في المجال لدخول المقاتلين الآخرين”.

وبات مقاتلو الوحدات والكتائب على مسافة تراوح بين 22 و25 كيلومترا من تل ابيض الحدودية مع تركيا في محافظة الرقة. ويعتبر تل ابيض المنفذ الوحيد المؤمن للتنظيم المتطرف الى خارج سوريا.

وأعلنت وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” ان الولايات المتحدة قد تدرب مقاتلين من المعارضة السورية المعتدلة وتوفر لهم معدات كي يقوموا بعمليات ارشاد من الارض لمقاتلات الائتلاف الدولي التي تشن غارات على مواقع “الدولة الاسلامية”.

على صعيد آخر، قال “البنتاغون” إن الولايات المتحدة حددت حتى الان نحو 1200 من مقاتلي المعارضة السورية لمشاركة محتملة في برنامج يقوده الجيش الاميركي للمساعدة في تدريبهم وتسليحهم لقتال متشددي “داعش”. وسيخضع هؤلاء المقاتلون لعملية تدقيق قبل الانضمام الى البرنامج الذي يتوقع ان يبدأ في اذار في مواقع عدة خارج سوريا ويشمل تدريب اكثر من 5000 مقاتل سوري سنويا. وقال مسؤول اميركي إن نحو 3000 مقاتل قد يدربون في نهاية 2015. ومن المتوقع ان تجرى عملية التدقيق لاختيار المقاتلين باستخدام قواعد بيانات للحكومة الاميركية وايضا معلومات استخبارات من شركاء للولايات المتحدة في المنطقة.

 

أوباما: النزاع المذهبي قوة جاذبة للعنف المتطرّف

واشنطن – هشام ملحم

حض الرئيس الاميركي باراك اوباما الدول العربية وخصوصاً سوريا والعراق على وقف الاقتتال المذهبي، كما حض جميع الدول المسلمة على معالجة الاسباب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، مثل الفقر والتمييز المذهبي وانتهاكات حقوق الانسان، التي توجد المناخ المناسب الذي يسهل على المنظرين للارهاب في “القاعدة” وتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) جذب الشباب الى التنظيمات الارهابية.

وقال في اليوم الثالث الاخير لقمة واشنطن “لمكافحة العنف المتطرف”: يجب كسر حلقات النزاع، وخصوصاً النزاع المذهبي الذي تحول قوة جاذبة للعنف المتطرف”. وأوضح أنه “في سوريا، الحرب التي شنها (الرئيس السوري بشار) الاسد على شعبه والتأجيج المتعمد للتوتر المذهبي ساهما في بروز داعش. وفي العراق، ساهم أيضاً اخفاق الحكومة السابقة في ممارسة الحكم بطريقة تشمل مختلف القوى، في النجاحات التي حققها داعش هناك”. واضاف: “الحرب الاهلية السورية سوف تنتهي فقط حين التوصل الى عملية انتقالية تشمل مختلف القوى وتشكل حكومة تخدم جميع السوريين من مختلف الاتنيات والاديان”.

ومع أن اوباما رأى ان الفقر وحده لا يكفي لدفع الناس الى الارهاب، فقد لاحظ انه عندما يجد الشباب أنفسهم “أمام طريق مسدود وحيث لا نظام هناك أو طريق لتحقيق التقدم، أو في غياب الفرص التعليمية، أو في حال عجزهم عن دعم عائلاتهم أو عدم قدرتهم على تفادي الظلم والاذلال والفساد، فان ذلك يخدم الاضطرابات والفوضى ويحول الجامعات ثماراً يانعة ليعبئهم المتطرفون، وهذا ما رأيناه في انحاء الشرق الاوسط وشمال افريقيا”.

ولفت دول المنطقة الى وجوب معالجة المطالب والشكاوى الاقتصادية التي يستغلها الارهابيون، قائلاً إنه “لا يمكن نكران العلاقة” بين هذين الامرين، “عندما يقمع الناس وعندما تنتهك حقوقهم، وخصوصاً على أسس مذهبية أو اتنية، وعندما تخرس المعارضة، فان ذلك يغذي العنف المتطرف ويوجد المناخ اليانع للارهابيين لكي يستغلوه”.

وغاب عن المؤتمر، الذي استغرب بعض المراقبين تسميته مؤتمر قمة، لانه نظم على طريقة المؤتمرات الاكاديمية وتضمن ندوات كثيرة شاركت فيها قيادات اجتماعية ودينية وأكاديمية، اضافة الى مسؤولين اميركيين، البعد العسكري، لان الهدف الاولي والاساسي لمنظميه هو العمل على ايجاد الاجراءات الوقائية التي تمنع الارهابيين وبناهم التحتية، وخصوصاً قدراتهم المتطورة على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت واشرطة الفيديو وغيرها لتعبئة الشباب وتجنيدهم، وخصوصاً في الولايات المتحدة والمجتمعات الغربية وتشجيعهم على الانضمام الى التنظيمات الارهابية مثل “داعش” و”القاعدة” و”الشباب”.

 

“الكذبة”

وكرر أوباما ما قاله الاربعاء في كلمته في البيت الابيض عن ضرورة مواجهة الايديولوجيات المشوهة للارهابيين وخصوصاً استغلالهم الدين الاسلامي لتبرير عنفهم. لكنه طالب المسلمين وخصوصاً المثقفين و رجال الدين بتحمل مسؤولياتهم في مواجهة هذه الطروحات والتفسيرات المشوهة للاسلام، ومنها ما سماه “الكذبة التي تقول اننا في حال صدام بين الحضارات، وان اميركا والغرب في حال حرب مع الاسلام، أو اننا نسعى الى قمع المسلمين، أو اننا سبب كل مشكلة في الشرق الاوسط” . كما طالب الدول المعنية بقطع تمويل التنظيمات الارهابية، وفي المقابل مساعدة الاصوات الاسلامية المعتدلة، وخصوصاً على شبكة الانترنت. واشار في هذا السياق الى مركز الاتصالات الرقمية الذي سيقام في دولة الامارات العربية المتحدة والذي سينسق العمل مع القيادات الدينية والاجتماعية لمواجهة الدعاية الارهابية.

واللافت هو ان المؤتمر الذي بدأ يخطط له البيت الابيض الخريف الماضي وقبل الانتخابات النصفية، كان يركز في الاصل على الداخل الاميركي من خلال تفعيل مؤسسات المجتمع المدني والسلطات المحلية في المدن الرئيسية بالتعاون مع قيادات اجتماعية ودينية ومع القطاع الخاص ومن خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لاتخاذ الاجراءات الوقائية التي تحمي الشباب من الانزلاق الى التطرف والالتحاق بمنظمات ا رهابية مثل “داعش” او تنظيم “الشباب” في الصومال. وكان المؤتمر الذي عقد جلسة افتتاحية الثلثاء شارك فيه نائب الرئيس جوزف بايدن، قد ناقش ما توصلت اليه ثلاثة “برامج تجريبية محلية” في مدن لوس انجلس وبوسطن ومنيابوليس في هذا المجال. لكن الاعمال الارهابية التي طاولت في الاسابيع الاخيرة دولا اوروبية مثل فرنسا والدانمارك، والتي شملت صحافيين ورسامي كاريكاتور ويهوداً، وانهيار الوضع الامني في اليمن واعمال العنف المروع التي نفذها تنظيم “داعش” مثل حرق الطيار الاردني معاذ الكسابسة وذبح 21 مسيحياً في ليبيا، دفعت منظمي القمة الى تعديل جدول اعمالها بعض الشيء، وخصوصا بعد تفاقم تهديد “داعش” المباشر لدول مثل الاردن ومصر، حيث هناك توقعات ومطالب عربية ان تضطلع واشنطن بدور أكبر ضد “داعش” في العراق وسوريا وضد التنظيمات المتحالفة مع “الدولةالاسلامية” في ليبيا.

ويتعرض البيت الابيض للانتقادات لانه يرفض استخدام مصطلحات مثل “التطرف الاسلامي”. ومن هنا عنوان المؤتمر “مكافحة التطرف العنيف”. وكان بيان البيت الابيض عن قتل المصريين الاقباط في ليبيا قد تفادى الاشارة الى انهم قتلوا بسبب انتمائهم الديني، الامر الذي عرضه للانتقاد. ولوحظ ان أوباما في مقاله المنشور الاثنين في صحيفة “لوس انجلس تايمس” اشار الى ان بربرية “داعش” هي المسؤولة عن قتل “المسيحيين المصريين”.

المفاوضات النووية الأميركية – الإيرانية تعاوَد اليوم كيري وظريف ينضمان إلى المفاوضين غداً

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)

يلتقي وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ونظيره الاميركي جون كيري غداً الاحد في جنيف في اطار المفاوضات الثنائية في شأن البرنامج النووي الايراني والتي تعاود اليوم.

ونقلت وكالة الجمهورية الاسلامية الايرانية للأنباء “إرنا” عن نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي ان ظريف وكيري “سينضمان الاحد والاثنين الى المفاوضين لمواصلة المحادثات” التي تبدأ الجمعة على مستوى المساعدين، و”في ختام هذه الايام الاربعة من المفاوضات الثنائية بين الوفدين الايراني والاميركي، سيكون ممكناً مواصلة المفاوضات بمشاركة جميع أعضاء مجموعة 5+1″.

وتجري مجموعة 5+1 للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، الى المانيا، مفاوضات في شأن اتفاق تاريخي يضمن اقتصار البرنامج النووي الايراني على التطبيقات المدنية والسلمية في مقابل رفع العقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد الايراني.

ويلتقي عراقجي اليوم وغداً المسؤولة الثالثة في وزارة الخارجية الاميركية ويندي شيرمان في جلسة المفاوضات الجديدة.

وكانت الديبلوماسية الاميركية أعلنت الاربعاء ان المفاوضات الاميركية – الايرانية التي تشكل ركيزة المفاوضات بين الدول الكبرى وايران ستجري ايضا في رعاية الديبلوماسية الاوروبية وستشرف عليها مساعدة الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية هيلغا شميت.

والتقى ظريف نظيره الاميركي مرات عدة كانت آخرها في دافوس بسويسرا، ثم في ميونيخ بألمانيا، وذلك على هامش اجتماعات دولية استضافتها هاتان المدينتان في كانون الثاني وشباط.

ولا تزال هناك خلافات كبيرة بين ايران ومجموعة 5+1 على الاجراءات المحددة لانهاء مواجهة مستمرة منذ 12 سنة على البرنامج النووي الايراني.

وتم تجاوز مهلتين حددتا لتوقيع اتفاق نهائي منذ توقيع اتفاق موقت في تشرين الثاني 2013. وتنتهي المهلة الجديدة في 31 آذار لتوقيع اتفاق سياسي، يليه اتفاق نهائي يحدد التفاصيل التقنية الاخيرة ويبرم قبل الاول من تموز.

وتنفي ايران السعي الى تصنيع سلاح نووي، مؤكدة ان برنامجها النووي لاغراض مدنية حصراً. الا ان المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي أبدى مطلع شباط، معارضته لهذا الجدول الزمني على مرحلتين، قائلاً:”أثبتت التجربة انها وسيلة (للدول العظمى) للنقاش في كل التفاصيل… وأي اتفاق لا بد ان يتم في مرحلة واحدة، ويتضمن الاطار العام والتفاصيل. يجب ان يكون واضحاً وليس موضع تأويلات”.

وكان الاتفاق المرحلي الموقع في تشرين الثاني 2013 في جنيف مدد في تشرين الثاني 2014 “حتى نهاية حزيران، وهذا يعني أن المهلة امام المفاوضين حتى نهاية حزيران ” كما صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية أفخم.

وترى واشنطن انه من غير المجدي مواصلة المفاوضات بعد 31 اذار في غياب “خطوط أساسية” أو “معالم” اتفاق يتم خلال الفترة المتبقية.

وتطلب الدول العظمى من ايران خفض قدراتها النووية لمنعها من امتلاك السلاح النووي في المستقبل. وتنفي طهران ان يكون لبرنامجها اي طابع عسكري وتؤكد حقها في برنامج نووي مدني وتطالب برفع تام للعقوبات الغربية الاقتصادية المفروضة عليها.

وتحدث وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون أمس خلال زيارته للهند عن مخاوف دولته من هذه المفاوضات، قائلاً ان “النظام الايراني مصر على امتلاك القدرات النووية. يجب ايقاف هذا النظام عند حده”، مضيفا ان ايران هي “المحرك الاساسي لعدم الاستقرار في الشرق الاوسط”.

وكانت الادارة الاميركية اكدت الاربعاء انها تطلع اسرائيل على سير المفاوضات مع ايران، مبدية في الوقت نفسه اسفها لنشر تل ابيب المعلومات بطريقة مجتزأة لتشويه الموقف الاميركي.

 

الوكالة الذرية

وفي فيينا، أظهر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران لم تتعامل بعد مع كل الشكوك في احتمال اجرائها أبحاثاً عن القنبلة النووية، الأمر الذي قد يعرقل مساعي القوى الست للتوصل الى اتفاق مع طهران بحلول نهاية حزيران. وجاء في التقرير السري أن طهران تواصل الامتناع عن التعاون الكامل في مسألتين في تحقيق طويل للوكالة كانت قد التزمت تسليمه في آب الماضي. وقال: “لم تقدم إيران أية تفسيرات تمكن الوكالة من التحقق من الإجراءات العملية العالقة”، في إشارة الى مزاعم عن اختبار متفجرات ونشاطات أخرى قد تستخدم لتطوير قنبلة نووية.

ويرى ديبلوماسيون غربيون في هذا التأخير مؤشراً لعدم استعداد إيران للتعاون في شكل كامل الى ان ترفع العقوبات في المفاوضات مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.

 

هدوء حذر في ريف حلب ..وحديث عن «تبادل أسرى»

علاء حلبي

بعد التصعيد الكبير الذي شهده ريف حلب الشمالي إثر تقدم وحدات الجيش السوري والفصائل التي تؤازره، وسيطرتها على سبع قرى إستراتيجية تمكنت خلالها من تعزيز الطوق في محيط المدينة وعزل مسلحي الريف، الممتد نحو الحدود التركية، عن مسلحي المدينة، عمَّ هدوء حذر الجبهة الشمالية بعد انسحاب الجيش السوري من قرية رتيان، وتحصين مواقعه في قرى مصيبين ودوير الزيتون وكفرتونة ومسقان وباشكوي، بالإضافة إلى غالبية حردتنين.

وأشار مصدر عسكري لـ «السفير» إلى أن قيادة العملية العسكرية قررت تهدئة الأوضاع مؤقتًا، وإفساح المجال للتفاوض حول عملية تبادل أسرى، بعد انقطاع الاتصال بمجموعة للجيش كانت متمركزة في قرية رتيان، وتبين في وقت لاحق أن أفرادها وقعوا في الأسر، رافضًا الإفصاح عن تفاصيل عملية التبادل أو موعدها أو شكلها.

وكشف مصدر ميداني أن عدد أفراد الجيش الذين وقعوا في الأسر أقل بكثير مما تصوره وسائل الإعلام، وأن عملية التبادل تشهد عراقيل عديدة يتم العمل على حلها في الوقت الحالي، موضحًا أن الجيش تمكن، حين دخل إلى باشكوي ودوير الزيتون، من أسر عدد من المسلحين، في حين يطالب المسلحون بإطلاق سراح معتقلين في وقت سابق من السجون السورية.

وبالعودة إلى الأوضاع العسكرية في الريف الشمالي وخريطة السيطرة، أوضح المصدر العسكري أن استرجاع المسلحين لريتان، والضجيج الإعلامي الذي أثير حولها، لم يغير من واقع الحال في المنطقة، فالجيش تقدم وتمركز في نقاط مهمة. وقال إن «الخطوات كانت سريعة جدًّا والسيطرة مهمة، وما يتم الحديث عنه أمر يتعلق بالوقت فقط، وتأمين سلامة عناصر الجيش ليس إلا»، خصوصًا أن الجيش السوري أصبح في محاذاة قريتي نبّل والزهراء، الأمر الذي يبشّر بفك الحصار عنهما، إضافة إلى سيطرته على خط استراتيجي، أبرزه المنطقة الواصلة بين حردتنين وباشكوي، مؤكدًا أن معركة رتيان قريبة جدًّا، والسيطرة عليها مسألة وقت.

وفي وقت استغرب فيه المصدر من «حجم الحشد الإعلامي الذي قامت به وسائل الإعلام المؤيدة للمعارضة، والذي ترك انطباعًا لدى المتابع أن الفصائل المتشددة هي من قامت بالعملية»، فقد أوضح «اعتدنا منذ بداية الحرب على أنه كلما ارتفع صوت المسلحين ووسائل إعلامهم، فهذا يعني أننا أصبناهم في مواقع موجعة».

وتناقلت وسائل الإعلام المعارضة كمًّا كبيرًا من الأخبار عن أعداد كبيرة من القتلى والأسرى في صفوف الجيش، تجاوزت المئات، الأمر الذي نفاه المصدر جملة وتفصيلًا، مشددًا على «أن الخسائر كانت طبيعية ضمن ظروف معركة من هذا النوع، تشارك فيها قوى إقليمية»، وأن «العمل جار على تخليص مَن وقع في الأسر» في حال تمت الصفقة.

واتسمت تغطية وسائل الإعلام المعارضة بالتركيز على أن الفصائل التي تقاتل في ريف حلب الشمالي هي فصائل أجنبية (تم الحديث عن فصائل أفغانية بكثرة)، إضافة إلى التركيز على أن من يقاتل هم عناصر من «حزب الله»، قبل أن تكشف الفيديوهات، التي وزعتها الفصائل، أن جميع الأسرى من أبناء مدينة حلب، الذين انضموا للقتال في صفوف الجيش السوري والفصائل التي تؤازره.

يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي تعمل فيها وسائل الإعلام على ترويج أنباء حول أن مَن يقاتل على جبهات القتال ليسوا سوريين، وهي كانت تروج لهذا الأمر خلال معظم المعارك الكبيرة التي خاضها الجيش، والتي حقق فيها انتصارات كبيرة، ابتداء من حمص وصولًا إلى دمشق وريفها وريف حماه ودير الزور، الأمر الذي فنّده مصدر عسكري، خلال حديثه إلى «السفير»، بقوله إن «المعارضة تُفاجأ في كل مرة أن من يقاتلها هم أبناء المنطقة ذاتها، وأنهم من مختلف الطوائف. يبدو أنهم كذبوا الكذبة وصدقوها».

وأثناء حديثه عن التكتيك الذي اتبعه الجيش السوري في توزيع المجموعات على جبهات القتال، قال المصدر إن «القيادة السورية، ومع مرور الوقت، استمعت لمناشدة الكثير من القادة والعناصر الذين طالبوا بالقتال في مدنهم وقراهم، وهو ما تم بالفعل، ففي دير الزور يقاتل أبناء الدير مسلحي داعش، وكذلك الحال في حمص، والآن أبناء حلب هم من يدافعون عن مدينتهم»، داعيًا جميع المهتمين بهذه القضية إلى مراجعة التسجيلات التي تبثها المعارضة، ليتبين زيف هذه الادعاءات المُضلِّلة.

إلى ذلك شهد ريف حلب الجنوبي اشتباكات عنيفة قرب قرية عزيزة، إثر محاولة فصائل متشددة التقدم من قرية الشيخ لطفي، للسيطرة على القرية الإستراتيجية، وهو أمر يعني قطع طريق حلب ـــ خناصر، في محاولة لقلب الطاولة وفرض حصار على المدينة. وذكر مصدر ميداني أن الاشتباكات عنيفة جدًّا، لكن الجيش السوري استوعب الهجوم، من دون أية تغيرات تذكر في خريطة السيطرة.

وفي حلب، أطلق مسلحون متشددون قذائف عدة على منطقة العبّارة التجارية المزدحمة وسط المدينة، ما تسبب بإصابة نحو 14 مدنيًّا. كما فجّر الجيش نفقًا بطول 400 متر كان قد حفره المسلحون نحو منطقة البحوث العلمية غرب المدينة.

واعتبر وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، في مقابلة مع وكالة «رويترز»، أن نجاح مبادرة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لتجميد القتال في حلب يعتمد على مدى قدرة الدول الداعمة للمسلحين لإجبارهم على الالتزام بالهدنة، مؤكدًا أنه لم يتم بعد وضع جدول زمني للهدنة التي يعمل من أجلها دي ميستورا.

 

«داعش» يخطط لهجمات في تركيا وأوروبا

أوباما: لا يوجد صراع حضارات

يبدو أن تركيا ستكون احد الأهداف الجديدة لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش»، حيث حذرت وكالة الاستخبارات التركية من أن عناصر من التنظيم دخلوا البلاد لشن هجمات ضد بعثات ديبلوماسية تشارك بلادها في التحالف الدولي، أو للانتقال إلى أوروبا لشن هجمات، وان حوالى ثلاثة آلاف ينتظرون في سوريا والعراق.

وفي واشنطن، اختتم الرئيس الأميركي باراك أوباما، أعمال القمة الدولية لمحاربة التطرف، بالدفاع عن الغرب، داعيا إلى رفض ما يبثه المتشددون من أن الدول الغربية تحارب الإسلام، ومطالباً العالم الإسلامي بمكافحة التفسيرات الخاطئة للدين.

وذكرت صحيفة «حرييت» التركية، أمس، أن وكالة الاستخبارات حذرت، في تقرير داخلي، عناصر الشرطة والأمن من أن متشددين من «داعش» دخلوا البلاد، وأنهم يخططون لمهاجمة بعثات ديبلوماسية في أنقرة واسطنبول.

وأشارت المذكرة الداخلية للاستخبارات إلى أن حوالي ثلاثة آلاف عنصر من «داعش» يتطلعون لدخول تركيا عبر حدودها الجنوبية، بعد فشلهم في الاستيلاء على مدينة عين العرب (كوباني) السورية. وأضافت «من المعتقد أن بعض المتشددين، من بينهم قادة كبار يخططون لشن هجمات، دخلوا تركيا بالفعل، ويقيمون في بيوت آمنة»، من دون تحديد عددهم.

وأوضحت أن «متشددين من الخبراء في الهجمات الانتحارية والتفجيرات يعدون لهجمات على بعثات في اسطنبول وأنقرة لقوات التحالف التي تتدخل في سوريا». وأشارت إلى أن بعض المتشددين، ممن يحملون الجنسية السورية أو من الفلسطينيين دخلوا تركيا كلاجئين، يعتزمون أيضا العبور إلى بلغاريا لتنفيذ هجمات في دول الاتحاد الأوروبي.

يذكر أن تركيا شهدت عدة تفجيرات خلال العام الحالي، كان آخرها قبل أسبوع قرب بلدة سوروج في محافظة شانلي أورفة الحدودية، حيث انفجرت عبوة مخبأة أسفل سيارة بالقرب من حاجز تفتيش تابع للشرطة. وتنفي أنقرة الاتهامات الغربية لها بأنها تدعم التكفيريين، وسمحت لعدد كبير منهم بالعبور عبر أراضيها إلى سوريا.

إلى ذلك، وقعت أنقرة وواشنطن على اتفاق لتدريب وتجهيز المسلحين السوريين «المعتدلين». وقال متحدث باسم السفارة الأميركية في أنقرة إن السفير جون باس وقع الاتفاق مع مساعد وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي اوغلو.

قمة واشنطن

ودان أوباما، في ختام مؤتمر لمحاربة التطرف والجماعات «الجهادية» في وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن، تسويق المنظمات الإرهابية فكرة أن الغرب يحارب الإسلام، واصفا إياها بأنها مجرد «كذبة بشعة»، مجدداً مناشدة العالم محاربة التطرف. وأعلن أوباما، أمام ممثلين عن 60 بلداً، أن «هناك تاريخاً معقداً بين الشرق الأوسط والغرب، ولا ينبغي أن يكون أحد بمأمن من الانتقاد بشأن سياسات بعينها، لكن فكرة أن الغرب في حرب مع الإسلام هي كذبة قبيحة. وكلنا بغض النظر عن معتقداتنا علينا مسؤولية رفضها. ومن ثم فإن الجاليات المسلمة، وبينها الباحثون وعلماء الدين، عليها مسؤولية أن تتصدى ليس فقط للتفسيرات الملتوية للإسلام ولكن أيضا للكذبة بأننا نخوض بشكل ما صراعا للحضارات»، معتبرا أن «هذا الاعتقاد هو الأساس الذي يبني عليه الإرهابيون إيديولوجيتهم التي يحاولون من خلالها تبرير الإرهاب».

وذكر أوباما بدعوته، من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى القضاء على التطرف، مطالبا جميع الدول بتقديم «اقتراحات ملموسة» خلال الدورة المقبلة في الخريف. وأعلن إن بلاده «ستقوم بالمزيد لمحاربة الإيديولوجيات البغيضة. واليوم، أدعو بلدانكم إلى الانضمام إلينا» في هذه المعركة، مشددا على ضرورة «مواصلة حربنا ضد المنظمات الإرهابية».

واعتبر أوباما أن «من شأن قمع المعارضين تغذية التطرف والإرهاب»، داعيا إلى «ضمان ممارسة الديموقراطية والانتخابات الحرة التي تقود الشعوب إلى انتخاب قادتهم»، كما أن «من شأن الاضطهاد على أساس العرق والدين تغذية الإرهاب والتطرف»، داعيا إلى ضمان حق الجميع في ممارسة الحريات الدينية.

وحذر من استغلال الإرهابيين والجماعات المتطرفة للأوضاع الصعبة، لا سيما الاقتصادية، التي يعيشها بعض الناس، من أجل تجنيدهم. وقال «حين يشعر الشباب أنهم مسجونون في دائرة الفقر، وحين لا يكون هناك فرص للتعليم ولا فرص لمساعدة عائلاتهم، فهذا يؤدي إلى عدم الاستقرار والفوضى، ويؤدي إلى تجنيد بعضهم في صفوف هذه الجماعات الإرهابية». وأضاف «علينا أن نوفر فرص التعليم خاصة للبنات، وأن نمنح الفرصة للنساء، فالمجتمعات لا تنجح من دون مشاركة المرأة».

واعتبر أن «حرب (الرئيس بشار) الأسد ضد شعبه وإشعاله التوترات الطائفية ساهمت في ظهور داعش، كما أن فشل الحكومة العراقية السابقة في الحكم فتح الطريق أمام زيادة مكاسب داعش هناك»، معتبرا أن «الحرب ستنتهي في سوريا فقط عندما يكون هناك انتقال سياسي شامل وحكومة تخدم جميع الطوائف والاثنيات، كما أن الحملة الإرهابية بين السنة والشيعة في المنطقة ستنتهي عندما تحل الدول الكبرى خلافاتها عبر الحوار، وليس عبر حروب بالوكالة».

وشدد على ضرورة محاربة إيديولوجية «داعش» كما تتم محاربته عسكرياً، مؤكدا أن التحالف الدولي «لن يتراجع عن حربه ضد داعش في العراق وسوريا»، وموضحاً «سنعمق أكثر من تحالفنا ضد المقاتلين الأجانب الإرهابيين حتى نمنعهم من السفر إلى العراق وسوريا». وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري اعتبر أن محاربة المتشددين تحتاج إلى أكثر من العمل العسكري، داعياً إلى استخدام كل المقاربات، من قتل المتشددين إلى تحسين ظروف العيش وفرص العمل للشباب.

وقال «إنهم مهووسون بالإرهاب. انه ما يفعلونه. وإذا تركناهم فان صلابة هدفهم قد تمنحهم في النهاية ميزة نسبية. لكن مع وجود الصور التي نشرت في الآونة الأخيرة في أذهاننا فان الجميع هنا يعرفون انه ببساطة لا يمكننا ترك ذلك يحدث. يجب أن يكون لنا التزام مثلهم، وألا نترك لهم أي ميزة بتاتا». وأضاف «لا دولة بمفردها، ولا جيش بمفرده، ولا جماعة بمفردها، تستطيع الرد على ذلك (الإرهاب) بشكل ملائم. ونرى ذلك في عدد من الدول التي تتعرض له الآن».

وشدد على أنه «يجب تقوية الأصوات ذات المصداقية التي تشجع على التسامح واحترام الأديان»، داعيا إلى «مراقبة الانترنت والمواقع المتشددة التي تدعو لاعتناق الأفكار المتطرفة والمتشددة».

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن «العمليات العسكرية ضرورية، لكنها ليست الحل الأنسب»، موضحا أن «إستراتيجية الأمم المتحدة تعتمد على إجماع كل الدول لاتخاذ قرارات موحدة في مواجهة التطرف»، ومعتبرا أن «التراجع في حقوق الإنسان، إلى جانب الاضطهاد والفساد والظلم، أدى إلى الإحباط وبروز الأفكار المتطرفة التي تغذي الإرهاب». وأعلن أنه سيعقد اجتـــــماعا خلال الشهور المقبلة لرجال الدين من جميع أنحاء العالم في إطار خطة لمنع التشدد.

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

 

تنظيم “الدولة” يعيد السيطرة على مناطق حررتها القوات العراقية شمالي بغداد

صلاح الدين – ( د ب أ) – اعاد تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” سيطرته على مساحات كبيرة من محافظة صلاح الدين وخاصة تلك التي تحررت من التنظيم بعد ان نجحت القوات العراقية بفرض سيطرتها عليها، في مشهد ينذر بالخطر على مستقبل المحافظة / 170 كيلومترا شمالي بغداد/.

 

وذكرت مصادر امنية وسكان محليون: “ان تنظيم داعش تمكن خلال اليومين الماضيين من التسلل واعادة السيطرة على مناطق كان قد غادرها بعد معارك مع القوات العراقية ومتطوعي الحشد الشعبي ورجال العشائر في مناطق جنوبي تكريت والدجيل واحياء البو جواري والعصري والصناعي وجسر الفتحة الاستراتيجي وتمكنت من اعادة الانتشار فيها بعد تراجع القوات العراقية الى مناطق جنوبي بيجي”.

 

واوضحت المصادر”ان القناصة من عناصر التنظيم انتشروا على اسطح المنازل وعلى منارة مسجد فتاح في الشارع العام الذي يربط بيجي بتكريت والموصل ويصل الى مصفاة التكرير في بيجي”.

 

مسؤول إيراني: انتصارات الجيش السوري تبشر بتحرير حلب

طهران – الأناضول – قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية، حسين أمير عبداللهيان، معلقا على ما اعتبره تقدما لقوات النظام السوري في حلب مؤخرا: “لا شك أن هذه الانتصارات تبشر بالتحرير الكامل والقريب لمدينة حلب من براثن الإرهابيين، والمجاميع المسلحة غير المسؤولة”، حسب وصفه.

 

وأضاف عبد اللهيان، في تصريح له أمس الخميس، لوكالة أنباء فارس: “إن التواجد القوي للجيش والقوات الشعبية السورية، وهجماتها الواسعة ضد الإرهابيين في مختلف الجبهات قد قرّبت نهاية الإرهابيين”.

 

وعبّر المسؤول الإيراني عن اعتقاده بأن حل الأزمة السورية سياسي فقط، مشيرا أن “المعارضة الأصيلة والمؤمنة بطريق الحل السياسي تحظي باهتمام الحكومة السورية، إلا أن المعارضة المسلحة المرتبطة بالإرهاب لا مكان لها في مستقبل سوريا والمنطقة” على حد قوله.

 

وتأتي تصريحات عبد اللهيان في الوقت الذي أعلنت فيه الاربعاء فصائل معارضة أبرزها الجبهة الشامية عن أسر 45 عسكريا من قوات النظام في ريف حلب الشمالي بينهم مسلحون إيرانيون وعناصر من حزب الله اللبناني.

 

تقرير حقوقي: النظام السوري أعدم 82 شخصا حرقا بينهم 18 طفلا

وفاة 166 شخصا منذ محاصرة قوات النظام السوري لمخيم اليرموك

عواصم ـ وكالات ـ لندن «القدس العربي»: قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من جنيف مقرا له، والشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير مشترك صدر عنهما، إن قوات النظام السوري قتلت 82 شخصا على الأقل بحرقهم أحياء، منهم 47 مدنيا، بينهم 18 طفلا، فيما أحرقت جثث 773 شخصا آخرين بعد قتلهم منذ عام 2011.

وأوضح التقرير أن قوات النظام السوري، بما فيها الجيش والأمن والميليشيات المسلحة المؤيدة لها، قامت بهذه الإعدامات على هذا النحو «إما انتقاما، أو لإخفاء معالم الضحايا، أو لطمس آثار الجريمة، أو بهدف ترويع المعارضة».

وأشار التقرير إلى أن الإحصاءات تظهر أن لجوء قوات النظام لطريقة القتل حرقا أو حرق الجثث بعد القتل هي «سياسة فيما يبدو أنها ممنهجة اتبعتها القوات الحكومية في المدن السورية المختلفة على امتداد السنوات الأربع الماضية»، مضيفا أن هذه السياسة «ترافقت مع الكثير من المجازر التي اتسمت بالطابع الطائفي، ونالت مدينة «حماة» النصيب الأكبر من عدد المقتولين حرقا حيث قتل فيها 38 شخصا».

وأورد التقرير بعض الحالات التي جرى فيها إعدام أشخاص حرقا، ومنها «إلقاء مجموعات تابعة للقوات الحكومية 3 أشخاص وهم أحياء في أحد أفران حي الجورة، بمدينة دير الزور شرق سوريا، في نهاية أيلول/سبتمبر 2012».

ولفت التقرير إلى أن «إحراق الجثث جرى بشكل فردي في حوادث متفرقة، أو بشكل جماعي لعدد كبير من الجثث، وذلك بعد الانتهاء من ارتكاب المجازر الجماعية، وبخاصة تلك التي تحمل صبغة طائفية، حيث وثّقت 44 مجزرة في هذا السياق، كما حصلت بعض حالات الحرق لنساء بعد الاعتداء عليهن جنسيا».

جاء ذلك فيما أعلنت منظمة حقوقية دولية، أن مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، شهد وفاة 155 شخصا جراء تفشي الجوع ونقص الغذاء والرعاية الطبية، منذ محاصرته من قبل قوات النظام السوري في تموز/ يوليو 2013، وحتى اليوم.

وقالت منظمة «أصدقاء الإنسان الدولية» من مقرها بفيينا، في تقرير وصفته بـ»المأساوي» للسكان الفلسطينيين والسوريين المحاصرين في مخيم اليرموك، إن «المخيم شهد منذ بداية حصاره بتاريخ 22/7/2013 وحتى اليوم حدوث 166حالة وفاة بسبب تفشي الجوع بين الأهالي والنقص الخطير في المواد الغذائية وشتى مستلزمات الرعاية الطبية، بسبب الحصار الظالم من قبل القوات النظامية السورية.»

وأضافت المنظمة أن «2651 من اللاجئين الفلسطينيين قضوا منذ بداية الأزمة في سورية (آذار/مارس 2011)، معظمهم على أيدي القوات النظامية، قصفاً وقنصاً وجوعاً وتعذيباً.»

وأضافت: «تم اعتقال 818 من الفلسطينيين قُتل منهم في السجون 293 شخصاً، معظمهم من سكان مخيم اليرموك قضوا جراء عمليات التعذيب الرهيبة»، منوهاً إلى «مقتل آلاف السوريين منذ بدء التظاهرات السلمية والأعمال المسلحة».

وقالت المنظمة، إن السلطات السورية أقدمت على خطوات غير إنسانية بحق السكان في المخيم، حيث قامت في أيلول/سبتمبر الماضي، بقطع إمدادات مياه الشرب عنهم، كما قطعت إمدادات الطاقة والكهرباء عنهم في نيسان/ابريل 2013، مما أدى إلى تفاقم معاناتهم وعقد مصاعب الحياة التي يواجهونها.

وأشار التقرير إلى معاناة السكان حيث يجبر الأهالي على تعبئة المياه من خلال نقاط توزيع تؤمنها الهيئات الإغاثية، منوهاً إلى أن المحاصرين يضطرون لاستخدام هذه المياه رغم أنها غير صالحة للشرب لعدم وجود بديل منها، الأمر الذي يتسبب بتفشي حالات مرضية.

و»أصدقاء الإنسان الدولية» منظمة معنية بحقوق الإنسان، مقرها فيينا، ويقوم الباحثون فيها بإجراء تحقيقات لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (خاصة الأسرى والمعتقلين) في بعض المناطق من العالم.

 

معلق سياسي سوري يطالب بقصف حلب بالنووي

لندن ـ «القدس العربي»: فقد المعلق السياسي السوري الموالي للنظام طالب إبراهيم أعصابه خلال مداخلة تلفزيونية له، حيث تمنى قصف الناس في حلب بالنووي، مطالباً باستخدام القوة بكل أشكالها. وتهكم من التصريحات الرسمية لنظام الأسد بأنهم يستخدمون القوة ضد المسلحين، واعتبر مبادرة المبعوث الأممي إلى سوريا (دي مستورا) مقدمة لاستسلام غير مشروط للمسلحين، على حد وصفه، وليست هدنة.

جاء ذلك خلال مداخلة طالب ابراهيم مع قناة «العربي»التي بدأت بثها قبل شهر تقريباً من العاصمة البريطانية لندن، حيث سأله مقدم نشرة الأخبار السوري وائل التميمي عن اعتراف قوات الأسد بقصفها لمدينة حلب، فثار إبراهيم قائلا إن أي دولة توجد فيها مثل تلك العصابات ستقصفها و»تقصف آباءها وأجدادها»، واستشهد بالقصف المصري على(سيناء). وعند مقاطعته وسؤاله «(هل) القصف بالبراميل المتفجرة؟» فقد إبراهيم أعصابه واندفع الى القول «يا ريت عندو سلاح نووي ليقصف ويخلصنا… براميل أو بدون براميل النظام مقصر لأبعد حد في استخدام القوة… لم يروا شيئاً من القوة التي يجب أن يروها»، في إشارة للمناطق الخارجة عن سيطرة الأسد.

وسخر إبراهيم من المحكمة الدولية المختصة بجرائم الحرب، مطالباً إياها بالذهاب إلى غير سوريا ليجدوا تلك الجرائم. وعندما سأل مقدم البرنامج إبراهيم عن «سبب عقد مفاوضات وهدن إذاً مع تلك العصابات»، اعتبر ابراهيم هدنة دي مستورا لتجميد القتال في حلب مقدمة لاستسلام غير مشروط كما جرى في حمص ومناطق أخرى

 

«الدولة الإسلامية» ليست منظمة إرهابية ولا تنفع معها استراتيجيات مكافحة الإرهاب والتمرد بل «احتواء هجومي»

في واشنطن محاولات لتجريد الجهاديين من هويتهم الإسلامية واليمين الأمريكي غير راض

إعداد إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: تجنب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه الذي ألقاه يوم الاربعاء في مؤتمر «مواجهة التطرف العنيف» أي كلام يربط الجماعات الجهادية والمتطرفة بالإسلام أو المسلمين. واختار الرئيس ومساعدوه لغة ومصطلحات عامة تجنبت ربط الهجمات الإرهابية بالإسلام. وقال مساعدون للرئيس أوباما أن تجنب الربط قام على استراتيجية تهدف لتجريد الإرهابيين من الإدعاء أن الولايات المتحدة هي في حرب مع الإسلام، فآخر شيء يريده الرئيس، كما يقولون، هو الإيحاء بأن الولايات المتحدة تضع 1.5 مليار مسلم في سلة واحدة مع جماعات إرهابية شريرة.

لكن الرئيس لم يسلم كما تقول صحيفة «نيويورك تايمز» من «كورس» النقاد الذين قالوا إن لغة الرئيس المراوغة هي دليل فشل الإدارة في تحديد الخطر الحقيقي الذي تمثله جماعات الإسلام المتشددة.

وقالوا إن الصياغات الغامضة تعبر عن ضعف وعدم فهم للمشكلة في وقت يدعي فيه المتطرفون أنهم يقاتلون من أجل الإسلام الذي يتعرض لتهديد من أمريكا ومصالحها حول العالم.

ونقلت عن بيتر وينر النائب الجمهوري المخضرم والزميل في «مركز السياسات العامة» وهو مركز مرتبط بشبكات معادية للإسلام حيث قال إن «جزءا من هذا مرتبط بمعركة المعاني، ولكن معركة المعاني هي التي تمس الموضوعات العميقة».

وقال إن «خداع النفس ليس فكرة جيدة في السياسة أو الشؤون الدولية، فنحن نكذب على أنفسنا والعالم يعرف هذا». وتعترف الصحيفة أن كل النقد يأتي من أعداء أوباما في المعسكر اليميني إلا أن بعض الليبراليين ومسؤولي الأمن القومي السابقين بدأوا في ترديد صدى نقدهم.

ويرى مايكل فلين، الجنرال المتقاعد ومدير وكالة الإستخبارات العسكرية في الفترة ما بين 2012 -2014 « لا يمكنك هزيمة عدو لا تعترف بوجوده». وقال في شهادة أمام الكونغرس الأسبوع الماضي «أعتقد وبقوة أن الرأي العام الأمريكي يحتاج لوضوح أخلاقي وفكري وشجاعة لمواجهة هذا التهديد». ويقول أكبر أحمد عميد الدراسات الإسلامية في الجامعة الأمريكية في واشنطن ومؤلف كتاب عن الإسلام في أمريكا إنه يدعم موقف إدارة أوباما في استخدام مصطلحات تتجنب الهجوم على المسلمين وتشويههم.

ولكن الرئيس يبدو أنه يتعامل مع قضية مسيسة من منظور أكاديمي «وصل أوباما لنقطة يحتاج فيها التخلي عن موقفه الأكاديمي، يبدو كأكاديمي يعيش في برجه العاجي ويحتاج للنزول إلى حلبة السياسة». وهو ما اعترف به الرئيس أوباما يوم الأربعاء حيث حاول توضيح موقفه في المؤتمر الذي نظمه البيت الأبيض لمواجهة التطرف وتقديم «سرد» يواجه سرديات ودعاية تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. فقد أشار للخلاف حول توصيف منظمات مثل القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية خاصة في وسائل الإعلام، فهذه جماعات «متعطشة للحصول على شرعية، وتحاول تقديم نفسها كقيادات دينية ومحاربين مقدسين يدافعون عن الإسلام»، لكن أوباما قال «علينا أن لا نقبل الافتراضات التي قدموها لأنها أكاذيب. وهذا يظهر أن الرئيس متأثر بالانتقادات التي وجهت إليه.

 

البحث عن كلمة مناسبة

 

وانتقد بيتر فيفر، المحاضر في جامعة ديوك والذي عمل في تشكيل خطاب الرئيس السابق جورج دبليو بوش «أنت تعرف أن نقاطك ليست مؤثرة وعليك أن تحدد نقاطك بوضوح». فاختيار الكلمات للحديث عن العدو في الحملة ضد تنظيم القاعدة والآن ضد تنظيم الدولة الإسلامية كان بمثابة تحد كبير للرئيس بوش مثلما هو الآن تحد للرئيس أوباما.

وتنبع المشكلة من أن الأعداء الإرهابيين يقدمون أنفسهم كمدافعين عن الإسلام ويبهرون خطاباتهم ودعايتهم بالآيات القرآنية، مع أن غالبية المسلمين حول العالم تعارضهم وتشجبهم كما يقول فيفر.

فقد أخطأ الرئيس بوش وهو يبحث عن العبارات الجيدة لوصف التهديد الذي تمثله القاعدة. واستخدم كلمة «حملة صليبية» المحملة بحمولات تاريخية سلبية حيث كان يريد وصف حملته على القاعدة. ولكنه ارتاح لاحقا لتعبير «الحرب على الإرهاب».

ويتذكر فيفر النقاش الكبير بين مؤسسات الإدارة قبل خطابه عام 2005 حول التوصيف المناسب للعدو. وفي خطابه قال «البعض يصف هذا العدو بالراديكالية الإسلامية، فيما يصفها آخرون بالجهادية المتشددة أو الفاشية الإسلامية، ومها قيل عنها فهذه الأيديولوجية تختلف عن أيديولوجية الإسلام». ورغم هذا النقاش يدافع الكثير من الناشطين المسلمين عن موقف أوباما. وتقول فرحانة خيرا، المديرة التنفيذية لـ «المحامون المسلمون»، «ندعم إدارة أوباما والإدارة السابقة لأنها لم تقع في فخ القاعدة». ومع ذلك انتقدت عنوان المؤتمر الذي تحدث عن «التطرف العنيف» في الوقت الذي ركز فيه كل المتحدثون على التطرف الإسلامي.

ويرى دانيال بنجامين الذي خدم في قسم مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية أن النقاش هو جدل مرتبط بالنقاش المحلي، وما نسيه النقاد هو أن الرئيس معني بالكيفية التي سيتم فيها استقبال خطابه في الخارج.

 

ما هو الإسم؟

 

ومهما يكن من أمر، فتنظيم الدولة الإسلامية يطرح الكثير من التحديات أمام الباحثين، من ناحية تحديد هويته وطبيعته وعلاقته بالمنظمات الإرهابية الأخرى. فهل تنظيم الدولة الإسلامية منظمة إرهابية أم شيء آخر؟ يرى أندرو كيرث كرونين في العدد الجديد لمجلة «فورين أفيرز» أنه لا يمكن توصيف تنظيم الدولة بناء على مفهوم الجماعات الإرهابية، فهذه لديها بضعة مئات من العناصر ويقومون بتنفيذ هجمات ضد المدنيين ولا تسيطرعلى أراض ولا يمكنها مواجهة جيوش نظامية.

وفي المقابل لدى تنظيم الدولة الإسلامية أكثر من 30.000 مقاتل ويسيطرون على مناطق شاسعة في العراق وسوريا ولديه تسلسل قيادي بقدرات عسكرية، ويمول نفسه ولديه القابلية لخوض عمليات عسكرية كبيرة.

وهذا الوضع يقتضي استراتيجية جديدة. فالولايات المتحدة في مرحلة ما بعد 9/11 طورت آلية وبيروقراطية لمواجهة أعدائها مثل تنظيم القاعدة. وكيفت جيشها ومؤسساتها الأمنية ودربتها على القيام بحروب مكافحة إرهاب وتمرد.

وقد اختلف اليوم مع تنظيم الدولة ولا ينفع كما يرى مراقبون إعادة تكييف وتركيز الإستراتيجية السابقة لمحاربة التنظيم الجهادي الجديد الذي لا يمكن النظر إليه كفرع متفوق عن القاعدة أو يمثل مرحلة متطورة في تنظيم القاعدة.

ويرى كرونين أن تنظيم الدولة يمثل تهديدا خطيرا في مرحلة ما بعد القاعدة. وينتقد الكاتب هنا وصف أوباما في خطابه الذي ألقاه في أيلول/ سبتمبر 2014 وحدد فيه أهداف استراتيجيته لمواجهة تنظيم الدولة وقال إن التنظيم هو «منظمة إرهابية، بكل بساطة» وهو توصيف مخطئ لأن التنظيم لا ينطبق عليه هذا الوصف، فهو وإن استخدم الإرهاب كتكتيك لكنه ليس منظمة إرهابية، وعليه فلا تنفع معه استراتيجيات مكافحة الإرهاب أو مواجهة التمرد.

 

بطء

 

ويقول إن الولايات المتحدة كانت بطيئة في تكييف استراتيجياتها في العراق وسوريا لتناسب التهديد الجديد. ففي سوريا أعطت أمريكا أولوية لقصف مواقع الجماعات الموالية للقاعدة، وهو ما قوى تنظيم الدولة. كما أعطت الغارات الأمريكية فرصة لنظام بشار الأسد كي يسحق المعارضة السورية المتعاونة مع الولايات المتحدة.

وفي العراق لا تزال أمريكا تعتمد على استراتيجية مكافحة الإرهاب المشروطة باستعادة الحكومة العراقية شرعيتها وتوحيد البلاد وبناء القوات العراقية المحلية كي تكون قادرة على هزيمة تنظيم الدولة. ويرى الكاتب أن الاستراتيجيات المستخدمة صممت لمواجهة تحديات مختلفة وقد تجاوزتها الأحداث. ولهذا فهناك حاجة لما يسميه الكاتب «الاحتواء الهجومي» وهو مدخل يجمع ما بين الأساليب العسكرية والإستراتيجية الدبلوماسية ويعمل على وقف وتوسع وعزل تنظيم الدولة ويضعف قدراته.

 

بين غزوين

 

يقول كرونين إن تنظيم القاعدة والدولة تشكل كل بتواريخه وظروفه. فقد ولدت القاعدة من رحم الغزو السوفييتي لأفغانستان عام 1979 ومن الحرب التي استمرت 10 أعوام وشارك فيها الآلاف من المتطوعين العرب، ثم تحول نحو القيام بعمليات إرهابية كبيرة وضخمة. أما تنظيم الدولة فقد ولد من رحم الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 حيث أسس أبو مصعب الزرقاوي التنظيم وأقسم الولاء للقاعدة.

وكان واحدا من جماعات المقاومة العراقية، وبرز نتيجة أساليب الزرقاوي الذي قتل عام 2006 وتعرض لهجمات كادت أن تنهيه بعد تحالف «الصحوات» مع القوات الأمريكية. ولكن الهزيمة كانت مؤقتة حيث أعاد التنظيم تجديد نفسه في السجون الأمريكية بالعراق.

وكانت السجون فرصة للتعاون والاتصال وبرز في هذه الفترة أبو بكر البغدادي الذي استفاد من انتفاضة سوريا عام 2011 وأقام في ظل الفوضى قاعدة له في شمال سوريا وأعاد تسمية نفسه «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام».

واستثمر التنظيم في الوقت نفسه ضعف الحكومة المركزية في العراق والتي تبنت بعد خروج الأمريكيين سياسات طائفية همشت العرب السنة. ونتيجة لهذا جذب أبو بكر البغدادي إلى صفوفه زعماء عشائر وقاة سابقين في الجيش وحتى علمانيين عراقيين من العهد السابق لصدام حسين.

ويشير الكاتب إلى الطريقة التي توسع بها التنظيم في العراق فبعد سيطرته على الفلوجة والرمادي توقع المراقبون قيام الجيش العراقي المدرب أمريكيا باحتواء الأزمة، لكن سيطرته على الموصل والقائم وتكريت في صيف 2014 كانت بمثابة الصدمة وجاءت وسط انهيار للجيش العراقي.

وجذبت انتصارات التنظيم أكثر من 15.000 متطوع أجنبي من 80 دولة، بمعدل ألف كل شهر حسب تقديرات الاستخبارات الأمريكية، وجاء عدد من هؤلاء من أوروبا وأمريكا مع أن الغالبية العظمى جاءت من دول مسلمة.

 

أهداف كبيرة

 

مع نمو تنظيم الدولة كبرت أهدافه وهي بناء دولة إسلامية نقية تلغي الحدود المصطنعة التي رسمها الإستعمار في القرن العشرين، على خلاف الهدف المعلن لتنظيم القاعدة وهو بناء «طليعة للجهاد العالمي» تقوم بتحشيد المسلمين ضد الحكام العلمانيين. ومن هنا فاختلاف الأهداف والرؤى يعني عدم صلاحية الإستراتيجية الأمريكية التي ولدت في مرحلة ما بعد 9/11 لكي تطبق اليوم على تنظيم الدولة.

فمن أجل مكافحة القاعدة أقامت أمريكا حسب تحقيق لـ «واشنطن بوست» (2010) 263 منظمة ومؤسسة للرد على خطر القاعدة ومنها وزارة الأمن الداخلي ومركز مكافحة الإرهاب وإدارة أمن المواصلات. وفي كل عام تصدر مؤسسات الاستخبارات ما يقرب من 50.000 تقرير عن الإرهاب.

كل هذا منع، أو جعل من، الهجمات على التراب الأمريكي أمرا نادرا مما يعني نجاح الجهود، وهذا لا يعني مناسبتها لتنظيم الدولة الإسلامية. فالحملة التي تمت بالطائرات بدون طيار وقتلت 72% من قيادة تنظيم القاعدة، لا يمكن ان تنجح مع التهديد الجديد. فقادة تنظيم الدولة يتحركون في مناطق سكانية ومندمجون في المجتعمات التي يحكمونها، وقتل قائد لا يعني نهاية التنظيم لأنه يعمل على مستوى دولة أو ما يشبهها. فلدى التنظيم تسلسل قيادي يبدأ بأبو بكر البغدادي ومساعده أبو علي الأنباري وأبو مسلم التركماني وينتهي بالمقاتلين والبيروقراطية المدنية التي تدير شؤون الدولة والتي يبلغ عددها 12 إدارة تشرف على الشؤون المحلية في العراق وسوريا.

 

قطع التمويل

 

ومن هنا فأساليب مكافحة القاعدة لا يمكن أن تنجح مع تنظيم الدولة، خاصة من الناحية المالية، فقطع مصادر تمويل القاعدة كان من أهم نجاحات الولايات المتحدة في مرحلة ما بعد الهجمات على أمريكا. فقد تعاونت مؤسسات الأمن، بما فيها مكتب التحقيقات الفدرالية، على وقف نشاطات القاعدة المالية وأنشأت أمريكا لهذا الغرض مكتب الاستخبارات المالية والإرهاب عمل على ملاحقة ممولي القاعدة، وساهم في هذا مكتب في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. وبحلول عام 2011 قالت وزارة الخزانة الأمريكية إن القاعدة تعاني من نقص الأموال. كل هذه الأساليب لا تنفع مع تنظيم الدولة الذي لا يعتمد على التمويل الخارجي، فسيطرته على المناطق مكنته من استغلال المصادر الطبيعية خاصة النفط. ويحصل التنظيم على ما 1- 3 مليون دولار يوميا من بيع النفط. وهذا مصدر واحد من مصادر المالية، فهناك التهريب والتجارة بالمجوهرات والضريبة ويسيطر على كل طرق المواصلات في غرب العراق. ونظرا لتعقد عملياته التجارية امتنعت الخزانة الأمريكية عن تقدير ميزانيته.

 

نشر الأخطاء

 

وساعد الولايات المتحدة على مواجهة القاعدة استراتيجية نشر أخطائه، خاصة الهجمات التي نفذها وقتلت مسلمين في السعودية والمغرب وتركيا (2003) وإسبانيا (2004) وبريطانيا والأردن (2005) وكلها أثارت غضب المسلمين. وبحلول عام 2007 فقد تنظيم القاعدة الدعم الشعبي.

وبحسب دراسة «بيو» لمواقف الرأي العام (2013) وشارك فيها 9.000 شخص وجدت تراجعا في دعم القاعدة في المجتمعات المسلمة. لكن تنظيم الدولة لا يهمه كل هذا بل يعتبر العنف والترهيب جزءا من استراتيجيته – الذبح وقطع الرؤوس والحرق وما إلى ذلك من إبداعات.

وعلى العموم تختلف رسالة القاعدة التي قامت على بناء شرعية تمجد الشهادة عن الرسالة التي يدعو إليها تنظيم الدولة الإسلامية الذي يجمع ما بين العنف وتوفير الفرص المادية – زواج وتقديم مال للمقاتلين. وهذا واضح في طبيعة المجندين لدى التنظيمين. فقد جذب تنظيم الدولة إليه شبابا وشابات مغامرين ومن الحالمين بالعيش في ظل الخلافة. ومن هنا يقدم تنظيم الدولة لأتباعه اشباعاً للرغبات ولا يمكن والحالة هذه مواجهته بطرق منطقية. كل هذا يعني أن الولايات المتحدة ليس لديها خيارات جيدة لمواجهة تنظيم الدولة، سواء كانت عبر الحروب التقليدية، مكافحة الإرهاب ومكافحة التمرد، مما يعني التفكير بحلول جديدة.

ولأن التنظيم لا يشكل تهديدا لأمريكا فقط بل وللنظام العالمي ودول مثل إيران والسعودية وسوريا والعراق وتركيا، فيجب على أمريكا التوقف عن الظهور بمظهر من لديه القدرة على حل مشاكل العالم بقوة السلاح، وعليها أن تعيد إحياء نفسها كقوة عظمى في مجال الدبلوماسية والتي تضاف للقوة العسكرية الجوية ودعم الحلفاء على الأرض في العراق وسوريا من أجل محاصرة وخنق وتدمير التنظيم ومعابر التهريب إليه.

وفي النهاية لن تنجح الولايات المتحدة في حربها ضد التنظيم طالما ظلت تتعامل معه كتهديد إرهابي. وهذا ما بدا واضحا في المؤتمر الأخير «مواجهة التطرف العنيف».

ولا بد أن تعرف الولايات المتحدة أن عام 2006 حيث طورت استراتيجية مواجهة القاعدة غير عام 2015.

 

تركيا: المعارضة السورية التي سندربها ستقاتل «تنظيم الدولة» و«النظام»

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي» بعد يوم واحد من إعلان الإدارة الأمريكية توصلها لاتفاق نهائي مع تركيا على تدريب مقاتلين من المعارضة السورية «المعتدلة» بهدف قتال تنظيم الدولة «الدولة الإسلامية» فقط، أكدت تركيا أن المقاتلين السوريين سيقومون بقتال النظام السوري وتنظيم «الدولة» على حد سواء.

وترفض تركيا منذ أشهر الدخول الفعلي في عمليات «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة»، حيث اشترط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان توسيع العمليات لتشمل نظام الأسد، كمقدمة لمشاركة بلاده.

وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قال: «إن قوات المعارضة السورية التي سيتم تدريبها وتجهيزها؛ ستقاتل تنظيم الدولة الإسلامية، كما ينتظر منها في نفس الوقت أن تقاتل النظام، نحن والأمريكيون متوافقون في هذه المسألة».

وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الكوسوفي هاشم تاتشي، في مقر وزارة الخارجية في العاصمة أنقرة، الخميس: «المباحثات مع واشنطن بخصوص تدريب وتجهيز المعارضة السورية؛ قاربت على الانتهاء، إلا أنها لم تصل إلى مرحلة التوقيع بعد.. المشاورات لا زالت جارية في تفاصيل الموضوع»، متوقعا أن يتم التوقيع على الاتفاق خلال فترة قصيرة.

وأوضح جاويش أوغلو أنه «من الطبيعي أن تحارب قوات المعارضة التي سيتم تدريبها وتجهيزها؛ الجهات التي تهدد وحدة الأراضي السورية على الأرض»، مشيرا إلى أن «بعض المنظمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم الدولة الإسلامية ونظام الأسد؛ تعتبر تهديدا لأمن واستقرار سوريا.. فكلهم يواصلون قتل الناس الأبرياء بكل وحشية».

ولفت إلى أن «الدولة الإسلامية يعرض الأشخاص الذين يقتلهم على العالم بكل وضوح، وأن تلك العمليات الإجرامية والوحشية تجري أمام أنظار العالم، وفي الجانب الآخر يواصل نظام الأسد قتل مئات السوريين يوميا».

والأربعاء، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن اتفقت مع تركيا على تدريب وتسليح من سمتهم معارضين سوريين معتدلين في تركيا على أن يتم قريبا توقيع الاتفاق بين البلدين، ويأتي الاتفاق بعد أشهر من المفاوضات بين البلدين.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر ساكي إنه تم التوصل إلى اتفاق مبدئي لتدريب وتسليح مجموعات من المعارضة السورية، مضيفة أن واشنطن تنوي توقيع الاتفاق مع تركيا قريبا، من دون أن تضيف تفاصيل حول عملية التدريب التي من المفترض أن تبدأ في شهر مارس/ آذار المقبل. وذكرت ساكي أن تركيا وافقت على أن تكون «إحدى المناطق المضيفة لبرنامج تدريب وتسليح قوات المعارضة السورية المعتدلة».

ووضع هذا الاتفاق حدا لأشهر من المباحثات الصعبة بين الدولتين حول تدريب «المعارضين السوريين المعتدلين». وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت في منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي أنها تعتزم إرسال نحو أربعمئة جندي – بينهم قوات خاصة – لتدريب من سمتها المعارضة السورية المعتدلة التي ستقاتل لاحقا المجموعات الإسلامية التي تصفها بالمتطرفة.

وتعليقا على خطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا «ستافان دي ميستورا» بوقف إطلاق النار؛ أكد أوغلو أن بلاده تدعم وقف إطلاق النار؛ حتى وإن كان لمدة ستة أسابيع، مشككا احترام والتزام نظام الأسد بالخطة؛ «في الوقت يواصل النظام؛ قتل مئات المدنيين في حلب عبر الغارات الجوية».

وقال: «لقد جاءنا دي مستورا بخطط ومقترحات مشابهة في وقت سابق، ودعمــــناها مبدئيا رغم بعض تحفظاتنا عليها، خصوصا في مسألة تنفــــيذها؛ لأن وقف إطلاق النار ليوم واحد يعني تجنيب المئات من الموت».

وشدد الوزير التركي على إيجاد حل جذري للأزمة السورية، مبينا أن الاستقرار والأمن والسلام في سوريا، يتحقق عبر زوال نظام الأسد، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل الجميع.

وكان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا «ستافان دي مستورا»؛ قد كشف في وقت متأخر من مساء الثلاثاء؛ أن «حكومة النظام السوري أبلغته برغبتها في تنفيذ اقتراح تجميد الصراع في مدينة حلب (شمال) لمدة 6 أسابيع، بحيث يبدأ موعد سريانها من التاريخ الذي ستقوم دمشق بإعلانه لاحقا».

 

ضابط في جيش النظام السوري يتواصل مع أصدقائه المنشقين.. ولن ينتخب «علويّا» واحدا في المستقبل

ريف اللاذقية ـ «القدس العربي» «ح. ك» نقيب في جيش النظام، ما زال على رأس عمله، وعرف منذ بداية قيام الثورة في سورية أن «المسألة ليست مسألة إرهاب ومندسين، وأن أولئك الذين خرجوا للتظاهر، فعلوا ذلك لنيل حقوقهم»، على حد قوله لكن جل ما يفكر به الآن «بقاؤه على قيد الحياة، وإنقاذ ما يستطيع من إنسانيته».

يقول «ح. ك»: «في البداية كلنا كنا نشكو الفساد وانتشار الواسطات وغياب الحقوق، والجيش كان أكثر المناطق التي تشعر بها بغياب شخصيتك المستقلة والقانونية، فنحن نكون أقوياء كضباط بقدر ما نملك من علاقات تجعلنا في مواقع نتلقى فيها رشاوى، ومن هنا سنقوم برشوة الضباط الأعلى ونكسب المزيد من العلاقات بغية الوصول لمواقع أفضل».

ويتابع: «»لذا فالجيش برمته قائم على شبكة فساد ضخمة، ولن يكون للحر الكريم مكان فيه سوى القاع، ولن يأتيه من هذا الجيش سوى الذل، فلا رتبة تحميك من كراهية أو استضعاف، كما أن الطائفية في الجيش عمياء، وبقدر ما تلعب على منوال الطائفية والعشائرية بقدر ما يصبح سلم مجد علاقات الفساد الخاص بك أكثر سلاسة».

وحول طبيعة عمله ومهامه في الجيش منذ بداية «الأزمة» وإلى الآن، يبين: «كان في كتيبتي شبان من المناطق الثائرة، وكان الكثير منهم يود الذهاب للاطمئنان على ذويهم، وكنت أشعر جيدا بمعاناتهم لذا كنت أرسلهم في إجازات، وهناك منهم من انشق، وهناك من عاد، كنت أستغرب من الذين يعودون واجد انشقاق أولئك أمرا طبيعيا، فأنا لو خيرت لاخترت أهلي في مواجهة أي كان ولو كان العالم بأسره».

يضيف: «لم يمنعني منصبي كضابط من التواصل مع المنشقين أولئك الذين عشت معهم لسنوات، وليس لنتكلم عن الحرب والسياسة بل لنطمئن على أحوالنا فقط، إلى أن قضى أحدهم على يد الدفاع الوطني، وأنا أعلم جيدا أنه لم يكن يقاتل بل كان يزرع أرضه في حوران، فحقدت كثيرا على هذه الميليشيا، ومن ثم قضى أحد زملائي في الغوطة الشرقية فتوجه حقدي على الثائرين، والآن لا أدري ما أفعل، الجميع غارق في الفوضى، قد أقاتل فيما لو طلب مني هذا في إحدى الجبهات، وقد أواجه أصدقائي القدامى».

يوضح «ح. ك»، «ما أعرفه جيدا أن الحرب قذرة جدا، وما أطمح إليه أن أعود لمنزلي يوما من دون أن أكون قد قتلت أحدا أو تسببت بعذاب أحد».

وحول سبب تسميته ما يجري في سوريا «أزمة» وليس ثورة يجيب إنها «أزمة النظام، وأزمة مواليه، وأزمة المعارضة لاحقا، وأزمة الشعب السوري، نعم هكذا الجميع مأزوم، وقد تكون الأزمة مرحلة ما من تغيير كبير، وهذا التغيير لا بد أن يفرز شكلا ديمقراطيا، وأنا متأكد أنني لن أنتخب علويا للسلطة ولا حتى لكرسي مجلس الشعب ولا حتى للبلدية، أو حتى جمعية فلاحية، فيما بعد».

وبالنسبة لشكل سوريا التي يحلم بها، يقول «ح. ك» إنني: «أحلم بسوريا التي تحمل بطاقة تعريف واحدة، والتي يدرس أبناؤها كل الطوائف ومن ثم يختارون دينهم دون هوية طائفة، وأن يكون الوطن للجميع، حينها قد أستمر بإرادتي في جيش لكل السوريين».

 

لماذا يزج النظام بالقوات الأجنبية التابعة له في معارك ريف حلب الشمالي؟

محمد اقبال بلو

ريف حلب ـ «القدس العربي» بدءاً من معارك فرع المخابرات الجوية وضهرة عبد ربه بالقرب من حي جمعية الزهراء في حلب، مروراً بمعارك حندرات والملاح والجندول، ووصولاً إلى معارك حردتنين ورتيان وباشكوي، يستخدم النظام السوري في أغلب الأوقات جنوداً قادمين من خارج سوريا، معظمهم من لبنان والعراق وإيران، وبعض منهم من أفغانستان أو غيرها من الدول متعددة المذاهب.

في المناطق الشمالية من ريف حلب الملتهب، تشتد المعارك بين مقاتلين تم تحشيدهم طائفياً، أو إغرائهم برواتب عالية تقودهم في غالب الأحيان إلى الموت، وبين مقاتلي شوارع من الجيش الحر غير مدربين سابقاً، إلا أن امتداد القتال لسنوات عدة في سوريا جعل منهم مقاتلين متمرسين بالنسبة لما بين أيديهم من عتاد وسلاح، ولساعات التدريب التي حصلوا عليها والتي تكاد تكون معدومة.

لقد جرب النظام السوري في بدايات الثورة السورية وعند ظهور الفصائل المدنية المقاتلة إرسال قواته غير المدربة إلى تلك المناطق، حيث مني هناك بخسارات فادحة على الدوام، إذ كان يخسر النظام المئات في مقاتليه الذين لم يخوضوا حرباً من قبل، عند كل اقتحام كان ينفذه لإحدى بلدات ريف حلب الشمالي، الأمر الذي جعله يشعر أن عناصره ومقاتليه لن يكونوا على مقدرة جيدة للمواجهة مع من يدافع عن أرضه بشراسة، ولا يخشى الموت في سبيل ذلك، بينما يقاتل جنود الجيش النظامي وهم يخضعون لشعور الخوف وأحياناً الذنب ما يجعلهم في موقف يفتقد إلى الشجاعة، كما يفتقد إلى الإيمان لما يقاتلون من أجله.

لم يكن أمام النظام السوري في هذه الحالة التي فهمها جيداً إلا أن يعتمد على وسائل الإقناع الطائفية، ليشعر الشيعة السوريين أولاً ومن بعدهم الشيعة العرب وحتى الأجانب، أن النزاع هو نزاع ديني، نزاع موت أوحياة، فلا بد من بقاء طائفة واحدة تسيطر على الموقف وليس للموضوع حلول وسط أبداً، بل إنه يحتاج الحسم بالشراسة للوصول إلى ذلك.

آلاف من المقاتلين الشيعة دخلوا مستنقع ريف حلب الشمالي خلال العامين الفائتين إلى جانب قوات النظام، إلا أن المعارك الأخيرة، ومنذ خمسة شهور وحتى اللحظة، لم يشارك فيها جنود يتبعون للجيش النظامي أبداً، وليس السبب افتقاد هذا الجيش للعناصر رغم قلتهم ومقتل وانشقاق عشرات الآلاف منهم، إلا أنه يرسل «الشيعة» فقط لما يعرفه عن إيمانهم بأن قتل السني واجب بل قد يدخل القاتل الجنة، وأن هذا هو جهادهم الحقيقي، فالنظام أرادها حرب إبادة ضد الأهالي في هذه المناطق الثائرة، والتي أذاقته مرارة الهزيمة مراراً، ولا يبحث فقط عن انتصار أو سيطرة، بل رغبته الجامحة بالثأر وقتل كل من ثار ضده وقلب الموازين في محافظة حلب التي كان يعتبرها أحد الكيانات المؤيدة له، ولم يتوقع في البدايات أن يثور أهلها ضده.

وعلى الرغم من كل ما سبق فإن الفصائل متعددة الجنسيات التي تقاتل في الشمال السوري، تتلقى الكثير من الهزائم والخسائر البشرية في المعارك، ومع أنها حققت تقدماً مرحلياً على الأرض خلال الشهور الخمسة الماضية، إلا أن هذا التقدم لم يكن يتناسب مع ما قدمته من أثمان.

ما يجعل الأمر غريباً هو اختلاف تعامل الميليشيات الشيعية مع الأهالي من منطقة إلى أخرى، لدى اقتحامهم بعض قرى الشمال الحلبي، حيث شهدت بلدة سيفات منذ شهور مذابح ومجازر بحق الأهالي، كما شهدت عمليات اغتصاب للنساء والفتيات وإهانات واعتقالات للرجال، بينما لم تسجل هذه الانتهاكات في محاولة الاقتحام الأخيرة في رتيان مثلاً، ورغم أن بعض إعلاميي ريف حلب الشمالي روج لمذابح قد حدثت، إلا أن الحقيقة التي نقلها لنا ناشطون مقربون من أهالي البلدة، أن الانتهاكات التي جرت لا تكاد تذكر في «رتيان» بل حتى الاعتقالات للرجال كانت لساعات فقط للتأكد أنهم ليسوا مقاتلين في الجيش الحر، وبعدها تم الإفراج عنهم، فيما لم يسجل أي اعتداء على النساء.

الإعلامي سامي أبو محمد، تحدث لنا عن أسباب اختلاف التعامل بين قرية وأخرى لدى نجاح الاقتحامات وقال «لم ترتكب قوات النظام أية انتهاكات في رتيان أو حردتنين، بل تم اعتقال بعض الأشخاص لساعات ومن ثم الإفراج عنهم، وأعتقد أن هنالك أسباباً متعددة لذلك الأمر، أولها أنهم لم يمتلكوا الوقت الكافي للقيام بالانتهاكات، فقد شن الثوار هجوماً مضاداً بعد التوغل من قبل الميليشيات بساعات قليلة، ومن الممكن أنه لو توفر الوقت لديهم لقاموا بمختلف الفظائع التي قاموا بها في سيفات».

ويضيف: «هنالك أمر آخر، فقوات النظام بحلب وخاصة أجهزته الأمنية كفـــرع المخـــابرات الجـــوية الذي يشــرف على المعارك ويعتبر غرفة عمليات النظام بحلب، تدرك تماماً من هي القرى والبلدات التي ثارت في البداية وتعرف من عدوها الحقيقي الذي ترغب بالثأر منه، أعتقد أن هنالك تعليمات لهذه الميليشيات بخصوص كل قرية على حده».

يعتقد سامي أن قيادات النظام بحلب ترى في بلدات «عندان، حيان، حريتان، مارع» أعداءها الحقيقيين والذين كانوا سبب الحراك الثوري في محافظة حلب منذ بداياته الأولى، ويرى أن ارتكاب الفظائع في سيفات كان سببه أن معظم السكان هناك هم من أهالي «حيان» النازحين، ولهذا قام عناصر الفصائل الشيعية بما قاموا به، بينما يجد أن القرى التي توغلت فيها هذه الفصائل يوم أمس ليست ذات فاعلية في الحراك المسلح، كما غيرها ولهذا كان التعامل مع الأهالي فيها أقل عنفاً.

ما حدث في ريف حلب الشمالي من معارك مؤخراً أثبت أن صاحب الأرض رغم ضعف إمكاناته العسكرية هو الأقوى، وما حدث يشبه فشل قوات الجيش الحر في اقتحام بلدتي «نبل، الزهراء» المواليتين للنظام مراراً، فمن يمتلك الأرض ويقيم بها وتحتضن بدورها عائلته وأفراد أسرته من الطبيعي أن يقاتل حتى آخر لحظة، ليثبت أن دافع الحياة والأرض أكبر وأقوى من الدافع الطائفي المضاد.

 

بعد كوباني.. القوات المشتركة تتجه إلى تل أبيض

سميان محمد

أفادت مصادر كردية، بأن القوات الكردية وفصائل من الجيش السوري الحر، تقدمت الأربعاء، لتصل إلى حدود منطقة سري كانيه “تل أبيض”، وذلك بعد تحرير قرى بغديك وعيدانية جنوبي كوباني، من يد تنظيم الدولة الإسلامية.

 

تجمّع القوى العسكرية المسمى “بركان الفرات”، الذي يخوض المعارك مع تنظيم الدولة يضم وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة التابعين لحزب الإتحاد الديمقراطي، والألوية التالية التابعة للجيش الحر: “التوحيد” القطاع الشرقي، و”كتائب شمس الشمال” و”ثوار الرقة” و”أمناء الرقة” و”جيش القصاص” و”الجهاد في سبيل الله” و”فجر الحرية” و”جبهة الأكراد”.

 

وحرر “بركان الفرات”، الأربعاء، قرى: أصلانك وشاكروكو وكرك وشاخي ومبر علي وقلعة حديد وتل سيدار وتل سيفيه، وحاجز استراحة دجلة على طريق حلب–القامشلي جنوبي مدينة كوباني.

 

وتسعى القوات المشتركة للسيطرة على طريق رودكو الاستراتيجي، الذي يربط محافظات الرقة والحسكة وحلب، بهدف قطع الإمداد عن تنظيم الدولة، تمهيداً للهجوم على مدينتي تل أبيض في محافظة الرقة، وجرابلس في ريف حلب. كما تزامنت هذه الأحداث مع تقدم وحدات حماية الشعب غرباً، ووصولها أطراف بلدة الشيوخ التحتاني.

 

وأوضح المنسق الإعلامي لوحدات الحماية في كوباني برزان عيسو، بأن القوات الكردية تسعى للسيطرة على مناطق صرين وجسر قرقوزاق، لتأمين عدم تعرض كوباني لهجمات أخرى من قبل التنظيم. فضلاً عن وجود قرى تابعة لكوباني في تلك المنطقة بيد التنظيم. وأضاف عيسو أن القوات الكردية تسعى الآن للسيطرة على طريق رودكو الاستراتيجي وصولاً إلى منطقة عين عيسى، التي تعتبر الممر الاستراتيجي الرابط بين الرقة وتل أبيض.

 

وأشار عيسو في حديثه لـ”المدن” إلى أنه وعلى الرغم من التنسيق المستمر بين القوات الكردية وفصائل الجيش الحر سعياً لحصار تل أبيض تمهيداً لتحريرها، إلا أنه ربط العملية بالتوازنات الإقليمية والتحفظات التركية خوفاً نمن وقوع المدينة بيد القوات الكردية. واستبعد عيسو أن تلاقي تل أبيض مصيراً مشابهاً لكوباني من حيث الدمار والخراب، معيداً سبب ذلك إلى رغبة أهالي تلك المنطقة بعربها وأكرادها للتخلص من تنظيم الدولة. وأضاف بأن قطع طريق الإمداد عن مقاتلي التنظيم في المدينة سيكون له تأثير إيجابي لمنع تدميرها.

 

وتشكل مدينة تل أبيض أهمية جيوسياسية بالنسبة للأكراد السوريين، حيث تسعى القوات الكردية للسيطرة على المدينة، كي تتمكن من ربط كوباني بالمناطق ذات الغالبية الكردية في منطقة القامشلي، وبوجه خاص بعد الاتفاق بين القوتين الكرديتين الرئيسيتين: المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي، في لقائهما الأخير في مدينة القامشلي في 12 شباط/فبراير، واتفاقهما على وصف المناطق الكردية في سوريا، الموزعة بين الحسكة والرقة وحلب، بوحدة جغرافية متكاملة.

 

وأكد عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي شمدين نبي، لـ”المدن”، بأن الأطراف الكردية متفقة على أن الصيغة الفيدرالية هي حل للقضية الكردية، ضمن سوريا تعددية اتحادية ديمقراطية. وأوضح بأن السيطرة الكردية على مدينة تل أبيض، لها أهمية كبيرة كون الصيغة الفيدرالية التي يرونها كحل، هي الصيغة “الفيدرالية القومية” التي تربط الأكراد في وحدة جغرافية متكاملة، كما جاء في الوثيقة المتفق عليها بين المجلس الوطني الكردي والائتلاف السوري المعارض.

 

وتتميز تل أبيض بأهميتها الاقتصادية، بسبب وجود معبر رسمي فيها يربط سوريا بتركيا. وخلت تل أبيض من الوجود الكردي، منذ إيلول/سبتمبر 2014، بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية عليها. ولم يعد يفصلها عن سيطرة القوات المهاجمة سوى 15 كيلومتراً. ومن المحتمل أن تشهد الأيام القادمة، معارك طاحنة لتحرير تل أبيض، يمكن أن تتغير معها الملامح الجيوسياسية للشمال السوري.

 

حلب تقلب الطاولة على النظام

حلب – محمد الخطيب

لا يمكن توصيف ما جرى لقوات النظام السوري التي حاولت فرض الحصار على مدينة حلب، وفتح الطريق نحو بلدتي نبل والزهراء، إلا كما يقال في سوريا، بإنّ “العملية نجحت لكن المريض قد مات”؛ فمعظم القوات المهاجمة التي تسللت خلال الضباب الكثيف، راحت بين قتيل وأسير ومحاصر.

 

جالت “المدن” الأربعاء في بلدة رتيان ومنطقة الملاح في ريف حلب الشمالي، اللتين تمكنت المعارضة من استعادتهما الثلاثاء. الدمار في منطقة الملاح كان شاهداً على ضراوة المعارك التي دارت فيها، كما كانت جثث قتلى قوات النظام ومليشيا حزب الله اللبناني تفترش الأراضي، قبل أنّ تسحبها “هيئة الطبابة الشرعية”. ويقول أحد مقاتلي المعارضة المرابطين هناك: “لقد كانوا يسيرون نحو الموت، دون أدنى خبرة بالاتجاهات ومواضع نقاطنا.. علقوا داخل مربع تشرف عليه نيرانا، ولم يخرج أحدُ منهم على قيد الحياة”. وتابع: “لقد خسر النظام في هذه النقطة وحدها 72 مقاتلاً، لم يتمكن من سحب أيّ منهم، وقد كان معظمهم من المتطوعين في حزب الله”.

 

هجوم قوات النظام على منطقة الملاح، الثلاثاء، تزامن مع هجمات شنّتها على أكثر من محور في الوقت ذاته، وذلك في محاولة لإرباك قوات المعارضة وتشتيت قواها. وقد تمكنت قوات النظام بالفعل من التسلل والوصول إلى بلدات رتيان وباشكوي وحردتنين في ريف حلب الشمالي. لكن المعارضة من جهتها حشدت قواتها، بعد أنّ استوعبت الهجمة، وتمكنت من استرجاع بلدة رتيان في اليوم ذاته، وقد كانت تتوافد تباعاً تعزيزات قوات المعارضة من مختلف الفصائل إلى البلدة عند دخولنا إليها. الدمار وعدد القتلى في البلدة كان أقل بكثير عما كان في منطقة الملاح، ولم يكن هنالك وجود لأي مدني باستثناء من حمل السلاح دفاعاً عن أرضه.

 

حُررّت البلدة بكاملها، باستثناء مبنى مؤلف من ثلاث طبقات كانت تتحصن فيه مجموعة من قوات النظام وحزب الله. وعلى الرغم من محاولات النظام الحثيثة لفك الحصار عنهم، من خلال تمشيط المنطقة المحيطة بالمبنى بالقصف، إلا أنّ المجموعة سلمت نفسها للمعارضة مع حلول المساء. وقد بلغ عدد الأسرى في المبنى إضافة لأسرى آخرين كان قد حوصروا في الأراضي الزراعية إلى 50 أسيراً، بحسب ما قال لـ”المدن” عضو المكتب الإعلامي في الجبهة الشامية أنس ليلى.

 

ويأتي ذلك في ظل مساعٍ حثيثة من النظام لإحراز تقدم في حلب، أو ربما إحكام الطوق عليها، مع الحديث عن “تجميد القتال في حلب” الذي يرعاه المبعوث الدولي للأمم المتحدة إلى سوريا، ستفان دي ميستورا. الأمر الذي بدا واضحاً في تخبط النظام لإحراز تقدم سريع على عكس سياسته التي كان ينتهجها خلال الفترة السابعة، المتمثلة بالتقدم البطيء.

 

وفي هذا الشأن يضيف ليلى: “النظام يسعى بكل قوته لإحراز تقدم سريع، ليحاول فرض شروطه على الطاولة، وإرضاخ الثوار للحل السياسي”. وأضاف: “لكن هجوم النظام قوبل بدفاع مستميت من قبل جميع فصائل الثوار، وقد خسر ما يزيد عن 200 مقاتل خلال هذا الهجوم، ونحن اليوم أكثر تنظيماً بعد التوحد ضمن الجبهة الشامية وتشكيل غرفة عمليات تحرير حلب”.

 

لم تنته أحداث الأربعاء، عند استعادة المعارضة بلدة رتيان، بل كانت قوات النظام تسعى جاهدة لفتح طريق امداد نحو بلدة حردتنين التي تسلل إليها مقاتلوه، ووقعوا في حصار المعارضة. وقد أعلنت الجبهة الشامية اغتنامها دبابة في منطقة الملاح وإعطاب أخرى في قرية باشكوي خلال المعارك، وفيما تبقى بلدتا باشكوي وحردتنين تحت سيطرة النظام، فإنّ المعارضة تؤكد أن القوات فيها محاصرة تماماً.

إلى ذلك، تبدو خطة النظام التي ظل يروج لها شهوراً عن اطباق الطوق العسكري على حلب قد فشلت، وبالرغم من الدعم الواضح لحزب الله وإيران في معركته هذه، يمكن القول إنّ الهجوم فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق أهدافه.. بل على العكس فقد انقلب وبالاً بعد وقوع عشرات الأسرى من حزب الله بيد المعارضة.

 

3 آلاف مقاتل سوري يتم تدريبهم بنهاية 2015

الناطق باسم الخارجية التركية لـ«الشرق الأوسط»: الأماكن سرية وآلية لاختيار المقاتلين

بيروت: ثائر عباس واشنطن – لندن: «الشرق الأوسط»

أعلن البنتاغون الأربعاء أن الولايات المتحدة قد تدرب مقاتلين من المعارضة السورية المعتدلة، وتوفر لهم معدات لكي يقوموا بعمليات إرشاد من الأرض لمقاتلات التحالف الدولي التي تشن غارات على مواقع تنظيم داعش، بينما وصف عضو في الائتلاف الوطني السوري الاتفاق الأميركي – التركي لتدريب المعارضة السورية بـ«المُشجّع»، وقال إن المعارضة السورية «تنتظره منذ فترة»، إلا أنه أشار إلى أن الموقف من تأمين غطاء جوي لهذه القوات المقاتلة «ما زال غامضا».

 

وفي حين لم ترشح تفاصيل وافية عن البرنامج، قال الناطق باسم الخارجية التركية طانجو بيلتش لـ«الشرق الأوسط» إن عمليات التدريب سوف تبدأ في مارس (آذار) المقبل في معسكرات خاصة في تركيا، رافضا تحديد مواقع التدريب «لأسباب أمنية»، وأشار بيلتش إلى أن النقاشات التالية سوف تحدد الجهة التي سوف تتولى اختيار المقاتلين الذين سيشملهم البرنامج.

 

وفي المقابل، قال عضو هيئة أركان الجيش السوري أبو أحمد العاصمي لـ«الشرق الأوسط» إن موضوع القوائم واختيارات المقاتلين: «لا يحتل أهمية، في مقابل أهمية موافقة تركيا على التدريب، ما يعني موافقة أنقرة على الشروط التي تحدثت فيها مع واشنطن»، متوقعا أن تتمثل الشروط في «حماية القوات التي ستتدرب في المستقبل، منعا لاستهدافها عند عودتها»، إضافة إلى «مؤشرات إيجابية عن توفير العتاد لقوات المعارضة المعتدلة والمتدربة».

 

وتتحفظ المعارضة على «العدد القليل من الذين سيخضعون للتدريب»، نظرا لأن عددهم «لا يسمح بقتال تنظيم داعش والنظام على حد سواء». وقال العاصمي: «نتمنى إعادة النظر في الأعداد، لأن الخطوة جيدة كونها مؤشرا على وجود حلف في المجتمع الدولي ضد نظام الأسد»، لافتا إلى أن هناك «قناعة عند الدول التي تدعم الشعب السوري، لتشكيل جيش جديد في سوريا».

 

وتضم القوائم متدربين من شمال سوريا والجبهة الجنوبية أيضا، رغم أن معظمهم في الشمال، كون الأولوية العسكرية من وجهة نظر المعارضة، تعود للسيطرة الكاملة على شمال البلاد. ويرى العاصمي أن هذه الخيارات «تعدّ ردا على القائلين بأن التدريب سيكون لتهيئة المقاتلين ضد داعش، وهو ما تنفيه الوقائع لأن الذين سيتم اختيارهم، سيكونون النواة أيضا لحماية الحدود، وقتال النظام في الشمال والجنوب، وليس في الشمال حصرا».

 

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية نائب الأميرال جون كيربي قد قال خلال مؤتمر صحافي بأن المرحلة الأولى من عملية تدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة ستركز على أساسيات القتال فقط، لأن مهمة الإرشاد من الأرض صعبة وتتطلب مهارات عالية؛ لأنها تتضمن التواصل مع الطائرات لتحديد أماكن الأهداف. واستدرك كيربي: «لا يمكنني استبعاد احتمال أن نرى في وقت ما أنه من المفيد أن تكون لدى (هؤلاء المقاتلين) القدرة على المساعدة في تعيين الأهداف من الأرض».

 

ولفت كيربي إلى أنه خلال المعركة الأخيرة للسيطرة على مدينة كوباني (عين العرب) السورية الحدودية مع تركيا تلقت المقاتلات الأميركية إرشادات من الأرض من المقاتلين الأكراد الذين كانوا يبلغونها بمواقعهم ومواقع أعدائهم من مقاتلي «داعش».

 

وقال كيربي في مؤتمر صحافي بالبنتاغون أنه «يوجد نحو 1200 فرد تم تحديد هويتهم للمشاركة المحتملة في هذه العملية وفي هذا البرنامج». وسيخضع هؤلاء المقاتلون لعملية تدقيق قبل الانضمام للبرنامج الذي من المتوقع أن يبدأ في مارس (آذار) المقبل في مواقع متعددة خارج سوريا، ويشمل تدريب أكثر من 5 آلاف مقاتل سوري سنويا. وقال مسؤول أميركي إن نحو 3 آلاف مقاتل قد يتم تدريبهم بنهاية 2015. ومن المتوقع أن تجري عملية التدقيق لاختيار المقاتلين باستخدام قواعد بيانات للحكومة الأميركية، وأيضا معلومات مخابرات من شركاء للولايات المتحدة في المنطقة.

 

وقد وصل إلى المنطقة منذ الآن نحو 100 مدرب أميركي للقيام بهذه المهمة، بحسب ما أضاف كيربي.

 

وأفاد مسؤولون أميركيون لوكالة الصحافة الفرنسية بأن البنتاغون سيزود هؤلاء المقاتلين بشاحنات بيك – أب ومدافع رشاشة وذخائر وأجهزة اتصال لا سلكية.

 

من جهة أخرى، قال منذر آقبيق لوكالة «آكي» الإيطالية: «إن الجيش الحر هو المعني بهذا البرنامج، ولديه الحماس والشجاعة الكبيرة، لكن ينقصه التلاحم والتنظيم، وكذلك العتاد والذخيرة، ومن المؤمل أن يسد هذا البرنامج تلك الثغرات».

 

ونوه آقبيق بأن الموقف من تأمين غطاء جوي مناطقي لهذه القوات المقاتلة ما زال غامضا، في الوقت الذي يبدو فيه من شبه المؤكد أن يحصل هؤلاء المقاتلون على غطاء وإسناد جوي في عملياتهم ضد «داعش»، ما زال الموقف غامضا بالنسبة للمناطق الآمنة.

 

وشدد المعارض السوري على أن الضغط العسكري سيُسهّل الوصول إلى حل سياسي، وقال: «الحل السياسي الوحيد الذي من شأنه وقف الحرب هو ذلك الذي يعطي الشعب السوري حقوقه في التغيير الديمقراطي، ولا يبدو أن الأسد وحلفاءه سيسلمون السلطة حسب جنيف، ولكن حساباتهم يمكن أن تتغير في حالة حصول ضغط عسكري كاف يمكن أن يؤمنه تدريب الجيش الحر وتسليحه».

 

وعرضت تركيا والسعودية وقطر استضافة التدريب، وعرض الأردن بشكل غير علني أن يفعل ذلك. وقال مسؤول أميركي إن التدريب من المرجح أن يبدأ في الأردن. وامتنع جون كيربي المتحدث باسم البنتاغون عن الكشف عن المواقع التي قد تستضيف المجندين السوريين المحتملين الذين تم تحديد هويتهم حتى الآن.

 

وقدر البنتاغون في السابق إن أكثر من 400 جندي أميركي، من بينهم أفراد من قوات العمليات الخاصة، سيقومون بتدريب المقاتلين السوريين. وسيجري إرسال مئات آخرين من الجنود لدعمهم. وقدر كيربي أن الحجم الإجمالي للقوة المشاركة في بعثة التدريب قد تصل إلى نحو ألف جندي.

 

تركيا تؤكد بدء تدريب المعارضة السورية الشهر المقبل  

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم الجمعة إن بلاده تسعى مع الولايات المتحدة للبدء في برنامج تدريب وتجهيز من وصفهم بمعارضين سوريين معتدلين أوائل مارس/آذار المقبل.

 

ووقعت أنقرة وواشنطن اتفاقا أمس الخميس لتدريب وتجهيز قوات المعارضة التي تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وفي تصريحات سابقة أدلى بها للصحفيين أمس الخميس أكد جاويش أوغلو أن تلك القوات ستقاتل كلا من تنظيم الدولة الإسلامية و”التنظيمات الإرهابية الأخرى على الأرض إلى جانب النظام السوري”.

 

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر ساكي قالت إن بلادها تنتظر بفارغ الصبر بدء تطبيق البرنامج الذي اتفقت عليه مع تركيا بشأن “تدريب وتجهيز” عناصر من المعارضة السورية.

 

وأضافت في تصريحات أدلت بها في الموجز الصحفي الخميس ردا على سؤال لأحد الصحفيين أن الولايات المتحدة ترحب بالعمل المشترك مع الأتراك ضمن تعاون إستراتيجي، وأن هذا يأتي ضمن إطار التحالف الدولي في المنطقة.

 

ويهدف البرنامج إلى تدريب أكثر من خمسة آلاف مقاتل سوري في العام الأول و15 ألف في المجمل خلال فترة ثلاثة أعوام، على أن يتم التدريب في مدينة كيرسهير التركية بمنطقة وسط الأناضول.

 

وإضافة إلى تركيا، وافقت السعودية وقطر على استضافة مراكز لتدريب السوريين، كما عرضت توفير مدربين.

 

يشار إلى أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) كانت قد أعلنت أول أمس الأربعاء أنها حددت 1200 من مقاتلي المعارضة السورية للبدء بتدريبهم ضمن القوة التي تنوي تشكيلها لمحاربة تنظيم الدولة والنظام السوري.

 

المغاوير مليشيا إيران في الجزيرة السورية  

أيمن الحسن-الحسكة

بات لإيران مليشيا خاصة بها في منطقة الجزيرة السورية بعد أن قامت بتشكيل وتدريب مليشيا “المغاوير” في محافظة الحسكة، حيث بدأ عناصرها بالتميز عن نظرائهم من مليشيات “جيش الدفاع الوطني” و”اللجان الشعبية” و”كتائب البعث” بعد أن تلقوا تدريبات من قبل قادة في الحرس الثوري الإيراني، كما باتوا يتمتعون بنفوذ وصلاحيات واسعة، وينتشرون في جنوب مدينتي القامشلي والحسكة.

 

وشهد الشهر الماضي تخريج الدفعة الثالثة من “المغاوير” في عرض عسكري، وقال تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني في تقرير مصور بشأن هذه المليشيا إن عناصرها تلقوا تدريبات ذات طبيعة هجومية شملت في الدورة التدريبية القصيرة اختصاصات مختلفة كـ”الدبابات، والمدفعية، والقناصة، والهندسة”.

 

وصرح اللواء محمد خضور للمنار بأن “المغاوير” هم الأجدر في الدفاع عن الحسكة وتحريرها، على حد قوله.

 

في حين تحدث ضابط آخر عن جاهزية المغاوير لاستعادة المناطق الخارجة عن سيطرة النظام انطلاقا من الحسكة باتجاه محافظتي الرقة ودير الزور.

 

ويبلغ عدد عناصر مليشيا المغاوير نحو 650 عنصرا، تخرجوا على ثلاث دفعات، ورغم كل الإغراءات والضغوط لم يستطع النظام فتح دورة تدريبية جديدة للمغاوير، حيث لم يلتحق سوى خمسين شخصا في الدورة الأخيرة، وعلى العكس من ذلك انشق أربعة من عناصر المغاوير.

 

معسكرات تدريب

وأكد يوسف السلمان -من مدينة الحسكة- أن نظام الأسد أقام معسكرا لتدريب عناصر مليشيا “المغاوير” في الفوج الـ123 التابع للفرقة الـ17 في جبل كوكب قرب مدينة الحسكة، حيث يشرف على تدريبهم وقيادتهم قادة من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، وعناصر سورية تلقت تدريبات في إيران ولبنان.

 

وأوضح السلمان للجزيرة نت أن “المغاوير” مليشيا تتبع لـ”مكتب الأمن القومي” الذي يرأسه ضابط الاستخبارات علي مملوك، ويتلقى تمويله من وزارة دفاع النظام السوري، بمعنى أنه بات تشكيل حاله حال المليشيات الأخرى التي يشكلها النظام لتلعب دورا في قمع الثورة السورية، ويتبع كل منها جهة معينة، مشيرا إلى أن وجود اللواء محمد خضور على رأس قوات النظام في المحافظة يفتح الباب على مصراعيه للحرس الثوري الإيراني ومليشيا حزب الله في الحسكة.

 

بدوره، كشف الناشط عبد الله القيسي عن تشكيل كتيبتين من المغاوير تحت اسم “الفدائيين”، تضم كل كتيبة مائتي عنصر، لتكون رأس الحربة في عملية اقتحام معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في بلدتي تل حميس وتل براك التي تخطط قوات النظام لاقتحامها منذ فترة.

 

غير أنه يشير إلى أن “الخلافات” الأخيرة بين قوات النظام ووحدات حماية الشعب الكردية (YPG) عرقلت الهجوم الذي كان مقررا في بداية العام للسيطرة على المناطق الفاصلة بين مناطق سيطرة النظام بمدينتي الحسكة والقامشلي.

 

سلاح خارق

وقال القيسي إن “لباس عناصر الكتيبتين أسود بالكامل، ويختلف سلاحهم قليلا عن أسلحة قوات النظام، وهو عبارة عن رشاش 5,5 فعال بالمعارك، ورصاص خارق للدروع، معه مخزن رصاص يستوعب ستين طلقة، ويكتب على سياراتهم التي تجوب شوارع مدينة القامشلي عبارة (الله للعبادة وبشار للقيادة ونحن للشهادة)”.

 

وبحسب القيسي، فإن المسؤول الأول عن المغاوير هو الحاج جواد وهو قيادي في حزب الله اللبناني، أما ارتباطها فهي مرتبطة بالفوج 154، ويدربها ضباط في الفوج ذاته، منهم العقيد علاء الحلو وهو ضابط أمن الفوج، والمقدم رامي صقر، والنقيب شعيب، والملازم أول حمزة.

 

وقال مصدر للجزيرة نت -فضل عدم الإشارة إلى اسمه- “يقتصر انتشار عناصر مليشيا المغاوير في الخطوط الأمامية جنوب مدينة القامشلي على قرى خربة جدوع، وتل عودة، وأم جفار، والوهابية، وتل غزال، وأبو جلال، وهي مناطق التماس مع تنظيم الدولة، وفي كل نقطة عسكرية تكون مشتركة بين عناصر من قوات النظام ومليشيا الدفاع الوطني والمغاوير مع ضابط مسؤول عن النقطة”.

 

بدوره، أفاد عضو اتحاد شباب الحسكة مصعب الحامدي للجزيرة نت بأن اللواء محمد خضور هو الحاكم العسكري لمحافظة الحسكة، وأراد أن يعوض ضعف مليشيات كتائب البعث و”قادش” و”جيش الدفاع الوطني” مقارنة بمليشيات وحدات حماية الشعب، والآسايش، ووحدات حماية المرأة الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي في المحافظة.

 

ولفت إلى أنه عمل على إنشاء مليشيا “المغاوير” بعد اجتماعات كثيرة مع وجهاء مدينة الحسكة وبعض رؤساء العشائر الموالين له خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2014 عقب اجتماع الشخصيات ذاتها مع بشار الأسد في بداية الشهر ذاته في دمشق العاصمة، بغرض بحث إمكانية إنشاء مليشيا “عشائرية”، بسبب ارتفاع أصوات مؤيدة في المحافظة تندد بتسليم النظام مدينتي الحسكة والقامشلي لمليشيات كردية تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD).

 

مجلس قيادة الثورة السورية: إيران تحتل سوريا  

أعلن مجلس قيادة الثورة السورية أن سوريا باتت بلدا محتلا من قبل إيران, وذلك بسبب الحروب التي تخوضها من خلال مليشيات وعناصر “مرتزقة وشبيحة” في المدن والبلدات السورية.

 

وحمّل المجلس في بيان له كلا من مجلس الأمن, ومجلس التعاون الخليجي, وجامعة الدول العربية, ومنظمة المؤتمر الإسلامي المسؤولية عن استمرار الحرب والسكوت عن الاحتلال الإيراني والنظام الأسدي, بحسب وصف البيان.

 

وأرسلت إيران -حليف الرئيس السوري بشار الأسد- خبراء عسكريين بالأساس لمساعدته في الحرب التي اندلعت عقب ثورة شعبية مضى عليها نحو أربع سنوات.

 

ومن بين الإيرانيين الذين قتلوا في الحرب السورية العديد من الجنرالات المتقاعدين من الحرس الثوري الإيراني.

 

كما دعا مجلس قيادة الثورة إلى تسليح المعارضة بأسلحة مضادة للطيران والدبابات لوقف آلة قتل قوات النظام.

 

يذكر أن مجلس قيادة الثورة كان قد تشكل قبل نحو ستة أشهر، وضم أبرز الفصائل العسكرية المقاتلة على الأرض وعددا من الشخصيات والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني.

 

سوريا.. الأمم المتحدة تدعو لفك الحصار عن المدنيين

دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الخميس إلى اتخاذ تدابير عاجلة لرفع الحصار الذي يعاني منه المدنيون في عدة مدن في سوريا ووضع حد لاستخدام البراميل المتفجرة، مندداً بعدم اكتراث الأسرة الدولية للنزاع في هذا البلد.

 

وقال بان كي مون في تقرير إلى مجلس الأمن إن “هذا النزاع أصبح شأناً عادياً”، وعدد التقرير خمسة تدابير يفترض إعطاؤها الأولوية، ومنها فك الحصار عن 212 ألف مدني وضمان وصول مساعدة طبية وإعادة بناء النظام التربوي.

كما دعا أعضاء مجلس الأمن الـ15 إلى معالجة مسألة القصف بالبراميل المتفجرة، الذي يستهدف المدنيين، ووقف استخدام الحصار ومنع الخدمات عن السكان كسلاح حرب.

 

وهذا التقرير عن سوريا هو الثاني عشر الذي يرفع إلى مجلس الأمن المنقسم بشدة حول هذه الحرب التي أسفرت حتى الآن عن أكثر من 210 آلاف قتيل و12 مليون نازح ولاجئ.

 

وأشار بان كي مون إلى تصعيد كبير في أعمال العنف والهجمات التي شنتها القوات الحكومية خلال يناير في دمشق وريفها وفي الغوطة الشرقية.

 

وجاء في التقرير أن القوات النظامية السورية نفذت عمليات قصف جوي بواسطة البراميل المتفجرة في الغوطة الشرقية، واستخدمت صواريخ أرض أرض.

 

وتحاصر قوات الأسد 185 ألف شخص في مدينة داريا ومخيم اليرموك فيما تحاصر مجموعات المعارضة المسلحة أكثر من 26 ألف شخص في قريتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي.

 

ودعا بان كي مون مجدداً إلى حل سياسي للنزاع في سوريا، وقال إن “وضع حل سياسي يتطلب قرارات صعبة وتسويات، حيث يتحتم على كل من الأطراف التخلي عن شروطه المسبقة من أجل إطلاق مفاوضات، يبحث مجلس الأمن الوضع الإنساني في سوريا خلال اجتماع يعقد الأسبوع المقبل.

 

فواز جرجس لـCNN: حذار من الانجرار وراء أساطير داعش والتنظيم سيُهزم من الداخل

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — قال الأكاديمي فواز جرجس، الباحث في شؤون الشرق الأوسط ومؤلف كتاب “الشرق الأوسط: الاحتجاج والثورة في العالم العربي” إن الانشغال بوحشية تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ”داعش” لا يجب أن يصرف النظر عن استراتيجية التنظيم للتحول إلى “حصان رابح” للجهاديين يجذبهم إليه من كل أنحاء العالم.

 

وقال جرجس، في مقابلة مع CNN، تعليقا على تسجيلات ذبح مختطفين من أقباط مصر في ليبيا: “علينا أن نفهم أن الوحشية جزء أساسي من سياسة داعش ولكن هذا لا يجب أن يدفعنا إلى تجاهل حقيقة وجود منطق خلف هذه السياسة.”

 

تابع جرجس شارحا: “منطق داعش هو منطق ترهيب العدو الذي يعتبرون أنه معارض للدولة الإسلامية، وجذب المزيد من الشباب إلى صفوف التنظيم الذي بات اليوم الحصان الرابح القادر على جذب الآلاف من الشبان إلى العراق وسوريا للانضمام إلى صفوفه، وتأسيس أيديولوجيتهم الطوباوية القائمة على الخلافة والحكم الإسلامي المركزي ليس للدول العربية والإسلامية فحسب بل ولأجزاء أخرى من العالم.”

 

وردا على سؤال حول بانتشار داعش المتزايد وسيطرته على الأرض بدول مختلفة رد جرجس بالقول: “داعش سيُهزم وما من شك في ذلك، هذا التنظيم ليس من النوع القادر على البقاء ولكن هزيمته لن تحصل إلا من الداخل، من القوى المحلية ومجتمعات المنطقة.”

 

وأضاف: “”يجب قطع خطوط الأوكسجين التي تربطه بالمحيط الاجتماعي، وخاصة في ليبيا، وسبب تأثير داعش على تنظيمات متشددة في ليبيا هو غياب السلطة المركزية بتلك الدولة إذ أننا أمام حكومتين متنازعتين على الشرعية وعلى السيطرة في حين تغرق البلاد في الفوضى، والفوضى هي ما تعتاش عليه القاعدة وداعش.”

 

وختم الباحث بالقول: “الطريقة الأمثل للانتصار على تلك التنظيمات تتمثل بردم الهوة ما بين الحكومتين المتصارعتين بليبيا ومساعدة الليبيين على بناء بلدهم وتأسيس دولة مركزية والأمر نفسه ينطبق على سوريا والعراق. الأهم أن علينا عدم الانجرار وراء أساطير داعش ودعايتها، التنظيم سيهزم رغم أن الحرب ستكون طويلة ومعقدة، ولكن العرب والمسلمين وبدعم من أمريكا والمجتمع الدولي سيتمكنون من تحقيق النصر.”

 

من هو أبو بكر البغدادي؟ سيرة ذاتية من وجهة نظر استخباراتية أمريكية

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — خلال الفترة الماضية، ذاع صيت زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، أبو بكر البغدادي، ليصبح الرجل الأكثر شهرة في الشرق الأوسط والعالم، وقد كتب عن هذا الرجل العديد من السير الذاتية، التي تناولت حقائق حول حياته والعلوم التي تلقاها وغيرها.

 

إلا أن وكالة الاستخبارات الأمريكية جمعت مؤخرا عددا من المعلومات الاستخباراتية، وتوصلت من خلالها إلى استنتاجات عن شخصية هذا الرجل، والسبل التي أوصلته إلى ما هو عليه اليوم، ولم يستبعد مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية أن يكون الرجل متعصبا دينيا يحلم بتدمير العالم، وفي الوقت ذاته أن يكون شخصا مجنونا.

 

ووفق المسؤولين، يعتقد أن البغدادي، الذي ولد في سامراء بالعراق، في الأربعين من عمره، وحصل على شهادته في التاريخ الإسلامي وعلى الأرجح الشريعة الإسلامية من جامعة بغداد. والبغدادي متزوج على الأرجح من سيدتين، ولديه عدد غير معروف من الأطفال. ولم يبد من المعلومات التي قدمتها الاستخبارات أن البغدادي سافر خارج سوريا والعراق في حياته.

 

ولعل الخلفية الدينية للبغدادي، وخبرته كقائد رفيع، إضافة إلى علاقاته الواسعة في التنظيم جعله يقفز إلى قائمة الشخصيات الأكثر شهرة في مايو/ أيار 2010، بعد مقتل أهم زعيمين في تنظيم القاعدة.

 

ومن الصعب على ما يبدو أن يعود البغدادي إلى القاعدة، كما يقول المسؤولون، خصوصا وأن تنظيم داعش بدأ يحظى بشعبية واسعة بين أوساط الجهاديين حول العالم.

 

ويحمل البغدادي أجندة سلفه الزرقاوي في تأسيس دولة الخلافة الإسلامية في العراق وسوريا وما حولها، ولكن كما هو واضح من صراع التنظيم مع الوجود السني في المنطقة، يبدو أن البغدادي أكثر انتهازية من الزرقاوي.

 

ويعتمد البغدادي في قراراته على مجموعة من المساعدين الموثوق بهم، ولكن لديه أيضا عددا من القادة العسكريين الذين يتخذون القرارات المهمة من مواقعهم من دون الرجوع إليه.

 

ويرى مسؤولو الاستخبارات الأمريكية أن البغدادي من القلة الذين تبنوا استخدام الطرق الشنيعة في إرهاب المدنيين الذين يعيشون تحت حكم داعش، ويعتمد في تمويل المجموعة على أساليب مشابهة لتلك التي تتبعها العصابات المنظمة.

 

اتفاق الولايات المتحدة وتركيا بشأن تدريب وتسليح المعارضة السورية

وقعت الولايات المتحدة وتركيا اتفاقا بشأن تدريب وتسليح المعارضة السورية “المعتدلة”.

 

وتهدف الولايات المتحدة إلى تدريب 5000 من أفراد المعارضة في تركيا وأماكن أخرى في المنطقة.

 

ويرى مراقبون أن الاتفاقية تعد تطورا بناء في العلاقات التي تمر بفترات من التوتر بين تركيا والولايات المتحدة.

 

وبينما يمثل القتال مع مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا أولوية بالنسبة للولايات المتحدة، فإن الأتراك يودون التأكيد على مواجهة حكومة الرئيس بشار الأسد.

 

وكانت واشنطن وأنقرة تتفاوضان بهذا الشأن لعدة أشهر.

 

وتم توقيع الاتفاقية مساء الخميس بين السفير الأمريكي في أنقرة جون باس وأحد كبار المسؤولين في الخارجية التركية.

 

وقالت الحكومة التركية إن التدريب يمكن أن يبدأ الشهر القادم في قاعدة في وسط مدينة أناتوليان في منطقة كيرسهير، وأن يضم المئات من السوريين في العام الأول.

 

وتمثل تركيا، بما لها من 750 ميلا من الحدود مع سوريا، عنصرا هاما في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “الدولة الاسلامية”.

 

وكانت المفاوضات قد تعثرت في السابق بسبب اصرار تركيا على أن يستهدف التحالف حكومة الرئيس الأسد أيضا وليس فقط مسلحي “الدولة الاسلامية.”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى