أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 21 تشرين الأول 2016

 

 

 

تمديد هدنة حلب يعيد الحركة والتظاهرات إلى شرقها

لندن، موسكو، نيويورك، بروكسيل، جنيف، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

عادت الحركة إلى الأحياء الشرقية في حلب وتظاهر مئات ضد الحكومة وروسيا، لكن من دون خروج المدنيين أو عناصر المعارضة عبر المعابر الثمانية التي حددتها موسكو بعد تمديدها هدنة حلب إلى مساء السبت بدلاً من مساء اليوم، في وقت أعلنت فصائل معارضة أنها غير معنية بالمبادرة الروسية. وأكد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر متانة التحالف مع أنقرة بعدما شن الجيش التركي غارات على مواقع «قوات سورية الديموقراطية» التي تسلحها واشنطن شمال حلب.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية تمديد الهدنة، التي دخلت حيز التنفيذ عند الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت السوري، لمدة 24 ساعة بعدما كانت حددتها بمدة 11 ساعة. وخصصت ثمانية ممرات لخروج الراغبين من حلب، اثنان منها للعناصر المعارضة، هما طريق الكاستيلو شمال حلب وسوق الهال في وسط المدينة. وبثت وزارة الدفاع بثاً حياً من كاميرات مثبّتة على المعابر. وأبدى يان إيغلاند الذي يرأس مجموعة العمل حول المساعدة الإنسانية في سورية الخميس، أمل الأمم المتحدة في أن تتمكن من إجلاء الدفعة الأولى من الجرحى من الأحياء الشرقية ابتداء من الجمعة.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه «لم يتم تسجيل خروج أحد من الأحياء الشرقية عبر المعابر». وأفاد مراسل وكالة «فرانس برس» في الأحياء الشرقية بعد تجواله على أربعة معابر، بعدم رؤيته أشخاصاً عبروا أياً منها، إلا أنه نقل مشاهدته عدداً محدوداً من المدنيين أرادوا المغادرة عبر معبر سوق الهال إلا أنهم تراجعوا جراء الاشتباكات التي اندلعت هناك. ونقل مصور لـ «فرانس برس» في الجهة الغربية من معبر بستان القصر بدوره، مشاهدتَه ثمانية جرحى غادروا الأحياء الشرقية.

وشهد معبر سوق الهال الواقع بين حي بستان القصر من الجهة الشرقية (تحت سيطرة المعارضة) وحي المشارقة من الجهة الغربية (تحت سيطرة القوات النظامية)، اشتباكات وتبادلاً للقصف المدفعي بعد وقت قصير من بدء الهدنة، واستمرت ساعات عدة. وأكد مراسل «فرانس برس» تراجع الاشتباكات وأصوات الطلقات النارية بعد الظهر عند المعبر، مشيراً إلى عودة الحركة أيضاً إلى الأحياء الشرقية عصراً، كما لم يسجل أي طلعات للطائرات الحربية.

وكان عضو المكتب السياسي في «حركة نور الدين زنكي» المعارضة ياسر اليوسف، أكد أن «المبادرة الروسية لا تعنينا بالمطلق». وتشارك الحركة في قتال القوات النظامية إلى جانب فصائل أخرى. وقال نشطاء معارضون إن «دمشق وموسكو كانتا تنتظران خروج الأهالي من المدينة، وبدلاً من أن يركبوا الباصات الخضراء الخاصة للتهجير خرج الأهالي في تظاهرات عارمة تطالب بسقوط حكومة دمشق وطرد الروسي المحتل من البلاد».

في أنقرة، قال وزير الدفاع الأميركي إن شراكة الولايات المتحدة مع تركيا في التصدي لتنظيم «داعش» الإرهابي «قوية جداً». وأضاف كارتر: «بالنظر إلى تركيا… شراكتنا قوية جداً في حملة مواجهة داعش».

وجاءت تصريحات كارتر بعدما استهدفت ضربات جوية تركية عناصر أكراداً موالين لجماعة مسلحة تدعمها الولايات المتحدة في شمال سورية أثناء الليل، ما يسلط الضوء على الأهداف المتضاربة لواشنطن وأنقرة في معركة تزداد تعقيداً.

وأفاد «المرصد» مساء الأربعاء، بأن الطائرات استهدفت مواقع «قوات سورية الديموقراطية» التي يقودها الأكراد في ثلاث قرى شمال شرقي حلب كانت القوات انتزعتها من «داعش». وأكد الجيش التركي أن طائراته الحربية نفذت 26 ضربة جوية على 18 هدفاً لمسلحي «وحدات حماية الشعب» الكردية شمال سورية وقتلت ما بين 160 و200 من المسلحين.

في نيويورك، عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، جلسة خاصة غير رسمية للبحث في الأزمة الإنسانية في حلب بعدما فشل مجلس الأمن الدولي في إصدار قرار ينهي قصف النظام السوري وحليفته روسيا المدينة. وكان مقرراً أن يفتتح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، الجلسة التي عقدت بمبادرة من كندا و69 دولة أخرى.

 

مفوض حقوق الإنسان: ما يحصل في حلب «جرائم حرب»

جنيف – رويترز

قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين اليوم (الجمعة) أن حصار شرق مدينة حلب السورية وقصفه يشكلان «جرائم ذات أبعاد تاريخية» أوقعت الكثير من القتلى المدنيين وتصل إلى حد جرائم الحرب.

وفي كلمة عبر فيديو إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، دعا الأمير زيد مجدداً القوى الكبرى إلى تنحية خلافاتها جانباً وإحالة الوضع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وقال رئيس اللجنة الدولية للتحقيق في سورية باولو بينيرو، والذي ألقى كلمة خلال الجلسة الخاصة، أن اللجنة ستواصل توثيق جرائم الحرب في حلب، مناشداً حكومة الرئيس السوري بشار الأسد تقديم معلومات عن الانتهاكات.

وسعت بريطانيا إلى إدانة روسيا بسبب ضرباتها الجوية على  حلب وذلك خلال جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة دعت إليها لندن بهدف تشكيل لجنة تحقيق خاصة في الانتهاكات.

وقال وزير شؤون أفريقيا والشرق الأوسط في الحكومة البريطانية توبياس إلوود: «روسيا… إنك تزيدين الوضع سوءاً ولا تحلينه».

وتابع: «هذا عمل شائن لا يصدر من القيادة التي نتوقعها من عضو دائم في مجلس الأمن الدولي».

 

روسيا تمدِّد هدنة حلب والاتحاد الأوروبي يلوِّح بعقوبات

المصدر: (و ص ف، رويترز)

أفادت الأمم المتحدة أمس أن روسيا أبلغتها أنها ستتوقف عن قصف شرق حلب 11 ساعة يومياً طوال أربعة أيام، لكن ذلك لا يكفي للتوصل الى اتفاق أوسع لوقف النار يتيح خروج مقاتلي المعارضة من المنطقة المحاصرة.

 

وقال الجيش السوري إن وقفا للنار من جانب واحد دخل حيز التنفيذ للسماح للمعارضة بمغادرة شرق حلب المحاصر، في خطوة رفضتها المعارضة التي قالت إنها تعدّ لهجوم مضاد لكسر الحصار.

وقال مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إيغلاند إن الروس “قالوا 11 ساعة يومياً لمدة أربعة أيام تبدأ من اليوم… الخميس… نأمل أن تكون أربعة أيام من غد الجمعة”. وأضاف: “إنهم يدرسون ذلك اليوم الإضافي”، مشيراً إلى أن روسيا أعلنت أول الأمر وقفا لمدة ثماني ساعات، لكن الأمم المتحدة اعترضت على أن الفترة قصيرة بما لا يسمح بإجلاء الجرحى وإدخال المساعدات.

ولم تعلن روسيا التوقف أربعة أيام، لكن وزارة الدفاع الروسية قالت إن الرئيس فلاديمير بوتين أمر بتمديد أول توقف لمدة 11 ساعة الذي انتهى بعد ظهر أمس لمدة 24 ساعة إضافية.

وأوضحت روسيا أنها أوقفت القصف لأنها تتوقع أن يغادر مقاتلون من “جبهة فتح الشام” والتي كانت تعرف في السابق باسم “جبهة النصرة” المدينة بموجب اتفاق لوقف النار اقترحه المبعوث الاممي ستافان دو ميستورا في شأن سوريا.

لكن دو ميستورا ردّ بأنه اعتبر وقف القصف استجابة لطلب الأمم المتحدة لاجلاء المحتاجين الى رعاية طبية. وقال: “الاتفاق واضح. على النصرة أن تعلن استعدادها للخروج أو يعلن ذلك آخرون نيابة عنها وفي الوقت عينه هناك التزام من الحكومة (السورية) باحترام الإدارة المحلية… فلنفصل بين الأمرين. اليوم نحن نعتبر ذلك إجلاء طبياً أو دعماً طبياً. الخطوات التالية هي جزء من اتفاق أكبر ينبغي التوصل إليه”.

 

تحذير سوري لتركيا

على صعيد آخر، حذر الجيش السوري من أنه سيسقط أي طائرات حربية تركية تدخل المجال الجوي السوري رداً على غارات جوية نفذتها تركيا ليل الاربعاء في شمال سوريا.

وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان: “أي محاولة لتكرار خرق الأجواء السورية من قبل الطيران الحربي التركي سيتم التعامل معه وإسقاطه بجميع الوسائط المتاحة”. ووصفت العارات الجوية التركية بأنها “عدوان سافر”.

واستهدفت الغارات الجوية التركية مقاتلي “وحدات حماية الشعب” الكردية الذين تدعمهم الولايات المتحدة.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري ناقشا عبر الهاتف إجراءات تسوية الوضع في شرق حلب.

 

أوروبا تلوح بعقوبات

في غضون ذلك، شدّد زعماء الاتحاد الأوروبي الـ28 لهجتهم للتنديد بدور موسكو في النزاع السوري وخصوصاً قصف حلب، وأكدوا ان “كل الخيارات” تبقى مفتوحة بما يشمل فرض عقوبات.

وصرح رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك بان الاوروبيين يجب ان يبقوا كل الخيارات مفتوحة.

وقال عند وصوله لحضور القمة الأوروبية في بروكسيل انه على الاتحاد الأوروبي ان يبقي جميع الخيارات مفتوحة في التعامل مع روسيا “بما في ذلك فرض عقوبات اذا استمرت الجرائم”.

واعتباراً من مساء الاربعاء لوح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية أنغيلا ميركل بعد محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في برلين بفرض عقوبات على موسكو.

والخميس أكد هولاند ان “كل الخيارات مفتوحة” في ظل عدم فرض هدنة دائمة.

ودعت رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي الاتحاد الأوروبي الى رد “قوي وموحد” على “الفظائع” التي ترتكبها روسيا في سوريا، وذلك لدى وصولها الى بروكسيل حيث تشارك للمرة الاولى في قمة للاتحاد الأوروبي.

وجاء في مسودة اتفاق حصلت عليها “وكالة الصحافة الفرنسية” ان كل الخيارات ممكنة “بما يشمل عقوبات اضافية تستهدف الجهات الداعمة لنظام” الرئيس السوري بشار الأسد.

وسيصدر زعماء الاتحاد الأوروبي بياناً يندّدون فيه “بشدة بالهجمات التي يشنها النظام السوري وحلفاؤه وخصوصاً روسيا على المدنيين في حلب”، داعياً الى “وقف فوري للأعمال القتالية” للسماح بايصال المساعدات الانسانية الى المدنيين “من دون عائق”.

وعرضت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغيريني على دول الاتحاد الأوروبي الـ28 خطة لفتح “حوار” مع القوى الاقليمية والتمهيد لعملية انتقال سياسي وإعادة البناء في سوريا.

 

تعزيزات بحرية روسية

وعبرت مجموعة من السفن العسكرية الروسية بينها حاملة الطائرات “الاميرال كوزنتسوف” مياه بحر الشمال متجهة الى قبالة سواحل سوريا في شرق المتوسط وراقبتها من بعيد سفن حربية بريطانية.

وصرح ناطق باسم البحرية الملكية البريطانية بان المجموعة التي تضم ثماني سفن، تعتبر أكبر عملية انتشار لسفن بحرية عسكرية روسية تشاهد قبالة السواحل البريطانية في السنوات الأخيرة.

وتقوم كل من الفرقاطة البريطانية “اتش ام اس ريتشموند” والمدمرة “اتش ام اس دنكان” مراقبة السفن الروسية التي تضم السفينة الحربية التي تعمل بالطاقة الذرية “بيوتر فيكلي” والمدمرة “فايس اميرال كولاكوف”.

ويأتي نشر هذه السفن بعد أسابيع من تصريح وزير الدفاع الروسي الجنرال سيرغي شويغو بأن “الاميرال كوزنتسوف”، وهي جزء من الأسطول الشمالي، سترسل الى شرق المتوسط لتعزيز القوات البحرية المنتشرة في المنطقة.

وصرح ناطق باسم البحرية البريطانية ان حجم القوة البحرية الروسية “غير معتاد”، إلا ان السفن الروسية كانت “تتصرف بطريقة جيدة” إذ كانت تحجز مناطق تحليق وتتصل بمحطات حرس السواحل باستمرار. وقال: “الجزء الأهم من هذه السفن هو بالتاكيد حاملة الطائرات”.

وقال مسؤول في حلف شمال الاطلسي إن عملية انتشار السفن “لا توحي بالثقة” بأن موسكو تسعى الى حل سياسي للأزمة السورية. وأكد وجود “خطط لتراقب القوات البحرية لحلف شمال الاطلسي السفن الروسية لدى توجهها الى مياه المتوسط”.

وراقبت الاسطول الروسي سفن نروجية وطائرات لدى ابحارها في المياه الدولية قبالة سواحل نروج.

 

غـارات تركيـة في سوريا على مقاتلين أكراد

المصدر: (رويترز)

شنت طائرات حربية تركية أكثر من 20 غارة جوية ليل الأحد على مقاتلين أكراد تدعمهم الولايات المتحدة في شمال سوريا، الأمر الذي يسلّط الضوء على الأهداف المتعارضة للبلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي في ساحة قتال تزداد تعقيداً.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له في وقت متقدم الأربعاء أن الطائرات استهدفت مواقع لـ”قوات سوريا الديموقراطية” التي يقودها الأكراد في ثلاث قرى شمال شرق مدينة حلب كانت هذه القوات قد انتزعتها من تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

وأكد الجيش التركي أن طائراته الحربية نفذت 26 غارة جوية على 18 هدفاً لمسلحي “وحدات حماية الشعب” الكردية في شمال سوريا وقتلت ما بين 160 و200 من المسلحين.

لكن المرصد أورد عدداً أقل بكثير للقتلى قائلا إن 11 شخصاً قتلوا وإن عشرات أصيبوا بجروح. وأقر مسؤولون من الإدارة الكردية التي تدير أكثر مناطق شمال شرق سوريا إن عشرات قتلوا.

وساندت الولايات المتحدة القوات الكردية في قتالها لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) مما أغضب أنقرة التي تعتبر “وحدات حماية الشعب” الكردية امتداداً لـ”حزب العمال الكردستاني” المحظور الذي يشن تمرداً منذ ثلاثة عقود في جنوب شرق تركيا.

وتخشى تركيا أن تحاول “وحدات حماية الشعب” وصل ثلاث مناطق حكم ذاتي كردية ظهرت إلى الوجود خلال الحرب الدائرة منذ خمس سنوات لإقامة جيب يحكمه الأكراد في شمال سوريا مما يعزز آمال الانفصاليين الأكراد على أراضيها.

وهذه الغارات الجوية هي الأكثر كثافة على “وحدات حماية الشعب” منذ أن شنت تركيا حملتها العسكرية داخل سوريا قبل شهرين. وجاءت بعد ساعات من تحذير الرئيس التركي رجب طيب اردوغان من أن تركيا قد تتصرف منفردة لطرد أعدائها من المنطقة الحدودية.

كما جاءت قبيل زيارة مرتقبة يقوم بها وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر لأنقرة اليوم.

وقال اردوغان في كلمة ألقاها الأربعاء :”من الآن فصاعدا لن ننتظر حتى تأتي المشاكل وتطرق بابنا، لن ننتظر حتى نجد النصل على رقابنا، لن ننتظر حتى تأتي الجماعات الإرهابية لمهاجمتنا”.

وأوضح المرصد أن القرى التي تعرضت للقصف هي حسياء وأم القرى وأم الحوش، وتقع على مسافة نحو 30 كيلومتراً غرب الباب آخر بلدة كبيرة لا يزال يسيطر عليها “داعش” في شمال غرب سوريا.

 

«جيش الفتح» يروّج لأم المعارك وتدفق السلاح السعودي

رصاص المسلحين أقوى من صمت هدنة حلب

محمد بلوط

جولةٌ أولى خاسرة لجولة الهدنة الحلبية، من دون أفق لأيامها الثلاثة الباقية. حلب الشرقية وعشرات الآلاف من الحلبيين رهائن بيد «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» والمجموعات المسلحة.

لم يترك عشرات قناصة «النصرة» و «أحرار الشام» ممراً لحيٍّ بين ضفتي المدينة. من الشرق الى الغرب الحلبي، لم يعبر سوى رصاص القنص، وقذائف المدفعية. التبكير الروسي والسوري في فتح المعابر بين الحلبين شرقاً وغرباً، لم يدفع بحشودِ حلب الشرقية نحو غربها، بل أيقظ رماةَ مدفعية «جبهة النصرة» ساعةً أبكر مما كان مقرراً لإصلاء المعابر جواب «الجبهة» و «أحرار الشام» المدوّي والمتفجر على هدنة الانسحاب من الحصار في الشرق الى حيث شاؤوا في جحيم الغرب الحلبي، أو محرقة ادلب التي تهوي اليها الباصات المُحملة بمئات المقاتلين القادمين من كل الهدن بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة، الى معركة أخيرة قد تختم الحرب السورية.

النقيب الذي بكّر الى مكبرات الصوت، في طلعة الإذاعة الحلبية، وأحد معابر بستان القصر، قدم تمريناً في الحرب النفسية، في الهواء الطلق، لإقناع المسلحين المحاصرين بالصعود الى الباصات التي تنتظرهم قرب المعبر لقاء ضمانات لسلامتهم، وسفراً آمناً الى ادلب أو خان العسل. لكن أحداً من جماعة المسلحين «الأشرار» لم يخرج من خلف السواتر الترابية. مفتي سوريا بدر الدين حسون وجد متسعاً في مكبرات الصوت لتدوّي أصداءُ دعوته الى تحكيم العقل وإلقاء السلاح في خطبته، في فضاء الساحة الكبيرة التي تتوسط المعبر ورتلاً من الباصات. لكن أحداً لن يصعد اليها من المدعوين، مسلحين أو مدنيين. وبينما كان المفتي حسّون يعد المقاتلين الأجانب، بمأوى سوري بديل من أوطانهم التي لن تقبل بعودتهم، كان المعبر في بستان القصر يفتح سواتره لقذائف الهاون القادمة من الشرق.

الضباط الروس المُشرفون على تنفيذ الخطة، رفعوا لافتة مركز المصالحات الروسية على جدار المحرس الوحيد على طريق الكاستيلو. وفي وسط الطريق الذي لم يعبره أحد، نصبوا شاشة لمتابعة صور تبثها طائرة استطلاع تحلق حول المعبر، لن تحييها صورة عابرٍ واحد. الجرّافة تعود من إحداث ثغرة في الساتر الترابي لم تجد من يعبر منها طيلة النهار.

«جبهة النصرة» و «أحرار الشام»، كانا قد سبقا المنتظرين غرب المعابر، في بستان القصر، والكاستيلو، الى محاصرة المدنيين في الداخل، وتنظيم الحرب على الهدنة. حظر الانتقال، منذ أسبوع، من حي إلى آخر شرق المدينة نفسها، سهّل عليهما احتواء تحركات المدنيين ومنع اقترابهم من المعابر. الإدارة المحلية التي تضمُّ وجهاء ونخب الأحياء الشرقية خسرت أربعة من أعضائها برصاص «أحرار الشام». المقاتلون داهموا في حي الصاخور اجتماعاً «متمرداً» يناقش خروج المدنيين الى غرب المدينة. في الاشتباك، سقط أيضاً ثلاثة من المداهمين. التصدع قد يتحول الى انشقاق. فصيل «ذو النورين» في حي بستان القصر، المتواضع، خاض اشتباكات مع «أحرار الشام» و «النصرة»، لحماية تظاهرة في بستان القصر وأخرى في الفردوس طالبتا بالخروج من الحصار. بستان القصر الذي كان ثاني الأحياء الحلبية في تسيير التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام، أخرج تظاهرة من ألف مدني طالبت بالعبور الى الغرب.

ضبطُ نفسٍ كبير من الإدارة الروسية – السورية المحلية لعصبية قناصة «النصرة»، ورماة المدفعية من «أحرار الشام»، على كل المعابر. الجنود السوريون الذين تعرضوا لقصف مُركز على خطوط التماس الموازية للمعابر، لم يطلقوا طلقةً واحدة. لم تأت من الغرب قذيقة سورية واحدة. الروس والسوريون أحصوا القذائف، حافظوا على معابر آمنة نحو خطوطهم لطمأنة طرق لم يسلكها أحد طيلة النهار. المجموعات المسلحة انتصرت في جولة اليوم الأول من المعركة مع الهدنة. لكن فرضية البيئة الحاضنة للمسلحين في شرق المدينة التي تدوم منذ أربعة أعوام تصدعت بسبب محاصرة أمراء الحرب في المدينة للسكان من دون تمييز. وقد تنهار اذا ما واصلت المجموعات المسلحة حصارها من الداخل على الحلبيين، وهو أحد رهانات الهدنة الروسية والسورية بإسقاط المدينة من الداخل وفصل «النصرة» و «أحرار الشام» عن بقية المجموعات، خصوصاً أن عدداً كبيراً من مسلحيها ينتمي الى عائلات تنتظم في جيش مدني قد يخاطر أفراده بحياتهم بمواجهة «النصرة» و «أحرار الشام» من أجل الخروج من الحصار.

ورغم ذلك، دخلت بعثةٌ من الوسطاء من المجتمع المدني، لمواصلة اختبار المفاوضات ومنع المتطرفين من فرض قرارهم على الآخرين. وبحسب مصدر أممي، من المتوقع أن تخرج قافلة من 200 جريح ومدني من حلب الشرقية، عبر معبر الكاستيلو، فدُوار الجندول، نحو مشافي المجموعات المسلحة الميدانية في أرياف حلب الغربية. الروس يحتاجون للمزيد من المبادرات لتخفيف الضغوط الإعلامية والديبلوماسية التي يتعرضون اليها، والقافلة قد تنطلق ظهيرة اليوم كأول ثغرة في حصار «النصرة» و «أحرار الشام» للمدنيين في شرق حلب، من دون أن يعني ذلك أن المجموعات المسلحة ستذهب أبعد في قبولها للهدنة.

وتقول مصادر في المعارضة السورية، إن فرص نجاح الهدنة منعدمة، لان خيار اختراق الحصار واستعادة المبادرة في المدينة لا يزال مطروحاً لدى قيادات «النصرة» و «أحرار الشام»، و «جيش الفتح» عموما.

وتقول المعلومات إن قيادة «جيش الفتح» تروّج أنها استعادت كميات كبيرة من الأسلحة والمدفعية والصواريخ كانت قد وصلت اليها من السعودية في ذروة عملية «ملحمة حلب الكبرى» قبل شهر ونصف، كما حصلت على كميات كبيرة إضافية من الأسلحة والذخائر لتعويضها ما فقدته خلال القصف الروسي لمستودعاتها الشهر الماضي. ويقول المصدر السوري المعارض إن السعوديين يشجعون «جيش الفتح» على مواصلة القتال، وان عملية اختراق يعد لها المسلحون لفتح ممرات نحو حلب الشرقية، وقد بدا الحشد لها في الأتارب شمال حلب، واورم الكبرى غرب المدينة، وخان طومان جنوب غربها. وينسب المصدر المعارض لقيادة «جيش الفتح»، وصفَها المعركة المقبلة بأنها ستكون أضخم المعارك التي عرفتها المدينة منذ اربعة اعوام. كما ينسب اليها وصفها بالكذب تصريحات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن طلبه إخراج «جبهة النصرة» من حلب الشرقية، وقوله إنه يقول ذلك لإرضاء الروس، وكسب الوقت في ريف حلب الشمالي.

وأضافت المسودة «المسؤولون عن انتهاكات القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان يجب أن يحاسبوا. الاتحاد الأوروبي يبحث كل الخيارات بما في ذلك إجراءات تُفرض على أفراد وكيانات تدعم النظام حال استمرار الفظائع التي تحدث حاليا».

 

أجراس كنائس العالم تدق تكريماً لضحايا حلب

هلسنكي – رويترز – تنضم كنائس في أرجاء متفرقة من العالم إلى أبرشية فنلندية تدق أجراسها يومياً، تكريماً للمدنيين الذين أزهقت الحرب أرواحهم في مدينة حلب السورية.

 

كانت أبرشية كاليو اللوثرية في هلسنكي، قد بدأت هذه اللفتة في 12 أكتوبر تشرين الأول بعد تصعيد روسيا والحكومة السورية لقصف الأجزاء المحاصرة الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب.

 

وقال تيمو لاجاسالو كاهن أبرشية كاليو، “بعد أن قرأنا الخبر يومها قررنا أن نقرع الأجراس الجنائزية في الخامسة مساء لتذكر الموت. وفي البداية طلبت من عدد قليل من الكنائس المحلية أن تنضم إلينا.”

 

وخلال فترة قصيرة انضمت مئات الكنائس في أنحاء البلاد وفي أرجاء أوروبا إلى الأبرشية وأنشأت الكنيسة الفنلندية اللوثرية الأنجيلية موقعاً أطلقت عليه (أجراس حلب) لإدراج المشاركين.

 

وتشارك الآن في الحدث بحسب الموقع أكثر من 500 كنيسة في 20 بلداً منها بريطانيا والولايات المتحدة واستراليا. وستظل الأجراس تدق يومياً حتى 24 أكتوبر تشرين الأول يوم الأمم المتحدة.

 

وقال لاجالسالو “نرى جميعاً الأحداث المدمرة في حلب، لكننا في نفس الوقت نشعر بأن لا حول لنا ولا قوة نظراً لتعقد الوضع. وبالأجراس نريد أن نجعل أصواتنا مسموعة ونعطي الأمل في مستقبل أفضل.”

 

وتقرع الكنائس في فنلندا أجراسها عادة لدى حمل جثمان إلى خارجها بعد إقامة القداس عليه.

 

وآخر مرة قرعت كنائس البلاد كلها أجراسها كانت في جنازة الرئيس الفنلندي أرهو كاليفا كيكونن عام 1986.

 

المرصد: ما يقرب من 65 ألف قتيل ومصاب حصيلة غارات الأسد على سوريا خلال عامين

القاهرة – د ب أ – ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض، أن نحو 65 ألف قتيل ومصاب مدني حصيلة عشرات آلاف من الغارات الجوية التي شنتها الطائرات الحربية السورية خلال عامين كاملين.

 

ووثق المرصد السوري، ومقره بريطانيا، تنفيذ الطائرات الحربية والمروحيات السورية أكثر من 69180 غارة على الأقل، خلال 24 شهراً، منذ 20 تشرين أول/ أكتوبر 2014، وحتى ليل أمس الـ20 من الشهر الجاري.

 

وتمكن المرصد من توثيق إلقاء طائرات النظام المروحية لـ37501 برميلاً متفجراً، على عدة مناطق في محافظات دمشق، ريف دمشق، حلب، السويداء، الحسكة، حماة، درعا، اللاذقية، حمص، القنيطرة، دير الزور وإدلب.

 

ووثق المرصد أيضاً تنفيذ طائرات النظام الحربية ما لا يقل عن 31679 غارة، استهدفت بصواريخها عدة مناطق في محافظات دمشق، ريف دمشق، حلب، القنيطرة، إدلب، اللاذقية، السويداء، حمص، درعا، الحسكة، دير الزور، الرقة وحماة.

 

وذكر المرصد أن الغارات الجوية أسفرت عن مقتل 9708 مواطنين مدنيين هم 2109طفلاً دون سن الـ18، و1397 مواطنة فوق سن الثامنة عشر 6202 رجلاً، بالإضافة إلى إصابة نحو 54 ألفاً آخرين من المدنيين بجراح، وتشريد عشرات آلاف المواطنين.

 

روسيا تمدد الهدنة في حلب ووزارة دفاعها تعلن جرح ثلاثة من ضباطها

مصر: دمشق وافقت على إدخال مساعدات للمدينة… وتركيا تعلن قتل مئات المسلحين الأكراد

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: قالت الأمم المتحدة أمس الخميس إن روسيا أبلغتها بأنها ستتوقف عن قصف شرق حلب 11 ساعة يوميا لأربعة أيام، لكنها أضافت أن هذا لا يكفي للتوصل لاتفاق أوسع يشمل خروج مقاتلي المعارضة من المنطقة السورية المحاصرة، فيما قصفت طائرات تركية مقاتلين أكرادا مدعومين من الولايات المتحدة في شمال سوريا بأكثر من 20 ضربة جوية الليلة الماضية، مما يسلط الضوء على الأهداف المتعارضة للبلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي في ساحة قتال تزداد تعقيدا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، أمس الخميس، إن ثلاثة ضباط روس أصيبوا بجروح خفيفة جراء إطلاق نار جرى في مدينة حلب، شمالي سوريا.

وقالت وزارة الدفاع في بيان نقلته وسائل إعلام روسية: «أسفر الهجوم المتعمد للمسلحين على معبر تابع للقوات الحكومية (قوات النظام السوري) في حي المشارقة في حلب عن إصابة ثلاثة ضباط روس بإصابات خفيفة»، حسب وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.

وأشار البيان إلى أنه تم نقل الضباط الجرحى «إلى قاعدة حميميم من أجل تقديم المساعدات الطبية لهم».

وأضاف أنه «لا شيء يهدد حياتهم».

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت متأخر من مساء الأربعاء إن الطائرات استهدفت مواقع لقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في ثلاث قرى شمال شرقي مدينة حلب كانت القوات قد انتزعتها من تنظيم «الدولة».

وأكد الجيش التركي أن طائراته الحربية نفذت 26 ضربة جوية على مناطق سيطر عليها مؤخرا مسلحو وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا وقتلت ما بين 160 و200 من المسلحين.

وقال الجيش السوري أمس الخميس إن وقفا لإطلاق النار من جانب واحد دخل حيز التنفيذ للسماح للمعارضة بمغادرة شرق حلب المحاصر في خطوة رفضتها المعارضة التي قالت إنها تعد لحملة مضادة تكسر الحصار.

وقال يان إيغلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن الروس «قالوا 11 ساعة يوميا لمدة أربعة أيام تبدأ من الخميس». وأضاف «نأمل أن تكون أربعة أيام من الغد (اليوم) الجمعة.»

وتابع قائلا للصحافيين «إنهم يدرسون ذلك اليوم الإضافي» مشيرا إلى أن روسيا أعلنت في بادئ الأمر توقفا لمدة ثماني ساعات لكن الأمم المتحدة اعترضت على أن الفترة قصيرة لا تسمح بإجلاء الجرحى وإدخال المساعدات.

وقالت روسيا إنها أوقفت القصف لأنها تتوقع أن يغادر مقاتلون من «جبهة فتح الشام» والتي كانت تعرف من قبل باسم «جبهة النصرة» المدينة بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار اقترحه ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة لسوريا.

لكن دي ميستورا قال إنه اعتبر وقف القصف استجابة لطلب الأمم المتحدة بإجلاء المحتاجين لرعاية طبية.

وقال «الاتفاق واضح. على النصرة أن تعلن استعدادها للمغادرة أو يعلن ذلك آخرون نيابة عنها وفي الوقت نفسه هناك التزام من الحكومة (السورية) باحترام الإدارة المحلية.»

وتابع «فلنفصل بين الأمرين. اليوم نحن نعتبر ذلك إجلاء طبيا أو دعما طبيا. الخطوات التالية هي جزء من اتفاق أكبر يتعين التوصل إليه.»

وقال دي ميستورا إن هناك على الأرجح ما بين ستة وسبعة آلاف من مقاتلي المعارضة في شرق حلب، معدلا فيما يبدو تقديرات وردت قبل أسبوعين بأن عددهم نحو ثمانية آلاف مقاتل منهم ما يصل إلى 900 من «جبهة فتح الشام».

الى ذلك أعلنت مصر، أمس الخميس، موافقة النظام السوري على مساعيها الرامية للتنسيق بين أجهزة الأمم المتحدة العاملة في دمشق ونظام بشار الأسد، لإجلاء الجرحى وكبار السن، وإدخال مساعدات إنسانية للمناطق المنكوبة في مدينة حلب، شمالي البلاد.

جاء ذلك في بيان صادر عن أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية. وأضاف البيان أن «هذا الجهد يأتي في سياق التزام مصر بمعالجة الوضع الإنساني في حلب، وتخفيف معاناة أهلها، ويمثل أحد عناصر الرؤية المصرية المتكاملة للتعامل مع الأزمة السورية التي تجمع بين التحركات العاجلة لتخفيف وطأة المعاناة الإنسانية لأبناء الشعب السوري».

وأوضح أن القاهرة تسعى أيضًا لـ»محاولة التوصل لوقف شامل لإطلاق النار في كل مناطق سوريا، وكذلك العمل على استئناف المفاوضات السياسية للتوصل لحل سياسي يحقق طموحات الشعب السوري المشروعة، ويحافظ في الوقت نفسه على وحدة سوريا وسلامة إقليمها ومؤسساتها، ويجنبها مخاطر التحول إلى بؤرة لعمل المنظمات الإرهابية».

وأشار المتّحدث أن «السفارة المصرية في دمشق تلقت موافقة الحكومة السورية على المسعى المصري، وجار ترتيب زيارة للقائم بالأعمال المصري في دمشق، محمد ثروت سليم، إلى حلب للإشراف على عمليات إجلاء الجرحى وكبار السن».

وتأتي هذه التصريحات بعد يومين من زيارة للواء علي المملوك، رئيس مكتب الأمن الوطني (المخابرات) في نظام بشار الأسد للقاهرة التقى خلالها نظيره المصري، اللواء خالد فوزي لـ»التنسيق حول المواقف السياسية بين البلدين»، حسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، في وقت سابق.

 

وزير الخارجية القطري يناقش الأوضاع في سوريا والعراق مع نظيره الفرنسي… ويشارك في اجتماع دولي حول الموصل

سليمان حاج إبراهيم

الدوحة ـ «القدس العربي»: ناقش وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني مع نظيره الفرنسي جان مارك إيرولت الأوضاع في كل من سوريا والعراق وتباحث معه سبل تسوية ومعالجة الملفين الذين يستحوذان على اهتمام الأسرة الدولية.

وجرى خلال الاجتماع الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل دعمها وتطويرها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى مناقشة آخر التطورات السياسية على الساحتين الإقليمية والدولية حسب ما كشفت عنه وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا).

وجاء اللقاء على هامش مشاركة المسؤول القطري في الاجتماع الوزاري الدولي حول مستقبل الموصل الذي عقد في باريس.

وبحث الاجتماع تقديم الدعم الإنساني للمحاصرين في الموصل وضمان حماية السكان المدنيين وإدارة تدفق النازحين من مناطق القتال، بالإضافة إلى بحث كيفية إعادة الاستقرار في مدينة الموصل والمناطق المحيطة بها، والمناطق المحررة من تنظيم الدولة بشكل عام.

وأكد الاجتماع على ضرورة تزامن العمليات العسكرية لتحرير الموصل، بقيادة العراق وبدعم من المجتمع الدولي مع اتفاق سياسي شامل بين الأطراف العراقية الفاعلة ومع الشركاء الإقليميين المعنيين في المعركة طويلة الأمد ضد تنظيم الدولة، ووضع خطة فعالة لتحقيق الاستقرار في البلاد.

وشدد الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية، في كلمة له خلال الاجتماع، على أهمية محاربة الإرهاب وفق إطار وطني يجمع ويوحد العراقيين، ويحافظ على وحدة الأراضي العراقية، ولا يسهم في ترسيخ الممارسات الطائفية المتطرفة، ولا يسهم في التغيير الديموغرافي للعراق.

وقال: «يجب أن يكون هناك إطار وطني يجمع العراقيين على أساس المواطنة وليس الأعراق أو الطائفية».

ونوه وزير الخارجية القطري بضرورة أن تعمل الحكومة العراقية على ضمان سلامة وحماية المدنيين من أي مخالفات تنافي القيم الإنسانية والقانون الدولي الإنساني، مشددا على وجوب محاسبة كل من أقدم على ممارسات طائفية لتشكل رادعا لكل من يفكر في تكرار هذه الممارسات.

وأشار إلى أهمية الأخذ بعين الاعتبار مرحلة ما بعد التحرير وكيفية ضمان إعادة النازحين في أقرب وقت ممكن وتأمين المنطقة من أي خطر.

وأكد الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني على أن «دولة قطر لن تدخر جهداً لمساعدة الأشقاء في العراق، موضحاً أن الهلال الأحمر القطري قد بدأ العمل مع وكالات الأمم المتحدة لمساعدة الأشقاء في العراق».

هذا وكشف الهلال الأحمر القطري عن جاهزيته للتدخل الإنساني في مدينة الموصل، لمواجهة التداعيات المتوقعة للحملة العسكرية التي تقودها الحكومة العراقية لتحرير المدينة من سيطرة تنظيم الدولة.

وأعلن أن فرقه ومكتبه الإقليمي في كردستان العراق، جاهزة لتقديم الغوث والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتوقع نزوحهم من الموصل هربا من المعارك.

وأعد برنامجا وخططا إغاثية لمواجهة تدفق النازحين والتخفيف من معاناتهم، إذ جرى التنسيق مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، والذي قدم دعما ماليا لبرنامج الإيواء الطارئ الذي أعدته المنظمة القطرية بقيمة 500 ألف دولار. ويشمل هذا البرنامج إعادة تأهيل المنازل المهدمة بسبب الحرب، وتقديم مواد الإغاثة الطبية والوقود للنازحين.

ويعمل الهلال الأحمر القطري على برنامج المياه في منطقة بالموصل بقيمة 500 ألف دولار، ويشمل إعداد مخيمات للنازحين وحفر آبار وتقديم أدوات للنظافة الشخصية لحوالي 5000 أسرة نازحة.

ووقع الهلال الأحمر القطري مؤخرا مذكرة تفاهم إطارية مع المنظمة الدولية للهجرة من أجل دعم الشراكة بينهما وتقوية التعاون في مجال توفير الرعاية الصحية الطارئة للسكان المتضررين من الأزمة القائمة في العراق.

 

إستراتيجية «الدولة» في الحرب على تركيا ضرب الأكراد والعلويين لإثارتهم على أردوغان وإسقاطه

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: تكشف سلسلة التفجيرات الدامية التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية في تركيا طوال السنوات الماضية استراتيجية التنظيم في الحرب على تركيا والمتمثلة في ضرب الأكراد والعلويين من أجل إثارتهم على الرئيس رجب طيب أردوغان في محاولة لإسقاطه، وهو ما أكدته سلسلة العمليات الانتحارية التي تمكن الأمن والاستخبارات التركية من إحباطها خلال الأيام الأخيرة في البلاد.

وعلى الرغم من قربها من مناطق سيطرت التنظيم في سوريا والعراق، ضلت تركيا لسنوات بعيدة عن هجمات التنظيم الدامية عندما كانت ترفض الانضمام للتحالف الدولي ضد «الدولة» وكانت تشترط على التحالف محاربة الأسد وكل التنظيمات الإرهابية في سوريا من أجل الانضمام، وهو ما رفضه التحالف.

ولكن مع التغيرات المتسارعة في سوريا والمنطقة دفعت أنقرة للدخول في التحالف وهو ما فتح الباب واسعاً أمام هجمات التنظيم التي طالت العديد من المدن التركية الرئيسية، وردت أنقرة على ذلك بتعزيز مشاركتها في عمليات التحالف وصولاً لقيامها بعملية «درع الفرات» المتواصلة في سوريا والتي تمكنت حتى الآن من طرد التنظيم من الحدود التركية والعديد من المناطق شمالي سوريا، فيما يؤكد كبار المسؤولين الأتراك أن مدينة الباب ثاني أهم المدن التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا ستكون الهدف المقبل للجيش التركي الذي أبدى استعداداً لتطهير مدينة الرقة من «الدولة» بالتعاون مع التحالف الدولي.

هجمات التنظيم ركزت في مرحلتها الأولى على ضرب السياحة في البلاد، حيث استهدفت سلسلة هجمات انتحارية دامية أبزر المناطق السياحية في اسطنبول ومنها ساحة تقسيم المركزية ومنطقة السلطان أحمد التاريخية ومطار أتاتورك الدولي وقرب جامعة اسطنبول ومناطق أخرى مخلفةً مئات القتلى والجرحى، وهو الأمر الذي نجح بالفعل في ضرب السياحة وتقليل أعداد السياح بنسبة تصل إلى أكثر من 50٪.

لكن عقب ذلك انتقل التنظيم إلى تركيز هجماته على شريحتي الأكراد ممثلين في حزب الشعوب الديمقراطي، والعلويين ممثلين في حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، وهما أكبر شريحتان معارضتان للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ويرى محللون أتراك أن التنظيم يعمل على تكرار السيناريو الذي حصل عقب تفجير سوروج، ففي تموز/ يوليو من العام الماضي فجر انتحاري نفسه في تجمع لنشطاء أكراد بمدينة سوروج جنوب البلاد، الأمر الذي أدى إلى مقتل أكثر من 30 وإصابة 100 آخرين.

لكن تبعات الهجوم لن تتوقف عند هذا الحد، حيث اتهم الأكراد الأمن التركي بالتخاذل في منع الهجوم بينما اتهم آخرون أردوغان بتدبره وسط مظاهرات عنيفة شملت معظم المحافظات التركية وخلفت العديد من القتلى والجرحى في صفوف المتظاهرين والشرطة، وتطورت هذه الصدامات لتنهار الهدنة المعلنة بين الأمن التركي والمتمردين الأكراد وتوسعت لأكبر اشتباكات خلفت حتى اليوم آلاف القتلى والجرحى بين الجانبين.

وتبع ذلك هجوم انتحاري مزدوج استهدف تظاهرة لنشطاء أكراد وسط العاصمة أنقرة، اعتبر الأكثر دموية في تاريخ الجمهورية بعد أن خلف أكثر من 100 قتيل، وزاد من حالة التوتر بين الحكومة والأكراد.

وقبل أيام، تمكن الأمن التركي من كشف مخطط كبير لتنظيم الدولة لتنفيذ هجوم ضخم ضد عدد من الأهداف في مدينة غازي عنتاب جنوب البلاد وتمكنت من محاصرة الانتحاريين المفترضين الذين فجر اثنين منهم أنفسهم بينما تمكنت من اعتقال انتحاري ثالث.

وكشفت التحقيقات أن الهجوم خطط لاستهداف الجمعية الثقافية العلوية ومقر حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، وهو ما أجمعت وسائل الإعلام التركية على أنه كان سيدخل البلاد في موجة غير مسبوقة من الاضطرابات الداخلية كونه كان سيثير نقمة الأكراد والعلويين الأتراك ضد الحكومة والرئيس أردوغان.

وفي أخطر المخططات، قتلت قوات الأمن التركية، الثلاثاء، أحد الانتحاريين المفترضين خلال اشتباكه مع الوحدات الخاصة التي حاولت اعتقاله من إحدى الشقق وسط العاصمة أنقرة، بعد الاشتباه فيه بنيته تنفيذ هجوم انتحاري بأوامر مباشرة من قيادة تنظيم «الدولة».

وتبين من التحقيقات الأولية أن الانتحاري خطط لتنفيذ عمليته في داخل قبر ومتحف مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية في العاصمة أنقرة، حيث بثت وسائل الإعلام التركية صوراً ومقاطع فيديو للانتحاري هو يقوم بعمليات كشف واستطلاع تحضيراً للعملية داخل المكان.

ويعتبر قبر أتاتورك «أنت كابير» أبرز مكان للأتراك العلمانيين وحزب الشعب الجمهوري المعارض، كما أنه من أبرز معالم الجمهورية التركية ويزوره كبار مسؤولي الدولة والقادة الأجانب في جميع المراسم الرسمية بالعاصمة، ووصف كتاب أتراك الحادث بالقول «لقد نجت تركيا من كابوس أسود كان سيدخلها نفق مظلم من الاضطرابات الداخلية».

كما قال الأمن التركي أنه إلى جانب إفشال العديد من العمليات الانتحارية التي كانت سوف تستهدف مقرات حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، أحبط مخطط كبير لتنفيذ سلسلة من الاغتيالات بحق سياسيين أتراك وخاصة من حزب الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي.

ورغم النجاحات التي حققتها قوات الأمن التركية خلال الفترة الأخيرة في إفشال العديد من الهجمات التي كان ينوي التنظيم تنفيذها، إلا أن المراقبين يجمعون على أن «الدولة» ستسعى لاستخدام جميع أوراقها وتفعيل جميع خلاياها النائمة من أجل الانتقام من تركيا التي تمكن من توجيه ضربات قاسية للتنظيم من خلال طرده من الحدود ومدينة دابق ذات الأهمية المعنوية له ومع قرب معركة الباب الإستراتيجية للتنظيم.

 

فصائل المعارضة تبدأ بـ «سورنة الجهاد» و«فتح الشام» تعتقل عشرات «المهاجرين»

عبدالله العمري

غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: كشف مصدر مطلع من المعارضة السورية أن «جبهة فتح الشام» قامت مطلع الشهر الجاري باعتقال عشرات المقاتلين الأجانب في بلدة حارم في ريف إدلب أثناء محاولتهم الوصول إلى احدى البلدات التابعة لحركة جند الأقصى سابقاً حيث تم اعتقالهم في سجن حارم التابع للجبهة.

وقال المصدر في اتصال خاص مع «القدس العربي» ان مجموعة صغيرة من المقاتلين الأجانب تم الافراج عن بعضهم والاحتفاظ بالعدد الأكبر منهم، وأضاف ان المفرج عنهم وقعوا على «تعهدات بمغادرة الأراضي السورية والعودة إلى بلدانهم وعدم الانضمام إلى أي فصيل مقاتل على الأراضي السورية، وقد تلقوا تهديدات شديدة بأقصى العقوبات في حال مخالفتهم الشرط»، حسب المصدر.

وأكد على «أن تحقيقات جدية أجرتها معهم جبهة فتح الشام للتأكد من عدم تأييدهم لافكار تنظيم الدولة أو محاولتهم الوصول إلى أراضي التنظيم قبل ان يتم الافراج عنهم». وأوضح، أن «جبهة فتح الشام» استلمت فعلاً «أكثر من 40 مقاتلاً اجنبياً من سجن حارم التابع لحركة احرار الشام وقامت بنقلهم إلى احدى القرى الصغيرة التابعة للبلدة».

وتفرض «جبهة فتح الشام» على «المقاتلين الأجانب المفرج عنهم إقامة جبرية تمنعهم بموجبها من حرية التنقل إلاّ ضمن حدود تلك القرية»، على حد قول المصدر.

من جهة اخرى، أكد المصدر على «توجه عام» لدى جميع فصائل الثورة السورية و«جبهة فتح الشام» في اطار منهج اتبعته الفصائل لسورنة الجهاد الشامي وحصره في نطاق الأراضي السورية، وعدم السماح لأي فصيل باستقطاب وتجنيد مقاتلين أجانب جدد أو تسهيل تسللهم إلى الأراضي السورية»، حسب تعبيره.

وقال هاني عبد الحكيم أحد كوادر المعارضة ان فصائل الثورة السورية «أجمعت على رفض قبول المقاتلين الأجانب في صفوفهم تجنباً لاستهدافها من قبل الولايات المتحدة التي تنظر لأي مقاتل اجنبي بأنه إسلامي متشدد يجب القضاء عليه، وهو شرط أيضاً من شروط الدول والجهات الداعمة للثورة السورية».

وأضاف، أن على هؤلاء المقاتلين الأجانب القبول بما طرحته «جبهة فتح الشام» بأن يقيموا في المدن السورية كمدنيين لا علاقة لهم بالقتال الدائر على الساحة السورية لان أي ارغام لهم على مغادرة الأراضي السورية في الوقت الحاضر سيعرضهم للاعتقال على الحدود التركية وتسليمهم إلى بلدانهم وإمكانية مواجهتهم السجن أو الإعدام»، على حد قوله.

وكانت الساحة السورية قد شهدت مؤخراً خلافات حادة وصدامات مسلحة بين «حركة احرار الشام» و»جند الأقصى» انتهت بإعلان «جند الأقصى» حل نفسه وإعلان «بيعته» إلى «جبهة فتح الشام» التي قبلت «البيعة» على الرغم من «اعتراضات واجهتها من الفصائل السورية بشكل عام»، حسب عبد الحكيم.

وختم المصدر الخاص بالقول أن المقاتلين الأجانب «خضعوا طيلة أيام لاختبارات تتعلق بعقيدتهم ومنهجهم الفكري للتأكد من ابتعادهم عن منهج تنظيم الدلة، وعدم تأييدهم للتنظيم أو منهجه الفكري»، وفقاً لقوله.

 

«أجناد القوقاز» و«الحزب التركستاني» لــ «القدس العربي»: ليست هناك نية للانضمام إلى «فتح الشام»

سليم العمر

ريف اللاذقية ـ «القدس العربي»: أكد عبد الحكيم الشيشاني قائد «أجناد القوقاز» لـ»القدس العربي» أنه ليس هناك اي نية في الوقت الحالي الانضمام إلى «جبهة فتح الشام» ـ «النصرة» سابقاً، وأضاف «نركز جهودنا على قتال النظام المجرم، والايام المقبلة ايضاً ستكون هناك معارك لم يتوقعها العلويون».

وقال ابو المغيرة التركستاني أن «الحزب التركستاني لا ينوي الانضمام ايضاً والأمر يقتصر فقط على التنسيق العسكري».

يضم الحزب التركستاني مئات الشبان اليافعين، وسط تأكيدات من ناشطين محليين أن أعداد المقاتلين التركستان تجاوز ألفي مقاتل، وباتوا يسيطرون على قرى بأكملها ولا يستطيع اي فصيل تجاهل هذه القوة الضاربة، بينما يضم عبد الحكيم الشيشاني اكثر من 200 مقاتل شيشاني وروسي وقوقازي، شارك كل من الفصيلين في معارك ريف حماه مؤخراً.

وكان عبد الحكيم في موقع القيادة والتخطيط، وفق ما أكده ابو أحمد الانصاري، المقاتل السوري الوحيد في صفوف القوقازيين. وانضم اربعة من الفصائل في شمال سوريا إلى «فتح الشام» عقب الاحداث الاخيرة التي طالت «جند الأقصى» والتي نتج عنها حل الفصيل المذكور الذي يضم في صفوفه اكثر من 1200 مقاتل وفق الانصاري، وأطلقت الفصائل الجديدة التي انضمت لـ»فتح الشام» اسم «جماعة المرابطين»، التي تضم «لواء الصفوة»، «لواء العزم»، «سرايا الغرباء»، و»لواء الشهيد مصطفى دهمان»، وغالبية المقاتلين المنضوين حديثاً هم من العرب غير السوريين ويضمون جنسيات خليجية ومغربية وجزائرية وتونسية.

يؤكد مقربون من «جبهة فتح الشام» ان هناك مساعي لضم جميع الفصائل والالوية التي تضم مقاتلين اجانب يطلق عليهم اسم «المهاجرين»، والهدف من ذلك يمهد لإقصاء أكبر الفصائل السورية من المعتدلين والاسلامين ويتحول شمال سوريا إلى سيطرة شبه كاملة للجهاديين الذين يعملون على تطبيق الشريعة بشكل فعلي كما هو الحال في بعض القرى والمدن في ريف ادلب.

ناشطون معارضون يؤكدون أن هناك مجتمعات خاصة بالقوقازيين والاوزبك والتركستان تشكل عائقاً كبيراً امام الانضمام لأي فصيل اخر، ولعل اللغة هي احد هذه الاختلافات التي تمنع الاحتكاك او الاقتراب من باقي الاطياف، الا ان القتال ولغة البندقية يشكلان عاملاً معاكساً يوحدهم ضد من يفكر في رفع السلاح في وجههم من الفصائل المعارضة الاخرى، كما حصل مؤخراً مع «جند الأقصى» التي اندمجت مع «فتح الشام».

يؤكد عبد الحكيم «ان بنادق القوقازيين والشيشان لن توجه ضد باقي الفصائل مهما كان الثمن ولن توجه سوى إلى بشار الطاغوت» وفق وصفه، بينما اكد ابو احمد الانصاري ان الاحداث الاخيرة جعلت العشرات من القواقازيين ينضمون إلى عبد الحكيم ولازلوا يتوافدون خشية الدخول في معارك جانبية كما حصل مع مقاتلين اثنين من الاوزبك عندما وجدت جثتاهما في إحـدى قرى ريف ادلب قبل قرابة الشهرين حيث كانت المنـطقة تحـت سيـطرة «جـند الأقصـى».

ويؤكد الانصاري ان المجتمعات للفصائل المذكورة من آسيا تتشابه إلى حد كبير مع المجتمع المحلي وهذا الامر الذي ينعكس ايجاباً ويخفف من وتيرة الخلافات مع السوريين فمعظمه عانى الكثير مع السوفييت كما عبد الحكيم الذي فقد اصبعه في معارك غروزني الشيشانية.

وعلى الطرف الآخر في الجهة السورية فقدت «أحرار الشام» العديد من الألوية والفصائل وكان أبرزها «صقور الشام» الفصيل الكبير الذي يقوده ابو عيسى من جبل الزاوية، يرى مراقبون ان الوضع الحالي ليس في مصلحة «الأحرار» اذا استمروا في سياسة الإقصاء خصوصاً مع «فتح الشام» التي تشهد تنامياً مستمراً في القطاعات كافة لا سيما الخدمية منها وكان آخرها إنجاز جهاز شرطة يسمى «الشرطة الإسلامية» التي تنتشر على الطرقات في شمال سوريا.

 

في المناظرة الثالثة والأخيرة ترامب تمسك بأن حلب في حكم الساقطة وأن اللاجئين السوريين في أمريكا هم حصان طروادة لتنظيم «الدولة»

تمام البرازي

واشنطن ـ «القدس العربي»: في المناظرة الثالثة والأخيرة استمر المرشح الجمهوري دونالد ترامب في التمسك بقوله إن حلب في حكم الساقطة وقال إن المدينة تعيش كارثة وكابوساً إنسانياً ولكنها سقطت بنظره وتساءل هل نريد وثيقة موقعة لإثبات ذلك.

وعاد وقال إن حلب كارثة وكلها فوضى وإن شعبها يذبح بسبب القرارات الخاطئة «وإن أمريكا تدعم معارضة في سوريا غير معروف توجهاتها ونعطيهم المال والكثير وقد تكون أسوأ من الأسد، ولكنهم لن يستطيعوا الاطاحة بالاسد لأن معه روسيا وايران».

وأضاف لما قاله المرة السابقة بأن اللاجئين السوريين في أمريكا هم حصان طروادة لتنظيم «الدولة»، وامتدح الرئيس الروسي بوتين بأنه كان أكثر ذكاءً منها ومن الرئيس اوباما في سوريا، وان الروس سيطروا على الشرق الأوسط رغم أننا أنفقنا 6 تريليونات دولار فيها، كما امتدح الأسد بقوله إنه أقوى وأذكى من كلينتون وأوباما اللذين اعتقدا انه سيذهب منذ سنتين ولكنه تحالف مع روسيا وإيران.

وشن حملة ضد الاتفاقية النووية مع إيران التي ستجعل منها دولة نووية وأن الولايات المتحدة جعلت ايران قوية بإعطائها 150 مليار دولار و1,7 مليار دولار عداً ونقداً.

وردت المرشحة الرئاسية الديمقراطية هيلاري كلينتون بأن سوريا ستبقى مرتعاً للإرهاب طالما أن الحرب الأهلية مستمرة بدعم روسي وإيراني. وأنها ستظل تطالب بخلق مناطق يحظر فيها الطيران الحربي من التحليق وايجاد مناطق آمنة داخل سوريا لحماية السوريين ومنع تدفق اللاجئين السوريين الى خارج سوريا.

وأضافت كلينتون أنه يجب الضغط على الحكومة السورية والروس حتى يجروا مباحثات جدية لإنهاء الصراع وايجاد حل سياسي في سوريا.

وأجابت ترامب حول اللاجئين السوريين بقولها «ان كل لاجئ سوري لم يسمح له بدخول امريكا الا بعد التحقق منه لفترة طويلة ولن توصد الباب أمام النساء والأطفال لأن صورة الطفل الذي تسيل الدماء من وجهه وهو جالس في سيارة الإسعاف ما تزال تلاحقنا». وذكرت ترامب ان الذي هاجم النادي الليلي في اورلاندو في فلوريدا ولد في كوينز في نيويورك وهو الحي نفسه الذي ولد فيه ترامب.

واعترفت هيلاري بأن التهديد الإرهابي ينبع من سوريا والعراق ويجب الاستمرار في قتال ودحر تنظيم «الدولة»، فرد عليها ترامب بأن «ما تقوله سخيف جداً حول دحر تنظيم «الدولة» التي كان عليها ألا تسمح بوجوده في المقام الأول وان بوتين والأسد وإيران تفوقوا علينا في اللعبة التي تجري في سوريا ولا أحد يصدق مدى حماقة قيادتنا».

وحول الموصل أعربت كلينتون عن دعمها لإعادة السيطرة على الموصل ثم الاستمرار لاستعادة الرقة من تنظيم «الدولة»، اما ترامب فقد اعتبر ان الهجوم ضد الموصل هو لمساعدة كلينتون الآن في حملتها الانتخابية وان المنتفع من اعادة السيطرة على الموصل هي إيران التي تسيطر على العراق، فردت عليه كلينتون بأنه محكوم بنظرية المؤامرة.

 

هدوء حذر بحلب والنظام يستهدف ريف حماة

أنس الكردي

تشهد مدينة حلب السورية هدوءاً حذراً مع تمديد الهدنة لـ24 ساعة أخرى، فيما تواصل قوات النظام استهداف قرى وبلدات ريف حماة.

وتسود حالة من الهدوء الحذر في حلب، بعد تمديد الجانب الروسي الهدنة لمدة 24 ساعة، فيما أكدت مصادر “العربي الجديد”، أنه إلى الآن لم يخرج أحد من المقاتلين أو المدنيين أو الجرحى من أحياء حلب الشرقية المحاصرة، رغم عروض النظام السوري وروسيا والأمم المتحدة المستمرة.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أمس الخميس، إنّه “بتكليف من القائد الأعلى للقوات المسلحة لروسيا الاتحادية، الرئيس فلاديمير بوتين، اتُّخذ قرار تمديد الهدنة الإنسانية لمدة 24 ساعة”، مضيفاً أنّ “القيادة السورية أيّدت تمديد الهدنة الإنسانية في حلب”.

ورفض “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” و”الجيش السوري الحر”، ليل الخميس- الجمعة، “مبادرة الأمم المتحدة بشأن إخراج جرحى الأحياء الشرقية لحلب”، لـ”عدم جديتها في فكِّ الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة”.

وكان المتحدث العسكري باسم “حركة أحرار الشام”، أبو يوسف المهاجر، قد أوضح لـ”العربي الجديد”، أن “المدنيين في أحياء حلب الشرقية يرفضون الخروج من منازلهم، لعدم ثقتهم بالنظام وروسيا”، نافياً أن “يكون مقاتلو(أحرار الشام) أو غيرهم قد منعوا المدنيين من المغادرة”.

إلى ذلك، قُتل ثلاثة مدنيين، ليل أمس، في قرية الكفرة بريف حلب بعد انفجار لغم في منزلهم. وأفاد “مركز حلب الإعلامي”، بأن “ثلاثة أشخاص بينهم سيدة قتلوا في قرية الكفرة بريف حلب الشمالي، بعد انفجار لغم في منزلهم زرعه تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في وقت سابق قبل انسحابه من القرية”.

على خط موازٍ، جددت قوات النظام السوري، منذ صباح اليوم، قصفها لقرى وبلدات ريف حماة.

وقال مدير “مركز حماة الإعلامي”، يزن شهداوي، إن “قوات النظام المتمركزة في حاجز الغربال استهدفت بالرشاشات الثقيلة بلدة حربنفسه في ريف حماة الجنوبي”، في حين “شن الطيران الحربي غارات بالصواريخ على قرية تلول الحمر بمنطقة السطحيات ليل الخميس”.

وأضاف شهداوي، لـ”العربي الجديد” أن “قوات النظام أطلقت صواريخ عنقودية شديدة الانفجار على قرى ريف حماة الشرقي، ومدينة اللطامنة في الريف الشمالي”.

 

الاتحاد الأوروبي يندد بأفعال روسيا بحلب وإيطاليا تعارض العقوبات

ندّد زعماء الاتحاد الأوروبي، في البيان الصادر عن قمتهم في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، بقصف روسيا المدنيين في مدينة حلب السورية المحاصرة، لكنهم واجهوا ممانعة من إيطاليا لفرض عقوبات على موسكو بسبب أفعالها الوحشية.

واعتبر رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي، الذي ترتبط بلاده بعلاقات تجارية واسعة مع روسيا، أنّ العقوبات الاقتصادية يجب ألا تكون جزءاً من تلك الإستراتيجية، لأنها لن تجبر موسكو على التفاوض للتوصل إلى تسوية سلمية.

وقال للصحافيين في ساعة متأخرة من ليل الخميس – الجمعة في بروكسل، حيث ناقش الاتحاد الإستراتيجية “يجب أن نفعل كل ما هو ممكن من أجل التوصل إلى اتفاق سلام في سورية، لكن من الصعب التصور بأن ذلك يجب أن يكون مرتبطاً بمزيد من العقوبات على روسيا”.

وسعت فرنسا لعزل روسيا دبلوماسياً أولاً، من خلال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك بمحاولة لفرض وقف لإطلاق النار، ثم بإدانة رسمية من قبل وزراء خارجية الاتحاد للضربات الجوية التي نفذتها روسيا في شرق حلب، الخاضع لسيطرة المعارضة السورية.

وواصل الزعماء الأوروبيون استخدام لغة تصعيدية في البيان الصادر عن قمتهم، لكن النسخة النهائية لم تتضمن العبارة، التي اطلعت عليها وكالة “رويترز”، في مسودات سابقة، تهدد بفرض عقوبات على أفراد وشركات روسية لها صلة بالرئيس السوري بشار الأسد.

 

ويعوّل الاتحاد الأوروبي الذي لا يقوم بأي دور عسكري في الحرب السورية، على موقفه الحيادي لمساعدة الأمم المتحدة في إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من خمسة أعوام، ويحرص على أن ينظر إليه على أنه يقوم بدور فعال.

(رويترز)

 

دي ميستورا يدعو لهدنة دائمة في سورية

نيويورك ــ ابتسام عازم

دعا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لسورية، ستيفان دي ميستورا، إلى وقف دائم للأعمال القتالية في جميع أنحاء سورية، وذلك أثناء مداخلته المتلفزة خلال اجتماع مفتوح وغير رسمي للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك دعت له كندا لنقاش الوضع في سورية.

 

وقال دي ميستورا، ليل الخميس الجمعة، إن “قوافل المساعدة الإنسانية تضرب، وانتهاكات حقوق الإنسان مستمرة منذ خمس سنوات ونصف في جميع أنحاء سورية”، محذرا من “ازدياد عدد الضحايا إذا لم يتحرك المجتمع الدولي ويواجه الكثير من الحالات الطارئة في كل سورية”.

وأكد أن “الوضع في حلب ملحّ لرمزية المدينة وتكثيف القصف غير المسبوق عليها”، مرحبا بوقف إطلاق النار والقصف الجوي أحادي الجانب الذي أعلن عنه كل من النظام السوري وروسيا، ودخل حيز التنفيذ.

وأبرز المتحدث أن “هذا لا يعني تطبيقا لمبادرة الأمم المتحدة في هذا الصدد”، موضحا أن “الأمم المتحدة تنوي استغلال الهدنة لتقديم المساعدات وإنقاذ الجرحى”.

 

وشدد المبعوث الأممي: “هذا يأتي بعد شهر من القصف والحصار المكثف على شرق حلب من قبل النظام السورية وحلفائه. بالإضافة إلى قصف مواز على غرب حلب من قبل المعارضة، وعلينا أن نتذكر أن المدنيين على الجانبين يعانون من القصف المتبادل والاستهداف، مع التذكير أنه لا يوجد مقارنة فيما يخص حجم الدمار في شرق وغرب حلب، بسبب نوعية وكثافة القصف على شرق حلب والحصار منذ أشهر”.

وأعرب دي ميستورا عن أمله أن يستمر وقف القصف الجوي الذي أعلن عنه، وأن لا يكون مؤقتا، و”لكن في حال عاد القصف لما كان عليه من قبل، فإننا نتوقع أن يتم تدمير شرق حلب بشكل كامل قبل نهاية العام”.

ولفت إلى أن بقية المناطق في سورية لم تشهد أي تصاعد للقصف، لكنه حذر من أن يؤدي القتال ضد “داعش” إلى “استغلال الجماعات والجهات المختلفة التي تقاتل ضدها الفراغ الذي سيخلفه الانتصار على التنظيم”.

ووضح المسؤول الأممي فيما يخص مبادرته بعض النقاط التي قال إنه تم تفسيرها بطرق مختلفة، وأن كل جانب من أطراف النزاع أخذ ما يحلو له منها. وقال إن “خطته تشمل خمس نقط رئيسية، أهمها الوقف التام لقصف شرق حلب، وكذلك وقف تام لقصف غرب حلب (من شرقها)”.

وتحدث، أيضا، عن إخلاء مقاتلي “فتح الشام” (جبهة النصرة سابقا) وقال إنها “منظمة إرهابية” بحسب الأمم المتحدة ودول أخرى، “إلا أن هذا لا ينطبق على أعضاء منظمات معارضة أخرى وموجودة في شرق حلب”.

 

وذكر أن الاقتراح يسمح لأعضاء “فتح الشام” بالمغادرة مع أسلحتهم، وأن أي مقاتل غيرهم يريد المغادرة يمكنه ذلك أيضا، ولكنه غير مجبر.

وتحدث عن وجود نقاش حول عدد مقاتلي “فتح الشام”، وقال إنه يخمن أن يكون عددهم بحوالي 900 شخص أو ربما أقل، قبل أن يستدرك: “إن عددهم لا يهم بنهاية المطاف. الأهم أن عليهم مغادرة المدينة”.

أما النقطة الثابثة المهمة فتتعلق برفع الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية، مشددا، في هذا الصعيد، على ضرورة بقاء الإدارة المحلية كمسؤولة عن إدارة الوضع في شرق حلب، وعدم دخول قوات حكومية إلى المدينة حتى بعد مغادرة “فتح الشام”، مبرزا أن ذلك يشمل تقديم الخدمات والأمن العام والخدمات القانونية والأمن والحماية.

وأضاف دي ميستورا: “قد يرى البعض أن هذا يأتي على حساب أو يمس بسيادة سورية، ونود التنويه إلى أن وحدة سورية وسيادتها مقدسة ولا أحد يريد المساس بها، ولكن هذا سيكون إجراء مؤقتا إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق سياسي نهائي”.

 

وذكر أن “كل هذه المقترحات تأتي في حال ضمان وقف شامل ودائم لأعمال القتالية بين الأطراف المتنازعة في سورية”، وأثنى على لقاءات لوزان الأخيرة، وقال إنه تتم حاليا مناقشة إمكانية وقف الأعمال القتالية في جميع أنحاء سورية، وليس فقط في حلب. وأكد أن الأطراف المختلفة تعمل على عودة المحادثات للمسار السياسي.

من جهته، وصف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، القصف الذي شهدته حلب، منذ 23 من أيلول/ سبتمبر، بـ”الأعنف والأكثر كثافة” منذ اندلاع الصراع في سورية، مؤكدا أن النتائج ذلك “مرعبة”، حيث “قتل أكثر 500 شخص، وجرح 2000، وأكثر من ربع القتلى من الأطفال”.

وأوضح بان أن أي مساعدات إنسانية لم تدخل إلى شرق حلب منذ السابع من شهر يوليو/حزيران الأخير، مشددا على أن “التجويع يستخدم كسلاح، ومخزون الغذاء سينفد بنهاية الشهر الحالي”.

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة أن تتمكن المنظمة الدولية والهيئات التابعة لها من الدخول دون شروط، من أجل تقديم المساعدات الإنسانية والطبية.

وتساءل: “إذا ما لم يتعلم العالم مما حدث في رواندا وسربرنيجا فإنني أشعر بالقلق، فالصراعات الإقليمية (دول الجوار) تأخذ أولوية بدلا من حاجات الناس في سورية. وأوكد مجددا أن لا حل عسكرياً في سورية”.

 

عن شائعة قطع الإنترنت في سورية

نور عويتي

ضجّت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالسوريين، بخبر تناقلوه عن الشركة السورية للاتصالات، مفاده انقطاع خدمة الإنترنت عن سورية بأكملها لمدة تصل إلى عشرة أيام، تمتد من 19إلى 28 من الشهر الحالي، معللةً سبب ذلك ببعض الأعطال المفاجئة التي تتعرض لها الكوابل الدولية المغذية في عمق البحر.

وبعد انتشار الخبر، اجتاحت موجة من الغضب مواقع التواصل الاجتماعي، فعبر السوريون الموجودون بالداخل عن استيائهم من تعطيل الدولة لمصالحهم وحياتهم الاجتماعية، التي اقتصرت في الآونة الأخيرة على التفاعل مع ذويهم في الخارج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فسارع مدير التسويق في الشركة السورية للاتصالات إلى تعديل الخبر، حيث قال بأن شبكة الإنترنت ستعاني من البطء الشديد في الأيام العشرة القادمة، ولكنها لن تتوقف. كما أكد بأن الأمر لا يتعلق بسورية وحسب، وإنما يشمل العديد من الدول المجاورة.

إن إشاعة هذه النوع من الأخبار، ومن قبل الجهات الرسمية السورية، ليس بالأمر الجديد، فمن حين لآخر، تنشر صفحات الوزارات السورية أخباراً تضر بمصالح الشعب السوري، وتعود بعدها لتنفي الخبر، فتتلاعب بالسوريين الذين يعيشون حالةً من الخوف والقلق في الداخل، إزاء إشاعاتهم، وخصوصاً أن بعض الإشاعات تتحول إلى واقع حتى بعد نفيها من الجهات الرسمية.

ويعتبر استخدام الإنترنت في سورية نوعاً من أنواع الرفاهية، مقتصراً على بعض المدن التي تعيش حالة نسبية من الاستقرار، وتعاني جميع المحافظات في سورية من بطء شديد في شبكة الإنترنت. وانقطاع الإنترنت في سورية ليس بالأمر الجديد أيضاً، ففي أواخر نوفمبر وأوائل ديسمبر عام 2012، اختفت سورية من الشبكة العالمية للإنترنت لعدة أيام، وفي عام 2013، وبتاريخ 7 مايو تحديداً، شهدت سورية انقطاعاً كاملاً للإنترنت والكهرباء وشبكات الاتصال الخلوي، ولم تبرر حينها وزارة الاتصالات السورية ذلك الانقطاع. وأما مناطق النزاع الحامية مثل إدلب، دير الزور وحلب، فهي تعاني بشكل دائم من غياب شبكة الإنترنت.

وزادت الأخبار المتضاربة التي أطلقتها الاتصالات السورية من حدة القلق التي يعاني منها السوريون في الداخل وذويهم في الخارج، لأنه في كل المرات السابقة التي انقطعت فيها الاتصالات، كانت ترتكب مذابح جديدة، حيث جرت العادة بأن يستبق النظام مجازره الكبرى بمحاولة عزل دمشق عن العالم وقطع وسائل الاتصال. فنظام الأسد يبدو في الكثير من الأحيان يعيش حالة حنين لسورية التي كانت في عهد حافظ الأسد، الذي تمكن في طيلة فترة ولايته من إبقاء سورية في حالة عزلة تامة عن العالم، واستطاع التعتيم عن مجازره التي قام بها في الثمانينيات، وهذا الحنين إلى العزلة يبدو واضحاً من الاحترام الكبير الذي يبديه الإعلام السوري لرئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون مثلاً.

 

لافروف: الحفاظ على “فتح الشام” “خطة متعمدة” لإسقاط الأسد

موسكو ــ العربي الجديد

اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، المعارضة السورية المسلحة بمنع المدنيين من شرقي حلب عن الخروج وعرقلة إيصال المساعدات، كاشفاً أنّ موسكو تشتبه بوجود “خطة متعمدة” للحفاظ على جبهة “فتح الشام” (النصرة سابقاً) لإسقاط النظام بالقوة.

 

وقال لافـروف، اليوم الجمعة، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية غواتيمالا كارلوس موراليس، إنّ “جبهة (النصرة) وأحرار الشام يرفضون الانسحاب من حلب رغم مبادرة حسن النية من جانب موسكو ودمشق”، مضيفاً أنّ “مسلحي المعارضة في حلب يمنعون المدنيين من الخروج من الأحياء الشرقية، ويعرقلون إيصال المساعدات”.

 

وأعرب لافروف عن قلق بلاده من رفض مقاتلي جبهة “فتح الشام” المعارضة الخروج من حلب، قائلاً إنّ “رفض النصرة ومن هم في صفها الخروج من حلب يجهض جهود الأمم المتحدة، وجهود المعارضة السورية التي تريد النأي بنفسها عنها”.

 

وتابع “نشتبه بوجــود خطــة متعمدة للحفاظ على (النصرة) ربما لإسقاط النظام بالقوة”، مضيفاً أنّ “محاولات الحفاظ على (النصرة) لاستخدامها في إسقاط الأسد مثيرة للأسف”، داعياً إلى “الابتعاد عن محاولات فرض تغيير الأنظمة”.

 

وأكد لافروف أنّ الجانب الروسي مستعد لتمديد الهدنة في حلب، طالما لم يقم المسلحون بـ “أي استفزازات”، موضحاً أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوضح الاستعداد لذلك خلال قمة برلين.

 

وتعليقاً على تهديد النظام السوري بإسقاط أي مقاتلات تركية، قال لافروف إنّ “موسكو قلقة للغاية من تقارير قصف تركيا لشمال سورية، ودمشق تتمتع بسيادة كاملة على أجوائها”، مضيفاً أنّه “على الجيش التركي كعضو في التحالف الدولي أن يتمسك بمكافحة الإرهاب، وعدم استهداف الأكراد”.

 

وعلّق لافروف على الشأن اليمني، معتبراً أنّه “لا توجد محاولات جادة للمصالحة الوطنية في اليمن. ورغم أن الهدنة كانت نتاج عمل كل من وزير الخارجية الأميركي جون كيري والتحالف العربي في جزء كبير منها إلا أنه تم إلغاؤها من قبلهم”، على حد قوله.

 

البيت الأبيض لا يستبعد خيار فرض عقوبات على روسيا

أكدت واشنطن، اليوم الجمعة، أن خيار فرض عقوبات على روسيا ما زال مطروحاً على الطاولة، وذلك بسبب أفعالها في سورية، لا سيما بحلب، وتدخلها العسكري لصالح نظام بشار الأسد.

 

وفي وقت سابق، مرر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قراراً يدعو إلى إجراء تحقيق متعمق في انتهاكات حقوق الإنسان واعتداءات بمدينة حلب الواقعة شمالي سورية، في خطوة تهدف إلى فرض ضغط على روسيا.

 

ومرر المجلس القرار في جلسة خاصة عقدت اليوم بموافقة أربعة وعشرين عضواً، ورفض سبعة أعضاء، فيما امتنع ستة عشر عضواً عن التصويت.

 

وناقشت الجلسة “الوضع المتدهور لحقوق الإنسان” في  سورية وحلب، المدينة التي تشهد في الآونة الأخيرة غارات جوية روسية وسورية.

 

وأكد القرار بشكل عام قرارات سابقة صدرت عن المجلس بشأن سورية، ولكنه دعا لجنة التحقيق المعنية بسورية إلى التحقيق بشكل خاص في جرائم ارتكبت بحلب وإبلاغ المجلس المؤلف من سبعة وأربعين عضواً بالنتائج.

 

وتقدمت بريطانيا بالقرار لفرض ضغط على موسكو.

 

وتم رفض خمسة تعديلات اقترحتها روسيا.

 

وانضمت كل من الجزائر وبوليفيا وبوروندي والصين وكوبا وفنزويلا إلى روسيا في التصويت ضد القرار.

 

قرار دولي بتشكيل لجنة تحقيق بجرائم حلب

أقر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الجمعة، قراراً تقدّمت به بريطانيا يقضي بفتح “تحقيق خاص مستقل” حول الأوضاع في حلب. وتبنى المجلس مشروع القرار البريطاني بعد تصويت 24 دولة لصالحه، وامتناع 16 دولة عن التصويت، و7 ضده من ضمنهم روسيا والصين.

 

وقبيل الجلسة، واجهت روسيا انتقادات حادة للعملية العسكرية التي تشنها في حلب. وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين، إن ما يحدث في حلب يشكل “جرائم ذات أبعاد تاريخية”، تسببت بمقتل المدنيين ووصلت إلى حد جرائم الحرب. ودعا خلال كلمة متلفزة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إلى إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

 

وقال رئيس اللجنة الدولية للتحقيق في سوريا باولو بينيرو، خلال كلمته في الاجتماع، إن اللجنة ستواصل توثيق “جرائم الحرب” في حلب، وطالب الحكومة السورية بتقديم معلومات عن الانتهاكات.

 

بريطانيا التي تقود هذا التحرك، دعت إلى إدانة روسيا لما تفعله في حلب، وقال وزير شؤون أفريقيا والشرق الأوسط في الحكومة البريطانية توبياس إلوود، إن روسيا تزيد “الوضع سوءا” ولا تساهم في حله. وأضاف “هذا عمل شائن لا يصدر من القيادة التي نتوقعها من عضو دائم بمجلس الأمن الدولي”.

 

حلب: المجتمع الدولي يطالب بتحرك دولي!

دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، قصف روسيا والنظام السوري على مدينة حلب، وذلك خلال جلسة غير رسمية، انعقدت في الجمعية العامة للأمم المتحدة ليل الخميس-الجمعة، بطلب من كندا.

 

ووصف بان الهجمات على حلب بأنها “رهيبة”، وقال إنها أدت إلى “مقتل نحو 500 شخص وإصابة 200 آخرين منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي”، ولفت إلى أن ربع القتلى هم من الأطفال. وأضاف “في هذه الظروف التي ترقى إلى العصور الوسطى، بات الأكثر عرضة للخطر هم أولئك الذين يعانون أشد المعاناة”. وتساءل بان “ألم نتعلم شيئاً من سربرينيتسا ورواندا؟ متى سيتحد المجتمع الدولي لوضع حد لهذه المجزرة؟”.

 

المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، جدد خلال الجلسة تأكيده على أن حلب تواجه التدمير الشامل، وقد يحصل ذلك قبل نهاية العام الحالي، إذا ما استمر القصف العنيف عليها.

 

من جهته، قال وزير الخارجية الكندية ستيفان ديون، إن “معاناة السوريين لا تنتظر.. يجب علينا التصرف الآن”. ودعا إلى وقف الهجمات على حلب، وأضاف أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد “والقوى التي تدعمه، وخاصة روسيا، ملزمون بوقف الضربات ضد المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية في ظروف جيدة”.

 

سفيرة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة سامانثا باور، وفي تعليقها على الإعلان الروسي بتهدئة في حلب، اعتبرت أن روسيا لا تستحق الشكر على امتناعها عن قصف المدنيين في حلب الشرقية، لبضع ساعات، خصوصاً وأن موسكو شنّت هجمات عنيفة على المدينة ولم تسمح بإدخال أي مساعدات إنسانية إليها منذ أكثر من شهرين.

 

بدورها، قالت السفيرة القطرية الدائمة لدى الأمم المتحدة علياء أحمد سيف آل ثاني، إن الأوضاع في مدينة حلب تتطلب عقد جلسة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة، واتخاذ قرارات حاسمة حيال الوضع في سوريا، من أجل إنقاذ الناس في سوريا، خصوصاً وأن “العديد من الضحايا الذين يتساقطون في سوريا هم من النساء والأطفال”.

 

يشار إلى أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سيعقد جلسة، الجمعة، بطلب من بريطانيا وعدد من الدول، حيث ستقدّم لندن مشروع قرار أعدته بالتنسيق مع الدول الحليفة

 

بدءاً من الجمعة..الأمم المتحدة قد تجلي مصابي حلب

رحب المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، بالتهدئة التي أعلنتها روسيا في حلب، ونفى في الوقت ذاته تقارير تحدّثت عن أن الإعلان الروسي جزء من خطته من أجل البدء بإخراج عناصر “جبهة فتح الشام” من أحياء حلب الشرقية.

 

وقال دي ميستورا خلال مؤتمر صحافي مشترك، عقده الخميس، مع منسق الشؤون الإنسانية حول سوريا في الأمم المتحدة يان إيغلاند “إننا في الأمم المتحدة نعتبر هذه الهدنة رداً مباشراً على المطالب بإجلاء المرضى والمصابين وتقديم المساعدات الطبية لهم داخل أحياء حلب الشرقية، وهو أمر يزداد إلحاحا نظرا للدمار الذي لحق بالمؤسسات الطبية. وكان هذا الطلب الأممي على طاولة المفاوضات منذ أسابيع، وكان مقدمة للبدء في تنفيذ ما يسمى بخطة دي ميستورا”. وأوضح “لكن هذه الهدنة ليست بداية لخطة دي ميستورا التي تهدف إلى وقف الأعمال القتالية في حلب بشكل دائم. ولم نبدأ بتنفيذ الخطة بعد، بل نتحدث في الوقت الراهن عن إجلاء المرضى والمصابين”.

 

وتابع “دعني أذكّركم بمضمون الخطة، لكي لا يكون هناك سوء فهم. وتنص الخطة على وقف القصف والأعمال القتالية من الطرفين، وخروج مسلحي “جبهة النصرة” طوعيا مع أسلحتهم إلى أي مكان يختارونه، بالإضافة إلى مسلحين آخرين سيرغبون في الانسحاب من المدينة. ولم تقبل “النصرة” هذا البند، ولذلك لم يبدأ تنفيذ الخطة بعد”. وشدد على أن إحدى النقاط الأساسية في خطته، هي إعلان الحكومة السورية، بشكل رسمي، سماحها بتسلم المجالس المحلية في الأحياء الشرقية إدارة تلك الأحياء وعدم استهداف أعضائها، أو المعارضين الذين سيختارون البقاء.

 

بدوره، قال إيغلاند، إن عمليات إجلاء الجرحى والمصابين قد تبدأ يوم الجمعة. وأوضح “أعلنت روسيا بشكل أحادي عن فترات تهدئة إنسانية، بدأت اليوم. لكننا لم نتمكن من بدء إجلاء المرضى والمصابين اليوم، لأننا لم نتلق حتى الآن الضوء الأخضر لفرقنا العاملة في الميدان لبدء عمليات الإجلاء التي ستشكل المرحلة الأولى للعملية الإنسانية”.

 

وأضاف “أكدت روسيا أنه سيكون لدينا 11 ساعة كل يوم، لأن فترة 8 ساعات غير كافية”، وأشار إلى أن المعارضة في الأحياء الشرقية المحاصرة أكدت موافقتها على عمليات الإجلاء للمرضى والمصابين، الذين سيختارون الخروج إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في الجزء الغربي من حلب، أو إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في إدلب.

 

موسكو تهدد بوقف “الهدنة”.. ووفد مصري في حلب

هدد الكرملين بوقف “الهدنة الإنسانية” في حلب، إذا تعرضت لانتكاسة. وقال المتحدث باسم الرئيس الروسي ديمتري بيسكوف، إن الوضع في حلب “يتغير بشكل سريع، وقد يتغير إلى الأسوأ، ولذلك جميع القرارات تتخذ انطلاقا من الوضع الراهن”.

 

وحول احتمال استجابة موسكو لطلبات تمديد الهدنة، وآخرها التي صدرت عن الأمم المتحدة، قال بيسكوف إن ذلك مرتبط بـ”كيفية استمرار عملية خروج المسلحين من المدينة، وكيف سيتم تحقيق ضمان أمن قوافل المساعدات الإنسانية، وهل سيواصل المسلحون الأعمال الهجومية أم لا، وهل سيتم استغلال الهدنة لإعادة تجمعات فصائل إرهابية وتزويدها بالأسلحة أم لا؟”.

 

وكان من المقرر أن تبدأ عملية إجلاء الجرحى والمرضى من الأحياء المحاصرة في حلب، الجمعة، إلا أن الأمم المتحدة أعلنت عدم تمكنها من البدء في عملية الإجلاء بسبب غياب الضمانات الأمنية و”التسهيلات”، بحسب ما أعلن المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لاركه.

 

من جهة ثانية، سمح النظام السوري، وفي خطوة لافتة، للبعثة الدبلوماسية المصرية بالوصول إلى حلب، من أجل المساهمة في عملية إجلاء الجرحى والمرضى من الأحياء الشرقية المحاصرة، وإدخال مساعدات إنسانية إليها.

 

وقال بيان ألقاه المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، إن “هذا الجهد يأتي في سياق التزام مصر بمعالجة الوضع الإنساني في حلب، وتخفيف معاناة أهلها، ويمثل أحد عناصر الرؤية المصرية المتكاملة للتعامل مع الأزمة السورية التي تجمع بين التحركات العاجلة لتخفيف وطأة المعاناة الإنسانية لأبناء الشعب السوري”.

 

وأوضح أبوزيد أن مصر تسعى إلى “محاولة التوصل لوقف شامل لإطلاق النار في كل مناطق سوريا، وكذلك العمل على استئناف المفاوضات السياسية للتوصل لحل سياسي يحقق طموحات الشعب السوري المشروعة، ويحافظ في الوقت نفسه على وحدة سوريا وسلامة إقليمها ومؤسساتها، ويجنبها مخاطر التحول إلى بؤرة لعمل المنظمات الإرهابية”.

 

وأكد أن “السفارة المصرية في دمشق تلقت موافقة الحكومة السورية على المسعى المصري، وجار ترتيب زيارة للقائم بالأعمال المصري في دمشق، محمد ثروت سليم، إلى حلب للإشراف على عمليات إجلاء الجرحى وكبار السن”.

 

وتشهد العلاقات المصرية-السورية انتعاشاً لافتاً عقب تصويت مصر في جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي مؤخراً لصالح قرارين متناقضين حول سوريا، قدمتهما فرنسا وروسيا. كما أن المبادرة المصرية حول حلب، تأتي في أعقاب زيارة أجراها رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك إلى القاهرة قبل أيام، التقى فيها نائب رئيس جهاز الأمن القومي في مصر خالد فوزي، وعدداً من المسؤولين الأمنيين. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، إن الزيارة جاءت بدعوة من الجانب المصري.

 

فتح الشام”:استقالة”الأسترالي”تعيد طرح سؤال الإصلاح

عقيل حسين

“فتح الشام”:استقالة”الأسترالي”تعيد طرح سؤال الإصلاح

هل طرأ أي جديد يمكن أن يجعل فرص الاسترالي خارج جبهة “فتح الشام” أفضل لجهة تطبيق أفكاره؟

في خطوة ليست الأولى من نوعها، أعلن المسؤول في “اللجنة الشرعية والتعليم” في “جبهة فتح الشام” مصطفى محمد “أبو سليمان الاسترالي”، استقالته من الجبهة، مؤكداً استمراره العمل في سوريا في المجال الذي يستطيع الإفادة به، وهو التعليم.

 

استقالة ابو سليمان، التي أعلنها في بيان نشره في “تويتر”، الإثنين، مرت بهدوء يتناسب واللغة التي صاغه بها. فخلى البيان من أي تصعيد أو انتقاد لأي جهة أو شخصية، على عكس معظم القياديين والمسؤولين المستقيلين قبله، أو المقالين، ممن دخلوا في سجالات مع قيادة الجبهة أو شخصيات بارزة فيها، بسبب خلافات في الرأي والتوجهات.

 

وقبل أبو سليمان، وهو مصري الأصل يحمل الجنسية الاسترالية، كان المصري محمد شريف هزاع “أبو أيوب المصري”، آخر المستقيلين من الجبهة، قد هاجم بشدة قيادة “فتح الشام” عندما قدم استقالته من عضوية مجلسها الشرعي، في تموز/يوليو، بسبب هجومها على “جيش التحرير” التابع للجيش الحر في إدلب. ومثل “أبو أيوب” في ذلك، كمثل آخرين لم يخفوا خلافهم الشديد مع قيادة الجبهة أو سياساتها، في مراحل ومسائل مختلفة، مثل الشيخ صالح الحموي، والشيخ مصطفى قنبل، والكويتي علي العرجاني، والسعودي ماجد الراشد وغيرهم.

 

وعلى الرغم من التكهنات بوجود خلافات في وجهات النظر بينه وبين قيادة جبهة “فتح الشام” أدت إلى استقالته، إلا أن أبو سليمان، أكد في بيان استقالته، أنه يسعى من ورائها إلى العمل بشكل مستقل، ما يتيح له بيئة تستجيب لما لديه من خبرات وأفكار، تسمح بخدمة السوريين بأفضل طريقة.

 

وأضاف في بيانه المنشور باللغة الإنكليزية التي ساعدته من قبل في الظهور عبر مداخلات في بعض المحطات التلفزيونية العالمية: “منذ وصولي إلى سوريا وأنا أعمل في مجال تخصصي، وهو التعليم والعلوم الإسلامية، وهو المجال الذي أؤمن به بشغف، وإنني أؤمن بشدة أنه ومن خلال تعليم سليم، وارشاد صادق وأخلاقي، وخطاب متوازن، يمكن أن تتحقق أهداف الثورة السورية بنجاح”.

 

وقطعاً للطريق على أي توظيف لهذه الاستقالة، من قبل التيار المعارض لانفصال “فتح الشام” عن تنظيم “القاعدة”، قال أبو سليمان: “استقالتي لم تكن بسبب نأي الجبهة بنفسها عن تنظيم القاعدة، وهو قرار أؤمن أنه لم يكن من مصلحة الجبهة فقط، بل من مصلحة الشعب السوري، وأتمنى أن تتابع الجبهة هذا القرار بقرارات أخرى حكيمة مشابهة في المستقبل”.

 

لكن إن صحت التحليلات، فإن هذا المستقبل تعرض سريعاً لهزة غير متوقعة بالنسبة لأبي سليمان، بعد آخر قرارات قيادة “فتح الشام” وهو ضمّ “لواء جند الأقصى” إليها. وهو قرار لم يكن على ما يبدو بمستوى القرار “الحكيم” لقيادة الجبهة بالانفصال عن “القاعدة”. ولا يبدو أن قرار ضمّ “جند الأقصى” هو ما دفع أبو سليمان للاستقالة، فعدا عن أنه تقدم باستقالته إلى قيادة الجبهة بشكل رسمي، مطلع تشرين الاول/أكتوبر، أي قبل أيام على قرار الجبهة قبول بيعة “لواء جند الأقصى”، فأبو سليمان كان من مؤيدي احتواء “الجند” ضمن “فتح الشام”، والعمل على تغييرهم بهدوء.

 

وكانت التصريحات الأخيرة لمصطفى محمد، التي سبقت إعلانه الاستقالة من جبهة “فتح الشام”، بعد ثلاث سنوات من انضمامه إليها، قد حملت انتقاداً شديد اللهجة ضد لواء “جند الأقصى”، معتبراً أن “الجند” ألحق الضرر بقضية الثورة السورية بسبب سياساته، لكنه حذر من التعامل معه بالقوة وحدها.

 

وفي سلسلة تغريدات له تعليقاً على الحرب التي أعلنتها فصائل في الشمال ضد “الجند” بداية تشرين الأول، قال الاسترالي: إن “جند الأقصى ما كان يجب أن يتشكل أبداً، فالعديد من سياساته كانت غير مفيدة للقضية، وما حصل جاء متأخراً، فالمتطرفون يجب أن يحاربوا، لكن مع ذلك، فالقوة المفرطة غير الضرورية، ستؤدي إلى تقوية التطرف وتخلق من المجرم شهيداً”.

 

لكن وبغض النظر عن توقيت الاستقالة وأسبابها المباشرة، فإن خروج أبو سليمان الاسترالي من “فتح الشام”، وهو المعروف بشخصيته الهادئة وخطابه المعتدل، يمثل حسب البعض، دليلاً إضافياً على استمرار التنافس داخل الجبهة بين التيارين الإصلاحي والمحافظ، الذي يرفض البعض الآخر وصفه بالصراع، ويفضلون وصفه بالحراك الطبيعي.

 

وبحسب مصادر “المدن”، فإن مصطفى محمد، الشاب الثلاثيني الذي التحق بصفوف الجبهة، بهدف المساهمة في بناء منظومة تعليمية حديثة بمرجعية إسلامية، وفق أسس علمية، بعيداً عن أي تيار أو توجه فكري محدد يقيده، وجد أن ذلك لم يكن متوفراً لدى “فتح الشام”، بسبب المنظومة الإيديولوجية الموجهة التي تحكمها. وهو الأمر الذي يحد من المساحة التي يتطلبها مشروع الأسترالي، الذي كان يأمل أن اندماج “فتح الشام” مع الفصائل الأخرى سيؤمن تلك المساحة، وهو الأمر الذي لم يتحقق حتى الآن.

 

وكانت “فتح الشام” قد افتتحت أو أشرفت على عدد كبير من المدارس والمعاهد في مناطق نفوذها، خصوصاً في ريف إدلب. لكن هذه المؤسسات التعليمية وجهت لها انتقادات بشكل مستمر، بسبب فرضها مناهج تتفق ورؤية الجبهة الخاصة من الناحية الدينية، إلى جانب الضعف العلمي فيها، وإيكال مهمة التدريس بها لمعلمين، غالباً ما يكون انتماؤهم للجبهة هو معيار توظيفهم، بغض النظر عن مؤهلاتهم وخبراتهم. وهي أمور تتعارض ورؤية الإسترالي، الذي سبق وأن كتب “إن قيادة الجاهل محكومة بالفشل كل مرة، بغض النظر عن كبر العصا أو حلاوة الجزرة .. التعليم هو الحل”.

 

لكن هل طرأ أي جديد يمكن أن يجعل فرص الاسترالي خارج جبهة “فتح الشام” أفضل لجهة تطبيق أفكاره؟

 

سؤال طرحه الكثيرون، لاسيما المؤيدين لأفكاره وتوجهاته السياسية المعروفة عنه، والتي تنسجم مع توجهات التيار الإصلاحي داخل “فتح الشام”، والذين يؤكدون، أن محمد مصطفى لا يمثل اليوم شخصه فحسب، بل يمثل حالة أصبحت أكثر وضوحاً في الجبهة، ولم تعد قادرة على القبول بحالة التردد التي تسيطر عليها في ما يخص العلاقة مع القوى والفصائل الأخرى. ويبدو ذلك مُلحاً في ظل التراجع المتزايد للمعارضة في مواجهة النظام وحلفائه، الأمر الذي يستدعى انفتاحاً حقيقياً وصادقاً على الجميع، من مختلف التيارات السياسية والفكرية. وهو الأمر الذي يواجه بمقاومة شديدة من قبل التيار الراديكالي في الجبهة، والذين يتهم معارضوه، الداعيةَ الفلسطيني الأردني أبو محمد المقدسي، بالسيطرة عليه وتوجيهه.

 

اتهام يرى آخرون أنه غير واقعي، ويقولون إن منح المقدسي أو غيره من مشايخ التيار السلفي الجهادي، الداعمين لـ”فتح الشام” هذا الدور هو أمر مبالغ فيه، بدليل الموقف الضعيف الذي ظهر فيه المقدسي للمرة الأولى خلال الأيام الأخيرة، بعدما تعرض لحملة انتقاد من قبل شخصيات مؤثرة في الوسط الجهادي في الساحة السورية. وذلك بسبب نشر المقدسي معلومات مغلوطة عن خلاف بسيط بين “فتح الشام” و”صقور الشام” كادت أن تفاقم من المشكلة. هذا بالإضافة إلى تكرار المقدسي دعوة الفصائل السلفية الجهادية للتكتل في جبهة واحدة، الأمر الذي رأى فيه منتقدو المقدسي، دعوة تمهد لضرب الفصائل ببعضها البعض، على أساس التقسيمات الفكرية والإيديولوجية.

 

وعليه، يرى البعض أن ما يجري في واقع الأمر، هو مخاض طبيعي تعيشه “فتح الشام”، أنتج تحولات مهمة بالفعل، ولكن سيكون من المبالغة المطالبة بالكثير من الإصلاحات فيها دفعة واحدة، بالنظر إلى طبيعة الجبهة العقائدية وبنيتها التنظيمية. وهو أمر يتطلب وقتاً طويلاً من أجل إحداث تغيير كبير، في حين يرى أصحاب الرأي الآخر، أن الوقت لم يعد متوفراً أمام “فتح الشام” لإعادة انتاج نفسها.

 

إعادة إطلاق المفاوضات السياسية في جنيف هو الحل المنطقي

معارض سوري : وقف القصف خطوة في الإتجاه الصحيح

بهية مارديني

إيلاف من لندن: إعتبر منذر آقبيق الناطق بإسم تيار الغد السوري أن “وقف القصف على حلب الشرقية هو خطوة في الإتجاه الصحيح”.

 

وقال في حديث مع إيلاف لقد قلنا سابقا أن تدمير المدينة فوق رؤوس أهلها لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون حربا على الاٍرهاب وإنما حرب على الشعب”.

 

واعتبر أن “هذه الخطوة يجب أن تتبعها خطوات اخرى ومن كافة الأطراف”.

 

ورأى أنه ” أولا من جانب روسيا يجب أن تكون الهدنة دائمة وليس كما أعلن عنها ليوم او اثنين. فمن غير المعقول ان يكون قتل أطفال حلب مقبول يوم الأحد وغير مقبول يوم الجمعة”.

 

وشدد آقبيق أن ” قتل الأبرياء بالقصف الجوي وبإستخدام عدة أصناف من الأسلحة وإستخدام العنف يجب ان يتوقف في كافة الأيام”.

 

سحب ميليشيات ايران

 

ورأى أنه “من طرف ايران يجب عليها سحب ميليشياتها الطائفية العراقية واللبنانية من حلب. ومن طرف نظام الأسد يجب عليه السماح بدخول المساعدات الانسانية الى حلب الشرقية، أما من طرف المعارضة يجب إتخاذ خطوات جدية نحو إخراج فصيل جبهة فتح الشام من حلب، بدون التنازل عن الدفاع عن حلب من قبل الفصائل الاخرى، و البدء بخطوات فصل الفصائل نفسها عن تلك الجبهة المرتبطة بتنظيم القاعدة في المناطق الاخرى. وفي حال نجاح تلك الخطوات يمكن تعميم الهدنة على مناطق اخرى، بكافة الالتزامات على الأطراف المذكورة أعلاه”.

 

وقال  في نهاية المطاف ” ‏لقد ظهر جليا لكافة الأطراف ومنذ فترة طويلة ان من يعتقد بإمكانية حسم هذه الحرب عسكريا هو واهم، بل يجب معالجة جذر الصراع وهو سياسي ويتعلق بطموح الشعب السوري في التغيير الديموقراطي. لذلك فإن اتباع خطوات من أجل السلام وإعادة إطلاق المفاوضات السياسية في جنيف هو الحل المنطقي الوحيد الذي يجنّب الشعب السوري مزيدا من الضحايا و الدمار و المآسي الانسانية”.

 

و قالت الأمم المتحدة اليوم ان عمليات الإجلاء لأسباب طبية من شرق حلب لم تبدأ كما كانت تأمل للافتقار إلى الضمانات الأمنية و”التسهيلات” مما يحول دون استغلال عمال الإغاثة لوقف القصف الذي أعلنته روسيا.

 

ونقلت وكالات الأنباء عن المتحدث بإسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لاركه قوله “إن المنظمة الدولية كانت تريد الاستفادة من وقف إطلاق النار الذي تبلغ مدته أربعة أيام لإجلاء مئات المرضى والجرحى من الجزء المحاصر من المدينة ولتوصيل الطعام والمساعدات “الا أن ذلك لم يحدث حتى الآن .

 

أوروبا تتراجع عن معاقبة روسيا لدورها بحلب  

تراجع قادة الاتحاد الأوروبي اليوم عن تهديد روسيا بفرض عقوبات عليها بسبب قصفها مدينة حلب شمالي سوريا، غير أنهم هددوا ببحث كل الخيارات الممكنة إذا استمرت “الأعمال الوحشية” في سوريا.

 

وطلب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي عدم التنصيص في البيان الختامي للقمة الأوروبية التي عقدت الخميس والجمعة في العاصمة البلجيكية بروكسل، على التهديد بفرض عقوبات على موسكو ردا على تصعيدها لغاراتها على أحياء حلب الشرقية، والتي أودت في الأسابيع القليلة الأخيرة بحياة مئات المدنيين.

 

وقال رينزي -الذي ترتبط بلاده بعلاقات تجارية واسعة مع روسيا- إن “العقوبات الاقتصادية يجب ألا تكون جزءا من الإستراتيجية، لأنها لن تجبر موسكو على التفاوض للتوصل إلى تسوية سلمية”. وكانت مسودة البيان الختامي للقمة الأوروبية تتضمن تهديدا بفرض عقوبات على روسيا.

 

إدانة شديدة

وقد أدان الاتحاد الأوروبي بشدة في البيان الختامي هجمات النظام السوري وروسيا على المدنيين في حلب، وطالب النظامَ السوري وحلفاءه بالوقف الفوري لما وصفها بالأعمال الوحشية، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية الى حلب وبقية المناطق السورية.

 

وقال الاتحاد إنه لا يستبعد أي خيار في حال استمرار الهجمات، وذلك في إشارة إلى احتمال فرض عقوبات إضافية على روسيا.

 

وصرحت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الجمعة بأن على الاتحاد الأوروبي دراسة كل الخيارات للضغط على روسيا والرئيس السوري بشار الأسد لوقف الهجمات على مدينة حلب، كما طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بوضع نهاية للهجمات التي تشنها دمشق وموسكو على حلب، وأضافت أن الاتحاد الأوروبي سيتخذ إجراءات ضدهما إذا ما استمرت الحملة الوحشية.

 

وكانت موسكو قد استبقت القمة الأوروبية بالإعلان عن تمديد وقف غاراتها وغارات النظام على حلب إلى السبت، وذلك بعدما بدأ سريان وقف الغارات الخميس.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

قتلى للمعارضة السورية بجوبر واشتباكات في حلب  

 

أفاد مراسل الجزيرة في سوريا بأن ثمانية من مقاتلي المعارضة السورية المسلحة قتلوا خلال هجوم شنته على مواقع قوات النظام في حي جوبر بالعاصمة دمشق،  بينما جرت اشتباكات على عدة محاور في حلب (شمال).

 

وكان هجوم المعارضة بدأ فجر اليوم على محور العباسيين وسط العاصمة، حيث انسحبت قوات النظام من مواقعها ثم التفت على مقاتلي المعارضة وقتلت منهم ثمانية وجرحت آخرين.

 

من جهتها قالت وسائل إعلام النظام السوري إن اشتباكات اندلعت بين الجيش السوري النظامي والمجموعات المسلحة في محور حي جوبر شرق دمشق، وسط قصف مدفعي وصاروخي استهدف نقاط انتشار المسلحين في المكان.

 

وبثت وسائل إعلام النظام السوري صورا من محيط جوبر الزبلطاني في العاصمة دمشق، قالت إنها لحركة المرور الطبيعية بعد معارك عنيفة جرت في جوبر.

 

وفي ريف دمشق، شنّت قوات النظام غارات جوية مكثفة على مخيم خان الشيح ومحيطه ترافقت مع قصف مدفعي عنيف، وسط معارك عنيفة على محور الديرخبية مخيم خان الشيح، حيث تحاول قوات النظام التقدّم.

 

وفي الغوطة الشرقية تستمر محاولات قوات الجيش السوري التقدم على محور بلدتي الريحان وتل كردي، بينما تعرضت بلدة عين ترما لقصف مدفعي دون تسجيل أي إصابات.

 

معارك واشتباكات

وفي حلب، جرت معارك عنيفة بين كتائب المعارضة وقوات النظام على عدة جبهات في أحياء حلب المحاصرة، حيث يحاول النظام التقدم على جبهة جب الشلبي وصلاح الدين وبستان الباشا، بينما تمكنت كتائب المعارضة من قتل وجرح عدد من العناصر المهاجمة.

 

كما جرت أيضا اشتباكات عنيفة على جبهة الملاح ومحيط طريق الكاستيلو شمال حلب. في الأثناء تعرضت عدة أحياء في مدينة حلب ونقاط وبلدات في الريف الشمالي والغربي والجنوبي، لقصف مدفعي عنيف.

 

وفي تطورات موازية، قال مراسل الجزيرة في حلب إن اشتباكات اندلعت بين الجيش السوري الحر من جهة وبين الوحدات الكردية وما يعرف بجيش الثوار التابع لها من جهة أخرى في ريف حلب الشمالي، وذلك بهدف استعادة الجيش الحر قرى حصية ووردية وسد الشهباء وأم حوش وحساجك، وذلك بدعم من قبل المدفعية التركية التي استهدفت عددا من مواقع الوحدات الكردية.

 

وكانت الوحدات الكردية قبل وقت قريب سيطرت على عدد من القرى والمواقع في ريف حلب الشمالي، إثر انسحاب تنظيم الدولة الإسلامية منها تزامنا مع تقدم الجيش السوري الحر.

 

يذكر أن الجيش السوري الحر بدعم من الجيش التركي أعلن عن عملية درع الفرات في ريف حلب الشمالي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، بهدف إخراجه من ريف حلب وتأمين الحدود السورية التركية.

 

وفي إدلب (شمال) شنت طائرات النظام السوري غارات جوية استهدفت المدنيين فجر اليوم في مدينة جسر الشغور بالريف الغربي، راح ضحيتها سبعة قتلى وعشرات الجرحى.

 

وقامت فرق الإنقاذ بانتشال الضحايا والجرحى من تحت الأنقاض ونقلهم للمشافي الميدانية، بينما أغار النظام على مدن خان شيخون وسرمين وقرى بسيدا والحامدية والشيخ مصطفى جنوبي إدلب.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

روسيا تتهم بلجيكا بقصف بلدة حساجك بحلب  

دخل السجال الروسي البلجيكي بشأن قصف بلدة حساجك بحلب مرحلة استدعاء كل من الدولتين سفير الأخرى لديها.

 

فقد استدعت وزارة الخارجية الروسية سفير بلجيكا لدى موسكو أليكس فان موين، اليوم الجمعة، وقالت إنها قدمت له الأدلة التي تثبت تورط طائرات سلاح الجو البلجيكي في قصف بلدة حساجك في حلب، وذلك بعد يوم من استدعاء السفير الروسي لدى بروكسل على خلفية القصف.

 

وأعربت الخارجية الروسية للسفير البلجيكي عن “دهشتها من استمرار إنكار بروكسل بعناد قيام الطائرات البلجيكية بقصف حساجك في ضواحي حلب”.

 

وأوضح بيان أصدرته وزارة الخارجية الروسية أن النائب الأول لوزير الخارجية الروسي فلاديمير تيتوف قدم للسفير أدلة على تورط السلاح الجوي البلجيكي في الهجوم على قرية قرب حلب، والذي أسفر عن مقتل مدنيين في 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

 

وأضاف البيان أن وزارة الدفاع الروسية قدمت في وقت سابق للملحق العسكري البلجيكي في موسكو تقارير مماثلة عن جوانب فنية للطائرتين البلجيكيتين اللتين شاركتا في الهجوم الذي راح ضحيته ستة قتلى وأربعة جرحى من المدنيين، كما أسفر عن تدمير منزلين وهو ما نفته بروكسل.

 

ويأتي هذا الاستدعاء بعد يوم من طلب رسمي قدمته بروكسل إلى موسكو لسحب اتهاماتها، قائلة إنها “لا أساس لها من الصحة”. كما نفت شن هذه الغارة مؤكدة أن “الخريطة التي قدمتها موسكو دليلا -وتشمل مسارا لطائرات بلجيكية على ما يبدو- لا تتضمن أرقام تعريف تعود لطائرات سلاح الجو البلجيكي”.

 

وكان السفير الروسي في بلجيكا ألكسندر توكوفينين قد استدعي أمس الخميس إلى وزارة الخارجية البلجيكية لمدة ساعة تقريبا، وقال وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز إن اللقاء كان “مخيبا للآمال، إذ إن السفير الروسي لم يقدم أي دليل على تأكيدات بلاده”.

 

وتواجه روسيا انتقادات غربية على خلفية حملة القصف الكثيفة على الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب شمال سوريا.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

مسيحيون يتهمون قوى كردية سورية بالتغيير الديموغرافي عبر الإحصاء

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 21 تشرين الأول/أكتوبر 2016

اتّهم مسيحيون سوريون (الإدارة الذاتية) التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في شمال سورية بممارسة تغيير ديموغرافي في محافظة الحسكة عبر الإحصاء السكاني، ليشمل الاحتجاج على هذا الإحصاء غالبية المكونات غير الكردية في المنطقة.

 

وفرضت الإدارة الكردية الجمعة حظر تجوال في مدينة القامشلي الحدودية شمال شرق سورية، من أجل استكمال عملية الإحصاء السكاني الذي بدأته الأسبوع الفائت.

 

وقال المرصد الآشوري لحقوق الإنسان إن (الإدارة الذاتية) “تُمعن في ممارستها للتغيير الديموغرافي في محافظة الحسكة، وقد خلق تصرفها اليوم استياءً شديداً وشعوراً بالقلق وعدم الاستقرار لدى كل شرائح المجتمع في محافظة الحسكة السورية من عرب وكرد وكلدان سريان اشوريين، مسلمين ومسيحيين”.

 

وشدد المرصد على أن هذا الإحصاء السكاني “مخالف للقوانين الدولية، ولمواثيق الأمم المتحدة”، وأوضح “لا فاعلية حقوقية أو قانونية له من حيث الأثر والمفاعيل والنتائج، ولعدم مشروعيته أيضاً”، وتساءل عن الجهة التي خولت هذه الإدارة بإصدار هكذا قرارات، ومشروعيتها القانونية”، وأضاف إنه “يفتقد للشرعية من حيث الأركان والأسس والشروط، حيث تعاني البلاد مند أكثر من 5 سنوات، من حالة حرب وفقدان كلي للأمن وشلل في كافة قطاعات الحياة، ونزوح وتهجير قسري وهجرة مئات الآلاف من أبناء محافظة الحسكة”.

 

كما أشار إلى “فقدان المشروعية الدستورية لهذه السلطة، كونها لا تستند إلى أية أسس دستورية، وشدد على أن المناطق التي يسيطر عليها الأكراد هي جزء من الدولة السورية، وتسري عليها أحكام الدستور والقوانين السورية. كما أكّد على أنه لا مشروعية لـ (الإدارة الذاتية) باعتبارها سلطة أمر واقع”.

 

وقال المرصد إن هذه الإدارة كانت قد أصدرت مجموعة قرارات اعترضت عليها المعارضة السورية، السياسية والمسلحة، من بينها “التجنيد الإلزامي، وفرض أتاوات على المحال التجارية والصناعية، مصادرة املاك وعقارات المهجرين والنازحين، الاعتقالات التعسفية وحالات الخطف، ووضع اليد على المدارس في المحافظة، وعرقلة العملية التعليمية”.

 

وشدد “المرصد على أن الهدف من الإحصاء الذي يقوم به الأكراد، هو “حرمان المكونات الأساسية في محافظة الحسكة من حقوقهم، والاستيلاء على أملاكهم، وإحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة المعروفة بتنوعها القومي والديني والثقافي”. وناشد المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان “العمل على إيقاف مشروع الإحصاء السكاني وعدم الاعتراف بنتائجه، ووضع حدّ لتجاوزات وانتهاكات هذه الإدارة بحق أبناء محافظة الحسكة”.

 

وأثار الإحصاء السكاني لعدد القاطنين في ما يُطلق عليه أكراد سورية اسم (المقاطعات الكردية الثلاث)، خلافاً بين الأكراد أنفسهم، حيث أعربت قوى وأحزاب وشخصيات كردية مستقلة عن خشيتها من نوايا الحزب الكردي من راء هذا الإحصاء، وقالت إن هدفه غير المُعلن هو إعطاء حق الانتخاب فقط لمؤيديه هذا الحزب الذي يستأثر القرار الكردي بالقوة المسلّحة، وعلى رأس هذه القوى المجلس الوطني الكردي السوري وتيار المستقبل الكردي في سورية والحزب الديمقراطي الكردستاني في سورية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى