أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 21 تموز 2017

ترحيب روسي بوقف أميركا دعمها المعارضة

موسكو، لندن، نيويورك – «الحياة»

رحبت روسيا بإعلان مسؤولين أميركيين في إدارة الرئيس دونالد ترامب إنهاء الإدارة برنامج تدريب فصائل في المعارضة السورية وتسليحها. وقال مصدر مقرب من وزارة الدفاع الروسية لـ «الحياة»، أن قرار ترامب «خطوة في الاتجاه الصحيح»، مشيراً إلى أن موسكو أبلغت واشنطن «أكثر من مرة بأن هذا البرنامج غير فعال لأنه يوجه رسائل خاطئة إلى المعارضة السورية ويدفعها إلى التشدد حيال العملية السياسية، ولم يساهم في دفع جهود مكافحة الإرهاب» (للمزيد).

في المقابل، انتقدت المعارضة السورية القرار واعتبرته فصائل «الجيش الحر» بمثابة «خضوع لمطالب موسكو ما من شأنه تعزيز العناصر الجهادية». وأثار القرار خلافات في واشنطن. واعتبر مسؤول في الإدارة الأميركية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «خرج فائزاً».

وجاء القرار الأميركي، وسط تحولات لافتة ميدانياً وسياسياً تشير إلى توجه أميركا وفرنسا وروسيا لمقاربات جديدة في ما يتعلق بالمسار السياسي. كما تزامن مع تشديد القبضة على تنظيمات متطرفة في سورية. وأدرج مجلس الأمن الدولي أمس تنظيمي «جيش خالد بن الوليد» و «جند الأقصى» على لوائح التنظيمات الإرهابية.

وقال المسؤول في الخارجية الروسية، أرتيوم كوجين، أن موسكو ترحب بخطوة إنهاء برنامج دعم المعارضة. وزاد في إيجاز صحافي أمس: «الخطوات كافة التي تستهدف تخفيف التوتر وتعزيز الأمن في الشرق الأوسط نرحب بها». وزاد: «نرى تقارباً ملحوظاً في مواقف منصات الرياض والقاهرة وموسكو تجاه حل النزاع. وباتت أكثر واقعية في تقييمها لحل الأزمة السورية».

ونقلت «واشنطن بوست»، عن مسؤولين في واشنطن قولهم أن «الإغلاق النهائي لهذا البرنامج السري يعكس اهتمام ترامب بإيجاد سبل للعمل المشترك مع روسيا التي تعتبر هذا البرنامج… ضرباً لمصالحها». وأفاد المسؤولون بأن الأردن دعم قرار وقف تدريب فصائل معارضة وتسليحها.

ويمثل هذا الإجراء، وفق معطيات المسؤولين الأميركيين، جزءاً من استراتيجية جديدة أوسع، يتبعها ترامب وتركز على عقد مفاوضات مع روسيا لتطبيق «نظام هدن» في كل سورية.

كما تتبلور رؤية أميركية- فرنسية- روسية تركز على وقف العنف وبدء عملية سياسية بانخراط أكبر من الدول الثلاث.

في أنقرة، نفى إبراهيم كالين الناطق باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ضلوع الحكومة التركية في نشر معلومات مفصلة حول مواقع 10 قواعد عسكرية أميركية في سورية، بعدما حذرت واشنطن أنقرة من أن التسريبات «تعرض سلامة جنودها للخطر».

في نيويورك، أدرج مجلس الأمن الدولي تنظيمي «جيش خالد بن الوليد» و «جند الأقصى» على لوائح التنظيمات الإرهابية، في قرار أعدّته الولايات المتحدة وصدر تحت الفصل السابع بإجماع أعضاء مجلس الأمن.

وترافق صدور القرار مع رسالة تحذير مباشرة وجهتها مصر، العضو العربي في مجلس الأمن، إلى قطر، بالنسبة إلى تمويل التنظيمات الإرهابية. وقال نائب السفير المصري إيهاب مصطفى أن «تبني النظام الحاكم في قطر سياسة دعم الإرهاب، بالتمويل والتحريض ومنح الملاذ الآمن لرموزه، وضع مشين لا يمكن أن يستمر».

 

مهلة جرود عرسال تنتهي فجر اليوم و «حزب الله» يحشد والجيش يحمي مناطقه

بيروت – ناجية الحصري

اكدت مصادر عسكرية لبنانية لـ «الحياة» ان المهلة التي اعطيت للمسلحين الذين يحتمون بجرود عرسال وينتمون الى «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» الارهابيين تنتهي فجر اليوم، آملة بأان تقتنع قيادة «الجبهة» التي كان يفاوضها «حزب الله» حول انسحابها الى داخل القلمون السوري بأن المعركة اذا ما نشبت فان هؤلاء المسلحين سيخسرونها». وكشفت هذه المصادر «نتيجة معطيات لديها»، عن ان «حزب الله حشد اعداداً كبيرة من مسلحيه لخوض هذه المعركة والتي اتخذ بها القرار ايرانياً». واشار الى «ان توقيت المعركة مرده إلى ان ايران تريد تطهير المنطقة التي باتت تسيطر عليها داخل سورية وبالتالي توظيف الامر في السياسة».

وفي انتظار المعركة فان مخيمات للاجئين السوريين على اطراف بلدة عرسال التي ستدور المعركة في جرودها وتبعد من البلدة 15 كلم، رفعت اعلام لبنانية فوق الخيم. وقال مدير مخيم «الورد» ابو محمد لـ «الحياة»، إن رفع الاعلام «دلالة الى اننا بحماية الجيش ومعه»، مشيراً في الوقت ذاته الى مغادرة بعض العائلات النازحة الخيم واستئجار بيوت داخل عرسال بشكل موقت تحسباً لأي تطور امني قد يطاول المخيم». وابدى تخوفه من «مندسين يورطون المخيم وناسه».

واكد المصدر العسكري حصول اجتماع بين قيادتي «النصرة» و «داعش» في الجرود لتنسيق ما»، الا انه اعتبر ان المعركة التي سيخوضونها خاسرة، فالمجال الحيوي مغلق». وشدد على ان الجيش اللبناني لن يتدخل في هذه المعركة قطعاً «لا نريد ان ندفع ثمن هذه المعركة، ولن ننجر الى معركة يخوضها حزب الله».

واعلن المصدر انه في حال سقطت الجرود في يد «حزب الله» فان عرسال ليست ساقطة ولن تكون لا للحزب ولا لغيره انما للجيش اللبناني، واذا سقطت الجرود فان الجيش اللبناني يستلمها فقط، فأرضنا لبنانية وستبقى، ونحن موجودون اصلاً في مراكزنا وكنا نقوم بدوريات في الجرود اللبنانية». ونفى اي نية للتنسيق «لا مع الجيش النظامي السوري ولا مع حزب الله، ولا ضرورة لذلك».

واكد المصدر العسكري «ان وضع النازحين السوريين لن يتغير بعد سقوط الجرود».

وسألته «الحياة» عن فشل جهود اعادة النازحين اللبنانيين والسوريين الى بلدة الطفيل حتى الان، فاعتبر المصدر ان مشكلة الطفيل تتعلق برفض السلطة اللبنانية ان تمول ايران تزفيت الطريق وكلفتها 40 الف دولار».

وحول معلومات ترددت عن «جبهة النصرة» حصلت على سلاح ثقيل في الجرود، سأل المصدر عن كيفية حصول ذلك، أمن الجو؟».

ولفت المصدر الى ان «الجيش اللبناني سيتمكن من مراقبة المعركة من مواقعه فأرض المعركة سفوح وتلال ومن تلال معينة تمكننا متابعة ما يجري». وكشف وفق معطيات عن ان «حزب الله» يأخذ في الاعتبار امكان لجوء المسلحين الى تفجير انفسهم في قواته، فهؤلاء لن يبق لهم خيار الا الموت او الاستسلام».

وقال ان الجيش اللبناني يتحسب لامكان «اختراق ارهابي مواقعه ومهمتنا ان نمنعه حتى لا يتسببوا بمشكلة اخرى».

وكانت بلديات بعلبك والنبي شيت وبريتال وايعات وغيرها في محافظة بعلبك- الهرمل اتخذت قراراً بمنع تجول النازحين السوريين فيها من الثامنة مساء وحتى الخامسة صباحاً. واكد المحافظ بشير خضر لـ «الحياة» ان هذا القرار اتخذ على مستوى 4 بلديات ولا علاقة للمحافظة به، وجاء على خلفية الاحتقان الحاصل بسبب الشريط المصور عن عملية تعذيب نازح سوري بعد الاصطفاف الذي تسبب به وفاة النازحين الموقوفين الاربعة والدعوات الى التظاهر ضد الجيش اللبناني».

ونفى ان يكون منع التجول على علاقة بمعركة الجرود «فهذه البلدات بعيدة من الحدود مع سورية كبعد طرابلس من جونيه». واشار الى انه سبق ان اتخذ مثل هذا الاجراء الوقائي عقب تفجيرات بلدة القاع وحصول غليان ضد السوريين وكان اجراء موقتاً لثلاثة ايام وهدفه، كما الآن، حماية النازح السوري، خصوصاً ان اعداد عناصر قوى الامن الداخلي في المحافظة قليل».

 

مشاريع عقوبات أميركية لـ «حزب الله»

واشنطن – جويس كرم؛ بيروت – «الحياة»

تقاطعت معلومات مصادر متعددة مساء أمس، حول أن المفاوضات بين «حزب الله» وبين قادة المسلحين التابعين لـ «جبهة النصرة» في جرود بلدة عرسال لم تُحدث تقدماً، وأن الحزب أمهل هؤلاء حتى فجر اليوم، بحيث باتت المعركة لإخراجهم من الجرود بعملية عسكرية، أقرب من خيار إخراجهم بالتفاوض (للمزيد).

وفي واشنطن، علمت «الحياة» من مصادر في الكونغرس، أن مجلسي النواب والشيوخ اقتربا من تقديم ثلاثة مشاريع قرار تستهدف «حزب الله» وممولين له داخل لبنان وخارجه.

وأكدت المصادر أن هناك ثلاث مسودات انتهى العمل بها وستقدم في أي ساعة إلى الكونغرس، ليتم درسها والتصويت عليها بعد عطلة الكونغرس التي تستمر طوال شهر آب (أغسطس) المقبل. ولفتت المصادر إلى أن هناك مشروعين سيتم تقديمهما في مجلس النواب، الأول هو «قانون مكافحة تمويل حزب الله لـ٢٠١٧» ويتبناه رئيس لجنة العلاقات الخارجية النائب الجمهوري أد رويس، والثاني يتناول استخدام «حزب الله» دروعاً مدنية ويتبناه النائب الجمهوري عن ولاية ويسكونسن مايك غالاغر، أما المشروع الثالث فيتبناه السيناتور الجمهوري ماركو روبيو في مجلس الشيوخ، وهو الأشد لهجة وحدّة في مضمونه وعقوباته المقترحة على شخصيات وجهات تمول الحزب.

وإذ لفتت المصادر إلى أن هذه المسودات انتهى العمل عليها بعد تعديلات طاولت مشروع رويس، بحذف الإشارة إلى حركة «أمل»، توقعت مصادر أن يتم تقديمها في الساعات المقبلة في الكونغرس، فيما أكدت مصادر أميركية أن تقديمها سيتم قبل نهاية الشهر، ولم يتم حسم عرض المسودات الثلاث معاً أمس. ولفتت المصادر الأميركية إلى أن مشروع رويس لا يستهدف لبنان وبنيته الاقتصادية، بل يحرص على عزل شبكات «حزب الله» التمويلية على مستوى الأفراد والمؤسسات داخل لبنان وخارجه.

وتأتي المسودات في وقت تصعّد إدارة دونالد ترامب لهجتها ضد إيران، كما تسبق زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري واشنطن التي تبدأ الأسبوع المقبل، وسيلتقي خلالها ترامب وأركان الإدارة وأعضاء بارزين في الكونغرس.

في لبنان، تكثّفت الضغوط العسكرية على مواقع المسلحين في الجرود عبر غارات الطيران السوري النظامي، فيما أعلن مساء أمس أن «حزب الله» قصف هذه المواقع بالمدفعية، وأكد مصدر عسكري لبناني لـ «الحياة» أن الحزب أنجز حشد عدد كبير من مقاتليه في المناطق المحيطة بالجرود، خصوصاً من الجهة السورية بالتنسيق مع الجيش السوري.

وأوضح المصدر العسكري لـ «الحياة»، أن الجيش اللبناني لن يتدخل في المعركة وسيحمي المناطق الخاضعة لسيطرته في عرسال ومحيطها وسيمنع المسلحين من التسلل إلى هذه المناطق في عرسال وغيرها أو إلى مخيمات النازحين السوريين. ورفع بعض مخيمات النازحين في محيط عرسال علماً لبنانياً على خيم فيه، تحسباً لأي التباس، وللدلالة على أنهم بحماية الجيش.

 

تيلرسون يأمل رفع “الحصار البري” على قطر

واشنطن – رويترز :  قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون اليوم الجمعة إن الولايات المتحدة راضية عن جهود قطر لتنفيذ اتفاق وقع الأسبوع الماضي يهدف إلى مكافحة تمويل الإرهاب.

 

وحث تيلرسون السعودية والإمارات ومصر والبحرين على رفع “الحصار البري” على الدوحة.

 

وقال تيلرسون للصحفيين قبل أن يجتمع مع وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي في وزارة الخارجية “ينفذون الاتفاق بكل همة لذا أعتقد أننا راضون عن الجهود التي يبذلونها”.

 

وأضاف “أتمنى أن تدرس الدول الأربع كبادرة على حسن النوايا رفع هذا الحصار البري الذي أعتقد أن له أسوأ تأثير على الشعب القطري”

 

لافروف: الأنشطة الأمريكية في سوريا لا تستند لأي أساس قانوني

موسكو – الأناضول :  قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن الولايات المتحدة لا تكشف عن قواعدها العسكرية في سوريا لأن أنشطتها هناك لا تستند لأي أساس قانوني.

 

وخلال تصريح للصحفيين في موسكو، أشار لافروف إلى أن الأنشطة التي تقوم بها روسيا في عموم سوريا تأتي في إطار اتفاق متبادل بين البلدين.

 

واستدرك بقوله: “أمّا الأنشطة الأمريكية في سوريا، فهي لا تستند لأي أساس قانوني، ولهذا السبب لا تكشف الولايات المتحدة عن قواعدها العسكرية هناك”.

 

وأشار لافروف إلى أن الهدف المشترك لكل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، هو مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار السياسي هناك.

 

وتطرق الوزير الروسي إلى الاتفاق الذي توصلت إليه موسكو وواشنطن لوقف إطلاق النار جنوب غربي سوريا، مبينًا أن الأعمال ستكتمل قريبًا بهذا الشأن.

 

وفي 7 يوليو/ تموز الجاري، أعلنت الأردن توصّلها مع واشنطن وموسكو، لاتّفاق يدعم وقف إطلاق النار جنوب غربي سوريا، وبدأ العمل بالاتفاق عقب يومين من التوصّل إليه.

 

قيادي في «أحرار الشام» يتهم «هيئة تحرير الشام» بأنها من بدأ القتال ولم تلتزم الاتفاقات

سلطان الكنج

إدلب ـ «القدس العربي»: تتفاقم الخلافات بين حركة أحرار الشام وهيئة تحرير الشام بين فترة وأخرى، وتحولت تلك الخلافات لصراع وهجومات مضادة بين الطرفين، ولكن المواجهات الحالية تختلف عن سابقاتها لأنها الأكثر انتشاراً في المناطق الخاضعة للفصائل وبسبب ضخامة التحشدات بين المتنازعين، وأدت المواجهات بينهما إلى مقتل عدد من المدنيين.

وحول هذا الاقتتال بين الطرفين، يقول الناطق العسكري باسم حركة أحرار الشام عمر خطاب في تصريح لـ «القدس العربي»: «إن من بدأ هذا الاقتتال هي هيئة تحرير الشام فإنهم لم يلتزموا بالاتفاقيات المبرمة بيننا وبينهم على الرغم من أن الذي حظر هذه الاتفاقيات هم قادة الصف الأول».

وحول الأسباب التي أدت للإقتتال يضيف خطاب: «قامت هيئة تحرير الشام ليلة البارحة بهجوم على حاجز لأحرار الشام في قرية أحزارين وهجموا على بلدتي بلين ومعراته ومن حقنا في الحركة دفع هذا البغي».

وعن الاتفاق الذي حصل بين الطرفين في الأيام الأخيرة يقول الناطق العسكري «كان هناك اتفاق على إنهاء حالة التوتر وازالة الحواجز، ولكن لم يلتزموا بهذا الاتفاق وما شاهدناه من هجوم على قرية تل الطوقان وما تبعه من عدم انسحابهم من محكمة تل الطوقان وعاثوا فساداً في بيوت من ينتمي للحركة، وكذلك الأمر بهجومهم على قرى جبل الزاوية».

وعما إذا ستوقف الحركة القتال ضد الهيئة يقول خطاب»نحن لم نبدأ القتال لكي نوقفه هم من هجم علينا ونحن دائما ندعو لرمي السلاح جانباً وندعوا لتغليب لغة العقل والمصلحة الثورية ولا ندعو لاستمرار هذا القتال لكن من اعتدى علينا سنرده كائناً من كان». وأكد أن هناك وساطات لوقف هذا الاقتتال لكن يجب أن تكون هذه الوساطات مختلفة عن السابق وفق قوله. ويحمل الناطق العسكري باسم الأحرار مسؤولية قتل المدنيين لمن أعتدى وبغى حسب تعبيره «يوجد قتلى بين المدنيين لكن دماءهم برقبة من بغى وأعتدى وندعو المدنيين لعدم الاقتراب من مناطق التوتر والتزام بيوتهم ريثما تحل هذه المشكلة».

هذا وأكدت هيئة تحرير الشام، أن من بدأ هذا القتال هي حركة أحرار الشام حيث هاجمت الهيئة، وأعلنت الحرب عليها.

وقال القيادي في «هيئة تحرير الشام» أبو أحمد الحصي لـ»القدس العربي»: «نحن لم نعتدي بل أحرار الشام هي من هاجمتنا في الدانا وسرمدا واعتقلت عناصر من الهيئة، وبالتالي لم يكن أمامنا من خيار لرد هذه البغي غير الدفاع عن أنفسنا «.

وأكد أن حركة أحرار الشام هي من أخلت بالاتفاقات السابقة، وهي من حشدت «الحركة تجاهلت كل العهود التي تم عقدها فهي استمرت في التجييش الإعلامي ضد الهيئة، وهي من شاركت في هاشتاغات ضد الهيئة وقياداتها ولم تلتزم بسحب الحواجز بل قامت بتكثيفها».

ويعتبر القيادي أن الفرصة ما زالت قائمة لتلافي قتال دامٍ بين الطرفين، «مازال هناك وقت لوقف هذا القتال والذي لم يتم تداركه سيؤدي لكوارث على الساحة ونحن مستعدون لصلح شامل لكن بشرط أن تلتزم الأحرار بالعهود والمواثيق».

ويقول مدير العلاقات الإعلامية لهيئة تحرير الشام عماد الدين مجاهد «لنعمل على تحيد المدن والقرى التي لم تشهد اشتباكات حرصاً على سلامة الأهالي، أما مناطق الاشتباكات فيرجى التزام الناس في بيوتهم ريثما ترجع الأمور إلى طبيعتها».

 

محادثات «جنيف»… مسلسل من الفشل ملّ السوريون من متابعته

نسرين أنابلي

غازي عنتاب – «القدس العربي»: «حافياً ذهب غاندي إلى مفاوضاته مع البريطانيين؛ وحين ماطلوه قاطع المفاوضات عائداً إلى بلده حافي القدمين أيضاً، وحافي القدمين استمرّ في نضاله السلميّ حتى تحرّر بلده».

وبعد هدنةٍ دخل «هوشي مِنِه» في مفاوضات مع الفرنسيين، لكن قائده العسكري «الجنرال جياب» كان يقول للفرنسيين: بعد الهدنة سنهزمكم. وانتصر في معركة (ديان بيان فو) فارضاً على الأرض ما لم يستطع هوشي منه تحقيقه في المفاوضات.

وفي مفاوضاته مع نظام الفصل العنصري أصرَّ مانديلا على تفكيك أجهزة الأمن العنصرية وبخاصة «وحدة مكافحة الإرهاب « المختصة باضطهاد الأفارقة، كشرط أول لأيّة عملية انتقالية أو مصالحة وطنية؛ ولم يُكمِل المفاوضات حتى تحقق هذا الشرط.

بهذه الكلمات أجابني الكاتب والإعلامي السوري نجم الدين السمان،عندما سألته عن وجهة نظره في محادثات جنيف7، اختار الكاتب والإعلامي هذا الأسلوب ليعبر عن وجهة نظره الرافضة لهذه المحادثات منذ بدايتها، واختتم حديثه قائلاً:

«بالنسبة لي.. لم أشعر بأنّ هناك مفاوضات منذ جنيف 1 وحتى جنيف 7، وحين أرى شيئاً شبيهاً بالنماذج الثلاثة التي ذكرتها سابقاً.. سأقول بأنّ المفاوضات قد بدأت!! «

أيضاً كان من اللافت والجدير بالملاحظة أثناء إعداد التقرير أن هناك عدداً كبيراً من السوريين وبعضهم ممن يُعرف بمتابعته للسياسة، عندما كنت أوجه لهم أي سؤال بخصوص محادثات جنيف، يعتذرون عن عدم الإجابة متعللّين بعدم متابعتهم لمجرياتها! وهذا يعكس خيبة أمل كبيرة تخيّم على معظم السوريين وعدم ثقتهم بجدية هذه المحادثات لتحقيق النتائج المنتظرة منذ انعقاد الجولة الأولى وحتى الآن.

محمد شحادة من «المجموعة السورية للإعلام» يتحدث لـ»القدس العربي» عن أن سبب تكرار جولات جنيف هو أمر يعكس نيّة موسكو الالتفاف على مرجعية جنيف 1 التي تحدّثت عن تشكيل هيئة حكم انتقالي في سوريا، الأمر الذي يعني إنهاء أي دور الأسد في مستقبل البلاد، ويختتم حديثه قائلاً:

«على ما يبدو، سيعقد مستقبلاً الكثير من جلسات مباحثات جنيف، بانتظار بلورة الموقف العسكري والأمني وتوزّع خارطة السيطرة في سوريا، لا سيما في ضوء السباق الذي تخوضه مختلف الأطراف لانتزاع مناطق جديدة من سيطرة تنظيم «الدولة». وأيضاً بانتظار ما ستتمخّض عنه مباحثات آستانة، التي ستلعب دوراً كبيراً في تشكيل خارطة الحل السياسي لسوريا».

 

«أستانة» هرباً من «جنيف»

 

ميلاد الحلبي يُرجع سبب تكرار المحادثات دون التوصل لنتائج ملموسة، إلى التغييرات الميدانية على الأرض، ويرى أن الفكرة الأساسية من محادثات جنيف منذ جولتها الأولى، هي جَرْ النظام وروسيا إلى ساحة معركة سياسية تحت غطاء أممي، لذلك كان من الطبيعي أن تعمل روسيا على التهرب من استحقاقات سياسية، وهذا ما دعاها لابتداع محادثات استانة، ونجحت باختراق المرجعية الدولية وقلبت المعادلة وجعلت الثورة والمعارضة في خانة الفريق الأضعف بعد أن أبعدتهم عن الغطاء الأممي، لذلك يعتقد ميلاد أن روسيا ستستمر بإيجاد مخرج يُبعد مصير تقرير السلطات عن مسرح محادثات جنيف الأخيرة، لذلك فلن تخرج هذه المحادثات بشيء جديد.

ويتشارك المحامي أيمن أبو هاشم منسق تجمع مصير الرأي مع ميلاد بخصوص التأثير السلبي لمحادثات أستانة على مجريات محادثات جنيف، فهو يعتقد بأن التعامل مع وقائع الصراع السوري من منظور الحلول الجزئية على حساب المرجعية الدولية ومتطلبات بناء الانتقال السياسي والحل الشامل، هو السبب لإطلاق محادثات أستانة منذ بداية العام الحالي.

ويتابع: «بعد الجولة السابعة من محادثات جنيف، بات واضحاً أن القوى الدولية المُمسكة بالملف السوري ليس لديها إرادة جديّة للوصول إلى حل سياسي بناءً على البيان الصادر عن المحادثات وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة».

ووجّه أيمن أصابع اللوم لوفود المعارضة المشاركة في المحادثات، معتبراً أن حجة المشاركة بهدف عدم ترك الساحة السياسية والدولية لرواية النظام لم تعد مقبولة، فهذا التبرير قد فقد معناه مع انسداد أفق المفاوضات من جهة، وبسبب ضعف شرعية تلك الوفود، لأن تأثيرها بات محدوداً في الساحة السورية مقارنة بقوة تأثير النظام وحلفائه.

في المقابل، يرى الدكتور باسل الجنيدي مدير مركز الشرق للسياسات أن «جنيف» فقد أهميته بسبب نقص اهتمام الجانب الأمريكي به، فالأمريكيون حالياً هم خارج الملف السوري وذلك لصالح تنامي الدور الروسي، وهذه الإستراتيجية تخلق تبعات كبيرة، بمعنى أن الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن ومن ضمنها روسيا وفرنسا على وجه التحديد تبحث عن مرجعية لعملية سياسية جديدة مختلفة عن جنيف وعن بنود قرار 2254 وضمن السقف الروسي، هم يبحثون عن توافق حول قرار جديد لمجلس الأمن للوصول لحل سياسي بعيد عن فوضى جنيف، وإعلان قرار جديد سيتضمن بالتأكيد شروط أخف من بنود2254، كما أن الدول الدائمة العضوية تبحث عن خلق رابط بين جنيف وأستانة، بمعنى آخر تسعى لإعطاء شرعية لمحادثات استانة في سوريا».

ولفت الدكتور باسل إلى أنه ورغم ترك الملف السوري بيد الروس وحدهم لكن روسيا هي الحلقة الأضعف في سوريا، بمعنى أن الأمريكيين والأوربيين أطلقوا يد روسيا في سوريا وجعلوها تفعل ما تشاء، ولكن هذا الأمر في الواقع هو نوع من أنواع الترويض، فمثلما تورط الأمريكيون في العراق، فإن الروس يتورطون في سوريا، والمجتمع الدولي يرى الأمر من زاوية أن دولة لديها كم هائل من الأزمات تضع يدها على دولة مدمّرة وتديرها، وهم لا مانع لديهم من غوص روسيا في المستنقع السوري أكثر فأكثر.

 

مراوحة في المكان

 

الباحث السياسي الدكتور محمود الحمزة يرى أن المفاوضات ترواح في مكانها منذ البداية بدعم من روسيا وتخاذل أمريكي، ويعتقد أن العنوان الأبرز للجولة السابعة كان محاربة الإرهاب في الوقت الذي تدعم فيه روسيا الميليشات المتطرفة الداعمة للنظام!

ويضيف الدكتور الحمزة بأن هناك خطة أمريكية إسرائيلية تشارك روسيا في تنفيذها وقوى أخرى دولية وإقليمية لتدمير سوريا وضرب القوى السياسية والمسلحة المعتدلة، ولذلك تعمل روسيا على دعم القوى التي تُمارس الاٍرهاب ضد الشعب السوري المتمثّلة بالنظام وبإيران والميليشيات الطائفية المتطرفة التابعة لها.

في المقابل تدعم أمريكا القوى التي تحمل أجندات خطيرة على وحدة ومستقبل سوريا، والاتفاقيات الأخيرة في جنوب سوريا وشرقها وشمالها تؤكد لاأخلاقية الدول الكبرى والإقليمية، فالكل يبحث عن أجنداته الخاصة على حساب الشعب السوري.

على أمل ألا تبقى هذه المحادثات مجرد سلسلة من الأرقام أو حلقات من مسلسل، سنشهد مستقبلاً عقد المزيد من جولات المحادثات التي يأمل السوريون أن تتم معالجة قضيتهم خلالها، وليس أطماع الدول التي تعقدها.

 

البيت الأبيض يقدم إحاطة سرية لمجلس الشيوخ حول القضاء على تنظيم «الدولة» في سوريا

استراتيجية واشنطن الجديدة ترتكز على إبادة عناصره

رائد صالحة

واشنطن ـ «القدس العربي»: لم يقتنع العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بفكرة حاولت ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترويجها بقوة في الايام الأخيرة وهي ان خطط البيت الابيض ضد تنظيم «الدولة» تمثل شيئاً جديداً على الرغم من وصف السناتور بوب كوركر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس لخطط الادارة الأمريكية بأنها شاملة.

وقدم وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس ووزير الخارجية ريكس تيلرسون ورئيس هيئة الاركان المشتركة دوزيف دانفورد إحاطة سرية لمدة ساعة إلى أعضاء مجلس الشيوخ في مبنى الكابتول وجاء هذا العرض عقب نجاح حملة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للإطاحة بتنظيم «الدولة» من معقلها في الموصل في العراق والاستعداد لدفع التنظيم خارج مدينة الرقة السورية وأماكن اخرى.

وقال كوركر الذي غادر جلسة الاحاطة السرية قبل الانتهاء من استعراض الخطط «انها نوع مختلف من الجهود الجارية» واعتقد انها ستترك أثراً إيجابياً ولكنه رفض الافصاح عن الفارق بين جهود ادارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما واستراتيجية البيت الابيض الجديدة، قائلاً بأن المقارنات بغيضة. وأضاف: «هناك الكثير من الوضوح في الخطط الجديدة والكثير من التركيز على الابادة والكثير من الشراكة مع الدول الأخرى… يمكننا القول ان هناك طاقة متجددة».

ولم تعثر السيناتور تامي داكورث من جهتها على أي شيء جديد في خطط ادارة ترامب اذ قالت ان الاحاطة كانت مجرد تحديث حول التقدم الذي تم في المنطقة ولم تتضمن استراتيجية ترامب التي طال انتظارها لهزيمة التنظيم، واضافت «الاحاطة كانت عبارة عن استعراض للوضع على الأرض، وهو أمر لطيف جداً ولكن لم يكن هناك أي شيء جديد».

ورفض السيناتور تيم كارين مناقشة تفاصيل الجلسة بسبب الطبيعة السرية للإحاطة ولكنه أكد ان الاحاطة كانت جيدة جداً وأنها وفرت مناقشة قوية مع الادارة بخصوص الحملة، وقال السيناتور دان سوليفان ان استراتيجية البيت الابيض تركز، ايضاً، بشكل كبير جداً على العمل مع الحلفاء. وكشف سوليفان ان استراتيجية البيت الابيض الجديدة تركز على إبادة جميع المقاتلين من التنظيم والقضاء على المقاتلين الاجانب حتى لا يتمكنوا من العودة لديارهم أو شن هجمات إرهابية في أوروبا أو الولايات المتحدة. وأوضح سوليفان ان هذه الخطط تختلف كثيراً عن خطط إدارة أوباما.

وقال السيناتور ليندسي غراهام أنه يشعر بالقلق لأن خطة «داعش» لا تتناول مصير بشار الاسد الذي وصفه غراهام بانه سبب حالة عدم الاستقرار التي ادت إلى ظهور الجماعة الإرهابية، وأكد ان السيناتور جون ماكين الذي تعرض لمرض خطير في الايام الأخيرة يشاركه هذه الآراء، واضاف «لا توجد خطة للتخلص من الأسد، نقدر حقاً كل ما يفعلونه لتحرير المناطق والحصول على أموال من المانحين للمساهمة في اعادة البناء ولكن السؤال الاساسي هو: كيف يمكن إبعاد الاسد عن السلطة».

وجاءت الإحاطة السرية في اليوم الذي افادت فيه تقارير بأن ترامب قد أنهى برنامجاً لتسليح جماعات المعارضة السورية في معركتها ضد الأسد، ويعتبر تغيير السياسة انتصاراً لروسيا التي تعتبر واحداً من أقوى حلفاء النظام السوري.

 

معركة الجرود: نازحون يغادرون منطقة الاشتباكات لداخل عرسال

جلال بكور، بيروت ــ العربي الجديد

بعد ساعات من إعلان “حزب الله” إطلاق عملياته ضد مواقع تنظيم “جبهة فتح الشام” (النصرة سابقاً) في الجرود المتداخلة بين لبنان وسورية شرقاً، أكد رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري، أنّ “الوضع في داخل البلدة مستقر، فيما النازحون السوريون يلازمون المخيمات”.

وأشار رئيس بلدية عرسال، اليوم الجمعة، في بيان، إلى “سماح الجيش اللبناني لعدد من العائلات السورية النازحة المقيمة في منطقة وادي حميد على أطراف بلدة عرسال، وقرب مواقع الاشتباك بالدخول إلى المخيمات المقامة داخل البلدة، وفي منطقة انتشار عناصره”.

ولم يُعرف بعد عدد العائلات الهاربة، ولا مصير باقي العائلات التي تقيم في مخيمات عشوائية في منطقة جرود عرسال، والتي يستهدفها “حزب الله” بالقصف المدفعي والصاروخي قبل تقدم عناصره باتجاهها، تزامناً مع استمرار القصف الجوي للنظام السوري.

وفي حديث مع “العربي الجديد”، قال الناشط حسين أبو علي، من “المركز الإعلامي في القلمون الغربي”، اليوم الجمعة، إنّ “ثلاثين عائلة من مخيمات جرود عرسال تمكنت من الوصول إلى بلدة عرسال بعد اجتياز حواجز الجيش اللبناني، في حين لا يزال أفراد مئات العائلات عالقين في الجرود، نتيجة القصف المكثف من حزب الله، ويحاولون العبور إلى البلدة”.

وفي وقت مبكر من صباح اليوم، الجمعة، أعلن “جهاز الإعلام الحربي” التابع لـ”حزب الله” اللبناني، عن “بدء العملية العسكرية لتطهير جرود عرسال والقلمون من المسلحين الإرهابيين”، على حدّ زعمه.

وأشار الجهاز إلى “استهداف تجمّعات ونقاط انتشار وتحصينات ومواقع جبهة النصرة في ضهر الهوى، وموقع القنزح، ومرتفعات عقاب وادي الخيل، وشعبة النحلة في جرود عرسال اللبنانية، وجرود فليطة السورية”.

ويأتي هذا الإعلان بُعيد ساعات من بدء المعارك، مساء أمس الخميس.

وكانت مصادر متابعة لملف معركة الجرود المتداخلة بين لبنان وسورية، قد أفادت، أمس الخميس، عن تسجيل عناصر “حزب الله” تقدّماً محدوداً في جرود منطقة القلمون السورية، بعد اندلاع معارك محدودة مع عناصر “جبهة فتح الشام” في منطقة جبل البركان السورية مساءً.

كما شهد بعد ظهر أمس، قصفاً مدفعياً مشتركاً للجيش اللبناني والحزب على مناطق انتشار “جبهة فتح الشام” في وادي الخيل، في جرود بلدة عرسال اللبنانية، بعد الاشتباه بتحرّكات لـ”جبهة فتح الشام” في المنطقة.

وتأتي هذه التطورات الميدانية بعد تراجع وتيرة المفاوضات التي تعثرت بين الحزب و”جبهة فتح الشام”، إثر رفض أمير “جبهة فتح الشام” تسليم سلاحه الثقيل للحزب، والمغادرة نحو الداخل السوري.

في غضون ذلك، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، بأنّ “الجيش اللبناني دعا المنظمات الإنسانية الدولية، لا سيما الصليب الأحمر، إلى مواكبة اللاجئين الراغبين في الخروج من المخيمات القريبة من مراكز المسلحين”، وذلك في إشارة إلى المخيمات العشوائية المنتشرة عند أطراف بلدة عرسال وخارج منطقة انتشار الجيش اللبناني، وهي منطقة قريبة من ساحة الاشتباكات.

وفي العاصمة بيروت، ترأس وزير الداخلية والبلديات اللبناني، نهاد المشنوق، اليوم الجمعة، اجتماعاً استثنائياً لمجلس الأمن الداخلي المركزي، خُصص لمواكبة الوضع في منطقة جرود عرسال، و”تفاعلاتها في الداخل اللبناني والتدابير الواجب اتخاذها لحماية المدنيين، وسبل مكافحة شحن النفوس على مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي”.

 

واعتبر وزير الدولة لشؤون النازحين، معين المرعبي، وهو أحد ممثلي “تيار المستقبل” في الحكومة، في تصريحات إعلامية، اليوم الجمعة، أنّ “مليشيات حزب الله هي رأس ومنبع الإرهاب، هي ومن يحركها في إيران”، قائلاً إنّ “عدد اللاجئين السوريين الذين دخلوا عرسال لم يتجاوز الـ30 ألفاً”، بينما تقدّر عدة منظمات دولية أنّ عددهم يصل إلى 100 ألف مدني، وتحذر من سوء أوضاعهم.

 

حرب سورية تكلّف موسكو 3.5 مليارات دولار

موسكو ــ رامي القليوبي

أعد حزب “يابلوكو” الروسي المعارض، دراسة حول النفقات الروسية لتنفيذ العمليات في سورية، منذ بدايتها في أواخر سبتمبر/أيلول 2015، مشيراً إلى أنها تراوحت بين 108 و140.4 مليار روبل (أي ما بين 1.8 و2.4 مليار دولار وفقاً لسعر الصرف الحالي).

 

وترجح الدراسة، أن التكلفة الفعلية للعمليات الروسية بسورية قد تكون أعلى بنسبة تصل إلى 50% عن الأرقام المذكورة في حال إضافة تكاليف طلعات الطائرات الاستراتيجية بعيدة المدى التي تقلع من المطارات داخل روسيا، ونشر منظومة الدفاع الجوي، والاستعانة بشركة “فاغنر” العسكرية الخاصة غير المسجلة رسمياً.

 

وفي هذه الحالة، قد تزيد التكلفة الإجمالية للعملية الروسية بسورية، منذ بدايتها وحتى منتصف يوليو/تموز الجاري، عن 3.5 مليارات دولار، شاملة النفقات والخسائر غير المباشرة، ولكن حتى هذا الرقم لا يشكل عبئاً على الميزانية العسكرية الروسية التي تقارب 50 مليار دولار سنوياً.

 

وقدّرت الدراسة التي تداولتها صحيفة فيدوموستي الروسية، أمس الخميس، أن طلعات الطيران الحربي الروسي في سورية كان لها النصيب الأكبر من النفقات بواقع ما بين 90 و117 مليار روبل (بين 1.5 و2 مليار دولار)، بينما تراوحت تكلفة إطلاق 71 صاروخاً مجنحاً من فئة “كاليبر” بين 60 و110 ملايين دولار.

 

وقدّر معدو الدراسة قيمة المعدات العسكرية التي خسرتها روسيا أثناء العمليات بما لا يزيد عن 200 مليون دولار.

 

أما نفقات صرف البدلات وتقديم الوجبات الغذائية للعسكريين الروس بقاعدة حميميم، فبلغت نحو 65 مليون دولار في حال كان يبلغ عددهم ثلاثة آلاف فرد في المتوسط.

 

ورغم أن روسيا لا تكشف رسمياً عن عدد عسكرييها الموجودين في سورية، إلا أن البيانات الصادرة عن لجنة الانتخابات المركزية تظهر أن أكثر من 4300 شخص أدلوا بأصواتهم بقاعدة حميميم أثناء انتخابات مجلس الدوما (النواب) الروسي في سبتمبر/أيلول الماضي.

من جهته، قلل مصدر بوزارة الدفاع الروسية من دقة الأرقام الواردة في الدراسة، مشيرًا إلى تعذر تحديد عدد الطلعات التي كانت ستنفذها الطائرات دون العملية في سورية.

 

وقال المصدر لصحيفة “فيدوموستي” إنه من العبث إدراج الخسائر في المعدات العسكرية ضمن ثمن الحرب، لأنه تم شراؤها خارج سياق العملية في سورية ولا يتم تعويض خسارتها.

وطالب حزب “يابلوكو” وزارة المالية الروسية بالكشف عن النفقات على العمليات في سورية، بينما ترفض الوزارة ذلك بحجة أن هذه البيانات سرية وغير قابلة للنشر.

 

شرطة جرابلس السورية تفتح باب التطوع للنساء

جلال بكور

أعلنت مديرية شرطة جرابلس التابعة لقوات الشرطة والأمن العام الوطني في منطقة “درع الفرات” شمال سورية، مساء الخميس، عن فتح باب التطوع أمام النساء في صفوفها وفق شروط.

وقالت مديرية شرطة جرابلس في بيان وصلت إلى “العربي الجديد” نسخة منه، إنها فتحت باب التطوع للنساء الراغبات بالانتساب إلى صفوفها، ضمن قسم جديد سمّته “الشرطة النسائية”، وفق شروط منها أن لا يقل عمر المنتسبة عن ثمانية عشر عاما.

وتعتبر الخطوة الأولى من نوعها في مناطق سيطرة “الجيش السوري الحر”، ويبدأ استقبال الطلبات اليوم الجمعة، ويستمر حتى يوم الثلاثاء المقبل وفق البيان.

ووضعت الشرطة عددا من الشروط على المنتسبات، كالسيرة الحسنة وإجادة القراءة والكتابة، واللياقة الجسدية المناسبة للعمل الشرطي، وتقدّم الراغبات طلباتهن إلى مجلس مدينة جرابلس المحلي أو قيادة الشرطة خلال المدة المحددة في البيان.

وجاء الإعلان بالتزامن مع إعلان مديرية الشرطة في جرابلس عن رغبتها بتطويع عدد جديد من الشبان في الشرطة، وتشمل كافة الفئات من أصحاب الشهادات العملية وغيرهم، ممن تجاوزت أعمارهم السن القانونية.

يشار إلى أن المؤسسات التابعة لـ”الجيش السوري الحر” تسعى إلى تفعيل دورة المرأة السورية في مناطق سيطرتها، من خلال إشراكها في عملية إدارة المدن والبلدات الخاضعة لسيطرتها.

 

النظام يقترب من “السخنة” والمعارضة تعلن فشل هجوم”حزب الله

حققت قوات النظام السوري تقدماً جديداً خلال معاركها مع تنظيم “الدولة الإسلامية” في ريف حمص الشرقي، وسط أنباء عن اقترابها لمسافة تسعة كيلومترات من مدينة السخنة الاستراتيجية، في وقت أعلنت فيه مواقع تابعة للمعارضة السورية عن مقتل عناصر من مقاتلي “حزب الله” بعد ساعات على إعلان الأخير انطلاق معركة عرسال.

 

وقالت وسائل إعلام سوريّة رسمية، الجمعة، إن “الجيش السوري وحلفاؤه يواصلون عملياتهم في عمق البادية السورية على محور حقل الهيل- السخنة، ويتوغلون مسافة كيلومترين شرق حقل الهيل”، وأضافت أن القوات المهاجمة باتت على بعد نحو تسعة كيلومترات من مدينة السخنة”، في وقت كرر فيه التنظيم إعلانه عن مقتل العشرات من عناصر قوات النظام.

 

وكان التنظيم سيطر على مدينة السخنة في مايو/أيار 2015، بعد معارك خاضها مقاتلوه في ريف حمص الشرقي، وشملت مدينتي تدمر والقريتين. وتعتبر مدينة السخنة مفتاح الوصول إلى دير الزور، وفي حال تمكن قوات النظام من السيطرة عليها فإنها تنهي وجود التظيم في ريف حمص.

 

على صعيد آخر، وبعد ساعات من إعلان “حزب الله” انطلاق معركة عرسال وجرود القلمون الغربي، صباح الجمعة، نقلت مواقع تابعة للمعارضة، أن الحزب تعرض لخسائر بشرية قدرتها مصادر في المعارضة بالعشرات.

 

ونقل موقع “سمارت”، عن فصيل “سرايا أهل الشام”، أن نحو ثلاثين عنصراً من مقاتلي الحزب وقوات النظام السوري قتلوا خلال اشتباكات في جرود القملون الغربي بريف دمشق، وجرود بلدة عرسال. وقال المتحدث باسم “السرايا” التابعة لـ”الجيش الحر” عمر الشيخ، إن هجوم النظام و”حزب الله” يستهدف “الحر” و”هيئة تحرير الشام” في القلمون الغربي، موضحاً أنهما فشلا للمرة الثالثة في اقتحام المنطقة من جرود الرهوة وفليطة.

 

ووصف الشيخ الوضع العسكري في المنطقة بـ “الجيد”، مؤكدا إسقاط طائرتي استطلاع للحزب في القلمون الغربي، بينما أصدر المكتب الإعلامي لـ”تحرير الشام” بياناً قال فيه، إن “المقاتلين في المنطقة جهزوا الكهوف والخنادق الأمر الذي أدى إلى تخفيف نسبة الخسائر في صفوفهم”، موضحا أن عناصر النظام و”حزب الله” يتقدمون وينسحبون عند سقوط قتلى منهم، ليبدأ بعدها القصف بالصواريخ وقذائف الهاون والمدفعية.

 

ويتقاسم السيطرة على جرود عرسال كل من “أهل الشام”، وتنظيم “داعش” و”هيئة تحرير الشام”. ونقل موقع “سمارت” عن مصادره، أن “سرايا أهل الشام” توصلت لـ”تفاهم” مع الجيش اللبناني بغية تحييد مواقع انتشارها في جرود فليطة ومحيطها عن أي عملية عسكرية يشنها، في حين يعتبر وادي نيرة وجرود قارة محسوبان على مواقع للتنظيم.

 

وعلى صعيد آخر، أعلنت حركة “نور الدين الزنكي”، الجمعة، وقف توجيه أرتال “قوات الفصل” إلى محافظة إدلب، مبررة ذلك بتراجع “فيلق الشام” وسحبه أرتاله. وأصدرت الحركة بيانا نشرته على حساباتها الرسمية قالت فيه، إن “الفيلق تراجع عن قراره بعد بدء الأرتال بالمسير، وبعد إصدار البيان المشترك معها”.

 

وذكر البيان، أن “الفيلق” طلب توجيه الأرتال ليلاً، إلا أن الحركة رفضت و”أصرت” على توجيهها نهاراً لـ”منع الاصطدام والخطأ”، وختم البيان بالقول “برأنا ذمتنا إلى الله ومسؤوليتنا تجاه الدماء التي تراق”. ويأتي ذلك، بعد أقل من ساعتين على استهداف “هيئة تحرير الشام” لرتل “قوات الفصل” التابع لـ”فيلق الشام” عند قرية معارة الأتارب، وسط خروج مظاهرة بمدينة الأتارب تندد بـ”تهديدات الهيئة”.

 

وكان الاقتتال بين “هيئة تحرير الشام” و”حركة أحرار الشام” قد توسع وشمل قرى وبلدات في محافظة حماة إلى جانب محافظة إدلب، حيث تبادل الطرفان السيطرة على بعض القرى، كما سيطرت “تحرير الشام” على نقاط عدة على طول الشريط الحدودي مع تركيا، في وقت أدى فيه الاقتتال لسقوط ضحايا من الطرفين وانشقاقات في صفوفهما.

 

إلى ذلك، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، الجمعة، إن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام وفصائل المعارضة المسلحة في محيط مدينة عربين بالغوطة الشرقية، وسط أنباء عن وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين، في وقت جددت فيه طائرات النظام الحربية غاراتها على مناطق في مدينة زملكا ما أدى لمقل شخص وإصابة عشرة آخرين، بينما سقط، بحسب “المرصد”، قتيلين في عين ترما جراء القصف الجوي.

 

معركة لبنانية” في عرسال: صورة واحدة برسائل متعددة

نذير رضا

معركة جرود عرسال، معركة لبنانية. الدعم الالكتروني لها، يخالف المعلومات عن أنها معركة “حزب الله” اللبناني والجيش النظامي السوري. فقد اقترنت في المداولات اللبنانية، بحرب تموز 2006، وأُعلن التأييد على أوسع نطاق لمقاتلي الحزب والجيش اللبناني، رغم أن مصادر الجيش واظبت على التأكيد بأنها معنية فقط بالمعركة من الجهة اللبنانية، لمنع تسرب المقاتلين المتطرفين الى الداخل اللبناني.

 

ثمة واقع يتحدث عنه المغردون تحت وسم #غرد_للجيش_والمقاومه، ووسم “عرسال. فالمعركة التي تُخاض في جرود عرسال اللبنانية، وجرود فليطة السورية الممتدة الى اراضي لبنان، هي ليست معركة سورية، نائية ومعزولة عن الجغرافيا والديموغرافيا اللبنانية. ارتداداتها، كما امتدادها، لبنانية بالكامل. وهو ما خلق التفافاً الكترونياً على دعم “حزب الله” والجيش اللبناني في العملية العسكرية، ما خلا بعض الاصوات النادرة، حتى اللحظة، التي تحدثت عن مخاوف من غير الاشارة الى حادثة محددة..

 

والحال ان المعركة انطلقت اعلامياً، قبل وقوعها فعلياً. التمهيد لها، لم يترك مجالاً للشك بأنها ستنطلق. التسريبات عنها، والمعلومات عن الاستعدادات التي واظبت وسائل الاعلام على نشرها منذ 15 يوماً، حشدت رأياً عاماً داعماً ومؤثراً. هذا ما ظهر حتى الساعات الأولى لانطلاق العملية، على الأقل. فالمعارضون في السياسة لتوجه “حزب الله”، لم يدعموا، لكنهم في الوقت نفسه لم ينخرطوا في معركة الكترونية مضادة. كذلك المعارضة السورية المعنية بمئات اللاجئين في جرود عرسال. ذلك ان طبيعة الجهات التي يقاتلها “حزب الله” في الجرود، ارهابية، ولا تحظى بأي دعم من أي جهة.

 

هذه الظروف، صنعت التفافاً حول العملية، للمرة الأولى، من غير أن يثير أي جدل الكتروني. لبنانية المعركة بالكامل، حصرت التحذيرات في الجانب السياسي، كذلك التدابير الامنية التي أعلن عنها مجلس الأمن المركزي في اجتماعه الاستثنائي.. في حين أراد “حزب الله” الدفع في اتجاه الرسائل، عبر الصور التي بثها.

 

فالصور المنتشرة للإعلام الحربي، مأخوذة بمجملها من موقع عسكري واحد. وتظهر عربة عسكرية تحمل مدفعاً ثقيلاً، تُطلق منه القذائف. يركز “الاعلام الحربي” على هذه العربة المموهة باللون العسكري الصحراوي، وتلتقط عدسته الصورة من أكثر من زاوية، وفي اكثر من حركة.

 

الرسالة الموجهة منها، تتمثل في أنها المرة الاولى التي يظهر فيها الحزب مدفعاً ثقيلاً محمولاً على عربة نقالة. عادة ما تظهر صورة “مدفع ميداني” أرضي تقليدي، مثبت على مربض على الأرض. وعليه، فإن الصور اليوم، رسالة عسكرية بالتطور العسكري للحزب، على صعيد التجهيزات، بما يقربه من الجيوش النظامية. وهي من المرات النادرة التي يظهر فيها تجهيزات مشابهة، اعتاد على الاعلان عنها بالصورة، بالتقطير، بمعدل صورة جديدة كل عام.

وكان مقربون من الحزب بثوا العام الماضي صوراً لعرض عسكري له في منطقة القصير. وقبلها، أظهر الحزب آليات جديدة في العام 2015، أثناء جولة للاعلاميين نظمها الى جرود بعلبك الحدودية مع سوريا.

 

“حزب الله” دفع عملياً بثلاث رسائل، الأولى عسكرية تفيد بأن الحزب خضع لتطوير لوجستي، وهي رسالة موجهة للباحثين الدوليين في استبعاده من سوريا في المرحلة المقبلة. والثانية موجهة الى الداخل اللبناني، بأنها معركة “الحسم” بعيداً من القوات النظامية السورية عبر ابراز صورة علم له على المدفع. والثالثة تفيد بأن الحزب يبعد وحده “الإرهاب” من الجرود، و”يكافحه”، بينما يتولى الجيش اللبناني حماية مدخل العمق اللبناني من تسرب المقاتلين المتشددين، بتفويض حكومي ليتصرف بالشكل الذي يراه مناسباً.

 

هذه هي خطة حزب الله في جرود عرسال

منير الربيع

بكثافة نارية بدأ حزب الله معركة جرود عرسال، عند الخامسة من فجر الجمعة، في 21 تموز. بدأ الهجوم من محورين رئيسيين، جرود فليطة السورية والجرود الجنوبية لعرسال من الجهة اللبنانية. استطاع الحزب تحقيق تقدم في مساحات الجرود، باتجاه مواقع كانت تتردد إليها جبهة النصرة لدى استعدادها لتنفيذ عمليات عسكرية ضد مواقع الحزب في المنطقة. هذه النقاط الجردية كانت قد انطلقت منها النصرة سابقاً حين نفّذت هجومين على موقعين للحزب قبل فترة قصيرة.

 

تكشف مصادر متابعة أن خطّة حزب الله تقوم على مبدأ القضم البطيء، بعد فصل المناطق عن بعضها وتقسيمها إلى مربعات، يسهل قضمها، من خلال فصل الترابط ما بين المسلحين فيها. بالتالي، تمكن الحزب من السيطرة النارية عليها، من أجل شلّ حركة المسلحين، مع ترك معابر محددة يتحكّم بها الحزب، تهدف إلى دفع المسلحين إلى الإنسحاب.

 

ووفق ما تقول المصادر، فإن الحزب لا يتخلى عن مبدأ التفاوض. لكن هذه المرة وبعد إندلاع المعارك، فإن التفاوض سيكون تحت النار، إذ يعتبر الحزب أن ذلك سيتيح له تحقيق ما يريد، أي دفع المسلحين إلى الإنسحاب. بالتالي، فإن هذه المعارك ستكون قابلة للتوقف حين تنحو المفاوضات منحى جدياً.

 

يقسّم الحزب المعركة إلى مراحل. المرحلة الأولى هدفت إلى التقدم من الجهة الجنوبية، فيما الثانية ستركّز على الإنطلاق باتجاه منطقة وادي الخيل، وهي المعقل الرئيسي للنصرة، والموقع الذي يتخذه أميرها أبو مالك التلي مقرّاً رئيسياً له. كذلك، يريد الحزب فصل عرسال عن الجرود لمنع اقتراب عناصر النصرة منها، ولمنع دخول أي عامل من داخل البلدة على الخط. وهو عمل على فصل منطقة الكسارات عن الجرود، لقطع الطريق على المسلحين ومنعهم من الدخول إلى البلدة.

 

المعركة حالياً محصورة بجبهة النصرة ومواقعها. وتؤكد المصادر أن الإتصالات بالنار تحققت حتى الآن، أي أن الحزب أصبح قادراً على ربط الجبهات والمواقع ببعضها عبر سيطرة نارية من مختلف الجهات والمحاور. ويؤكد أن المرحلة الأولى ستكون حصراً معركة موجهة ضد النصرة في الجرود الجنوبية. وهذا دليل على أن ما يراد تحقيقه هو دفع الجبهة وعناصرها للإنتقال من الجهات الجنوبية نحو الشمال. فيما مهمة الجيش حتى الآن تقتصر على منع دخول أي عنصر من المسلحين إلى عرسال البلدة، وضرب تنظيم داعش في حال لجأ إلى أي تحرك.

 

ولدى سؤال القيادي في الحزب عن سبب استبعاد سرايا أهل الشام في المرحلة الأولى، يشير إلى أن ذلك مؤجل نظراً لمفاوضات سابقة جرت بينهما على قاعدة عودة مسلحي السرايا وأعداد من المدنيين باتجاه قرى القلمون بعد القاء سلاحهم. والحزب يريد الإفساح في المجال لإعادة العمال بهذا الإتفاق، تحت النار وعبر الضغط العسكري. ويلفت القيادي البارز في الحزب إلى أن العديد من قادة مجموعات سرايا أهل الشام يعملون لمصلحة الحزب وينسقون معه.

 

من جهة أخرى، تلفت المصادر إلى أن الأجواء اللبنانية ستكون مفتوحة أمام طيران الجيش السوري لشن ضربات جوية ضد أهداف عسكرية للمسلحين، من خلال التنسيق بين الجيشين السوري واللبناني. وهذا ما تم إبلاغ المسؤولين اللبنانيين به قبل يومين. وتشير المصادر إلى أن رئيس الحكومة سعد الحريري أُبلغ بالأمر ولم يعترض عليه، لأنه يعلم أنه غير قادر على ذلك.

 

ماذا قال أبو مالك التلّي لوفد عرسال؟

منير الربيع

برزت في الساعات الماضية زيارة وفد من عرسال إلى جرود القلمون للقاء أمير جبهة النصرة أبو مالك التلّي، وكان الشيخ مصطفى الحجيري الملقّب بأبي طاقية على رأس هذا الوفد. وحاول الوفد الإطلاع من النصرة على آخر تطورات الأوضاع، وبحث في كيفية تجنيب المنطقة أي معركة قد تلحق الأذى والضرر باللبنانيين والسوريين. وبخلاف المعلومات التي تحدثت عن أن الوفد لم يلتق أبو مالك، بل التقى من ينوب عنه، يؤكد الشيخ مصطفى الحجيري لـ”المدن” أن اللقاء قد حصل، من دون تحقيق أي شيء جديد على صعيد المفاوضات.

 

ويقول الحجيري: “كل ما يحكى عن مفاوضات وشروط يضعها حزب الله وردّ التلي عليها بشروط أخرى غير صحيح، بل تدخل في إطار الحرب النفسية، تماماً كما يجري الحديث عن المعركة التي اندلعت إعلامياً منذ أكثر من شهر”. ويلفت الحجيري إلى أن التلّي لا يزال على موقفه الذي أعلنه منذ سنتين، ولم يطرأ عليه أي شيء جديد. بمعنى أنه سيبقى في الجرود، وهو يطالب حزب الله بالإنسحاب منها والإنسحاب من المناطق السورية من أجل عودة المسلحين واللاجئين إلى قراهم. عدا عن ذلك، فلا وجود لأي مفاوضات أخرى، وهذا هو البند الوحيد الذي تدور حوله المفاوضات.

 

ويعتبر الحجيري أن كلام التلّي نهائي، بمعنى أنه لن ينسحب مع النصرة إلى خارج الجرود باتجاه الداخل السوري، وهم يريدون البقاء هناك ويطلبون من الحزب الإنسحاب. وهو يرى أن لا أحد يريد حصول معركة سوى حزب الله، معتبراً أن الجيش اللبناني يتخذ التدابير اللازمة لحماية عرسال والمدنيين فيها من لبنانيين ولاجئين، عبر فرضه طوقاً أمنياً حولها يمنع أي كان من الإقتراب منها. يضيف: “الجميع يعلم أن حزب الله هو الذي يريد خوض هذه المعركة لتحقيق الأهداف التي يريدها، أي السيطرة على المنطقة بعد طرد سكانها من أهل السنّة منها”. ويتوجه الحجيري إلى الحزب بالقول: “من كلّفك بالقتال لتحرير جرود عرسال؟ نحن لبنانيون ونتبع للدولة اللبنانية، وعلى الدولة أن تحمينا وتحرر جرودنا”.

 

ووفق الحجيري، فإن المفاوضات توقفت عند هذه النقطة، أي من الذي ينسحب قبل الآخر، حزب الله أم المسلحين. ولا يخفي تخوفه من إنعكاس أي معركة قد تندلع على اللاجئين السوريين والعراسلة في البلدة، مبدياً تخوفه من تحركات قد يقودها عناصر في سرايا المقاومة من أجل توريط المخيمات في أي معركة قد تفتح، أو ارتكاب أي أمر ضد الجيش اللبناني من أجل إستدراجه إلى هذه المواجهة. ويأمل الحجيري أن لا يحصل ذلك، معولاً على دور الجيش في إسقاط أي من هذه المحاولات.

 

وعن آفاق المرحلة المقبلة، يقول الحجيري إنه وفق ما يعلم من المسلحين الموجودين في الجرود فإنهم إذا تعرضوا لأي هجوم أو اعتداء من قبل حزب الله، سيخوضون المعركة حتى النهاية ولن يستسلموا حتى الموت. كما أن المدنيين الذين يقطنون في مخيمات داخل الجرود، أي خارج نطاق سيطرة الجيش اللبناني، سيشاركون في القتال، للدفاع عن أنفسهم إذا تعرضوا إلى أي اعتداء.

 

لكن ماذا عن كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأن المعركة بلا أفق وهي معركة خاسرة؟ يجيب الحجيري أنه ليس محللاً عسكرياً لإطلاق التوصيفات والتقديرات. لكن “المعركة ستكون كبيرة، وحزب الله سيتكبد خسائر كثيرة، وعليه الإستعداد لدفع فواتيرها، حتى وإن استطاع في النهاية حسمها”.

 

إدلب:”الزنكي”و”الفيلق”قوات فصل..و”درع الفرات”تتدخل خلال ساعات

نسيب عبد العزيز

ارتفعت وتيرة الاشتباكات بين “هيئة تحرير الشام” و”حركة أحرار الشام”، بالقرب من معبر باب الهوى الحدودي الذي تديره “الأحرار” ويعتبر مصدر تمويل لها، وسط تقدم كبير لـ”جبهة فتح الشام” (أهم مكونات “الهيئة”) باتجاه بوابة المعبر الرئيسية، وسيطرتها على بناء المعمل الازرق المجاور لمدخل المعبر.

 

وتواردت اخبار مؤكدة من المنطقة عن دخول قوات فصل من “فيلق الشام” و”حركة نور الدين زنكي”، بين الطرفين المتحاربين، إلى منطقة سرمدا قادمة من الدانا وحزانو. “الفيلق” كان قد أصدر بياناً يؤكد فيه وقوفه على الحياد، في حين انشقت “الزنكي” الخميس عن “هيئة تحرير الشام”.

 

القائد العسكري لـ”أحرار الشام” الفاروق أحرار، نشر الجمعة مقطعاً مصوراً من محيط معبر باب الهوى، أكد فيه أن المعبر لا يزال تحت سيطرة “الحركة”، وانتقد فيه “تحرير الشام” التي وصفها بـ”الخوارج” و”أعداء الثورة والإسلام”.

 

مقاتل من “أحرار الشام” من داخل معبر باب الهوى، قال لـ”المدن”، إن “المعبر بحكم الساقط بيد (تحرير الشام)، والقوات التابعة للأحرار داخل المعبر هي بحكم المحاصرة، وتنتظر المؤازرة من مناطق أخرى”. وقد اطلقت “فتح الشام” المُحاصِرَة لعناصر “أحرار الشام” داخل المعبر، نداءً تعطي فيه الأمان للعناصر مقابل تسليم أنفسهم والخروج من الأبنية داخل منطقة معبر باب الهوى. وجاء في النداء: “نداء إلى إخواننا من جنود أحرار الشام في معبر باب الهوى. كل من يخرج منكم إلى إخوانه له منا الأمان، ويعود إلى بيته سالما لا يمس بسوء له ما لنا وعليه ما علينا. وإلى اخواننا في قيادة أحرار الشام. اخرجوا لاخوانكم معززين مكرمين فلكم منا الأمن والسلامة، ثم نجلس بعدها جلسة للخروج بمشروع يوحدنا وينقذ ثورتنا و يصحح مسارها بالاتجاه الصحيح”.

 

الاشتباكات بالقرب من معبر باب الهوى الحدودي، بدأت ظهر الخميس بعدما أعلنت “أحرار الشام” بلدتي سرمدا والدانا منطقة عسكرية، ودفعت بأرتال لها باتجاه معسكراتها في جبل بابسقا المطل على باب الهوى، وعززت نقاطها في منطقة باتبو من محيط سرمدا، رداً على انطلاق أرتال لـ”تحرير الشام” باتجاه المناطق الحدودية. ودارت معارك عنيفة في المنطقة، بشكل عام، لم تُحيّد المدنيين، واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمدفعية. وبحسب ما أكد مصدر محلي من بلدة باتبو جنوبي سرمدا، لـ”المدن”، فإن قذائف مدفعية سقطت على الأحياء السكنية سببت  اصابات في صفوف المدنيين، مصدرها مدافع هاون ودبابات لـ”فتح الشام” متمركزة على مفرق مدينة الدانا.

 

وتواردت أخبار الخميس عن دخول اول دفعة مقاتلين من قوات “درع الفرات” إلى الأراضي السورية، هدفها القضاء على “تحرير الشام”. وأكد مصدر عسكري في “أحرار الشام” هذه المعلومات، نافياً أن تكون تلك القوات تابعة للجيش الحر المنضوية في غرفة عمليات “درع الفرات”، ومؤكداً أن الدفعة الأولى من المقاتلين الذين دخلوا الأراضي السورية للمشاركة في الاشتباكات الدائرة هم مقاتلون من “أحرار الشام” وبالتحديد “أحرار الشرقية”، ممن كانوا في ريف حلب الشمالي ضمن عملية “درع الفرات” وتمّ طلبهم كمؤازرة لـ”الحركة”.

 

وفي السياق، أكد قائد “القوات الخاصة” في “فرقة الحمزة”، أحد تشكيلات “درع الفرات”، عبدالله حلاوة، لـ”المدن”، أن قوة عسكرية من “درع الفرات” قوامها 3000 مقاتل ستكون جاهزة خلال ساعات لتدخل الاراضي السورية من خلال معبر باب الهوى أو المنطقة المحيطة به. وأكد حلاوة أن هدف هذه القوات هو القضاء بشكل نهائي على “هيئة تحرير الشام”، ووضع حد لتجاوزاتها وتآمرها على الثورة السورية.

 

وتنتشر أنباء عن أن قوات “درع الفرات” التي ستدخل الشمال السوري هي من فصائل المعارضة المسلحة التي سبق وأخرجتها “جبهة النصرة” من تلك المناطق منذ العام 2014، وأغلب عناصرها من “جبهة ثوار سوريا” و”حركة حزم” وغيرها.

 

الاشتباكات التي تشهدها إدلب لم تقتصر على منطقة معبر باب الهوى الحدودي، فقد سبقتها معارك واشتباكات عنيفة، صباح الخميس، في ريف إدلب الجنوبي، بعدما أرسلت “تحرير الشام” أرتالاً عسكرية من منطقة كنصفرة في جبل الزاوية إلى سهل الغاب الذي تسيطر عليه “أحرار الشام”. في الوقت الذي حركت فيه “أحرار الشام” قواتها المتمركزة في ريف حماة الشمالي وسهل الغاب لتتمكن من السيطرة على منطقة جبل شحشبو جنوبي كفرنبل، بشكل كامل، من دون أن تتقدم باتجاه كفرنبل، بحسب ما أكده لـ”المدن”، قائد “أحرار الشام” في كفرنبل فضل العكل. وأضاف العكل أن “أحرار الشام” في كفرنبل حيّدت نفسها عن النزاع بعد إعلان “جيش إدلب الحر” نفسه كقوة فصل في المنطقة.

 

مصدر عسكري من “صقور الشام” المنضمة مؤخراً إلى “أحرار الشام”، أكد لـ”المدن”، أن منطقة السفح الشرقي لجبل الزاوية عصية على “عصابة الجولاني”، ولن تسمح بتقدم أرتال “الهيئة” عبر تلك المنطقة، بعدما دارت اشتباكات متقطعة بين “الصقور” و”الهيئة” في منطقة كفرحايا على قمة جبل الزاوية.

 

الاشتباكات المستمرة منذ أيام في إدلب يبدو أنها لن تنتهي إلا بوجود قوة وحيدة مسيطرة على المحافظة، وسط مطامح لفصائل لم تشارك في المعارك، كـ”فيلق الشام” المرشح الأبرز لإدارة معبر باب الهوى الحدودي، و”حركة الزنكي” المنافسة له، وقوات “درع الفرات” التي تحلم بدخول إدلب كون أغلب عناصرها ممن هجّرتهم “جبهة النصرة”.

 

اشتباك روسي إيراني في درعا؟

سمير السعدي

تقترب الهدنة في الجنوب السوري من دخول أسبوعها الثالث وسط التزام جميع اﻷطراف بها. ولم تُسجل خلال اﻷيام الماضية ومنذ إعلانها في 9 تموز/يوليو أي طلعات جوية لطيران النظام ولا الطيران الروسي، واقتصرت الخروق على قصف مدفعي استهدف أحياء مدينة درعا الخاضعة لسيطرة المعارضة وبعض قرى منطقة اللجاة القريبة من الطريق الدولي دمشق-عمان.

 

وكان “إتفاق عمان” بين روسيا وأميركا وفصائل المعارضة، بمباركة أردنية، قد قضى بوقف شامل ﻹطلاق النار جنوبي البلاد، ووقف فوري لكامل اﻷعمال العسكرية التي يقوم بها النظام وفصائل المعارضة. إلا أن بنود الإتفاق، ما زالت طي الكتمان على الرغم من بعض التسريبات غير الرسمية لمجريات اﻹجتماعات.

 

وعلمت “المدن” من مصادر خاصة أن هناك نقاطاً لم يتم الإتفاق عليها بعد، وأبرزها مطلب قادة “الجبهة الجنوبية” أن تشمل الهدنة غوطة دمشق الشرقية ووقف اﻷعمال العسكرية التي يشنها النظام عليها. وبحسب المصادر فإن سبب الرفض الروسي-اﻷميركي هو الاقتتال الداخلي بين “جيش اﻹسلام” من جهة، و”هيئة تحرير الشام” و”فيلق الرحمن” من جهة ثانية. وعن الطلب الروسي بفتح معبر نصيب الحدودي مع اﻷردن، تحت حماية فصائل المعارضة، بإدارة مدنيّة من قبل موظفين يتبعون للنظام ورفع العلم السوري في المعبر، فقد أوضحت المصادر رفض المعارضة لهذا الطلب.

 

وكانت اﻹجتماعات التي عقدتها المعارضة في العاصمة الأردنية، قبل أيام، مع المبعوث اﻷميركي إلى سوريا مايكل راتني، قد ناقشت آلية مراقبة وقف إطلاق النار والتزام المعارضة والنظام بها وتفعيل دور الشرطة المدنية لحماية اﻷمن.

 

وكانت اشتباكات عنيفة باﻷسلحة الخفيفة والمتوسطة قد استمرت ﻷكثر من ساعتين، ليل الخميس/الجمعة، في بلدة نامر شرقي درعا، بين مليشيا عراقية مدعومة من إيران وقوات النظام، ما تسبب في تعطيل الحركة على الطريق الدولي دمشق-درعا. وبحسب مصادر “المدن” فإن سبب الاقتتال هو محاولة قوات النظام إخراج تلك المليشيا من البلدة التي تسيطر عليها منذ أكثر من 3 سنوات. وإذا صحت تلك الأنباء، فهي تأتي ضمن اتفاق عمان الذي ينص على إبعاد المليشيات الإيرانية وحزب الله عن حدود الأردن الشمالية، بضمانة روسية.

 

ولا تبعد نامر عن الحدود اﻷردنية أكثر من 25 كيلومتراً، وبالتالي فإن الاتفاق يُلزمُ الروس والنظام بإبعاد المليشيات عنها. وربما تكون الاشتباكات في نامر هي خطوة أولى قد تمتد إلى بلدة قرفا المجاورة. ونقل ناشطون أنباء عن تدخل ميلشيا حزب الله، الموجودة في بلدة قرفا، إلى جانب المليشيا العراقية في نامر.

 

وجاء ذلك بالتزامن مع وصول قوات روسية إلى مدينة الصنمين، شمالي درعا، وإلى منطقة مثلث الموت الواقعة بين محافظات ريف دمشق ودرعا والقنيطرة. وقتل عدد من قوات النظام بالإضافة الى إصابة عدد من المقاتلين الروس، قبل أيام، إثر انفجار لغم أرضي بسيارتهم أثناء تجولهم في منطقة عين عفا، بالقرب من بلدة دير العدس في ريف درعا الشمالي. ويبدو أن زيارات القوات الروسية للمنطقة الجنوبية تأتي ضمن مراقبة الهدنة وتحديد نقاط تواجد قوات النظام تمهيداً للبدء بإنشاء حواجز وقوات فصل بين الطرفين.

 

الهدنة ستحقق للأردن أحد أهم أهدافه؛ إبعاد شبح حزب الله والمليشيات اﻹيرانية عن حدوده الشمالية، وهذا ما التزمت به روسيا. إلا أن المعبر مع سوريا، وهو مطلب روسي، هو المشكلة التي يحاول اﻷردن إيجاد حلّ لها لضمان مصالحه اﻹقتصادية إيضاً، وهو ما يمكن أن يحدث قريباً إذا ما تم اﻹتفاق مع فصائل المعارضة على بعض النقاط الشائكة.

 

قادة عسكريون معارضون اعتبروا أن الهدنة في حال شملت كامل التراب السوري من شأنها أن تكون نقطة البداية لحل سياسي يرضي جميع اﻷطراف، بصيغة لا غالب ولا مغلوب، ولكن في حال اقتصرت الهدنة على الجنوب السوري فستكون هشة لا تختلف عن سابقاتها، وربما تكون بداية تقسيم للأرض السورية. وهذا ما رفضته المعارضة خلال اجتماعاتها في العاصمة الأردنية، مؤكدة التزامها بوحدة التراب السوري، اﻷمر الذي قد يترتب عليه عودة المعارك وانتهاء اتفاق الهدنة.

 

ناشطون في الجنوب رحبوا بالهدنة، آملين أن تختلف عن سابقاتها في التزام النظام وحلفائه وعدم محاولتهم التقدم وقضم مناطق تسيطر عليها فصائل المعارضة كما حدث سابقاً. المدنيون في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام التي شملتها الهدنة وجدوا فيها متنفساً لهم، إذ عادت بعض العائلات من المُهجّرين إلى مناطقها التي تعتبر خط جبهة في أحياء مدينة درعا وبعض القرى في منطقة مثلث الموت، في حين ينوي النظام إعادة بعض اﻷهالي لبلداتهم إذا ما استمرت الهدنة، لاسيما الشيخ مسكين في ريف درعا اﻷوسط وكفرناسج وديرالعدس في مثلث الموت، ما يعني إنهاء معاناة أكثر من 50 ألف مدني نازح داخلياً.

 

وعلى الرغم من الهدوء الذي ينعم به الأهالي في المناطق المحررة إلا أن ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار السلع والمواد الأساسية، بدأ يظهر بعد ارتفاع أسعار المحروقات نتيجة سيطرة المليشيات الإيرانية على ريف السويداء الشرقي، وانقطاع إمداد الجنوب السوري بالمحروقات (المازوت الأنباري) القادمة من مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”. وكان ذلك الطريق، المار عبر السويداء الخاضعة لسيطرة النظام، يؤمن ما يزيد على 60 في المئة من احتياجات درعا من المحروقات والمازوت “الداعشي/الأنباري”. ويعود ذلك إلى أن ريف السويداء الشرقي كان يُعتبر منطقة للتبادل التجاري بين مليشيات محلية موالية للنظام وتنظيم “داعش” عبر وسطاء من أبناء المنطقة. ويُعتقد أن تلك الخطوة تأتي في سياق الحرب الباردة بين مليشيات إيران والنظام، بغرض قطع موارد مليشيات النظام المالية والتي كانت تعتمد على المازوت الأنباري.

 

النظام بدوره بدأ بالترويج لـ”المصالحات الوطنية”، وكانت الحواجز التابعة لقواته قد ألزمت كل من يدخل إلى المناطق الخارجة عن سيطرته بتوزيع منشورات تتضمن عبارات عن ضرورة “تسليم السلاح” وضرورة “المصالحات التي تضمن أمن وسلامة المواطنين”.

 

أنقرة تقابل دعم واشنطن للأكراد بنشر معلومات حساسة عن قواتها في سوريا

الأميركيون غاضبون من تسريب وكالة أنباء الأناضول، والنفي التركي يقوي الشكوك.

واشنطن – بدا أن تركيا قبلت ظاهرا بالدعم العسكري الأميركي لأكراد سوريا كأمر واقع، لكن واشنطن فوجئت بإقدام وكالة تركية على نشر معطيات تفصيلية عن وجود القوات الخاصة الأميركية في سوريا، ما اعتبره خبراء انتقاما عسكريا من نوع خاص، أي وضع معطيات أمنية حساسة في أيدي داعش الذي يخوض حربا ضد الأكراد وكلاء واشنطن في الرقة، ما يعرض القوات الأميركية للخطر.

 

وأعربت الولايات المتحدة عن غضبها الأربعاء بعد كشف وكالة أنباء الأناضول الحكومية التركية مواقع تتمركز فيها القوات الخاصة الأميركية والفرنسية في شمال سوريا، محذرة من أن هذه الخطوة تعرض سلامة الجنود للخطر.

 

والاثنين نشرت الأناضول تقريرا يتضمن تفاصيل عن مكان وجود عشر منشآت عسكرية أميركية ويكشف أيضا عدد عناصر القوات الخاصة الموجودين في البعض منها.

 

ووفقا للوكالة التركية، هناك 200 جندي أميركي و75 جنديا فرنسيا من القوات الخاصة منتشرين في موقع متقدم يقع شمال الرقة على بعد 30 كيلومترا من المدينة التي أعلنها تنظيم داعش عاصمة لدولة الخلافة.

 

واعتبر المتحدث باسم البنتاغون أدريان رانكين-غالواي أن الكشف عن هذه المعلومات السرية يعرّض قوات التحالف لـ”مخاطر لا لزوم لها”.

 

وقال “سنشعر بقلق شديد إذا أقدم مسؤولون في بلد حليف عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي على وضع جنودنا في خطر بشكل متعمد من خلال نشر معلومات سرية”.

 

وأضاف “أبلغنا قلقنا إلى الحكومة التركية”، رافضا التعليق على مدى دقة المعلومات التي كشفتها الأناضول.

وتُستخدم تلك المنشآت العسكرية العشر (مطاران وثمانية مواقع متقدمة) لتوفير الدعم لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وجناحه المسلّح وحدات حماية الشعب الكردي التي تعتبرها أنقرة مرتبطة بحزب العمال الكردستاني.

 

ونفت سلطات أنقرة الخميس أي علاقة بمعلومات ذكرتها وكالة أنباء “الأناضول” الموالية للحكومة كشفت مواقع تمركز القوات الخاصة الأميركية في سوريا، الأمر الذي أثار غضب البنتاغون.

 

وأكد إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس رجب طيب أردوغان خلال مؤتمر صحافي أن “الأمر لا يتعلق بمعلومات صادرة عن حكومتنا ولا بأي شكل من أشكال التسريب”.

 

وأضاف أن “وكالة الأناضول حصلت على معلوماتها من شبكة مصادرها الخاصة ولم نعلم بالمقال إلا بعد نشره”.

 

ولم يستغرب محللون النفي التركي كإجراء روتيني في مثل هذه المواقف، لكنهم اعتبروا أن دوائر تركيا غاضبة على موقف الولايات المتحدة من الأكراد هي على الأقرب من تقف وراء التسريب، وأن هذه الدوائر قد تكون مرتبطة بشكل مباشر بالرئيس التركي الذي لم يقبل بعد أن تختار واشنطن خصومه القوميين حليفا لها.

 

واعتبر أرون ستين الباحث في الشأن التركي، أن تركيا والولايات المتحدة تمران اليوم بأسوأ مراحل العلاقات الثنائية رغم التحالف العسكري الوثيق بينهما منذ فترة الحرب الباردة.

 

وعزا ستين العضو في المجلس الأطلسي بواشنطن، ذلك إلى الموقف الأميركي الداعم عسكريا للفصائل الكردية في سوريا التي ترتبط بحزب العمال الكردستاني الانفصالي في تركيا.

 

وقال “من المحتمل جدا أن الحكومة التركية سربت المواقع العسكرية الأميركية في سوريا إلى الوكالة الرسمية كوسيلة للانتقام”.

 

وأضاف أن “تركيا تعلم جيدا أن القوات الأميركية تعتمد على سرية مواقعها في سوريا من باب الحيطة والحذر، ومع ذلك قامت بتسريب هذه المواقع، ولذلك لا يمكن تفسير هذا التصرف إلا بكونه رسالة تركية للقوات الأميركية في سوريا مضمونها: اذهبوا إلى الجحيم”.

 

وتُصنّف تركيا حزب العمال الكردستاني “إرهابيا”، في وقت أودى النزاع الكردي في تركيا بحياة أكثر من أربعين ألف شخص منذ اندلاعه عام 1984.

 

وشهدت العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا فتورا منذ بدء التدخّل العسكري للتحالف الدولي بقيادة واشنطن في سوريا لهزيمة تنظيم داعش.

 

وتعتمد الولايات المتحدة على وحدات حماية الشعب الكردي وفصائل كردية أخرى لمحاربة تنظيم داعش على الأرض، وقد أرسلت إليها أسلحة لهذه الغاية، غير أنّ أنقرة تخشى وصول تلك الأسلحة إلى أيدي حزب العمال الكردستاني.

 

إيقاف تسليح المعارضة يكرس تغير السياسة الأميركية تجاه سوريا

يشكل قرار الرئيس دونالد ترامب بشأن وقف المساعدات لفصائل المعارضة السورية ضربة قاسية للأخيرة، خاصة مع تآكل الرقعة الجغرافية التي تسيطر عليها والاقتتال الدائر بينها في أكثر من جبهة، ويرى خبراء أن هذا القرار يعكس في واقع الأمر رغبة أميركية في إبداء حسن النية لتعاون أكثر صلابة مع روسيا في سوريا.

 

واشنطن – اعتبر دبلوماسيون غربيون أن ما كشفته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن قرار اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف برنامج الـ”سي آي إيه” لدعم المعارضة السورية، يعد تطوّرا لافتا لا يعكس فقط تبدل رؤية الولايات المتحدة في التعاطي مع الصراع السوري، بل يعكس أيضا مناخا دوليا جديدا في هذا الصدد بدأ يتسرّب من مواقف عواصم غربية، لا سيما الأوروبية منها، والتي كان أوضحها من باريس على لسان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

 

وذكرت الصحيفة نقلا عن مصادر أميركية مسؤولة لم تسمها أن قرار الرئيس دونالد ترامب جاء خلال لقاء الشهر الماضي جمعه مع مدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي هربرت مكماستر.

 

ونقلت الصحيفة الأميركية عن المصادر نفسها أن هذه الخطوة إنما تعبر عن توجه الرئيس الأميركي الذي يحاول من خلالها تحسين الأجواء مع روسيا التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد.

 

ورحب قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي (الغرفة العليا بالبرلمان) الخميس بالأخبار “الممتازة التي طال انتظارها” بشأن إنهاء الولايات المتحدة دعمها للمسلحين في سوريا.

 

وكتب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن “هذا التغيير سيوفر دون أدنى شك المزيد من الفرص للتعاون الروسي الأميركي في محاربة الإرهاب في البلاد”.

 

والبرنامج وضع من قبل الرئيس السابق باراك أوباما عام 2013 للضغط على الأسد للتخلي عن السلطة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين طلبوا عدم كشف أسمائهم أن برنامج دعم المعارضة السورية الذي بدأ قبل أربع سنوات لم يكن له سوى أثر محدود وخصوصا منذ أن دخلت القوات الروسية على خط النزاع إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد في العام 2015.

 

وكان ترامب قد لمح أثناء حملته الانتخابية إلى أنه سيوقف الدعم عن المعارضة السورية ويركز جهوده على اجتثاث تنظيم داعش. ويأتي ما كشفته “واشنطن بوست” في هذا الصدد بعد أيام على لقاء ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين والإعلان عقب هذا اللقاء عن وقف لإطلاق النار في جنوب سوريا، وهي المنطقة التي تقاتل بها قوات سورية معارضة تدعمها واشنطن.

 

ورفض البيت الأبيض والسي آي إيه التعليق على معلومات الصحيفة الأميركية.

ويظهر إلغاء برنامج دعم المعارضة السورية مدى اهتمام ترامب “بإيجاد وسائل للعمل مع روسيا” ويشكل “اعترافا بمحدودية نفوذ واشنطن وعدم رغبتها في الإطاحة بالأسد من السلطة”، وفق الصحيفة.

 

ويرى مراقبون أن هذا البرنامج لم يكن على مستوى التحديات وأتى خجولا بالمقارنة مع الدعم الذي تقدمه روسيا وإيران لنظام الأسد، ناهيك عن أنه يضع واشنطن في موقف ضعيف في سوريا لا يرقى إلى ما يجب أن تكون عليه الدولة العظمى من أمر الصراع السوري.

 

واعتبر هؤلاء أن البرنامج يكاد يكون رمزيا ووقفه لا يغير من موازين القوى الداخلية، لكنه يرسل رسالة قوية إلى كافة الفرقاء، وخصوصا روسيا بتبدل المقاربة الأميركية في سوريا وتعويلها الجدي على تنسيق وتعاون مع روسيا لوقف المأساة السورية.

 

وقللت مرح البقاعي مستشارة الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة في تصريحات لـ“العرب” من تأثير القرار على العمليات القتالية داخل الأراضي السورية.

 

وقالت “البرنامج أصلا كان محدودا ومقننا وإلغاؤه لن يؤثر على العمليات العسكرية في سوريا، كما ولن يؤثر على تسليح الولايات المتحدة لحلفائها الأكراد، بل سيكون للأسف جسرا لروسيا لتكون صاحبة الكلمة العليا في سوريا”.

 

ويؤكد خبراء أميركيون في شؤون الشرق الأوسط أن إدارة أوباما تركت لروسيا أن تمارس ما تريده في سوريا طالما أن ذلك يبعد واشنطن عن أي تورط مباشر، وتركت لوزير الخارجية جون كيري مواكبة الجهد الروسي العسكري في سوريا والذي أدى إلى إسقاط مدينة حلب وقلب التوازن العسكري.

 

ويبدو أن القرار الجديد لا يلقى تأييدا من قبل نواب أميركيين، حيث أعرب السيناتور الجمهوري عن ولاية كارولينا الجنوبية ليندسي غراهام عن قلقه من هذه الخطوة، واصفا أياها في تغريدة على تويتر بأنها “إذا ما ثبتت صحتها (..) ستكون أشبه بالاستسلام الكامل للأسد وروسيا وإيران”.

 

ويرى بعض المحللين أن هذا القرار سيؤدي إلى إضعاف المعارضة السورية المعتدلة لصالح تلك المتطرفة. ونقلت صحيفة التلغراف البريطانية عن شارلي ليستر من معهد الشرق الأوسط في واشنطن قوله “لقد وقعنا في فخ روسيا، فهي ستكون سعيدة حين نعمل على إضعاف المعارضة المعتدلة”، مضيفا أن “أكبر هدف لروسيا كان ضرب فصائل في الجيش السوري الحر التي تحظى بدعم واشنطن، وها نحن نقضي عليها بأنفسنا”.

 

وتلفت أوساط قريبة من البنتاغون إلى أن إلغاء برنامج السي آي إيه لدعم المعارضة قد استبدل بسياسة عسكرية أخرى قادت إلى انخراط أميركي مباشر في دعم قوات سوريا الديمقراطية لتحرير الرقة من داعش، ودعمت قوات معارضة سورية في المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني وحول معبر التنف، كما أدت إلى انخراط جوي أميركي مباشر في معارك سوريا، إضافة إلى ما كشفته وكالة الأناضول التركية قبل أيام عن نشر واشنطن لـ10 قواعد عسكرية فوق الأراضي السورية.

 

وفي هذا الصدد قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها أبلغت الحكومة التركية قلقها إزاء المعلومات التي نشرتها “الأناضول” حول النقاط العسكرية الأميركية في سوريا، وأشارت الوزارة في بيان لها إلى أن المناطق التابعة للولايات المتحدة أو قوات التحالف الدولي لا يتم الإعلان عنها لأسباب أمنية دون أن تنفي معلومات “الأناضول”.

 

وكانت الوكالة وتحت عنوان “10 قواعد للولايات المتحدة الأميركية في سوريا لدعم الاتحاد الديمقراطي الكردي وذراعه وحدات حماية الشعب”، نشرت نقلا عن مصادر محلية، إنفوغرافيك يظهر وجود 8 نقاط عسكرية إضافة إلى قاعدتين جويتين للولايات المتحدة شمالي سوريا.

 

واعتبر البنتاغون أن الإعلان عن معلومات حساسة من شأنه أن “يعرض قوات التحالف الدولي للخطر ويعرقل العمليات المستمرة ضد تنظيم داعش في المنطقة”.

 

أسلحة أميركية ثقيلة للأكراد بعد تعليق دعم «الحر»

مواجهات في درعا بين النظام وميليشيات إيران… و«النصرة» تريد «إدارة ذاتية» في إدلب

«وحدات حماية الشعب» الكردية خلال حفل تخرج بمنطقة عين عيسى في ريف الرقة أمس (أ.ب) وفي الإطار شاحنة تحمل عربة أميركية إلى المقاتلين الأكراد (أخبار الرقة)

بيروت: كارولين عاكوم ويوسف دياب موسكو: طه عبد الواحد

نشر نشطاء سوريون صوراً لعربات ثقيلة نقلها الجيش الأميركي إلى «قوات سوريا الديمقراطية» ذات الغالبية الكردية في شمال شرقي سوريا بعد ساعات من نشر أنباء عن قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقف برنامج وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) دعم فصائل «الجيش السوري الحر» التي تقاتل النظام.

 

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين أميركيين أن برنامج دعم المعارضة الذي بدأ قبل أربع سنوات لم يكن له سوى أثر محدود خصوصاً منذ دخول القوات الروسية إلى جانب قوات بشار الأسد نهاية 2015. وبحسب الصحيفة، فإن إلغاء البرنامج يظهر مدى اهتمام ترمب «بإيجاد وسائل للعمل مع روسيا». ورحبت الخارجية الروسية بالقرار، كما عبر برلمانيون روس عن ارتياحهم له، إلا أنهم فضلوا التريث إلى حين تأكيد واشنطن لتلك الأنباء بشكل رسمي.

 

وجاء القرار بعد مفاوضات أميركية ــ روسية أدت إلى إقرار وقف لإطلاق النار في ريف درعا جنوب غربي سوريا. ونقل موقع «كلنا شركاء» السوري المعارض عن نشطاء قولهم إن «اشتباكات اندلعت في بلدة نامر على طريق دمشق ــ درعا إثر محاولة قوات النظام الدخول للبلدة التي تبعد مسافة 20 كيلومتراً عن حدود الأردن وإخراج ميليشيات عراقية تدعمها إيران».

 

إلى ذلك، دعت «هيئة تحرير الشام» التي تضم «جبهة النصرة» إلى «تبني مشروع يوحّد المناطق المحررة، بقيادة سياسية وعسكرية واحدة، وإدارة ذاتية للمناطق المحررة»، وذلك رداً على بيان لـ«أحرار الشام» لوقف الاقتتال بين الطرفين في ريف إدلب.

 

أنقرة تنفي علاقتها بتقرير حول القواعد الأميركية شمال سوريا

البنتاغون يعد نشر المعلومات ضربة لجهود الحرب على «داعش»

أنقرة: سعيد عبد الرازق

نفى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية إبراهيم كالين وجود أي علاقة للحكومة بتقرير نشرته وكالة أنباء الأناضول الرسمية، عن أماكن قالت إنها مواقع عسكرية أميركية في سوريا.

 

وردا على سؤال بشأن ما أعلنته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مساء أول من أمس بأن نشر التقرير عرض القوات الأميركية للخطر، وأن واشنطن قدمت شكوى لتركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بهذا الخصوص، قال كالين في مؤتمر صحافي، أمس، إن الحكومة التركية لا علاقة لها بالأمر وإنها لم تزود الوكالة بأي معلومات في هذا الصدد.

 

ونشرت وكالة «الأناضول» الرسمية، باللغتين التركية والإنجليزية دون العربية، الثلاثاء الماضي بعد ساعات من اجتماع لمجلس الأمن القومي برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان ناقش الوضع في سوريا وانتقد الازدواجية الأميركية في التعامل مع الميليشيات الكردية والتنظيمات الإرهابية في سوريا، تفاصيل ذات طابع سري عن 10 قواعد عسكرية أميركية منتشرة في المنطقة الخاضعة لسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وتحالف «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية مكونه الأكبر بشمال سوريا والتي تمتد لنحو مائتي ميل، تضمنت أعداد العسكريين الأميركيين في بعض القواعد، مع إشارات إلى وجود قوات فرنسية خاصة بينها.

 

واعتبر نشر هذه المعلومات من جانب المراقبين بمثابة خطوة تصعيدية من جانب أنقرة ضد واشنطن لإصرارها على دعم الميليشيات الكردية في سوريا في إطار الحرب على «داعش»، دون الالتفات إلى المخاوف التركية من نشوء كيان كردي على حدودها الجنوبية.

 

وقالت الوكالة في تقريرها، إن القوات الأميركية تستمر، منذ عام 2015 في توسيع وجودها العسكري في المناطق الخاضعة لتحالف «قوات سوريا الديمقراطية»، وأقامت قاعدتين جويتين، الأولى في منطقة رميلان بمحافظة الحسكة شمال شرقي البلاد في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2015، والثانية في بلدة خراب عشق جنوب غربي مدينة كوباني (عين العرب) في محافظة حلب شمال البلاد.

 

ولفتت إلى أن القاعدة في رميلان كبيرة بقدر كاف لاستقبال طائرات شحن، فيما لا تستخدم القاعدة في خراب عشق إلا لهبوط المروحيات العسكرية، وأن قاعدة رميلان تعد نقطة مهمة يجري عبرها إيصال المساعدات العسكرية للقوات الكردية في سوريا، فيما يأتي الجزء الآخر عبر الحدود السورية – العراقية.

 

وذكرت الوكالة أن مثل هذه القواعد الميدانية يجري دائما إخفاؤها بصورة جيدة لأسباب أمنية، مما يصعب تحديد مواقع وجودها، وأنه بالإضافة إلى القواعد المماثلة، تستخدم القوات الأميركية أيضا مراكز للقيادة، كلا من المباني السكنية ومعسكرات «قوات سوريا الديمقراطية» والمصانع المتنقلة، موضحة أن القوات الأميركية، وبغرض ضمان أمن هذه المواقع العسكرية، تعلن في محيطها ما تسمى «الأراضي المحظورة».

 

وبحسب تقرير الوكالة، تحتضن هذه المواقع العسكرية، التي يبلغ عددها 8 مواقع، عسكريين معنيين بتنسيق عمليات القصف الجوي والمدفعي للقوات الأميركية، وضباطا مسؤولين عن تدريب الكوادر العسكرية الكردية، وضباطا مختصين بتخطيط العمليات، ووحدات عسكرية للمشاركة في أعمال قتالية مكثفة. أما المعدات العسكرية، التي تم نشرها في هذه المواقع، فتشمل بطاريات مدفعية ذات قدرات عالية على المناورة، ومنظومات لراجمات الصواريخ، والمعدات المتنقلة لتنفيذ عمليات الاستطلاع، وعربات مصفحة مثل مدرعات «سترايكر» للقيام بدوريات وضمان أمن هذه المراكز.

 

وأشارت الوكالة إلى وجود 3 مواقع عسكرية أميركية في محافظة الحسكة أحدثها يقع في بلدة تل بيدر الشمالية ويحتضن مائة من عناصر القوات الخاصة الأميركية تم نشرهم في إطار محاربة تنظيم داعش الإرهابي.

 

أما الموقع الثاني فتم إنشاؤه في منطقة الشدادي جنوب الحسكة ويوجد فيه نحو 150 مقاتلا من القوات الخاصة الأميركية لدعم عمليات تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» ضد «داعش»، والموقع الثالث في منطقة تل تامر الزراعية على الحدود السورية – التركية ويعمل فيه عدد غير محدد لعسكريين من التحالف الدولي للحرب على «داعش» الذي تقوده الولايات المتحدة.

 

ووفقا للتقرير، أقامت الولايات المتحدة مركزين لقيادة العمليات في مدينة منبج عام 2016 بعد أن انتزع تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» السيطرة عليها من تنظيم داعش، يوجد الموقع الأول في بلدة «عين دادات» قرب المدينة، وربما يستخدم من قبل القوات الخاصة الأميركية لمراقبة تحركات فصائل «الجيش السوري الحر»، التي تحظى بدعم من القوات التركية.

 

ويقع مركز القيادة الثاني في بلدة «أثريا» بريف حماة الشرقي، ويستخدم من قبل الولايات المتحدة لضمان أمن عناصر تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» في مواجهة «الجيش السوري الحر».

 

وتحدث تقرير الوكالة التركية أيضا عن وجود موقعين عسكريين أميركيين في محافظة الرقة؛ الأول في جنوب عين العرب، ويضم، فضلا عن عناصر من القوات الخاصة الأميركية، عناصر من القوات الخاصة الفرنسية، والثاني في مدينة عين عيسى التي يسيطر عليها تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» ويعمل فيه مائتا عسكري أميركي و75 عنصرا من القوات الفرنسية.

 

وأضاف التقرير أن القوات الأميركية أنشأت موقعا عسكريا كبيرا في مدينة صرين شمال غربي مدينة عين العرب في محافظة حلب، ويجري استخدامه لاستقبال طائرات الشحن العسكرية، وتجري عبره عمليات توريد الأسلحة والمعدات العسكرية لميليشيا تحالف «قوات سوريا الديمقراطية». كما تستخدمه القوات الأميركية مركزا للتواصل بين قوات التحالف الدولي ضد «داعش» ولتخريب الاتصالات بين مسلحي التنظيم.

 

على وقع معارك الجرود.. نازحو القلمون تحت نار الحرب مجدداً

القلمون – تيم القلموني – الخليج أونلاين

أعلنت مليشيات حزب الله، فجر الجمعة 21 يونيو، بدء قواتها معركة تطهير جرود القلمون ممن وصفتهم بالإرهابيين، بمشاركة قوات جيش النظام و”الدفاع الوطني”، وذلك بعد حملة حشد وتحريض إعلامي لهذه المعركة عبر وسائل إعلام موالية له استهدفت ثوار القلمون الموجودين في الجرود مع النازحين العالقين في تلك المنطقة.

 

فقد أمطرت طائرات تابعة للنظام السوري ومدفعيات تابعة لحزب الله، فجر الجمعة، مناطق متعددة من جرود عرسال والقلمون بمئات القذائف والقنابل المتفجرة، تمهيداً لمحاولة تقدّم برّية باءت بالفشل، وتكبّدت على أثرها قوات النظام وحزب الله رقماً كبيراً من القتلى والخسائر في العتاد.

 

وهذا الأمر دفع حزب الله مجدداً للّجوء لأساليبه غير الإنسانية بقصف مخيمات النازحين العالقين في الجرود؛ للضغط على الثوار وإلهائهم عن مجريات معارك الجرود، ليكون نازحو تلك المخيمات مجدداً ضحية لآلة الحرب الدائرة هناك.

 

– نازحون تحت النار

 

يقول باسل أبو جواد، المتحدث باسم الهيئة العامة في يبرود، لـ “الخليج أونلاين”: “يعيش في منطقة وادي حميد في جرود عرسال ما يفوق الألف عائلة من نازحي القلمون الغربي، كانوا تحت وطأة نيران حزب الله مباشرة، وقد زاد القصف على مناطقهم صباح اليوم، عقب فشل محاولة حزب الله التقدّم من جرود فليطة”.

 

وتابع: “سقط عشرات الجرحى من قاطني المخيمات جراء القصف المباشر عليهم، بالإضافة لمقتل أحد النازحين من بلدة فليطة، ويدعى (محمد برّو)، مع توقع ارتفاع أعداد الجرحى والقتلى إذا بقي الوضع على ما هو عليه، وخاصة في ظل انعدام المعدات الطبية اللازمة خارج حدود عرسال”.

 

ويضيف أبو جواد: “على الرغم من إعلان الجيش اللبناني عن تسهيله مرور النازحين الفارّين من الجرود باتجاه عرسال، وذلك بحضور مندوبين عن الأمم المتحدة، فإن عدد الفارين باتجاه عرسال اقتصر فقط على ثلاثين عائلة؛ لأن نسبة كبيرة من النازحين تتخوّف من الاعتقال والملاحقات الأمنية داخل عرسال لاحقاً، وذلك بسبب افتقادهم للأوراق الثبوتية، أو صلة قرابتهم بثوار الجرود، وهذا ما حصل مع العديد من النازحين سابقاً داخل عرسال”.

 

ويشير أبو جواد إلى أن “اللافت في معارك اليوم أن حزب الله والنظام السوري ركزوا قصفهم ومعاركهم على جرود فليطة وعرسال، وهي معاقل ثوار سرايا أهل الشام، وبعض من عناصر هيئة تحرير الشام، في حين بقيت معاقل داعش في وادي ميرا في جرود قارة آمنة دون سقوط أي قذيفة فيها، وليس فقط اليوم، بل منذ فترة طويلة، الأمر الذي يكذّب رواية حزب الله في قتاله لإرهابيي الجرود، بل هو يعمل على استكمال مخططه في إنهاء آخر معاقل المعارضة ومراكز القوى السنية على الحدود الشرقية للبنان”.

 

يذكر أن عرسال تحتوي على ما يقارب الـ 120 ألف نازح، معظمهم مع أهالي القلمون والقصير، ويتركز نحو 10% منهم خارج حدود عرسال، ويعيشون ظروفاً إنسانية سيئة، وكان نازحو مخيمي النور والقارية قد تعرّضوا، الشهر الفائت، لحملة أمنية من قبل الجيش اللبناني، أثارت الجدل حول الانتهاكات التي قام بها عناصر الجيش بحق قاطني تلك المخيمات.

 

– قتلى وخسائر

 

وعن مجريات المعارك في الجرود، يقول حسين أبو علي، الإعلامي في سرايا أهل الشام: “استطاع ثوار الجرود، فجر اليوم (الجمعة)، صد محاولة تقدّم برّي لعناصر حزب الله من جهة جرود فليطة، وذلك وسط غارات جوية مكثّفة من قبل طيران النظام، بالإضافة إلى إسقاط طائرتي استطلاع، وعقب ذلك تم استهداف نقطة تمركز للحزب بصاروخ موجّه، ما أدى لمقتل معظم الموجودين فيه، والبالغ عددهم 14 عنصراً، لتكون المحصلة ما لا يقل عن 30 قتيلاً من الحزب وقوات الدفاع الوطني المشاركة في العمليات البرية”.

 

ويضيف أبو علي: “حزب الله اعترف بوقوع 12 قتيلاً في صفوفه، من بينهم قيادي، قتلوا دفعة واحدة بكمين محكم في جرود عرسال، من خلال صفحات موالية له نشرت أسماءهم على الشكل التالي: (محمد إبراهيم، علي حيدر، حسين جعفر، ناجي مشيك، بشير الحاج حسن، شحادة حوري، سامر علاو، حسن زعيتر، علي أمهز، أحمد أشهل، علي سباط، محمد حسين سباط)، وكان قد سبق ذلك إعلان حزب الله، صباحاً أيضاً، مقتل ثلاثة قياديين في صفوفه؛ وهم: (عباس الزهراني، وعلي حمزة، ونزار مغنية).

 

عرسال.. قتال شرس و”مبادرات” لإقناع المسلحين بالانسحاب

خسائر بشرية في صفوف ميليشيات حزب الله في معاركه مع “جبهة النصرة”

دبي – العربية.نت

بدأ الجيش اللبناني وميليشيات حزب الله اليوم الجمعة هجوماً على الجماعات المتطرفة في جرود #عرسال الحدودية مع #القلمون سوريا، بينما يساندهم من الجهة الأخرى قوات النظام السوري.

وأفادت الوكالةُ الوطنية للإعلام بأن الهجوم البري لميليشيات حزب الله بدأ من مرتفعات سلسلة الجبال الشرقية باتجاه مواقع جبهة النصرة بعد قصف مدفعي مركز وغاراتٍ جويةٍ لطيران النظام السوري. وقد شنت طائرات النظام حوالي 15 غارة على مواقعِ النصرة في جرود عرسال.

 

وسيطرت ميليشيات حزب الله على بعض النقاط في جرود عرسال اللبنانية مدعومةً بغطاء جوي من النظام، فيما لم تحدد ميليشيات حزب الله فترةً زمنيةً لانتهاء المعارك مشيرةً إلى أن العملية العسكرية ستسير “وفق خطة موضوعة”.

أفادت مصادر لقناتي “العربية” و”الحدث” بسقوط عدد من القتلى من عناصر #حزب_الله في جرد فليطة السورية، أثناء محاولة اقتحام ثالثة فاشلة، بعد أن حاول مقاتلو الحزب الهجوم من كافة المحاور مع التركيز على استهداف جرد الرهوة.

 

كما واجه حزب الله صعوبات في التقدم إلى مناطق تحت سيطرة #جبهة_النصرة في جرود عرسال، متكبداً خسائر بشرية في صفوفه.

وأفادت معلومات باستمرار الوساطة مع المسلحين لإقناعهم بالانسحاب بمبادرات شخصية رغم المعارك.

ويعمل #الجيش_اللبناني على منع فرار مقاتلي “النصرة” إلى الداخل اللبناني. وأفادت مصادر عسكرية أن الجيش اللبناني يشدد المراقبة على كل المعابر بين جرود عرسال والبلدة لمنع تسلل أي مقاتلين. وقد استهدف الجيش اللبناني مجموعةً إرهابيةً حاولت الفرار باتجاه عرسال قادمه من وادي الزعرور.

 

في سياق متصل، يسهل الجيش فرار لاجئين سوريين من مخيمات جرود عرسال إلى الداخل اللبناني، وذلك بإشراف مندوبين من الأمم المتحدة. وبالفعل، فرّ لاجئون سوريون من مخيمات في منطقة جرود عرسال، إلا أن مصادر “العربية” و”الحدث” لم تذكر عدد الفارين من المخيمات.

وكانت مصادر قناة “الحدث” قالت إن الجيش اللبناني سمح لبعض للنساء والأطفال في مخيمات جرود عرسال تحديداً من مخيم وادي حميد بالدخول إلى بلدة عرسال.

من جهة أخرى، ترأس وزير الداخلية والبلديات اللبناني نهاد المشنوق اجتماعاً لمجلس الأمن المركزي في مقر وزارة الداخلية للبحث في التطورات الأمنية. وبحث الاجتماع سبل مكافحة التحريض في مواقع التواصل وتدابير حماية المدنيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى