أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 22 أيلول 2017

روسيا تهدد أميركا وحلفاءها في سورية

لندن – «الحياة»

في تحذير هو الأشد من نوعه، هددت روسيا كلاً من الولايات المتحدة الأميركية و «قوات سورية الديموقراطية» من أنهما سيكونان في نطاق نيرانها إذا ما تعرضت القوات الروسية أو النظامية السورية إلى القصف في دير الزور، موضحة أن هذا الأمر حدث مرتين بالفعل. ووسعت القوات النظامية، مدعومة بالقصف الجوي الروسي، نطاق سيطرتها على الضفة الشرقية لنهر الفرات بعد القضاء على آخر تجمعات «داعش» في قرية مراط بدير الزور.

في موازاة ذلك، اجتازت آليات عسكرية تركية أمس معبر «جلوة غوزو» التركي إلى المنطقة العازلة المقابلة لمعبر «باب الهوى» بإدلب على الحدود السورية- التركية. و «جلوة غوزو» بوابة تركيا إلى محافظة إدلب. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه سيجتمع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع المقبل للبحث في تطورات إدلب وسط توقعات بعملية عسكرية تركية وشيكة في المحافظة ضد «هيئة تحرير الشام»، وفي مدينة عفرين، على الحدود الشمالية، ضد «وحدات حماية الشعب الكردية». ويستعد أكراد سورية اليوم لإجراء أول انتخابات في نظامهم الفيديرالي.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية أمس، بأن «سورية الديموقراطية» تمركزت في مواقع على ضفة الفرات الشرقية ومعها قوات أميركية خاصة وأطلقت مرتين نيران المدفعية والقذائف الصاروخية على القوات السورية التي تقاتل جنباً إلى جنب مع القوات الروسية الخاصة. وقال الميجر جنرال إيغور كوناشينكوف في بيان، «القوات السورية تعرضت مرتين لقصف كثيف من مدافع ومدافع هاون انطلاقاً من مواقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات حيث ينتشر عناصر قوات سورية الديموقراطية والقوات الخاصة الأميركية». وكشف أن عسكريين من القوات الخاصة الروسية يتواجدون مع القوات النظامية في المناطق التي تعرضت لإطلاق النار.

وزاد: «أبلغنا ممثلاً للقيادة العسكرية الأميركية في العديد (مركز العمليات الأميركية في قطر) بعبارات لا تقبل اللبس… ستتعرض المواقع التي ينطلق منها إطلاق النار في هذه المناطق على الفور للضرب بكل التجهيزات العسكرية المتوافرة». وتساءل كوناشينكوف مجدداً عن طبيعة العلاقة بين «سورية الديموقراطية» و «داعش». وقال إن الطائرات الروسية من دون طيار لم ترصد أي اشتباكات بين الطرفين عندما اقترب عناصر «سورية الديموقراطية» من دير الزور. وقال مسؤولون عسكريون أميركيون إن جنرالات من روسيا وأميركا اجتمعوا وجهاً لوجه هذا الأسبوع في مسعى لتجنب حوادث الاشتباك بينهما. وقال الكولونيل رايان ديلون الناطق باسم «التحالف الدولي»: «عقدوا مناقشة وجهاً لوجه… عرضوا الخرائط والرسوم التوضيحية». وأضاف في إفادة للصحافيين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن هذا كان أول اجتماع من نوعه على ما يبدو. وقال مسؤول عسكري أميركي آخر إن جنرالات أميركيين وروساً شاركوا في الاجتماع.

من ناحيتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن عملية تحرير دير الزور ستنتهي الأسبوع المقبل، موضحة أن القوات النظامية باتت تسيطر على 85 في المئة من دير الزور.

ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن كوناشينكوف قوله إن «القوات النظامية نفذت خلال الأيام الماضية هجمات موسعة لتدمير آخر موطئ قدم لداعش قرب مدينة دير الزور».

إلى ذلك، يصوت أكراد سورية اليوم لإجراء أول انتخابات في نظامهم الفيديرالي في شمال البلاد. ومن المقرر أن تجرى الانتخابات على ثلاث مراحل، تبدأ باختيار لجان محلية في 22 أيلول (سبتمبر) وتنتهي في كانون الثاني (يناير) عام 2018 بانتخاب مجلس تشريعي لـغرب كردستان (روج أفا). وقال صالح مسلم، الرئيس المشترك لـ «حزب الاتحاد الديموقراطي» إن «الانتخابات هي الخطوة الأولى لترسيخ النظام الفيديرالي والديموقراطية الفيديرالية». وزاد: «هناك نظام جديد يتأسس في روج أفا… نحن جزء من سورية ومطلبنا الفيديرالية». وأصدر المجلس الوطني الكردي بياناً أعلن فيه مقاطعته الانتخابات، معتبراً إياها «غير ديموقراطية، ولا تمثل الأطراف الكردية في المنطقة»، فضلاً عن اعتراضه على توقيتها، القريب من استفتاء إقليم كردستان العراق. ورفضت دمشق إعلان الفيديرالية الكردية. ووصف نائب وزير الخارجية فيصل المقداد الانتخابات بـ «المزحة»، لافتاً إلى أن «النظام لن يسمح بتهديد وحدة الأراضي السورية»، وفق تعبيره.

 

روسيا تهدد باستهداف «قوات سورية الديموقراطية» في دير الزور

موسكو، بيروت – أ ف ب، رويترز

اتهمت روسيا اليوم (الخميس) «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من واشنطن بإطلاق النار على قوات النظام السوري قرب دير الزور في شرق سورية، وحذرت الجيش الأميركي من أنها ستقوم بالرد على أي حادث جديد من هذا النوع.

وصرح الجنرال ايغور كوناشينكوف من الجيش الروسي في بيان، بأن «القوات السورية تعرضت مرتين لقصف كثيف من مدافع ومدافع هاون انطلاقاً من مواقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات، حيث ينتشر مقاتلو قوات سورية الديموقراطية والقوات الخاصة الأميركية». وقال ان عسكريين من القوات الخاصة الروسية موجودون حالياً مع قوات نظام الرئيس بشار الأسد في المناطق التي تعرضت لإطلاق النار.

وأبلغت موسكو مسؤولاً رفيع المستوى في الجيش الأميركي، بأن «أي محاولات لإطلاق النار من مناطق ينتشر فيها مقاتلو قوات سورية الديموقراطية سيتم وضع حد لها على الفور».

وجاء في بيان الجيش الروسي ان «المواقع التي ينطلق منها إطلاق النار في هذه المناطق ستتعرض على الفور للضرب بكل التجهيزات العسكرية المتوافرة».

وكانت روسيا اتهمت الثلثاء «قوات سورية الديموقراطية» باستهداف الجيش السوري وعرقلة تقدمه عند نهر الفرات في اتجاه مناطق سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في مدينة دير الزور الحدودية.

وتشكل محافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحاً لعمليتين عسكريتين، الأولى يقودها الجيش السوري بدعم روسي في مدينة دير الزور وريفها الغربي، والثانية تشنها «قوات سورية الديموقراطية» بدعم من التحالف الدولي ضد المتطرفين في الريف الشرقي.

إلى ذلك، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان الجيش السوري وجه مع حلفائه ضربات جوية لمقاتلي المعارضة شمال مدينة حماة اليوم، بعدما استعاد السيطرة على قرى خسرها في اشتباكات هذا الأسبوع.

وأوضح المرصد أن سلسلة من الضربات الجوية وقعت بعد منتصف الليل وأصابت مناطق في خان شيخون وكفر نبل وكفر زيتا ومعرة النعمان، الخاضعة لسيطرة المعارضة.

وأضاف أن الهجوم الذي شنته جماعات متشددة وجماعات مسلحة أخرى هذا الأسبوع، كان الأكبر قرب حماة منذ آذار (مارس) الماضي، لكن الجيش تمكن في وقت متأخر أمس من استعادة القرى التي خسرها في الهجوم.

 

أكراد سورية يصّوتون اليوم في انتخابات تأسيس «النظام الفيديرالي»

لندن- «الحياة»

يستعد أكراد سورية اليوم لإجراء أول انتخابات في نظامهم الفيديرالي في شمال البلاد، في خطوة من شأنها أن تثير استياء تركيا وإيران والحكومتين السورية والعراقية. وتأتي الانتخابات قبل أيام من استفتاء مثير للجدل على الاستقلال في كردستان العراق. ويُنظر إلى الانتخابات باعتبارها أول خطوة ملموسة لتأسيس فيديرالية يسعى إليها الأكراد في مناطقهم في الشمال السوري.

ومن المقرر أن تجرى الانتخابات على ثلاث مراحل، تبدأ باختيار لجان محلية في 22 أيلول (سبتمبر) وتنتهي في كانون الثاني (يناير) العام 2018 بانتخاب مجلس تشريعي لـغرب كردستان (روج افا).

وقال صالح مسلم، الرئيس المشترك لـ «حزب الاتحاد الديموقراطي»، أكبر الأحزاب الكردية في سورية وأكثرها نفوذاً إن «الانتخابات هي الخطوة الأولى لترسيخ النظام الفيديرالي والديموقراطية الفيديرالية». وأضاف في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس في بيروت «هناك نظام جديد يتأسس في روج افا… نحن جزء من سورية ومطلبنا الفيديرالية». وقبل اندلاع النزاع في العام 2011، عانى الأكراد الذين يشكلون أكثر من 15 في المئة من سكان سورية، من التهميش على مدى عقود. وبدأوا بتعزيز موقعهم بعد انسحاب قوات النظام تدريجياً من مناطقهم، ما سمح لهم بالسيطرة على مناطق واسعة في شمال وشمال شرق البلاد. وبرزوا في وقت لاحق كالقوة الأكثر فاعلية في قتال تنظيم «داعش».

في آذار (مارس) 2016، أعلن الأكراد النظام الفيديرالي في مناطق سيطرتهم في شمال البلاد التي قسموها إلى ثلاثة أقاليم هي الجزيرة (محافظة الحسكة، شمال شرق) والفرات (شمال وسط، تضم أجزاء من محافظة حلب وأخرى من محافظة الرقة) وعفرين (شمال غرب، تقع في محافظة حلب). وفي إطار الأعداد للانتخابات، انتشرت في مدينتي القامشلي وعامودا في محافظة الحسكة لافتات بثلاث لغات، العربية والكردية والسريانية، تدعو المواطنين للمشاركة في الانتخابات. وكتب على بعضها «مستقبل روج آفا بين يديك، لا تبخل بصوتك» و «صوتك أمانة امنحه لمن يستحق».

ويقول عمر عبدي (50 عاماً) في القامشلي لوكالة فرانس برس: «إنها المرة الأولى التي نشهد فيها انتخابات كردية… لم نكن نصدق أننا سنرى هذا اليوم أبداً».

ويقول الخبير في الشؤون الكردية موتلو جيفير اوغلو لفرانس برس «توفر هذه الانتخابات فرصة للأكراد لبدء بناء مؤسساتهم من أجل المستقبل».

ويضيف: «من المهم بالنسبة للأكراد اليوم أن يظهروا للنظام أن الأمور تغيرت في شمال سورية، وهم من يديرون الأمور وليس النظام في دمشق»، كما انهم «يبعثون برسائل قوية الى العالم مفادها بأن إجراء هذه الانتخابات ممكن لأن المناطق التي يسيطرون عليها مع حلفائهم آمنة ومستقرة».

وفي المرحلة الأولى من الانتخابات اليوم، سيتم انتخاب الرئاسات المشتركة (كل رئاسة تضم رجلاً وامرأة) لما يطلق عليه «الكومونات»، أي اللجان المحلية للأحياء والحارات.

وفي المرحلة الثانية في الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر)، سيتم انتخاب مجالس محلية للنواحي والمقاطعات التي يتألف منها كل إقليم. ويصار في المرحلة الثالثة والنهائية في 19 كانون الثاني (يناير) إلى انتخاب «مجلس الشعوب الديموقراطية» لكل إقليم من الأقاليم الثلاثة التي ستتمتع بصلاحيات تشريعية محلية. كما سيتم في اليوم ذاته انتخاب «مؤتمر الشعوب الديموقراطية» العام الذي سيكون بمثابة برلمان عام، على رأس مهماته تشريع القوانين ورسم السياسة العامة للنظام الفيديرالي.

ويشرح مسلم أن «الكومونات هي شكل من أشكال تنظيم المجتمع في كل حي أو حارة أو قرية… هو نظام يعمل به في اوروبا، في بلجيكا مثلاً»، بحيث تكون هناك «لجان ورئاسة مشتركة، وهذه اللجان تكون اقتصادية أو صحية أو تموينية» تتيح للمجتمع تنظيم شؤونه بنفسه.

وعمدت مفوضية الانتخابات الى تدريب مدرسين للإشراف على صناديق الاقتراع، كما تعمل لجان في الأحياء على توزيع البطاقات الانتخابية وشرح آلية الاقتراع.

ويؤكد الأكراد أن هذه الانتخابات لا تخصهم وحدهم بل تشمل مكونات المجتمع كافة من عرب وسريان وأرمن وتركمان. ولا يتوقع محللون أن تشارك أحزاب كردية معارضة للنظام الفيديرالي فيها، بل أن تقتصر على أحزاب تشكل الإدارة الذاتية.

وأصدر المجلس الوطني الكردي بياناً أعلن فيه مقاطعته الانتخابات، معتبراً إياها «غير ديموقراطية، ولا تمثل كافة الأطراف الكردية في المنطقة»، فضلاً عن اعتراضه على توقيتها، القريب من استفتاء إقليم كردستان العراق المزمع إجراؤه في 25 من الشهر الجاري.

ويقول الخبير في الشؤون السورية فابريس بالانش: «ستكون هذه الانتخابات ديموقراطية في الظاهر لعدم وجود تعددية حزبية». ورفضت دمشق إعلان الفيديرالية الكردي. ووصف نائب وزير الخارجية فيصل المقداد الانتخابات بـ «المزحة»، لافتاً إلى أن «النظام لن يسمح بتهديد وحدة الأراضي السورية»، وفق تعبيره.

وقال رئيس تحرير صحيفة «الوطن» المقربة من دمشق وضاح عبد ربه لفرانس برس «إنها انتخابات غير شرعية، موضوع الفيديرالية غير مطروح أبداً»، مضيفاً: «أي تغيير للنظام في سورية يجب أن يحصل من خلال تغيير الدستور السوري الذي لا يمكن تغييره إلا باستفتاء عام لكل السوريين».

وتجرى المرحلة الأولى من الانتخابات الكردية في سورية قبل ثلاثة أيام من استفتاء على استقلال اقليم كردستان في العراق المجاور. ويتعرض رئيس كردستان العراق مسعود بارزاني لضغوط مكثفة، لا سيما من الغرب وتركيا، لإرجاء الاستفتاء أو إلغائه.

ويرى المحلل جيفير اوغلو أن انقرة ودمشق، وعلى رغم الخلاف الكبير بينهما منذ بدء النزاع، تتفقان على أمر واحد وهو رفض الحكم الذاتي للأكراد. وتخشى انقرة التي تحارب حركة تمرد كردية على أرضها من تمدد عدوى الاستقلال اليها.

ويرى أكراد سورية وفق أوغلو، في استفتاء العراق «آلية شرعية ليكتسب نظراؤهم الأكراد حقوقهم، وبالتالي ينظرون اليه أيضاً كوسيلة قد يلجأون اليها يوماً ما».

ويعتبر أن «الانتخابات والنظام الفيديرالي يطرحان لسورية نظاماً بديلاً يتمثل في اللامركزية».

ويؤكد صالح مسلم احترام قرار اكراد العراق، موضحاً في الوقت ذاته «مطلبنا في سورية ليس الانفصال… مطلبنا الفيديرالية».

ويقول بالانش «في سورية انها خطوة أولى، في العراق يبدو انها خطوة أخيرة. ويتعلق الأمر في الحالتين بالحصول على شرعية محلية ودولية».

 

«خطة التهدئة» في إدلب بين أردوغان وبوتين

اسطنبول – رويترز

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس (الأربعاء) انه سيجتمع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الخميس المقبل، لبحث خطة وافقت عليها أنقرة وموسكو وطهران للحد من القتال في محافظة إدلب شمال غربي سورية.

واتفقت روسيا وتركيا وإيران الأسبوع الماضي على نشر مئات المراقبين في إدلب التي تقع على الحدود مع تركيا ويسيطر عليها تحالف تقوده «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً التي كانت مرتبطة بالقاعدة).

وقال أردوغان في نيويورك، حيث شارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، «تم تحديد إدلب منطقة لعدم التصعيد»، مضيفاً أنه «خارج الحدود هناك الآن أبراج مراقبة ومحطات للاتحاد الروسي. وفي الداخل تركيا لديها محطات عند نقاط حماية».

وذكر أن الجيش التركي يعمل مع مقاتلي «الجيش السوري الحر»، مضيفاً من دون الخوض في التفاصيل: «هذا سيستمر إلى أن يتحقق السلام هناك».

وأشار الرئيس التركي إلى أنه سيجتمع مع بوتين في 28 أيلول (سبتمبر)، وقالت «مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية» (تي آر تي) ان المحادثات ستنعقد في أنقرة.

 

موسكو تحذر واشنطن من مهاجمة قوات النظام السوري في دير الزور

تصاعد صراع المصالح بين أمريكا وروسيا في المدينة الغنية بالنفط

عواصم ـ «القدس العربي» من هبة محمد ووكالات: بينما استبعد مراقبون للوضع السوري نشوب مواجهات حقيقية بين القوى الدولية الكبرى التي ظهرت خلافاتها إلى السطح في محافظة دير الزور، شرق سوريا، الغنية بالنفط والغاز وذات الموقع الاستراتيجي على الحدود في الشمال، جاء التحذير الروسي شديد اللهجة لواشنطن من مهاجمة قوات النظام السوري في دير الزور ليغير الموقف، مما استدعى على الفور اجتماع جنرالات من روسيا وأمريكا لبحث المواقف المتباعدة بشأن المعارك والمواجهات الدائرة في سوريا لتجنب تطور الموقف بينهما.

وبالتزامن تقرر أن يعقد البرلمان التركي جلسة طارئة، السبت، لمناقشة تمديد تفويض الجيش التركي بتنفيذ عمليات خارج الحدود في العراق وسوريا، حسبما قال مسؤول في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا. ويأتي ذلك وسط تعزيزات تركية عسكرية تواصلت على مدى أيام على الحدود مع سوريا.

من جهتها حذّرت روسيا، الولايات المتحدة، بأنها سترد في حال قامت قواتها وقوات تنظيم «بي كا كا/ ي ب ك» الحليفة لها، بقصف مواقع النظام السوري مجدداً في محافظة ديرالزور شرقي سوريا الواقعة تحت سيطرة تنظيم «الدولة».

وأفاد الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، في تصريح للصحافيين، أمس الخميس، بأن هجومين بالقذائف الصاروخية والمدافع شنّا على قوات النظام السوري، من الجهة الشرقية لنهر الفرات التي تقسم دير الزور إلى قسمين، والتي توجد فيها قوات خاصة أمريكية وقوات تنظيم «بي كا كا/ ب ي د» الإرهابي.

يأتي ذلك بعد أن عبرت قوات النظام السوري وقوات روسيا الخاصة بتغطية الطيران الحربي الروسي، نهر الفرات شرقاً باتجاه الضفة الأخرى من المدينة، التي تعتبرها أمريكا حصن قواتها المتمثلة بقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، حيث تغالظت لهجات الخطاب الموجهة من موسكو الى واشنطن بسبب قصف الأخيرة لمواقع القوات الروسية، خوفاً على المصالح والأجندات.

وذكّر كوناشينكوف بوجود قوات خاصة روسية ترافق قوات النظام، مبيناً أنهم أرسلوا تحذيراتهم إلى القيادات العسكرية الأمريكية. وأكد أنهم سيردون على الفور على مصدر النيران التي ستطلق من المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل تنظيم «ب ي د» الذراع السورية لمنظمة «بي كا كا» الإرهابية عمودها الفقري، وسيتم تدميرها بالكامل. ويسيطر تنظيم «داعش» على معظم مناطق ديرالزور، باستثناء أحياء في مركز المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، من بينها مطار المدينة الخاضع لسيطرة النظام السوري.

واستدعى تطور الأحداث وتسارعها اجتماع جنرالات من روسيا والولايات المتحدة وجهاً لوجه هذا الأسبوع، في مسعى لتجنب الاشتباكات العرضية، في وقت يقاتل فيه الطرفان لاستعادة ما تبقى من أراض تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا، حسبما قال مسؤولون عسكريون أمريكيون أمس.

وقال الكولونيل رايان ديلون المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والمقيم في بغداد «عقدوا مناقشة وجها لوجه… عرضوا الخرائط والرسوم التوضيحية». وأضاف في إفادة للصحافيين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن هذا كان أول اجتماع من نوعه على ما يبدو. وقال مسؤول عسكري أمريكي لرويترز طالبا عدم الكشف عن اسمه، إن جنرالات أمريكيين وروسا شاركوا في الاجتماع.

من جهة أخرى قالت قناة (سي.إن.إن ترك) التلفزيونية إن القوات التركية ردت بالمثل على قذيفة مدفعية انطلقت من سوريا وسقطت في إقليم خطاي في جنوب شرق تركيا أمس الخميس. وأضافت أنه لم ترد تقارير عن سقوط قتلى أو مصابين بعد أن سقطت القذيفة على منطقة ريفية. وقالت القناة إن القذيفة جاءت من منطقة خاضعة لسيطرة النظام السوري.

 

مجلس الأمن الدولي يؤكد معارضته للاستفتاء على استقلال كردستان

“القدس العربي”- (وكالات): أبدى مجلس الأمن الدولي، الخميس، معارضته للاستفتاء على الاستقلال الذي يعتزم إقليم كردستان العراق تنظيمه، الإثنين المقبل، محذرا من أن هذه الخطوة الأحادية من شأنها أن تزعزع الاستقرار، ومجددا تمسكه بـ”سيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه”.

 

وفي بيان صدر بإجماع أعضائه الـ15، أعرب مجلس الأمن عن “قلقه إزاء التأثيرات المزعزعة للاستقرار التي قد تنجم عن مشروع حكومة إقليم كردستان إجراء استفتاء بصورة أحادية الجانب الأسبوع المقبل”.

 

روسيا تتهم الإتحاد الأوروبي ب”تسييس″ مسألة إعادة إعمار سوريا

“القدس العربي” – وكالات: اتهم نائب وزير خارجية روسيا غينادي غاتيلوف الخميس، الإتحاد الأوروبي ب”تسييس″ مسألة إعادة إعمار سوريا، معتبراً ان رفض الأوروبيين إبداء اي التزام طالما ان عملية الانتقال السياسي لم تنجز بعد هو أمر “غير مقبول”.

 

وقال غاتيلوف خلال اجتماع عقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، “ان تسييس القضايا المتعلقة بالمساعدات (الانسانية) والتصريحات حول ضرورة انتظار نهاية العملية السياسية، أمر غير مقبول”.

 

يأتي هذا الاجتماع الذي ترأسته وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، على اثر مؤتمر عقد في نيسان/ابريل ببروكسل وتم خلاله قطع وعود بتقديم ستة مليارات دولار من المساعدات الإنسانية للسوريين عام 2017.

 

وكرر الأوروبيون انهم لن يمولوا اعادة بناء سوريا قبل تنفيذ عملية انتقال سياسي “ذات صدقية”.

 

وقال غاتيلوف “اننا نتحدث عن مصير مئات الآلاف او حتى الملايين من السوريين الذين يعيشون في ظل ظروف صعبة جداً تفاقمت جراء ما اسميه عقوبات احادية”.

 

اضاف “اننا نحتاج بالوقت الحالي لمساعدة انسانية كبيرة من خلال الامم المتحدة وقنوات أخرى. يجب اعادة بناء المدارس والمستشفيات والبنى التحتية الاساسية”.

 

ورد ممثل بريطانيا بالقول، “لا يمكن ان يكون هناك دعم لإعادة الإعمار طالما ان عملية انتقال سياسي ذات صدقية ليست جارية”، معتبراً ان “إعادة الإعمار يجب ان تكون مكافأة للسلام وليس مكافأة لنظام دمر مدنه وشعبه”.

 

وأوضح المفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية كريستوس ستيليانيدس من جهته، ان المساعدات تصل الى 13 بالمئة فقط من أصل 4 ملايين سوري يحتاجونها، مضيفاً انه يتعين على الحكومة السورية ضمان وصول المساعدات.

 

منذ عام 2011، أدى النزاع بسوريا الى مقتل أكثر من 330 ألف شخص، فضلاً عن ملايين من النازحين واللاجئين. كما ادى الى اضرار ودمار على نطاق واسع.

 

قصف اسرائيلي يستهدف ليلاً مستودع أسلحة قرب مطار دمشق الدولي

“القدس العربي” – وكالات: استهدف قصف جوي اسرائيلي ليل الخميس الجمعة، مستودع أسلحة قرب مطار دمشق الدولي، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ظهر الجمعة.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس، “استهدفت طائرات حربية اسرائيلية بصواريخ مستودعاً لحزب الله اللبناني قرب مطار دمشق الدولي”.

 

ومنذ بدء النزاع في سوريا في 2011، قصفت اسرائيل مرات عديدة أهدافاً سورية أو أخرى لحزب الله في سوريا.

 

خامنئي يصف بيان دونالد ترامب في الأمم المتحدة بخطاب «رجل عصابات»

تيلرسون في مؤتمر صحافي: هناك نقاط في الاتفاق النووي تحتاج مراجعة

نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي»: أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي الخميس أن خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشديد اللهجة ضد طهران من على منبر الأمم المتحدة هو خطاب «رعاة بقر ورجال عصابات».

ووصف خامنئي حسب ما ورد على موقعه الإلكتروني كلمة ترامب بـ«السخافة والبلاهة والاضطراب والبعد عن الواقع»، معتبرا أن «لغة رعاة البقر ورجال العصابات» التي اتهم ترامب باستخدامها «لم تكن نابعة عن شجاعته بل عن انفعال وفشل وقصر نظر».

وتابع في كلمة ألقاها لدى استقباله رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة، إحدى هيئات الحكم في إيران، أن «ما قاله رئيس الولايات المتحدة لا يشرف الأمة الأمريكية ونخب هذا البلد تشعر بالخزي لوجود رئيس مثل ترامب على رأسها ولتصريحاته».

وقال إن «حقد» القادة الأمريكيين على إيران مرده «وجود الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودورها المؤثر الذي أسهم في إفشال مخططات أمريكا والكيان الصهيوني في المنطقة».

وهاجم ترامب إيران بشدة في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء في نيويورك فوصفها بـ«الدولة المارقة» و«الديكتاتورية الفاسدة».

والعلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين إيران والولايات المتحدة منذ 1980 وأزمة احتلال السفارة الأمريكية في طهران بعيد الثورة الإسلامية. وحصل تقارب خلال الولاية الثانية للرئيس السابق باراك أوباما (2013-2017) لكن مع وصول خلفه إلى البيت الأبيض عاد التوتر ليتصاعد بشكل متواصل

من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بعد لقائه في نيويورك مع بقية الإطراف الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني إنه أجرى حوارا «عمليا» مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، واصفا ظريف بأنه شخص مثقف.

وقال تيلرسون في مؤتمر صحافي مساء الأربعاء في فندق بالاس مقر إقامته في نيويورك، إن الشعب الإيراني شعب مثقف جدا، مثله مثل قيادته وظريف ينتمي إلى هذه الفئة من الناس» مضيفاً «لم تكن نبرة الحوار بيننا غاضبة بتاتا كان نقاشا عمليا للغاية بشأن رؤية كل منا المختلفة جدا لهذا الاتفاق»، ولكن لا يزال هناك مشاكل هامة مع هذا الاتفاق. كانت فرصة جيدة لان نلتقي ونتصافح. النبرة كانت عملية للغاية. لم يكن هناك صراخ ولم نرم بعضنا البعض بأحذية».

وأشار إلى الاتفاق النووي المسمى «إتفاق الخمسة + واحد» قبل أكثر من عامين بالقول إن الولايات المتحدة تعتبر أن بعض النقاط المنصوص عليها في الاتفاق «غير مقبولة» ولا سيما ما يتعلق بسقوط العديد من الضوابط المفروضة على إيران بعد انقضاء 10 سنوات على توقيعه.

وعقد تيلرسون مؤتمره الصحافي عقب مشاركته في اجتماع في مقر الأمم المتحدة للأطراف الموقعة على الاتفاق الذي أبرمته الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا مع إيران عام 2015 في فيينا حول برنامجها النووي.

وهذا أول لقاء على الإطلاق يجري بين الوزيرين الأمريكي والإيراني منذ أن أصبح دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة في كانون الثاني/يناير الماضي.

وقد بحث المجتمعون مستقبل هذه الوثيقة التي يريد ترامب على ما يبدو تعديلها تحت تهديد بالانسحاب منها إذا لم يتم ذلك.

وأتى هذا الاجتماع بعد ساعات على تأكيد الرئيس الإيراني حسن روحاني في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن بلاده ملتزمة بما وقعت عليه «لكنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي نقض للاتفاق النووي».

وجاء خطاب روحاني ليرد على الخطاب الذي ألقاه من على المنبر نفسه الثلاثاء نظيره الأمريكي وقال فيه انه جاهز للتخلص من هذا الاتفاق الذي وصفه بأنه “أحد أسوأ الاتفاقات التي شاركت فيها الولايات المتحدة».

وكان تيلرسون قد قال الثلاثاء ان الولايات المتحدة تتطلع للحصول على دعم حلفائها لإقناع إيران بإعادة فتح المفاوضات حول الاتفاق النووي.

من جهتها كشفت شبكة إن.بي.سي التلفزيونية نقلا عن مصادر مسؤولة، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يميل إلى إلغاء الصفقة النووية مع إيران بشكل كامل. وأشارت القناة إلى أن ترامب سيتخذ قرارا بهذا الشأن قبل 15 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وسيفتح «نافذة» للمشرعين الأمريكيين لستين يوما، في غضونها يتوجب عليهم تقرير ما إذا كانت ستعيد الولايات المتحدة فرض العقوبات على إيران التي رفعت بموجب الصفقة النووية مع طهران أم لا.

 

حجاب: ندعم عملا عسكريا لتركيا و«الحر» ضد «هيئة تحرير الشام» في إدلب

«مجموعة في الهيئة العليا تنادي بقبول الأسد في المرحلة الانتقالية»

عبد الرزاق النبهان

حلب – «القدس العربي»: قال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، ان هناك مجموعة في الهيئة العليا تنادي بقبول الضغوط والإبقاء على الأسد خلال المرحلة الانتقالية في سوريا، ولكن الأغلبية متمسكة بالثوابت.

وأوضح في لقائه مع قناة «الجزيرة»، أنه إذا تم تهجين الهيئة العليا للمفاوضات بشخصيات سقفها ليس مطالب السوريين فلن أكون مع هؤلاء ولا في أي جسم يخالف ثوابت الثورة، فالواقعية التي نفهمها هي تطبيق «جنيف 1» وقرارات مجلس الأمن ومحاكمة المجرمين كالأسد وليس قبوله في المرحلة الانتقالية.

وفي ما يتعلق بهيئة تحرير الشام في إدلب أكد حجاب دعم أي عمل عسكري تقوم به تركيا والجيش الحر ضد هيئة تحرير الشام في إدلب، بهدف الخلاص من القاعدة التي لم تخدم سوى النظام.

وهاجم حجاب منصة موسكو التي اعتبرها صنيعة مخابرات النظام، حيث لا مشكلة لديها مع الأسد ولذا فهي ليست معارضة منوهاً إلى أن دي ميستورا استغل صورة افتتاح جولة جنيف-4. وشدد على أن منصة موسكو كما أي مجموعة أخرى أو شخصية، إن لم تقبل بمحددات مؤتمر الرياض-1 فلن يتم قبولها في الهيئة العليا.

وحول القتال تحت راية قوات سوريا الديمقراطية قال حجاب، لن نقاتل تحت راية ال PYD بل نريد جبهات منفصلة في دير الزُّور، والأمريكيون يرتكبون خطأً جسيماً باستبعاد أبناء المحافظة من قتال داعش، في حين وصف تنظيم القاعدة كالسرطان دخل على ثورة سوريا فأساء لها وصدّرها أمام العالم على انها إرهاب يقوم بشار وإيران بمحاربته.

وأفصح حجاب في مستهل حديثه بالقول يمكننا إذا ما وافق الأمريكيون أن نرسل الآلاف من المقاتلين خلال أيام معدودة من الجيش الحر وأبناء دير الزُّور لقتال داعش، معتبراً أن أخطاء أمريكا الجسيمة، استجلاب ميليشيات إيران إلى شرق سوريا ما يفتح ممراً من طهران إلى بيروت، يستجلب تطرفاً أكبر في المستقبل، مشيراً إلى أن أمريكا استبعدت أبناء مناطق معينة في العراق من قتال القاعدة فهُزمت ولكن لتظهر داعش لاحقا لذا يجب إشراك أبناء دير الزُّور في القتال.

 

أكراد سوريا يتوجهون اليوم إلى صناديق الاقتراع وسط تحذيرات مجلس العشائر والقبائل السورية

لاختيار ممثليهم ضمن «نظام فدرالي» يسعون لفرضه

حلب – «القدس العربي»: في خطوة هي الأولى من نوعها في تاريخ سوريا المعاصر، يتجه أكراد سوريا اليوم الجمعة، إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم ضمن النظام الفدرالي الذي أعلنته الإدارة الذاتية المشكلة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، في شمالي سوريا، في حين حذر المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية من هذه الخطوة التي اعتبرها بداية طريق نحو التجزئة والتقسيم.

وتجري الانتخابات التي ستبدأ اليوم على ثلاث مراحل باختيار لجان محلية 22 ايلول/سبتمبر وتنتهي في كانون الثاني/يناير العام 2018 بانتخاب مجلس تشريعي لـ»روج آفا»، أي ما يعرف بغرب كردستان.

واعتبر الصحافي الكردي مصطفى عبدي المقرب من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، أن الانتخابات التي ستجري الجمعة خطوة أولى باتجاه شرعنة الفيدرالية في شمال سوريا، حيث ستشمل مناطق الادارة الذاتية كافة التي قسمت إلى ثلاثة اقاليم هي، اقليم الجزيرة، واقليم الفرات، واقليم عفرين، بغطاء من انتشار القواعد العسكرية الأمريكية في الجزيرة والفرات والروسية في عفرين.

وأوضح عبدي في حديثه لـ»القدس العربي»، أن «النظام الفيدرالي الشمالي» الذي أعلن خلال مؤتمر الرميلان حدد 22 أيلول/سبتمبر لإجراء انتخابات الكومينات (الوحدات الصغيرة)، وفي 3 نوفمبر (تشرين الثاني) ستجري المرحلة الثانية بانتخابات الإدارات المحلية (انتخابات مجالس القرى، والبلدات، والنواحي، والمقاطعات)، أما في 19 يناير (كانون الثاني) 2018 فستجري «انتخابات الأقاليم ومؤتمر الشعوب الديمقراطي في شمال سوريا».

وأشار إلى أن 11 الفاً و581 شخصاً يتنافسون على الرئاسة المشتركة للكومينات /3 آلاف و 947 (مقعداً) كوميناً. كما ستجري انتخابات مجالس البلديات والمقاطعات في 3 تشرين الثاني من العام الجاري، وانتخابات الأقاليم ومؤتمر الشعوب الديمقراطي في 19 كانون الثاني لعام 2018، تمهيداً لتشكيل حكومة اتحادية في شمال سوريا، ستشمل إضافة إلى المقاطعات الثلاث – الجزيرة، الفرات، عفرين – الرقة، ومنبج.

كما أوضح عبدي ان مؤتمر الشعوب سيكون بمثابة برلمان يضم 300 شخص، ستتمخض عنه هيئة تنفيذية (بمثابة حكومة).

وكان أكراد سوريا قد أعلنوا في آذار/ مارس 2016 عن النظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال البلاد التي قسموها إلى ثلاثة اقاليم هي الجزيرة (محافظة الحسكة، شمال شرق) والفرات (شمال وسط، تضم أجزاء من محافظة حلب واخرى من محافظة الرقة) وعفرين (شمال غرب، تقع في محافظة حلب).

في المقابل أعلن المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية، رفضه للانتخابات التي سيجريها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، معتبراً هذه الخطوة بداية للتجزئة والتقسيم في سوريا. وجاء في بيان تسلمت «القدس العربي» نسخه منه، إن سوريا أرضاً وشعباً مهددة اليوم من أزلام الدول المعادية للشعب السوري من أجل تفتيت الشعب السوري وتقسيم تراب سـوريا.

وحسب البيان، فإن الدعم الكبير الذي قدم للعصابات الإرهابية المسلحة التي جاءت من جبال قنديل والمدعومة بشكل كبير من أمريكا بحجة محاربة إلارهاب، ساهمت بقتل الشعب السوري ومساعدة نظام الاجرام، بتهجير أبناء محافظات الحسكة وديرالزور وريف حلب من أجل إجراء سياسة التغيير الديمغرافي بهدف تقسيم سوريا إلى دويلات وكانتونات وامارات.

ودعا البيان امريكا ودول العالم على وقف الدعم عن العصابات المسلحة الإرهابية ال bkk وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وما يطلق عليه اليوم قوات سوريا الديمقراطية وكذلك الوقوف بحزم تجاه محاولات ما يدعى تيار الغد الذي يسعى مع حزب العمال الكردستاني لتجزئة سوريا واقتسامها مع أعداء الشعب السوري عامة.

ويقول المنسق العام للمجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية مضر حماد الاسعد، إن البيان الصادر عن المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية جاء من أجل قطع الطريق أمام كل من يعمل ويسعى إلى إجراء التغيير الديمغرافي في منطقة الجزيرة والفرات من قبل ميليشيا Pyd الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني.

وأضاف حديثه لـ «القدس العربي»، إن ميليشيات Pyd تسعى بكل الطريق الإرهابية إلى فرض الأمر الواقع في المنطقة بقوة السلاح وبدعم كبير من أمريكا وإيران وبتماهٍ كامل من النظام السوري الذي تنازل لهم عن محافظة الحسكة مقابل أن يقفوا معه في بقية المناطق فشكلوا معًا غرفة عمليات عسكرية وأمنية لضرب الثورة السورية ومحاربة الشعب السوري.

وأكد الأسعد على رفض المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية رفضاً قاطعاً للانتخابات المزمع إقامتها في الحسكة من قبل ال Pyd وكذلك تكريد المناهج الدراسية والسيطرة على المدارس والمعاهد والجامعات من أجل القضاء على اللغة العربية التي تعتبر اللغة الرئيسة للسكان العرب.

وأعلن الائتلاف السوري المعارض رفضه للانتخابات التي سيجريها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الجمعة ضمن النظام الفدرالي في شمالي سوريا، حيث قال إن جميع المشاريع التي تحاك بالالتفاف على إرادة الشعب السوري هي مشاريع باطلة وغير شرعية أو قانونية.

وأشار الائتلاف السوري في بيان تسلمت «القدس العربي» نسخه منه، إلى أن الانتخابات المزعومة التي يحاول حزب الاتحاد الديمقراطي (بي يي دي) تسويقها لتمرير مشاريعه في سوريا، وإصراره على إجرائها، مستخدماً وسائل الترهيب كافة المستوحاة من أساليب عصابة الأسد، والقائمة على مختلف ألوان الضغط والتهديد بحق أبناء الشعب السوري.

وأكد على أن أي خطوة في اتجاه مستقبل سوريا لا بد أن تنطلق من قاعدة أساسها احترام حق الشعب السوري في الاختيار الحرِّ، وأن يحدد مستقبله دون تدخل أو إملاء.

وشدد البيان على أن الإصرار على تسويق أي خيار استباقي، بالقوة والإكراه، في توقيت مقصود، سواء جاء تحت اسم انتخابات محلية أو بلدية أو في ظل عناوين أخرى، هو انتهاك لحق الشعب السوري في تقرير مصيره ومستقبله، كما أنه محاولة واضحة للالتفاف على نضال السوريين الطويل في سبيل الحرية والكرامة.

 

اشتداد صراع المصالح بين واشنطن وروسيا في دير الزور الغنية بالنفط بعد تمدد سيطرة النظام السوري في المدينة

عيناهما وحلفائهما على حقلي «ديرو» و«كونكو»

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي»: يستبعد المراقبون للوضع السوري نشوب مواجهات حقيقية بين القوى الدولية الكبرى التي ظهرت خلافاتها إلى السطح في محافظة دير الزور شرق سوريا، خاصة بعد ان عبرت قوات النظام السوري وقوات روسيا الخاصة بتغطية الطيران الحربي الروسي، نهر الفرات شرقاً باتجاه الضفة الاخرى من المدينة، التي تعتبرها أمريكا حصن قواتها المتمثلة بقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، حيث تغالظت لهجات الخطاب الموجهة من موسكو إلى واشنطن بسبب قصف الأخيرة لمواقع القوات الروسية، خوفاً على المصالح والاجندات.

وفي حين تستمر فيه روسيا بتعبيد الطريق امام قوات النظام للسيطرة على مدينة دير الزور، تمكنت قوات برية مشتركة «روسية – سورية – إيرانية» من قطع نهر الفرات من قرية الجفرة باتجاه «حويجة صكر» وقريتي «خشام والطابية» التي يوجد فيها معمل «كونيكو» للغاز وهو أكبر معمل للغاز في الشرق الأوسط، إضافة إلى تمكنها من قطع الطريق على ذراع أمريكا في المنطقة المتمثل بقوات سوريا الديمقراطية.

في هذه الأثناء وسّعت قوات النظام المساحة التي تسيطر عليها في مدينة دير الزور، ووصلت إلى أكثر من 80 ٪ من المساحة الكلية للمدينة، وباتت المسافة الفاصلة بين قوات روسيا ومن معها من قوات سوريّة وايرانية وبين ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية تقدر بأقل من ثلاثة كيلومترات.

 

مواجهات عنيفة

 

وقال مصدرمطلع من أبناء محافظة دير الزور لـ»القدس العربي» ان مواجهات عنيفة تجري بين قوات النظام والميليشيات الإيرانية والقوات الروسية الخاصة من جهة وتنظيم الدولة «داعش» من جهة ثانية في قرية مظلوم فيما سيطرت ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية على حقل ديرو النفطي في الريف الغربي لديرالزور وسط تضييق الخناق على التنظيم في هذا الجزء من الريف.

ابراهيم الحبش مدير شبكة الخابور الإعلامية قال لـ «القدس العربي» ان ميليشيات «قسد» المعروفة باسم قوات سوريا الديمقراطية المدعومة امريكيا تمكنت من السيطرة على قريتي كشة وعظمان بريف ديرالزور الشمالي في ظل اقتراب الأخيرة من حقل كونكو الذي تشن قوات النظام والقوات الروسية هجوماً من جهة قرية مراط، بهدف انتزاع السيطرة عليه.

وفي منطقة الريف الغربي لدير الزور التي تعرف باسم «شامية» سيطرت قوات النظام بدعم من الميليشيات الإيرانية الشيعية على قرية الشميطية والخريطة وسط تناقل اخبار عن فرار عناصر تنظيم الدولة من المنطقة امام تقدم القوات المهاجمة.

وتفرض قوات النظام السوري بدعم بري من إيران وروسيا، وجوي روسي، سيطرتها على عدد من احياء مدينة دير الزور وهي حسب المصدر «جمعية الزهور، والجورة، والقصور، وجزء من حيي الرشدية والحويقة، وأجزاء من الجبيلة والموظفين، وأجزاء من حي الرصافة في القسم الجنوبي الشرقي من المدينة» في حين يبسط تنظيم الدولة سيطرته على أحياء الصناعة، والحميدية، والعمال، والمطار القديم والعرفي، وهرابش، والطحطوح.

وتحدث المحلل والخبير العسكري «محمد العطار» في تصريح خاص لـ «القدس العربي» عن مصالح الدول المتصارعة في دير الزور حيث قال ان واشنطن تسعى إلى تأسيس دويلة كردية في المنطقة الشرقية تضغط فيها على تركيا بشكل دائم، تبقى هذه الدويلة تحت ظل أمريكا لتنفذ أهدافها، وتلعب من خلالها بالمنطقة كاملة، انطلاقًا من دير الزور على الحدود «السورية العراقية التركية» والتي يتوقع ان تجعل منها واشنطن مركز قيادة كبيراً لها في المنطقة، وذلك على هامش الحصول على المكاسب الاقتصادية الجمة، والاستيلاء على آبار البترول وحقول الغاز وغير ذلك.

فيما ستحقق سيطرة روسيا على دير الزور حلمها في موطئ قدم على المياه الدافئة، فضلاً عن سعيها للحصول على الارباح الاقتصادية من دير الزور المعروفة بخزانها الغني بالنفط والغاز، واراضيها المعروفة بزراعة القمح والقطن والصالحة لهما، حيث سعت موسكو من خلال تواجدها على الاراضي السورية إلى توظيف اموالها عسكريا للحصول على مكاسب.

 

تهديد روسي

 

وكان الجنرال إيغور كوناشينكوف قد صرح امس بانه «تم إبلاغ ممثل قيادة القوات الأمريكية في قطر، بلهجة حازمة وحاسمة، بوجوب وقف جميع محاولات قصف مواقع القوات الحكومية من المناطق التي تتواجد فيها القوات الأمريكية الخاصة إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية شرق نهر الفرات».

واكد نشوب مواجهات وقصف حيث نقلت القناة المركزية لقاعدة حميميم قوله انه «تمّ مؤخراً فتح النار مرتين، وجرى قصف كثيف براجمات الصواريخ وقذائف الهاون، لمواقع القوات الحكومية قرب نهر الفرات، من منطقة تسيطر عليها القوات الأمريكية الخاصة، وقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل قوات الدفاع الذاتي الكردية عمادها».

واكد الجنرال على وجود قوات روسية برية تساند قوات النظام السوري حيث قال «كما ترافق القوات الحكومية قوات العمليات الخاصة الروسية، وتقوم بمهام قتالية في هذه المناطق المستهدفة مؤخراً بهدف القضاء على مسلحي داعش هناك» حسب المصدر.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية يوم أمس الخميس ان تحرير دير الزور بشكل كامل سيكون خلال أسبوع فقط، ونقلت وكالة «تاس» الروسية (خاصة) عن إيغور كوناشينكوف المتحدث باسم الوزارة الروسية، القول إن «قوات النظام السوري باتت تسيطر على 85 بالمائة من مدينة دير الزور، وإن التحرير الكامل للمدينة سيتم خلال أسـبوع».

وأضاف أنّ «قوات النظام السوري نفذت خلال الأيام الماضية هجمات موسعة لتدمير آخر موطئ قدم لتنظيم داعش الإرهابي قرب مدينة دير الزور».

وكانت وزارة الدفاع الروسية، قد اكدت أن القوات الحكومية في دير الزور، اجتازت بدعم من الطيران الروسي، نهر الفرات باتجاه الضفة الشرقية، لأول مرة منذ فك الحـصار عن المدينة مطلع أيلول / سبتمبر الجاري، واتى ذلـك بـعد ان اعـلنت قوات النظام السوري الدعومة دوليـاً في الخامـس من شهر أيلول / سبتمبر الحالي، من انتزاع السيطرة على مواقع هامة مكّن قواتها من فك الحصار عن الجزء الغربي من دير الـزور.

 

إجماع سنّي ـ شيّعي على رفض استفتاء كردستان… وتهديدات إقليمية

الولايات المتحدة تحث القادة الكرد على قبول البديل… وأربيل تتمسك بموقفها

مشرق ريسان

بغداد ـ «القدس العربي»: جدد وزراء خارجية العراق وتركيا وإيران، أمس الخميس، رفض حكوماتهم لاستفتاء إقليم كردستان المزمع تنظيمها في 25 من الشهر الجاري، مشيرين إلى «عدم دستوريته» و‏تسببه بصراعات في المنطقة يكون من الصعب احتواؤها.

وفي بيان صحافي للخارجية العراقية أفاد بأن «وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، ناقش خلال اجتماع ثلاثي مع وزيري خارجيّة تركيا مولود جاويش أوغلو، وإيران، محمد جواد ظريف، مسألة الاستفتاء الذي من المقرر أن يجريه الإقليم الأسبوع المقبل».

واتفق المجتمعون، وفقاً للبيان، على «اتخاذ إجراءات مضادَّة»، من دون توضيح طبيعة هذه الإجراءات، بالتنسيق فيما بينهم، ‏معتبرين أن «الحوار البناء ضمن إطار الدستور العراقي هو السبيل الوحيد لمعالجة المشكلات بين بغداد وأربيل».

وأشاروا إلى «أهمية دعم تركيا وإيران لحل واحتواء هذا التصعيد، وعلى ضرورة تضافر الجهود الدولية لإقناع حكومة إقليم كردستان بإلغاء الاستفتاء»، ‏موجهين دعوتهم إلى المجتمع الدولي لأن يأخذ دوره بشأن ذلك.

و‏أكد وزيرا خارجية إيران وتركيا على ‏التزام طهران وأنقرة «القوي» بالحفاظ على ‏وحدة العراق السياسية وسلامة أراضيه، ‏مشددين على «أهمية الجهود الرامية ‏لإعادة الاستقرار بعد استعادة المدن من تنظيم «الدولة الإسلامية»، ‏وتحقيق الأمن والاستقرار في العراق».

ودعا المجتمعون، ‏إلى ضرورة حث قيادة إقليم كردستان على العدول عن إجراء الاستفتاء، ‏مؤكدين أن «الاستفتاء لن يكون مفيداً للكرد أو لحكومة إقليم كردستان».

 

تصعيد أمريكي

 

أما الولايات المتحدة الأمريكية، فقد صعّدت من لهجتها مع إقليم كردستان العراق، إذ أعلنت، أمس أن الاستفتاء «يعرض العلاقات التجارية الإقليمية ل‍كردستان والمساعدات الدولية للخطر»، فيما أكدت أن الاستفتاء الآن «غير ضروري».

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان صحافي، أن «الولايات المتحدة تعارض بشدة الاستفتاء»، مبينة أن «جميع جيران العراق، وكل المجتمع الدولي تقريبا، يعارضون هذا الاستفتاء».

وأضافت ان «الولايات المتحدة تحث القادة الكرد العراقيين على قبول البديل والذي هو حوار جدي ومستمر مع الحكومة المركزية تقوم بتسهيله الولايات المتحدة والأمم المتحدة وشركاء آخرون بشأن جميع المسائل ذات الأهمية، بما في ذلك مستقبل العلاقة بين بغداد وأربيل»، مشيرة إلى أن «الاستفتاء لو أجري، فمن غير المرجح أن تجري مفاوضات مع بغداد، وسوف يتم إنهاء العرض الدولي المذكور لدعم المفاوضات».

ورأت الولايات المتحدة أن «ثمن إجراء الاستفتاء غالي بالنسبة لجميع العراقيين بمن فيهم الكرد، حيث أثر الاستفتاء بالفعل تأثيرا سلبيا على تنسيق الجهود لهزيمة داعش وطرده من المناطق المتبقية تحت سيطرته في العراق»، لافتاً إلى أن «قرار إجراء الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها يزعزع الاستقرار بشكل خاص، مما يثير التوترات التي يسعى داعش والجماعات المتطرفة الأخرى إلى استغلالها».

وأكدت على ضرورة «تسوية حالة المناطق المتنازع عليها وحدودها من خلال الحوار وفقا للدستور العراقي، وليس عن طريق الفعل أو القوة من جانب واحد»، متوقعة أن «يعرض الاستفتاء العلاقات التجارية الإقليمية لكردستان العراق وجميع انواع المساعدات الدولية للخطر، وهذا ما لا يرغب به أي من شركاء العراق».

واعتبرت أن «الحوار الحقيقي البديل الذي نحث القادة الكرد على تبنيه، يعد بحل عدد كبير من المظالم المشروعة للكرد العراقيين، وإقامة مسار جديد وبناء علاقات بين بغداد وأربيل تعود بالفائدة على كل العراقيين».

وتابعت: «يمكن للكرد أن يفخروا بالفعل بما أنتجته عملية الاستفتاء، بما في ذلك المزيد من الوحدة الكردية، وإحياء البرلمان الكردي للمرة الأولى منذ ما يقرب من عامين، وطرح قضايا هامة على الساحة الدولية، مع استعداد الشركاء والأصدقاء للبناء على روح التعاون المشهودة بين قوات الأمن العراقية والبيشمركه الكردية في الحملة لمحاربة داعش كي تساعد في حل القضايا العالقة».

وأعربت الولايات المتحدة عن أسفها لـ«الاستفتاء الذي سيجري الأسبوع المقبل والذي سيعرض للخطر كل هذا الزخم وأكثر من ذلك»، موضحة ان «الاستفتاء بحد ذاته الآن غير ضروري بالنظر إلى المسار البديل الذي أعدته واعترفت به الولايات المتحدة والمجتمع الدولي».

في هذه الأثناء، لم يفلح رئيس الجمهورية العراقي فؤاد معصوم في إقناع الأطراف السياسية في بغداد بالمبادرة التي يتبناها لتخفيف حدّة التوتر بين بغداد وأربيل، بشأن الاستفتاء، كما لم تلق «المبادرة الأممية» أيضاً أي أصداء إيجابية في بغداد.

والتقى أمس في بغداد، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، يان كوبيتش.

وذكر المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية، في بيان صحافي، أن اللقاء تضمن بحث «سبل مضاعفة دعم الأمم المتحدة للعراق في كافة المجالات (…) التركيز على أهمية تعميق التفاهم البناء بين كافة أطراف العملية السياسية لحل المشكلات العالقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، لاسيما موضوع استفتاء إقليم كردستان».

وأعرب معصوم، حسب البيان، عن «ثقته الثابتة بقدرة العراقيين على حل كافة مشكلاتهم عبر الحوار، والحرص المتبادل على تعزيز التعاون وتعميق وحدة الصف بوجه الإرهاب».

واستعرض يان كوبيتش، نتائج زيارته الأخيرة إلى مقر الأمم المتحدة واتصالاته مع وزراء خارجية دول المنطقة، فضلا عن استعراض نشاطات البعثة الدولية لمساعدة العراق «يونامي» في الفترة الأخيرة، مؤكدا «استعداد الأمم المتحدة لدعم العراق في كافة المجالات ذات العلاقة»، كما أشاد «بمبادرة معصوم».

 

رفض شيعي وسني

 

في السياق أيضاً، أعلن التحالف الوطني، الذي يمثل المكون الشيعي الحاكم بالحكومة والبرلمان، أمس الخميس، «اتفاقه» مع تحالف القوى، الذي يمثل المكون السنّي، على «رفض الاستفتاء».

جاء ذلك خلال لقاء رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم، في مكتبه في بغداد، وفداً كبيراً من تحالف القوى الوطنية العراقية برئاسة رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، وحضور عددٍ من قيادات التحالفين، حسب بيان صحافي للتحالف الوطني.

وأضاف البيان إن «الجانبين أكدا خلال اللقاء الذي حضره أيضا صالح المطلك ومحمود المشهداني، على ضرورة فتح آفاق الحوار الوطني الشامل، وإعادة التفاوض بين الحكومة المركزية والإقليم»، مشيراً إلى أن اللقاء تضمن التأكيد أيضاً على «أهمية مشروع التسوية الوطنية كمدخل للمعالجات الشاملة للقضايا في البلاد».

 

بارزاني: شعبنا يريد الاستقلال

 

وفي إقليم كردستان، قال رئيس الإقليم مسعود بارزاني إن العالم تفهم بأن شعب كردستان يريد السير صوب الاستقلال.

وذكر في رسالة شكر وجهها إلى أهالي السليمانية والأقضية والنواحي المحيطة بها، ان «حماستكم ومشاركتكم بدعم استفتاء الاستقلال هو استفتاء بحاله».

وأضاف إن «تصويتكم الواسع يوم 25 من الشهر الجاري، سيكون جرساً يطرق ضمائر العالم»، مبينا أن «العالم تفهم الآن إنكم تريدون الاستقلال».

وذكرت تقارير صحافية كردية، إن اللجنة العليا للاستفتاء في إقليم كردستان، عقدت اجتماعاً، أمس، في مدينة أربيل بإشراف مباشر من بارزاني.

وقالت إن الاجتماع ناقش مواقف دول المنطقة والعالم تجاه الاستفتاء المزمع إجراؤه يوم 25 من أيلول/ سبتمبر الجاري، إضافة إلى مناقشة إرسال وفد إلى بغداد في 23 من أيلول/ سبتمبر الجاري.

وفي هذا الشأن، قال النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني سرحان أحمد، لـ«القدس العربي»، إن «الوفد الكردستاني الذي سيزور بغداد قريباً، سيكون على أرفع المستويات». وأضاف إن «المهمة الأساسية للوفد، هي التباحث ومناقشة مسألة الاستفتاء مع الحكومة الاتحادية في بغداد»، مبيناً إن الزيارة «تعدّ مكملةً لزيارة الوفد السابق».

وتابع: «الوفد يريد أن يوصل رسالة إلى بغداد، مفادها بأن الاستفتاء هو سؤال واستبيان لشعب كردستان؛ فيما إذا كان يرغب بالبقاء ضمن الحكومة الاتحادية من عدمه»، مشيراً إلى أن «الاستفتاء ممارسة ديمقراطية، وكل من يقف ضده لا يؤمن بحق حرية التعبير عن الرأي ولا بالمواثيق والعهود الدولية، كما لا يؤمن بالدستور العراقي».

وطبقاً للنائب عن حزب بارزاني، فإن «الاستفتاء لا يعني الانفصال»، نافياً في الوقت عيّنه «وجود أي محاولات توسعية للإقليم».

ويأتي ذلك في وقت أعلنت مفوضية الانتخابات في إقليم كردستان العراق اكتمال جميع الإجراءات الخاصة بالاستفتاء، مؤكدة إن 14 فريقاً من المراقبين الدوليين، وأكثر من 100 مؤسسة إعلامية دولية سجلوا أسماءهم لتغطية الحدث. ونقل موقع الحزب الديمقراطي الكردستاني، عن مدير عام دائرة العلاقات والإعلام في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في كردستان شورش حسن، قوله ان «جميع الإجراءات قد اكتملت، وتم تأمين جميع مستلزمات الاستفتاء، ولم يبق أمامنا إلاّ انتظار الموعد (25 أيلول/ سبتمبر الجاري) لإدارة العملية».

وأكد استعداد المفوضية «لإدارة عملية الاستفتاء في إقليم كردستان والمناطق الكردستانية خارج إدارة الإقليم، كوننا قد فتحنا مكاتب المفوضية في تلك المناطق أيضاً».

وتابع قائلاً: «70 فريقاً من المراقبين المحليين قد سجلوا أيضاً للحضور ومراقبة سير العملية، وهم مستعدون لبدء أعمالهم يوم الاستفتاء، إضافة إلى 60 مؤسسة إعلامية محلية، تستعد لتغطية عملية الاستفتاء (…) و11 كتلة سياسية سجلت في العملية ليكون لهم مراقبون على صناديق الاقتراع (…) وكل من لم يسجل ولم يحصل على الهوية التعريفية لا يحق له زيارة مراكز الاقتراع والمشاركة في مراقبة العملية».

في الأثناء، أعلن برلمان إقليم كردستان، عقد أول جلسة لـ«فصل الخريف التشريعي»، يوم غدٍ السبت.

وذكر بيان صادر عن البرلمان، حمل توقيع نائب رئيس مجلس النواب جعفر امينكي، أمس الخميس، انه «وفقاً للبند واحد، من المادة 5، والبند الثاني مادة 17 للنظام الداخلي لبرلمان كردستان المرقم 1 لسنة 1992، قررنا إعلام جميع الأعضاء لحضور الجلسة الأولى لفصل الخريف يوم السب المقبل».

وعقد برلمان الإقليم في 15 أيلول/ سبتمبر الجاري، أول جلسة بعد مضي نحو عامين على تعطيله، للمصادقة على قرار الاستفتاء، وتخويل مفوضية الاقليم بإجرائه، وسط مقاطعة نواب حركة التغيير والجماعة الإسلامية.

وتقول النائبة عن الحزب الديمقراطي الكردستاني أشواق الجاف، لـ «القدس العربي»، إن «برلمان إقليم كردستان نجح في مهمته الأولى التي خطط لها في جلسته، والمتمثلة بتكليف مفوضية الانتخابات في إقليم كردستان باستكمال إجراءات الاستفتاء».

وكشفت عن «محاولات لإقناع حركة التغيير والجماعة الإسلامية بالمشاركة في الجلسات المقبلة للبرلمان»، مؤكدة إن «أجندة الجلسة المقبلة للبرلمان ستعتمد على تلك المشاركة».

وأوضحت قائلة: «أحد مطالب حركة التغيير والجماعة الإسلامية، للعودة إلى البرلمان، تتعلق بتعديل قانون رئاسة الإقليم»، لافتة إلى أن «كتلة التغيير والجماعة الإسلامية كانوا ينوون المشاركة في جلسة البرلمان (في 15 أيلول/ سبتمبر الماضي)، لكن الخلاف كان حول جدول أعمال الجلسة. أرادوا إضافة بعض الفقرات على الجدول، لكن الرأي كان بضرورة أن تكون الجلسة تمهيدية للجلسات اللاحقة». ومن المقرر أن يستمر برلمان إقليم كردستان العراق بعقد جلساته، بعد عودته إلى مزاولة عمله.

وقالت النائبة عن حزب بارزاني، نجيبة نجيب لـ«القدس العربي»، إن «البرلمان سيمضي في عمله بعد إجراء الاستفتاء، وفقا لنظام الأغلبية».

وأضافت إن «الجماعة الإسلامية أكدوا إنهم سيحضرون إلى البرلمان بعد الاستفتاء (…) نتمنى على كتلة التغيير أن تعود أيضاً».

وأشارت إلى إن «برلمان الإقليم هو برلمان الجميع، ونحن ككرد أمام مسؤولية تاريخية تتمثل في الحفاظ على حقوق الشعب».

إلى ذلك، بعث رئيس البرلمان العربي مشعل السلمي، برقية إلى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني دعاه فيها إلى تأجيل الاستفتاء على استقلال الإقليم.

 

مقتل المعارِضة السورية عروبة بركات وابنتها في اسطنبول

عبد الرحمن خضر

عثرت الشرطة التركية، ليل أمس الخميس، على جثة المعارضة والصحافية السورية، عروبة بركات، وابنتها الصحافية، حلا بركات، في منزلهما الكائن في مدينة اسطنبول، بعد إبلاغ بعض الأصدقاء عن فقدانهما.

وأعلنت شقيقة المعارضة عروبة بركات، شذا بركات، الخبر على موقع “فيسبوك” قائلة إن “يد الظلم والطغيان اغتالت الدكتورة عروبة وابنتها”، مضيفة “ننعى لكم أختنا المناضلة، التي شردها نظام البعث منذ الثمانينات، إلى أن اغتالها أخيراً، في أرض غريبة”.

وعروبة بركات ناشطة سورية معارضة للنظام السوري، انضمت إلى المجلس الوطني المعارض في وقت سابق، وعرفت بمواقفها المناصرة للثورة السورية. أما ابنتها حلا، فتحمل الجنسية الأميركية، وتعمل مترجمة في مؤسسة “أورينت” الإعلامية السورية.

وعن تفاصيل الحادثة، ذكر مقرّبون أنّ “أحد أشقاء عروبة، اتصل بهاتفها مرّات عديدة ولكنها لم تجب، فقدم إلى منزلها وقرع الجرس، بعدها استدعى الجيران الشرطة، التي كسرت الباب ووجدت الجثتين”.

وأضاف هؤلاء أنّ “تاريخ القتل يعود في الغالب إلى يوم الأربعاء، وتمّ بآلة حادة أو سكين”، مشيرين إلى أن “القاتل سكب مواد تنظيف على الجثتين، حتى لا تفوح رائحتهما، في وقت قريب”.

ولم تعلّق الشرطة على الحادثة التي اعتبرها رئيس “رابطة الصحافيين السوريين”، علي عيد، في منشور على “فيسبوك” عملاً يستهدف الصحافيين في تركيا، مطالباً بـ “فتح تحقيق فوري، وحماية الصحافيين الموجودين على الأراضي التركية”.

يُشار إلى أن عدداً من الصحافيين والناشطين الإعلاميين السوريين اغتيلوا على الأراضي التركية، وتبنى معظم عمليات الاغتيال “تنظيم الدولة الإسلامية” (داعش).

 

انتخابات أكراد سورية: محاولات فرض أمر واقع بقوة السلاح/ عدنان علي

بدأت القوى الكردية السورية المحسوبة على الحركة القومية الانفصالية، تنفيذ مخططاتها الهادفة إلى فرض أمر واقع في مناطق الإدارية الذاتية في الشمال السوري بقوة السلاح، إذ من المقرر أن تجري “الإدارة الذاتية” الكردية لمناطق الشمال السوري، التي تخضع لسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي، انتخابات محلية، اليوم الخميس، في مناطق سيطرتها، متجاهلة الخلافات داخل “البيت الكردي” بشأن هذه الانتخابات، واعتراضات من جانب قوى المعارضة والنظام السوري وروسيا.

وتأتي انتخابات الأكراد في سورية قبل أيام من استفتاء إقليم كردستان العراق، في 25 سبتمبر/أيلول الحالي، والذي يواجه ضغوطاً عراقية ودولية لتعطيله أو تأجيله. ويكشف موعد استفتاء كردستان العراق وانتخابات “الإدارة الذاتية” الكردية في سورية عن حجم مساعي القوى الكردية إلى توظيف تصاعد نفوذها العسكري في المنطقة بفعل المشاركة في المعارك ضد تنظيم “داعش” لتكريس أمر واقع سياسي بقوة السلاح.

ويقسم حزب الاتحاد الديمقراطي وذراعه العسكرية، “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، المدعومة من الولايات المتحدة، المنطقة الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية”، والتي تضم الحسكة وعين العرب (كوباني) وعفرين، إلى وحدات صغيرة، تدعى “الكومينات”، وتعني حسب تعريفها “وحدة اجتماعية سياسية اقتصادية تؤسس على مبدأ المشاركة العامة وعلى أساس الديمقراطية المباشرة”. وتم بحسب مواقع تابعة للحزب توزيع بطاقات انتخابية على المواطنين في تلك المناطق، كما تم عرض صور الهوية الانتخابية الخاصة برئيس الحزب، صالح مسلم. وستجرى اليوم انتخابات “الكومينات” أو “مجالس الأحياء”، على أن تنظم في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل انتخابات الإدارات المحلية (مجالس القرى والبلدات والنواحي والمقاطعات). وفي المرحلة الثالثة، يتم انتخاب “مؤتمر الشعوب الديموقراطية” لكل إقليم من الأقاليم الثلاثة، بالإضافة إلى مجلس آخر، سيكون بمثابة برلمان عام، على رأس مهامه تشريع القوانين ورسم السياسة العامة للنظام الفدرالي. وسيتم عبر الانتخابات اختيار 60 في المائة من الممثلين، بينما يتم تعيين 40 في المائة “وفق مبدأ الديمقراطية التوافقية”، أي العمل بنظام “الكوتا”.

وإذا كانت “الإدارة الذاتية” حددت سابقاً المناطق التي سيتم إجراء الانتخابات فيها، والمتمثلة في الحسكة وعين العرب وعفرين، إلا أن “قوات سورية الديمقراطية” تعمل حالياً على توسيع مناطق سيطرتها، إذ تخوض معارك مع تنظيم “داعش” في مدينة الرقة، كما تقدمت نحو دير الزور في حوض الخابور، ووصلت على بعد كيلومترات قليلة من ضفة نهر الفرات الذي يقسم المدينة إلى قسمين. وأخيراً قررت “الإدارة الذاتية” ضم منطقتي الشهباء وتل أبيض إلى الفدرالية المقترحة (روج آفا)، وهو ما يعني أنها باتت تمتد عملياً من نهر دجلة إلى غرب عفرين. ولا تستبعد مصادر كردية ضم محافظة الرقة، التي لا وجود للأكراد فيها، إلى الفدرالية، بغية توسيع مساحتها وثرواتها، وجعلها رقماً مهماً في أية تسوية مستقبلية في البلاد.

ويساعد في إدارة هذه المناطق، بحسب تقارير صحافية وتصريحات لمسؤولين أميركيين، مستشارين من الولايات المتحدة، يقومون بتقديم المعونة والاستشارة في العديد من الأعمال الإنشائية والإدارية. وقد حثت “الإدارة الذاتية” على المشاركة في هذه الانتخابات، معتبرة أنها “النموذج الوحيد المطروح لما يطمح إليه الشعب السوري في الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة”، وأنها “بمثابة ميلاد جديد للشعوب، وهي أول عملية انتخابية ديمقراطية في تاريخ سورية الجديدة”، وأنها “مهمة، ليس بالنسبة للمكونات الموجودة في شمال سورية فحسب، وإنما ستكون انطلاقة جديدة لكل سورية، لأنها تقوم بتأسيس نظام يحقق لكل السوريين ما يطمحون إليه من المساواة والعدالة والحرية. وهذه الانتخابات ستكون حجر الأساس لسورية فدرالية ديمقراطية”.

في موازاة ذلك، هددت اللجان التابعة للمفوضية العليا للانتخابات، المشرفة على انتخابات “مجالس الأحياء”، المواطنين بعدم الحصول على الخدمات اليومية في حال مقاطعتهم للانتخابات المقررة اليوم. ونقلت “شبكة روداو” الإعلامية عن مصادر محلية قولها إن “اللجان الخاصة بتحضير عملية الانتخابات حذرت المواطنين من أن مقاطعة الانتخابات ستعني عدم حصولهم على مواد أساسية، مثل المحروقات، والتي توزع عن طريق المجالس المحلية”. وكانت “الإدارة الذاتية” أوكلت إلى المدرسين في 8 سبتمبر الحالي مهمة القيام بتوزيع البطاقات الانتخابية على سكان حيهم، وتعبئة معلومات الاستمارة والبطاقة الانتخابية، على أن تبقى الاستمارة مع المعلم، الذي يدون البيانات الموجودة في دفتر العائلة لكل من تجاوز عمره الـ18 سنة. وقال الناشط من مدينة القامشلي، دليار حمو، لـ”العربي الجديد”، إن “12421 مرشحاً سيتنافسون على رئاسة 3732 كوميناً، في أقاليم الجزيرة والفرات وعفرين”. وتقول تقارير إن نسبة المكون الكردي بين مكونات الشعب السوري هي قرابة 1.5 مليون شخص، أي نسبة 8 في المائة، يتوزعون على مختلف المحافظات السورية.

وفي السياق، أكد رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني السوري، أحمد رمضان، أن “نسبة العرب، ومعهم الآشوريون السريان والأرمن والشركس والتركمان، في مناطق سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي، هي ما بين 55 و60 في المائة،‏ والأكراد 40 في المائة، وهناك بعض المناطق لديهم أغلبية تزيد عن 50 في المائة‏ مثل عامودا وديريك والقحطانية”. وأشار إلى “وجود عمليات تهجير مستمرة من المنطقة تقوم بها المليشيات التابعة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي بحق بعض المكونات، ومنها الآشوري السرياني”. وبحسب تقديرات الرئيسة المشتركة لـ”الهيئة التنفيذية لفدرالية شمال سورية” فوزة اليوسف، فإنه “يعيش في الأقاليم الثلاثة نحو ثلاثة ملايين سوري، يشكل الأكراد 50 في المائة منهم، والعرب 45 في المائة، مقابل 5 في المائة من باقي المكونات”.

وتواجه انتخابات مجالس الأحياء باعتراضات عدة. وفي السياق، رفض  المجلس الوطني الكردي، وهو المكون الآخر الرئيسي في تلك المناطق، إجراء هذه الانتخابات، معتبراً أنها غير شرعية. وأوضح رئيس ممثلية المجلس الوطني الكردي في تركيا، عثمان مسلم، في حديث مع “العربي الجديد”، “أن المجلس الوطني الكردي يرى بأن الحلم السوري يتحقق من خلال إقامة فدرالية سورية، لأنها الحل الأفضل من أجل بقاء سورية موحدة، والحل الأفضل لبقاء سورية كدولة وكوطن، وذلك عبر حوار بين الجميع، يكون مركزه دمشق، وليس بالرصاص”. وأضاف أن “هذه الانتخابات تجري من طرف حزب واحد، وتجري في منطقة معينة بعيداً عن دمشق، والفدرالية يجب أن تتم بالحوار مع الشعب السوري وليس بهذا الشكل المنفرد من جهة، أو حزب، أو فصيل معين. نرفض الفدرالية التي تعلن عنها الإدارة الذاتية بغياب بقية مكونات الشعب السوري”. وأكد أن “المجلس الوطني يرفض هذه الانتخابات، وأي نتائج تترتب عليها، وهكذا أمر مهم يخص القضية السورية والقضية الكردية، هو شأن سوري وليس شأن فصيل بعينه”. وأعلن أن المجلس الوطني الكردي “يرفض تلك الانتخابات لأنه يرى أنها ستزيد في الخصومات والنزاعات والتوترات الحاصلة في المنطقة، وقد تؤدي إلى حرب طويلة لا يتمناها المجلس، فضلاً عن ارتباط حزب الاتحاد الديمقراطي بنظام الأسد، وعدم اعترافه بوجود الثورة السورية”.

من جانبه، قال رئيس المجلس الوطني الكردي، وعضو الائتلاف المعارض، عبد الحكيم بشار، إن “عدد القتلى الأكراد المخالفين سياسياً على يد مليشيات الاتحاد الديمقراطي خلال ثلاث سنوات تجاوز عدد القتلى الأكراد على يد النظام خلال نصف قرن، وعدد السجناء الأكراد على يد مليشيات الاتحاد الديمقراطي خلال ثلاث سنوات تجاوز أضعافاً مضاعفة عدد معتقلي الرأي لدى النظام خلال نصف قرن”. وأضاف “في مثل هذه الظروف، الكل يعرف كيف تكون نتائج الانتخابات. ستكون مزيفة بكل تأكيد”. وتدعم حكومة إقليم كردستان العراق، المجلس الوطني الكردي السوري، الذي يتخذ من الإقليم مقراً، وتتواجد فيه قواته المسماة “البشمركة السورية”. وكان أجرى احتفالات دعماً لاستفتاء الانفصال عن العراق، يوم الجمعة الماضي، في مدن بمحافظة الحسكة، شمالي شرقي سورية.

وتعتبر بعض القوى السياسية الكردية أن هذه الانتخابات ناقصة الشرعية، لأنها لا تحقق تمثيلاً حقيقياً للنسيج السياسي والاجتماعي في المنطقة، داعية إلى تهيئة الأرضية السياسية قبل إجراء الانتخابات، خصوصاً تبييض السجون من معتقلي الرأي، وتحقيق مشاركة الأطراف السياسية الأخرى، كي تكون انتخابات شرعية.

من جهته، بعث الائتلاف الوطني السوري رسالة رسمية إلى الأمم المتحدة، يدعو فيها إلى اعتبار الحزب الديمقراطي الكردي وأدواته العسكرية كيانات إرهابية تمارس التطهير العرقي في البلاد. وأكد الائتلاف، في بيان، أن “جميع المشاريع التي تحاك بالالتفاف على إرادة الشعب السوري هي مشاريع باطلة وغير شرعية أو قانونية”. وأشار إلى أن “الاتحاد الديمقراطي يحاول تسويق الانتخابات لتمرير مشاريعه في سورية، مصراً على إجرائها، مستخدماً كافة وسائل الترهيب المستوحاة من أساليب عصابة الأسد، والقائمة على مختلف ألوان الضغط والتهديد بحق أبناء الشعب السوري”. وحذر المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، خلال اجتماعه مع وزيرة الخارجية الكندية، كريستيا فريلاند، أول من أمس، من خطورة الدعم الخارجي لـ”المشاريع الانفصالية التي تطرحها أقليات سياسية تتحدث باسم مجموعات سكانية من دون وجه حق”، مؤكداً أنه “سيكون لمحاولة تكرار الوضع العراقي في المشهد السوري تبعات خطيرة على دول الجوار”. وذكّر حجاب بالتجارب السابقة، والتي اعتبر أنها تثبت أن “محاولات تحويل سورية إلى عدة كيانات وظيفية ستؤدي إلى المزيد من الفوضى وتبوء بالفشل الذريع، لأنها ستمنع البلاد من ترميم ذاتها، السياسية والاقتصادية والاجتماعية”.

بدوره، أكد الملتقى التشاوري الأول للقبائل والقوى السياسية السورية في المنطقة الشرقية (دير الزور- الرقة- الحسكة)، في ختام أعماله، أول من أمس، على وحدة الأراضي السورية، لافتاً إلى أن المحافظات الشرقية الثلاث تواجه اليوم مصيراً مجهولاً، في ظل تغييب شبه كامل للقوى والفعاليات الاجتماعية القبلية والفكرية والسياسية العربية في هذه المحافظات، التي تشكل أكثر من 80 في المائة من سكانها. وناشد الملتقى، في بيان، جامعة الدول العربية، ومصر، ودول مجلس التعاون الخليجي، والمنظمات الدولية والإنسانية، تقديم المساعدة لأبناء المنطقة الشرقية المنكوبة للحد من الحالة الكارثية الحاصلة، مشيراً إلى الاتفاق على تشكيل “المجلس العربي في الجزيرة والفرات” ليكون معبِراً سياسياً عن مصالح سكان المنطقة وحقوقهم ودورهم في إدارة شؤون محافظاتهم والمشاركة الفاعلة في رسم مستقبل سورية.

العربي الجديد

 

“قسد” تحاصر أكبر حقول الغاز في دير الزور

أعلنت “قوات سوريا الديموقراطية” عن فرض مقاتيلها حصاراً على  أكبر حقول الغاز شمال شرقي دير الزور، في وقت قال فيه متحدث باسم “التحالف الدولي” ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، إنه تم انتزاع 44 ألف كيلو متر في الأراضي سوريا من سيطرة التنظيم.

 

وقال مدير المكتب الإعلامي لـ”قسد” مصطفى بالي، الجمعة، إن “قوات مجلس دير الزور العسكري، حاصرت مرتزقة داعش في شركتي العزبة وكونيكو”، موضحاً، في تصريحات نقلتها مواقع تابعة للمعارضة، أنه “قرابة الساعة الواحدة والنصف من فجر اليوم، تقدم المقاتلون وحاصروا مرتزقة داعش في شركتي الغاز الاستراتيجيتن”.

 

وفي السياق نفسه، أعلنت بعض الشبكات المحلية في دير الزور، أن تنظيم “الدولة” أحرق بئراً نفطياً في محيط كونيكو”، مساء الخميس، فيما لم يصدر أي تعليق من وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم حول إعلان “قسد” سيطرتها على حقلي الغاز الأكبر في سوريا.

 

على صعيد متصل، وصلت قوات النظام إلى تخوم قرية خشام، شرقي المدينة، وهي أقرب نقطة نحو حقل “كونيكو”، الذي تضعه هدفاً أساسياً في معركتها المستمرة منذ قرابة شهر، وسط توتر كبير مع “قسد” التي استهدفت بنيران أسلحتها قوات النظام المتقدمة على الضفة الشرقية لنهر الفرات، بعد غارات استهدفت مواقعها.

 

إلى ذلك، أعلن “التحالف الدولي” عن انتزاع 44 ألف كيلو متر في الأراضي سوريا من سيطرة “داعش”، وتخليص 2.3 مليون مدني من سلطة الأخير. وقال المتحدث باسم التحالف، الكولونيل راين ديلون، في مؤتمر صحافي، الخميس، إن “قسد” سيطرت على 84 بناء سكنياً بمدينة الرقة، خلال أسبوع.

 

وسبق أن أعلنت “قسد” التي تقودها “وحدات حماية الشعب” الكردية، عن السيطرة على 80 بالمئة من مدينة الرقة ضمن حملة “غضب الفرات” الهادفة لطرد “داعش” من المدينة.

 

تركيا تهدد بالتدخل.. لحماية أمنها القومي من استفتاء كردستان

جددت تركيا رفضها لاستفتاء استقلال كردستان العراق، الذي يصرّ الإقليم على إجرائه الاثنين المقبل، وقال رئيس الوزراء بن علي يلدريم إنها “مسألة أمن قومي بالنسبة لتركيا التي لا تتردد في استخدام حقوقها المنبثقة عن الاتفاقيات الدولية والثنائية في هذا الإطار”.

 

ولفت يلدريم في تصريحات، الجمعة، إلى أن مذكرة تمديد تفويض الجيش التي سيناقشها البرلمان السبت “تتيح لنا التدخل حيال أي تطورات تهدد أمننا القومي، خلف حدودنا البرية وجوارها، وتخول بإرسال جنودنا” إلى الخارج.

 

من جهة ثانية، رفض “تحالف القوى الوطنية” مبادرة الرئيس العراقي فؤاد معصوم لاحتواء أزمة استفتاء كردستان العراق، ووصف التحالف، الممثل للقوى السنية الأساسية في البرلمان، في بيان الجمعة، مسعى الرئيس معصوم بأنه “مخالف للدستور العراقي”.

 

وأعرب التحالف عن استغرابه “من مبادرة الرئيس معصوم التي تتعارض مع اليمين الذي أداه، وامتازت بعدم الحيادية والتبرير لعملية الاستفتاء ولو بعد حين”. وأضاف إن “موقفنا رافض لمبادرة معصوم التي تأخرت كثيراً”.

 

ووصف رئيس الكتلة النيابية لـ”حزب الدعوة” النائب خالد الأسدي مبادرة معصوم بأنها “قبول بتقسيم العراق”. وحذّر بيان كتلة “الدعوة”، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، من “مغبة الوقوع في هذا الخرق الدستوري ونؤكد على الحوار لمعالجة القضايا الخلافية وفق الدستور العراقي”.

 

وكانت كتلة “المجلس الأعلى الإسلامي”، وهو أحد أقطاب “التحالف الوطني الشيعي”، قد أعلنت الخميس رفضها لمبادرة الرئيس العراقي. كما رفض “إئتلاف دولة القانون” الذي يتزّعمه نائب رئيس الجمهوية نوري المالكي المبادرة، معتبراً أنها “مخالفة لأحكام الدستور”.

 

من جانبه، قال زعيم “التيار الصدري” في العراق مقتدى الصدر، في رسالة وجهها إلى الزعماء الأكراد، إن انفصالهم عن العراق “يعني الانتحار”، مضيفاً أن “الشعب الكردي لا يدرك مدى الخطر المحدق به من جميع النواحي بسبب الاستفتاء”.

 

وحثّ الصدر أكراد العراق على “عدم التفاعل مع الاستفتاء، لأنهم سيكونون المتضرر الأول منه”. كما دعا الحكومة العراقية إلى اتخاذ التدابير اللازمة لإنهاء ما وصفها بالمهزلة “وإلا فإن الأمور ستؤول إلى ما لا يحمد عقباه”.

 

في السياق، اعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه “إزاء التداعيات المحتملة والمزعزعة للاستقرار” على خلفية “خطط حكومة إقليم كردستان الرامية لإجراء استفتاء من جانب واحد الأسبوع المقبل”. وحذر أعضاء المجلس في بيان، الخميس، من أن “إجراء الاستفتاء المزمع من شأنه تقليل الجهود المبذولة لضمان العودة الآمنة والطوعية لأكثر من ثلاثة ملايين لاجئ ومشرد داخليا”.

 

وحث البيان على “ضرورة حل جميع القضايا العالقة بين الحكومة الفيدرالية في بغداد، ونظيرتها في الإقليم الكردي “من خلال الحوار المنظم والحلول التوفيقية بدعم من المجتمع الدولي”.

 

سجال روسي-أوروبي حول “إعادة الإعمار” في سوريا

اندلع سجال بين مسؤولين روس، وآخرين من الاتحاد الأوروبي، على خلفية مسألة “إعادة الإعمار” في سوريا، واعتبرت موسكو أن دول الاتحاد “تسيّس” المسألة، فيما رد مسؤول أوروبي بالقول إنها (مسألة التمويل) مرتبطة بتنفيذ عملية انتقال سياسي “ذات صدقية”، وليست مكافأة لـ”نظام دمر شعبه ومدنه”.

 

واعتبر نائب وزير خارجية روسيا غينادي غاتيلوف، الخميس، أن رفض الأوروبيين إبداء أي التزام طالما أن عملية الانتقال السياسي لم تنجز بعد هو أمر “غير مقبول”، متهماً إياهم بـ”تسييس” مسألة إعادة إعمار سوريا.

 

وقال غاتيلوف، خلال اجتماع عقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن “تسييس القضايا المتعلقة بالمساعدات (الإنسانية) والتصريحات حول ضرورة انتظار نهاية العملية السياسية، أمر غير مقبول”، مشيراً إلى “أننا نتحدث عن مصير مئات الألاف أو حتى الملايين من السوريين الذين يعيشون في ظل ظروف صعبة جداً”.

 

ويأتي الاجتماع، الذي ترأسته وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، على إثر مؤتمر عقد في نيسان/أبريل ببروكسل، وتم خلاله قطع وعود بتقديم ستة مليارات دولار من المساعدات الإنسانية للسوريين عام 2017.

 

من جهتهم، أعاد الأوروبيون التأكيد على موقفهم، بعدم تقديم التمويل لإعادة إعمار سوريا قبل تنفيذ عملية انتقال سياسي “ذات صدقية”، وهو الموقف الذي عبر عنه ممثل بريطانيا بالقول “لا يمكن أن يكون هناك دعم لإعادة الإعمار طالما أن عملية انتقال سياسي ذات صدقية ليست جارية”، معتبرا أن “إعادة الإعمار يجب أن تكون مكافأة للسلام وليس مكافأة لنظام دمر مدنه وشعبه”.

 

بدوره، أوضح المفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية كريستوس ستيليانيدس، أن المساعدات تصل إلى 13 في المئة فقط من أصل 4 ملايين سوري يحتاجونها، مضيفاً أنه يتعين على الحكومة السورية ضمان وصول المساعدات.

 

يشار إلى أن وزير الخارجية البريطانية بوريس جونسون، كان قد أعلن أن بلاده والولايات المتحدة والدول الأخرى التي تتخذ موقفاً معارضاً من الرئيس السوري بشار الأسد، لن تدعم عملية إعادة إعمار سوريا إلا بعد حدوث انتقال سياسي “بعيدا عن الأسد”.

 

وأضاف جونسون، على هامش اجتماعات الدورة السنوية للأمم المتحدة، “نعتقد أن السبيل الوحيد للمضي قدما هو تحريك عملية سياسية وأن نوضح للإيرانيين والروس ولنظام الأسد أننا لن ندعم عملية إعادة الإعمار قبل وجود عملية سياسية، وهذا يعني كما ينص القرار 2254 انتقال (سياسي) بعيدا عن الأسد”.

 

أنقرة تتجاهل تحذيرات دمشق وتنشر قواتها في إدلب

تجاهلت تركيا التحذيرات التي أطلقتها وزارة الخارجية السورية، وأعلنت أنها ستنشر قريباً قوات في محافظة إدلب، في إطار اتفاق “تخفيف التصعيد”، الذي جرى إعلانه في اختتام الجولة السادسة من محادثات أستانة، منتصف الشهر الجاري.

 

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مقابلة أجرتها معه وكالة “رويترز”، إن تركيا ستنشر قوات في منطقة إدلب بشمال سوريا في إطار اتفاق “تخفيف التصعيد”، مشيراً إلى أنه سيناقش مسألة مناطق “عدم التصعيد” خلال محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أنقرة، الأسبوع المقبل.

 

وأضاف أردوغان، أن “الاتفاق كان فكرة واعدة… يحفظ بموجبها الروس الأمن خارج إدلب بينما تحفظ تركيا الأمن داخل منطقة إدلب”، موضحاً أن “المهمة ليست سهلة… سنبحث مع بوتين الخطوات الإضافية اللازم اتخاذها للقضاء على الإرهابيين للأبد من أجل إعادة الأمن”.

 

وجاءت تصريحات الرئيس التركي بالتزامن مع تحركات عسكرية مستمرة تشهدها الحدود السورية-التركية، إذ عبرت قافلة محملة بجرافات عسكرية، الخميس، الحدود التركية في ولاية هطاي الحدودية مع سوريا، وتمركزت في المنطقة العازلة بين البلدين.

 

وقالت وكالة “الأناضول”، إن الشاحنات اجتازت معبر جلوة غوزو في قضاء ريحانلي جنوبي تركيا المقابل لمعبر باب الهوى على الجانب السوري، وتمركزت في المنطقة الفاصلة بين المعبرين.

 

وأضافت الوكالة، أن المعدات أُرسلت وسط تدابير أمنية مشدّدة، وستعمل على دعم الوحدات المتمركزة على الحدود مع سوريا. ويأتي ذلك في إطار حديث متواصل عن قرب عملية عسكرية ضد “هيئة تحرير الشام” في إدلب.

 

وكان مصدر في وزارة الخارجية السورية قال، إن اتفاق أستانة الأخير حول محافظة إدلب “مؤقت”، مشيراً إلى أن “دمشق فوضت كلا من الجانب الروسي والإيراني لإتمام الاتفاق على أساس أنهما الضامنان للجانب السوري”.

 

المصدر، الذي كان يتحدث لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أوضح حينها أن “الاتفاقات حول مناطق تخفيف التوتر لا تعطي الشرعية على الإطلاق لأي تواجد تركي على الأراضي السورية”، مشدداً على أنه “لا تنازل على الإطلاق عن وحدة واستقلال أراضي الجمهورية العربية السورية”.

 

وفي السياق، حذر إردوغان واشنطن من أن قرارها تسليح “وحدات حماية الشعب الكردية”، التي تقاتل تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، قد يضر واشنطن وحلفاءها في نهاية المطاف.

 

وقال أردوغان، إن “تركيا والولايات المتحدة شريكان استراتيجيان… يجب ألا تأوي واشنطن الإرهابيين ويجب تسليمهم لتركيا… أيضا تسليح ودعم وحدات حماية الشعب الكردية يمكن أن يضر الولايات المتحدة وأصدقاءها”.

 

اسرائيل تستهدف مستودعاً لحزب الله في دمشق

أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، وصفحات سورية على مواقع التواصل الاجتماعي، عن استهداف مناطق قرب مطار دمشق الدولي بصاروخين إسرائيليين أطلقا من خارج الأجواء السورية، ليل الخميس ـ الجمعة.

 

وذكرت شبكة “الإعلام الحربي السوري” على “فايسبوك”، أن إحدى وسائط الدفاع الجوي أطلقت صاروخاً باتجاه أحد الصاروخين الإسرائيليين، فيما نقلت صفحة “دمشق الآن” عن مراسلها في ريف دمشق، أن صاروخاً سقط في نقطة قرب مطار دمشق الدولي.

 

ونقلت مواقع أخرى، أن انفجارات متتالية هزت محيط مطار دمشق الدولي، جرّاء 3 غارات إسرائيلية عنيفة استهدفت المنطقة، فيما نشرت بعض الحسابات على مواقع التواصل صور حرائق، قالت إنها “ناتجة عن غارات جوية إسرائيلية، استهدفت مواقع ومستودعات ذخيرة للجيش السوري وحزب الله قرب مطار دمشق”.

 

من جهته، أكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الاستهداف الإسرائيلي، ونقلت وكالة “فرانس برس عن مديره رامي عبدالرحمن قوله، إن طائرات حربية إسرائيلية استهدف “بصواريخ مستودعا لحزب الله اللبناني قرب مطار دمشق الدولي”.

 

باسيل ووليد المعلم يفجّران الحكومة؟

منير الربيع

عاش لبنان شبه عزلة دولية في الجمعية العامة للأمم المتحدة. فلم تعقد لقاءات رسمية موسعة لرئيس الجمهورية ميشال عون والوفد المرافق، واقتصرت لقاءاته على عدد قليل من الرؤساء، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتيرس. والأمر نفسه انسحب إلى وزير الخارجية جبران باسيل، الذي لم يلتق نظراءه، لاسيما في الدول الكبرى والمؤثرة، فيما توج لقاءاته باجتماع عقده مع وزير الخارجية السورية وليد المعلم.

 

بمجرّد أن قرر عون عدم حضور حفل الاستقبال الذي نظمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كان واضحاً أن الأمور ليست على ما يرام بالنسبة إلى الوفد اللبناني، الذي لديه حسابات متعددة، يريد من خلالها السير بين النقاط، لتجنّب أي ارتدادات سلبية للقاءاته على حلفائه في لبنان. ولا شك في أن الاستعاضة عن هذا الغياب، كانت تتركز من جانب الوفد الرسمي والإعلامي، على إثارة مواضيع، وصف عون بأنه الأجرأ في اتخاذها، وبأنه الوحيد الذي تجرّأ على قول “لا” للولايات المتحدة الأميركية، وفي أهم محفل دولي.

 

بدأ الردّ على العزلة التي عاشها لبنان بحملة إعلامية مضادة، سلّطت الضوء على مسألة توطين اللاجئين السوريين، ونسبها إلى خطاب ترامب، فيما الأخير لم يذكر موضوع التوطين في أي فقرة من فقرات خطابه، إنما قال “يجب تقديم المساعدات لهم إلى حين توفير الظروف الملائمة لإعادتهم إلى بلادهم”. لكن، الوفد اللبناني ارتأى أن يردّ على تصريح غير موجود، واعتبر أن ترامب يريد توطين اللاجئين في لبنان، وبدأ لبنان الرسمي بحملة مضادة. أثار هذا التعاطي اللبناني مع القضية، استغرابات دولية عديدة، حتى سجّل كثير من الديبلوماسيين أسئلة عن خلفية لجوء الوفد اللبناني إلى هذا التجييش، بشأن أمر لم يكن موجوداً. فيما هناك من يعتبر أن إثارة هذا الموضوع، كانت تهدف إلى إشاحة النظر عن مضمون كلام ترامب بشأن حزب الله وإيران، ووصفهما بالإرهاب، وتوعّده بالردّ عليهما ومواجهة تنامي نفوذهما. كما يهدف إلى إشاحة النظر عن عدم حصول لقاءات رسمية للوفد اللبناني.

 

في المقابل، كان هناك من يعتبر في لبنان أن الوفد الرسمي، وبالتشارك مع حزب الله، عملا على إثارة هذا الموضوع، لهدف واحد وأساسي هو إعادة تطبيع العلاقات مع النظام السوري، والتنسيق بهدف إعادة اللاجئين إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام. وهذا ما أعلنه صراحة عون في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وما كرّسه باسيل خلال لقائه بوزير الخارجية السورية وليد المعلم، الذي أراد إيصال رسالة أساسية إلى الجميع، بأن لبنان ماض في التنسيق والتطبيع مع سوريا. لكن اللافت هذه المرّة، هو أنه خلال زيارة عدد من الوزراء إلى سوريا في الأسابيع الماضية، كان من المفترض أن يزور الشام أيضاً وزير الإقتصاد رائد خوري. لكنه، عاد وألغى زيارته حينها، لعدم التسبب بأي إحراج لرئيس الحكومة سعد الحريري، إلا أن لقاء باسيل بالمعلم يشكّل ضربة معنوية للحكومة ورئيسها الذي يرفض التنسيق مع النظام في سوريا.

 

ولا شك في أن هذا اللقاء يطرح العديد من التساؤلات. أولاً إذا كان باسيل أراد الردّ على العزلة الدولية، بلقائه وزير خارجية النظام المعزول. وثانياً، إذا أراد باسيل الرد على الحديث عن عدم التنسيق مع النظام السوري، بعقده لقاء مع رأس ديبلوماسيته، بهدف التنسيق لإعادة اللاجئين. لكن، أياً تكن الأسباب لا شك في أن هذا سيؤدي إلى مزيد من شدّ الحبال والتوتر السياسي في لبنان في المرحلة المقبلة، إذا كانت مواقف المعارضة للتطبيع مع النظام السوري جديّة. بالتالي، فإن مواقف هؤلاء الوزراء تمثّل عصياناً حكومياً، يخرج عن مبدأ النأي بالنفس والتوافق الحكومي، ويعني أن الضغط سيستمر لإعادة لبنان إلى حضن الأسد.

 

ولا ينفصل لقاء باسيل- المعلّم، عن الدفع المعنوي والسياسي الذي أعطاه عون لهذا المحور، في كلامه عن حزب الله، حين اعتبر أنه لا يمكننا الطلب من حزب الله التخلي عن سلاحه طالما أن اسرائيل تستفز لبنان، وأي حل لمسألة سلاحه يجب أن يأتي ضمن اطار حل شامل لأزمات المنطقة. وكان المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية قد أصدر بياناً، الجمعة في 22 أيلول، قال فيه إن “الحديث المنسوب إلى الرئيس عون في موقع المونيتور تضمن مواقف غير دقيقة وبعضها جاء خارج سياق العرض”.

 

قوات النظام تعبر إلى ضفة الفرات الشرقية

وسّعت قوات النظام السوري سيطرتها شرقي دير الزور، الخميس، وتمكنت مع الميليشيات الموالية من العبور إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات، التي تفصل بين قرية الجفرة ومنطقة حويجة صكر، بعد القضاء على تجمعات تنظيم “داعش” في قرية مراط.

 

وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، فإن وحدات الجيش السوري نفذت خلال الساعات الماضية “عمليات ناجحة” ضد “داعش” في الريف الغربي، تمكنت على أثرها من السيطرة الكاملة على قرية البويطية وبلدة التبني.

 

ونقلت الوكالة عن مصادر تأكيدها فرار مجموعات من مسلحي “داعش”، بينهم القيادي بالتنظيم نصر الشمري الملقب بـ”جحجاح”. وكان التنظيم قد عمد، قبل أيام، الى نقل معظم عناصره الأجنبية مع عائلاتهم من أحياء مدينة دير الزور إلى الريف الشرقي.

 

في غضون ذلك، صعّد الجيش السوري من ضرباته الجوية ضد مقاتلي المعارضة في شمال  حماة، الخميس، وفق ما ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، بعد أن استعاد السيطرة على قرى خسرها في هجوم شنّته المعارضة الأربعاء الماضي.

 

واستهدفت الضربات الجوية مناطق في خان شيخون وكفر نبل وكفر زيتا ومعرة النعمان الخاضعة لسيطرة المعارضة.

 

التفاهمات الروسية الأميركية بشأن سوريا على المحك

تصاعدت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا على ضوء اتهامات الأخيرة لقوات موالية لواشنطن باستهداف الجيش السوري وقوات روسية شرق سوريا، ويرجح أن يعمد الطرفان إلى بحث سبل تخفيف هذا التصعيد الذي إذا استمر فستكون عواقبه وخيمة.

الاحتكام إلى النار

 

دمشق – تواجه التفاهمات الروسية الأميركية في سوريا خطر انهيارها على وقع التصعيد القائم في محافظة دير الزور شرقي البلاد.

 

وقالت روسيا الخميس إنها أنذرت الولايات المتحدة بأنها ستستهدف مناطق في سوريا تنشط فيها القوات الأميركية الخاصة وقوات تدعمها واشنطن إذا تعرضت القوات الروسية للقصف من أي من الطرفين مشيرة إلى أن هذا الأمر حدث مرتين بالفعل.

 

وصرح الجنرال إيغور كوناشينكوف من الجيش الروسي في بيان “القوات السورية تعرضت مرتين لقصف كثيف من مدافع ومدافع هاون انطلاقا من مواقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات حيث ينتشر مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية والقوات الخاصة الأميركية”.

 

ولفت كوناشينكوف إلى أن عسكريين من القوات الخاصة الروسية موجودون حاليا مع الجيش السوري في المناطق التي تعرضت لإطلاق النار.

 

وأبلغت موسكو مسؤولا رفيعا في الجيش الأميركي عبر قناة تواصل في قطر بأن “أي محاولات لإطلاق النار من مناطق ينتشر فيها مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية سيتم وضع حد لها على الفور”.

 

وجاء في بيان الجيش الروسي “ستتعرض المواقع التي ينطلق منها إطلاق النار في هذه المناطق على الفور للضرب بكل التجهيزات العسكرية المتوافرة”.

 

وتشكل محافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحا لعمليتين عسكريتين: الأولى يقودها الجيش السوري بدعم روسي إيراني في مدينة دير الزور وريفها الغربي، والثانية تشنها سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي ضد الجهاديين في الريف الشرقي.

 

وتحالف سوريا الديمقراطية مشكّل في غالبيته العظمى من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي، ومطعّم ببعض الفصائل من عرب وأرمن وغيرهما من العرقيات في سوريا.

 

ويتنافس التحالف والجيش السوري على ملء الفراغ الذي يتركه داعش في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق والغنية بالنفط، وسط مخاوف من أن يتحول هذا التنافس إلى نزاع مسلح بينهما يصعب التكهن بمآلاته.

 

وسيطر الجيش السوري، على حوالي 100 كيلومتر من الضفة الغربية للفرات هذا الشهر ووصل إلى حدود محافظة الرقة الأربعاء.وعبرت أيضا القوات السورية الاثنين إلى الضفة الشرقية من الفرات التي كانت قد شهدت تقدم قوات سوريا الديمقراطية.

 

ويرى مراقبون أن السيطرة على دير الزور مسألة استراتيجية بالنسبة للقوتين المتنافستين، حيث أنها ستكون ورقة ضغط مهمة جدا للطرف المنتصر هناك، عند الحديث عن أي تسوية نهائية للصراع السوري.

 

ومعلوم أن أكراد سوريا المدعومين من واشنطن يسعون لتوسيع المساحة الجغرافية التي يسيطرون عليها، وأيضا توفير أحد مقومات الحياة لإقليمهم المنشود، بالسيطرة على المقدرات النفطية في دير الزور.

 

وفي المقابل يريد النظام أن يعزز المكاسب التي حققها، فضلا عن طموحات إيران لتثبيت ممر بري يصلها بلبنان. وأكيد روسيا مستفيدة رئيسية من تغيير دفة الصراع لصالح النظام فذلك سيعني تكريسا لحضورها ليس في سوريا فقط بل وفي المنطقة، وهذا ما تعمل جاهدة على تحقيقه.

 

ويرجح مراقبون أن تسعى موسكو وواشنطن لإيجاد تفاهمات فيما بينهما بخصوص دير الزور لأن تصاعد الأزمة ليس في صالح كليهما.

 

وتبدي روسيا استعدادا للتعاون مع الولايات المتحدة في سوريا، وترجم هذا التعاون في التوصل إلى اتفاق خفض التصعيد في الجنوب الغربي، بيد أنها لا تريد أن تقدم تنازلات تراها مؤلمة وبالتالي ما يحصل اليوم في دير الزور هو أشبه “بالرقص على حافة الهاوية” بين القوتين.

 

ويرى محللون أكراد أن روسيا لا تعارض إنشاء فيدرالية في الشمال السوري للأكراد ولكنها ترفض أن يوسع هؤلاء مساحة سيطرتهم خاصة وأنهم جزء من أجندة واشنطن في هذا البلد. وبالتوازي مع سعيهم لتوسيع حدود مناطقهم بالدم يستعد أكراد سوريا لإجراء أول انتخابات في شمال البلاد الجمعة، في خطوة تسبق استفتاء على استقلال كردستان العراق المجاورة.

 

ويقول صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي “الانتخابات هي الخطوة الأولى نحو ترسيخ الديمقراطية الفيدرالية”.

 

قتلى ومفقودون في غرق زورق مهاجرين بالبحر الأسود قبالة سواحل تركيا

إسطنبول: «الشرق الأوسط أونلاين»

قتل 4 أشخاص، ويجري البحث عن نحو 20 آخرين، بعد غرق زورق، اليوم (الجمعة)، كان ينقل مهاجرين في البحر الأسود قبالة السواحل التركية، بحسب ما أوردته «وكالة أنباء الأناضول» التركية.

وأفادت الوكالة بإغاثة 38 مهاجراً قرابة الظهر، لكن العمليات متواصلة بحثاً عن 15 إلى 20 آخرين.

وأوردت وكالة «دوغان» الخاصة أن الزورق غرق على بعد 60 ميلاً بحرياً من كفكن (شمال غربي تركيا)، مضيفة أن الوجهة التي قدم منها الزورق لا تزال غير معروفة، ولا تلك التي كان في طريقه إليها.

كما لم تعرف جنسيات المهاجرين على متن الزورق.

كانت السلطات الرومانية قد أنقذت الأسبوع الماضي 150 مهاجراً، على خلفية تسارع في عمليات العبور عبر البحر الأسود، انطلاقاً من تركيا التي تستقبل أكثر من 3 ملايين لاجئ، غالبيتهم من العراقيين والسوريين.

وتخشى رومانيا، التي كانت بشكل عام حتى الآن بعيدة عن تدفق المهاجرين، من أن يتحول البحر الأسود إلى معبر بديل عن البحر المتوسط للمهاجرين غير القانونيين الراغبين في بلوغ أوروبا.

ورصدت السلطات الرومانية نحو 570 مهاجراً عبر هذه الطريق البحرية خلال أغسطس (آب) الماضي، بعد أن كان عددهم لا يتجاوز حفنة منذ 2015.

وتساعد هذه الطريق على تفادي اليونان، حيث يواجه الوافدون الجدد خطر طردهم إلى تركيا، بموجب اتفاق مثير للجدل وقع في مارس (آذار) 2016 بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة.

 

انتخابات «فيدرالية شمال سوريا» اليوم… و«المجلس الكردي» المعارض يقاطع

القامشلي (سوريا): كمال شيخو

يتوجه الناخبون في مناطق «فيدرالية شمال سوريا»، صباح اليوم إلى صناديق الاقتراع، للمشاركة في انتخابات مجالس الأحياء التي تسمى محلياً بـ«الكومينات»، تعقبها انتخابات الإدارات المحلية (انتخابات مجالس القرى، البلدات، والنواحي، والمقاطعات)، في 3 من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، كما حددت المفوضية العليا للانتخابات التابعة للإدارة الذاتية يوم 19 يناير (كانون الثاني) العام المقبل، موعداً لإجراء انتخابات الأقاليم ومؤتمر الشعوب الديمقراطي (بمثابة البرلمان) كأولى الخطوات الملموسة لتأسيس فيدرالية مناطق شمال سوريا.

 

ويتم انتخاب أعضاء مجالس «الكومينات» عبر الاقتراع السري المباشر مرة كل سنتين، من خلال البطاقة الصادرة عن المفوضية العليا للانتخابات، التي تُعطى لكل ناخب أتم 18 سنة من عمره يوم الانتخاب.

 

وقالت هدية يوسف الرئيسة المشتركة للمجلس التأسيسي لفيدرالية شمال سوريا لـ«الشرق الأوسط» إن «الإدلاء بالصوت يعطي المشروعية لنظامنا الفيدرالي، كون إرادة الشعب هي التي تمثل وجود النظام الفيدرالي وتطبيقه والعمل على إنجاحه»، ولفتت إلى أن المنطقة تمر بمرحلة تاريخية ومصيرية، وأضافت: «نجاح الانتخابات هو بمثابة نصر عظيم لشعبنا، ونحن على ثقة أنه سيكون قادراً على اختيار ممثليه في التعبير عن إرادته».

 

من جهته، أعلن المجلس الوطني الكردي في سوريا (المعارض) مقاطعته انتخابات مجالس الأحياء، ودعا «أبناء الشعب الكردي في كردستان سوريا إلى مقاطعة تلك الانتخابات، التي تسيء إلى مجمل نضالات الشعب الكردي وحركته السياسية على مدى عقود من الزمن»، بحسب بيان المجلس الذي نشر يوم أمس على حسابه الرسمي.

 

وفي حديثه مع صحيفة «الشرق الأوسط»، أكد محسن طاهر رئيس المجالس المحلية في المجلس الوطني الكردي، أن الأخير غير معني بهذه الانتخابات، وقال: «يضغطون على الأهالي عبر التهديدات لإلزامهم على التصويت، واستخدام جميع وسائل الترهيب والترغيب لإجبار الناس للذهاب إلى صناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم».

 

وأتهم طاهر مؤسسات الإدارة الذاتية القائمة، بتبعيتها لسلطة «حزب الاتحاد الديمقراطي»، وأشار: «هذه الإدارة أُعلِنَت من طرف واحد وهو حزب الاتحاد، بالتالي هذه الانتخابات تتبع جهة سياسية واحدة، فالحزب أحادي التفكير ولا يؤمن بالشراكة السياسية أو التعددية الحزبية، هم صادروا الحياة السياسة والإدارية والعسكرية وباتت تخضع لسلطتهم».

 

وعقد قبل شهرين في بلدة الرميلان (أقصى شمال شرقي سوريا)، مؤتمر أقر «القانون الانتخابي للفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا» و«قانون التقسيمات الإدارية».

 

ونقل سيهانوك ديبو لـ«الشرق الأوسط» مستشار الرئاسة المشتركة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» أنّ انتخابات «الكومين خطوة نحو البناء وإلى التغيير الديمقراطي، وتعد نتائج الانتخابات بمثابة أولى الخطوات نحو حقيقة العيش المشترك ووحدة المصير وأخوة الشعوب»، مضيفاً: «هذه الخطوة بمثابة الخروج من مستنقع الاستبداد والدخول بإرادة وذهنيّة ثائرة إلى أوسع أبواب الديمقراطية، والتهيئة والتأسيس نحو تحقيق المجتمع الديمقراطي التشاركي».

 

وأتهم «المجلس الوطني الكردي» في بيانه «حزب الاتحاد الديمقراطي» أمس «إصراره لإجراء انتخاباته الأحادية الجانب في هذا التوقيت، لصرف الأنظار عن الاستفتاء في إقليم كردستان العراق، الذي ترجم من خلال إحياء كثير من الحفلات الجماهيرية الواسعة بهذه المناسبة». وقال محسن طاهر: «التوقيت للتشويش على الاستفتاء، كان يجب أخذ استفتاء إقليم كردستان بعين الاعتبار لما له من أهمية على جميع الأصعدة».

 

في حين أوضح سيهانوك ديبو أنّ «الإدارة الذاتية حددت موعد الانتخابات الفيدرالية في شمال سوريا قبل تحديد موعد الاستفتاء في إقليم جنوب كردستان»، منوهاً: «في الاجتماع الثالث للمجلس التأسيسي تم تحديد يوم الجمعة المصادف في 22 من الشهر الحالي موعداً لانتخابات الكومين، أي قبل إعلان موعد الاستفتاء في باشور كردستان وتحديد موعد له بأكثر من شهر».

 

وجدير بالذكر أن 12421 مرشحاً يتنافسون على رئاسة 3732 كوميناً بحسب المفوضية العليا للانتخابات، وبلغ عدد المرشحين في إقليم الجزيرة (الحسكة والقامشلي) 7720 مرشحاً منهم 3917 من النساء، يتنافسون على 2495 كوميناً، أما في إقليم الفرات (كوباني وتل أبيض وسلوك) ترشح 3135 من بينهم 1386 من النساء، يتنافسون على رئاسة 825 كوميناً، فيما بلغ عدد المرشحين في مدينة إقليم عفرين (عفرين ومدن الشهباء) 1566 مرشحاً من بينهم 700 من النساء، للتنافس على عدد مقاعد المجالس المحلية 412 كوميناً.

 

المدنيون يغادرون جيبا يسيطر عليه تنظيم الدولة الإسلامية بشرق سوريا

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الجمعة إن مئات المدنيين غادروا جيبا محاصرا يسيطر عليه تنظيم الدولة الإسلامية بعد توصل الحكومة السورية والمتشددين لاتفاق بهذا الشأن.

 

ولم يتسن الحصول على تعليق من الجيش السوري على التقرير. وقال مصدر في المعارضة المسلحة في شمال غرب سوريا إن المدنيين، وهم في معظمهم من الرعاة الذين يعيشون في المنطقة الواقعة بين محافظتي حمص وحماة، وصلوا إلى محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.

 

وعزل الجيش السوري، مدعوما بالقوة الجوية الروسية وجماعات تدعمها إيران، الجيب الذي يشكل آخر وجود للدولة الإسلامية في وسط سوريا، في أغسطس آب خلال حملته العسكرية باتجاه الشرق.

 

وقال المرصد إن النظام وتنظيم الدولة الإسلامية توصلا للاتفاق يوم الخميس مما يسمح لمقاتلي الدولة الإسلامية وعائلاتهم والمدنيين الذين يريدون مغادرة الجيب بعبور المناطق التي تسيطر عليها الحكومة إلى مناطق خاضعة لجماعات إسلامية.

 

وعبر البعض إلى مناطق تسيطر عليها هيئة تحرير الشام، وهي تحالف يضم جبهة النصرة سابقا، في شمال محافظة حماة وشرق محافظة إدلب. وذكر المرصد أن البعض انتقل إلى مخيمات إلى الغرب من الجيب في مناطق تسيطر عليها الحكومة وفقا لاتفاقات قبلية.

 

وأضاف المرصد أن المدنيين الذين غادروا الجيب انتقلوا إلى مناطق تسيطر عليها فصائل إسلامية.

 

ويركز الجيش السوري بشكل أساسي على عمليته العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شرق البلاد حيث يواجه المتشددون حملة أخرى تشنها قوات سوريا الديقراطية المدعومة من الولايات المتحدة.

 

إعداد داليا نعمة للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود

 

إردوغان: تركيا ستنشر قوات في إدلب بسوريا

نيويورك (رويترز) – قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لرويترز في مقابلة يوم الخميس إن تركيا ستنشر قوات في منطقة إدلب بشمال سوريا في إطار اتفاق ”عدم التصعيد“ الذي توسطت فيه روسيا الشهر الماضي.

 

وقال إردوغان، الذي يزور نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنه سيناقش مسألة مناطق عدم التصعيد التي اتفقت عليها تركيا وروسيا وإيران خلال محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أنقرة الأسبوع القادم.

 

وأضاف ”اتفاق منطقة عدم التصعيد كان فكرة واعدة… يحفظ بموجبها الروس الأمن خارج إدلب بينما تحفظ تركيا الأمن داخل منطقة إدلب“.

 

وأضاف ”المهمة ليست سهلة… سنبحث مع بوتين الخطوات الإضافية اللازم اتخاذها للقضاء على الإرهابيين للأبد من أجل إعادة الأمن“.

 

وتحدت السلطات في كردستان العراق الضغوط الدولية المتزايدة لإلغاء استفتاء على الاستقلال. وتخشى دول جوار العراق أن يؤجج ذلك الاضطرابات بين الأكراد الذين يعيشون على أراضيها وقال حلفاء غربيون إن هذا يمكن أن يصرف الانتباه عن محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وقال إردوغان إن تركيا تدرس اتخاذ إجراءات مضادة منها فرض عقوبات على كردستان العراق بسبب الاستفتاء المزمع إجراؤه.

 

وأضاف أن تركيا قدمت موعد اجتماع مجلس الوزراء وجلسة لمجلس الأمن القومي إلى يوم الجمعة لبحث الاستفتاء. وقال إن البرلمان سينعقد أيضا في جلسة استثنائية يوم السبت.

 

وقال ”سنبحث نوعية العقوبات التي يجب فرضها دون تأخير ومتى ستفرض العقوبات“. لكنه لم يذكر تفاصيل عن طبيعتها المحتملة.

 

وتجري القوات التركية مناورات عسكرية قرب الحدود وقال إردوغان يوم السبت الماضي إن قرار نشر القوات في الخارج سيحال إلى البرلمان للتصويت.

 

وقال إردوغان أيضا إن الولايات المتحدة شريك استراتيجي لتركيا وينبغي لها ترحيل رجل الدين المقيم فيها فتح الله كولن الذي يتهمه إردوغان بتدبير محاولة انقلاب باءت بالفشل في 2016.

 

وتوترت العلاقات بين أنقرة وواشنطن أيضا بسبب دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تعتبرها تركيا تنظيما إرهابيا. ووحدات حماية الشعب من أكفأ شركاء الولايات المتحدة ميدانيا في المعركة التي تقودها ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وحذر إردوغان واشنطن من أن قرارها تسليح وحدات حماية الشعب الكردية التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا قد يضر واشنطن وحلفاءها في نهاية المطاف. وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي ينشط في تركيا.

 

وقال إردوغان ”تركيا والولايات المتحدة شريكان استراتيجيان… يجب ألا تأوي واشنطن الإرهابيين ويجب تسليمهم لتركيا… أيضا تسليح ودعم وحدات حماية الشعب الكردية يمكن أن يضر الولايات المتحدة وأصدقاءها“.

 

وقال الرئيس التركي في المقابلة إنه يأمل في تحسن العلاقات السياسية مع ألمانيا وأشاد بالمستشارة أنجيلا ميركل لامتناعها عن انتقاد تركيا وسياساتها.

 

وأضاف ”يحدوني الأمل في تحسن العلاقات… ليست لدينا مشكلة مع الجماهير الألمانية. لدينا مشكلة مع أسلوب بعض المسؤولين غير الملائم مع تركيا“.

 

واختلفت ميركل مع إردوغان على عدة جبهات في العام الأخير وقالت إن الحقيقة واضحة وهي أنه ينبغي ألا تنضم تركيا للاتحاد الأوروبي.

 

وكانت ميركل، التي تعتبر السياسية الأكثر نفوذا في الاتحاد الأوروبي، قالت إنها ستتحدث إلى بقية زعماء الاتحاد لإنهاء محادثات منح تركيا عضويته.

 

وقال إردوغان ”لم تسر الأمور كما ينبغي في السنوات الأربع والخمسين الأخيرة فيما يتعلق بعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي… نقف على عتبة الاتحاد الأوروبي وازدادت الأمور سوءا. لم يفوا بوعودهم قط“.

 

وقال الرئيس التركي إن علاقات بلاده مع حلف شمال الأطلسي قوية برغم شرائها نظام الدفاع الصاروخي إس-400 من روسيا.

 

إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير ياسمين حسين

 

اجتماع بشأن سورية في نيويورك: لاستكمال المفاوضات وتقديم المساعدات

نيويورك ــ ابتسام عازم

دعا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، إلى استئناف لقاءات جنيف من أجل تنشيط العملية السياسية في سورية.  كلام دي ميستورا أتى خلال لقاء وزاري عقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، دعا إليه الاتحاد الأوروبي، لمناقشة التقدم فيما يخص الالتزامات المادية لدعم سورية، ومناقشة الجهود الحالية للحد من انتشار العنف والتوصل إلى حل سياسي.

وقال دي ميستورا “لم نكن نتخيل قبل فترة قصيرة أنه يمكننا أن نقف هنا، ونقول إنه تم إخراج “داعش” من سورية بشكل شبه كامل. كما أن عدداً من الاتفاقات المتعلقة بخفض التصعيد قد تم عقدها في أستانة وعمان، ورأينا أنها جنت ثمارًا. وهذا يعني أنه تم إنقاذ حياة الكثير من السوريين بسبب ذلك”.

وتساءل المبعوث الأممي إذا ما كان المجتمع الدولي قد تعلّم درسه مما حدث في الموصل، مضيفاً “لقد أظهرت الموصل أنه من أجل هزيمة “داعش” بشكل كامل، لا تكفي هزيمته على الأرض؛ ولكن نحتاج لخطة شاملة سياسية. ولذلك بالنسبة لنا في ما يخص سورية، حيث قمنا بالإيفاء باتفاقات أستانة، فإن علينا النظر الآن إلى الحل السياسي، وقد حان الوقت للعودة إلى الحوار السياسي الذي يؤدي إلى تطورات أخرى”.

بدوره، أوضح وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن بلاده أوفت بالجزء الأكبر من الالتزامات الإنسانية التي تعهّدت بتقديمها لسورية خلال مؤتمر بروكسل، والبالغة قرابة مئة مليون دولار من المساعدات، مضيفًا أن ذلك “هو جزء من إجمالي قيمة مساعدات الإغاثة التي قدمتها قطر، ووصلت إلى مليار وستمئة مليون دولار، من خلال الدعم الحكومي والجمعيات الخيرية القطرية”.

ووصف وزير الخارجية القطري الأزمة السورية بأنها واحدة من أخطر الأزمات في العالم، وقال إنها تستحق المتابعة التي تتناسب مع حجمها.

كما لفت إلى التعهدات التي قطعتها العديد من الدول لتقديم المساعدات المادية لدعم سورية، التي تم الإعلان عنها خلال المؤتمرات المختلفة، من بينها مؤتمرا لندن وبروكسل، وقال إنها لن تتحقق إذا لم تقم الدول بالوفاء بها، مشدداً على وجوب وصول تلك المساعدات إلى الجهات التي تستحقها.

أما وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، فوجّه انتقادات حادة للدول الأوروبية والغربية، وقال إنها تتحدث كثيرًا عن تقديم المساعدات والمشاركة في تحمل الأعباء دون أن يترجم ذلك بمساعدات للدول المضيفة للاجئين. وأضاف: “نحتاج للتأكد من استمرار وقف إطلاق النار والتوصل إلى حل سياسي؛ فمن دون التوصل إلى حل سياسي لا يمكن ضمان الأمن، ومن دون ذلك الأمن لا يمكن أن نضمن عودة الخمسة ملايين لاجئ إلى بلدهم”.

من جهتها، قالت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني، إن “الالتزام بدعم سورية وإعادة الإعمار يجب أن لا يقتصر على شقّه المادي. ومنذ لقائنا الأخير في بروكسل لاحظنا تحسنًا على الأرض، وتم دحر “داعش” من أغلب المناطق التي يسيطر عليها. كما أن عملية أستانة ساعدت على تخفيض وتيرة العنف. لكن هذا التقدم الذي حققناه لا يمكنه أن يستمر دون تحقيق تقدم على الصعيد السياسي، ولذا نعقد اليوم هذا المؤتمر رفيع المستوى؛ فالأمر لا يتعلق فقط بالمساعدات الإنسانية بل كذلك بالحل السياسي. لا يمكن أن نحقق الاستقرار والسلام والانتصار على الإرهاب دون تحقيق اتفاق سياسي يتم التفاوض حوله في جنيف”.

كما اعتبرت أنّ “الاتفاقات التي يتم عقدها بين الأطراف المحلية قد تنجح لفترة، لكنها لا تعوض عن ضرورة عقد اتفاق شامل وحل سياسي، وفي الحالة السورية فإن هذا الحل يجب أن يأتي مع ضمان وجود سورية موحدة، فيها مكان لجميع السوريين على جميع اختلافاتهم وانتماءاتهم. وأضافت “إن تقسيم سورية سيؤدي إلى خلافات إضافية. آن الأوان للعودة إلى محادثات جنيف”.

وحول الوضع الإنساني على الأرض، قال المفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية، كريستوس ستيليانيدس، خلال مداخلته حول الأوضاع في سورية، إن الوضع الإنساني هناك يبقى متوتراً، وفرق المساعدات الإنسانية ما زالت تواجه تحديات كبيرة في الوصول إلى العديد من المناطق.

وأكد أنه ما زال هناك 4 ملايين سوري في المناطق التي يصعب الوصول إليها، وأن منظمات المساعدة الإنسانية لا يمكنها الوصول إلا إلى حوالي 12 بالمئة منهم، مناشدًا بالسماح بالوصول إليهم، مبينًا أن المسؤولية الأكبر إزاء ذلك تقع على عاتق النظام السوري.

كما ناشد المسؤول ذاته جميع الأطراف بحماية المدنيين، والامتناع عن استهدافهم. وقال إن “هناك الكثير من المساعدات يجب تقديمها لدول الجوار التي تستضيف أكثر من خمسة ملايين لاجئ سوري، بما فيها الأردن ولبنان وتركيا والعراق”. وأكد في الوقت نفسه أن الأوضاع في سورية ما زالت لا تسمح بعودة اللاجئين للكثير من المناطق.

أما ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية، مارك لوكوك، فقد تحدث عن تلقي الأمم المتحدة وعودًا بتقديم مساعدات إنسانية إلى سورية يصل حجمها إلى ستة مليارات دولار للعام الجاري، لكن لم تتم ترجمة تلك الوعود على أرض الواقع، إذ قدمت الدول المانحة 39 بالمئة فقط من المبالغ للبرامج المختلفة. ثم أشار إلى أن العمليات الجارية لمحاربة “داعش” أدت إلى مزيد من التهجير والنزوح، مما اضطر حوالى مليون سوري إلى النزوح مجددًا داخل سورية خلال العام الجاري وحده.

بدوره، أكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيلبو غراندي، أن التركيز على حل سياسي ومناطق التوتر ووقف الاقتتال ضروري وأساسي، ولكن يجب ألا يتم نسيان الخمسة ملايين لاجئ سوري في دول الجوار. وقال إن دول الجوار، لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر، هي التي تتحمل الجزء الأكبر من تكاليف استضافة اللاجئين السوريين.

 

روسيا تقصف من غواصة بالمتوسط مواقع في إدلب

أعلنت وزارة الدفاع الروسية قصفها مواقع في محافظة إدلب السورية بصواريخ أُطلقت من غواصة روسية بالبحر الأبيض المتوسط. وأضافت الوزارة أن القصف بصواريخ مجنحة من نوع كاليبر استهدف مواقع لجبهة النصرة في إدلب.

يأتي ذلك في وقت قتل خمسة أشخاص وأصيب آخرون جراء غارات مكثفة يعتقد أنها روسية على بلدات وقرى بريف إدلب الجنوبي، في حين شنت هيئة تحرير الشام وعدد من فصائل المعارضة المسلحة هجوما على حواجز عدة لقوات النظام السوري جنوب غرب مدينة السلمية بريف حماة.

وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن الضربات الصاروخية استهدفت نقاط إدارة وتمركز قوى بشرية وعربات مدرعة، فضلا عن مستودعات الذخائر لجبهة النصرة (هيئة تحرير الشام حاليا).

في تطور متصل قال مراسل الجزيرة في سوريا إن الغارات لليوم الرابع على التوالي على ريف إدلب تركزت على تجمعات سكنية في كفر سجنه وبنين وردير شرقي وأكثر من خمس عشرة نقطة أخرى، مما أسفر عن دمار كبير في الأبنية السكنية وممتلكات المدنيين.

وأشار المراسل إلى أن الطائرات الروسية استهدفت مركز الدفاع المدني في مدينة خان شيخون بخمس غارات متتالية، الأمر الذي أدى إلى دمار المركز وآلياته بشكل كامل، دون وقوع إصابات في صفوف المتطوعين.

في سياق متصل ذكرت شبكة شام أن الطائرات الحربية الروسية استهدفت بغارات جوية عدة، بعد منتصف الليلة الماضية، مركز الدفاع المدني في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، مما أدى لدمار كبير أخرجته عن الخدمة.

وركز الطيران الحربي الروسي منذ أيام قصفه على مدينة خان شيخون بشكل عنيف ومكثف، وكان نصيبها يوم أمس أكثر من 30 غارة جوية، طالت العديد من أحياء المدينة وأطرافها، خلفت تسعة قتلى غالبيتهم أطفال ونساء، إضافة لدمار كبير في البنية التحتية.

واستهدفت الطائرات الروسية منذ اليوم الأول للغارات مستشفى الرحمة في مدينة خان شيخون ومركز الدفاع المدني ومؤسسة الكهرباء وعدة مواقع أخرى، نظر إليها أهالي المدينة على أنها انتقام من المدينة وسكانها بعد صدور تقرير الأمم المتحدة عن مجزرة الكيميائي وإدانة نظام بشار الأسد.

في تطور آخر قال مصدر عسكري إن هيئة تحرير الشام مع فصائل معارضة بريف حمص هاجمت حواجز عدة لقوات النظام السوري جنوب غرب السلمية بريف حماة (وسط سوريا).

وتمكنت فصائل المعارضة -بحسب المصدر- من قتل عدد من جنود النظام، بالإضافة للسيطرة على أسلحة وذخائر قبل الانسحاب من المواقع.

وفي الإطار نفسه قالت وكالة إباء التابعة لهيئة تحرير الشام إن من وصفتها بقوات النخبة في هيئة التحرير وأحرار الشام أغارت على مواقع للنظام في تلة خرفان وحواجز أخرى بريف حماة الجنوبي، حيث تمت السيطرة عليها، وقتل وجرح العشرات، بالإضافة للاستيلاء على أسلحة فردية وذخائر.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

محاصرة تنظيم الدولة بريف دير الزور الشمالي

أعلنت قوات سوريا الديمقراطية أنها حاصرت مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في شركتي العزبة وكونيكو بريف دير الزور الشمالي الشرقي، اللتين تعتبران أكبر شركتين للغاز في سوريا.

وقالت مصادر محلية للجزيرة إن ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري- المدعومة من التحالف الدولي سيطرت على حقل ديرو النفطي الذي يضم آبارا ضعيفة الإنتاج في بلدة الصعوة بريف دير الزور الغربي بعد معارك مع تنظيم الدولة.

وذكرت وكالة رويترز في وقت سابق أن مدينة دير الزور شهدت اشتباكات أفضت إلى استعادة قوات النظام لمعظم أنحاء المدينة.

وقد فقد تنظيم الدولة هذا العام أراضي واسعة كانت تحت سيطرته في سوريا بعد حملتين متوازيتين، الأولى من الشمال من جانب قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والتحالف الدولي، وحملة أخرى من جانب قوات النظام السوري.

وكانت قوات النظام السوري قد سيطرت على منطقة الجفرة في مدينة دير الزور بعد معارك مع تنظيم الدولة، بينما تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على كتلة معامل ودوار السبعة كيلومتر بدير الزور بعد معارك مع التنظيم.

وتشكل مدينة دير الزور حاليا مسرحا لعمليتين عسكريتين، الأولى يقودها جيش النظام بدعم روسي بمدينة دير الزور وريفها الغربي، والثانية تشنها قوات سوريا الديمقراطية لطرد مسلحي تنظيم الدولة.

المصدر : الجزيرة + رويترز

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى