أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 22 نيسان 2016

 

 

روسيا تُعيد نشر مدفعية ثقيلة قرب حلب

الرياض، لندن، جنيف، موسكو، أنقرة – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

أكدت واشنطن و «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) أمس، أن روسيا زادت وجودها العسكري في سورية ونشرت مدفعية قرب حلب على رغم إعلان الرئيس فلاديمير بوتين «انسحاباً جزئياً»، في وقت قتل وجرح عشرات في معارك بين القوات النظامية والأكراد في القامشلي شرقاً قرب العراق. ودخلت قافلة مساعدات ضخمة إلى مدينة الرستن في ريف حمص للمرة الأولى منذ خمس سنوات، في تقدم «متواضع» في الملف الإنساني الذي كان أحد أسباب إعلان «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة الانسحاب من مفاوضات جنيف.

وقال مسؤول أميركي إن روسيا تعيد نشر المدفعية الثقيلة بما يشمل مناطق قرب حلب في خطوة تزيد المخاوف الأميركية في شأن ما تعتزم القوات السورية المدعومة من روسيا القيام به لاحقاً، مشيراً إلى أنه على رغم سحب روسيا لنحو نصف مقاتلاتها في منتصف الشهر الماضي، احتفظت في شكل كبير بقدراتها العسكرية داخل سورية، ولا تزال قوة عسكرية مؤثرة لدعم الرئيس بشار الأسد. وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي الأميركي الأبيض، إن الولايات المتحدة قلقة إزاء تقارير بأن روسيا تنقل مزيداً من المواد العسكرية إلى سورية.

وأعلن الأمين العام لـ «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) ينس ستولتنبرغ في أنقرة أمس: «رغم الإعلان عن انسحاب جزئي، نرى أن روسيا تبقي على وجود عسكري كبير لدعم النظام في سورية»، مضيفاً أن وقف إطلاق النار «وعلى رغم الصعوبات» يبقى «الأساس الأفضل لحل سلمي متفاوض عليه» للنزاع في هذا البلد.

وقال ناطق باسم الكرملين إن الرئيس بوتين عقد اجتماعا لمجلس الأمن الداخلي عبر خلاله عن قلقه بشأن «التدهور الخطير للموقف» في مفاوضات جنيف.

وطغى الملف الإنساني والميداني على مفاوضات جنيف التي غادرها رئيس وفد المعارضة أسعد الزعبي وكبير مفاوضيها محمد علوش، تماشياً مع موقف المعارضة الاحتجاجي على النقص في إيصال المساعدات وخرق الهدنة السارية منذ 27 شباط (فبراير) الذي تحمل مسؤوليته لدمشق. وقال الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بافل كشيشيك إن قافلة مساعدات من 65 شاحنة تحمل مواداً غذائية وأدوية ومعدات طبية دخلت إلى منطقة الرستن في ريف حمص الشمالي، حيث يعتقد أنه يعيش حوالى 120 ألف شخص.

وفي إطار خطة برعاية الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري، أجلت الأمم المتحدة في شكل متزامن الأربعاء 500 جريح ومريض وعائلاتهم من مناطق تحاصرها الفصائل المقاتلة أو قوات النظام، وهي الزبداني ومضايا في ريف دمشق (محاصرتان من النظام) والفوعة وكفريا (محاصرتان من المعارضة) في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد.

ميدانياً، سلم 50 عنصراً نظامياً أنفسهم إلى الأكراد في القامشلي، إثر تجدد المعارك العنيفة بين الطرفين لليوم الثاني على التوالي، وفق «المرصد السوري لحقوق الانسان» ونشطاء. وأفادوا أمس بمقتل حوالى 25 مقاتلاً من الطرفين.

وأعلن الجيش الروسي انتهاء أعمال نزع الألغام من موقع تدمر الأثري بعد شهر من استعادة الجيش النظامي السيطرة عليه نهاية آذار (مارس) الماضي من عناصر «داعش»، الذين زرعوا الألغام والمتفجرات في أنحاء المدينة الاثرية.

 

«داعش» يتقدم في دير الزور … وتوتر بين النظام والأكراد في القامشلي

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

ارتفع إلى 62 مدنياً عدد القتلى الذي سقطوا بغارات الطيران السوري في مناطق عدة أول من أمس، في أعلى حصيلة منذ إعلان الهدنة، في وقت اندلعت أمس مواجهات بين القوات النظامية والأكراد شرق سورية، إضافة إلى سيطرة «داعش» على أحد أحياء دير الزور شرق البلاد.

وسيطر «داعش» مساء الثلاثاء على أحد أحياء مدينة دير الزور في شرق سورية وأصبح على مقربة من مطار المدينة العسكري الذي تسيطر عليه قوات النظام، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي أضاف أن التنظيم المتطرف تمكن «من السيطرة على كامل حي الصناعة في مدينة دير الزور عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها».

وتدور اشتباكات حالياً يرافقها قصف من طائرات حربية عند «أطراف حي الطحطوح الذي يفصل بين حيي الصناعة وهرابش القريب من مطار دير الزور العسكري».

ويسيطر التنظيم منذ العام 2013 على الجزء الأكبر من محافظة دير الزور وحقول النفط الرئيسية فيها والتي تعد الأكثر إنتاجا في سورية. ويسعى منذ أكثر من عام للسيطرة على كامل المحافظة حيث لا يزال المطار العسكري وأجزاء من مدينة دير الزور تحت سيطرة قوات النظام.

وإثر تقدم حققه في كانون الثاني (يناير) الماضي، بات التنظيم المتطرف يسيطر على 60 في المئة من مدينة دير الزور، وتدور منذ ذلك الحين اشتباكات متقطعة بين الجهاديين وقوات النظام السوري.

ويشدد التنظيم منذ مطلع العام 2015 حصاره على الأحياء التي لا تزال بأيدي قوات النظام في وسط المدينة وغربها وجنوب غربيها حيث يعيش نحو 200 ألف شخص في ظروف إنسانية صعبة، ويتم إدخال مساعدات ومواد غذائية إليهم عن طريق المهربين أو جواً بواسطة المروحيات التابعة لقوات النظام أو لروسيا.

ونجحت الأمم المتحدة للمرة الأولى الشهر الحالي بإلقاء مساعدات غذائية من الجو على الأحياء المحاصرة في المدينة.

في مدينة حلب في شمال سورية، قتل سبعة مدنيين، وفق «المرصد»، مساء الثلثاء في قصف لطائرات حربية يرجح أنها سورية، استهدف حي صلاح الدين الذي يربط الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة بالأحياء الغربية التي تسيطر عليها قوات النظام.

وفي الحسكة قرب دير الزور، قال مسؤول من «وحدات حماية الشعب» الكردية لـ «رويترز»، إن اثنين من أفراد قوة الأمن الكردية السورية المعروفة باسم أسايش، قتلا بعد أن استهدفتهما القوات الحكومية السورية في بلدة القامشلي. وذكر أن القوات السورية استهدفت دورية لقوات «أسايش» الكردية في القامشلي وقتلت اثنين من أفرادها. وقال «المرصد السوري» إن اثنين من أفراد أسايش قتلا وأصيب ثلاثة آخرون.

واندلع القتال بعد أن أوقفت قوات أمنية كردية سيارة فيها ضابط من قوات الدفاع الوطني السورية في وقت ما خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة. وقال «المرصد» إن الوضع في القامشلي متأزم وإن المتاجر أغلقت أبوابها.

ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الجيش النظامي السوري.

الى ذلك، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي، إن من المُرَجح أن تكون القوات الحكومية السورية هي التي شنت ضربات جوية أسفرت عن مقتل عشرات في سوق مُزدحمة في منطقة يُسيطر عليها معارضون في شمال غرب البلاد. وأضاف: «نما إلى علمنا أن من المرجح جداً أن تكون قوات النظام (هي من فعل ذلك).. لكن المعلومات ما زالت ترد».

وأضاف كيربي: «ما زلنا نعتقد أن وقف القتال ما زال قائماً.. وأنه متماسك إلى حد بعيد.. لكن من المهم الإبقاء عليه». وتابع: «بالتأكيد لن أحاول أن أُثنيكم عن الاعتقاد بأن مزيداً من الانتهاكات حدثت في الأسبوع الأخير أو نحو ذلك… ولكنها أقل بكثير من المستوى قبل شهرين قبل تطبيق اتفاق وقف العمليات القتالية».

في باريس، قال ناطق وزارة الخارجية الفرنسية الأربعاء، إن فرنسا ترى أن الغارات الجوية على محافظة إدلب تظهر اندفاع الحكومة السورية «الطائش» نحو العنف وأنها لا تعتزم السعي من أجل التوصل إلى حل سياسي للصراع. وأضاف رومان نادال في إفادة إلكترونية يومية: «فرنسا قلقة من زيادة انتهاكات وقف إطلاق النار وهجمات النظام على المدنيين في سورية. يوضح القصف في معرة النعمان… من جديد الاندفاع الطائش الخطير للنظام ورفضه أي حل سياسي».

وقال «المرصد» أمس، إنه «تمكن من توثيق استشهاد 62 مواطناً مدنياً بينهم 10 أطفال ومواطنات قضوا جراء عدة مجازر نفذتها الطائرات الحربية في عدة محافظات سورية، خلال الـ24 ساعة الفائتة، والتي تعد أعلى حصيلة يومية لضحايا القصف الجوي، منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار ووقف العمليات العسكرية في الـ27 من شهر شباط (فبراير) الماضي». وتابع أنه «وثق 62 شهيداً مدنياً من ضمنهم 5 أطفال دون سن الـ18، و5 مواطنات فوق سن الثامنة عشرة قضوا في هذه الغارات والضربات الجوية، وتوزع الشهداء على الشكل التالي: في محافظة إدلب وثق المرصد استشهاد 39 مواطناً بينهم طفلان اثنان و 4 مواطنات جراء مجزرة نفذتها الطائرات الحربية في مدينة معرة النعمان، و7 مواطنين بينهم طفل استشهدوا جراء استهداف الطائرات الحربية لمناطق في بلدة كفرنبل وتنفيذها مجزرة فيها»، فيما «وثق استشهاد 7 مواطنين في قصف جوي استهدف مناطق سيطرة الفصائل في حي صلاح الدين بمدينة حلب، كذلك استشهد 3 مواطنين في غارات استهدفت مدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» بريف حلب الشمالي الشرقي، بالإضافة لرجل ومواطنة استشهدا جراء قصف للطائرات الحربية على أماكن في منطقة الحولة بريف حمص الشمالي، وشقيقان اثنان استشهدا جراء ضربات جوية على مناطق في قرية المصيطبة بريف حماة، وطفل وطفلة استشهدا جراء قصف الطيران الحربي لمناطق في قرية الحسينية بريف دير الزور الغربي».

الى ذلك، قال «المرصد» إنه وثق «تنفيذ طائرات نظام بشار الأسد الحربية والمروحية، 53017 غارة على الأقل، خلال 18 شهراً واستهدفت البراميل المتفجرة والغارات، مئات المزارع والتجمعات والبلدات والقرى والمدن السورية، في معظم المحافظات السورية»، لافتا إلى مقتل «عشرة آلاف مدني سوري بينهم ما يزيد عن 3600 طفل ومواطنة» بغارات روسية وسورية.

 

جنيف يُعاود الأسبوع المقبل رغم مغادرة المعارضة قلق أميركي من نقل روسيا مدفعية إلى حلب

جنيف – موسى عاصي

مع مغادرة كامل أعضاء وفد الهيئة العليا للمعارضة السورية جنيف، يكون الستار قد سدل على هذه الجولة من الحوار السوري التي كانت من الأكثر تعقيداً منذ بدء المحادثات في نهاية كانون الثاني الماضي.

وكان آخر المغادرين رئيس الوفد اسعد الزعبي الذي أعلن ان الوفد لن يعود الى جنيف إلا مع تحقيق الشروط الثلاثة: ايصال المساعدات الانسانية، واعادة العمل بشروط الهدنة التي بدأت في 27 شباط الماضي، والبدء جدياً بالبحث في عملية الانتقال السياسي.

أما كبير المفاوضين محمد علوش، فقد توجه مباشرة الى رئيس الوفد الحكومي السفير بشار الجعفري قائلاً: “اذا أراد أن يشكل حكومة وحدة وطنية فليطلق بداية سراح الـ10 آلاف امرأة من السجون”.

في المقابل، لا يزال الوفد الحكومي يصر على استكمال المحادثات من دون وفد الهيئة العليا للمعارضة على أساس “أن في جنيف وفود معارضة أخرى وعلى الامم المتحدة استكمال العملية الحوارية وعدم التوقف عند غياب طرف من الاطراف”.

ويعقد المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا جلسة جديدة اليوم مع الوفد الحكومي يطلعه خلالها على ما آلت اليه الاتصالات التي تجريها موسكو وواشنطن ومجموعة العمل الدولية، على أن يعلن بعد الظهر قراره الأخير بالنسبة إلى مصير هذه الجولة وخططه للجولة المقبلة.

وقالت أوساط ديبلوماسية تتابع المحادثات والاتصالات، إن الجانب الروسي مارس خلال الساعات والايام الأخيرة ضغوطاً ملحوظة على دمشق في الجانب الانساني، وإن هذه الضغوط نجحت في فتح الطرق أمام مزيد من قوافل المساعدات الى المناطق المحتاجة، وأخرجت 516 شخصاً حالهم الصحية صعبة من مناطق كمضايا والمعضمية والزبداني وكفريا والفوعا، استناداً إلى الوسيط دو ميستورا، الذي عقد مؤتمراً صحافياً بعد لقائه مجموعة العمل الانسانية صرح فيه بأن فريقاً من الامم المتحدة دخل للمرة الاولى له مدينة داريا.

وتراهن الاوساط الاممية على نجاح جهود موسكو وواشنطن وتتوقع إذا سارت الامور بشكل جيد أن تعاود المحادثات الاسبوع المقبل.

وفعلاً أعلن دو ميستورا في وقت متقدم أمس خلال مقابلة مع تلفزيون سويسري أن محادثات جنيف ستتواصل الأسبوع المقبل. وتحدث عن مقتل 400 ألف شخص في الحرب السورية و”يجب أن ننهي هذه المأساة”.

واتهمت اوساط مقربة من الجانب الروسي تركيا بمحاولة إحباط محادثات جنيف وأن أنقرة تطالب بأن تكون الى جانب روسيا والولايات المتحدة، كطرف على قدم المساواة معهما في ادارة العملية السياسية السورية.

ونقلت وكالة “تاس” الروسية الرسمية عن ناطق باسم الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد اجتماعا لمجلس الأمن الداخلي عبر خلاله عن قلقه من “التدهور الخطير للموقف” في محادثات السلام السورية في جنيف.

 

القامشلي

وأفاد مسؤول كردي سوري إن أكثر من 21 من أفراد القوات الموالية للحكومة قتلوا في اشتباكات مع قوات الأمن الكردية بشمال شرق سوريا مما وسع سيطرة الأكراد على مدينة على الحدود مع تركيا.

وقال إن خمسة من أفراد قوة الأمن الداخلي الكردية “الأساييش” قتلوا أيضاً. وأشار الى إن هذه الاشتباكات الثانية الأعنف بين القوات الحكومية والقوات الكردية منذ بدء الصراع في سوريا عام 2011.

وتسعى الجماعات الكردية الرئيسية وحلفاؤها إلى إنجاز خطط خلال ستة أشهر من أجل إقامة نظام سياسي فيديرالي يتمتع بحكم ذاتي في شمال سوريا وهي تمضي في ذلك على رغم اعتراضات حكومات أجنبية تخشى تفكك سوريا.

وفي تطور ايجابي على صعيد ايصال المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة في سوريا، صرح الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر بافل كشيشيك بان قافلة مساعدات من 65 شاحنة تحمل مواد غذائية وأدوية ومعدات طبية دخلت منطقة الرستن في ريف حمص الشمالي.

 

قلق أميركي

في غضون ذلك، قال مسؤول أميركي إن روسيا تعيد نشر المدفعية في شمال سوريا بما يشمل مناطق قرب مدينة حلب في خطوة تزيد المخاوف الأميركية مما تعتزم القوات السورية المدعومة من روسيا القيام به لاحقاً.

ويقول مسؤولون أميركيون إنه على رغم سحب روسيا نحو نصف مقاتلاتها منتصف آذار، فقد احتفظت الى حد كبير بقدراتها العسكرية داخل سوريا ولا تزال قوة عسكرية مؤثرة لدعم الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال محللون إن الكرملين غيّر فقط طبيعة وجوده في سوريا ولم يقلص قوته العسكرية وذلك من خلال الاعتماد بصورة متزايدة على طائرات الهليكوبتر لدعم الجيش السوري.

وقال المسؤول الأميركي الذي طلب عدم ذكر اسمه إن إعادة نشر المدفعية وبعض القوات قرب حلب جاء عقب استعادة القوات الحكومية مدينة تدمر من أيدي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

 

نتنياهو ناقش الملف السوري مع بوتين: الجولان خط أحمر ونعمل لمنع جبهة ضدنا

المصدر: (و ص ف، رويترز)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس في مستهل محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين إن مرتفعات الجولان “خط أحمر” بالنسبة الى إسرائيل ولا بد أن تظل جزءاً منها.

وأضاف: “نبذل قصارى جهدنا لمنع ظهور جبهة إرهاب إضافية ضدنا في مرتفعات الجولان”. وأوضح انه جاء إلى موسكو للبحث في التنسيق العسكري بين البلدين على نحو أوثق لتجنب حوادث عارضة.

ونقل عنه مكتبه الاعلامي ان “اسرائيل حددت خطوطاً واضحة لضمان أمنها”، مشيراً الى “اننا نعمل باقصى قدراتنا لمنع انتقال اسلحة متطورة من ايران وسوريا الى حزب الله اللبناني”. وأضاف: “نعمل لمنع تشكل جبهة ارهابية اضافية في هضبة الجولان”.

وفي وقت سابق، رفض الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف التعليق على تصريح نتنياهو عن الجولان الاحد الماضي بعدما ندّدت به جامعة الدول العربية ودمشق.

وقد زار نتنياهو موسكو بعد أيام من زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للعاصمة الروسية حيث استقبله ايضاً بوتين.

وكان نتنياهو اصطحب خلال زيارته الاخيرة لموسكو في أيلول 2014 حين بحث كذلك مع بوتين في الملف السوري، كلاً من رئيس أركان الجيش الاسرائيلي الجنرال غدي ايزنكوت ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الجنرال هرتسل هاليفي.

 

موسكو تنفي اعتراض طائرات اسرائيلية فوق سوريا

نفت موسكو، الجمعة، المزاعم الإسرائيلية عن أن طائرات روسية اعترضت مقاتلات اسرائيلية في الأجواء السورية.

وكانت صحيفة “يديعوت احرونوت”، أوسع الصحف الإسرائيلية انتشاراً، ذكرت أن القوات الروسية في سوريا “أطلقت النار مرتين على الأقل على طائرات عسكرية إسرائيلية ما دفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للسعي إلى تحسين التنسيق المتعلّق بالعمليات مع موسكو”.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الأنباء التي نشرتها صحف إسرائيلية، عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث مع نتنياهو خلال زيارة الأخير إلى موسكو، موضوع حوادث اعتراض على الحدود السورية الإسرائيلية “بعيدة كل البعد عن الحقيقة”.

وأكد بيسكوف أن مباحثات بوتين مع نتنياهو كانت “مفيدة ومستفيضة”، مشيراً إلى أن قضايا كالأزمة السورية، والتسوية في الشرق الأوسط، والتعاون الاقتصادي، والعلاقات الثنائية، تصدّرت هذه المباحثات.

وكانت الصحيفة الإسرائيلية ذكرت أن مقاتلات روسية “أقلعت، مرتين على الأقل في الأسابيع الماضية، من أجل اعتراض طائرات حربية إسرائيلية في أجواء سوريا”.

ولم يذكر تقرير الصحيفة، الذي لم يُنسب لمصادر، توقيت أو أماكن وقوع الحوادث أو أي مؤشرات على إصابة الطائرات الإسرائيلية.

وتدخّلت موسكو عسكرياً في سوريا في أيلول الماضي لدعم دمشق في خضم صراع بدأ قبل خمسة أعوام.

وفي السياق، أعلنت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أن طائرة روسية “اقتربت” من طائرة حربية إسرائيلية في أجواء البحر المتوسط قبالة شواطئ سوريا الأسبوع الماضي “لكن لم يحدث اتصال بينهما”.

ورفض متحدث عسكري إسرائيلي التعليق. ولم يرد على الفور مكتب نتنياهو والسفارة الروسية في إسرائيل.

وخلال لقاءه بوتين في موسكو الخميس، قال نتنياهو إنه جاء إلى موسكو لبحث “التنسيق العسكري بين البلدين على نحو أوثق لتجنّب وقوع حوادث عرضية، وسوء فهم ومواجهات غير ضرورية.”

وذكرت “يديعوت أحرونوت” أن الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين كان أول من أثار قضية فتح قوات روسية النار على طائرات إسرائيلية مع بوتين حين زار موسكو في 15 آذار الماضي.

وذكرت الصحيفة أن الرئيس الروسي ردّ حينها بأن لا علم له بهذه الحوادث.

 

(“موقع السفير”، “يديعوت احرونوت”، “روسيا اليوم”، رويترز)

 

بارزاني يوجه باستقبال جرحى مدينة القامشلي السورية في مستشفيات اقليم كردستان

اربيل- د ب أ- وجه مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان الجمعة باستقبال جرحى مدينة القامشلي السورية في مستشفيات الاقليم.

جاء ذلك في بيان اصدرته رئاسة إقليم كردستان الجمعة.

وطالب بارزاني، بحسب البيان، “من جميع المؤسسات المعنية القيام باللازم وتقديم كل أنواع المساعدة للأشخاص المصابين من مدينة قامشلي”.

وما تزال الاشتباكات متفاوتة العنف مستمرة بين وحدات حماية الشعب الكردي وقوات الأسايش ووحدات مكافحة الإرهاب من جانب، وقوات النظام وقوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين لها من جانب آخر.

واشار المرصد السوري الجمعة إلى أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل أكثر من سبعة عناصر من قوات النظام والموالين لها، حيث تتحفظ قوات الأسايش والوحدات الكردية على جثثهم.

وأفاد المرصد أنه لا توجد معلومات مؤكدة عن عدد الخسائر البشرية في صفوف القوات الكردية خلال الاشتباكات.

 

الجعفري يتهم قطر وتركيا والسعودية برعاية الإرهاب في سوريا ويؤكد: الحكومة ستعود للمحادثات الاثنين

جنيف- رويترز- قال وفد الحكومة السورية في جنيف الجمعة إنه بحث القضايا الإنسانية مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة وسيجتمع معه مجددا يوم الاثنين.

وكان رئيس وفد الحكومة بشار الجعفري يتحدث إلى الصحفيين في جنيف عقب محادثات مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا بعد أن علقت الهيئة العليا للمفاوضات الممثل الرئيسي للمعارضة مشاركتها في المحادثات الرسمية وغادرت المدينة السويسرية.

واتهم الجعفري قطر وتركيا والسعودية برعاية الإرهاب في سوريا وندد بالعقوبات غير القانونية التي تفرضها القوى الكبرى على بلاده.

وأضاف أن هذا يشمل مقاطعة البنوك السورية ومنع الاستثمار في سوريا مشيرا إلى أن الاستثمار الوحيد في سوريا على ما يبدو هو الاستثمار في الإرهاب وقال إن هذا يبدو مشروعا ناجحا.

ولم يتلق أسئلة من الصحفيين.

 

مقتل 14 مدنيا على الأقل بغارات جوية لقوات النظام على حلب في شمال سوريا

حلب- أ ف ب- قتل 14 مدنيا على الاقل وجرح العشرات الجمعة اثر غارات جوية على احياء خاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة في حلب بشمال سوريا حسبما اشار الدفاع المدني لوكالة فرانس برس.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، من جهته، ان الغارات قام بها سلاح الطيران السوري مشيرا إلى مقتل 10 اشخاص خلال الغارات.

وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان الغارات استهدفت عدة احياء في شرق المدينة حيث سمعت صفارات سيارات الاسعاف طوال ساعات الصباح.

في حي بستان القصر، أحد اكثر الاحياء السكنية كثافة في المدينة، استهدفت الغارة بناء من خمسة طوابق. ويقوم رجال من الدفاع المدني بالبحث عن ضحايا محتملين محتجزين تحت الانقاض، بحسب مراسل الوكالة.

وقتل في الغارات، التي استهدفت الحي، سبعة اشخاص وجرح ثمانية اخرون فيما قتل مدنيان وجرح ثمانية اخرون في حي المشهد، بحسب الدفاع المدني.

كما افاد مصدر الدفاع المدني عن مقتل خمسة مدنيين في حي صالحين.

ومنذ العام 2012، شهدت حلب معارك شبه يومية بين الفصائل المقاتلة في الاحياء الشرقية وقوات النظام في الاحياء الغربية، تراجعت حدتها بعد اتفاق وقف الاعمال القتالية.

ومدينة حلب مقسمة منذ العام 2012 بين احياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المقاتلة واخرى غربية واقعة تحت سيطرة النظام.

وتتنوع في محافظة حلب الجبهات واطراف النزاع، اذ تخوض قوات النظام معارك ضد جبهة النصرة والفصائل المقاتلة المتحالفة معها في ريف حلب الجنوبي والمناطق الواقعة شمال مدينة حلب. كذلك، تدور معارك بين تنظيم الدولة الاسلامية وقوات النظام في ريف حلب الجنوبي الشرقي، واخرى بين التنظيم المتطرف والفصائل المقاتلة قرب الحدود التركية في اقصى ريف حلب الشمالي.

وعادت اعمال العنف في اطراف حلب منذ نحو ثلاثة اسابيع بعد ان سادها الهدوء منذ تطبيق وقف اطلاق النار في نهاية شباط/ فبراير بين القوات النظامية والفصائل المقاتلة، وبخاصة في شمال المدينة ما دفع بالاف السكان الى الخروج من منازلهم.

وافاد المرصد عن مقتل 6 اشخاص على الاقل الاحد اثر غارات شنها سلاح الجو السوري على احياء المعارضة في حلب فيما قتل سبعة اخرون الاربعاء في غارات مماثلة استهدفت الاحياء الشرقية للمدينة.

وتشهد سوريا نزاعا داميا بدأ في اذار/ مارس 2011 بحركة احتجاج سلمية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، ثم تطورت لاحقا الى حرب متشعبة الاطراف، اسفرت عن مقتل اكثر من 270 الف شخص وتسببت بدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

 

أوباما يطمئن دول الخليج على ملفّات المنطقة… ويطالبها بحوار مع إيران

قال إن الأسد لن يبقى في السلطة ودعا لدعم العراق وعدم ترك لبنان لـ«حزب الله»

الرياض – «القدس العربي»: انتهت القمة الأمريكية – الخليجية الثانية يوم أمس في الرياض بعدم موافقة السعودية على إجراء أي حوار مع إيران، كما طلب الرئيس الأمريكي باراك اوباما خلال القمة أمس، وخلال محادثاته مع العاهل السعودي الملك سلمان أول أمس.

وافادت مصادر خليجية قريبة من القمة أن الرئيس الأمريكي حثّ السعودية وحليفاتها الخليجيات على استعادة دورها ونفوذها في لبنان وعدم تركه تحت سيطرة «حزب الله»، في وقت طلب فيه الوفد البحريني في القمة من واشنطن العمل على تأييد استصدار قرار من مجلس الأمن بإدراج «حزب الله «على قائمة الإرهاب.

وأعطت القمة الأمريكية الخليجية، وقبلها المحادثات السعودية الأمريكية، نوعا من التطمينات الأمريكية للمملكة وحليفاتها الخليجيات حول استمرار الولايات المتحدة بتقديم الدعم العسكري والأمني لتعزيز القدرات العسكرية للحلف الخليجي الذي تقوده السعودية على الصعيد الثنائي والصعيد الجماعي، بل والمشاركة الأمريكية العسكرية في مواجهة أي مخاطر إيرانية تخشى منها الدول الخليجية.

وقد أصرت السعودية على أن الحوار مع إيران يعتمد على حسن سياستها. وقد جاء في البيان المشترك للقمة الخليجية – الأمريكية أن عودة العلاقات مع إيران تتوقف على وقف ممارساتها وتدخلاتها في دول المنطقة.

البيان حمل إدانة قوية مشتركة لـ»دعم إيران للجماعات الإرهابية في سوريا واليمن والبحرين»، وأكد على إجراء مناورات عسكرية مشتركة في آذار/ مارس 2017، ورحب بجهود العراق لتخفيف الاحتقان الطائفي وإجراء مصالحة بين مكونات الشعب العراقي.

وقال إن واشنطن عرضت إجراءات إضافية لدرء خطر الصواريخ الإيرانية. وطالب بضرورة التيقظ لمساعي إيران لزعزعة المنطقة، وتقوية قدرة دول الخليج على مواجهة الأخطار الداخلية والخارجية، وتأكيد اتفاقات الدفاع المشترك ضد أي خطر. وأكد البيان على زيادة تبادل المعلومات بشأن الأخطار الإيرانية في المنطقة.

الرئيس الأمريكي أظهر تفهما للمخاوف الخليجية من إيران ومن سياستها في المنطقة. ولفت النظر في مؤتمره الصحافي الذي عقده عقب انتهاء أعمال القمة إلى «أن الجميع يتفق على وجوب دحر الاستفزازات الإيرانية وأن تخضع إيران للمساءلة والمحاسبة إذا ما قامت بتصرفات تخالف الأنظمة الدولية»، ولكنه دعا إلى الدخول في حوار للتخفيف من حدة التوتر وتحديد السبل التي تكون فيها إيران أكثر اعتدالاً وعقلانية، وأن تتفاوض مع الدول في المنطقة ومع دول الجوار لكي لا يكون هناك توتر وتقاتل عبر الوكلاء في المنطقة. وقال الرئيس الأمريكي «هناك الكثير من انعدام الثقة متراكم بسبب الاستفزازات الإيرانية، الناس يتوخون الحذر ويريدون التأكد من أنه ما من أحد يخدعنا حول ما قد تفعله إيران لإثارة المشاكل والفتن في الدول الأخرى».

وقد بدت السعودية مطمئنة إلى استمرار الولايات المتحدة في مواصلة التزاماتها العسكرية في المنطقة لاسيما على صعيد الحفاظ على أمنها وحمايتها أو على صعيد تعزيز القدرات العسكرية الخليجية تسليحا وتدريبا.

ووفق مصادر سعودية فقد بدا أن الولايات المتحدة متفقة مع الرياض حول «الخيارات العسكرية البديلة» لانهيار اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا وفشل مفاوضات جنيف لحل الأزمة السورية. وقدم الرئيس الأمريكي تطمينات للرياض بأن إدارته لا يمكن أن تقبل بأي تسوية لحل سياسي للأزمة السورية تتضمن بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة مستقبلا، وهذا ما جدد الرئيس التأكيد عليه في مؤتمره الصحافي حين أفاد «أنه تم خلال القمة التركيز على رحيل رئيس النظام السوري ليس فقط لأنه قتل شعبه وقصفهم بالبراميل المتفجرة وقصف النساء والأطفال، بل أيضا لأنه من الصعب أن يتصور المرء بأنه سيكون على رأس حكومة ينظر إليه فيها على أنه شرعي ومشروع».

وحث الرئيس الامريكي السعودية ودول الخليج العمل على مساعدة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في مواجهة التحديات التي يعانيها العراق وأولها حربه «التي يحقق فيها تقدما ضد تنظيم الدولة الإسلامية «، مؤكدا أن الرئيس العبادي حليف وشريك «جيد» للولايات المتحدة.وفي المقابل استمع أوباما لشكوى خليجية من النفوذ الإيراني في العراق ومن دور ميليشيات الحشد الشعبي في قمع السنة هناك.

وصف مسؤول خليجي نتائج القمة الخليجية الثانية مع الرئيس الأمريكي بأنها «أيجابية» رغم أنه لا يزال هناك «نوع من الشعور بعدم الارتياح» عند السعودية من مواقف الرئيس السياسية تجاه إيران.

 

سوريا: المعارضة تغادر جنيف… والمفاوضات تنهار

خمسون عنصرا من قوات النظام يستسلمون للأكراد في القامشلي

جنيف ـ واشنطن ـ»القدس العربي» من حسين الزعبي وتمام البرازي ووكالات: قال مصدر قريب من الهيئة العليا للمفاوضات، أمس الخميس، إن كل أعضاء وفد المعارضة السورية الذي يدعمه الغرب في محادثات السلام سيغادرون جنيف بحلول اليوم الجمعة.

وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم نشر اسمه أيضا، إن الوفد تلقى تعليمات من المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب بمغادرة المحادثات بحلول الجمعة.

وأضاف «أشعر بالأسى وأعتقد أن هذا خطأ… سيكون من الصعب للغاية إيجاد حجة لعودتهم في ضوء الوضع على الأرض ويعلم النظام الآن أن القصف سيضمن استمرار بقائهم بعيدا». وقال الدبلوماسي إن جهودا لا تزال تبذل لإقناع المسؤولين بالبقاء في جنيف لكن هذا يبدو مستبعدا.

و قال محمد علوش مفاوض المعارضة السورية، الذي يمثل جماعة «جيش الإسلام» المعارضة، أمس الخميس، إنه لا يمكن استئناف محادثات السلام في جنيف إذا لم توقف الحكومة «المذابح» وتطلق سراح آلاف السجناء.

وقبل أن يغادر محادثات جنيف قال علوش موجها حديثه لمفاوض الحكومة بشار الجعفري إنه إذا كان يريد حكومة وحدة وطنية حقيقية فعليه أولا إطلاق سراح عشرة آلاف سيدة في السجون وعشرات الألوف من السجناء.

وأضاف أنه يتعين عليه كذلك وقف «المذابح» التي ترتكب كل يوم وبعد ذلك ربما يمكن استئناف المحادثات.

وبرز اتجاه لإقناع المعارضة السورية بوجوب عدم الانسحاب من المفاوضات لأن البديل جاهز من المعارضات اللينة تجاه النظام، والتي أعربت عن استعدادها للدخول فيما يطرحه النظام من حكومة وطنية، خاصة أن الرؤية الامريكية للمرحلة الانتقالية تصر على عدم إلغاء الحكومة السورية والحفاظ على القوى الأمنية.

وردت الخارجية الأمريكية على دعوة وفد النظام السوري في جنيف إلى تأييد انسحاب وفد المعارضة السورية حتى يتم تشكيل حكومة وطنية تشمل المعارضة الأخرى والنظام بالقول «إننا ما زلنا ملتزمين بثبات باستخدام عملية جنيف لتعريف الحكومة الانتقالية وتحديد شكلها».

وأضاف جون كيربي الناطق باسم الخارجية الامريكية أنه «كما حدد دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة أن هذه الجولة للمفاوضات هي حول عملية الانتقال السياسي وشكل الحكم الانتقالي ويجب أن يتفق الطرفان حولها ولا يمكن فرضها من قبل أي فريق قبل بدء المباحثات».

وشرح كيربي «في أي عملية انتقالية لا بد من إبقاء بعض مؤسسات الحكومة السورية للحفاظ على الاستقرار في البلاد، وعملية الانتقال عملية صعبة وقد تكون غير مضمونة، ويمكن أن تؤدي إلى نتائج غير متوقعة، ويجب الابقاء على القوى الأمنية بطريقة ما وهذا لا يعني ان تبقى تحت قيادة بعض الأفراد، أي لا نمزق جذور الحكومة أثناء المرحلة الانتقالية، وأي دور للاسد يجب أن يقرره الطرفان في المفاوضات، ولكن الأسد لا يمكن أن يبقى لأمد بعيد ولا مكان له في مستقبل سوريا، ولهذا لا بد من إجراء انتخابات يشترك بها المهجرون الذين هربوا من سوريا وهم لا يمكن ان يصوتوا إلا ضد الأسد، ولقد تعلمنا من درس العراق أي لا يمكن إلغاء الحكومة وفقط يمكن تغيير المناصب في وزارة الداخلية والدفاع او المؤسسات الأمنية او حتى وزارة الكهرباء والمياه والزراعة، ونريد من الطرفين المعارضين أن يقررا وليس أعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا». الجدير بالذكر أن الروس وإيران يؤيدان طرح النظام لحكومة الوحدة الوطنية في سوريا.

جاء ذلك فيما سلم 50 عنصرا من قوات النظام السوري أنفسهم للمقاتلين الأكراد في مدينة القامشلي في شمال شرق سوريا إثر تجدد المعارك العنيفة بين الطرفين لليوم الثاني على التوالي، وفق ما أفاد مصدر.

وأسفرت الاشتباكات المستمرة، وهي الأعنف بين قوات النظام وقوات الأمن الكردية (الأساييش)، منذ الأربعاء عن مقتل 16 شخصا بينهم مدنيان، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مصدر أمني «منحت الأساييش قوات النظام السوري حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا لتسليم أنفسهم في سجن علايا، وحين انتهت المهلة، اقتحمت السجن حيث دارت اشتباكات عنيفة».

وأضاف ان «50 عنصرا من قوات النظام سلموا أنفسهم للأساييش التي تمكنت من السيطرة على السجن».

وأكد المرصد السوري سيطرة قوات الأساييش على السجن، وتسليم «العشرات من قوات النظام أنفسهم». واندلعت الأربعاء معارك بين الأساييش وقوات النظام السوري إثر إشكال عند حاجز في المدينة.

 

لا يمكن لأمريكا فك ارتباطها مع الشرق الأوسط… مصالحها ومسؤوليتها في العالم تفرض عليها البقاء

مستشار سابق للرئيس: كان على أوباما ضرب سوريا… وعندما تضع دولة عظمى خطاً أحمر فيجب عدم تجاوزه

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: هل تردد الرئيس الأمريكي في المضي قدماً بتنفيذ وعيده ضد النظام السوري عندما اجتاز «الخط الأحمر» في آب/أغسطس 2013 خوفاً من إغضاب إيران وإفشال المحادثات معها حول ملفها النووي؟ سؤال طرحه الكثير من المشككين في الاتفاق النووي من صقور واشنطن وحلفائها في المنطقة مثل السعودية ودول الخليج.

ولكن المستشار السابق للرئيس لشؤون الشرق الأوسط فيليب غوردون يجيب أن هذا النقد غير صحيح.

وقال في مقابلة أجراها معه جيفري غولدبيرغ في مجلة «ذا أتلانتك» إن «هذا نقد زائف، ففي السنوات التي خدمت فيها في البيت الأبيض وكنت أعمل على الموضوعين نفسهما – إيران وسوريا- لم أشاهد دليلاً.

والأهم من هذا فأنت لا تريد شرحاً لماذا لم يكن الرئيس يرغب بالتورط في وحل سوريا. والجواب الأسهل هو ـ نظرية ريزر أوكام- فهي تصلح هنا فأنت لست بحاجة إلى شرح غير عادي للسبب الذي يدعو الرئيس لعدم التورط في حرب بالشرق الأوسط. فقد كان هذا مبدأً جوهرياً في السياسة الخارجية، وأعتقد أنك لست بحاجة لإيران كي تشرح سوريا. وبالإضافة لكل هذا فمن الناحية العملية لم أسمع هذا». و(تقوم نظرية أوكام وهو فيلسوف إنكليزي عاش في القرن الثالث عشر، على اختيار النظرية ذات الفرضيات الأقل من بين النظريات المتنافسة).

وأكد غوردون أن موضوع إيران لم يطرح في النقاشات التي حضرها واستمرت لمئات من الساعات.

مشيرا إلى أن الرئيس في اللقاءات المهمة قبل اتخاذ قراره للضربة العسكرية ناقش قائمة من الحاجيات من مثل الأساس القانوني لها وما هي تداعيات العملية الحربية والدبلوماسية وما إلى ذلك. ولم يقل الرئيس في أي مرحلة «حسناً لو قمنا بهذا فلا أعرف ماذا سيحدث للمفاوضات مع إيران».

قواعد اللعبة

وجاءت مقابلة غولدبيرغ في نقاشات مع غوردون الذي شغل منصب مستشار الرئيس لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي في الفترة ما بين 2013- 2015 حول المقابلة المهمة التي أجراها غولدبيرغ مع أوباما الشهر الماضي ونشرها تحت عنوان «عقيدة أوباما» والتي حاول فيها عرض الطريقة التي ينظر فيها الرئيس لمشاكل الشرق الأوسط والعالم.

ففي تلك المقابلة تحدث أوباما عن قرار التخلي عن ضرب سوريا بعد قيام بشار الأسد باستخدام السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية التي راح ضحيتها أكثر من 1.300 شخص. وفي المقابلة تحدث أوباما عن شعوره بالفخر لعدم المضي في الضربة العسكرية.

وفسر غولدبيرغ أن القرار هو تعبير عن موقف أوباما ومحاولته تحدي «قوانين اللعبة» في البيت الأبيض التي يرى أنها «معسكرة» بشكل مبالغ فيه ويستخدمها الرؤساء بشكل مفرط. ومع ذلك يرى غوردون أن رئاسة أوباما تظهر «صعوبة تحدي قوانين اللعبة، وفي حالته فالتحدي محدود. وعليه فهو يفتخر بأنه مستعد لمقاومة الضغط المحتوم عليه عندما يريد فعل أمور. ففي ليبيا فحدسه كان هو مقاومة الضغط. وكنت في حينه بوزارة الخارجية وأتذكر أنني ذهبت لنادي اللياقة في واحدة من الليالي التي كان هذا الأمر يناقش فيها. وشاهدت مقابلات مع سناتورات حول منطقة الحظر الجوي. وقلت لنفسي: سنذهب إلى هناك، فهذا هو قانون اللعبة في واشنطن. وأظهرت شبكة سي أن أن أشخاصاً يقتلون ونواباً يتحدثون عن ضعف الإدارة».

لا بد من قواعد اللعبة

ويرى غوردون أن الإدارة عادة ما تتبع قوانين اللعبة، مشيراً إلى أن الرئيس قرر نشر عدد مهم من القوات في أفغانستان وتحت ضغط ما يمكن اعتباره قوانينها.

وحتى في سوريا التي قدمها الرئيس على أنها أهم مثال لتحدي قوانين اللعبة «فقد تدخلنا في سوريا وانخرطنا في جهود تغيير النظام وقدمنا الدعم للمعارضة وعملنا مع الحلفاء في المنطقة لتحقيق هذه الأجندة».

ويضيف أن حدس الرأي العام قد يكون مختلفاً عما تفكر به مؤسسة السياسة الخارجية إلا أن هذا لا يكفي كي يغير أو يتحدى قواعد اللعبة، فهناك كونغرس ورأي عام وحلفاء وإعلام. ولا يعتقد المستشار السابق أن الرئيس يخادع نفسه ولكنه يعرف دينامية الأمور ويفهم أكثر من أي شخص آخر صعوبة تحدي قواعد اللعبة.

وسوريا هي أوضح مثال على هذا. ففي لقاءات «غرفة الأزمة» بالبيت الأبيض الوضع مختلف حيث يستمع الرئيس لما ينقله له وزير الخارجية عن ضغط الحلفاء بالمنطقة. ففي الحالة الليبية جاء الضغط من الحلفاء الأوروبيين ودول الخليج. وفي سوريا جاء الضغط من دول الخليج والاوروبيين. وفي الوقت نفسه ينقل مدير المخابرات ـ سي آي إيه ـ صورة أخرى عن الوضع الإنساني أما مدير الإتصالات فينقل لك رد فعل الإعلام والأمر نفسه يقول لك مستشارك لشؤون الكونغرس إن النواب يريدون تحركاً.

وهو ما يجعل ما يرغب بتحقيقه الرئيس وما تريده المؤسسة أمراً معقداً. ويعتقد غولدبيرغ أن غوردون رجل «موال» لرئيسه العدمي في نظرته لقدرة الولايات المتحدة على تغيير مسار الشرق الأوسط. ولهذا فقد عرف بما يمكن وصفه «بمبدأ غوردون» الذي يرى محدودية ما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة في المنطقة.

ومع ذلك فقد كان مخالفاً لموقف رئيسه من سوريا. فقد ظن أوباما أن تخليه عن الانتقام من النظام السوري هو بمثابة تحد لقواعد اللعبة. وبخلاف هذا يفهم غوردون أن «الدولة العظمى» عندما تقول شيئاً عليها تنفيذه.

ويعبر غولدبيرغ عن دهشته من معارضة المستشار السابق لقرار الرئيس المتعلق بسوريا خاصة أن غوردون معروف في دوائر الأمن القومي بتحذيره من مخاطر التورط الأمريكي فيها. وفي المقابلة سأل غولدبيرغ غوردون عن الخط الأحمر «بدون أن ننكر مظاهر قلق الرئيس عن المنزلق، فقد كان من السهل القول إنها ليست عن تغيير النظام في سوريا وليس عن التورط في حرب سوريا. ولكن عندما تقول الولايات المتحدة إنك لا تستطيع استخدام السلاح الكيميائي فأنت لا تستطيع».

وأضاف»أتقبل أن هناك مخاطر من الوقوع في منزلق لو استخدم السلاح الكيميائي مرة أخرى، ولكن الأسد هو الذي كان سيواجه هذا الخطر، وهذه هي الدينامية التي تواجهها. وعليه، فقد كان علينا أن نزرع في عقله أنه يخاطر باستمراره في امتحان صبرنا. ولا يصب هذا في مصحلتنا وبالتأكيد ليس في مصلحته. وقد كان هذا هدفاً محدوداً أكثر من تغيير النظام». و»أعتقد أنه من ناحية المصداقية والردع فعليك أن تكون مستعداً لعمل أشياء تكلفك».

ويرى مخالفون لموقف غوردون أن عدم المضي بالحملة العسكرية ضد سوريا أثبتت صحة حدس الرئيس خاصة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق على التعاون مع الولايات المتحدة لتفكيك الترسانة الكيميائية التي كان يملكها النظام السوري. إلا أن غوردون يرى أن الرئيس أوباما كان يمكنه الحصول على السلاح الكيميائي وإخراجه من سوريا لو نفذ تهديده بضرب النظام. ويفسر قائلاً «كما حصل فقد كنا محظوظين. وفي المرة المقبلة عندما نقول للبعض «هناك تداعيات لو تحركت» ولم نعن ما نقول. وأعتقد أن هناك تداعيات حصلت في أوروبا وآسيا، فمن ناحية المصداقية والردع يجب أن تكون جاهزاً لعمل أمور تكلفك».

الموقف من السعودية

وحول السعودية التي لا يكن الرئيس لها الحب وتشعر أن الرئيس يقوم بتغيير قواعد التعامل معها، أجاب غوردون «هذا مثال آخر حول صعوبة تحدي قوانين اللعبة» و»تظهر بصراحة السبب الذي نتمسك فيه بقواعد اللعبة، لأن سياسات معينة تصب في مصلحتنا. ومهما كان الرئيس يفكر عن السعودية فمن المهم أن يكون للولايات المتحدة علاقات قوية هناك وفي منطقة الخليج بشكل عام. ومهما كان يعتقد شخصياً فهو يتبع سياسات مضى عليها عقود بالحفاظ على علاقات قوية مع منطقة الخليج. ولو فكرت بهذا فماذا سيكون التحدي لقواعد اللعبة مع السعودية؟ هل هو تغيير النظام؟ رفض بيعهم السلاح؟ وهل سيؤدي هذا لنتيجة أفضل؟».

ويفسر غولدبيرغ تصريحات أوباما التي انتقد فيها السعوديين وغيرهم أنها «صرخة إحباط» ويجيب غوردون أن بقاء قوانين اللعبة لها أسبابها «حتى بالنسبة للرئيس الذي يحاول تحديها أكثر من غيره».

مع أن نقاده يقولون إنه تحداها أكثر من غيره كما يبدو في التحاور مع إيران «ولكنها الإستثناء التي تثبت القاعدة» فرغم شجاعة الرئيس فيما يتعلق بالإتفاق النووي إلا أن أمريكا لم تقم بعد علاقات دبلوماسية ولا تجارية مع طهران.

ومقارنة معها تقوم الولايات المتحدة بالتشارك في المعلومات الأمنية مع دول الخليج ولديها علاقات دفاع قوية وتشتري منهم النفط وتعقد معهم لقاءات وقمماً «ففكرة أن أوباما تحول نوعاً ما نحو إيران مبالغ فيها».

دروس ليبيا

وفي السياق نفسه يرى غوردون أن الدروس التي تعلمتها أمريكا من حروب الشرق الأوسط تحد من ما يمكن أن تعمله. فقد قال غوردون «في العراق تعلم الرئيس أن غزواً شاملاً يقود لتغيير النظام لا حظ له من النجاح. وتعلم في ليبيا تعلم أن تدخلاً جزئياً يفضي لتغيير النظام لا ينجح.

وفي سوريا تعلم أن الوقوف جانباً وعدم التدخل لا ينجح». ويفسر المستشار السابق قائلاً إن الرئيس في موقفه كان يحاول فهم الواقع والدعوة للتواضع في التعامل مع هذه المشاكل الكبيرة وأنه لا يوجد حل سهل وبسيط لها.

ولا يرى أن الإدارة الحالية والسابقة طبقت سياسات خطأ بقدر ما أنها كانت تتعامل مع واقع متغير. ففي ليبيا كانت هناك فرصة لتحقيق الإستقرار، على الأقل في المراحل الأولى بعد سقوط النظام «ولكنك عندما تبدأ بفهم أن الليبيين لا يريدوننا، وأنهم يعارضوننا بشراسة ويهتمون بمستقبل ليبيا أكثر مما نهتم فعليك أن تكون قلقاً حول وجود طريق وسط أو نقطة جميلة ناجحة».

ويشير لظروف البلد التي تمنع الاستقرارفقد دمرت مؤسساته على مدار 40 عاماً من الديكتاتورية الرهيبة وانقسم بناء على الخطوط القبلية والطائفية حيث يحاول لاعبون خارجيون متنافسون الإستفادة منها.

ومن هنا «فالاحتلال الخارجي ليس هو الحل وكذا تركهم يتعاملون مع «الوضع» ليس هو الحل. كما أن ترك الديكتاتور في مكانه ليس الجواب بسبب تداعيات بقائه.

وعليه علينا أن لا نتظاهر بوجود حل جيد في ليبيا وأن أوباما فشل بالعثور عليه. لكن أوباما لام حلفاءه البريطانيين والفرنسيين على ما حدث لاحقاً في ليبيا ووصفهم بمن يحبون «الركوب بالمجان» ويجيب غوردون أن العملية العسكرية في جوهرها كانت ناجحة ووفرت فيها الولايات المتحدة قدراتها العسكرية التي لا تتوفر لدى الدول الأخرى.

والجدل يدور حول تخلي الدول التي شاركت بالتخلص من القذافي وإصلاح الوضع. والمسألة بالنسبة لغوردون ليست بهذه البساطة فعندما لا يريدك السكان فلا تستطيع التظاهر أنك تحرص على بلادهم أكثر منهم.

ويذكر بالدرس الفرنسي في الجزائر (موضوع رسالته للدكتوراه) حيث ظلت فرنسا ملتزمة بالبقاء فيها ونشرت أكثر من 400.000 جندي هناك.

سياسة سوريا

ويطبق غوردون الموقف على سوريا التي تراوح فيها رد الإدارة بين «لو فعلنا» و «لم نفعل»، فرغم موقفه من قرار أوباما من «الخط الأحمر» إلا أنه كان من دعاة تخفيف حدة التصعيد حتى لو يتحقق هدف تغيير النظام.

وتحقيق تسوية سياسية في سوريا تظل هدفاً نبيلاً. ويعي غوردون ثمن الفشل في تحقيق تسوية وأثر هذا على مصداقية الولايات المتحدة وعلى أوروبا وسوريا. ويعي في الوقت نفسه دروس فيتنام وأنه لا يمكن التوقف في نصف الطريق. ورغم كل هذا فقد كان من داعمي ضربات محدودة ضد الأسد وهو ما اعتقده أوباما أيضاً الذي حذر في خطابه الذي ألقاه بروز غاردن بالبيت الأبيض عندما قرر نقل الملف للكونغرس من مغبة ترك الديكتاتوريين وأثر هذا على القوانين الدولية.

ولم يغير غوردون من موقفه حتى الآن «فنعم» للغارات ولكنه يتفهم في الوقت نفسه مخاوف الرئيس من مخاطر الإنزلاق في حرب طويلة في سوريا.

وأكد أن التدخل الأمريكي في سوريا لو تم لكان محدوداً ولتحقيق هدف محدد «وليس تغيير النظام» هناك. وفي هذا السياق يعتقد أن مجمل السياسة الأمريكية في سوريا تقوم «على سياسة لها حظ قليل من النجاح وبثمن مكلف».

وأن ثمن البحث عن تخفيف التصعيد والحل الدبلوماسي الذي لا يحقق الهدف النهائي- تغيير النظام هو أقل كلفة من مواصلة سياسة لا تحقق نجاحاً.

ويقول إن السياسة الأمريكية انتهت بهدف لا يمكن تحقيقه أو غير واقعي. ويعتقد أن الرئيس كان شاكاً في السياسة وإمكانية نجاحها. مع أنه لا يوافق غولدبيرغ على أن الرئيس «دعم سياسات لا يؤمن بها ولإظهار أنه كان يعمل شيئاً ما».

ويشير إلى أن الضغط لعمل شيء جاء من الحلفاء والإعلام والكونغرس وهو ما قاد لمواصلة سياسة لم تكن واقعية حسبما اعتقد الرئيس. ويقول المستشار السابق إن الولايات المتحدة انتهت بسياسة «تقوم على تأبيد النزاع ولكنها ليست كافية لحله». وهذا يذكر بالوضع في العراق حيث قررت إدارة جورج دبليو بوش بعد سياسات احتواء ومناطق حظر جوي أن الحل الأفضل هو الغزو وتغيير النظام واستبداله بآخر ليفشل الغزو.

وهو ما حصل في ليبيا نفسه التي واصل فيها النظام مجازره رغم تدمير طائراته. ويدعم غوردون استخدام القوة لتحقيق اهداف معينة ـ احتواء- فقد دعم حملة بيل كلينتون الجوية في كوسوفو. فبعد 76 يوماً وآلاف من الغارات خرجت القوات الصربية من كوسوفو وهو الهدف الذي كان الغرب يريد تحقيقه. ويعتقد أن عملية محدودة مثل هذه ليست ممكنة في سوريا إن كان الهدف تغيير النظام.

لسنا مسؤولين عن مشاكل المنطقة

وعليه يتفهم شكوك الرئيس أوباما حول ما يمكن تحقيقه في الشرق الأوسط. فالمنطقة تمر بتحولات مهمة لا يد لأمريكا في الكثير منها «فنحن لم نبدأ الربيع العربي». والمفارقة هي أن ثورات الربيع وتغيير الأنظمة كانت أجندة بوش وليس أوباما «ولم تكن سياسة الولايات المتحدة ولكن الرئيس قرر دعمها».

ويضيف لهذا الخلاف السني- الشيعي والإسلامي- غير الإسلامي وهي نزاعات لا علاقة لأمريكا فيها و»لهذا فأنا متعاطف مع حذر وتواضع الرئيس وهو محق في حساسيته من تداعيات كل شيء نقوم به».

وفي الوقت الذي يركز نقاد الإدارة على تقويتها لإيران يقول غوردون «تذكر أن تغيير النظام في العراق الذي لم يضع البلد فقط تحت سيطرة إيران بل وأشعل التوترات الطائفية وحرف ميزان القوة نحو الشيعة وأسهم في صعود تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة».

وهو يعتقد أن فكرة عدم أهمية الشرق الأوسط التي وردت في مقابلة الرئيس مع المجلة غير صحيحة. فالمنطقة لا تزال مهمة لمصالح الولايات المتحدة و»ليس لديها خيار للتحول عنه» خاصة في ظل مئات الآلاف من الأشخاص الذين يقتلون ويشردون بالإضافة إلى المصالح القومية المجردة.

وهناك الإرهاب الذي يؤثر على استقرار دول المنطقة. وفي النهاية يرى غوردون أن سياسة أوباما في تحدي قواعد اللعبة لم تؤد إلى سياسة خارجية ثورية «فهذه لن تقوم بفعل ما فعلنا في ليبيا ولا التدخل على الإطلاق في سوريا ولا إعادة الإنتشار في أفغانستان ولا نشر قوات خاصة وبأعداد مهمة في العراق ولن تقوم بتقوية الناتو. فرئيس ثوري في السياسة الخارجية كان سيترك الناتو بشكل مطلق. ولم يكن ليفرض العقوبات على روسيا بسبب أوكرانيا ولقام بإعادة تقييم علاقتنا مع إسرائيل أو مع السعودية. فأمور كهذه هي ثورية. وهي ما لم نفعله ولأسباب جيدة لها علاقة بمسؤوليات أمريكا في العالم وكما يفهمها الرئيس».

ومن المهم أن نضع في ذهننا أن الرئيس الذي يتحدث عن تحدي قواعد اللعبة في الشرق الأوسط ملتزم بعلاقات أمريكا مع دول الخليج وكذا إسرائيل.

 

قوانين النظام السوري تضيق الخناق على الموالين من الفقراء وذوي القتلى في اللاذقية وتتغاضى عن شركائه وأصحاب النفوذ

سلامي محمد

اللاذقية ـ «القدس العربي»: لم تعرف مدينة اللاذقية الساحلية عاصمة الأسد الساحلية أي وهن في القبضة الأمنية المفروضة من قبل مخابرات النظام السوري وقيادات الصف الأول لما يعرف منذ ما قبل الثورة السورية بـ «شبيحة اللاذقية»، إذ إن موالي النظام السوري وخاصة الفقراء منهم يخضعون لقوانين صارمة تطال حتى مصادر رزقهم، فيما تغيب هذه الرقابة والقوانين الضاغطة مع ارتفاع سقف الطبقة المستهدفة لتصبح معدومة مع أقرباء عائلة الأسد والعائلات المقربة منه.

مصادر إعلامية موالية للنظام السوري «غير رسمية» أكدت مصادرة محتويات العشرات من الأكشاك من جهات رسمية تابعة للنظام يوم أمس بما فيها من مواد غذائية وخضار ومعلبات والتي تتبع لموالين للنظام السوري والمتحدرين من «الطبقة الفقيرة أو غير المدعومة» والتي تعتبر أيضاً مصادر للرزق بالنسبة لعشرات العائلات الموالية والتي قضى أبناؤها ضمن قوات النظام السوري أو الميليشيات الرديفة له.

منوهة إلى إن الحملة المنفذة من قبل حكومة الأسد لم تكتف بمصادرة البضائع وجعل الموالين بلا عمل، بل عملت على تهديم أعداد كبيرة من هذه الأكشاك داخل المناطق الحيوية في اللاذقية المدينة وضواحيها بسبب مخالفتهم لقوانين العمل المعمول بها من قبل حكومة دمشق، لتجعلهم بدون مصدر رزق أو دخل.

وأشارت المصادر الموالية، إلى أن قوانين النظام السوري لم تطل سوى الفئات الفقيرة من الموالين للأسد دون سواهم من المحسوبين على من وصفتهم بـ «تجار الأزمة وأبناء المسؤولين» الذي يستثمرون العشرات من الأكشاك في ذات المناطق التي تمت فيها مصادرة محتويات وتدمير أكشاك لأصحاب الطبقات الفقيرة.

محافظة اللاذقية بحسب ما أكد الموالون هي الجهة الحكومية التي أشرفت على أعمال مصادرة وتهديم أكشاك الطبقة الفقيرة في المدينة، فيما اتهمها عشرات الموالين للأسد من خلال التعليقات بالتمييز ما بين موالٍ للأسد فقير وما بين موالٍ للأسد مدعوم وصاحب نفوذ.

فيما توجه عدد من الموالين للنظام السوري بعشرات الأسئلة إلى الجهة المنفذة لأعمال المصادرة والهدم حيال إغفالها بقية التجاوزات التي يقوم أبناء المسؤولين الأمنيين والعسكريين رغم أن تجاوزاتهم تفوق أضعاف الموالين الفقراء وذوي عائلات قتلى النظام من الطبقة الفقيرة، متهمين تلك الجهة بـ «الفساد والرشوة والقافزين على القانون»، على حد وصفهم.

بدوره، تحدث الناشط الإعلامي المعارض عدي حسن أن اللاذقية محكومة بقبضة أمنية شديدة من قبل أمنيين وموالين للنظام السوري، وخاصة من عائلات «الأسد وخير وبك، ومحلا» وغيرهم، وتعد سلطتهم الأقوى في المدينة، فيما تسخر حكومة دمشق لهم كل الاحتياجات والتسهيلات، إضافة لصلاحيتهم التي لا يحدها قانون أو نظام.

وقال لـ «القدس العربي « خلال اتصال خاص معه: هذه العائلات وعائلات أخرى هي المسؤولة عن تشكيلات ميليشيات الدفاع الوطني وغيره، كما أنها تسيطر على أهم المحال التجارية ومحطات المحروقات وتعتبر من أكثر العائلات الموالية للأسد امتلاكاً لرؤوس الأموال.

الأمر الذي قسم مدينة اللاذقية بحسب الناشط الإعلامي إلى طبقتين، إحداهما هي الحاكمة وأصحاب المال والقرار، والثانية هي الفقيرة، بدون وجود واضح للطبقات الوسطى في عموم الساحل وليس في اللاذقية فحسب، على حد وصفه.

القبضة الأمنية الشديدة التي تلقاها مدينة اللاذقية على يد المخابرات السورية والقوة العسكرية والميلشيات الموالية تنبع على اعتبار المدينة من أهم المدن السورية بالنسبة للنظام السوري ورئيسه على وجه الخصوص، فهي لا تقل أهمية عن العاصمة السياسية أو العاصمة الصناعة لسورية، وتنبع أهميتها من أنها شريان حكم الأسدين ومسقط رأسيهما، وربما تكون عاصمة الدويلة العلوية في حال نجح الأسد في تقسيم البلاد إلى كيانات مستقلة.

 

ضغوط على المعارضة السورية للعودة لجنيف: تلويح بوفد جديد

جنيف ــ العربي الجديد

أكّدت مصادر مواكبة للاتصالات التي تجرى مع المعارضة السورية، وتحديداً “الهيئة العليا للتفاوض”، لـ”العربي الجديد”، أنّ ضغوطاً دولية كبيرة تمارس على “الهيئة العليا” من أجل الرجوع عن قرارها تعليق مشاركتها في المفاوضات مع النظام في جنيف، فيما تكتمل، اليوم الجمعة، مغادرة جميع أعضاء وفد المعارضة من جنيف، باستثناء وفد مصغّر قررت المعارضة الإبقاء عليه حتى يوم الثلاثاء المقبل.

وأوضحت المصادر لـ”العربي الجديد”، أنّ هذه الضغوط تشمل التلويح بتشكيل وفد جديد للتفاوض عن المعارضة من خلال رئيس الائتلاف الأسبق أحمد الجربا، وذلك كورقة ضغط على الهيئة من أجل العودة إلى المحادثات، والتلويح بإمكانية استبدال وفدها بوفد جديد في حال إصرارها على التمسك بشروطها للعودة.

ووفقاً للمصادر نفسها، فإنّ اتصالات تجرى بين عضو الوفد المفاوض خالد المحاميد والجربا حول هذا الموضوع. إلا أنّ مصدراً آخر رفيع المستوى في “الهيئة”، نفى لـ”العربي الجديد” حدوث لقاء جمع المحاميد مع رئيس ما يُسمى تيار “الغد السوري”، أحمد الجربا من أجل تشكيل وفد تفاوضي بديل عن وفد “الهيئة”.

وأوضع المصدر هذه التسريبات ضمن ما سماّه “سياسة موسكو وطهران والنظام للتشويش على وفد المعارضة السورية وبعثرة أوراق التفاوض. وأضاف المصدر: “نعم كان المحاميد ضمن وفد موسكو وجرى ضمه لوفد الهيئة لتمثيل أكبر للمعارضة وهو ملتزم بخط الهيئة التفاوضي”.

يذكر أن الجربا، الذي يتزعم تيار “الغد السوري”، والذي يُشكّل تقاطعاً روسياً إماراتياً مصرياً، كان قد أعلن يوم الاثنين الماضي عن تشكيل قوة عسكرية تحت اسم “قوات النخبة” في شرق سورية هدفها محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش). كما يحظى الجربا بعلاقات جيدة مع حزب “الاتحاد الديمقراطي”، برئاسة صالح مسلم.

كذلك، شدّد المصدر نفسه، على أن واشنطن تعلم تماماً أن خلق وفود أخرى “غير مجدٍ”.

في غضون ذلك، أشارت المصادر المواكبة لجنيف، إلى أنّ مسؤولين أميركيين أبلغوا الهيئة أنّه في حال لم تتم العودة عن قرار تعليق المشاركة في المفاوضات، فإنّ المعارضة “تكون قد ضيعت فرصة كبيرة لتحقيق الانتقال السياسي”، وطلبوا من الهيئة أن “تكون خلاقة وألا تكون متشددة ومتعنتة”، بحسب المصادر نفسها. كما طلبوا منها أن تناقش قضية الدستور الذي طرح المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا أن تكون مناقشته ضمن برنامج المفاوضات.

وكان وفد المعارضة المفاوض قد أعلن تعليق المفاوضات، الاثنين الماضي، خلال مؤتمر صحافي عقده منسق الهيئة رياض حجاب، معللاً سبب الانسحاب بعدم التزام النظام بالقرارات الدولية وعدم جديته بالتفاوض وخرقه المتكرر لهدنة “وقف الأعمال العدائية”، وعرقلته وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة وعدم إفراجه عن المعتقلين.

وفيما يغادر جنيف، اليوم، جميع أعضاء وفد المعارضة المفاوض، تقرر أن يبقى وفد مصغر حتى يوم الثلاثاء، يضم كلاً من سالم المسلط ورياض سيف ونذير الحكيم وصفوان عكاش، وسط ترجيحات ببقاء حسن عبد العظيم أيضاً.

 

سورية: قتلى بغارات على حلب وسقوط طائرة شرق دمشق

عدنان علي، رامي سويد

شنّت طائرات حربية، يعتقد أنها تابعة للنظام السوري والقوات الروسية، التي ما تزال متواجدة في سورية، أكثر من عشر غارات جوية على الأحياء التي تسيطر عليها قوات المعارضة في حلب، اليوم الجمعة، ما أسفر عن مقتل أكثر من عشرة مدنيين، وإصابة نحو ثلاثين آخرين، في وقت أعلن “جيش الإسلام” سقوط طائرة للنظام شرق دمشق.

وقال شهود عيان، إنّ طائرة حربية نفذت، صباحاً، غارتين جويتين على حي بستان القصر الذي تسيطر عليه المعارضة وسط مدينة حلب، واستهدفت الغارة الأولى مبنى سكنياً خالياً من سكانه فيما استهدفت الغارة الثانية مبنى آخر بالقرب من مدرسة النحاس في الحي، ما أدى إلى دماره ومقتل ثمانية مدنيين بينهم امرأتان وطفلة وإصابة نحو خمسة عشر آخرين.

وقال الناشط، حسن الحلبي، في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، إنّ طائرات النظام السوري استهدفت أيضاً مبنىً سكنياً بالقرب من جامع المؤمنين في حي المشهد جنوب مدينة حلب بغارة جوية، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة ثمانية آخرين.

وأضاف الحلبي، أنّ طائرات حربية لا يعرف ما إذا كانت تابعة للنظام السوري أم للقوات الروسية، استهدفت أيضاً مناطق سكنية في أحياء الأنصاري وباب الحديد والشعار التي تسيطر عليها المعارضة بحلب، وهرعت فرق الدفاع المدني إلى النقاط المستهدفة وشرعت بعمليات البحث عن جرحى بين الأنقاض.

وقالت مصادر طبية، في ريف إدلب الشرقي، إن امرأة وثلاثة من أطفالها قتلوا في قرية أبو خوص شرق مدينة سراقب بريف إدلب، نتيجة استهداف طائرة حربية للمنزل الذي كانوا يحتمون به في القرية، ما أدى إلى دماره ومقتل من فيه.

في غضون ذلك، أعلن المكتب الإعلامي لـ”جيش الإسلام”، سقوط طائرة حربية تابعة للنظام السوري في منطقة بير القصب شرق الغوطة الشرقية بريف دمشق.

ورجّح المصدر، أن يكون سبب سقوط الطائرة، وهي من نوع (ميغ 23) خللاً فنياً، أدى إلى سقوطها بعد اقلاعها بقليل من مطار الضمير العسكري. فيما ذكرت شبكة “سوريا مباشر”، أنّ حسابات إعلامية تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) تحدثت عن استهداف طائرة حربية بالمضادات الأرضية وسقوطها جراء ذلك، من دون وجود تأكيدات حول ذلك أو تبنٍّ رسمي من التنظيم لاسقاطها.

يشار إلى أن آخر طائرة حربية تابعة لقوات النظام أعلن تنظيم “داعش” إسقاطها، كانت قبل أسبوع في محيط مطار خلخلة في ريف محافظة السويداء، حيث ذكرت وكالة “أعماق”، التابعة للتنظيم، أنّ الطيار تمكن من النجاة بعد هبوطه فوق مناطق خاضعة لسيطرة النظام.

وكان تنظيم “داعش”، أعلن أنّه أسقط 68 طائرة خلال الأشهر الستة الماضية، من شهر أكتوبر/تشرين الأول 2015 إلى شهر إبريل/نيسان 2016، بينها 37 طائرة مسيّرة و22 طائرة مروحية و8 طائرات حربية، وطائرة ركاب روسية، معظمها في العراق، والباقي في ليبيا وسورية.

 

معركة القامشلي: انفجار الصراعات القومية والطائفية

سميان محمد

تجددت الاشتباكات في مدينة القامشلي شمال شرقي الحسكة، ظهر الخميس، بين “وحدات حماية الشعب” الكردية ومليشيا “الدفاع الوطني” مدعومة بقوات النظام ومليشيا “السوتورو” السريانية.

 

وجاءت الاشتباكات لتقطع الهدنة التي حصلت بين الطرفين في وقت متأخر من مساء الأربعاء، بعدما تعرض حاجز لقوات الأمن التابعة لـ”الإدارة الذاتية” المعروفة بـ”الأسايش”، لتفجير سيارة مفخخة، أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” بعد ساعات مسؤوليته عنه. وعادت الاشتباكات إلى دوار الوحدة وسط المدينة، وانتشرت سريعاً لتشمل السوق المركزي وشارع الوحدة بدءاً من المحكمة العسكرية ومشفى الكلمة إلى حي السياحي.

 

تجدد الاشتباكات، بشكل مفاجئ، غيّر من مسار الأحداث، لتقوم المدفعية الثقيلة لقوات النظام المتمركزة في “الفوج 54″، المعروف باسم “فوج طرطب”، بقصف سجن علايا “السجن المركزي” شرقي القامشلي، واستمر القصف أكثر من ساعتين. وكانت “الأسايش” قد سيطرت الأربعاء على السجن.

 

 

 

وتسربت وثيقة صادرة عن “القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، قيادة القوات الخاصة، كلية التدريب والتأهيل”، وبتوقيع مدير “مدرسة الصاعقة والتأهيل الخاص والرياضة” العميد الركن معن سلمان طراف، نشرها موقع “روجافا”، تفيد بـ”استكمال تدريبات العناصر الكردية.. البالغ عددها سبعون عنصراً.. ومتابعة تلك العناصر بشكل دقيق بعد انتهاء الدورة الخاصة بهم على التكتيك الجديد للهجوم والمداهمة الخاصة مع السلاح الخفيف، والمتوسط إضافة إلى صواريخ الكتف ميلان م المضاد للدروع”. الوثيقة التي حملت تصنيف “سري جداً”، والموجهة إلى قيادة “الفوج 54″، بدأت بـ”لاحقاً للأمر رقم 7735 تاريخ 10/11/2014 المتضمن تدريب عناصر من PKK..”.

 

واستهدف القصف تدمير سجن علايا، ما تسبب بتركز الأضرار في حي علايا ذي الغالبية العربية. كما شمل القصف أحياء الزيتونية والعنترية وقناة السويس، في القسم الشرقي من المدينة، وخلّف العشرات من القتلى والجرحى، ونزح أغلب سكان الأحياء المحيطة بسجن علايا باتجاه مدن عامودا والدرباسية وسري كانيه والقحطانية والمالكية. واستقبلت مشافي تلك المدن العشرات من الجرحى، بعضهم فارق الحياة قبل الوصول إليها.

 

قصف قوات النظام سجن علايا ونقاط أخرى لـ”وحدات حماية الشعب” في مدينة الشباب وبلدية “الإدراة الذاتية” في “فندق هدايا”، بنيران المدفعية الثقيلة انطلاقاً من “فوج طرطب”، كان الورقة الوحيدة المتبقية للنظام، بعدما تمكنت “الوحدات” من قطع الطريق بين حارة الطي و”المربع الأمني” من جهة، وبين “المربع الأمني” و”فوج طرطب” من جهة أخرى.

 

وظلت الاشتباكات متقطعة حتى صباح الجمعة، وشهدت مناطق التماس بين “الوحدات” ومليشيا “الدفاع الوطني”، في محيط حارة الطي و”المربع الأمني” اشتباكات عنيفة استخدم فيها الطرفان الأسلحة المتوسطة.

 

وتتركز الاشتباكات حالياً في المناطق الممتدة بين دوار الوحدة وحي السريان حتى بداية حارة الطي، وتُستخدم فيها الأسلحة المتوسطة من القناصات وقذائف “آر بي جي” وقذائف الهاون. والملفت أن مسلحي “الدفاع الوطني” يحاربون بطريقة مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” عبر اطلاق عشوائي للرصاص، بكثافة، والتكبير عند إطلاق النار.

 

ونجحت القوى المتصارعة في جر المعارك في ما بينها إلى حرب أهلية، إذ نصبت مليشيا “الدفاع الوطني” منذ الأربعاء خيمتين في حارة طي العربية، ودعت أبناء العشائر العربية للتطوع لخدمة النظام، فيما حمل مناصرو حزب “الاتحاد الديمقراطي” الأسلحة  لمساندة مليشيا “الوحدات” مع توارد أنباء عن توافد أبناء العشائر العربية في الحسكة إلى مدينة القامشلي لمؤازرة قوات النظام. ويروّج النظام إشاعات بين أبناء العشائر العربية، وإحداها أن الضابط من عرب الجزيرة اللواء حسن المحمد، هو من يقود المعارك ضد “الوحدات”.

 

الاشتباكات سرعان ما تمددت إلى حي النشوة ذي الغالبية العربية في مدينة الحسكة، بين “الوحدات” و”الدفاع الوطني”.

 

ميزان القوى العسكري في القامشلي يميل من حيث العدة والعتاد لصالح قوات النظام، ومن حيث العديد والانتشار لصالح “الوحدات” التي يبدو بأنها قادرة على السيطرة على كامل المدينة، والهجوم على مركز ثقل قوات النظام في “الفوج 54”. وذلك استناداً إلى أن أجواء المناطق الكردية محمية من قبل طيران “التحالف الدولي”، إلا أن مجريات الأحداث تسير في اتجاه حرب أهلية أكثر من كونها حرباً بين قوات النظام والقوات الكردية، إذ إن النظام يحارب بمؤيديه من أبناء المنطقة العرب، ما يجعل النزاع على أساس عرقي بين مخلفات التيارين القوميين الكردي والبعثي.

 

وعلى الرغم من تداول بعض وسائل الإعلام المقربة من النظام أنباء عن وصول قوات من “الحرس الجمهوري” إلى القامشلي والحسكة، إلا أنه من المستبعد أن يفتح النظام جبهة جديدة كرمى لعيون عرب الجزيرة، في وقت يستطيع “التحالف” مع الأكراد المنفتحين عليه للانتصار بسهولة. كما أن بعداً طائفياً للأزمة، يحسب له حساب، وهو موالاة “الاتحاد الديموقراطي” المنبثق عن “العمال الكردستاني” ذي القيادات الكردية العلوية، للحلف الإيراني في المنطقة، ما يجعل القطيعة النهائية بين “الاتحاد” والنظام مستبعدة حالياً.

 

وما يفهم من المواجهات الحالية، أن النظام إما لم يعد يستطيع السيطرة على التناقضات بين القوى العسكرية الموجودة في الجزيرة وأن الأمور خرجت من يده لتسير في اتجاه نزوع الأكراد لتحصيل مكتسبات جديدة والاستفراد بالقرار، أو أن النظام يقوم بإنهاك القوى العسكرية في المنطقة، عبر ضربها، بعضها ببعض، لتبقى مرهونة لأوامره.

 

وبخلاف “الاتحاد الديموقراطي” والنظام، يبدو عرب الجزيرة ذوي التوجهات البعثية أو “الداعشية”، الخاسر الأكبر في مثل هذه الاشتباكات، وما يمكن أن ينتج عنها. وعرب الجزيرة الموالون للنظام لا يتبعون لسلطة عشائرية سياسية، على عكس عشيرة شمر التي يسعى زعماؤها إلى تحقيق “الإمارة الشمرية” في مناطق من محافظتي الحسكة ودير الزور مع إمكانية امتدادها إلى مناطق وجودها في العراق.

 

المعارك بين “الوحدات” و”الدفاع الوطني” في الحسكة والقامشلي، يمكن أن تفضي إلى خلق خريطة عسكرية وسياسية جديدة في الجزيرة، لا وجود فيها، سياسياً وديموغرافياً، للعرب الموالين للنظام، الذين استخدمهم للانتساب إلى “الدفاع الوطني”، أو جنّدهم ضمن صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

لافروف يتحدث عن منشقين من الهيئة العليا للمفاوضات

رأى وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إن خروج “متطرفين” من الهيئة العليا للمفاوضات يعني “معافاة” محادثات السلام السورية في جنيف.

 

وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي، الجمعة، إن عدداً من “الأعضاء العقلاء” قد انشقوا عن الهيئة العليا للمفاوضات بسبب اعتراضهم على هيمنة المتطرفين، بمن فيهم قادة “جيش الإسلام”، لكنه لم يسمّ أياً من هؤلاء. وأعلن أن موسكو تؤيد مشاركة المنشقين في مفاوضات جنيف كـ”مستقلين”. واعتبر الوزير الروسي أنه “يجب العمل مع هؤلاء المستعدين للتفكير في مصير بلادهم وليس عن ارتقائهم في المناصب وإرضاء المشرفين عليهم في الخارج”.

 

واعتبر لافروف أن تصرفات “جيش الإسلام” تؤكد “أكثر فأكثر سلامة موقفنا الداعي إلى إدراجه في قائمة المنظمات الإرهابية”، لافتاً إلى أن موسكو قررت في السابق “إعطاءه فرصة في إطار اتفاقات مجموعة دعم سوريا”، و”قبلت بحل وسط من أجل التوصل لمصالحة بأسرع ما يمكن”.

 

ووصف لافروف تصرفات “جيش الإسلام”، و”أحرار الشام”، بأنها “تؤكد إنهم يشاطرون المواقف المعادية للإنسانية التي يتبناها داعش والنصرة”، مضيفاً إنه في حال مغادرة “هؤلاء الذين يرفضون قبول أساس الاستراتيجية التي أقرها مجلس الأمن الدولي، والتي تؤكد أن السوريين بأنفسهم فقط يمكن أن يقرروا كل المسائل المتعلقة بمصير بلادهم من خلال إجراء مفاوضات، فإن مغادرتهم لا تعني إلحاق خسائر بأحد غيرهم”. وشدد على أن يقوم المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا “بتنفيذ مهمته ويجري مباحثات مع كل أطياف المعارضة”.

 

في المقابل، نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن عضو الهيئة العليا منذر ماخوس، الجمعة، قوله “طالبنا من خلال ستيفان دي ميستورا، بأن تقدم الحكومة السورية موافقة خطية بالتحديد حول الانتقال السياسي، بما تم اعتماده في جميع قرارات مجلس الأمن الدولي”، فيما اعتبر الناطق باسم الهيئة سالم المسلط، أن الملفات الإنسانية ليست ورقة ضغط في المفاوضات. وقال “المهم بالنسبة لنا هو الوضع في الداخل، فإن اعتبروه ضغطا أم لا، فما يهمنا هو الملفات الإنسانية في الداخل وموضوع المعتقلين والمناطق المحاصرة والقصف اليومي للنظام على الرغم من وجود الهدنة، هذه هي النقاط التي نتحدث عنها”.

 

وأضاف المسلط “لا نعتبرها (الملفات الإنسانية) ورقة ضغط إنما نريد أن يتحقق شيء لرفع المعاناة عن الشعب السوري هناك، مناطق محاصرة والطعام لا يدخل، حتى الأدوية لا تدخل، يمنع دخول الدواء ودخول اللقاحات للأطفال، ومجازر ترتكب بشكل يومي”. وتابع إن “مسؤولية المجتمع الدولي ومسؤولية روسيا والولايات المتحدة أن يصونوا الهدنة التي وقعوا عليها، لكن لا يلتزم هذا النظام لا بالهدنة ولا بأي شيء آخر. لا بد من جهود دولية في هذا المجال، لا شيء بحاجة لإعادة صياغة إنما عبارة عن جهود جدية يجب أن تبذل لدى النظام، للضغط عليه لاحترام هذه الهدنة وحفظ أرواح السوريين”.

 

وواصل وفد الحكومة السورية استغلاله لغياب وفد المعارضة من جنيف في الحديث مع وسائل الإعلام. وقال رئيس الوفد، مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري للصحافيين، إنهم سيجتمعون مع دي ميستورا، الاثنين المقبل، واتهم قطر وتركيا والسعودية بـ”دعم الإرهاب في سوريا”. ولم يقبل تلقي أي أسئلة من الصحافيين.

 

وكان دي ميستورا قد أعلن، في وقت سابق الخميس، أن مفاوضات جنيف ستتواصل الأسبوع المقبل، من دون الكشف عن موعد تفصيلي لاستئنافها. وشدد دي ميستورا في حديث مع قناة “آر تي أس” السويسرية، على أن الأمم المتحدة والدول المعنية في النزاع السوري “لن تترك المحادثات تنهار”.

 

ووصف المبعوث الدولي إعلان وفد المعارضة السورية مغادرة جنيف بأنها “بمثابة ضغط على العملية التفاوضية”، وشدد على وجوب مواصلة المباحثات مع الذين قرروا البقاء في جنيف، متهماً وفد الهيئة العليا بأنه يقوم بعملية “استعراض دبلوماسي”. وتعتبر تصريحات دي ميستورا الأكثر حدة تجاه المعارضة منذ توليه مهمته كمبعوث  سلام دولي في سوريا.

 

وفي وقت سابق، الخميس، أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن وفد الحكومة السورية سيواصل الخوض في محادثات جنيف حتى الوصول إلى حل جذري للأزمة السورية. كلام المقداد جاء خلال زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول سوري إلى دولة أوروبية، حيث التقى وزير خارجية التشيك لوبومير زاورالاك في العاصمة براغ.

 

وقال المقداد إن تعليق وفد “معارضة الرياض” مشاركته في الحوار السوري في جنيف، تدل على عدم جديته بالوصول إلى حل سياسي للأزمة في سوريا. واعتبر أن وفد الحكومة السورية يمتلك برنامجاً واضحاً، وواقعياً، من أجل إنجاح المفاوضات والوصول إلى نتائج مهمة.

 

يشار إلى أن الجمهورية التشيكية هي البلد الأوروبي الوحيد الذي يحافظ على تمثيل دبلوماسي مع دمشق، حيث ما تزال البعثة الدبلوماسية التشيكية تمارس مهامها بشكل طبيعي، وتقوم بتمثيل مصالح دول أوروبية أخرى، فضلاً عن الولايات المتحدة الأميركية، في سوريا.

 

إلى ذلك، يغادر بقية أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات، العاصمة السويسرية الجمعة. وقال رئيس وفد المعارضة أسعد الزعبي، إنه لا توجد فرصة تذكر لاستئناف المحادثات ما لم يتغير الوضع جذرياً على الأرض، فيما قال كبير المفاوضين محمد علوش إن على النظام إطلاق سراح عشرة آلاف امرأة في السجون وعشرات الألوف من السجناء الآخرين، اذا ما كان يريد حكومة وحدة وطنية حقيقية.

 

حلب: “حرس الثورة القديم” وضرورة التجديد

خالد الخطيب

باتت المعارضة السورية بشكل عام، والحلبية منها على وجه الخصوص، تدرك أنها بحاجة إلى جملة من التغييرات في صفوفها، وأن الوقت قد حان للزج بالوجوه الشابة كي تكمل مشوار الثورة. قيادات الصف الأول في المعارضة المسلحة، استنزفت خلال السنوات الماضية، ولم يعد لديها الكثير لتقدمه، بما يتناسب مع المرحلة الراهنة التي تعيشها الثورة السورية.

 

واتسمت المرحلة الماضية بسيطرة الوجوه “الكلاسيكية” على مفاصل العمل العسكري في سوريا، وفي حلب خاصة. فالوجوه التي تزعمت الحراك السلمي وقادت التظاهرات ونظمت عمل التنسيقيات، عادت وأسست الفصائل العسكرية، وبقيت حتى اليوم الآمر الناهي في الداخل الحلبي.

 

الأيام القليلة الماضية، شهدت جملة من الإصلاحات الإدارية لدى فصائل المعارضة الحلبية، طالت رؤوس أهرامات الفصائل العسكرية المسلحة، في “الجبهة الشامية”، و”حركة نور الدين زنكي”، و”الفوج الأول”، وغيرهم. فعيّنت تلك الفصائل بعض الضباط المنشقين كقادة عسكريين ورؤساء أركان.

 

وعيّنت “الجبهة الشامية” قائداً جديداً لها، خلفاً لقائدها السابق محمد أبو عمرو، والذي يقول البعض إن سجله لا يتضمن الكثير من الإنجازات، خلال فترة تسلمه زمام السلطة العسكرية، في كبرى فصائل الشمال السوري، بعدما خلف القائد السابق عبدالعزيز سلامة “أبو جمعة”. وقالت “الشامية” في بيان لها، إنها تشكر القائد السابق على جهوده المبذولة، وتعيّن حسام ياسين، قائداً عاماً، والمقدم محمد حمادين نائباً عسكرياً له.

 

وحسام ياسين، من مواليد منطقة جبل سمعان الغربية، كان قد شغل مناصب متعددة في المعارضة المسلحة، وكان أحد مؤسسي “لواء الأنصار” في ريف حلب الغربي، ثم المدير الإداري لـ”جيش المجاهدين” ثم عضو “مجلس شورى كتائب ثوار الشام”، ثم القائد العام لـ”كتائب ثوار الشام”، وأخيراً نائباً للقائد العام لـ”الجبهة الشامية” بعد اندماج “ثوار الشام” في صفوفها، مؤخراً.

 

وجاء في إعلان “الجبهة الشامية”، تعيين المقدم محمد حمادين “أبو رياض” قائداً عسكرياً لها. وأبو رياض بحسب ما جاء في بطاقة تعريفية به خاصة بالجبهة، هو من أبناء الريف الجنوبي، انشق عن قوات النظام مع بداية العام 2012، وشكّل بعد انشقاقه “لواء أحرار الشمال”، وكان أحد مؤسسي “لواء التوحيد”، ومن أوائل الذين دخلوا مدينة حلب لتحريرها. ثم عُيّن قائد قطاع حلب القديمة، وقاد معركة تحرير ثكنة هنانو في أيلول/سبتمبر 2012. وشارك أبو رياض، مع العقيد أبو فرات، في تحرير “مدرسة المشاة”، ثم عين قائداً لغرفة عمليات تحرير مطار النيرب و”اللواء 80” في شباط/فبراير 2013، ثم “رئيس أركان” في مدينة حلب، وتم اختياره كقائد للقطاع الشمالي في “الجبهة الإسلامية”.

 

“حركة نور الدين زنكي” أعادت قائدها السابق ومؤسسها، الشيخ توفيق شهاب الدين، بعد شهور من تنحيه عن قيادة الحركة، وتسلم النقيب محمد سعيد المصري. المصري تولى قيادة الحركة في أحلك ظرف تعيشه حلب، والحركة بشكل خاص، بعد شحّ الدعم المعهود الذي كانت تأخذه من الداعمين الدوليين.

 

السمة العامة في التعيينات الأخيرة، هي أنها لا تؤسس لتغيير نوعي، وتبقى في إطار التغيير الشكلي. ومعظم فصائل المعارضة المسلحة في حلب، تعيش إشكالية التغيير، وتتعثر فيها، رغم محاولتها الجادة بثّ دماء جديدة في قياداتها. وربما باتت الفصائل غير قادرة فعلياً على إحداث تغيير جذري، يُحيّد المؤسسين عن قراراتها، ما يمنع تسليم السلطة لأصحاب الخبرة العسكرية من الضباط المنشقين، والذين بقوا طيلة سنوات الثورة مجرد واجهات عسكرية لا يمكنها اتخاذ قرارات مؤثرة على الصالح العام للثورة، من دون الرجوع إلى القيادات “المدنية”، التي تتحكم بزمام السلطة.

 

ويسود لدى شريحة واسعة من المعارضة، اعتقاد أن بقاء الفصيل أو الحركة، متوقف على بقاء الشخصيات الرمزية التي تتحكم في قيادتها، حتى وإن كانت حجر عثرة في طريق تطوير العمل العسكري للمعارضة وارتقاء عملها في الميدان ضد القوى المعادية التي تنامت سيطرتها في حلب خلال الشهور الستة الماضية، على حساب المعارضة التي تبدو هزيلة وأحوج ما تكون للتغيير الداخلي.

 

بعض أوساط المعارضة الحلبية، شبّهت الأمر بتبديل وجوه، بوجوه شبيهة، من المجموعات المتحكمة ذاتها، ممن يمكن تسميتهم بـ”الحرس القديم”؛ أعضاء التنسيقيات القدماء، وأعضاء “المجالس العسكرية” أو “مجالس الشورى” التي تدرس وتقرر مصير الفصيل وتعيين وتعفي القيادات بصفتها سلطة تشريعية. البعض يشير إلى أن دائرة “الحرس القديم” صارت ضيقة، ولا يمكن أن تدخلها وجوه جديدة.

 

لدى قيادات المعارضة المسلحة في حلب مخاوف مشروعة، تبرر تخوفها من سرقة الثورة، أو ربما انحراف المسار، إذا ما تم تسليم الأمور إلى جيل جديد من القيادات الشابة والطموحة، من ضباط منشقين وغيرهم ممن التحق بالثورة على مراحل. ولا تزال القيادات الحلبية تسمي شخصيات وضباطاً منشقين، ثبت أنهم على تواصل مع النظام، أو يتبعون لأجندات خارجية لا تناسب أهداف الثورة، ولا تمثل على الأقل تطلعات مقاتليهم، في تبرير مشروع لمخاوفهم.

 

إلا أن القيادات تبالغ حين تردد باستمرار أن الملتحقين الجدد لن يتحملوا الأعباء الملقاة على عواتقهم، ولن يكونوا بقدر المسؤولية، لأنهم لم يتعبوا ولم يضحوا بالكثير، ولذلك سيكون من السهل عليهم عقد صفقات أو ربما التنازل عن مبادئ الثورة وتضييع حقوق الشعب وآلاف المقاتلين ومئات الألاف من الضحايا. ذرائع لا تبدو مقنعة، ويراها الصف الثاني والثالث من مقاتلي الفصائل، كاحتكار للسلطة الفصائلية، وجعل القيادة تدور في حلقة واحدة غير متجددة، برغم الحاجة الماسة للتغيير.

 

وتسببت هذه السياسة الإقصائية، في كثير من الأحيان، بنزيف بشري من الفصائل، من مقاتلين حانقين مما يجري، بعضهم اعتزل القتال بشكل كلي، ومنهم من هاجر إلى تركيا أو أوروبا. والبعض منهم انضم إلى مليشيات وليدة بدأت بالظهور منذ نهاية العام 2015، تحت مسميات مختلفة، وتتبع بشكل مباشر لشخصيات معارضة تتسم بـ”الجدلية” لها تبعية لأجندات ومخططات مختلفة تماماً عن أهداف الفصائل التقليدية، ولدى الكثير منها تنسيق غير مباشر مع النظام.

 

وإذا ما استمر الحال على ما هو عليه، ستجد المعارضة نفسها أمام حالة تلاشٍ، وستشهد صفوفها نزيفاً مستمراً بسبب تعنت قياداتها واحتكارها للسلطة من جهة، وشح مواردها المالية من جهة ثانية. في الوقت الذي تتمدد فيه المليشيات الوليدة، بوجوهها الشابة المنخرطة في العمل المسلح، ومواردها المالية المغرية لفئات واسعة من الشباب، في ظل بطالة تدفع غالبية الشباب إلى العمل القتالي باعتباره أحد أبرز الأعمال المتوفرة.

 

يكاد لا يوجد فصيل مسلح معارض إلا وله ارتباط مباشر بتيار حزبي أو جهة إقليمية داعمة، تتبنى مشروعه ونهجه، وتتحمل أعباء دعمه مالياً ومعنوياً. وحلب واحدة من أكثر المحافظات السورية التي تعج بالفصائل المسلحة، لكل فصيل منها توجهه، وتبعيته لتيار خارجي، يمثله في المؤسسات والهيئات الرسمية للمعارضة في الخارج، أو على الأقل يستند ذلك التيار ويستمد مشروعيته من الداخل كخدمات متبادلة.

 

“الإخوان المسلمون” يتصدرون الأحزاب التي تسعى لجمع أكبر قدر ممكن من الفصائل تحت مظلتهم السياسية، ليتحدثوا باسمها، ويستمدوا من خلالها شرعيتهم.

 

الارتباطات الإقليمية، تساهم في التحكم في قرارات الفصائل، بشكل غير مباشر، بما فيها التي تنال دعماً مالياً على الأقل، ولا تلتزم بالمشروع الإقليمي بحذافيره. ولهذه الارتباطات الحزبية والإقليمية دور بارز في اختيار القيادات، وتولية المناسب من وجهة نظرها. ومن هنا كانت الحلقة المغلقة نفسها محط اهتمام أولئك الداعمين، لأنهم لم يعرفوا غيرها، خلال السنوات الماضية، وليس لديهم ثقة بالوجوه الشابة التي من الممكن أن تنقلب على المشاريع والتوجهات المتبناة من الفصيل أو الكتيبة.

 

ويقول البعض، إن المعارضة لن تتخلص من أكثر المشكلات التي تعوق تطورها ومواكبتها للتطورات الحاصلة في الميدان، ومنها دخول قوى وجهات ومليشيات جديدة على خط المعركة في مواجهتها، حتى تعترف بالمشكلة، وتبدأ في حلها بشكل علمي ومنظم. كما يغمز البعض إلى أنه بات يتحتم على “الحرس القديم” أن يوقن بأن الثورة حمل يحمله أجيال، لا يمكن لجيل واحد أن يقدم فيه كل شيء، عبر سنوات بعضهن سمان وأخريات عجاف، فـ”لكل زمان دولة ورجال”. وفي الثورة السورية، تنقضي السنوات وكأنها زمن آخر، فيه ما فيه من تفاصيل ومتغيرات، تفرض تحديات متجددة.

 

مستشار سابق لأوباما: كان علينا قصف الأسد

مؤكدًا أنه لا بدائل من الشراكة مع السعودية

رغم أنه معروف بتحذيره من مخاطر الانخراط الأميركي في سوريا، لكن يبدو أن مستشار الرئيس الاميركي باراك أوباما السابق لشؤون الشرق الأوسط، يرى أنه كان يجب قصف بشار الأسد معتبرًا أن سياسة الولايات المتحدة في سوريا تبنت مفهوم إطالة أمد النزاع، دون التوصل إلى حله.

 

إيلاف – متابعة: نشرت مجلة ذي أتلانتيك الأميركية مقابلة مع مستشار الرئيس الاميركي باراك أوباما السابق لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي، فيليب غوردن. وشغل غوردن هذا المنصب في الفترة ما بين 2013 إلى 2015.

 

ويقول غوردن في المقابلة التي أجراها جيفري غولدبيرغ إن سياسة الولايات المتحدة في سوريا تبنت مفهوم إطالة أمد النزاع، دون التوصل إلى حله.

 

وناقش غوردن موقفه من بعض ما ورد في مقابلة أجراها غولدبيرغ مع أوباما، ونشرتها المجلة الشهر الماضي، تحت عنوان “عقيدة أوباما”، محاولاً توضيح مبادئ الرئيس الأميركي في السياسة الخارجية.

 

رجل موالٍ لرئيسه

 

ويقول غولدبيرغ إن “غوردن رجل موالٍ لرئيسه، الذي يعتقد أن الولايات المتحدة لا تستطيع تغيير مسار الشرق الأوسط، ويعرف غوردن كيفية تفسير مواقف الرئيس أوباما المترددة في التدخل في كوارث الشرق الأوسط المتعددة، حيث تعلم الرئيس من العراق أن الغزو الشامل الذي يقود إلى تغيير النظام لا حظ له من النجاح، وتعلم من ليبيا أن التدخل الجزئي الذي يفضي إلى تغيير النظام لا ينجح، وتبين له من التجربة في سوريا أن الوقوف جانبًا وعدم التدخل لا ينجح، وعندما تعلم الرئيس هذه الدروس كلها من مشكلات الشرق الأوسط، فهل يمكن لومه لتوجهه نحو آسيا؟”.

 

ويشير غولدبيرغ إلى أن هذا كله لا يعني أن غوردن لم يكن مع ضرب الولايات المتحدة للنظام السوري؛ بسبب استخدامه السلاح الكيميائي في آب (أغسطس) 2013.

 

وتستدرك المجلة بأنه رغم تحذير أوباما النظام السوري قبل عام من تجاوز “الخط الأحمر”، وتحضيره للعملية العسكرية بعد هجوم الغوطة، إلا أن أوباما قرر التخلي عن الضربة، وتحويل الموضوع إلى الكونغرس.

 

ويعبر غولدبيرغ عن دهشته من معارضة غوردن لقرار الرئيس المتعلق في سوريا، خاصة أنه معروف في دوائر الأمن القومي بتحذيره من مخاطر الانخراط الأميركي في سوريا.

 

“الخط الأحمر”

 

وعند سؤاله عن الخط الأحمر، فأجاب قائلاً: “كان بالإمكان القول إنّ هذا لا يتعلق بتغيير النظام في سوريا، لكن عندما تقول الولايات المتحدة إنّك لا تستطيع استخدام الأسلحة الكيميائية، فإنّه لا يمكنك استخدام الأسلحة الكيميائية”، وتابع قائلاً “أنا أقبل أنه كان هنالك خطر من منحدر زلق إذا استعمل الأسلحة الكيميائية مجدداً، لكن كان ليتحمل الأسد أيضاً ذلك الخطر، وهذه هي الديناميّات التي أنت فيها، لذلك إحتجنا إلى أن نزرع في عقله أنّه إذا امتحن عزيمتنا، حسناً، فإنه كان ليواجه خطراً كبيراً جداً أيضاً”.

 

وتابع “وربّما لن يكون هذا الأمر من ضمن مصالحنا نحن، لكنّه لن يكون بكل تأكيد من ضمن مصالحه… كان هذا أكثر محدودية وبالتالي هدفاً أكثر قابلية للتحقيق من تغيير النظام، ما كان ليقوله هو “أنا أحاول أن أمنعهم من تسميم الناس بالغاز لأنّني إن لم أفعل، فنحن نقول بطريقة أساسية، بإمكانكم استخدام الأسلحة الكيميائية بقدر ما تحبون”.

 

وعند سؤاله إذا كان يعتقد بإمكانية الرئيس أوباما سحب مخازن الأسلحة من الأسد إلى خارج سوريا، لو شنّ هجومه ضدّه، فأجاب غوردن بأن الرئيس الأميركي كان أمام احتمال أكبر للحصول على ما أراده لو نفّذ ضربته.

 

وأضاف “قلقي في ذلك الحين … أنه في المرة المقبلة التي نقول فيها لأحد هنالك عواقب إذا تصرفت لن نكون نعني ذلك حقاً، أعتقد أنّ هذا له مضاعفات في أوروبا، في آسيا، وفي أمكنة أخرى، أظنّ أحياناً على مستوى المصداقية، وعلى مستوى الردع، عليك في الواقع أن تكون عازماً على فعل أمور ذات كلفة بالنسبة إليك”.

 

إزعاج إيران؟

 

وعن العلاقة بين قرار الرئيس عدم ضرب سوريا ومخاوفه من إزعاج إيران، التي كان يخوض معها محادثات حول ملفها النووي، كما يزعم الصقور في واشنطن، نفى غوردن هذا الزعم، وقال إنّ موضوع مشاعر إيران لم يؤتَ على ذكره مطلقاً في أيّ من محادثات البيت الأبيض المتعلقة بالهجوم المقترح، وقال: “لست بحاجة لاختراع تفسيرات جديدة عن السبب الذي جعل الرئيس مصرًّا على تجنب مستنقع الشرق الأوسط، وفعل أشياء لتجنب التورط في حروب الشرق الأوسط”.

 

لا بدائل عن شراكتنا مع السعودية

 

وعن العلاقة مع السعودية، قال غوردن “إنه مهم للولايات المتحدة أن تملك علاقات قويّة هناك، وفي الخليج الأوسع، أيّاً كان الذي يفكر فيه أوباما شخصياً، هو يتبع سياسة قديمة عمرها عقود تقضي بمواصلة العلاقات القوية مع منطقة الخليج، وإذا فكّرت بذلك، ما الذي يقتضيه تحدي قواعد اللعبة بالنسبة للسعودية؟ رفض بيع أسلحة إليهم والدفاع عنهم؟ هل سيؤدي ذلك إلى نتيجة أفضل إلينا؟”. ورأى غوردن أنه مهما كانت الخلافات، فلا بدائل حسنة عن الشراكة بين أميركا والسعودية.

 

دي ميستورا واثق من استئناف المحادثات السورية بعد انسحاب المعارضة

بي. بي. سي.

أعرب ستافان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، عن ثقته في أن محادثات السلام سوف تستمر الأسبوع المقبل.

 

وانتقد دي ميستورا قرار ممثلي المعارضة السورية الرئيسية تعليق مشاركتهم في المحادثات بوصفه “استعراضا دبلوماسيا”.

 

وغادر أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة جنيف، حيث تُجرى المفاوضات، احتجاجا على تكثيف الضربات الجوية التي تنفذها القوات الحكومية.

 

لكن دي ميستورا حث كافة الأطراف على تجديد وقف إطلاق النار والتعجيل بتوصيل مساعدات الإغاثة الإنسانية.

 

وفي مقابلة مع التلفزيون السويسري، قال دي ميستورا “لا يمكننا أن ندعها (المحادثات) تنهار. نحتاج إلى تجديد وقف إطلاق النار، وعلينا التعجيل بتقديم المساعدات الإنسانية، وسنطلب من الحلفاء الرئيسيين الاجتماع وسننجز الأمر”.

 

في غضون هذا، وصلت أكبر قافلة مساعدات إغاثة في سوريا أمس إلى مدينة الرستن الخاضعة لسيطرة مسلحي المعارضة والتي تُحاصرها قوات الحكومة.

 

ونقلت 65 شاحنة الطعام والدواء لقرابة 120 ألف مدني داخل وحول مدينة الرستن، بريف حمص.

 

وهذه أول مساعدات تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري تصل إلى الرستن منذ 2012.

 

ويعد توصيل المساعدات الإنسانية هدف مهم لاتفاق وقف الأعمال العدائية الهش الساري منذ حوالي شهرين.

 

قتلى بحلب وحمص وسقوط طائرة بريف دمشق  

قال مراسل الجزيرة في حلب إن 18 شخصا قتلوا والعشرات جرحوا في غارات لطائرات حربية تابعة للنظام السوري وأخرى روسية، واستهدفت الغارات أغلب أحياء مدينة حلب والبلدات المجاورة، وأضاف أن أحياء بستان القصر وصلاح الدين والمشهد كانت الأكثر تضررا من حيث عدد القتلى.

 

وأفاد المراسل عمرو حلبي بأن القصف خلف دمارا كبيرا على مستوى المباني والبنية التحتية  وممتلكات المواطنين، مشيرا إلى أن الهجمات لم تقتصر فقط على الجانب الجوي، بل شنت قوات النظام وقوات إيرانية ومليشوية هجمات برية على ريف حلب.

 

وفي ريف إدلب الشرقي لقي ثلاثة مدنيين مصرعهم وأصيب خمسة آخرون بقصف من الطيران الحربي على قرية أبو الخوص شرقي مدينة سراقب.

 

وشملت هجمات طيران النظام السوري مدينتي تلبيسة والحولة الخاضعتين لسيطرة المعارضة المسلحة بريف حمص الشمالي، وقال المراسل إن الغارات على تلبيسة أسفرت عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة العشرات بجروح، بالإضافة للدمار والخراب الذي أصاب ممتلكات المواطنين.

 

وتشهد مدن وبلدات ريف حمص قصفا جويا ومدفعيا بشكل شبه يومي من قبل قوات النظام السوري التي تفرض أيضا حصارا خانقا على المنطقة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

سقوط طائرة حربية

وبريف دمشق أعلن المكتب الإعلامي لجيش الإسلام عن سقوط طائرة حربية في منطقة بير القصب شرق القوطة الشرقية، ورجح المكتب أن سقوط الطائرة من نوع ميغ 23 كان بسبب خلل فني أدى لسقوطها بعد إقلاعها بقليل من مطار الضمير العسكري.

 

لكن مواقع إعلامية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية تحدثت عن استهداف طائرة حربية بالمضادات الأرضية وسقوطها جراء ذلك دون وجود تأكيدات على ذلك أو تبني رسمي من التنظيم لإسقاطها، حسب شبكة سوريا مباشر.

 

وبريف إدلب الغربي أغارت طائرات النظام على بلدة كنصفرة بجبل الزاوية، وألقت براميل متفجرة على قريتي مرعند والكندة، مما تسبب في دمار كبير في القريتين.

 

وفي سياق متصل ذكر مركز حماة الإعلامي أن كتائب المعارضة تستهدف مواقع للنظام في قرية شطحة الموالية له بريف حماة الغربي بصواريخ غراد، وتوقع سقوط عدد من القتلى في صفوف النظام، في وقت سقط جرحى مدنيون بقصف من الطيران الحربي للنظام على قرية سروج بريف حماة الشرقي.

 

أوباما وبوتين.. البحث عن “تناغم” بسوريا  

محمد الأحمد-واشنطن

 

ينذر الاتصال الأخير للرئيس الأميركي باراك أوباما بنظيره الروسي فلاديمير بوتين حول سوريا؛ بتصاعد القلق الأميركي من احتمال انهيار اتفاق وقف الأعمال العدائية، تزامنا مع حالة الجمود التي تطبع مفاوضات جنيف للسلام.

 

بيد أن دلالات حديث أوباما عن ضرورة وجود “تناغم” بين بلاده وروسيا حيال الحفاظ على سوريا وتحريك المسار والانتقال السياسيين، تطرح تساؤلات حول إمكانية تحقيق اتفاق ومدى استجابة بوتين لذلك.

 

وكشف أوباما لقناة “سي.بي.أس” الأميركية مؤخرا أنه أبلغ بوتين بأنه يتعين عليهما تحريك الوضع إلى الأمام، وأنهما متفقان على الحفاظ على هيكلية الدولة لكنهما يختلفان حول مصير الرئيس بشار الأسد. كما حذر أوباما من أن الوضع “لن يكون في صالح أي منا” في حال عودته إلى ما قبل الهدنة.

 

مصالح الطرفين

ويرى أستاذ تسوية النزاعات بجامعة “جورج ميسون” الأميركية محمد الشرقاوي أن “استجابة روسيا تتحدد وفق ما إذا كان الحديث يتم عن الأزمة السياسية أو معضلة الإرهاب”، معتبرا أن واشنطن لا تعوّل على تحول جوهري في الموقف الروسي للضغط على الأسد للالتزام بالهدنة، لكنها تتوقع من موسكو مساهمة في تضييق الخناق على تنظيم الدولة الإسلامية، حسب قوله.

 

ويضيف الشرقاوي للجزيرة نت أنه ما لم تتغير المصالح الروسية في سوريا أو الأميركية في بقية المنطقة فلا يمكن تجاوز مسألة الأسد، وذلك في ضوء “تبادل المصالح بين الطرفين”.

 

وأثبتت المعطيات أن التفاهم الأميركي الروسي قد يساعد على حل الأزمة السورية كما حدث عند التوصل إلى اتفاق الهدنة الذي لعبت الولايات المتحدة وروسيا دورا أساسيا فيه، غير أن التعويل الأميركي على روسيا لإنقاذ الهدنة يطرح تساؤلات حول مدى استجابة موسكو من جهة ومدى امتثال النظام السوري لأي تفاهمات أميركية روسية من جهة ثانية.

عوائق التوافق

ويستبعد الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات توني بدران إمكانية التقاء بوتين وأوباما في منتصف الطريق، إذ يرى أن بوتين ليس مضطرا إلى الاستجابة لدعوة أوباما لأن روسيا تملك زمام المبادرة على الأرض وإمكانية التصعيد والضغط العسكري.

 

ويضيف بدران للجزيرة نت أن “بوتين يعلم تماما أن أوباما ليس بوارد أن يتبنى سياسة التصعيد المضاد في الأشهر الباقية له”، لذا فالحديث عن الانتقال إلى خطة بديلة “كلام عقيم”، حيث تمت هندسة مبادرة المبعوث الأممي ستفان دي ميستورا ببقاء الأسد وتعيين نائبين له من المعارضة، في المفاوضات الموازية بين أميركا وروسيا، حسب قوله.

 

وإذا كان أوباما قد أشار علنا إلى أنه يعترف بنفوذ روسيا وإيران في سوريا وأن أي تسوية يجب أن تحترم مصالحهما، فإن تغيّر الإطار العام لسياسة أوباما -كما يرى مراقبون- مستبعد خلال الأشهر القليلة المتبقية له في السلطة.

 

غير أن ذلك لا يعني بالضرورة منح ضوء أخضر لروسيا، فقد ذكرت وول ستريت جورنال أن المكالمة بين أوباما وبوتين حركتها بالأساس تقارير استخباراتية عن حشود عسكرية روسية في حلب واللاذقية قد تنذر باستعداد النظام وحلفائه لقتال جديد في حال انهيار الهدنة، مما رفع وتيرة القلق الأميركي من نوايا روسيا.

 

وإذا صحت هذه التقارير فستشكل ضربة للتعويل الأميركي على “النوايا الحسنة” لبوتين، كما أنه ينذر بتسريع انتقال الولايات المتحدة إلى خطة بديلة كحل مطلوب لصد الهيمنة الروسية على سوريا، رغم التردد الذي تبديه إدارة اوباما في تزويد المعارضة “المعتدلة” بأسلحة متطورة.

 

يذكر أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جون بيرنان حذر خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو من أن البديل عن الهدنة القائمة سيكون “تصعيدا خطيرا على الأرض”.

 

دي ميستورا يفاوض وفدي النظام ومعارضة الداخل  

قال المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا ورئيس وفد النظام السوري بمحادثات جنيف بشار الجعفري إنهما سيستأنفان المفاوضات الاثنين المقبل، على الرغم من انسحاب وفد المعارضة الذي يرى أن النظام غير جاد في بحث تسوية سياسية للأزمة.

 

والتقى دي ميستورا اليوم الجمعة وفد النظام السوري في إطار المفاوضات غير المباشرة لحل الأزمة السورية المستمرة بجنيف منذ منتصف مارس/آذار الماضي.

 

وقال بشار الجعفري إنه بحث مع دي ميستورا القضايا الإنسانية، وسيجتمع معه مجددا يوم الاثنين لمناقشة تعديلات قدمها وفد النظام على ورقة المبادئ المشتركة التي تم إقرارها في نهاية الجولة الماضية من المفاوضات.

 

وذكر الجعفري أن وفد النظام قدم للمبعوث الأممي “شرحًا مفصلاً” عن أهم ما قامت به حكومة النظام عام 2016، واستعرض بعض الأرقام عن المساعدات والقوافل التي تم إدخالها للمناطق المحاصرة.

 

وانتقد الجعفري اللجنة المعنية بالشؤون الإنسانية في جنيف، وقال إنها “تذرف دموع التماسيح حول الوضع الإنساني في سوريا”، واصفًا إياها بـ”النفاق”.

 

والتقى المبعوث الأممي اليوم أيضا وفد ما تسمى شخصيات الداخل والذي يضم شخصيات كانت قد اجتمعت في القاعدة الروسية في  مطار حميميم باللاذقية.

 

ويأتي ذلك بعد قرار وفد الهيئة العليا للمفاوضات الممثل للمعارضة تعليق مشاركته في المفاوضات ومغادرة أعضائه جنيف بسبب “عدم وجود تقدم في المسار الإنساني، وتعرض الهدنة لخروقات، وعدم إحراز تقدم في ملف المعتقلين، وعدم الاستجابة لجوهر القرار الدولي وبيان جنيف بتشكيل هيئة حكم انتقالي”.

 

وقال رئيس وفد المعارضة أسعد الزعبي إنه لا عودة إلى المفاوضات إلا بتطبيق القرارات الدولية، وأضاف “سنعود إلى جنيف عندما تزول الأسباب التي جعلتنا نعلق اشتراكنا في هذه المفاوضات. النظام غير جاد في العملية السياسية. النظام لا يريد عملية سياسية”.

 

ووصف الزعبي التصريحات بشأن استمرار المفاوضات بعد مغادرة المعارضة بالدعابة السخيفة.

 

وانتقدت روسيا موقف وفد المعارضة، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم إن قرار الانسحاب من محادثات السلام في جنيف ليس خسارة إلا للهيئة نفسها.

 

ناشطون سوريون يطالبون بإقالة دي ميستورا  

طالب ناشطون سوريون الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتنحية المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا من خلال عريضة على الموقع الشهير “آفاز” المختص بالحملات على الإنترنت.

 

واتهمت العريضة التي وقع عليها مئات الأشخاص المبعوث الأممي إلى سوريا بالمشاركة في عملية تلميع صورة -من سموه “مجرم الحرب”- الرئيس بشار الأسد، وهو ما يستدعي ضرورة تنحيته بحسب قولهم.

 

وأضافت العريضة أن دي ميستورا الذين عُيّن عام 2014، تغاضى عن آلاف المعتقلين داخل سجون النظام السوري ومئات الآلاف من المحاصرين، مشيرة إلى أن المبعوث الأممي انصاع لطلبات وفد النظام وحلفائه “حتى كاد يكون جزءا منه”، على حد تعبيرها.

 

ويأتي نشر العريضة في وقت أعلن فيه وفد المعارضة السورية إلى جنيف تعليق مشاركته بعد سلسلة مجازر ارتكبها النظام في مناطق مختلفة من سوريا منذ أيام.

 

وأتت هذه المطالبات عقب الخطاب الذي ألقاه دي ميستورا بعد فشل المفاوضات الأخيرة، حيث تجاهل المبعوث الأممي دوره الرئيسي في إدارة المفاوضات واقتصاره فقط على تنسيق بعض عمليات الإغاثة المتقطعة التي لم تلب احتياجات أي منطقة محاصرة.

 

وقد هاجم مغردون على تويتر مواقف المبعوث الأممي “المنحازة” للنظام، حسب وصفهم، وطالبوه بالتنحي، واعتبروا أن المجازر الأخيرة “عار على جبينه”.

 

المعارضة السورية رداً على لافروف: لا مفاوضات من دوننا

العربية.نت

قال رئيس المجلس الوطني السوري ونائب رئيس الوفد المفاوض إلى جنيف، جورج صبرا، إنه لا يمكن استئناف المفاوضات من دون وفد الهيئة العليا للمعارضة.

وأكدت هيئة المفاوضات السورية أنها الممثل الوحيد للمعارضة السورية في مفاوضات جنيف، قائلة في ردها على كل من الموفد الدولي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن النظام وحلفاءه الروسي والإيرانيين هم من يستعرضون بالجرائم التي يرتكبونها بحق السوريين.

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، صرح اليوم الجمعة بأن قرار الهيئة العليا للمفاوضات، الممثل الرئيسي للمعارضة السورية، الانسحاب من محادثات السلام في جنيف بشأن الصراع ليس خسارة سوى للهيئة نفسها. فيما وصف دي ميستورا انسحاب المعارضة السورية بالاستعراض الدبلوماسي، معلنا استئناف المفاوضات الأسبوع المقبل.

وكانت المعارضة السورية غادرت جنيف الخميس احتجاجا على انتهاكات النظام السوري. وقال كبير المفاوضين في هيئة التفاوض المعارضة محمد علوش، إنه يجب على النظام السوري وقف “المذابح” قبل استئناف المفاوضات. وأضاف علوش الذي يمثل جماعة جيش الإسلام المعارضة أنه لا يمكن استئناف محادثات السلام في جنيف والحكومة لم توقف “المذابح” وتطلق سراح آلاف السجناء.

وقبل أن يغادر محادثات جنيف، قال علوش موجهاً حديثاً لمفاوض الحكومة بشار الجعفري، إنه إذا كان يريد حكومة وحدة وطنية حقيقية فعليه أولا إطلاق سراح عشرة آلاف سيدة في السجون، وعشرات الآلاف من السجناء.

وكان المبعوث الأممي أعلن في وقت سابق، الخميس، أنه تم إحراز تقدم “متواضع” على صعيد توصيل المساعدات الإنسانية للسوريين المحاصرين، وإن الحكومة السورية ما زالت تمنع دخول الإمدادات الطبية والجراحية لبعض المناطق، ووصف ذلك بأنه أمر “غير مقبول”.

 

دي ميستورا يسمي انسحاب المعارضة استعراضاً والأخيرة ترد

العربية.نت – رويترز

أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا أن المفاوضات السورية ستستأنف الأسبوع القادم، رغم قرار المعارضة السورية الرئيسية المغادرة مبكراً، فيما رفضه باعتباره “استعراضاً دبلوماسياً”.

وقال دي ميستورا في مقابلة مع التلفزيون السويسري الناطق بالفرنسية إن 400 ألف شخص قتلوا في الحرب السورية الدائرة منذ5 سنوات. وأضاف “لا يمكن أن نسمح لهذا بأن ينهار. يجب أن نراجع وقف إطلاق النار… يجب أن نسرع المساعدات الإنسانية”.

في المقابل، أكدت المعارضة السورية أنها لم تتلق أي ضمانات لاستئناف المفاوضات. وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات منذر ماخوس إن الهيئة لم تقاطع المحادثات وإنما طالبت بتأجيلها حتى يرضخ النظام لشروط المفاوضات. وأكد أن عودة الهيئة للمفاوضات مرهون بالاستجابة لشروطنا وأهمها قضية المعتقلين ورفع الحصار وادخال المساعدات ووقف القصف والانتهاكات والمجازر.

كما أكد سمير نشار، عضو الائتلاف السوري المعارض في تصريح لقناة الحدث، تعليقاً على اعلان المبعوث الأممي استئناف المفاوضات، أنه لا يمكن للمعارضة الاستمرار بالمفاوضات دون مكتسبات على الأرض وأهمها احترام الهدنة ووقف الانتهاكات، ورفع الحصار وادخال المساعدات واطلاق المعتقلين.

وكانت المعارضة السورية غادرت جنيف الخميس احتجاجاُ على انتهاكات النظام السوري. وقال كبير المفاوضين في هيئة التفاوض المعارضة محمد علوش، إنه يجب على النظام السوري وقف “المذابح” قبل استئناف المفاوضات. وأضاف محمد علوش الذي يمثل جماعة جيش الإسلام المعارضة إنه لا يمكن استئناف محادثات السلام في جنيف والحكومة لم توقف “المذابح” وتطلق سراح آلاف السجناء.

وقبل أن يغادر محادثات جنيف، قال علوش موجهاً حديثا لمفاوض الحكومة بشار الجعفري إنه إذا كان يريد حكومة وحدة وطنية حقيقية فعليه أولا إطلاق سراح عشرة آلاف سيدة في السجون وعشرات الآلاف من السجناء.

وكان المبعوث الأممي أعلن في وقت سابق الخميس أنه تم إحراز تقدم “متواضع” على صعيد توصيل المساعدات الإنسانية للسوريين المحاصرين، وإن الحكومة السورية ما زالت تمنع دخول الإمدادات الطبية والجراحية لبعض المناطق، ووصف ذلك بأنه أمر “غير مقبول”.

 

الائتلاف الوطني المعارض: أي حل لا يضمن رحيل الأسد منذ المرحلة الانتقالية سيكون فاشلا

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 21 أبريل 2016

استانبول- رأى رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أنس العبدة أن “أي حل مقترح في سورية لا يضمن رحيل الأسد منذ بداية المرحلة الانتقالية سيكون محكوماً عليه بالفشل وفاقداً للمصداقية”.

 

جاء ذلك خلال لقائه  مع نائب الأمين العام لهيئة العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي يلغا شميت، والوفد المرافق لها، بمقر الائتلاف، حيث تناول اللقاء آخر المستجدات في العملية السياسية والملف التفاوضي والتحديات التي تواجهه، حسبما أفاد المكتب الإعلامي للإئتلاف

 

وقال العبدة  إن “موقف الائتلاف مؤيد لموقف الهيئة العليا للمفاوضات في ظل انسداد الأفق العام أمام محادثات جنيف، وعدم جدية نظام الأسد في إرادة الحل”،  وحذر من “خطورة استمرار الوضع الحالي الذي يخرق فيه النظام وحلفاؤه الهدنة، ويستمر في استهداف المدنيين، حيث لم يرفع الحصار عن أي منطقة ولم يحدث أي تقدم في قضية المعتقلين”.

 

واعتبر  رئيس الإئتلاف أن تعليق المفاوضات في جنيف “يمكن النظر إليه كفرصة لمجموعة العمل الدولية لمراجعة ما تم إنجازه والتوصل الى آليات ومخرج لتفادي انهيار العملية التفاوضية”. مع النظام السوري

 

نقل المكتب الإعلامي “تأكيد  شميت على دعم الاتحاد الأوروبي للمعارضة السورية ومطالب الثورة السورية وحرصه على دعم العملية السياسية الجارية وصولاً إلى الانتقال السياسي”، مشيرة إلى أن “الاتحاد يدعم بشكل كامل تقرير السوريون بأنفسهم مستقبل بلادهم وعدم السماح لآخرين بتقرير مصيرهم بناء على مصالح بعيدة عن مصلحة الشعب السوري”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى