أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 23 شباط 2018

محاولات روسية لمنح النظام السوري مهلة للحسم في الغوطة

موسكو، نيويورك – «الحياة»

 

لليوم الخامس على التوالي، واصلت قوات النظام السوري قصفها بالغارات والقذائف الصاروخية، الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، في تصعيد أودى بحياة 400 مدني على الأقل، فيما شهد مجلس الأمن مواجهة جديدة بين روسيا والدول الغربية خلال مناقشة الهدنة في الغوطة، التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها «جحيم على الأرض». وأعلنت روسيا أن لا فائدة من التصويت على مشروع قرار كويتي – سويدي لوقف النار في الغوطة.

 

وبعد ساعات من دعوة روسيا إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، كرّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتهام فصائل المعارضة بتعطيل «اتفاق» على خروج مسلحي «هيئة تحرير الشام» من الغوطة، وحدد شروط موسكو للموافقة على أي قرار أممي في شأن وقف النار، رافضاً تحميل النظام أي مسؤولية عن التصعيد. وحمّل ديميتري بيسكوف الناطق باسم الرئاسة الروسية مسؤولية التصعيد في المنطقة إلى «أطراف تدعم الإرهابيين هناك وليس روسيا وشركاءها». ورأى مراقبون أن المواقف الروسية تعكس رغبةً بإعطاء النظام وقتاً إضافياً للضغط على الفصائل وحسم الأوضاع عسكرياً.

 

وقال لافروف: «قبل بضعة أيام عرض جيشنا في سورية على المقاتلين انسحاباً آمناً من الغوطة الشرقية على غرار إجلاء المقاتلين وعائلاتهم الذي تم الترتيب له شرق حلب». وأضاف أن «جبهة النصرة وحلفاءها رفضوا في شكل قاطع العرض وهم (…) يستخدمون المدنيين في الغوطة الشرقية دروعاً بشرية». ولفت إلى إن روسيا «مستعدة للنظر» في مشروع قرار لمجلس الأمن يدعو إلى وقف النار ثلاثين يوماً، «ما دام ذلك لا يشمل تنظيمي داعش وجبهة النصرة والجماعات الأخرى التي تقصف المناطق السكنية في دمشق».

 

ودعت البعثتين السويدية والكويتية مجلس الأمن، إلى عقد اجتماع فوري «بأسرع ما يمكن» أمس، للتصويت على مشروع قرار يطالب بوقف النار لمدة 30 يوماً في سورية. ووصف المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا المحادثات في مجلس الأمن بأنها «صعبة»، وأعرب عن أمله في أن يصوّت المجلس على قرار لإنهاء القتال في الغوطة الشرقية، قائلاً «من الضروري تجنّب حدوث مذبحة لأن التاريخ سيصدر حكمه علينا».

 

وردّت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي على تصريحات نظيرها الروسي فاسيلي نيبنزيا، التي قال فيها إن «الجيش السوري يقاتل إرهابيين وهم يقصفون دمشق»، ورأت أنه «من غير المعقول الادعاء بكل بساطة أن هذه الهجمات على المدنيين مرتبطة بمكافحة الإرهاب». وأضافت في بيان أمس أنه «حان الوقت للقيام بتحرّك فوري على أمل إنقاذ حياة رجال ونساء وأطفال يتعرضون لهجوم من جانب نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد الوحشي»، مؤكدة أن الولايات المتحدة ستدعم مشروع القرار «كما يجب أن يفعل كل عضو في المجلس».

 

وأعلن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن رفض بلاده لمشروع القرار الكويتي-السويدي حيال وقف النار، وقال: «لا نحتاج إلى قرار أممي رمزي بل إلى ضمانات على الأرض من أجل تطبيق أي هدنة وإدخال المساعدات».

 

وأضاف: «الشائعات والبروباغاندا تروج للغوطة وكأنها منطقة للمسشفيات فقط، فيما الجيش السوري يقصف المستشفيات، لكن الواقع أن في الغوطة آلاف المقاتلين وبينهم (مسلحو) تنظيمات إرهابية ممن يستخدمون المراكز الطبية مواقع عسكرية ويقصفون دمشق بعشرات الصواريخ، وهو ما لا يتحدث عنه أحد».

 

وأبلغت البعثة السويدية لدى الامم المتحدة الصحافيين مساء أمس، أن الدعوة الى جلسة للتصويت على مشروع القرار «لم يُحدّد موعدها بعد»، مؤكدة على ضرورة تحرك مجلس الأمن بشكل عاجل لوقف «الكارثة الإنسانية» خصوصاً في الغوطة.

 

وقال السفير السويدي أولوف سكوغ إن مشروع القرار المقترح «سيغير الوضع على الأرض لأن قوافل الأمم المتحدة مستعدة للتحرك فوراً». واستمع مجلس الأمن أمس الى إحاطة من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك الذي جدد الدعوة الى إعلان هدنة فورية في سورية وخصوصاً في الغوطة.

 

وفي ظلّ عجز المجتمع الدولي عن وقف المجزرة المستمرة في الغوطة، أكّد رئيس «هيئة التفاوض» السورية المعارضة نصر الحريري أن «أي مبادرة تتجاهل أسباب المذبحة وتقضي بإخراج الأهالي من منازلهم، هي عمليات تهجير قسري ومخالفة للقوانين الدولية وجريمة حرب». وأضاف في تغريدات عبر «توتير» أمس، أن «الحلول الدولية المقترحة حول وقف الإبادة في الغوطة، تدل على عدم وجود رغبة حقيقية في إنهاء ما يحصل في سورية إلى الأبد، إضافة إلى التساهل بمصير المدنيين».

 

وبلغت حصيلة القصف الجوي والمدفعي بالصواريخ والبراميل المتفجرة في الغوطة على مدى الأيام الـ5 الماضية أكثر من 400 قتيل مدني، وفق أحدث معلومات لـ «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي أوضح أن 46 مدنياً على الأقل قتلوا أمس فقط.

 

على صعيد آخر، ناشدت «وحدات حماية الشعب» الكردية النظام السوري إرسال عناصر من صفوفه للمساعدة في صدّ الهجوم التركي على عفرين شمال غربي البلاد، مشيرة إلى أن العناصر الموالية لدمشق التي انتشرت في «الصفوف الأمامية» غير كافية. أتى ذلك في وقت أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن دخول قوات نظامية سورية إلى منطقة خاضعة لسيطرة المقاتلين الأكراد في مدينة حلب أمس، وهي أنباء نفتها «الوحدات» الكردية.

 

إلى ذلك، واصلت روسيا تجريب أسلحتها في سورية، ونقلت وكالة «انترفاكس» عن مصدرين، أن مقاتلتين من الجيل الخامس «سوخوي 57» موجودتان في سورية، ووصلتا إلى قاعدة حميميم، ولم تكشف المصادر عن مهمة الطائرتين في الحرب السورية. ونفت موسكو مشاركتها في الحملة الجوية على الغوطة. وصرح الجنرال فلاديمير شامانوف الذي يترأس لجنة نيابية مكلفة الدفاع أمام مجلس النواب (الدوما) أمس، «اختبرنا في دعمنا للشعب السوري أكثر من 200 نوع جديد من الأسلحة».

 

غارات جديدة للنظام على الغوطة الشرقية قبل تصويت في الأمم المتحدة

بيروت – رويترز

 

سقطت دفعة جديدة من القنابل على الغوطة الشرقية في سورية اليوم (الجمعة)، وصفها شاهد بإحدى البلدات بأنها الأسوأ حتى الآن، وذلك قبل تصويت في مجلس الأمن للمطالبة بفرض وقف لإطلاق النار لمدة 30 يوماً في أنحاء البلاد.

 

ولليوم السادس على التوالي قصفت طائرات حربية الجيب المكتظ بالسكان شرقي العاصمة، وهو آخر معقل لمقاتلي المعارضة قرب دمشق. ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 417 شخصاً وإصابة مئات آخرين.

 

وتقول منظمات خيرية طبية إن الطائرات أصابت أكثر من عشرة مستشفيات الأمر الذي يجعل مهمة علاج المصابين شبه مستحيلة.

 

وذكرت المرصد ومقره بريطانيا أن طائرات الحكومة ومدفعيتها استهدفت دوما وزملكا وبلدات أخرى في الجيب في الساعات الأولى من صباح اليوم. وأفاد شاهد في دوما، طلب عدم نشر اسمه، عبر الهاتف أن القصف الذي حدث في الصباح الباكر هو الأشد حتى الآن.

 

وحملة القصف التي بدأت منذ مساء يوم الأحد هي من بين الأشد في الحرب التي تقترب من عامها الثامن.

 

وقال الدفاع المدني في الغوطة الشرقية إن عماله هرعوا لمساعدة المصابين بعد الضربات على بلدة حمورية صباح اليوم. وأوضحت خدمة الطوارئ التي تعمل في أراض تحت سيطرة المعارضة إنها انتشلت المئات من تحت الأنقاض في الأيام الأخيرة.

 

ولم يرد تعقيب بعد من الجيش السوري. وتقول دمشق وموسكو إنهما لا تستهدفان سوى المتشددين وإنهما تريدان منع مقاتلي المعارضة من قصف العاصمة بالمورتر. واتهمتا مقاتلي المعارضة باحتجاز السكان دروعا بشرية في الغوطة.

 

ويعيش قرابة 400 ألف شخص في الغوطة الشرقية وهو جيب مؤلف من بلدات ومزارع تحاصره الحكومة منذ 2013.

 

من جهته طالب مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي مستورا بفرض هدنة لوقف واحدة من أسوأ الهجمات الجوية خلال الحرب ومنع وقوع «مذبحة».

 

ويدرس مجلس الأمن الدولي قراراً صاغته الكويت والسويد يطالب «بوقف الأعمال القتالية في أنحاء سورية لمدة 30 يوماً للسماح بتسليم المساعدات وعمليات الإجلاء الطبية».

 

ومن المقرر التصويت على القرار اليوم الجمعة. ولا يشمل القرار جماعات تنظيمي «الدولة الإسلامية» (داعش) و«القاعدة» و«جبهة النصرة». وتقول موسكو ودمشق إنهما يستهدفان هذه التنظيمات في الغوطة.

 

وقال دي ميستورا في بيان تلته الناطقة باسم الأمم المتحدة أليساندرا فيلوتشي خلال إفادة في جنيف، إن وقف إطلاق النار ينبغي أن يتبعه دخول فوري للمساعدات الإنسانية بلا أي معوقات وإجلاء للمرضى والمصابين إلى خارج الغوطة.

 

وأضاف أن على الدول الضامنة لعملية آستانة، وهي روسيا وإيران وتركيا، الاجتماع بسرعة لإعادة تثبيت مناطق عدم التصعيد في روسيا. وجاء بيان دي ميستورا قبل ساعات من اجتماع مجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار الهدنة.

 

الجيش التركي يقصف قافلة متجهة إلى منطقة عفرين

بيروت، اسطنبول – رويترز

 

قصف الجيش التركي بالمدفعية قافلة أثناء اتجاهها إلى منطقة عفرين السورية الخاضعة لسيطرة الأكراد قالت أنقرة إنها تقل مقاتلين وأسلحة، لكن القوات الكردية قالت إنها كانت تنقل مدنيين قادمين ومعهم طعام وأدوية.

 

وقال الجيش التركي في بيان اليوم (الجمعة)، إن قافلة تضم ما بين 30 و40 سيارة لمقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية اقتربت من البلدة الرئيسة في منطقة عفرين في شمال غربي سورية. وأضاف البيان أن المدفعية استهدفت القافلة التي «تحمل إرهابيين وأسلحة وذخائر».

 

وقالت «وحدات حماية الشعب» الكردية إن القافلة التي وصلت عفرين في وقت متأخر أمس كانت تنقل مدنيين من منطقة الجزيرة الواقعة إلى الشرق ومن بلدات أخرى تحت سيطرة القوات الكردية.

 

وقال الناطق الرسمي باسم «الوحدات» في عفرين بروسك حسكة إن القافلة كانت تضم المئات. وأدى القصف لاشتعال النار في بعض السيارات ومقتل شخص وإصابة ما لا يقل عن عشرة آخرين.

 

وقال حسكة: «القافلة كانت متجهة لعفرين للتضامن مع أهالي عفرين وكانت تحمل مساعدات مكونة من أغذية ومواد طبية».

 

وبدأت تركيا هجوماً على عفرين الشهر الماضي سعياً لإبعاد «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعتبرها تركيا مصدر تهديد على حدودها. وتنفي أنقرة إصابة مدنيين خلال الهجوم.

 

وقال الجيش التركي اليوم: «كما جرت العادة أبدينا كل اهتمام وحساسية حتى لا يتعرض المدنيون للأذى». وعرض مقطع فيديو التقط من الجو تظهر فيه سلسلة انفجارات وتصاعد للدخان من طريق ريفي.

 

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم إن الجيش يبذل كل جهد ممكن لتجنب تأذي أي مدنيين مما يطيل أمد العملية. ووصف وزير الدفاع نور الدين جانيكلي من قبل تقارير تحدثت عن إصابة مدنيين بأنها كاذبة.

 

وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» اليوم إنها حققت في ثلاث هجمات في عفرين الشهر الماضي لم تتمكن فيها القوات التركية من منع سقوط ضحايا مدنيين.

 

وأضافت: «يبدو أن المدنيين يواجهون التشريد والموت بسبب طريقة تنفيذ الهجوم التركي الأخير».

 

أردوغان: سنواصل غصن الزيتون باستراتيجية جديدة بعد محاصرة مركز عفرين

أنقرة: قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، “سنواصل عملية غصن الزيتون باستراتيجية جديدة بعد محاصرة مركز عفرين في أقرب وقت”.

 

جاء ذلك في كلمة له باجتماع رؤساء أفرع حزب العدالة والتنمية في الولايات التركية بمقر الحزب بالعاصة أنقرة، الجمعة.

 

وأكد أردوغان أنه تم تحييد ألف و873 مسلحا والسيطرة على مساحة تقارب 415 كلم في إطار غصن الزيتون التي اطلقها الجيش التركي ضد الإرهابيين في عفرين شمالي سوريا.

 

وأضاف، “سنواصل عملية غصن الزيتون باستراتيجية جديدة بعد محاصرة مركز مدينة عفرين في أقرب وقت وقطع ارتباط الإرهابيين مع الخارج”.

 

وأعرب عن توقعه بحصول تقدم أسرع في العملية في المرحلة المقبلة بعد أن تم تطهير معظم التلات الاستراتيجية في المنطقة من المسلحين.

 

وأردف بالقول، “سيمر هذا الصيف حاميًا على التنظيم الإرهابي (ب ي د/ بي كا كا) وداعميه، وسنطّهر منبج من الإرهابيين أولاً بعدها سنواصل طريقنا دون توقف إلى حين تأمين أمن شرقي الفرات بالكامل”.

 

وأشار أردوغان إلى أن سكان المنطقة من العرب والأكراد والتركمان “ممتنين جداً لاستتباب الأمن والاستقرار في مناطقهم المحررة من الإرهابيين على يد تركيا”.

 

وأضاف أن “منطقة عفرين سيتم تطهيرها من الإرهابيين في أقرب وقت، وسيتم إعادة مئات الآلاف من سكان المنطقة الموجودين في تركيا إلى بلادهم”.

 

وانتقد أردوغان بشدة تصريحات الناطقة باسم وزارة الدفاع الأمريكية، التي أشارت إلى سقوط ضحايا مدنيين في عفرين، ونقلها “أخبارًا كاذبة وخاطئة، وانزعاجها من عملية غصن الزيتون التي تجري ضد الإرهابيين، في حين لم تبد أي انزعاج حيال مقتل مئات المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ يوميًا في الغوطة الشرقية”.

 

وأكد أردوغان أن الجيش التركي يبدي حرصه على “عدم إلحاق الضرر بأي مدني لغاية اليوم، الأمر الذي أدى إلى إطالة مدة عملية غصن الزيتون”. مبينًا “لو لم نفرق بين الإرهابيين والمدنيين لكانت العملية العسكرية في عفرين منتهية منذ وقت طويل”.

 

ولفت أردوغان أن من يدعي مقتل مدنيين في عملية غصن الزيتون عليه أن ثبت ذلك. مضيفًا (في إشارة إلى الولايات المتحدة) “هم قاموا بداية بتسليح (ي ب ك/ بي كا كا) وتدريبهم، وأغدقوا عليهم الأموال، فندعوهم أن يتبنوا قضية المدنيين الذين قتلوا، ودمرت منازلهم، وتم تهجيرهم من أراضيهم، واُخذ أبناءهم منهم بالقوة على يد أولئك الإرهابيين”.

 

ومنذ 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، يستهدف الجيشان التركي و”السوري الحر”، ضمن عملية “غصن الزيتون”، المواقع العسكرية لتنظيمي “ب ي د/ ي ب ك/ بي كا كا” والدولة الاسلامية “داعش”، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار.

 

ووصل عدد النقاط التي حررتها “غصن الزيتون” منذ انطلاقها، إلى 100، بينها مركز ناحية، و72 قرية، و6 مزارع، و20 جبلًا وتلة استراتيجية، وقاعدة عسكرية واحدة.(الأناضول)

 

غرفة عمليات “دحر الغزاة” تبدأ حملة صاروخية ضد قوات النظام في سوريا

دمشق: أعلنت غرفة عمليات “دحر الغزاة” السورية المعارضة والموزعة في عدد من المحافظات السورية، الجمعة، بدء حملة صاروخية مشتركة لنصرة غوطة دمشق الشرقية تحت اسم (الغضب للغوطة) ضد مواقع القوات الحكومية السورية.

 

وقالت غرفة العمليات في بيان رسمي الجمعة إن “غرفة عمليات دحر الغزاة بفصائلها في الشمال السوري المتوزعة على حماة وإدلب والساحل وحلب تطلق مع فصائل الجنوب في درعا والقنيطرة والبادية والغوطة والقلمون حملة صاروخية مفتوحة تستهدف المواقع العسكرية الهامة للقوات الحكومية والإيرانية في عموم سوريا تحت اسم الغضب للغوطة”.

 

وأكد بيان الغرفة “الهدف من الحملة نصرة أهلنا في الغوطة، لأن النظام وإيران وروسيا يشنون حملة إبادة ضد أهلنا في الغوطة من نساء وأطفال ومدنيين، وستكون الحملة مركزة على أهداف عسكرية مهمة للنظام، وأماكن حساسة من مطارات ومرابض مدفعية وتجمعات عسكرية، وهي حملة مفتوحة حتى إشعار آخر لتساهم في ردع النظام وحلفائه”.

 

وقال مصدر في المعارضة السورية إن “فصائل الجبهة الساحلية بدأت صباح اليوم باستهداف نقاط القوات الحكومية والسكنات العسكرية في مدينة صلنفة والقرداحة بعدد من صواريخ الجراد، في حين ردت قوات النظام بقصف مدينة جسر الشغور وريفها الغربي بأكثر من 150 صاروخ جراد، أدت إلى استشهاد مدني وإصابة عدد آخر بجروح”.

 

وتابعت القوات الحكومية، المدعومة بسلاح الجو، عمليات القصف المكثف على مناطق الغوطة شرق العاصمة السورية دمشق، مخلفة قتلى وجرحى ودمار واسع. (د ب أ)

 

 

 

——————–

 

 

 

أنقرة تطلب من روسيا وإيران “وقف” هجوم النظام السوري على الغوطة الشرقية

اسطنبول: حثت تركيا الجمعة روسيا وإيران، الداعمتين الأبرز للرئيس بشار الأسد، على “وقف” النظام السوري الذي يشن منذ الأحد غارات على الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة أسفرت عن مقتل أكثر من 400 مدني.

 

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو إن “على روسيا وإيران وقف النظام السوري”، معتبرا أن الهجوم على الغوطة ومحافظة إدلب الخاضعة كذلك لسيطرة المعارضة “يتعارض” مع الاتفاقات التي توصلت إليها أنقرة وموسكو وطهران في إطار المحادثات التي جرت في استانا.(أ ف ب)

 

القصف الوحشي يستهدف غوطة دمشق لليوم الخامس

واشنطن تدين هجمات النظام وروسيا… وميركل تطالب بإنهاء المذبحة وتصويت لمجلس الأمن حولها اليوم

عواصم ـ «القدس العربي» من هبة محمد ومحمد المذحجي ووكالات: على الرغم من حملة الاستنكار والشجب الكبيرة، عربيا وإسلاميا ودوليا، أصر النظام السوري والقوات الروسية والميليشيات المتحالفة معهما على الاستمرار في ارتكاب المجازر ضد أهالي الغوطة الشرقية، واتباع سياسة الأرض المحروقة. فقد استهدفت قوات النظام أمس بالغارات والقذائف الصاروخية الغوطة المحاصرة قرب دمشق لليوم الخامس على التوالي، في تصعيد أودى بحياة 382 مدنيا، فيما يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا للتصويت على مشروع قرار حول هدنة لما وصفته الأمم المتحدة بـ«جحيم على الأرض».

ووثقت مصادر حقوقية في ريف دمشق مقتل 13 مدنيا، وإصابة العشرات بجروح، صباح أمس، بقصف صاروخي ومدفعي إضافة الى البراميل المتفجرة التي ألقتها مروحيات النظام السوري على أحد الأسواق الشعبية في مدينة دوما، فيما انتهت إحصائية قتلى يوم الأربعاء بقائمة تزيد عن 58 مدنيا بقصف عشوائي على مدن وبلدات ريف دمشق الشرقي، بينهم 6 مدنيين قتلوا في غارات جوية شنها الطيران الحربي السوري والروسي، إضافة إلى خمسة براميل متفجرة ألقاها الطيران المروحي على بلدة حمورية، و35 مدنيا آخرين لقوا حتفهم في مجزرة في بلدة كفربطنا. ووفقا للدفاع المدني السوري فإن العدد مرجح للزيادة بسبب كثرة الحالات الخطرة.

ولاقت ارتكابات النظام السوري ضد أهالي الغوطة من مجازر ردود فعل واسعة عربيا ودوليا. المفوض السامي في الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، زيد بن رعد الحسين، قال إن «الحالة في سوريا تستدعي بشكل صارخ إحالتها إلى المحكمة الجنائية الدولية»، في ظل ما وصفها بـ«سبع سنوات من العجز في مجلس الأمن». وطالب المفوض السامي في بيان نقله الحساب الرسمي للأمم المتحدة في «تويتر» الخميس، الدول ببذل مزيد من الجهود لتحقيق السلام في سوريا، مضيفا: «لقد كان القيام بهذه الحرب وإدارتها أمرا مخزيا منذ البداية، وإن الفشل في إنهائها يدل على فشل ذريع للدبلوماسية الدولية، وكم من البربريّة يحتاج المجتمع الدوليّ بعد قبل أن يصرخ بصوت واحد ويقول كفى قتلا للأطفال، كفى تفكيكا للأسر، كفى عنفا، وكي يتحرّك بحزم ويضع حدّا للإبادة الوحشيّة هذه؟».

كما جاء الموقف الألماني قويا حيث قالت المستشارة أنغيلا ميركل، في كلمة أمام البرلمان، أمس، إن ما يجري في سوريا حاليا، مذبحة يجب إدانتها وإنهاؤها، داعية إلى تدخل أكبر للاتحاد الأوروبي في الأزمة السورية. وأوضحت ميركل «ما نراه حاليا، الأحداث المرعبة في سوريا… عملية النظام ليست موجهة ضد الإرهابيين، ولكن ضد شعبه»، في إشارة إلى عملية النظام العسكرية في الغوطة الشرقية بمحيط ريف دمشق. وتابعت «قتل الأطفال، وتدمير المستشفيات، كل هذا مذبحة يجب إدانتها». ومضت قائلة «يجب أن يتدخل الاتحاد الأوروبي بشكل أكبر في الأزمة السورية، يجب أن نفعل كل ما في وسعنا لننهي هذه المذبحة».

من جهتها أعربت منظمة التعاون الإسلامي عن إدانتها الشديدة لاستمرار القصف الوحشي الذي تتعرض له الغوطة الشرقية في سوريا، مما خلف قتلى وجرحى وتدميرا للمباني المدنية. وكانت وزارة الخارجية القطرية أدانت، في بيان، «المجازر» وحملات القصف الجوي المكثف التي ترتكبها قوات النظام السوري هناك.

من جانبه قال رئيس هيئة التفاوض التابعة للمعارضة السورية، نصر الحريري، أمس في بروكسل، إن الوضع الآن في الغوطة يزداد تعقيدا، وأصبح كارثيا بشكل أكبر دون أي رد فعل حتى هذه اللحظة من المجتمع الدولي ولا ينبغي للاتحاد الأوروبي أن يمنح أي شرعية للحكومة السورية.

وقال ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا «لا بد من تجنب حدوث مذبحة لأن التاريخ سيحكم علينا». ودعا مجلس الأمن الدولي لإعلان وقف لإطلاق النار. وقالت روسيا حليفة الرئيس السوري بشار الأسد والتي تملك حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن إن بإمكانها تأييد هدنة مدتها 30 يوما لكن لا تشمل المتشددين الإسلاميين الذين تقول إن عملية الغوطة الشرقية تستهدفهم.

كما أدانت الإدارة الأمريكية هجمات النظام السوري وروسيا، على الغوطة المحاصرة. جاء ذلك في بيان للبيت الأبيض أوضح فيه أنه ينبغي على المجتمع الدولي إدانة هذه الهجمات المروعة. وقال البيان إن تدمير المؤسسات الصحية واستمرار الحصار على الغوطة الشرقية مثير للقلق. وأشار إلى أنه ينبغي أن لا يُستفز نظام الأسد أكثر من قبل داعميه في روسيا وإيران، لافتا إلى الحاجة إلى تطوير حل سياسي وفق قرار الأمم المتحدة رقم 2254 الصادر في إطار مباحثات أستانة.

وفي نبأ مقتضب أشارت وكالات الأنباء إلى أن مندوب السويد لدي الأمم المتحدة قال للصحافيين إن تصويت مجلس الأمن على مشروع قرار الغوطة ربما يكون اليوم الجمعة.

من جهته وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، أليستر بيرت، قال إن ملايين الرجال والنساء والأطفال الأبرياء في سوريا بحاجة للمساعدة أكثر من أي وقت مضى. وأشار بيرت، في بيان له أمس، إلى استخدام رئيس النظام السوري بشار الأسد «عديم الإحساس»، الغذاء حتى الوقت الراهن، كسلاح خلال الحرب.

المسؤول السياسي في جيش الإسلام السوري المعارض، محمد علوش، نفى ما أوردته إحدى الصحف المقربة من النظام السوري، صباح أمس، عن قيامه ورئيس «تيار الغد» السوري المعارض، أحمد الجربا، بالتفاوض برعاية مصرية من جهة، والجانب الروسي من جهة ثانية، من أجل إيقاف العملية العسكرية المتوقعة للجيش السوري في الغوطة الشرقية. وشدد علوش على رفض مقترح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المؤيد لوجهة نظر الحكومة السورية، والخاص بخروج المقاتلين إلى الشمال السوري مع بقاء المدنيين، أي تكرار سيناريو حلب.

إيرانيا أكد نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الدولية والقانونية عباس عراقجي، معلقا على الأوضاع في الغوطة الشرقية، بأن الجميع قلقون بشأن ما يحصل هناك. وخلال حديثه الخاص لقناة البي بي سي البريطانية، أشار كبير المفاوضين الإيرانيين إلى تزايد تعقيد الأوضاع في سوريا، مضيفا أنه لو لم يكن الوجود الإيراني في سوريا لاحتل تنظيم الدولة «داعش» دمشق وبيروت وباقي المناطق. وأشار الى ان الهدف من وجود القوات الإيرانية في سوريا هو محاربة الإرهاب، وليس تشكيل جبهة جديدة ضد إسرائيل.

هذا ظهرت أمس الخميس، ثلاث لوحات إعلانية تحمل رسالة إدانة لتقاعس مجلس الأمن الدولي بشأن سورية خارج المقر الرئيسي للأمم المتحدة.

وظهرت اللوحات على جانب شاحنات «فان» صغيرة في محاكاة لفكرة الفيلم الحائز على جائزة أفضل فيلم درامي «ثلاث لوحات إعلانية خارج إيبينج، ميسوري»، حيث وضعت أم ثلاث لوحات إعلانية في نداء للفت الانتباه إلى عدم حل لغز مقتل ابنتها.

وكتب على اللوحات الثلاث رسالة تقول «500 ألف قتيل في سوريا، ولا يوجد أي تصرف حيال ذلك؟ كيف هذا؟ « وأعقب الرسالة هاشتاغ # أنقذوا الغوطة#.

وتقدمت الكويت والسويد بمشروع قرار الى مجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في سورية.

 

مجازر النظام في الغوطة متواصلة لليوم الخامس… قصف الأحياء الشعبية والمشافي والضحايا بالمئات

مفوض الأمم المتحدة: الحالة في سوريا تستدعي بشكل صارخ إحالتها إلى «الجنائية الدولية»

هبة محمد

دمشق – «القدس العربي»: لليوم الخامس على التوالي يواصل النظام السوري وحليفه الروسي قتل الأهالي المحاصرين في ضواحي مدينة دمشق الشرقية، حيث حصدت المقاتلات الحربية الروسية والسورية أرواح ما يقارب 300 مدني خلال أيام، نصفهم من النساء والأطفال وخلفت الكثير من المفقودين والجرحى ومبتوري الأطراف.

ووثقت مصادر حقوقية في ريف دمشق مقتل 13 مدنياً، وإصابة العشرات بجروح، صباح امس الخميس، بقصف صاروخي ومدفعي إضافة إلى البراميل المتفجرة التي ألقتها مروحيات النظام السوري على احد الأسواق الشعبية في مدينة دوما، فيما انتهت إحصائية قتلى يوم الأربعاء بقائمة قتلى تزيد عن 58 مديناً بقصف عشوائي على مدن وبلدات ريف دمشق الشرقي، بينهم 6 مدنيين قتلوا بغارات جوية شنها الطيران الحربي السوري والروسي إضافة إلى خمسة براميل متفجرة ألقاها الطيران المروحي على بلدة حمورية، و35 مدنياً آخرين لقوا حتفهم في مجزرة في بلدة كفربطنا، ووفقاً للدفاع المدني السوري فإن العدد مرجح للزيادة بسبب كثرة الحالات الخطرة.

مديرية الصحة في دمشق وريفها، ذكرت ان 291 مدنياً قتلوا خلال 72 ساعة فقط، جراء القصف المكثف على الغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق، وأضاف المصدر في بيان له امس ان حصيلة ضحايا الغوطة الشرقية في الفترة الممتدة من التاسع عشر من الشهر الحالي وحتى العشرين منه بلغت 211 قتيلاً بينهم 43 امرأة و35 طفلًا، بالإضافة إلى 697 جريحاً، منهم 199 خضعوا لعمليات جراحية، فيها ثلاث حالات بتر أطراف علوية.

 

استهداف الكوادر الطبية

 

وذكرت المديرية أنه في الواحد والعشرين من الشهر الحالي زادت حصيلة القتلى عن أكثر من 80 مديناً (رجال ونساء وأطفال)، فيما ارتفع عدد الجرحى إلى 300 في يوم واحد، مشيرة إلى ان من بين القتلى ثلاثة من الكوادر الطبية، ومتطوعاً من الدفاع المدني، إضافة لاستهداف سيارتي إسعاف بالقصف، كما أكدت خروج منشآت طبية من مراكز رعاية أولية وإسعاف ومشاف عن الخدمة، وذلك إما بشكل جزئي أو كلي.

وكالة الأنباء الفرنسية ذكرت أن عدد الضحايا منذ يوم الأحد الماضي ارتفع إلى أكثر من 330 قتيلاً بينهم نحو 70 طفلاً، في حين تجاوز عدد الإصابات 1500 وقال المفوض السامي في الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، زيد بن رعد الحسين، إن «الحالة في سوريا تستدعي بشكل صارخ إحالتها إلى المحكمة الجنائية الدولية»، في ظل ما وصفه بـ «سبع سنوات من العجز في مجلس الأمن».

وطالب المفوض السامي في بيان نقله الحساب الرسمي للأمم المتحدة في «تويتر» الخميس، الدول بذل مزيد من الجهود لتحقيق السلام في سوريا، مضيفاً: «لقد كان القيام بهذه الحرب وإدارتها أمراً مخزياً منذ البداية، وإن الفشل في إنهائها يدل على فشل ذريع للدبلوماسية الدولية، وكم من البربريّة يحتاج المجتمع الدوليّ بعد قبل أن يصرخ بصوت واحد ويقول كفى قتلاً للأطفال، كفى تفكيكًا للأسر، كفى عنفًا، وكي يتحرّك بحزم ويضع حدًّا للإبادة الوحشيّة هذه؟».

وأضاف «منذ أن صعدت الحكومة السوريّة وحلفاؤها، في4 شباط/ فبراير، الهجوم على الغوطة الشرقيّة التي تسيطر عليها المعارضة، سُجِّل وقوع أكثر من 1,200 إصابة بين صفوف المدنيّين، بما في ذلك 346 قتيلاً على الأقل و878 جريحًا.

المجلس المحلي في بلدة جسرين أعلن أمس الخميس، البلدة «منكوبة» في ظل استمرار القصف المكثف على مدار الـ72 ساعة الماضية على الأحياء السكنية فيها، وسط التصعيد على مدن وبلدات الغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق، وذكر «محلي جسرين» في بيان نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن الحملة في الأيام الثلاثة الماضية أدت لخروج المركز الطبي الوحيد في البلدة عن الخدمة نتيجة استهدافه بغارتين جويتين، إضافة لتوقف خدمات مكاتب المجلس كافة عن الخدمة، منها إيصال المياه للمنازل، مضيفاً ان روسيا وإيران وقوات النظام تستخدم «سياسة الأرض المحروقة» في ظل تعمد استهدافها البنى التحتية والمراكز الحيوية والمستودعات الاحتياطية والأسواق الشعبية في جسرين، وسط توقف الحركة بشكل تام في البلدة بسبب القصف العشوائي والمكثف.

وأشار المجلس إلى معاناة 3000 عائلة بجسرين في ظل الخوف والجوع والبرد القارس، إضافة إلى تفشي الأمراض بسبب فقدان المياه الصالحة للاستعمال وعدم وجود ملاجئ صحية معدة للسكن»، موجهاً في الوقت ذاته نداء إلى المنظمات الحقوقية والإنسانية لوقف ما وصفها بالمذبحة في الغوطة الشرقية.

 

استهداف تجمع المدنيين

 

مصادر أهلية لـ «القدس العربي» اكدت تقصي المقاتلات الحربية الروسية والسورية أماكن تجمع المدنيين والمراكز الخدمية والصحية حيث تستهدف الصواريخ والقذائف المشافي والمراكز الطبية والأفران في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، إضافة إلى قصف مراكز الدفاع المدني، الأمر الذي اسفر عن خروج معظم مراكز الاستشفاء عن الخدمة ومنها «مركز بيت سوى الصحي»، و»مركز الرحمة الطبي» في بلدة حزة، ومستشفى جوبر ومستشفى عربين، إضافة إلى الأفران الآلية في المناطق المستهدفة ومنها الفرن الآلي في بلدة «حزة».

مديرية صحة دمشق وريفها ذكرت في بيان لها أمس، إن هناك تعمداً واضحاً في استهداف البنية الطبية وسيارات الإسعاف من قبل قوات النظام وحلفائه في الغوطة الشرقية بمختلف أنواع القصف الجوي والصاروخي، مشيرة إلى ان مشافي عدة في الغوطة الشرقية تعرضت للاستهداف وبعضها خرج عن الخدمة واستشهد أحد الكوادر الطبية فيها، حيث وثقت حتى الآن أكثر من مئة من الوفيات مع مئات المصابين والجرحى في المشافي في ظل نقص حاد في المواد الطبية والمستهلكات، بسبب الحصار المفروض على الغوطة بشكل تام منذ أكثر من سنة.

بدورها حملت موسكو مسؤولية الجرائم المرتكبة في الغوطة الشرقية إلى «جبهة النصرة» مبررة قتل المدنيين في المنطقة المحاصرة ومقتل عشرات المدنيين والأطفال والنساء بوجود من وصفتهم بالارهابين، وذكرت القناة المركزية لقناة حميميم الروسية «ان الوضع في الغوطة الشرقية هؤلاء الذين يدعمون الإرهابيين، الذين لا زالوا متواجدين هناك، وكما تعلمون لا روسيا ولا سوريا ولا إيران من هذه الدول، إذ إنهم بالذات يخوضون حرباً ضارية ضد الإرهاب على أراضي سوريا».

 

بعد وصول «النمر» إلى جبهات الغوطة… النظام يصعّد و«فيلق الرحمن» يتوعد

عبد الرزاق النبهان

حلب – «القدس العربي» : توعد الناطق باسم «فيلق الرحمن» وائل علوان، قوات النظام بالمزيد من المفاجآت وبسلسلة من الكمائن الجديدة على أسوار الغوطة الشرقية، قائلاً لـ «القدس العربي»: كما تلقت تلك القوات والميليشيات الضربات القاتلة والمفاجئة في السابق، فإن الفيلق يعدهم بالمزيد منها.

حديث علوان يأتي رداً على استقدام قوات النظام لتعزيزات عسكرية وصفت بـ»الضخمة» خلال الأيام الأخيرة إلى أطراف الغوطة الشرقية المحاصرة تمهيدًا لاقتحامها، وبعد التصعيد الأخير الذي بدأه النظام مساء الأحد. وفي السياق أكدت وسائل إعلامية موالية وصول العميد سهيل الحسن المعروف بـ «النمر» إلى جبهات الغوطة، ما اعتبره مراقبون إشارة على بدء مرحلة عسكرية صعبة في الغوطة. واعتبر علوان أن النظام يحاول رفع معنويات قواته المنهارة من خلال وعيده باقتحام الغوطة، مضيفاً أن النظام لم يأت بشيء جديد من خلال وعيده الحالي.

وقال علوان إنه منذ ثلاث سنوات والنظام يستقدم التعزيزات العسكرية إلى الغوطة من النخبة ومن الحرس الجمهوري ولم يحرز تقدماً، واستطاع الثوار أن يحطموا سمعة هذه القوات على أسوار الغوطة.

وأضاف أن النظام من خلال الترويج لوصول سهيل الحسن إنما يحاول التغطية على حجم الخسائر الكبيرة التي تكبدتها قواته، وكذلك على الفشل الذريع الذي مني به، والأهم التغطية على الجرائم التي اتركبها بحق المدنيين في الغوطة، من قتل للنساء والأطفال واستخدام للغازات السامة.

وأشار علوان إلى أن مقومات صمود الغوطة الشرقية في وجه هجمات النظام والمليشيات ما زالت موجودة، مشددًا على ثبات الفيلق وغيره من الفصائل الموجودة في الغوطة على التمسك بالمنطقة والدفاع عنها. وحذر قوات النظام بقوله «لم تستطيعوا من قبل التقدم وجبهات الغوطة استنزفت دماء الكثير من رفاقكم، والآن ستواجهون المقاومة ذاتها».

وفي وقت سابق، هددت قاعدة حميميم الروسية في الساحل السوري بدعم المعارك الذي تخطط لها قوات النظام في الغوطة، في حال لم تفلح الوسائل السلمية في القضاء على «تنظيم جبهة النصرة» داخل الغوطة، حسبما ذكرت قناة القاعدة على «تلغرام». من جانبه، أكد الناشط الإعلامي يمان السيد من الغوطة أن قوات النظام بدأت مساء الأحد عمليات قصف عنيف ومكثف بالصواريخ على غوطة دمشق الشرقية، مبيناً على «فيسبوك» أن مدن الغوطة (دوما، مسرابا، كفر بطنا، جسرين، سقبا، عين ترما) قُصفت بأكثر من 500 صاروخ وقذيفة بأقل من عشر دقائق.

 

قيادي في «تحرير الشام» لـ «القدس العربي»: سنقاتل «الزنكي» لأنه يريد القضاء علينا بأمر خارجي

لجوء عناصر «زنكية» إلى الوحدات الكردية في عفرين هرباً من الهيئة

وائل عصام وسلطان الكنج

إدلب – إسطنبول – «القدس العربي»: قالت مصادر امنية مطلعة على سير المعارك بين هيئة «تحرير الشام» من جهة، وفصائل «الزنكي» وحركة «أحرار الشام» من جهة، ان مجموعات من «الزنكي» تركت ساحات المعارك، ولجأت إلى الوحدات الكردية في عفرين، بعد حدوث خلافات في صفوف «الزنكي»، تعود بحسب المصادر، إلى ان الجهاز الامني في فصيل الزنكي اعطى العسكريين معلومات مغلوطة عن ضعف وتراجع قوة تحرير الشام، لحثهم على القتال، وهو ما ادى لتورط العناصر في معارك دموية مع تحرير الشام. وتشير الانباء، إلى ان آخر مجموعة انسحبت لعفرين بلغ عددها عشرين مقاتلاً، بالتنسيق مع مقاتلين سابقين في ما يعرب بـ»جيش الثوار»، المدعوم أمريكياً.

وبينما تتواصل المعارك بين تحرير الشام وفصيل الزنكي، الذي شكل مع أحرار الشام «جبهة تحرير سوريا، فان كل الجهود المبذولة لوقف القتال قد فشلت، وخصوصاً تلك الوساطات من المشايخ الشرعيين عبد الرزاق المهدي والمحيسني وابو محمد الصادق.

وصرح القيادي في تحرير الشام أبو حذيفة الحموي، لـ»القدس العربي» بأن «الهيئة قاتلت الزنكي لأنهم بغاة، بدليل انهم متحالفون مع جيش الثوار وجيش الثوار متحالف مع الامريكان، وله علاقات مع الروس والنظام، كما أنهم أدخلوا سبعين مقاتلاً من جيش الثوار وأمنوهم بمقراتهم لفترة حتى يتسنى لهم فرصة الهجوم على الهيئة».

وأضاف الحموي، القيادي في تحرير الشام لـ»القدس العربي»: لم يعرض أحد على الهيئة الصلح ابداً، منذ شهر قدمت الهيئة مشروعاً كاملاً للتصالح مع الفصائل، والأحرار والزنكي هم من رفض جلسات التصالح، ومما قيل في الجلسات انذاك، ان الهيئة وعدت الأحرار بأن تعطيهم مليون دولار تعويضاً على ما فقدوه في حربهم معنا سابقاً ووافق الأحرار، والهيئة ادعت انها سلمت للزنكي مليوناً ونصف مليون دولار أثناء اندماجها مع الهيئة ولم تلتزم بالاندماج فيجب أن ترجع المبلغ فاعترفوا بذلك ، فقال لهم الجولاني اعطونا حقنا كي أعطي الأحرار حقهم، ويبقى لي نصف مليون، فوافقوا، ثم بعد يومين لم يحضروا الاجتماع، وأرسلوا انهم غير موافقين».

واتهم القيادي الزنكي بأنه مرتبط بدور خارجي، ويقول «مناطق ريف حلب الشمالي أصبحت تحت سيطرة تركيا ومن ورائها أمريكا، والشرق والجنوب من سوريا استلمته روسيا والنظام. والرقة والدير والحسكة لـ»قسد « ومن ورائهم أمريكا، فبقيت إدلب، لذلك يجب أن تتسلمها تركيا علناً بتقديم الأحرار والزنكي للواجهة وهذا شي طبيعي» من جهته يرى القيادي الجهادي المقرب من تحرير الشام، الأسيف عبد الرحمن، بأن هذا الاقتتال سيكون حاسماً في مناطق الشمال السوري، وسيحدد خريطة الوضع بالنسبة للفصائل .

«الاحرار» و»الزنكي» تريدان استغلال الخلافات بصفوف «الهيئة» وتراجع قوتها وقال الاسيف عبد الرحمن، في حديثه لـ»القدس العربي»: «هناك قرار من قبل الأحرار والزنكي بقتال تحرير الشام والقضاء عليها، مستغلين اموراً عدة، منها الخلافات الموجودة في صفوف الهيئة ودخول تلك الفصائل في عملية «غصن الزيتون»، وهذا يعطيها قوة عند الأتراك، الذين يضغط عليهم من اجل التخلص من تحرير الشام وبالتالي لهذا الصراع اسباب داخلية وخارجية «.

اما القيادي في احرار الشام، أبو فراس الحلبي، فيرى بأن تحرير الشام «كعادتها تريد التخلص من الجميع»، وخاصة الذين شعرت بقوتهم تتنامى بعد تشكيل «جبهة تحرير سوريا «الذي تعتبره الهيئة خطراً عليها، ويضيف القيادي في حديثه للقدس العربي «تحرير الشام دائما تخترع المبررات من أجل القضاء على كل فصيل تحاربه، وهي الآن رفضت الصلح ورفضت النزول لمحكمة شرعية، وهذا ما شهد عليه المشايخ الذين سعوا في الصلح، علما أن الزنكي نزل لكل ما طلبه المشايخ منه، لكن الهيئة رفضته واصرت على بغيها، والحل هو ان نقاتلها اذا اصرت على قتالنا».

 

قبيل جلسة مجلس الأمن… النظام السوري يواصل قصف الغوطة

جلال بكور

واصلت قوات النظام السوري، منذ فجر اليوم الجمعة، القصف براجمات الصواريخ على مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق، وذلك لليوم السادس على التوالي، في حملة قصف عنيف غير مسبوقة على المنطقة.

وقال مصدر من الدفاع المدني، لـ”العربي الجديد”، إنّ “حصيلة الضحايا بلغت جراء تواصل القصف، اليوم الجمعة، 15 قتيلاً على الأقل من بينهم عشرة في مدينة عربين التي قصفها طيران النظام المروحي بأكثر من 18 برميلا متفجرا”.

وأضاف أن من بين الضحايا أحد كوادر الإسعاف قضى جراء تجدد القصف خلال تفقد أماكن تعرضت لقصف صاروخي في بلدة العبادة.

وتبقى الحصيلة مرجحة للزيادة في ظل استمرار القصف الجوي والمدفعي والصاروخي من قوات النظام على مدن وبلدات الغوطة المحاصرة.

في غضون ذلك، خرج الأهالي في جنوب دمشق المحاصر في تظاهرة أقيمت في بلدة ببيلا، نددوا خلالها بالصمت الدولي تجاه المجازر التي يرتكبها النظام السوري في الغوطة الشرقية.

بدورها، قالت نائب رئيس “الائتلاف الوطني السوري”، المعارض سلوى أكسوي، في مؤتمر صحافي، إن “النظام السوري ومليشياته انتهكوا اتفاق خفض التوتر في الغوطة، وما يحصل في الغوطة الآن إبادة جماعية من قبل النظام وروسيا”.

وأكدت أكسوي، في قراءتها بيان للائتلاف، أنّ “روسيا طرف في النزاع وليست ضامنا ولا يحق لها التصويت على مشاريع القرار التي تخص سورية، وتتحمل المسؤولية الكاملة عن القصف ومنع مجلس الأمن من اتخاذ التدابير اللازمة لوقف القتل وإدخال المساعدات”.

ودعت إلى “تفعيل قرارات مجلس الأمن التي تنص على معاقبة مستخدمي السلاح الكيميائي في سورية”. كما طالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالعمل على تفعيل القرارات الدولية بهدف إيصال المساعدات وإنهاء الحصار.

وأسفر قصف قوات النظام السوري وروسيا، على مناطق الغوطة الشرقية المحاصرة، مساء أمس الخميس، عن سقوط 68 قتيلاً، 40 منهم في مدينة دوما وحدها، لترتفع حصيلة الضحايا إلى نحو 300 منذ بدء الحملة، الأحد الماضي.

ويأتي استمرار القصف، قبيل انعقاد جلسة في مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، للتصويت على مشروع قرار صاغته الكويت والسويد، يطالب بوقف إطلاق النار لمدة ثلاثين يوماً في سورية، للسماح بتسليم المساعدات والإجلاء الطبي.

ولم يتضح كيف ستصوّت روسيا، حليفة النظام السوري، على مشروع القرار، وهي تتمتع بحق النقض (الفيتو)، وقد استخدمته في العديد من القرارات السابقة التي تدين النظام وتدعو إلى فك الحصار والسماح بدخول المساعدات.

وفشل مجلس الأمن، أمس الخميس، في طرح مشروع القرار الكويتي السويدي على التصويت، بسبب رفض روسيا القرار، ومطالبتها بضمانات لتنفيذه، وبعد مشاحنات بين رئيس المجلس السفير الكويتي منصور العتيبي، ومندوبي روسيا فاسيلي نبينزيا، والنظام السوري بشار الجعفري.

وكانت روسيا قد صرحت، في وقت سابق، عن احتمال تكرار سيناريو معركة حلب في الغوطة الشرقية، حيث ارتكب الطيران الروسي عشرات المجازر، وأفضت إلى تهجير السكان في الأحياء المعارضة للنظام.

وأسفر القصف على الغوطة الشرقية لريف دمشق، منذ الأحد الماضي، عن مقتل أكثر من 350 شخصاً من المدنيين، وإصابة المئات، بينهم حالات حرجة تستدعي الإجلاء الفوري من المنطقة المحاصرة.

 

تنديدات بـ”المأساة الإنسانية” بالغوطة… واحتجاجات دولية تطالب بوقف المجازر

 

تتواصل ردود الفعل الدولية المنددة بحملة قوات النظام السوري، بالتعاون مع روسيا، على الغوطة الشرقية بريف دمشق، والتي تسببت بسقوط مئات القتلى والجرحى خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. وبرز موقف أميركي يحمل روسيا مسؤولية “المأساة الإنسانية” في الغوطة، فيما دانت كندا المجازر التي يرتكبها النظام. وتزامناً مع المواقف الرسمية، خرجت احتجاجات وتحركات من قبل ناشطين في تركيا وبريطانيا والولايات المتحدة، تطالب بإنقاذ المدنيين.

 

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، هيذر ناورت، إنّ “روسيا هي المسؤولة عما يحدث في الغوطة الشرقية من مأساة إنسانية”.

 

وذكرت، خلال مؤتمر صحافي من واشنطن حسب “رويترز”، أنّ “أكثر من 400 ألف مدني يُقتلون بشكل مرعب من قبل النظام في الغوطة الشرقية، وكما نعلم جميعًا فإنّه (النظام السوري) مدعوم من إيران وروسيا”.

 

كما رأت أنّ “ما يجري من أحداث، يشير إلى انتهاء عملية أستانة (بشأن الأزمة السورية)، لذلك فإن الولايات المتحدة وبعض الدول يؤكدون دعمهم لمفاوضات جنيف”.

 

واعتبرت المتحدثة، أنّ النظام السوري استطاع الوقوف على قدميه من جديد بسبب الدعم الروسي في 2015، مشيرة لوجود تقارير تؤكد إمداد موسكو للنظام بالمعدات العسكرية.

 

وتابعت في ذات السياق، قائلة إنّ “روسيا وإيران ضامنتان في مفاوضات أستانة، وقد شكلتا مناطق خفض التصعيد التي تعتبر الغوطة الشرقية واحدة منها والتي تشهد اليوم أشياء كثيرة. إنهم يدفعون المواطنين للمجاعة، ويعرقلون وصول المساعدات الإنسانية، رأيناهم يقتلون الأبرياء، وشاهدنا كذلك البراميل المتفجرة، فكيف لهذه المنطقة أن تكون منطقة خفض توتر”.

 

في السياق ذاته، قال مساعد المتحدث باسم البيت الأبيض راج شاه، إنّ المسؤولين الأميركيين، يتابعون التطورات في الغوطة الشرقية عن كثب، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقده الخميس.

 

وأوضح أنّ “بشار الأسد ارتكب بالفعل جرائم حرب، إذ استخدم غاز السارين ضد شعبه، وفعل ما لا يمكن أن يستوعبه عقل، وذلك بدعم روسيا، ولا نرغب في استمرار هذا الأمر”.

 

كندا تدين بشدة المجازر

 

بدورها، دانت وزيرة الخارجية الكندية كريستينا فريلاند، أمس الخميس، بشدة المجازر التي ترتكبها قوات النظام السوري، في الغوطة الشرقية بريف العاصمة دمشق.

 

وقالت، في بيان، وفق ما أوردت، “الأناضول، “ندين بشدة الهجمات المتصاعدة والمتعمدة التي تستهدف المدنيين الأبرياء وحتى الخبراء الطبيين، ورجال الإسعاف، وموظفي المساعدات الإنسانية بالغوطة الشرقية”.

 

وأضافت “استهداف المدنيين انتهاك للقانون الدولي، نريد وقف العنف الموجود بالمنطقة على الفور، ونطالب النظام السوري باحترام حقوق الإنسان الأساسية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية”.

 

وواصلت قوات النظام السوري وروسيا، مساء الخميس، حملة القصف على غوطة دمشق الشرقية المحاصرة، المستمرة منذ مساء الأحد، لترتفع حصيلة ضحايا اليوم إلى 68 قتيلاً، 40 منهم في مدينة دوما وحدها، وإلى نحو 300 منذ بدء الحملة.

وفشل مجلس الأمن، بطرح مشروع قرار لوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية وعموم سورية لمدة شهر، على التصويت، بسبب تعنّت روسيا في جلسة المباحثات، أمس الخميس، بينما يجري المجلس، اليوم الجمعة، تصويتاً على مشروع القرار.

 

وعلى صعيد التحرّكات الشعبية، خرج متظاهرون سوريون وأتراك، أمام مقر القنصلية الروسية

في مدينة إسطنبول، وسط إجراءات أمنية مشددة.

وطالب المتظاهرون بإيصال المساعدات إلى المدنيين المحاصرين، ووقف القصف من قبل روسيا والنظام السوري.

 

ووسط أعلام الثورة السورية، برزت صور أطفال الغوطة تحت شعارات “أنقذوا الطفولة” و”أنقذوا الغوطة”، فيما رفعت لافتات أخرى باللغة الروسية تندد بموقف موسكو.

 

كما شهدت العاصمة البريطانية لندن، مساء أمس الخميس، مظاهرة احتجاجية، تنديداً بالهجمات التي تستهدف المدنيين في الغوطة الشرقية بالعاصمة دمشق.

 

وتجمّع المتظاهرون في ميدان “بيكاديللي” الذي تتقاطع فيه أكثر شوارع لندن ازدحاماً، تلبية لدعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بغية لفت الانتباه إلى الأزمة في الغوطة الشرقية.

 

ووجّه المتظاهرون انتقادات إلى الحكومة البريطانية والمجتمع الدولي، بسبب صمتهما وعدم مبالاتهما تجاه الأوضاع في المنطقة.

 

وأكد المشاركون على ضرورة أن تضغط جميع الدول على النظام السوري وداعميه، لحملهم على وقف هجماتهم. فيما طالبوا المجتمع الدولي بإلقاء أغذية ومستلزمات طبية على المنطقة، بدلاً من الهجمات، منتقدين “مشاهدة العالم جرائم الحرب بصمت”.

 

ورفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها عبارات من قبيل “أنقذوا الغوطة” و”الموت للأسد الكيماوي” و”ينبغي عدم استهداف الأطفال” و”ارموا أغذية لا قنابل”.

 

تصويت منتظر بمجلس الأمن على وقف إطلاق النار بسورية

إسطنبول ــ باسم دباغ، العربي الجديد

بعد فشله بطرح مشروع قرار لوقف إطلاق النار في سورية لمدة شهر، على التصويت، بسبب تعنّت روسيا في جلسة المباحثات، أمس الخميس، يجري مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، تصويتاً على مشروع القرار، في وقت جدد فيه المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، دعوته للتوصل إلى وقف عاجل لإطلاق النار.

 

وقالت بعثة الكويت بالأمم المتحدة، والتي ترأس مجلس الأمن، خلال شهر فبراير/شباط، وفق ما أوردت “رويترز”، إنّ المجلس سيجري تصويتاً، اليوم الجمعة، (الساعة 16:00 بتوقيت غرينتش)، على مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً في الغوطة الشرقية لريف دمشق وعموم سورية، للسماح بتسليم المساعدات للمدنيين والإجلاء الطبي.

 

واليوم الجمعة، جدد دي ميستورا دعوته لوقف عاجل لإطلاق النار لمنع القصف “المروع” للغوطة الشرقية المحاصرة.

وقال دي ميستورا، في بيان تلته المتحدثة باسم الأمم المتحدة أليساندرا فيلوتشي، خلال إفادة في جنيف، وفق ما أوردت “رويترز”، إنّ “وقف إطلاق النار ينبغي أن يتبعه دخول فوري للمساعدات الإنسانية بلا أي معوقات، وإجلاء للمرضى والمصابين إلى خارج الغوطة”.

وتابع البيان، أنّ “على الدول الضامنة لعملية أستانة، وهي روسيا وإيران وتركيا، الاجتماع بسرعة لإعادة تثبيت مناطق عدم التصعيد في سورية”.

ولم يتضح كيف ستصوّت روسيا، حليفة النظام السوري، والتي تتمتع بحق النقض (الفيتو)، على مشروع القرار الذي صاغته الكويت والسويد.

 

ويتطلّب القرار لتمريره تسعة أصوات مؤيدة، وعدم استخدام أي من الدول الخمس دائمة العضوية، وهي روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، حق النقض.

وتأتي جلسة التصويت اليوم الجمعة، بعدما فشل أعضاء مجلس الأمن، بالتصويت، أمس الخميس، على مشروع القرار، بعد جلسة استغرقت أعمالها أكثر من ساعتين، بسبب رفض روسيا القرار.

 

وأعلن رئيس المجلس السفير الكويتي منصور العتيبي، أمس الخميس، فض الجلسة دون التصويت على مشروع القرار الذي أعدته بلاده باعتبارها العضو العربي الوحيد، ورئيس أعمال المجلس لشهر فبراير/شباط الجاري، بالتنسيق مع السويد.

تركيا ترد

 

دعا وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، اليوم الجمعة، كلاً من روسيا وإيران، بوصفهما ضامنتين لاتفاقات أستانة، إلى وقف عمليات النظام السوري في الغوطة الشرقية.

 

وقال جاووش أوغلو، إنّ “كلاً من روسيا وإيران ضامنتا النظام، وهدفنا كان من عملية أستانة، تأسيساً قوياً لوقف إطلاق النار في سورية، وإنشاء مناطق خفض التصعيد، نحن كنا ضامني المعارضة أما الروس والإيرانيون فكانوا ضامني النظام”.

وتابع: “في الفترة الأخيرة تزايدت بشكل كبير خروقات النظام، ولا يمكن قبول الهجمات الجوية على الغوطة الشرقية. على كل من روسيا وإيران إيقاف النظام”.

وأضاف: “لقد قتل ألف من البشر في الغوطة، منذ أن بدأت الاشتباكات فيها، هذا يكفي فليتوقف موت البشر، لا بد أن تظهر روسيا حساسية إزاء وقف إطلاق النار، على الدولتين (روسيا وإيران) تحمل المزيد من المسؤوليات”.

 

وفيما يخص المقترحات الدولية حول إصدار قرار بوقف إطلاق النار في سورية لمدة شهر، قال جاووش أوغلو، إنّ “جميع المقترحات التي تم التقدّم بها لمجلس الأمن، اليوم، تتعلّق فقط بوقف إطلاق النار بين النظام والمعارضة، ولكن مكافحة التنظيمات الإرهابية ستستمر”، في إشارة إلى أنّ عملية “غصن الزيتون”، التي تشنها القوات المسلحة التركية بالتعاون مع فصائل المعارضة ضد مليشيات “حزب الاتحاد الديمقراطي” (الجناح السوري للعمال الكردستاني)، لا تندرج تحت قرار وقف إطلاق النار.

 

موقف أوروبي

 

دعا الاتحاد الأوروبي، الجمعة، إلى وقف فوري لإطلاق النار في الغوطة الشرقية في سورية، وإدخال شاحنات المساعدات إليها، مستخدماً بياناً شديد اللهجة، للتعبير عن غضبه من القصف الذي تتعرّض له الغوطة.

 

وأضاف، في بيان وافقت عليه كل حكومات الدول الأعضاء وعددها 28: “لا يجد الاتحاد الأوروبي كلمات لوصف الرعب الذي يعيشه سكان الغوطة الشرقية”، وفق “رويترز”.

 

وأكد أن “دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق وحماية المدنيين واجب أخلاقي وأمر عاجل… يجب أن يتوقف القتال الآن”.

 

“تعديلات” روسيا

 

وكان المندوب الروسي فاسيلي نبينزيا، قد طالب بـ”معرفة آليات تطبيق القرار”، على الرغم من أنّ قرارات مجلس الأمن لا تحتوي عادة على ضمانات لتنفيذها.

 

وأوضح المندوب الروسي، خلال جلسة ثانية لمجلس الأمن، أمس الخميس، عقدت بطلب من موسكو، أنّ “وقف إطلاق النار أمر مطلوب ومحبّذ”، قبل أن يستدرك بالقول إنّ “علينا معرفة آليات تطبيقه (..) نودّ أن نحصل على ضمانات حول وقف إطلاق النار المقترح”.

 

وذكر نبينزيا، أنّه “لا يوجد اتفاق على مشروع قرار الهدنة الإنسانية في سورية”، وأنّ “روسيا ستوزّع على أعضاء مجلس الأمن تعديلات على مشروع قرار الهدنة بالغوطة الشرقية”.

نبينزيا: روسيا ستوزّع تعديلات على مشروع القرار (getty)

 

وهاجم المندوب الروسي الإعلام الدولي، إذ زعم أنّه “ينشر معلومات مغلوطة حول الأوضاع في الغوطة الشرقية”، كما هاجم المعارضة بالادعاء أنّ “المسلحين يحتجزون المدنيين في الغوطة الشرقية كدروع بشرية”.

 

وانتقد نبينزيا، مشروع القرار الكويتي السويدي الذي يهدف إلى التوصّل إلى وقف إطلاق النار، معتبراً أنّ “مشروع القرار والدول الأعضاء، لم تقدّم أي حلول عملية وضمانات لاستمرار وقف إطلاق النار”.

 

في المقابل، عبّرت نائبة المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، السفيرة كيلي كيري، عن استعدادها للتصويت على مشروع القرار الكويتي السويدي، وقالت إنّ “النظام السوري يشنّ هجوماً بربرياً على الغوطة”، واصفة الوضع في الغوطة الشرقية بـ”الجحيم”.

 

ووجهت ممثلة السفيرة الأميركية انتقادات لروسيا، مشيرة إلى أنّ “الدول الأعضاء في مجلس الأمن تفاوضت مع روسيا حول مشروع القرار، لكن يبدو أنّ الطرف الروسي غير معني بالتوصل إلى حل”.

 

من جهته، ذكر المندوب الفرنسي فرنسوا دولاتر، أنّ باريس “تندّد بهذا القصف الممنهج ضد المدنيين في الغوطة”، وأنّ “استمرار أزمة الغوطة قد يكون مقبرة للأمم المتحدة”.

 

ووصف المندوب الفرنسي ما يجري في الغوطة الشرقية، بأنّه “مأساة إنسانية كبيرة”، مضيفاً: “سننظر في التعديلات الروسية على مشروع القرار… لكن يجب أن يتم التصويت عليه بأسرع وقت ممكن. إن وقف الأعمال القتالية ليس بتنازل، بل مطالبة من الأمم المتحدة للاستجابة إلى القانون الدولي وتيسير تقديم المساعدات”.

 

وقبيل جلسة مجلس الأمن أمس الخميس، أكّد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى سورية بانوس مومتزيس، مقتل ما لا يقل عن 370 شخصاً، وإصابة 1500 في الغوطة الشرقية، داعياً إلى “وقف كل العمليات العسكرية هناك”.

وخارج أروقة مقر الأمم المتحدة، وقبيل جلسة مجلس الأمن، في نيويورك، أمس الخميس، وقفت شاحنات بمبادرة من ناشطين، وهي تحمل لوحات تطالب بالتحرّك بشأن سورية، وتنتقد فشل المجتمع الدولي بوضع حد للمجازر، وهي مستوحاة من الفيلم الذي رُشّح لجائزة أفضل فيلم في جوائز الأوسكار “Three Billboards Outside Ebbing,

 

قوات “غصن الزيتون” تواصل التقدم وتستهدف أرتال النظام والمليشيات

أحمد الإبراهيم، جلال بكور

سيطر “الجيش السوري الحر”، اليوم الجمعة، على قرية جديدة في محيط عفرين، شمال غرب البلاد، وذلك بعد يوم على سيطرته على قرى في نواحي عفرين، تخللتها اشتباكات عنيفة مع مليشيات “وحدات حماية الشعب الكردي”، فيما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استمرار العمليات باستراتيجية أخرى بعد محاصرة المدينة.

 

وأعلن “الجيش الحر”، في بيان، السيطرة على قرية مسكة في محور راجو شمال غرب عفرين بعد مواجهات مع مليشيات “وحدات حماية الشعب الكردي”.

 

وكان “الجيش السوري الحر” بدعم الجيش التركي قد سيطر، صباح اليوم، على قرية بافلور في ناحية جنديرس، وباتت قوات “غصن الزيتون” على مشارف بلدة جنديرس الاستراتيجية جنوب غرب عفرين.

 

وفي وقت سابق، قال مصدر من “الجيش السوري الحر”، لـ”العربي الجديد”، إنّ “القوات المشاركة في عملية غصن الزيتون سيطرت على قريتي الصفراء والرحمانية، في محور الشيخ حديد بريف عفرين الغربي.

 

كما أشار إلى أنه “تمت السيطرة، أمس، بدعم الجيش التركي، على قرية علي جارو ومعسكر تدريب لمليشيات وحدات حماية الشعب بالقرب منها، في محور بلبل، شمال عفرين، بعد معارك عنيفة”.

 

وفي السياق، نقلت مصادر، لـ”العربي الجديد”، أنباء شبه مؤكدة عن انسحاب عناصر المليشيات الكردية من بلدة تل رفعت في ريف حلب الشمالي وتسليمها لقوات النظام.

 

وتأتي تلك الخطوة تنفيذاً لاتفاق بين الطرفين يقضي بدخول قوات النظام إلى منطقة عفرين وانسحاب عناصر المليشيات من مدينة حلب لصالح قوات النظام.

 

ولم تتوضح بنود ذلك الاتفاق تماماً إلا أن مصادر مقربة “وحدات حماية الشعب”، أكدت أنه يتعلق بمدينة حلب وريفها الواقع شرق نهر الفرات فقط، بالإضافة إلى منطقة عفرين.

 

ونقلت مصادر محلية أن قوات النظام لم تدخل بلدة تل رفعت إنما دخل إليها عناصر ميليشيا “وحدات حماية الشعب الكردي” الذين انسحبوا أمس من مدينة.

 

على خطٍ موازٍ، أكّد المصدر أنّ “الطيران التركي رصد رتلاً من قوات المليشيات أثناء قدومه من منطقة شرق الفرات عبر الأراضي التي يسيطر عليها النظام السوري”.

 

وأشار إلى أن “الطيران التركي قصف الرتل بعد دخوله إلى منطقة عفرين موقعاً خسائر بشرية ومادية في الرتل، كما واصلت المدفعية قصف العديد من المناطق في محيط عفرين”.

 

وأكّد مصدر من مدينة عفرين أنّ “مستشفى المدينة استقبل قرابة خمسة عشر من عناصر المليشيات ما بين قتيل وجريح، ممن كانوا ضمن الرتل الذي تعرض للقصف الجوي”.

 

وأضاف أن “من القتلى والجرحى من نقلوا إلى مستشفى نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي الغربي، ما يرجح أن الرتل ضم عناصر من مليشيات النظام السوري”.

 

وكان الجيش التركي قد قصف، أمس، رتلاً لمليشيات النظام السوري التي دخلت إلى عفرين، وأسفر عن وقوع جرحى.

 

أردوغان: استراتيجية أخرى بعد حصار عفرين

 

إلى ذلك، أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده ستتبع استراتيجية بعد حصار مدينة عفرين من خلال عمليات “غصن الزيتون”، مشيراً إلى عزم بلاده على طرد “الاتحاد الديمقراطي” من منطقة منبج، وتحويل منطقة شرق الفرات إلى منطقة آمنة.

 

وخلال كلمة ألقاها في اجتماع موسع لرؤوساء أفرع حزب “العدالة والتنمية”، قال أردوغان “لقد قام عسكرنا بتطهير القسم الأكبر من التلال المرتفعة في المنطقة، وننتظر أن تتقدم العمليات في القسم التالي بسرعة أكبر”، مؤكداً “استمرار العمليات باستراتيجية أخرى بعد محاصرة مدينة عفرين، وقطع صلة الإرهابيين بالخارج”.

 

وأوضح “بداية سنقوم بتطهير منطقة منبج، ومن ثم سنستمر في طريقنا، ونعيد الأمن لمنطقة شرق الفرات”، موجهاً انتقادات شديدة للإدارة الأميركية بالقول إن “أكثر ما يحزننا هو عدم الجدية الذي تظهره الدول التي نراها حليفة لنا، ونمتلك معها علاقات عسكرية عميقة”.

 

 

وكان وزير الدفاع التركي نورالدين جانيكلي، قد أكد أمس، في تصريح للصحافيين، أن “كل من يدعم الإرهاب سيكون هدفاً لنا”، مضيفاً “المجموعات المسلحة التي أرسلها النظام السوري إلى عفرين، ليست لديها القدرة على تغيير نتيجة محاربة الإرهاب التي ننفذها في تلك المنطقة على الإطلاق، ولن يكون لها ذلك”.

 

قبور الغوطة تضيق على ضحاياها

جلال بكور

لا تتسع الغوطة لأهلها ليحيوا فيها، ولا تتّسع قبورها المحفورة مسبقاً لهم أيضاً. لا هم مرتاحون في حياتهم ولا في موتهم. المجزرة المستمرة بحقهم تُسقطهم الواحد تلو الآخر، ما دفع الناس إلى خيار المقابر الجماعية

 

ضاقت الحياة على المدنيين في الغوطة الشرقية، في ظلّ الحملة الهمجيّة التي يشنها النظام السوري وحلفاؤه. حتّى المقابر لم تعد متوفرة، ولا يمكن دفن الضحية في قبر لوحده، فلجأ الناس في كل حي أو بلدة إلى دفن مجموعة من الضحايا من الأقارب في قبر واحد.

المدنيون يدفنون بشكل جماعي في القبور، كما قتلهم النظام بشكل جماعي، بحسب الناشط حازم الشامي لـ “العربي الجديد”.

 

هكذا تعرّضت بلدة بيت سوى الصغيرة في الغوطة لإحدى أكبر المجازر، والتي راح ضحيتها دفعة واحدة نحو خمسين مدنياً بينهم عائلات بأكملها الثلاثاء الماضي، وما زال بعضهم تحت الأنقاض.

 

يشرح أبو سامر لـ “العربي الجديد” أن الأهالي لجأوا، نتيجة القصف المكثف والمستمر، إلى جمع الضحايا الذين سقطوا منذ الثلاثاء الماضي، ثم عمدوا إلى دفن معظمهم في مقابر جماعية. يضيف: “في البداية، كان يتولى أربعة أشخاص نقل الضحية من المستشفى أو مكان القصف إلى القبر. وحين لم نعد قادرين على التحرّك بسبب القصف المستمر، لجأنا إلى الدفن الجماعي”.

 

ويستفيد المتطوّعون من خبرة أبو سامر في الدفن وفقاً للشريعة الإسلامية، إذ يسعى قدر الإمكان إلى فصل أجساد الضحايا عن بعضهم بعضاً داخل القبر الجماعي، علماً أنّ الفاصل بين الموتى هو لوح من الخشب أو الخرسانة. ويؤكّد أنهم يحاولون قدر الإمكان الدفن بأكثر الوسائل احتراماً لـ “الشهيد”. ويتولّى أبو سامر، بالتعاون مع العاملين في المقبرة والدفاع المدني، لفّ جثامين الضحايا بالأكفان البيضاء، علماً أن جثامين الضحايا تختلط داخل الأكفان أحياناً، أو يستخدم أغطية عادية، كما فعل مع عدد كبير من مجهولي الهوية بعد تصويرهم. كما جُمّعت أجزاء بعض الضحايا في الكفن بعدما قطّعتها قذائف النظام السوري.

 

وشهد الطبيب والمسعف أحمد بقاعي على مقتل كثيرين في الغوطة، التي تفتقد لبرادات حفظ الموتى، فضلاً عن عدم وجود كهرباء لتشغيلها. منذ سنوات، توقفت البرادات عن الخدمة بسبب الحصار، ما يدفع المدنيين إلى دفن الضحايا بسرعة، وبشكل جماعي أحياناً. وفي قسم الإسعاف في مستشفى كفربطنا، كتب الطبيب 22 شهادة وفاة، تضمنت نوع الإصابة وسبب الموت واسم الأب والأم وتاريخ الميلاد وتاريخ الوفاة ومكان السكن الحالي والسابق. 99 في المائة من الشهداء يُحضرون إلى المستشفى قبل الدفن للتوثيق، بمرافقة اثنين من ذويهم. بعدها، يتكفل الأقرباء بنقل الضحية من أجل الدفن.

 

يصعب على الطبيب وصف المشاهد في ردهة الإسعاف. أطفال ونساء فارقوا الحياة قبل وصولهم وعلى وجوههم دماء وغبار، وذووهم ممن نجوا من القصف، وعلى أجسامهم جروح.

ويقول مصدر طبي من المستشفى إن كوادر الدفاع المدني تحاول سحب الجثث من تحت الأنقاض بهدف دفنها، مشيراً إلى خطر انتشار الأمراض نتيجة تحلّل الجثث. ويلفت إلى خطر أكبر وهو تغذي الكلاب الشاردة على جثث الضحايا، وقد كثرت حالات تعرض المدنيين للعض من الكلاب نتيجة أكلها لحم البشر.

 

وفي ظل عدم وجود برادات لحفظ جثامين الضحايا في المستشفى، فإن تحلل الجثث قد يكون سريعاً، ولا يمكن أن تتحمل الجثة أكثر من عشر ساعات، لتبدأ بالانتفاخ والتحلل نتيجة البكتيريا الطبيعية في جسم الإنسان. يضيف أن الجثة في الحالات الطبيعية للوفاة تبدأ بتدمير نفسها بعد مرور نصف ساعة فقط. ومع توقف الدم وارتفاع الكربون في الجسم، تبدأ عملية التحلل بشكل سريع في كافة أنحاء الجسم. وبعد ثلاث ساعات، يبدأ التحلل الأخطر في المنطقة السفلى من البطن ويحدث الانتفاخ وتنبعث الروائح. وبعد عشر ساعات، تتجمد المفاصل وتنعدم إمكانية طي الجثة.

 

وما زالت العديد من الجثث مدفونة تحت الأنقاض وهناك صعوبة كبيرة في التنقل، علماً أن الدفاع المدني يعمل على انتشالهم. وأمس، انتشل نحو عشرين جثة في حزة وكفربطنا، بحسب الناشط عمر خطيب. ويؤكّد أنّه في ما يتعلق بدفن الضحايا، يلجأ الناس إلى الدفن الجماعي. ومن تتاح له فرصة دفن ذويه بشكل مفرد، يتولى ذلك، علماً أن الأمر بات خطراً اليوم.

وفي بلدة بيت سوى التي شهدت مجزرة لا يمكن وصفها بكلام، أصاب صاروخ ارتجاجي من طيران النظام ملجأ يؤوي 49 مدنياً من خمس عائلات، ما أدى إلى دفن 45 شخصاً في قبر واحد.

 

في الغوطة، حيث انتشرت رائحة الموت في كل مكان، ودّع كثير من المدنيين أولادهم وآباءهم وذويهم، منهم من شارك في دفن أولاده ومنهم من لم يسعفه الحظ في ذلك، فنقل ولده مع مجموعة من الضحايا إلى مقابر الغوطة بعد الوداع الأخير.

 

هيفاء محمد ودّعت شقيقها في مستشفى بلدة حزة. تقول لـ “العربي الجديد” إن شقيقها دفن مع أبناء جيرانه في القبر نفسه. لم تتمكن من المشاركة في دفنه، فقد جمع الجيران الشهداء بعد نقلهم إلى المستشفى، وحملوهم دفعة واحدة بسيارة الدفاع المدني إلى المقبرة.

انتظرت هيفاء مع جثمان شقيقها في مستشفى حزة ساعات عدة، وحولها العديد من الأهالي والجيران، إضافة إلى ضحايا آخرين لفوا بأكفان بيضاء. وحين هدأ القصف قليلاً، حملوا الضحايا في السيارة وكان الوداع للمرة الأخيرة.

 

وبحسب مصدر من المجالس المحلية في الغوطة، فإنّ توثيق الدفن في هذه الظروف صعب جداً. في الأحوال العادية، يلجأ المدنيون إلى المستشفى لتوثيق معلومات الشخص قبل دفنه من قبل الطب الشرعي أو قسم الإسعاف. ويتولى الدفاع المدني التوثيق والدفن بحضور ذوي الضحية. أما بالنسبة للأشخاص المجهولين، فتلتقط الصور لهم للتعرف عليهم لاحقاً.

وتعمد فرق الدفاع المدني في الغوطة إلى حفر القبور مسبقاً في المقابر المخصصة في مختلف مدن وبلدات الغوطة، وتضع قوائم لأسماء المدفونين في القبر الجماعي. كما جهزت قبوراً كبيرة لتضم عدداً كبيراً من الجثث في حالات التصعيد والمجازر.

 

الغوطة الشرقية:أرقام القتلى ترتفع..وأحجام الدمار تتسع

خرجت معظم المشافي ومراكز الدفاع المدني والبنى التحتية في الغوطة الشرقية عن الخدمة، وتوقفت معظم خدماتها بسبب استمرار استهدافها بالطيران الحربي الروسي وطيران النظام، لليوم الخامس على التوالي، بحسب مراسل “المدن” منتصر أبو زيد.

 

وتواصل مليشيات النظام، مدعومة بالطيران الحربي الروسي، تدمير المنشآت الحيوية والبنى التحتية في جميع مدن الغوطة الشرقية، عبر استهدافها بالبراميل المتفجرة والغارات الجوية المتواصلة حتى تدميرها بالكامل.

 

وأصدرت مديرية الصحة في دمشق وريفها بياناً أكدت فيه خروج العديد من المنشآت الطبية ومراكز الرعاية الصحية عن الخدمة، وتحدث البيان عن مقتل عدد من الكوادر الطبية خلال عمليات القصف وخروج عدد من سيارات الإسعاف عن الخدمة.

 

وقتل الجمعة 20 مدنياً وأصيب العشرات بالغارات الجوية والبراميل المتفجرة وراجمات الصواريخ التي تستهدف كافة مدن الغوطة الشرقية. وقتل 10 مدنيين في عربين، و5 في دوما، و2 في زملكا، وواحد في كل من حزرما وحمورية ومديرا.

 

وبلغ عدد القتلى المدنيين، منذ الأحد، 600 مدني وأكثر من 1500 جريح، بينهم أكثر من 500 مصاب في العناية المركزة. ولا يزال العديد من المدنيين عالقين تحت الأنقاض، وتعاني فرق الدفاع المدني من عمليات إخراجهم تحت وطأة القصف المكثف.

 

وأصدر مجلس محافظة ريف دمشق بياناً بيّن فيه حجم الكارثة التي تعاني منها الغوطة، وسط عجزه عن تقديم المتطلبات الضرورية للمدنيين، وطالب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتدخل الفوري لإيقاف جرائم روسيا والنظام السوري.

 

وشنّ الطيران الحربي، الجمعة، أكثر من 60 غارة جوية على مدن سقبا وحمورية ودوما وعربين وجوبر وعين ترما وحرستا ومديرا وزملكا وكفربطنا، والشيفونية التي طالتها 22 غارة لوحدها.

 

كما ألقت المروحيات عشرات البراميل المتفجرة على عربين وسقبا وكفربطنا وحمورية ودوما والمرج وزملكا وحرستا والشيفونية، ما أدى لوقوع عشرات الإصابات بين المدنيين. وتركزت عمليات القصف الجمعة على بلدة الشيفونية ومدينة عربين بالدرجة الأولى. وتعتبر بلدة الشيفونية من أهم المحاور التي تحاول قوات النظام التقدم إليها والوصول على “فوج النقل” فيها.

 

وقصف الطيران الحربي، الخميس، مدينتي دوما وحمورية بالصواريخ المحملة بالنابالم المحرم دولياً ما أدى لاندلاع الحرائق في الشقق السكنية والأقبية ووقع إصابات بين المدنيين. ودارت اشتباكات عنيفة طيلة ليل الخميس/الجمعة، على جبهة عربين، حاولت خلالها قوات النظام التقدم إلى الأبنية السكنية من محور “النفوس” في ظل تغطية نارية بالطيران الحربي والبراميل المتفجرة وراجمات الصواريخ، وتمكنت قوات المعارضة من صدها ومنعها من التقدم.

 

كما اندلعت اشتباكات على جبهات عين ترما والمرج وحرستا بين قوات النظام وقوات المعارضة، ولم تتمكن قوات النظام من إحراز أي تقدم.

 

وألقى الطيران، الخميس، مطبوعات ورقية، فيها تعليمات الحماية والسلامة للخروج من الغوطة الشرقية، وتدعو الرجال والنساء التوجه إلى معابر محددة، وتسليم أنفسهم وحمل هذه المطبوعات بأيديهم، ورفعها للأعلى.

 

الجعفري مقرراً للجنة حقوقية بالأمم المتحدة: سقطة أخلاقية جديدة

أعادت اللجنة الخاصة المعنية بتنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة، والمعروفة باسم “لجنة الـ24″، إنتخاب مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري مقرراً لها.

 

وتم انتخاب الجعفري، خلال الجلسة التي عقدتها اللجنة، ليل الخميس/الجمعة، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك “مقرراً لها بالتزكية”. كما إنتخبت اللجنة بالتزكية أيضاً مندوب انتيغوا باربودا، رئيساً لها، والمندوبين الدائمين لكل من كوبا وإندونيسيا وسيراليون نواباً للرئيس.

 

وأعرب الجعفري عن شكره لأعضاء اللجنة على إعادة إنتخاب سوريا لهذا الموقع المهم، وقال إنه: “سيستمر ببذل كل الجهود لتنفيذ وصايا اللجنة بما يؤدي إلى استكمال مسيرة إنهاء الإستعمار”.

 

وإنتقدت منظمة مراقبة الأمم المتحدة “unwatch” الثناء الذي قدمه أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، لعمل الهيئة، ووصفتها بأنها هيئة “عفا عليها الزمن” وقالت إنها إنتخبت ممثل النظام السوري المتهم بـ”الإبادة الجماعية”، لمنصب قيادي.

 

وطالبت المنظمة أمين عام الأمم المتحدة، ومندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي، وسفير الإتحاد الأوروبي، بإدانة ما وصفته بـ”إنتخابات الهيئة السخيفة والفاحشة أخلاقياً” لسوريا إلى الوظيفة العليا للجنة مناهضة للإحتلال، مهمتها الأساسية دعم حقوق الإنسان الأساسية في معارضة إخضاع الشعوب والهيمنة عليها وإستغلالها، وهو إنتصار دعائي يهلل له نظام الأسد.

 

وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة هيليل نيور، إن البلدان الديموقراطية المتمثلة في اللجنة يجب أن تخجل من مشاركتها في الإجماع حول الجعفري. وأضافت أنه “من غير المفهوم للأمم المتحدة أن ترثي في اليوم عينه، مقتل الالاف وجرح مئات الآلاف من السوريين على أيدي النظام، وتعلن مسؤولية هذا النظام عن حملة إبادة وحشية، ثم تقدم له هذه الهدية”.

 

وقالت: “تصويت اليوم يمنح نظام الأسد هدية لتقديم نفسه كمدافع عن حقوق الإنسان، وهذه إهانة للضحايا السوريين. أخلاقياً على غوتيريس أن يفعل الشيء الصحيح، وبأسوأ الإحتمالات أن يدين هذا الإنتخاب”.

 

عفرين: هل تنكث روسيا بتعهداتها لتركيا؟

عدنان الحسين

سيطرت فصائل الجيش الحر والجيش التركي، ضمن عمليات “غصن الزيتون”، صباح الجمعة، على قرية بلفور وتلتها المطلة على ناحية جنديرس بعد معارك مع “وحدات حماية الشعب” الكردية، والمليشيات الموالية للنظام.

 

وكانت الفصائل قد سيطرت، الخميس، على قرى علي جارو ومعسكر لـ”الوحدات” في محور ناحية بلبل، وعلى قرى الصفراء والرحمانية والظاهرة العليا والسفلى في محور ناحية شيخ الحديد، لتصبح بذلك على مسافة 5 كيلومترات من ناحية معبطلي غربي عفرين.

 

وشنّت طائرات حربية تركية، غارات جوية، ليل الخميس/الجمعة، على رتل عسكري لـ”وحدات حماية الشعب” ومليشيات النظام، مقبلاً من مدينة حلب، أثناء محاولته الدخول إلى مدينة عفرين، من منطقة جبل الاحلام وقرية الزيارة، عند المعبر بين مناطق سيطرة مليشيات النظام و”الوحدات”.

 

وتزامن القصف الجوي مع قصف مدفعي وصاروخي استهدف المنطقة ذاتها، نتيجة عدم تراجع الرتل العسكري، وإصراره على دخول عفرين. القصف الجوي والصاروخي أدى إلى مقتل عدد من عناصر “الوحدات” والمليشيات، بالإضافة لإصابة العشرات منهم، وتدمير العديد من الآليات، كما شوهدت النيران من مسافة بعيدة، نتيجة انفجار ناقلات للذخيرة والصواريخ كانت برفقة الرتل.

 

وتألف الرتل من نحو 100 عربة وآلية عسكرية، كانت معظمها متمركزة في حي الشيخ مقصود وأحياء حلب الخاضعة لسيطرة “الوحدات” الكردية قبل أن تنسحب منها باتفاق مع النظام يسمح لها بالوصول إلى مدينة عفرين، برفقة مليشيات النظام. الاتفاق تضمّن تسليم “الوحدات” كل الأحياء التي تسيطر عليها في مدينة حلب لمليشيات النظام.

 

وأعلن قائد “الوحدات” في حلب فرات خليل، في حديثه لوكالة “رويترز”، أنهم انسحبوا بشكل كامل من أحياء مدينة حلب، التي كانت تحت سيطرتهم، وانتقلوا للدفاع عن مدينة عفرين. خليل قال: “أصبحت تلك الاحياء (في مدينة حلب) تحت سيطرة الدولة السورية”.

 

ويعتقد أن الرتل كان يشمل عربات محملة بصواريخ مضادة للدروع، ما يُفسّرُ الانفجارات الضخمة التي استمرت لأكثر من نصف ساعة، بعد استهدافه من الطيران التركي.

 

وكانت مجموعات صغيرة تابعة لمليشيات النظام قد دخلت مدينة عفرين، بشكل فردي، عبر وسائل نقل مدنية، خشية استهدافها من قبل غرفة عمليات “غصن الزيتون”. وتجمع عناصر تلك المليشيات في مركز مدينة عفرين، الخميس، مع أنصار “الوحدات”، رافعين صور بشار الأسد وعبدالله أوجلان، وأعلام النظام وحزب “العمال الكردستاني”.

 

وانتشرت تلك المليشيات في محيط ناحية جنديرس وداخلها، ومحيط ناحية راجو، بهدف وقف تقدم فصائل الجيش الحر التي باتت قريبة من السيطرة على الناحيتين.

 

وكان من المفترض أن تدخل المجموعات التابعة للمليشيات، ليلاً، للتوجه إلى مناطق تل رفعت ومنغ والقرى الأخرى التي احتلتها “الوحدات” منذ عامين بتغطية من الطيران الروسي. إلا أن القصف الجوي التركي حال دون وصولها. كما أن خلافات واسعة دبّت بين “جيش الثوار” التابع لـ”قوات سوريا “الديموقراطية” و”الوحدات” في عفرين، بعدما رفض “جيش الثوار” أي تعاون مع مليشيات النظام.

 

وبحسب مصادر “المدن”، فقد سحب “جيش الثوار” جميع عناصره من بلدات ومدن تل رفعت ومنغ والشيخ عيسى، ونقلهم إلى قرية مريمين والمالكية، لتحل مكانهم “الوحدات”.

 

وأعلن القيادي في “جيش الثوار” سليمان بيور، والعشرات من العناصر، في مقطع مصور، انشقاقهم، ووصلوا ريفي حلب الغربي وإدلب. وقال بيور في التسجيل المصور، إن العشرات من مقاتلي “جيش الثوار” ومقاتلين آخرين، ينوون الانشقاق عن “الوحدات”، نتيجة عمالتها لنظام الأسد، إلا أنهم لا يستطيعون ذلك نتيجة المراقبة الأمنية المشددة عليهم من قبل جهاز الاستخبارات التابع لـ”الوحدات” في عفرين.

 

وفي السياق، دفعت تركيا، بقوات خاصة متمرسة في قتال المدن، إلى عفرين، في إشارة إلى ضرورة حسم المعركة هناك. إذ أن تركيا باتت تدرك أنها تخوض معركة كسر عظم خفية، مع إيران وروسيا، متمثلة بالنظام ومليشياته، وبأن أميركا تترقب الفائز لتتحالف معه في منبج، وشرقي الفرات.

 

كما كثفت تركيا من قصفها الجوي على مواقع “الوحدات” في معظم أنحاء عفرين، واستهدفت أحد مستودعاتها في تل رفعت ومواقع في عين عيسى ومريمين. وتستخدم تركيا أسلحتها المتطورة، محلية الصنع، في المعركة، وأهمها منظومة صواريخ “جنار”، التي تتميز باصابتها أهدافاً على مسافة 40 كيلومتراً، وتتمكن من متابعة ما بين 8-12 هدفاً مختلفاً، في الوقت ذاته. كما تستخدم تركيا طائرتها النفاذة “نمر-1” في قصف مواقع “الوحدات”، وهي طائرة مطورة تشبه إلى حد كبير طائرات “أف 16” الأميركية.

 

ومن الواضح أن تركيا اتخذت قراراها بمواصلة “غصن الزيتون” حتى تحقيق أهدافها والسيطرة على مدينة عفرين ومحيطها، وانهاء الوجود التام لمنظومة “العمال الكردستاني”. ويأتي هذا الإصرار نتيجة خلط الأوراق في عفرين، وعدم وفاء الجانب الروسي بتعهداته، بعدما ظهر عناصر الشرطة الروسية بالقرب من أرتال المليشيات الداخلة إلى مدينة عفرين.

 

وزير الدفاع التركي نورالدين جانيكلي، كان قد قال في تعليقه على إرسال النظام مجموعات إرهابية موالية له إلى عفرين: “كل من يدعم الإرهاب سيكون هدفاً لنا”. وأضاف: “المجموعات المسلحة التي أرسلها النظام السوري إلى عفرين ليس لديها القدرة على تغيير نتيجة محاربة الإرهاب التي ننفذها في تلك المنطقة على الإطلاق، ولن يكون لها ذلك”. وتابع: “إذا تواجد أحد ما بجانب الإرهاب هناك بأي شكل من الأشكال، فإن ذلك لن يزيل كفاحنا ضد الإرهاب، ولن يضعفنا، ولن يثنينا. المجموعات التي تأتي لدعم الإرهابيين تصبح هدفاً لنا”.

 

فشل مساعي وقف إقتتال “تحرير سوريا” و”تحرير الشام

خالد الخطيب

استعادت “هيئة تحرير الشام” السيطرة على قرى وبلدات حاس وكفرنبل وأورم الجوز وكفر شلايا في ريف ادلب، وبلدة كفرناها في ريف حلب الغربي، بعد اشتباكات عنيفة مع “جبهة تحرير سوريا” التي سيطرت على قريتي الفقيع وكرسعة في ريف حماة. وعاشت البلدات التي شهدت تبادلاً للسيطرة بين الطرفين، في وقت قياسي، حرب شوارع وقصفاً متبادلاً بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ما تسبب بقتل أكثر من 10 عناصر لـ”تحرير الشام” وأسر آخرين بينهم قياديون من “قاطع حماة”.

 

وسيطرت “تحرير الشام” على قرية الرويحة في جبل الزاوية في ريف إدلب، ليل الخميس/الجمعة، وقالت وكالة “إباء” أن “الهيئة” سيطرت على الرويحة بعد معارك مع “صقور الشام”، التي سلّم أكثر من 15 عنصراً منها أنفسهم لـ”الهيئة”.

 

“تحرير سوريا” اتهمت “تحرير الشام” بالغدر، واستغلال التفاهمات المحلية التي تجري في قرى وبلدات ريفي ادلب وحلب الغربي، بهدف تحييدها بشكل مؤقت، ومن ثم الانقضاض عليها مجدداً في حال انتهت “الهيئة” من القتال في جبهات أخرى. وتؤكد “تحرير سوريا” أن من يقاتل الآن في صفوف “تحرير الشام” هم عناصر “جبهة النصرة” المقربين من الجولاني، بينما اعتزل كثيرون القتال ولا يرون فيه أية مشروعية.

 

المواجهات بين الطرفين مستمرة في قرى وبلدات ريف حلب الغربي، ومنطقة الجمعيات، وعلى أطراف مدينة دارة عزة، حيث استقدمت “تحرير الشام” تعزيزات عسكرية إضافية خلال الساعات الماضية إلى مناطق غربي حلب. “قاطع البادية” التابع لـ”تحرير الشام” اشترك في العمليات الهجومية في ريف حلب الغربي ونشر حواجزه.

 

وفشلت مساعي الشرعيين المستقلين الأربعة، السعوديان مصلح العلياني، وعبدالله المحيسني،  والشيخ عبدالرزاق المهدي، وأبو محمد الصادق، الهادفة لوقف القتال، وقال الشرعيون الأربعة في بيان لهم نشر في موقع “تلغرام”: “الأقوال التي يذكرها كل طرف متناقضة تماماً مع بعضهم البعض، والكل يدعي أن معه الحق دون الآخر، ولو صح ما نسب للزنكي ما ذكرته  الهيئة من قضايا عندهم، فإنه يجب الخضوع لمحكمة تحكم فيهم سواءً طائفة أو أعياناً. ونرى أن عذر الهيئة في عدم قبول المحكمة الشرعية لاينهض بأن يكون مبرراً شرعياً. الواجب اليوم على الهيئة أن يرتضوا محكمة شرعية تصدر حكمها في هذه القضايا، خاصةً أن الزنكي لم تمتنع عن ذلك لا بشوكة ولا بغيره، ويجب على كل عاقل حريص على الساحة إيقاف هذا القتال”.

 

الشرعي أبو محمد الصادق، كان أكثر وضوحاً في بيان الدوافع التي تقف وراء هجوم “تحرير الشام” الأخير، فقال في “تلغرام”: “لقد تبين لنا من خلال زيارتنا للهيئة باعثهم الأهم من وراء قتالهم للزنكي، ألا وهو تخوفاتهم من تحرير المنطقة بين الزنكي ودرع الفرات، ويعني ذلك ازدياد قوة الزنكي ونفوذه وسيطرته من خلال اتصاله جغرافياً بالريف الشمالي لحلب بالإضافة إلى إمكانية وصول فصائل الدرع إلى إدلب بسهولة. طبعا هذا السبب الأهم إضافة إلى التهم الموجهة للزنكي والتي ظهر لنا حجم التناقضات في كلام الأسرى عند الطرفين”. وأضاف أنهم عرضوا على “تحرير الشام” الكثير من العروض لوقف القتال، من بينها خضوع الطرفين لمحكمة شرعية، لكنهم “لم يقبلوا الحل الذي عرضناه عليهم، وتعللوا بضيق الوقت لتسارع عمليات غصن الزيتون، ثم بينا لهم أنه لايوجد في أذهاننا غير هذا الحل حالياً، وينبغي عليكم بدل أن تدخلوا في قتال لأجل تخوفاتكم أن تبحثوا عن حل شرعي منطقي”.

 

وتخشى “تحرير الشام” من القوة المتنامية لـ”حركة نور الدين الزنكي” والتي تشكل عماد تحالف “جبهة تحرير سوريا”. وعلى الرغم من أن “حركة أحرار الشام” هي من تسلمت قيادة الصف الأول في الكيان الاندماجي الجديد إلا أن “الزنكي” أكثر قوة من “أحرار الشام”، عدة وعتاداً، ويزيد عدد عناصرها عن 10 آلاف بعدما انضمت إلى صفوفها العديد من الكتائب والتشكيلات المسلحة خلال الشهرين الماضيين. الأمر الذي أثار قلق “تحرير الشام”. بينما لا يزيد عدد عناصر “أحرار الشام” عن خمسة آلاف عنصر مشتتين خلف قيادة هزيلة. “الأحرار” كانت قد خسرت سلاحها النوعي في فترة سابقة لحساب “تحرير الشام”.

 

قوة “الزنكي” تخيف “تحرير الشام”، والتي تحاول جاهدة القضاء عليها في ريف حلب الغربي، وهو ما يفسر عدم قبولها أي مسعى لوقف القتال. وما ذكره الشرعي أبو محمد الصادق، حول تخوف “تحرير الشام” من وصول فصائل “درع الفرات” إلى ادلب بعد فتح الطريق المحاذي للحدود السورية التركية في محيط منطقة عفرين شمالاً وغرباً، يشير إلى احتمال تصاعد القتال بين الطرفين خلال الأيام القليلة القادمة، في حال لم تقدم “الزنكي” ضمانات ملموسة لـ”تحرير الشام”.

 

وفي السياق، دخل “جيش الأحرار” على خط المواجهات إلى جانب “تحرير سوريا”. جاء الإعلان عن ذلك في بيان خجول لـ”جيش الأحرار”، الذي أكد أنه لن يقف مكتوف اليدين حيال ما يحدث من إراقة الدماء، وتدمير للساحة، الرابح فيها خاسر، والمستفيد من ذلك في نهاية المطاف هو النظام وحلفاؤه.

 

“تحرير سوريا” و”صقور الشام” و”جيش الأحرار”، اتهموا “الحزب الإسلامي التركستاني” بالاصطفاف إلى جانب “تحرير الشام” في الاقتتال الحاصل، واشتراكهم الفعلي في المعركة على الرغم من وعودهم بعدم الخوض فيها، ونصحوا المهاجرين عامة وقيادة “التركستاني” خاصة، بعدم الخوض في دماء أهل الشام. ونفى “التركستاني” الاتهامات الموجهة ضده، وأكد في بيان في موقع “تلغرام”، أنه “لم يدخل القتال إلى جانب أي طرف من الأطراف ولكنه رد على مصادر النيران في بعض المواقع التي استهدفت من قبل الفصائل”.

 

استفادت “جبهة تحرير سوريا” كثيراً من الجهاديين المهاجرين المناهضين لـ”تحرير الشام”، ممن ظهر دورهم جلياً في القتال الحاصل مؤخراً. علي العرجاني، وصلاح الدين المغربي، وماجد الراشد، كان لهم دور كبير في الرد على أنصار “تحرير الشام”، ومُنظريها، في وسائل التواصل. وانعكس دورهم في الميدان إلى جانب “تحرير سوريا” في أكثر من موقع. هؤلاء المهاجرون يعرفون جيداً أساليب السلفية الجهادية “القاعدة”، عموماً في تجريم خصومها والقضاء عليهم انطلاقاً من تأويلات شرعية تخدم مصالحها.

 

مطار الضمير: قصف متبادل بين فصائل القلمون ومليشيات النظام

 

استهدفت طائرت النظام الحربية جبال القلمون الغربي، بـ17 غارة جوية، الخميس، وشددت المليشيات من حملتها الأمنية على مدينة الرحيبة، بعدما أمطرت فصائل المعارضة في القلمون الشرقي مطار الضمير العسكري بصواريخ أرض-أرض “نصرة للغوطة”، بحسب مراسل “المدن” عمار حمو.

 

وطال قصف مليشيات النظام محيط مدينة الرحيبة باتجاه منطقة الخزنوية، بقذائف المدفعية، فيما منعت دخول وخروج المدنيين من جيرود في القلمون الشرقي، في خرق واضح وتعطيل لبنود “الهدن” مع هاتين المدينتين.

 

وكانت فصائل المعارضة في جبال القلمون قد أطلقت رشقات صاروخية على مطار الضمير العسكري، الذي تُقلِعُ منه الطائرات الحربية لقصف مدن وبلدات الغوطة الشرقية. مصدر عسكري من “جيش الإسلام”، قال لـ”المدن”، إن قصف مطار الضمير هو عمل من مجموعة أعمال أطلقتها الفصائل نصرة للغوطة الشرقية، في كل من القلمون ودرعا والساحل.

 

وبدأ أول عمل عسكري “نصرة للغوطة”، الأربعاء، بعدما استهدفت فصائل “الجبهة الجنوبية” نقاطاً عسكرية لمليشيات النظام في درعا، وأتبعه ثوار القلمون باستهداف مطار الضمير، والمعارضة في الساحل باستهداف مدينة القرداحة.

 

وبحسب مصدر من “جيش الإسلام”، فإن صاروخاً باليستياً أطلق من القلمون باتجاه مناطق النظام في الساحل السوري، ولكن لا معلومات لديه حتى اللحظة عن حجم الأضرار التي ألحقها هناك، نظراً لصعوبة تتبع آثاره، بحسب وصفه.

 

وأضاف المصدر أنه من المفترض أن يخرج بيان، الجمعة، من غرفة عمليات “لبيك يا غوطة”، توضح الأهداف التي تم استهدافها والفصائل المشاركة فيها، وما إذا كان هناك تصعيد جديد ضد النظام.

 

ولا تشكّل العمليات العسكرية للمعارضة قوة ضغط كبيرة، كالأثر الذي يتركه أي عمل عسكري من مدينة الضمير، إلا أن الخيارات صعبة أمام فصائل الضمير. وقال مصدر من “جيش الإسلام”، لـ”المدن”، إن أكثر عمل له تأثير، قد تقوم به المعارضة، هو قطع طريق إمداد مليشيات النظام من الضمير إلى مطارها العسكري، مشيراً إلى أن الفصائل قد تمكنت في مرحلة سابقة من قطع الطريق لمدة ثلاثة أيام، فلم تقلع حينها أي طائرة من المطار العسكري، لأن الطريق هو ذاته الذي يسلكه الطيارون. ولكن لا يمكن القيام بأي عمل عسكري غير مدروس، ما قد يُلحق الضرر بعشرات آلاف المدنيين، في الضمير، وعدد كبير منهم من نازحي الغوطة الشرقية.

 

الغوطة:مجلس الأمن يفشل بالتوافق على”هدنة إنسانية

فشل مجلس الأمن الدولي في التوافق على قرار بشأن الوضع في غوطة دمشق الشرقية بسبب روسيا التي تقدمت بتعديلات على مشروع كويتي سويدي يدعو لـ”هدنة” ومساعدات إنسانية. ولم يتمكن أعضاء مجلس الأمن الدولي من التصويت، ليل الخميس/الجمعة، على مشروع قرار لفرض “هدنة إنسانية” لمدة شهر واحد في جميع أنحاء سوريا، بهدف إرسال المساعدات الإنسانية للمدنيين، وإجلاء 700 حالة طبية حرجة منها.

 

اجتماع مجلس الأمن الطارئ حول الأوضاع في سوريا، انعقد بطلب من روسيا، وبدأ بالاستماع إلى إحاطة من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، عبر الفيديو من جنيف، الذي قال إن الغوطة تشهد عمليات قتل ممنهجة للمدنيين، مؤكداً وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لما يحدث في الغوطة بأنه “الجحيم على الأرض”. وقال لوكوك: “ما نريده هو وقف دائم للقتال ونحتاج لذلك بشدة”.

 

وبعد جلسة استغرقت أعمالها أكثر من ساعتين، أعلن رئيس المجلس السفير الكويتي منصور العتيبي، فض الجلسة من دون التصويت على مشروع القرار الذي أعدته بلاده، باعتبارها العضو العربي الوحيد ورئيس أعمال المجلس في فبراير/شباط، بالتنسيق مع السويد.

 

وقالت بعثة الكويت في الأمم المتحدة إن المجلس سيصوت على مشروع القرار الساعة 11 من صباح الجمعة، بتوقيت شرقي الولايات المتحدة. ويستأنف الديبلوماسيون في مجلس الامن الدولي، الجمعة، مفاوضاتهم في محاولة للتوصل الى مشروع قرار يمكن تبنيه، بعد المقترحات الروسية لتعديله. وبعد الاجتماع ليل الخميس/الجمعة، صرح السفير السويدي اولوف سكوغ: “نحاول ايجاد طريق للسير قدماً”. وأوضح أن المناقشات ستستمر، مؤكداً انه “يميل الى اجراء تصويت” الجمعة.

 

وشهدت الجلسة في الدقائق الـ15 الأخيرة، سجالاً حاداً بين رئيس المجلس من ناحية، والمندوبين الروسي والسوري لدى الأمم المتحدة من ناحية أخرى، عندما طلب رئيس مجلس الأمن من مندوب النظام السوري عدم الاسترسال في إفادته. المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة السفير فاسيلي نيبيزيا، طلب من رئاسة المجلس تفسيراً لهذا الطلب، فيما قال مندوب النظام السوري إنه يتحدث في جلسة تم الدعوة إليها لمناقشة قضية متعلقة بالدرجة الأولى بـ”بلاده”.

 

ويدعو مشروع القرار الكويتي والسويدي، إلى وقف لإطلاق النار لمدة شهر واحد على أن يدخل حيز التنفيذ بعد مرور 72 ساعة على توقيعه. ويتضمن أن يبدأ إجلاء الجرحى وإيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة بعد 48 ساعة من المصادقة عليه. وبحسب مسودة القرار، فإن 5.6 مليون شخص في نحو 1.244 منطقة في سوريا بحاجة ماسة للمساعدة، إلا أن الهدنة تستثني تنظيمات “الدولة الإسلامية” و”القاعدة” و”جبهة النصرة”. ودعت مسودة القرار جميع الأطراف لتجنب إقامة مواقع عسكرية في المناطق المدنية من بينها المدارس والمستشفيات، فضلاً عن رفع الحصار عن المناطق المأهولة بالسكان.

 

وعدلت روسيا في محتوى الفقرات الإجرائية الاثنتي عشرة في مشروع القرار السويدي الكويتي، فيما لم يتم التطرق لذكر 72 ساعة أو 48 ساعة لوقف الأعمال العدائية ولتوصيل المساعدات.

 

واتهمت نائبة المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة كيلي كوري، روسيا بأنها “تبدو عازمة على منع أي جهد حقيقي” لوقف إراقة الدماء في الغوطة الشرقية. وأكدت كوري أن الغوطة الشرقية لا يمكن أن تنتظر أكثر من هذا لوقف الأعمال العدائية، مضيفة أن واشنطن مستعدة للتصويت على مشروع القرار الكويتي السويدي. وكانت كوري قد قالت في اجتماع مجلس الأمن إن “ما يقوم به نظام الأسد في الغوطة هو هجمة وحشية بربرية ضد المدنيين”. وأضافت أن النظام يريد أن يستنسخ تجربة حلب وحمص في الغوطة الشرقية.

 

المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت، قالت إن واشنطن تُحمل روسيا وإيران المسؤولية عن عمليات القتل التي تقع بالغوطة الشرقية، وأضافت أنه “من دون الدعم الروسي للنظام السوري ما كان ليحدث أي من هذا القتل والدمار”.

 

وانتقد السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر الهجمات على المستشفيات، والوضع الذي لا يمكن القبول به.

 

وتجاوز عدد القتلى المدنيين جراء القصف العنيف للنظام السوري على الغوطة الشرقية خلال الأيام الخمسة الأخيرة 400 قتيلاً. ويأتي مشروع القرار بعد قصف طائرات حربية للغوطة الشرقية، آخر معقل للمعارضة قرب العاصمة دمشق، لخمسة أيام على التوالي. وناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، بوقف فوري للحرب هناك.

 

والغوطة الشرقية مشمولة بمناطق “خفض التصعيد” التي تم الاتفاق عليها في مباحثات أستانة عام 2017، بضمانة تركيا وروسيا وإيران.

 

وقبل دقائق من انطلاق جلسة مجلس الأمن، دعا مندوب السويد لدى الأمم المتحدة السفير أولوف سكوغ، إلى ضرورة أن يعتمد المجلس، اليوم، مشروع القرار الذي تقدمت به بلاده مع الكويت.

 

لكن مندوب روسيا دعا إلى “التوصل إلى قرار واقعي يمكن الاتفاق بشأنه”، وأوضح أنه “لا يوجد اتفاق على مشروع القرار المطروح، وأن الدولتين الراعيتين له تدركان ذلك”. وكانت روسيا قد اقترحت، الخميس، إدخال تعديلات على مشروع القرار، وقالت إن صياغته غير واقعية وإن أعضاء مجلس الأمن لا يمكنهم فرض هدنة في سوريا دون التشاور مع الأطراف المعنية.

 

التعديلات الروسية المقترحة على مشروع القرار الكويتي السويدي بشأن الهدنة الإنسانية في سوريا، تقضي بإدانة قصف المناطق السكنية والديبلوماسية في دمشق، انطلاقاً من الغوطة الشرقية، ومطالبة جميع الأطراف بوقف الأعمال العدائية بأسرع وقت ممكن. كما تشمل التعديلات العمل بشكل فوري ودون شروط لخفض التصعيد في العنف وتنفيذ هدنة إنسانية لثلاثين يوماً على الأقل، وألا تشمل الهدنة تنظيم “الدولة” و”جبهة النصرة” وكل الأفراد والكيانات المرتبطة بهما.

 

واستخدمت روسيا حق النقض ضد 11 قرارا في مجلس الأمن بشأن سوريا، منذ اندلاع الثورة ضد نظام الأسد في آذار/مارس 2011.

 

عفرين:الوحدات تستنجد بالجيش السوري لأن المليشيات لا تكفي

أعلنت “وحدات حماية الشعب” الكردية، الخميس، أن مقاتلين يتبعون للنظام السوري انتشروا على خطوط المواجهة الأمامية ضد القوات التركية، وفصائل الجيش السوري الحر، التي تحاول اقتحام عفرين وطرد المقاتلين الأكراد منها.

 

ونقلت وكالة “رويترز” عن المتحدث باسم “الوحدات” نوري محمود، إن “مجموعات تابعة للجيش السوري (وصلت) إلى عفرين … لكن ليس بالقدر الكافي لإيقاف الاحتلال التركي”.

 

وألمح محمود إلى أن القوات التي وصلت ليست من القوات الحكومية الرسمية، الأمر الذي يزيد من صحة التصريحات التركية حول عدم اتفاق “الوحدات” مع دمشق على دخول قوات من الجيش السوري. وأوضح محمود “يجب أن يقوم الجيش السوري بواجبه. نحن نرى بأن من واجب الجيش السوري أن يحمي حدود سوريا”.

 

وكان نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداج، قد قال إن المعلومات المتوفرة لدى أنقرة، تفيد بأنه لم يتم الاتفاق بين الحكومة السورية و”وحدات حماية الشعب”.

 

من جهته، قال وزير الدفاع التركي نورالدين جانكلي، إن “كل من يدعم الإرهاب سيكون هدفا لنا”. وأضاف “المجموعات المسلحة التي أرسلها النظام السوري إلى عفرين، ليس لديها القدرة على تغيير نتيجة محاربة الإرهاب التي ننفذها في تلك المنطقة على الاطلاق، ولن تكون لها ذلك”.

 

وتابع “إذا تواجد أحد ما بجانب الإرهاب هناك بأي شكل من الأشكال، فإن ذلك لن يزيل كفاحنا ضد الإرهاب، ولن يضعفنا، ولن يثنينا. المجموعات التي تأتي لدعم الإرهابيين تصبح هدفا لنا”.

 

محمد نجم.. ابن 15 عاماً يبث يوميات الغوطة

مثل الكثير من المراهقين في الخامسة عشر من العمر، يقضي محمد نجم وقتاً طويلاً من يومه وهو يبث مجموعة من مقاطع الفيديو الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن بعكس معظم الأشخاص في عمره، تركز مقاطع الفيديو الخاصة به على الضربات الجوية في سوريا حيث تقتل القنابل والبراميل المتفجرة أصدقاءه وأفراد عائلته.

ويقول نجم في واحد من عشرات مقاطع الفيديو التي نشرها عبر حساباته في “تويتر” و”يوتيوب”: “يموت أطفال الغوطة كل يوم بسبب غارات نظام الأسد وروسيا”، متحدثاً لغة انجليزية ركيكة لكنها كافية لإيصال المعاناة المتفاقمة في الغوطة الشرقية، وهي ضاحية قرب العاصمة دمشق، تعاني منذ نحو أسبوع واحدة من أكثر الحملات دموية في الصراع السوري المستمر منذ سبع سنوات، علماً أنها تحت حصار خانق منذ العام 2013، حسبما نقلت شبكة “سي إن إن” الأميركية.

ويذكر نجم بالفتاة السورية الشهيرة بانا العبد، التي كانت واحدة من أبرز الأصوات التي وثقت سياسة الأرض المحروقة التي اتبعها النظام السوري وحلفاؤه في أحياء مدينة حلب الشرقية شمالي البلاد العام 2016.

وبوجه مغبر من أثر القصف، يظهر نجم في أحد المقاطع المختلفة فوق إحدى البنايات ليقول: “اسمي محمد نجم أعيش بالغوطة الشرقية.. نحن نقتل بصمتكم”، مضيفاً بينما يرتفع في الخلفية صوت أزيز طائرات النظام السوري والقوات الروسية: “بشار الأسد وبوتين وخامنئي قتلوا طفولتنا.. من الصعب وصف الوضع الإنساني والطبي في الغوطة الشرقية بالكلمات، وما يحدث الآن إبادة جماعية”، في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمرشد الإيراني الأعلى على خامنئي.

ويعتبر نجم واحداً من الأصوات البارزة التي تنقل المعاناة اليومية للسكان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل تشديد قوات الحكومة السورية ونظيرتها الروسية من وتيرة قصفها على الغوطة، فضلاً عن نقل الأحداث المرعبة التي قتل على إثرها مئات الأشخاص، بعدما وجد مئات الآلاف من السكان أنفسهم عالقين في المنطقة التي حولها القصف المتواصل إلى ما يشبه بقعة من الجحيم، حسب وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.

وخلال نحو 4 أيام، وصل عدد الضحايا من المدنيين جراء القصف العنيف المتواصل، الذي تنفذه طائرات روسية وسورية على مناطق الغوطة الشرقية إلى 325 قتيلاً على الأقل، إضافة إلى نحو ألفي مصاب، حسب أرقام “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقراً له، فيما تقدر الأمم المتحدة وجود نحو 400 ألف مدني تحت الحصار في المنطقة التي يسيطر عليها معارضون للنظام.

إلى ذلك، تضم جميع مقاطع نجم موضوعاً مشتركاً واحداً هو توجيه دعوة للعالم ليشهد ما يحدث في سوريا من فظائع وجرائم بحق الإنسانية. وفي تصريحات نقلتها “سي إن إن” يقول نجم : “يجب على جميع الناس معرفة ما يحدث في سوريا، أريد أن أتابع دراستي، وأريد أن أصبح صحافياً عندما أكبر”. وفي أحدث مقطع مصور له، يقول نجم وهو ينظر مباشرة إلى الكاميراً موجهاً حديثه إلى مشاهديه: “نحن نعرف أنكم تشعرون بالملل من صور الدم لدينا. نحن نعلم أنكم شاهدتم مقاطع فيديو لهم وهم يقتلوننا، لكننا سنواصل مناشدتكم”.

وأشار نجم إلى أن أحد أصدقائه قتل في وقت سابق من الشهر الجاري، عندما كان مجموعة من الأطفال يلعبون في الشارع، مثل أي يوم آخر قبل أن تبدأ الغارات الجوية على المنطقة. وغرد نجم في اليوم التالي لمقتل صديقه بالقول: “البارحة كنا نلعب معاً في ملجأ تحت الأرض، واليوم قتل صديقي وعائلته بطائرة حربية أودت بحياته إلى الموت”، وكانت فريق الدفاع المدني “الخوذات البيضاء” أعلن مقتل 80 شخصاً في الغوطة الشرقية في ذلك اليوم.

ووثقت فيديوهات نجم العديد من الغارات وعمل فريق الدفاع المدني في حال تواجدهم بالقرب من الحي الذي يقطن فيه، ويظهر مقطع فيديو نشره في الثامن من شباط/فبراير الجاري على سبيل المثال عمليات قصف استهدف ثلاث مرافق طبية، ما أسفر عن مقتل عدد كبير من الناس، وفقاً لمجموعة طبية تعمل في الداخل السوري، ويظهر مقطع نجم مجموعة من الضحايا يتم تحميلهم في إحدى الشاحنات من دون إمكانية التأكد إن كانوا فارقوا الحياة أم لا.

وقال مراسلو وكالة “فرانس برس” في الغوطة الشرقية، بعد جولة على عدد من المستشفيات، إن الأسرّة لم تعد تتسع للجرحى الذين افترشوا الأرض، ونقلوا عن أطباء إن غرف العمليات بقيت ممتلئة طيلة ساعات النهار، علماً أن هذا الوضع الكارثي دفع صحيفة “غارديان” البريطانية إلى تشبيه تلك المنطقة المحاصرة، بمدينة سربرينتشا البوسنية، التي كانت محاصرة العام 1995، ونفذت فيها ميليشيات صربية مذبحة مروعة، تحت سمع وبصر قوات الأمم المتحدة هناك، وهو ما يتكرر حالياً في الغوطة، في ظل عجز الأمم المتحدة ومجلس الأمن على كبح جماح نظام الأسد، بسبب “الفيتو” الروسي الحامي له.

وتضم فيديوهات نجم أيضاً مقابلات مع أصدقائه والفتيان والفتيات الصغار الموجودين في حيه، والذين ينبغي لهم التواجد في المدارس وبدلاً من ذلك يتعرضون للقصف والموت والدم بشكل يومي، ومن أبرز المقاطع التي صورها في هذا الإطار، مقطع نشره في كانون الأول/ديسمبر الماضي، يتحدث فيه الأطفال عن أمنياتهم بمناسبة العام الجديد، ويتحدث فيه صبي صغير بحرقة عن رغبته في رؤية والده المعتقل في سجون النظام، فيما يتمنى صبي آخر ألا يضطر لحمل الماء والحطب بعد الآن.

المدن

 

الأسد يلجأ إلى سياسة “الأرض المحروقة” في الغوطة

تقارير غربية تؤكد أن سياسة القصف المنظم على الغوطة الشرقية تعيد إلى الأذهان “سياسة الإبادة في مذبحة سبرنيتسا في تسعينيات القرن الماضي”.

بيروت – يستمر القصف المنظم لمدن الغوطة الشرقية من قبل قوات النظام السوري وطائرات روسية ضمن سياسة “الأرض المحروقة” التي ينتهجها الرئيس بشار الأسد، أملا في الوصول إلى نفس نتائج معركة حلب عام 2016 التي شكلت منعطفا تاريخيا في الحرب السورية.

 

لكن يبدو أن الكلفة الإنسانية في الغوطة ستصل إلى أضعاف ما تسببت به معركة حلب، إذ قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 368 شخصا على الأقل قتلوا بينهم 150 طفلا في الغوطة منذ ليل الأحد فقط.

 

وقال قائد في الجيش السوري أمس إن “هذا قصف تحضيري فقط.. المعركة لم تبدأ بعد”.

 

ويحاول النظام السوري في الغوطة البناء على معركة حلب، رغم مرور قرابة عامين على انتهائها. ويعني ذلك تحويل معركة الغوطة إلى نقطة التحول الأخيرة في الحرب، التي يمكنه بعدها من إعلان النصر رسميا.

 

ويلعب موقع الغوطة الجغرافي، القريب من العاصمة دمشق، دورا هاما في منح هذه المعركة ثقلا استراتيجيا كبيرا. لكن، على عكس الحسابات العسكرية الداخلية للحكومة السورية، لا تمثل الغوطة نفس الثقل الاستراتيجي بالنسبة للغرب.

 

ولا تقع منطقة الغوطة بالقرب من حدود خارجية، مثل مدينة عفرين التي تشهد صراعا بين الأكراد السوريين والأتراك يأخذ كل يوم طابعا دوليا، كما أنها لا تضم أي مصادر للطاقة، مثل منطقة شرق نهر الفرات التي تشهد إصرارا أميركيا على التمسك بها، ومنع القوات الموالية لروسيا والأسد من الاقتراب منها.

 

وتقول تقارير غربية إن سياسة القصف الجوي والصاروخي التي يتبعها الجيش السوري وحلفاؤه “أعادت إلى الأذهان سياسة الإبادة التي اتبعها الصرب في مذبحة سبرنيتسا في تسعينات القرن الماضي”.

 

وقالت صحيفة الغارديان في افتتاحيتها، الأربعاء، إن “الغرب وعد بعد هذه المذبحة بأنها لن تتكرر مرة أخرى، لكنها تتكرر اليوم وسط صمت دولي، وعدم قدرة على تقديم نفس الوعود بأنها ستكون المرة الأخيرة”.

 

وتخضع منطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة لحصار تفرضه قوات الحكومة منذ عام 2013. وإلى جانب محافظة إدلب وجزء من محافظة حلب في الشمال وشريط في جنوب غرب البلاد، تعد الغوطة الشرقية واحدة من بضع مناطق تعيش فيها أعداد كبيرة من السكان ولا تزال في أيدي مقاتلي المعارضة الساعين للإطاحة بالأسد.

 

ويقول خبراء عسكريون إن “القوات الحكومية السورية تنتهج نفس السياسة التقليدية التي وضعتها جيوش الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، والتي تعتمد على تدمير الروح المعنوية للسكان المحليين ودفعهم إلى الاستسلام، عبر تعمد قصف الخدمات والبنى التحتية، بحيث تصبح الحياة مستحيلة”.

 

وأضافوا “هذا القصف له فوائد تكتيكية أيضا، إذ تنحصر الفكرة في أنه عندما يقرر الجيش بدء الهجوم البري من المفترض ألا يقابل بأي مقاومة تذكر”.

 

وقال وائل علوان، المتحدث باسم جماعة فيلق الرحمن وهي من جماعات المعارضة الرئيسية في الغوطة الشرقية، إن موسكو لن “تقبل إلا باستسلام المعارضة بشكل كامل للقبضة الأمنية لنظام الأسد”، مشيرا إلى أن القوات الحكومية لا تحتاج لذريعة لاقتحام الغوطة.

 

قيادي بالمعارضة السورية ينفي التفاوض مع روسيا بشأن «الغوطة»

أحمد ولد مبروك

 

نفى قيادي في المعارضة السورية، وجود مفاوضات مع روسيا بهدف وقف التصعيد العسكري الذي يقوم به النظام على «الغوطة الشرقية» المحاصرة قرب دمشق.

 

وأكد رئيس المكتب السياسي في فصيل «جيش الإسلام» التابع للمعارضة السورية، «محمد علوش»، أن «كل الخيارات مفتوحة أمام الثوار بالغوطة للدفاع عن النفس».

 

وقال «علوش» في تصريحات خاصة نقلها موقع «عربي21»، الجمعة، «نرحب بالحل السياسي في حال تم إرغام النظام على الالتزام بالهدنة».

 

واستدرك: «لكن ليست لدينا الثقة بأحد».

 

وتوقع «علوش» فشل الحملة العسكرية على الغوطة الشرقية، نظرا لصمود الثوار على الأرض، ما دفع روسيا لطلب عقد جلسة طارئة لمناقشة الوضع في المدينة، على حد قوله.

 

وكانت تقارير إعلامية، أشارت إلى أن رئيس «تيار الغد» المعارض، «أحمد الجربا»، إلى جانب «علوش» يقودان عملية تفاوض برعاية مصرية من جهة، والجانب الروسي من جهة ثانية، من أجل إيقاف العملية العسكرية للجيش السوري في المدينة.

 

وتتعرض «الغوطة الشرقية» ومدنها المحاصرة لهجمات وقصف مستمر من قوات الرئيس السوري «بشار الأسد»، وطائرات روسية منذ عدة أيام، أودت حسب تقارير طبية وحقوقية بحياة أكثر من 400 شخص غالبيتهم من الأطفال والنساء، ونحو ألفي مصاب.

 

وتعد الغوطة، آخر معقل كبير للمعارضة قرب دمشق، وتقبع هذه المنطقة الموجودة في الضواحي الشرقية للعاصمة السورية تحت الحصار منذ عام 2013، ويبلغ عدد قاطنيها 370 ألف نسمة، بينهم ما يقارب 95 ألف طفل، يعيشون محاصرين في 30 كيلومترا مربعا.

 

فصائل المعارضة: “سيناريو حلب” مؤامرة لن تتكرر في الغوطة

دمشق – لين مراد – الخليج أونلاين (خاص)

تتوالى الضربات الروسية-السورية على مدن وبلدات غوطة دمشق الشرقية، آخر معاقل المعارضة قرباً من العاصمة، لليوم الخامس على التوالي، في الهجوم الأعنف منذ 3 أشهر.

 

خمسة أيام من القتل الممنهج المستمر، لم تكن فيها السماء واضحة من كثافة دخان الغارات التي خلّفت أكثر من 400 قتيل وألفي جريح، في تصعيد متنام يسعى من خلاله النظام وحليفته روسيا لإخلاء المنطقة تماماً، كما سيناريو حلب (2016).

 

لكن قياديين في أبرز فصيلين بالغوطة الشرقية، أكدا رفضهما التام لأي اتفاق يقضي بإخلاء الغوطة من سكانها، كما حدث في حلب قبل نحو عام، وهو المخطط الذي كشف عنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مع بداية الهجوم، الأسبوع الماضي.

 

وقال المتحدث الرسمي لـ”جيش الإسلام”، حمزة بيرقدار: إن “موضوع الإخلاء مرفوض جملة وتفصيلاً، ولا يمكن القبول به تحت أي ظرف كان”، مشيراً إلى أن “السكان لا يقبلون الخروج من أرضهم التي يدافعون عنها على مدار سبع سنوات من الثورة”.

 

وشدد بيرقدار، في تصريح لـ”الخليج أونلاين”، على أنه لا يمكن المقارنة بين الغوطة وحلب (في إشارة لتصريحات لافروف)؛ “فحلب لا يخفى على كل ذي عينين أنها سقطت بمؤامرة وخيانة بين جبهة النصرة ومليشيات الأسد”.

 

وأوضح أن “جبهة النصرة اتفقت مع النظام لإنهاء وجود فصائل الجيش الحر (في حلب)، ليتسنى لمليشيات الأسد الدخول بكل يسر وسهولة وهذا ما حصل”.

 

وأشار بيرقدار إلى أن “جبهة النصرة اعتدت على الفصائل، وعلى رأسهم تجمع (فاستقم كما أمرت)، القوة الضاربة في حلب، وسلبت سلاحهم وسيطرت على مقارهم واعتقلت قادتهم، فانهارت الجبهات وسقطت حلب”.

 

ورأى المتحدث الرسمي لـ”جيش الإسلام”، أن حشود قوات النظام على جبهات الغوطة الشرقية وتبدلها من حين إلى آخر، أمر لم يتوقف منذ أكثر من ثلاث سنوات، مؤكداً أن “المعارك مستمرة وخسائرهم كبيرة جداً، لكن التهويل الإعلامي لها (الحشود) يأخذ أكبر من حجمه الحقيقي”.

 

وأضاف بيرقدار أن استخدام النظام اليوم لـ”سهيل الحسن”، العميد في جيش النظام الذي شارك في معارك عدة آخرها في ريف إدلب الجنوبي، ما هو إلا لرفع معنويات جيش النظام المنهارة في الفترة الأخيرة.

 

وذكّر بـ”مصير عشرات القوات السورية والأجنبية، مثل الفاطميون والزينبيون (كتائب شيعية عراقية تقاتل في سوريا)، وأبو الفضل العباس، وأسد الله الغالب، وغيرهم”، متسائلاً: “أين هم اليوم؟”.

 

– جاهزية دائمة

 

نفس هذا الرأي ذهب إليه المتحدث الرسمي باسم “فيلق الرحمن”، وائل علوان، في حديثه مع “الخليج أونلاين”، مشيراً إلى أن النظام بدأ عملية التركيز على المدنيين لعجزه عن التقدم على الأرض.

 

وشدد علوان على أن فيلق الرحمن “لم يجرِ ولن يجري أية مفاوضات مع نظام الأسد المجرم”، مستشهداً بالاتفاقات السابقة التي وقعها كل من الفيلق وجيش الإسلام مع روسيا العام الماضي، والتي لم تنفذ رغم التزام الفصائل ببنودها، وقوبلت بعرقلة من طرف النظام والضامن الروسي.

 

لكن في الوقت ذاته، لم يغلق علوان الباب أمام كل الحلول، قائلاً: “مستمرون في جاهزيتنا واستعدادنا بفتح ممرات إنسانية ودخول مساعدات، ووقف إطلاق نار حقيقي وإخراج من تبقى من هيئة تحرير الشام إلى الشمال السوري”، حسب كلامه.

 

– معاناة مستمرة

 

وفي الخطوط الخلفية لنقاط الاشتباك، يعاني أكثر من 350 ألف مدني من أوضاع وصفها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بـ”جحيم على الأرض”.

 

فقد سجل بين 19 و22 فبراير، مقتل ما يزيد على 350 مدنياً وإصابة ما يفوق ألفين آخرين، بمعدل 4 قتلى و33 جريحاً في الساعة، وذلك في إحصائية غير نهائية، مع غياب عشرات الأشخاص تحت تلال الركام التي خلفها القصف الجوي والمدفعي الأعنف منذ سنوات.

 

يذكر أن الغوطة الشرقية تعتبر آخر معاقل المعارضة السورية، في ريف دمشق، والتي تسيطر عليها منذ 2012، وتعاني من حصار قوات النظام والمليشيات الموالية منذ عام 2013.

 

وارتكب النظام السوري وحلفاؤه، في أغسطس 2013، أكبر مجزرة في تاريخ الثورة السورية التي اندلعت في 2011، مستخدماً السلاح الكيماوي، وراح ضحيتها أكثر من 1200 شخص.

 

– حلب ثانية

 

وفي مسعى لإحكام الحصار على الغوطة الشرقية كثَّفت قوات النظام، بدعم روسي، عملياتها العسكرية في الأشهر الأخيرة.

 

تصعيد القتال هذا في هذه المنطقة يرسم مشهداً مشابهاً لما شهدته حلب التي هجر أهلها نهاية عام 2016 بسبب الغارات الروسية الداعمة لنظام بشار الأسد.

 

فتشابه الأحداث يبدأ من اتفاقات وقف إطلاق النار، إذ إنه قبيل تهجير سكان حلب، تدخلت روسيا آنذاك عبر اتفاق وقف الأعمال القتالية، الذي استثنى تنظيم الدولة وجبهة النصرة.

 

هذه الخطوة الروسية تحديداً تكررت في الغوطة، مع إعلان وزير الخارجية الروسي استعداد بلاده لدعم هدنة لمدة 30 يوماً في المنطقة.

 

ولكن يبدو أن هذه الهدنة، إذا ما تم التوصل إليها، ستنهار كما حدث في حلب، عندما قصفت طائرات النظام الأحياء الشرقية من المدينة، فيما سقط المئات من المدنيين بين قتلى وجرحى.

 

تصاعد حدة القصف على حلب انتهى باتفاق هدنة مع النظام على وقف إطلاق النار وإخلاء الأحياء المحاصرة في شرق حلب من المدنيين والمسلحين، بينما أعلنت روسيا أن الاتفاق لا يشترط خروج المدنيين.

 

وتكرار هذا السيناريو في الغوطة الشرقية آخر معاقل المعارضة قرباً من العاصمة السورية التي يسيطر عليها النظام، يثير مخاوف لدى سكان ريف دمشق من الإخلاء والتهجير إلى حيث المجهول.

 

غوطة دمشق تتعرض للإبادة.. هذه قصتها مع بطش النظام

عبدالله حاتم – الخليج أونلاين

منذ 5 فبراير 2018 بدأ نظام بشار الأسد، بدعم عسكري من روسيا، حملة عسكرية على الغوطة الشرقية، وأسفر القصف الجوي والصاروخي عن سقوط مئات القتلى.

 

واستمر القصف للمنطقة بشكل مكثف دون انقطاع، وأُعلن يوم 21 فبراير 2018 أن عدد القتلى خلال 48 ساعة فقط وصل إلى أكثر من 220 قتيلاً، فضلاً عن مئات الجرحى، جل الضحايا من الأطفال والنساء.

 

تحظى الغوطة الشرقية المحاصرة بشكل محكم منذ عام 2013 بأهمية مزدوجة لدى الفصائل المعارضة السورية؛ لكونها آخر أبرز معاقلها في العاصمة دمشق، وكذلك لدى قوات النظام التي تسعى لضمان أمن دمشق، بعدما تمكنت من استعادة السيطرة على أكثر من نصف مساحة سوريا.

 

– موقعها

 

تقع الغوطة الشرقية ومركزها مدينة دوما على امتداد الشرق والجنوب من مدينة دمشق، وتتميز بمزارعها الخضراء التي أحرقتها نيران الغارات التي يشنها النظام السوري على المنطقة منذ 7 سنوات، ويعيش فيها حالياً نحو 400 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة.

 

كما تشتهر غوطة دمشق بخصوبة الأرض وجودة المياه حيث تغذي بساتين الغوطة مجموعة من الأنهار الصغيرة من فروع نهر بردى وشبكة من قنوات الري العذبة.

 

وتواصل الغوطة الشرقية امتدادها إلى مناطق وقرى وبلدات أصبحت مدناً الآن؛ مثل زملكا وجرمانا والمليحة وعقربا وحزّة وكفربطنا وعربين، إلى أن تلتقي بالغوطة الغربية لتكمل احتضان دمشق بالبساتين.

 

– آثار

 

تحتوي الغوطة أيضاً على الكثير من الآثار القديمة التي تعود لعصور قديمة متعددة، و15 ديراً تاريخياً أثرياً، ومجموعة من التلال والمواقع الأثرية، منها تل الصالحية الذي يقع على بعد 14 كم، وفيه آثار من العصر الحجري القديم، وتل أسود، ويقع إلى الشرق، ويحتوي على آثار تعود للعصر الحجري الوسيط والقديم، وكذلك تل المرج ويقع في منطقة حوش الريحانة، وتل أبو سودة بالقرب من المرج، وآثار كثيرة في جسرين وعين ترما وحران العواميد وبلدة حمورة، التي تعرف الآن بحمورية.

 

– مسار الأحداث فيها

 

انضمت بلدات الغوطة الشرقية في عام 2011 إلى موجة المظاهرات التي عمّت كثيراً من المناطق السورية ضد النظام، لكنها ووجهت بقمع شديد من الأجهزة الأمنية، وتحولت الاحتجاجات السلمية بعد ذلك إلى نزاع مسلح.

 

وسيطرت الفصائل المعارضة على بلدات في الغوطة الشرقية عام 2012، وأطلقت منها في منتصف العام ذاته معركة دمشق، وتمكن المقاتلون المعارضون وقتها من السيطرة على أحياء عدة في العاصمة، إلا أن قوات النظام استعادتها بعد أسبوعين، وانكفأت الفصائل المعارضة إلى أحياء في الأطراف وقرى وبلدات الغوطة الشرقية.

 

وخلال سنوات طويلة تعرضت الغوطة الشرقية لقصف مدفعي وجوي عنيف من قبل قوات النظام، أودى بآلاف المدنيين، وأسفر عن دمار كبير في الأبنية والبنى التحتية.

 

وفرضت قوات النظام السوري منذ عام 2013 حصاراً محكماً على الغوطة الشرقية، ولم تصلها في بعض الأحيان المساعدات الإنسانية لأشهر طويلة، ما دعا سكانها إلى ابتكار طرق جديدة لتأمين حاجاتهم من الوقود المصنع من البلاستيك المحروق أو الألواح الشمسية المتنقلة لضخ المياه.

 

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) قد أعلنت، العام الماضي، أن الغوطة الشرقية سجلت أعلى نسبة سوء تغذية بين الأطفال منذ بدء النزاع في سوريا في عام 2011.

 

وفي مايو الماضي توصلت روسيا وإيران، أبرز حلفاء دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة، في أستانة، إلى اتفاق ينص على إنشاء 4 مناطق خفض توتر في سوريا، بينها الغوطة الشرقية.

 

وبدأ تنفيذ اتفاق خفض التوتر في الغوطة الشرقية في يوليو الماضي، وينص على وقف الأعمال القتالية ومن ضمنها الغارات الجوية، بالإضافة إلى نشر قوات من الدول الضامنة لمراقبة تطبيقه.

 

ولكن هذا الاتفاق تعرض لانتهاكات كبرى، آخرها هذا الشهر، حيث كثفت قوات النظام ضرباتها بالغارات والمدافع والصواريخ، ما أودى بحياة ما لا يقل عن 250 شخصاً منذ ليل الأحد.

 

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره في بريطانيا)، فإن هذا أكبر عدد من القتلى يسقط في يومين منذ هجوم الكيماوي في عام 2013 على المنطقة المحاصرة، ويعد هذا الرقم هو الأعلى منذ 3 سنوات، بين القتلى أطفال ونساء، جراء القصف الجوي والمدفعي المكثف على مدن وبلدات المدينة، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

استعداد روسي مشروط للقبول بقرار هدنة الغوطة

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو مستعدة للموافقة على مشروع قرار الأمم المتحدة بشأن هدنة إنسانية في الغوطة الشرقية، وذلك بعد إجراء تعديل على المشروع الذي أثار أمس الخميس خلافات في مجلس الأمن الدولي فلم يتم التصويت عليه.

 

لكن لافروف أوضح أنه يجب تقديم ضمانات من الأطراف التي تملك نفوذا على المسلحين، وقال إن جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام الآن) هي المشكلة الرئيسية في الوضع بالغوطة الشرقية.

 

وقد وزعت الكويت والسويد اليوم الجمعة صيغة معدلة لمشروع القرار الذي يطالب بهدنة إنسانية في عموم سوريا لمدة ثلاثين يوما، تدخل حيز التنفيذ بعد 72 ساعة من اعتماد القرار.

 

وقد انتهت مفاوضات أمس بين أعضاء مجلس الأمن بشأن مقترحات روسية، بتطعيم المشروع بتعديل طفيف على الصيغة التي تعارضها موسكو.

 

التعديلات الروسية

وحصلت الجزيرة على نسخة من التعديلات التي اقترحتها روسيا والتي تقضي بإدانة قصف المناطق السكنية والدبلوماسية في دمشق انطلاقا من الغوطة الشرقية، ومطالبة جميع الأطراف بوقف الأعمال العدائية في أسرع وقت ممكن.

 

كما تشمل التعديلات العمل فورا وبدون شروط لخفض التصعيد في العنف، وتنفيذ هدنة إنسانية لثلاثين يوما على الأقل، وألا تشمل الهدنة تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وكل الأفراد والكيانات المرتبطة بهما.

 

وقالت فصائل المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية إنها تؤيد مشروع القرار الكويتي السويدي في مجلس الأمن، مؤكدة رفضها أي مبادرة أو مشروع قرار يفضي إلى تهجير المدنيين أو ترحيلهم من الغوطة. وحمّلت الفصائل روسيا وإيران والنظام السوري مسؤولية الجرائم المرتكبة في الغوطة.

 

من جهته دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري لإطلاق النار في الغوطة الشرقية.

 

واعتبر الاتحاد في بيان شديد اللهجة صدر قبل لقاء على مستوى القادة الأوروبيين في بروكسل؛ دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وحماية المدنيين، واجباً أخلاقياً وأمراً عاجلاً.

 

وتتعرض الغوطة الشرقية لليوم السادس على التوالي لقصف متواصل بمختلف الأسلحة المحرمة دوليا من قبل النظام السوري وحلفائه، حيث قتل المئات وأصيب مثلهم، فضلا عن تفاقم الحالة الإنسانية وافتقار المنطقة إلى الغذاء والدواء.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

المستشفيات لم تسلم منها.. القنابل تنهمر على الغوطة

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش نقلا عن تقارير إن أكثر من أربعمئة مدني قتلوا في الغوطة الشرقية في ريف دمشق بغارات جوية منذ 19 فبراير/شباط 2018 على يد من وصفته بالتحالف العسكري الروسي السوري في المنطقة.

 

وجاء في بيان للمنظمة أن الغوطة الشرقية، ويقطنها أربعمئة ألف مدني تقريبا، تتعرض لهجوم غير مسبوق منذ الاثنين الماضي. ونقلت عن سكان محاصرين بالمنطقة أن القصف كان متواصلا وواسع النطاق مع تساقط القنابل “كالمطر”.

 

وقالت المنظمة إن قصف الغوطة الشرقية على بعد نحو 15 كلم من مركز دمشق، استخدمت فيه براميل متفجرة قاتلة ولم تسلم حتى المستشفيات -13 على الأقل وفق منظمات طبية سورية- وخرج ستة منها على الأقل من الخدمة. وقبل يومين، قال مسعفون إن قنبلة أصابت بشكل مباشر سيارة إسعاف وصلت لموقع إحدى الغارات.

 

وقالت لما فقيه نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة “نرى في الغوطة الشرقية أسوأ أنواع العنف. على باقي الدول توجيه رسالة واضحة إلى روسيا التي تدعم سوريا بضرورة إنهاء عرقلتها الإجراءات في مجلس الأمن لوقف هذه الفظائع”.

 

وقالت ووتش إنه في ضوء استمرار الحكومة السورية في انتهاك القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن السابقة، فإن على مجلس الأمن فرض حظر على توريد الأسلحة إليها، واعتماد عقوبات فردية ضد المسؤولين الحكوميين المتورطين في الانتهاكات.

 

ووثقت المنظمة هجمات عشوائية روسية سورية ضد المدنيين في الغوطة الشرقية، بما في ذلك استخدام الذخائر العنقودية. وأبلغت عن آثار الحصار غير القانوني على المدنيين هناك.

 

وتقول ووتش إن القوات النظامية السورية فرضت قيودا صارمة على دخول الأغذية والأدوية الأساسية إلى الغوطة الشرقية وإجلاء المدنيين من المنطقة، بمن فيهم ذوو الاحتياجات الطبية العاجلة.

المصدر : الجزيرة

 

فصائل الغوطة ترفض أي قرار يتضمن تهجير المدنيين

أعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة في الغوطة الشرقية بريف دمشق أي مشروع قرار دولي يفضي إلى تهجير المدنيين من المنطقة، وتعهدت بحماية أي قوافل للمساعدات الإنسانية تدخل المنطقة.

 

وفي بيان أصدرته اليوم الجمعة قالت الفصائل المعارضة إنها تؤيد مشروع القرار الكويتي السويدي المعروض على مجلس الأمن، الذي يدعو إلى هدنة إنسانية في الغوطة الشرقية لمدة شهر.

 

وأكدت الفصائل الموقعة على البيان -بينها جيش الإسلام وفيلق الرحمن وحركة أحرار الشام- رفضها أي مبادرة أو مشروع قرار يفضي إلى تهجير المدنيين أو ترحيلهم من الغوطة الشرقية.

 

وحمّلت هذه الفصائل روسيا وإيران والنظام السوري مسؤولية الجرائم المرتكبة في الغوطة. كما حمّلت العراق ولبنان مسؤولية الأعمال التي تقوم بها مليشيات من هذه الدول في سوريا.

 

وأكدت دعمها مطالب الصليب الأحمر الدولي بالدخول إلى الغوطة، وتعهدت بحماية القوافل الإنسانية وكوادرها، وقالت إنها تدعم دعوة مجلس حقوق الإنسان إلى وقف الانتهاكات بحق المدنيين.

 

من جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم إن الضربات الجوية التي يشنها النظام السوري على الغوطة الشرقية والتي أوقعت مئات القتلى ونحو 1500 جريح، غير مقبولة.

 

ودعا جاويش أوغلو روسيا وإيران إلى الضغط على سلطات دمشق لوقف تلك الغارات، مضيفا أن الهجوم الذي تنفذه قوات مؤيدة للحكومة السورية في محافظة إدلب شمالي سوريا ينتهك أيضا الاتفاق بين تركيا وإيران وروسيا.

المصدر : الجزيرة

 

من يسيطر أخيرا على حطام سوريا؟

شهدت مدينة ميونيخ بألمانيا منتصف الشهر الجاري مؤتمرا دوليا للأمن بحضور رفيع ناقش العديد من القضايا الأمنية الدولية والإقليمية، ومن بينها الملفات الشائكة في العالم العربي والمنطقة.

 

وانطلاقا من هذا الحدث الأمني الدولي وبما يهم منطقة الشرق الأوسط، يشير الكاتب ديفيد إغنيشاس إلى ما تشهده سوريا، ويقول في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست إن هذه البلاد التي تعصف بها الحرب منذ سبع سنوات تعود لتشكل قمرة القيادة الرهيبة مرة أخرى، وذلك بعد بضعة أشهر من الهدوء النسبي.

 

فمن يتصارع في سوريا، ومن يريد السيطرة على حطامها، وما هي أبرز الدول اللاعبة فيها وما هي أهدافها؟ كلها أسئلة يدور في إطارها مقال الكاتب.

 

ويشير إغنيشاس إلى تلويح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقطعة من طائرة بدون طيار إيرانية أسقطتها إسرائيل مؤخرا، بينما يحذر طهران كي لا تحاول اختبار الحل الإسرائيلي في هذا السياق مرة أخرى.

 

أنقاض سوريا

ويتساءل الكاتب: هل تتجه إسرائيل وإيران إلى الحرب، وذلك أثناء تناورهما الجديد لبسط النفوذ على أنقاض سوريا؟

 

ويجيب بأن اللعبة في سوريا أصبحت حساسة، وأن سياسة حافة الهاوية قد بدأت تتشكل في البلاد بكل تأكيد.

 

فمن يحاول تحديد قواعد هذه اللعبة الحساسة الخطرة يا ترى؟

 

يقول إغنيشاس إن واضعي السياسات في الولايات المتحدة وإسرائيل وروسيا وإيران يناضلون لأجل تحديد قواعد هذه اللعبة والتواصل بشأنها.

 

ويمضي بأن النظام السوري يحاول الآن سحق المقاومة بالغوطة الشرقية بريف دمشق، حيث سبق أن تلقى “المتمردون” فيها الدعم من الولايات المتحدة، لكنهم الآن يناضلون لوحدهم.

 

وأما حمام الدم بالغوطة فيعتبر مروعا، وفي ظل ما يجري في الغوطة فقد ناقش مجلس الأمن الدولي أمس قرارا لـ وقف إطلاق النار لمدة ثلاثين يوما، لكن روسيا قاومت هذا الأمر، مما يعني بوضوح أنها تريد إكمال الحملة الدموية.

مرحلة قاتمة

هذه المرحلة الجديدة “القاتمة” من الصراع السوري تشكل إعادة للأحداث الدامية التي رافقت حصار حلب، ولكن مع إضافة خطر جديد يتمثل في احتمال نشوب حرب إقليمية بين إسرائيل وإيران في سوريا.

 

وأما بشأن الاشتباك الأخير بين إيران وإسرائيل، فإن مسؤولا رفيعا في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلخص إستراتيجية الردع ضد القوات الإيرانية في سوريا التي تقول إنه يجب على إسرائيل أن تحافظ على حريتها في العمل لضرب التهديدات الإيرانية في أي مكان بسوريا.

 

وتضيف الإستراتيجية بأنه يتعين على الولايات المتحدة وروسيا توسيع المنطقة العازلة في جنوب غرب سوريا، بحيث لا يسمح للقوات المدعومة من إيران بالعمل فيها.

 

لكن هذه الصيغة البسيطة لا تعالج الأسئلة الأكبر التي تكمن في المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الجديدة.

فهل يجب على إسرائيل العمل بشكل أوثق مع روسيا لتقليل النفوذ الإيراني؟ وهل يجب على الولايات المتحدة استخدام وجودها العسكري في شرق سوريا لفحص القوات الإيرانية؟

 

تعقيدات الأوضاع

ويتحدث الكاتب بإسهاب عن تعقيدات الأوضاع الأخرى في سوريا، وخاصة ما تعلق بالمسلحين الأكراد.

 

وأما بالنسبة لإيران، فيقول إنها تكرر هناك قاعدة القوة الأيديولوجية “المنضبطة” التي طورتها في لبنان والعراق واليمن، مشيرا إلى أن الإيرانيين يعتمدون ثلاثة عوامل في توليد هذه القوة، تتمثل في الفوضى السياسية الداخلية ووجود الأقلية الشيعية المحاصرة وخط النقل اللوجستي إلى طهران، مضيفا أن كل هذه العوامل موجودة في سوريا.

 

ويشير الكاتب إلى أن إيران أنشأت هناك مليشيات متنقلة صغيرة نسبيا يطلق عليها “حزب الله السوري” وحاربت في دمشق وتدمر وحلب وأنشأت فروعا لها في شمال شرق وجنوب غرب سوريا.

 

وأما معرض إطلاق النار في سوريا وتضخيم القوات الأجنبية بالوكالة في البلاد، فيذكر المرء بشكل تشاؤمي بحال لبنان قبل حربي إسرائيل عامي 1982 و2006.

 

ويختتم الكاتب بأن الولايات المتحدة وروسيا والقوى الإقليمية الأخرى تحتاج إلى رسم طريق نحو الاستقرار في سوريا، وإلا فإن “الكارثة ستتفاقم وتزداد سوءا”.

المصدر : الجزيرة,واشنطن بوست

 

الدفاع المدني: نظام الأسد يحرق الغوطة بالنابالم

اتهم الدفاع المدني النظام بقصف الغوطة الشرقية بالنابالم الحارق وبالقنابل العنقودية المحرمين دوليا فجر اليوم، وهو ما تسبب باندلاع حرائق كبيرة في المناطق المستهدفة، وسقط قتلى وجرحى في الساعات الأولى من يوم الجمعة في قصف جوي على مدينة حمورية بالغوطة.

 

وأضاف الدفاع المدني أن قوات النظام واصلت ليلا وحتى فجر اليوم تصعيدها العسكري على مدن الغوطة وبلداتها مستهدفة بأكثر من مئتي صاروخ مدن سقبا وحمورية وعربين وكفربطنا موقعة إصابات بين المدنيين ودمارا كبيرا وحرائق في منازلهم وممتلكاتهم.

 

وقال إن طائرات النظام وحليفه الروسي واصلت شن غاراتها على مناطق سكنية في الغوطة الشرقية بريف دمشق محدثة دمارا كبيرا في المناطق السكنية

 

وأفاد مراسل الجزيرة بأن القصف السوري والروسي استهدف مسجدا في بلدة افتريس وأحياء سكنية بمدينة دوما في الغوطة الشرقية، مضيفا أن هناك توقعات بازدياد عدد الضحايا بالنظر إلى تواصل القصف.

 

ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر ميدانية أن قوات النظام قصفت مدينتي حمورية وعربين بالقنابل العنقودية المحرمة دوليا، في حين ألقت مروحيات تابعة لقوات النظام براميل متفجرة على مدن حرستا وعربين ودوما.

 

وأضاف المراسل أن القصف الجوي والمدفعي تواصل من ليل الخميس على مناطق سيطرة المعارضة، مما ألحق دمارا واسعا بالمباني السكنية.

 

ولفت إلى أن أهالي الغوطة اضطروا لدفن القتلى في قبور جماعية بسبب كثافة القصف، مضيفا أن القصف تسبب في توقف العديد من المراكز الطبية، فضلا عن استهداف عدد من طواقم الإسعاف والإخلاء، وبالتالي تفاقم الأوضاع الإنسانية للسكان المحليين نتيجة الحملة العسكرية المكثفة لقوات النظام المدعومة من روسيا.

 

مجزرة متواصلة

وخلال الأيام الخمسة الماضية بلغت حصيلة القتلى في صفوف المدنيين أكثر من أربعمئة شخص -بينهم نحو مئة طفل- جراء الغارات الجوية والقصف المدفعي اللذين يشنهما النظام على الغوطة الشرقية التي تعد آخر معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق.

 

ومنذ الأحد الماضي يستهدف النظام الغوطة الشرقية التي يحاصرها منذ ست سنوات بحملة قصف كثيف مع مؤشرات على هجوم بري وشيك تستعد له القوات الحكومية.

 

وأدانت الولايات المتحدة وفرنسا وأعضاء آخرون موقف روسيا الداعم للنظام السوري، وانتقد السفير الفرنسي فرانسوا دولاتر “الهجمات على المستشفيات” و”الوضع الذي لا يمكن القبول به”.

 

واعتبر الدبلوماسي الفرنسي أن “الوضع على الأرض ملح جدا” و”من الضروري أن يتم سريعا تبني مشروع القرار الذي يتفاوض في شأنه الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن، وحذر أيضا من “الأسوأ”، مما يعني “اتساع النزاع”.

 

وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد ذكرت أمس الخميس أن القصف الجوي والمدفعي أدى لتهدم أو تدمير 13 مستشفى وعيادة تدعمها خلال ثلاثة أيام فقط من القصف المستمر، حيث يقول الشهود إن مستشفيات عدة استهدفت في دوما وحمورية وعربين وجسرين وسقبا، فضلا عن مركز للدفاع المدني في دوما وغيرها من المرافق الطبية.

 

وباتت مستشفيات عدة خارج الخدمة، في حين تعمل أخرى رغم أضرار كبيرة طالتها، وأفادت الأمم المتحدة بوقوع هجمات طالت ستة مستشفيات، إضافة إلى مقتل عدد من الطواقم الطبية.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

قبل التصويت.. دي ميستورا يطالب بوقف القصف المروع للغوطة

العربية.نت ووكالات

دعا المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان #دي_ميستورا، الجمعة، الدول الضامنة لعملية #أستانا وهي #روسيا وإيران وتركيا إلى الاجتماع بسرعة لإعادة تثبيت مناطق عدم التصعيد في #سوريا.

 

كما دعا #الاتحاد_الأوروبي لوقف فوري لإطلاق نار في الغوطة الشرقية وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل.

 

وكرر مبعوث #الأمم_المتحدة دعوته لوقف عاجل لإطلاق النار لمنع القصف “المروع” للغوطة الشرقية المحاصرة وقصف العاصمة السورية #دمشق بقذائف مورتر دون تمييز.

 

وقال دي ميستورا في بيان تلته المتحدثة باسم الأمم المتحدة أليساندرا فيلوتشي خلال إفادة في #جنيف، إن وقف إطلاق النار ينبغي أن يتبعه دخول فوري للمساعدات الإنسانية بلا أي معوقات وإجلاء للمرضى والمصابين إلى خارج الغوطة.

 

وشدد دي ميستورا على ضرورة أن يتبع الهدنة دخول فوري للمساعدات الإنسانية بلا أي معوقات، وتسهيل إجلاء المرضى والمصابين خارج #الغوطة_الشرقية.

 

وجاء بيان دي ميستورا قبل ساعات من اجتماع مجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار بشأن هدنة تستمر 30 يوما في سوريا.

 

وكانت بعثة الكويت بالأمم المتحدة والتي ترأس #مجلس_الأمن الدولي خلال شهر فبراير، قالت إن المجلس سيجري تصويتا اليوم الجمعة (16:00 بتوقيت غرينتش) على مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في سوريا للسماح بتسليم المساعدات والإجلاء الطبي.

 

ويتطلب القرار لتمريره تسعة أصوات مؤيدة وعدم استخدام أي من الدول الخمس دائمة العضوية، وهي روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، حق النقض.

 

بلهجة غاضبة.. الاتحاد الأوروبي يدعو لهدنة فورية بالغوطة

بروكسل – رويترز

 

دعا #الاتحاد_الأوروبي، اليوم الجمعة، إلى وقف فوري لإطلاق النار في #الغوطة_الشرقية في سوريا، وإدخال شاحنات المساعدات إليها، مستخدما بيانا شديد اللهجة للتعبير عن غضبه من القصف الذي تتعرض له الغوطة.

 

وقال التكتل “لا يجد الاتحاد الأوروبي كلمات لوصف الرعب الذي يعيشه سكان الغوطة الشرقية”.

 

وأضاف في البيان الذي وافقت عليه كل حكومات الدول الأعضاء وعددها 28 “دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق وحماية المدنيين واجب أخلاقي وأمر عاجل. يجب أن يتوقف القتال الآن”.

 

وكان مبعوث #الأمم_المتحدة جدد دعوته لوقف عاجل لإطلاق النار لمنع القصف “المروع” للغوطة الشرقية المحاصرة، وقصف العاصمة السورية #دمشق بقذائف مورتر دون تمييز.

 

ووفق وكالة إنترفاكس، اليوم الجمعة، فقد نقلت عن وزير الخارجية الروسي سيرغي #لافروف قوله إن #روسيا على استعداد للتصويت لصالح مسودة قرار #مجلس_الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار في #سوريا.

 

ماكرون وميركل طلبا دعم بوتين لإقرار هدنة بسوريا

بروكسل – رويترز

 

قال مصدر بقصر #الإليزيه، اليوم الجمعة، إن المستشارة الألمانية أنغيلا #ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل #ماكرون، كتبا خطابا للرئيس الروسي فلاديمير #بوتين يطلبان فيه دعمه لمشروع قرار بمجلس الأمن الدولي يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في #سوريا.

 

وذكرت مصادر دبلوماسية بشكل منفصل أن ميركل وماكرون يعتزمان التحدث مع بوتين معا في المساء في ضوء نتيجة التصويت في #مجلس_الأمن.

 

وقال مصدر الإليزيه إن الزعيمين يجريان محادثات مع روسيا لضمان عدم عرقلة مشروع القرار.

 

وسيجري مجلس الأمن تصويتا اليوم الجمعة (16:00 بتوقيت غرينتش) على مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في سوريا للسماح بتسليم المساعدات والإجلاء الطبي.

 

مجلس الأمن يصوت على هدنة سوريا.. وروسيا تفرض تعديلاتها

دبي – العربية.نت، نيويورك – طلال الحاج

 

قالت بعثة الكويت بالأمم المتحدة والتي ترأس #مجلس_الأمن الدولي خلال شهر فبراير، إن المجلس سيجري تصويتا اليوم الجمعة (16:00 بتوقيت غرينتش) على مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في سوريا للسماح بتسليم المساعدات والإجلاء الطبي.

 

ويتطلب القرار لتمريره تسعة أصوات مؤيدة وعدم استخدام أي من الدول الخمس دائمة العضوية، وهي روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، حق النقض.

دي ميستورا: الحاجة ملحة لوقف القصف المأساوي

 

من جهته، شدد المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان #دي_ميستورا في بيان اليوم الجمعة، على أن هناك حاجة ملحة لوقف إطلاق النار والقصف المأسوي في #الغوطة_الشرقية.

 

وقال المبعوث الأممي إنه يجب السماح بدخول المساعدات الإنسانية بلا تأخير بعد الهدنة في الغوطة.

تعديلات روسية على مشروع القرار الكويتي السويدي

 

هذا واستخدمت روسيا قوتها وحق النقض في فرض تعديلات على الفقرات التمهيدية لمشروع القرار الكويتي السويدي، مشيرة إلى أن القرار يؤكد أن القوات العسكرية الأجنبية يمكنها فقط أن تعمل في سوريا بالتنسيق مع السلطات الرسمية دون المساس بالمصالح السورية أو سيادتها أو سلامة أراضيها.

 

ويؤكد القرار على الحاجة لتحسن الظروف الأمنية لضمان مرور آمن للقوافل الإنسانية.

 

وبحسب القرار يعرب مجلس الأمن عن قلقه العميق للوضع المأساوي الإنساني في الرقة في أعقاب العملية العسكرية هناك، ويؤكد على الحاجة لاستعادة سيادة الجمهورية العربية السورية على المنطقة لضمان دخول المساعدات الإنسانية بصورة تتسم بالكفاءة وبالتوقيت المناسب، مع بذل جهود لإزالة الألغام.

لا ذكر لـ 72 أو 48 ساعة لوقف الأعمال العدائية

 

هذا وعدلت روسيا أيضاً في محتوي الفقرات الإجرائية الاثنتي عشرة في مشروع القرار السويدي الكويتي، فيما لم يتم التطرق لذكر 72 ساعة أو 48 ساعة لوقف الأعمال العدائية ولتوصيل المساعدات.

 

أما بشأن الغوطة، فبحسب مشروع القرار، يشجب مجلس الأمن القصف من الغوطة الشرقية للمناطق السكنية في مدينة دمشق بما في ذلك المباني الدبلوماسية مع أن المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتناحرة حاول حل جميع القضايا بصورة سلمية، ولكن المتطرفين رفضوا هذه المقترحات ويؤكد القرار وبشدة على الحاجة الماسة للتطبيق الكامل لوقف الأعمال العدائية تمشيا مع القرار 2268، كخطوة نحو وقف أعمال عدائية كامل، ويطالب جميع الأطراف بوقف الأعمال العدائية في أسرع وقت ممكن، وممارسة ضبط النفس والعمل من أجل التهدئة الفورية وغير المشروطة للعنف والوقفات الإنسانية المستدامة لمدة 30 يوما على أقل تقدير في جميع أنحاء سوريا لتمكين التوصيل الآمن وغير المعاق للمساعدات والخدمات الإنسانية والقيام بعمليات الإخلاء الطبي لأولئك الشديدي المرض وفقا للقوانين الدولية ذات الصلة.

 

ويؤكد المجلس أن وقف العمليات العدائية لن ينطبق على قتال داعش وجبهة النصرة وجميع الأشخاص والمجموعات الإرهابية التي صنفها كذلك مجلس الأمن، ويناشد جميع الدول الأعضاء بمنع الدعم المادي والمالي من الوصول إلى الأشخاص والمجموعات المتصلة بداعش وجبهة النصرة وجميع الكيانات الإرهابية الذي صنفها كذلك مجلس الأمن، ويشجب أي نوع من الدعم للنشاطات الإرهابية في الجمهورية العربية السورية.

 

هذا ويناشد المجتمع الدولي بدعم التهدئة والاستقرار في سوريا والسماح بالوصول الإنساني الى مخيم الركبان للأشخاص النازحين داخل سوريا

 

هذا ويؤكد المجلس على الحاجة لدعوة ممثلي الشعب السوري للمشاركة في أعمال فريق العمل الإنساني التابع لمجموعة الدول الداعمة لسوريا.

اليونيسف: الكلمات انتهت أمام هول المأساة

 

إلى ذلك أصدرت منظمة #اليونيسف الأممية بياناً من دون أي كلمات حول ما يجري في #الغوطة، وقالت خيرت كابالاري، المديرة الإقليمية لليونيسيف لمنطقة الشرق الأوسط في مطلع البيان “ليس هنالك كلمات بإمكانها أن تُنصف الأطفال القتلى وأمهاتهم وآباءهم وأحباءهم”.

 

واعتبرت المنظمة في ملاحظة على هامش البيان أنها لم تعد تملك الكلمات لوصف معاناة الأطفال، وحدة الغضب.

 

وتساءلت المنظمة إن كان لا يزال لدى أولئك الذين يلحقون الأذى بالأبرياء كلمات لتبرير أعمالهم الوحشية.

 

وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد الخميس، جلسة طارئة لمناقشة الأوضاع المأساوية لمنطقة الغوطة الشرقية في سوريا.

 

وقال مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة، في شهادة من مكتبه في جنيف، إن 80% من سكان الغوطة الشرقية يعانون من نقص الطعام والمياه والكهرباء. وأعلن أن غارات النظام على الغوطة الشرقية أسقطت 370 قتيلا و1500 جريح.

 

القنابل تستبق تصويت الغوطة.. وإشارات روسية إيجابية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية اشتدت حدة القصف على الغوطة الشرقية قرب العاصمة السورية دمشق، الجمعة، قبل ساعات من تصويت في مجلس الأمن الدولي على قرار لوقف إطلاق النار، وسط مؤشرات إيجابية على موافقة روسيا عليه.

 

وذكرت وكالة إنترفاكس، نقلا عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله، إن روسيا على استعداد للتصويت لصالح مسودة قرار مجلس الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار في سوريا.

 

وقال شهود عيان إن موجة جديدة من القصف استهدفت الغوطة الشرقية في سوريا بلا هوادة، الجمعة، وذلك قبل تصويت في مجلس الأمن الدولي للمطالبة بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في أنحاء البلاد.

 

ولليوم السادس على التوالي قصفت طائرات حربية الجيب المكتظ بالسكان شرقي العاصمة، وهو آخر معقل لمقاتلي المعارضة قرب دمشق.

أكثر من 400 قتيل

 

ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التصعيد الأخير أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 426 شخصا وإصابة مئات آخرين. ومن بين القتلى 98 طفلا على الأقل.

 

وتقول منظمات خيرية طبية إن الطائرات أصابت أكثر من 10 مستشفيات، الأمر الذي يجعل مهمة علاج المصابين شبه مستحيلة.

 

وذكر المرصد أن طائرات النظام السوري ومدفعيته استهدفت دوما وزملكا وبلدات أخرى في الجيب في الساعات الأولى من صباح الجمعة.

 

ويعيش قرابة 400 ألف شخص في الغوطة الشرقية، وهو جيب مؤلف من بلدات ومزارع تحاصره قوات النظام السوري منذ 2013.

 

وناشد مبعوث الأمم المتحدة لسوريا فرض هدنة لوقف واحدة من أسوأ الهجمات الجوية خلال الحرب ومنع وقوع “مذبحة”.

 

وكرر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، الجمعة، دعوته لوقف القصف “المروع” للغوطة الشرقية المحاصرة وقصف دمشق بقذائف مورتر دون تمييز.

 

ويدرس مجلس الأمن الدولي قرارا صاغته الكويت والسويد يطالب “بوقف الأعمال القتالية في أنحاء سوريا” لمدة 30 يوما للسماح بتسليم المساعدات وعمليات الإجلاء الطبية.

 

وانهارت سريعا عدة محاولات سابقة لوقف إطلاق النار في سوريا خلال الصراع متعدد الأطراف، الذي أدى لمقتل مئات الآلاف وتشريد 11 مليون شخص.

بيان أوروبي شديد اللهجة

 

ودعا الاتحاد الأوروبي، الجمعة، إلى وقف فوري لإطلاق النار في الغوطة الشرقية في سوريا، وإدخال شاحنات المساعدات إليها، مستخدما بيانا شديد اللهجة للتعبير عن غضبه من القصف الذي تتعرض له الغوطة.

 

وقال التكتل: “لا يجد الاتحاد الأوروبي كلمات لوصف الرعب الذي يعيشه سكان الغوطة الشرقية”.

 

وشدد البيان، الذي وافقت عليه كل حكومات الدول الأعضاء وعددها 28، على “دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق”، مؤكدا أن “حماية المدنيين واجب أخلاقي وأمر عاجل”، وقال: “يجب أن يتوقف القتال الآن”.

 

تيار سوري معارض يقود وساطة مصرية لوقف إطلاق النار في الغوطة

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 23 فبراير 2018

روما  ـ أكّد الناطق الإعلامي لتيار الغد السوري المعارض منذر آقبيق، أن “الحكومة المصرية تساعد في إنجاز الوساطة بين فصائل المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق وبين النظام السوري عبر روسيا، وأن الجانب الروسي منخرط بشكل جدي في هذه المفاوضات”.

 

وأكّد آقبيق أن “فصائل المعارضة المسلحة في الغوطة جاهزة لإنجاز الاتفاق، وأن التركيز في الوساطة الحالية يتركز على ثبيت نقط القتال ووقف الأعمال القتالية وفتح المعابر الإنسانية ومرور البضائع التجارية وهناك أيضا احتياجات أخرى للنظام السوري لم يذكرها”.

 

ووفق مصادر في المعارضة السورية، فإن “الوساطة المصرية تُشير في بند من بنودها إلى خروج المسلحين من الغوطة إلى مناطق أخرى في شمال وجنوب سورية، وهو الأمر الذي لم يتم التوافق بشأنه حتى الآن وفق هذه المصادر”.

 

وأوضحت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، أن “فصائل المعارضة تُشدد على ضرورة بقاء النظام السوري خارج الوطة وتقبل بشرطة عسكرية روسية، تتشارك مع مقاتلين من فصائل المعارضة لحفظ الأمن في المنطقة، شرط عدم دخول قوات النظام لها”.

 

من جهته، قال آقبيق في تصريح صحفي مسموع، إن “الاتفاق السابق في الغوطة الشرقية والمنجز في شهر تموز/يوليو من العام الماضي كان محدداً لمدة ستة أشهر فقط”، وقد “حقق هدوءاً نسبياً في المناطق التي كانت تحت سيطرة جيش الإسلام”، وقال “إن المحاولة اليوم في الغوطة تهدف إلى إنجاز اتفاق دائم، وأن “الأمور ليست بالسهلة ولاتزال المناقشات قائمة حتى اللحظة”.

 

وأكد أن تيار الغد السوري “لا يقبل أن يكون جزءً من أي اتفاق تهجير في الغوطة”، مشيراً إلى وجود “ديناميكيات” على الأرض تُصعّب من الأمر وأهمها استمرار القتال مشككاً أن يستطيع النظام من تحقيق أي إنجاز عسكري.

 

وكان تيار الغد السوري، الذي يتزعمه أحمد الجربا، الرئيس الاسبق لائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، قد ساهم مع الجانب المصري في فرض هدنة في الغوطة الشرقية برعاية الروس في تموز/يوليو الماضي، وكان وسيطاً مشاركاً للجانب المصري في إنجاز هذا الاتفاق.

 

وأصدر التيار قبل يومين بياناً حول الغوطة شدد فيه على ضرورة أن يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءات لوقف الأعمال العسكرية ضد المدنيين في الغوطة، ووصف ما يجري فيها بـ”جريمة إبادة بشرية”.

 

كما دعا جامعة الدول العربية أيضاً إلى اجتماع عاجل لتتبنى قراراً في مجلس الأمن الدولي حول الغوطة، وكذلك طالب قادة الدول الضامنة إلى القيام بدورهم وتعهداتهم المنصوصة في اتفاقات خفض التصعيد، مشيراً إلى تعاون التيار مع روسيا في ملفات سياسية مختلفة.

 

مؤسسات سورية تهدد بتعليق المشاركة بجنيف ما لم تتوقف العمليات العسكرية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 23 فبراير 2018

 

روما ـ وجّهت نحو مائة من المؤسسات السورية والجمعيات رسالة إلى مجلس الأمن الدولي حول تصعيد النظام السوري عملياته العسكرية في سورية، وخاصة في الغوطة بريف دمشق، أكّدت فيها “تعليق أيّ مشاركة في محادثات جنيف المقبل ما لم يتم وقف العمليات العسكرية واستهداف المدنيين من قبل الحكومتين السورية والروسية”.

 

وقالت المؤسسات السورية “لقد دخلت مختلف المناطق في سورية خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية مرحلة جديدة من التصعيد العسكري، تم خلالها استهداف وقصف أحياء سكانية وأعيان مدنية ومرافق طبية بشكل مباشر، في خرق كبير وواضح لأحكام القانون الدولي ذات الصلة، وأدت إلى مقتل مئات المدنيين وجرح مئات آخرين، بحسب توثيقات جهات حقوقية مستقلة سورية ودولية، وذلك على وجه الخصوص في مناطق الغوطة الشرقية وإدلب وعفرين”.

 

وأكدت المؤسسات في رسالتها أن العمليات والتطورات العسكرية المختلفة في السنوات القليلة الماضية “كانت أفضت إلى تهجير قسري لمئات الآلاف من السكان”، وذلك “ضمن سياسة ممنهجة ترتقي لتكون جرائم حرب، وتم تجميع المهجّرين في محافظة إدلب وريف حلب”، حيث “يرزحون اليوم مع سكان هذه المناطق٬ تحت نيران الطيران الحربي السوري والروسي على الرغم من شمول جزء واسع من هذه المناطق ضمن إتفاقية خفض التصعيد التي أعلنت في وقت سابق في أستانة”.

 

وأشارت إلى “وجود أكثر من ربع مليون مدني يعيشون تحت الحصار المطلق في غوطة دمشق الشرقية للسنة الخامسة على التوالي، وفي ظل ظروف إنسانية بالغة الصعوبة والقسوة، وهم اليوم تحت نيران المدفعية والصواريخ والبراميل العشوائية”. وأعربت عن “الأسف بأن لا يكون هناك قيمة لحياة المدنيين والسكان ضمن كل المعادلات الحالية على الأرض السورية”، ولفتت إلى “تزامن اقتراب جولات جديدة لمباحثات جنيف مع تصعيد عسكري كبير وخطير يدفع ثمنه السكان المدنيون بالدرجة الأولى دائماً”.

 

ودعت المؤسسات إلى “وقف العمليات العسكرية فوراً، وحماية المدنيين، وإدخال المساعدات الغذائية والطبية للمناطق المحاصرة، والبحث في التسوية السياسية بما يتضمنه من صياغات دستورية أو خطط إعادة إعمار”، ورأت أن غير ذلك “قفز في الفراغ وهروب غير مجدٍ للأمام”.

 

وحذّرت من “حصول كوارث إنسانية أخرى في سورية ما لم تنجح الأمم المتحدة في ملف وصول المساعدات الإنسانية في سورية، وفي الغوطة على وجه الخصوص، ودون إخضاع هذا الملف للنتائج العسكرية ورهنه بالتجاذبات السياسية”.

 

وأكّدت أخيراً أن “أيّ مشاركة فعّالة لها في الجولات المقبلة لمحادثات جنيف، كما في مؤتمر المانحين المقبل في بروكسل، ستكون متوقفة على مدى الاستجابة الدولية الفعّالة لوقف العمليات العسكرية ووقف استهداف المدنيين من خلال الضغط الجدّي والفوري والمجدي لوقف العمليات العسكرية فوراً من قبل الحكومتين السورية والروسية”.

 

الاتحاد الأوروبي يؤيد هدنة إنسانية في سورية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 23 فبراير 2018

 

بروكسل – عبر الاتحاد الأوروبي عن تأييده القوي لفكرة إقرار هدنة إنسانية في منطقة الغوطة الشرقية، محيط مدينة دمشق، لمدة 30 يوماً من أجل السماح بإدخال المساعدات الإنسانية وإخلاء المدنيين والجرحى.

 

وناشد الاتحاد الأوروبي، عبر بيان صدر عن مكتب الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد فيديريكا موغيريني، كافة الأطراف المنخرطة في الصراع التوقف عن العنف وحماية المدنيين، وقالت “لا يجد الاتحاد الكلمات التي تعبر عن الرعب الذي يعيشه المدنيون في الغوطة الشرقية”، وفق كلامها.

 

واعتبر الاتحاد أن النساء والأطفال هم الضحايا الحقيقيون للحرب، فـ”حماية المدنيين هي واجب أخلاقي ومسألة ملحة”، حسب البيان.

 

ودعا الاتحاد الأوروبي الأطراف الضامنة لمناطق خفض التصعيد (روسيا ويران وتركيا) إلى القيام بدورها من أجل منع إراقة مزيد من الدماء والتحرك بشكل عاجل من أجل المشاركة في العملية السياسية بقيادة الأمم المتحدة.

 

ودعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف الدولية لتحمل مسؤولياتها في وقف العنف والعمل على تأمين دخول المساعدات الإنسانية والطبية دون عوائق.

 

الإئتلاف الوطني المعارض يطالب بـ”منع” روسيا عن التصويت أمميا في الشأن السوري

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 23 فبراير 2018

 

روما- دعا الائتلاف الوطني السوري المعارض مجلس الأمن الدولي لـ”منع روسيا عن التصويت في القرارات الخاصة بسورية”، باعتبارها “طرفاً في ما يحصل من مجازر داخل الغوطة الشرقية بريف دمشق”.

 

وقالت نائب رئيس الائتلاف، سلوى أكسوي إن “موسكو طرف أساسي في النزاع بسورية وضد الشعب السوري”، وعليه فإنه “حسب ميثاق الأمم المتحدة لا يحق للدول المعتبرة طرفاً في النزاع التصويت على مشاريع القرارات”، معتبرة  أن ذلك “لن يبقي مجلس الأمن معطلاً”، حسبما نقلت عنها الدائرة الإعلامية للإئتلاف

 

ورأت أكسوي أن “ما يحصل في الغوطة الشرقية الآن هو حرب إبادة وجرائم ضد الإنسانية تتنافى مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”، محمّلة روسيا “المسؤولية المباشرة” عن ذلك، واعتبرت أن هذا السلوك يشكل “خدمة مجانية للإرهاب العابر للحدود ومنظماته.”

 

كما دعت نائب رئيس الائتلاف إلى “تفعيل المادة 21 من قرار مجلس الأمن 2118 القاضي بمعاقبة مستخدمي السلاح الكيماوي في سورية وفق الفصل السابع”، وطالبت الأمم المتحدة بـ”عقد جلسة خاصة للجمعية العامة لحماية المدنيين في الغوطة من القصف المستمر والانتهاكات.”

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى