أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 24 شباط 2017

مفاوضات «وجها لوجه» في جنيف واستبعاد «معجزات»

واشنطن – جويس كرم

جنيف، موسكو، إسطنبول – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – اجتمع وفدا الحكومة والمعارضة في سورية الى مفاوضات جنيف «وجها لوجه» أمس للمرة الأولى خلال ثلاث سنوات. وأبلغ مبعوث الأمم المتحدة الى سورية ستيفان دي ميستورا الجانبين في افتتاح جلسات المفاوضات «أن الشعب السوري يريد طريقاً جديداً للخروج من هذا الكابوس، ومستقبلاً يحقق تطلعاته المشروعة». ودعا خلال جلسة افتتاح المفاوضات، أطراف النزاع الى استغلال فرصة «تاريخية» من دون ان يتوقع «معجزات».

وأكد رئيس هيئة الأركان في الجيش الأميركي الجنرال جوزيف دانفورد لـ «الحياة»، أن الأولوية ستكون لمحاربة «داعش». ووصف الأزمة في سورية بأنها «تهديد عابر للحدود الإقليمية». وأكد أن أي مراجعة للسياسة الأميركية في سورية تستهدف «فك الروابط الإقليمية، والعمل مع القوات المحلية ووضع خطة عسكرية وسياسية متكاملة لحل الأزمة».

وكان دي ميستورا التقى صباحأً في مقر الأمم المتحدة في جنيف في شكل منفصل وفدي الحكومة السورية وقوى المعارضة، قبل أن يُعلن رسمياً انطلاق جولة المفاوضات الهادفة إلى إيجاد حل للنزاع السوري الدامي.

وبدأ ديميستورا لقاءاته مع وفد الحكومة السورية برئاسة المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري الذي خرج من دون أن يدلي بأي تصريح. والتقى بعدها ممثلين اثنين عن وفد المعارضة الأساسي الذي يضم المعارضة السياسية وعلى رأسها «الهيئة العليا للمفاوضات» والفصائل المقاتلة. وخرج رئيس وفد المعارضة التفاوضي نصر الحريري من دون الإدلاء بأي تصريح. والتقى دي ميستورا ظهراً ممثلين عن «منصة القاهرة» التي تضم عدداً من الشخصيات المعارضة والمستقلة بينهم المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية جهاد المقدسي. ويشارك في جولة المفاوضات أيضاً وفد من «منصة موسكو» التي تضم معارضين مقربين من روسيا بينهم نائب رئيس الوزراء الأسبق قدري جميل.

وخلال الجولات الثلاث السابقة من المفاوضات، لم ينجح وسيط الأمم المتحدة في جمع مندوبي المعارضة والحكومة حول طاولة واحدة. لكن سالم المسلط، المتحدث باسم «الهيئة»، أكد أن المعارضة تطالب «بمفاوضات مباشرة» مع الحكومة السورية على أن تبدأ بمناقشة «هيئة حكم انتقالي».

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء مع ضباط الأسطول الروسي العائد من سورية: «لا نحدد لأنفسنا هدف التدخل في الشؤون الداخلية لسورية». وأضاف أن لدى روسيا «مهمة الحفاظ على استقرار السلطات الشرعية في البلاد وتوجيه ضربة حاسمة للإرهاب الدولي». وتابع بوتين وفق لقطات بثها التلفزيون الروسي: «كلما تم الإسراع في التوصل إلى حل سياسي ازدادت فرص المجتمع الدولي لإنهاء طاعون الإرهاب على الأراضي السورية».

ميدانياً، أعلنت ثلاث فصائل مقاتلة مدعومة من تركيا في سورية الخميس سيطرتها على مدينة الباب بالكامل وطرد «داعش» منها بعد معارك استمرت أسابيع. وقال وزير الدفاع التركي فكري إيشيك الخميس، إن مدينة الباب باتت «بالكامل تقريباً» تحت سيطرة فصائل «درع الفرات»، وإن «قوات أنقرة دخلت وسط المدينة (…) هناك عمليات تمشيط واسعة النطاق».

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن طائرات حربية سورية نفذت ضربات جوية على مناطق تحت سيطرة المعارضة في محافظتي درعا وجنوب غربي حلب وسط استمرار المعارك بين القوات النظامية السورية وفصائل معارضة. وقال «المرصد» إنه «عثر على جثث 130 من عناصر المعارضة أعدمهم تنظيم «جند الأقصى»، في مقبرتين جماعيتين في ريف إدلب شمال غربي سورية».

في واشنطن، قال دانفورد لـ «الحياة»، على هامش محاضرة في معهد بروكينغز حول التحديات التي تواجه الولايات المتحدة، إن «القوات العراقية تحرز تقدماً مهماً في الموصل… نحن سعداء بهذا التقدم إنما طبعاً هناك تحديات مستمرة في المعركة». وسألت «الحياة» دانفورد عن خيار المناطق الآمنة في سورية، فأكد أن «أي خيارات سيعود تقريرها إلى صاحب القرار النهائي وهو الرئيس ترامب… ونحن نراجع جميع الخيارات حول هذه المشكلة المعقدة وسنقدمها إليه مع انتهاء الـ٣٠ يوماً المخصصة لها».

ووصف دانفورد الأزمة في سورية بأنها «تهديد عابر للحدود الإقليمية»، وأكد أن أي مراجعة سيكون هدفها «فك الروابط الإقليمية، والعمل مع القوات المحلية ووضع خطة عسكرية وسياسية متكاملة لحل الأزمة». وأكد أنه «يجب وضع معطيات على الأرض تساعد في الوصول إلى ظروف مهيئة للحل السياسي»، وشدد على أن «التحدي الأكثر استعجالاً هو هزيمة داعش». ووضع دانفورد تهديد إيران ضمن التحديات الأبرز على المستوى الدولي للولايات المتحدة، وقال إن «إيران لم تغير تصرفها المخرب وما زالت تحدث ضرراً من خلال وكلائها في المنطقة». واعتبر أن زيادة الحضور العسكري الأميركي في مياه الخليج هو «لضمان حرية الملاحة في مضيق هرمز وطمأنة الحلفاء». وأكد دانفورد أن ليس هناك أي اتصالات عسكرية سرية مع إيران، وأن الاتصالات العسكرية مع روسيا «ليست من باب التعاون العسكري الذي هو اليوم غير قانوني بعد التشريعات الأخيرة». ووصف أي اتصالات عسكرية مع روسيا أنها تستهدف «ضمان عدم الاشتباك وتنسيق المرور الآمن في سورية».

 

دي ميستورا يعقد لقاءات ثنائية قبل مفاوضات جنيف

لندن، جنيف، موسكو – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

أرجأ المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا افتتاح مفاوضات السلام في جنيف بضع ساعات وأجرى وفريقه لقاءات ثنائية بين وفد الحكومة السورية ووفد «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة وممثلي مجموعتي موسكو والقاهرة.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عشية بدء جولة جديدة من المفاوضات أن هدف روسيا في سورية هو «استقرار السلطات الشرعية» وتوجيه «ضربة حاسمة» للإرهاب. وقال بوتين خلال لقاء مع ضباط الأسطول الروسي العائد من سورية: «لا نحدد لأنفسنا هدف التدخل في الشؤون الداخلية لسورية»، حيث تخوض موسكو حملة عسكرية منذ خريف عام 2015 لدعم نظام الرئيس بشار الأسد.

وأضاف حليف نظام دمشق أن لدى روسيا «مهمة الحفاظ على استقرار السلطات الشرعية في البلاد وتوجيه ضربة حاسمة للإرهاب الدولي».

وأوقعت الحرب في سورية أكثر من 310 آلاف قتيل وشردت الملايين داخل البلاد وخارجها.

وتابع بوتين وفق لقطات بثها التلفزيون الروسي: «كلما تم الإسراع في التوصل إلى حل سياسي ازدادت فرص المجتمع الدولي لإنهاء طاعون الإرهاب على الأراضي السورية». وأسفر التدخل العسكري الروسي في سورية عن تغير المعادلة الميدانية لمصلحة الجيش النظامي السوري الذي كان يواجه صعوبات مع الفصائل المعارضة.

وفي كانون الثاني (يناير) الماضي، قررت روسيا سحب حاملة طائراتها من المياه السورية، بعد أن أعلنت في كانون الأول (ديسمبر) أنها «ستخفض» وجودها العسكري في سورية.

وأشاد بوتين بالأسطول الذي يضم خصوصاً حاملة الطائرات الوحيدة في الخدمة، أميرال كوزنتسوف، مؤكداً أنه ساهم «في توجيه ضربة كبيرة للجماعات الإرهابية» وفي «تهيئة الظروف لمواصلة مفاوضات السلام بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة».

واعتبر أن البحارة الروس ساهموا من خلال مهمتهم في سورية «بشكل مباشر في ضمان أمن روسيا». وتقول أجهزة الأمن الروسية إن «نحو أربعة آلاف مواطن روسي وخمسة آلاف مواطن من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق» يقاتلون في صفوف المتطرفين في سورية ما يشكل «خطراً كبيراً» بالنسبة إلى روسيا وفقاً لبوتين.

وكان مقرراً أن تعقد جلسة عامة من مفاوضات جنيف التي سيتوجه دي ميستورا إلى المشاركين في المفاوضات بكلمة ترحيبية، في الساعة الثالثة بعد الظهر، لكنه تم تأجيل الاجتماع إلى حين الوصول إلى صيغة لافتتاح المفاوضات.

وقالت مصادر في الوفود المشاركة، بحسب موقع «روسيا اليوم»، إن «الغموض لا يزال يكتنف صيغة الحوار بعد الافتتاح الرسمي للمفاوضات، ولم تعلن الأمم المتحدة إلى ساعة مـتأخرة عن خطط لعقد مفاوضات مباشرة بين الحكومة والمعارضة».

وأعلن المتحدث باسم وفد الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة سالم المسلط، أن الهيئة تطالب بعقد مفاوضات مباشرة مع وفد الحكومة السورية. ويضم الوفد المعارض 22 شخصاً، يمثل نصفهم فصائل المعارضة المسلحة. ويترأس الوفد عضو الائتلاف الوطني نصر الحريري، فيما تم تعيين محمد صبرا كبيراً للمفاوضين. أما بشار الجعفري، رئيس وفد الحكومة، فامتنع عن أي تصريحات صحافية بعد وصوله إلى جنيف بعد ظهر الخميس، ولم يتحدث عن إمكانية إجراء حوار مباشر. ويضم وفد الحكومة 11 عضواً،

وكان دي ميستورا قد أعلن أن المفاوضات، وفق مقتضيات القرار رقم 2254، ستركز على مسائل تشكيل حكومة غير طائفية تتمتع بالثقة، وجدول إعداد مسودة الدستور الجديد، وإجراء انتخابات نزيهة وفق الدستور الجديد تحت إشراف الأمم المتحدة. وأكد أن «الشعب السوري هو الوحيد الذي يحق له إقرار المسائل المتعلقة بدستوره الجديد». وأضاف: «لا أتوقع تحقيق اختراق، مباشرة، في سياق هذه الجولة من المفاوضات، بل أتوقع إجراء مزيد من الجولات، ستتناول بشكل مفصل بقدر أكبر المسائل الضرورية للتسوية السياسية في سورية».

ووصل مفاوضون سوريون بشكل منفصل للقاء دي ميستورا في جنيف الخميس. ووصل الجعفري وكذلك الحريري رئيس الوفد المفاوض للمعارضة كل على حدة إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف لاستئناف المفاوضات التي جمدت منذ نيسان (أبريل) 2016. وحضر يحيى قضماني القيادي بالمعارضة بصحبة الحريري.

 

41 قتيلاً بانفجار سيارة مفخخة قرب الباب

أنقرة، بيروت – رويترز، أ ف ب

قالت مصادر إن تفجير سيارة مفخخة نفذه تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) اليوم (الجمعة) على نقطة تفتيش يديرها معارضون سوريون تدعمهم تركيا في قرية قرب مدينة الباب السورية أودى بحياة 35 مدنياً وستة من المسلحين.

وأضافت المصادر أن الهجوم نفذ في سوسيان إلى الشمال الغربي من الباب وإن عدداً كبيراً آخر أصيب.

من جهته، من جهته، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن حصيلة التفجير الانتحاري ارتفعت إلى 42 قتيلاً ومن المرجح أن ترتفع نظراً لوقوع عشرات الإصابات بعضها بليغة». وكان «المرصد» أفاد في وقت سابق عن مقتل 29 شخصاً في التفجير.

وأمس، أخرج مقاتلون تدعمهم تركيا التنظيم المتشدد من مدينة الباب آخر معقل كبير له في شمال غربي سورية. ونجحوا في إخراج التنظيم من بلدتين صغيرتين مجاورتين هما بزاعة وقباسين بعد أسابيع من حرب الشوارع.

وذكر «المرصد» أن الانفجار هز «مقري المؤسسة الأمنية والمجلس العسكري» في قرية سوسيان التي تقع خلف خطوط مقاتلي المعارضة على بعد نحو ثمانية كيلومترات شمال غربي الباب.

وأضاف «المرصد» أن الكثير من المقاتلين الذين تدعمهم تركيا قتلوا أمس بانفجار لغم في الباب أثناء تطهير المدينة من الذخائر غير المنفجرة بعد انسحاب تنظيم «الدولة الإسلامية».

وقال أنه بعد استعادة مدينة الباب أمس، قصفت القوات التركية مواقع التنظيم في بلدة تادف المجاورة. وتسيطر قوات النظام السوري وحلفاؤه على المنطقة الواقعة إلى الجنوب مباشرة من تادف.

إلى ذلك، قتل 32 مقاتلاً على الأقل بغارات شنتها طائرات النظام السوري على معاقل الفصائل المعارضة غرب مدينة حلب التي سيطر عليها الجيش منذ حوالى شهرين، بحسب ما أفاد «المرصد السوري» اليوم.

وماتزال الفصائل المقاتلة تسيطر على الضاحية الغربية لمدينة حلب وخصوصاً الراشدين في جنوب غربي المدينة. وتصاعد التوتر الأربعاء مع اندلاع المعارك والقصف المتبادل، إذ تقوم المعارضة بقصف المدينة بالقذائف ويقصف النظام معاقلها.

وقال «المرصد»: «قتل 32 مقاتلاً على الأقل الخميس بغارات شنتها طائرات النظام على الراشدين والضاحية الغربية» لمدينة حلب. واشار مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن، إلى أن «النظام يريد تعزيز مواقعه حول حلب متذرعاً بقصف المعارضة للمدينة بالقذائف من أجل شن غارات على معاقلها ودفعهم لمغادرة أطراف المدينة».

وتشكل خسارة حلب ضربة قاسية بالنسبة إلى المعارضة السورية التي تشارك هذا الأسبوع في الجولة الرابعة للمحادثات مع النظام بإشراف الأمم المتحدة.

 

«درع الفرات» تسيطر على الباب بالكامل

بيروت، أنقرة – أ ف ب، رويترز

أعلنت ثلاث مجموعات مقاتلة مدعومة من تركيا اليوم (الخميس) سيطرتها على مدينة الباب بالكامل من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في شمال سورية بعد أسابيع من المعارك.

وأوردت وكالة «الأناضول» التركية الحكومية، من جهتها، أن «الجيش الحر والقوات المسلحة التركية تسيطر على مدينة الباب شرق حلب السورية». فيما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن مقاتلي الفصائل المعارضة سيطروا على حوالى نصف أحياء المدينة إلا أن متطرفي التنظيم ما يزالون فيها.

وذكر أحمد عثمان قائد مجموعة «السلطان مراد»، أحد الفصائل الثلاثة التي أعلنت السيطرة على المدينة، «بعد ساعات من المعارك، تم الإعلان عن تحرير مدينة الباب بالكامل وحالياً يتم تمشيط الأحياء السكنية من الألغام».

وقال قائد «فرقة الحمزة» سيف أبو بكر «سيطرنا أمس (الأربعاء) على مركز المدينة الذي يعد المربع الأمني (للتنظيم) وأصيبوا بانهيار كبير، أتممنا العملية عند الساعة السادسة صباحاً (04:00 بتوقيت غرينيتش) وتمت السيطرة عليها بشكل كامل».

وأشار أبو جعفر القائد العسكري في «لواء المعتصم»، من جهته، «قتلنا العشرات من متطرفي التنظيم وأخلينا حوالى 50 عائلة من الباب»، مشيراً إلى أن القوات «ستنتهي من تمشيط بقية المدينة وسنعزز خطوطنا الدفاعية».

وتشكل مدينة الباب التي تعد آخر أبرز معقل للمتطرفين في محافظة حلب، منذ حوالى شهرين هدفاً رئيساً لحملة «درع الفرات» التي تنفذها القوات التركية وفصائل سورية معارضة قريبة منها.

وبدأت تركيا في 24 آب (أغسطس) عملية غير مسبوقة داخل سورية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» والفصائل الكردية المقاتلة. وحققت تقدماً سريعاً في بدايتها، إلّا أنها تباطأت مع اشتداد القتال للسيطرة على مدينة الباب منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي. والمدينة هدف أيضاً لهجوم تنفذه قوات النظام السوري وحلفاؤها منذ شهر من ناحية الجنوب.

وكان الجيش التركي قال في وقت سابق اليوم، إن 56 من متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية» قُتلوا على يد قوات تدعمها أنقرة في أنحاء مدينة الباب، وفي غارات جوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أمس.

وذكر الجيش في بيان أن نيران المدفعية التركية أصابت 104 أهداف للتنظيم بينها مبانٍ وعربات مفخخة، مؤكداً أنه سيطر في شكل كبير على المناطق السكنية في الباب. وقال الجيش التركي إن 11 متشدداً قتلوا في غارات جوية لقوات التحالف، بينما قتل الآخرون نتيجة القصف المدفعي والاشتباكات خلال العمليات في الباب.

 

«داعش» يجبر أطفالاً ومعوقين على تنفيذ عمليات انتحارية

واشنطن – أ ف ب

أعلن جنرال أميركي أن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) يجبر أطفالاً ومعوقين على قيادة شاحنات مفخخة وتفجير أنفسهم وسط القوات العراقية.

وتعتبر الشاحنات أو السيارات المفخخة من أبرز الأسلحة في ترسانة المتطرفين في العراق، كما في سورية وأفغانستان. وأكد الجنرال الأميركي مات إيسلر أن تنظيم «الدولة الإسلامية» يقدم على إجبار السائقين، إذ إنه لم يعد يجد متطوعين، وهو دليل على الهزيمة الحتمية للتنظيم االمتطرف.

وقال إيسلر خلال مقابلة الأسبوع الحالي مع مجموعة من الصحافيين المرافقين لوزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إلى العراق: «رأينا أشخاصاً أجبروا بالقوة على قيادة سيارة مفخخة، دفعوا إلى داخلها وقيدوا بالسلاسل».

وأضاف: «رأينا أطفالاً يدفعون داخل السيارات المفخخة كسائقين، أشخاص غير قادرين على المشي (…) لا أعرف ما إذا كانوا وقعوا للقيام بالمهمة». وأشار إلى أن قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لاحظت، في مناسبات عدة، سيارات مفخخة عادت عن هدفها في اللحظة الأخيرة للاختباء خلف مبان.

وأوضح الجنرال الأميركي «وهنا نرى دورية من تنظيم الدولة الإسلامية تقوم بعملية بحث عن السيارة المفخخة التي تعتبر في حال تغيب من دون سبب (تعبير عسكري)، ونرى قيادة التنظيم تسأل عن مكان وجود سائق السيارة، ورأينا الكثير من السائقين» يختفون.

ولفت إلى أن تقييد السائقين تكتيك يبدو جديداً نسبياً لدى التنظيم، وظهر مع وصول القوات العراقية إلى ضفة نهر دجلة خلال عملية تحرير شرق الموصل.

 

أطياف الأزمة السورية في قاعة واحدة وتركيا في الباب

جنيف – موسى عاصي

نجح المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا، للمرة الأولى منذ بدء المبادرات الأممية قبل أربع سنوات، في جمع معظم أطياف الأزمة السورية في قاعة واحدة لاعلان انطلاق أعمال جنيف 4، من غير أن يعني ذلك ان هذا النجاح الرمزي سينعكس على العملية التفاوضية التي ستنطلق اليوم بلقاءات ثنائية بين الوسيط الاممي والوفود المختلفة، ومن غير أن يبدل موقف دوميستورا الذي استهل هذه الجولة بتوقعات متواضعة. فقد كرر في الجلسة الافتتاحية وكذلك في المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد الجلسة انه لا يتوقع “معجزات” من هذه الجولة وانما فقط التحضير لجولات مقبلة.

واعتبرت أوساط اممية اجتماع الأطراف المختلفين في قاعة واحدة إنجازاً يمكن البناء عليه، وخصوصاً بعد تردد وفد الهيئة العليا للمفاوضات قبل اتخاذ القرار النهائي بالحضور، وتأجيل موعد الجلسة الافتتاحية مرتين. وقالت أوساط هذا الوفد لـ”النهار” إن التأخير في عقد الجلسة يتحمل مسؤوليته المبعوث الاممي “الذي لم يلتزم قرار مجلس الامن 2254 باستقبال وفد المعارضة الموحد ودعوته شخصيات أخرى من خارج الوفد لحضور الجلسة الافتتاحية”، في إشارة الى دعوة دو ميستورا وفدي موسكو والقاهرة.

وحاول الوسيط الاممي ان يحول الجلسة الافتتاحية الى ما يشبه الجلسة العامة التي افتتحت عام 2014 مفاوضات جنيف 2 التي أدارها في حينه المبعوث السابق الأخضر الابرهيمي، فدعا الى جلسة أمس، ممثلي الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن وممثلي المجموعة الدولية التي تأسست نهاية عام 2015 في فيينا من 23 دولة ومنظمة دولية.

وفي كلمته الافتتاحية تحدث دو ميستورا عن الأزمة السورية وضرورة إيجاد الحلول والمخارج لوقف “النزف”، وحمل الأطراف السوريين مسؤولية فشل جنيف 4 وعندها “سنرى مزيداً من الدمار ومزيداً من الإرهاب ومزيداً من اللاجئين”.

ولم يدل أي من أعضاء الوفد الحكومي السوري بتصريح عن مواقفه مما جرى حتى الآن في جنيف، والموقف السوري الحكومي الوحيد خرج من دمشق على لسان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي قال “اننا ذهبنا الى جنيف من أجل إيجاد الحل السياسي وأن لا مانع من المحادثات المباشرة”، لكنه رفض ما دعا اليه الناطق باسم وفد الهيئة العليا للمعارضة سالم المسلط بالبدء بمناقشة هيئة الحكم الانتقالي.

وفي هذا الاطار رفض دو ميستورا ايضاح موقف الامم المتحدة وما يتضمنه القرار 2254 عن صيغة “الحوكمة” المستخدمة في البند الرابع من هذا القرار، قائلا: “ان هذه النقطة هي أهم محاور القرار الدولي الذي يرسم خريطة طريق سنعمل على حلها، لكن هذا في حاجة الى الكثير من العمل”.

وعلى رغم اعلان المبعوث الاممي عن “تقدم كبير” في مسألة جمع المعارضين في وفد واحد، لا تزال الأمور بعيدة جداً عن التطبيق، اذ يعتبر وفد الهيئة العليا نفسه الممثل الوحيد للمعارضة ويضم “كلأطياف الشعب السوري”.

وفي حديث الى “النهار” قال منسق منصة القاهرة جهاد مقدسي ان “لا مانع من التنسيق بين الوفود لكننا دعينا الى هنا كمنصة القاهرة ولدينا رؤيتنا للحل ووثائقنا الخاصة”.

في هذه الأثناء، برز موقف لافت للسفير الروسي لدى الأمم المتحدة في جنيف اليكسي بورودافكين انتقد فيه المبعوث الاممي لعدم “توجيه دعوات الى منصتي أستانا وحميميم والمكون الكردي”، ودعا الأطراف السورية الى العمل على حل مسألة المعتقلين لدى الطرفين.

 

بوتين

ومع انطلاق جنيف 4 (الوكالات)، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء مع ضباط الأسطول الروسي العائد من سوريا: “لا نحدد لانفسنا هدف التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا” حيث تخوض موسكو حملة عسكرية منذ خريف عام 2015 لدعم نظام الرئيس بشار الأسد.

وأضاف: “أن لدى موسكو مهمة الحفاظ على استقرار السلطات الشرعية في البلاد وتوجيه ضربة حاسمة الى الإرهاب الدولي”.

ورأى “كلما تم الاسراع في التوصل الى حل سياسي ازدادت فرص المجتمع الدولي لانهاء طاعون الارهاب على الأراضي السورية”.

وأشاد بالاسطول الذي يضم خصوصا حاملة الطائرات الوحيدة في الخدمة “الاميرال كوزنتسوف”، مشيراً انه ساهم “في توجيه ضربة كبيرة للجماعات الإرهابية” وفي “تهيئة الظروف لمواصلة محادثات السلام بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة”. وقال إن البحارة الروس ساهموا من خلال مهمتهم في سوريا “بشكل مباشر في ضمان أمن روسيا”.

 

تركيا في الباب

وفي تطور ميداني مهم، أفادت وسائل إعلام حكومية تركية ومسؤولون في المعارضة المسلحة السورية إن قوات المعارضة التي تدعمها تركيا انتزعت السيطرة على وسط مدينة الباب من مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) وهو ما يمثل على الأرجح تقدماً كبيراً في مسعى أنقرة للقضاء على وجود الجماعة المتشددة في شمال سوريا.

ومن شأن السيطرة على الباب، وهي معقل لـ”داعش” يبعد 30 كيلومتراً عن الحدود التركية، أن يزيد النفوذ التركي في منطقة في سوريا أقامت فيها فعلاً منطقة عازلة ويسمح للقوات التي تساندها أنقرة بالزحف نحو الرقة معقل الجهاديين في سوريا.

وأوردت وكالة “أنباء الأناضول” التركية شبه الرسمية نقلاً عن مراسلها في الباب أن قوات المعارضة انتزعت السيطرة على وسط المدينة وهي تتولى حالياً إزالة الألغام والمتفجرات التي زرعها المتشددون. وأضافت أن مساحة إجمالية تبلغ نحو 1900 كيلومتر مربع في شمال سوريا ظهرت الآن من الجماعات المتشددة.

وفي وقت لاحق قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له إن قوات عملية “درع الفرات” سيطرت تماماً على الباب وعلى بلدتين مجاورتين هما قباسين وبزاعة.

وقال مقاتل من “لواء السلطان مراد” التابع للمعارضة بالهاتف من الباب: “وصلنا إلى وسط المدينة أمس ولكن وقع هجوم انتحاري ولذلك اضطررنا للانسحاب قليلاً. واليوم هاجمنا مجدداً. أستطيع القول إن 85 إلى 90 في المئة من المدينة بات تحت سيطرتنا… لقد حفروا أنفاقا تحت الباب وجميع أولئك الذين بقوا هم مفجرون انتحاريون. المدينة بأكملها ملغمة. يمكنني القول إن كل متر فيه ألغام”.

وقال مقاتل آخر من مجموعة تابعة لـ”الجيش السوري الحر” عبر موقع للتواصل الاجتماعي إن المدينة تشهد “هدوءاً تاماً”. وأوضح أنه كان يتحدث من وسط المدينة.

وأعلن وزير الدفاع التركي فكري إشيق أن مقاتلين من المعارضة السورية دخلوا وسط المدينة وأن معظم المدينة نفسها تحت السيطرة الآن.

 

مقتل جنديين تركيين في انفجار جديد في الباب السورية

اسطنبول – د ب أ – قالت القوات المسلحة التركية إن جنديين تركيين قتلا وأصيب ثلاثة آخرون، اثر وقوع انفجار خلال عمليات البحث في منطقة الباب شمالي سوريا، وذلك بعد يوم من السيطرة عليها من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وفقاً لشبكة (إن.تي.في) التلفزيونية.

 

وأكد رئيس الوزراء بن علي يلديريم الحادث خلال حديثه مع صحافيين في العاصمة التركية أنقرة.

 

ويبدو أن عبوة ناسفة هي التي تسببت في الحادث، الذي يأتي بعد الإعلان عن مقتل عشرات الاشخاص في هجوم بسيارة مفخخة شمالي مدينة الباب.

 

مقتل 32 مقاتلا على الاقل في غارات لطائرات النظام على ريف حلب

بيروت- أ ف ب- قتل 32 مقاتلا على الاقل اثر غارات شنتها طائرات النظام السوري على معاقل الفصائل المعارضة غرب مدينة حلب التي سيطر عليها الجيش منذ نحو شهرين، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة.

 

وتعد السيطرة على المدينة التي كانت العاصمة الاقتصادية للبلاد، في 22 كانون الاول/ ديسمبر، أبرز انتصار يحققه النظام السوري منذ اندلاع النزاع في 2011، ما أدى إلى حرمان المعارضة من أهم معاقلها.

 

وماتزال الفصائل المقاتلة تسيطر على الضاحية الغربية للمدينة وبخاصة الراشدين في جنوب غرب المدينة.

 

وتصاعد التوتر الاربعاء مع اندلاع المعارك والقصف المتبادل، حيث تقوم المعارضة بقصف المدينة بالقذائف ويقصف النظام معاقلها.

 

وقال المرصد “قتل 32 مقاتلا على الاقل الخميس اثر غارات شنتها طائرات النظام على الراشدين والضاحية الغربية” لمدينة حلب.

 

واشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إلى “ان النظام يريد تعزيز مواقعه حول حلب متذرعا بقصف المعارضة للمدينة بالقذائف من أجل شن غارات على معاقلها ودفعهم لمغادرة اطراف المدينة”.

 

وتشكل خسارة حلب ضربة قاسية بالنسبة إلى المعارضة السوري التي تشارك هذا الاسبوع بالجولة الرابعة للمحادثات مع النظام باشراف الامم المتحدة.

 

خلاف بين دي ميستورا والمعارضة خلال افتتاح جنيف 4

المبعوث الدولي هدد بـ«حلب جديدة» و«الحر» رفض مشاركة المنصات

جنيف ـ «القدس العربي» من أحمد المصري: عكست الجلسة الافتتاحية لمفاوضات جنيف 4، في سويسرا، أمس الخميس، الخلافات بين المعارضة السورية والمبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، خصوصاً وأن الأخير هدد بسيناريو يشبه الذي حصل في حلب، قد يصيب مدينة إدلب فيما لو فشلت المحادثات.

وقالت مصادر من المعارضة السورية لـ»القدس العربي» إن دي ميستورا، قال لرئيس وفد المعارضة، نصر الحريري خلال اجتماع مغلق «إن فشلت المفاوضات سيفعل الأسد بإدلب ما فعله بحلب»، مما حدا بوفد المعارضة إلى تسريب خبر تعليقه المشاركة في جنيف، وهو ما تراجع عنه في وقت لاحق.

إضافة إلى ذلك، تدور في أروقة جنيف أنباء عن توسيع وفد الهيئة العليا للمفاوضات ليشمل منصتي موسكو والقاهرة، وهو ما وافقت الهيئة عليه شرط أن تعترفا بإعلان الرياض.

وكانت مصادر أممية، قالت لـ»القدس العربي» أمس إن «الجلسة الافتتاحية لمفاوضات جنيف 4 تم تأجيلها للساعة السادسة بتوقيت جنيف، على أن يحضر الجلسة الافتتاحية وفد الهيئة العليا للمفاوضات وجميع منصات المعارضة ووفد النظام السوري، إضافة إلى المندوبين الروسي والأمريكي والبريطاني».

وأضافت المصادر أن «الجلسة الافتتاحية عقدت تحت سقف واحد ليجتمع وفد النظام والمعارضة والمنصات معا لأول مرة في جنيف 4»، الأمر الذي حدا بـ»الجيش السوري الحر» لإعلان رفضه مشاركة وفد الهيئة في مفاوضات جنيف بحضور منصتي موسكو والقاهرة بشكل منفصل عن وفد المعارضة.

وخصصت خلال الجلسة الافتتاحية، ثلاث طاولات لوفود المعارضة، حيث توزعت بين الهيئة العليا ومنصة موسكو ومنصة القاهرة.

وقالت مصادر سورية معارضة لـ»القدس العربي»، إن دي ميستورا يحاول جمع كل الأطراف على طاولة مستديرة، وهو ما يعني التعامل مع منصتي القاهرة وموسكو على قدم المساواة مع وفد الائتلاف والهيئة العليا للتفاوض وهو ما رفضه قادة الائتلاف.

وأضافت المصادر أن المبعوث الدولي ينسف بهذه الطريقة الرؤية التي تقول إن المفاوضات تقوم بين المعارضة والنظام، ويحولها إلى مفاوضات بين أطراف سورية متنازعة.

ولا يزال فريق المبعوث الدولي يتكتم حتى اللحظة على جدول الأعمال وآلية التفاوض، لكن دي ميستورا سيعقد اجتماعات ثنائية اليوم الجمعة لتوضيح الإجراءات الخاصة بمحادثات السلام وللخروج بخطة عمل.

 

الجعفري يغادر غاضبا… ووفدا القاهرة وموسكو في فندق النظام

ـ بعد أن أنهى دي ميستورا كلمته في الجلسة الافتتاحية بدأ أولا بمصافحة وفد المعارضة برئاسة نصر الحريري ثم توجه إلى طاولة وفد النظام ليجد بشار الجعفري قد غادر القاعة.

ـ وفدا القاهرة وموسكو وأعضاء من وفد النظام يسكنون في الفندق نفسه (رويال) في وسط جنيف، فيما يسكن وفد الهيئة العليا للمفاوضات والائتلاف المعارض في فندق كراون بلازا القريب من المطار والبعيد نسبيا عن وسط المدينة.

ـ يغيب عن مفاوضات جنيف كل من رئيس الهيئة العليا للتفاوض رياض حجاب، ورئيس الائتلاف السوري المعارض أنس العبدة. حجاب تم نقله بصورة عاجلة من العاصمة السعودية الرياض منذ يومين إلى الولايات المتحدة لإجراء عملية في القلب. وقالت مصادر إن العبدة ربما يحضر في حالة حدوث اختراق في المفاوضات.

ـ تم ترحيل صحافيــــي قناة «العــــربية» وآخرين من فندق رويال إلى فندق آخر في جنيف بطلــب مــن الأمــــن السويسري، بطلب من وفد النظام على ما يبدو. الفندق يخضع لحراسة أمنية مشـــددة، ويسكنه أعضاء من وفد النظام.

 

ماكين زار شمال سوريا سرا لبحث تحرير الرقة

واشنطن ـ «القدس العربي» ـ من رائد صالحة: زار السناتور الأمريكي، جون ماكين سراً منطقة يسيطر عليها الأكراد في شمال سوريا، خلال رحلة قام بها في الشرق الأوسط في نهاية عطلة الأسبوع للاجتماع مع مسؤولين عسكريين، وبحث معركة تحرير مدينة الرقة.

وقالت متحدثة باسم مكتب ماكين، وهو جمهوري من ولاية أريزونا «السيناتور سافر إلى شمال سوريا لزيارة القوات الأمريكية المنتشرة هناك ومناقشة حملة مكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وخاصة العمليات الجارية لاستعادة مدينة الرقة».

وبينت أن الزيارة «كانت فرصة ثمينة لتقييم الأوضاع الحيوية على الأرض في سوريا والعراق وسط محاولات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعادة النظر في الاستراتيجية الأمريكية لهزيمة تنظيم «الدولة»، ودراسة الجيش الأمريكي خيارات متعددة للإطاحة بالجماعة المتطرفة في معقلها الرئيسي في الرقة التي سيطرت عليها في عام 2014 .

وزار ماكين الذي يرأس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ مدينة كوباني التي تقع على الجانب السوري من الحدود التركية ـ السورية، وهي المدينة التي شهدت هزيمة قاسية لعناصر تنظيم «الدولة» على أيدي القوات الكردية المعروفة باسم «وحدات حماية الشعب».

وكان ماكين من أبرز المنتقدين لسياسة الرئيس السابق باراك أوباما في الشأن السوري وخطته للإطاحة بالتنظيم، والتي شملت تسليح القوات الكردية. واتفق ماكين مع ترامب بشكل نادر على أن هناك ثغرات كبيرة في الخطة.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إنها سترسل للبيت الابيض خلال الأيام القليلة المقبلة استراتيجية لهزيمة تنظيم «الدولة»، في حين أكد كابتن البحرية، جيف ديفيس المتحدث باسم البنتاغون أن الاستراتيجية تتناول محاربة التنظيم على مستوى العالم وهي وليست خطة على نطاق محدود، مشيراً إلى ضرورة أن تبرز قدرات الإدارات الأمريكية الأخرى.

وأيد ماكين تسليح جماعات المعارضة السورية المعتدلة في الأيام الأولى من الصراع، وزار سوريا في عام 2013 والتقى قادة من الجيش السوري الحر.

 

موسكو تريد «استقرار السلطات الشرعية» في سوريا

كامل صقر ووكالات

جنيف – « القدس العربي» : أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، تزامناً مع بدء جولة جديدة من المفاوضات السورية في جنيف ان هدف روسيا في سوريا هو «استقرار السلطات الشرعية» وتوجيه «ضربة حاسمة» للإرهاب.

وقال خلال لقاء مع ضباط الأسطول الروسي العائد من سوريا «لا نحدد لأنفسنا هدف التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا» حيث تخوض موسكو حملة عسكرية منذ خريف عام 2015 لدعم نظام الرئيس بشار الأسد.

وأضاف حليف نظام دمشق ان لدى روسيا «مهمة الحفاظ على استقرار السلطات الشرعية في البلاد وتوجيه ضربة حاسمة للإرهاب الدولي».

وتابع بوتين وفق لقطات بثها التلفزيون الروسي «كلما تم الاسراع في التوصل إلى حل سياسي ازدادت فرص المجتمع الدولي لإنهاء طاعون الارهاب على الأراضي السورية».

وتتزامن هذه التصريحات مع بدء جولة جديدة من المفاوضات بين ممثلين للنظام السوري والمعارضة الخميس في جنيف، وإعلان سيطرة الفصائل السورية الموالية لأنقرة على مدينة الباب، آخر معقل في محافظة حلب لتنظيم «الدولة الإسلامية».

وأسفر التدخل العسكري الروسي في سوريا عن تغيير المعادلة الميدانية لصالح الجيش السوري الذي كان يواجه صعوبات مع الفصائل المدعومة من دول الخليج والغرب. وفي كانون الثاني/يناير الماضي، قررت روسيا سحب حاملة طائراتها من المياه السورية، بعد ان أعلنت في كانون الاول/ديسمبر أنها «ستخفض» وجودها العسكري في سوريا.

وأشاد بوتين بالأسطول الذي يضم خصوصاً حاملة الطائرات الوحيدة في الخدمة، اميرال كوزنتسوف، مؤكداً انه ساهم «في توجيه ضربة كبيرة للجماعات الإرهابية» وفي «تهيئة الظروف لمواصلة محادثات السلام بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة».

واعتبر ان البحارة الروس ساهموا من خلال مهمتهم في سوريا «بشكل مباشر في ضمان أمن روسيا». وتقول أجهزة الامن الروسية ان «نحو أربعة آلاف مواطن روسي وخمسة آلاف مواطن من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق» يقاتلون في صفوف الجهاديين في سوريا ما يشكل «خطراً كبيراً» بالنسبة إلى روسيا وفقاً لبوتين.

وفي الموازاة، قال أليكسي بورودافكين، مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف، أن موسكو تنظر إلى فكرة إقامة «مناطق آمنة» في سوريا بتحفظ شديد.

واعتبر مطالب المعارضة السورية برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، «تافهة».

وقال: «يترك موقف الحكومة السورية انطباعاً مختلفاً تماماً بالمقارنة مع ما نسمعه من المعارضين الذين يصلون من الرياض، إذ يطرحون من جديد شرطاً مسبقاً يتمثل في مطلبهم التافه بخصوص استقالة الرئيس السوري بشار الأسد فوراً.

بورودافكين، أكد أيضا أن تعليق الضربات الجوية خلال المفاوضات لا يعني وقف محاربة الارهابيين بالاعتماد على غارات الطيران الحربي.

وجـاء هذا الكلام في سياق توضيحه حول ما أعلن سـابقاً عن طلب وجهته موسكو إلى دمشق بتعليق الضـربات الجـوية خـلال عمـليات التفـاوض.

وقال: «في ما يخص توجيه الضربات الجوية، فينص نظام وقف إطلاق النار على عدم توجيه أي ضربات إلى فصائل المعارضة التي انضمت إلى الهدنة. وتلتزم بذلك بشكل صارم القوات الجوية الفضائية الروسية وسلاح الجو السوري، لكن ذلك لا يشمل المجموعات الإرهابية»، موضحاً أن الحديث يدور عن تنظيمي «الدولة» و»النصرة».

 

جنيف – 4: المعارضة ترفض جمعها مع النظام والمنصات على «طاولة مستديرة»

يحيى العريضي لـ «القدس العربي»: تخوف من تحوّل المناطق الآمنة إلى واقع وبداية للتقسيم

أحمد المصري

جنيف ـ «القدس العربي»: بدأت مفاوضات جنيف – 4 حول سوريا، أمس الخميس، بثلاثة لقاءات جمعت، المبعوث الدولي، ستافان دي ميسورا مع وفود النظام، والمعارضة، ومنصتي موسكو والقاهرة.

وحسب مصادر «القدس العربي» دي ميستورا حاول جمع كل الأطراف على طاولة مستديرة، وهو ما رفضته المعارضة، لأن ذلك يعني المساواة بينها وبين منصتي القاهرة وموسكو، خلال المحادثات.

واعتبرت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، أن «المبعوث الدولي بهذه الطريقة ينسف الرؤية التي تتمثل بأن المفاوضات تقوم بين المعارضة والنظام، ويحولها إلى مفاوضات بين أطراف سورية متنازعة».

وما زال فريق دي ميستورا يتكتم على جدول الأعمال وآلية التفاوض.

وقالت مصادر سورية معارضة لـ»القدس العربي» أن «اجتماعات بين أعضاء وفد المعارضة في فندق كراون بلازا في جنيف، استمرت حتى فجر الخميس، وأدت إلى التأكيد على أن الهيئة العليا للمفاوضات هي مرجعية التفاوض، خاصة وأن يحيى قضماني نائب المنسق العام للهيئة، هو من تراس وفد المعارضة خلال الاجتماعات مع دي ميستورا أمس الخميس وعضوية كل من نصر الحريري وكبير المفاوضين محمد صبرا».

ولم يتوقع، يحيى العريضي، عضو الوفد الاستشاري المشارك في مفاوضات جنيف، خلال حديث مع الـ»القدس العربي» «اي أختراق جدي خلال هذا الجولة من المفاوضات»، مؤكداً أن « هنالك اطرافاً عدة تحاول عرقلة الحل في سوريا».

وحول خيارات المعارضة في حال فشلت العملية السياسية، قال «خيارات الشعب السوري كثيرة». أما في ما يتعلق بالمناطق الامنة التي ينوي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إقامتها في سوريا عبّر القيادي المعارض عن مخاوفه من أن «تتحول هذه المناطق إلى واقع يؤدي في النهاية إلى تقسيم سوريا».

وكان دي ميستورا، عبّر الأربعاء، خلال مؤتمر صحافي، عن حصول اقتحام كبير في المفاوضات، لكنه أضاف «يجب ان تستمر العملية السلمية والسياسية لا أتوقع تغيراً كبيراً، لن تكون هناك شروط مسبقة».

وبيّن أن المفاوضات ستكون وفق مقتضيات القرار رقم 2254، وستركز على مسائل تشكيل حكومة غير طائفية تتمتع بالثقة، وجدول إعداد مسودة الدستور الجديد، وإجراء انتخابات نزيهة وفق الدستور الجديد تحت إشراف الأمم المتحدة.

وشدد على أن الشعب السوري هو الوحيد الذي يحق له إقرار المسائل المتعلقة بدستوره الجديد، وأصر دي ميستورا على ضرورة التخلي عن أي شروط مسبقة.

إلى ذلك، امتنع رئيس وفد النظام، بشار الجعفري عن الإدلاء بأي تصريحات صحافية بعد وصوله إلى جنيف أول من أمس، ولم يتحدث عن إمكانية إجراء حوار مباشر.

وحسب مصادر صحافية من الأمم المتحدة، فإن وفد النظام السوري يضم 12 عضواً، إلى جانب الجعفري هم: مستشار وزير الخارجية والمغتربين أحمد عرنوس، والسفير السوري في جنيف حسام الدين آلا، وعضوا مجلس الشعب، أحمد الكزبري وعمر أوسي، وكذلك أمجد عيسى وأمل يازجي وجميلة شربجي وحيدر علي أحمد وأسامة علي، والعقيد سامر بريدي.

 

بدء الخطوات العملية لتجنيس اللاجئين السوريين في تركيا وسط جدل سياسي واجتماعي متجدد

إسماعيل جمال

إسطنبول ـ «القدس العربي»: بعد أشهر من التصريحات والوعود، وفي أول خطوة عملية، أكد والي اسطنبول واصب شاهين أن الجهات المعنية بدأت بإجراءات فعلية لمنح الجنسية للاجئين السوريين في تركيا، في خطوة أعادت الجدل السياسي والاجتماعي الحاد حول هذه القضية مجدداً إلى الواجهة بالتزامن مع الاحتقان السياسي الذي تعيشه البلاد مع اقتراب موعد التصويت في الاستفتاء المقبل على التعديلات الدستورية والنظام الرئاسي.

والي اسطنبول أكد في تصريحات صحافية أمس الخميس، أن الإجراءات في هذا الإطار بدأت بالفعل وأن ملفات 2000 لاجئ سوري تم تجهيزها بشكل نهائي وإرسالها إلى العاصمة أنقرة لمتابعة الإجراءات النهائية حولها.

ولكن وخلال أقل من ساعة وبعد الضجة الكبيرة التي أحدثها الخبر في وسائل الإعلام التركية ومواقع التواصل الاجتماعي، اضطر الوالي إلى اصدار تصريح آخر أكد فيه أنه لن يتم عملياً منح الجنسية للاجئين السوريين وإنما فقط تم تجهيز ملفاتهم وإرسالها للجهات المعنية في أنقرة لمتابعتها.

وفي السياق ذاته، أصدر مساعد رئيس الوزراء التركي ويسني كايناك بيان مشابه أكد فيه أنه لن يتم منح جنسيات للاجئين السوريين قبيل موعد الاستفتاء المقبل حول التعديلات الدستورية والنظام الرئاسي في السادس عشر من نيسان/أبريل المقبل، مشدداً على أن النظر في طلبات الجنسية سوف يتم عقب الاستفتاء المقبل، و»الحكومة التركية لا تريد لهكذا موضوع أي يشوش على الاستفتاء المقبل». ويُظهر الرد السريع من قبل الوالي والحكومة مدى حساسية هذا الملف سياسياً واجتماعاً في البلاد، حيث تخشى الحكومة أن تستثمر المعارضة هذه القضية في الحملات المتصاعدة لحشد الشارع التركي للتصويت بنعم أو لا في الاستفتاء المقبل والذي يعتبره حزب العدالة والتنمية الحاكم «استفتاء مصيري» كما أنه سوف يحدد حجم شعبية الأحزاب في الشارع التركي.

ويعيش في تركيا قرابة 3 ملايين سوري، 250 ألف منهم في المخيمات الحدودية ويتلقون مساعدات كاملة من الحكومة التركية. أما الباقون فيتوزعون بين المحافظات المختلفة ويتلقون مساعدات محدودة في مجالي التعليم والصحة بالإضافة إلى تسهيلات الإقامة الإنسانية والعمل.

وقبل يومين، قال نائب رئيس الوزراء التركي إن هناك قرابة 20 ألف عائلة سورية بواقع 80 ألف شخص مناسبين لشروط المواطنة التي تم تخصيصها من قبل حكومة بلاده، لافتاً إلى أنه تم تأجيل موضوع تجنيس السوريين عقب عملية الاستفتاء على الدستور «وذلك لتجنب الاتهامات للحكومة بتجنيسهم بحجة دعم عملية التصويت على الدستور».

وبينما كشف عن أن الفحوصات الأمنية لجزء كبير من المرشحين لنيل الجنسية التركية ما زالت مستمرة، لفت إلى أن كلًا من حاملي إذن العمل، والمؤهلات العملية، بالإضافة إلى أصحاب المهن سيستفيدون من فرصة الجنسية التركية، مبينًا أن هناك أكثر من 10 آلاف عامل سوري في تركيا.

ويقصد بالعاملين هنا من حصلوا على تصريح إذن عمل رسمي ويزاولون أعمالهم بشكل قانوني، وهم بذلك تنطبق عليهم إلى حد كبير الشروط العامة للجنسية للتركية، لكن في المقابل يوجد مئات آلاف السوريين الذين يعملون بشكل غير قانوني ولا يحملون مؤهلات علمية.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد في أكثر من خطاب له نية بلاده منح شريحة من اللاجئين السوريين الجنسية التركية موضحاً أنه سيتم التركيز على أصحاب الكفاءات والمؤهلات العلمية كالأطباء والهندسين وأصحاب المواهب، لافتاً إلى أن منح الجنسية ستساعد اللاجئين على العمل بشكل قانوني والاندماج بالمجتمع كمواطن لا يعتمد على المساعدات.

وكشف سابقاً عن انه «من الممكن أن يتم تطبيق ازدواج الجنسية بالنسبة للسوريين الذين من المتوقع منحهم الجنسية التركية»، حيث أن الحصول على الجنسية التركية ـ في أغلب الأحوال- يتطلب التخلي عن الجنسية الأصلية، ولفت إلى إمكانية منح المواطنين السوريين حق التملك في المشروعات السكنية التي تقوم الحكومة التركية ببنائها عن طريق مؤسسة «توكي»، حيث يدفع السوريون ثمنها بالتقسيط المريح وبأسعار مناسبة.

وأشار وزير الجمارك والتجارة التركي بولنت توفنكجي إلى أن «التركيز في عملية التجنيس يتم في هذه المرحلة على الأشخاص ذوي الكفاءات وغير المتورطين بجرائم»، وقال: «الحكومة عاقدة العزم على تفعيل آلية منح السوريين الجنسية للمساهمة في دخول أصحاب الكفاءات منهم إلى سوق العمل وتعزيز اعتمادهم على أنفسهم، وبالتالي إشراكهم في المساهمة بالاقتصاد التركي».

وطول الأشهر الماضية ومع كل تصريح عن إمكانية تجنيس اللاجئين، تصاعد النقاش الداخلي بين أنصار الحكومة التركية والمؤيدين للقرار وأتباع المعارضة الذين يعارضون خطط منح الجنسية للاجئين بقوة، ونظموا حملات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي وطالبوا بطرد اللاجئين.

لكن مبدأ منح الجنسية التركية إلى الأجانب هو أمر قانوني وغير جديد. وحسب القانون التركي يحق لأي شخص عاش في تركيا لمدة 5 سنوات متواصلة دون انقطاع التقديم وبدء إجراءات محاولة الحصول على الجنسية التركية. لكن الكثير من الأجانب الذين يعيشون في البلاد منذ سنوات طويلة وتنطبق عليهم الشروط ينتظرون لسنوات دون إتمام إجراءاتهم، التي تتسم بالبطء الشديد.

كما يمنح مجلس الوزراء التركي بشكل دوري الجنسية التركية بطريقة أسرع وأسهل ضمن كشوفات «الاستثناءات»، حيث يوقع وزير الداخلية ورئيس الوزراء على أسماء الأشخاص بشروط استثنائية ليس بالضرورة تنطبق عليهم الشروط العامة، وتشمل في كثير من الأحيان أشخاصا ذوي كفاءة عالية ولاجئين سياسيين وآخرين لأسباب سياسية وأمنية.

ويسود اعتقاد عام أنه سيكون من الصعب جداً على الرئيس التركي وحكومته تمرير قرارات سريعة لتجنيس أعداد لافتة من اللاجئين، بمعنى أنه من شبه المستحيل أن يحصل تجنيس على نطاق واسع مرة واحدة، وربما لن يتجاوز الأمر عشرات الآلاف في أبعد تقدير خلال السنوات القليلة المقبلة.

والاستثناء الأهم الذي سيتم منحه للسوريين بموجب الإجراءات الحاصلة الآن أن الشرط العام يتطلب الإقامة لمدة 5 سنوات متواصلة دون انقطاع طويل وأن يكون حاصل على إقامة عمل وهو ما لا يمتلكه اللاجئين السوريين، وبذلك ستعمل الحكومة على احتساب سنوات إقامة اللجوء والسياحة للسوريين ضمن السنوات الخمس التي يتم احتسابها كشرط للتقدم للحصول على الجنسية.

 

مشاهدات من افتتاح جنيف 4: دي ميستورا وحده راضٍ

جنيف ــ العربي الجديد

حاول المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، كسر الجمود الذي ملأ قاعة اجتماعات الأمم المتحدة، والتي جمعت الأطراف السورية لأول مرة خلال الجلسة الافتتاحية أمس الخميس، لمباحثات جنيف 4.

 

وقال في نهاية كلمته بلغة عربية ركيكة “يعطيك العافية، أهلاً وسهلاً بكم، العدالة في سورية”، وأتبعها بالتصفيق منفرداً، وهو ما أجبر الوفود الحاضرة على مجاملته والرّد بالمثل. ووسط الملامح الشاحبة التي كانت بادية على وجوه الوفود، كانت جلية ابتسامات جمال سليمان وجهاد مقدسي اللذان يمثّلان “منصّة القاهرة” للمعارضة السورية، وربما كانت تلك التعابير هي التي خفّفت عن دي ميستورا ذلك الضغط الذي كان يملأ القاعة الكبيرة.

 

أثناء الخروج من مبنى الأمم المتحدة، وجد سليمان نفسه فجأة وسط أعضاء وفد “الهيئة العليا للمفاوضات”، وكانت حركاته تدلّ على أنّه ضلّ الطريق ويبحث عن مخرج من أجل اللحاق برفاقه، فاستعان بأعضاء الهيئة الذين صافح بعضهم محرجاً.

 

ولم يتردّد “المعارضون ــ الخصوم” في إرشاده إلى الطريق، لكن لم يكن ذلك يدلّ على أنّهم نسوا أنّ سليمان قال، خلال مقابلة تلفزيونية، إنّ “المصلحة الوطنية قد تتطلب بقاء بشار الأسد في المرحلة الحالية”، وهو الأمر الذي يتعارض مع مخرجات مؤتمر الرياض، ومع ما جاؤوا من أجله.

 

لم تطل مدة الهدنة بين الوفود، إذ سارع رئيس وفد المعارضة نصر الحريري، إلى التصريح أمام وسائل الإعلام، قائلاً إنّ “بقاء الأسد في الحكم هو مجرّد حلم لن يتحقّق”.

 

عادت الوفود إلى مقرّات إقامتها خاسرة، بينما كسب دي ميستورا وحده، أو هكذا يظن، لأنّه يعتبر أنّه أوفى بوعده منذ اليوم الأول بأن “تحقّق هذه الجولة اختراقاً كبيراً”، لمجرّد جمع الوفدين في قاعة واحدة، وهذا ما يعطيه ربما دفعة لاستغلال ما حدث، ومقابلة الوفود، اليوم الجمعة، ومناقشة القضايا الأساسية التي حددها قبل انطلاق الجلسة، وهي “الحوكمة والانتخابات والدستور”.

 

جنيف4 اليوم بلا جدول أعمال… والمعارضة قلقة من “المنصّتين

جنيف ــ العربي الجديد

انطلقت اجتماعات وفد “الهيئة العليا للمفاوضات” التابعة للمعارضة السورية، اليوم الجمعة، لبحث مستجدات الأمور بعد أن حقّق المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، خرقاً في اليوم الأول من جولة مفاوضات جنيف 4 بجمع الأطراف في الجلسة الافتتاحية.

وفي اليوم الثاني من جولة المفاوضات، يجتمع دي ميستورا مع الأطراف السورية بشكل ثنائي لبحث جدول أعمال هذه الجولة غير المحدد حتى الآن. وكان المبعوث الدولي، قد أوضح أمس، أنّه سيجري لقاءات ثنائية، اليوم الجمعة، لتحديد جدول عمل هذه الجولة الجديدة من المفاوضات السورية.

وقال رئيس الدائرة الإعلامية في “الائتلاف السوري المعارض”، أحمد رمضان، لـ”العربي الجديد”، إنّ “وفد الهيئة العليا سوف يتوجّه إلى الأمم المتحدة لمقابلة دي ميستورا الساعة 3 بتوقيت جنيف، وذلك لبحث جدول الأعمال”، مضيفاً أنّ “الوفد سيبحث مع دي ميستورا آليات تطبيق الانتقال السياسي الذي نصّت عليه القرارات الدولية، لا سيما بيان جنيف والقرار 2254”.

وقال دي ميستورا، أمس الخميس، خلال الجلسة الافتتاحية للمشاركين في المفاوضات، “قلت لا أتوقع المعجزات ولكن يجب أن نقوم بكل ما هو مطلوب لأن ننجز مهمتنا الشاقة”، مضيفاً أنّ “الفشل يعني المزيد من الفظائع واللاجئين. دعونا ننفذ 2254 ويمكننا القيام بعمل جيد في الوقت الذي يصمد فيه وقف النار”.

وأوضح مصدر مطلع من داخل المعارضة السورية، لـ”العربي الجديد”، أنّ هناك تخوّفاً داخل الوفد من النتائج المترتبة على ما حدث أمس الخميس، من جلوس منصّتي القاهرة وموسكو على طاولتين منفصلتين، إلى جانب وفدها الذي قال عنه دي ميستورا إنّه الأساسي.

ولفت المصدر إلى أنّ ممثلي أصدقاء الشعب السوري، الذين حضروا إلى مقرّ إقامة وفد المعارضة، مارسوا ضغوطاً شديدة على الوفد لحضور الجلسة الافتتاحية.

وكان رئيس وفد المعارضة نصر الحريري، قد قال أمام الصحافيين، عقب انتهاء الجلسة الافتتاحية، إنّ “كل القرارات الأممية جوهرها هو الانتقال السياسي”، لافتاً إلى أنّ “الكرة اليوم في ملعب المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، والأمم المتحدة”.

وأضاف الحريري أنّ “القرار 1254 ينصّ على أنّ السوريين هم من يحدّدون ممثليهم، والسوريون اتفقوا على وفد واحد تمثله الهيئة العليا للمفاوضات”.

 

جنيف: اجتماعات ثنائية للبحث في شكل المفاوضات

فشل المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في أولى مهماته للنسخة الرابعة من مفاوضات جنيف بشأن سوريا، بجمع أطراف الأزمة السورية داخل قاعة واحدة، بعد تعثر شهدته الجلسة الافتتاحية، الخميس، وتأجيل انعقادها لأكثر من 5 ساعات، بسبب رفض وفد المعارضة أن يكون لوفدي منصتي القاهرة وموسكو الصفة التمثيلية نفسها التي يتمتع بها وفد الهيئة العليا للمفاوضات.

 

وتعتبر الاجتماعات التي تعقد الجمعة بمثابة الانطلاقة الفعلية لـ”جنيف-4″، حيث رُحّل جدول أعمال الخميس، الذي كان مقرراً أن يطلع فيه دي ميستورا جميع الأطراف على سير المفاوضات وخطته في إدارتها، إلى الجمعة، بعد عقبات كثيرة أشغلت الجميع في عقدة التمثيل.

 

وقالت مراسلة “المدن” في جنيف دينا أبي صعب، إن المبعوث الدولي بدأ بعقد اجتماعات منفردة، وكان أولها مع وفد الحكومة السورية، فيما عقدت المعارضة اجتماعاً جانبياً لأعضائها لبحث تشكيلة الوفد المعارض، بعد اللغط الذي دار نتيجة وصول وفود معارضة من منصات أخرى إلى جنيف.

 

وتقول مصادر “المدن”، إن اجتماعات اليوم الثاني ستبحث في شكل المفاوضات، وكيفية عقدها وجدول الأعمال، كما سيحاول المبعوث الدولي وضع خريطة طريق لها، وهو ما دفعت إليه المعارضة السورية عندما طلبت مناقشة جدول أعمال يتضمن البحث في قضايا الدستور، والانتخابات، وحكم يتمتع بالشفافية والخضوع إلى المحاسبة.

 

في هذا السياق، قال رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات نصر الحريري، إن “السيد ستافان (دي ميستورا) في الدعوة التي أرسلها لوفد الهيئة العليا للمفاوضات، كانت الأجندة واضحة وهي الانتقال السياسي. ليس لدي شك بأن المبعوث الدولي يبحث عن النجاح في هذا الملف وهو يسعى بالفعل إلى الوصول إلى الحل السياسي العادل”.

وتطالب المعارضة السورية بأن تبدأ المفاوضات بنقاش البنود الثلاثة المطروحة على جدول الأعمال، والتي أشار إليها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2245، معتبرة أن طرح مسألة الانتقال السياسي على الطاولة سيكون المدخل لنجاح هذه المفاوضات.

 

وفي ما يبدو أنه رد روسي على ما طلبته المعارضة من دي ميستورا، قال المبعوث الروسي إلى الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين إن مطالبة المعارضة بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد، مجرد “أحلام”، فيما اعتبر وفد النظام أن مصير الأسد تحدده صناديق الاقتراع فقط.

 

وكان دي ميستورا قد قال عقب الجلسة الافتتاحية، لقد “وضعنا اليوم لبنة الأساس على مسار تسوية الأزمة السورية”. وأضاف “ربما رأيتم بعض المصافحات، إن الشعب السوري في حاجة إلى هذه المصافحات من أجل حل هذا النزاع”. وتعهد “بتحفيز المشاركين في المفاوضات للمضي قدما في تحقيق جميع أحكام القرار 2254 ولتحقيق التوافق بين كيانات المعارضة”.

 

بعد الباب، ما هي وجهة “درع الفرات”؟

عدنان الحسين

استكملت قوات “درع الفرات”، المكونة من فصائل الجيش السوري الحر مدعومة بقوات خاصة تركية، سيطرتها الكاملة على مدينة الباب ومحيطها، بعد تطهيرها بلدتي بزاعة وقباسين، من تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

المعارضة السورية سيطرت على مدينة الباب ومحيطها، شرقي حلب، بعد أعنف المعارك مع “داعش”، منذ انطلاق “درع الفرات” في 24 آب/أغسطس 2016. وخسرت “درع الفرات” نحو 20 جندياً من القوات الخاصة التركية، ومثلهم من الجيش الحر، في معركة الباب الأخيرة، بالإضافة إلى عشرات الأليات الثقيلة والأسلحة. وتجاوزت مدة معركة تحرير الباب، 100 يوم، حتى اعتقد البعض أنها عقدة لن تستطيع قوات الجيش الحر حلّها، ما دفع الجيش التركي لإرسال ما يزيد عن 6 آلاف عنصر، بعتاد حديث، لإنهاء الفصل الأخير منها.

 

التنظيم المهزوم في معركة الباب، لجأ كعادته إلى المفخخات، فقتل ما لا يقل عن 50 شخصاً، صباح الجمعة، نتيجة انفجار عربة مفخخة في مقر “المؤسسة الأمنية” في قرية سوسيان من ريف حلب الشمالي، بالقرب من بلدة الراعي. واستهدف الهجوم المقر الذي تجمّع فيه مدنيون وعسكريون بغرض الذهاب إلى مدينة الباب لتفقد ممتلكاتهم.

 

وبعد السيطرة على مدينة الباب وبلدتي قباسين وبزاعة، أصبحت قوات “درع الفرات” على أسوار بلدة تادف، والتي تتجمّع قوات النظام جنوبها. ولم يعد يفصل بين الطرفين سوى تادف، والتي شهدت بدورها اشتباكات بين “درع الفرات” و”داعش” على أطرافها.

 

وبعد إنتهاء المرحلة الثالثة التي تكللت بالسيطرة على منطقة الباب وما حولها، فأمام “درع الفرات” خيارات متعددة، تنتظر الموقف الأميركي منها، ومن القوات المتواجدة في الشمال السوري، والمتمثلة بـ”قوات سوريا الديموقراطية” و”درع الفرات” وقوات النظام والمليشيات الشيعية.

 

وأهم الخيارات المطروحة على الطاولة الآن، هي مشاركة “درع الفرات” في السيطرة على مدينة الرقة، بعد تقديم مقترحين لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومبعوثه إلى تركيا، عبر إيجاد صيغة مشتركة بين الأتراك والأميركيين، تتيح دخول الجيش الحر مدعوماً بقوات خاصة تركية وعربية وأميركية إلى مدينة الرقة، عبر مدينة تل أبيض على الحدود، جنوبي تركيا.

 

وليس خافياً أن تركيا عملت على تهيئة الوضع العسكري لإحتمال مماثل، عبر تجهيزها قوات من الجيش الحر في معسكرات خاصة على الأراضي التركية. العملية تقتضي تقدم تلك القوات مسافة 50 كيلومتر، باتجاه الرقة، والسيطرة عليها. وكانت “قسد” قد أعلنت انطلاق عمليات “غضب الفرات” بغرض “تحرير الرقة”، إلا أن تلك المليشيات الكردية لا تحظى بقاعدة شعبية في الرقة التي يُمثّل العرب أكثر من 70 في المئة من سكانها.

 

الخيار الثاني المحتمل، أمام “درع الفرات”، يتضمّن التقدّم والسيطرة على بلدتي تادف ومسكنة وعلى مدينة الطبقة، والتوجه بعدها إلى الرقة، في طريق يمتد لأكثر من 150 كيلومتراً. خيار يبدو صعباً للغاية، خاصة أن خاصرة “درع الفرات” ستكون مكشوفة بشكل كبير لـ”داعش” المنتشر في البادية، وسيتصدى حتماً لتلك القوات بالمفخخات والانتحاريين.

 

الخيار الثالث، هو التوجه إلى مدينة منبج، وطرد قوات “قسد” منها، وشق الطريق عبر مناطق سيطرتها باتجاه الرقة، وهو خيار قد يواجه رفض الإدارة الأميركية. إلا أن السيناتور الجمهوري الأميركي جون ماكين، رئيس “لجنة الدفاع” في الكونغرس، في زيارته الأخيرة إلى تركيا، والقامشلي وعين العرب “كوباني” في سوريا، قدّم عرضاً إلى الأتراك، يتضمّن ترتيب خروج “قسد” من منبج، مع المحافظة على ثكنة سدّ تشرين، التي تعتبر قاعدة عسكرية أميركية-بريطانية، بحسب وسائل إعلام تركية.

 

إلا أن التصرفات الأميركية في الشمال السوري، تبدو غير مفهومة، خاصة بعد تسليمها أسلحة ثقيلة ومتوسطة لـ”سوريا الديموقراطية”، وما تبع ذلك من تجهيزات عسكرية لـ”قسد” في محيط مدينة منبج؛ من حفر الخنادق والدفع بقوات كبيرة إلى داخل المدينة، وتغيير القيادات العسكرية الحالية، وجلب قياديين من القامشلي. الأمر الذي ينذر بمواجهة عسكرية مقبلة بين حلفاء واشنطن وأنقرة.

 

قياديون عسكريون في “درع الفرات” أشاروا إلى أن الخيار الأخير، مطروح بقوة بين فصائل الجيش الحر والقوات التركية. القيادي في “فيلق الشام” الملازم أول عبدالإله طلاس، قال لـ”المدن”، إن “استكمال عمليات درع الفرات سيكون بشكل حتمي إلى منبج. ولن يمنعنا أحد من السيطرة عليها، سلمياً أو بقوة السلاح”. ويؤكد طلاس، أن “هذه التحركات مدروسة وهي ضمن مشروع درع الفرات، وما أن تنتهي السيطرة على منبج، هناك تحرك نحو تل أبيض شرقاً أو إلى الرقة”.

 

قائد “الفوج الأول” النقيب سعد الدين أبو الجزم، وهو من أبناء منبج، قال لـ”المدن” إن “مهمتنا الحالية هي تنظيف مدينة الباب من الألغام ومخلفات داعش، ومن ثم الانتقال لطرد قوات قسد من مدينة منبج، كخيار حتمي”.

 

وأما الخيار الرابع أمام “درع الفرات”، فهو الانكفاء في المناطق التي سيطرت عليها شمال شرقي حلب، وتأمينها بشكل جيد، واستعادة السيطرة على مدينة تل رفعت والقرى المحيطة بها شمال غربي حلب. كما أن تأسيس “جيش وطني” لاستكمال المرحلة العسكرية والسياسية المقبلة في سوريا، يبدو قائماً في خيار كهذا، في حال حصلت تركيا على مكاسب سياسية وعسكرية على حدودها الجنوبية، وأهمها إنهاء مشروع “الإتحاد الديموقراطي” الفرع السوري لحزب “العمال الكردستاني”.

 

يتعزز الخيار الأخير، مع تقدم قوات النظام مدعومة بمليشيات إيرانية، جنوبي وشرقي تادف، على حساب “داعش”. وأصبحت تلك القوات على مسافة أقل من 25 كيلومتراً من محطة مياه الخفسة، على ضفة نهر الفرات الغربية، من دون أن تلاقي أي مقاومة من قبل التنظيم.

 

جميع الخيارات المتاحة أمام “درع الفرات”، معقدة بشكل كبير، ومرتبطة بتفاهمات إقليمية ودولية. لكن في حال أغلقت الأبواب في وجه “درع الفرات” فقد تضطر إلى المواجهة العسكرية، إما مع قوات النظام للتقدم جنوباً، أو مع “قسد” للتقدم شرقاً أو غرباً.

 

الشمال السوري:إختراقات متبادلة للجبهات..والصوت المحلي قد يرتفع

خليل عساف

حققت “قوات سوريا الديموقراطية” تقدماً جديداً في معاركها ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في ريفي الرقة الشرقي وديرالزور الغربي، في إطار “المرحلة الثالثة” من عملية “عزل الرقة” التي تضع فصل المدينتين هدفاً من أهدافها. وأفاد ناشطون محليون أن مجموعة مقاتلة تابعة لـ”المجلس العسكري لديرالزور” بقيادة “أبو خولة”، وصلت قبل يومين إلى أطراف قرية جزرة البوحميد، واستولت على مجبل في هذه القرية. وجزرة البوحميد هي واحدة من ثلاث قرى تحمل الاسم ذاته، وتكاد تكون المدخل إلى مدينة ديرالزور من جهتها الغربية؛ جزيرة.

 

ومجموعة مقاتلي “المجلس العسكري لديرالزور” تنتحل اسم مجلس سابق بذات الإسم، وتتكون من مقاتلين من بقايا فصائل ومجموعات مسلحة تفككت لسبب أو لآخر، ولا يحملون كمجموعة رؤية سياسية موحدة. المجموعة كانت قد انضمت مؤخراً إلى “قسد” بعد تقدم الأخيرة في المناطق الريفية الواقعة بين محافظتي الرقة وديرالزور. ويرى ناشطون من المنطقة أن “قسد” ستنجح بسهولة نسبية في الفصل بين ديرالزور والرقة، إن استولت على منطقة الجزرة وقرية الكُبر القريبة منها، كما أنها ستكون قد تخففت من عبء مواجهات قد تكون كلفتها البشرية كبيرة في ما لو حاولت التقدم في مناطق أخرى شرقاً أم غرباً.

 

تقدم “قوات سوريا الديموقراطية” تزامن مع إعلان فصائل الجيش الحر العاملة تحت مظلة “درع الفرات”، بسط سيطرتها الكاملة على مدينة الباب شرقي حلب، ما يفتح الباب واسعاً أمام السؤال عن الهدف التالي لفصائل الجيش الحر.

 

وليس بعيداً عن مدينة الباب، ولا عن جزرة البوحميد، كان السيناتور الأميركي الجمهوري جون ماكين، في زيارة سرية إلى بلدة عين العرب “كوباني” شمال شرقي حلب، التقى خلالها مسؤولين عسكريين أكراد، في ما يبدو أنها ترجمة لتحركاته المعلنة في كل من السعودية وتركيا. وتوافقت إشارات تلقاها مسؤولون في “جبهة ثوار الرقة” مع ذكرته وسائل إعلام أميركية من أن زيارة ماكين، تهدف إلى خلق توافق ما، حول تصور عربي-تركي لعملية استعادة الرقة، تفتح بموجبه “وحدات حماية الشعب” الكردية، المكون الرئيس لـ”قوات سوريا الديموقراطية”، طوعاً، ممراً أو أكثر لدخول قوات من الجيش الحر مدعومة بقوات تركية إلى خطوط القتال مع تنظيم “داعش” في محيط مدينة الرقة.

 

وقد تكون مدينة تل أبيض، التي تسيطر عليها “قسد”، هي الممر المثالي وفق هذا التصور. ما يعني الاستغناء عن أي دور للقوات الكردية في عملية تحرير الرقة، وهو مطلب عربي وتركي يتوجس من نتائج مستقبلية لتضخيم مساهمة الفصائل الكردية على حساب العرب، في الحرب على تنظيم “داعش”. سيناريو كهذا، سيوجه ضربة قاصمة لحلم “روجآفا” الذي يعمل عليه قوميون أكراد، أتراك وسوريون وإيرانيون، يديرون ويقودون “وحدات حماية الشعب” الكردية و”وحدات حماية المرأة” والقوات الأمنية “آساييش”، الأجنحة العسكرية والأمنية لحزب “الاتحاد الديموقراطي”، الفرع السوري لحزب “العمال الكردستاني”.

 

في ظل هذه الأوضاع المتحركة والمفتوحة، بدأت مجموعات مسلحة صغيرة، شكّلها “الاتحاد الديموقراطي” من عرب محليين في الريف الشمالي لمحافظة الرقة، تظهر ولاءً علنياً للنظام السوري. ونشرت إحدى تلك المجموعات، مقطعاً مصوراً، تخاطب فيه الرئيس السوري بشار الأسد، ورئيس فرع “أمن الدولة” محمد محلا، تشكرهما فيه على الدعم والرعاية، وعمدت في اليوم التالي إلى رفع علم النظام في قرية الفارس، الواقعة ضمن مناطق سيطرة “لواء ثوار الرقة”، كما أطلق عناصرها النار على مقاتلين من اللواء، ما استدعى منه رداً فورياً بتطويق القرية واعتقال عدد من مسلحي المجموعة بعد جرح اثنين منهم. واكتفى الأميركيون بمراقبة المجريات على الأرض، وتنصلت “قسد” من المجموعة وأفعالها.

 

الشمال السوري يبدو حتى يومنا هذا أشبه بمسرح كبير يمكن لكل من يجد سنداً خارجياً أن يؤدي دوراً فوق خشبته، إلّا أهله الممنوعين من الانتظام السياسي والعسكري الفاعل. لكن ومع بوادر عودة، يحتمل أن تكون نشطة سياسياً للدور الأميركي في سوريا، وإلى أن تتضح حدود التغيير في رؤية الإدارة الأميركية الجديدة للحال في سوريا، فإن ثمة احتمالات لخلخلة في العلاقات والمشاريع القائمة والمفروضة اليوم على سكان هذه المنطقة، يمكن أن تكون عودة الصوت المحلي إحدى نتائجها المبشرة.

 

سوريا: اجراءات نفطية لإطلاق يد تجار النظام/ سالم ناصيف

في الوقت الذي تعيش فيه معظم المناطق السورية، خصوصاً الواقعة تحت سيطرة النظام، أزمة خانقة نتيجة انقطاع المحروقات في ظل عجز الحكومة عن تأمين الحد الأدنى منها، تستمر حكومة الرئيس بشار الأسد بإصدار العديد من القرارات الهادفة إلى رفع تلك الالتزامات عن كاهلها.

وآخر هذه القرارات صدر في 13 شباط، ونص على خفض مخصصات المؤسسات العامة والدوائر الرسمية من الوقود حتى 30%. غير أن الإعلان عن الإبقاء على هذه 30%، كان للاستهلاك الإعلامي. فمخصصات تلك الدوائر، خصوصاً المدارس كانت قد انخفضت خلال الأعوام الماضية إلى هذا الحد، وحالياً تعيش أزمة انقطاع تام لمادة المازوت، وفق ما أكد مصدر تربوي من دمشق لـ”المدن”. ويشير المصدر إلى أن عشرات المدارس، خصوصاً الموجودة في المناطق الباردة، اضطرت إلى إقفال أبوابها لأيام طويلة نتيجة عدم وجود وقود التدفئة منذ ما يزيد عن شهر. أما المدارس المفتوحة فيتغيب عنها عشرات التلاميذ يومياً لعدم وجود وقود لتدفئة القاعات.

قرارات حكومة الأسد الخاصة بالمحروقات، تعكس بشكل واضح مساعيها للتخلي عن التزاماتها في تأمين مخصصات القطاعات الإنتاجية، خصوصاً التزاماتها تجاه القطاعين الزراعي والصناعي، حيث أصدرت الحكومة في نهاية شهر كانون الثاني 2017 قراراً يقضي بالسماح “للصناعيين باستيراد المشتقات النفطية اللازمة لاستمرار عمل منشآتهم بشكل مباشر من قبلهم، عبر المنافذ البحرية والبرية”، وفق ما جاء في نص القرار.

وهذا الاقتراح تقدمت به غرفة صناعة دمشق وريفها لتأسيس شركة خاصة تتبع لاتحاد غرف الصناعة، مهمتها استيراد مادة المازوت اللازمة لاستمرار عمل هذه المنشآت، “نتيجة انخفاض الكميات التي يحتاج إليها القطاع الصناعي والتي تؤمنها شركة سادكوب، من 30 إلى 10% من حاجة ذلك القطاع فقط”، حسب ما جاء في نص الاقتراح المقدم إلى الحكومة.

ورغم ما يبدو عليه قرار السماح باستيراد الوقود أنه بمثابة بحث عن حل بديل، إلا أنه خرج من دون أن يحدد الجهة المخولة بذلك. وهو أمرٌ يجعل القرار بمثابة حجة لوقف توزيع المستحقات النفطية من قبل وزارة النفط على أصحاب المنشآت بحجة أنه تم السماح لهم باستيراد الوقود. فمنذ العام 2012 كانت قد انفخضت تلك المخصصات إلى 30%، ومنذ منتصف العام 2015 باتت تلك المخصصات شبه نادرة. ما اضطر معظم أصحاب تلك الاستثمارات إلى شراء المازوت المهرب أو اقفال منشآتهم، خصوصاً الصغيرة منها كالمداجن والبيوت البلاستيكية والمصانع الصغيرة.

إلى ذلك، يعتبر قرار الحكومة بمثابة رخصة لتجارة تهريب النفط التي يقدم عليها أشخاص محددون من طبقة التجار المتحالفة مع النظام، والذين هم بالأصل محتكرو استيراد معظم المواد المستوردة في سوريا.

ويرى الباحث الإقتصادي الدكتور عبدالمنعم حلبي، أن القرار لا يتعدى كونه إذناً حكومياً لتجار النظام الذين يقومون باستجرار النفط من المناطق الخارجة عن سيطرته، مؤكداً في حديثه إلى “المدن” أن تجار النظام يقومون باستيراد النفط من مناطق “داعش”، ومناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردي YBG. والأخيرة تستولي على نحو 55% من إنتاج النفط السوري وتضع يديها على استثمارات النفط ذات الجودة العالية، خصوصاً في حقول رميلان. يضيف: “القرار لا يتعدى كونه منح الحرية لهم بالتواصل مع التجار في المناطق خارج سيطرته ورفع المسؤولية عنهم أمام المتابعات الاستخباراتية ومنحهم تصريحاً مجانياً لعبور الحواجز الموجودة على الطرق تحت مسمى إذن استيراد للنفط”.

وفيما يبدو أن قرار السماح باستيراد الوقود قد دخل حيز التنفيذ، ووضعت بعض الجهات في واجهة تنفيذه، حيث أعلنت غرفة تجارة دمشق بتاريخ 14 شباط 2017 أنها بصدد استيراد أول دفعة من الوقود من لبنان كحل إسعافي لاستمرار عجلة إنتاج القطاع الصناعي، إلا أنه حتى الآن لم يصدر أي تصريح عن الحكومة اللبنانية إن كان لبنان سيقوم بمهمة تزويد السوق السورية بالوقود. إذ يعتقد أن فتح ذلك الباب سيعيد أزمة انقطاع الوقود عن محطات البيع في لبنان، كما حدث في العام 2014، حين تم استجرار كميات كبيرة من المازوت من لبنان إلى سوريا.

المدن

 

واشنطن تستعد لتدخل بري في سوريا

واشنطن – رصد مراقبون تدافع الإشارات التي تحضر لتغير في الاستراتيجية العسكرية الأميركية المعتمدة لمحاربة تنظيم داعش في سوريا.

 

ولفت المراقبون إلى مجموعة مقالات بدأت تنشرها الصحافة الأميركية تتحدث عن خيارات جديدة تعدّها واشنطن لتسريع عمليات القضاء على التنظيم الإرهابي، على نحو يُعِدُ الرأي العام الداخلي إلى تدخل أميركي مقبل أكثر تطورا، لا سيما في شمال سوريا.

 

ورجح هؤلاء أن تكون زيارة وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس المفاجئة مؤخرا إلى العراق، والجولة التي قام بها قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل إلى المنطقة، إضافة إلى الزيارة السرية التي قام بها السيناتور الجمهوري جون ماكين إلى شمال سوريا، تعبيرا عن ورشة سياسية عسكرية أميركية شاملة للوصول سريعا إلى الخلاصات المؤاتية لمكافحة داعش.

 

واللافت في هذا الإطار ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن الجنرال فوتيل عن إمكانية توسيع المشاركة العسكرية للقوات الأميركية في سوريا، والتي يصل عددها حاليا إلى 500 عنصر من القوات الخاصة.

 

ورأى فوتيل أنه “قد يكون علينا أن نتحمل العبء الأكبر” في هذه الحرب، في إشارة إلى استعادة مدينة الرقة من داعش.

 

ورغم أن النقاش لم يصل إلى خلاصات نهائية، بيد أن بعض المعلومات تحدثت عن إمكانية تخلي الإدارة الأميركية الحالية عن تسليح القوات الكردية “حماية الشعب” التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي تعتبره تركيا تنظيما إرهابيا تابعا لحزب العمال الكردستاني.

 

ويعتبر هذا الخيار مناقضا لخيار الإدارة السابقة برئاسة باراك أوباما التي شددت على مفصلية الدور الكردي واعتباره الوحيد القادر على خوض معركة تحرير الرقة.

 

وكانت تركيا قد رفضت مشاركة قوات سوريا الديمقراطية (الكردية العربية) والتي رفعت واشنطن مستويات تسليحها مؤخرا، مقترحة قيام المعارضة السورية المعتدلة المدعومة من الجيش التركي بالقيام بهذه المهمة.

 

وزار مدير وكالة المخابرات الأميركية مايك بومبيو أنقرة في التاسع من فبراير الجاري لمناقشة الأمر دون أن ترشح معلومات عن فحوى المحادثات.

 

وترى مصادر أميركية مطلعة أن الإدارة الأميركية قد تكون أخذت برأي السفير الأميركي في أنقرة جون باس، كما بعض كبار المسؤولين الأميركيين الذين حذروا من خطأ الخيار الكردي لتعارضه مع مصالح تركيا، ما يمكن أن يقوّض جهود واشنطن العسكرية ضد داعش في الرقة.

 

لكن مصادر عسكرية متمسكة بالخيار الكردي تشكك في إمكانات التحالف العسكري ما بين المعارضة السورية وتركيا الذي يواجه صعوبات في معركة الباب.

 

واستغرب بعض المراقبين ما كشفته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية الأربعاء من أن السناتور ماكين قد التقى، أثناء زيارته السرية إلى شمال سوريا، بقادة من حزب الاتحاد الديمقراطي في مدينة عين العرب (كوباني)، ورأوا في ذلك إشارات ملتبسة تعكس عدم نضج الخيارات النهائية الأميركية في شأن العلاقة مع الأكراد في هذه المنطقة.

 

لكن مراقبين آخرين رأوا في ذلك أيضا بداية سعي أميركي لاحتواء الأكراد داخل التحولات الأميركية المحتملة.

 

ويقول الخبير في العلاقات الدولية سامي نادر إن هناك ملامح تشير إلى تغير الموقف الأميركي بالشأن السوري عبر التقرب من تركيا.

 

وقال نادر في تصريح لـ”العرب” إن “الرئيس الأميركي سيستمر في دعم الأحزاب الكردية ولكن مع كبح جماحها ونزعتها الانفصالية التي تقلق تركيا”.

 

وأشار الخبير في العلاقات الدولية إلى دراسات صدرت عن مركز بحثي تابع للبنتاغون شدد على أنه “لا بد من احتواء الأكراد بطريقة لا تقلق الأتراك مع استمرار دعمهم في المعارك ضد داعش”.

 

ويؤكد نادر أن الإدارة الأميركية ستعمل على “منع إغضاب المكون العربي والسني في المناطق التي سيتم تحريرها من داعش، وذلك بكبح النفوذ الكردي في تلك المناطق بنفس الوقت”.

 

ورغم أن دور القوات الأميركية في سوريا اقتصر على الإسناد المدفعي واللوجستي والمعلوماتي، إلا أن الجنرال فوتيل ألمح إلى أنه “قد نضطر في مرحلة معينة من الحرب في الرقة إلى أن نعتمد على قواتنا بدل الاعتماد على قوة الشركاء”، ما فهمه المراقبون بأنه تمهيد لإمكانية تدخل أميركي واسع في الشمال السوري.

 

وتكشف مصادر أميركية مطلعة أن مهلة الـ30 يوما التي منحها الرئيس دونالد ترامب لوزارة الدفاع الأميركية للخروج بخطة للقضاء على داعش قاربت على النفاذ، وأن أجهزة البنتاغون بدأت تسرّب أعراض الخطة العتيدة.

 

ورغم أن فوتيل يتحدث عن توسيع المشاركة البرية، لكنه يضع ذلك في إطار الضرورة بقوله “نريد استقدام ما هو ضروري، فإذا ما احتجنا للمزيد من المدفعية فسيكون الدعم بحجم ما تطلبه العمليات العسكرية”، مؤكدا أنه لن يوصي بانتشار أميركي واسع في المنطقة.

 

وتوقعت صحيفة واشنطن بوست أن يقطع الرئيس ترامب المساعدات عن المعارضة السورية. واستندت الصحيفة على ما كشفته وكالة رويترز عن تعليق وكالة المخابرات المركزية مساعداتها التي تشمل أجورا وتدريبا وذخيرة وحتى صواريخ موجهة مضادة للدبابات، لفصائل المعارضة المسلحة في شمال غرب سوريا.

 

وأوضحت أن التعديلات التي ستأتي بها خطة البنتاغون، قد تؤدي أيضا إلى تخلي إدارة ترامب عن الاعتماد الحصري على وحدات حماية الشعب الكردية في معركة الرقة ضد داعش.

 

مفاوضات السلام السورية تتواصل الجمعة في جنيف

جنيف: تتواصل، الجمعة، الجولة الجديدة من مفاوضات السلام السورية في جنيف التي تؤكد الامم المتحدة انها فرصة “تاريخية”، لكنها ستكون صعبة جدًا، بينما ما زال عدد كبير من القضايا عالقًا سواء في ما يتعلق بجدول الاعمال أو بطريقة اجراء المفاوضات.

 

وخلال افتتاحه المفاوضات رسميًا مساء الخميس، دعا مبعوث الامم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا الاطراف الى تحمل “مسؤوليتها التاريخية لوضع حد للنزاع الدامي”في سوريا. وقال “لديكم فرصة ومسؤولية تاريخية بعدم الحكم على الاجيال القادمة من الاطفال السوريين بسنوات طويلة من النزاع الدامي والمرير”.

 

واضاف دي ميستورا أن “الشعب السوري ينتظر منكم انهاء هذا النزاع ويحلم بالخروج من هذا الكابوس”، داعيًا الحكومة السورية ووفود المعارضة الى “العمل معًا”، لأنه “لا حل عسكريًا” للنزاع.

 

وسيعقد دي ميستورا الجمعة سلسلة من اللقاءات الثنائية لتحديد ما اذا كانت المفاوضات ستجري وجهًا لوجه. وفي الجولات السابقة العام الماضي، جرت المفاوضات في قاعتين منفصلتين وقام مبعوث الامم المتحدة بدور الوسيط.

 

واكدت الهيئة العليا للمفاوضات اكبر وفد للمعارضة للمفاوضات المباشرة، لكن الوفد الحكومي لم يبدِ أي رأي بعد.

 

وجلس دي ميستورا الخميس، وحوله ممثلون للدول الداعمة لسوريا في وسط القاعة، فيما جلس وفد الحكومة السورية الى الجانب الايمن وقبالته وفود المعارضة السورية المتمثلة اساسًا بوفد الهيئة العليا للمفاوضات ومنصتي موسكو والقاهرة.

 

وحين انتهت الجلسة توجه دي ميستورا الى وفد المعارضة لإلقاء التحية على اعضائه، فيما خرج وفد الحكومة السورية برئاسة مندوب سوريا الدائم لدى الامم المتحدة بشار الجعفري من القاعة.

 

ويشكل جدول اعمال المفاوضات قضية بالغة الحساسية ايضا لوسيط الامم المتحدة. فقد ذكر دي ميستورا أن جولة المفاوضات الحالية ستركز على عملية الانتقال السياسي في سوريا، بما فيها وضع دستور وإجراء انتخابات.

 

ومنذ بدء مسار التفاوض، تطالب المعارضة بهيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات كاملة تضم ممثلين للحكومة والمعارضة، مع استبعاد أي دور للرئيس السوري بشار الأسد، في حين ترى الحكومة أن مستقبل الأسد ليس موضع نقاش وتقرره فقط صناديق الاقتراع. ويطالب النظام بالتركيز على القضاء على الارهاب في سوريا.

 

وقال دي ميستورا الخميس: “لا أتوقع معجزات، (العملية) لن تكون سهلة لكن علينا ان نبدأ ونستطيع ان نقوم بعمل جيد”.

 

وتأتي الجولة الجديدة من المفاوضات وسط تطورات ميدانية ودبلوماسية ابرزها الخسائر الميدانية التي منيت بها المعارضة خلال الاشهر الأخيرة، لا سيما في مدينة حلب والتقارب الجديد بين تركيا الداعمة للمعارضة، وروسيا أبرز داعمي النظام، فضلاً عن وصول الجمهوري دونالد ترامب الى سدة الحكم في واشنطن.

 

دي ميستورا يُعلن وضع «لبنة الأساس» لمسار تسوية.. والثوار يحرّرون الباب

جنيف 4: المعارضة والنظام وجهاً لوجه

وفي الجولة الرابعة من مفاوضات جنيف، نجحت الجهود الدولية في جمع وفدي المعارضة السورية ونظام بشار الأسد وجهاً لوجه للمرة الأولى، في صورة خففت التشاؤم الذي سبق هذه الجولة وأظهرت أن ثمة ضغوطاً مؤثرة على طرفي الأزمة لإيجاد أرضية حل، وهو ما عبّر عنه مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا بالقول: «وضعنا اليوم لبنة الأساس على مسار تسوية الأزمة السورية».

 

وبموازاة «جنيف 4» كان «الجيش السوري الحر» يحقق بدعم من تركيا إنجازاً ميدانياً مهماً بتحرير مدينة الباب، آخر معقل لتنظيم «داعش» في محافظة حلب في شمال سوريا.

 

في جلسة افتتاح «جنيف 4» جلس دي ميستورا وحوله ممثلون للدول الداعمة لسوريا في وسط القاعة، فيما جلس وفد النظام الى الجانب الأيمن وقبالته وفود المعارضة السورية المتمثلة أساساً بوفد الهيئة العليا للمفاوضات و«منصتي» موسكو والقاهرة.

 

وحين انتهت الجلسة توجه دي ميستورا الى وفد المعارضة لإلقاء التحية على أعضائه فيما خرج وفد النظام برئاسة بشار الجعفري من القاعة.

 

وخاطب المبعوث الأممي المشاركين قائلاً: «لديكم فرصة ومسؤولية تاريخية لوضع حد للنزاع الدامي». أضاف «تتحملون مسؤولية تاريخية بعدم الحكم على الأجيال القادمة من الأطفال السوريين بسنوات طويلة من النزاع الدامي والمرير».

 

ولم يحدد دي ميستورا آلية جلسات التفاوض التي سيتم اعتمادها وما إذا كانت ستكون مفاوضات مباشرة.

 

وقال «إنها عملية توسط. وظيفتي أن أكون وسيطاً».

 

وخلال الجولات الثلاث السابقة من المحادثات التي عُقدت في جنيف في شباط وآذار ونيسان 2016، لم ينجح وسيط الأمم المتحدة في جمع مندوبي المعارضة والنظام حول طاولة واحدة.

 

ودعا دي ميستورا إلى مصافحات بين السوريين، فيما حمله رئيس وفد الهيئة العليا نصر الحريري المسؤولية عن نقل السلطة في سوريا.

 

ففي مؤتمر صحافي عقده عقب كلمته في افتتاح «جنيف-4» قال دي ميستورا: «وضعنا اليوم لبنة الأساس على مسار تسوية الأزمة السورية».

 

وأكد أنه سيواصل تشجيع أطراف الأزمة السورية على إقامة الحوار بينها، وأضاف مشدداً: «ربما رأيتم بعض المصافحات، إن الشعب السوري في حاجة إلى هذه المصافحات من أجل حل هذا النزاع».

 

وتعهد بأنه سيستمر «بتحفيز المشاركين في المفاوضات للمضي قدماً في تحقيق جميع أحكام القرار 2254 ولتحقيق التوافق بين كيانات المعارضة»، مشدداً في الوقت ذاته، على أنه لا يقوم إلا بدور الوساطة.

 

وأكد دي ميستورا على ضرورة القيام بعمل كبير لتشكيل وفد موحد من المعارضة السورية للمشاركة في مفاوضات السلام، مشيراً إلى أنه «توجد الآن لحظة مناسبة جداً» لفعل ذلك. واعتبر دي ميستورا، في الوقت ذاته، أن مؤتمر جنيف-4 وصل إليه «وفد كبير من المعارضة يضم ممثلين عن الفصائل المسلحة».

 

وشدد على أن العقبة الأكبر في هذه المفاوضات هي «انعدام الثقة» بين الأطراف السورية، مشيراً إلى أن «الوساطة قد تساعد هنا».

 

وذكر دي ميستورا أنه سيعقد اليوم لقاءات ثنائية مع الأطراف السورية «لوضع خطة عمل لهذه الجولة من المفاوضات».

 

رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات نصر الحريري قال بعد الافتتاح: «إن الكرة اليوم في ملعب المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا (ستافان دي ميستورا)، وعليه تنفيذ الالتزام الرئيس وهو إطلاق العملية السياسية لنقل السلطة في سوريا».

 

أضاف الحريري أنه يجب التغلب على العقبة السياسية التي لا تزال قائمة منذ السنوات الماضية، وهي عملية نقل السلطة.

 

وأكد أن المعارضة السورية مستعدة للتعاون مع جميع ممثلي المجتمع الدولي من أجل حل المسألة.

 

ودعا الولايات المتحدة إلى العودة للمشاركة في مفاوضات جنيف من أجل ممارسة القدر الأكبر من الضغط وتقليل نفوذ إيران والوصول إلى تسوية سياسية عادلة في سوريا.

 

واعتبر أن السلطات الإيرانية تمثل «إحدى المشاكل الأساسية التي تعرقل الوصول لتفاهمات سياسية في المنطقة»، مشدداً على أن إيران بذلت جهوداً جدية على الصعيدين السياسي والعسكري من أجل «نشر عشرات الآلاف» من المقاتلين في سوريا.

 

وأكد الحريري أنه «لا يمكن لبشار الأسد أن يبقى في الحكم، وأنه وفق القرار الأممي 2254، فإن الهيئة العليا للمفاوضات هي الممثل للمعارضة، وأن وفد المعارضة دافعه واحد، وهو حماية مصالح الشعب السوري بكل أطيافة وقراه وكل مدنه».

 

وفي تصريح سابق قال الحريري إن «منصتي» القاهرة وموسكو («معارضة» مقربة من روسيا) لديهما تمثيل بشخصين في وفد المعارضة.

 

وشكل تمثيل هاتين المنصتين ضمن وفد المعارضة سبباً لتأجيل افتتاح المؤتمر أكثر من مرة.

 

وكان دي ميستورا، في كلمة الافتتاح أعرب عن أمله في أن يمثل مقر الأمم المتحدة في جنيف منطلقاً لحل الأزمة السورية.

 

وشكر دي ميستورا «نيابة عن الأمم المتحدة» كلا من روسيا وتركيا وإيران وكازاخستان على إجرائها المفاوضات حول الأزمة السورية في آستانة، قائلاً إن الاجتماعات في العاصمة الكازاخستانية فتحت فرصة للتسوية السياسية للأزمة السورية. وشدد المبعوث الأممي على أن الدول المذكورة «أسهمت بشكل كبير» في ضمان عمل الهدنة في سوريا، مؤكداً أن هذه الهدنة «هشة ولكن لا تزال صامدة». وأعتبر أن «الهدنة أعطت فرصة لوضع خارطة طريق للتطوير اللاحق للعملية السلمية»، مضيفا: «علينا ألا نفوت هذه الفرصة».

 

ودعا دي ميستورا جميع الأطراف المعنية «للعمل سوية من أجل إنهاء الأزمة الهائلة والتأسيس لبلد سلام ووحدة». لكنه قال في الوقت ذاته إنه لا يتوقع معجزة من هذه المفاوضات، موضحاً أن هناك «خلافات كثيرة جداً».

 

واعتبر أن «تقدماً كبيراً تم إحرازه خلال الأسابيع، وحتى ربما الساعات الماضية، لتشكيل وفد موحد وشامل من المعارضة السورية»، مشيراً الى أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 «يحدد بشكل دقيق من يجب أن يشارك من المعارضة في هذه المفاوضات». وأوضح أن القرار 2254 يحدد جدول أعمال واضحاً يشمل الدستور والانتخابات. وحذر من المزيد من الموت والإرهاب واللاجئين والمعاناة في حال أي فشل لجنيف 4.

 

وأوضح دي ميستورا أن المشاورات حول إطار المفاوضات وجدول أعمالها ستتواصل خلال الساعات المقبلة.

 

تحرير الباب

 

أعلنت ثلاثة فصائل من «الجيش الحر» مدعومة من تركيا السيطرة الكاملة على مدينة الباب.

 

وشاهد مراسل لوكالة «فرانس برس» قصد المدينة مقاتلين معارضين يرقصون في الشوارع على وقع أناشيد ثورية، بينما كان آخرون يجلسون على الرصيف يتناولون فطوراً، وقد بدا الارتياح على وجوههم.

 

وشاهد المراسل جثث عناصر من «داعش» في مباني المطار المدمرة، ومتاريس من الرمال في كل مكان.

 

وكان أحمد عثمان، قائد مجموعة «السلطان مراد»، أحد الفصائل الثلاثة التي أعلنت السيطرة على المدينة، قال في وقت سابق «بعد ساعات من المعارك، تم الإعلان عن تحرير مدينة الباب بالكامل وحالياً يتم تمشيط الأحياء السكنية من الألغام».

 

وقال قائد «فرقة الحمزة» سيف أبو بكر «سيطرنا يوم أمس (الأول) على مركز المدينة الذي يُعد المربع الأمني (للتنظيم) وأصيبوا بانهيار كبير، أتممنا العملية عند الساعة السادسة صباحاً اليوم (أمس) وتمت السيطرة عليها بشكل كامل».

 

وتُعد السيطرة الكاملة على مدينة الباب نجاحاً كبيراً لـ«الجيش الحر» ولتركيا التي بدأت في 24 آب الماضي عملية غير مسبوقة في شمال سوريا (عملية درع الفرات) لطرد «داعش» وتنظيمات كردية تعتبرها إرهابية من تخوم حدودها. (الأناضول، روسيا اليوم، أ ف ب، رويترز)

 

مفاوضات جنيف بشأن سوريا تتواصل بيومها الثاني  

تتواصل في مدينة جنيف السويسرية اليوم الجمعة الجولة الرابعة من المفاوضات بين أطراف الأزمة السورية برعاية الأمم المتحدة.

 

وقد بدأ المبعوث الدولي إلى سوريا ستفان دي ميستورا ظهر اليوم جولة مباحثات مع وفد النظام السوري في مبنى الأمم المتحدة في جنيف.

 

وفِي وقت متزامن بدأ وفد المعارضة السورية جلسة مغلقة في مقر إقامته لبحث الملفات المدرجة في جدول الجلسات التفاوضية التي ستكون ثنائية مع دي ميستورا.

 

وكانت جولة المفاوضات قد انطلقت أمس حيث التقى وفدا المعارضة ونظام بشار الأسد وجها لوجه لأول مرة منذ ثلاث سنوات.

 

تحذير من الفشل

وخلال الجلسة الافتتاحية قال دي ميستورا إن القرار 2254 يحدد جدول أعمال العملية السياسية في سوريا بشكل واضح، مؤكدا أن الساعات الأخيرة شهدت تقدما بشأن تشكيل وفد شامل للمعارضة السورية لكن هناك حاجة لمزيد من العمل، حسب قوله.

 

وشدد المبعوث الأممي على أهمية تنفيذ وقف شامل لإطلاق النار في عموم سوريا، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق سيواجه العديد من التحديات، ومحذرا من أن الفشل في هذه الجولة سيعني المزيد من الموت والمعاناة واللاجئين والإرهاب.

 

من جانبه، قال رئيس وفد المعارضة السورية نصر الحريري إن قدومهم إلى مفاوضات جنيف هو للتحدث باسم كل شـبر من سوريا ولمناقشة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة التي تنص على الانتقال السياسي الذي يضمن للشعب السوري العيش في ظل دولة ديمقراطية تعددية.

 

ليس نزاعا بل ثورة

وأضاف الحريري أن ما يحدث في سوريا ليس نزاعا كما وصفه دي ميستورا، بل هو ثورة شعبية شارك فيها كل فئات السوريين، وأضاف أن القضية ليست مجرد دمار ومعاناة، بل هي جرائم مستمرة يقوم بها النظام باستخدامه كل الأسلحة المحرمة التي وثقتها الأمم المتحدة.

 

في الأثناء، حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأطراف السورية المشاركة في مفاوضات جنيف على “التحلي بحسن النية” معترفا في الوقت نفسه بأن التقدم في المفاوضات لن يكون سهلا.

 

وأكد غوتيريش في بيان له قناعته بأن التوصل إلى حل سياسي هو الطريق الوحيد لإحلال السلام في سوريا، معبرا عن شعوره بالاطمئنان لرؤية الأطراف السورية جالسة في الغرفة نفسها في جنيف، ومشددا على أهمية الوحدة الدولية لدعم العملية السياسية التي ستقودها الأمم المتحدة في الأسابيع والأشهر المقبلة.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

مشروع بمجلس الأمن لمعاقبة سوريا بسبب الكيميائي  

رجح دبلوماسيون أن يصوت مجلس الأمن الدولي الأسبوع المقبل على مشروع قرار يقضي بفرض عقوبات على سوريا بسبب استخدام الأسلحة الكيميائية، لكن روسيا قد تستخدم حق النقض.

 

ويسعى مشروع القرار لفرض حظر على بيع مروحيات لسوريا مع عقوبات على 11 من القادة العسكريين والمسؤولين السوريين وعشر شركات يشتبه في ارتباطهم بهجمات كيميائية في الحرب المستمرة منذ نحو ست سنوات.

 

ومن بين هذه الشخصيات رئيس الاستخبارات الجوية السورية، وقائد العمليات الجوية في المناطق التي وقعت فيها الهجمات.

 

ويأتي ذلك بعدما خلص تحقيق مشترك للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أن الجيش السوري شن هجمات كيميائية بغاز الكلور على  ثلاث قرى في محافظة إدلب عامي 2014 و2015.

 

وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن الولايات المتحدة تدعم مشروع القرار ومعها بريطانيا وفرنسا، بينما أكد السفير الروسي قبل أيام أن بلاده ستعارضه، في حين يتوقع أن تمتنع الصين عن التصويت، علما بأن هذه الدول الخمس هي صاحبات العضوية الدائمة في مجلس الأمن ويمتلك كل منها حق النقض (الفيتو) الذي يمكنه عرقلة إصدار أي قرار من المجلس.

 

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فقد سبق لروسيا أن استخدمت حق النقض ست مرات لحماية حليفتها سوريا من إجراءات عقابية.

 

وكانت بريطانيا وفرنسا أعدتا في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي مشروع قرار لفرض عقوبات على سوريا، لكنهما أوقفتا تحركهما لإعطاء الإدارة الأميركية الجديدة وقتا لدراسته.

 

وحسب دبلوماسي في مجلس الأمن، بدأت الدول الثلاث التحرك بعدما أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنها إلى جانب مبادرة فرض عقوبات ضد سوريا، حيث يتوقع أن يجري التصويت يوم الاثنين أو الثلاثاء المقبلين.

 

جدير بالذكر أن استخدام الكلور سلاحا محظور بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية التي انضمت إليها سوريا في 2013.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

واشنطن: دول عدة التزمت بتمويل مناطق آمنة بسوريا  

قالت الولايات المتحدة إنها حصلت على التزام من عدد من قادة الدول بتمويل إنشاء مناطق آمنة في سوريا.

 

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر للصحفيين “إذا تابعتم البيانات بشأن المحادثات التي أجراها الرئيس دونالد ترمب مع عدد من القادة الأجانب، فإن قضية المناطق الآمنة في سوريا كانت حاضرة في معظم هذه المحادثات تقريبا”.

 

وأضاف أن ترمب تحدث عن التمويل، وأن إدارته حصلت على التزام واسع النطاق، معتبرا أن هذه المسألة ستظل مطروحة على مستوى وزارة الخارجية الأميركية أيضا.

 

وتابع سبايسر “ستظهر مستجدات إضافية حول مسألة تمويل المناطق الآمنة في سوريا، ولكن معظم قادة هذه الحكومات سجلوا التزامهم بالإسهام في تمويل هذه المناطق”.

 

وكان ترمب قد أفصح أثناء حملته الانتخابية عن نيته إنشاء مناطق آمنة في سوريا كي لا يضطر اللاجئون لمغادرة بلادهم.

 

وفي أول مهرجان شعبي لأنصاره منذ توليه الرئاسة، جدد ترمب الأحد الماضي حديثه عن هذا المشروع قائلا إنه سيبقي الأشخاص الذين ربما يكونون إرهابيين أو يريدون إلحاق الضرر بالبلاد خارج الولايات المتحدة.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

جنيف4.. خلاف على الجدول و”ورقة” للنظام من دي ميستورا

دبي- العربية.نت

شهد مقر الأمم المتحدة في جنيف اليوم الجمعة، سلسلة اجتماعات ثنائية أو تحضيرية في إطار الجولة الرابعة لمحادثات جنيف حول #سوريا ، بدأها المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان #دي-ميستورا مع وفد النظام السوري برئاسة بشار #الجعفري الذي كشف فور انتهاء اللقاء عن تلقيه ورقة من دي ميستورا. وأضاف في تصريح للصحفيين أن الوفد سيدرسها الآن، موضحاً أن أول اجتماع لم يتطرق لشيء سوى شكل المحادثات.

وقال الجعفري بعد مناقشات استغرقت نحو ساعتين “تطرقنا خلال هذه المحادثات إلى شكل الاجتماعات المقبلة وأعني بذلك مسائل تتعلق بشكل الجلسة فقط.”

وتابع كاشفاً “أنه تسلم في نهاية الاجتماع ورقة من دي ميستورا واتفقنا أن ندرس هذه الورقة على أن نعود إليه في الجلسة القادمة بموقفنا من محتويات هذه الورقة.”

خلاف مستمر على الجدول

أما على صعيد وفد المعارضة، فيتوقع أن يلتقي دي ميستورا الوفد الساعة الثالثة بالتوقيت المحلي، وسيتم بحث سبل عقد مفاوضات مباشرة مع النظام كما تطالب المعارضة، بحسب ما أفاد مراسل العربية.

في غضون ذلك، تستمر المعارضة بعقد سلسلة اجتماعات مغلقة تتخللها اجتماعات مع البعثات الدولية المساندة للمعارضة كالخارجية التركية والسعودية والقطرية والأميركية والبريطانية وسط خلاف كبير، لا يزال قائماً، حول جدول الأعمال .

على صعيد آخر، نفى قدري جميل عضو منصة موسكو التوصل لأي اتفاق مع المعارضة لتشكيل وفد موحد للمفاوضات.

يذكر أن كافة المعطيات السياسية لا تشي بانفراجة قريبة في الملف السوري، لا سيما في ظل “عقدة العقد” بين النظام والمعارضة وهي مسألة #الانتقال_السياسي. ولعل هذا ما دفع دي ميستورا في الجلسة الافتتاحية للجولة الرابعة من محادثات جنيف حول سوريا الخميس، إلى التأكيد على أن “المهمة مضنية”.

لكنه في الوقت عينه شدد على أن جدول أعمال #جنيف4 يرتكز إلى قرار مجلس الأمن 2245 الذي يحدد جدول أعمال واضحاً يشمل الدستور والانتخابات وحكما يتسم بالشفافية والخضوع للمحاسبة.

وهي النقطة التي تتمسك بها المعارضة لاعتبارها مدخلاً، لا بل صلب الانتقال السياسي في سوريا، بينما يراها النظام “أضغاث أحلام”.

الانتقال السياسي.. بين الأساس و”العبثية”

وفي هذا السياق، قال نصر الحريري رئيس وفد #المعارضة_السورية إلى جنيف الخميس إن المحادثات يجب أن تركز أولاً على الانتقال السياسي وهو أمر قال إن النظام لا يريده، بحسب ما أوردت “رويترز”.

وأضاف الحريري في لقاء صحفي “السيد ستافان في الدعوة التي أرسلها لوفد الهيئة العليا للمفاوضات، كانت الأجندة واضحة وهي الانتقال السياسي ليس لدي شك بأن المبعوث الدولي يبحث عن النجاح في هذا الملف وهو يسعى بالفعل إلى الوصول إلى الحل السياسي العادل”.

وتابع قائلاً إنه إذا كان دي ميستورا جاداً بالفعل للوصول إلى هذه النتيجة عليه أن يلتزم بالمقدمات التي تؤدي إلى هذه النتيجة، والبدء بالموضوع الأول المطروح على الطاولة حالياً وهو الانتقال السياسي الحقيقي الذي يرضي الشعب السوري، بحسب تعبيره.

في المقابل، لا يرى النظام ولا حليفه الروسي أي فرصة لإمكانية بحث تلك المسألة. فقد اعتبر أليكسي بورودافكين مبعوث روسيا إلى الأمم المتحدة في جنيف أن مطالب المعارضة بتنحي الأسد مجرد مطالب “عبثية”.

 

عنصران من “فتح الشام” على اللائحة الأميركية السوداء

واشنطن – رويترز

أدرجت وزارة الخزانة الأميركية الخميس اثنين وصفتهما بأنهما قياديان بجماعة #جبهة_النصرة المتشددة (جبهة فتح الشام حاليا) في سوريا على قائمتها السوداء للعقوبات.

وذكرت وزارة الخزانة في بيان أن السلطات الأميركية قالت إن الاثنين وهما إياد نظمي صالح خليل، وبسام أحمد الحصري، ساعدا في الإشراف على عمليات #جفش في سوريا.

وبموجب العقوبات التي تفرضها واشنطن يتعين على الشركات الأميركية قطع كل صلاتها بالاثنين وتجميد أي أصول لهما.

سجون تعذيب

إلى ذلك، قالت السلطات الأميركية إنه حتى العام الماضي كان خليل ثالث أكبر مسؤول بالجبهة وإنه عزز عملياتها الأمنية والمخابراتية وأدار سجونا اشتهرت بالتعذيب.

وفي حين تسيطر “جفش” على مساحات أقل من الأرض وتقل قوتها العددية مقارنة مع تنظيم داعش فإن المسؤولين الأميركيين يعتبرون “جفش” تهديدا مستمرا في العراق وسوريا.

يذكر أن جبهة النصرة غيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام منذ أن قطعت علاقاتها مع تنظيم #القاعدة العام الماضي(2016).

 

الجيش الحر يبدأ عملية تمشيط في الباب لإزالة ألغام داعش

شرعت فصائل الجيش الحر المدعومة من الجيش التركي بعمليات تمشيط للألغام التي خلفها التنظيم في أرجاء مدينة الباب السورية، بعد سيطرة قوات الجيش الحر المدعومة تركياً على مدينة الباب التي تعد المعقل الرئيسي لداعش شمال سوريا.

وبدأت عمليات تمشيط المدينة لإزالة الألغام والقنابل التي خلفها تنظيم داعش بعد اندحاره منها، أما باقي المقاتلين فانشغلوا بالاحتفال بطرد داعش من المدينة كل على طريقته الخاصة، منهم من سارع لالتقاط صور سيلفي مع رفقاءه كتذكار لهم من معركة فرضت عليهم لطرد داعش من مدينتهم، وجزء آخر راح يحتفل بطرد التنظيم من المدينة رقصا على وقع صوت الرصاص.

وتأتي السيطرة على المدينة بعد أكثر من مئة وثماني يوماً من انطلاق عملية درع الفرات التى بدأها الجيش التركي بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي دعمًا لقوات “الجيش السوري الحر” في شمال سوريا.

انطلاقا من مدينة جرابلس في الرابع والعشرين من أغسطس من العام الماضي بهدف إبعاد داعش والمقاتلين الأكراد عن الشريط الحدود مع سوريا.

 

جنيف.. لقاءات لتحديد شكل المفاوضات

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تتواصل الجولة الجديدة من مفاوضات السلام السورية في جنيف، التي تصفها الأمم المتحدة بـ”الفرصة التاريخية”، الجمعة، لكنها ستكون صعبة جدا بينما ما زال عدد كبير من القضايا عالقة سواء في ما يتعلق بجدول الأعمال أو بطريقة إجراء المفاوضات.

وخلال افتتاحه المفاوضات رسميا مساء الخميس، دعا مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا الأطراف إلى تحمل “مسؤوليتها التاريخية لوضع حد للنزاع الدامي”في سوريا.

 

وقال “لديكم فرصة ومسؤولية تاريخية بعدم الحكم على الأجيال القادمة من الأطفال السوريين بسنوات طويلة من النزاع الدامي والمرير”.

 

وسيعقد دي ميستورا الجمعة سلسلة من اللقاءات الثنائية لتحديد ما إذا كانت المفاوضات ستجري وجها لوجه. وفي الجولات السابقة العام الماضي، جرت المفاوضات في قاعتين منفصلتين وقام مبعوث الأمم المتحدة بدور الوسيط.

 

ويشكل جدول أعمال المفاوضات قضية بالغة الحساسية أيضا لوسيط الأمم المتحدة، حيث ذكر دي ميستورا أن جولة المفاوضات الحالية ستركز على عملية الانتقال السياسي في سوريا، بما فيها وضع دستور وإجراء انتخابات.

 

ومنذ بدء مسار التفاوض، تطالب المعارضة بهيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات كاملة تضم ممثلين للحكومة والمعارضة، مع استبعاد أي دور للرئيس السوري بشار الأسد، في حين ترى الحكومة أن مستقبل الأسد ليس موضع نقاش وتقرره فقط صناديق الاقتراع.

 

رئيس وفد حكومة سوريا في جنيف: ندرس ورقة من الأمم المتحدة

جنيف (رويترز) – قال بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية في محادثات السلام في جنيف يوم الجمعة إنه تلقى ورقة من مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا وسيدرسها الآن لكن أول اجتماع لم يتطرق لشيء سوى شكل المحادثات.

 

وجلس طرفا الحرب وجها لوجه في الأمم المتحدة للمرة الأولى في ثلاث سنوات يوم الخميس حيث ناشدهم وسيط الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا إيجاد سبيل لإنهاء الصراع.

 

لكن في ظل التوتر الواضح بين المشاركين في المراسم الافتتاحية وعدم توحد وفد المعارضة بشكل كامل تحت مظلة واحدة لم يبد أن هناك احتمالا يذكر لاجتماعات مباشرة بين الجانبين قريبا.

 

وقال الجعفري للصحفيين بعد مناقشات استغرقت نحو ساعتين “تطرقنا خلال هذه المحادثات إلى شكل الاجتماعات المقبلة وأعني بذلك تطرقنا إلى مسائل تتعلق بشكل الجلسة فقط.”

 

وتابع بقوله “في نهاية الاجتماع تسلمنا ورقة من السيد دي ميستورا واتفقنا أن ندرس هذه الورقة على أن نعود عليه في الجلسة القادمة بموقفنا من محتويات هذه الورقة.”

 

وعمد الجعفري إلى تصحيح ما ذكره مترجم وصفها بأنها “وثيقة” وقال إنه تسلم “ورقة” وليس “وثيقة”. ولم يذكر أي تفاصيل ولم يرد على أسئلة.

 

ويعقد دي ميستورا يوم الجمعة لقاءات ثنائية مع الوفود لوضع خطة عمل لهذه الجولة من المفاوضات التي يمكن أن تمتد إلى أوائل مارس آذار.

 

وفي محادثات جنيف السابقة قبل نحو عشرة شهور اضطر دي ميستورا للتنقل بين الوفود التي لم تجتمع قط في قاعة واحدة. وحققت المفاوضات تقدما بطيئا لكن تم تعليقها مع تصاعد الحرب.

 

(إعداد ليلى بسام للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى