أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 25 تموز 2014

معارك تدشن «الطلاق» بين النظام و «داعش»
لندن، نيويورك، عمان، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز –

بدأ تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أمس «أعنف المعارك» ضد قوات النظام السوري في شمال شرقي البلاد، في ما اعتبر بداية «الطلاق» أو انتهاء لـ «زواج المصلحة» بين الطرفين، في وقت نأت «الجبهة الإسلامية»، التي تضم أكبر الفصائل الإسلامية المقاتلة، بنفسها عن «داعش» و «جبهة النصرة».

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن هجمات «داعش» استهدفت الفرقة 17 في ريف الرقة ومقر حزب «البعث» الحاكم في الحسكة في شمال شرقي البلاد ومطار كويريس في ريف حلب (شمال)، في أول مواجهة بهذا الحجم مع النظام منذ ظهور التنظيم في سورية في عام 2013.

وتتهم فصائل المعارضة «داعش» بـ «التواطؤ» مع النظام، وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «للمرة الأولى جرت هجمات متزامنة للدولة الإسلامية ضد مواقع النظام في الحسكة وحلب والرقة»، مشيراً إلى أن المعارك هي «الأعنف» بين الطرفين.

وقتل في المواجهات امس قائد الفرقة 17 في الجيش النظامي العميد سمير أصلان، في وقت نفذ الطيران الحربي 14 غارة على مناطق في مدينة الرقة ومحيطها، معقل «داعش».

في غضون ذلك، نأت «الجبهة الإسلامية» التي تضم كبريات الفصائل الإسلامية بنفسها من «جبهة النصرة» التي بدأت خطوات لإعلان «إمارة»، رداً على «الخلافة» التي أعلنها «داعش»، في مقابل اقتراب «الجبهة الإسلامية» من «الجيش الحر».

في عمان، دان زعيم السلفيين الجهاديين في جنوب الأردن محمد الشلبي الشهير بـ «أبو سياف» أمس، إعلان عدد من السلفيين الأردنيين مبايعة «الدولة الإسلامية» وهجومهم على شخصيات بارزة تقود التيار، أهمها عصام البرقاوي الملقب بـ «أبو محمد المقدسي»، ورجل الدين المعروف عمر عثمان المكنى بـ «أبو قتادة»، والمعتقل حالياً لدى السلطات الأردنية، لرفضهما الاعتراف بخلافة أبو بكر البغدادي.

في نيويورك، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تقرير لمجلس الأمن الدولي إن الأطراف المتحاربة في سورية تمنع إيصال المساعدات الإنسانية تعسفياً لملايين المحتاجين. وأضاف في خامس تقرير شهري عن المساعدات الإنسانية إن القوات الحكومية «تواصل قصف المناطق المدنية مستخدمة الغارات الجوية والبراميل المتفجرة في استهداف عشوائي أدى الى مقتل مئات الأطفال والنساء والعجز». وأكد أن المجموعات المعارضة تستهدف في قصف عشوائي المناطق التابعة للقوات الحكومية ما يؤدي الى مقتل مدنيين.

وأوضح بان أن الأمم المتحدة بدأت إجراء مشاورات واسعة النطاق لـ «نشر مراقبين تطبيقاً لقرار مجلس الأمن ٢١٦٥» الذي أقر فتح أربعة معابر جديدة عبر الحدود السورية مع كل من تركيا والعراق والأردن. وشدد على ضرورة تقيد أطراف النزاع بالقرار نفسه معتبراً أن «منع وصول المساعدات الإنسانية يعد جريمة حرب، وهو يستخدم على نطاق واسع كوسيلة حرب في سورية».

وحمل الحكومة السورية مسؤولية عرقلة عمل المنظمات الإنسانية من خلال فرض إجراءات إدارية على دخول قوافل المساعدات. وقال إن «نحو ١١ مليون شخص لا يزالون في حاجة الى مساعدة إنسانية عاجلة بينهم نحو ٦.٥ مليون نازح» داخل سورية، وإن «عدد الموجودين في المناطق التي يصعب الوصول إليها وصل الى ٤.٧ مليون بينهم ٢٤١ ألفاً محاصرون من القوات الحكومية والمعارضة، ١٩٦ ألفاً تحاصرهم الحكومة و٤٥ ألفاً تحاصرهم المعارضة».

وأشار الى أن «داعش» أعلن أن بين صفوفه مقاتلين من القوقاز والهند والصين وسورية والعراق واليمن ومصر وشمال أفريقيا والولايات المتحدة وألمانيا وأوستراليا وفرنسا وإن التنظيم «يسيطر على منطقة تضم ٧ ملايين شخص». ووفق التقرير نفسه «يواصل مقاتلون غير سوريين دعم القوات الحكومية، خصوصاً من حزب الله اللبناني في حلب ودرعا ومحافظة دمشق». تشير «تقارير غير مؤكدة الى أن مقاتلين شيعة من العراق كانوا قاتلوا الى جانب القوات الحكومية خصوصاً في ريف دمشق، عادوا الى العراق بعد سيطرة داعش على مناطق شاسعة».

واعلنت الأمم المتحدة ان قافلة إغاثة عبرت من تركيا إلى شمال سورية بتصريح من مجلس الأمن من دون موافقة النظام السوري، في اول خطوة من نوعها.

عشرات القتلى في معارك بين النظام السوري و”الدولة الاسلامية”
بيروت – أ ف ب
قتل أكثر من سبعين شخصا معظمهم من المقاتلين، في المعارك الدائرة منذ 24 ساعة بين القوات النظامية السورية وتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في شمال سورية، وفق ما ذكر “المرصد السوري لحقوق الانسان” اليوم الجمعة.

وشن التنظيم أمس الخميس هجمات في ريف الرقة والحسكة وريف حلب على مواقع لقوات النظام، وفقا للمرصد.

وهي أول مواجهة بهذا الحجم بين “الدولة الاسلامية” والنظام منذ ظهور التنظيم في سورية في 2013، علماً أن التنظيم الذي أعلن أخيرا إقامة “الخلافة الاسلامية” انطلاقا من مناطق تفرد بالسيطرة عليها في شمال العراق وغربه وشمال سورية وشرقها، كان يتهم من فصائل المعارضة السورية المسلحة بـ”التواطؤ” مع النظام. وهو يخوض معارك دامية ضد هذه الفصائل منذ بداية السنة.

في محافظة الحسكة، قال المرصد إن 21 مقاتلا من “الدولة الاسلامية” على الأقل بينهم أربعة انتحاريين قتلوا الخميس في معارك وقصف مصدره الجيش السوري. وفجّر أربعة مقاتلين من التنظيم المتطرف أنفسهم داخل مقر حزب “البعث” الحاكم في مدينة الحسكة وتلت ذلك مواجهات داخل المبنى قتل فيها 12 شخصاً بينهم أعضاء في حزب “البعث” وحراس. وبين القتلى “قيادي في حزب البعث تم نحره”، بحسب المرصد.

الى جنوب المدينة، قتل 11 عنصراً من القوات النظامية بينهم ضابط إثر هجوم للتنظيم “الجهادي” على فوج الميلبية، وفق المرصد الذي أشار الى مقتل 17 عنصراً في “الدولة الاسلامية” في قصف للجيش على مواقع التنظيم في المنطقة.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن القصف العنيف “دفع الدولة الاسلامية الى التراجع ليلا”.

وفي محافظة الرقة التي تسيطر عليها “الدولة الاسلامية” مع تواجد للنظام في ثلاثة مواقع، قتل 19 جنديا وعشرة “جهاديين” بينهم انتحاريان في هجوم نفذته “داعش” على مقر الفرقة 17 في الجيش تلته معارك بين الجانبين. واوضح “المرصد السوري” أن “ستة عسكريين على الأقل بينهم ضابط” نحروا خلال المواجهات.

وكانت “الدولة الاسلامية” اعلنت على الحساب الرسمي لـ”ولاية الرقة” على موقع “تويتر”، انها بدأت “عمليات مباركة على الفرقة 17″، مشيرة الى تنفيذ عنصرين منها عمليتين “استشهاديتين” ضد الفرقة.

وعرضت على الحساب صور لست جثث ورؤوس مقطوعة، قائلا انها “جثث جنود الجيش النصيري بعد ان قطف رؤوسها جنود الدولة الاسلامية”.

في حلب، توقفت المعارك التي كانت اندلعت امس بين “الدولة الاسلامية” وقوات النظام في محيط مطار كويرس العسكري.

«ضمانات كيري» تقرّب وقف النار
رام الله – محمد يونس { الناصرة – أسعد تلحمي { غزة، نيويورك، القاهرة – «الحياة»
علمت «الحياة» أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يضع من القاهرة لمسات أخيرة على هدنة إنسانية لمدة 5 أيام في قطاع غزة، وأنه قدم إلى الجانب الفلسطيني ضمانات برفع الحصار عن القطاع بعد وقف النار، من دون أن تشمل هذه الضمانات المطالب الأخرى للمقاومة، مثل إطلاق الأسرى المحررين الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم. (للمزيد)

وتتسابق مساعي التهدئة مع مساع إسرائيلية تستهدف تسجيل «انتصار» يسبق التوصل إلى اتفاق لوقف للنار، إذ كثفت القصف والغارات، ما أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 90 حتى مساء أمس، بينهم 15 في مجزرة جديدة استهدفت مدرسة تابعة لـ «أونروا» تأوي نازحين، في هجوم دانه بشدة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مشيراً إلى مقتل كثير من الأشخاص، بينهم نساء وأطفال وموظفون في الأمم المتحدة، واعتبر أنه يؤكد ضرورة وقف القتل فوراً. في الوقت نفسه، أعربت واشنطن عن «الحزن العميق والقلق حيال هذا الحادث المأسوي»، داعية الى حماية المدنيين». في المقابل، أعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، قتل 4 جنود إسرائيليين في المعارك الدائرة في الشجاعية.

ديبلوماسياً، كشفت مصادر فلسطينية مطلعة لـ»الحياة» في رام الله أن كيري عرض على الفلسطينيين وقفاً للنار لأغراض إنسانية لمدة خمسة أيام ابتداء من السبت، يجري خلالها التفاوض في القاهرة على شروط وقف نار دائم. وأضافت أن وفداً فلسطينياً يضم كلاً من مدير المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج وعضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد، يجري اتصالات في القاهرة مع كل من حركة «حماس» والجانب المصري بغية التوصل إلى اتفاق على العرض الأميركي. وتابعت أن «حماس» وافقت مبدئياً على وقف النار لأغراض إنسانية، لكنها تطالب بضمانات للمطالب الأخرى، مثل إطلاق الأسرى، وإلغاء المناطق العازلة، وتحديد مناطق الصيد البحري بـ 12 كيلومتراً.

وأكدت مصادر فلسطينية منفصلة لـ»الحياة» في غزة هذه المعلومات، مشيرة إلى أن «الحراك الدولي والعربي قد يسفر عن اتفاق قريب للتهدئة»، مضيفة أن «الأمور تتجه نحو حل وسط يتمثل في الاتفاق على تهدئة إنسانية طويلة نسبياً، وتصل إلى خمسة أيام، يتم خلالها التفاوض على مطالب المقاومة». وأوضحت أن «هذا الاتفاق، في حال خرج إلى النور، يمثل حلاً وسطاً بين رفض مصر تعديل مبادرتها للتهدئة وإصرارها على وقف النار ثم التفاوض على المطالب، وبين إصرار حماس على تلبيتها قبل وقف النار». وزادت: «في حال تم الاتفاق على هذه الصيغة، فإن من المرجح أن توقعه السلطة أو حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية».

وتابعت أن «عقدة اتفاق التهدئة تكمن في الضمانات المطلوبة»، وهو ما يحاول الرئيس محمود عباس، ومصر، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وكيري التوصل مع أطراف أخرى التوصل الى تسوية في شأنه. وأشارت إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو «يرفض حتى الآن إطلاق الأسرى الذين اعتقلوا بعد عملية الخليل، وكذلك الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى» الذين كان من المقرر إطلاقهم في 29 آذار (مارس) الماضي ضمن مفاوضات السلام.

وفي القاهرة، أكدت مصادر مطلعة أن كيري أجرى اتصالات عدة شملت الرئيس باراك أوباما، ووزيري الخارجية القطري خالد العطية والتركي احمد داود أوغلو، كما التقى عدداً من المسؤولين المصريين ومن أطراف عدة، مؤكدة أنه يضع لمسات أخيرة على هدنة إنسانية طويلة الأجل في قطاع غزة لوقف الحرب.

وقال قيادي بارز في «حماس» لـ «الحياة» في القاهرة إن الاستحقاق الحقيقي لوقف النار هو تشغيل المعابر، بما فيها معبر رفح، نافياً أن يكون أحد طرح على الحركة نزع سلاح المقاومة».

من جانبه، ترك نتانياهو الباب موارباً امام التهدئة أو التصعيد عندما قال إن «الجيش سيواصل القيام بكل ما يلزم من أجل إعادة الهدوء الحقيقي». غير أن الوزير المتشدد يسرائيل كاتس قال إن إسرائيل تتجه نحو حسم المعركة وتحقيق هدفها المتمثل بإزالة تهديد الأنفاق، «سواء عن طريق حسم عسكري أو ترتيب ذلك (تسوية)»، وهي المرة الأولى التي يذكر فيها كلمة «تسوية».

ويواصل مجلس الأمن اليوم بحث مشروع قرار أردني ينص على «إدانة العنف والأعمال العسكرية التي تستهدف المدنيين وكل الأعمال الإرهابية، ويدعو إلى وقف فوري للنار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة». ويرحب مشروع القرار بـ «المبادرة المصرية لوقف النار، ويحض الأطراف الإقليميين والدوليين على دعم جهود التوصل الى تهدئة». كما يدعو «كل الأطراف الى التقيد بالتزاماتهم بالقانون الدولي ومعاهدات جنيف لحماية المدنيين في أوقات الحرب».

وطلب أعضاء في المجلس «وقتاً للتشاور مع عواصمهم، فيما طلب آخرون، خصوصا الولايات المتحدة والدول الأوروبية، إعطاء الجهود الديبلوماسية فرصة لتحقيق تقدم قبل التحرك في مجلس الأمن لطرح مشروع قرار». وارتكبت إسرائيل أمس جريمة أخرى ضد الإنسانية كشفتها صور نشرها موقع «واللا» العبري لمعتقلين فلسطينيين «يظهرون بها وقد جرّدوا من ملابسهم، وتحت حراسة مشددة»، مشيراً إلى أن الجيش «اعتقل الأربعاء 150 غزياً» بدعوى مشاركتهم في أعمال المقاومة. وانتقد رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس ذلك، ووصفه بأنه «عمل لا إنساني».

… فوق الجثث بحثاً عن مأوى!
غزة – فتحي صبّاح
«تركنا باب المنزل مفتوحاً على مصراعيه وهربنا، كأنه يوم الحشر، يوم القيامة، رجال ونساء وأطفال يجرون بكل ما أوتوا من سرعة إلى أن وصلنا إلى شارع الثلاثيني وسط المدينة»، قالت لـ»الحياة» الصحافية منى حلس (29 عاماً).

وأضافت: «كان يوماً غير مسبوق في حياتي. القصف بدأ بعد ساعة من موعد الإفطار، واستمر حتى الصباح من دون توقف. رفض شقيقي رجائي وتوسلي أن نترك المنزل منذ بدأ العدوان البري» فجر الجمعة الماضي.

مر يومان لم يكن فيهما القصف على حي الشجاعية، فشعر معظم الناس باطمئنان نسبي.

هربت حلس، التي شهدت الحربين الماضيتين عامي 2008 و2012، وطفلها كريم ووالدتها وشقيقها وشقيقتها وعشرات آلاف آخرين بعيداً من «نار جهنم» التي صبتها طائرات الاحتلال على الحي وحي التفاح المتداخل معه شرق مدينة غزة.

وقالت امرأة لجأت إلى منزل أقاربها في حي الرمال وسط المدينة: «كنا وأطفالنا نصرخ بجنون، نجري من دون وعي، فوق الجثث والحجارة وقطع الحديد والأخشاب المتناثرة نتيجة القصف». وأضافت: «كأنه زلزال ضرب الحي».

وانضم 100 ألف من الحيين إلى 100 ألف آخرين نزحوا من مناطق كثيرة إلى المدارس، فيما جال آلاف منهم في الشوارع بحثاً عن مأوى، ففتح «أهل الخير» لهم منازلهم أو حتى مخازن غير مأهولة تقع أسفل مبان يملكونها، فيما أكثر من 200 عائلة تفترش الأرض وتلتحف السماء في حديقة مستشفى الشفاء، وذهبت حلس وعائلتها إلى منزل خالتها القريب من مستشفى الشفاء غرب المدينة التي استقبلت خلال ساعات معدودة 75 شهيداً سقطوا في «محرقة» الشجاعية والتفاح من اجمالي 750 شهيداً حتى الآن.

وتُظهر أعداد الضحايا المفجعة من المدنيين أن إسرائيل تستهدف من وراء القصف الكثيف على الأحياء والمنازل المأهولة، قتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، خصوصاً الأطفال والنساء، للضغط على فصائل المقاومة لوقف النار، خصوصاً أن صواريخها وصلت إلى حيفا وتل أبيب والقدس.

قوات الاحتلال «ارتكبت مجازر جماعية في حق 44 عائلة منذ بدء العدوان، من بينها عائلة أبو جامع التي استشهد منها 26 شهيداً، والبطش 18 شهيداً، وكوارع والحاج اللتان استشهد ثمانية من كل منهما في خان يونس، وصيام في رفح والحلو في غزة واستشهد 11 لكل منهما، وغيرها».

نفدت من غزة المواد الغذائية الأساسية، بينها «الرز والسكر وزيت الطعام والألبان والأجبان والبيض، ومواد التنظيف وغيرها»، حسبما قال لـ»الحياة» مالك سوبر ماركت أبو الكاس أنور أبو الكاس، عازياً ذلك إلى «إغلاق المعابر واستشهاد عدد من تجار الجملة، أو أفراد عائلاتهم، أو تدمير منازلهم ومخازنهم وسياراتهم، وعدم تمكن آخرين من الوصول إلى مخازنهم، نظراً لخطورة الوضع، لأن معظمها يقع في المناطق التي توغلت فيها قوات الاحتلال أو قريبة منها».

وقال محمد الحلو (30 عاما) إنه ينتظر تهدئة، أو أن تضع الحرب أوزارها لاخراج جثامين عمه وزوجته وأبنائه الأحد عشر الذين قُتلوا في منزلهم في الحي.

مجزرة مدرسة “الأونروا” ترفع قتلى غزة إلى 750 كيري يطلب تدخّل قطر وتركيا لدى “حماس”
المصدر: العواصم – الوكالات
رام الله – محمد هواش
في اليوم الـ17 للحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، قصفت الدبابات الاسرائيلية مدرسة تابعة لوكالة الامم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم “الاونروا” في بيت حانون بشمال القطاع فقتلت 15 شخصاً وجرحت 70 بينهم موظفون في الوكالة. واعربت واشنطن عن حزنها للحادث ورأت انه أمر يؤكد الحاجة الى التوصل الى وقف للنار في اسرع وقت. ولكن لم تصدر أي اشارة حتى وقت متقدم امس الى قرب التوصل الى وقف للنار.
وافادت وزارة الصحة في غزة إنه مع الضحايا التي سقطت في المدرسة يرتفع الى 750 عدد القتلى الفلسطينيين منذ بدء عملية “الجرف الصامد” في 8 تموز الجاري.
وبثت الإذاعة الإسرائيلية من غير أن تذكر مصدراً أن معظم من قتلوا في المدرسة أطفال.
وقال الجيش الاسرائيلي انه ينظر في الحادث الذي ألقى تبعته على صواريخ حركة المقاومة الاسلامية “حماس” من غير ان يقدم اي دليل على ذلك.
وصرح الناطق باسم وزارة الصحة في غزة اشرف القدرة بأنه الى القتلى الـ 15، أصيب 200 آخرون في الهجوم. وقال مدير مستشفى محلي إن مراكز طبية عدة في بيت حانون تستقبل المصابين. وروى مراسل لـ”رويترز” في المدرسة أن الدماء غطت الأرض وتناثرت على طاولات الدراسة في فناء المدرسة قرب مكان سقوط قذيفة على ما يبدو.
وأصدر الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون بياناً في نيويورك جاء فيه: “سقط عدد كبير من القتلى، بينهم نساء واطفال وموظفون من الامم المتحدة”. واعرب عن “استيائه” من هذا الهجوم “الذي لم تتضح ظروفه بعد”.
وعلقت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي: “هذا يؤكد الحاجة إلى إنهاء العنف وإنجاز وقف مستمر للنار وحل دائم للأزمة في غزة في أسرع ما يمكن… ندعو من جديد كل الأطراف لمضاعفة جهودها لحماية المدنيين”.
وقال فلسطينيون إن سكان قريتي خزاعة وعبسان الجنوبيتين حوصروا بسبب قصف الدبابات طوال أيام وإن المسعفين غير قادرين على إجلاء المصابين. وأطلقت “حماس” صواريخ على تل ابيب وقالت إن مسلحيها نصبوا مكمناً فتاكا لجنود اسرائيليين في شمال غزة.
ونالت إسرائيل تخفيفا جزئيا للضغوط الاقتصادية التي نتجت من حربها على غزة بعدما رفعت الولايات المتحدة حظرا على الرحلات الجوية التجارية الى تل أبيب. لكن شركتي “لوفتهانزا” و”آير برلين” الألمانيتين اعلنتا ان وقف الرحلات سيستمر حتى اليوم.
وبتشجيع من واشنطن، تسعى مصر الى التوسط من أجل التوصل الى وقف محدود للنار لأغراض انسانية. وتشارك تركيا وقطر حليفة “حماس” أيضا في المساعي الديبلوماسية.
وقال مسؤول في القاهرة الأربعاء إن الهدنة قد تسري مطلع الأسبوع تزامنا مع عيد الفطر الذي قد يحل الاثنين أو الثلثاء. لكن مسؤولا أميركيا قال ان من المستبعد التوصل الى أي هدنة بحلول مطلع الأسبوع.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو: “نحن نواصل العملية بكامل قوتنا، والجيش الإسرائيلي يحقق مكاسب كبيرة في قطاع غزة”. كما أعلن عن تحقيق مكاسب ديبلوماسية لإسرائيل تتمثل في نجاحه في إقناع السلطات الأميركية بمعاودة الرحلات الجوية من مطار بن غوريون الإسرائيلي واليه، على رغم القلق الأميركي من التهديدات الصاروخية المستمرة من غزة.
وأفاد عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية جلعاد اردان أن الجيش يحتاج الى ما بين أسبوع وأسبوعين ليكمل مهمة هدم الانفاق التي تستغلها “حماس” لشن هجمات عبر الحدود. وقال للاذاعة الاسرائيلية: “إذا كان الحديث عن هدنة انسانية لغرض – لا أحب قول هذا – إزالة الجثث فان كل شيء له صلة بالمدنيين على المدى القصير قد يكون موضع نظر… لكنني سأعارض أي وقف للنار الى أن يتضح أن الانفاق ستدمر وما الذي سيحصل في الفترة التي تعقب وقف النار، وكيف سنضمن الحفاظ على الهدوء من أجل سكان اسرائيل على الأجل الطويل”.
وواصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري، الذي عاد ليل الاربعاء من اسرائيل الى مصر، اتصالاته سعياً الى وقف للنار. واجرى لهذه الغاية اتصالاً هاتفيا مع نظيريه في قطر وتركيا اللتين تدعمان “حماس”.
وقال مسؤول اميركي ان وزير الخارجية الاميركي يأمل في ان تستخدم تركيا وقطر نفوذهما لدى “حماس” من اجل تشجيعها على قبول خطة لوقف النار وقت ترفض الحركة حتى الآن الهدنة ما لم تكن مصحوبة بضمانات لرفع الحصار عن قطاع غزة.

مواجهات في الضفة الغربية
ليلاً اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات اسرائيلية في بيت لحم ورام الله والخليل في الضفة الغربية أسفرت عن مقتل فلسطينيين وجرح أكثر من 110 آخرين.

“الدولة الإسلامية” تقتحم الفرقة 17 في الجيش النظامي بالرقة واشتباكات بين “جبهة النصرة” وفصائل معارضة في الشمال والجنوب
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)
بدأ تنظيم “الدولة الاسلامية” هجوماً منسقاً على قوات النظام السوري على ثلاث جبهات في شمال سوريا، حيث تدور معارك هي “الاعنف” بين الطرفين، فيما تخوض “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” اشتباكات مع فصائل أخرى من المعارضة السورية.
يستهدف هجوم “الدولة الاسلامية” فرقة عسكرية في ريف الرقة ومقر حزب البعث وفوجاً عسكرياً في الحسكة ومطاراً عسكرياً في ريف حلب، في مواجهة هي الاولى بهذا الحجم مع النظام منذ ظهور التنظيم في سوريا عام 2013. ويذكر ان التنظيم الذي أعلن أخيراً اقامة “الخلافة الاسلامية” انطلاقاً من مناطق تفرد بالسيطرة عليها في شمال العراق وغربه وشمال سوريا وشرقها، تتهمه فصائل المعارضة السورية المسلحة بـ”التواطؤ” مع النظام. وهو يخوض معارك دامية ضد هذه الفصائل منذ مطلع السنة.
وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له: “للمرة الاولى هناك هجمات متزامنة للدولة الاسلامية على مواقع النظام في الحسكة وحلب والرقة”، مشيراً الى ان المعارك هي “الأعنف” بين الطرفين.
وبدأت الهجمات بعد منتصف الليل على مقر الفرقة 17 في الرقة، بعد اقدام مقاتلين من التنظيم أحدهما سعودي على “تفجير نفسهما بعربتين مفخختين، احداهما في كتيبة الكيمياء داخل الفرقة 17 المحاصرة شمال مدينة الرقة، والاخرى في محيط الفرقة” .
وأفاد المرصد ان اشتباكات عنيفة لا تزال مستمرة وسط قصف متبادل بالمدفعية والهاون “ترافق مع إلقاء الطيران المروحي (التابع للنظام) براميل متفجرة على محيط الفرقة”. واشار الى ان المعارك أدت الى مقتل وجرح العشرات من الطرفين.
وأكدت “الدولة الاسلامية” في تغريدات على الحساب الرسمي لـ”ولاية الرقة” في موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي، انها بدأت “عمليات مباركة على الفرقة 17″، اثر تنفيذ عنصريها ابو صهيب الجزراوي وخطاب الجزراوي، عمليتين “استشهاديتين” ضد الفرقة.
وعرض الحساب صوراً لست جثث ورؤوس مقطوعة، قائلاً انها “جثث جنود الجيش النصيري بعد ان قطف رؤوسها جنود الدولة الاسلامية”.
وفي الحسكة، أعلن المرصد ان 11 رجلاً من القوات النظامية بينهم ضابط قتلوا اثر هجوم للتنظيم الجهادي على “فوج الميلبية”، مشيراً الى استمرار الاشتباكات.
وفي مدينة الحسكة، تدور معارك “بين عناصر حماية فرع حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم ومقاتلين من “الدولة الإسلامية”، إثر اقتحام مقاتلين من الدولة الاسلامية مبنى فرع الحزب”. ونقل المرصد عن شهود انه أمكن “رؤية راية الدولة الإسلامية منصوبة على المبنى”.
وأكد حساب “ولاية البركة (الحسكة)” التابع للتنظيم الجهادي في “تويتر”، انه يشن “أكبر عملية عسكرية” له في الحسكة، من خلال “الهجوم على فوج الميلبية وجبل كوكب وحواجز مدينة البركة”، مشيراً الى “اقتحام فرع حزب البعث”، “مقر اللجنة الامنية وقيادة الجيش الوثني” الذي يعتبر، “من احصن مواقع النظام في المدينة” على حد قول التنظيم.
وفي ريف حلب، تتزامن المعارك بين “الدولة الاسلامية” وقوات النظام في محيط مطار كويرس العسكري، مع قصف الطيران السوري لليوم الرابع مدينة الباب التي تسيطر عليها “الدولة الاسلامية” شمال المطار.
واوضح المرصد ان هذه الهجمات “تأتي ضمن محاولة الدولة الاسلامية التوسع في المناطق التي هي على تماس فيها مع النظام”.

اشتباكات “النصرة” والمعارضة
وعلى جبهة اخرى، أورد المرصد وناشطون انه برز في الايام الاخيرة شرخ جديد داخل المعارضة السورية المسلحة من خلال مواجهات عنيفة في مناطق مختلفة من سوريا بين “جبهة النصرة” من جهة وحلفاء لها من الكتائب المقاتلة المعارضة تسببت بسقوط عشرات القتلى.
وقال المرصد ان “الاشتباكات بين النصرة وكتائب مقاتلة بدأت منذ بداية شهر تموز تقريبا، وان اكثرها خطورة هي المعركة التي وقعت في نهاية الاسبوع الماضي في منطقة جسر الشغور في ريف ادلب بين النصرة ومقاتلين من جبهة ثوار سوريا وتسببت بمقتل عشرات المقاتلين من الطرفين”. واضاف ان “اغتيالات متبادلة” سبقت هذه الاشتباكات وطاولت قادة كتائب مقاتلة ومسؤولين في “جبهة النصرة”، و”تم التكتم عليها” حرصا على ابقاء الصف موحدا في مواجهة القوات النظامية.
وأقرت “جبهة ثوار سوريا” و”جبهة النصرة” على صفحاتهما في مواقع التواصل الاجتماعي بهذه المواجهات، مع تبادل الاتهامات.
فقد أعلنت “جبهة النصرة” قبل ايام انها اطلقت معركة “ردع المفسدين” وقالت في بيان انها ستسعى الى “اراحة البلاد والعباد من هؤلاء المفسدين – من أي فصيل كانوا -، ورفع أذاهم عن المسلمين”.
وتستغل “جبهة النصرة” التجاوزات التي يقوم بها بعض عناصر الكتائب المعارضة المقاتلة من نهب وسرقة وخطف وطلب فدية، لتقديم نفسها كنموذج مختلف، مما يعزز شعبيتها بين الناس.
وردت “جبهة ثوار سوريا” على بيان “النصرة” باتهامها بمحاولة اعاقة تقدم مقاتلي المعارضة على الجبهات مع النظام. وقالت ان زعيم “النصرة” ابو محمد الجولاني يسعى الى “تشكيل امارته على الحدود السورية – التركية شمال ادلب”. وأضافت ان “النصرة” عمدت من اجل ذلك الى مهاجمة “مناطق محررة تابعة لجبهة ثوار سوريا”.
وقال المرصد ان “النصرة” تمكنت خلال هذه المعارك من السيطرة على قرى عدة في ريف ادلب.
وامتد التوتر الى ريف درعا جنوبا حيث حصلت مواجهات محدودة بين “النصرة” من جهة وكتيبتي “المثنى” و”شهداء الكحيل” من جهة اخرى.
وتحدث المرصد الاربعاء عن اقدام “النصرة” على “دهم مقرين للواء جند الحرمين الذي ينشط على الحدود السورية مع الجولان المحتل في درعا والقنيطرة”، وقتل عدد من عناصر اللواء واعتقال قائده اللواء شريف الصفوري، وقائد كتيبة فيه.
وكانت “جبهة النصرة” قامت بحملة مماثلة على كتائب “قبضة الشمال” في مدينة مارع بريف حلب الشمالي على الحدود السورية – التركية الاسبوع الماضي، وتمكنت من السيطرة على معبر “أكدة” في المنطقة.
في الوقت عينه، اصدرت حركة “حزم” العسكرية السياسية التي تدعمها الولايات المتحدة بيانا انتقدت فيه انسحاب “جبهة النصرة” من جبهة حلب في الشمال مع قوات النظام.

إجرام العدو يتعاظم .. وغضب الضفة يشتعل
حلمي موسى
وفي اليوم السابع عشر تعاظمت وحشية إسرائيل، بأن أصبحت تستهدف تجمّعات النازحين من بيوتهم واللاجئين في مدارس وكالة الغوث اللاجئين (الاونروا)، ومن دون إنذار حقيقي مسبق وتقتل العشرات وتجرح المئات.
وكان واضحاً أن أنياب العدو تبدّت بوضوح بعد المقاومة الشديدة التي يواجهها، والخسائر الكبيرة التي تصيب قواته في محاور القتال. فالحزام الناري الذي يفرضه على طول الحدود داخل قطاع غزة، وتهجير مئات الآلاف من المواطنين لم يوفر الأمن، لا للمستوطنات من خطر الصواريخ، ولا للجنود من خطر الكمائن والقذائف.
وقد استهدفت إسرائيل اللاجئين في مدرسة تابعة إلى «الاونروا» بعد أن أبلغت الصليب الأحمر الدولي بوجوب إخلائهم من المدرسة بعشر دقائق. وحسب ما أعلن كان الصليب الأحمر قد طلب من اللاجئين الانتظار لترتيب نقلهم إلى مكان أكثر أمناً، وقبل أن يتم النقل انهالت القذائف لتقتل حوالي 17، وتجرح حوالي 200، في مجزرة مروّعة. ولتأكيد الإجرام الإسرائيلي، ورغم كل الدلائل والاتصالات والصور، حاول الجيش الإسرائيلي ادعاء أن «حماس» قد تكون هي من أطلق القذائف، في محاولة لإثارة الشك في الجريمة ودوافعها. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن مدرسة «الأونروا» في بيت حانون أصيبت إما بقذيفة إسرائيلية ضالة، وإنما بقذائف مقصودة من «حماس». ومع ذلك يعترف الجيش أنه أطلق قذائف هاون على المنطقة رداً على نيران وجهت نحو القوات الإسرائيلية في المحيط. وعموماً بلغ عديد الشهداء في القطاع منذ بدء العدوان أكثر من 800، ما يعني أن إسرائيل منذ تغيير سياستها النارية، صارت تتطلع لمعدل 100 شهيد يومياً، بدلاً من 50 كالمعهود في الأسبوع الماضي. وأصيب حوالى 5100 شخص.
وصار واضحاً أن الأمور تزداد تعقيداً بعد عجز إسرائيل بكل قوتها عن حسم المعركة وتكبّدها خسائر واضحة. وفيما أعلنت إسرائيل حتى الآن عن مقتل 32 من جنودها، تؤكد مصادر محايدة أن العدد أكبر من ذلك، وأن ظروفاً تحول دون الإعلان عن العدد الكامل. وقد أعلنت «كتائب القسام» عن نجاحها أمس في قتل ثمانية جنود إسرائيليين في كمين مدبّر لهم على أطراف حي التفاح في مدينة غزة، فيما أعلنت «سرايا القدس» نجاحها في قتل أربعة جنود في كمين آخر شرقي الشجاعية.
وبعد دخول العملية البرية يومها الثامن تكتشف إسرائيل أنها دخلت عش الدبابير، ولم تحقق جوهرياً أي غاية. وإذا كانت تدّعي أنها تحقق بعض غاياتها فإنها تكتشف أنها كانت غارقة في الجهل في كل ما يتعلق بالقطاع، سواء تعلق الأمر بالمقاومة ومواردها أو بطبيعة الحقد الذي ولده الحصار وينفجر في وجه الاحتلال. وهناك إشارات كثيرة على أنه إذا كانت «حرب لبنان الثانية» قادت إلى تقرير «فينوغراد» وحرب «الرصاص المسكوب» إلى تقرير «غولدستون»، فإن حرب «الجرف الصامد» ستقود إلى تقريرين في الوقت ذاته.
فالفشل هذه المرة ليس ميدانياً وحسب، وإنما هو أيضاً استخباري ومفهومي وسياسي بامتياز. وهذا الفشل سيقود إلى تعاظم المطالبات بتشكيل لجنة تحقيق رسمية لتحديد أسباب الفشل، والتي لا يمكن أن يتحملها أحد غير رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو، الذي يرأس الحكومة منذ ست سنوات تقريباً. وبديهي أن الفشل سيطال الجانبين العسكري والسياسي، حيث لم تجد إسرائيل لا حلول عسكرية ولا سياسية للخطر الذي كان يتبلور في القطاع، من وجهة نظرها.
والفشل هذه المرة أيضاً كان في التقيّد بالقانون الإنساني والقانون الدولي، حيث كانت الانتهاكات فاضحة، وحيث لم ينتظر أحد انتهاء الحرب ليطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية. فمجلس حقوق الإنسان دعا إلى تشكيل لجنة فحص كمقدمة لتشكيل لجنة تحقيق دولية. وخلافاً لكل الحروب السابقة لم تعد إسرائيل تحاول التظلل بأي تبريرات قوية، وهي تستهدف المدنيين بشكل مفضوح، ليس فقط في بيوتهم وإنما أيضاً في «الملاذات» التي حاولت الأمم المتحدة توفيرها في مدارسها وفي بعض المستشفيات.
وتعدّ إسرائيل المزيد من ألوية المدرعات والمشاة لاستبدال القوات التي أنهكت في محيط القطاع، ولمحاولة امتلاك زخم يتيح توسيع العملية البرية وتحقيق تقدّم تحاول من خلاله قطع طريق صلاح الدين عند نقطة أو أكثر. ومن الجائز أن هذه الخطة التي تتردد إسرائيل في تنفيذها، تأتي في محاولة لتصعيد الضغط على المقاومة من ناحية وقطع طرق المواصلات في القطاع من ناحية أخرى. لكن هذه العملية تدفع الكثيرين للاعتقاد أن «حماس» أفلحت في إجبار الجيش الإسرائيلي على الغرق في رمال غزة، وأن قواته باتت أشدّ عرضة للاستهداف. ومع ذلك تتطلع إسرائيل إلى ما تعتبره صورة نصر، سواء عبر توسيع التمدد في القطاع أو عبر نشر صور لمن تدّعي أنهم أسرى فلسطينيون، بما يوحي أنهم مقاتلون. واضطرت أمس إلى الإفراج عن حوالي نصف المعتقلين البالغ عددهم 150، بعد ثبوت أنهم ليسوا من المقاومة.
كما تحاول الإيحاء بأن معركتها تحقق تقدماً، وأن مخزون الصواريخ لدى المقاومة في حرب الاستنزاف الجارية ينفد. فالمقاومة التي كانت تملك، وفق التقدير الإسرائيلي، تسعة آلاف صاروخ لم تعد تملك إلا أربعة آلاف. وكأن هذا العدد من الصواريخ لا يستطيع إدارة معركة بالوتيرة الحالية لشهر على الأقل.
وأياً يكن الحال، فإن المعركة تتعقد ليس فقط على الأرض وإنما أيضاً في غرف المفاوضات. وواضح أن الجهد الأميركي المكثف لإبرام اتفاق لوقف النار يواجه مشكلة كبيرة. ولا يبدو الآن في الأفق أي تحرك جدي لوقف النار، خصوصاً بعد أن أصبحت حكومة إسرائيل ترى في وقف النار خسارة لها، إذا ارتبط الأمر بسحب قواتها. ويصعب تخيل قبول «حماس» لوقف إطلاق نار يبقي القوات الإسرائيلية في مواقع توغّلها في القطاع.
وأعلن مسؤول أميركي رفيع المستوى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيقرر قريباً ما إذا كانت «حماس» وإسرائيل على استعداد للاتفاق على وقف لإطلاق النار ولن يبقى في المنطقة إلى أجل غير مسمّى.

نبض الضفة

وكان التطور الأبرز أمس هو ما يجري في الضفة الغربية بعد تصاعد تظاهرات الغضب. ومن المحتمل أن ما جرى قرب معبر قلنديا أمس هو بداية تحركات شعبية واسعة، خصوصاً بعد دعوة القيادة الفلسطينية الجمهور لأيام غضب ضد الاحتلال، وتضامناً مع غزة. وإذا توسّعت التظاهرات في الضفة فإن هذا لا يشكل فقط إسناداً معنوياً للقطاع، بل يعني فتح جبهة حقيقية جديدة. ويعتقد كثيرون أن اليوم الجمعة، وهو «الجمعة الحزينة»، يمكن أن يكون يوم البداية لانتفاضة جدية في الضفة الغربية.
وانطلقت واحدة من أضخم المسيرات التي شهدتها مدينة رام الله منذ سنوات، وشارك فيها نحو سبعة آلاف فلسطيني احتجاجاً على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة. واتجه المتظاهرون إلى مدينة القدس المحتلة في محاولة لإحياء ليلة القدر رغماً عن الاحتلال الذي أغلق الطرق المؤدية إلى المدينة وقيّد حركة الفلسطينيين. وسقط 4 شهداء بينهم الشاب محمد الأعرج، وأصيب أكثر من 150، خلال المواجهات التي اندلعت مع قوات الاحتلال على مدخل حاجز قلنديا.
كما تحرك عشرات الشبان داخل مدينة القدس، وحصلت مواجهات مع قوات الاحتلال في أحياء عدة داخل المدينة، حيث أصيب شبان عديدون بجروح واعتقلت الشرطة الإسرائيلية عشرات الفلسطينيين. واتسعت دائرة المواجهات إلى الخليل وبيت لحم.
وشهد مساء أمس تصعيداً كبيراً في إطلاق الصواريخ على إسرائيل انتقاماً للمجازر. وأعلنت «كتائب القسام» استهدافها لحيفا وتل أبيب ومطار اللد (بن غوريون) وبئر السبع وديمونا بصليات من الصواريخ. كما أن «سرايا القدس» عمدت ضمن برنامج عمليات «البنيان المرصوص» إلى توجيه عشرات الصواريخ إلى نطاق واسع، وصولاً إلى تل أبيب وبئر السبع. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن مقاومين هاجموا من أنقاض مستشفى الوفاء قرب الحدود بالصواريخ المضادة للدروع قوة مدرعة إسرائيلية، من دون أن يُعلن عن إصابات في صفوفه.
وأعلن نتنياهو أن إسرائيل عازمة على مواصلة «الجرف الصامد» براً وجواً. وقد ردّ بذلك على مطلب وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الذي طالب بوقف سريع للعملية البرية الإسرائيلية في القطاع. أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس فوصل إلى عمان لعرض مطالب فلسطين لوقف النار. وكانت منظمة التحرير قد عرضت على أميركا والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية وثيقة المطالب الفلسطينية، وعلى رأسها فك الحصار وفتح المعابر.

الإسرائيليون يتلذّذون بوحشية جيشهم: يا للجَمال.. أطفال قتلى في غزة!
حلمي موسى
لم يكن الفلسطينيون ولا العرب في حاجة إلى أي إثباتات تؤكد بشاعة إسرائيل، ومدى وحشية جيشها. فكل تجارب هذا الجيش في فلسطين ومصر وسوريا ولبنان رسمت لدى هؤلاء صورة واضحة لخريطة الجينات الإسرائيلية، وطبائع حمضها النووي.
لكن الجديد في حرب «الجرف الصامد» على غزة أن الإسرائيلي في القرن الحادي والعشرين، وبعدما أغرق العالم في أكاذيبه عن القيم والأخلاق اليهودية والحضارية، صار يتباهى بالوحشية ويتغنى بها. وما اعتراف الجيش الإسرائيلي بتغيير سياسته النارية في غزة، وتنقله السريع من استهداف الأفراد إلى استهداف العائلات، ومن قصف الشقق إلى قصف الأبراج، ومن التهديد إلى استهداف وتدمير المستشفيات إلا أحد تعابير التباهي بالوحشية.
ولا تكمن المشكلة في الجيش الإسرائيلي، بل تتخطاه إلى المجتمع الإسرائيلي، الذي صار يتغنى بالوحشية والتلذذ بها. وقد أشار إلى ذلك المعلق في «هآرتس» جدعون ليفي، في مقالته بعنوان «يا للجمال، أولاد قتلى»، تعبيرا عن فرح الجمهور بمقتل الأطفال الفلسطينيين.
بعدما أشار إلى رقم أولي فلسطيني يتحدث عن مقتل 158 طفلاً في الحرب، وهو رقم أكبر من عدد من سقطوا من فصائل المقاومة، وفي مقدمتها «حماس»، وأنهم بين رضيع وصبي، يقول إن هذه هي «الرصاص المسكوب 2» وهي تفوق بفظاعاتها «الرصاص المسكوب 1» التي أفضت إلى تقرير غولدستون. ويبين أن العالم ينشر صور وقوائم بأسماء الأطفال، وهو أمر «لا تتقبله أجزاء واسعة من الرأي العام الإسرائيلي المغسول الدماغ والمتحمس ببلادة حس، بل بفرح ظاهر، وإن كان يصعب على العقل أن يصدق. كان هتلر أيضا ولداً، هذا شعار كتب على كتلة مكعبة إسمنتية عند مدخل نتيفوت».
وينقل ليفي، عن مدونات في موقع «والا» الإخباري، بعد مقتل أربعة أطفال من عائلة بكر على الشاطئ بينها: «شنيه مويئيل: يهم مؤخرتي أن قُتل أولاد عرابيش (عرب)، من المؤسف أنه لم يُقتل أكثر. كل الاحترام للجيش الإسرائيلي؛ وستاف سباج: الحقيقة أنها صور مفرحة. ولكثرة ما تفرحني يطيب لي أن أشاهدها مرة بعد أخرى؛ وشارون أفيشاي: هل أربعة فقط؟ إنها بعصة. كنا نتوقع أكثر؛ ودانييلا ترجمان: إنها لذة. يجب قتل الأولاد جميعاً؛ وحايه حتنوفيتش: لا صور أجمل من أولاد عرب أموات؛ وأورنا بيرتس: لماذا أربعة فقط؟؛ وراحيل كوهين: لا أؤيد أن يقتل أولاد في غزة. أنا مع أن يُحرق الجميع؛ وتامي مشعان: ليمت أكبر عدد من الأولاد».
وبعد أن يعترف ليفي للجمهور الإسرائيلي بحق القلق جراء تساقط الصواريخ الفلسطينية، يرى أن «الانعدام المطلق لشيء من الشفقة على ضحايا الطرف الآخر، حتى لو كانوا أطفالا يُقتلون بأعداد مخيفة، يسجل رقماً قياسياً آخر للعار حتى في سجل الأرقام القياسية الإسرائيلي».
ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داود؟ فجدعون ليفي مصنف لدى الجمهور الإسرائيلي ضمن اليسار الإسرائيلي المتطرف، وربما أن البعض منهم يعتبره أشد إرهابية حتى من مقاومي «حماس».
وفي «معاريف الأسبوع» يعبر بن كسبيت عن مزاج الشارع الإسرائيلي ونخبته الثقافية والإعلامية. وبعد أن يصف الألم الذي يعتريه لرؤية الدموع في عيون الجنود، خاصة في جنازة نائب قائد لواء «جولاني» الذي قتل في غزة الرائد تسفرير بار أور، يقول «هؤلاء هم لحم للمدافع. فمن بين كل الجيوش الحديثة الموجودة اليوم في العالم، الجيش الإسرائيلي وحده يدخل جنوده إلى بيت مفخخ، بدلاً من أن يسحقه بقذيفة واحدة من الجو. بيت كهذا جبى أمس حياة عزيزة للمظليين الشبان. أنت تسمع عن طياري سلاح الجو الذين يستاؤون من الضغوط القانونية التي تجبرهم مرات عدة على التخلي عن مساعدة المقاتلين على الأرض من الجو كي لا يمسوا بالأبرياء».
ومن منطلق أن الجنود الإسرائيليين القتلى هم أسماء لأشخاص لهم عائلات وأبناء وإخوة يحزنون عليهم، وأن الشهداء الفلسطينيين مجرد أرقام وعملية حسابية مجردة، يعتب بن كسبيت أن العالم يتذمر من السلوك الإسرائيلي «غير الوحشي». وطبيعي في هذه الحال أن يغضب من هذا التذمر ويعلن: «بعد كل هذا، تقول لنفسك فليشكلوا ألف لجنة غولدستون، وليحرمونا جميعاً من إمكانية الإجـازات في الخـارج، فليقفزوا لنا، كل هذا معاً لا يساوي حياة مقاتل واحد من الجيش الإسـرائيلي. واحد. فنحن في كل الأحوال نأكل السمك الفاسد ونتلقى كل الانتقاد الذي في العالم، أليس كذلك؟ إذاً لماذا ندفع الثمن في الـرأي العام وندفعه أيضا في حياة الإنسان؟ لماذا لا ينهض، لنفترض، رئيـس الوزراء، ويعلن بأنه حتى إشعار آخر، في كل مرة يتعرض فيها الجـنود في الميدان للخطر من جهة منزل أو مؤسسة ما أو مبنى آخر فـي غزة، فإنـه ببساطة سيسوى بالأرض؟».
وكأن الجيش الإسرائيلي لا يفعل أي شيء كهذا. فبن كسبيت لا يعرف أنه خلال ساعات قليلة ألقى الجيش الإسرائيلي على الشجاعية، وهي منطقة مأهولة بكثافة ولا تزيد مساحتها عن أربعة كيلومترات مربعة، 120 طناً من المتفجرات، بنوع واحد من القذائف بزنة طن لكل واحدة. ولذلك فإنه يقول: «يؤسفني، ولكن التباهي بلقب الجيش الأكثر أخلاقية في العالم لا يساوي عندي حياة جندي واحد. فعلى أي حال، أحد لا يصدقنا. حان الوقت لان نفكر بهؤلاء الأبناء، الذين يوجدون هناك كي يحمونا. حان الوقت لان نحميهم، بكل ما نملك، في كل مكان، كل زمان».
والواقع أن موقف كسبيت يستند إلى شعور إسرائيلي يقول بأنهم دوماً على حق بصرف النظر عما يفعلون. فالمشكلة لا تكمن أبداً في إسرائيل بل في أعدائها. وهكذا تحت عنوان «نحن على حق» كتب آري شافيت، في «هآرتس» وليس في «إسرائيل اليوم» المؤيدة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تحارب الفاشية وأنها تدافع عن «وطنها الوحيد وشعبها الواقع تحت العدوان».
وبعد أن يعرض أسئلة كثيرة يؤكد أنها تحتاج إلى أجوبة نابعة عن دراسة وتستحق الاهتمام، لكن لا أهمية لأي شيء الآن سوى للإجابة عن أسئلة أخرى، وهي: «من نحارب، وعلامَ نحارب وهل نحن على حق». وفي نظره فإن «حماس» منظمة فاشية، لذلك فإن أي شكل من أشكال التعاطف معها يعتبر إجراماً. ولهذا يرى أن ما يقصف في غزة وما يقتل كله «حماس» وأن من يتعاطف مع الحركة «يعاون استبدادا دينيا متطرفا ظلاميا. هل تحدث عاموس عوز عن نازيين إسرائيليين جدد؟ إن رجال حماس هم نازيون فلسطينيون جدد. فقد حوّلوا الأرض الفلسطينية الأولى التي حظيت بحرية (نسبية) إلى قلعة حكم شمولي. وهاجموا إسرائيل مرة بعد أخرى في مدة عقد، ورفضوا رفضاً باتاً كل محاولة إسرائيلية لمنع التصعيد الحالي. وأصروا على إطلاق آلاف القذائف الصاروخية على سكان مدنيين».
وفي نظر شافيت فإن «حماس»، وطبعا غزة بأكملها من ورائها، صاغت «إستراتيجية مُحكمة، لكنها شريرة، لها غايتان: قتل يهود أبرياء وجعل الجيش الإسرائيلي يقتل فلسطينيين أبرياء». فـ«حماس» ليست منظمة فلسطينية لمقاومة الاحتلال، بل هي منظمة لقتل اليهود مباشرة وقتل العرب بطريقة غير مباشرة. والجيش الإسرائيلي لا يدافع عن احتلال وعن استمرار حصار غزة، بل يدافع عن معجزة «الوطن اليهودي» الذي تحاول «حماس» والقوى الظلامية تدميره. ولذلك يخلص إلى أن «ما يفعله طيارو سلاح الجو الإسرائيلي الآن هو تمكين الدولة الواحدة للشعب اليهودي من البقاء. وما يفعله جنود جولاني والمظليون والشباب الطلائعيون الآن هو تمكين الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط من البقاء. والذي يواجهه سكان الجنوب هو محاولة كريهة لهدم بيتنا على رؤوسنا. ولا يجوز أن ننسى ذلك، حتى حينما تكون الصور من غزة صوراً قاسية. فلسنا جوليات، بل كنا داود وما زلنا داود ونحن ندافع عن أنفسنا كداود».
وداود من حقه أن يقتل الفلسطينيين حتى لو كانوا أطفالا. فمن أجل بقاء نسل داود يجب القضاء على نسل فلسطين. وهذه ليست بشاعة. إنها الأخلاق الجديدة.

إفشال هجومين على «الفرقة 17» في الرقة و«الفوج 121» في الحسكة
بداية حامية للمواجهات بين الجيش السوري و«داعش»
عبد الله سليمان علي
ترتسم في أفق الأزمة السورية معالم مرحلة جديدة من المواجهات الحامية بين الجيش السوري من جهة وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» من جهة ثانية، بعد مرور أشهر طويلة نسبياً لم يحدث فيها أي اشتباك مباشر بين الطرفين.
وبعد حوالي أسبوعين من المناوشات والاشتباكات المحدودة، شنّ «داعش» أمس هجوماً مزدوجاً على كل من «الفرقة 17» في الرقة و«الفوج 121» (فوج الميلبية) في الحسكة، الأمر الذي يمكن اعتباره من جهة أضخم هجوم عسكري يقوم به «الدولة الإسلامية» منذ تأسيسه، ومن جهة أخرى أعنف مواجهة بينه وبين الجيش السوري منذ بداية الأزمة.
ويأتي هذا الهجوم بعد أيام من سيطرة «داعش» على حقل الشاعر للغاز في بادية تدمر بريف حمص والذي تسبب باستشهاد العشرات من عناصر الجيش السوري. ورغم خطورة هذا الهجوم إلا أنه لا يمكن قياسه بالهجوم المزدوج الذي حصل أمس، لا من حيث الحجم ولا من حيث التداعيات، خصوصاً إذا أخذنا بالاعتبار التنوع الطائفي والقومي الذي تنطوي عليه محافظة الحسكة.
الهجوم على «الفرقة 17»
بدأ «داعش» أولاً بالهجوم على «الفرقة 17» في ريف الرقة الشمالي، التي تعتبر من آخر معاقل الجيش السوري في المنطقة وأكثرها تحصيناً بعد مطار الطبقة، وذلك في ساعة متأخرة من ليل أمس الأول.
وكالعادة استهلّ الهجوم بإرسال سيارة مفخخة يقودها السعودي عبدالعزيز السعودي (خطاب النجدي). والسيارة من نوع «كيا» مكتوب على زجاج نوافذها أسماء ثلاثة من المعتقلات في السجون السعودية، بينهن اسم هيلة القصير التي تكون ابنة أخت الانتحاري.
وتحت غطاء قصف كثيف بالمدفعية والقذائف الصاروخية وصلت السيارة إلى محيط «الفرقة 17»، حيث أحدثت انفجاراً ضخماً اهتزت له الأبنية في مدينة الرقة. وكان من المتوقع أن يتسبب التفجير الانتحاري بإحداث ثغرة يتسلل منها 40 انغماسياً كانوا ينتظرون إشارة البدء لاقتحام الفرقة، ونقل الاشتباكات إلى داخلها لإثارة الفوضى والتأثير على معنويات الجنود، لكن يبدو أن السيارة انفجرت قبل أوانها، نتيجة إصابتها بقذيفة أطلقها عناصر الجيش السوري من الداخل، الأمر الذي استدعى إرسال انتحاري آخر، سعودي أيضاً، واسمه عبدالله صالح السديري يلقب بـ«أبو صهيب الجزراوي» الذي قاد شاحنة محمّلة بأطنان عدة من المتفجرات، لكنه فشل أيضاً في الوصول إلى الفرقة وانفجرت شاحنته قبل الوصول إلى هدفها المحاذي لموقع كتيبة الإشارة (إحدى الكتائب الموجودة ضمن «الفرقة 17»).
وبحسب المعطيات المتوفرة، فقد شارك في الهجوم حوالي 600 عنصر من «داعش»، بالإضافة إلى 40 انغماسياً، وتشكيلات من أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة كافة، ولاسيما مدفعية 57 و130 ملليمتراً.
وتوزع المهاجمون على ثلاثة محاور، الأول بمحاذاة مساكن العسكريين، والثاني قيادة الفرقة والثالث ثكنة الأغرار. وحدثت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، حاولت من خلالها حامية الفرقة، التي يعتقد أنها تتألف من 300 جندي سوري، صدّ الهجوم ومنع حدوث أي اختراق لأسوار الفرقة التي تهدّمت أجزاء منها بفعل هجمات سابقة خلال العام الماضي. وساند الطيران الحربي حامية الفرقة عبر قصف مواقع ومراكز انتشار المهاجمين ومنعهم من الاقتراب، كما قامت الطوافات باستهداف مقار ومواقع لـ«داعش» داخل مدينة الرقة.
وأعلنت صفحات مقربة من «داعش» سقوط صاروخي أرض – أرض، الأول بالقرب من مبنى نقابة الصيادلة حيث انفجر في الجو قبل وصوله، بينما انفجر الثاني على حدود محافظة الرقة من دون أن تذكر الصفحات المكان بدقة.
ولم تعرف حصيلة الهجوم من حيث أعداد القتلى والجرحى، إلا أن حساب «ولاية الرقة»، التابع لـ «داعش»، عرض صوراً لستة جنود سوريين مقطوعي الرأس، قال إن مقاتلي التنظيم قاموا بذبحهم داخل الفرقة، بينما أكد مصدر ميداني سقوط عدد من القتلى لـ «الدولة الإسلامية» لم تعرف أعدادهم ولا أسماؤهم نتيجة التعتيم الإعلامي المحكم من قبل «داعش» على مجريات المعركة. هذا وما زالت الاشتباكات مستمرة، ترتفع وتنخفض وتيرتها من ساعة إلى أخرى.

«الفوج 121» ومبنى «البعث»

يسود اعتقاد أن الهجوم على «الفرقة 17» ربما كان بهدف التغطية على الهدف الحقيقي الذي يسعى إليه «الدولة الإسلامية»، وهو محاولة توجيه ضربة إلى مواقع الجيش السوري لمنعه من الاستمرار في الحملة العسكرية التي بدأها قبل أسبوع في كلّ من ريف الحسكة الجنوبي وريف دير الزور الغربي، اللذين يسيطر عليهما «داعش».
ولم تكد تمضي ساعات على بدء الهجوم على «الفرقة 17» في الرقة، حتى شنّت مجموعات من «داعش» فجر أمس هجوماً استهدف هذه المرة «الفوج 121»، المعروف بفوج الميلبية وحاجز البانوراما في ريف الحسكة. ويعتبر «الفوج 121» من أهم المواقع العسكرية للجيش السوري في المنطقة، ويؤدي دوراً كبيراً في استهداف مقار ومراكز المسلحين في ريف الحسكة الجنوبي، نظراً لوقوعه على مرتفع يتيح له الإشراف على مساحات كبيرة منها.
وكان الجيش السوري قد بدأ قبل أسبوع حملة عسكرية على بلدات وقرى يسيطر عليها «داعش»، سواء في ريف دير الزور الغربي، مثل قرية عياش التي شهدت معارك عنيفة في وقت سابق، أو في ريف الحسكة الجنوبي، مثل صوامع الخير وقرية الكرامة باتجاه مدينة الشدادي التي تعتبر معقلاً رئيسياً لـ «الدولة الإسلامية»، وذلك في مسعى من الجيش على ما يبدو لتقطيع أوصال المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، ومنعه من تكريس الأمر الواقع الذي حصل بعد سيطرته على دير الزور في سوريا والموصل في العراق.
ويأتي هجوم «داعش» في سياق الرد على هذه الحملة العسكرية ومحاولة إيقافها أو عرقلتها، خصوصاً أنه أحسّ بجدية الجيش السوري بالاستمرار فيها من دون هوادة. وبحسب مصدر مقرّب من «داعش» فإن قوة كبيرة شاركت في الهجوم على الفوج قدم معظمها من مدينة الشدادي، نافياً صحة الأنباء التي تحدّثت عن دخول ما أسمته بعض وسائل الإعلام «لواء البغدادي» من العراق للقيام بالهجوم.
وحدثت اشتباكات عنيفة بين المهاجمين من جهة وبين عناصر الفوج من جهة أخرى، بالتزامن مع قيام مجموعة من 4 انغماسيين بالهجوم على مبنى «حزب البعث» في الحسكة، حيث تمكّنوا من قتل عضو قيادة الفرع حنا عطا الله بعد دخولهم إلى المبنى متنكّرين بزي الدفاع الوطني.
وتضاربت الأنباء حول وقائع المعركة على جبهة فوج الميلبية، ففي حين ذكرت مصادر إعلامية مقربة من «داعش» أن المهاجمين تمكنوا من اقتحام الفوج والاشتباك عن قرب مع عناصره ما أدى إلى استشهاد قائد الفوج العميد مزيد سلامة و20 جندياً، بينما حوصر عدد آخر من الجنود في أطراف الفوج، أكد لـ «السفير» مصدر ميداني يضطلع بقيادة جانب من عملية الدفاع عن الفوج أنه «لا صحة لكل ما قيل عن اقتحام الإرهابيين لمقر الفوج، وأن جنود الجيش تمكنوا من صد الهجوم وإفشاله ومنعه من تحقيق أهدافه».
الى ذلك، قال مصدر عسكري إن «الجيش فرض سيطرته على جميع التلال المحيطة بحقل الشاعر للغاز»، حيث أصبح الحقل تحت مرمى نيرانه»، مشيراً الى «انسحابات بالجملة من قبل مسلحي داعش امام الكثافة النارية للجيش السوري، وان المعركة ستحسم خلال وقت قريب جداً».
وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، إلى وقوع اشتباكات بين عناصر «داعش» والقوات السورية في محيط مطار كويرس العسكري في ريف حلب، فيما أغار الطيران السوري على مدينة الباب شمال المطار.

مسيحيو سوريا: الهجرة.. أو حد السّيف!
نكبة المسيحيين العرب بين إسرائيل.. و”داعش”
عبد الله سليمان علي
على وقع الهتافات الأولى التي صدحت بها حناجر المتظاهرين في درعا وبانياس في الأيام الأولى للأزمة السورية في شهر آذار العام 2011، انغرست بذرة القلق في القلوب، وانهال عليها تراب الترقب والانتظار. وكانت قلوب المواطنين المسيحيين، بحكم انتمائهم إلى الأقليات المهدّدة، وبحكم اكتوائهم بنار التجربة العراقية التي لم تنطفئ بعد، الأرض الأكثر خصوبة لبذرة القلق هذه، لا سيما أن الأحداث المتتالية يوماً بعد يوم منذ ذلك التاريخ كانت كفيلة بسقايتها، وتأمين مناخ الاضطراب والفوضى المناسب لنموها بوتيرة متسارعة.
وعرفت معاناة المسيحيين في سوريا خلال ثلاث سنوات ونصف من عمر الأزمة، ارتفاعاً ملحوظاً في خطها البياني، الذي بدأ مع بذرة القلق الفطرية، ووصل إلى الذروة مع ممارسة التمييز العنصري ضدهم باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية.
وتراوحت بين هاتين النقطتين حالات الاستهداف الممنهج، بدءاً بحالات فردية كانت تستهدف أشخاصاً معيّنين، ومروراً بحصار بعض القرى المسيحية، وليس انتهاءً بالاستيلاء على أكثر مناطقهم قدسية وتاريخية، الأمر الذي أدّى إلى نزوح أعداد كبيرة من مسيحيي سوريا وتدمير الكثير من كنائسهم وممتلكاتهم.
وبالرغم من أن شعار «المسيحي ع بيروت… والعلوي ع التابوت» قد صاحب التظاهرات الأولى التي خرجت في كل من درعا وبانياس في بداية الأزمة السورية، إلا أن قيادات المعارضة التي تصدرت شاشات الفضائيات في تلك الفترة، كانت تعزو هذه الشعارات إلى أخطاء فردية يمكن أن تقع بها أي «ثورة»، ليصبح «الخطأ الفردي» ذريعة لتبرير أي انتهاك يُسجّل على «الثورة» التي خلعت سلميتها وارتدت لبوس «الجيش الحر».
وهكذا مضى العام 2011 محمّلاً بكثير من حالات الاعتداء على المسيحيين، سواء جسدياً أو مادياً أو معنوياً، غير أن حالة الانفلات ومناخ الفوضى كانا كفيلين بعدم إحصاء هذه الحالات أو الاهتمام بها. أمّا الحالات القليلة التي سُجّلت، فكان يجري التعامل معها وفق منطق «الخطأ الفردي» المغفور.
ومع بداية العام 2012، كان القلق المسيحي قد تحول إلى خوف حقيقي، لا سيما بعد انتشار حالات الاعتداء والانتهاك ضد المسيحيين ومصالحهم، خصوصاً في محافظة الحسكة، التي شهدت أول اعتداء ممنهج على المسيحيين عندما رفع بعض «الثوار» شعار «الأرض مقابل السلام»، ومعناه ان يتخلّى المسيحيون عن أراضيهم الزراعية في مقابل ضمان سلامتهم، وهو ما دفع إلى تأسيس «مجلس الكنائس والعلاقات المسيحية»، الذي طالب الحكومة السورية بوقف هذه الاعتداءات.
وكان تأسيس هذا المجلس تعبيراً واضحاً عن مدى الهواجس المصيرية التي بدأت تنتاب المكوّن المسيحي في وسط مفعم بالفوضى والاحتمالات غير المتوقعة.
بعد ذلك كشفت تطورات الأزمة السورية أن الأسوأ لم يحدث بعد، وأن المسيحيين ينتظرهم بالفعل الكثير من المفاجآت المؤلمة، التي تراوحت بين حصار مناطقهم وبين إجبارهم على الهجرة أو النزوح وبين الإطباق عليهم عبر السيطرة العسكرية المباشرة.
وكان شهر حزيران من العام 2012 علامة فارقة في مسار استهداف المسيحيين، حيث وجّه فيه قائد «الجيش الحر في مدينة القصير» أول إنذار من نوعه إلى الأهالي من المسيحيين بوجوب مغادرة المدينة بذريعة تأييدهم للنظام، لتشهد القصير بذلك أول موجة نزوح جماعية للمسيحيين منذ بدء الأزمة السورية. وقد بلغ عدد النازحين أكثر من عشرة آلاف، ما استدعى إصدار أول بيان من الفاتيكان يستنكر فيه هذا الاستهداف.
ولم تكد تداعيات هذا النزوح تغيب وراء تفاعلات الأزمة السورية المتسارعة، حتى أقدم المسلّحون على محاصرة بلدة ربلة في ريف حمص، التي يقطنها حوالي 12 ألف مسيحي، وقطعوا عنهم الماء والكهرباء والغذاء لمدة تزيد عن أسبوعين قبل أن يتمكن الجيش السوري من فك الحصار.
في هذه الأثناء، كانت مدينة يبرود تقع تحت سيطرة المسلحين، لتصبح أول مدينة سورية يفرض فيها المسلحون على المسيحيين دفع الجزية تحت اسم «الأتاوة». بعد ذلك، وتحديداً في تشرين الأول من العام 2013، شهدت مدينة يبرود نزوحاً كثيفاً للمسيحيين بعد استهداف «جبهة النصرة» لكنيستي «السيدة» و«قسطنطين وهيلانة» بعبوات ناسفة أدت إلى تدمير أجزاء منهما.
وجاء إقحام مدينة حلب في معمعة «الثورة» ليسجل تصعيداً نوعياً جديداً في ملف تهجير المسيحيين. وتشير المعلومات الى أن أكثر من نصف مسيحيي المدينة البالغ عددهم حوالي 150 ألفاً قرروا بعد سيطرة مسلحي «لواء التوحيد» على أحيائهم، الهجرة والانتقال إما إلى المحافظات الآمنة أو الدول المجاورة مثل تركيا أو اليونان أو أرمينيا.
وكان لحادثة اختطاف المطرانين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم المغيّبين حتى اليوم في نيسان 2013، تأثيراً كبيراً على معنويات مسيحيي حلب، وكذلك الأمر بالنسبة إلى اختطاف الراهب فرانسوا مراد وعرض مشاهد دموية لجماعة «أبو البنات» الشيشانية وهي تقطع رأسه بحد السيف.
وكانت «غزوة صدد ومهين» في تشرين الأول العام 2013 سبباً لهجرة مئات المسيحيين من البلدتين والقرى المحيطة بهما، لكن الأهم أنها كانت بداية معاناة جديدة في منطقة القلمون، حيث كان المسيحيون ينزحون مع دخول المسلحين إلى إحدى مدن هذه المنطقة بدءاً بقارّة ومروراً بالنبك ودير عطية وانتهاءً بمدينة يبرود.
وكانت أشد اللحظات إيلاماً في سلسلة هذه المعاناة، عندما قرر مسلحو «جبهة النصرة» اقتحام مدينة معلولا ذات الطابع الأثري والتاريخي، والتي تعتبر من آخر المدن الناطقة بلغة السيد المسيح. وتعرضت المدينة لغزوين متتالين، الأول في أيلول العام 2013، وقد تسبب بنزوح معظم أهالي المدينة لتخلو المنازل والبيوت من ساكنيها. والثاني في كانون الأول من العام ذاته، وقد نتج عنه تدمير وتخريب العديد من الكنائس ومحتوياتها، وكذلك خطف الراهبات ونقلهن إلى مدينة يبرود حيث تم الإفراج عنهن بعد عدة أشهر بموجب صفقة معروفة.
وفي فصل آخر من فصول التهجير الجماعي لمسيحيي سوريا، شنّ مسلحو «جبهة النصرة» وبعض الكتائب الشيشانية والإسلامية الأخرى في نهاية آذار الماضي هجوماً واسعاً سيطروا من خلاله على مدينة كسب ذات الغالبية الأرمنية. لتشهد المدينة موجة واسعة من نزوح الأهالي الذين كانوا خائفين أن ينالهم ما نالهم في الإبادة العثمانية لهم قبل ما يقارب المئة عام.
وكانت النكبة الكبرى التي تعرض لها المسيحيون في سوريا، عندما قرر تنظيم «الدولة الإسلامية» ـ «داعش» فرض الجزية على مسيحيي الرقة التي يسيطر عليها بالكامل.
وتشير الإحصاءات إلى أن عدد النازحين المسيحيين داخل سوريا وخارجها بلغ حوالي 450 ألفاً، فيما قتل 1200 مسيحي، وتعرضت حوالي 60 كنيسة للتخريب والتدمير، في حين اضطر سكان 24 بلدة مسيحية للهرب منها بسبب المعارك.

فصائل تدعم مبادرة «الجبهة الإسلامية» لتوحيد الصفوف… ومقتل قيادي في حزب البعث
«النصرة» تريد إطلاق إمارتها وقوات النظام السوري تذبح بالسكاكين 23 عنصراً حاولوا الانشقاق عنها
عواصم ـ وكالات ـ الحسكة «القدس العربي» من جوزن سوز: برز خلال الايام الماضية شرخ جديد في صفوف المعارضة السورية المسلحة مع اعلان «جبهة النصرة» نيتها انشاء «إمارتها الاسلامية» الخاصة بعد «الخلافة» التي اعلنتها «الدولة الاسلامية» في حزيران/يونيو، ما تسبب بتوترات ومواجهات بين الفصائل المقاتلة ضد النظام.
وتحاول «النصرة»، على غرار «الدولة الاسلامية في العراق والشام» سابقا، توسيع مناطق سيطرتها في شمالي سوريا، ما تسبب للمرة الاولى بمواجهات مسلحة مع كتائب مقاتلة ضمن المعارضة المسلحة كانت تقاتل قوات النظام الى جانبها.
الى ذلك قالت تنسيقية إعلامية معارضة، امس الخميس، إن قوات النظام أعدمت ذبحاً بالسكاكين 23 مجنداً في ريف حمص وسط سوريا، كانوا يحاولون الانشقاق عنها.
وفي بريد الكتروني، ذكرت «الهيئة العامة للثورة السورية» وهي تنسيقية إعلامية تابعة للمعارضة، إن قوات النظام أعدمت ذبحاً بالسكاكين 23 مجنداً في بلدة القبو بريف حمص بعد محاولتهم الانشقاق.
وأوردت الهيئة العامة أسماء 8 عناصر فقط ممن قالت إنهم كانوا من بين من ارتكبت بحقهم «المجزرة».
ولم تذكر التنسيقية تفاصيل أكثر حول الموضوع، كما لم يتسن التأكد مما ذكرته من مصدر مستقل.
الى ذلك قتل قيادي في حزب البعث (الحاكم) في سوريا، امس الخميس، في مدينة الحسكة شمالي شرق سوريا الخاضعة لسيطرة قوات النظام بعد هجوم لمقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» على مبنى قيادة فرع الحزب في المحافظة، بحسب تنسيقيات إعلامية معارضة ومواقع موالية للنظام.
وفي بيان أصدرته، ذكرت التنسيقيات المعارضة أن حنا عطا الله عضو قيادة فرع حزب البعث في محافظة الحسكة قتل بهجوم شنه مقاتلو «الدولة الإسلامية»، ظهر امس الخميس، على مبنى فرع الحزب في حي المساكن بمدينة الحسكة مركز المحافظة.
وأكدت عدة فصائل سورية معارضة مسلحة، من بينها حركة «حزم» المدعومة أمريكيا، عن دعمها لدعوة الجبهة الإسلامية قبل يومين، للفصائل العاملة على الأرض بتوحيد الأهداف، ورص الصف.
وفي بيان لحركة «حزم»، حمل توقيع فصائل أخرى أيضا، أوضحت الفصائل أنها «تدعم بيان الجبهة الصادر أمس، وإعادة النظر في توجهات البنادق على الجبهات».
وأضاف البيان أن «سوريا لم ولن تكون أسيرةً بيد أي فصيل، وفي إشادتها سيتشارك الجميع، وأهلها هم أصحاب الحق في تقرير مصيرها، وسبل حكمها تحت شرع الله».
من ناحية أخرى، دعمت الفصائل في البيان «الهيئات الشرعية، والقضائية المتوافق عليها من القوى الفاعلة، وتمكينها من تنفيذ مهامها المنوطة بها في حل النزاعات الحاصلة، وعلى كافة الأصعدة».
كما تعهدت «بمد يدّ العون والمؤازرة نحو أي خطوة تدفع إلى لمّ الآراء وجمعها، وإيقاف يدّ الباغين والمفسدين وثنيها أياً كانت»، على حد تعبير البيان.
وكانت مجموعة فصائل مسلحة معارضة قد اقتتلت فيما بينها، من أجل إدارة معبر «باب الهوى» الحدودي مع تركيا، خلال الأيام الماضية، وسط دعوات إلى احتواء هذه الاشتباكات.
وطرحت الجبهة الإسلامية في ريف إدلب، مبادرة لوضع حد للقتال الدائر في أكثر من منطقة بالريف، بين جبهة النصرة وجبهة ثوار سوريا، تركز بشكل أساسي على وقف فوري للقتال بين الأطراف المتنازعة، وإطلاق الأسرى من الطرفين.

أكثر من 70 قتيلا في معارك بين قوات النظام السوري والدولة الاسلامية
بيروت- (أ ف ب): قتل أكثر من سبعين شخصا معظمهم من المقاتلين، في المعارك الدائرة منذ 24 ساعة بين القوات النظامية السورية وتنظيم “الدولة الاسلامية” في شمال سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة.
وشن التنظيم الخميس هجمات في ريف الرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق) وريف حلب (شمال) على مواقع لقوات النظام، وفقا للمرصد الذي يؤكد استناده الى مصادر مدنية وطبية وعسكرية.
وهي اول مواجهة بهذا الحجم بين “الدولة الاسلامية” والنظام منذ ظهور التنظيم في سوريا في 2013. علما ان التنظيم الذي اعلن اخيرا اقامة “الخلافة الاسلامية” انطلاقا من مناطق تفرد بالسيطرة عليها في شمال العراق وغربه وشمال سوريا وشرقها، كان يتهم من فصائل المعارضة السورية المسلحة ب”التواطؤ” مع النظام. وهو يخوض معارك دامية ضد هذه الفصائل منذ بداية السنة.
في محافظة الحسكة، قال المرصد ان 21 مقاتلا من “الدولة الاسلامية” على الاقل بينهم اربعة انتحاريين قتلوا الخميس في معارك وقصف مصدره الجيش السوري.
فقد فجر اربعة مقاتلين من التنظيم المتطرف انفسهم داخل مقر حزب البعث الحاكم في مدينة الحسكة وتلت ذلك مواجهات داخل المبنى قتل فيها 12 شخصا بينهم اعضاء في حزب البعث وحراس.
وبين القتلى، “قيادي في حزب البعث تم نحره”، بحسب المرصد.
الى جنوب المدينة، قتل 11 عنصرا من القوات النظامية بينهم ضابط اثر هجوم للتنظيم الجهادي على فوج الميلبية، بحسب المرصد الذي اشار الى مقتل 17 عنصرا في “الدولة الاسلامية” في قصف للجيش على مواقع التنظيم في المنطقة.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان القصف العنيف “دفع الدولة الاسلامية الى التراجع ليلا”.
في محافظة الرقة التي تسيطر عليها الدولة الاسلامية مع تواجد للنظام في ثلاثة مواقع، قتل 19 جنديا وعشرة جهاديين بينهم انتحاريان في هجوم نفذته “الدولة الاسلامية” على مقر الفرقة 17 في الجيش تلته معارك بين الجانبين.
واوضح المرصد السوري أن “ستة عسكريين على الاقل بينهم ضابط” نحروا خلال المواجهات.
وكانت “الدولة الاسلامية” اعلنت على الحساب الرسمي ل”ولاية الرقة” على موقع (تويتر)، انها بدأت “عمليات مباركة على الفرقة 17″، مشيرة الى تنفيذ عنصرين منها عمليتين “استشهاديتين” ضد الفرقة.
وعرضت على الحساب صور لست جثث ورؤوس مقطوعة، قائلا انها “جثث جنود الجيش النصيري بعد ان قطف رؤوسها جنود الدولة الاسلامية”.
وفي حلب، توقفت المعارك التي كانت اندلعت الخميس بين “الدولة الاسلامية” وقوات النظام في محيط مطار كويرس العسكري.

الدولة الإسلامية تعلن سيطرتها على “الفرقة 17″ بالرقة السورية
علاء وليد- الأناضول: أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” الجمعة، عن سيطرة مقاتليه على “الفرقة 17″ التي كانت قوات النظام لا تزال متواجدة فيها بريف محافظة الرقة المعقل الرئيس للتنظيم في سوريا، وذلك بعد حصار دام أكثر من عام ونصف.
ونشر حساب “ولاية الرقة” التابع للتنظيم على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، تغريدة ذكر فيها أن مقاتلي “الدولة الإسلامية” تمكنوا من “تحرير” الفرقة 17 بمحافظة الرقة بشكل كامل.
وأضاف أن “الجوامع في جميع أنحاء ولاية الرقة تضج بالتكبير، فرحاً بما من الله به على عباده”، حسب تعبيره.
بدوره لم يعترف النظام السوري حتى الساعة (7.30)تغ، بفقدان السيطرة على الفرقة العسكرية، واكتفت وكالة الأنباء الناطقة باسمه (سانا) بنشر خبر مقتضب مفاده “أنهت وحدة من قواتنا المسلحة المدافعة عن معسكر الفرقة 17 في الرقة بنجاح عملية إعادة تجميع استعدادا لمواجهة المجموعات الإرهابية المسلحة في محيط الرقة”.
وتأتي سيطرة التنظيم على الفرقة 17، بعدما شن منذ الأربعاء الماضي، هجوماً واسعاً عليها عبر عدة محاور وحقق تقدماً فيها قبل أن يعلن السيطرة عليها بشكل كامل.
وعرض تنظيم “الدولة الإسلامية”، أمس الخميس، صوراً لجثث مقطوعة الرؤوس، قال إنها تعود لعناصر من جيش النظام السوري قام مقاتليه بذبحهم بعد اقتحامهم الفرقة 17 بمحافظة الرقة.
ويسيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” أو ما يعرف بـ”داعش” على مدينة الرقة بشكل كامل ومعظم مساحة ريفها منذ نحو 7 أشهر، وذلك بعد طرده قوات المعارضة منها التي سيطرت على المحافظة منذ نحو عام ونصف بعد طرد قوات النظام منها.
وتعد “الفرقة 17″ ومطار “الطبقة العسكري”، أبرز الجيوب التي لا يزال النظام السوري متواجداً فيها بريف محافظة الرقة، وتحاصر قوات المعارضة ومن بعدها تنظيم “الدولة الإسلامية” الموقعين منذ أكثر من عام ونصف.
وبسيطرة التنظيم على الفرقة المذكورة لم يبق بيد قوات النظام في المحافظة سوى “مطار الطبقة” الذي تنطلق منه الطائرات الحربية وتقوم بقصف مختلف المناطق في الرقة وشرقي سوريا.

الجهود تفشل في تحقيق وقف لإطلاق النار والوسطاء يعودون لبلادهم
غزة: 107 شهداء بمجازر اسرائيلية طالت مدرسة ومستشفى أطفال
لندن ـ غزة ـ «القدس العربي» من علي الصالح وأشرف الهور: فشلت كل الجهود الامريكية والفلسطينية في التوصل الى صيغة لوقف اطلاق النار في قطاع غزة، ترضي الاطراف المعنية جراء تمسك كل طرف بمطالبه ورفض الجانب المصري اجراء ايا تعديل على مبادرته. وقال مصدر فلسطيني لـ «القدس العربي» «ان الحراك السياسي توقف في الوقت الحاضر وعاد الكل الى بلاده بمن فيهم جون كيري وزير الخارجية الامريكي، وان الصوت الباقي هو صوت المدافع وازيز الطائرات والمجازر الاسرائيلية». لكن هذا المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لم يستبعد التوصل الى هدنة انسانية خلال عطلة عيد الفطر.
ويؤكد ذلك ما قالته مصادر مقربة من المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية من أن المساعي التي بذلها كيري، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لم تفض إلى بلورة اقتراح جدي وعملي لوقف لإطلاق النار. واستبعدت انجاز اتفاق لوقف اطلاق النار خلال اليومين المقبلين، بالنظر إلى أن نتنياهو تلقى الاقتراح الأمريكي الذي لم يشمل كل التفاصيل. وتتجه النية في المجلس الوزاري المصغر نحو مواصلة العملية العسكرية في غزة وتوسيعها على مراحل.
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قد قال عقب لقائه بنظيره البريطاني الجديد فيليب هاموند في القاهرة أمس «ان المبادرة المصرية هي الوحيدة المطروحة على الساحة وتوفر الارضية لطرح الجانبين كل ما يشغلهما من مشكلات خاصة ووقف اطلاق النار ونزيف الدماء وفتح المعابر ورفع الحصار»، متمنيا ان يقبل بها كل الاطراف. لكن حركة حماس لا تزال تصرعلى موقفها وهو الاتفاق اولا على طلبات المقاومة قبل وقف اطلاق النار، بينما تمسكت اسرائيل بالمبادرة المصرية التي تدعو اولا لوقف فوري لإطلاق النار.
على الصعيد الميداني واصلت القوات الاسرائيلية المجازر ضد المدنيين بعد ان قصفت «مركز إيواء» تابعا لوكالة «الأونروا» يضم مشردين، ما أدى إلى استشهاد 16 مواطنا. وهذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها قوات الاحتلال «مراكز الإيواء»، فخلال اليومين السابقين استهدفت مدرستي إيواء، وسط القطاع، كما قصفت القوات الاسرائيلية مستشفى للاطفال شرق مدينة غزة ما ادى لاستشهاد طفل واصيب العشرات. وبذلك يرتفع عدد الشهداء في يوم امس الى 107 شهداء ليصل العدد الاجمالي الى 791 حتى اعداد هذا التقرير.
في المقابل واصلت المقاومة اطلاق الصواريخ على تل ابيب والبلدات المحيطة بالقطاع. وذكرت تقارير إخبارية في اسرائيل أن عددا من الصواريخ سقط وسط مدينة تل أبيب وعلى بناية دون أن تذكر طبيعة الأضرار، لافتة إلى أن شخصين أصيبا في الهجوم. وتواصلت المواجهات الارضية بين المقاومين وجنود الاحتلال على جميع الجبهات. واعلنت كتائب القسام عن قتل 8 جنود، كما اعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي قتل 4 جنود اسرائيليين.. واذا ما تأكدت هذه الارقام فإن اجمالي عدد القتلى في صفوف الجيش سيصل الى 44.

إجهاض محاولة اختراق المخابرات السورية لفصائل المعارضة في مخيم خان الشيح
حازم صلاح
دمشق ـ «القدس العربي» : بعد عدة محاولات فاشلة من قبل النظام لاقتحام مخيم خان الشيح عسكريا لجأ الاخير الى الحل الامني لاختراق المنطقة بعد استخدامه في مخيم اليرموك سابقا والوصول الى نتائج لم يكن ليحصل عليها عسكريا
حيث بدأ النظام بتشكيل مجموعات سرية (أمنية) مهمتها القيام ببعض الاعمال الحساسة التي من شأنها هز بنية المقاومة في المنطقة واشعال نار الفتنة بين الفصائل العامــــلة على الارض. كاغتيال بعض الشخصيات الهامة عن طريق تفخيخ سياراتهم او قتلهم باستخدام اسلحة مزودة بكواتم للصوت.
النظام وجد البيئة المناسبة في مخيم خان الشيح لتشكيل مثل هذه المجموعات بسبب وجود جهل كبير بين شباب المخيم وفقر مدقع سيطر عليهم وشخصيات مؤيدة للنظام خارج المخيم لها وجودها داخله ناهيك عن بعض المشاكل التي حدثت بين بعض ساكني المخيم وبعض المجموعات غير المنضبطة من الحر مما زاد التوتر بين الطرفين. إضافة لوجود ردة فعل سلبية ضد المعارضة بسبب استهداف المنطقة يوميا بالبراميل المتفجرة وتركيز النظام على اهدف مدنية فيها فنجح الأخير بإيجاد شرخ بين بعض المدنيين من اصحاب النفوس الضعيفة وبين الحر من طرف اخر.
في حديث خاص لـ»القدس العربي» مع احد العسكريين في المنطقة رفض التصريح عن اسمه اكد الاخير ان الجهاز الامني التابع لتحالف الراية الواحدة موجود وقائم بمهامه و له افراد يعملون سرا مهمتهم دراسة ومتابعة الوضع الامني في المنطقة خاصة انها منطقة فيها الكثير من المدنيين مما يسهل اختراقها من قبل النظام. حيث قال المصدر «محاولة النظام الاخيرة كانت تحت انظارنا وننتظر لحظة الصفر للقبض على الخلية المخابراتية حيث علمنا ببداية تشكيلها وكنا ننتظر تمام تكوينها لتتضح أهدافها وعناصرها لاستئصالها بشكل جذري». الخلية بدأت التنسيق مع النظام واستلمت منه بعض الاسلحة والعبوات الناسفة منها ما هو مخصص للسيارات وبدأت بدراسة بعض الأهداف في المنطقة وأصبحت بعض المهمات جاهزة للتنفيذ.
فكانت ساعة الصفر لتستنفر مجموعات التحالف فطوقت المخيم وبدأت عملية مداهمة البيـــوت التي يتواجد فيها عناصر الخلية واشتبكت مع بعض عناصرها ليــــتم القبض على رؤوس الخلية وضبط ما معهم من سلاح بعملية خاطفة استمرت لساعات اسفرت عن استئصال أصول الخلية.
تزامن ذلك مع انتشار حواجز التحالف على مداخل المنطقة حيث قامت الحواجز بتفتيش اغلب السيارات التي تتحرك من والى المنطقة بغية اعتقال باقي عناصر الخلية اثناء تحركاتهم ومنع حدوث أي ردة فعل غير متوقعة منهم وفعلا تم اعتقال بعض افراد الخلية أيضا.
فتمت السيطرة على الخلية ومعرفة رؤوسها وضبط اغلب ما لديهم من معدات واسلحة وذخائر والتحقيق معهم جاري على اكمل وجه.
كما أضاف المصدر ان هذه المحاولة ليست الأولى من نوعها سبقها الكثير من الاعمال ولكنها باءت بالفشل حيث ان النظام لن يكل ولن يمل في سبيل اختراق صفوف الثوار فسابقا كان يدس بعض العيون التابعة له تخبره عن مواقع الثوار ومقراتهم ومستودعاتهم ليتم استهدافها بالمدفعية والطيران وتم القبض على كثير منهم والتحقيق معهم ونالوا جزاءهم من قبل الهيئة الشرعية التابعة للتحالف.

«الدولة الإسلامية» تنشر صوراً لرؤوس عناصر من جيش النظام السوري بعد قطعها
عواصم ـ وكالات: عرض تنظيم «الدولة الإسلامية»، امس الخميس، صوراً لجثث مقطوعة الرؤوس، قال إنها تعود لعناصر من جيش النظام السوري قام مقاتليه بذبحهم بعد اقتحامهم الفرقة 17 بمحافظة الرقة المعقل الرئيس للتنظيم في سوريا.
ونشر التنظيم عبر حساب «ولاية الرقة» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، صوراً اطلع عليها مراسل «الأناضول»، لستة رؤوس مقطوعة وموضوعة على الأرض إلى جانب بعضها البعض، فيما عرض الحساب نفسه أجساداً مفصولة الرؤوس ويرتدي أصحابها زياً عسكرياً.
وعلق الحساب على الصور «جثث جنود الجيش النصيري في الفرقة 17 بالرقة بعد أن قطعت رؤوسها على أيدي أسود الدولة الإسلامية». وأعتذرت وكالة «الأناضول» عن عدم نشر الصور التي حصلت على نسخة منها، لبشاعتها.
وينتهج مقاتلو «الدولة الإسلامية» طريقة قطع رؤوس الأسرى الذين يقعون في أيديهم من القوات الحكومية أو الميليشيات أو الفصائل المقاتلة لهم، سواء في سوريا والعراق.
وبدأ التنظيم منذ، الاربعاء، هجوماً واسعاً عبر عدة محاور على الفرقة 17 في الرقة التي لا تزال قوات النظام متواجدة فيها، وذلك بغية السيطرة عليها. ونشرت مواقع مقربة من التنظيم على الانترنت، أنباء عن تقدم كبير لمقاتلي «الدولة الإسلامية» في الفرقة المذكورة، بعد تفجير عدة سيارات مفخخة داخلها، في الوقت الذي يقوم به طيران النظام بقصف القوات المهاجمة ومناطق عدة بمحافظة الرقة، بحسب تنسيقيات سورية معارضة.
ويسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» أو ما يعرف بـ»داعش» على مدينة الرقة بشكل كامل ومعظم مساحة ريفها منذ نحو 7 أشهر، وذلك بعد طرده قوات المعارضة منها التي سيطرت على المحافظة منذ نحو عام ونصف بعد طرد قوات النظام منها.
وتعد «الفرقة 17» ومطار «الطبقة العسكري»، أبرز الجيوب التي ما يزال النظام السوري متواجداً فيها بريف المحافظة.
أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان امس الخميس بمقتل 11 سوريا وإصابة ثمانية أخرين بجروح في قصف صاروخي استهدف حي التليفون الهوائي في محافظة حلب .
وقال المرصد في بيان «قتل 11 مواطنا بينهم 3 اطفال ومواطنة وأصيب ثمانية آخرون بجراح، جراء سقوط قذيفة محلية الصنع ليل امس الأول/ أمس الخميس، أطلقها لواء مقاتل، على منطقة في حي التليفون الهوائي الخاضع لسيطرة قوات النظام».
وحسب المرصد، سقطت قذيفتان بعد منتصف ليل امس على مناطق في حي الاشرفية دون انباء عن اصابات.
صرح مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أن قوات حرس الحدود على الواجهة الشمالية الغربية «تمكنت أمس من إحباط محاولة تهريب كميات كبيرة من الذخيرة حاول عدد من الأشخاص تهريبها من داخل الأراضي السورية عبر الأراضي الأردنية إلى إحدى دول الجوار».
وذكرت صحيفة «الغد» الأردنية امس الخميس أن المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، رجح أن تكون كميات الذخيرة عتادا لبنادق «البامبكشن»، التي «بدأت تهرب من سوريا إلى الأردن ومن ثم إلى دول مجاورة لها».
وكان مدير الأمن العام الفريق أول ركن توفيق الطوالبة أعلن في تصريح سابق للصحيفة أن الجهات المختصة «تمنع تهريب 70 بندقية بامبكشن يوميا من الأراضي السورية إلى الأردن».
وبين أنه منذ بداية العام الحالي وحتى مطلع حزيران/ يونيو الماضي «تم ضبط 1300 قطعة سلاح أتوماتيكي وفردي».
من جهة ثانية، قال المصدر نفسه إن قوات حرس الحدود استقبلت خلال اليومين الماضيين 316 لاجئاً سوريا، بينهم سبعة عشر مصابا، تم تقديم الإسعافات اللازمة لهم ونقلهم إلى المستشفيات ضمن المنطقة.

اشتعال «المعارك الأعنف» بين النظام السوري و«الدولة الإسلامية» في شمال سوريا
بيروت ـ ا ف ب: شن تنظيم «الدولة الاسلامية» امــــس الخمـــيس هجوما منسقا ضد قوات النظام السوري على ثلاث جبهات في شمال ســـوريا، حيث تدور معارك هي «الاعنف» بين الطرفين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ويستهدف الهجــــوم فرقة عسكرية في ريف الرقة (شمال)، ومقر حزب البعث وفوجا عسكريا في الحسكة (شمال شرق)، ومطارا عسكريا في ريف حلب (شمال)، في اول مواجهة بهذا الحجم مع النظام منذ ظهور التنظيم في سوريا في العام 2013.
علما ان التنظــــيم الذي اعلن اخيرا إقامة «الخلافة الاسلامية» انطلاقا من مناطق تفرد بالسيطرة عليها في شمال العراق وغربه وشمال سوريا وشرقها، متهم من فصائل المعارضة السورية المسلحة بـ»التواطؤ» مع النظام. وهو يخوض معارك دامية ضد هذه الفصائل منذ بداية السنة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «للمرة الاولى هناك هجمات متزامنة للدولة الاسلامية ضد مواقع النظام في الحسكة وحلب والرقة»، مشيرا الى ان المعارك هي «الاعنف» بين الطرفين.
وبدأت الهجمات بعد منتصف الليل على مقر الفرقة 17 في الرقة، بعد اقدام عنصرين من التنظيم احدهما سعودي على «تفجير نفسيهما بعربتين مفخخــتين، احداهما في كتيبة الكيمياء داخل الفرقة 17 المحاصرة شمال مدينة الرقة، والاخرى في محيط الفرقة»، بحسب المرصد.
واندلعت على الاثر اشتباكات عنيفة لا تزال مستمرة وسط قصف متبادل بالمدفعية والهاون «ترافق مع القاء الطيران المروحي (التابع للنظام) براميل متفجرة على محيط الفرقة». وادت المعارك، بحسب المرصد، الى مقتل وجرح العشــــرات من الطرفين.
واكدت «الدولة الاسلامية» في تغريدات على الحساب الرسمي لـ «ولاية الرقة» على موقع «تويتر»، انها بدأت «عمليات مباركة على الفرقة 17»، اثر تنفيذ عنصريها ابو صهيب الجزراوي وخطاب الجزراوي، عمليتين «استشـــهاديتين» ضد الفرقة.
وعرض الحساب صورا لست جثث ورؤوس مقطوعة، قائلا انها «جثث جنود الجيـــش النصيري بعد ان قطف رؤوسها جنود الدولة الاسلامية». في الحسكة، قال المرصد ان 11 عنصرا من القوات النظامية بينهم ضابط قتلوا اثر هجوم للتنظيم الجهادي على «فوج الميلبية»، مشيرا الى استمرار الاشتباكات.
وفي مدينة الحسكة، تدور معارك «بين عناصر حماية فرع حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم ومقاتلين من الدولة الإسلامية، إثر اقتحام مقاتلين من الدولة الاسلامية مبنى فرع الحزب». ونقل المرصد عن شهود انه امكن «رؤية راية الدولة الإسلامية منصوبة على المبنى».
واكد حساب «ولاية البركة (الحسكة)» التابع للتنظيم الجهادي على «تويتر»، انه يشن «اكبر عملية عسكرية» له في الحسكة، من خلال «الهجوم على فوج الميلبية وجبل كوكب وحواجز مدينة البركة»، مشيرا الى «اقتحام فرع حزب البعث»، «مقر اللجنة الامنية وقيادة الجيش الوثني» الذي يعتبر، بحسب التنظيم، «من احصن مواقع النظام في المدينة».
في ريف حلب، تتزامن المعارك بين «الدولة الاسلامية» وقوات النظام في محيط مطار كويرس العسكري، بحسب المرصد، مع قصف الطيران السوري لليوم الرابع مدينة الباب التي تسيطر عليها «الدولة الاسلامية» شمال المطار.
واوضح المرصد ان هذه الهجمات «تأتي ضمن محاولة الدولة الاسلامية التوسع في المناطق التي هــــي على تمـــــاس فيها مع النظام».

شرخ جديد داخل المعارضة السورية المسلحة بين «جبهة النصرة» وكتائب حليفة مقاتلة
بيروت ـ ا ف ب: برز خلال الايام الماضية شرخ جديد داخل المعارضة السورية المسلحة من خلال مواجهات عنيفة وقعت في مناطق مختلفة من سوريا بين جبهة النصرة من جهة وحلفاء لها من الكتائب المقاتلة المعارضة تسببت في سقوط عشرات القتلى، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.
وتضيف هذه المعارك المستجدة تعقيدات جديدة على النزاع السوري الذي يشهد جبهتين اساسيتين اخريين، احداها بين القوات النظامية وفصائل المعارضة ومنها «النصرة» بدات مطلع العام 2012، واخرى بين فصائل المعارضة ومنها «النصرة»، وتنظيم «الدولة الاسلامية» بدأت في مطلع العام 2014. وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن امس الخميس ان «الاشتباكات بين النصرة وكتائب مقاتلة بدات منذ بداية شهر تموز/ يوليو تقريبا، وان اكثرها خطورة هي المعركة التي وقعت في نهاية الاسبوع الماضي في منطقة جسر الشغور في ريف ادلب (شمال غرب) بين النصرة ومقاتلين من جبهة ثوار سوريا تسببت في مقتل عشرات المقاتلين من الطرفين».
واشار الى ان «اغتيالات متبادلة» سبقت هذه الاشتباكات وطالت قادة كتائب مقاتلة ومسؤولين في جبهة النصرة، و»تم التكتم عليها» حرصا على ابقاء الصف موحدا في مواجهة القوات النظامية.
واقرت «جبهة ثوار سوريا» و»جبهة النصرة» على صفحاتهما على مواقع التواصل الاجتماعي في هذه المواجهات، مع تبادل الاتهامات.
فقد اعلنت «جبهة النصرة» قبل ايام انها اطلقت معركة «ردع المفسدين» وقالت في بيان انها ستسعى الى «اراحة البلاد والعباد من هؤلاء المفسدين- من أي فصيل كانوا-، ورفع أذاهم عن المسلمين».
وتستغل «جبهة النصرة» التجاوزات التي يقوم بها بعض عناصر الكتائب المعارضة المقاتلة من نهب وسرقة وخطف وطلب فديات، لتقديم نفسها كنموذج مختلف، ما يعزز شعبيتها بين الناس.
وردت «جبهة ثوار سوريا» على بيان «النصرة» باتهامها بمحاولة اعاقة تقدم مقاتلي المعارضة على الجبهات مع النظام. وقالت ان زعيم «النصرة» ابو محمد الجولاني يسعى الى «تشكيل امارته على الحدود السورية التركية شمال ادلب».
وجاء في بيان «جبهة ثوار سوريا» ان «النصرة» عمدت من اجل ذلك الى مهاجمة «مناطق محررة تابعة لجبهة ثوار سوريا».
وتمكنت «النصرة»، بحسب المرصد، خلال هذه المعارك من السيطرة على قرى عدة في ريف ادلب. وكان زعيم النصرة اعلن في تسجيل صوتي تم تداوله على مواقع الانترنت متوجها الى انصاره «آن الأوان ايها الاحبة لنقيم امارة اسلامية على ارض الشام»، داعيا الى «العمل بجد» لتحقيق ذلك، وواصفا «الخلافة» التي اعلنها تنظيم «الدولة الاسلامية» قبل نحو شهر انها «باطلة وساقطة».
وامتد التوتر الى ريف درعا جنوبا حيث حصلت مواجهات محدودة بين «النصرة» من جهة وكتيبتي «المثنى» و»شهدا الكحيل» من جهة اخرى.
وافاد المرصد السوري أمس الأول عن اقدام جبهة النصرة على «مداهمة مقرين للواء جند الحرمين الذي ينشط على الحدود السورية مع الجولان المحتل في درعا والقنيطرة»، وقتل عدد من عناصر اللواء واعتقال قائده اللواء شريف الصفوري، وقائد كتيبة فيه.
وكانت «جبهة النصرة» قامت بحملة مماثلة على كتائب «قبضة الشمال» في مدينة مارع في ريف حلب الشمالي على الحدود السورية التركية الاسبوع الماضي، وتمكنت من السيطرة على معبر «أكدة» في المنطقة.
في الوقت نفسه، اصدرت حركة «حزم» العسكرية السياسية المدعومة من الولايات المتحدة بيانا انتقدت فيه انسحاب «جبهة النصرة» من جبهة حلب في الشمال مع قوات النظام.
وجاء في بيان «حزم» التي تشكلت من عدد من الفصائل المقاتلة مطلع العام 2014، «نعلن رفضنا الكامل لما بدر من جبهة النصرة بانسحابها من جبهة حلب والقيام بمهاجمة عناصر الجيش الحر في المناطق المحررة، تحت ذريعة ضرب المفسدين في الأرض، في خلط واضح منها لأولويات الثورة، وتوجيه منحرف لبنادق المقاتلين بعيداً عن النظام، ومحاولة لحرف الثورة عن ثوابتها لا يمكن أن تنطلي على المواطن السوري بأي حال».
واعلنت في البيان الذي وقعت عليها مجموعات اخرى مقاتلة «تعليق جميع اشكال التعاون والتنسيق مع جبهة النصرة».

مقتل قائد الفرقة 17 وسحب الضباط العلويين من الحسكة
الدولة الاسلامية – الدولة السورية: كسر عظم في الرقة
مروان شلالا
معارك كسر عظم تدور بين النظام السوري وتنظيم الدولة الاسلامية في الرقة، بينما المعارك عنيفة في المليحة، ومقتل عناصر لحزب الله في القلمون.

بيروت: يبدو أن شهر العسل بين النظام السوري وتنظيم الدولة الاسلامية قد انتهى. فعناصر التنظيم يخوضون معارك طاحنة مع جيش النظام في مناطق عدة، أشدها في الرقة، التي شهدت سيطرة الدولة الاسلامية على آخر فرقة عسكرية للنظام، وهي الفرقة 17، وقتل قائدها العميد سمير أصلان. وهكذا، بعدما بشر الرئيس السوري بشار السد السوريين بإسترجاع الرقة، فإذا به اليوم يفقد الفرقة العسكرية الباقية هناك، ويخسر قائدها. وفي محاولة لرد الاعتبار ليس أكثر، نفذ الطيران الحربي أكثر من 14 غارة منذ صباح الجمعة على مناطق في الرقة ومحيطها، واستهدفت إحداها دوار حزيمة على اطراف المدينة، بينما يستمر سقوط قذائف الهاون على حي الرميلة.

إقفال الحسكة
في ريف القامشلي، دارت اشتباكات عنيفة بين قوات الدفاع الوطني، مدعمة بقوات النظام من جهة، ومقاتلي الدولة الإسلامية من جهة أخرى، في منطقة خربة الجدوع، اثمرت عن سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على القرية.
وتعرضت أماكن في منطقة الشدادي، التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية، لقصف جوي مكثف، من دون ورود معلومات عن سقوط ضحايا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
في الحسكة، قالت التقارير إن اشتباكات متقطعة بدأت فجر الجمعة، وسمع دوي انفجارين في حيي الغويران ونشوة الغربية، بينما عزز الدفاع الوطني وجوده في المربع الأمني من جسر غويران باتجاه المحافظة والقصر العدلي وشارع القضاة.
وتواترت معلومات تفيد بأن النظام السوري سحب ضباطه من الطائفة العلوية من قيادة الشرطة والأمن السياسي والعسكري في الحسكة. ونقلت التقارير عن أحد سكان الحسكة قوله: “جميع المداخل مغلقة، وحدث انفجار مع اطلاق نار كثيف في محيط مبنى حزب البعث والقصر العدلي، وهناك قصف بالمدفعية والطائرات على مواقع متاخمة للجهة الغربية من المدينة، ووقع في المدينة أكثر من انفجار خلال الايام المنصرمة، آخرها انفجار في موقع سرابيس الناصرة والمستوصف”.

في أرياف المدن
ودارت ليل الخميس الجمعة اشتباكات عنيفة بين قوات النظام، مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، وبين مقاتلي جبهة النصرة ومقاتلي الكتائب الاسلامية من جهة أخرى، في بلدة المليحة ومحيطها. وقصفت قوات النظام بعد منتصف الليل مناطق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية. ونقلت التقارير أن مقاتلي النصرة والكتائب الاسلامية تمكنوا الخميس من قتل عدد من عناصر حزب الله في جرود القلمون بريف دمشق، وغنموا سيارة دفع رباعي مزودة بقاعدة صواريخ.
وفي ريف حماة الشمالي، قتلت عناصر الجيش الحر عددًا من قوات النظام أثناء محاولتهم اقتحام أحد المباني داخل مدينة مورك، كما دمروا آلية للنظام في محيط المدينة نفسها، بحسب مركز حماة الإعلامي.
ووقعت اشتباكات بين تنظيم الدولة الاسلامية وجيش النظام وسط دير الزور، أسفرت عن مقتل عدد من جنود النظام، عندما استهدف عناصر الدولة تجمعًا لهم. كما اشتبك الطرفان في أحياء الجبيلة والرديسات والحويقة. وترافقت المعارك مع قصف عنيف على أحياء المدينة براجمات الصواريخ وقذائف الهاون، أدى إلى سقوط شهداء وجرحى من المدنيين. وكان تنظيم الدولة الاسلامية عزز مواقعه في محيط مطار دير الزور العسكري بعد اشتباكات عنيفة شهدها المطار في الأيام الماضية بين الطرفين، سقط على إثرها ثلاثة عناصر من التنظيم.

مساعدات من دون موافقة
أرسلت الأمم المتحدة الخميس أول قافلة مساعدات إنسانية إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا، من دون موافقة النظام السوري. وجاء ذلك بعد اسبوع من تبني الأمم المتحدة قرارًا يسمح بايصال المساعدات إلى سوريا من دون موافقة مسبقة من الحكومة السورية. ودخلت إلى سوريا من الحدود التركية تسع شاحنات محملة بمواد غذائية وتجهيزات تعقيم وتنقية المياه الخميس، بحسب مسؤولين أمميين. وقالت الأمم المتحدة إن شاحنات المساعدات دخلت إلى شمال سوريا من معبر باب السلام، وإن وصولها إلى المدن التي تقصدها سيستغرق بعض الزمن.
وكانت نسبة 90 في المئة من المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة لسوريا تذهب إلى مناطق ما زالت تحت سيطرة الحكومة.
واتهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحكومة والمعارضة بإعاقة وصول المساعدات الإنسانية، واصفًا ذلك بأنه “تكتيك يستخدم في الحرب هناك”.
قال: “إن ذلك يفاقم من أوضاع الصحة والماء والصرف الصحي المؤلمة في مناطق النزاع، وتنجم عنه زيادة مخاطر تفشي الأمراض المنقولة عن طريق المياه”.
وسيقدم المزيد من المساعدات عبر هذه المعابر إلى سوريا خلال الأشهر القادمة، فيما حذرت الحكومة السورية من أنها تنظر إلى قوافل الأمم المتحدة هذه بوصفها اعتداء على سيادتها.

سوريا: مقتل 70 بمواجهات بين قوات النظام وداعش
في أول مواجهة بهذا الحجم بين الطرفين
24- أ ف ب
قتل أكثر من 70 شخصاً معظمهم من المقاتلين، في المعارك الدائرة منذ 24 ساعة بين القوات النظامية السورية وتنظيم “الدولة الإسلامية” داعش في شمال سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الجمعة.

فجر 4 مقاتلون من التنظيم المتطرف أنفسهم داخل مقر حزب البعث الحاكم في مدينة الحسكة وتلت ذلك مواجهات داخل المبنى قتل فيها 12 شخصاً بينهم أعضاء في حزب البعث وحراس
وشن التنظيم الخميس هجمات في ريف الرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق) وريف حلب (شمال) على مواقع لقوات النظام، وفقاً للمرصد الذي يؤكد استناده إلى مصادر مدنية وطبية وعسكرية.

وهي أول مواجهة بهذا الحجم بين داعش والنظام منذ ظهور التنظيم في سوريا في 2013. علماً أن التنظيم الذي أعلن أخيراً إقامة “الخلافة الإسلامية” انطلاقاً من مناطق تفرد بالسيطرة عليها في شمال العراق وغربه وشمال سوريا وشرقها، كان يُتهم من فصائل المعارضة السورية المسلحة ب”بالتواطؤ” مع النظام. وهو يخوض معارك دامية ضد هذه الفصائل منذ بداية السنة.

وفي الحسكة، قال المرصد إن “21 مقاتلاً من داعش على الأقل بينهم أربعة انتحاريين قتلوا الخميس في معارك وقصف مصدره الجيش السوري”.

عمليات انتحارية
كما “فجر 4 مقاتلون من التنظيم المتطرف أنفسهم داخل مقر حزب البعث الحاكم في مدينة الحسكة، وتلت ذلك مواجهات داخل المبنى قتل فيها 12 شخصاً بينهم أعضاء في حزب البعث وحراس.وبين القتلى، “قيادي في حزب البعث تم نحره”، بحسب المرصد.

و قتل 11 عنصراً جنوب المدنية من القوات النظامية، بينهم ضابط إثر هجوم للتنظيم الجهادي على فوج الميلبية، بحسب المرصد الذي أشار إلى مقتل 17 عنصراً في داعش بقصف للجيش على مواقع التنظيم في المنطقة.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن القصف العنيف “دفع الدولة الإسلامية إلى التراجع ليلاً”.

وفي الرقة التي يسيطر عليها داعش مع تواجد للنظام في ثلاثة مواقع، قتل 19 جندياً وعشرة جهاديين بينهم انتحاريان في هجوم نفذته عناصر داعش على مقر الفرقة 17 في الجيش تلته معارك بين الجانبين.

تقدم لتنظيم الدولة بالرقة وقصف كثيف لريف دمشق
أعلن مصدر في تنظيم الدولة الإسلامية أن التنظيم سيطر على كامل مقر الفرقة 17 للجيش السوري النظامي بعد أيام من الاشتباكات، وتبعد الفرقة نحو كيلومترين عن مدينة الرقة شمالي سوريا، فيما تم توثيق مقتل 42 شخصا أمس في مختلف مناطق البلاد ولا سيما في ريف دمشق، واستطاعت كتائب الثوار قتل عدد من الجنود في القلمون وريف حماة وحلب.

وجاءت سيطرة تنظيم الدولة على مقر الفرقة 17 بعدما ذكر مقاتلو التنظيم أنهم تمكنوا من السيطرة على مساكن الضباط داخل مقر الفرقة، وقد شنت طائرات النظام سبع غارات استهدفت تجمعات لمقاتلي تنظيم الدولة قرب الفرقة السابعة عشرة بعد سيطرته على مقر كتيبة الكيمياء في الفرقة إثر تفجير في الكتيبة, كما استهدفت غارات أخرى المستشفى الوطني والمنطقة الشمالية لمدينة الرقة.

وأفادت وكالة مسار برس أن رئيس فرع الأمن العسكري في الرقة قتل هو وسبعة عناصر من الفرع خلال اشتباكات مع تنظيم الدولة بالمدينة نفسها.

حصيلة القتلى
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 42 شخصاً في مختلف المدن السورية أمس الخميس، بينهم سبعة أطفال وسيدة وثلاثة تحت التعذيب و19 من الجيش الحر.

وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة أن عشرة أشخاص قتلوا وجرح أكثر من مائة، بينهم أكثر من 15 إصابة خطرة نتيجة القصف العنيف والمستمر على بلدة زبدين في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وقد سقط أمس صاروخ أرض أرض على السوق الرئيسي في البلدة نفسها أدى إلى سقوط جرحى وإلى دمار واسع في المنازل.

وتعرضت مدن وبلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق الخميس لقصف عنيف بالطيران الحربي, حيث سجل ناشطون سقوط صاروخي أرض أرض على بلدة المليحة.

كما تعرضت البلدة ذاتها لتسع غارات شنها الطيران الحربي, تزامناً مع قصف مدفعي بقذائف الهاون والمدفعية والدبابات على البلدة ومزارعها, ودارت اشتباكات بين الثوار ومليشيات النظام على عدة محاور من البلدة.

وفي مخيم خان الشيح بالغوطة الغربية ألقت قوات النظام خمسة براميل متفجرة, علاوة عن قصف المخيم بقذائف الدبابات والمدفعية الثقيلة.

ونفذ النظام غارات بالبراميل المتفجرة على مدينتي اللطامنة وكفرزيتا بريف حماة أدت لسقوط قتلى وجرحى، كما سقط جرحى في غارة جوية على بلدة حريتان ومدينة إعزاز بريف حلب، كما قصفت مدينة مارع بالريف نفسه بصاروخ فراغي أدى لسقوط ضحايا ودمار واسع حسب ما ذكرته وكالة شهبا برس.

اشتباكات وقصف
من جهة أخرى، استطاعت كتائب المعارضة المسلحة قتل عدد من الجنود النظاميين في مناطق متفرقة بسوريا، حيث تم قنص جنود في محيط مدينة النبك بالقلمون، وفي حلب قتل عدد من قوات النظام في اشتباكات بجبهة المدينة الصناعية بحلب.

وفي ريف حماة الشمالي قتلت عناصر الجيش الحر عدداً من قوات النظام أثناء محاولتهم اقتحام أحد المباني داخل مدينة مورك، كما دمر الثوار آلية للنظام في محيط المدينة نفسها حسب ما أورده مركز حماة الإعلامي.

ووقعت اشتباكات الخميس بين تنظيم الدولة والقوات النظامية وسط مدينة دير الزور أسفرت عن مقتل عدد من الجنود النظاميين عندما استهدف التنظيم تجمعا لهم، كما اشتبك الطرفان في أحياء الجبيلة والرديسات والحويقة.

وترافقت المعارك مع قصف عنيف على أحياء المدينة شنه الجيش النظامي براجمات الصواريخ وقذائف الهاون، مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى من المدنيين.

وكان تنظيم الدولة قد عزز مواقعه في محيط مطار دير الزور العسكري بعد اشتباكات عنيفة شهدها المطار في الأيام الماضية بين الطرفين، سقط على إثرها ثلاثة عناصر من التنظيم.

وتحدثت وكالة مسار برس عن اشتباكات أخرى نشبت بين الطرفين في محيط جبل الشاعر بريف حمص، وأسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام والتنظيم.

وفي الحسكة قتل 17 عنصرا وجرح 11 آخرون من جيش الدفاع الوطني المناصر للجيش النظامي في عملية اقتحام نفذتها مجموعة من تنظيم الدولة الإسلامية أمس الخميس على مبنى حزب البعث الحاكم وسط المدينة، وقتل في عملية الاقتحام قائد الدفاع الوطني وعضو قيادة فرع حزب البعث.

النصرة: معاركنا ضد الكتائب المقاتلة لـ”ردع المفسدين”
دبي – قناة العربية

برزت في الأيام الأخيرة مواجهات عنيفة بين جبهة النصرة وبعض الكتائب المقاتلة في عدة مناطق في سوريا، أبرزها إدلب.

وبررت جبهة النصرة القتال بمحاربة الفساد، فيما الكتائب المقاتلة اتهمتهم بإعاقة تقدم مقاتلي المعارضة على الجبهات أمام النظام.

فمعارك جبهة النصرة مع بعض الكتائب المقاتلة المعارضة تشهد تصعيدا على وقع مواجهات عنيفة عمت أنحاء مختلفة من سوريا.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات بين النصرة والكتائب المقاتلة على عدة جبهات، أكثرها خطورة معركة في منطقة جسر الشغور في ريف إدلب الأسبوع الماضي قتل فيها العشرات من الطرفين.

وفي بيان للنصرة، أطلقت الجبهة معارك وجدتها بعض الفصائل المعارضة ذريعة تستغلها للسيطرة على تجارة النفط الحدودية.

الخلافات بين النصرة وبعض الكتائب، وعلى رأسها جبهة ثوار سوريا، لم تقف عند المعارك فقط، بحسب المرصد السوري، فحملة اغتيالات متبادلة سبقت هذه المعارك طالت قادة ومسؤوليين من الجانبين، وهي الاغتيالات التي تكتم عنها الطرفان طمعا في إبقاء الصف موحدا في وجه الأسد وقواته، بحسب المرصد.

ويجد المراقبون أن تقدم داعش في المنطقة، لاسيما في شمال العراق، حافزا للنصرة لتحقيق مكاسب مشابهة.

فيما ذهبت جبهة ثوار سوريا إلى أبعد من ذلك بالقول إن أبو محمد الجولاني، زعيم النصرة، يسعى إلى تشكيل إمارته على الحدود السورية التركية.

أول قافلة مساعدات تصل سوريا دون موافقة مسبقة من دمشق
الأمم المتحدة – فرانس برس

أعلنت الأمم المتحدة أن أول قافلة مساعدات إلى سوريا آتية من تركيا من دون موافقة دمشق، عبرت الحدود صباح اليوم الخميس عند نقطة باب السلام.

وأوضح مكتب الشؤون الإنسانية التابع للمنظمة الدولية أن الشاحنات التسع تنقل مواد غذائية ومعدات طبية، إضافة إلى تجهيزات لتنقية المياه وبناء ملاجئ.

ويشكل ذلك أول تنفيذ للقرار الذي أصدره مجلس الأمن الدولي في 14 يوليو الحالي، والذي يجيز عبور القوافل الإنسانية الآتية من تركيا والأردن والعراق الحدود السورية من دون موافقة الحكومة السورية المسبقة.

وتعتبر الأمم المتحدة أن هذه الآلية ستتيح مساعدة 2.9 مليون مدني سوري إضافي في مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

وينص القرار 2165 الذي تبناه مجلس الأمن بإجماع أعضائه، بمن فيهم روسيا، على عبور القوافل للحدود السورية عبر أربع نقاط حدودية، هي باب السلام وباب الهوا في تركيا، واليعروبية في العراق، والرمتا في الأردن.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى