أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 28 آب 2015

 

«داعش» يتحدى تركيا ويتوسع في «المنطقة الآمنة»

لندن، نيويورك – «الحياة»

شن تنظيم «داعش» هجوماً واسعاً أمس في ريف حلب الشمالي تمكن خلاله من طرد المعارضة من خمس قرى وتطويق مدينة مارع الاستراتيجية التي تُعتبر طريقاً أساسياً يربط مناطق المعارضة مع الحدود التركية. وشكّل الهجوم الذي أوقع عشرات القتلى من الطرفين واستخدم فيه «داعش» كما قال معارضوه، أسلحة كيماوية، تحدياً واضحاً للحكومة التركية التي كررت على مدى الأيام الماضية أنها على وشك التوصل إلى اتفاق نهائي مع الولايات المتحدة يتعلق بإقامة «منطقة آمنة» تحمي المعارضة من «داعش» والنظام في شمال سورية.

وتزامنت معارك ريف حلب مع بدء سريان اتفاق لوقف النار، تفاوضت عليه إيران و «حركة أحرار الشام»، في الزبداني قرب دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين بريف محافظة إدلب. ويُتوقع أن يبدأ اليوم الجمعة إخراج المصابين من المناطق الثلاث تمهيداً لـ «انسحاب آمن» لعناصر المعارضة من الزبداني في اتجاه مناطق سيطرتهم في شمال غربي البلاد.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الاشتباكات العنيفة استمرت خلال النهار أمس بين فصائل المعارضة وبين «داعش» في محيط مدينة مارع ومحيط قريتي حرجلة ودلحة بريف حلب الشمالي والتي تمكن مقاتلو التنظيم من السيطرة عليها وعلى قرى صغيرة أخرى خلال هجومهم الذي بدأ ليلة الأربعاء. ونقل «المرصد» عن معارضين اتهامهم «داعش» باستخدام غازات خلال قصف مواقعهم، علماً أن هذه المرة الثانية خلال أيام التي يتم فيها اتهام التنظيم باستخدام غازات سامة في قصف مارع ومحيطها. وتقع المدينة ضمن «المنطقة الآمنة» التي يجري الحديث عن اقامتها جنوب الحدود التركية. وفي هذا الإطار، أوردت وكالة «مسار برس» المعارضة أن «التنظيم سيطر فجر اليوم (أمس) على قرى حربل وحرجلة ودلحة وسندف قرب مارع في ريف حلب الشمالي بعد هجوم عنيف… أسفر عن مقتل أكثر من ٤٠ عنصراً من داعش، بينهم ٢٠ قتلوا أثناء تسللهم من قرية تلالين إلى الصوامع المحيطة بمدينة مارع، في حين قام التنظيم بأسر ٤ عناصر من الثوار وقتل نحو ٢٠ آخرين». وأعطى «المرصد» حصيلة لقتلى «داعش» بلغت 18 قتيلاً. وتشهد مارع حالياً حركة نزوح كبيرة، في ظل مخاوف من تصاعد المواجهات حولها. وقال «داعش» في بيان إنه بات يحاصرها من كل الجهات تقريباً.

وفي نيويورك، تسارعت التحضيرات في الأمانة العامة للأمم المتحدة لإنشاء لجنة التحقيق الخاصة بتحديد الجهات التي تستخدم السلاح الكيماوي وغاز الكلورين في هجمات عسكرية في سورية، إذ كان منتظراً أمس أن يقدم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «مقترحه حول تشكيل اللجنة وعملها وصلاحياتها» الى مجلس الأمن، على أن تبدأ خطوات تشكيلها مطلع أيلول (سبتمبر) المقبل.

وقال ديبلوماسيون إن بان سيطرح مقترحه حول عمل اللجنة تطبيقاً لقرار مجلس الأمن ٢٢٣٥ الذي أقر تشكيلها، على أن تكون مشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية. وعلى رغم أن القرار لم يحدد آلية للمحاسبة، بل اكتفى بالتشديد على أهمية إجرائها، إلا أن أهميته تتمثل في أنه وضع آلية لتشكيل لجنة تحقيق دولية جديدة تتجاوز في صلاحياتها لجنة تقصي الحقائق القائمة حالياً، إذ أن اللجنة الجديدة لن تكتفي بإثبات حصول هجمات بأسلحة كيماوية، بل تمتد مهمتها لتحديد أسماء المسؤولين عن القيام بهذه الهجمات أو التخطيط لها.

 

«جبهة النصرة» تتقدم نحو مطار عسكري في إدلب

بيروت – أ ف ب

ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، اليوم، أن «جبهة النصرة» ومقاتلين إسلاميين أحرزوا تقدماً في اتجاه مطار أبو الظهور العسكري، آخر نقطة عسكرية تابعة لقوات النظام في محافظة إدلب شمال غربي سورية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «تشن جبهة النصرة ومقاتلون من فصائل إسلامية منذ أمس هجوماً عنيفاً على مطار ابو الظهور العسكري المحاصر منذ أكثر من سنتين، وتمكن المهاجمون من السيطرة على البوابة الرئيسة للمطار من الجهة الشمالية وعلى نقاط عدة عند أطرافه».

وأوضح المرصد ان «أعداداً كبيرة من المقاتلين، هاجموا المطار تتقدمهم مجموعات انتحارية اقتحمت بوابة المطار الرئيسة بواسطة دراجات نارية».

ولا تزال المعارك مستمرة بين الطرفين، وتترافق مع غارات جوية مكثفة ينفذها الطيران التابع للنظام على محيط المطار الواقع في جنوب شرقي مدينة ادلب، ومع قصف عنيف لمواقع المقاتلين.

وتسببت المعارك والتفجيرات بمقتل 16 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، و18 عنصراً من «جبهة النصرة» وحلفائها.

ونقل «التلفزيون السوري الرسمي» في شريط عاجل عن مصدر عسكري أن «الوحدات المدافعة عن مطار أبو الظهور في ريف إدلب وبإسناد سلاح الجو تتصدى لمحاولات اعتداء على المطار، وتقضي على أعداد من إرهابيي جبهة النصرة وتدمر أسلحتهم ومعداتهم».

ويتعرض مطار أبو الظهور لهجمات متكررة منذ سنتين في محاولة للسيطرة عليه، وباتت محافظة إدلب بمجملها خارج سيطرة قوات النظام، باستثناء هذا المطار وبلدتي الفوعة وكفريا.

 

اتفاق على هدنة لمدة يومين في ثلاث بلدات سورية

بيروت – رويترز، أ ف ب

ذكر مصدران أمس (الأربعاء) إن مقاتلي المعارضة السورية والجيش النظامي وجماعة «حزب الله» اللبنانية اتفقوا على هدنة لمدة يومين في بلدة الزبداني التي تسيطر عليها المعارضة قرب حدود لبنان، بالإضافة إلى قريتين في محافظة إدلب.

وقال المصدران المطلعان على المفاوضات إن «الهدنة ستبدأ الساعة السادسة صباحاً (03:00 بتوقيت غرينتش) اليوم».

وأكد “المرصد السوري لحقوق الانسان” اليوم ان “وقفاً لاطلاق النار لمدة 48 ساعاة ابرم بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة في ثلاث بلدات سورية”.

وكانت هدنة مماثلة عقدت سابقاً هذا الشهر في المناطق نفسها، لكنها انهارت بعد تمديدها إلى 72 ساعة ودارت منذ ذلك الحين معارك ضارية.

 

الجبير: لا مكان للأسد في سورية وموقف السعودية واضح

لندن – «الحياة»

أجرى وزير الخارجية عادل الجبير محادثات مع نظيره البريطاني فيليب هاموند، تركزت على الملف السوري والتدخلات الإيرانية في المنطقة، والوضع في اليمن.

وأكد الوزير الجبير في مؤتمر صحافي عقده مع هاموند ليل أول من أمس في لندن، أن «رحيل بشار الأسد من الحكم في سورية، عبر عملية سياسية أو عبر هزيمة عسكرية هو تحصيل حاصل، فلا مستقبل له في البلاد»، مضيفاً أن «موقف المملكة من رحيل الأسد ومن تلطخت أيديهم بالدماء، موقف واضح لا مساومة فيه».

وأشار الجبير إلى أن المملكة «ملتزمة وشركاؤها بمساعدة اليمن مستقبلاً في إعادة الإعمار، والنهوض بالأوضاع الاقتصادية في البلاد، وأن الحل في اليمن هو سياسي، ونأمل بأن يتمكن اليمنيون من تطبيق القرار الأممي ٢٢١٦، والتحرك بالبلاد نحو مستقبل أفضل وأكثر أمناً واستقراراً».

ونوه بالمحادثات التي أجراها في لندن، وقال: «كانت محادثات مثمرة وبناءة مع الوزير هاموند حول القضايا الإقليمية ومستجداتها في اليمن وسورية وملف الاتفاق النووي، وأنا سعيد بزيارتي الأولى لبريطانيا وزيراً للخارجية».

 

الأمم المتحدة تحدد مقاييس التحقيق في هجمات كيماوية في سورية

الامم المتحدة (الولايات المتحدة) – أ ف ب

وجه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس (الخميس)، رسالة الى مجلس الامن الدولي يفصل فيها مقاييس وكيفية اجراء تحقيق في شان الهجمات الكيماوية الاخيرة في سورية خصوصاً باستخدام “الكلور”.

وطرح بان في رسالته الواقعة في سبع صفحات تكليف ثلاثة خبراء مستقلين بالتحقيق تدعمهم فرق متمركزة في لاهاي ونيويورك.

وقال ديبلوماسيون ان امام المجلس خمسة ايام لتحديد موقفه من الرسالة.

وفي حال عدم وجود اي اعتراض يبدا حينها الامين العام انتداب الخبراء “على قاعدة الخبرة المهنية” ومع احترام “قاعدة جغرافية تتسع دائرتها قدر الامكان”.

واحدث مجلس الامن بموجب قرار اميركي في الاصل تبناه في 7 آب (اغسطس) “آلية تحقيق مشتركة” بين الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيماوية.

ويهدف الى “تحديد الافراد والكيانات والمجموعات والحكومات” التي تنظم او ترعى او تنفذ هجمات بالاسلحة الكيماوية.

وتنسب دول غربية عدة الهجمات لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، لكن دمشق تنفي ذلك، في حين تعتبر حليفتها روسيا انه لا توجد ادلة دامغة على تورط السلطات السورية.

وجاء في رسالة الامين العام ان المهمة ستكون بقيادة ثلاثة خبراء مستقلين “يدعمهم فريق من المهنيين يتجمعون في ثلاثة مستويات مكتب سياسي مقره نيويورك ومكتب تحقيق مقره لاهاي مكلف التحاليل العلمية وقسم للدعم اللوجستي مقره نيويورك”.

ولا تحدد الرسالة العدد الاجمالي لمن سيكلفون التحقيق ولا تاريخ بداية التحقيق الميداني. وسيكون امام الخبراء 90 يوما لتقديم تقريرهم الاول.

وسيكون بامكانهم التحقيق في اماكن الهجمات المفترضة وايضا في المستشفيات التي عولج فيها الضحايا.

وسيكون بالامكان مد التحقيق الى “اي مكان آخر” في سورية بما فيها المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة وايضا الى الدول المجاورة عند الاقتضاء.

وشدد بان على ضرورة “التعاون التام لاطراف (النزاع) كافة وضمنها الحكومة السورية وباقي الاطراف المعنية” خصوصا المعارضة المسلحة في التحقيق.

وشدد على ضرورة ان يصل المحققون الى الاماكن المشبوهة والشهود والمؤشرات المادية وعلى ضرورة ان تلتزم الاطراف كافة بهدنة في الاماكن التي يجري فيها التحقيق.

 

إنقاذ 3000 مهاجر في البحر المتوسط والعثور على جثث 55 شخصاً

روما – رويترز

أعلن خفر السواحل الإيطالي إنقاذ حوالى 3000 مهاجر والعثورعلى أكثر من 50 جثة على قوارب قرب ساحل ليبيا أمس.

وعثرت فرق الإنقاذ على متن السفينة السويدية “بوسايدون” التي تعمل ضمن مهمة الإنقاذ التابعة للاتحاد الأوروبي على 51 جثة في زورق كان يقل أيضاً 439 ناجياً.

ولم يذكر خفر السواحل سبب الوفاة التي تضاف إلى ما يعتقد أنه تجاوز 2300 قتيل حتى الآن، وفقاً لإحصاءات المنظمة الدولية للهجرة.

وعثر على جثث ثلاث نساء على زورق مطاطي يحمل 120 شخصاً. وجرى إنقاذ شخص واحد مع أكثر من 100 آخرين كانوا على متن زورق آخر بعد ذلك بوقت قصير.

ونسق خفر السواحل في روما 10 عمليات إنقاذ، اليوم، استجابة لنداءات استغاثة.

وقالت الناطقة باسم خفر السواحل الإيطالي إنها “جاءت جميعها من زوارق تواجه مصاعب في منطقة تبعد نحو 50 كيلومتراً من الساحل الليبي”.

ويبحر آلاف المهاجرين، وخصوصاً من أفريقيا والشرق الأوسط، آملين بالوصول إلى أوروبا. وكثيراً ما يكون ذلك في قوارب صغيرة مكتظة بالمهاجرين على نحو خطير. وغالباً ما تكون القوارب غير مجهزة لعبور البحر المتوسط.

 

مدّ هدنة الزبداني والفوعة وكفريا وإجلاء المصابين منها يبدأ اليوم

نيويورك – علي بردى العواصم – الوكالات

اتفق الجيش السوري و”حزب الله” ومقاتلو المعارضة السورية على تمديد وقف النار الذي بدأ في السادسة من صباح امس في مدينة الزبداني بريف دمشق التي تسيطر عليها المعارضة وبلدتي الفوعة وكفريا اللتين تقطنهما غالبية شيعية في محافظة اللاذقية.

وقالت مصادر مطلعة من الجانبين لـ”رويترز” إنه تقرر تمديد وقف النار يوما آخر ليستمر ثلاثة أيام. واضافت إن الطرفين اتفقا على تسهيل إجلاء المصابين من الزبداني وكفريا والفوعة في محافظة إدلب اعتبارا من اليوم.

وفي تطور آخر، انتزع تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) أراضي جديدة من أيدي مقاتلين معارضين في شمال سوريا ليتقدم في منطقة تعتزم تركيا والولايات المتحدة أن تفتحا فيها جبهة جديدة ضد التنظيم المتشدد بالتنسيق مع جماعات معارضة هناك. ص11

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له ان التنظيم اقدم على صلب ثلاثة مواطنين وهم احياء في مدينة الميادين بمحافظة دير الزور في شرق سوريا بتهمة “التحرش” بالنساء .

في غضون ذلك، أكدت وزارة الخارجية الروسية إجراء مشاورات روسية-أميركية لتسوية الأزمة السورية على مستوى المبعوثين. وأوضحت الناطقة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا أن نائب وزير الخارجية مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، سيلتقي المبعوث الأميركي الخاص الى سوريا مايكل راتني الذي يزور موسكو حاليا.

ونفت زاخارفا ما يتردد عن زيادة المساعدات العسكرية الروسية المقدمة للحكومة السورية.

وقالت: “لا توجد لدينا أية معلومات عن مزاعم زيادة المساعدات العسكرية الروسية لسوريا”.

وكان بعض وسائل الإعلام الروسية والغربية قد أشار اخيراً إلى أن روسيا سلمت سوريا عددا من طائرات “ميغ” الحربية، في إشارة إلى استمرار تسليح موسكو لنظام الرئيس بشار الأسد.

 

“مرجعيات” التحقيق في الغازات

وفي نيويورك، طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون من مجلس الأمن الموافقة على توصيات طلبت منه في القرار 2235 في شأن مرجعيات آلية التحقيق المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، والتي ستكلف التحقيق في استخدام غاز الكلور وغيره من المواد السامة سلاحاً في سياق الحرب السورية، وتحديد المسؤولين عن ذلك أملاً في محاسبتهم.

وفي امكان أعضاء مجلس الأمن أن يقدموا أي اقتراحات إضافية أو تعديلات الى الأمين العام في غضون خمسة ايام قبل اعلانه تشكيل لجنة التحقيق الدولية هذه وتسمية رئيسها وأعضائها.

 

أعباء اللاجئين

على صعيد آخر، طالب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة ستيفن أوبراين أعضاء مجلس الأمن بـ”محاسبة” انتهاكات القانون الإنساني الدولي أياً يكن الطرف الذي يرتكبها في سوريا، داعياً أيضاً الى “ايجاد طريقة أفضل” لتقاسم أعباء استضافة اللاجئين السوريين.

وقدم أوبراين افادة الى أعضاء مجلس الأمن عن زيارته الأخيرة لسوريا ومدى التزام الأطراف القرارات 2139 و2165 و2191 الخاصة بالأوضاع الإنسانية هناك، فقال إنه منذ بدء النزاع “قتل أكثر من ربع مليون شخص في سوريا وجرح أكثر من مليون. ونزح 7.8 ملايين نسمة داخل البلاد. وكان على أكثر من مليون شخص أن يتركوا بيوتهم هذه السنة وحدها”، مضيفاً أن “أكثر من أربعة ملايين نسمة عبروا الحدود في بحثهم البائس عن النجاة والمستقبل”. ودعا الى “ايجاد طريقة أفضل وأكثر استدامة من أن يتقاسم المجتمع الدولي العريض أعباء استضافة اللاجئين السوريين”. وأكد أنه “في تموز، لم يصل الطعام أو أي معونة انسانية من الأمم المتحدة الى المناطق المحاصرة التي يعيش فيها نحو 422 ألف نسمة”.

ونفى المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري قصف القوات الحكومية دوما، متهماً الجماعات الإرهابية بذلك. وقال إن “التدخل الخارجي في الأزمة في سوريا هو سبب الإرهاب وتأخر الحل السياسي”.

 

هدنة الزبداني تتجدد .. ترقب في وادي بردى

طارق العبد

مجدداً تطرق الهدنة أبواب كل من الزبداني وكفريا والفوعة بشروط ومعطيات مختلفة، وسط قطبة مخفية حول مناطق وادي بردى، التي يسود فيها جو من الترقب مع اشتداد المعارك في المنطقة خلال الأيام الأخيرة.

ومع دخول الهدنة يومها الثاني، أكد مصدر مطلع على مجريات التفاوض تفاصيل الاتفاق المرحلي، مشيراً إلى الحديث للمرة الأولى عن امكانية شمول الهدنة للمناطق المجاورة للزبداني، في مضايا وبقين ووادي بردى.

ويشمل الاتفاق على البدء اليوم في إخراج الجرحى عبر الصليب الأحمر من الزبداني إلى إدلب ومن ثم إلى تركيا، ومن كفريا والفوعة إلى اللاذقية، وهو بند لم يتم حسمه بعد إذ ما زال قيد التفاوض.

وبحسب المصدر يشهد يوم غد (السبت) نقل المسنين والعجزة عبر الطريق ذاته على أن تُمَدَّد الهدنة يومين إضافيين لبحث آخر النقاط، وهي مسألة خروج المسلحين أنفسهم من المنطقة وهو ما رفضته حركة «أحرار الشام» في الاتفاق الماضي، واعتبرت انه يقود لتهجير أهالي الزبداني ووادي بردى بحسب قولهم، ما أسفر عن نسف الهدنة وتجدد المعارك.

في المقابل، قلل مصدر معارض في وادي بردى من جدية الاتفاق، ولكنه أقر بصعوبة الوضع الميداني أكثر من أي وقت مضى، مشيراً إلى أن مقاتلي المعارضة المسلحة باتوا محاصرين في مساحة ضيقة، وعددهم مع عائلاتهم لا يتجاوز 900 شخص. وأشار المصدر إلى أن مسالة خروج المسلحين من المنطقة غير واردة.

ويربط مصدر مقرب من حركة «أحرار الشام» بين التفاوض في الزبداني واشتداد المعارك حول الفوعة وكفريا، اللتين أصبحتا في مرمى صواريخ «جيش الفتح» بشكل كامل.

صعوبة المشهد الميداني هي السبب الأساسي لطلب التفاوض أيضا بحسب ما يقول مصدر محلي مطلع على مجريات التفاوض، فما يقوم به مقاتلو «الجيش الحر» و «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» ليس أكثر من استنزاف لإطالة المواجهة لا أكثر، لأن مسلحي المنطقة يدركون جيداً أن سيطرة الجيش السوري و «حزب الله» على الزبداني باتت مسألة وقت.

غير أن المصدر لفت إلى أهمية الطرح حيال كل من مضايا وبقين ووادي بردى، ذلك أنها مناطق تحت سيطرة المسلحين على الرغم من أنها خاضعة بشكل أو بآخر لاتفاق «مصالحة وطنية»، ولكن سيطرة الجيش السوري على الزبداني تعني أن هذه المناطق باتت «مكشوفة» و «أمام خطر كبير»، وهو ربما ما دفع المسلحين للتفاوض حول إيجاد حل لمنطقة تؤوي كثيراً من المدنيين من جهة، وتقع على مقربة من دمشق ومنابع المياه التي ترويها، ولتجنيبها خطر معركة لن تكون عواقبها في مصلحتهم.

 

أكثر من سبعين جثة مهاجر في الشاحنة المتوقفة على جانب طريق عام في النمسا

فيينا- (أ ف ب): تم انتشال جثث اكثر من سبعين مهاجرا من الشاحنة التي عثر عليها الخميس متروكة على حافة طريق عام في شرق النمسا بالقرب من المجر وسلوفاكيا، على ما اعلن متحدث باسم وزارة الداخلية المجرية الجمعة.

 

وكان المتحدث الكسندر ماراكوفيتس اعلن لوكالة فرانس برس الخميس العثور على ما بين عشرين وخمسين جثة اثر اكتشاف الشاحنة قبل الظهر وكان من الصعب وضع حصيلة دقيقة نظرا الى حالة تحلل الجثث.

 

ولم ترد أي معلومات عن هوية هؤلاء المهاجرين أو اعمارهم أو جنسياتهم، على ان تعقد شرطة ولاية بورغنلاند الشرقية حيث تم العثور على الشاحنة مؤتمرا صحافيا في الساعة 11,00 (9,00 تغ).

 

والشاحنة البالغة زنتها 7,5 اطنان تحمل لوحة تسجيل مجرية وعليها شعار شركة سلوفاكية للدواجن ولم يعثر على سائقها.

 

وفتحت الشرطتان النمساوية والمجرية تحقيقا مشتركا.

 

وكشف عن هذه الماساة الجديدة في وقت تشارك المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في فيينا في قمة مع قادة غرب البلقان الذين طالبوا ب”خطة عمل” اوروبية لاحتواء المهاجرين.

 

وقالت ميركل “لقد صدمنا جميعا بهذه الانباء الفظيعة” معتبرة انه “تحذير لكي نبدأ العمل ونحل هذه المشكلة ونبدي تضامنا”.

 

العثور على عشرات اللاجئين من سوريا ماتوا اختناقا في شاحنة نمساوية لنقل اللحوم المشوية

وزيرة الداخلية تصف الحادثة بـ«اليوم الأسود» والشرطة تتوعد المهربين

حسين مجدوبي‎

‎ مدريد ـ «القدس العربي»:في واحدة من أكثر قصص اللاجئين مأساوية، أعلن رئيس الوزراء النمساوي فرنر فايمان، أن «عدد الجثث التي تم العثور عليها الخميس داخل شاحنة متروكة على أحد الطرقات في ولاية بورغنلاند شرقي البلاد، ويعتقد أنها لمهاجرين غير شرعيين، يبلغ 50 جثة على الأكثر».

جاء ذلك في مؤتمر صحافي، الخميس، جمعه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية، فيدريكا موغريني، ورئيس الوزراء الصربي الكسندر فوجيتش، وذلك في إطار «قمة غرب البلقان 2015» في العاصمة النمساوية فيينا.

وقال فايمان في المؤتمر إنه «عُثر على قرابة 50 جثة داخل شاحنة في طريق يربط مدينتي بيرندولف ونيوسيدل بولاية بورغنلاند، ويتراوح العدد بين 20 و50، حيث من الصعب التعرف على الجثث بسبب تعفنها، ولذلك لم يتم تحديد الرقم الدقيق لعدد الجثث».

من جانبها، اعتبرت المستشارة الألمانية العثور على الجثث داخل الشاحنة أمرا مروّعا، مضيفةً أن «هذا الحادث يعد تحذيرا من أجل التغلب على مشكلة اللاجئين».

بدورها، لفتت وزيرة الداخلية النمساوية جوهانا ميلك-ليتنر، في مؤتمر صحافي، أن العثور على الجثث أصاب الجميع بالحزن، مؤكدة ً أن مهربي البشر لا يفكرون سوى بربحهم دون الاكتراث باللاجئين، معتبرة ما حدث أنه «يوم أسود».

وذكرت ليتنر أنهم سيشددون من عمليات التدقيق على الشاحنات الدولية وفي المناطق الحدودية، وأنهم سيجرون تعديلات قانونية بأقرب وقت ممكن لمكافحة تهريب البشر.

وذكرت الشرطة النمساوية، أمس الخميس، أنه تم العثور على عشرات من الجثث للاجئين في سيارة مهربين معدة لنقل اللحوم، على أحد الخطوط السريعة في البلاد.

وأوضحت الشرطة أن السيارة كانت على الطريق السريع (ايه 4) جنوب العاصمة النمساوية فيينا.

وأوضح متحدث باسم وزارة الداخلية النمساوية أمس في فيينا: «أنها كانت شاحنة ممتلئة بالجثث».

وأضاف أنه يتم العمل الآن في موقع الحادث وانتشال الجثث، مؤكداً أنه سوف يتم البحث عن المهربين بكل السبل.

وأشار إلى أنه لا يمكن التأكيد حتى الآن ما إذا كان اللاجئون أصيبوا بالاختناق أثناء نقلهم أم لا، كما رجحت بعض وسائل الإعلام.

وذكرت وسائل إعلام نمساوية أن حوالى 50 لاجئا يعتقد أنهم من الجنسية السورية ماتوا اختناقا وعثر‎ عليهم يوم الأربعاء من الأسبوع الجاري في بلدة باندروف النمساوية المتاخمة‎ شرقا للحدود الهنغارية‎، وذكر أن بينهم نساء وأطفالا.

وتتحدث جريدة «كرون» النمساوية عن كيف تم ترك ‏الشاحنة‎ منذ أيام بالقرب من محطة للبنزين حتى العثور عليها يوم الأربعاء من ‏الأسبوع‎ الجاري‎، ولا تستبعد ‎ الجريدة ارتفاع العدد إلى 50 ضحية.

يذكر أن الشاحنة التي جرى فيها تهريب الضحايا متخصصة ‏في نقل‎ اللحوم المشوية، وبدل نقل لحوم الأبقار والخرفان والدجاج، فقد نقلت هذه ‏المرة‎ اللحوم البشرية التي اكتوت بحرارة الشمس وتعرضت للاختناق، حسب تعليقات وسائل الإعلام.

وقدمت الصحافة النمساوية صورة الشاحنة وهي متوقفة، وتحمل الصورة الإشهارية للحوم ‏وتقارنها‎ بالضحايا، في صورة تعكس قساوة واقع اللاجئين السوريين‎.

وتشير المعلومات الأولى إلى أنه تمت ملاحظة السيارة على الطريق من جانب موظفة في خدمة الطرق السريعة قامت باستدعاء الشرطة.

وأضافت أنه لم يتضح حتى الآن موعد توقف السيارة.

وتجري الشرطة تحقيقا حول دخول الشاحنة من هنغاريا والمسؤولين عن ‏عملية التهريب‎ التي انتهت بمأساة حقيقية. لكن كل هذه التطورات تبقى ثانوية أمام الواقع المر‎ الذي يمر به اللاجئون السوريون هربا من الدمار والحرب والقتل، حيث ‏يلقون‎ حتفهم عند الحدود البرية مع الدول العربية التي ترفض استقبالهم، وبحرا في مياه‎ البحر المتوسط، محاصرين من النظام وتنظيم «الدولة الإسلامية».

 

الشرطة: إصابة 10 مهاجرين سوريين في انقلاب حافلة في المجر

بودابست – (رويترز) – قالت الشرطة المجرية في بيان على موقعها الالكتروني إن 10 مهاجرين سوريين أصيبوا في وقت مبكر الجمعة حينما انقلبت حافلة صغيرة على طريق ام5 السريع. وذكرت الشرطة أن الحافلة كان يقودها مواطن روماني يشتبه في أنه يهرب المهاجرين.

 

وأضاف البيان أن الشرطة عثرت على 18 مهاجرا سوريا على الأقل بينهم عشرة مصابين قرب الطريق السريع خلال الليل ربما كانوا يستقلون الحافلة حينما انقلبت على طريق يؤدي للعاصمة بودابست. ونقل المصابون إلى المستشفى لتلقي العلاج.

 

مسؤول: ليبيا تنتشل 82 جثة بعد غرق قارب للمهاجرين أمام سواحلها

طرابلس – (رويترز) – قال مسؤول في الهلال الأحمر الليبي الجمعة إن ليبيا انتشلت 82 جثة جرفتها المياه إلى الشاطئ بعد غرق قارب مكتظ بالمهاجرين قرب بلدة زوارة بغرب البلاد.

 

وأضاف المسؤول ويدعى إبراهيم العطوشي أن حوالي مئة شخص مازالوا مفقودين وأنه جرى إنقاذ نحو 198 مهاجرا.

 

وغرق القارب الخميس بعد أن غادر زوارة وهي نقطة انطلاق رئيسية يستخدمها المهربون لنقل مهاجرين من افريقيا جنوب الصحراء أو سوريا إلى إيطاليا.

 

مقتل 16 عنصرا من الجيش السوري في اشتباكات بمطار أبو الظهور العسكري

إدلب – (د ب ا) – لا تزال الاشتباكات مستمرة بين قوات الجيش السوري والمسلحين الموالين له من طرف، والفصائل الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من طرف آخر، في محيط مطار أبو الظهور العسكري المحاصر منذ أكثر من عامين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وأضاف المرصد السوري أن جبهة النصرة والفصائل شنوا هجوما عنيفا ليل الخميس على المطار بأعداد كبيرة، تتقدمها مجموعات “انغماسية” اقتحمت بوابة المطار الرئيسة بوساطة دراجات نارية، تمكنت خلاله من التقدم والسيطرة على البوابة الرئيسية للمطار، ترافق مع تنفيذ الطيران الحربي المزيد من الغارات على مناطق الاشتباك، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 16 عنصرًا على الأقل من قوات الجيش السوري، فيما ارتفع إلى 28 على الأقل عدد مقاتلي النصرة والفصائل الذين لقوا حتفهم، خلال الهجومين المتتالين أمس وقبل ثلاثة أيام.

 

كما سمع دوي انفجار عنيف صباح الجمعة في منطقة صوامع الحبوب في بلدة سراقب والتي تعد مقرًا لفصيل إسلامي، وتضاربت المعلومات، فيما إذا كان ناجمًا عن انفجار سيارة بالمنطقة أو انفجار في مستودع ذخيرة، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة.

 

وقصف الطيران المروحي بعد منتصف ليل الخميس- الجمعة مناطق في قرية بدوما بريف جسر الشغور، ما أدى لأضرار مادية، بينما القى الطيران المروحي بعد منتصف ليل الخميس عدة براميل متفجرة على مناطق في بلدتي البارة وكنصفرة بجبل الزاوية، ومناطق أخرى في بلدة ترملا بجبل شحشبو، ما أدى لسقوط جرحى.

 

الأكراد يبدأون مشروع دويلتهم في سوريا بعزل «تل أبيض» عن الرقة وإلحاقها بكانتون «عين العرب»

سلامي محمد

الرقة ـ «القدس العربي»: استقبلت مدينة تل أبيض في ريف الرقة شمال سوريا، قبل يومين وسط انتشار أمني مكثف، كلاً من رئيس الحاكمية المشتركة لكانتون الجزيرة حميدي دهام الجربا متزعم ميليشيا «جيش الصناديد»، وشريكته «هدية عباس»، بهدف التوقيع على اتفاقية فصل المدينة عن تبعيتها لمحافظة الرقة، وإلحاقها بكانتون «عين العرب ـ كوباني» المسيطر عليه من قبل القوات الكردية.

وتناقلت وسائل إعلامية كردية وأخرى عربية موالية للأكراد، أن لجنة المجلس المحلي في الإدارة الذاتية في تل أبيض، اعتبرت أن مدينة تل أبيض هي إحدى المدن التابعة لكانتون كوباني، وأنها ستكون تابعة إداريا إلى كانتون كوباني التابع بدوره لمحافظة حلب، مما سيجعلها جزءا في المشروع الكردي الهادف إلى إنشاء ما يعرف بـ»غرب كردستان».

وقال الناشط الإعلامي «أبو البراء» لـ «القدس العربي» خلال اتصال خاص معه، ضم مدينة تل أبيض إلى كانتون عين العرب، جاء بتغطية شخصيات عربية موالية للوحدات الكردية، وموافقتهم على مشروع التقسيم جاء عقب تشكيل «حزب العمال الكردستاني» والهيئات المدنية لبعض الشخصيات العربية والتركمانية، في الـتاسع من شهر تموز/يوليو المنصرم، ما يعرف بـ»مجلس الأعيان»، الذي تألف من 50 عضوا، كان نصيب العرب السوريين منه 35 عضوا، و10 أعضاء من الأكراد، و5 من التركمان.

وأضاف: «الجربا لا يخفي تحالف ميليشياته التي يتجاوز عددها حوالي 1000 عنصر، مع وحدات حماية الشعب الكردية، إذ أن هذه الميليشيا التابعة تعمل على حراسة وتأمين الآبار النفطية في المنطقة، والتي يتقاسم عوائدها مع حلفاء السر والعلن»،على حد وصف المصدر.

حملة «الرقة تذبح بصمت»، عقبت بدروها على التغير الديمغرافي الذي يقوم به الأكراد في تل أبيض بالقول: «تلك الخطوة من وحدات حماية الشعب، جاءت من أجل فرض واقع جديد على الجغرافيا السورية في ظل ظروف الحرب ليكون ثابتا مستقبلا عندما تنتهي الأزمة، كتلك الخطوات التي عمل الأكراد بها إبان الأزمة العراقية، ومشكلة محافظة كركوك العراقية التي تم اتباعها لإقليم كردستان شمال العراق».

لواء ثوار الرقة التابع للمعارضة السورية، والمنضوي تحت راية «غرفة عمليات بركان الفرات» إلى جانب وحدات حماية الشعب الكردية، نفى بدروه في بيان رسمي الأنباء التي تواردت عن حضور «أبو عيسى» في استقبال حميدي دهام الجربا، كما نفى قائد ثوار الرقة، صحة الأخبار عن «موافقته على خروج مدينة تل أبيض من تبعيتها لمحافظة الرقة، ورفض وضع يدنا بيد كل من يحاول اقتصاص ذرة تراب من أرض سوريا وسنكون سدا منيعا بوجه أي محاولة تقسيم في المنطقة»،على حد وصفه، وكان اللواء من المشاركين في السيطرة على تل أبيض، وطرد تنظيم «الدولة» منها في وقت سابق.

 

هدنة جديدة مؤقتة في الزبداني: 3 ملفات تحسم المفاوضات

رامي سويد

توصّلت حركة “أحرار الشام الإسلامية”، أكبر فصائل المعارضة في شمال سورية، والتي تسيطر أيضاً على مدينة الزبداني، غرب دمشق، إلى اتفاق هدنة جديد مع قوات النظام وحزب الله اللبناني في محيط مدينة الزبداني وبلدتي الفوعة وكفريا، بغرض إفساح المجال لاستئناف المفاوضات بين الجانبين حول تبادل السيطرة على تلك المناطق.

وتحاصر قوات المعارضة المسلحة بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب، شمال سورية، واللتين تسيطر عليهما مليشيات محلية موالية للنظام السوري، فيما تحاصر قوات النظام وحزب الله مدينة الزبداني منذ نحو شهرين.

وعلمت “العربي الجديد” من مصادر مقرّبة من قيادة حركة “أحرار الشام”، أن ممثلي الحركة توصلوا لاتفاق مع مندوبين إيرانيين إثر مفاوضات في تركيا على هدنة مؤقتة مدتها 48 ساعة فقط تبدأ في الساعة السادسة صباح الخميس (أمس)، بهدف إكمال المفاوضات التي انطلقت منذ أسبوعين حول تطبيق اتفاق على فك قوات النظام وحزب الله الحصار عن الزبداني وخروج قوات المعارضة منها، في مقابل فك قوات المعارضة الحصار عن الفوعة وكفريا بريف إدلب وخروج المليشيات الموالية للنظام منها.

ولم تشمل الهدنة، بحسب مصادر “أحرار الشام” التي فضّلت عدم نشر اسمها، بلدتي مضايا وبقين، اللتين تسيطر عليهما قوات المعارضة بالقرب من مدينة الزبداني، غرب دمشق، وهو الأمر الذي قد يعقّد المفاوضات المرتقبة بين ممثلي “أحرار الشام” وإيران.

ويزيد استمرار قصف قوات النظام للبلدتين الواقعتين إلى الجنوب مباشرة من مدينة الزبداني من احتمالات تعثر المفاوضات، إذ قامت مروحية تابعة لقوات النظام، يوم الأربعاء الماضي، بإلقاء عدّة براميل متفجرة على مبانٍ سكنية شمال بلدة مضايا، ما أدى لمقتل عائلة مكوّنة من خمسة أشخاص وإصابة عشرة آخرين بجراح، بحسب مصادر طبية في البلدة.

عقبات المفاوضات

وينتظر أن تُستأنف المفاوضات قريباً بين “أحرار الشام” والمندوبين الإيرانيين، بعدما انهارت في الخامس عشر من الشهر الجاري بعد خلاف الجانبين حول عدد المعتقلين الذين سيفرج عنهم النظام من سجونه، مقابل سماح قوات المعارضة لمقاتلي المليشيات المتحصنة بالفوعة وكفريا بالخروج منها، إضافة إلى خلافات حول تفاصيل لوجستية تحدد آلية تطبيق فك الحصار الذي يفرضة النظام وحزب الله على الزبداني ومضايا وبقين، في مقابل فك قوات المعارضة الحصار عن الفوعة وكفريا.

وعرض المندوبون الإيرانيون إطلاق النظام السوري لمعتقلين بعدد يوازي الفرق بين عدد المقاتلين الذين ستسمح لهم قوات المعارضة بالخروج من الفوعة وكفريا وعدد مقاتلي المعارضة الذين سيخرجون من الزبداني.

وتقدّر مصادر المعارضة السورية عدد مقاتلي المليشيات المقرّبة من إيران الموجودة في الفوعة وكفريا بنحو سبعة آلاف مقاتل، في مقابل أقل من ألفين تابعين لقوات المعارضة في الزبداني. وكان المفاوضون الإيرانيون قد عرضوا إطلاق ألف معتقل من سجون النظام قبل أن يرفعوا العدد إلى أربعة آلاف ليغطي العدد الفرق بين عدد مقاتلي الجانبين المحاصرين. لكن ممثلي حركة “أحرار الشام” طلبوا الإفراج عن عشرين ألف معتقل دون أن يقبل المفاوضون الإيرانيون بذلك، لتنهار المفاوضات بين الجانبين.

وبالنسبة لعقدة المدنيين المحاصرين من قبل الجانبين، وعلى الرغم من أنه تم الاتفاق على مبدأ السماح بخروج من يرغب منهم من البلدات المحاصرة، لكن المفاوضين الإيرانيين طلبوا أن تقدم قوائم اسمية بأسماء جميع المدنيين الموجودين في الزبداني ومضايا وبقين، بالإضافة إلى تسوية أوضاع الراغبين منهم بالخروج لدى أجهزة الاستخبارات التابعة للنظام السوري وتقديمهم معلومات تفصيلية عن الأماكن التي يرغبون بالذهاب إليها، الأمر الذي رفضه ممثلو حركة “أحرار الشام”.

ويوجد في بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من قوات المعارضة أكثر من خمسة وعشرين ألفاً من المدنيين هم في الغالب من عائلات السبعة آلاف مقاتل المنضوين في المليشيات المحلية الموالية لإيران في البلدتين، الأمر الذي يزيد من تعقيد المفاوضات، خصوصاً وسط ترجيح احتمال رغبة معظمهم بالخروج من البلدتين في حال الاتفاق على خروج مسلحي المليشيات منهما.

وذلك على خلاف الوضع في الزبداني، التي بقي فيها نحو خمسمائة فقط من المدنيين بعد موجات القصف الذي نتج عنه نزوح مستمر للسكان عن المدينة خلال العامين الماضيين. لكن التعقيد يظهر من جديد في حال شملت المفاوضات المدنيين المحاصرين في بلدتي بقين ومضايا، حيث أوضح عضو المجلس المحلي في البلدة، أحمد البكور، أن بلدتي مضايا وبقين يوجد فيهما أكثر من ستين ألفاً، نحو خمسة عشر ألفاً منهم من النازحين من الزبداني. ويعاني هؤلاء، بحسب البكور، من ظروف إنسانية صعبة بسبب انقطاع معظم الإمدادات الطبية والغذائية عن البلدتين منذ بدء الحملة العسكرية على الزبداني منذ أكثر من شهرين.

اتفاق مستبعد

لكن المستشار القانوني للجيش الحر، أسامة أبو زيد، استبعد في حديث لـ”العربي الجديد”، أي احتمال للتوصل لاتفاق بسبب المسافة الكبيرة بين ثوابت الطرفين في المفاوضات؛ فحركة “أحرار الشام” ترفض بشكل مبدئي تكرار تجربة حمص التي تضمّنت خروج مسلّحي المعارضة والمدنيين في المناطق التي تسيطر عليها لتسيطر قوات النظام على مدينة حمص بالكامل. في المقابل لا يرى الإيرانيون أي قيمة للتفاوض على هدنة إنسانية طويلة الأمد يتم من خلالها فتح ممرات إنسانية للمحاصرين في الزبداني والفوعة وكفريا كالهدن الإنسانية المطبّقة في مناطق برزة ومعضمية الشام بمحيط دمشق. ويستدل أبو زيد على ذلك بأن هذه الهدن تمت باتفاقات بين النظام والمعارضة وليس بين الإيرانيين والمعارضة.

الحزام الأخضر

ويعتقد أبو زيد أن هدف الإيرانيين من المفاوضات التي سبقتها حملة عسكرية غير مسبوقة على الزبداني هو إجبار المعارضة على القبول بتسليم الزبداني كي تنضم إلى الحزام الأخضر الذي يسيطر عليه حزب الله اللبناني على الجانب السوري من الحدود السورية اللبنانية والذي تسعى إيران لأن يمتد من مدينة القصير بريف حمص حتى مدينة الزبداني، غرب دمشق.

نقاط الضعف

ولدى الطرفين المتفاوضين نقاط ضعف ستضغط عليهما في المفاوضات بحسب أبو زيد، إذ يضغط الحصار المفروض على الزبداني بشكل كبير على “أحرار الشام”، فيما يضغط وجود عشرات الآلاف من المسلحين والمدنيين من الموالين للنظام من الطائفة الشيعية الجعفرية تحت حصار المعارضة السورية في بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب على الإيرانيين. لكن أبو زيد يرجح أن تكون نقاط ضعف “أحرار الشام” في المفاوضات أكبر من نقاط ضعف الإيرانيين نظراً لعدم اكتراث إيران بالنهاية بمصير أبناء الفوعة وكفريا وعدم كون هاتين البلدتين في موقع استراتيجي حساس كحال مدينة الزبداني.

 

معارك قرب دمشق والنظام يبدأ هدم منازل حيّ المزّة

دمشق – وفا مصطفى

جرت مواجهات عنيفة، عصر اليوم الخميس، بين عناصر تابعة للنظام السوريّ وفصائل المعارضة ‏المسلّحة، في مدينة داريا بريف ‏دمشق الغربيّ، بينما بدأت قوات النظام أولى عمليات الهدم ‏لمنازل المدنيين في حيّ المزّة، جنوب غرب مركز العاصمة.‏

 

وأوضحت مصادر ميدانية لـ”العربي الجديد”، أنّ “اشتباكات عنيفة دارت عصر اليوم بين مقاتلي لواء ‏شهداء الإسلام من جهة، ‏وقوات النظام مدعومة بمليشيات موالية لها من جهة أخرى، إثر محاولة ‏الأخيرة استعادة مواقع على الجبهتين الشمالية والغربية ‏لمدينة داريا في ريف دمشق”.‏

 

بموازاة ذلك، كثّف النظام قصفه الجويّ والأرضيّ على المدينة، فاستهدف مناطق متفرقة ‏داخلها، أهمها منطقة الجمعيات، بنحو ‏‏30 برميلاً متفجراً، فضلاً عن عشرات الصواريخ من نوع ‏أرض ـ أرض، والأسطوانات المتفجرة والمدفعية الثقيلة.‏

 

وكانت قوات المعارضة قد سيطرت بداية الشهر الحالي، على منطقة الجمعيات وعدد من ‏المباني المطلة على مطار المزة ‏العسكري، ضمن سلسلة عمليات حملت اسم “لهيب داريا”، ‏وأسفرت عن مقتل عشرات من عناصر الحرس الجمهوري والفرقة ‏الرابعة، أو ما يدعى قوات ‏النخبة التابعة للنظام.‏‎ ‎

 

وفي سياق متصل، بدأت قوات النظام، اليوم، عمليات الهدم في حيّ المزة، أحد أهم أحياء ‏العاصمة، وذلك بعد نحو شهرين على ‏إرسالها إنذارات للأهالي بضرورة إخلاء منازلهم.‏

وأوضح عضو تنسيقية منطقة المزة، أبو مهند الشامي، أنّ “أهالي الحيّ، وبينهم نساء، اعتصموا ‏صباحاً قرب آخر خط بساتين ‏المزة، من جهة المتحلق الجنوبيّ، لمنع تقدّم الجرافات التي رافقها ‏نحو مئة عنصر تابعين لفرع الأمن العسكري 215”.‏

 

ووصل عدد المعتصمين، وفق الشامي، إلى نحو 500 شخص حاول الأمن تفريقهم بالقوة، ‏واعتدى على بعضهم بالضرب، ليقوم ‏لاحقاً بهدم منزلين يعودان لآل عودة وآل الميداني.‏

 

وأشار الناشط الإعلاميّ في تصريحه لـ”العربي الجديد”، إلى أنّ “العميد أسامة، وهو أحد ضباط ‏الفرع 215 التابع للنظام، طلب ‏من الأهالي أن يكتبوا أسماءهم على عريضة، مع رقم الهوية ‏والرقم الوطني ليتمّ رفعها إلى المحافظ”.‏

 

مأساة الشاحنة النمساوية: 71 سورياً قضوا اختناقاً

كشفت الشرطة النمساوية، الجمعة، أن عدد الجثث التي عثر عليها في شاحنة لنقل اللحوم المبرّدة بلغ 71. وأوضح رئيس شرطة إقليم بورغينلان  هانز بيتر دوسكوزيل، إن وثائق السفر التي عثر عليها بين الجثث هي وثائق سفر سورية، وهذا “يدفع للاعتقاد بأن هؤلاء من اللاجئين السوريين”. وأشار إلى أن الجثث تعود إلى 60 رجلاً وثمانية نساء، بالإضافة إلى 4 أطفال أعمارهم سنتين، وثلاثة، وثمانية.

 

وتشير الفحوص الأولية إلى الضحايا فارقوا الحياة قبل يوم ونصف اليوم أو يومين، وقضوا اختناقاً في الجزء الخلفي من شاحنة صغيرة لنقل اللحوم، قادمة من المجر، وتم اكتشاف الشاحنة خلال توقفها على طريق مهجور وتسرب سوائل ودماء منها، وكان من الصعب تحديد أعداد الضحايا فوراً نظراً لبدء تحلل الجثث.

 

وكان رئيس وزراء النمسا فرنر فايمان، قد قال فور تناقل نبأ الشاحنة إن “عدد الجثث التي تم العثور عليها الخميس داخل شاحنة متروكة على أحد الطرقات في ولاية بورغنلاند شرقي البلاد، ويعتقد أنها لمهاجرين غير شرعيين، يبلغ 50 جثة على الأكثر”. وجاء كلام فايمان خلال مؤتمر صحافي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية فيدريكا موغريني، ورئيس وزراء صربيا الكسندر فوجيتش، في العاصمة النمساوية فيينا، خلال قمة “غرب البلقان”.

 

وعلى إثر الحادثة، ألقي القبض على ثلاثة أشخاص يحملون الجنسية البلغارية وأحدهم لبناني في المجر، ويعتقد أن الرجال الثلاثة مسؤولون عن العملية وقيادة الشاحنة، حيث انطلقوا بهم من العاصمة المجرية بودابست صباح الأربعاء واتجّهوا إلى النمسا. واعتبرت الشرطة النمساوية أن هذه العملية جزء من عملية الاتجار بالبشر.

 

وتعود ملكية الشاحنة إلى شركة الدواجن السلوفاكية “هايزا”، حيث يظهر شعارها بشكل واضح على الشاحنة، لكن الشركة تقول إنها لم تعد تملك الشاحنة منذ زمن، لكن لم تقم الشركة بإزالة الشعار عنها.

 

“داعش” يطوق مارع..ويحاصر المعارضة

خالد الخطيب

شن تنظيم “الدولة الإسلامية” هجوماً واسعاً على مدن وبلدات ريف حلب الشمالي، منتصف ليل الخميس/الجمعة، على ستة محاور، نجح في أربعة منها. التنظيم فشل في المحورين الرئيسيين اللذين يستهدفان مدينة مارع، التي يسعى جاهداً لتطويقها، ومن ثم الانقضاض عليها، باعتبارها معقلاً بارزاً للمعارضة المسلحة شمالي حلب، وذات قيمة رمزية وثقل عسكري مهم في محافظة حلب.

 

المحاور التي نجح التنظيم بالتقدم فيها هي: بلدة حربل جنوب غربي مارع، وبلدة سندف في الشمال الغربي منها، وفي بلدتي دلحة وحرجلة على الحدود التركية السورية. التنظيم تمكن من السيطرة على بلدة حربل في وقت قياسي، ولم يواجه أية مقاومة تذكر من قبل كتائب المعارضة المرابطة في البلدة، باستثناء بعض الاشتباكات المتقطعة التي دارت بين الطرفين أثناء انسحاب المعارضة باتجاه مارع والشيخ عيسى.

 

كذلك تمكن التنظيم بالتزامن مع عملياته العسكرية على مختلف الجبهات، من دخول بلدة سندف، والسيطرة عليها، بعد معارك عنيفة ضد المعارضة التي سرعان ما استجمعت قواها وأعادت تحرير البلدة، ودخلتها مساء الخميس، وقتلت عشرة مقاتلين تابعين للتنظيم على الأقل، ودمرت آليات عسكرية تابعة له.

 

شمالاً وبالقرب من الحدود التركية، دارت معارك عنيفة على محوري دلحة وحرجلة التي نجح التنظيم في دخولهما بعمليات مفاجئة، وسيطر عليهما بعدما قتل عشرين مقاتلاً للمعارضة تابعين لـ”لواء السلطان مراد” وأسر آخرين. المعارضة عادت وبسطت سيطرتها من جديد على دلحة خلال ساعات النهار، على خلفية المعارك التي ظلت مستمرة إلى أن حل الظلام، ومعه كان التنظيم قد أعاد الكرة وسيطر على البلدة من جديد، ليبقى الوضع كما هو عليه بالقرب من الحدود السورية التركية.

 

أما المعارك الأعنف على الإطلاق، من حيث الخسائر البشرية للتنظيم والنتائج على الأرض، فقد كانت في محيط مارع، التي تقدم فيها التنظيم وسيطر على مواقع متقدمة في محيطها القريب، ومن بينها صوامع الحبوب التي تبعد مئات الأمتار عن مركز المدينة، بالإضافة إلى عدد من المباني والمزارع المرتفعة على أطراف المدينة. على جبهة مارع كان الثقل الأكبر للتنظيم، وزج بمقاتليه فيها على محورين: من دابق في الشرق ومن تلالين في الشمال.

 

المعارضة في مارع شنت هجوماً معاكساً على المواقع التي تحصن فيها التنظيم في محيط المدينة، ونجح مقاتلوها في محاصرة أعداد كبيرة من عناصر “الدولة” وقتلوا أكثر من خمسين منهم، وأسروا عدداً آخر. وعلى الرغم من تفجير سيارة مفخخة في مدخل المدينة من قبل انتحاري يقودها، تمكنت المعارضة من بسط سيطرتها من جديد على محيط المدينة، وعاد التنظيم إلى مواقعه الخلفية، ما عدا صوامع الحبوب التي ظل عناصره متحصنين فيها.

 

قائد “تجمع فأستقم كما أمرت” أبو قتيبة، أكد في حديثه لـ”المدن”، أن تنظيم “الدولة” يُكثف جهوده العسكرية للسيطرة على مارع، باعتبارها بوابة السيطرة الكاملة على ريف حلب الشمالي، وتعتبر الخطوة الأولى في “تمدده اللامحدود الذي لن يقف عند حدود متوقعة”.

 

وعن المعارك التي جرت، الخميس، ضد التنظيم في مارع، علّق أبو قتيبة: “يعود الدور الأكبر في نجاح المعارضة بالتصدي للتنظيم لجغرافية المنطقة والثقل العسكري الذي تمثله المدينة، بالإضافة إلى استبسال ابنائها في الدفاع عنها، وهذا ما حال دون سقوطها في يد التنظيم الذي يئس من محاولاته المتكررة، وبدأ يخطط لحصارها وتطويقها من جميع الجهات”.

 

وأضاف أبو قتيبة أنه لابد من عمل جاد يجمع فصائل غرفة عمليات “فتح حلب”، ويضع خططاً عسكرية منظمة لوقف تمدد التنظيم ودحره من المواقع التي سيطر عليها خلال الشهرين الماضيين. كما شدد على ضرورة تطهير صفوف المعارضة والمناطق الخاضعة لسيطرتها من عملاء التنظيم، باعتبارهم الذراع القوية للتنظيم داخل مناطق المعارضة، والذين كان لهم الدور الكبير في سقوط عدد من المدن والبلدات بريف حلب الشمالي.

 

منذ مطلع العام 2015، والمعارضة المسلحة تأخذ موقع المتلقي لضربات التنظيم المتتالية. وفي كل مرة ينجح التنظيم بالتقدم في اطار عملياته التوسعية باتجاه الغرب بريف حلب الشمالي، تنتفض المعارضة لفترة قصيرة من الزمن من أثار الصدمة بعد كل خسارة، وسرعان ما تعود إلى سباتها العميق والانخراط مجدداً بمسلسلات التخوين والتنصل من مسؤولية الخسارات المتلاحقة، التي تتلقاها على يد التنظيم من جهة، والنظام من جهة أخرى.

 

لن يتوقف التنظيم عن محاولاته التوسعية، حتى لو أعاقت تقدمه جبهة مارع التي سيتركها حتى يُنهك مقاتليها، بينما يُشعل جبهات أخرى ويسيطر على المزيد من المناطق المحيطة بالمدينة، وصولاً إلى معبر باب السلامة الحدودي من الشمال، وحتى الطريق الوحيد المتبقي للمعارضة في الجنوب، والذي يصل المناطق الشمالية من ريف حلب بالمناطق الجنوبية والأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب. مقاتلو التنظيم الآن لا يبعدون سوى كيلومترات معدودة عن هذا الطريق الحيوي، بعدما سيطروا على بلدتي الوحشية وحربل.

 

عضو المكتب الإعلامي في “الجبهة الشامية” عبدالقادر أبو يوسف، أكد لـ”المدن”، أن تنظيم “الدولة” لجأ إلى اشعال جبهة صوران/كفرة القريبة من أعزاز لتعويض خسارته في مارع وسندف، عبر تفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري. مقاتلو المعارضة تمكنوا من تفجير السيارة عند مفرق جارز قبل أن تصل هدفها، بعدما استهدفوها بالرشاشات الثقيلة. ولم يسفر التفجير عن خسائر بشرية في صفوف المعارضة التي خاضت اشتباكات متقطعة ضد التنظيم المتمركز غربي بلدة صوران، وتمكنت من امتصاص الصدمة التي تسببها عادة السيارات المفخخة التي يرسلها التنظيم إلى قلب المناطق المحررة.

 

أين وصلت معركة السيطرة على درعا؟

مهند الحوراني

تعيش مدينة درعا هدوءًا حذراً منذ أكثر من أسبوع، بعد توقف المعارك في محيط تل الزعتر، وجبهة النعيمة، ما يوضح الواقع الصعب للعمليات العسكرية، التي تتطلب تخطيطاً وتنظيماً أكبر قبل المضي خطوة للأمام، حيث تعتبر سلامة المدنيين العالقين في الأحياء التي يسيطر عليها النظام داخل درعا، أبرز التحديات التي تواجه المعارضة في هذه المعركة.

 

هذا التقدم البطيء في سير المعركة أثار أقاويل كثيرة، ووضع قادة “الجبهة الجنوبية” أمام اتهامات كثيرة. الناطق الإعلامي باسم معركة “عاصفة الجنوب”، قائد “كتيبة الهندسة والصواريخ” أدهم الاكراد، قال لـ”المدن”: “بعيداً عن التخوين والتخاذل، لأنني لا أملك أدلة عليه، كانت هناك محاولات بطولية على كافة الجبهات وسقط بها شهداء”. واعتبر أن ذلك “يثبت الجانب الصادق لهذه المعركة”.

 

ويخوض الأكراد في الحديث عن عقبات يرفض الكثيرون التطرق إليها، ويقول إن “عدم القدرة على تنظيم التعاون بين غرف العمليات السبعة للمعركة” كان سبباً حاسماً في بطء التقدم، “حيث أن تنظيم التعاون يعتبر من أهم المسائل العسكرية و يحتاج إلى خبرة و معرفة، وهذا الأمر فرض واقعاً مريراً، وأصبح يتطلب تعديل استراتيجية العمل، وجعل لكل غرفة اتجاهاً، وهدفاً مستقلاً- وإن كانت المهمة العامة تحرير المدينة- ووصل الأمر إلى درجة أن يكون تنظيم التعاون ضمن كل غرفة صعباً جداً”.

ومن جهة ثانية، يلقي الأكراد باللوم على التغطية الإعلامية التي رافقت المعركة، ولفت إلى أنه “لم يظهر إلا السلبيات، واكتفى بردود الفعل على الانتصارات. فمثلاً، لم يظهر أن تل الزعتر تلقى 4000 قذيفة وصاروخ خلال أقل من 24 ساعة”. لكن في المقابل، ما حققته المعركة كثير، وله إيجابيات عديدة. يقول الأكراد “تكاد تكون هذه المعركة، أو الحدث الوحيد الذي اتخذ قراره من الداخل الثوري، وعرّت الفكر العسكري القائل إن القتال حسب المدى الأقصى للأسلحة، من دون الدخول والاشتباك مع العدو”.

 

وأضاف “تم ضرب أهداف استراتيجية بعمق النظام لأول مرة، ناهيك عن تدمير أهداف الحد الأمامي للنظام، والسيطرة على بعض النقاط، وقتل أعداد كثيرة من الضباط والجنود، وكُشفت أهداف لم تكن واضحة ضمن نطاق الدفاع الأول للنظام”.

 

من جهة ثانية، أشار المتحدث باسم “الجبهة الجنوبية” الرائد عصام الريس، إلى أن النظام يبدي شراسة كبيرة في الدفاع عن مواقعه، كما أن مدينة درعا لها رمزية كبيرة باعتبارها شهدت التظاهرات الأولى في الثورة السورية، وهي محصنة ومدعومة عسكرياً بشكل كبير منذ أربع سنوات، وتتمتع بتواجد أمني كبير لقوات النظام.

 

ويعتمد النظام في خطته الدفاعية عن المدينة على أكثر من جانب. ويشرح الريس لـ”المدن”: “يستخدم النظام الأبنية السكنية كمنصات قنص، وقام بالتفخيخ والتجهيز الهندسي خلال فترة المعركة، ما جعل دخول المناطق صعباً، حتى بعد انسحاب النظام منها”. ويؤكد الريس أن المعركة حالياً تم إيقافها بشكل مؤقت “لظروف ميدانية، ولوجستية، وعسكرية”، نافياً أن يكون قد صدر قرار أو إعلان رسمي بوقف المعركة نهائياً.

 

يعترف قادة المعارضة بالإنجازات المتواضعة للمعركة إلى الآن. يقول الريس “النتائج والتقدم ضئيلين نسبياً مقارنة مع ما هو مخطط له”، ويشير إلى أنه على الرغم من ذلك فإن “قوات النظام أخذت موقع الدفاع، ولم تستطع تنفيذ أي هجوم معاكس تستعيد فيه نقاط الحواجز المتقدمة”، القريبة من محاور الاقتحام والتي تم سحبها مع بداية التمهيد المدفعي، بالإضافة للسيطرة على عدد من الأبنية مثل “بناء الخميني في جبهة النعيمة، وكذلك بنايات بالقرب من أفران العدان بدرعا المحطة”.

 

“داعش” يبيع قمح الرقة للنظام.. ويحرم أهلها منه

سالم ناصيف

استمراراً لنهج التضييق المتعمد من قبل تنظيم داعش على عامة الناس داخل مناطق سيطرته، أقدم التنظيم مؤخراً على رفع ثمن الخبز داخل محافظة الرقة لمرات متلاحقة حتى وصل سعر ربطة الخبز التي تحتوي على خمسة أرغفة إلى 110 ليرات (حوالي 0.44 دولار).

وذكر أحد أعضاء حملة “صرخة من الرقة” (تحفظ عن ذكر الاسم لدواعٍ أمنية) العاملة على تدوين ونشر انتهاكات تنظيم داعش، لـ “المدن”، أن قرار رفع ثمن الخبز صدر بشكل رسمي عن “ديوان المطاحن” التابع للتنظيم. وهي الزيادة الثالثة التي تحدث خلال شهر واحد. ورجّح عضو الحملة أن يكون السبب المباشر لرفع ثمن الخبز هو بيع التنظيم لمخزون القمح الموجود في صوامع الرقة للنظام عبر تاجر حلبي مبايع لداعش. وكان ذلك المخزون يكفي الرقة مدة ثلاثة سنوات. وتم شحن مخزون الصوامع من القمح إلى مناطق النظام بمعدل 45 ألف طن أسبوعياً.

وسرعان ما استأنفت الأفران عمليات البيع بالسعر الجديد البالغ 110 ليرات، وهي بمعظمها أفران يشرف عليها التنظيم ويقوم بإدارة عمليات تزويدها بالطحين والوقود. ويبلغ عدد الأفران 20 فرناً موزعة على كافة مناطق المحافظة الواقعة تحت سيطرة التنظيم، من أصل 49 فرناً كانت تعمل قبل الثورة. ومن أهم تلك المخابز الأفران الآلية، وكانت أربعة منها تغطي مدينة الرقة، إضافة إلى فرنين موجودين في الريف، سبق أن عمل التنظيم على تحويل طاقتهما الإنتاجية لصالح معسكراته وقواته على جبهات القتال.

 

قرار رفع ثمن الخبز ناتج عن عمليات بيع القمح والطحين عبر سماسرة يتبعون لتنظيم داعش. وهذا النوع من السمسرة يوازي نموذج “الخصخصة” الذي سبق أن عمل عليه النظام قبل الثورة رغم نظمه الاشتراكية التي يدعي تطبيقها. وقد عمل التنظيم على إيجاد هذا الشكل من “الخصخصة” كي لا يتهم بالقيام بعمليات التجارة المباشرة مع النظام، وآخرها عمليات بيع مخزون صوامع القمح. كما يتولى السماسرة الجدد عمليات شراء القمح من المحصول الجديد من المزارعين في المحافظة بثمن 48 ليرة (حوالي 0.1 دولار) للكيلو الواحد، وهو السعر الذي حدده داعش. من ثم يتم طحن القمح في مطاحن يشرف عليها التنظيم الذي يعمل على توجيه التجار لتزويد المخابز بالطحين وفق كميات وأسعار يحددها هو أيضاَ، بحجة إشرافه على عمليات البيع والشراء، لكن التنظيم يتقاضى نسبة من الأرباح عن كل عملية تجري، وهي أتاوة تجري في كل مراحل البيع والشراء وصولاً إلى عمليات بيع الخبز في الأفران، حيث يتقاضى نسبة تساوي خمس ليرات عن كل 85 ليرة (حوالي 0.34 دولار) من ثمن الخبز المباع.

وتعتبر زيادة ثمن الخبز حالياً، الثالثة خلال شهر واحد، وبذلك يكون التنظيم قد سجل سابقة برفع سعر الخبز. فقد كان ثمن الربطة الواحدة يباع بمبلغ 60 ليرة (حوالي 0.24 دولار) قبل شهر واحد فقط، من ثم ارتفع ثمنها بقرار من “ديوان المطاحن” إلى 75 ليرة (حوالي 0.3 دولار)، ثم إلى 100 ليرة (حوالي 0.4 دولار) وصولا إلى 110 ليرات. وبهذا تكون ربطة الخبز تباع بزيادة تبلغ ستة أضعاف عمّا هي عليه في مناطق سيطرة النظام، الذي سبق أن رفع ثمن الخبز مرتين هو أيضاً حتى بلغ ثمن الربطة 35 ليرة، وفيها تسعة أرغفة.

ويأتي قرار رفع سعر الخبز من قبل داعش داخل مناطق سيطرته ليلقي بأعباء اقتصادية إضافية على كاهل السكان الذين يعتبرون الفئة الأكثر فقرا، ولم يتمكنوا نتيجة ظروفهم المادية السيئة من النزوح إلى مناطق أخرى أو الهجرة كما فعلت النسبة الأعظم من سكان المحافظة، حين انقض عليها تنظيم داعش بعد أشهر من تحريرها على يد الجيش الحر. ويأتي على رأس تلك الفئة المعدمة اقتصادياً فئة الموظفين الذين كانوا يعملون في مؤسسات النظام لكنهم لا يتمكنون من الذهاب إلى المناطق التي يتواجد فيها مندوبو النظام كي يتقاضون رواتبهم الشهرية.

ويعتبر سلاح التضييق على المعيشة من أهم أسلحة تنظيم داعش في إخضاع أهالي الرقة لسلطته الدائمة وإجبار الذكور منهم على الانضواء تحت لوائه، سواء عن طريق التطوع للقتال في جبهات القتال مقابل رواتب شهرية تراوح بين 60 الف (حوالي 240 دولارا) و75 الف (حوالي 300 دولارا) لكل مقاتل، أو من خلال الوظائف المدنية التي يتحكم التنظيم بإداراتها.

 

أعنف هجوم على تركيا

جبهة النصرة تصف أردوغان بـ”إبليس اللعين

إيلاف- متابعة

اتهمت جبهة النصرة بجنوب دمشق في بيانها، الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، بأنه يعمل في الخفاء لبناء صرح لطاغوته، وذلك بعد الحديث عن إمكانية اقامة منطقة عازلة في سوريا.

 

إيلاف – متابعة: شنت جبهة النصرة في جنوب دمشق، هجوما عنيفا على تركيا ورئيسها رجب طيب اردوغان، على خلفية الكلام الذي يثار حول انشاء منطقة عازلة في الشمال السوري.

 

بيان النصرة ترك تساؤلات عديدة، خصوصا ان الجبهة لم تبد اي عداوة للأتراك طوال الفترة الماضية، ولم تصدر أي بيان إعلامي موجه ضد سلطات أنقرة، فماذا تغيّر لتصب الجبهة غضبها بهذه الطريقة على رجب طيب اردوغان.

 

وتشير بعض المعلومات، “إلى أن بيان جبهة النصرة في جنوب دمشق، لا يمكن إعتباره أنه يمثل الجبهة في كل المناطق السورية، أو انه صادر عن القيادة المركزية، فأحوال النصرة في جنوب العاصمة، تختلف عن باقي المناطق والمحافظات”.

 

أصدرا البيان بالتعاون مع طيارة

 

وتلفت إلى أن مسؤولي الجبهة في دمشق، الفلسطيني بلال خضر سلمان المعروف بابو خضر، والسوري ابو جهاد الفوراني، يرتبطان بشكل مباشر مع قيادة داعش، وينسقان معها، وقد أصدرا البيان بالتوافق مع عبد الله طيارة زعيم التنظيم في جنوب دمشق”.

 

وتُتهم جبهة النصرة بمسؤوليتها عن إقتحام تنظيم داعش لمخيم اليرموك والسيطرة عليه عبر تسهيلها مرور عناصره، ومدهم بالدعم، وقتالها إلى جانبهم، من اجل طرد كتائب اكناف بيت المقدس وفصائل المعارضة من المخيم.

 

النصرة في جنوب دمشق قالت في بيانها “إن الناظر في امور امة الاسلام، خصوصا في بلاد الشام من فتن ومؤامرات، يندى جبينه ويفطر قلبه، حزنا واسى”، مضيفة،” بعد اربع سنوات من صراع اهل السنة مع النظام النصيري، اطل التحالف الدولي العربي التركي الكافر، الذي تدخل في شؤون الشام زاعما انه ينصرها رغم  وقوفه متفرجا متفرجا امام المأساة التي تعرض لها اهل الشام”.

 

إبليس اللعين

 

وتابعت، “اطل علينا ابليس اللعين (أردوغان) مستنفرا خيله ورجله، وداعيا مجلس شوراه من النصارى وطواغيت العرب والعجم، وبعد التشاور قرر اقامة منطقة عازلة لتكون عرشه الذي سيتربع عليه، وحجر الاساس الذي سيبني عليه، صرح طاغوته، وقد صدرت فتوى اجازت للحكومة التركية القيام بهذا العمل”.

 

هل سيدفع أوباما الجزية؟

 

وأكملت، “وكأن اقامة المنطقة العازلة سيتم بأمر المسلمين، أو ان قرار ايقاف المشروع سيكون بامرهم، وكأن أوباما وجنده سيدفعون الجزية وهم صاغرون، والطائرات الحربية التركية لن تنفذ الغارات الا بامر المسلمين، وسترفع علم الجهاد”.

 

مبايعة الجولاني

 

النصرة أعلنت “أن هذا الحلف دأب على قتل المسلمين، وبأن فتاوى علي العرجاني وابو ماريا القحطاني لا تمثلنا”، مجددة “البيعة لتنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الشام، ولأبي محمد الجولاني زعيم الجبهة”.

 

جدل واسع بشأن مراجعة استراتيجية الحرب ضد التنظيم في ظل نتائج مخيبة للآمال

«فورين بوليسي»: هل واشنطن مستعدة لحرب بلا نهاية مع «الدولة الإسلامية»؟

تساءلت مجلة «فورين بوليسي» في تقرير لها بشأن ما إذا الولايات المتحدة مستعدة لحرب بلا نهاية مع تنظيم «الدولة الإسلامية»، لافتة إلى أن جنرالات كبار في الجيش الأمريكي تنبئوا بأن القتال ضد التنظيم قد يستمر لأكثر من عقد من الزمان، وهي رسالة لا يريد البيت الأبيض ولا «الكونغرس» سماعها.

 

المجلة الأمريكية أضافت في تقريرها، الذي نشرته أمس الخميس، أنه «على الرغم من تقييمات البيت الأبيض المتفائلة للحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، فإن جنرالات الجيش الأمريكي يعتقدون أن الحرب ضد هذا التنظيم ستمتد لفترة طويلة؛ فترة قد تمتد لما بعد مغادرة بارك أوباما مكتبه في البيت الأبيض».

 

ولفتت المجلة في هذا الصدد إلى مقابلة أجرتها مع الأدميرال «ساندي وينفيلد»، في يوليو/تموز الماضي، قبل وقت قصير من مغادرة منصبه كنائب رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي، وخلالها شبه الحملة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» بـ«الحرب الباردة» التي خاضتها بلاده ضد الاتحاد السوفيتي السابق خلال الفترة من منتصف أربعينيات القرن الماضي وحتى أوائل تسعينيات القرن ذاته، في إشارة منه إلى أن أمد القتال ضد التنظيم قد يطول.

 

وأضاف «وينفيلد»: «اعتقد أن الأمر في طريقه لأن يتحول إلى صراع أجيال».

 

بينما قال رئيس أركان الجيش الأمريكي السابق، الجنرال «رأي أوديرنو» في تصريحات للصحفيين مؤخرا: «في رأيي: داعش (الدولة الإسلامية) مشكلة ستستمر لفترة من 10 إلى 20 عاما؛ إنها ليس مشكلة لعامين فقط».

 

البيت الأبيض يتجاهل المدى الزمني للحرب

لكن «مسؤولي البيت الأبيض وغالبية أعضاء الكونغرس مترددون في الحديث علانية عن المدة التي يمكن أن تستغرقها الحملة العسكرية ضد الدولة الإسلامية؛ حتى لا يتسبب الأمر في إحباط القادة العسكريين»، حسب «فورين بوليسي».

 

ورأت المجلة الأمريكية أن اعتراف أعضاء الحزبين الديمقراطي والجمهوري بأن الحرب ضد التنظيم يمكن أن تمتد لنحو 10 أو 20 عاما أخرى يعد «مخاطرة سياسية وربما أمرا مدمرا بالنسبة لهم»، وسيضعهم هذا الاعتراف في مواجهة قرارات صعبة تتعلق بالقوات، والميزانية، والاستراتيجية العسكرية.

 

ولفتت إلى  البيت الأبيض في المقابل «يتحدث بشكل مبهم عن مجهود طويل المدى ضد تنظيم الدولة الإسلامية دون الرد على توقعات الجنرالات بحرب قد تتجاوز العقد من الزمان».

 

لكن مسؤولين أمريكان اعترفوا، حسب المجلة، بأن «القتال (ضد التنظيم) سيستمر لما بعد انتهاء فترة إدارة أوباما في 2017؛ ما سيضع خليفته أمام خيارات صعبة بشأن ما إذا كان سيمدد الحملة العسكرية أصابها الوهن من عدمه، وكيف سيتخذ هذا القرار».

 

وبينما «تجنبت الإدارة الأمريكية تحديد مدة دقيقة للحملة ضد التنظيم، وجه بعض المشرعين الجمهوريين ومن بينهم السيناتور (جون ماكين)، ومحللون عسكريون، اتهامات للبيت الأبيض بالمبالغة في تقديم كشف حساب إيجابي عن الحملة العسكرية المتعثرة ضد الدولة الإسلامية».

 

كما تواجه الإدارة حاليا مزاعم متصاعدة بشأن تحريف الجيش تقارير استخباراتية من أجل نقل صورة أكثر تفاؤلا للحرب ضد «الدولة الإسلامية».

 

وبدأ المفتش العام لوزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) تحقيقا في هذه المزاعم بعد تحليل لوكالة استخبارات الدفاع اعتبر أن القيادة المركزية راجعت تقييمات الاستخباراتية للحملة ضد الدولة الإسلامية بشكل غير مناسب، حسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.

 

ووفق «فورين بوليسي»، «أثارت هذه المزاعم تساؤلات بشأن تسييس محتمل للحملة الجوية على تنظيم الدولة الإسلامية كما حدث في غزو العراق عام 2003؛ حيث واجه مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش الابن، اتهامات بتحريف تقارير الاستخبارات بشأن مخزونات العراق من أسلحة الدمار الشامل بغرض تبرير العمل العسكري ضد نظام صدام حسين».

 

وقال «ريتشارد بير»، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي، للمجلة الأمريكية، أمس الخميس، بأن اللجنة «على علم بالمزاعم التي تتحدث عن أن تقييمات الاستخبارات (بشأن الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية) رُوجعت أو اُستخدمت بشكل غير مناسب».

 

وأرسلت إدارة «أوباما» 3400 جندي إلى العراق لمساعدة القوات المحلية في قتال «الدولة الإسلامية».

 

ونفذ التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، أكثر من 6400 ضربة جوية على أهداف للتنظيم في سوريا والعراق منذ أغسطس/آب 2014.

 

مراجعة استراتيجية الحرب ضد «الدولة الإسلامية»

ورغم غياب التقدم الواضح على الأرض، قال مسؤولون في إدارة «أوباما» وضباط في الجيش الأمريكي إنه «لا يوجد نقاش ساخن داخل البيض الأبيض بشان كيفية إدارة الحرب ضد التنظيم»، وفق ما نقلت عنهم «فورين بوليسي»

 

أيضا، ليس هناك أي إشارة على أن البيت الأبيض يخطط لمراجعة استراتيجيته في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» بالرغم من النتائج المخيبة للآمال على الأرض.

 

وتقوم الاستراتيجية الأمريكية الحالية على تدريب القوات المحلية في العراق أو قوات المعارضة في سوريا على مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية»؛ مع دعمهم بغارات جوية.

 

ولفتت المجلة الأمريكية إلى أن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، «مارتن ديمبسي»

 

وقادة عسكريين كبار لا يدافعون عن تغيير جذري في الاستراتيجية العسكرية الحالية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»؛ حيث لا يرون بديلا مجديا بدون المخاطرة بوضع قواتهم في مستنقع أخر على الأرض، مشيرة إلى الخبرة الكارثية لغزو العراق في عام 2003 لا تغيب عن مخيلة هؤلاء القادة.

 

ويصر مسؤولو الإدارة الأمريكية على أن الجنرالات الكبار في الجيش لا يدفعون عن فكرة إرسال أعداد كبيرة من القوات القتالية إلى العراق لمشاركة القوات المحلية في المعارك ضد التنظيم.

 

وعلق مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية على هذه الفكرة، قائلا: «جيشنا لا يضغط من أجل ذلك»، مضيفا أن غالبية القادة في الجيش يدعمون الاستراتيجية الحالية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».

 

المجلة الأمريكية أشارت في هذا الصدد إلى أن معظم المرشحين الجمهوريين للانتخابات الرئاسية المقبلة، الذين يوبخون «أوباما» على أسلوب تعامله مع تنظيم «الدولة الإسلامية»، ويعدون بموقف أكثر قوة، لا يدفعون أيضا باتجاه نشر قوات قتالية أمريكية في العراق أو سوريا.

 

لكن مرشح وحيد فقط هو السيناتور«ليدنسي جرهام» دعا بشكل واضح إلى نشر قوات أمريكية كبيرة على الأرض، مطالبا بنشر 10 ألف جندي على الأقل في العراق، وأكثر من هذا العدد في سوريا.

 

وأكد «جرهام» معارضته لأي قيود يتم فرضها على العمليات العسكرية الأمريكية ضد التنظيم، وقال المتحدث باسمه «كيفين بيشوب» إن السيناتور يدعم «أي إجراء يمكن اتخاذه، ولأي مدة زمنية يحتاجها هذا الإجراء».

 

لكن إدارة «أوباما» ربما تفتح نقاشا موسعا بشأن الاستراتيجية العسكرية الحالية ضد «الدولة الإسلامية» خلال الفترة المقبلة.

 

وحول ذلك، قال مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية إن البيت الأبيض ربما يسعى إلى الانخراط في نقاش عام أوسع بشأن الحرب على التنظيم في وقت لاحق من هذا العام بعد تحويل الانتباه عن التصويت المرتقب من قبل «الكونغرس» على الاتفاق النووي الإيراني في سبتمبر/أيلول المقبل.

 

وأوضح المسؤول، الذي لم تكشف «فورين بوليسي» عن هويته، قائلا: «عندما ننتهي من الاتفاق النووي الإيراني سيكون الوقت على الأرجح قد حان للنقاش حول الشرق الأوسط الكبير».

 

حديث مصر والإمارات من موسكو عن حل سياسي يقبل ببقاء «الأسد» ليس مقبولا لدى الرياض

علم الخليج الجديد من مصادر سعودية مطلعة أن زيارة الشيخ «محمد بن زايد» ولي عهد أبوظبي مؤخرا إلى المغرب ولقاءه بالعاهل السعودي الملك «سلمان»، قبل أن يذهب إلى روسيا، هي «محاولة للإيهام أن زيارة موسكو تأتي بمباركة الشقيقة الكبرى السعودية».

وطبقا للمصادر فإن «السعودية ضد سعي الإمارات ومصر لشق الإجماع العربي تجاه نظام بشار الأسد، وتجاه التقارب مع موسكو».

 

وبحسب تصريح وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» الأخير حول «بشار الأسد» الذي جدد فيه التأكيد على أنه «لا مستقبل لبشار الأسد في سوريا وأنه سيطاح به سياسيا أو عسكريا»، فمن الواضح أن حديث مصر والإمارات من موسكو عن حل سياسي (يقبل ضمنا ببقاء الأسد) ليس مقبولا من الرياض، وأن التباين في المواقف بين السعودية من جهة ومصر والإمارات من جهة أخرى كبير.

 

المصادر اعتبرت تصريح الجبير بمثابة «صفعة للخيار المصري الإماراتي، وردا على اجتماع موسكو»، مضيفة أنه يؤكد أن محاولات الإمارات ومصر تسويق «بشار الأسد»، والاتفاق مع روسيا وإيران لا تلقى ترحيبا عربيا سيما من السعودية.

 

كما دللت المصادر أيضا على الأمر ذاته بقرار الجامعة العربية الأخير حول تأجيل إنشاء قوة عربية مشتركة إلى أجل غير مسمى بناء على طلب من السعودية، وبموافقة قطر والكويت. (طالع المزيد)

 

واختتمت المصادر السعودية حديثها للخليج الجديد بالتأكيد على أن التوجه المصري الإماراتي إلى موسكو من الواضح أنه كان «ضربا من التهور والغباء السياسي».

 

يذكر أن «جمال سلطان»، الكاتب المصري البارز ورئيس تحرير صحيفة «المصريون»، أكد أن السعودية عطلت مشروع «السيسي» في ليبيا، عبر طلب المملكة تأجيل الاجتماع الخاص بتوقيع بروتوكول القوة العربية المشتركة والذي كان مقررا اليوم الخميس، وهو الطلب الذي وافقت عليه الجامعة العربية.

 

وأضاف «سلطان» في مقال نشرته الصحيفة على موقعها الإكتروني، أمس الأربعاء، أن خبر التأجيل «جاء كالصاعقة على القيادة المصرية وعلى خليفة حفتر (قائد جيش طبرق المنبثق عن الحكومة والبرلمان المنحل) وحلفائه في ليبيا، لأن مشروع القوة العربية المشتركة كان شبه مفصل على مقاس الحالة الليبية، حيث تقود مصر دعوة للتحرك العسكري لدعم قوات حفتر في مواجهة الجيش الموالي للحكومة الليبية في طرابلس العاصمة والمدعومة من المؤتمر الوطني الليبي والممثلة لقوى الثورة الليبية التي أطاحت بحكم معمر القذافي في 2011».

 

وأشار إلى أن مشروع القوة العربية المشتركة، الذي دعا له «السيسي» في مارس/آذار الماضي، «لم يكن يحظى بحماسة أو دعم أي جهة عربية أخرى باستثناء الإمارات وحكومة طبرق الليبية الراعية للجنرال المغامر خليفة حفتر، وكانت السعودية مترددة تجاه المشروع».

 

موقع لبناني شيعي: هدنة الزبداني تفضح العجز العسكري لـ«حزب الله»

أكد موقع لبناني شيعي، أمس الخميس، أن الهدنة الجديدة التي اتفق عليها حزب الله مع الثوار في مدينة الزبداني تكشف عن عجزه العسكري.

 

وقال موقع «جنوبية» اللبناني، الشيعي المعارض لسياسات حزب الله: «بعدما تناقلت الوسائل الإعلامية التابعة لحزب الله قبل أيام أن مدينة الزبداني على وشك السقوط في أيدي قوات الحزب وطرد المسلحين المدافعين عنها، فوجئ المراقبون بهدنة أُعلنت بين الطرفين؛ ما فضح العجز العسكري للحزب وأظهر قوّة شكيمة الأهالي المدافعين عن المدينة من الاحتلال الزاحف عليهم».

 

ونقلت وكالة «رويترز» الأربعاء أنّ مقاتلي المعارضة السورية والجيش النظامي وميليشيات حزب الله اللبنانية اتفقوا على هدنة لمدة يومين في بلدة الزبداني ستبدأ الساعة السادسة صباحا بتوقيت بيروت يوم الخميس.

 

واعتبر الموقع أن الهدنة «تفضح عجز حزب الله العسكري في ميدان الزبداني، وترفع من معنويات المقاتلين السوريين المدافعين عن المدينة»؛ بحسب تعبيره.

 

الموقع أشر أيضا إلى أن هدنة مماثلة عُقدت في 12 أغسطس/آب في المناطق نفسها، لكنها انهارت بعد أن تم تمديدها إلى 72 ساعة، وكان الهدف منها إعطاء فرصة للمفاوضات للتوصل إلى هدنة أطول في الزبداني وقريتي كفريا والفوعة الشيعتين والمحاصرتين من قبل الثوار في ريف إدلب.

 

وأوضح أن الهدنة السابقة كانت تهدف إلى تأمين انسحاب المقاتلين الغرباء من الزبداني مقابل خروج المدنيين من قريتي كفريا والفوعة، غير أن الوفد الإيراني أصر على إخلاء الزبداني بالكامل وخروج المدنيين والعسكريين؛ مما أفشل المفاوضات كما قالت حركة أحرار الشام، والتي رفضت أن يكون مصير أهالي الزبداني كمصير أهالي مدينة القصير التي كان حزب الله قد احتلها قبل عامين وهجّر أهلها جميعًا، وأسكن عوضًا عنهم عائلات شيعية.

 

يُذكر أن ميليشيا حزب الله وقوات الأسد وبمساندة ضباط ومستشارين عسكريين إيرانيين تشن حملة عسكرية شرسة منذ شهرين على مدينة الزبداني بالقلمون الغربي للسيطرة عليها؛ بهدف تأمين خط بيروت- دمشق والسيطرة على كامل الحدود السورية – اللبنانية بشكل نهائي.

 

ونعى حزب الله منذ بداية هجومه على الزبداني أكثر من 60 عنصرًا من مقاتليه، في حين أشار ناشطون إلى أن العدد الحقيقي تجاوز الأرقام المعلنة من الحزب بكثير.

 

قتلى وجرحى بقصف النظام أحياء بريف دمشق  

قالت مراسلة الجزيرة في ريف دمشق إن أربعة مدنيين قتلوا، وأصيب آخرون بينهم أطفال ونساء، في غارات لطائرات النظام على أحياء سكنية في مدينة عربين بالغوطة الشرقية في ريف دمشق.

كما استهدفت غارات النظام بلدتي حرستا ودوما في ريف دمشق وحي جوبر جنوبي دمشق. وكانت قوات النظام كثفت قصف مناطق الغوطة الشرقية منذ أكثر من أسبوع، مما تسبب في مقتل نحو 250 شخصا، وإصابة أكثر من ألف آخرين.

 

وفي شمال البلاد، قال تنظيم الدولة الإسلامية إن مقاتليه سيطروا على قرى دلحة وحربل وصندف بريف حلب الشمالي، وإن أحد مقاتليه فجر نفسه بسيارة ملغمة داخل مدينة مارع.

 

في المقابل، قالت المعارضة المسلحة إنها قتلت عشرات من مقاتلي التنظيم، إثر صدها هجوما شنه أفراده على المدينة، وهي من أكبر معاقل المعارضة في ريف حلب الشمالي.

 

وتقع مارع على خط إمداد رئيسي لفصائل المعارضة بين محافظة حلب وتركيا، ويحاول تنظيم الدولة منذ أشهر اقتحامها.

سريان هدنة

وبدأ صباح أمس سريان هدنة إنسانية 48 ساعة في بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب، بالتزامن مع هدنة أخرى في الزبداني بريف دمشق، وذلك بعد أن توصلت المفاوضات في تركيا بين حركة أحرار الشام والوفد الإيراني إلى اتفاق بهذا الشأن.

 

وسبقت الهدنة عمليات قصف من قبل فصائل المعارضة المسلحة على بلدتي كفريا والفوعة بشتى أنواع الأسلحة الثقيلة، وقالت المعارضة إن ذلك جاء ردا على القصف الذي تتعرض له مدينة الزبداني من قبل جيش النظام وحزب الله اللبناني والقوات الموالية لهما.

 

وهذه هي الهدنة الثانية من نوعها في المنطقتين، حيث هدفت الهدنة الأولى التي بدأت في 12 أغسطس/آب الجاري إلى إعطاء فرصة للمفاوضات للتوصل إلى اتفاق لوقف القتال، لكنها انهارت بسبب خلافات حول إطلاق سراح سجناء، كما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان حينذاك.

 

وفي السياق، أفاد مراسل الجزيرة في لبنان بمقتل خمسة مسلحين من حزب الله اللبناني بالاشتباكات التي شهدتها الزبداني قبل سريان الهدنة.

 

وبذلك ارتفع عدد قتلى حزب الله منذ انطلاق معركة الزبداني مطلع يوليو/تموز الماضي إلى 75 عنصرا، بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى.

 

سوريا.. النظام يقصف ريف دمشق وتفاقم أزمة النازحين

الأمم المتحدة تطالب بدعم الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين

دبي – قناة العربية

قامت مروحيات النظام السوري بإلقاء أكثر من 20 برميلا متفجرا على مدينة داريا في ريف دمشق، في ظل تزايد هجمات قوات النظام على الغوطتين الشرقية والغربية لدمشق بشكل غير مسبوق. في وقت أعلن فيه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن اوبراين أن أكثر من 250 ألف شخص قتلوا منذ اندلاع الأزمة في سوريا.

وتتسع دائرة معاناة السوريين في الداخل مع مواصلة قوات النظام حملاتها العسكرية، فقد تحول جهد قوات النظام من الزبداني بعد الهدنة إلى مدينة داريا، حيث أمطرت المروحيات المدينة بعشرات البراميل المتفجرة، هذا بالإضافة إلى القصف الصاروخي والمدفعي من جبال المعظمية التي تسيطر عليها الفرقة الرابعة. وتحاصر قوات الأسد داريا محاولة استعادة نقاط فقدتها لصالح الثوار مثل قطاع الجمعيات المشرف على مطار المزة العسكري.

وفي حرستا قصفت قوات النظام المناطق المحيطة بإدارة المركبات بالقرب من المدينة، وتزامن ذلك مع قصف جوي مكثف.

وخلّف القصف العنيف بكل أنواع الأسلحة من جانب قوات النظام خلال سنوات الأزمة، أعدادا ضخمة من القتلى والنازحين، بحسب الأمم المتحدة.

وحول ضحايا الثورة السورية، قال ستيفن أوبراين، وكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن ما يربو على 250 ألف شخص قتلوا في سوريا منذ اندلاع النزاع، فضلا عن إصابة نحو مليون، ونزوح 7.6 مليون شخص داخل البلاد، ولجوء 4 ملايين إلى خارج البلاد، ما يضع الدول المضيفة والمجتمع الدولي تحت ضغط كبير.

وتابع: “وباسم الإنسانية والأمن، علينا أن نبحث عن وسيلة مستدامة وأفضل لمشاطرة المجتمع الدولي هذا العبء الخاص باستضافة اللاجئين السوريين.

المأساة الإنسانية التي يعيشها السوريون في الداخل يتسبب بها النظام كفاعل أساسي، وينضم إليه تنظيم داعش.

هذا وأفادت وكالة شهبا برس أن أكثر من 100 ألف شخص نزحوا عن مارع وتلالين وحربل وأم حوش وأم القرى في ريف حلب الشمالي خلال الأيام القليلة الماضية.

وفر بعضهم إلى المخيمات على الحدود السورية التركية، والبعض الآخر مازال يفترش الأرض في أراض قريبة من مارع.

 

واشنطن تؤكد عزمها على الإطاحة بالأسد

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أكدت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، أن واشنطن عازمة على الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وذلك بعد لقاءات مع مسؤولين روس.

 

وأضافت أن الانتقال السياسي في سوريا هو الحل لمحاربة “تنظيم الدولة” المتطرف والجماعات الإرهابية في البلاد.

 

تغريدتان من البرادعي تثيران الجدل حول مصر وسوريا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– أثار المدير العام السابق لوكالة الطاقة الذرية ونائب الرئيس المصري السابق الدكتور محمد البرادعي، الخميس، الجدل على موقع “تويتر” بتغريدتين عن مصر وسوريا.

 

وكتب البرادعي، عبر حسابه: ” حتى من منطلق عقلاني فقط: عندما نجهض حلم الشباب ونقمعهم ونرمي بهم في السجون فنحن أيضا نقضي على مستقبل وطن #حريتهم_هى_حريتنا”.

 

وفي تغريدة أخرى عن الأزمة السورية، قال البرادعي: “بعد ٤ سنوات من قتل وتشريد نصف سكان سوريا وتنامي الإرهاب يقال لنا الآن إنه لا يوجد إلا حل سياسي! جريمة ضد الإنسانية مسؤول عنها كل الأطراف”.

 

وتنوعت ردود الفعل على التغريدة الأولى من عدة مغردين بينهم من هو مدافع عن الشباب المعتقلين في مصر، ومن هو مؤيد لنظام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ومن هو مؤيد لجماعة الإخوان المسلمين والرئيس الأسبق محمد مرسي، ونرصد فيما يلي بعضا منها:

 

كتب ‏mahmoudrabie@: “مجرد مابشوف تويته للبوب بحس إن الثورة لسه موجوده وإن في أمل في التغيير.. الراجل ده أول واحد زرع الأمل ده جوانا في 2010”.

 

وقال MOHGAD782@: “انزل يا جميل في الساحة هتلاقي الدبابات التي ادخلتك قصر الاتحادية نائب رئيس جمهورية الانقلاب لسه موجودة”.

 

وقال ‏aboremas68@: “مش عارف أرد.. بس كان زمان الناس تنخدع ولكن حريتك غير حريتنا.. لنا وطنا ولك وطن تعمل لحسابه وتهاجر.. إليه أنظر لمصر بعقلك ليس بحريتك”.

 

كما أثارت تغريدة البرادعي عن سوريا جدلا بين مغردين مؤيدين ومعارضين للحل السياسي في سوريا، وعلق عليها أيضا مصريون انتقدوا مطالبة البرادعي بحل سياسي للأزمة في مصر ورفضه للحل السياسي في سوريا، وفيما يلي بعض التعليقات على تلك التغريدة:

 

قال ‏bahbre1@: “متي اهتم الزعماء بحياة الابرياء؟ كان يمكن حل النزاع السوري منذ البداية وحماية الاف الارواح البريئة لكن غرور القوة يعمي الجميع”.

 

وقال aymanhaiba@: “الحل السياسي جريمة !!! لكن قتل سكان سوريا وتفكيك وحدتها وتدمير جيشها واستدعاء الإرهابيين من كل مكان وتدريبهم مش جريمة؟ ألا تخجل”.

 

وقال hassanaltakroni@: “الحل هو رحيل بشار و أيضا رحيل كل القوى المعارضة المسلحة..

 

الحل هو الفكر السلمى الذى نأمله.. الشعب سينتصر بإذن الله”.

 

وقال Waeldsoky@: “البوب معترض على الحل السياسي في سوريا في نفس الوقت اللي بيطالب بيه بالحل السياسي مع الارهابيين في مصر”.

 

السعودي المحيسني يستعرض أسيرين من قوات الأسد “سني وعلوي” ويسخر من اتهامات داعش عن تطبيق الشريعة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — عرضت حسابات إلكترونية مقربة من جبهة النصرة تسجيلا مصورا للقيادي السعودي في صفوف التنظيم، عبدالله المحيسني، ألقاها قرب معتقلين قال إنهما من جنود الجيش السوري بمطار “أبوالظهور” المحاصر بريف إدلب، وقد وجه المحيسني انتقادات قاسية لتنظيم داعش عبر الرد على اتهاماته بعدم تطبيق الشريعة خارج مناطق نفوذه، قائلا إن طريقة تطبيق داعش لها تنفّر الناس منها.

 

ووصف المحيسني أحد الأسيرين بأنه “شبيح علوي” مسؤول عن زرع الألغام في محيط المطار” واصفا الثاني بأنه “سني مرتد” التحق بالجيش السوري. وتجول الكاميرا بعد ذلك مع المحيسني في سيارة ليتحدث عن الهجوم على المطار قائلا إن من قاموا بأسر عناصر النظام هم من المقاتلين الأتراك عبر تنفيذ عملية انغماسية تمثلت باقتحام المطار على دراجات نارية مع إطلاق النيران بكثافة، واصفا العملية بأنها “الأولى من نوعها.”

 

ويسأل حامل الكاميرا المحيسني حول اتهام البعض لـ”جيش الفتح” الذي ينشط بشمال سوريا وتشكل النصرة أحد أبرز القوى فيه، بعدم تطبيق الشريعة في إدلب فيرد القيادي السعودي بالقول: “من يقول هذا الكلام أقول له إن عقولكم لا تفهم الشريعة.. من يقرر حكم الشريعة بمكان، هل هي اللافتات؟”

 

وأضاف المحيسني: “هل تجد شركا في بلاد المسلمين اليوم؟ هل هناك أماكن لبيع الخمور؟ ادلب تمتلئ اليوم بمعاهد تحفيظ القرآن وأعظم أمر بالشريعة هو الجهاد ورد العدو ووقف البراميل المتفجرة التي دمرت بيوتنا وأهالينا.. يمكننا إلزام الناس بالنقاب – وهي مسألة خلافية – وطلب إعفاء اللحى، سيستجيب الناس لك فورا ولكن هؤلاء الناس سيكرهون ذلك بعد دخولهم إلى بيوتهم، وينظرون إلى شرع الله على أنه مجموعة من المتسلطين ينتظرون أن يذهبوا ليعودوا إلى ما كانوا عليه.”

 

ورأى المحيسني أن تطبيق الشريعة يتم أيضا عبر “إغاثة الملهوفين وإطعام الجائعين” مضيفا: “انظروا إلى المناطق التي عاد PKK (حزب العمال الكردستاني) والجيش (السوري) لاحتلالها من جماعة الدولة (داعش،) خرجت النساء يتباهين بخلع الحجاب.”

 

يشار إلى أن تنظيم جبهة النصرة يشكل الذراع السورية لتنظيم القاعدة بعد مبايعة زعيمه أبومحمد الجولاني، لأيمن الظواهري، وقد سبق له أن خاض مواجهات قاسية مع تنظيم داعش في أكثر من جبهة وتبادل معه الاتهامات.

 

مصدر دبلوماسي غربي: إرسال روسيا طائرات ميغ للنظام السوري شائعة لا أساس لها

روما (27 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

نفى مصدر دبلوماسي غربي وصول طائرات ميغ31 من روسيا إلى سورية، وقال إن ما يتم تداوله حول هذا الموضوع هو مجرد إشاعات لا أساس لها.

 

وقال المصدر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “كل ما تم الحديث عنه عن توريد موسكو لست طائرات ميغ31 للنظام السوري وأنها أرسلت إلى مطار المزة العسكري هو مجرد إشاعات، حيث لم يتم تزويد النظام بأي طائرة روسية من هذا النوع خلال السنوات الأخيرة وليس الأيام الأخيرة فقط”، على حد وصفه

 

وأكّد المصدر “لم يتم رصد إرسال أي طائرة مقاتلة للنظام السوري من روسيا، وهناك مراقبة دقيقة لعمليات بيع وتوريد المقاتلات وخاصة إلى دول الصراع والأزمات، والأمر يتم دائماً بطريقة مسيطر عليها”.

 

وكانت مصادر إخبارية روسية ادّعت في الخامس عشر من آب/أغسطس الجاري أن روسيا أرسلت ست طائرات من طراز ميغ31 إلى مطار المزة العسكري في دمشق في إطار اتفاق التسليح بين البلدين الموقع قبل ثلاث سنوات، وهو أمر لم تؤكده لا موسكو ولا دمشق بشكل رسمي.

 

وتعتبر روسيا من أهم موردي السلاح للنظام السوري، وأهم الداعمين له عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، واستخدمت الفيتو عدة مرات لمنع صدور قرارات أممية تدين النظام أو تهدد وجوده.

 

واستخدم النظام السوري سلاح الطيران لقمع الثورة وخسر عدداً كبيراً من المروحيات والطائرات الحربية، فيما يعاني قسم كبير من طائراته من مشاكل عديدة منها تقادم معظمها ونقصان قطع الغيار، وانشقاق ضباط فنيين مكلفين بصيانة الطائرات، فضلاً عن سقوط مطارات حربية بيد مقاتلي المعارضة المسلحة.

 

الائتلاف الوطني السوري: جلسة طارئة الجمعة لمناقشة خطة دي ميستورا

روما (27 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض أن هيئته العامة ستبدأ “جلسة طارئة” يوم غد الجمعة تستمر لمدة ثلاثة أيام، تناقش خلالها خطة العمل التي تقدم بها موفد الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا، وصدر بشأنها بيان من مجلس الأمن

 

وذكر المكتب الإعلامي للإئتلاف أن الهيئة السياسية كانت “أصدرت بيانا أكدت فيه أن الخطة تمنح النظام مزيدا من الوقت ليواصل عمليات القتل بحق المدنيين، وتفتقر إلى الآليات الواضحة، وتتجاوز الإقرار بالتمثيل الشرعي لقوى الثورة والمعارضة السورية”. وأشار إلى أن أعضاء الهيئة السياسية التقوا أمس سفراء وممثلي عدة دول من أصدقاء الشعب السوري لمناقشة خطة دي ميستورا؛ والوقوف على الآليات المطروحة بشأنها.

 

وفي سياق متصل، ذكرت قناة الميادين اللبنانية، المقربة من النظام السوري، أن دي ميستورا قدم وثيقتين إلى الاطراف السورية حول مبادرته للحل، و”تنص الوثيقتان على وجود مجموعات عمل مشتركة تتوصل إلى مسودة وثائق تمهد لجنيف 3، وتضع المفاوضات في مسار تدرجي”. وأشارت الميادين، نقلا عن “مصادر في جنيف” أن المبعوث الأممي حدد 90 يوماً لعمل مجموعات العمل، التي بدأت عملياً في 17 آب/أغسطس” الجاري.

 

وتطلب الوثيقة من الاطراف السورية “تزويد الفريق الاممي بأسماء للمشاركة في مجموعات العمل لوضع أسس الحل، حيث تتوصل تلك المجموعات المشتركة إلى مسودة وثائق تعتبر أرضية مسهلة لمفاوضات جنيف3. وتضع الوثيقة الثانية المفاوضات في إطار مسار تفاوضي متدرج، يبدأ بالملفات السهلة غير المختلف عليها وهيئة الحكم الانتقالية تأتي في الختام”.

 

وحسب تلك المصادر، فإن الوثيقة “تمنح الهيئة الانتقالية صلاحيات تنفيذية من دون تحديدها ولا تحديد صلاحيات الرئيس في المرحلة الانتقالية، كما تمنحها حق تشكيل مجلس عسكري مشترك، والتحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة على أساس دستور جديد. ولا تتضمن الوثيقة الأممية مواعيد زمنية للمرحلة الانتقالية المتدرجة”، وفق الميادين.

 

بان جي مون يحدد اطار التحقيق في هجمات كيماوية في سوريا

من لوي شاربونو

 

الأمم المتحدة (رويترز) – قال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون يوم الخميس إن نجاح أي تحقيق دولي جديد لمعرفة المسؤول عن هجمات بأسلحة كيماوية خلال الحرب الأهلية السورية الدائرة منذ أربع سنوات سيتطلب تعاونا كاملا من كل الأطراف المتحاربة.

 

جاءت تلك التصريحات في رسالة إلى مجلس الأمن التابع للمنظمة الدولية توضح خططه بشأن تحقيق في هجمات مزعومة بغازات سامة ستجريه الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

 

وقال بان في الرسالة التي اطلعت عليها رويترز “سوف يتوقف النجاح على التعاون الكامل من جميع الأطراف بما في ذلك حكومة الجمهورية العربية السورية والأطراف الأخرى في سوريا.”

 

وأضاف أن الهدف هو “تحديد لأقصى مدى ممكن الأفراد أو الكيانات أو الجماعات أو الحكومات .. الذين ارتكبوا أو نظموا أو رعوا أو شاركوا بطريقة ما في استخدام كيماويات كأسلحة بما فيها الكلور أو أي كيماويات سامة أخرى.”

 

وقال بان إن التحقيق سيكون برئاسة مساعد للامين العام ونائبين. وقال في وقت سابق يوم الخميس في بيان “التقارير المستمرة عن استخدام الأسلحة الكيماوية بالاضافة إلى استخدام الكيماويات السامة كسلاح في الصراع السوري مزعجة للغاية.”

 

ولم يكشف عن اسم الشخصية التي ستتولى رئاسة التحقيق.

 

وتأتي رسالة بان استجابة لقرار أقره المجلس في السابع من أغسطس آب ودعا فيه إلى اجراء تحقيق.

 

ومن المتوقع أن يرد المجلس على رسالة بان خلال خمسة أيام. وسيكون التفويض الممنوح للتحقيق لمدة عام واحد قابل للتجديد.

 

(إعداد حسن عمار للنشرة العربية – تحرير أشرف صديق)

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى