أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 28 تشرين الثاني 2014

 

 

تراجع توقعات موسكو إزاء الحوار السوري

موسكو – رائد جبر < لندن، نيويورك، واشنطن، بيروت- «الحياة»، أ ف ب، رويترز

خفضت موسكو سقف توقعاتها بعد زيارة وفد النظام السوري، وباتت تتحدث عن «تقدم تدرجي» نحو التسوية السياسية، متجاهلة عقد «جنيف 3» بين ممثلي النظام والمعارضة بانتظار قرار النظام إزاء إجراء حوار سوري- سوري.

 

وقال ديبلوماسيون لـ «الحياة» في موسكو إنهم يرجحون أن تكون موسكو لم تلمس حماسة من جانب النظام بعد محادثات وزير الخارجية وليد المعلم أول من أمس لـ «عقد جلسة حوار مع معارضين في المرحلة الحالية»، ما يفسر أن الطرفين ركزا في الأحاديث الصحافية على القضايا التي تتطابق فيها وجهات النظر، مثل «ضرورة توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب وانتقاد تصرفات واشنطن لأنها ترفض فكرة التنسيق مع دمشق في هذا المجال»، إضافة الى دعم جهود المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لـ «تجميد» القتال.

 

ونقلت «روسيا اليوم» عن المعلم قوله: «استمعنا باهتمام للأفكار الروسية واتفقنا على إيجاد آلية تفاوض بين وزارتي الخارجية من أجل بلورة رؤية مشتركة تؤدي الى نجاح الحوار السوري- السوري في موسكو»، فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن جمع دمشق والمعارضة «أمر صعب ويحتاج إلى مزيد من الوقت. ومن غير الواضح من سيمثل المعارضة في حالة إجراء أي من هذه المحادثات»، رافضاً الحديث عن استئناف مفاوضات جنيف.

 

ميدانياً، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه «استشهد 7 مواطنين بينهم طفل وثلاث نساء جراء قصف مقاتلات النظام مناطق في مدينة الرقة» بعد يومين على ارتكاب النظام مجررة قتل وجرح فيها 221 شخصاً معظمهم مدنيون.

 

في دمشق، قتل العشرات في كمين نصبته القوات النظامية و «حزب الله» شرق دمشق، وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ومصدر في «حزب الله». وأشار «المرصد» الى مقتل «قيادي عسكري من حزب الله في اشتباكات في بلدة الشيخ مسكين في ريف درعا (جنوب)».

 

في نيويورك، أبلغ مدير المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية أحمد أوزومشو الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، أن المنظمة ستشرع في تدمير المنشآت المتبقية من برنامج الأسلحة الكيماوية بدءاً من الشهر المقبل وحتى نهاية حزيران (يونيو) 2015. وأضاف أن «عدد منشآت الإنتاج المتبقية من البرنامج الكيماوي هو 12»، وأن «أول منشأة منها ستدمر خلال كانون الأول (ديسمبر) المقبل فيما ستستغرق عملية تدمير بقية المنشآت 6 أشهر».

 

وأكد أوزومشو أنه عين مستشاراً خاصاً هو السفير البرازيلي خوسيه أرتور دينوت ميديروس، الذي زار دمشق في 21 الشهر الجاري للتفاوض في شأن تدمير المنشآت وشركات سورية خاصة ستتولى المهمة.

 

موسكو غير متفائلة بإطلاق حوار سوري

موسكو – رائد جبر

 

لم تبد أوساط روسية تفاؤلاً بإمكان تحقيق تقدم على صعيد جهود عقد لقاء للحوار بين اطراف الازمة السورية في موسكو رغم استقبال وزير الخارجية وليد المعلم على اعلى المستويات، مع ترجيح اطراف ان تكون موسكو عرضت «افكاراً» على الجانب السوري وتنتظر رداً عليها من دمشق.

 

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خفض بعد المحادثات مع المعلم سقف التوقعات في شأن الجهود التي تبذلها موسكو عندما استبعد فكرة تنظيم مؤتمر دولي واسع النطاق في شأن التسوية في سورية على نمط مفاوضات جنيف بداية العام. وقال ان جهود موسكو منصبة على «العمل مع الحكومة السورية والمعارضة على السواء من أجل إيصالهما إلى إدراك مصالح بلدهما وشعبهما». وجاء ذلك خلافاً لتصريحات سابقة لمسؤولين في الخارجية الروسية تحدثوا عن ضرورة دفع الاطراف الى تنظيم «جنيف3» أو لقاء للحوار يُعقد في موسكو تحت اسم «موسكو 1» بحضور ممثلي السلطات السورية و»الاطراف المعنية المعتدلة من المعارضة» برعاية روسيا واطراف اقليمية واوروبية.

 

وقال ديبلوماسيون لـ «الحياة» انهم يرجحون ان تكون موسكو «لم تلمس حماسة من جانب النظام لفكرة عقد جلسة حوار مع معارضين في المرحلة الحالية»، ما يفسر ان الطرفين ركزا في الاحاديث الصحافية على القضايا التي تتطابق فيها وجهات النظر مثل «ضرورة توحيد الجهود لمكافحة الارهاب وانتقاد تصرفات واشنطن لانها ترفض فكرة التنسيق مع دمشق في هذا المجال». كما ركز الطرفان في اختتام المحادثات على مسألة دعم جهود المبعوث الاممي ستيفان دي ميستورا لـ «تجميد» القتال في بعض المناطق بدءاً من حلب.

 

وفي هذا السياق، رأى خبراء روس ان موسكو كانت تدرك اصلاً التعقيدات التي تواجه طرح افكار جديدة في المرحلة الراهنة وعقبات محاولة جمع اطراف الازمة في لقاء للحوار. واعتبر بعضهم ان التحركات الروسية الاخيرة في هذا الاتجاه «مناورة ديبلوماسية هدفت الى تحريك الملف ومحاولة كسب نقاط سياسية في مواجهتها مع الغرب»، وهو ما ظهر من خلال اعادة الحديث عن احتمال تزويد دمشق أنظمة صاروخية دفاعية من طراز «اس 300» بهدف اضفاء اهمية اضافية للتحرك الروسي، خصوصاً في ظروف وجود تلميحات غربية بضرورة توجيه ضربات للنظام، علماً ان «هذا الطراز من الصواريخ مضاد للجو ولا يمكن ان يكون موجهاً لمكافحة الارهاب». وكانت موسكو اعلنت في وقت سابق إلغاء هذه الصفقة نهائياً.

 

لكن مصدراً ديبلوماسياً، رجح ان تكون موسكو اطلعت الطرف السوري على «افكار محددة» تسعى الى بلورتها، وانها تنتظر رداً من دمشق. واشار الى ان استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعكس اهمية مناقشة الموضوع المطروح، وان البيان المقتضب الذي صدر عن الكرملين بعد اللقاء واشار الى ان الطرفين «ناقشا العلاقات بين البلدين» يخفي رغبة روسية في ارجاء الاعلان عن تفاصيل ما دار في الللقاء لحين تسلم الرد السوري.

 

الى ذلك، دعا نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف واشنطن وحلفاءها للتخلي عن المعايير المزدوجة والتعاون مع الحكومة السورية، في مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وقال أنطونوف في أول اجتماع لوزراء دفاع دول جنوب وجنوب شرق آسيا في العاصمة السريلانكية إن روسيا مستعدة لهذا العمل المشترك، مشيراً إلى أن موسكو تقدم مساعدات للحكومات الشرعية في مختلف الدول لمكافحة التطرف، بما في ذلك من خلال تزويدها بالسلاح والمعدات العسكرية.

 

في دمشق ( أ ف ب)، نقلت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من النظام عن مصادر ديبلوماسية غربية في موسكو «أن ما تم في الأمس من مباحثات روسية – سورية هو بداية لوضع تصور لحل سياسي للأزمة يجمع عدداً من الفرقاء السوريين الوطنيين». واشار المصدر الى ان هذا التصور «يحتاج إلى بعض الوقت ليتبلور».

 

«داعش» يقطع الاتصالات عن الموصل وينقل النزلاء ويفجر سجن «بادوش»

بغداد – بشرى المظفر

 

أقدم مسلحو تنظيم «داعش» أمس على تفجير سجن بادوش في الموصل، وهو أحد أكبر السجون العراقية، وذلك بعدما قطع اتصالات الهاتف النقال، فيما أكد الجيش تحرير قرية تبة من التنظيم في ديالى بشكل كامل.

 

وقالت مصادر محلية في الموصل ان «داعش» أقدم على تفجير سجن بادوش ونقل الذين كان يحتجزهم إلى جهة مجهولة ثم فجر المبنى، وقال شهود ان التنظيم فجر مساء الأربعاء أبراج المراقبة في السجن.

 

وأضافوا أن «معظم المعتقلين الذين كانوا في السجن هم من ضباط الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية، فضلاً عن مسؤولين محليين».

 

وقطع «داعش» شبكات الهاتف النقال في كل أنحاء الموصل، منذ صباح أمس، ولم تُعرف الأسباب. وتوقع بعض المـــصادر أن يكون السبب انتشار معلومات عن وجود زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي في المدينة.

 

من جهة أخرى، قال مصدر محلي أن «مسلحين مجهولين يستقلون ثلاث عربات حديثة أطلقوا النار من أسلحة رشاشة، مستهدفين «والي الجهة اليسرى للمدينة ويدعى ابو شهاب السوري في منطقة حي الزهور، وقتل على الفور».

 

وأكد تسلم «دائرة الطب العدلي 30 جثة لمسلحي داعش، بينهم عرب، سقطوا قتلوا في غارات للتحالف الدولي، وخلال الاشتباكات مع قوات البيشمركة قرب سد الموصل».

 

وأعلن النائب عن محافظة نينوى طالب المعماري أن «ﻭﺯﺍﺭﺓ الدﺍخلية أرسلت شحنة أسلحة ﻤﻨﻮﻋﺔ إلى المقاتلين في معسكر تحرير نينوى»، وأضاف ان «ارسال الاسلحة الى المعسكر جاء ضمن الاستعدادات لمحاربة تنظيم داعش وطرده من نينوى».

 

في ديالى، أكد المجلس البلدي في ناحية قرة تبة تحرير الناحية من سيطرة «داعش»، وقال رئيس المجلس رحيم عزيز إن «قوات مشتركة من البيشمركة والشرطة نفذت اكبر عملية عسكرية في تاريخ ناحية قرة تبة، شمال شرقي بعقوبة، من محاور عدة للقضاء على جيوب في قرى زراعية متناثرة في المحيط الغربي والجنوبي».

 

وأضاف ان «القوات الامنية نجحت بعد ثماني ساعات متواصلة من تحرير 27 قرية والقضاء على كل جيوب «داعش» بعد قتل عدد من قادته وعناصره»، مشيراً الى ان «الناحية اصبحت محررة بنــــسبة مئة في المئة».

 

من جهته، هنأ رئيس الوزراء حيدر العبادي قوات الأمن بـ»الانتصارات الباهرة» في ناحيتي جلولاء والسعدية والمناطق المحيطة بديالى.

 

وقال في بيان: «نهنئ المقاتلين الشجعان في قيادة عمليات دجلة وقيادة الفرقة الخامسة والقوات المسلحة الباسلة وقوات الحشد الشعبي الأبطاال وطيران الجيش والقوة الجوية على الإنتصارات الباهرة التي حققتها في جلولاء والسعدية والمناطق المحيطة بها في محافظة ديالى».

 

وأضاف: «نعاهد أبناء شعبنا الكريم على أننا ماضون في تحرير كل شبر مغتصب وطرد عصابات «داعش» من ارضنا الطاهرة، واعادة الحياة الى طبيعتها في المدن المحررة».

 

في كركوك قتل وأصيب 27 عنصراً من قوات الأمن و»البيشمركة» خلال اشتباكات مع «داعش»، وقالت مصادر في المدينة إن «عملية تطهير تل الورد من عصابات «داعش» أدت إلى قتل سبعة من أفراد القوات الأمنية والبيشمركة، وجرح 20 آخرون».

 

وأضافت أن من «بين الشهداء آمر فوج في قوات البيشمركة، فضلاً عن نجل سكرتير الحزب الاشتراكي الكردستاني محمد الحاج محمود،». أن «حصيلة قتلى داعش خلال تلك الاشتباكات، وقصف طائرات التحالف الدولي، بلغ 95 إرهابياً، بينهم قياديون فضلاً عن إصابة 48 آخرين».

 

وأعلنت القيادة المركزية الأميركية تنفيذ 17 غارة على مواقع «داعش « في العراق وسورية.

 

وأوضحت في بيان أن «الضربات كانت عشر هجمات قرب بلدة كوباني في سورية، أسفرت عن تدمير أربع مناطق تجهيز وست مواقع قتال وأصابت أيضاً وحدات لداعش»، وأضاف البيان أن «القوات الاميركية وقوات التحالف دمرت عربات ومباني وموقعاً قتالياً قرب الموصل وأصابت أيضاً وحدة كبيرة لداعش»، مشيراً الى ان «أهدافا أصيبت أيضا قرب كركوك وشمال سنجار وغرب بيجي وشمال غربي الرمادي».

 

قتلى في كمين نصبته القوات السورية لمسلحين في ريف دمشق

دمشق – أ ف ب

 

قتل العشرات في كمين نصبته القوات السورية واستهدف مجموعة من المسلحين الذي كانوا ينتقلون من منطقة الى أخرى في ريف دمشق الشرقي في وقت متأخر من ليل الاربعاء، وفق ما افادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) ومصدر في “حزب الله” اللبناني وناشطون الخميس.

 

ونقلت وكالة “سانا” عن مصدر عسكري سوري قوله إن “وحدة من الجيش والقوات المسلحة تقضي بكمين محكم على خمسين ارهابياً أثناء محاولتهم الفرار من بلدة ميدعا في الغوطة الشرقية باتجاه مدينة الضمير في ريف دمشق”.

 

غير أن مصدراً في “حزب الله” الذي يقاتل في سورية الى جانب قوات النظام، قال إن “عدد قتلى الكمين بلغ 30 مسلحاً”، مشيراً الى انه جرى بعد وقوع الهجوم استهداف آلية تابعة للمسلحين بصاروخ موجه بعد خروجها (…) لانتشال الجرحى (…) وقتل كل من كان في الآلية من مسلحين وجرحاهم”.

 

الى ذلك، أكد “المرصد السوري لحقوق الانسان” أن “30 رجلاً على الأقل استشهدوا وسقط عدد من الجرحى في الكمين الذين نفذه عناصر من “حزب الله” اللبناني وقوات النظام في وقت متأخر من ليل امس”، مضيفاً: “كما استهدفت قوات النظام بصاروخ سيارة قدمت لإنقاذ الجرحى وسحب جثامين الرجال”.

 

وتشكل الغوطة الشرقية معقلاً لمقاتلي المعارضة تحاصره قوات النظام منذ أشهر طويلة في محاولة لطردهم منه. وأحرزت هذه القوات تقدماً على الارض خلال الفترة الماضية في محيط العاصمة.

 

الجيش السوري الإلكتروني” يخترق مواقع إعلامية بريطانية

لندن – رويترز

 

اُخترقت اليوم الخميس مواقع عدة لمؤسسات إعلامية بريطانية على الإنترنت في هجوم يحتمل أن يكون منسقاً شنّه “الجيش السوري الإلكتروني”.

 

وذكرت صحيفة “تليغراف” عبر حسابها الرسمي على تويتر “تعرض جزء من موقعنا يديره طرف ثالث للهجوم في وقت سابق اليوم… حذفنا المحتوى. ولم تتأثر بيانات أي مستخدم للصحيفة”.

 

ووجد مستخدمون حاولوا الدخول إلى أقسام معينة في مواقع الصحف رسالة جاء فيها “لقد تعرضت للاختراق من الجيش السوري الالكتروني” ثم أعيد توجيههم إلى شعار الجماعة وهو عبارة عن نسر في داخله العلم السوري وكتب تحته الجمهورية العربية السورية باللغة العربية.

 

وقال “الجيش السوري الإلكتروني” عبر حسابه على موقع “تويتر”: “عيد شكر سعيد… نتمنى ألا تكونوا قد افتقدتمونا… إلى الصحافة: لا تتظاهروا بأن متشددي تنظيم “الدولة الإسلامية” مدنيون”. وكان “الجيش السوري الإلكتروني” اخترق من قبل مواقع مؤسسات مثل “نيويورك تايمز” و”بي.بي.سي” و”مايكروسوفت” كما اخترق حسابات مؤسسات إعلامية أخرى على “تويتر”.

 

«النصرة» تهدد بقتل أحد العسكريين ما لم تُطلق الحكومة اللبنانية «جمانة»

بيروت – «الحياة»

هددت «جبهة النصرة « مساء أمس بقتل أحد العسكريين الأسرى لديها في حال لم تبدأ الحكومة اللبنانية مفاوضات جدية معها وإذا لم تطلق الموقوفة اللبنانية في السجن جمانة حميد، التي ضبطت في شباط (فبراير) الماضي في البقاع وهي تقود سيارة مفخخة لتسليمها إلى من سيفجرها في أحد الأماكن في الضاحية الجنوبية لبيروت. وحميد من بلدة عرسال البقاعية. (للمزيد).

 

وجاء في بيان وزعته «النصرة» مساء أمس على موقعها على «تويتر»: «تبين للجميع أن حزب اللات هو الطرف الوحيد الذي يعرقل المفاوضات بملف العسكريين، وهو نفسه الذي يدّعي اليوم أنه حريص على إطلاق سراح أسراه وكان آخرهم الأسير عماد عيّاد. والحقيقة أنه لم يطلق سراحه بمفاوضات شريفة أو عمليّة بطولية، إنما استغل وجود أخوات مسلمات في مناطق يحتلها ضمن الأراضي السورية فاعتقلهن وهدد ذويهن باغتصابهنّ وتعذيبهنّ وقتلهنّ، علماً بأن ذويهنّ هم مَن كانوا يحتجزون الرافضي عماد، وهم يتبعون لفصيل من الجيش الحر».

 

ووجّه البيان إلى الحكومة اللبنانية «العميلة لحزب إيران والتي تخدم مصالحه، الإنذارَ الأخير لبدء عملية المفاوضات بشكل جدي وإلا سنبدأ بتنفيذ حكم القتل بحقّ أحد أسرى الحرب المحتجزين لدينا بعد 24 ساعة من تاريخ صدور هذا البيان، وإن أرادت الحكومة أن تثبت جديتها في متابعة المفاوضات عمليّاً، عليها إطلاق سراح الأخت المسلمة (جمانة حميد) كبادرة حسن نيّة من سجونها الظالمة، ومن ثمّ البدء بتنفيذ الاقتراح الذي اختارته الحكومة في عملية المبادلة، وإن لم تستجب فسنقوم بتنفيذ الإنذار، وسنغير المقترحات التي تم طرحها في بياننا السابق».

 

واعتبرت «النصرة» «مطالبة الحكومة اللبنانيّة بالحفاظ على سريّة المفاوضات تهدف إلى المماطلة وإخفاء هيمنة الحزب على القرار الحكومي أمام الشعب اللبناني».

 

وختم البيان: «إن محاولات الحكومة المستمرّة تسليم بعض الأسرى للنظام النصيري يدل على عدم اهتمامها بملف المبادلة وحرصها على خدمة مصالح الحزب الإيراني الساعي إلى إفشال المفاوضات».

 

وكان أهالي العسكريين المخطوفين المعتصمين في ساحة رياض الصلح قبالة السرايا الحكومية هددوا بتصعيد تحركهم اليوم بقطع الطرقات من العاصمة وإليها، لاسيما بعد أن نجح «حزب الله» بمبادلة أحد أسراه لدى الجيش السوري الحر بسجينين للأخير لديه.

 

دمشق ترى أن بلورة الحل السياسي تحتاج “إلى بعض الوقت” اجتماع وزاري للائتلاف في بروكسيل الأسبوع المقبل

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

غداة استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزير الخارجية السوري وليد المعلم في سوتشي، أوردت صحيفة “الوطن” السورية المقربة من النظام ان المحادثات السورية – الروسية التي جرت الاربعاء تشكل بداية لبلورة حل سياسي للازمة السورية، لكنه يحتاج “الى بعض الوقت”. وبينما نددت الولايات المتحدة بالغارات الجوية “المروعة” التي شنها طيران النظام السوري على مدينة الرقة واسفرت عن مقتل نحو مئة شخص، يلتقي وزراء الخارجية للدول المشاركة في الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في بروكسيل في كانون الاول المقبل.

ونقلت “الوطن” عن مصادر ديبلوماسية غربية في موسكو قالت انها تتابع عن قرب الزيارة والافكار الروسية المطروحة “أن ما تم بالأمس من محادثات روسية – سورية هو بداية لوضع تصور لحل سياسي للأزمة يجمع عددا من الأفرقاء السوريين الوطنيين”. واشارت الى ان هذا التصور “يحتاج إلى بعض الوقت ليتبلور”.

وقدم المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا في نهاية تشرين الاول الماضي “خطة تحرك” في شان الوضع في سوريا الى مجلس الامن، تقضي “بتجميد” القتال في بعض المناطق وخصوصاً مدينة حلب الشمالية للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات.

من جهة اخرى، قال مسؤولون أميركيون إن وزراء الخارجية من نحو 60 دولة تشكل الائتلاف الدولي ضد “داعش” سيعقدون اجتماعهم الأول في 3 كانون الاول في بروكسيل.

وبثت قناة “سكاي نيوز عربية” الفضائية التي تتخذ دبي مقراً لها ان الاجتماع سيعقد في مقر حلف شمال الأطلسي، لكن ديبلوماسيين قالوا إن الحلف سيوفر المبنى فقط، بينما ستتولى الولايات المتحدة تنظيم الاجتماع ورئاسته.

ومن المتوقع أن يعرض المجتمعون برئاسة وزير الخارجية الأميركي جون كيري التقدم الذي أحرز في الحرب على “داعش”، ويبحثوا في التنسيق السياسي بين أعضاء الائتلاف في المستقبل.

وفي الميدان العراقي، نقلت “وكالة الصحافة الفرنسية” عن ضابط في الجيش العراقي “تمكنا من ايقاف تقدم المسلحين في اتجاه المجمع الحكومي” في مدينة الرمادي بمحافظة الانبار. وأكد الضابط ومسؤول في مستشفى الرمادي مقتل أربعة من رجال الأمن وإصابة 21 في عملية صد الهجوم الأربعاء.

وأعلنت وزارة الداخلية العراقية تحرير المناطق المحيطة بالرمادي وقضاء هيت والبادية الغربية في محافظة الأنبار. وصرح الناطق باسم الوزارة العميد سعد معن :”هناك جهد كبير للقوات الأمنية في العمل على تطهير أراضي محافظة الأنبار”.

وتحدث مصدر محلي في محافظة نينوى عن تبني “داعش” عملية قطع شبكات الهواتف النقالة في الموصل كبرى مدن المحافظة. وقال إن التنظيم المتطرف أكد عبر “إذاعة الزهور” التي يتخذها منبرا لبث خطب زعيمه أبوبكر البغدادي، قطع شبكة الإتصالات. وأضاف أن التنظيم لن يسمح بإعادة تلك الشبكة إلى المدينة.

في غضون ذلك، تستكمل قوات البشمركة الكردية استعداداتها العسكرية للبدء بعملية تحرير قضاء سنجار غرب الموصل من سيطرة “داعش”. واستعادت البشمركة السيطرة على نحو 75 في المئة من المناطق التي احتلها التنظيم. وبعدما أحكمت قبضتها على منطقتي زمار وربيعة المجاورتين لسنجار، تنتشر الآليات على الأرض استعداداً لمعركة استعادة القضاء، ذلك ان السيطرة على سنجار ستفتح الباب أمام معركة تحرير الموصل.

وكشفت مصادر أمنية عن نقل “داعش” المئات من الإيزيديين المختطفين لديه إلى مجمعات وقرى داخل قضاء سنجار لاستخدامهم دروعاً بشرية مما يعزز المخاوف من ارتكاب مجازر جديدة في حق الإيزيديين.

 

صراع «القاعدة» و«داعش»: امتداد إقليمي

المواجهة من اليمن إلى القوقاز وسوريا ومصر

عبد الله سليمان علي

يشعر تنظيم «القاعدة»، بقيادة أيمن الظواهري، أكثر من أي وقت مضى بأن البساط يسحب من تحته لمصلحة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ــ «داعش»، الذي بدأ يشكل بتمدده المستمر خطراً وجودياً عليه.

وبينما كان الظواهري يكلف زعيم فرعه في اليمن ناصر الوحيشي بإدارة ملف «داعش»، وكيفية إحباط محاولاته للانتشار في عدد من الدول العربية كما أعلن زعيم «الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادي في تسجيله الصوتي الأخير، وجه الأخير لكمة مزدوجة إلى غريمه تمثلت من جهة، بتهديده الجدي باختراق محافظة درعا التي ظلت عصية عليه حتى الآن، ومن جهة ثانية بحصوله على مبايعة مهمة من إحدى الحركات «الجهادية» في القوقاز.

وعلمت «السفير» من مصدر مطلع على كواليس «القاعدة» بأن الظواهري قرر أن يكلف صديقه المقرب زعيم «القاعدة في الجزيرة العربية» ومقرها في اليمن، ناصر الوحيشي بإدارة هذا الملف، مانحاً إياه صلاحيات واسعة لاتخاذ القرارات التي يراها مناسبة لكيفية التعاطي مع «الدولة الإسلامية».

ومن غير المستبعد أن يكون الوحيشي نفسه واحداً من القادة الذين مارسوا ضغطهم على الظواهري، لا سيما بعد أن وصل التهديد «الداعشي» إلى عقر داره اليمن، الذي كان من أهم الدول المشمولة بخطاب البغدادي الأخير، الذي أعلن تمدده إليه وإنشاء ولايات فيه.

وتشير المعلومات المتوافرة إلى أن «قاعدة اليمن» تشهد حالة من الاستنفار لاكتشاف القيادات والخلايا التي أعلن البغدادي عن قبوله «مبايعتها» له، وسط مخاوف من أن تؤدي هذه الخلايا والقيادات إلى إثارة أحداث في البلاد تشبه أحداث «حرب الإلغاء الجهادية» في سوريا، والتي سقط بسببها مئات القتلى والجرحى من كافة الأطراف المتقاتلة.

وما يدلّ على جدية هذه المخاوف أن الوحيشي اجتمع مع بعض القيادات «المبايعة»، ومن بينها أبو بلال الحربي لتحذيره من مغبة المساهمة في إشعال نار الفتنة بين «المجاهدين»، بينما كان قيادي آخر (لم يبايع لكنه مناصر لـ»داعش») هو الشيخ مأمون حاتم ينصح أفرع «القاعدة» بتوحيد الكلمة ومبايعة «الدولة الإسلامية التي مكّن الله لها في الأرض» بحسب ما ورد في تسجيل صوتي قصير نشره على حسابه على «تويتر».

وبينما كانت «قاعدة اليمن» تصوغ سياستها الخاصة للتعاطي مع مخاطر تمدد «الدولة الإسلامية» بالنسبة إليها، وكيفية مواجهتها، وهو ما عبر عنه خطاب قائدها العسكري قاسم الريمي، الذي لم يستطع أن يكسر المعادلة التي أرساها الظواهري، وهي رفض مشروعية «دولة الخلافة» من جهة لكن مع الحفاظ على توقير وتبجيل زعيمها البغدادي ومدح إنجازات مقاتليه في العراق من جهة ثانية، كانت مفاجأة جديدة قيد التحضير، لا تقل في أهميتها عن مفاجآت مصر واليمن وليبيا والجزائر، تمثلت في إعلان جماعتين «جهاديتين» ناشطتين في القوقاز مبايعتهما للبغدادي، والانضواء في صفوف مقاتليه. وهاتان الجماعتان هما «الآوخية» في خسافيورت في داغستان ويقودها «الأمير سليمان» وجماعة «رباني قلعة».

ونظراً لعدم تمكن «الجهاديين» في القوقاز من التخلص من كافة تبعات الفتنة التي حصلت في العام 2010 وأدت إلى انقسامهم، يسيطر جو من الترقب لما يمكن أن يحدث نتيجة شق الصف الجديد ودخول «الدولة الإسلامية» على الخط، مع ما يعرف عن جهازها الأمني من قدرة على الاختراق، وتجنيد العملاء، وتشكيل الخلايا بانتظار لحظة الحسم.

في هذه الأثناء يبدو أن هواجس «جبهة النصرة»، وهي فرع «القاعدة في الشام»، من تمدد «الدولة الإسلامية» لا نهاية لها. إذ بعد أن ذاقت طعم الهزيمة، واندحرت من كامل المنطقة الشرقية التي كانت تشكل بحقول النفط والغاز مورداً مالياً ضخماً، ها هي تجد نفسها مهددة في أكثر المدن التي كانت تفتخر بقدرتها على منع «داعش» من اختراقها، وهي محافظة درعا.

وتثور مخاوف حقيقية لدى قيادة «النصرة» من طبيعة النشاطات العسكرية والأمنية التي يقوم بها مقاتلو «الدولة الإسلامية» في منطقة بير القصب وصولاً إلى اللجاة على مشارف درعا، وخاصة بعد حدوث عدة اغتيالات لقادة جماعات مسلحة هناك، وتوارد الأنباء عن حشود عسكرية يقوم «داعش» بحشدها تدريجياً منذ عدة أشهر في المنطقة.

وقد وصل الخوف الى أقصاه في اليومين الماضيين، مع تسريب خبر مفاده أن رتلاً عسكرياً تابعاً لـ»داعش» يتجه من بير القصب إلى درعا. ووسط تضارب في الأنباء عن حقيقة الرتل ومساره، سارعت صفحات مقربة من «جبهة النصرة» إلى الإعلان عن إرسال الأخيرة رتلاً لملاقاة الرتل «الداعشي» ومنعه من دخول محافظة درعا، الأمر الذي ينذر في حال صحته بتجدد المعارك بين الطرفين، لكن هذه المرة في الجبهة الجنوبية، ذات الحساسية الإقليمية والدولية التي تجعل منها، رغم افتقارها إلى النفط والغاز، أهم من الجبهة الشرقية.

ولا يتوقف الأمر هنا، لا محلياً ولا إقليمياً. ففي مصر ثمة بوادر تشير إلى أن الصراع بين «القاعدة» و»داعش» قد يكون في طريقه إليها، لا سيما في ظل معلومات تفيد بوجود تقارب فكري ومنهجي بين جماعة «أجناد مصر» وقيادة «القاعدة» العالمية، وأن الأخيرة بدأت تدعم «أجناد مصر» للوقوف في وجه جماعة «أنصار بيت المقدس» التي بايعت البغدادي مؤخراً.

كذلك الأمر في محافظة إدلب بسوريا، حيث توجد مؤشرات على أن «داعش» نجح في اختراق ريف المحافظة من خلال حصوله على بعض «المبايعات»، لا سيما من جماعة أبو الورد المنشقة عن «ألوية صقور الشام» وجماعة صدام خليفة وجماعة راشد طكو. ويأتي ذلك في ظل استمرار «جبهة النصرة» في التقدم في الريف الإدلبي، حيث سيطرت أمس على عدة قرى في الريف الجنوبي بعد أن طردت كتائب «الجيش الحر» منها.

 

دول «التحالف» تدرس إرسال قوات برية عربية لمحاربة «داعش»

تلميح إلى دور أردني مهم في سوريا

واشنطن ـ «القدس العربي» من رائد صالحة: ناقشت الولايات المتحدة ودول التحالف إمكانية نشر قوات برية عربية للمشاركة في الحرب ضد تنظيم «الدولة الاسلامية»، وذلك وفقا لنائب جمهوري في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي، حيث قال النائب روب ويتمان إنه لا توجد في الوقت الحالي قوات برية من الدول العربية في العراق او سوريا، ولكن هنالك محادثات حول كيفية عمل ذلك.

وأكد النائب ويتمان أن الأردن يمكن ان يوفر قوات برية ضد «داعش». وأضاف بعد عودته من جولة في قطر والأردن وأفغانستان أن الاردنيين قدموا الدعم الجوي وبعض المساعدات ولكن بدون وجود عسكري على الأرض بشكل مباشر، ولكن هنالك نقاش يجرى بين الولايات المتحدة وقوات التحالف حول مستقبل الجهود على الأرض.

وقد التقى وايتمان خلال جولته مع العاهل الأردني عبد الله الثاني الذي من المقرر ان يزور البيت الأبيض والكونغرس في الاسبوع المقبل.

وجاء في بيان صادر عن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي والعاهل الاردني سيناقشان المعركة ضد «داعش» والحرب الأهلية في سوريا وجهود السلام في الشرق الاوسط والبحث عن خطوات لتهدئة التوترات في القدس

وقال وايتمان إن القادة العسكريين الذين التقاهم في الجولة أخبروه بأن الحملة الجوية للتحالف تمكنت من «إهانة» قدرات تنظيم «الدولة الإسلامية»، ولكن هنالك حاجة لمزيد من القوات البرية إنما ليس بالضرورة القوات الأمريكية، مضيفا أن هنالك حاجة لمنظور أوسع للاستراتيجية المطلوبة لهزيمة «داعش» بشكل تام وهنالك إجماع قوي على ان هنالك حاجة إلى أكثر من القوة الجوية.

واوضح وايتمان في حديث لصحيفة «هيل» القريبة من اليمين الأمريكي أن القوة الجوية ناجحة ولكن نجاحها محدود، وأن المفتاح لاستعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها التنظيم لن تكون إلا من خلال قوات برية.

وتحدث وايتمان أمام عدد من المشرعين الأمريكـــيين الذين شاركوا في الجولة مع القــــادة العسكريين الامريكيين حول الرئيس السوري بشار الأسد الذي يخوض حربا أهليـــة مع المعارضة المعتدلة التي تساعد الولايات المتحدة في حربها ضد «داعش».

وتركز الاستراتيجية الأمريكية الحالية ضد «داعش» على الضربات الجوية ضد الجماعة وتدريب القوات العراقية والمعارضة السورية المعتدلة، ولكن الاستراتيجية تتجنب استهداف الأسد مما قلص من دور بعض الجماعات المتمردة والحلفاء في المنطقة. وقد أدت استراتيجية الرئيس الأمريكي باراك اوباما بشأن كيفية التعامل مع الأسد إلى صدام بين البيت الأبيض ووزارة الدفاع حيث كتب وزير الدفاع المنتهية ولايته تشاك هاغل مذكرة لمستشارة الامن القومي سوزان رايس في تشرين الاول/أكتوبر الماضي يدعو فيها الى زيادة التركيز على الأسد.

الى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن كبار الشخصيات من حوالى 60 بلدا تشكل التحالف الدولي ضد تنظيم « الدولة الاسلامية « سيجتمعون للمرة الاولى الاسبوع المقبل في مقر حلف شمال الاطلسي في بروكسل.

وقالت جينيفر بساكي المتحدثة باسم الخارجية في بيان وصل لـ«القدس العربي» إن جون كيري وزير الخارجية الأمريكي سيـــترأس الاجتماع الوزاري الاول يوم 3 كانون الأول/ديسمبر من أجل مناقشة آلية سياسية للجهود المشتركة الهادفة لهزيمة «داعش».

ومن المتوقع على الأرجح ان يكون الاجتماع بمثابة تنشيط وتحديث هام للتحالف الدولي الذي ما زال يستمر في شن الضربات الجوية ضد الجماعة في سوريا والعراق بقيادة الولايات المتحدة، ومشاركة من استراليا وبريطانيا وكندا وفرنسا،إاضافة الى الدول العربية التي تعتبر جزءا او داعما للحملة الجوية وهي السعودية وقطر والبحرين والإمارات والأردن.

 

عشرات القتلى في كمين نصبته قوات النظام السوري وحزب الله قرب دمشق

25 منظمة إنسانية تدعو لندن لاستقبال مزيد من اللاجئين السوريين

■ عواصم ـ وكالات: قتل العشرات في كمين نصبته القوات السورية واستهدف مجموعة من المسلحين كانوا ينتقلون من منطقة الى أخرى في ريف دمشق الشرقي في وقت متأخر من ليل الاربعاء، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية ومصدر في حزب الله اللبناني وناشطون الخميس.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية «سانا» عن مصدر عسكري سوري قوله ان «وحدة من الجيش والقوات المسلحة تقضي بكمين محكم على خمسين ارهابيا اثناء محاولتهم الفرار من بلدة ميدعا في الغوطة الشرقية باتجاه مدينة الضمير بريف دمشق».

غير ان مصدرا في حزب الله الذي يقاتل في سوريا الى جانب قوات النظام قال ان عدد قتلى الكمين بلغ 30 مسلحا، مشيرا الى انه جرى بعد وقوع الهجوم استهداف «آلية تابعة للمسلحين بصاروخ موجه بعد خروجها (…) لانتشال الجرحى (…) وقد قتل كل من كان في الآلية من مسلحين وجرحاهم».

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان «30 رجلا على الأقل استشهدوا وسقط عدد من الجرحى في الكمين الذين نفذته عناصر من حزب الله اللبناني وقوات النظام في وقت متاخر من ليل الاربعاء»، مضيفا «كما استهدفت قوات النظام بصاروخ سيارة قدمت لإنقاذ الجرحى وسحب جثامين الرجال».

من جهة أخرى وجهت 25 منظمة مجتمع مدني ومؤسسات إغاثية في بريطانيا، رسالة إلى رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، دعوا فيها الحكومة لفتح أبوابها لمزيد من اللاجئين السوريين.

ودعت المنظمات الإنسانية في رسالتها، الدول الغنية والمتقدمة، لفتح أبوابها لحوالى 5٪ من السوريين الفارين من بلادهم على الأقل، حتى نهاية عام 2015، مشيرة إلى أنه «انطلاقا من هذه النسبة، ووفقاً لتوزيع عادل، فإنه سيترتب على بريطانيا منح الأمل لـ 10 آلاف سوري، وهو أقل من 0.3 ٪ من مجموع اللاجئين».

وأوضحت المنظمات، ومن بينها: منظمة العفو الدولية، و»أنقذوا الأطفال»، و»مجلس اللاجئين»، ولجنة أوكسفورد للإغاثة من المجاعة (أوكسفام)، أن دول جوار سوريا تنوء تحت وطأة أزمة لم تشهدها من قبل، مشيرة إلى أن «المساعدات التي تقدمها بريطانيا للاجئين السوريين محط إشادة، إلا أنها غير كافية بمفردها».

وكانت بريطانيا قد منحت حق اللجوء لـ 50 مواطنا سوريا، خلال الفترة ما بين كانون الثاني/يناير- حزيران/يونيو 2014، في إطار برنامج «إعادة توطين المعرضين للخطر»، الذي تديره الحكومة بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

 

معارضون سوريون يشككون في جدية طرح موسكو لحل سياسي في سوريا

المحادثات السورية ــ الروسية بداية لبلورة حل الأزمة في دمشق

■ عواصم ـ وكالات: قال عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، قاسم الخطيب «لا أتوقع أن الروس جادون في العمل على إيجاد حل سياسي في سوريا، كونهم وقفوا مع النظام السوري طيلة أكثر من ثلاث سنوات من الأزمة، بوصفهم حليفا استراتيجيا للنظام».

واعتبر أن موسكو تلعب في الوقت الضائع، نظراً لانشغال الولايات المتحدة بقيادة التحالف الدولي والعربي في الحرب على «داعش».

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد أشار،الأربعاء، إلى ضرورة تهيئة الظروف لاستئناف عملية التسوية السلمية في سوريا بموازاة مكافحة الإرهاب، وذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره السوري وليد المعلم في ختام محادثاتهما في مدينة سوتشي جنوب روسيا، أكد فيه أن موسكو ودمشق تدعمان مبادرة دي ميستورا لـ «تجميد القتال» في سوريا، ولفت إلى أنه «يجب خلق الظروف المواتية لاستئناف الحوار بين الحكومة السورية وجميع الأطراف المعنية في المعارضة».

وقد تردد في موسكو أن الساسة الروس طرحوا على المعلم، خلال زيارته الحالية، ضرورة العودة إلى مفاوضات جنيف للسلام، وتشكيل حكومة ائتلافية مع المعارضة.

أما البيان الذي صدر عن وزارة الخارجية الروسية، فقد أعلن عن رغبة موسكو في إيجاد مكان «لإجراء الاتصالات المناسبة بين مسؤولين في الحكومة السورية، ومجموعة واسعة من القوى الاجتماعية والسياسية في المجتمع السوري».

ويدخل ضمن المجموعة الواسعة من القوى الاجتماعية والسياسية السورية، اللقاء الذي جرى مؤخراً في موسكو مع وفد برئاسة، رئيس الائتلاف الأسبق، أحمد معاذ الخطيب.

وأفاد أحمد عوض، عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الروسية، أن ما يطرح في موسكو، وزيارة أحمد معاذ الخطيب، لن يتمخض عنهما حل سياسي للأزمة، واعتبر أن «لا موسكو ولا الشيخ معاذ ولا دي ميستورا يملكون مفاتيح الحل في سوريا. وهناك ممثل شرعي للشعب السوري، اعترفت فيه أكثر من 80 دولة، لذلك إن كانت موسكو تبحث في إيجاد حل سياسي، فعليها التوجة إلى الائتلاف السوري المعارض، وعدم توجهها يثبت أن موسكو تحاول شق صفوف المعارضة».

وطالب قاسم الخطيب بحل سياسي ترعاه الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وبقوات دولية، للفصل بين قوات المعارضة وقوات النظام، مشيراً إلى أن دي ميستورا، يحاول عبر مبادرته التوصل إلى وقف إطلاق نار جزئي. وأكد أنه من خلال تواصله مع فصائل الجيش الحر تبين أنهم لا يثقون بما تطرحه موسكو أو دي ميستورا، وأن الأخير يخدم بمبادرته النظام السوري وإيران وروسيا.

أما وائل ميرزا، أمين سر المجلس الوطني السوري السابق، فقد اعتبر أنه من خلال لقائه دي ميستورا، أن الأولوية التي يوليها المبعوث الدولي إلى سوريا في مبادرته، هي وجود «داعش»، الذي «يدفع كل الأطراف لإعادة النظر في موقفها»، وأن «الهاجس الاستراتيجي لروسيا في سوريا، منذ سقوط الاتحاد السوفيتي على الأقل، هو أن أمنها والدول التي حولها مرتبط تماماً بأمن شمال القوقاز. وكل شيء آخر يُناقش في إطار هذا الثابت الاستراتيجي».

يذكر أنه، منذ منتصف مارس/ آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 44 عاماً من حكم عائلة الأسد الدكتاتوري، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من 191 ألف شخص، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.

وذكرت صحيفة سورية الخميس ان المباحثات السورية – الروسية التي جرت الأربعاء في سوتشي تشكل بداية لبلورة حل سياسي للأزمة السورية، لكنه يحتاج حسب تعبيرها «لبعض الوقت».

ونقلت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطة عن مصادر دبلوماسية غربية في العاصمة موسكو قالت انها تتابع عن قرب الزيارة والأفكار الروسية المطروحة، و «أن ما تم في الأمس من مباحثات روسية سورية هو بداية لوضع تصور لحل سياسي للأزمة يجمع عددا من الفرقاء السوريين الوطنيين». وأشار المصدر إلى ان هذا التصور «يحتاج إلى بعض الوقت ليتبلور».

 

سوريا مشكلة سياسية لا تملك الإدارة الأمريكية إجابة لها… والقيادة الأمريكية الجوية نقلت عشرات الطائرات من أفغانستان إلى الكويت.. والمغرب آخر المشاركين بطائرات أف – 16

بوتين بيده مفتاح الحل… وضغوط على الأسد ستوجه ضربة قاصمة لتنظيم «الدولة الإسلامية»

إعداد إبراهيم درويش:

لندن ـ «القدس العربي»نقلت الولايات المتحدة مزيدا من المقاتلات العسكرية وطائرات الاستطلاع في أفغانستان إلى العراق لقتال تنظيم الدولة الإسلامية – داعش. وهو ما يعمق وبشكل مستمر التورط الأمريكي في العراق ويضع المخططين العسكريين الأمريكيين في قاعدة «شو إيرفورس» في ساوث كارولينا أمام تحديات جديدة خاصة أنهم يعملون بعيدا عن ميدان المعركة.

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن القيادة العسكرية حولت عشرات من طائرات «إي- 10» من أفغانستان ونقلتها إلى الكويت لزيادة الدعم الجوي للقوات العراقية في حربها ضد التنظيم الجهادي.

كما يقول مسؤلون أمريكيون إنه تم نقل عدد من الطائرات بدون طيار (ريبر) المزودة بصواريخ وستتم إعادة نشرها من أفغانستان للساحة القتالية الجديدة في الشرق الأوسط وذلك في الأسابيع المقبلة.

وتقول الصحيفة إن قادة سلاح الجو يمكنهم التخطيط من قاعدة شو الجوية لغارات ضد تنظيم الدولة الإسلامية حيث أصبحت رمزا لقدرات الجيش الأمريكي على القيام بهجمات حول العالم وبالتحكم عن بعد.

وتعترف الصحيفة بالتحديات التي تواجه المخططين العسكريين حيث يواجهون عدوا غير عادي استطاع التأقلم مع الغارات وهو في جزء منه جيش تقليدي وفي جزء آخر شبكة إرهابية ليست بعيدة عن مرمى الطيران الأمريكي.

وينقل التقرير عن الميجر سونس أبيردستون المسؤول عن الأهداف في القاعدة قوله «عندما نخطط لاستهداف دولة فإننا نقوم بالنظر لقدراتها العسكرية التي بنتها ولعقود وتكون لدينا قائمة طويلة من الأهداف» بخلاف تنظيم الدولة الإسلامية فمقاتلوها «يتحركون بسرعة»، «فهم يقيمون اليوم في مكان وبعد أسبوع يغادرونه».

 

تحليل واختيار الأهداف

 

وفي الوقت الذي تقوم فيها طائرات بدون طيار «بريدتور» و «ريبير» بطلعات من صحراء نيفادا ومناطق أخرى في الولايات المتحدة تقوم القيادة المركزية لسلاح الجو في ساوث كارولينا بمعظم العمل: تحليل واختيار الأهداف التي ستضربها طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في كل من العراق وسوريا.

وتشمل الأهداف مباني ومراكز اتصال ومنشآت نفطية وكل ما يمكن لتنظيم الدولة الإسلامية الإستفادة منه.

ويدعم عمل قيادة العمليات الجوية فريق آخر يعمل من قاعدة «العيديد» في دولة قطر حيث يقوم المحللون بالعمل على استهداف ما يشار إليه بالأهداف المتحركة، مثل قوافل نقل المقاتلين والمعدات العسكرية الثقيلة.

وتعتبر هذه الأهداف من أولويات العملية العسكرية التي مضى عليها أكثر من ثلاثة أشهر، مع أن ثلث الطائرات الذي أرسل لمهاجمتها تمكن من ضرب أهداف فيما عادت بقية المقاتلات لقواعدها بعد فشلها في العثور على هدف.

ويقول المسؤولون إنه من بين 450 غارة جوية على سوريا تمت في الأسبوع الماضي لم يخطط إلا لنسبة ٪25% منها وفي العراق النسبة أقل حيث لم تتعد 5% من بين 540 غارة في نفس الفترة.

ومن هنا يرى نقاد الحملة الجوية أنها فشلت في إضعاف تنظيم تكيف مع الغارات، وبالتالي لم تحقق الهدف المعلن لاستراتيجية الرئيس باراك أوباما. ويقول النائب جيمس إنهوف عن ولاية أوكلاهوما إن الولايات المتحدة بحاجة إلى «قدرات استهداف» أكثر مما لديها الآن.

وكان النائب الجمهوري وعضو لجنة السلاح في الكونغرس قد عاد للتو من الأردن الذي يستخدم عدد من الدول قواعده لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.

وأشارت الصحيفة لمؤتمر عقد في قيادة العمليات في تامبا فلوريدا حيث حضر 200 مسؤول عسكري من 33 دولة ونوقش فيه عدد من القضايا منها الأهدف.

وقالت القيادة في بيان لها إن الهدف كان هو التأكد من المزامنة في العمليات وتشذيب العملية العسكرية المصممة لإضعاف تنظيم الدولة.

وتضيف الصحيفة ان القدرات لمواجهة التنظيم الجهادي تتزايد كل يوم حيث انضم المغرب للحملة العسكرية وأرسلت القوات المغربية عددا من مقاتلاتها «أف- 16». وتقول إن القيادة المركزية تفكر في استئجار متعهدين مدمنين من أجل إدارة طائرات التجسس وملء الفراغ لملاحقة أهداف أخرى.

ويقوم المسؤولون في قاعدة نورث كارولينا يوميا بمناقشة الأهداف التي ستضرب باستثناء المدارس وسدود المياه والمستشفيات، وهناك بعض الأهداف التي يمكن ضربها ولكن في الليل حيث تكون فارغة.

وفي قاعدة العيديد يقوم المخططون بدراسة قوائم الأهداف ومناسبتها بالطائرات والأسلحة المستخدمة وتقييم الأخطار وتجنب المدنيين.

 

منشآت النفط

 

وشملت الأهداف في الآونة الأخيرة أنفاقا في كركوك، ومصنعا في الموصل لصناعة قنابل بدائية. كما يتم استهداف مناطق النفط الواقعة تحت سيطرة داعش لحرمانه من إنتاج النفط وبيعه وزيادة قدراته المالية، واستطاعت قوات التحالف تدمير أكثر من عشر مصافي نفط متحركة.

ويساعد في عمل القوات الجوية التقارير التي تقترح أهدافا وتقدمها المخابرات المركزية «سي أي إيه» وبقية وكالات الأمن القومي واستخبارات الدول الحليفة. ويقوم المحللون بفحص القائمة مع قائد القيادة المركزية الجنرال لويد أوستن الثالث.

وتشير الصحيفة إلى ان المقاتلات لا تضرب ناقلات النفط خشية أن يقتل سائقوها المدنيون ممن يعملون للحصول على لقمة عيشهم ولا علاقة لهم بأيديولوجية تنظيم الدولة.

ويمثل النفط أهم مصادر الدخل للتنظيم، وحذر المسؤول الاقتصادي في وكالة الطاقة الدولية بالعاصمة الفرنسية باريس فاتح بيرول من الأثر الذي سيتركه صعود تنظيم الدولة على حالة النفط لأن التنظيم يمنع من الإنتاج والاستثمار. وقال بيرول في تصريحات لصحيفة «فايننشال تايمز» إن «هناك معيارا جديدا دخل على سوق النفط، ففي الماضي كان الحديث يدور حول الإنتاج، التزويد، الطلب والنمو الاقتصادي» أما اليوم فأصبح لدينا معيار جديد وهو داعش .

وأصبح النفط ساحة للمنافسة بين القوى المتصارعة على سوريا، وكما أظهر تقرير في بداية الأسبوع الحالي النزاع القائم بين أكراد سوريا وداعش على حقول النفط في شرق البلاد.

 

لا مسار واضحاً في سوريا

 

وبالعودة للحملة الجوية فلا تزال الولايات المتحدة تبحث عن خطة لتدمير داعش، وجاءت إقالة وزير الدفاع تشاك هيغل في هذا السياق. وينظر إلى الإقالة كمحاولة لتوسيع الحملة العسكرية في كل من سوريا والعراق.

وهناك جدل متواصل سواء في أوساط الجمهوريين والمحللين حول الاستراتيجية المناسبة لمواجهة داعش.

وقبل أيام كتب دينيس روس، المبعوث السابق للشرق الأوسط والذي عمل في إدارتي جورج بوش وباراك أوباما حول خيارات الإدارة الحالية وقال إنها لا تملك خيارات جيدة في سوريا، وفي مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» قال فيه إن كفاح إدارة أوباما في البحث عن مدخل في سوريا يجب أن لا يثير دهشة أحد، لأن الحقيقة تقول أن لا خيار جيدا في الحرب التي أدت لمقتل 200.000 سوري وشردت الملايين، فالرئيس محق في القول ان «لا حل سحريا» للأزمة.

ومع ذلك يفهم أوباما أن تجنب الأزمة ليس حلا أيضا. فترك داعش في سوريا كي يقوم بالتوسع وبناء ملاذه الآمن والتدريب والهجوم على العراق بل والتخطيط لهجمات خارج حدود سوريا ليس خيارا.

ويعتقد روس أن كل خيار يقدم في طياته معضلة للرئيس أوباما. فضرب داعش في سوريا أطلقت يد نظام بشار الأسد لملاحقة وقصف المعارضة المعتدلة التي تقول إنها تدفع ثمن الحملة الأمريكية ضد داعش.

ويرى أن تجنب الإدارة ضرب النظام السوري لأنها تخشى إيران ورد فعل الجمهورية الإسلامية خاصة في العراق «وكما أخبرني مسؤول بارز ففي حالة ضربنا الأسد فستقوم إيران بإطلاق العنان لميليشياتها في العراق لضربنا».

ولكن إيران لا تقاتل داعش في العراق دفاعا عن أمريكا كما يقول روس فمصالح إيران هناك هي محل تهديد مثل المصالح الأمريكية. ومع ذلك فقد تجنبت الولايات المتحدة استهداف النظام ولسبب آخر متعلق بالمحادثات المتعلقة بملف إيران النووي. وهذا رأي يراه الكثيرون في المنطقة.

ولكن روس يرى إن تردد الولايات المتحدة في التعامل مع الأسد خشية إغضاب إيران يغذي حسا من عدم الراحة لدى السنة، خاصة الدول المشاركة في الحملة ضد داعش مثل السعودية والإمارات العربية، فهما مع بقية دول الخليج تعتقدان أن المشروع النووي الإيراني سيأتي على حساب علاقتهما مع الولايات المتحدة ولهذا تشعران بالقلق من إمكانية حدوث تقارب.

ويرى روس أن التقارب قد يكون مفيدا لو غير موقع طهران ونفوذها في المنطقة. ولكن وللأسف، فإن إيران عازمة على استخدام كل ما لديها لتغيير ميزان القوة في المنطقة لصالحها، وفي أربع عواصم وهي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء. مما أدى لحس انتصاري يعمل على تعميق شكوك السنة حول موقف الولايات المتحدة. ويعتقد أن هزيمة داعش لن تتم بدون دعم السنة، فهم القادرون على سحب البساط من تحته فقط. فلا أمريكا ولا إيران بميليشياتها قادرة على مواجهة داعش ورؤيته مما يعني أن الخيارات المتوفرة أمام واشنطن قليلة.

ويشير روس هنا لبرنامج تدريب المعارضة السورية الذي لم يصادق عليه الكونغرس ولم يبدأ بعد وهو ما يطرح محدودية على تحرك الإدارة.

ويعتقد أن المسار الحالي في سوريا يثير السخرية وهناك مخاطر من خسارة الولايات المتحدة دعم السنة.

ولهذا يرى أن الوقت قد حان لإعادة الولايات المتحدة النظر في فكرة «المنطقة الآمنة» التي تطالب بها تركيا والتي ستدخل مقابل هذا كشريك فاعل في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

ويقول إن الإيرانيين والروس والأسد لن يقبلوا هذا الخيار، إلا أن مجال تحركهم ليس كبيرا، فهل يرغب الأسد بخسارة مقاتلاته العسكرية؟ وبالنسبة لإيران وروسيا فزيادة ثمن الحرب قد تدفعهما للبحث عن حل سياسي للأزمة السورية.

ويرى روس أن لا خيار بدون ثمن لكن الطريق الذي تسير فيه الولايات المتحدة لا يقدم الكثير في سوريا بل ويضعضع الأهداف التي رسمتها الإدارة لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.

 

الحل يبدأ من موسكو

 

وفي هذا السياق تقول صحيفة «ديلي تلغراف» إن من ساعدوا النظام السوري لإدخال البلد في حرب دموية هم الروس والإيرانيون وحزب الله وبهذا يتحملون مسؤولية ما جرى. ورغم ان الصحيفة تحمل الأسد المسؤولية الأعظم لأنه رفض القبول بكل المبادرات منذ اندلاع الانتفاضة عام 2011 ورفض إجراء إصلاحات والاستجابة للمطالب الشعبية، وسمح بتحول خطر داعش من مجرد حركة هامشية تعمل في إطار ضيق لتنظيم احتل مناطق في العراق، وأصبح من أخطر التنظيمات الجهادية منذ ظهور تنظيم القاعدة.

وأشارت الصحيفة لزيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم واجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي يوم الأربعاء.

وتعتقد الصحيفة أن مفتاح حل الأزمة السورية في موسكو، فبوتين الذي ظل يؤكد على أهمية الاستقرار في المنطقة تعامى عن واقع أصبح فيه الأسد عدو الاستقرارالأول في الشرق الأوسط.

وعليه وفي حالة غير بوتين من موقفه ومارس ضغوطه وأكد على التزام الأسد بالمبادرة الدولية الجديدة التي تقدم بها مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا إلى سوريا والتي اقترح فيها «تجميد» الحرب وعقد اتفاقيات وقف إطلاق النار محلية تبدأ من مدينة حلب فسيغير مسار الأزمة.

وترى الصحيفة أن تغيرا في موقف روسيا سيوجه ضربة قوية لتنظيم داعش. لكن المشكلة تظل في فهم «داعش» والقضاء على فكرته، فهو كما يقول ديفيد كيلكلن، المستشار السابق الخاص لوزير الخارجية الأمريكي وللجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس «يجــب أن تنظر لداعش كمشروع بنــاء دولــة»، وقــال إن «هـؤلاء الأشخاص يحــاولون بناء دولة»، حسبـما نقـل عـنـه مـوقـع «ديفنس وان».

وأشار الموقع لأزمة واشنطن مع المعارضة وكيف أنها تخسر المعارضة هناك وفي هذا أضاف كيلكلن: «سوريا مشكلة سياسية لا نملك إجابة عنها».

 

وجهاء حي الوعر في حمص: النظام السوري يستغل الزمن للحصول على مزيد من التنازلات من المعارضة

يزن الحمصي

حمص ـ «القدس العربي» يسعى النظام السوري فرض هدنة على حي الوعر في حمص تهدف إلى إنهاء سلطة قوى المعارضة في الحي ووضع زمام الأمور في قبضة المسؤولين الأمنيين وجيش الدفاع الوطني كما هي حال باقي أحياء المدينة، في حين يرى أحد وجهاء المدينة معتصم الحمصي أن اللعب على مسألة الزمن هي لعبة يكررها النظام منذ أعوام في كافة الأحياء المحاصرة.

وقال الحمصي في حديث لـ «القدس العربي» إن «ما يجري في حي الوعر نسخة عما جرى في الأحياء القديمة سابقا، فمفاوضات الأحياء القديمة استمرت ما يزيد عن عام كامل بعد أن تعددت جهات الوساطة، وهذا ما جرى في حي الوعر التي رعت مفاوضاته اللجنة الإيرانية مرة، وفي أخرى قيادات عسكرية تابعة للنظام، واليوم الوفد الأممي، ليعود النظام وينقض العهد مرة بعد مرة، وهم يدركون قيمة الوقت، فالمزيد من الوقت والقصف يعني المزيد من التنازلات من جانب المعارضة خوفا على أرواح المدنيين».

وكان الوفد الأممي وصل مؤخرا إلى حمص برئاسة المبعوث دي مستورا إلى سورية للإشراف على مفاوضات ربما تكون بوادر إنهاء حصار الحي، وأدخل إلى الحي 12 ألف حصة من المساعدات بعد عدة أيام من العرقلات نتيجة عدم سيطرة النظام على كافة الفروع الأمنية والميليشيات التابعة له التي لم تلتزم باتفاقية وقف إطلاق النار في المنطقة رغم الرقابة الأممية على الهدنة.

وبحسب مراقبين، لم يأت دي مستورا بالجديد، فإدخال المواد الغذائية بكم مسموح به من قبل السلطات السورية من شأنه إطالة عمر الحصار وليس إنهائه، من خلال الإبقاء على أصوت الاستغاثة من الجوع، واستمرار أصوت الموت المحتم في الارتفاع.

وأفاد ناشطون من حي الوعر، أن النظام يحاول من خلال فروعه الأمنية وميليشياته المنتشرة في محيط الحي كسب المزيد من التنازلات في كل جولة جديدة من المفاوضات، فالوقت والقوة العسكرية يمنحانه القدرة على رفض أو استمرار أي هدنة تعقد بين طرفي النزاع على اختلاف الجهة الراعية.

وبين أحد النشطاء، أن التغيرات التي حصلت مؤخرا في القيادات الأمنية لمدينة حمص جاءت كإرضاء للشارع الموالي بعد تفجيرات المدرسة في حي عكرمة الموالي، وأتى على رأس تلك التغيرات تعيين العميد ياسين ضاحي قائد عدة حملات سابقة على حي بابا عمرو والخالدية، ما يثبت السياسة الجديدة للفروع الأمنية في مفاوضتها مع المعارضة.

في حين، تؤكد أطراف المعارضة على ضرورة الاتفاق على إنهاء حصار الحي بما ينقذ أروح المدنيين، ولكن دون تنازل عن شروط أساسية قد تعرض آلافا من سكان الحي إلى الاعتقال والسجن والتهجير على غرار ما حصل في الأحياء القديمة.

بدوره، أكد الناشط حسن أبو الزين الذي شهد حصار أحياء حمص القديمة سابقا وحصار حي الوعر الآن في حديث لـ «القدس العربي»، أن مختلف قيادات الحي اتفقت على ان يكون باب التفاوض مفتوحا بشكل دائم مع النظام لإنهاء معاناة أهالي الحي، وكل البنود قابلة للتفاوض باستثناء أربعة، وهي تسليم سلاح المعارضة، وخروج المسلحين، والاندماج في حواجز مشتركة مع النظام، ودخول قوات النظام إلى الحي، فلا ثقة لنا بالنظام بعد كل طعناته.

وبين جولات المفاوضات والهدنات ورفض وقبول المعارضة لشروط النظام تبقى معاناة آلاف المدنيين من جوع وبرد وقتل يومي هي الصوت الأعلى في الحي. وفي الشهر الأخير استهدف الحي بما يزيد عن 600 قذيفة مختلفة الحجم مما أودى بحياة ما يزيد عن 37 مدنيا وعشرات الجرحى والمعاقين وفق إحصائيات المراكز الحقوقية، وأشار «أبو محمد» أحد العاملين في المشفى الميداني داخل الحي «ان الحالة الطبية داخل الحي في أسوأ أوضاعها بسبب ارتفاع معدل الإصابات، عدة أضعاف في الفترة الأخيرة، وعدم السماح للمواد والكوادر الطبية الدخول إلى الحي زاد الأمر سوءا».

ويترك مصير الحي اليوم لمفاوضات سياسية مستمرة منذ أشهر بين طرفي النزاع من جهة، ومن جهة أخرى قبضة أمنية تعمل بخطة الأرض المحروقة لا يعنيها الكثير مما يجري على طاولة التفاوض بقدر ما يعنيها الحصول على استسلام من طرف المعارضة.

وتستمر قوات النظام السوري بفرض الحصار على أهالي حي الوعر في مدينة حمص منذ بداية عام 2013 لإخماد الحركة الشعبية وتهجير الأهالي من المنطقة.

وتوجد في الحي عدة مراكز أمنية وحكومية ترتكز في المحيط والداخل، وتوجد على أسطح تلك المراكز القناصات والرشاشات الثقيلة التي تمنع التجوال عدة أيام خلال الأسبوع وتعيق إسعاف الجرحى بعد القصف اليومي على الحي.

 

مظاهرة تطالب بخروج حركة المثنى من مقرها في درعا حماية للمدنيين… والحركة ترد بإطلاق النار

مهند الحوراني

درعا ـ «القدس العربي» خرجت مظاهرة في بلدة صيدا بالريف الشرقي لدرعا جنوب البلاد طالبت «حركة المثنى الإسلامية» بالخروج من مقرها في مبنى البلدية الموجود بالقرب من مركز الثقل السكاني في البلدة، وبسبب شبه التصاقه بمنازل المدنيين، الأمر الذي سيعطي مبررا لطيران النظام السوري ومدفعيته لاستهداف المقر وما حوله، كما جرى في العديد من المدن السورية، إلا ان الحركة أطلقت النار في الهواء لتفريق المظاهرة واعتقلت أحد المتظاهرين قبل أن تفرج عنه بعد ساعات.

وأعقب انتهاء المظاهرة وفضها، تدخل بعض فصائل الجيش السوري الحر من بلدة صيدا لحل الإشكال، ومطالبة «حركة المثنى» بالخروج من مبنى البلدية والخضوع لرغبة المدنيين التي تأتي تخوفا من وجود المقر بالقرب من منازل المدنيين، خوفا من قصف النظام السوري الذي لا يميز بين الأهداف المدنية والعسكرية.

إلا ان ناشطين وصفوا قيام «حركة المثنى» بإطلاق النار على المتظاهرين بـ «الخطير»، مبينين أن إطلاق النار في الهواء على مظاهرة لا تحوي أي مظاهر مسلحة لمجرد انها ترفع شعارات ضد الحركة، أسلوب يقترب من تصرف النظام السوري في بداية الثورة في شهر آذار/ مارس 2011.

وقال الناشط الإعلامي شعاع فلوجة حوران في حديث خاص لـ «القدس العربي»: ان التصرف الخاطئ الذي قامت به حركة المثنى الإسلامية سيؤدي حتما إلى فقدان الحاضنة الشعبية وحجب الثقة عنها بسبب الاستهتار بأرواح المدنيين.

وأضاف الحوراني أنه: لولا تدخل بعض فصائل الجيش السوري الحر في صيدا، ووقوفهم إلى جانب المدنين والمطالبة بحقهم، لما وضعت المثنى اعتبارا للمظاهرة ولا لمطالب المدنيين.

هذا وتم رفع قضية إخراج «حركة المثنى الإسلامية» من بناء البلدية في صيدا لدار العدل الموحدة في حوران «الشهيرة بمحكمة غرز» للبت في القضية وترك أمر إخلاء الموقع أو البقاء فيه للقضاء، الذي سيقرر ذلك خلال الأيام القادمة، ومحاسبة مطلقي النار على المتظاهرين.

يشار إلى أن بلدة صيدا تعد من أكبر بلدات الريف الشرقي لدرعا، وتعتبر أحد اضخم التجمعات السكانية للنازحين من القرى المجاروة كالنعيمة وخربة غزالة والغريا الغربية وغيرها والتي تخضع لسيطرة الجيش السوري الحر، وتعد خطوط جبهة ساخنة تتعرض للقصف الهمجي والعشوائي لآلة النظام العسكرية.

 

سورية: “النصرة” تتوسع بريف إدلب والنظام يقصف دير الزور

أسطنبول، عبسي سميسم ــ دير الزور، أنس الكردي

سيطر عناصر من “جبهة النصرة” وكتائب “جند الأقصى” المساندة لها، ليل أمس الأربعاء واليوم الخميس، على بلدة معرة حرمة وقرى حيش، وسجنة، والشيخ مصطفى، ومعرزيتا، بريف إدلب الجنوبي، في وقت استهدف فيه طيران النظام السوري، معبراً مائياً يُستخدم للعبور بين ضفتي نهر الفرات، والذي يقسم قرى دير الزور.

 

وأفاد الناشط الإعلامي، يزن الإدلبي، لـ”العربي الجديد” بأن عناصر من “جبهة النصرة” و”جند الأقصى” سيطروا ليل أمس على قرية معرزيتا، قبل أن يقتحموا اليوم الخميس بلدة معرة حرمة وقرى حيش وسجنة والشيخ مصطفى، وينفّذون حملة مداهمات وتفتيش فيهما، وينشرون حواجزهم عند أطراف تلك المناطق”.

 

جاء ذلك في وقت انسحب فيه عناصر “الجيش الحر” المنتمين لألوية “الأنصار”، و”جبهة الحق”، و”أبو العلمين”، و”كتيبة عبد القادر الطويل”، إلى قرى شحشبو وريف حماة الشمالي، ولكن ما إنّ نشرت النصرة حواجزها في محيط المناطق التي سيطرت عليها، حتى عاد مقاتلو الحر ليشتبكوا معها، ولا تزال المعارك مستمرة حتى اللحظة.

 

ووفقاً للناشط الإعلامي، فإنّ النصرة “عمدت إلى اقتحام مناطق ريف إدلب الجنوبي، نظراً لتواجد مقاتلين من ألوية الأنصار التي كانت تتبع لجبهة ثوار سورية، وانشقت عنها عند دخول “النصرة” إلى جبل الزواية، فضلاً عن نيّتها الانتقام من كافة فصائل الجيش الحر التي ساندت في وقت سابق جبهة ثوار سورية وقائدها جمال معروف”.

 

وكان عناصر “جبهة النصرة” و”جند الأقصى”، قد سيطروا على كامل جبل الزاوية في ريف إدلب مع بداية الشهر الجاري، بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي جبهة ثوار سورية، على خلفية نزاعات سابقة بينهم، اتهم على إثرها جمال معروف، أمير “جبهة النصرة”، أبو محمد الجولاني، بإنه جاء لنصرة نظام بشار الأسد، وشبهه كذلك بـ”الداعشي”.

 

في غضون ذلك، قصف سلاح الطيران التابع للنظام السوري، معبراً مائياً يستخدمه المدنيون ومقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية” للعبور بين ضفتي نهر الفرات، والذي يقسم قرى دير الزور إلى جزيرة وشامية.

 

وقال الناشط الإعلامي، محمد الخليف، لـ”العربي الجديد”، إن “طيران النظام استهدف عند الساعة الحادية عشرة صباح اليوم، المعبر المائي بين بلدتي البوليل والصبحة، في ريف دير الزور، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى”، مرجحاً “ارتفاع أعداد القتلى بسبب وجود إصابات خطيرة”.

 

وأوضح الخليف أن “هناك قتلى بين مقاتلي داعش”، ولم يستبعد أن يكون النظام السوري قد استهدف مقاتلي التنظيم هذه المرة، وأشار إلى “وجود حاجز لتنظيم الدولة حول المعبر، يتواجد عليه أربعة حراس”، لافتاً إلى أن “النظام يحاول أن يظهر للمجتمع الدولي أنه يستهدف مقرات تنظيم الدولة، وانه يحاربه، وتحت هذه الذريعة ارتكب مجازر خلال اليومين الماضين”.

 

زيارة المعلم إلى موسكو… استثمار في التخبط الأميركي

إسطنبول ــ عدنان علي

لم يفصح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، عن تفاصيل مباحثات وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في مدينة سوتشي الروسية، واكتفى بالقول، إنها تناولت العلاقات بين الجانبين. لكن اجتماع بوتين بالمعلم بعيداً عن الإعلام، وحتى قبل أن يلتقيه وزير الخارجية سيرغي لافروف، يشير إلى أن أموراً مهمة جرى بحثها خلال الاجتماع، ربما لم يتم الإفصاح عنها في المؤتمر الصحافي المشترك الذي أعقب لقاء لافروف والمعلم.

 

وركّز لافروف، خلال المؤتمر الصحافي، على مواصلة بلاده دعم نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، في مواجهة ما سمّاه مكافحة الإرهاب، وهي عملية قال الوزير الروسي، إنها يجب أن تستند إلى القانون الدولي، معتبراً أن ضربات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في الأراضي السورية تتعارض والقانون الدولي.

 

وأهم ما قاله لافروف إن “موسكو ودمشق تتفقان على أن خطر الإرهاب هو العامل الرئيسي الذي يحدد كيفية تطوّر الأحداث في المنطقة”، أي أن المقاربة التي تحاول موسكو تقديمها لإحياء العملية السياسية في سورية، تنهض على قاعدة “مكافحة الإرهاب”، وهي اللازمة التي طالما رددها خطاب النظام السوري على مدار سنوات الأزمة، وذهب بها إلى مؤتمري جنيف، وطالب هناك باعتمادها كقاعدة للمفاوضات. وهذا بالضبط ما أشار إليه لافروف في مؤتمره الصحافي بتشديده على “ضرورة تهيئة الظروف لاستئناف عملية التسوية السلمية في سورية بموازاة مكافحة الإرهاب”.

 

والواقع أن هذه المقاربة، أي “مكافحة الإرهاب” أولاً، أو بالتوازي مع جهود الحل السياسي، تتقاطع مع مبادرة المبعوث الدولي، ستيفان دي ميستورا، التي تقوم هي الأخرى على تهدئة الجبهات، و”توحيد الجهود” لمكافحة “الإرهاب”، والذي يشمل وفق مفهوم دي ميستورا إضافة إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، “جبهة النصرة” والتنظيمات الإسلامية الأخرى التي توصف بالمتطرفة، وتشمل وفق دمشق وموسكو وطهران، جميع المجموعات التي تقاتل قوات النظام السوري.

 

وقد أعلن لافروف موقفاً واضحاً إزاء هذه المبادرة باسم بلاده والنظام في دمشق، حين قال، إن “موسكو ودمشق تدعمان مبادرة دي ميستورا بالتقدّم التدريجي نحو تسوية الأزمة في البلاد عبر تجميد القتال في مناطق منفردة من البلاد”.

 

ورفض الوزير الروسي فكرة تنظيم مؤتمر دولي واسع النطاق بشأن التسوية في سورية على نمط مؤتمري جنيف في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين، واللذين انتهيا إلى إخفاق.

 

ويبدو أن الدبلوماسية الروسية تنشط لتحريك المياه الراكدة على المسار السياسي السوري، محاولة استثمار “الأجواء الجديدة” التي أشاعها القصف الجوي لطيران التحالف الدولي في العراق وسورية، لجهة توحيد الجهود ضد تنظيم “داعش”، وفكرة محاربة الإرهاب من جهة، ومحاولة الإفادة من الانتقادات الموجّهة إلى واشنطن بأن قصفها ومجمل استراتيجيتها في المنطقة، غير منتجة سياسيّاً ولا تفتح أفقاً لحل الصراع، بل تزيد من تفاقمه من جهة أخرى.

 

وتحاول موسكو جمع المعارضة والنظام للبدء في حوار أولي لتفعيل العملية السياسية المتوقفة منذ مؤتمر جنيف 2، وذلك عبر جمع أطراف سورية في موسكو تشمل إضافة إلى الوفد الرسمي السوري، عدداً من شخصيات المعارضة من الداخل والخارج وفي مقدمهم الرئيس الأسبق للائتلاف المعارض معاذ الخطيب.

 

وكان الخطيب زار في السابع من الشهر الحالي موسكو، وبحث هناك أفكاراً لإطلاق العملية السياسية، وقال وقتها إنه أكد للمسؤولين الروس أن نجاح أي عملية سياسية مرهون باستبعاد الأسد منها.

 

أما الائتلاف المعارض، فأصدر خلال اجتماعه الأخير في إسطنبول، بياناً حدّد فيه موقفه من المبادرات المطروحة، لتحريك العملية السياسية، وخصوصاً مبادرة دي مستورا، وأكّد أنّ أي عملية سياسية يجب أن تستند إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وما ورد في مبادئ “جنيف 1″، ومحاسبة المسؤولين عن ارتكاب جرائم الحرب.

 

واعتبر أن المقترحات التي تقدم بها المبعوث الدولي تتناول جانباً من الإجراءات التمهيديّة، التي يمكن أن تهيّئ لاستئناف عملية سياسية تفضي إلى إقامة حكم انتقالي في سورية.

 

واعتبر الائتلاف الوطني، أنّ خريطة الطريق لتلك الإجراءات يجب أن “تشمل إقامة مناطق آمنة، شمال خط العرض 35، وجنوب خط العرض 33، وفي إقليم القلمون، على أن يحظر فيها وجود النظام ومليشياته وأي امتداد له، وفرض حظر للقصف الجوي بأشكاله كافة، وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين، وضمان وصول المساعدات الإغاثية والطبية والإنسانية اللازمة للمناطق المحاصرة، وإلزام النظام بعدم استخدام المدنيين رهائن، والإفراج عن المعتقلين والكشف عن مصير السجون السرية، ومحاسبة مرتكبي جرائم حرب”.

 

والواقع أنه وعلى الرغم من أن أفكار دي ميستورا تركّز على حلول جزئيّة وأهداف محدودة، تتمحور حول خفض مستوى العنف وتحسين وصول المساعدات الإنسانية، وزرع ما سماها “بذوراً لعملية سياسية شاملة”، بدلاً من الاستمرار في الرهان على توافقٍ دولي وإقليمي، إلا أنها تلقى قبولاً ضمنياً بدرجات متفاوتة سواء من جانب النظام أم المعارضة، ولو ظهرت بعض المواقف الرافضة أو المتحفظة في صفوف المعارضة، والتي يمكن تفسيرها كتعبير عن الإحباط والاستياء من الموقف الأميركي، والمواقف الغربية التي تركت الشعب السوري لوحده خلال السنوات الماضية، بل وبدأت تمد الحبل لنظام الأسد وتجاهر بأن إسقاطه ليس أولوية، وإنما محاربة تنظيم “داعش” هي الأولوية اليوم، وربما لسنوات مقبلة.

 

من جهته، يرى النظام أن هذه الأفكار لا تبتعد كثيراً عما كان يقوم به هو أصلاً بتوجيه من إيران من خلال الهدن والمصالحات التي عقدها في العديد من المناطق، لكنه ربما يخشى أن تتحول هذه المبادرة إلى قرار دولي ملزم، يُقيّد حركته، ويفسح المجال لتطوير قدرات قوات المعارضة، خصوصاً أن أفكار دي ميستورا تقضي باحتفاظ تلك القوات بكامل أسلحتها، مع مواصلة التواجد في المناطق التي تسيطر عليها.

 

اشتباكات بين الأكراد وداعش في الحسكة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

دارت معارك بين مقاتلي تنظيم الدولة ووحدات حماية الشعب الكردية في محافظة الحسكة السورية، ليل الخميس الجمعة، فيما تكبدت المعارضة خسائر كبيرة في كمين نصبته القوات الحكومية في ريف دمشق.

 

وقال اتحاد تنسيقيات الثورة إن “اشتباكات اندلعت بين تنظيم الدولة ووحدات الحماية الكردية في قرى العرجا و الشيحان بريف ناحية جزعة بالحسكة.”

 

وفي وقت سابق، أوقع كمين نصبه الجيش السوري لمجموعة من قوات المعارضة السورية، في الغوطة الشرقية بريف العاصمة دمشق، عشرات القتلى والجرحى، حسب ما أعلن ناشطون الخميس.

 

وقالت شبكة “سوريا برس” المعارضة إن 50 شخصا على الأقل قتلوا في كمين للقوات الحكومية استهدف قرب بلدة العتيبة، مجموعة كانت تعمل على نقل جرحى من الغوطة.

 

وفي حين لم يشر الناشطون إلى هوية الضحايا الذين سقطوا برصاص الجيش وحزب الله اللبناني، قالت وكالة الأنباء السورية إن القتلى ينتمون إلى “مجموعة إرهابية مسلحة”.

 

ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله إن القوات الحكومية “قضت بكمين محكم على 50 إرهابيا أثناء محاولتهم الفرار من بلدة ميدعا في الغوطة الشرقية باتجاه مدينة الضمير..”.

 

وكانت مواجهات عنيفة قد اندلعت بين الطرفين في ريف دمشق بالتزامن مع قصف مكثف، حيث أفاد الناشطون عن سقوط صواريخ أرض-أرض على زبدين في الغوطة الشرقية.

 

واشنطن تندد بـ”مجزرة” الرقة

 

وعلى صعيد آخر، نددت الولايات المتحدة الأربعاء بالغارات الجوية “المروعة” التي شنها طيران الجيش السوري على مدينة الرقة، وأسفرت عن مقتل نحو مئة شخص.

 

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن “المجزرة المتواصلة التي يرتكبها نظام الأسد، بحق مدنيين سوريين تفضح بشكل أكبر قلة اعتباره المشينة للحياة البشرية”.

 

وكان اتحاد تنسيقيات الثورة قد قال إن ضحايا الغارات الجوية التي شنتها الطائرات على مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة في شمال البلاد، ارتفع إلى 100 قتيل، معظمهم من المدنيين.

 

الزعبي: الجيش السوري لم يقصف “داعش” في الرقة وعلى أمريكا احترام أرواح ضحاياها

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– اتهم وزير الإعلام السوري عمران الزعبي بيان وزارة الخارجية الأمريكية بتجاهل ما يقوم به تنظيم داعش في مدينة الرقة السورية، بما يخدم التنظيمات الإرهابية، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السورية.

 

ونقلت الوكالة تصريحات صحفية للزعبي الخميس، قال فيها بأن البيان “يتجاهل عمداً ما يقوم به تنظيم داعش الإرهابي من خطف وقتل واغتصاب وتدمير وسرقة ويحاول دفع العالم إلى تجاهل جرائم الإرهاب عبر توجيه الاتهامات الكاذبة إلى الدولة السورية وهذا يخدم مباشرة تلك التنظيمات الإرهابية” بحسب قوله.

 

وأضاف الزعبي بأنه “كان أولى للخارجية الأمريكية أن تحترم أرواح الضحايا الأمريكيين على أيدي إرهابيي تنظيم داعش وألا توجه الاتهامات المفبركة إلى الدولة السورية التي تواجه الإرهاب منذ سنوات بينما بعض الدول تكتفي بالفرجة والبعض الآخر شريك متورط في دعم الإرهاب”.

 

وأضاف وزير الإعلام السوري في تصريحاته التي نقلتها الوكالة “أن الدولة السورية أكثر حرصا على شعبها من أولئك الذين يرسلون السلاح والمال ويدربون الإرهابيين في أكثر من دولة بل ويصرحون بذلك علانية دون أي التزام بقواعد القانون الدولي.”

 

وأوضح الزعبي أن “بيان الخارجية الأمريكية يناقض تصريحات مسؤولين أمريكيين حول عدم تأكدهم من القصف الجوي ضد تنظيم داعش الإرهابي وهذا ما يثير الريبة حيث مصادر الإرهاب هي التي تحدثت فقط عن استهداف الدولة السورية للمدنيين.”

 

وأشارت الوكالة إلى أن هذه التصريحات جاءت ردا على تصريحات الناطقة باسم الخارجية الأمريكية جين بساكي التي “أصدرت بيانا صحفيا حول استهداف الجيش العربي السوري لمواقع تنظيم داعش الإرهابي في الرقة استندت فيه إلى الأكاذيب التي ذكرها التنظيم الإرهابي المذكور على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي.”

 

ونفى الزعبي أن يكون الجيش السوري يستهدف المدنيين “ولن يفعل وتضليل الرأي العام أصبح جزءا من البيانات الأمريكية التي تستند في معلوماتها إلى مصادر التنظيمات الإرهابية مثل داعش والنصرة وغيرها” وقال في ختام تصريحات “أن دعم الحلول السياسية يتعارض مع دعم الإرهاب كليا وعلى الجميع أن يختاروا أحد الخيارين إما مع الإرهاب وداعش والنصرة وغيرهم وإما مع مواجهة الإرهاب

 

قائد كتائب مسلحة بحلب: جميع مقاتلينا من السوريين ولا وجود لكتائب فوضوية

روما (27 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد قائد كتائب المعارضة المسلحة في مدينة حلب شمالي سورية على أن جميع مقاتليه من السوريين ومن أبناء مدينة حلب تحديداً، وشدد على عدم وجود فصائل ثورية فوضوية تقوم باختطاف ناشطين أو إعلاميين غربيين، وأشار إلى أن سيطرة النظام على حلب أمر مستبعد.

 

ونفى مهنا جفالة (أبو بكري) قائد كتائب (أبو عمارة) في ريف حلب أن يكون هناك مقاتلين أجانب في كتائبه، وقال لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “جميع المقاتلين في كتائب أبو عمارة هم من السوريين، بل وجلهم من الحلبيين من أبناء المحافظة نفسها”، حسب تأكيده.

 

وفيما إن كان للنظام القدرة العسكرية البشرية الكافية للشن هجوم على حلب، قال “ليس الأمر بهذه السهولة، وليس المقياس القوة العسكرية، لأن معظم المقاتلين في صفوف الثوار يقاتلون على أرضهم ويدافعون عنها، لذلك أرى أن سيطرة النظام على مناطق الثوار غير محتملة”، حسب تأكيده.

 

وأشار (أمير)، كما يطلقون عليه في كتائب (أبو عمارة)، وهي التي تعتبر أول فصيل ثوري مسلح تم تشكيله في حلب، إلى وجود “تنسيق دائم بين القوى الثورية المسلحة المختلفة” في المدينة

 

وشدد على أن أكبر العوائق التي تحول دون حسم الثوار في حلب المعركة لصالحهم هو القصف الجوي المتواصل من قبل قوات النظام، وقال “تحتاج كتائب مدينة حلب تحتاج ما تحتاج لحسم المعركة لصالحها لمضادات طيران أو حظر جوي لتحييد المدنيين الذين يضغط علينا النظام بقصفهم بالبراميل المتفجرة، فضلاً عن” أننا نحتاج دائماً ففي معاركنا لعتاد متطور وذخائر وأسلحة نوعية”

 

وحول مصير الناشطتين الإيطاليتين، اللتان اختطفتا مطلع شهر آب/أغسطس الماضي في الأتارب في ريف حلب، في مناطق نفوذ هذه الكتائب، شدد الجفالي على أن الكتائب الثورية في حلب تؤمن الحماية للإعلاميين والناشطين، وقال “لم يتواصل معنا أحد بشأن هذه الحادثة، ولا نعرف مصيرهما، ونأسف لحدوثها كوننا نعنى بدعم الصحافة والإعلام والناشطين ونؤمن الحماية لمن يطلب ذلك من الصحفيين”.

 

وحول بعض الجهات المحسوبة على المعارضة والمتورطة بعمليات خطف، قال “ليس هناك في حلب فصيل ثوري يسمح بمثل هذا الفعل الفوضوي، وبالتأكيد هذه الحادثة من فعل قطاع طرق ولصوص، وﻻ نستبعد تواصل مثل هؤلاء المفسدين بالنظام” وفق جزمه

 

ديلي تليغراف: مصدر خطر الجهاديين يكمن في سوريا

نشرت صحيفة ديلي تلغراف مقالا للكاتب كون كوفلين، يدعو فيه إلى التعامل مع مصدر “خطر الجهاديين” في سوريا.

 

ويقول الكاتب إن من يريد توضيحا لتحذيرات وزيرة الداخلية البريطانية، تيريزا ماي، في شأن مواجهة بريطانيا أخطر تهديد في تاريخها بوقوع اعتداءات “إرهابية”، ما عليه إلا أن ينظر إلى “الحرب الأهلية الشرسة” في سوريا.

 

ويرى الكاتب أن سوريا أصبحت منبعا لأغلبية المؤامرات التي تواجهها أجهزة الاستخبارات البريطانية.

 

ويشير المقال إلى أن المخاوف الرئيسة لدى مسؤولي الاستخبارات هي من عودة بريطانيين يقاتلون في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى بريطانيا لتنفيذ اعتداءات.

 

وينتقد الكاتب أسلوب تعامل الحكومة البريطانية مع التنظيم، مشيرا إلى أن جهودها تتركز على العراق، في حين أن تقديرات مسؤولي الاستخبارات تفيد بأن معظم الأنشطة الإرهابية الموجهة ضد الغرب تأتي من سوريا.

 

ويرى كوفلين أن من بين الوسائل المتاحة أمام رئيس الحكومة، ديفيد كاميرون، للتعامل مع مشكلة تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا أن إحياء الجهد الدبلوماسي لإنهاء الصراع الداخلي هناك، بما يسمح للجميع بالتركيز على تدمير التنظيم.

 

ويشير الكاتب إلى أن الإسلاميين المتشددين يشكلون أيضا خطرا على روسيا، التي تعد أكبر داعم لنظام الرئيس، بشار الأسد. وبالرغم من هذا تعارض موسكو بشدة أي صفقة بشأن النزاع الداخلي في سوريا.

 

لكن بريطانيا خاضت مفاوضات خلال الأسبوع المنصرم مع روسيا في شأن ملف إيران النووي، بحسب الكاتب الذي أنهى مقاله بالتساؤل: “إذا كان بمقدورنا العمل مع الروس بشأن إيران، لماذا لا نعمل معهم بشأن سوريا؟”

 

خبراء:الدولة الاسلامية قد تخسر الحرب لافتقارها للتمويل الكافي لإدارة أراضيها

من اليكس ويتينج

لندن (مؤسسة تومسون رويترز) – قال خبراء في مكافحة الارهاب الدولي ان متشددي الدولة الاسلامية ربما يخسرون الحرب في العراق وسوريا في نهاية المطاف لعدم توافر أموال كافية لديهم لادارة المناطق التي تخضع لسيطرتهم رغم حيازة أصول تزيد قيمتها على تريليوني دولار.

 

وقال تشارلز بريسارد الخبير في مجال تمويل الارهاب ان تكاليف ادارة حكومة كاملة من دفع رواتب موظفي الحكومة وقوات الجيش الى ادارة الطرق والمدارس والمستشفيات وشبكات الكهرباء والمياه تفوق بكثير امكانيات الدولة الاسلامية.

 

وقال بريسارد في مقابلة يوم الخميس “هذا يعني انه ربما يأتي وقت ينقلب فيه السكان على الدولة الاسلامية وهو ليس الحال في الوقت الراهن وخاصة … في العراق”.

 

وأضاف انه يمكن لزعماء العشائر السنية ان يقرروا مصير الدولة الاسلامية. وفي عامي 2006 و2007 لعبت العشائر دورا رئيسيا في القتال ضد التنظيم الذي كان يطلق عليه تنظيم القاعدة في العراق بتأييد من الولايات المتحدة.

 

ومنذ ذلك الحين تنامى التأييد للدولة الاسلامية وخاصة بين زعماء العشائر العراقية الذين رفضوا تهميشهم من جانب الحكومة ذات الأغلبية الشيعية التي رأسها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

 

ووفقا لتقرير تومسون رويترز “الدولة الاسلامية : التمويل الارهابي الذي يعتمد على الاقتصاد” فان الوضع السياسي في كل من العراق وسوريا أدى الى صعود الدولة الاسلامية وسيطرتها على الاراضي في البلدين “وربما يقرر مصيرها غدا”.

 

ونشر بريسارد التقرير في وقت سابق الشهر الحالي بالتعاون مع داميان مارتينيز مدير المبيعات المسؤول عن المخاطر في اوروبا الغربية بمؤسسة تومسون رويترز والمؤلف المشارك في تقرير “الزرقاوي : الوجه الجديد للقاعدة”.

 

والدولة الاسلامية هي أغنى منظمة ارهابية في العالم حيث يقدر دخلها بنحو 2.9 مليار دولار سنويا يأتي معظمه من النفط ومشروعات الغاز والزراعة التي تسيطر عليها. وهي تدير مصانع ومصافي تكرير بل ومصارف.

 

وقال بريسارد ان الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة تستهدف الدولة الاسلامية في سوريا والعراق لكن الولايات المتحدة لا تريد تدمير الانشطة الاقتصادية في المناطق التي تسيطر عليها الدولة الاسلامية.

 

وقال التقرير ان الولايات المتحدة لا تستهدف شاحنات النفط على سبيل المثال لانه اذا قتلت الضربات السائقين فان السكان المحليين ربما ينقلبون على الامريكيين.

 

ووفقا للتقرير تحصل الدولة الاسلامية نحو 30 مليون دولار شهريا – 12 في المئة من اجمالي دخلها – من فرض الإتاوات.

 

وتشمل الإتاوات فرض ضريبة على عمليات السحب النقدي من حسابات البنوك بالاضافة الى ضريبة قيمتها 800 دولار على كل شاحنة تدخل العراق من الاردن وسوريا وضريبة على نهب المواقع الأثرية وفرض جزية على غير المسلمين.

 

وقال التقرير ان مصادر دخل التنظيم تتنوع كالآتي: من النفط نحو 38 في المئة ومن الغاز 17 في المئة ومن اعمال الخطف والفدية أربعة في المئة ومن التبرعات اثنين في المئة. ويأتي الباقي من منتجات الفوسفات والاسمنت والقمح والشعير.

 

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

تحقيق-سكان حلب يرون بصيص أمل في خطة الأمم المتحدة للهدنة بالمدينة

بيروت/غازي عنتاب (تركيا) (رويترز) – في الوقت الذي يحل فيه فصل الشتاء على الخطوط الأمامية لمدينة حلب السورية فان السكان يتوقون إلى الغوث الذي يأمل مسؤولون في الأمم المتحدة أن يأتي قريبا مع اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في المدينة التي دمرتها الحرب.

 

وبموجب الخطة التي يقودها ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة للسلام في سوريا فسيتم تطبيق وقف إطلاق النار في مناطق محددة يطلق عليها “مناطق مجمدة” وذلك لوقف القتال والسماح بتدفق المساعدات إلى مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

 

ويحتاج السكان للمساعدة بشدة لكن بعد قرابة أربعة أعوام من الصراع وخطط سلام فاشلة لا حصر لها فان المدنيين والمقاتلين على حد سواء تساورهم الشكوك.

 

وتنطوي هذه المبادرة على مجازفة بالنسبة لجماعات المعارضة المتباينة وبينما عبرت الحكومة عن استعداد للقبول بها فإن دبلوماسيين ومحللين شككوا في مدى صدقها ويقولون إن حلب قد تواجه المصير ذاته الذي واجهته مدينة حمص في وسط سوريا حيث استعادت قوات الحكومة السيطرة على أجزاء كبيرة منها.

 

وقال صفي المصري (25 عاما) وهو من سكان حلب “لا يمكننا الوثوق بأي مبادرة. نعتبر هذه المبادرة بعيدة كل البعد عن الإنسانية بعد كل الدم السوري الذي أريق.”

 

ورغم أن سكانا ومقاتلين آخرين أجرت رويترز مقابلات معهم كانوا أقل تشككا وقالوا إنهم سيرحبون بأي خطة تخفف من معاناة المدينة فان معظمهم لا يثق في أن تتمخض عن شيء.

 

ومن أسباب ذلك أن الكثير من الأمور بالنسبة للجانبين يتوقف على المعركة من أجل السيطرة على حلب. وبينما كان مقاتلو المعارضة يعتقدون أن السيطرة على المدينة التي كانت العاصمة التجارية لسوريا فيما سبق ستكون ضربة قاصمة لحكومة الرئيس بشار الأسد فان كثيرين يخشون الآن من أن يحدث العكس وهو أن تتداعى الانتفاضة في الشمال إذا أخرجت قوات الأسد المقاتلين من المدينة.

 

وتشبث مقاتلون معارضون بينهم بعض المنتمين لجبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا بأراض شمالي حلب ونجحوا في أن تظل الخطوط مفتوحة بين المناطق الشرقية التي يسيطر عليها المقاتلون في المدينة ومع الحدود التركية.

 

ويقول مقاتلون إنهم تمكنوا من ذلك لأسباب من بينها الاتفاقات التي منعت الاقتتال الذي أعاقهم في مناطق أخرى الى جانب الزيادات التدريجية في المساعدات العسكرية من دول معارضة للأسد.

 

وقال مقاتل يبلغ من العمر 20 عاما وذكر أن اسمه أبو عباس “الوضع.. مستقر منذ بدأت الفصائل المتحاربة التنسيق لمواجهة النظام على هذه الجبهة وقد وجهت الفصائل الدعم لهذه الجبهة تحديدا.”

 

*وضع مزر

 

في معظم أنحاء حلب لم يتبق الكثير لإنقاذه. ودمرت الضواحي التي يسيطر عليها المقاتلون بسبب شهور من القصف الحكومي بالبراميل المتفجرة المعبأة بالشظايا والمسامير.

 

ويقول السكان إن هذه الهجمات تراجعت في الأسابيع الأخيرة لكن لم يتضح سبب ذلك ولا يتوقع أحد تقريبا أن تستمر حالة الهدوء.

 

وقال محمد حلواني أحد أعضاء المجلس المحلي في حلب إن بعد قدوم فصل الشتاء توقف القصف بالبراميل المتفجرة وبدأ العمل في المدينة لكن حين يأتي الصيف ويستأنف القصف بالبراميل المتفجرة فإن أهالي المدينة سينزحون من جديد.

 

وتبنى دي ميستورا نهجا مختلفا لتخفيف هذا النوع من المعاناة عن سلفيه اللذين استقالا بسبب الاحباط بعد فشلهما في إقناع الأطراف المتحاربة بالتوصل لاتفاق.

 

وقال دي ميستورا إن “المناطق المجمدة” المقترحة تهدف لتقديم شيء ملموس للسوريين.

 

وعبرت الحكومة السورية عن تأييد حذر للخطة. وقال الأسد إنها جديرة بالدراسة بينما قال وزير الخارجية وليد المعلم بعد اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع إنهما اتفقا على ضرورة دعم المبادرة.

 

لكن كثيرين يشككون في أن يقبل الجانبان باتفاق. وقبل زيارة دي ميستورا لدمشق هذا الشهر قال دبلوماسيون إن قوات الحكومة قد تستغل الهدنات لفرض الاستسلام واعتقال السكان المحليين من الرجال مثلما فعلت في الماضي.

 

وقال نوح بونسي كبير المحللين المتخصصين في الشأن السوري بمجموعة الأزمات الدولية إن من غير المرجح أن يوافق المقاتلون على أي اتفاق لا يحظى بشعبية بين أنصارهم بينما من المرجح أن ترى الحكومة أن الوضع القائم يصب في صالحها.

 

وقال “بوجه عام يوافق النظام على وقف إطلاق النار لترسيخ نصر عسكري أو لإتاحة نقل إمدادات أو إعادة نشر القوات في مناطق أخرى.”

 

كما أن هناك عاملا آخر يعقد أي محادثات هدنة وهو نفوذ جبهة النصرة.

 

ومع افتراض أن الجماعة ستقبل خوض محادثات فان مجلس الأمن الدولي يصنفها تنظيما إرهابيا مما يضعها خارج دائرة المفاوضات السياسية وإن كان القانون الإنساني يسمح بإجراء اتصالات مع جماعات من هذا النوع لتحقيق أهداف مثل وقف إطلاق النار.

 

ورفضت متحدثة باسم دي ميستورا التعليق بشأن من قد يشارك في أي محادثات لوقف إطلاق النار في حلب.

 

وقالت “في اللحظة الراهنة نحاول وضع خريطة للأطراف المؤثرة على الأرض في حلب وسيساعدنا هذا في تطبيق الخطة.”

 

وبينما قاتلت جبهة النصرة إلى جانب جماعات مقاتلة أخرى في حلب فقد أصبحت مرتابة في الجماعات المدعومة من الغرب منذ استهدفتها غارات جوية أمريكية خلال الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

 

(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى