أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 29 آب 2014

 

«النصرة» في الجولان… ومشاورات دولية قبل ضرب «داعش»
واشنطن – جويس كرم < لندن، نيويورك، القدس، برلين، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –
سيطر مقاتلو كتائب إسلامية سورية بينها «جبهة النصرة» على معبر القنيطرة في الجانب السوري من الجولان المحتل، في وقت بدأ الأميركيون إجراء مشاورات مع دول أوروبية لتوجيه ضربات جوية لمواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية بانتظار قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما. واتهم محققون تابعون للأمم المتحدة قوات النظام بإلقاء «براميل يعتقد أنها كانت تحوي غاز الكلور في ثماني وقائع» في نيسان (أبريل) الماضي، إضافة إلى ارتكاب القوات الحكومية و «داعش» جرائم حرب.

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «سيطر مقاتلو جبهة النصرة وكتائب إسلامية وكتائب مقاتلة على معبر القنيطرة مع الجولان السوري المحتل، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها». وأضاف أن الاشتباكات تسببت بمقتل «ما لا يقل عن عشرين عنصراً من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني، وأربعة مقاتلين من الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة»، بالإضافة إلى عشرات الجرحى من الطرفين. وأشار إلى أن الاشتباكات مستمرة في المدينة المهدمة وجبا وتل كروم والرواضي في ريف القنيطرة، بالتزامن مع حصول مواجهات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة.

وأعلنت «جبهة ثوار سورية»، إحدى أكبر المجموعات المقاتلة ضد النظام على حسابها على موقع «تويتر» أمس، «رفع علم الثورة فوق معبر القنيطرة الحدودي»، بعدما جاء في بيان موقع من «جبهة ثوار سورية» و «جبهة النصرة» و «حركة أحرار الشام الإسلامية» ومجموعات مقاتلة أخرى إعلان بدء معركة «الوعد الحق» التي تهدف إلى «تحرير» القنيطرة ومناطق مجاورة. وأعلن الجيش الإسرائيلي إصابة جندي إسرائيلي بجروح الأربعاء نتيجة إطلاق نار مصدره سورية. ورد الجيش الإسرائيلي بقصف موقعين للجيش السوري في هضبة الجولان.

في واشنطن، أكد مسؤولون أميركيون أن الرئيس باراك أوباما سيحسم قرار توجيه ضربات ضد «داعش» في سورية خلال الأيام المقبلة، فيما أكدت مصادر غربية لـ «الحياة»، أن الهدف من العمليات سيكون ضرب «قيادة ونقطة نفوذ» التنظيم، وقالت إن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي موجود في سورية. ووجه أوباما الدوائر الاستخباراتية والدفاعية لوضع خطط تفصيلية عن أهداف وشكل العملية في سورية. ومن أبرز المعضلات التي تواجهها الإدارة في التحضيرات التي برزت في اجتماع موسع يوم الثلثاء، هي الفجوة الاستخباراتية حول مواقع «داعش» في سورية.

في برلين، قال ناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية أمس، إن ألمانيا تجري محادثات مع الولايات المتحدة وشركاء دوليين آخرين حول إمكان التدخل العسكري ضد تنظيم «داعش»، لكن برلين لن تشارك في أي تحرك عسكري هناك.

في جنيف، قال محققون يتبعون الأمم المتحدة أمس، إن الحكومة السورية و «داعش» يرتكبان جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الحرب الدائرة بينهما، كما ذكر المحققون في تقرير من 45 صفحة أن قوات الحكومة السورية ألقت «براميل متفجرة» على مناطق مدنية بينها «براميل» يعتقد أنها كانت تحوي غاز الكلور في ثماني وقائع حدثت خلال نيسان الماضي.

في نيويورك، قال ديبلوماسي أوروبي في الأمم المتحدة إن طلب الحكومة السورية من الولايات المتحدة أخذ موافقتها قبل القيام بأي طلعات جوية فوق سورية غير مبرر، لأن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض هو «الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري، لا الحكومة السورية»، وأكد أن مجلس الأمن «يتجه إلى تبني قرار يحظر انتقال المقاتلين الأجانب للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية في سورية والعراق في الجلسة المرتقبة في الأسبوع الأخير من أيلول (سبتمبر) المقبل التي سيرأسها الرئيس الأميركي باراك أوباما».

ورجحت المصادر أن «الهدف الذي يصبو إليه القرار المرتقب يحظى بدعم كامل في مجلس الأمن، وهو منع تجنيد التنظيمات الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة لمزيد من المقاتلين الأجانب، وتشديد الخناق على موارد هذه التنظيمات». ويبحث مجلس الأمن اليوم الوضع الإنساني في سورية ويستمع إلى خلاصة تقرير الأمين العام بان كي مون حول تطبيق القرارين ٢١٣٩ و٢١٦٥ تقدمه مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس.

الى ذلك، بث تنظيم «الدولة الإسلامية» صوراً وأشرطة فيديو لمعارك سيطرته على مطار الطبقة العسكري في شمال شرقي البلاد، ما أدى إلى مقتل أكثر من 500 شخص، وأظهرت صور نشرت على الإنترنت مجموعات لما يتراوح بين 8 و10 جنود بملابسهم العسكرية وهم محتجزون رهائن.

وعلى رغم أنه لم يتضح حجم الغضب الداخلي في سورية من سقوط المطار، عبّر بعض المؤيدين للجيش النظامي عن غضبهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وطالب البعض على «تويتر» باستقالة وزير الدفاع جاسم الفريج في «هاشتاغ» بالعربية يصفه بأنه «وزير الموت»، لكن ذلك ذلك لم يحصل، إذ إن الأسد أصدر أمس مرسوماً بتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة وائل الحلقي، حيث احتفظ الفريج بمنصبه، كما هو الحال مع وزراء الخارجية وليد المعلم والداخلية محمد الشعار والإعلام عمران الزعبي. وكان لافتاً تعيين «المرشح الرئاسي» حسان النوري وزيراً للتنمية الإدارية، وهو المنصب الذي كان يشغله قبل نحو عشر سنوات.

هولاند: الأسد ليس شريكاً في مكافحة الإرهاب في سورية والعراق
باريس ـ أ ف ب
أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الخميس ان الرئيس السوري بشار الاسد ليس “شريكاً في مكافحة الارهاب” في سورية والعراق حيث يسيطر جهاديو تنظيم “الدولة الاسلامية” على مناطق شاسعة.

وقال هولاند في خطاب خلال اجتماع سنوي للسفراء الفرنسيين يحدد فيه الخطوط العريضة لدبلوماسيته “من الضروري تشكيل تحالف واسع لكن لتكن الامور واضحة: بشار الاسد لا يمكن ان يكون شريكا في مكافحة الارهاب، فهو الحليف الموضوعي للجهاديين”.

حل البعثة المشرفة على تدمير أسلحة سورية الكيماوية الشهر المقبل
الامم المتحدة ـ رويترز
قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن البعثة المشتركة للمنظمة الدولية ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية التي تشرف على تدمير مخزونات سورية من الغاز السام سيجري حلها في 30 أيلول (سبتمبر) المقبل.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، قالت الأسبوع الماضي إن سفينة أميركية مجهزة تجهيزاً خاصاً انتهت من تدمير 600 طن مكعب من مكونات الأسلحة الكيماوية السورية الأكثر خطورة التي سلمتها دمشق للمجتمع الدولي هذا العام لتفادي ضربات جوية.

وبعث الأمين العام للأمم المتحدة رسالة إلى السفير البريطاني مارك ليال غرانت رئيس مجلس الأمن الدولي يقول فيها إنه مع اكتمال الجزء الأكبر من مهمة التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية فإنه سيجري حل البعثة المشتركة الشهر المقبل.

وكتب بان في الرسالة التي حصلت “رويترز” على نسخة منها إنه “مع اكتمال تدمير كل مواد الأسلحة الكيماوية التي أعلن انها ذات أولوية وما أعقب ذلك من مشاورات مع المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية فسننهي عمل البعثة المشتركة في 30 أيلول (سبتمبر) 2014”.

وأضاف بان: “سيجري وضع ترتيبات لاحقة لذلك الموعد لضمان عملية انتقال سلس”. ولم يسهب في التفاصيل المتعلقة بالترتيبات التي لا تزال في طور الاعداد.

وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في تقرير شهري في شأن سورية ألحق برسالة بان إن بعثة تقصي الحقائق الخاصة بها “تواصل عملها للوقوف على الحقائق المتعلقة بمزاعم استخدام كيماويات سامة – والتي يقال انها الكلور – لأغراض عدائية في الجمهورية العربية السورية”.

واتهمت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة الحكومة السورية امس بإسقاط براميل متفجرة على مناطق مدنية وهي جريمة حرب بموجب القانون الدولي. وقال المحققون في احدث تقرير إنه يعتقد أن بعض البراميل المتفجرة كانت تحتوي على غاز الكلور في ثمان حالات في نيسان (ابريل) الماضي.

وقال بان إنه لحين التخلص من برنامج الأسلحة الكيماوية السورية بالكامل فإنه سيواصل استخدام سلطته لمراقبة الامتثال لقرار أصدره مجلس الأمن العام الماضي يطالب بالتخلص من كل مخزونات الغازات السامة السورية ومنشآت الانتاج.

وأوضح بان أن المفاوضات لا تزال جارية مع منظمة الأسلحة الكيماوية وسورية بشأن الترتيبات المتعلقة بتدمير ما تبقى من منشآت إنتاج الأسلحة الكيماوية وعددها 12 منشأة.

«النصرة» تخطف 43 جندياً دولياً في الجولان
باريس – رندة تقي الدين { واشنطن – جويس كرم
نيويورك، لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – تبذل الأمم المتحدة جهوداً لإطلاق 43 عنصراً من قوات حفظ السلام كانت مجموعة مسلحة خطفتهم امس، في وقت اجتمع الرئيس الأميركي باراك أوباما مع فريقه للأمن القومي لبحث توجيه ضربات جوية لمواقع «الدولة الإسلامية» (داعش) شرق سورية. وأكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أنه لا يمكن الرئيس السوري بشار الأسد أن يكون شريكاً في محاربة «داعش» والجهاديين. وأفادت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة» بأن المبعوث الدولي الجديد ستيفان ديستورا سيزور دمشق في التاسع من الشهر المقبل، في أول زيارة له إلى سورية منذ تسلمه منصبه، علماً بأن السلطات السورية وافقت على اعتماد مارتن غريفث ممثلاً للمبعوث الدولي في دمشق. (للمزيد)

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد بأن «جبهة النصرة» خطفت الجنود الدوليين «في الشريط الفاصل بين الجولان السوري المحتل والجولان المحرر»، داعياً إلى «الإفراج عنهم بشكل فوري من دون قيد أو شرط» لأن «خطفهم لا يصب في مصلحة الشعب السوري»، ذلك بعدما أعلنت المنظمة الدولية في بيان أن مجموعة مسلحة احتجزت فجر الخميس 43 من عناصر»القوات الدولية فك الاشتباك» في الجولان بين سورية وإسرائيل. ولم تكشف المنظمة عن جنسيات المحتجزين، إلا أن ست دول تساهم في تلك القوات البالغة 1200 عسكري، وهي فيجي والهند وإيرلندا ونيبال وهولندا والفيليبين. وقال البيان إن «الأمم المتحدة تبذل كل جهد ممكن لتأمين الإفراج عن عناصر حفظ السلام المحتجزين وإعادة حرية الحركة الكاملة للقوات في منطقة عملياتها». وكانت فصائل مسلحة سورية، بينها «النصرة» سيطرت أول من أمس على معبر في القنيطرة في الجولان.

في شمال شرقي البلاد، أعدم «داعش» أكثر من 160 جنديا نظامياً أسرهم التنظيم بعد سيطرته على مطار الطبقة العسكري. وقال «المرصد» إن ستة قياديين في «داعش» قتلوا في غارة نفذتها طائرات النظام السوري على مقر للتنظيم في ريف دير الزور خلال انعقاد اجتماع لقياديين «شرعيين وعسكريين». كما شن الطيران 18 غارة على حي جوبر شرق دمشق. وقال «المرصد» إنه «أكبر استخدام للكثافة النارية من قوات النظام، وأعنف قصف يشهده حي جوبر منذ سيطرة الكتائب المقاتلة على الجزء الأكبر منه» منذ حوالى سنتين.

في واشنطن، عقد أوباما اجتماعاً موسعاً أمس جمع رؤساء الاستخبارات الأميركية ووزيري الدفاع والخارجية والقيادة العسكرية لبحث «الوضع في العراق وسورية»، انطلاقاً من دعوته أركان الإدارة الى وضع خطة شاملة لضرب «داعش» في سورية. ومن المتوقع أن يبحث الاجتماع في المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها واشنطن عبر إرسال طائرات استطلاعية فوق سورية هذا الأسبوع والخيارات المتاحة لضرب التنظيم والشركاء على الأرض الممكن أن يساعدوا في ذلك. (راجع ص 3)

في باريس، قال هولاند في خطاب خلال افتتاحه المؤتمر السنوي لسفراء فرنسا في الخارج: «النزاع (السوري) امتد إلى العراق، البلد الذي يعاني أساساً من الانقسامات والنزاعات الدينية وانعدام الاستقرار، ودخل (تنظيم) الدولة الإسلامية من هذه الثغرة، لأن الإرهاب يتغذى دائماً من الفوضى». وشدد على أنه «من الضروري تشكيل تحالف واسع، لكن لتكن الأمور واضحة: بشار الأسد لا يمكن أن يكون شريكاً في مكافحة الإرهاب، فهو الحليف الموضوعي للجهاديين».

ودعا هولاند إلى تحرك إنساني وعسكري لمواجهة «داعش». وقال ديبلوماسيون فرنسيون أنهم يأملون عقد مؤتمر دولي سيضم إيران ودولاً عربية والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بين 15 و20 الشهر المقبل.

«البيشمركة» تتقدم … و «داعش» يتشدد في الموصل
غداد، أربيل – «الحياة»
علمت «الحياة» من مصادر داخل الموصل، أن مسلحي «داعش» فرضوا حظراً للتجول ونفذوا حملة اعتقالات طاولت من يشكون في انتمائهم الى «كتائب الموصل» التي يقودها محافظ المدينة أثيل النجيفي، فيما تقدمت قوات «البيشمركة» الكردية، مدعومة بسلاح الجو الأميركي، في اتجاه بلدة زمار الاستراتيجية ومعبر ربيعة على الحدود السورية، بالتزامن مع تفجير التنظيم عدداً من آبار النفط في عين زالة. وأعلن رئيس «المجلس الأعلى» عمار الحكيم والزعيم الديني مقتدى الصدر دعمهما رئيس الحكومة المكلف حيدر العبادي في تشكيل حكومة «تمثل الجميع». (للمزيد)

وأكد مصدر أمني أن «البيشمركة وقوة من الفرقة الذهبية في الجيش الاتحادي، تمكنت من السيطرة على عدد من القرى، منها قرى شيخانوك وعين عويز وحمد آغا، وسيطرت على جبال بطانة الواقعة بين زمار وناحية ربيعة، فضلاً عن قريتي المحمودية وسعودية التابعتين لهذه الناحية قرب الحدود مع سورية».

وأشار إلى أن «مسلحي داعش أحرقوا آبار النفط في حقول عين زالة (على بعد ثلاثة كيلومترات شمال زمار)، وتراجعوا نحو منطقة البعاج، وأقدم العدو على نسف مزارات تاريخية للطائفة الكاكئية الكردية في قضاء الحمدانية، شرق الموصل».

وتمثل زمار نقطة استراتيجية تتوسط الطريق الرابط بين الموصل ومعبر ربيعة الحدودي، كما أنها تقع الى الشمال من قضاءي تلعفر وسنجار اللذين سيصبح احتفاظ «داعش» بهما مكلفاً في حال نجحت «البيشمركة» في السيطرة على المعبر.

جنوباً، تتقدم وحدات عسكرية اتحادية ترافقها أرتال من المتطوعين، باتجاه بلدة آمرلي التي يحاصرها «داعش»، منذ أسابيع. وقالت مصادر إن «خط سير القوات يمتد من بلدة الخالص في محافظة ديالى شمالاً باتجاه بلدة العظيم، حيث لن يكون أمامها سوى تجاوز حاجز تلال حمرين للوصول إلى آمرلي».

من جهة أخرى، قال الصدر، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الحكيم إن «صولتنا في تغيير رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي جاءت بوحي ودعم ودعوة المرجعية الدينية ولتلبية مطلب الشعب». واعتبر أن «كل ما يدار في الأروقة السياسية من حوارات الكتل لترشيق الوزارات سيصل بالعراق إلى الخير والسلام».

أما الحكيم فأكد «تأييده ترشيق الحكومة المقبلة ما دام يصب في صالح الوطن والمواطن»، رافضاً «تقسيم البلاد على أسس طائفية». وأضاف: «نركز حالياً على برنامج حكومي شامل قبل توزيع الحقائب الوزارية، وأكدنا ضرورة دعم العبادي». واعرب عن «أمله في عدم إصرار القوى الوطنية على المطالب والقبول بسقف الدستور والقوانين النافذة».

تهاوي الروبل والأسهم الروسية
موسكو – رويترز –
هبط الروبل الروسي إلى أدنى مستوى أمام الدولار منذ آذار (مارس) بعدما قال الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو اليوم الخميس إن قوات روسية غزت أوكرانيا. وبلغ الروبل 36.66 روبل للدولار بانخفاض 1.35 في المئة مسجلاً أدنى مستوى منذ 18 آذار.

وتهاوت مؤشرات الأسهم الروسية وسط تقارير عن عمليات توغل عسكري روسية جديدة في أوكرانيا الأمر الذي بدد الآمال في التوصل إلى حل للأزمة وزاد احتمالات اقدام الغرب على فرض مزيد من العقوبات على موسكو.

وانخفض مؤشر «ار تي اس» المقوم بالدولار 2.6 في المئة إلى 1228 نقطة بينما نزل مؤشر «ام أي سي إي اكس» المقوم بالروبل 1.9 في المئة إلى 1421 نقطة. وقال محللون في «اورالسيب كابيتال» في مذكرة ان «الحرب في شرق أوكرانيا تتصاعد والغرب يدعو إلى موجة جديدة من الضغوط على روسيا. لا يبشر هذا بالخير بالنسبة إلى المعنويات الروسية أو الاقليمية».

وبلغت عائدات أذون الخزانة الروسية التي تستحق في 2023 نحو 9.36 في المئة مرتفعة خمس نقاط أساس عن أول من أمس، بينما ارتفع العائد على الاذون الروسية الدولية التي تستحق في 2030 14 نقطة أساس إلى 4.73 في المئة.

وحاول الكرملين أول من أمس طمأنة الغرب فقال ان روسيا ستبقى مورداً يعتمد عليه للغاز الطبيعي إلى اوروبا وذلك ردا على تحذيرات من اوكرانيا بأن موسكو ستقطع الوقود عن القارة في الشتاء. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لصحافيين ان روسيا تأمل بأن تضمن اوكرانيا مرور الغاز الروسي بدون عرقلة في اراضيها إلى اوروبا. وقال رئيس الاتحاد الروسي للحبوب أركادي زلوتشيفسكي إن روسيا قد تجني محصولاً قياسياً هذا العام ما سيسمح لها بزيادة الصادرات إلى أعلى مستوى لها على الاطلاق وإعادة ملء المخازن الحكومية بمحصول يشمل حبوباً من شبه جزيرة القرم. وروسيا إحدى أكبر مصدري القمح في العالم وهي بصدد جني محصول قياسي في وقت توترت فيه العلاقات مع الغرب بعد ضمها منطقة القرم من أوكرانيا واتهام الغرب لها بالتقاعس عن نزع فتيل الصراع العسكري بين كييف والمتمردين المؤيدين لموسكو في المناطق الشرقية.

وشدد زلوتشيفسكي في مؤتمر صحافي على أن محصول الحبوب الروسي في 2014 – 2015 قد يتجاوز المحصول القياسي المسجل في 2008 البالغ 108 ملايين طن إذا ظلت ظروف الطقس مواتية.

رهائن لدى تنظيم “الدولة الاسلامية” تعرضوا للإيهام بالغرق
واشنطن ـ أ ف ب
نقلت صحيفة “واشنطن بوست” امس أن أربع رهائن على الأقل لدى تنظيم “الدولة الاسلامية” المتطرف بينهم الصحافي الاميركي جيمس فولي الذي قتله التنظيم تعرضوا للايهام بالغرق، في إطار تعذيبهم.

واكد قريب من فولي لم يشأ كشف هويته للصحيفة ان الصحافي الذي خطف في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 في سورية، أخضع مراراً لوسيلة التعذيب هذه. وقال المصدر ذاته: “كانوا يعلمون بالضبط ماذا يفعلون”، موضحاً ان الرهائن وبينهم فولي كانوا محتجزين آنذاك في محافظة الرقة في شمال سورية.

واكدت مصادر عملت على الافراج عن الرهائن أن رهينة واحدة على الاقل تعرضت للإيهام بالغرق.

وهذه التقنية استخدمتها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) خلال استجوابها مشتبها بهم بعد اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001. واعتقلت الوكالة عشرات الاشخاص الذين يشتبه بصلتهم بتنظيم “القاعدة” واستخدمت وسائل مثل الحرمان من النوم وتجريد المعتقل من ملابسه والايهام بالغرق.

كامرون: تشريع ضد مقاتلين متوجهين الى سورية والعراق
لندن – أ ف ب
قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون اليوم الجمعة إنه يعتزم إعداد تشريع جديد لتشديد القيود على البريطانيين المسافرين إلى سورية والعراق للقتال إلى جانب المتطرفين الإسلاميين. وأضاف إنه سيعرض على البرلمان تفاصيل خططه يوم الاثنين لمصادرة جوازات السفر.

وكان رئيس الحكومة يتحدث في الوقت الذي رفعت فيه بريطانيا درجة التهديد من الإرهاب الدولي إلى “شديد” وهو ثاني أعلى مستوى.

وتابع في مؤتمر صحفي “سألقي بيانا في مجلس العموم يوم الاثنين. يتضمن اتخاذ خطوات إضافية لمنع الأشخاص من السفر من خلال تشريع جديد يسهل عملية مصادرة جوازات سفرهم”.

واعلنت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي رفع درجة التأهب الامني في بريطانيا الى مستوى “الخطر” اي ما قبل الخامس والأخير في بريطانيا في مواجهة التهديد الارهابي المرتبط في سورية والعراق، مشيرة الى ان ذلك يعني ان هجوماً “مرجح جداً”.

واوضحت وزيرة الداخلية ان “رفع مستوى التأهب مرتبط بالتطورات في سورية والعراق حيث تخطط مجموعات ارهابية لهجمات ضد الغرب”. واكدت في بيان ان “بعض هذه الخطط ينخرط فيها على الارجح مقاتلون اجانب توجهوا الى هذه المنطقة قادمين من بريطانيا واوروبا للمشاركة في النزاعين

الهجمة الإرهابية الثانية: عرسال جبهة مفتوحة دعم أميركي وإنجاز العقد السعودي – الفرنسي
لم تقتصر الهجمة الارهابية الثانية التي شنتها التنظيمات الاصولية أمس على الجيش اللبناني في محيط عرسال على استهداف مجموعة عسكرية، بل تمددت في اتجاهات شديدة الخطورة إن من حيث تحريك خلايا لـ”داعش” في مناطق حدودية أخرى، أم من حيث استعمال السلاح الدعائي لاثارة الذعر وتعميمه من خلال الزعم الذي يصعب اثباته عن تصفية أحد الأسرى العسكريين. بذلك بدا واضحاً ان التنظيمات الاصولية تسعى الى تحويل عرسال جبهة، بل بؤرة مفتوحة للاستنزاف والضغط العسكري والمعنوي على لبنان من خلال الجيش ومشاغلته باستمرار ميدانياً ومن خلال قضية الاسرى للضغط على الحكومة وحشرها في مواقع بالغة الحرج والحساسية. واذا كان تصدي الجيش للهجمة الجديدة أمس نجح، في انقاذ أربعة عسكريين من مكمن الارهابيين فيما فقد جندي لم يعرف مصيره بعد، كما تمكن الجيش من ضبط خلية ارهابية في البقاع الغربي، فان الهجمة الثانية للارهابيين بعد أقل من شهر من معركة عرسال الاولى في 2 آب الجاري أبرزت معطيات شديدة الخطورة باتت تضغط بقوة استثنائية لتبديل اساليب المواجهة بسرعة وخصوصا على المستوى السياسي الرسمي، وغير الرسمي لان ما جرى أمس ينذر بأن التنظيمات الارهابية التي تبلّغ مجلس الوزراء انها حشدت ألوفاً من المسلحين في جرود عرسال قد تعاود وتيرة استهداف الجيش في كل لحظة. وهو الامر الذي لا تبدو الدول المعنية بتسليح الجيش غائبة عن احتمالاته المتعاظمة بدليل انتظار تطورين مهمين في الساعات والايام المقبلة هما وصول دفعة مساعدات أميركية كبيرة ونوعية اليوم الى الجيش، وتذليل معظم العقبات التي أخرت اطلاق عقد التسليح الفرنسي للجيش ضمن هبة الثلاثة مليارات دولار السعودية للجيش.
ومع ذلك، تتجه الانظار الى القرار السياسي الذي يجب ان يواكب الاستنفار الاقصى للجيش والقوى الامنية في مواجهة تصاعد الخطر الارهابي وسط معالم مشهد سياسي داخلي مفجع في غيابه وقصوره عن وعي ما يحيق بالبلاد من اخطار غير مسبوقة حتى في حقب الحرب التي عرفتها سابقاً.
والواقع ان الجيش واجه أمس تطوراً جديداً في هجمات الارهابيين الاصوليين تمثل في مكمن نصبته مجموعات مسلحة كثيفة لآلية “ويليس” عسكرية عائدة الى اللواء الثامن وفيها خمسة عسكريين لدى انتقالها من أحد المراكز العسكرية في وادي حميد بمحلة وادي الرهوة في جرود عرسال حيث اشتبك المسلحون مع الجنود مما أدى الى اصابة عسكري بجروح وفقدان آخر. وقصفت مدفعية الجيش على الاثر المحلة، فأصيب عدد من المسلحين ودمرت سيارة بيك آب كانت تحمل رشاشاً مضاداً وفرارهم، بينما وصلت تعزيزات عسكرية مؤللة الى المحلة واعقبت المكمن حملة تمشيط بالقذائف الصاروخية للتلال المحيطة بعرسال واستمر القصف المدفعي المتقطع حتى ساعات المساء. وعمت المنطقة حال ذعر وسجل نزوح عائلات من عرسال في اتجاه القرى المجاورة تزامناً مع دخول وحدات مؤللة اضافية من الجيش لتعزيز عدد من مراكزه المنتشرة على اطراف عرسال من الناحية الجردية.
وتزامن ذلك مع توقيف الجيش خلية ارهابية في الصويري بالبقاع الغربي تضم خمسة سوريين، ثم أوقف الجيش لاحقا توفيق بركات صالح المطلوب بجرائم اطلاق نار على أفراد الجيش والانتماء الى جماعة ارهابية. وعمت بلبلة واسعة ليلاً مناطق في عكار اثر تناقل مواقع التواصل الاجتماعي صورة مزعومة لعسكري من فنيدق نسب الى داعش انها قتلته ذبحاً. وتعذّر التأكد من صحة الصورة والخبر، لكن الغضب عم المناطق العكارية وأقدم عدد من ابناء المنطقة على قطع الطريق الرئيسية في بلدة برج العرب بعض الوقت.

مجلس الوزراء
وعقد مجلس الوزراء جلسته أمس على وقع المعلومات التي كانت ترده عن الوضع المتدهور في عرسال. وعلمت “النهار” أن مناقشات المجلس بدأت بأسئلة طرحها وزير العمل سجعان قزي عن الهبتين السعوديتين (ثلاثة مليارات ومليار دولار) وحقيقة ما جرى في عرسال ومصير المخطوفين العسكريين، فجاء الجواب من الرئيس تمام سلام الذي قدم المعلومات الامنية الضرورية عن تطورات عرسال مؤكداً “الحرص على عدم نشر هذه المعلومات كي لا يتم المس بالأمن القومي وكذلك بأمن العسكريين ورجال الامن المخطوفين”. وفي ضوء هذه المعطيات تبيّن أن الوضع العسكري في عرسال ليس مريحاً لأن المسلحين موجودون داخل عرسال وفي محيطها وفي مخيمات اللاجئين وسط صراعات تجتاحهم مما يطرح السؤال عما إذا كانت هذه الصراعات ناجمة عن خلافات فعلية أم أنها من قبيل توزيع الادوار؟ كما دلّت المعطيات أن سلوك النظام السوري يشير الى أنه لا يقوم بما يتوجب عليه لقطع الطريق على تفاقم الوضع مما يطرح أسئلة كبيرة عما ينطوي عليه هذا السلوك؟
وفي ما يتعلق بالهبتين السعوديتين، أكد الرئيس سلام أنه في شأن هبة الثلاثة مليارات دولار هناك اتصالات جارية تمهد لتحرك قريباً جداً. أما في شأن هبة المليار دولار فإن التصرف بها يتم بصورة طبيعية.
وأعلن الرئيس سلام أنه سيدعو الى انعقاد مجلس الامن المركزي كما ستكون هناك جلستان لمجلس الوزراء الثلثاء والخميس المقبلين. كما أعلن أنه سيقوم بزيارتين للامارات وقطر.

التسليح
وفيما يتسلم الجيش ظهر اليوم دفعة من المساعدات العسكرية الاميركية من اعتدة وذخائر في القاعدة الجوية بمطار الرئيس رفيق الحريري الدولي، كشفت مصادر فرنسية متابعة لملف تسليح الجيش اللبناني لمراسل “النهار” في باريس امس ان اتفاقا تم التوصل اليه بين السلطات الفرنسية والسعودية على العقد الذي سينظم عملية تسليم السلاح والعتاد الى الجيش اللبناني بموجب هبة الثلاثة مليارات دولار السعودية.
وتوقعت ان تبت المسألة نهائيا وان تزال كل العقبات المتبقية اذا وجدت خلال الزيارة التي سيقوم بها ولي العهد السعودي الامير سلمان بن عبد العزيز لباريس ابتداء من الاثنين المقبل.

الترشيحات؟
على رغم هذه الاجواء الامنية المشحونة، برز تطور جديد يتعلق بالمهل القانونية للترشيحات للانتخابات النيابية مع اصدار وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق تعميما امس لتقديم تصاريح الترشيحات للانتخابات المحددة في 16 تشرين الثاني المقبل وبدأت المهلة من صباح امس على ان تنتهي في 16 ايلول المقبل. ومن شأن هذا الاجراء ان يدفع القوى السياسية والحزبية كما سائر الراغبين في الترشح الى تقديم ترشيحاتهم ضمن المهلة بمعزل عن احتمال التمديد ثانية لمجلس النواب.

أوباما: الأسد لا يستطيع تحقيق الاستقرار في منطقة ذات غالبية سنيّة
المصدر: العواصم – الوكالات
واشنطن – هشام ملحم – نيويورك – علي بردى
أظهرت لقطات فيديو بثها موقع “يوتيوب” أمس وأكد أحد مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية” المعروف بـ”داعش” صحتها، اعدام أفراد من التنظيم 250 جنديا سوريا كانوا قد وقعوا في الأسر عندما استولى التنظيم المتشدد على مطار الطبقة العسكري في محافظة الرقة مطلع الاسبوع الجاري.

الى ذلك، أفادت الامم المتحدة ان مجموعات مسلحة، بعضها مرتبط بـ”جبهة النصرة” التي تعتبر فرع “القاعدة” في سوريا، تحتجز منذ فجر الخميس 43 جندياً وتحاصر 81 جندياً آخرين من قوة الأمم المتحدة لمراقبة فك الإشتباك “اندوف” في مرتفعات الجولان.
وتحدث “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن مقتل عدد من افراد “داعش” بينهم قادة سوريون وعرب وأجانب في التنظيم خلال غارة جوية شنها سلاح الجو السوري على مدينة دير الزور.
وأوردت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان الجيش االسوري بدأ عملية عسكرية في حي جوبر والغوطة الشرقية قرب دمشق.

مجلس الامن
وطغت عملية احتجاز 43 جندياً ومحاصرة 81 جندياً آخرين من قوة الأمم المتحدة لمراقبة فك الاشتباك “اندوف” في مرتفعات الجولان، على ما عداها من المشاورات المقررة أصلاً في مجلس الأمن في شأن الملفين الكيميائي والإنساني المرتبطين بالأزمة السورية، بسبب الاعتقاد أن الجهات المسؤولة عن هذه العملية الخطيرة جماعات مصنفة ارهابية على لوائح المنظمة الدولية.
وعقد المجلس جلسة مغلقة أصدر بعدها بياناً صحافياً تلاه رئيسه للشهر الجاري نائب المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة بيتر ويلسون، وندد فيه “بشدة باحتجاز 43 عنصراً من قوة الأمم المتحدة لفك الاشتباك، أندوف، من داخل منطقة الفصل في محيط المركز الرقم 27، وكذلك من محيط مركزي 68 و69، واللذين يحرسهما 81 جندياً من قوات حفظ السلام، على أيدي جماعات صنفها مجلس الأمن إرهابية وأعضاء جماعات مسلحة من غير الدول”. واضاف: “طالب أعضاء مجلس الأمن بالإطلاق غير المشروط والفوري لجميع جنود حفظ السلام المحتجزين”، كما طالبوا “البلدان ذات النفوذ بالتشديد على مسلحي المعارضة في منطقة الاشتباك للإطلاق الفوري لجنود حفظ السلام”.
وأجرت الأمانة العامة للأمم المتحدة ودائرة عمليات حفظ السلام مشاورات على مستويات محلية واقليمية ودولية “لتأمين سلامة المراقبين واطلاق المحتجزين منهم، وهم من الجنسية الفيجية، وفك الحصار عن التابعين للجنسية الفيليبينية”، كما صرح الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك.

أوباما
في غضون ذلك، رأى الرئيس الاميركي باراك اوباما ان كسر شوكة تنظيم “الدولة الإسلامية” على المدى الطويل يتطلب استراتيجية إقليمية بالتعاون مع السنة في العراق وسوريا.
وقال ان “الأولوية هي ضمان دحر التقدم الذي أحرزه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق”. وأضاف: “قد يكون هناك دور لتحالف دولي بتقديم دعم جوي للقوات العسكرية العراقية وتوفير تدريب وعتاد”.
وأعلن أوباما انه طلب من وزير الدفاع تشاك هيغل إعداد مجموعة من الخيارات لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” وانه طلب من وزير الخارجية جون كيري التوجه الى المنطفة لبناء تحالف لمواجهة التنظيم المتطرف.
وأكد ان الرئيس السوري بشار الاسد “فقد شرعيته بالقاء البراميل المتفجرة على العائلات البريئة وقتل عشرات الآلاف من الناس، والان نرى المناطق التي تحتلها داعش ولا يسيطر عليها وليست لديه القدرة على دخولها. وانا لا أرى ان الوضع يتطلب الخيار بين الاسد واولئك الناس الذين يمارسون عنفاً لا يمكن تصديقه، لذلك سنواصل دعمنا المعارضة المعتدلة لانه يجب ان نعطي الناس خياراً بديلاً من داعش والاسد. وانا لا ارى سيناريو يمكن الاسد ان يكون قادراً فيه على تحقيق السلام والاستقرار في منطقة ذات غالبية سنية وهو الذي لم يظهر حتى الان أي رغبة في تقاسم السلطة معهم”.
وترك اوباما انطباعاً انه لا يعتزم القيام بعمل عسكري وشيك ضد “داعش” في سوريا، لكنه لم يتخل عنه خياراً في المستقبل.
والتقى الرئيس الاميركي الخميس كبار مساعديه لشؤون الامن القومي وسط اتهامات لروسيا بانها ارسلت قوات الى اوكرانيا، فيما تدرس واشنطن احتمال شن غارات جوية في سوريا تستهدف تنظيم “الدولة الاسلامية”.

الجيش السوري يواصل عملياته العسكرية لاستعادة جوبر
يواصل الجيش السوري، لليوم الثاني على التوالي، عمليته العسكرية في حي جوبر شرقي دمشق، حيث تتعرض المنطقة الاستراتيجية لقصف جوي ومدفعي وصاروخي عنيف بهدف استعادة السيطرة عليها، بحسب ما افاد مصدر رسمي و”المرصد السوري لحقوق الانسان”.
وقال مصدر امني: “منذ البارحة، هناك عملية عسكرية في حي جوبر في اطار محاربة الارهاب والقضاء على البؤر الإرهابية”.
ويسيطر المسلحون على الحي منذ اكثر من سنة، ويعتبر استراتيجيا لأنه يؤدي الى ساحة العباسيين التي تقود الى وسط العاصمة، بينما يتصل من الناحية الاخرى بمنطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق التي تشكل معقلا بارزا للمسلحين.
واوضح المصدر الامني ان العملية “بدأت باستهداف جوبر بشكل خاص وعدد من مناطق الغوطة الشرقية”، مشيرا الى ان العملية المتواصلة ادت الى “مقتل عدد كبير من الارهابيين وتدمير مقار وعدد من الانفاق”.
وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان “قوات الجيش سيطرت على عدد من كتل الابنية” في جوبر.
وأضافت الوكالة أن “القوات المسلحة قضت على العديد من الإرهابيين، معظمهم مرتزقة من جنسيات غير سورية. ومن بينهم أردنيون وسعوديون وتونسيون ولبنانيون من جبهة النصرة.
ومن جهته، وصف مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن العملية بانها “الاعنف” منذ سيطرة المسلحين على الحي، مشيراً الى ان “حزب الله يشارك في العمليات الى جانب قوات النظام”، وان “صواريخ ارض-ارض المستخدمة ايرانية من ترسانة الحزب اللبناني”.
واوضح ان العملية “تهدف الى السيطرة على الحي والتقدم نحو الغوطة وابعاد المقاتلين عن دمشق”.
(سانا، أ ف ب)

الأمم المتحدة: أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري
أعلنت الأمم المتحدة، اليوم، أن عدد اللاجئين السوريين الذين فروا من بلادهم هربا من الحرب، تخطّى الثلاثة ملايين، بينهم مليون خلال العام 2013.
وجاء في بيان المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أنّ “أزمة اللاجئين السوريين المتفاقمة تخطت اليوم رقما قياسياً جديداً وصل إلى ثلاثة ملايين” لاجئ، مشيرة إلى أنّ “هذا العدد لا يشمل مئات آلاف السوريين الذين فرّوا من البلاد لكنهم لم يُسجلوا على لوائح اللاجئين”.
وأضافت المفوضية أنه “إلى جانب اللاجئين، أدّت أعمال العنف إلى نزوح أكثر من 6,5 ملايين نسمة داخل البلاد، ما يعني أن حوالي 50 في المئة من السوريين اطّروا إلى مغادرة منازلهم”، لافتة الانتباه إلى أن “أكثر من نصف الذين غادروا منازلهم هم من الأطفال”.
وأشارت إلى أن غالبية اللاجئين السوريين دخلوا إلى دول مجاورة، حيث “يستضيف لبنان 1,14 مليوناً والأردن 608 آلاف وتركيا 815 ألفاً”.
وقال مدير المفوضية العليا للاجئين انتونيو غوتيريس، إن “الأزمة السورية أصبحت تشكل القضية الإنسانية الأكثر إلحاحا في عصرنا، لكن العالم لا يتمكن من تلبية احتياجات اللاجئين والدول التي تستضيفهم”.
وتابع في بيان، “ثلاثة ملايين لاجئ بسبب النزاع السوري يمثلون ثلاثة ملايين تهمة لوحشية السلطة وعنف المعارضة والفشل الدولي”.
وأشار إلى أنّ “هذا الرقم القياسي الرهيب يجب أن يولّد تحركاً وغضباً”، داعياً إلى بذل “جهود إضافية” للحدّ من معاناة المدنيين في سوريا.
(“أ ف ب”، “رويترز”)

هجوم كبير للجيش في جوبر.. و«النصرة» تخطف العشرات من «الاندوف»
أوباما: الأسد لا يمكنه الوصول إلى مناطق «داعش»
تملّص الرئيس الاميركي باراك اوباما بكلام ديبلوماسي من الاشكالية المطروحة امامه حول كيفية مواجهة تنظيم «داعش» في سوريا بما قد يمثل خدمة غير مباشرة للنظام في دمشق، قائلا ان الرئيس السوري بشار الاسد لا يملك القدرة اساسا على الوصول الى المناطق التي يسيطر عليها «داعش» في الشرق السوري، وهو ما قد يحرر اوباما من اية قيود او انتقادات سياسية من شأنها عرقلة خياره بمهاجمة مواقع «الدولة الاسلامية» في العراق وسوريا، مشيرا الى انه سيعتمد ايضا على القوى السنية في المنطقة، فاتحا الباب امام امكانية تشكيل «صحوات» في سوريا، عبر حديثه عن دعم «المجموعات السنية المعتدلة».
في هذا الوقت، شنت الطائرات السورية غارات على مقر لـ«داعش» في مدينة موحسن في الريف الشرقي لمدينة دير الزور، حيث كان يعقد اجتماع لقياديين من التنظيم، بينهم العميد المتقاعد سكر الأحمد، الذي كان «القائد العسكري لغرفة عمليات مطار دير الزور التابعة للمجلس العسكري»، وبايع «داعش» قبل أسابيع.
وفي القنيطرة، احتجز عناصر من «جبهة النصرة» 43 جنديا من قوات حفظ السلام الدولية في الجولان السوري المحتل (الاندوف) وحاصروا 81 عنصرا، فيما اشتعلت جبهة جوبر في دمشق مع إطلاق الجيش السوري عملية عسكرية واسعة في البلدة على غرار ما حدث في المليحة قبل أسبوعين.
وذكرت وكالة الأنباء السورية – «سانا» أن القوات السورية أطلقت عملية عسكرية ضخمة في جوبر وقرى وبلدات في الغوطة الشرقية ومناطق أخرى في ريف دمشق. وأضافت «تم تنفيذ سلسلة من العمليات المكثفة، تركزت في الجهتين الشمالية الشرقية والشرقية ومن جهة دوار المناشر في جوبر، محققة تقدما ملحوظا بعد تدمير أوكار ومقرات للإرهابيين وإيقاع العديد منهم قتلى ومصابين، ترافقت مع عمليات أخرى مماثلة على محور عربين وزملكا ووادي عين ترما».
وأعلن البيت الأبيض أن أوباما التقى كبار مستشاري الأمن القومي لبحث التحدي الذي يشكله «داعش» والوضع في العراق وسوريا. وعقد أوباما اجتماعا مع نائبه جو بايدن وأعضاء مجلس الأمن القومي. ويأتي الاجتماع في الوقت الذي بدأت فيه الطوافات والطائرات الأميركية من دون طيار بطلعات فوق سوريا، استعداداً لإصدار أوباما أمراً بش غارات على مواقع «داعش».
وأعلن أوباما، في مؤتمر صحافي قبل الاجتماع، انه لم يتم حتى الآن تحديد إستراتيجية للتدخل في سوريا، لكنه أشار إلى انه طلب من وزير الدفاع تشاك هايغل إعداد مجموعة من الخيارات لمواجهة «داعش»، مؤكدا انه سيكون هناك «جانب عسكري» للإستراتيجية في مواجهة التنظيم.
واعتبر ان «كسر شوكة الدولة الإسلامية على المدى الطويل يتطلب إستراتيجية إقليمية بالتعاون مع السنة في العراق وسوريا»، موضحا انه طلب من وزير الخارجية جون كيري التوجه للشرق الأوسط للمساعدة في بناء تحالف ضد «داعش».
وردا على سؤال حول كيفية مواجهة «داعش» في سوريا من دون التعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي كان اعتبر الرئيس الأميركي انه فقد «الشرعية»، قال أوباما إن «حلقة العنف في سوريا منحت ملاذا آمنا للدولة الإسلامية، وبغية تقييم قوة التنظيم فان علينا التحدث مع العشائر السنية». وأضاف «الأولوية حاليا هي التأكد من ان الغنائم التي أخذها داعش من العراق يجب أن تزول».
وأضاف «الأسد لا يملك القدرة على الدخول إلى مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، لذلك فانه ليس علينا أن نختار بين الأسد والدولة الإسلامية»، وتابع «سنواصل دعمنا للمجموعات السنية المعتدلة في سوريا». واعتبر ان مواجهة «داعش» تحتاج الى إستراتيجية إقليمية، مضيفا انه «لا يملك إيديولوجية غير العنف والفوضى».
وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية إن واشنطن تكثف مساعيها لتجنيد شركاء للقيام بعمل عسكري مشترك ضد مقاتلي «داعش» في العراق وسوريا. وأضافوا إن بريطانيا واستراليا مرشحتان محتملتان، فيما بدأ مسؤول فرنسي زيارة إلى واشنطن لبحث هذا الأمر. وكانت ألمانيا أعلنت أنها تجري محادثات مع الولايات المتحدة وشركاء دوليين آخرين بشأن عمل عسكري محتمل ضد «داعش»، لكنها أوضحت أنها لن تشارك فيه.
وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة قد تتحرك بمفردها إذا دعت الضرورة ضد «داعش». وكان مسؤولون في البيت الأبيض عقدوا اجتماعا قبل أيام لبحث إستراتيجية توسيع الهجوم على «الدولة الإسلامية»، بما في ذلك إمكانية شن ضربات جوية على معاقله في سوريا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بيساكي «نعمل مع شركائنا، ونسأل كيف سيكون بمقدورهم المساهمة. ثمة عدة وسائل للمساهمة: إنسانية وعسكرية ومخابراتية وديبلوماسية».
وأعلنت متحدثة باسم الحكومة البريطانية أن لندن لم تتلق أي طلب من الولايات المتحدة بخصوص شن غارات جوية. وقالت «هذا الأمر ليس موضع مناقشة في الوقت الراهن. مازال تركيزنا هو دعم حكومة العراق والقوات الكردية حتى يمكنهما مواجهة الخطر الذي تمثله الدولة الإسلامية».
ويأمل المسؤولون الأميركيون أن يؤدي النجاح النسبي للمساعدات الإنسانية والضربات التي نفذت في الآونة الأخيرة على مواقع «داعش» في العراق إلى تبديد مخاوف الحلفاء من دعم أي عمل عسكري جديد.
وقال مسؤولان أميركيان إن المحادثات شملت عددا كبير من الدول، غالبيتها متحمسة لإضعاف «الدولة الإسلامية» لكن من دون المشاركة في عمل عسكري. وتتضمن هذه المجموعة تركيا والسعودية والإمارات وقطر والأردن وبريطانيا وفرنسا واستراليا وألمانيا.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست إن أوباما قد يدعو إلى اجتماع لمجلس الأمن في أيلول المقبل لبحث موضوع مواجهة التهديد الذي يمثله الأجانب العائدون من سوريا على دولهم. وتخطط باريس لعقد مؤتمر آخر، قد يجمع دولا غربية وعربية، لتنسيق الجهود ضد «الدولة الإسلامية». وقال ديبلوماسي «الهدف هو الوصول إلى رؤية شاملة حول كيفية التعامل معه (داعش) في العراق وسوريا».
إلى ذلك، رفض الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أي تعاون مع السلطات السورية. وقال، في خطاب خلال الاجتماع السنوي للسفراء الفرنسيين في باريس، إن «النزاع (السوري) امتد إلى العراق، البلد الذي يعاني أساساً من الانقسامات والنزاعات الدينية وانعدام الاستقرار، ودخل الدولة الإسلامية من هذه الثغرة، لان الإرهاب يتغذى دائما من الفوضى».
وشدد على انه «من الضروري تشكيل تحالف واسع، لكن لتكن الأمور واضحة: (الرئيس) بشار الأسد لا يمكن أن يكون شريكا في مكافحة الإرهاب، فهو الحليف الموضوعي للجهاديين». وكرر عزمه على عقد مؤتمر دولي لتنسيق التحرك الدولي ضد «داعش».
(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

دمشق تترقب التحالف الدولي: العدو واحد ولكن..
هل تشمل الحرب الدولية على «داعش».. لبنان؟
نبيل هيثم
يعكس زوار دمشق أجواء ترقب جدي للحراك الأميركي – الغربي لإنشاء تحالف دولي لضرب التنظيمات الإرهابية في سوريا، وفي مقدمها تنظيم «داعش».
مسؤولون سوريون يقاربون هذا الأمر كفرصة ذهبية لتشكيل تحالف دولي ضد الإرهاب، ولانضمام سوريا اليه بوصفها البلد المعني والمعاني من إرهاب «داعش» وأخواته، تمهد تلقائيا الى فك العزلة الدولية عن النظام، وكذلك وقف الحرب العالمية التي تشن على سوريا منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات.
ترى دمشق في توجه الغرب هذا انتصارا للمنطق الذي طالما عبّر عنه الرئيس بشار الاسد بأن سوريا لا تقاتل ثورة شعبية لتحقيق إصلاحات، بل تقاتل الإرهاب التي تجلى في «داعش» و«جبهة النصرة» وسائر المجموعات الإرهابية التي راهن عليها الغرب لضرب النظام وخلخلة بنية الدولة.
يتحدثون في دمشق عن معادلة جديدة فرضها الإرهاب بكل صوره، ولا يستطيع الغرب أن يتجاهلها أو يقفز فوقها، وخلاصتها أن الغرب أصبح في خندق واحد مع بشار الأسد، عدوهما واحد، ويطلقان النار في اتجاه هدف واحد هو «داعش». أي انه تبنى، ولو متأخرا، المنطق السوري. كما تبنى، بصورة غير مباشرة، خيار «حزب الله» بقتال المجموعات الإرهابية في سوريا. والتحق بـ«حزب الله» بعد ثلاث سنوات من مشاركته في الأزمة السورية. وتبعا لذلك ترى دمشق أن هناك فرصة الآن أكثر من ذهبية للقضاء على الوحش الداعشي المتفلت، خاصة أنه بات يشكل خطرا على الأمن الاقليمي والدولي.
تقارب دمشق الكلام الغربي والاميركي في شأن تشكيل التحالف الدولي، بوصفه كلاماً جدياً وليس عابراً، ما يضع هذا التحالف قائما في وقت قريب ولا ترى نفسها خارج هذا التحالف. لكنها تؤكد في المقابل، ان لا رسائل أمنية سورية ـ أميركية في الوقت الحاضر، ولكن هناك من يعتقد «ان تلك الرسائل ستأتي تباعا. وبحسب المنطق السوري، فإنه مهما كابر الغرب ورفع وتيرة اعتراضه ورفضه التنسيق مع سوريا لضرب «داعش» والمجموعات الإرهابية، سيأتي إلينا للتنسيق معنا في نهاية المطاف، وها هو يمهد الى ذلك عبر طرقه علنا الباب الايراني للشراكة في التحالف، وايران تعني سوريا ضمناً.
تراهن دمشق على شراكة روسيا في التحالف، وثمة مشاورات سورية روسية لإشراك الروس في العمليات العسكرية «الجوية» ضد «داعش»، وموسكو أعلنت انها توافق واشنطن على ضرورة مواجهة «داعش» شرط أن يتم ذلك بموافقة الدول المعنية واحترام سيادتها وبمراعاة القانون الدولي. يعتبرون في دمشق الكلام الروسي هذا ترسيم حدود العمليات العسكرية وردعاً روسياً مسبقاً لأي تفكير بأية مغامرة دولية وحرف تلك العمليات عن هدفها المعلن، نحو أهداف اخرى.
تتقاطع أجواء دمشق، مع ما أبلغته الديبلوماسية الاميركية والاوروبية في بيروت وكذلك بعض الملحقين العسكريين، لبعض المراجع السياسية وغير السياسية في لبنان حول حتمية تشكيل التحالف الدولي ضد «داعش» وفي وقت قريب، ولأسباب كثيرة منها:
اولا، الادارة الاميركية مستفزة مما تصفها «الجريمة الجهنمية» التي تجلت بقتل الصحافي الاميركي جيمس فولي، وقد ألزمت نفسها بالحرب على «داعش» عندما أعلن البيت الابيض ان مقتل فولي بمثابة هجوم إرهابي على الولايات المتحدة وانه يبحث تشكيل التحالف الدولي لضرب «داعش». وبالتالي فإن التصريحات الصادرة عن مستويات أميركية مختلفة في إدارة أوباما، وكذلك المقالات والمواقف الصادرة في وسائل الإعلام الاميركية، ليست عبثية هذه المرة، بل هي جزء من التحضير النفسي للرأي العام الاميركي بتوجه إدارة أوباما الى الحرب على هذا التنظيم.
ثانيا، الجيش الاميركي يعيش حالة غضب لا بد لها ان تنفس في مكان ما، في العراق كما في سوريا، وقد استبق الجيش الاميركي تشكيل التحالف ضد الإرهاب بتنفيذ طلعات جوية استطلاعية، خاصة في أجواء سوريا.
ثالثا، المخاوف الدولية من «داعش» جدية وليست عبثية، وهنا يجب التوقف مليا عند التصريحات البريطانية وكذلك الفرنسية بأن خطر هذا التنظيم قد يتبدى في أي لحظة في شوارع لندن وباريس. وكذلك في أية دولة خليجية، وفي مقدمها السعودية. وهنا يجب قراءة أبعاد الانفتاح السعودي الايراني في هذه المرحلة وتتماته اللاحقة.
رابعا، المخاوف الخليجية والدولية من انه كلما تأخر ضرب «داعش»، لا تصعب إمكانية احتوائه فحسب، بل قد يجعله ذلك يتمدد ويتسرّب ويتفشى داخل بعض الدول العربية، والخليجية على وجه الخصوص نظرا لوجود بيئة حاضنة جدية له.
مطلع الاسبوع الحالي التقى أحد المراجع سفير دولة كبرى وسأله: هل الحرب المفترضة على الارهاب في سوريا والعراق محصورة في هذين البلدين فقط أم أنها ستشمل ضرب الارهاب في لبنان، وهل سيشرك لبنان في هذه الحرب؟
أجاب السفير المذكور حرفيا: «المجتمع الدولي معني بتحييد لبنان وباستمرار الاستقرار فيه حتى في ظل الحرب على «داعش»، وبألا يتمدد هذا التنظيم اليه، أما اذا اقتضت الضرورة فعلى الأكيد لن يستثنى لبنان من ان يكون جزءًا من المعركة».

تقسيم المنطقة وفقاً لنموذج الحرب اللبنانية
«ستراتفور»: كيانات سايكس ـ بيكو تسقط
نشر معهد «ستراتفور» الأميركي دراسة حول واقع المشرق العربي بعد اتفاقية سايكس – بيكو الشهيرة، التي قسمت المنطقة بين كيانات ومناطق نفوذ للدولتين الفرنسية والبريطانية منذ حوالي مئة عام، معتبراً أن مفاعيل هذه الاتفاقية قد انتهت عملياً، وداعياً الولايات المتحدة إلى البحث عن شكل سياسي جديد للمنطقة، يوفر لها القدرة على تحقيق مصالحها.
ويقول كاتب الدراسة الباحث جورج فريدمان إن واقع تقسيم المقسم الذي يحكم سوريا والعراق اليوم، هو أقرب إلى النموذج اللبناني الذي أنتجته صراعات الحرب الأهلية اللبنانية، مشددا على ضرورة اعتماد هذا النموذج من أجل إيجاد مخرج لهذه الأزمات.
وبدأ كاتب الدراسة الباحث جورج فريدمان بشرح كيف أن هذه الاتفاقية أرست التعريف العملي لحدود كيانات المنطقة في شكلها الحالي طوال هذه المدة، ولكنه يشير إلى ان واقعاً جديداً ظهر اليوم، ويمكن البناء عليه، بما يسمح بالاستنتاج أن الكيانات التي رسمتها سايكس – بيكو هي بحكم المنحلة، لافتاً إلى ان ما يحصل في سوريا والعراق هو بمثابة ظهور خريطة جديدة تلغي تلك الفرنسية – البريطانية.
وتحت عنوان «اختراع الدول القومية في الشرق الأوسط» ينطلق الكاتب في شرح الاتفاق الذي حصل بين وزير الخارجية الفرنسي فرانسوا بيكو، ونظيره وشريكه البريطاني مارك سايكس، مؤكدا أنهما سعيا من خلال تقسيم المنطقة إلى أمرين أساسيين: الأول خلق كيان عراقي تسيطر عليه بريطانيا، والثاني تقسيم «سوريا العثمانية» عبر خط ممتد من البحر المتوسط شرقا حتى جبل حرمون، وهو ما سعت الدولة الفرنسية من خلاله إلى ارساء حلف مع المسيحيين في هذه المنطقة، وأطلقت عليها اسم لبنان تيمنا بمنطقة جبل لبنان.
ويستكمل فريدمان شرحه، بالإشارة إلى عمل البريطانيين على تقسيم ضفتي نهر الأردن إلى منطقتين منفصلتين، احداهما هي الضفة الغربية الفلسطينية، والثانية هي الضفة الشرقية التي ذهبت للهاشميين بعد تحالفهم مع البريطانيين للقضاء على الحكم العثماني، بينما ذهبت الجزيرة العربية لآل سعود الذين حالفوا البريطانيين أيضا ضمن السياق ذاته، وبالتالي، تم إنشاء خمسة كيانات بين البحر المتوسط ونهر دجلة، بالإضافة إلى السعودية، كما تم العمل على إنشاء دولة إسرائيل لتصبح المنطقة مؤلفة من ستة كيانات، بحسب الكاتب، بعدما صوتت الأمم المتحدة على قرار تقسيم فلسطين في العام 1947.
ويشير فريدمان إلى أن هذه التقسيمات تتناسب مع نموذج الحكم الأوروبي، وهي وفّرت للأوروبيين إطارا لإدارة المنطقة وفق المبادئ الإدارية الأوروبية، وكانت المصلحة الأوروبية الأساسية في هذا المجال هي منابع النفط في العراق وشبه الجزيرة العربية.
ويتحدث الكاتب عن الطريقة التعسفية التي اعتمدها الأوروبيون في خلق هذه الكيانات، وفرضهم لهياكل الحكم فيها، بالإضافة إلى موجة الانقلابات التي عصفت بهذه البلدان بعد الحرب العالمية الثانية، حيث أصبحت سوريا والعراق دولتين مواليتين للاتحاد السوفياتي في حين أصبحت إسرائيل والأردن ودول شبه الجزيرة العربية موالية للولايات المتحدة.
وتحت عنوان «الواقع يتغلب على رسم الخرائط» يرى الكاتب أن لبنان كان «محض اختراع» اقتطع من سوريا، وقد احتدمت فيه الصراعات بين جميع طوائفه، لافتاً إلى ان المسيحيين أنفسهم الذين أنشئ هذا الكيان على قياسهم تقاتلوا في ما بينهم، ومشيراً إلى أن الصراعات بين الفئات اللبنانية لم تنحصر في لبنان، إذ ان الخط الذي يفصل لبنان عن سوريا كان عبارة عن رسم فرنسي تعسفي لهذه الحدود، حيث بقيت تأثيرات الأحداث الجارية في المنطقة تعكس تأثيرا فاعلا على الفئات اللبنانية، من تأثير سوريا، وفصائل المقاومة الفلسطينية، والاجتياح الإسرائيلي والتدخل العسكري الأميركي في الثمانينيات.
وينطلق الكاتب من هذه النقطة للحديث عن «تكرار هذه التجربة في سوريا والعراق» اليوم، متحدثا عن انعكاس الأزمة السورية على البنية المجتمعية بشكل أدى إلى تقوية العصبية الطائفية، وموضحاً أن دولا مثل تركيا والسعودية وإسرائيل والولايات المتحدة ستدعم عددا من الفئات المتصارعة، وأنها ستنجح في نهاية المطاف في تكريس هذا الانقسام ما يجعل الدولة السورية الموحدة ذكرى من التاريخ.
وكما في سوريا، يلفت الكاتب إلى أن أمراً مشابها حدث في العراق، إذ ان احتدام الصراع السياسي الطائفي في هذا البلد، وقيام ما يشبه المحاصصة السياسية في هذا المجال، كان آخر نتائجهما صعود تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش»، ما دفع الجيش العراقي إلى محاولة خلق توازن عسكري، والأكراد إلى الدفاع عن مناطقهم، ما أنتج انقساما مناطقيا بين السنة والشيعة والأكراد، فأصبحت لكل من هذه الفئات مناطقها الخاصة، مشبها هذا الأمر بما حصل في لبنان من عمليات فرز مناطقي خلال الحرب الأهلية، وضعف السلطة المركزية.
ويستنتج فريدمان أن وجود حدود بين سوريا والعراق كان تاريخياً أمراً غير مؤكد كما هو الأمر بالنسبة للحدود بين سوريا ولبنان، لكن شكل الحدود الذي أوجدته اتفاقية سايكس بيكو كان لا يزال قائما للأسباب التي دفعت الأوروبيين إلى انشائها، لذلك، فإن فكرة الحفاظ على عراق موحد أصبحت أمرا غير منطقي، وكما حصل في لبنان لن تستمر هذه الحرب العراقية الى ما لا نهاية، لكنها ستدفع جميع الفئات العراقية في النهاية إلى التفاوض على حل، فإن فكرة أن يعيش الشيعة والسنة والأكراد معا ليست ضربا من الخيال، لكن ضرب الخيال هو أن تظن الولايات المتحدة أن لديها القدرة أو المصلحة في الإبقاء على هذا الاختراع الفرنسي البريطاني الذي وضع على أنقاض الامبراطورية العثمانية.
ويخلص الكاتب إلى ضرورة الالتفات نحو مدى تفكك الدول القومية، وإلى أي مدى سيؤثر ذلك في مستوى العالم العربي، معتبراً أن ذلك يحصل عمليا في ليبيا، لكنه لم يتجذر بعد في أماكن أخرى، وهو قد ينتج تكوين شكل سياسي جديد في مناطق سايكس – بيكو.
ويختم فريدمان بالقول: لنضع كل هذا جانبا، النقطة هي أن الوقت قد حان لوقف التفكير في استقرار سوريا والعراق والبدء بالتفكير في دينامية جديدة خارج هذه الدول المصطنعة التي لم تعد تؤدي وظيفتها. للقيام بذلك، يجب العودة إلى لبنان، الدولة الأولى التي تفككت والمكان الأول الذي دفع المتحاربين فيه إلى التحكم بمصيرهم لأنهم اضطروا إلى ذلك. نحن نرى النموذج اللبناني ينتشر شرقاً، وسيكون من المثير للاهتمام معرفة المكان الآخر الذي سينتشر فيه.

وئام وهاب أقفل مكاتبه في سوريا بسبب ممارسات جهاز أمني: أنا مع سوريا ولكن كرامتي أهم
فيصل القاسم سخر منه بعد اتهامه منتهى الأطرش بأنها نكرة: هل هو سليل صلاح الدين الأيوبي؟
بيروت ـ « القدس العربي» من سعد الياس: في خطوة مفاجئة، أعلن المكتب الإعلامي لرئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب في بيان، ان وهاب «قرر إقفال كل المكاتب الخدماتية التابعة له في سوريا»، مؤكداً ان الحزب لن يمارس أي نشاط في المحافظات السورية».
ولفتت معلومات إلى ان التدهور في العلاقة الذي بدأ منذ أشهر وعرف تصاعداً في الفترة الأخيرة يشهد منذ فترة ترجمةً في العلاقة بين وهاب والنظام السوري، حيث كانت المفاجأة ان الأمن العسكري السوري عمد إلى توقيف بعض المقرّبين من وهاب في سوريا، ما اعتبر رسالة واضحة فهم السياسي اللبناني معناها، فعمد إلى إقفال مكاتب كان فتحها في سوريا، في إطار النشاط السياسي الذي يمارسه هناك منذ سنوات.
واعتبرت مصادر ان التدابير السوريّة الرسميّة ليست مؤشراً على انقطاع العلاقة بشكلٍ تام مع وهاب، إلا انها من دون أدنى شك، تعبير عن تراكمات من عدم الرضى عليه، بعد ان كثر خصوم وهاب في لبنان وسوريا معاً.
وقال وهاب في مقابلة مع قناة «الجديد» « قررت إقفال المكاتب لأن «هناك ممارسات من أحد الاجهزة الامنية لم تعجبني وكان الوضع في سوريا هادئا وحركة حزب التوحيد تسبب الإزعاج لهذا الشخص أو هذا الجهاز «.وأضاف «موقفي ثابت ولم يتغير من سوريا، أنا إلى جانب سوريا وإلى جانب الجيش السوري وإلى جانب الشعب السوري وإلى جانب الدولة السورية»، لكنه تابع « لا أقبل ان يمارس أحد عليّ ممارسات تتعلق بكرامتنا وكرامة حزبي، من يمارس هكذا ممارسات يجب ان يتوقف عند حده، كرامتي أهم من سياستي».
إلى ذلك أطلق الإعلامي في قناة «الجزيرة» فيصل القاسم سلسلة تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي إثر إعلان الوزير السابق وئام وهاب إغلاق كل المكاتب الخدماتية التابعة له في سوريا. وسأل القاسم الذي يتحدّر من منطقة السويداء السورية : «هل تبدأ جماعات المرتزقة من كل الأطراف بالخروج من سوريا بناء على اتفاق بين الجهات التي ترعاها وتموّلها؟ وئام وهاب السابق وهم اللاحقون؟».
ونقل عن أحد أعيان السويداء «س. ع» «كنا نعلم جيداً ان بني معروف الكرام حتى لو تأخروا قليلاً في طرد النفايات التي دخلت السويداء وحاولت ان تعبث بها وبأمنها، لا بد وان يطهّروا أرضنا الطيبة من القاذورات».وأضاف القاسم نقلاً عن «س. ع. «وئام وهاب قال قبل فترة عن كريمة القائد العظيم سلطان باشا الأطرش منتهى الأطرش بأنها نكرة. أما وئام فهو سليل صلاح الدين الأيوبي».
وكان وئام وهاب اشتهر في مقابلاته الإعلامية بأسلوبه اللاذع وغير المألوف، لكنه كان موضع معاتبة من حلفائه بسبب تسريب معلومات وعدم كتم أسرار ما شكّل إحراجاً لحلفائه أحياناً وللقيادة السورية.

مسلحو الدولة الاسلامية يذبحون مقاتلا عراقيا كرديا
بغداد- (أ ف ب): بث تنظيم الدولة الاسلامية شريط فيديو لعملية ذبح مقاتل عراقي كردي في تحذير لرئيس اقليم كردستان لانهاء التعاون العسكري بين اربيل وواشنطن.

ونفذت الولايات المتحدة سلسلة من الضربات الجوية ضد الجهاديين في شمال العراق، لمساعدة القوات الكردية على استعادة اراض فقدت السيطرة عليها مطلع الشهر الجاري.

وبث الشريط الذي حمل عنوان “رسالة من دم التحالف الكردي الامريكي” ويفتتح باظهار 15 رجلا يرتدون بزات سجن برتقالية ويقفون امام راية الدولة الاسلامية السوداء.

وبحسب موقع سايت الامريكي المتخصص بمراقبة المواقع المجموعات الاسلامية المسلحة ان “ثلاثة رجال يتحدثون في الفيديو ويطالبون رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني والحكومة الكردية لانهاء علاقتهم مع الولايات المتحدة والتدخل العسكري في الشمال”.

وينقل الموقع عن أحد الرجال قوله إن أي “تهور أو خطأ منك سوف يؤدي إلى خسارة حياتنا”.

ويظهر الفيديو ثلاثة رجال يرتدون زيا أسودا ملثمين يقفون أمام مسجدا مع رجل آخر يرتدي بزة برتقالية وهو راكع امامهم ويقومون بذبحه”.

وياتي هذه الفيديو بعد اخر فيديو لقطع راس الصحافي الامريكي جيمس فولي واخر يهدد فيه التنظيم بقتل صحافي يدعى ستيفن سوتلوف المصير ذاته، اذا لم توقف الولايات المتحدة القصف الجوي.

كما يأتي هذه الفيديو في اعقاب بث فيديو آخر اظهر عملية إعدام عشرات الجنود السوريين الذين وقعوا في أسر الدولة الاسلامية بعد اقتحام قاعدة جوية رئيسية الاسبوع الماضي.

وسيطر الجهاديون على مساحات شاسعة تمتد بين العراق وسوريا، واثارات انتهاكاتهم غضب المجتمع الدولي.

احتجاز 43 من جنود الامم المتحدة في الجولان… وأنباء عن إصابة مسؤولين أمنيين
«الدولة الاسلامية» تعدم عشرات الجنود السوريين
بيروت ـ دمشق «القدس العربي» ووكالات: أظهرت لقطات فيديو تم بثها على يوتيوب أمس الخميس قيام أفراد من تنظيم داعش بإعدام عشرات الجنود السوريين كانوا قد وقعوا في الأسر عندما استولت الجماعة على قاعدة جوية بمحافظة الرقة في مطلع الأسبوع، كما تحدثت مصادر خاصة في المعارضة السورية لـ»القدس العربي» عن إصابة مسؤولين أمنيين كبار في عملية تفجير مبنيين كبيرين للأمن السوري على يد «جيش الإسلام» في منطقة جوبر، فيما احتجزت «جبهة النصرة» 43 من عناصر قوات حفظ السلام الدولية في الجانب السوري من مرتفعات الجولان.
وقالت مصادر المعارضة إن تفجير المبنيين تم من خلال عملية حفر أنفاق تحتهما وتلغيمها بكميات ضخمة من المتفجرات، وان توقيت العملية جرى أثناء اجتماع لمسؤولين أمنيين. وأوعزت المصادر لهذا الهجوم رد الفعل الكبير الذي جرى بعد العملية وتمثّل بإطلاق عشرات القذائف والصواريخ على منطقة الغوطة الشرقية، حيث تتمركز قيادة «جيش الإسلام»، التنظيم الذي قام بالتفجير.
هذا واكدت الامم المتحدة ان مجموعات مسلحة، بعضها مرتبط بتنظيم القاعدة، تحتجز منذ فجر الخميس 43 من عناصر قوات حفظ السلام الدولية رهائن في الجانب السوري من مرتفعات الجولان، كما تحاصر 81 اخرين.
وقالت المنظمة ان 43 عنصرا هم من فيجي اجبروا على تسليم اسلحتهم واخذوا رهائن بالقرب من معبر القنيطرة، كما ان 81 عسكريا فيليبينيا رفضوا تسليم اسلحتهم، بحسب وزارة الدفاع الفيليبينية.
وقال البيان ان «هذا اسفر عن ازمة لا تزال قائمة حاليا في حين يحاول مسؤولو الامم المتحدة تسوية الموقف سلميا». واقتحم مسلحون سوريون من بينهم مقاتلون من جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة المعبر عند القنيطرة الاربعاء ما ادى الى تبادل لاطلاق النار.
وأدان مجلس الامن الدولي «بشدة» احتجاز عناصر قوات حفظ السلام ال43 «ومحاصرة مواقع» يحرسها 81 عنصر اخر من قوات حفظ السلام من قبل «جماعات ارهابية وعناصر من جماعات مسلحة غير حكومية». وطالب المجلس «بالافراج الفوري وغير المشروط عن جميع عناصر قوات حفظ الامن المحتجزين» ودعا الدول التي تحظى بنفوذ لدى تلك الجماعات المسلحة الى المساعدة في الافراج عنهم.
وأكد أحد مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» صحة اللقطات التي أظهرت جثث عشرات الرجال وهم يرقدون ووجوههم الى الارض ولا يرتدون سوى ملابسهم الداخلية. وانتشرت جثث هؤلاء الرجال في صف يبدو أن طوله يصل لعشرات الأمتار.
وأظهر الفيديو أيضا كوما منفصلا من الجثث قرب ذلك. ولم يتسن التحقق من صحة الفيديو من مصدر مستقل.
وقال العنوان المرفق مع الفيديو إن 250 من الشبيحة أو الجنود الموالين لقوات الرئيس السوري بشار الأسد ممن أسروا على ايدي متشددي الدولة الاسلامية من مطار الطبقة العسكري في الرقة قد أعدموا.
وقال أحد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في الرقة عبر الانترنت «نعم لقد اعدمناهم جميعا.»
وقدر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتابع أعمال العنف في سوريا عددهم بأكثر من 120 شخصا.

صحف: الغزو الأنكلو ـ أمريكي حرّر القوى المتطرفة في العراق ودفعها للمقدمة… «دول عربية تخشى من آثار المدّ الجهادي وتتردد في دعم تحالف أوباما لضرب داعش»
إعداد إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي» مع مواصلة مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية- داعش» تقدمهم وسيطرتهم على مدن وبلدات جديدة في العراق أو سوريا، يتساءل البعض عن القدرات القتالية لهذا التنظيم وكيف وصل لهذا المستوى العسكري الذي لم تصله تنظيمات جهادية أخرى من قبله.
ويرى متابعون لصعوده وأدائه أن الطريقة التي بنى فيها أبو بكر البغدادي تنظيمه، تظهر كيف استفاد من قيادات الجيش العراقي السابق، وكيف أقام بنية فاعلة مكونة من أشخاص في منتصف العمر، وعراقيين يشرفون على مؤسسات التمويل والعمليات العسكرية والحكم المحلي والتجنيد.
وتقول صحيفة «نيويورك تايمز» إن أبو بكر البغدادي اختار مساعديه بطريقة دقيقة والتقى معظمهم في السجون الأمريكية خاصة السجن الذي كان يعرف بمعسكر بوكا. ويميل البغدادي في اختياراته لعسكريين من قادة وجنرالات الجيش العراقي السابق، ويضممون فاضل الحيالي الذي عمل في الجيش العراقي برتبة عقيد وعدنان السويداوي، وهوعقيد سابق يترأس الآن المجلس العسكري للتنظيم.
وتقول الصحيفة إن مستوى القيادة يفسر النجاحات التي حققها داعش، وتم التعرف على بنية التنظيم من أوراق يقول مسؤولون عراقيون إنهم عثروا عليها وكذلك مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية حيث تكشف الطريقة التي قام فيها التنظيم بتطوير قدراته القتالية.
وتنقل الصحيفة عن باحث عراقي قوله إن السجون الأمريكية كانت «الأكاديميات» التي طور فيها المقاتلون خبراتهم وتبادلوا المعلومات بحيث مزجوا بين الخبرة العسكرية القتالية التقليدية للجيوش وخبرات حرب العصابات. فقد دخل داعش وعي العالم في حزيران/يونيو بعد سيطرته على مدينة الموصل وانهيار القوات العراقية التي أنفقت الولايات المتحدة المليارات عليها، مما شكل ضربة موجعة للحكومة العراقية التي يترأسها نوري المالكي، وجاءت نتيجة سياساته الطائفية التي استعدت المكون العربي السني في العراق.

ليس مفاجئا

وفي اتجاه آخر لم يكن الانتصار الذي حققه تنظيم البغدادي مفاجئا للجميع، فبحسب مسؤول استخباراتي أمريكي، وصف مقاتلي داعش بأنهم عرفوا طبيعة العمل الإرهابي من الداخل والخارج، واستطاعوا النجاة ضد عمليات مكافحة الإرهاب وزيادة عدد القوات الأمريكية في العراق عام 2007، ولم يكونوا قادرين على النجاة بسبب عجزهم ولكن لكونهم مقاتلين أشداء حسب المسؤول. وتعززت زيادة على هذا خبرات داعش بعد انضمام جنرالات الجيش السابق له، ويتذكر مسؤول عراقي محاولات جنرال عمل في واحدة من فرق النخبة التابعة لصدام الانضمام للجيش العراقي ـ الجديد- دون جدوى وهو الآن مع داعش ويريد الانتقام. وأدى نجاح داعش لقلق الولايات المتحدة خاصة انه يخوض معاركه كجيش وليس كمجموعة من المقاتلين المتمردين. ولدى داعش القدرة على الاحتفاظ بالمناطق التي يسيطر عليها وتنسيق عملياته العسكرية في أكثر من منطقة. وحظي التنظيم بدعم من الجماعات السنية المسلحة وأعضاء في حزب البعث العراقي. ويرى مسؤول أمريكي أن هؤلاء لعبوا دورا مهما «في لعبة الإرهاب، حيث كانوا في المركز». ويعمل مع البغدادي 12 واليا على المحافظات التي اصبحت تابعة لخلافته، ولجنة تشرف على الحرب مكونة من 3 مسؤولين وثمانية مسؤولين عن المالية والتجنيد والسجناء وغير ذلك. ويقوم قادة ميدانيون بالعمليات حيث تتبع لهم قيادات محلية. وبالتأكيد يتمتع هؤلاء القادة باستقلالية من نوع ما ولكنهم ينسقون عملياتهم. ويرى هاشم هاشمي، وهو خبير عراقي، أن للبغدادي 25 مساعدا في سوريا والعراق وثلثهم كانوا ضباطا في الجيش العراقي السابق. وكان قائدا المجلس العسكري لداعش من ضباط الجيش العراقي حيث قتلا ومن ثم تم تعيين السويداوي وهو من ضباط الجيش السابق، وفي الخمسينات من عمره مكانهما. ويقول محافظ الأنبار أحمد الدليمي، الذي يسيطر داعش بشكل شبه كامل على محافظته ان القادة الثلاثة تخرجوا من نفس الأكاديمية العسكرية. ويقول إن عدنان نجيم كان واحدا من طلابه وتخرج عام 1993 كضابط مدرعات. ولم يكن يتوقع انضمامه لتنظيم كهذا مع أن أشقاءه الثلاثة ساروا في هذا الطريق. فبعد الغزو الأمريكي انضم نجيم للقاعدة وسجنه الأمريكيون في عام 2005. ولاحظ أن معظم الضباط السابقين تدينوا وهو ما استفاد منه تنظيم داعش. كما واستفاد التنظيم من خبراتهم وصلاتهم القبلية وحرفيتهم القتالية كما يقول ديرك هارفي، ضابط الاستخبارات السابق والذي يعمل الآن في جامعة ساوث فلوريدا، مديرا للمبادرة الدولية للمجتمعات المدنية. وعندما بدأ البغدادي حملته في العراق وعملية كسر الجدران التي حرر فيها عددا من سجناء القاعدة فقد تمت بمساعدة من مؤيدي حزب البعث والحرس الجمهوري السابق. ويقول حسن أبو هنية، وهو باحث في شؤون الحركات الجهادية إن البغدادي اوكل المهام العسكرية للعراقيين لكنه ترك الأمور الأخرى الدينية والإعلامية وسلمها للأجانب. ومعظم هؤلاء مثل رئيس دائرة الإعلام من السعودية، ولم يمنع هذا من بروز أجانب للقيادة العليا في التنظيم مثل عمر الشيشاني. ولا يستغرب الباحث مايكل نايتس، من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى انضمام ضباط سابقين من جيش صدام لداعش، فقد حصل في صفوف الجيش سخط على حكم صدام وظهرت حركات إسلامية سرية حتى في داخل الجيش. وزادت التغيرات التي أحدثها الغزو عام 2003 وصعود الشيعة من عمليات التشددعند هؤلاء الضباط.

دول مترددة

وتنظيم بهذه الصورة من الإحكام يحتاج لجهود مشتركة للتصدي لخطره، واقترح الرئيس الأمريكي باراك أوباما «تحالفا من الدول الصديقة». ورغم الحملة الأمريكية المحدودة الطابع إلا أن أيا من حلفائها في المنطقة لم يندفع لدعم مشروع أوباما لأسباب يرى إيان بلاك محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة «الغارديان» أنها تتعلق بمخاوف الدول القريبة من العراق وسوريا مثل الأردن والسعودية من آثار التعاون عليها وطريقة رد الفعل من المتعاطفين مع داعش، وللروابط القبلية والإقليمية بين هذه الدول والعراق وسوريا. ومن هنا تحرك الأردن وأعلن عن اعتقال بعض المتعاطفين مع داعش في خطوات وصفها بالاحترازية، فيما أعلنت السعودية عن تفكيك «خلايا نائمة». وفي خروج عن اسلوبها المعتاد نفت الرياض بشكل واضح دعمها للإرهاب. وفي مناطق أخرى من دول الخليج كانت الإمارات أول من اعتبر كافة الإسلاميين تهديدا عليها سواء في الداخل والخارج. وحتى الكويت يقول الكاتب التي تعتبر مصدرا مهما لتمويل المقاتلين في سوريا بدأت تستجيب لمطالب الخزانة الأمريكية وتراقب عمليات جمع التبرعات، وفعلت قطر الشيء نفسه. ومع كل الدعم الذي قدمته دول الخليج للقضية السورية إلا أنه لم يكن بمستوى الدعم الذي قدمته إيران وروسيا وحزب الله لنظام بشار الأسد، فرغم الدعم اللامحدود والدور الذي لعبه الأمير بندر بن سلطان في تمويل الجماعات المقاتلة في سوريا إلا أن التنافس بينها أثر على فعاليتها كما أن افتقاد الخليج للسياسة المتماسكة لعب دورا في صعود الجهاديين. ويرى بروس ريدل، ضابط الإستخبارات الأمريكي (سي أي إيه) السابق الذي عمل في الشرق الأوسط ومدير برنامج الأمن في معهد بروكينغز أن مشكلة الدعم السعودي والقطري للجماعات المعارضة تكمن في عدم وجود هيئة مثل المخابرات الباكستانية «أي أس أي» التي كانت مسؤولة عن توزيع الدعم العسكري والمالي لجماعات الجهاد الأفغاني أثناء الإحتلال السوفييتي لأفغانستان .ويرى الكاتب أن دول مجلس التعاون الخليجي لديها القدرات العسكرية الجوية للمساعدة العسكرية، فقد ضربت الطائرات السعودية معسكرات الحوثيين في اليمن، وشاركت الإمارات في أفغانستان وقبل أيام ضربت بمساعدة مصرية معسكرات للإسلاميين في ليبيا، ولكنها تظل مع الطائرات التي تملكها مصر وتركيا والأردن لا تساوي حجم القوة الأمريكية، ولهذا تظل مشاركتها رمزية لمنح الشرعية كما يقول فردريك ويرى من مؤسسة كارنيغي للسلام العالمي.
ويعتقد بلاك أن الدول العربية السنية تتحمل مسؤولية في المساعدة وهزيمة «داعش» الذي يهدد شرعيتها ويتصرف بطريقة وحشية ومرعبة. وجزء من مخاوف الدول العربية نابع كما يقول من ان كل دولة مرتبطة بالعراق والجماعات السورية المقاتلة من خلال الروابط القبلية والدين والتاريخ، مضيفا أن قادتها يخشون من موقف الرأي العام خاصة الموقف من جيوب التعاطف في داخل قطاعات معينة من السكان وبعضها غني ومؤثر. اما الملمح الآخر لتردد الدول المتحالفة مع واشنطن المشاركة في التحالف ضد داعش فنابع من مخاوفها من أن تؤدي هزيمة داعش لتقوية نظام الأسد في وقت تتعالى فيه اصوات غربية للتعاون التكتيكي معه إن لم يكن التعاون معه قد بدأ بالفعل.

لا خطة ولا استراتيجية

وفي الحديث عن مواجهة داعش لا يمكن نسيان الدور الذي لعبته الدول الغربية في صعوده داخل الإنتفاضة السورية، كما يرى رئيس هيئة الأركان المشتركة البريطانية السابق سير جنرال ديفيد ريتشاردز. ففي تصريحات نقلتها صحيفة «إندبندنت» البريطانية قال إن الولايات المتحدة ودول الغرب شجعت المقاتلين السوريين على قتال الأسد بدون تقديم الدعم الكافي لهم كي يحققوا النصر عليه.
ويقول الجنرال البريطاني إن فشل السياسة الغربية أسهم في الصعود الدموي لداعش. ويتهم الجنرال البريطاني الغرب بأنه لا يملك حتى الآن استراتيجية واضحة لمواجهة المتطرفين ودولتهم التي أعلنوا عنها في مناطق واسعة من العراق وسوريا. وحذر سير جنرال ريتشاردز من غياب الفهم للوضع في سوريا وماهية التهديد الذي تمثله الدولة الإسلامية. وقال الجنرال إن كل ما فعله الغرب في سوريا «هو أننا دعمنا جماعات المعارضة بشكل يجعلها تستمر في القتال ولكن ليس الإنتصار».
وقال الجنرال إن واشنطن ولندن وحلفاءهما في الشرق الأوسط تبنوا سياسة عنت «استمرار الحرب ولكنها لا تساعد هؤلاء الرجال – المعارضة – على الانتصار، ومن خلال الإحباط ظهر تنظيم داعش وانتشر الآن للعراق». وكان الجنرال ريتشارد قد عقد اجتماعا في عام 2012 ضم قادة الأركان من فرنسا والولايات المتحدة والأردن وتركيا والإمارات العربية المتحدة وحضره جنرال أمريكي بارز وتم في الإجتماع التوصل لخطة طارئة لمساعدة المعارضة السورية، من خلال تدريب عدد من المقاتلين يتم اختيارهم من الجماعات المعتدلة وتقديم الدعم الجوي والبحري لهم أثناء العمليات العسكرية. ونوقشت الخطة لاحقا على أعلى المستويات في واشنطن ولكن لم يتم الأخذ بها. كل هذا في وقت كانت القوى المتشددة مثل جبهة النصرة وداعش في صعود واستطاعتا هزيمة المعتدلين وفرض رؤيتهما في المناطق الخاضعة لهما. ويقول الجنرال ريتشارد «لم تتبن الحكومة الخيار هنا ولا في أمريكا، وأعتقد أنه كان بإمكاننا القضاء عليهم وهم في المهد، ولكنها كانت خطة ضخمة وأتفهم لماذا ترددت الحكومة في تبنيها».
وفي مقابلة مع صحيفة «مسلم نيوز» قال «لقد تقدمنا بخطة لرئيس الوزراء والحكومة والتي لا أعرف أنه تمت مناقشتها مع الأمريكيين». وأضاف «ما فعلناه كان كافيا كي تحافظ على استمرار الجهود الحربية ولكنها لم تكن كافية أبدا لربح الحرب».
ولكن الخطة الطارئة التي تقدم بها الجنرال ريتشاردز كانت تعني «عملا شاملا، وكانت تقتضي أنه بعد عام سيكون بإمكانهم التصدي للنظام السوري والعمل على تدميره معنويا». واعترف الجنرال بمخاطر في الخطة «لا يمكنك ان تحصل على كل شيء، فأنت بحاجة أحيانا للتحرك بحسم وسريعاـ وكان هذا جزءا من الخطة الطارئة والتي لو نفذت لتم تجنب هذا الوضع مع داعش».
وحول الوضع الحالي يقول إن ما تريد الولايات المتحدة وبريطانيا تحقيقه هو السلام وإخراج داعش من المعادلة «وهو تحد أكبر مما كان عليه الوضع قبل عامين ويحتاج لرد كبير و» أخشى اننا لا نفهم حجم المشكلة». وأشار الجنرال ريتشاردز إلى أهمية استيعاب الدورس من حرب العراق عام 2003 والتي أدت لصعود الجهادية الإسلامية «فقد حرر الغزو الأمريكي – البريطاني القوى التي نراها لاعبة اليوم، أي بعد 9 أعوام، صحيح ان العراق كان يحكمه ديكتاتور ولكنه كان قادرا على احتوائها مع طموحات إيران، وكان نظامه شبه علماني». ولم يستبعد الجنرال إرسال قوات برية للعراق إن اقتضى الأمر لكن في الظرف الحالي «لا حاجة لإرسال فرق عسكرية للقتال في البلد كما فعلنا من قبل».

أخبار جيدة للمعارضة السورية

وفي مقال كتبته بسمة قضماني رئيسة المبادرة العربية وعضو المجلس الوطني السوري السابق في صحيفة «فايننشال تايمز» قالت إن ما يجري في الساحة العراقية وتداعياتها على سورية أخبار جيدة للمعارضة، وذكرت ان المعارضة المعتدلة قامت بالتحذير وبشكل مبكر من مخاطر داعش.
وقالت إن ما يطمح الوسطاء والدبلوماسيون لتحقيقه هو ما يقولون عنه «إنسداد أفق مؤذ للجانبين» وهو صعب التحقق لأن المدنيين السوريين هم من يشعرون بالألم أكثر من النظام وفي الوقت نفسه ينمو ويكبر الوحش الذي اسمه «داعش». فبعد 3 أعوام أو يزيد حقق هذا التنظيم المستحيل وهو توحيد الأعداء والأصدقاء ضده، من أمريكا إلى روسيا وإيران ومنهم الأسد الذي كان يشتري النفط من التنظيم ولكنه الان يقوم بقصفه.
وأشارت للدور الذي لعبته المعارضة بالتحذير من مخاطر داعش «كنا نقول لكل دبلوماسي نلتقيه أن سوريا ستتحول لمكان خطير إن لم يتم فعل شيء لوقف المذبحة، وأكدنا أن الاحتواء هو فتنازيا، فالنظام يشجع الجهاديين من أجل تشويه الطبيعة الديمقراطية للاحتجاج حتى يموضع نفسه ويسحقها من جديد، وحذرنا من أن الغرب سيتدخل مرة أخرى لإطفاء الحريق».
وقالت إن المعارضة الوطنية ظلت تقاتل داعش رغم قلة ما لديها ولكن داعش أصبح قويا لدرجة لا يمكن للمعارضة قتاله لوحدها «مما يعني أن تحالفا دوليا وإقليميا وحده قادر على تنظيف هذه الفوضى».
وتشير إلى أن قوة داعش هي نتاج عمل عدد من القوى التي شجعتها أو حاولت التلاعب بها ولكن التخلص منه هو مسؤولية كل واحد. وتعتقد أن المعارضة السورية تقف على الجانب الصحيح من المعركة بعد أن أكدت استعدادها لمواجهة داعش والنظام معا، ولكن عليها أن تعترف بالواقع، خاصة أن لا يوجد ولم يوجد لديها الوسائل الكافية لهزيمة العدوين. وفي ظل الوضع الذي نتج عن صعود داعش فهناك حاجة لتعاون الدول التي دعمت النظام وصادقت المعارضة لمواجهة التنظيم. كما أن إيران تجني اليوم ثمار فعلها في كل من العراق وسوريا، فاعتمادها على حليفين عاجزين مثل الأسد والمالكي يعني أنها لن تكون رابحة. ولهذا ترى قضماني أن المعارضة السورية يجب عليها الانتظار ومراقبة التحولات في التحالفات والمآلات.

قائد عسكري معارض: الضربة الأمريكية المحتملة على مناطق «داعش» في سوريا هدفها دفع المعارضة لعقد مصالحات مع النظام
ياسين رائد الحلبي
دمشق ـ «القدس العربي»: قال قائد كتائب «أبو عمارة» في ريف حلب مهنا جقالة، ان احتمال حدوث ضربة أمريكية على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» متوقع منذ اليوم الأول لبدء الثورة، بهدف وصول المعارضة المسلحة إلى تسوية مع نظام الأسد، وذلك لعدم وجود خيار آخر للمعارضة.
وبين جقالة في حديث خاص، «نحن نعلم جيداً ان أمريكا ودول الغرب لن يتدخلوا من أجل إسقاط نظام الأسد بل يريدون ان يقضوا على الفكر الإسلامي
الملتزم لدى الفصائل العسكرية في سورية وتحويله إلى إسلامي معتدل وما دون ذلك»، متابعا ان «كل هذا سيحققه الغرب عن طريق مصالحات مع النظام السوري».ويتابع أبو بكري، انه على الجميع ان يعلم ان «داعش» ليست هدفا نهائيا بالنسبة للغرب، فما ان يعلموا ان قوة التنظيم بدأت تنهار سيضعون هدفا آخر للقضاء عليه وسيكون هذا الهدف ممن يقاتل النظام السوري، ونحن إلى الان لا نعلم إلى أين نتجه لكن ما أعلمه اننا باتجاه الهاوية فقط. وأعرب ناشطون عن استيائهم من تواطؤ الغرب مع نظام الأسد، مؤكدين ان لا تسوية مع نظام يرأسه الأسد، كما قال منهم ان «الائتلاف الوطني لقوى الثورة» لا حول له ولا قوة ويفعل ما يؤمر به فقط.
بدوره، قال أحد مدراء الصفحات الإخبارية المعارضة حسان الحلبي، «الإدارة الأمريكية اتخذت قراراً بقصف مواقع داعش في ريف حلب والرقة وأرسلت إشارات مهمة للقوى المحسوبة على الثورة والنظام في الأرض من أجل التنسيق للقيام بذلك».وتابع انه «على ما يبدو النظام تلقف الموقف مباشرة ليأكد تعاونه المطلق مع الغرب في محاربة الإرهاب بينما الثورة والمتمثلة سياسياً بالائتلاف الوطني وعسكرياً بهيئة الأركان ما زال يتخبط في اتخاذ موقف واضح من هذه الضربات ما يشكل ضغطا كبيراعلى المعارضة كونها غير موحدة وغير قادرة على اتخاذ موقف واضح».وكان المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة أعلن عن تحليق طائرات تجسس في سماء الرقة، فيما رجح ناشطون ان هذه الاستطلاعات جاءت تمهيداً لقصف أماكن تمركز تنظيم «داعش» في الرقة وفي أماكن متفرقة من سورية.
وتواردت انباء عن تغيير «داعش» لبعض مقراتها العسكرية المهمة، ونقلها إلى أماكن مختلفة في بعض مناطق دير الزور وفي ريف حلب الشرقي الذي ينتشر به التنظيم بكثافة. وقالت مصادر، ان دولا كبرى مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا أبلغت الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة عن ضرورة الوصول إلى تسوية سلمية بين الطرفين وإلا سيتم إيقاف الدعم المالي للمعارضة.وأضاف المصدر من داخل الائتلاف الوطني، ان هناك خلافات كبيرة في صفوف الائتلاف بين المؤيد للوصول لتسوية مع النظام السوري وبين المعترض على هذه التسوية، ما سبب انسحاب بعض أعضاء الائتلاف من قاعة الاجتماع.
وتأتي هذه التطورات بعد أيام من انتهاء مؤتمر أوسلو الذي عقد في العاصمة النرويجية بين ناطشين في المجال المدني ووطنيين ينتمون إلى تيارات مختلفة دون حضور رسمي للمعارضة أو النظام في المؤتمر كما حصل في جنيف سابقا. كما تأتي تحركات المجتمع الدولي»الخجولة»، بعد سيطرة تنظيم داعش على مطار الطبقة العسكري في الرقة والذي قتل على أثره أكثر من 300 عنصر من قوات النظام وأسر آخرين، وبعد ان قام التنظيم بالهجوم القوي على القاعدة القوية للمعارضة المسلحة في الشمال السوري «الريف الشمالي الحلبي».
يذكر ان المعارضة في الريف الشمالي في حلب، أعلنت مؤخرا عن معركة «نهروان الشام» لإخراج تنظيم داعش من الريف الشمالي في حلب ما أدى إلى مقتل 43 عنصراً من تنظيم «داعش» وأسر 3 عناصر آخرين والسيطرة على بعض القرى، ما دفع التنظيم لإرسال رتل مؤلف من 10 دبابات و 30 سيارة همر وبيك أب مثبت عليها رشاشات ثقيلة للتصدي لهجوم المعارضة.

في المخيمات وعلى الحدود وتحت جحيم البراميل… كلمة الأمان هي «المرأة السورية»
جود حسون
غازي عينتاب ـ «القدس العربي» لم يكن مشغل التطريز والكروشيه الذي أسسته مجموعة من النساء السوريات في لبنان هو مجال عملهن في السابق، فبعضهن يملكن شهادات جامعية وأخريات امتهنّ مهناً أخرى في سوريا وغيرهن لم يعملن سابقاً خارج المنزل، إلا ان المشغل الذي بدأ يدر أرباحاً على أسر العاملات فيه، هو بمثابة إصرار على الحياة، وعلى تربية جيل جديد ولو على بعد بضعة كيلو مترات من الحرب. كثيرة هي المخيمات في الداخل السوري وفي الخارج التي تقوم بها المرأة
وحدها برعاية الأبناء وتعليمهم وتوجيه أنظارهم قدر الإمكان بعيداً عن الحرب، ومحاولة توفير البيئة الأكثر صحية لأجيال افتقدت حالة الاستقرار والسلم الإنساني منذ اندلاع الثورة السورية، وربما كون أكثر من 81٪ من النازحين السوريين هم من النساء والأطفال وفق تقرير صادر عن الأمم المتحدة مطلع 2014، يدلنا على الدور الملقى على عاتق المرأة في مرحلة مفصلية كهذه. نشاط يومي من داخل ريف اللاذقية الخاضع لسيطرة المعارضة تروي الناشطة لين صدقي عن جهود تقوم بها هي وزميلاتها تتمثل في تنظيم الحملات الإغاثية في القرى المحاصرة منذ أكثر من سنة،
والاهتمام بالأطفال في المدارس، وإقامة فعاليات دورية تشمل مختلف مناطق الريف اللاذقي المحرر وتخص الأطفال الذين تعرضوا لظروف قاسية خلال القصف. تقول صدقي ان العشرات من الفتيات في المنطقة يتنقلن يومياً بين القرى مشياً على الأقدام في الكثير من الأحيان لتقديم حصص دراسية للأطفال أو إيصال معونات انسانية للأسر، وبعضهن تغامر بحياتها لإيصال دفاتر الرسم والألوان «لمن افتقدوا طفولتهم خلال الفترة الماضية». أم ابراهيم لا يختلف دورها عن دور لين، حيث تعمل مع عدة نساء في ريف حلب على توزيع المعونات الغذائية لمستحقيها في عدة قرى، وتوزعن على أنفسن الدور في الإشراف على توزيع المياه للأسر.
رعاية نفسية ومن جانب آخر تختص خريجة علم النفس من جامعة دمشق ولاء في دورات التوعية للنازحات السوريات في عدة مخيمات في تركيا، حيث تتنقل ولاء بين كلس والريحانية وغازي عينتاب لتقديم الدعم النفسي للنازحات، والتعاون مع مختصين في المعالجة النفسية للإشراف على ضحايا حالات الاعتداء الجنسي والإرهاب النفسي في المخيمات. تقول ولاء: «من المؤسف ان دور المرأة السورية حالياً يقتصر على العمل ضمن المخيمات أو في منظمات الإغاثة والدعم أو الإعلام»، حيث ترى ولاء ان ما عملت فيه
المرأة السورية خلال السنوات الثلاث الأخيرة مميز وخاصة دورها في الحراك السلمي والتنظيم وتشكيل المنتديات وغيرها، إلا انها ترى انه من الضروري دخول المرأة في سياق عمل أكثر اختصاصاً وتنظيماً، وفقاً لاختصاص أو دراسة أو حتى توجه هذه المرأة أو تلك. وتلفت ولاء إلى إمكانية حضور المرأه في منظمات الدفاع المدني أو الشرطة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، خاصة في ظل «ضعف الإمكانيات وقلة عدد القادرين على العمل في المناطق المحررة بفعل النزوح»، حيث ترى ولاء انه «من الممكن ان تعمل نساء سوريات اليوم في منظمات مدنية أمنية أو صحية أو تنظيمية أو إدارية في الداخل السوري، وهو ما شهدته الكثير في البلدان في العالم في فترات الحروب والأزمات».
في حلب انخفض عدد سكان المناطق الخاضعة للمعارضة إلى أقل من الربع، فمن بقي وفق مصادر من المدينة هو من لم يستطع الخروج أو من يصر على البقاء في مدينته، أو من لم يتضرر منزله بعد، وبين الأحياء المدمرة بالإمكان ملاحظة وجود الأطفال والنساء، وهاتيك النساء يتراكضن إلى مناطق سقوط البراميل ليساعدن في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وفي انتشال جثث الضحايا وإسعاف الجرحى وأخذ الأطفال بعيداً عن الدمار، فنساء حلب وفق أبو عمار حميدي وهو ناشط إعلامي
ومصور في حلب هن الأكثر حضوراً بعد دخان البراميل والقصف، «يركضن حاملات الأطفال، أو يسرعن في نقل جريح، أو ينقلن المياه»، وذلك وفق الإمكانات المتوفرة في مناطقهن، بينما يبدو دورهن أوضح في تلك المناطق التي يصلها الدعم الإنساني وأيدي المنظمات المدنية، حيث تلعب المرأة هناك دوراً مختلفاً عن دورها تحت القصف، دوراً ربما يكون هو الدور الأهم في هذه المرحلة والأكثر ضماناً لحضور حالة من السلم والأمن في المراحل اللاحقة.

سورية: خسائر للنظام في جوبر واستخدام صواريخ مجهولة النوع
دمشق، إسطنبول ــ أنس الكردي، عبسي سميسم
خسرت قوات النظام السورية، اليوم الجمعة، نحو 30 عنصراً خلال مواجهات مع كتائب المعارضة في حي جوبر في دمشق، بينما لجأ النظام إلى استخدام صواريخ غير معروفة تزامناً مع تجدد المواجهات بين الطرفين في معسكري وادي الضيف والحامدية في ريف إدلب، الأمر الذي أسفر عن وقوع قتلى وجرحى من الطرفين.

وأفاد المتحدث الرسمي باسم “فيلق الرحمن” المكنى بأبي الحمزة الدمشقي، لـ”العربي الجديد”، بأن “مقاتلي الفيلق تصدوا لمحاولة قوات النظام اقتحام إحدى النقاط التابعة لهم” والتي تحفّظ على ذكر اسمها، مبيّناً أن “الثوار قتلوا نحو 30 عنصراً، ودمروا ثلاث دبابات”.

وأضاف الدمشقي أن النظام “استخدم نوعاً جديداً من الصواريخ لأول مرة، لم يعرف أية معلومات عنها أو حتى اسمها”، مشيراً إلى أن “الصاروخ ينفجر في السماء وتنبثق منه ثمانية صواريخ تهبط بمظلات على الأرض، لكن شدة انفجارها وقوتها التدميرية أقوى من صواريخ طراز (أرض _ أرض)”.

من جهته، قال مجلس قيادة الثورة في دمشق لـ”العربي الجديد” إن “طيران النظام شن غارتين جديدتين على المنطقة، رافعاً عدد الغارات إلى 17 غارة منذ صباح اليوم الباكر”. يأتي ذلك بعد يوم من سقوط عشرات القتلى والجرحى لقوات النظام، إثر تفجير مقاتلي “جيش الإسلام” بناءين كان جيش النظام يتحصن بهما، حسب ما أكد المتحدث العسكري باسم “الجبهة الإسلامية”، إسلام علوش، لـ”العربي الجديد”، في وقت سابق.

من جهتها، ذكرت الوكالة “السورية الرسمية للأنباء” (سانا)، أن “وحدات من الجيش واصلت عملياتها في جوبر التي كانت قد بدأتها، أمس الخميس، متقدمة من جهة الشمال، ومن جهة جسر زملكا باتجاه الجنوب، وسيطرت على عدد من كتل الأبنية وأوقعت عشرات الإرهابيين قتلى معظمهم من جنسيات غير سورية”.

في هذه الأثناء، تجددت المواجهات بين القوات النظامية وقوات المعارضة السورية في معسكري وادي الضيف والحامدية في ريف إدلب، ضمن المعركة التي أطلقتها الأخيرة تحت مسمى “الجيش الواحد” قبل نحو شهر.

وأفاد مصدر من إدلب فضل عدم ذكر اسمه لـ”العربي الجديد”، بأن مقاتلين إثنين أحدهما تابع لـ”الجبهة الإسلامية” والآخر تابع للجيش الحر قتلا، بينما قتل عدد من عناصر قوات النظام، بينهم ضابط، خلال اشتباكات بين الطرفين في محيط معسكري وادي الضيف والحامدية.

في غضون ذلك، قصف مقاتلو “الجيش الواحد” براجمات الصواريخ وقذائف “الهاون” نقاط النظام في المعسكرين، وأحرقوا مستودعاً للذخيرة في أحد حواجزه.

وتشهد مناطق في ريف إدلب الجنوبي تطورات مهمة للمعارضة السورية، نجحت من خلالها في السيطرة على عدد من الحواجز العسكرية، بهدف كسر إمدادات قوات النظام وفتح طريق يمتد من إدلب إلى حماه.
ويشارك في معركة “الجيش الواحد” كل من “جبهة النصرة”، “الجبهة الإسلامية”، “حركة حزم”، “جبهة ثوار سورية”، “الفرقة 13″، “تحالف المهاجرين والأنصار”، “هيئة دروع الثورة”، “الفرقة 101 مشاة”، و”فيلق الشام”.

تراجُع النظام في القنيطرة: أمننا من أمن إسرائيل مجدداً
تحليل إخباري ــ عدنان علي
تعود مدينة القنيطرة السورية في الجولان المحتل، إلى الأضواء بعد التطورات الأخيرة التي تمثّلت بسيطرة الثوار على المعبر الحدودي مع إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وعلى المدينة المدمّرة، واختطاف 43 جندياً من قوات الفصل الدولية في المنطقة “الأندوف”، التي تراقب اتفاق وقف إطلاق النار بين سورية وإسرائيل منذ العام 1974. وتحقق قوات المعارضة في الشهور الأخيرة، تقدماً مضطرداً باتجاه هدفها المتمثل بالسيطرة على المدينة التي لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يسيطر على نحو ثلثي مساحتها، في هضبة الجولان. وتسعى قوات المعارضة إلى ربط هذه المنطقة جغرافياً مع محافظة درعا وتأمين طرق الإمداد إلى جنوب دمشق، المُحاصر بمعظمه من القوات النظامية، بينما يصل السلاح إلى درعا عبر الأردن. وتشير تقديرات إلى أن كتائب المعارضة تسيطر بالفعل اليوم، على أكثر من ثلاثة أرباع المناطق غير المحتلّة في المحافظة.

ولا تزال المنطقة الشمالية فقط بيد قوات النظام، التي كانت سحبت عدداً كبيراً من جنودها وعتادها في مراحل سابقة من القنيطرة لزجها في المناطق المشتعلة في القلمون بريف دمشق وحمص، وهو ما سهّل تقدم قوات المعارضة في القنيطرة التي ينتشر فيها كل من اللواء 62 واللواء 90، فضلاً عن لواء تابع لجيش التحرير الفلسطيني لكنه لم يتدخّل حتى الآن في القتال بين قوات النظام والمعارضة، وينتشر بشكل أساسي في القطاع الشمالي الذي لا يزال تحت سيطرة قوات النظام.

وكانت قوات المعارضة قد شنّت، منذ الربيع الماضي، هجمات عدة ضد قوات النظام في القنيطرة، معظمها من محافظة درعا، وبدأت بالسيطرة على موقع التلّ الأحمر الاستراتيجي، في مايو/أيار الماضي، وانتهت بالسيطرة على المعبر الحدودي والقنيطرة، ضمن معركة “الوعد الحق” بهدف السيطرة على ثلاثة مواقع لقوات النظام في القطاع الجنوبي بريف القنيطرة، وهي القنيطرة المهدمة ومعبر القنيطرة المحتلة، إضافةً لمنطقة الرواضي.

وشاركت فصائل معارضة عدة في المعارك وهي “جبهة ثوار سورية” وجماعة “بيت المقدس الإسلامية” وحركة “أحرار الشام الإسلامية” ولواء “فلوجة حوران” و”سرايا الجهاد”، إضافة إلى “جبهة النصرة” المتهمة اليوم بخطف مراقبي الأمم المتحدة.

وكانت قوات المعارضة تقف قبل ذلك عند بلدة جبا في القطاع الأوسط، وهي النقطة الأقرب إلى خان أرنبة، مركز مدينة القنيطرة، حيث تتواجد معظم المؤسسات التابعة للنظام.
والواقع أن النظام الذي سحب نحو 60 في المائة من قواته من القنيطرة، في السنوات الثلاث الماضية، ومن ضمنها الكثير من الآليات باتجاه دمشق وريفها، بهدف حماية العاصمة من هجمات قوات المعارضة، أراد، كما تشير المعطيات، إضعاف الجبهة عمداً، مع أنه من المفترض أنها حيوية جداً لأمن العاصمة، إذ لا يبعد مركز القنيطرة عن دمشق أكثر من 60 كيلومتراً، وذلك بهدف إيصال رسائل سياسية وأمنية لإسرائيل، بأن “أمن النظام وأمن إسرائيل هما قضية واحدة، وأن أمن النظام هو من أمن إسرائيل”، وجعل إسرائيل تشعر بالقلق من وجود “جهاديين” وعناصر مسلّحة “غير منضبطة” على ما تعتبره حدودها.

وتتقاطع أماني النظام مع ما صرّح به بوضوح، قريب رئيس النظام ورجل الأعمال البارز رامي مخلوف، في وقت مبكر من عمر الثورة السورية، حين قال إن “أمن سورية هو من أمن إسرائيل”. ولكن قوات المعارضة حرصت على التأكيد بأن المعارك ستظلّ ضمن الأراضي السورية، وأن قواعد اللعبة مع إسرائيل لن تتغيّر، لأن المشكلة حالياً هي مع نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، من دون أن يفوتها التشديد في الوقت نفسه على “التمسك بالحقوق في استرداد الأراضي التي تحتلها إسرائيل، ولكن من خلال الأمم المتحدة والمواثيق الدولية”، بحسب تعبير المتحدث باسم “المجلس العسكري الأعلى للجيش الحرّ” قاسم سعد الدين.

في الجانب الإسرائيلي، لم يستبعد قائد لواء “غولاني” في الجولان في الجيش الإسرائيلي، العقيد أريك حان، تمكّن قوات المعارضة من بسط سيطرتها على كامل منطقة القنيطرة، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة جندي بجروح يوم الأربعاء نتيجة إطلاق نار مصدره سورية. كما أغلق معبر القنيطرة “لأسباب أمنية”.

وفي إطار هذا التناغم بين الجانبين، النظام وإسرائيل، أشار ناشطون إلى أن القوات النظامية أخلت مواقع عسكرية في ريف القنيطرة دخلتها في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كان يحظّر عليها الدخول إليها بموجب اتفاقية فك الاشتباك بين سورية وإسرائيل الموقّعة في العام 1974 برعاية دولية.

وأوضح هؤلاء أن القوات النظامية انسحبت في الخريف الماضي من قرية جباتا الخشب، المقابلة للمواقع الإسرائيلية في قرية مجدل شمس المحتلة، وهي آخر نقطة سورية يُمكن الوصول إليها قبل العبور إلى الجولان، وكانت تتمركز فيها وحدات من اللواء 90 التابع للفرقة الخامسة الموكلة مهمة الانتشار على خط المواجهة مع إسرائيل.

واستبعد مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان” رامي عبد الرحمن أن “تهدّد التطورات العاصمة دمشق، لأن القوات الحكومية تحتفظ بنقاط عسكرية كبيرة في الغوطة الغربية لدمشق، المتصلة بريف القنيطرة عبر بلدات سعسع وبيت جن وكناكر”. وأكد أن “النظام لا يزال يحتفظ بنقاط عسكرية في القنيطرة، وأهمها نقاط تقع على المرتفعات”، ما يشير إلى أن النظام “تهاون” عمداً في المناطق الحدودية مع إسرائيل بينما عزز قواته في المناطق الفاصلة بين دمشق والقنيطرة.

وول ستريت: داعش أغنى منظمة إرهابية في العالم
لندن ـ العربي الجديد
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلاً عن مسؤولين غربيين وعرب، إن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” يدير اقتصاده بشكل ذاتي من خلال السيطرة على آبار النفط في سورية والعراق، فضلاً عن ضرائب يجمعها من نحو ثمانية ملايين شخص، مشيرة إلى أن ذلك يجعل “داعش” واحداً من أغنى الجماعات الإرهابية في العالم.

وحسب التقرير، فبعد أن كان “داعش” يعتمد على تمويلات من ممولين في المنطقة العربية والتبرعات من العالم الإسلامي، بات الآن يعتمد على التمويل الذاتي بعد أن ابتلع أجزاء كبيرة من العراق وسورية.

وقال التقرير: يرى مسؤولون وخبراء في مكافحة الإرهاب أن محاصرة مصادر التمويل المحلي للجماعة تشكل معضلة للدول العربية والغربية الساعية إلى تقويض الدولة الإسلامية، وهذه المعضلة تكمن في أن محاولة تقويض النشاط الاقتصادي للتنظيم قد تؤدي إلى أزمة إنسانية حقيقية في المناطق التي تسيطر عليها بالفعل.

ويعتمد تنظيم الدولة الإسلامية على مجموعة من المتطرفين الذين يتبعون نظام الابتزاز وفرض الجزية على الأعمال الزراعية من الرقة في سورية إلى الموصل في العراق. هذا إضافة إلى فرض رسوم النقل العام وإتاوات تفرض مقابل حماية المسيحيين وأقليات دينية أخرى اختارت العيش تحت ظل المتشددين بدلا من الفرار.

وأكدت مصادر غربية وسورية وعراقية على معرفة بالمعاملات التجارية، للصحيفة الأميركية، أن داعش يقيم تعاملات تجارية مع رجال أعمال من الدول نفسها التي تحاول اجتثاث جذور التنظيم. وتسيطر داعش على مبيعات النفط والقمح والآثار، بالإضافة إلى تحفيز ما يسمى بـ”السوق الرمادية” وعقد صفقات مع رجال أعمال سوريين وشيعة وأكراد من لبنان والعراق.

ويضيف المسؤولون الغربيون قولهم أن مدفوعات الفدية تعد مصدراً أساسياً لدخل التنظيم، ولكنها أقل بكثير من دخل الأنشطة المحلية.

وأثناء تحركات التنظيم في سورية العام الماضي، والعراق هذا العام، استولى داعش على حقول النفط والأراضي والمحاصيل وفروع البنوك المركزية. بيد أن خبراء في الشرق الأوسط يرون أن التنظيم لا يزال خليفة تنظيم القاعدة في العراق، والذي أصبح أغنى فرع للقاعدة باستخدامه أنواع الضرائب المحلية نفسها والابتزاز.

وقدر مسؤولون عراقيون ومعارضون سوريون للصحيفة عدد من يعيشون تحت ظل الدولة الإسلامية بشكل كامل أو جزئي بما لا يقل عن ثمانية ملايين سوري وعراقي.

وتروي إحدى العائلات المالكة لأراضٍ زارعية للصحيفة أنه في وقت سابق من هذا العام، حين انتشر متشددو الدولة الإسلامية في شمال سورية، أن العائلة فوجئت بالمتشددين يطرقون بابها ويطلبون منها دفع الزكاة سواء بالذهب أو الفضة أو أي مواد ثمينة أخرى كضريبة عن المحصول السنوي الذي يزرعونه. وأكدت العائلة أن هناك مزارعين اضطروا إلى دفع الزكاة عن الأراضي التي في حوزتهم بدلاً من الدفع على إنتاج محاصيلهم التي تأثرت بالجفاف.

ويشير مسؤولون عرب وغربيون في تعليقاتهم للصحيفة، إلى أن الحكومات لا تستطيع تقدير النشاط المحلي للجماعة، لأنه يختلف من منطقة إلى أخرى، مما يجعل أمر تعقبه صعباً على الحكومات. كما أنه من الصعب قياس الرسوم المحلية والابتزاز القائم على مبيعات النفط والمبيعات الزراعية بسبب شبكات التهريب والتجارة داخل سورية والعراق والدول المجاورة.

ووفقا لسوريين ولبنانيين مشاركين في تجارة النفط، فإن “داعش” في سورية تسيطر على ثمانية حقول للنفط والغاز في محافظتي الرقة ودير الزور. ويتاجرون بمنتجات هذه الحقول مع أشخاص من دول تحاربهم. ويبيعون النفط الثقيل بمتوسط 26 دولاراً إلى 35 دولاراً للبرميل الواحد للتجار المحليين، أو لتجار عبر الحدود في العراق، ولمعامل تكرير أغنياء الحرب بتمويل من رجال أعمال أتراك ولبنانيين وعراقيين.

وبينما يباع النفط الخام الخفيف، والذي يعد الأغلى في الأسواق العالمية، إلى نحو 110 دولارات للبرميل الواحد، تبيعه داعش بنحو 35 دولاراً. أما المواد الخام المهربة فتباع بسعر أغلى من نظيرتها المحلية. وقدر المتمردون السوريون الحقول التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية بأنها تنتج بين ثلاثين ألف إلى سبعين ألف برميل يومياً.

كما انتعشت التجارة، فيما وراء الحدود السورية والعراقية من خلال شبكة رجال أعمال. وينقل التجار الأكراد النفط للعراقيين الأكراد ثم يباع إلى تجار أتراك أو إيرانيين. ويهرب هؤلاء التجار النفط داخل بلادهم أو يبيعونه للحكومة السورية.

وقالت وزارة الخارجية التركية إن كمية النفط التي ضبطت على الحدود التركية السورية تصاعدت بنسبة 300% منذ بداية الانتفاضة السورية في عام 2011. وأوضح مسؤول رفيع المستوى من الخارجية التركية، قائلا: “نحن نحاول أن نوقف هذا النشاط التجاري، ولكن سيطرة الشرطة على الحدود صعبة جداً”.

يذكر أنه في وقت سابق من هذا الشهر، وضعت الأمم المتحدة لائحة عقوبات على ستة مواطنين قيل إنهم متورطون في تمويل الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، الذارع السورية الرسمية للقاعدة، إذ مُنعوا من السفر وجُمدت أصولهم.

وتبرّأ تنظيم “القاعدة” من تنظيم الدولة الإسلامية هذا العام، بينما ما تزال جبهة النصرة على القوائم السوداء الدولية والأميركية.

وتعد عقوبات الأمم المتحدة الأولى دولياً لوقف إيرادات وعمليات التنظيم. بيد أن خبراء مكافحة الإرهاب يقولون إن الطرق الفعالة لتضييق الخناق قليلة بسبب كثرة العائدات المحلية للتنظيم فضلا عن إجرائه المعاملات نقدا فقط.

الأمم المتّحدة: عدد اللاجئين السوريّين تخطّى 3 ملايين
العربي الجديد
أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنه “مع اشتداد الأزمة السورية، سوف يتجاوز عدد اللاجئين السوريين اليوم حاجز الثلاثة ملايين لاجىء”، وسط تقارير تتحدث عن ظروف مروعة داخل البلاد، حيث يتعرض السكان في بعض المدن للحصار والجوع، فيما يجري استهداف المدنيين أو قتلهم من دون تمييز.

وقالت المفضوية: “حتى الآن، اضطر حوالى نصف السوريين إلى مغادرة ديارهم، والفرار للنجاة بحياتهم. فقد فر واحد من بين ثمانية سوريين عبر الحدود، وهو ما يساوي تماماً مليون شخص منذ أكثر من عام، إضافة إلى وجود 6.5 مليون نازح داخل سورية. وأكثر من نصف أولئك اللاجئين والنازحين هم من الأطفال”. وأضافت أن أعداداً متزايدة من الأسر تصل وقد بدت عليها الصدمة، وأفرادها مرهقون وخائفون وقد نضبت مدخراتهم. معظم هؤلاء ظلوا هاربين لمدة تتراوح بين عام أو أكثر، يفرون من قرية إلى أخرى قبل اتخاذ القرار النهائي بمغادرة البلاد”.

ولفتت المفوضية إلى أن “هناك علامات تدعو إلى القلق، وهي أن رحلة الخروج من سورية باتت أكثر مشقة، إذ يجبر الكثير من الناس على دفع رشاوى عند نقاط التفتيش المسلحة والمنتشرة على طول الحدود. ويجبر اللاجئون، الذين يعبرون الصحراء إلى شرق الأردن، على دفع مبالغ ضخمة للمهربين (حوالى 100 دولار للشخص الواحد أو أكثر) لنقلهم إلى بر الأمان”.

وتابعت أن “الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين لا تزال تتمركز في البلدان المجاورة لسورية، ويستقبل لبنان النسبة الأعلى (1.14 مليون)، ثم الأردن (608,000)، ثم تركيا (815,000). وأدى كل ذلك إلى إثقال كاهل اقتصاديات هذه البلدان ومواردها وبنيتها التحتية. ويعيش 38 في المائة في مآوٍ دون المستوى”، وذلك وفقاً لدراسة حديثة.

وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس: “أصبحت الأزمة السورية أكبر حالة طوارئ إنسانية في عصرنا الراهن. رغم ذلك، فإن العالم يخفق في تلبية احتياجات اللاجئين والدول المضيفة لهم”. وأضاف: “اتسمت الاستجابة للأزمة السورية بالسخاء، ولكن الحقيقة المرة هي أن هذه الاستجابة أقل بكثير مما هو مطلوب”.

ولفتت المفوضية إلى أن “تصاعُدَ حدة القتال مؤخراً تُفاقم تدهور الوضع اليائس أصلاً. فمع تغير جبهات القتال، تفرغ مناطق جديدة من سكانها. على سبيل المثال، يفر الأشخاص القادمون إلى الأردن مؤخراً بفعل زحف الجماعات المتطرفة في كل من الرقة وضواحي حلب”. وأبدت قلقها العميق حيال “وضع المئات من السوريين المحاصرين داخل مخيم العبيدي للاجئين في مدينة القائم في العراق، بعدما أجبرت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية على مغادرة مكاتبها ومخازنها”. وقالت إن “الشركاء الوطنيين يواصلون توفير الإمدادات والصيانة، لكن الوضع متقلب حتى الآن”.

وأشارت إلى أن “الكثير من اللاجئين القادمين حديثاً يقولون إنهم غادروا سورية كخيار أخير. وقد اضطر عدد متزايد من اللاجئين، بما في ذلك أكثر من نصف القادمين إلى لبنان، إلى التحرك مرة واحدة على الأقل قبل الفرار، فيما تحرك واحد من بين عشرة لاجئين أكثر من ثلاث مرات. وأوضحت إحدى اللاجئات للمفوضية أنها انتقلت من مكان إلى آخر ما لا يقل عن 20 مرة، قبل عبورها أخيراً إلى لبنان”.

ونقلت عن اللاجئين قولهم إن “صعوبة العثور على عمل تزداد، عدا عن ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية والسلع وانهيار الخدمات. وقد تضاعف سعر ربطة الخبز في إحدى القرى القريبة من مدينة إدلب إلى عشرة أضعاف ما كانت عليه في العام الماضي، وذلك وفقاً لأحد القادمين الجدد إلى الأردن”.

وتعاني شريحة متزايدة من القادمين مؤخراً، ما يصل إلى 15 في المائة في الأردن، على سبيل المثال، من مشاكل صحية مزمنة كالسكري وأمراض القلب والسرطان، مما اضطرها إلى المغادرة لعدم قدرتها على الحصول على الرعاية الكافية.

وقد ساهمت الجهات المانحة إلى الآن في تقديم أكثر من 4.1 مليار دولار لخطط الاستجابة الإقليمية المتعاقبة منذ عام 2012. مع ذلك، ينبغي توفير أكثر من مليارَي دولار قبل، نهاية هذا العام وحده، لتلبية الاحتياجات الملحة للاجئين. كما يتوقع أن يكون أكثر من 2.4 مليون شخص في حاجة إلى دعم عاجل في الأسابيع المقبلة استعداداً لفصل الشتاء المقبل.

أوباما ليس لديه خيار عسكري !
بعد تصاعد الحديث عن إمكان توجيه ضربات عسكرية أميركية لمواقع “داعش” في سوريا، على غرار ما تفعله الولايات المتحدة في العراق، قال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ليل الخميس، إن واشنطن لم تضع بعد استراتيجية لمواجهة “الدولة الإسلامية” في سوريا. وأعلن أوباما أنه طلب من وزير خارجيته، جون كيري، التوجه إلى الشرق الأوسط، من أجل بناء تحالف ضد التنظيم، كما أنه طلب من وزير الدفاع الأميركي، تشاك هيغل، إعداد مجموعة من الخيارات في حال اتخذ القرار بمواجهة التنظيم في سوريا، مشدداً على أن الاولوية هي لمحاربة التنظيم ووقف تقدمه في العراق. وقال أوباما “أولويتي في هذه المرحلة هي ضمان دحر المكاسب التي حققها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وأن العراق لديه الفرصة ليحكم نفسه بفاعلية وتأمين نفسه”.
وأكد أوباما أن الرئيس السوري، بشار الأسد، لا يملك القدرة على محاربة “داعش” والسيطرة على المناطق التي يحكمها التنظيم، منطلقاً من مبدأ أن أميركا ليست مضطرة إلى الاختيار بين داعش أو الأسد، في إشارة إلى أنه لن يقدم هذه الخدمة المجانية للنظام السوري، معتبراً أن الوقوف في وجه داعش هو في وجود استراتيجية إقليمية بالتعاون مع السنة في العراق وسوريا.
كلام أوباما أثار موجة من الانتقادات في أوساط الجمهوريين، إذ قال عضو مجلس النواب الجمهوري، توم برايس “الرئيس يقول (ليست لدينا استراتيجية بعد) للتعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية. هذا واضح وغير مقبول على نحو متزايد”. الأمر الذي استدعى توضيحاً من المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش ارنست، الذي قال إن أوباما قصد الخيارات العسكرية، فهو لديه استراتيجية شاملة لمواجهة التنظيم بالوسائل الدبلوماسية.
في سياق آخر، أعلنت الأمم المتحدة أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين في دول الجوار السوري، بلغ ثلاثة ملايين لاجىء منذ آذار/مارس 2011. واعتبرت الأمم المتحدة أن هذا العدد يمثل زيادة بمقدار مليون لاجىء بالمقارنة مع العام الماضي. وقالت إن هذا يعني أن ما يقارب “نصف السوريين جميعا أجبروا الان على ترك بيوتهم والنجاة بأرواحهم”.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق اللاجئين، أنتونيو جوتيريس إن “الازمة السورية أصبحت أكبر حالة طواريء انسانية في حقبتنا ومع ذلك فشل العالم في توفير احتياجات اللاجئين والدول التي تستضيفهم”.
وعن توزع اللاجئين في الدول المجاورة لسوريا، قالت المنظمة إن العدد الأكير كان في لبنان (1.14 مليون) ثم تركيا (815000) ثم الاردن (608000). وهناك أيضا 215 ألفا في العراق والباقون في مصر ودول أخرى، مشيرة إلى أن الآلاف من السوريين لجؤوا إلى هذه الدول ولم يتم تسجيلهم بشكل رسمي. وأضافت “هناك مؤشرات مقلقة أيضا على ان رحلة الخروج من سوريا أصبحت أكثر صعوبة وان كثيرين يضطرون الى دفع رشى عند نقاط تفتيش منتشرة على طول الحدود. كما يجبر اللاجئون الذين يعبرون الصحراء لدخول شرق الاردن الى دفع أموال كثيرة للمهربين لنقلهم الى بر الامان”.

ألوية العمري لـ”المدن”: لا انتقام لاغتيال القطاعنة
مهند الحوراني
بعد يوم واحد من التقدم النوعي الذي حققته جبهة ثوار سوريا بسيطرتها على معبر القنيطرة مع الجولان السوري المحتل ضمن إطار معركة “الوعد الحق”، جاء نبأ اغتيال قائد “ألوية العمري” والقيادي البارز في “جبهة ثوار سوريا” القطاع الجنوبي، النقيب قيس القطاعنة، في بلدة جلين الواقعة في الريف الغربي لدرعا في منطقة اللجاة.
وفي تفاصيل العملية، أن القطاعنة التقى بالناشط الإعلامي قيصر حبيب، المعروف بشكل واسع في درعا نتيجة لتغطيته عدداً كبيراً من المعارك والأحداث، ودار نقاش وصفه شهود عيان بـ”الحادّ” إثر انتقادات وجّهها الإعلامي للنقيب المنشق، الأمر الذي تطور إلى حد أن قام حبيب بإطلاق النار عليه وأرداه قتيلاً بثلاث رصاصات، كما أطلق النار باتجاه مرافقة النقيب قطاعنة، ليهرب حبيب مصاباً ويمكث في العناية المركزة، بحسب ما أعلنت ألوية العمري في بيان رسمي.
وجاء في البيان تنعى ألوية العمري ” النقيب قيس ذياب القطاعنة (ابو إسلام)، الذي طالته يد الغدر الجبانة المدفوعة من قبل أعداء الثورة. لقد قاموا بعملهم البشع القذر الذي لا يمت للرجولة بصلة وتناسوا أن هناك خلف قيس رجالا لا تلومهم في الله لومة لائم” وأضاف “ومن هنا تعلن ألوية العمري إلى كافة أهلنا في درعا وتطمئنهم أنها لن تسمح ليد الفتنة أن تغير مسار الثورة أو أن تحاول أن تحرفها عن أهدافها التي قامت من أجلها”.
وأشارت ألوية العمري إلى أنها ستلجأ إلى قضاء الثورة من أجل تحقيق العدالة في هذه القضية. وعن الإجراءات التي ستتخذها ألوية العمري بعد الحادثة، قال عضو المكتب الإعلامي، أبو الوليد الحوراني، لـ”المدن”: “لقد طلبنا أن ينقل قيصر لإشراف محكمة الجيش الحر في غرز لاستكمال التحقيقات ومعرفة الأطراف التي تقف وراء اغتيال أبو إسلام (قيس القطاعنة)”، وشدد على أنه “لن تكون هناك أي أعمال انتقامية عشوائية”.
ويعد النقيب القطاعنة من أوائل الضباط المنشقين في سوريا، إذ كان خامس ضابطٍ يعلن انشقاقه عن جيش النظام في الشهر السابع من العام 2011، وهو منشق عن مرتبات فرع الإستطلاع الجوي. كما أنه كان من أوائل من انضموا إلى تشكيل لواء الضباط الأحرار، الذي شكّله المقدم المعتقل في سجون النظام، حسين هرموش، وعمل ناطقاً رسمياً له خلال تواجده في الأردن لشهرين.
وبعد اعتقال هرموش، عاد القطاعنة إلى درعا، وشكل آنذاك كتيبة العمري، وهي ثاني كتيبة شكلت على مستوى سوريا بعد كتيبة خالد بن الوليد في الرستن، وعمل القطاعنة بجهد وتنظيم عالي، لاسيما في منطقة اللجاة حيث نشأ، ليشكل أحد أكبر تشكيلات الجيش الحر المتواجدة على الساحة في درعا، متمثلة بألوية العمري، التي تتبع للقيادة المركزية لجبهة ثوار سوريا القطاع الجنوبي.
ولعل عملية اغتيال القطاعنة تحمل مفارقة غريبة، إذ أن الناشط الإعلامي قيصر حبيب كان أول إعلامي يقدم على هكذا فعل في الثورة، فمن المعروف أن الناشطين الإعلاميين، كانوا على الدوام هدفاً رئيسياً للنظام السوري، كما أنه من المعروف عن حبيب انتقاده المستمر لتصرفات الجيش السوري الحر، في مقابل صمته، وأحياناً تبريره، لممارسات التنظيمات الإسلامية، ومنها جبهة النصرة على وجه الخصوص. الأمر الذي يفتح الاحتمالات على اندلاع خلافات كبيرة بين “النصرة” وألوية العمري، مع تصاعد الحديث عن مزاحمة عناصر النصرة للجيش الحر على منطقة اللجاة، الحصن المنيع لمعظم المنشقين في جنوب البلاد.

قيادي في “النصرة” لـ”المدن”: المفاوضات بشأن العسكريين غير جدية
يُقال الكثير عن جبهات القلمون، عن عرسال وأحداثها وواقعها اليوم، عن أسرى الجيش وقوى الأمن والمفاوضات الجارية، عن الجبهة الشرقية المفتوحة على كل الاحتمالات. لا شيء واضحاً إلى الآن. الثابت الوحيد أن الكثير تغيّر منذ أن قرّر النظام السوري وحزب الله استعادة السيطرة على يبرود. صارت المعارك كرّ وفرّ، الخسائر كبيرة، والأمور إلى الأسوأ يوماً بعد يوم.

في القلمون، أرض معارك حقيقية. تصل إلى حدود لبنان الشرقية، وليس ما حصل ويحصل في عرسال سوى مثال بسيط عمّا يجري في الجرود التي تمتد مئات الكيلومترات، والتي يتمترس فيها مقاتلو جبهة النصرة والكتائب المعارضة في مواجهة الحزب والنظام معاً. مخاوف كبيرة على الجهة اللبنانية. في المقابل، واقع جديد صار في جبال القلمون. واقع يجعل من الحذر سيّد الموقف، والأيام المقبلة وحدها تُظهر ما ستؤول إليه الأمور عسكرياً.

حاولت “المدن” أن تفك بعض الغموض الذي يلفّ جبهات القتال هناك، وما يُمكن أن يحصل وما يريده مقاتلو المعارضة السورية، وعلى رأسهم جبهة النصرة، بعدما حاولت في السابق تبيان ما يريده حزب الله من هذه الجبهة تحديداً. في النتيجة، الأمور ليست بخير، والمعارك الدائرة لن تتوقف لا من هذا الطرف ولا من ذاك، وكل ما يُحكى عن تهدئة أو هدنة، لا مكان له على أرض الواقع.

معارك القلمون
عليه، يشرح قيادي عسكري بارز في جبهة “النصرة” لـ”المدن” تطوّر المعارك، منذ يبرود وحتى اليوم، مروراً بعرسال وملف الأسرى. يبدأ من كيفية لملمة الجبهة صفوف المقاتلين بعد خسارة يبرود. يقول: “لقد كانت الجبهة في قرى القلمون حريصة على كسب ثقة الناس من خلال نشر المنهج الصحيح وعدم تكليف الناس ما لا يطيقون، وهذ اﻷمر ساعدنا على رص الصفوف في جبال القلمون والتنسيق العسكري بشكل واسع، ونحن اﻵن والحمد لله نتابع أمور القلمون بشكل كامل بعد أن قسمناه إلى قطاعات ونشرنا مجاهدي الجبهة بكل القطاعات ابتداء من الزبداني حتى قارة، وذلك على خطي الطول المتوازيين مع الحدود اللبنانية وقرى القلمون”.

الآن، اختلف الواقع على الأرض، فبحسب القيادي، صارت لدى الجبهة “خبرة قوية في حرب العصابات وقد استطعنا استنزاف الحزب والنظام النصيري، مما سيدفعه مرغماً للخروج من القلمون بإذن الله في اﻷيام المقبلة”. يثق القيادي بقدرتهم على تغيير الكثير في سير المعارك. لا يخشى أن يقوم حزب الله بأي عملية مضادة بعد ما شهدته الأسابيع الأخيرة. يقول: “لا يهمنا ذلك! نحن دائما على أهبة الاستعداد ولن ننتظرهم فإن معركتنا تحولت من معركة مبدأ إلى معركة مبدأ وانتقام وسنغزوهم قبل أن يغزونا إن شاء الله”.

قبل معركة يبرود، قيل الكثير عن أن النظام والحزب أغلقا كل معابر الإمداد إلى القلمون، كي يضيقوا الخناق على المقاتلين هناك. فمن أين يحصل المقاتلون الآن على الدعم، من ذخيرة وغيرها من مقومات البقاء في جرود قاحلة؟ يجيب القيادي: “طرق اﻹمداد لم تغلق أصلاً، فنحن ندخل ما نحتاج من كل المحاور وستتفاجأ إن قلت لك إننا ندخل المعونات والذخيرة عن طريق الحزب نفسه، في محاور عدة، مقابل المال”.

على وقع ما يحصل في القلمون، بدأ الحديث عن احتمال اشتعال الجبهة الشرقية مع لبنان، هذا ما يُكذبه القيادي: “نحن معركتنا ليست مع لبنان بل مع الحزب اﻹيراني، وسيدفعون الثمن في كل مناطقهم بإذن الله”. أمّا حول التسريبات عن تواصل بين الجبهة وحزب الله من أجل هدنة في القلمون، فيقول: “ليس بيننا وبينهم أي تواصل وهذا كذب، بل إن ديننا يمنعنا من التفاوض مع هؤلاء المجرمين ولا خيار لهم إلا الخروج من سوريا، ونقول لمن يدعي ذلك: قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين”.

عرسال إلى أين؟
إلى عرسال، حيث المعارك التي دامت لأيام، وانتهت بنتائج كارثية على البلدة والنازحين السوريين إليها، فضلاً عن تأثيرها في الواقع اللبناني ككل. عنها، يحيل القيادي في “النصرة” الجواب، إلى البيان الذي صدر عن الجبهة بعنوان “معذرةً… أهلنا في لبنان ما خذلناكم عندما دخلنا عرسال ولا عند خروجنا”، والذي تعتبر فيه الجبهة أنها “دخلت دفاعاً عن المدنيين والنازحين بعد استهداف مخيمات اللجوء، (..) مع علمهم بأن الحل لا يمكن أن يكون عسكرياً”. يقول إلى أهالي عرسال: “هم جزء من أهل السنّة ولن يستطيع أحد أن يفرق بيننا وبينهم، بل نحن وإياهم قضيتنا واحدة ونقول لهم وبكل صراحة فديناكم بأرواحنا”.
ينفي القيادي وجود أي مسلّح للجبهة داخل البلدة، يقول: “لا خطة عمل استراتيجية حاليا، وليس هناك أي تواجد عسكري للمسلحين داخل البلدة ولا هم يقومون بأي شيء من أعمال الترهيب، بل إن الأمر سيفرض نفسه في الداخل اللبناني، إن لم يتم انسحاب كافة ميليشيات الحزب من كافة اﻷراضي السورية وهنا السؤال الذي يطرح نفسه: من سيدفع الثمن؟”

مفاوضات الأسرى
لا جديد يضيفه القيادي عن عدد الأسرى ووضعهم. يؤكد أن من لديهم بخير. يكتفي بالتفاصيل “التي ظهرت على اﻹعلام، وهناك بعض المفقودين حسب ما نشر، ولا نعلم، هل هم مع بعض الفصائل أم قتلوا أثناء المعارك”. أمّا المفاوضات فهي شيء آخر، يقول: “لقد أخبرتنا هيئة العلماء المسلمين أن الطريق مسدود ولا يمكن متابعته بسبب الضغوط عليهم وعدم القدرة على تنفيذ أي شيء من متطلبات اللاجئين والمشردين، وحتى اﻵن فإن الجرحى مصيرهم مجهول بعدما أخذوا من المستشفيات إلى سجن الريحانية، ومنهم من قتل تحت التعذيب ولهذا خرجت الهيئة من المفاوضات، وأنا أقول لهم من مكاني هذا أنه يجب عليهم أن يستقيلوا من هذه الهيئة إذا لم يستطيعوا تحقيق مطالب أهل السنّة وإلا سيكون هذا المنصب حجة عليهم يوم القيامة”.

يقول القيادي العسكري في “النصرة”: “لا شيء جادّاً في المفاوضات إلى الآن، البعض يحاول التواصل معنا، لكن، في الحقيقة، ما يهمنا هو تحقيق المصلحة للمسلمين ولا تهمنا أي جهة تقوم بذلك”، وذلك في رد على إمكانية تكرار ما حصل في صفقة الراهبات والدور الذي قام به اللواء عباس ابراهيم مع قطر آنذاك.

برأي القيادي أن من يعرقل المسار التفاوضي هو “حزب الله وأجناده ومن ضمن ذلك محاولته إيجاد الفوضى في عرسال مرة ثانية ويكون ذلك من خلال التعدي على بعض المدنيين أثناء دخولهم إلى عرسال او اثناء تجولهم ضمن المدينة، وفي هذا السياق نتمنى أن تكون هناك لجنة مراقبة ضمن عرسال لمتابعة الاوضاع من قرب”.

لا جواب لدى القيادي العسكري عن المطالب لقاء الإفراج عن عناصر الجيش وقوى الأمن. تُترك الأمور إلى مفاوضات سرية يبدو أنها لم تبدأ بعد. تسقط تلال جديدة في القلمون في أيدي المسلحين. يأتي خبر القصف على جرود عرسال وعودة الإشتباكات والنزوح، ولا جديد في كل هذا سوى أن النار تمتد، وإن لم يكن اليوم، فغداً أو بعده. الحريق في كل مكان، هذا حال المنطقة، مأساة لن تنتهي إلا حين تأخذ في طريقها كُل شيء. كُل شيء.

أوباما: لم نحدّد استراتيجية للتدخل في سوريا بعد

واشنطن تريد التدخّل ضد «داعش» في سوريا. تصريحات المسؤولين الأميركيين والتسريبات الصحافية تشير إلى ذلك. «قرار الحرب» أصبح حاضراً وينتظر «اللمسات» المخابراتية ونسج التحالفات في المنطقة. الرئيس باراك أوباما سيوفد وزير خارجيته لبناء هذا التحالف.

يقول إنّ الرئيس بشار الأسد لا يملك القدرة على دحر «داعش»، وإنّ شرط الانتصار هو «اعتراف الدول السنيّة بخطر» هذا التنظيم. وذلك بعد الاتهامات الدائمة لدول مثل قطر وتركيا في دعم وتسهيل عمل عناصر «داعش».
لكن أيضاً، أعلن الرئيس الأميركي أنه لم يتم تحديد استراتيجية للتدخل في سوريا حتى اللحظة، وقال إنه طلب، أيضاً، من وزير الدفاع تشاك هاغل إعداد مجموعة من الخيارات لمواجهة التنظيم.
وأشار إلى إمكان وجود دور لتحالف دولي بتقديم دعم جوي للقوات العسكرية العراقية وتوفير تدريب وعتاد. وأكد أنّ الأولوية تكمن في ضمان دحر التقدم الذي أحرزه تنظيم «داعش» في العراق.
وفيما يخص سوريا، قال إنّ الرئيس بشار الأسد «لا يملك القدرة على الدخول إلى مناطق يسيطر عليها داعش، وبالتالي فإن أميركا ليست مضطرة إلى أن تختار بين داعش أو الأسد».
وأكد أنّه «سنواصل دعمنا للمجموعات المعتدلة في سوريا»، معتبراً أنّ شرط الانتصار على «داعش» هو «اعتراف الدول السنية بخطر» التنظيم. وأشار إلى أن كسر شوكة «داعش» على المدى الطويل يتطلب استراتيجية إقليمية «بالتعاون مع السنّة في العراق وسوريا».

شرط الانتصار على «داعش» هو «اعتراف الدول السنيّة بخطر» التنظيم
في موازاة ذلك، كشف موقع «ديلي بيست» الأميركي، في وقت سابق أمس، عن أنّ الرئيس أوباما يريد أن يتخذ قراراً بشأن شن حرب في العراق ضد تنظيم «داعش» في نهاية الأسبوع الجاري، ويدرس إمكانية توسيعها لتشمل معقل التنظيم في شرق سوريا.
وأوضح الموقع، في تقرير نشره أمس، أن كل شيء حول الحملة العسكرية المحتملة لا يزال في حالة تغيّر مستمر، نظراً إلى الجهود المبذولة لجمع المعلومات الضرورية للقيام بذلك.
وأشار إلى أن مسؤولين أميركيين بارزين يرون الآن أنّه على واشنطن توسيع حربها الجوية ضد «داعش» في سوريا، غير أن أحداً لا يعرف حتى الآن كيف يمكن فعل ذلك، أو ما الذي سيحدث بعد ذلك. ورصد الموقع جهود كبار المسؤولين من البيت الأبيض والأمن القومي من أجل التوصل إلى إجابات عن الأسئلة الأساسية حول الهجمات المحتملة.
ونوّه أنه من بين القضايا التي لم تحل بعد: إذا كانت الولايات المتحدة لديها معلومات استخبارية موثوقة عن أهداف «داعش» في سوريا، فما هي تلك الأهداف؟ وما مدى حدود تلك الضربات؟ وكيف يمكن للإدارة أن تدافع عن العمل العسكري قانونياً ودبلوماسياً وسياسياً؟
وأشار إلى وجود سؤال مهم بدون إجابة، هو عمّا إذا كان أوباما سيصدر توجيهات بشن هجمات من عدمه، أو عمّا إذا كان سيرفض الأمر في نهاية المطاف، كما فعل في التوقيت نفسه من العام الماضي بعد أن درس توجيه ضربات محدودة ضد سوريا على خلفية تجاوز النظام السوري للخط الأحمر الذي أقرّه أوباما باستخدام الأسلحة الكيميائية. وأورد الموقع تصريحات مسؤولين أميركيين بأنّ وزارة الدفاع وأجهزة الاستخبارات تعملان على تطوير خيارات لتوسيع الحرب التي سينظر فيها «مجلس الحرب» الخاص بأوباما هذا الأسبوع، في إشارة إلى ما ورد في صحيفة «وول ستريت جورنال» يوم الثلاثاء الماضي، بشأن تحليق طائرات استطلاع داخل الأراضي السورية، الذي يعدّ جزءاً من جهود الإدارة الأميركية للتوصل إلى المعلومات الاستخبارية التي يمكن استخدامها في أي هجمات.
ورأى التقرير أن هناك بعض أوجه التشابه مع المعضلة التي واجهها أوباما قبل عام من الآن، بعد «استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين». وقال نائب المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية، مايكل موريل، إنّ لدى قيادة وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي، ووزيري الخارجية والدفاع، كل الأدلة بأن داعش يمثل خطراً على الولايات المتحدة على وجه الخصوص، لأن المجموعة قد جذبت اهتمام الكثير من الغربيين للانضمام إلى صفوفها.
بدوره، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أمس، إنّ قوات المعارضة التي تحارب «داعش» يجب أن تلقى دعم الغرب، وأن الرئيس السوري بشار الاسد «لا يمكن أن يكون حليفاً في الحرب ضد الجهاديين».
وأضاف، في خطابه السنوي للدبلوماسيين الفرنسيين في باريس، إنّ الجهود الدولية المبذولة للتعامل مع الحرب الدائرة في سوريا لم تكن كافية حتى الآن.وقال «نحتاج إلى تحالف كبير. لكن دعونا نكن واضحين. بشار الأسد ليس شريكاً في الحرب ضد الارهاب»، مؤكداً خططه لعقد مؤتمر دولي لتنسيق العمل الدولي ضد قوات «الدولة الإسلامية». وصرّح دبلوماسيون فرنسيون بأنهم يأملون عقد الاجتماع الذي سيضم إيران ودولاً عربية والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن بين 15 و20 أيلول.
(الاخبار)

عملية عسكرية واسعة لقوات النظام السوري في حي جوبر الدمشقي
أ. ف. ب.
المرصد السوري يؤكد مشاركة قوات من حزب الله
بيروت: يتعرض حي جوبر في شرق دمشق لقصف جوي ومدفعي وصاروخي عنيف من قوات النظام في اطار عملية عسكرية متواصلة لليوم الثاني بهدف استعادة السيطرة على الحي الاستراتيجي، بحسب ما افاد مصدر رسمي والمرصد السوري لحقوق الانسان وشهود.
وقال مصدر امني لوكالة فرانس برس الجمعة “منذ البارحة، هناك عملية عسكرية في حي جوبر في اطار محاربة الارهاب والقضاء على البؤر الارهابية”.

ويسيطر مقاتلو المعارضة على الحي منذ اكثر من سنة، ويعتبر استراتيجيا لانه يؤدي الى ساحة العباسيين التي تقود الى وسط العاصمة، بينما يتصل من الناحية الاخرى بمنطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق التي تشكل معقلا بارزا للمعارضة المسلحة.

وشهد الحي منذ معارك العاصمة في صيف 2012 التي حسمتها قوات النظام بشكل سريع، كرا وفرا بين الطرفين، حتى تموز/يوليو 2013، عندما سيطرت عليه الكتائب المقاتلة باستثناء بعض اطرافه الغربية. وتحاول قوات النظام استعادته.
واوضح المصدر الامني ان العملية “بدأت استهداف جوبر بشكل خاص وعدد من مناطق الغوطة الشرقية”، مشيرا الى ان العملية المتواصلة ادت الى “مقتل عدد كبير من الارهابيين وتدمير مقار وعدد من الانفاق”.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” ان قوات الجيش “سيطرت على “عدد من كتل الابنية” في جوبر.

ووصف مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن من جهته العملية بانها “الاعنف” منذ سيطرة مقاتلي المعارضة على الحي، وتستخدم فيها الطائرات والصواريخ والمدفعية.
واشار الى ان حزب الله “يشارك في العمليات الى جانب قوات النظام”، وان “صواريخ ارض-ارض المستخدمة ايرانية من ترسانة الحزب اللبناني”.
واوضح ان العملية “تهدف الى السيطرة على الحي والتقدم نحو الغوطة وابعاد المقاتلين عن دمشق”.

وتحدث بعض سكان المناطق المحيطة بالحي لفرانس برس عن “قصف عنيف ووضع مشتعل منذ امس”. واشار بعضهم الى تحطم زجاج الابنية الساكنين فيها.
وتسمع اصوات الانفجارات الناتجة من القصف في كل انحاء العاصمة. وترتفع غيمة من الدخان الاسود من الحي.

ونفذت طائرات النظام 18 غارة الخميس على جوبر، بينما بلغ عدد الغارات التي استهدفته اليوم 15. ويترافق القصف مع معارك عنيفة بين الطرفين.
وتحدثت لجان التنسيق المحلية الناشطة على الارض عن “محاولة لقوات النظام لاقتحام الحي من اربعة محاور”.

وقتل اليوم مقاتلان معارضان، بينما قتل خمسة منهم جراء القصف الخميس، بحسب المرصد. ولم تعرف حصيلة القتلى في صفوف قوات النظام.
في الوقت نفسه، تشهد مناطق عدة في الغوطة الشرقية غارات جوية وقصفا.

وسيطرت القوات النظامية في منتصف آب/اغسطس على بلدة المليحة على بعد عشرة كيلومترات جنوب شرق دمشق.

نازحو سوريا يتعدون الـ3 ملايين.. وأوباما يدرس خيارات مواجهة «داعش»
لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»
قالت الأمم المتحدة إن عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى الدول المجاورة بلغ اليوم (الجمعة) ثلاثة ملايين لاجئ في إطار عملية لجوء جماعي بدأت في مارس (آذار) عام 2011 ولم تهدأ حتى الآن.

وذكرت الأمم المتحدة أن هذا العدد القياسي يمثل زيادة بمقدار مليون لاجئ مقارنة بعام مضى بالإضافة إلى نزوح 5.‏6 مليون داخل سوريا وهو ما يعني أن «قرب نصف السوريين جميعا أجبروا الآن على ترك بيوتهم والنجاة بأرواحهم».

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق اللاجئين أنتونيو غوتيريس في بيان «الأزمة السورية أصبحت أكبر حالة طوارئ إنسانية في حقبتنا ومع ذلك فشل العالم في توفير احتياجات اللاجئين والدول التي تستضيفهم».

وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إن الغالبية بقت في دول مجاورة وإن العدد الأكبر لجأ إلى لبنان (14.‏1 مليون) ثم تركيا (81500) ثم الأردن (608000). وهناك أيضا 215 ألفا في العراق والباقون في مصر ودول أخرى.

وذكرت المفوضية أنه إضافة إلى ذلك تقدر الدول المضيفة أن هناك مئات الآلاف من السوريين لجأوا إليها دون تسجيل رسمي.

وقالت المفوضية إن عددا متزايدا من الأسر تصل في حالة مروعة منهكة وخائفة وقد تبددت مدخراتها. وأضافت «غالبيتهم ظلوا في حالة فرار طوال عام أو أكثر يهربون من قرية إلى أخرى قبل اتخاذ القرار النهائي بالرحيل».

وذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن السوريين الآن هم أكبر مجموعة لاجئين في العالم تحت رعايتها ويجيئون فقط في المرتبة الثانية بعد اللاجئين الفلسطينيين في صراع ممتد مع إسرائيل منذ عشرات السنين والذين يخضعون لرعاية وكالة أخرى تابعة للأمم المتحدة هي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وعلى صعيد متصل، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه طلب من مسؤولين إعداد مجموعة من الخيارات العسكرية الأميركية لمواجهة مقاتلي تنظيم «داعش» في سوريا لكنه أوضح أن استراتيجيته لم يستكمل تطويرها بعد.

وحذر أوباما في مؤتمر صحافي من تكهنات بأن يكون على وشك اتخاذ قرار بتوسيع نطاق ضربات جوية ضد التنظيم لتشمل أهدافا أبعد من التي ضربت فعلا في هجمات أميركية في العراق.

وقال «لا أريد أن أضع العربة أمام الحصان. ليس لدينا استراتيجية بعد، أعتقد أن ما رأيته في بعض التقارير الإخبارية يشير إلى أن البعض استبق الأحداث وتجاوز ما نحن فيه الآن».

وأضاف «سنشكل معا نوع التحالف الذي نريده لاستراتيجية طويلة الأمد فور أن نتمكن من المواءمة بين المكونات العسكرية والسياسية والاقتصادية. سيكون هناك بعد عسكري لذلك. وسيكون من المهم أن يعلم الكونغرس به جزئيا لأن ذلك قد يتكلف بعض المال».

وقال أوباما كذلك إنه سيرسل وزير الخارجية جون كيري إلى الشرق الأوسط «لتشكيل التحالف المطلوب لمواجهة هذه التهديد».

الأمم المتحدة تندد بـ«مجازر» داعش في شمال العراق
لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»
ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة بـ«المجازر بحق المدنيين» التي يرتكبها تنظيم داعش في شمال العراق.
وقال بان كي مون خلال المؤتمر السادس لتحالف الحضارات الذي تنظمه الأمم المتحدة في جزيرة بالي الإندونيسية بأن «كل الديانات الكبرى تدعو إلى السلام والتسامح».
وتابع: «لذلك أستنكر بصورة خاصة المعلومات الصادرة من العراق والتي تفيد عن مجازر بحق المدنيين يرتكبها تنظيم داعش».
وأضاف أن «مجموعات كاملة كانت تقيم منذ أجيال في شمال العراق ترغم على الفرار أو تواجه القتل لمجرد معتقداتها الدينية».
وشدد على أن المجموعات يجب ألا تكون مهددة لمجرد «ما هي وما تؤمن به».
وكانت رئيسة مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي اتهمت الاثنين داعش بشن حملة «تطهير عرقي وديني» في العراق مؤكدة أن «مثل هذا الاضطهاد يعادل ارتكاب جرائم ضد الإنسانية»، وأكدت إدانتها «لتلك الانتهاكات المعممة والممنهجة لحقوق الإنسان».
وعلى صعيد متصل، بث تنظيم داعش شريط فيديو لعملية ذبح مقاتل عراقي كردي في تحذير لرئيس إقليم كردستان لإنهاء التعاون العسكري بين أربيل وواشنطن.
ونفذت الولايات المتحدة سلسلة من الضربات الجوية ضد المتطرفين في شمال العراق، لمساعدة القوات الكردية على استعادة أراض فقدت السيطرة عليها مطلع الشهر الجاري.
وبث الشريط الذي حمل عنوان «رسالة من من دم التحالف الكردي الأميركي» ويفتتح بإظهار 15 رجلا يرتدون بزات سجن برتقالية ويقفون أمام راية داعش السوداء.
ويأتي هذه الفيديو بعد آخر فيديو لقطع رأس الصحافي الأميركي جيمس فولي وآخر يهدد فيه التنظيم بقتل صحافي يدعى ستيفن سوتلوف، إذا لم توقف الولايات المتحدة القصف الجوي.

أزمة رهائن دولية في سوريا
بيروت: «الشرق الأوسط»
أعلنت الأمم المتحدة أن جماعة مسلحة احتجزت 43 من جنود حفظ السلام التابعين لها في الجولان السورية، أشارت معلومات إلى أنها «جبهة النصرة»، وذلك بعد يوم واحد على سيطرة المعارضة على القنيطرة في الجانب السوري من هضبة الجولان، ومعبرها الحدودي مع إسرائيل، وإعلان الجيش الإسرائيلي هضبة الجولان منطقة عسكرية، بحسب ما ذكرت صحيفة «هآرتس».

في موازاة ذلك، شهد حي جوبر في دمشق قصفا غير مسبوق، وقُتل أمس عدد من القيادات في مقر تنظيم «داعش» خلال قصف طائرات النظام الحربية في مدينة موحسن، بالريف الشرقي لمدينة دير الزور، حيث كان يشهد اجتماعا لقياديين من جنسيات عدة، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما أعدم «داعش» أكثر من 160 عنصرا من قوات النظام كان قد أسرهم إثر سيطرته على قاعدة الطبقة الجوي، الأحد الماضي.

وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المقر الذي استهدفه طيران النظام الحربي في مدينة بومحسن بدير الزور، وقتل فيه قياديين من «داعش»، كان منزلا للعميد المتقاعد سكر الأحمد المعروف بـ«أبو نضال»، وهو القائد العسكري لغرفة عمليات مطار دير الزور، التابعة للمجلس العسكري في هيئة الأركان، وكان قد بايع «داعش» قبل أسابيع، وسهل دخول التنظيم إلى مدينة موحسن من دون قتال. وأوضح أن 6 من القيادات قد قتلوا على الأقل، من بينهم 3 من شمال أفريقيا وآخر سوري.

ومن جهة أخرى، قال عبد الرحمن إن تنظيم «داعش» أعلن عن منح 1200 دولار أميركي لكل من يرغب في الزواج مع تأمين منزل وأثاث كامل له في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا.

وقال المرصد في بيان له، إن «داعش» أعدم الجنود المختطفين لديه بعدما كانوا يحاولون الفرار من مطار الطبقة الذي استولى عليه، بعد اشتباكات استمرت أياما مع الجيش، وقال إنه أسر وقتل جنودا وضباطا في واحدة من أعنف المواجهات بين الجانبين حتى الآن.

وأظهر مقطع فيديو بثه مؤيدو التنظيم على الإنترنت مجموعة من المتشددين وهم يقودون عشرات الأسرى من الجيش السوري الذين كانوا يسيرون شبه عراة في الصحراء. وأظهر الفيديو ما لا يقل عن 135 رجلا بعضهم يضعون أيديهم خلف رؤوسهم ويهرولون حفاة في الصحراء، بينما يسخر منهم مسلحون. وقد عُرضت صور أظهرت إعدام 7 على الأقل من الأسرى بالرصاص، مع العلم بأن وسائل الإعلام السورية الرسمية لم تعلن عن سقوط قتلى أو أسرى من بين جنودها.

وكانت قاعدة الطبقة آخر موطئ قدم للجيش في المنطقة الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش»، الذي سيطر على مساحات كبيرة في سوريا والعراق في الأشهر الأخيرة، وأعلن قيام خلافة إسلامية فيها. وأشار ناشطون إلى أن طائرة وصلت، ليلة أول من أمس، إلى مطار حميميم في مدينة جبلة بمحافظة اللاذقية، الخاضعة لسيطرة النظام السوري، وهي تحمل 110 جثث لقتلى تابعين لقوات النظام سقطوا على يد تنظيم «داعش»، بعد سيطرته على مطار الطبقة العسكري في مدينة الرقة، وفي هذا الإطار، لفت عبد الرحمن إلى أن هذا العدد غير دقيق، لا سيما أن مطار اللاذقية يستقبل يوميا طائرات فيها جثث لعناصر من قوات النظام من الساحل السوري.

وفي هذا الإطار، ذكر «مكتب أخبار سوريا»، أن معظم الجثث التي وصلت أمس، إلى مطار اللاذقية، تعود إلى أبناء قرى ريف اللاذقية، مبينا أن الجثث نقلت إلى البرادات داخل المستشفى العسكري في المدينة، ليجري تسليمها لذويها لاحقا.

ولفت المكتب إلى أن قوات النظام اعتادت تسليم الجثث التي تُعرف هوية أصحابها إلى ذويها على دفعات وبأوقات مختلفة «خشية اندلاع احتجاجات» من قبل الأهالي، لتقام مراسم الدفن بهدوء، لافتا إلى أن الجثث المجهولة الهوية، تنقل إلى مقبرة الشهداء في قرية بسنادا الواقعة على مدخل مدينة اللاذقية.

وميدانيا، استمرت قوات النظام في قصفها العنيف على حي جوبر في دمشق، حيث سُمع دوي الانفجارات الناجمة عن القصف العنيف في معظم أرجاء العاصمة، وذلك عقب تفجير مقاتلين من الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة نفقين أسفل مبنيين قالوا إن عناصر قوات النظام كانت تتحصن فيهما، وفق ما ذكر المرصد.

كما وردت معلومات عن قيام قوات النظام بإغلاق جراج العباسيين، نتيجة القصف العنيف، بينما سقطت قذائف على أماكن في المنطقة الواقعة بين حيي الزبلطاني والعباسيين المحاذيين لحي جوبر.

وفي حلب، قصف «داعش» تمركزات قوات النظام داخل مطار كويرس الحربي بالريف الشرقي، مستخدما مدافع أميركية الصنع كان قد استولى عليها من العراق، بحسب المرصد، بينما نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في بلدة تركمان بارح التي يسيطر عليها «داعش». كما دارت اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة وجبهة أنصار الدين، التي تضم «جيش المهاجرين والأنصار» وحركة «فجر الشام» وحركة «شام الإسلام» و«الكتيبة الخضراء» من جهة، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وعناصر من «حزب الله» اللبناني من جهة أخرى، في محيط جبل عزان بريف حلب الجنوبي، وسط قصف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك، وفق ما ذكر المرصد.

كما نفّذ الطيران الحربي 3 غارات على مناطق بالقرب من مقر الحسبة والمحكمة الشرعية ومقرا «داعش» في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، التي يسيطر عليها التنظيم.

اردوغان يؤدي اليمين رئيساً لتركيا ويعزز قبضته على السلطة
أدى رجب طيب أردوغان اليمين الدستورية أمس، أمام البرلمان، ليصبح رئيس تركيا الحديثة الثاني عشر، ويعزز موقعه كأقوى زعمائها في العقود الأخيرة، فيما يعتبره معارضوه نذيراً بحكم شمولي متزايد.

وتلا أردوغان اليمين في مراسم أمام البرلمان، متعهداً بحماية استقلال تركيا وسلامة أراضيها والالتزام بالدستور وبمبادئ مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية العلمانية الحديثة.

وقال خلال المراسم المقتضبة «بصفتي رئيساً للجمهورية، أقسم بشرفي وسمعتي أمام الأمة التركية العظيمة، وأمام التاريخ، أن أحمي وجود واستقلال الدولة».

وأديت التحية العسكرية لأردوغان لدى مغادرته ليضع أكليلاً من الورود على ضريح أتاتورك الذي يقع على تل في وسط أنقرة، ويعتبر من أهم رموز الجمهورية العلمانية.

وبعد لحظات من أداء اليمين، عين إردوغان وزير الخارجية أحمد داود أوغلو قائماً بأعمال رئيس الوزراء، بحسب ما أفاد إعلان في الجريدة الرسمية.

وسيشرف داود أوغلو على الحكومة الحالية حتى يطلب منه إردوغان تشكيل حكومة جديدة من المتوقع أن يعلن عنها اليوم الجمعة.

ومن المتوقع بقاء الفريق الاقتصادي الحالي وبينهم نائب رئيس الوزراء علي باباجان، ووزير المالية محمد شيمشيك من دون تغيير، بينما يُعتبر رئيس الاستخبارات حقان فيدان، المقرب من إردوغان، ووزير شؤون الاتحاد الأوروبي مولود جافوش أوغلو، من أبرز المنافسين لتولي حقيبة الخارجية.

وانسحب أعضاء من «حزب الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة، قبل لحظات من أداء القسم، بينما لم يحضر زعيم الحزب كمال كيليجدار أوغلو المراسم برمتها، متهماً إردوغان بخرق الدستور ببقائه في منصب رئيس الوزراء بعد فوزه في انتخابات الرئاسة.

وقال النائب عن «حزب الشعب الجمهوري» أيكان إردمير لـ«رويترز»، «نحن الآن أكثر قلقاً من حكم الرجل الواحد والحكم الشمولي في تركيا».

ويتوج فوز إردوغان في أول انتخابات شعبية لرئيس تركي هذا الشهر، مسيرة استمرت أكثر من عقد كرئيس وزراء للبلاد التي ازداد ناتجها المحلي خلال هذه الفترة لثلاثة أمثاله بالدولار، كما استحوذت تركيا على دور متنام، وإن كان مثيراً للجدل غالباً، في الشرق الأوسط الذي تمزقه الصراعات. ويحذر خصوم إردوغان من أن طموحه لإرساء نظام رئاسي تنفيذي سيضع صلاحيات أكثر من اللازم في يد زعيم لديه نزعات استبدادية، كما سيبعد البلاد أكثر عن المبادئ العلمانية التي أرساها أتاتورك.
رويترز

لماذا أقفل وهّاب مكاتبه في سورية؟
قبل طرح السؤال: لماذا قرر العزيز وئام وهاب إقفال مكاتب حزب التوحيد العربي في سورية كان يجب أن يُسأل معاليه: لماذا قررت يا رجل فتح مكاتب حزبية (خدماتية) في المحافظات السورية وشرّعت باب الانتساب على مصراعيه؟ وما الهدف من توسيع البيكار خارج الوطن الأول؟
وما هي طبيعة الخدمات التي يقدمها حزبكم الذي ولد على يديكم في أيار 2006 بشعار مثلث”توحيديُّ العقيدة عربيُّ الانتماء وطنيُّ الهوية”؟
أهي خدمات إعلامية؟إستشفائية؟ تموينية؟ عسكرية؟ تربوية.
بيان”الإقفال”الموزع على وسائل الإعلام جاء مقتضباً.شكّل صدمة قاسية. وهذا نصه:
“قرّر رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب (من دون الرجوع إلى المكتب السياسي) إقفال كل المكاتب الخدماتيّة التّابعة له في سورية، مؤكداً أنّ الحزب لن يمارس أي نشاط في المحافظات السوريّة، متمنّياً أن تخرج سوريا من المحنة التي تمرّ بها”.
البيان – وقبل التسريبات والتلميحات عن مضايقات أمنية – يفتح باب التأويلات والتفسيرات والافتراضات ومنها: لربما توجست القيادة السورية من تنامي نفوذ حزب التوحيد العربي في القطر السوري الشقيق، ومن استقطابه ألوفاً مؤلفة من الشباب متقدماً على أحزاب الجبهة القومية، ما حدا بالقيادة الحكيمة إلى التضييق على”الحزب” وإحراجه فإخراجه.
وهناك “خبريّة” تقول إن المؤجرين رفعوا قيمة العقود التأجيرية بشكل مفاجئ بعدما تناهى إليهم أن جلد وئام محشو دولارات، فوجد الأخير نفسه عاجزاً عن تسديد قيمة المأجور في مكاتب حمص وحماه وإدلب والسويداء ودمشق. أما في الرقة فمنذ سنتين لم يدفع بنساً.
ويُقال في الكواليس اللبنانية أن وئاماً أقفل مكاتبه في سورية تمهيداً لاعتزال العمل السياسي وهو في القمة أسوة بميروسلاف كلوزه وستيفن جيرارد وديدييه دروغبا.
وتلوك الألسنة الخبيثة أن رئيس حزب “التوحيد العربي” إكتشف فساداً إدارياً في مكاتبه وسوء توزيع للمساعدات.
وهناك من يؤكد وجود قرار من الداخلية السورية بمنع التجمعات الحزبية التي تتخطى الألف شخص. وأقل إجتماع دوري لأي مكتب من مكاتب التوحيد يحضره ما بين الألف والثلاثة آلاف منتسب.
ومن الفرضيات المتداولة أن وئاماً شعر بتشتت قواه منذ قرر الإمساك بمفاصل القيادة القطرية والقيادة القومية (سياسياً وميدانياً)، فقرر إعادة هيكلة الحزب لإعطاء الأولوية للقطر اللبناني الشقيق، خصوصاً مع تزايد المخاطر الحدودية. ومعروف أن معاليه واقعي جداً، وهو مدرك أنه لا يستطيع أن ينشر ألفي عنصرِ على الحدود الشرقية وفي الوقت نفسه أن يتصدى للمد الداعشي في دير الزور وإدلب.
وثمة شائعة تفيد أن رئيس حزب التوحيد العربي فكّر بأن يوفر مصاريف غير مجدية سياسياً. وعينه على شقة فستقية. صالونان وثلاث غرف نوم وحمامان. شقة تعود إلى تيار المردة على أوتوستراد ذوق مصبح ـ طابق أول فوق محل ألعاب. قد يقبل سليمان بك التنازل عنها بـ”خلوّ”، بعدما تبين للقاصي والداني أن لا خبز للمردة في كسروان، وقد يكون للتوحيد العربي فرصٌ أكبر من سورية.

المعارضة تسيطر على معبر القحطانية والنظام يقصف حلب
سيطرت كتائب المعارضة السورية المسلحة على معبر القحطانية الحدودي مع الجولان السوري المحتل والقنيطرة المهدمة، في حين قصفت قوات النظام حي جوبر في دمشق ومناطق أخرى بحلب وحماة مما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى.

ولا تزال الاشتباكات مستمرة في محيط منطقة الرواضي بمحيط الجولان ضمن معركة أطلقت عليها المعارضة السورية المسلحة اسم الوعد الحق.

وقال مراسل الجزيرة منتصر الروحاني إن سيطرة المعارضة على القحطانية جاءت بعد يومين من المعارك العنيفة حول المعبر الذي يربط القنيطرة بالجولان السوري المحتل، وهو آخر معاقل النظام على الشريط الحدودي.

وتعتبر سيطرة المعارضة على القحطانية هي الثانية بعد سيطرتها عليه خلال منتصف العام الماضي قبل أن تستعيده قوات النظام.

وفي غضون ذلك أفادت شبكة سوريا مباشر بمقتل أربعة وإصابة 17 في غارات لقوات النظام على مدينة حريتان بريف حلب الشمالي، كما قتل أربعة في قصف بالبراميل المتفجرة على حي الهلك بحلب.

واستهدفت غارات أخرى مارع ونبل والزهراء وبيانون في ريف حلب مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، في حين شهد مخيم الحندرات بحلب اشتباكات بين قوات المعارضة وقوات بشار الأسد.

قصف جوبر
وفي العاصمة قالت لجان التنسيق المحلية إن الطيران الحربي شن 17 غارة على حي جوبر بدمشق بالتزامن مع غارات أخرى في أطراف بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية ومدينة عربين بريف دمشق، وسجل أيضا سقوط قذيفة هاون على حي بستان الدور قرب منطقة الصناعة بدمشق.

كما قصف الطيران الحربي مدينة كفر زيتا ومدينة اللطامنة بريف حماة الشمالي موقعا عددا من الجرحى، في حين قال ناشطون إن كتائب المعارضة دمرت دبابتين لقوات النظام في كل من حاجز بطيش وفي النقطة 11 جنوب مدينة مورك بريف حماة.

وفي درعا بجنوب البلاد قتل شخصان في قصف لمروحيات النظام على مدينة داعل بريف درعا، وشمل القصف أيضا مدن داعل وإنخل ونوى في المنطقة ذاتها.

وشمالا في إدلب استهدف الطيران الحربي بلدة تل مريخ ومدينة خان شيخون بريف المدينة، في وقت قصفت قوات المعارضة مقرات لقوات النظام في وادي الضيف.

بموازاة ذلك قتل ستة جراء قصف الطيران الحربي مدينة الرقة، كما وقعت غارات أخرى قرب مطار دير الزور العسكري، وكذلك الطريق الواصل بين رويحينة وبلدة بيرعجم في ريف القنيطرة.

بريطانيا تزيد تأهبها الأمني لهجمات إرهابية
رفعت بريطانيا مستوى التأهب الأمني إلى درجة “شديد جدا”، وهي ثاني أعلى درجة في مواجهة ما وصفته بالتهديد الإرهابي المرتبط بسوريا والعراق، في وقت أعلن رئيس الوزراء ديفد كاميرون أن بلاده تعمل لسن تشريعات جديدة لمواجهة خطر “الإرهاب”.

وقالت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي إن “رفع مستوى التأهب مرتبط بالتطورات في سوريا والعراق حيث تخطط مجموعات إرهابية لهجمات ضد الغرب”.

وأضافت أن هذا يعني أن “الهجمات الإرهابية” مرجحة بشدة لكن لا توجد معلومات استخبارية تشير إلى هجوم وشيك.

وذكرت في بيان أن بعض هذه الخطط ينخرط فيها على الأرجح مقاتلون أجانب توجهوا إلى هذه المنطقة قادمين من بريطانيا وأوروبا للمشاركة في العمليات الدائرة هناك.

تشريعات جديدة
وفي مؤتمر صحفي أعقب الإعلان عن هذه الخطوة، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون أن بلاده تعمل على سن تشريع جديد لمواجهة خطر الإرهاب.

كما كشف النقاب عن جملة من القرارات منها اعتقال كل من يعمل لصالح تنظيم الدولة الإسلامية ومنع من يسافر إلى سوريا والعراق من أجل القتال فيهما، ومنع عودتهم إلى بريطانيا.

وقال كاميرون إن بلاده تواجه خطرا إرهابيا من قبل تنظيم الدولة في العراق أكبر من أي وقت مضى، ودعا البريطانيين إلى الاستعداد لإجراءات أمنية مكثفة.

وأكد أن هناك حاجة إلى “تحديد التنظيمات التي تنتهج الإرهاب في بلادنا”، و”التمييز بين التنظيمات الإرهابية المتطرفة وغالبية المسلمين الذين يرفضون العنف”.

وتجيء التدابير البريطانية الجديدة بعد أقل من أسبوعين من توزيع تنظيم الدولة شريطا مصورا يظهر فيه ذبح الصحفي الأميركي جيمس فولي على يد رجل ملثم يبدو أنه بريطاني مما أثار مطالب عدة بسن قوانين جديدة صارمة تحكم مسألة التعامل مع المقاتلين الإسلاميين البريطانيين الذين يسافرون إلى العراق وسوريا للانضمام للمسلحين هناك.

ذي غارديان: تهديد الإرهاب للغرب مبالغ فيه
تنوعت أخبار الشرق الأوسط في الصحف البريطانية، فتحدثت عن المبالغة في ما وصفته بتهديد الإرهاب الإسلامي، ورأي في تهديدات الإرهاب المتغيرة، وخطبة البغدادي بالحض على الجهاد، وصمت أميركا حيال التجسس على ألمانيا، وجدوى المحادثات النووية بين أميركا وإيران.

ففي صحيفة ذي غارديان صرح مدير سابق لجهاز الاستخبارات البريطانية (أم.آي6) بأن الحكومة والإعلام بالغا في تقييم تهديد “الإرهاب الإسلامي بإعطاء المتطرفين دعاية يمكن أن يكون لها نتائج عكسية”.

ويرى مدير جهاز الاستخبارات إبان غزو العراق ريتشارد ديرلوف أن تغييرا جوهريا حدث في طبيعة “التطرف الإسلامي” منذ الربيع العربي، شكل معضلة سياسية كبيرة في الشرق الأوسط كان تأثر الغرب بها هامشيا. وانتقد ديرلوف تأثير الإعلام على السياسة الأمنية للحكومة، ودعا إلى “نهج أكثر اتزانا في التعامل مع الإرهاب”.

التهديدات الإرهابية
وفي افتتاحيتها أيضا كتبت الصحيفة نفسها أن التعامل مع التهديدات الإرهابية المتغيرة يحتاج إلى عقول هادئة وتفكير جماعي متزن ومتروٍّ، قبل منح الدولة وأجهزتها صلاحيات جديدة لمكافحة هذه التهديدات.

وأشارت الصحيفة إلى ضرورة التفكير في ثلاثة تساؤلات هامة قبل تخويل المزيد من هذه الصلاحيات: هل التهديد الإرهابي يتزايد فعلا إلى الدرجة التي تستلزم تفويض صلاحيات واحتياطات جديدة؟ وهل المزيد من هذه الصلاحيات -إذا كانت مطلوبة حقا- سيكون فعالا في الواقع؟ وهل هذه الصلاحيات والقيود متسقة مع حكم القانون؟

أزمة عسكرية
وفي الشأن العراقي كتب باتريك كوكبرن في صحيفة ذي إندبندنت أن خطبة زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي في مسجد الموصل يوم الجمعة عن الجهاد وانتصارات قواته بأنها “علامة على الهداية الإلهية”، تمثل رسالة قوية يتردد صداها في عقول “المتشددين” في أنحاء العالم الإسلامي لأنها تنفي شرعية القادة السياسيين والدينيين على 1.6 مليار مسلم.

ويرى الكاتب أن هناك أزمة عسكرية في العراق تتوازى مع أزمة سياسية في بغداد، حيث يسعى ممثلو الطوائف الرئيسية الثلاث -الشيعة والسنة والأكراد- إلى اختيار قيادة جديدة لمعارضة البغدادي وتنظيم الدولة الإسلامية الذي طرد الجيش العراقي من المحافظات السنية. وختم بأن هناك دلائل على أن تنظيم الدولة بدأت شعبيته تتناقص بشكل متزايد بين أتباعه، لكنه لا يعتزم إجراء انتخابات، وأن تعصبه يجعل من الصعب طرده.

قضية تجسس
وحول قضية تجسس أخرى للمخابرات الأميركية على ألمانيا، نشرت صحيفة ذي غارديان أن البيت الأبيض اضطر للدفاع عن علاقته المتوترة مع برلين أمس، بينما التزمت وكالة الاستخبارات المركزية صمتا واضحا حول مزاعم جديدة تربطها بفضيحة تجسس تشمل مسؤولا في المخابرات الألمانية.

وأشارت الصحيفة إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية متورطة هذه المرة في ادعاء تجنيد موظف بالمخابرات الألمانية اعتقل قبل عدة أيام وهو يبيع وثائق لعميل للوكالة الأميركية، وقالت إن هذا الخلاف يهدد استئناف العلاقات الدبلوماسية المتوترة بين البلدين منذ عدة أشهر بعد كشف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تجسس وكالة الأمن القومي الأميركية على هاتفها الشخصي مما سبب غضبا واسعا في ألمانيا.

نووي إيران
وفي ما يتعلق بالمفاوضات النووية الإيرانية ذكرت صحيفة ديلي تلغراف أن تسارع وتيرة الأحداث في الشرق الأوسط يهدد بتقويض الجهود الدبلوماسية الجارية لتسوية المواجهة بشأن طموحات إيران النووية.

وترى الصحيفة أن جولة المفاوضات الجديدة بين الولايات المتحدة وإيران والتي بدأت في فيينا الأسبوع الماضي، يمكن أن تحل القضية نهائيا لأنها تتم بصفة منتظمة وحول مسائل مهمة وهو ما يجعلها لافتة للنظر، لكنها أضافت أن القضايا التي يتصارع عليها الطرفان الآن بالغة الحساسية ومتشعبة لدرجة أن التوصل إلى اتفاق قد لا يزال بعيد المنال.

التحقيق بالمطارات.. ممارسة تزعج الأطباء السوريين ببريطانيا
محمد أمين-لندن

سبع ساعات قضاها الدكتور يوسف الحاج يوسف في مطار هيثرو قيد التحقيق أثناء عودته من رحلة إغاثية وطبية من لبنان، جعلته يصيح في وجه المحقق غاضبا “أنا طبيب ولست إرهابيا”.

يوسف الذي يعمل في مشافي لندن لم يستطع أن يبقى صامتا حيال المأساة الإنسانية في بلده، فقرر كحال كثير من الأطباء السوريين المقيمين في بريطانيا التطوع ضمن قوافل إغاثة طبية تصل للمناطق الحدودية، وتقدم الدعم الصحي للمصابين.

ومثل يوسف، يشتكي الكثير من الأطباء والناشطين السوريين من التضييق عليهم، بينما تشعر الحكومة البريطانية بالقلق مما تصفه بالتهديد الإرهابي القادم من سوريا.

ويروي الطبيب أنه أثناء عودته من بيروت تم توقيفه بالمطار بموجب القانون رقم 7 الخاص بمكافحة الإرهاب. ويضيف أن المحقق برر له التوقيف بالقول “أريد أن أحمي بلدي”.

ويشير يوسف -الذي يحمل الجنسية البريطانية- إلى أن أسئلة المحقق تركزت على سبب سفره وما إذا كان دخل سوريا أم لا وطبيعة رؤيته السياسية وموقفه مما يجري هناك.

ويؤكد الطبيب -الذي تم توقيفه مرة ثانية لمدة ساعة بعد عودته من رحلة لتركيا- أن هذا الأمر يزعج الأطباء والنشطاء ويجعلهم يخشون من الإقدام على العمل الإغاثي رغم حاجة وطنهم لجهودهم.

كذلك يروي عضو جمعية الأطباء السوريين في بريطانيا محمد النجار قصته مع هذه الإجراءات، قائلا إنه أوقف خلال عودته من تركيا إلى لندن وطلب منه الانتظار طويلا بحجة التدقيق في جواز سفره.

مخاطبة الخارجية
ويقول النجار إنه رغم أن بعض الأطباء السوريين خضعوا للتحقيق دون إهانة أو إساءة فإن مثل هذه الإجراءات تؤثر عليهم، مضيفا أن الجمعية أرسلت جملة من الخطابات للخارجية البريطانية ولم تتلق ردا واضحا حول هذه الممارسات.

كذلك، قال منسق الحملة الإنسانية السورية البريطانية الدكتور محمد الحاج إنهم يتابعون هذا الملف منذ اليوم الأول لكنهم لم يتلقوا ردا من السلطات. ويضيف أن بعض السوريين سحبت جنسياتهم على خلفية ذهابهم لسوريا.

ويتفهم الحاج حرص بريطانيا على حماية أمنها وشعورها بالقلق حيال ما يقوم به بعض “الجهاديين” لكنه قال إن ربط هذه الهواجس بالعمل الإغاثي جعل كثيرا من الأطباء السوريين يترددون حيال المشاركة بالقوافل الإغاثية.

وفي ردها على سؤال للجزيرة نت حول هذا الموضوع، قالت روزماري ديفس الناطقة باسم الخارجية البريطانية بالشرق الأوسط إن حكومتها ترى أن الذهاب لسوريا هذه الأيام لأي سبب “ليس فكرة جيدة”.

وتضيف ديفس أنه لا يوجد أي دبلوماسي بريطاني في سوريا حاليا لمساعدة المواطنين البريطانيين مما يجعل متابعة أوضاعهم أمرا صعبا.

وتنصح من يريد تقديم الدعم للسوريين أن يقوم بذلك بالتنسيق مع منظمات الأمم المتحدة التي تضغط من جهتها على الحكومة بدمشق لإيصال المساعدات للمحتاجين هناك.

وحول ما أثير عن خضوع عدد من الأطباء للتحقيقات، توضح المسؤولة البريطانية أن لدى حكومتها مخاوف حيال من يذهب للقتال في سوريا، لكنها تميز بين نشطاء الإغاثة وبين الإرهابيين.

وتنهي حديثها بالقول إن رسالة حكومتها لكل البريطانيين هي أن الأوضاع خطيرة جدا في سوريا وإنها لا تنصح أحدا بالسفر إلى هناك.

تهديد “إرهابي”
وتتزامن هذه الإجراءات مع شعور بريطانيا وبعض الدول الأوروبية بالقلق إزاء ما تصفه بالخطر الأمني القادم من سوريا.

وقد حذر رئيس مكتب الأمن ومكافحة الإرهاب في بريطانيا تشارلز فار من أن “التهديد الإرهابي” الناجم عن الحرب في سوريا أكبر بكثير من أي خطر واجهته البلاد منذ هجمات 11 سبتمبر/ أيلول2001.

ونقلت صحيفة “إيفنينغ ستاندرد” عن فار قوله إن “عدد البريطانيين الذين ينضمون للحركات المتشددة في سوريا هو أكبر تحد يواجه أجهزة الأمن”.

وكانت الأجهزة البريطانية اعتقلت في يناير/كانون الثاني الماضي 16 شخصا بينهم سيدتان بمطارات لندن للاشتباه في ضلوعهم بأعمال إرهابية خلال وجودهم في سوريا.

“داعش” يعدم 250 جندياً سورياً بعد أسرهم
بيروت – فرانس برس

أعدم تنظيم “داعش” 250 جندياً سورياً في بالقرب من معمل القرميد في الرقة بحسب “فيديو” بث على موقع اليوتيوب يظهر جثث العشرات من جنود نظام الأسد ملقاة على الأرض وهم “شبه عراة”.

وأعدم تنظيم “داعش” عشرات الجنود السوريين الذين كانوا يحاولون الفرار من محيط مطار الطبقة العسكري في شمال سوريا بعد أسرهم، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الخميس.

وقال مدير المرصد، إن “تنظيم داعش تمكن من أسر عشرات الجنود السوريين الذين فروا من مزرعة العجراوي القريبة من مطار الطبقة (في ولاية الرقة)، وقام بإعدامهم”.

يذكر أن مسلحي “داعش” كانوا قد أحرزوا نصراً مؤخراً بسيطرتهم على مطار الطبقة العسكري، آخر معاقل النظام السوري في محافظة الرقة الحدودية في شمال سوريا، ليتفرد بالسيطرة على أول محافظة سورية بكاملها تقريباً.

أوباما: لا قرار بعد بضرب مواقع داعش في سوريا
واشنطن – ناديا البلبيسي

يبدو أن الرئيس أوباما، الذي التقى بفريقه الأمني، لم يقرر بعد الإعلان عن استراتيجية تستهدف تنظيم داعش في سوريا، فهناك عوامل كثيرة عليه أخذها في الاعتبار، منها بناء تحالف إقليمي ودولي, ومساعدة المعارضة المعتدلة في سوريا، والتعجيل بتشكيل حكومة في العراق، حيث يعول أوباما على مشاوراته مع حلفائه الأوروبيين في مؤتمر حلف شمال الأطلسي أول سبتمبر، وكذلك دعم الكونغرس قبيل تمدد الضربات العسكرية لداعش في سوريا.

وقال أوباما في مؤتمر صحافي إنه لم يتم تحديد استراتيجية للتدخل في سوريا حتى اللحظة. وقال إنه طلب من الوزير جون كيري التوجه للشرق الأوسط للمساعدة على بناء تحالف ضد “داعش”، وإنه طلب من وزير دفاعه إعداد مجموعة من الخيارات لمواجهة التنظيم.

وأشار إلى إمكانية وجود دور لتحالف دولي بتقديم دعم جوي للقوات العسكرية العراقية، وتوفير تدريب وعتاد. وأكد أوباما أن الأولوية تكمن في ضمان دحر التقدم الذي أحرزه تنظيم داعش في العراق.

وفيما يخص سوريا، قال أوباما إن الأسد لا يملك القدرة على الدخول لمناطق يسيطر عليها “داعش”، وبالتالي فإن أميركا ليست مضطرة لأن تختار بين داعش أو الأسد. وأشار إلى أن كسر شوكة داعش على المدى الطويل يتطلب استراتيجية إقليمية بالتعاون مع السنة في العراق وسوريا.

ورداً على سؤال “العربية”، أقر أوباما بأن داعش استولى على أسلحة أميركية بعد سقوط الموصل، وقال إن القوات العراقية بحاجة إلى دعم وتدريب من المجتمع الدولي، مضيفاً أن القوات الأميركية وهي الأفضل في العالم – على حد قوله – بإمكانها اقتلاع تنظيم داعش بسهولة، لكنه سيعود بمجرد مغادرتها، لذا فالاستراتيجية سياسية في المقام الأول.
سلاح الجمهوريين

إذن الرئيس الأميركي لم يعلن عن قرار بعد، فهو معروف بحذره ويريد بناء تحالفات خصوصاً في المنطقة، لكن قوله في المؤتمر الصحافي إنه لا يمتلك الاستراتيجية للأزمة بعد، أعطى سلاحاً للجمهوريين لمهاجمته. لكن البيت الأبيض سارع إلى الدفاع عن الرئيس قائلاً: إنه كان يقصد من ذلك أنه لم يقرر بعد ضرب داعش في سوريا ولديه استراتيجية في محاربتها في العراق وتصور في سوريا.

ومن غير المتوقع أن يعلن الرئيس الأميركي عن قرارات جديدة بخصوص محاربة داعش في سوريا إلا بعد انتهاء أعمال مؤتمر حلف شمال الأطلسي الناتو في “ويلز”، والذي سيعقد بين الثاني والخامس من سبتمبر، حيث سيلتقي أوباما أيضاً مع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، وسيطلب تأييده، وبعد زيارة كيري المرتقبة للشرق الأوسط.

مقتل 30 عنصرا من نظام الأسد في اشتباكات جوبر بدمشق
دبي – قناة العربية

أعلن مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق عن تدمير ثلاث دبابات و ناقلة جنود وقتل حوالي 30 عنصرأ من قوات الأسد في حي جوبر الدمشقي، فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة.

وجرت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والجيش الحر في حي جوبر الذي قصفته طائرات النظام بعنف خلال الساعات القليلة الماضية.

حي جوبر في محافظة دمشق يواجه هجمة شرسة من قوات النظام، حيث ألقى الطيران الحربي اثني عشر صاروخا من نوع جديد، كما تعرض أيضا لنحو مئة صاروخ استهدفت الأحياء السكنية، وسمع دوي الانفجارات في معظم أرجاء العاصمة، في وقت تشن فيه الطائرات الحربية غارات عدة على الحي، ما خلف أضرارا ودمارا كبيرا، فضلا عن اشتباكات عنيفة مع قوات النظام.

وفجرت كتائب الثوار مباني يتحصن فيها ضباط وقوات للنظام في حي جوبر الذي شهد استنفارا عسكريا كاملا شهدته ساحة العباسيين مع تواجد سيارات الإسعاف التي تنقل قتلى وجرحى من قوات الأسد.

وفي محافظة دير الزور، قصف الطيران الحربي مناطق في قرية الشولا بريف دير الزور الجنوبي الغربي، وشن الطيران غارات على مناطق في مدينة موحسن التي يسيطر عليها تنظيم داعش في الريف الشرقي لدير الزور.

أما في ريف حلب، فقد سقط عشرات القتلى والجرحى في مدينة الباب ومدينة تادف ومنطقة الغيطة جراء قصف جوي باثني عشر صاروخا فراغيا.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم داعش أعدم مجموعة جديدة من أسرى قوات النظام، ليرتفع إلى أكثر من 120 عدد أسرى قوات النظام الذين تأكد إعدامهم على يد التنظيم خلال الـ24 ساعة الماضية.

وجرت اشتباكات بين الثوار وقوات النظام على الجبهة الشمالية لبلدة المليحة بريف دمشق، وهو الحال كذلك على جبهتي الميدان وسليمان الحلبي بحلب.

ومع تواصل البراميل المتفجرة، فقد تعرضت خان شيخون في إدلب لقصف أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

منحة من الخليفة الداعشي إلى عناصره الراغبين بالزواج
العربية.نت

أمر زعيم تنظيم “داعش” أبوبكر البغدادي، بـ”منحة” لكل من يرغب من عناصر التنظيم بالزواج، وتشمل “الـمنحة” منزلاً بالإضافة إلى تأثيث المنزل، ومبلغ 1200 دولار، بحسب مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وكان المرصد قد نشر في وقت سابق أن الرواتب الشهرية التي يتقاضاها مقاتلو تنظيم داعش تتوزع كالتالي:

يتقاضى المقاتل السوري راتباً شهرياً مقداره 400 دولار. أما المقاتل السوري المتزوج، فيتقاضى مبلغاً قدره 50 دولاراً عن كل طفل، و100 دولار عن كل زوجة، إضافة للراتب الشهري الأساسي “400 دولار”، كما يتم تأمين مسكن له، إذا لم يكن يملك مكاناً للسكن، بالإضافة لتأمين وقود لسيارته من محطات الوقود التي يديرها تنظيم “داعش”، بالإضافة لحصوله على وقود للتدفئة.

في حين يحصل المقاتل من جنسيات غير سورية على نفس الراتب والإضافات والتعويضات، بالإضافة لبدل “هجرة” مقداره 400 دولار شهرياً.

مقتل عشرات الجنود في معارك قرب دمشق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قتل عشرات الجنود من الجيش السوري في مواجهات مع فصائل من المعارضة في الغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق، التي تعرضت بعض مناطقها للقصف، حسب ما ذكر ناشطون الجمعة.

وقالت “شبكة سوريا مباشر” إن 40 جنديا قتلوا خلال تصدي فصائل المعارضة لهجوم شنته القوات الحكومية على حي جوبر بشرق دمشق، تحت غطاء جوي كثيف من قبل الطائرات التابعة للجيش.

وأوضحت الشبكة أن بعض القتلى سقطوا في مواجهات مباشرة مع المعارضة على تخوم حي جوبر، في حين قضى آخرون في تفجير عدد من المباني والأنفاق التي تنتشر فيها عناصر القوات الحكومية.

أما المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد أكد استمرار محاولات القوات الحكومية اقتحام الحي، مشيرا من جهة أخرى إلى سقوط قذائف على منطقتي الروضة والمالكي وسط العاصمة، قرب المدينة الجامعية بالمزة.

وبموازاة الهجوم البري، شنت طائرات الجيش أكثر من 17 غارة على حي جوبر ومناطق أخرى في الغوطة الشرقية، حسب المرصد الذي لم يشر إلى سقوط ضحايا من جراء القصف الجوي.

كما قال ناشطون إن كتائب من المعارضة المسلحة دمرت دبابة للجش السوري في بلدة مورك بريف حماة، في حين قتل عدة أشخاص جراء قصف الجيش الحكومي على مدينة تلدو في الحولة بريف حمص الشمالي.

وارتفع عدد القتلى جراء إلقاء المروحيات والطائرات التابعة للقوات الحكومية براميل متفجرة على حريتان في ريف حلب وحي الهلك في المدينة، إلى نحو أكثر من 10 أشخاص، حسب ناشطين.

واندلعت اشتباكات بين مقاتلين من المعارضة السورية والقوات الحكومية في منطقة الميسات وعلى جبهة سجن حلب المركزي، وسط قصف مدفعي استهدف مناطق الاشتباك.

شاهد عيان على فظائع “داعش”.. إجبار طفل 13 عاماً على مشاهدة عمليات ذبح ورجم
اتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)- إنه صبي يافع كان ينبغي تواجده بين أقرانه في الملاعب، لكنه تعثر تحت ثقل رشاش “كلاشينكوف” يفوقه وزناً، يطلق النار من سلاحه، ليرتد للوراء بعنف بفعل القوة الارتدادية للبندقية الأوتوماتيكية التي يحملها.

الطفل “محمد”، واحد من عدد من أصغر مجندي تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، يتفاخر التنظيم الذي يعرف باسم “داعش”، بتجنيدهم ضمن صفوفه، في مقاطع فيديو درج على نشرها نشرها في مواقع إلكترونية تابعة له.

محمد، وهذا ليس اسمه الحقيقي حفاظاً على سلامته، كان في عمر 13 عاماً، عندما فرض “داعش” انضمامه إلى أحد معسكراته لتجنيد وتدريب الأطفال في شمال سوريا، يشرح لـCNN، بعد هروبه وعائلته إلى تركيا، كيفية تجنيده.

يقول الطفل عن بداية انضمامه للتنظيم المتشدد: “كنت وأصدقائي ندرس بمسجد، عندما دعينا للانضمام للجهاد مع الدولة الإسلامية.. أردت الذهاب، ورفض والدي السماح لي بذلك.”

ولكن بعد أن هدد “داعش” الوالد بقطع الرأس، انضم “محمد” إلى معسكرات التجنيد.

وتابع بقوله: “لمدة 30 يوماً كنا نستيقظ ونمارس رياضة الركض ثم الإفطار وتعلم القرآن والحديث، ثم جرى إلحاقنا بدورات تدريبية على استخدام سلاح الكلاشينكوف، وأسلحة خفيفة أخرى.”

واستطرد قائلاً: “دأبوا على إحضار أطفال للمعسكرات لجلدهم.. عند ذهابنا إلى المسجد يطلبون منا الحضور اليوم التالي في ساعة محددة، لمشاهدة عمليات ذبح أو جلد أو رجم.”

واسترسل: “شاهدت شاباً صُلب لمدة ثلاثة أيام، لأنه جاهر بالإفطار، وامرأة رجمت لارتكابها جريمة الزنا.”

وأشار “محمد” إلى استيعابه لبعض الدروس الدينية، لكن ليس كلمات مثل “الكفار”، و”لماذا يجب محاربتهم؟”

ويعتبر “المجندون الصغار” جاهزون للقتال بعد أدائهم قسم الولاء لزعيم داعش، أبوبكر البغدادي، وإكمال دوراتهم الدينية والعسكرية في المعسكرات.

وقال محمد إن أحد أصدقائه بالمعسكر، 13 عاماً، قُتل في “دير الزور”، أثناء اقتتال بين “داعش” ومقاتلين معتدلين من المعارضة السورية، الساعية للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وتحدث والد “محمد”، لن تكشف هويته لدواع أمنية، للشبكة عن مخاوفه من إيكال تنفيذ عملية انتحارية له، ومحاولاته المتكررة الفاشلة لاستعادة ابنه، حتى تمكن من تحقيق ذلك، والفرار بعائلته إلى تركيا.

واختتم محمد المقابلة قائلاً: “أحب ديني لأنني مسلم.. وكنت أذهب لأداء الصلوات مع والدي قبل قدوم داعش.. لكن والدي علمني أن الدين لا يتمحور حول القتال، بل الحب والتسامح.”

أوباما حول مجابهة “داعش” في سوريا: لن نقوم بذلك بمفردنا
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — أكد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، فجر الجمعة، إن الولايات المتحدة الأمريكية لن تخوض بمفردها أي عملية عسكرية لملاحقة تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، لافتا إلى أن إدارته لم تضع، بعد، استراتيجية لمجابهة التنظيم الذي عرف سابقا بـ”داعش.”

وصرح أوباما، خلال موجز صحفي بالبيت الأبيض، إنه طلب من كبار المسؤولين العسكريين وضع “خيارات واسعة” لضرب التنظيم في “ملاذه الآمن”، في سوريا، على حد وصفه.”

وتقطع تأكيدات الرئيس الأمريكي تكهنات سائدة بأن إدارته تضع خططا للتعامل مع “داعش” في معقلها القوي بسوريا، حيث تمددت من هناك صوب العراق وسيطرتها على عدد من المدن والبلدات، وتساعد حملة جوية أمريكية القوات العراقية لوقف زحف المليشيات المتشددة.

وشدد أوباما لى أن أي خطة عسكرية لملاحقة “داعش” في سوريا تتطلب وقتا واستراتيجية إقليمية، مضيفا: “لن نقوم بذلك بمفردنا”، حيث من المقرر أن يحشد وزير خارجيته، جون كيري، وخلال زيارة مقررة له إلى المنطقة، ائتلافا إقليميا لمجابهة تهديدات “داعش.”

وأضاف: “من الواضح داعش تمثل أسوأ العناصر بالمنطقة التي ينبغي التعامل معها بشكل جماعي، هذا يتطلب منها تحقيق الاستقرار بسوريا، على نحو ما.. استقرار سوريا يعني علينا إيجاد سنة معتدلين قادرون على الحكم ليوفروا بذلك بديلا حقيقيا.”

ما هي الخيارات المتاحة أمام أمريكا لملاحقة “داعش” في سوريا؟
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — يحتم اجتثاث تنظيم “الدولة الإسلامية” على أمريكا ملاحقة الحركة الراديكالية في “ملاذها الآمن بسوريا،، إلا أن إقرار الرئيس، باراك أوباما، فجر الجمعة، بعدم وجود استراتيجية واضحة لجهة كيفية التعامل مع التنظيم الذي يعرف بـ”داعش” وسط تأكيدات مسؤول أمريكي، بان قرارا في هذا الشأن سوف يتخذ في غضون أسبوع أو أكثر.

وصرح إوباما، إنه طلب من كبار العسكريين وضع “خيارات مختلفة” لاستراتيجية ملاحقة “داعش”، قال عنها النائب الديمقراطي، آدم سميث، “ليس هناك ما يدعى استراتيجية دون مخاطر.. الأمر برمته يتمحور حول اختيار المخاطر الصحيحة وموازنتها لاتخاذ الخيار الصحيح.”

ومن الاحتمالات الخمسة التي قد تحجم أو تلجأ واشنطن لاتخاذها:

قوات برية

بعد هجمات 11/9 عام 2001، قررت أمريكا استعراض جبروتها العسكري بعملية عسكرية واسعة في أفغانستان، متواصلة منذ سنوات حتى اللحظة، راح ضحيتها أكثر من 2300 جندي أمريكي.

التكلفة الباهظة – بشريا وماديا، قد تعتبر من أكبر العوامل التي قد تدفع أمريكا الإحجام عن تكرار هذا السيناريو مجددا في سوريا.

تمسكت واشنطن بقرارها الرافض بشدة إرسال قوات برية إلى العراق، حيث تربطها علاقة قوية بحكومة بغداد، هذا مؤشر آخر يصب في إطار تأكيد بأن أمريكا لن تبعث بقوات مقاتلة إلى سوريا.

ورجح الناطق باسم البنتاغون، الأديمرال جون كيربي، خلال مقابلة مع الشبكة، الأسبوع الماضي، عمليات صغيرة و”مستهدفة” في سوريا، خاصة بعد عملية نفذتها قوة من نخبة القوات الأمريكية الخاصة لمحاولة إنقاذ رهائن يحتجزهم “داعش” بينهم الصحفي، جيمس فولي،، في سيناريو يمكن إعادته لمساعدة الحملة الجوية الأمريكية.

لكن الأمر برمته يعتمد على تنفيذ “داعش” أو “القاعدة” هجمات داخل أمريكا، وهذا ما لم يحدث بعد، وأن اعتبره خبراء أمنيون مجرد “مساءلة وقت.”
ضربات جوية

فوض أوباما الجيش الأمريكي القيام بحملة جوية لوقف تقدم “داعش” وهي خطوة لم يقدم عليها في الحرب الأهلية الطاحنة بسوريا، منذ أكثر من ثلاثة أعوام، حيث يجمع العداء لـ “داعش” الفرقاء السوريين: نظام الأسد، والمعارضة الساعية للإطاحة به.

ورغم سعي النظام السوري للقضاء على “داعش”، وإعلانه إمكانية التعاون، إقليميا ودوليا، للقضاء على التنظيم وحركات إرهابية أخرى، رفضت واشنطن العرض السوري، بالتأكيد بأن أي عملية عسكرية ضد “داعش” لن تتم بالتنسيق مع دمشق، في خطوة قد لا تثير استياء سوريا وحدها بل حليفها الروسي، الذي قد يجهض أي تفويض دولي بمجلس الأمن لتوجيه ضربات دولية داخل سوريا.
دعم فصائل سورية لمقاتلة “داعش”

أبدت واشنطن، مرارا، دعمها للفصائل السورية المعتدلة التي تقاتل قوات النظام السوري و”داعش” على حد سواء، دون تقديم مساعدات فعلية لتلك القوات، قد يبدو منطقيا، تسليح تلك الجماعات، منهم “الجيش الحر” للتصدي لداعش، لكن لدى النظر بمدى قوة التنظيم الراديكالي، فأن هزيمته للأول يعني وقوع أسلحة أمريكية بأيديه، تماما كما حدث في السيناريو العراقي.

ويرى خبراء وسياسيون ضرورة تشكيل تحالف محلي للقضاء على “داعش”، ويقول أحد أعضاء اللجنة العسكرية بمجلس النواب:” القوة العسكرية الامريكية وحدها لا تكفي لإحتواء داعش..نحن بحاجة إلى شركاء محليين.. ينبغي دعمهم بقوة ليتمكنوا من الانتصار.”

قطع مصادر تمويل “داعش”

إن لم تتمكن من إرضاخ الحركة عسكريا، تجفيف مصادر تمويلها قد يكون كفيلا بتحقيق ذلك، وذلك من خلال تدابير عقابية منها تجميد الأرصدة، ورغم فعالية الخطوة لكنها تبقى محدودة الفعالية وقد تستغرق نتائجها بعض الوقت.

“داعش” ليست كأي جماعة إرهابية أخرى، هدفها الرئيس، هو السيطرة على مناطق وحكمها، أثبت قدرته القتالية بسيطرته على أسلحة، بجانب قدراته على الإدارة، بتوفير المواد الغذائية والكهرباء والرعاية الصحية، للمناطق الخاضعة تحت سيطرته، وصفهم النائب الجمهوري، مايك روجزر: “انهم يسعون لترسيخ أنفسهم على نحو يمكنهم من خلاله التمسك بأراض وتوسيع نطاقها.”… أما السؤال بشأن إذا ما كانت حكومة فعالة، أما لا، فهذا لا يغير من واقع اندفاعهم نحو قضية يؤمنون بها واستعدادهم للتضحية بمدنيين من المعارضين.

بناء تحالف دولي حقيقي

هناك حقيقة على أمريكا استثمارها..عداء الجميع لـ”داعش” رغم الدعم الذي تلاقاه من قبل بعض الدول الغنية، ونجاحها في استقطاب مقاتلين أجانب، تشير تقديرات وزير العدل الأمريكي، أريك هولدر، إلى تجاوزهم 7 آلاف شخص يقاتلون تحت لواء التنظيم في سوريا.

قال الداعية البريطاني المتشدد، أنجم شودري، المؤيد لـ”داعش: ” هناك معسكرين في عالم اليوم: أولئك من يؤمنون بأن السيادة والتفوق في العالم ملك لـ”الله” وهم الدولة الإسلامية.. وآخرون يعتقدون أنها ملك الإنسان.”

النهج الدموي لـ”داعش” من ذبح، وصلب، ورجم إلى المذابح الجماعية للأقليات، وحتى معارضيهم من المسلمين، وأوجد المزيد من العداءات للحركة.

مخاوف توسع “داعش” التي لا تؤمن بالحدود، بالزحف نحو دولة أخرى، لا سيما في حال تناميها، بشريا وماديا، ينبغي أن يدفع واشنطن للتدخل عاجلا وليس آجلا، وفق خبراء، لافتين إلى اعتبارات أخرى قد تدفع حتى الدول غير المجاورة إلى سوريا والعراق للقلق، منها تنامي فكر الجماعة وسط الشباب، ممن قد ينضمون للقتال بصفوفها، والعودة بأفكارهم وخبراتهم القتالية لاحقا إلى الوطن.

ويطالب البعض بتشكيل تحالف، تكون أمريكا جزءا منه، تشارك فيه دول، على نحو متساو أو تضطلع فيها أخرى بدور أكبر، في عمليات عسكرية ضد “داعش.”

الأمم المتحدة: 44 من جنودنا محتجزون لدى “جبهة النصرة” و 72 حركتهم مقيّدة
(CNN)– أصدرت الأمم المتحدة تعديلا على عدد جنود حفظ السلام الفيجيين، المحتجزين في الجولان، موضحة أن العدد هو 44 جنديا وليس 43 كما أعلنت سابقا، وقالت بأن جنودها محتجزين حاليا لدى أعضاء في جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.

الأمم المتحدة التي أصدرت التوضيح الجمعة، أعادت النظر أيضاً في عدد الجنود الفلبينيين “المحصورين في مواقعهم” قرب القرى في المنطقة، لتعلن بأنهم 72، وجاء تحديث هذه الأرقام بعد مراجعة سجلات الإجازات وقالت المنظمة الدولية بأنها ستنخرط في مفاوضات واسعة النطاق مع أطراف متعددة لتأمين الإفراج عن جنود حفظ السلام المحتجزين، وعودتهم القوات الدولية إلى مهمتها المعتادة.

وكانت الأمم المتحدة أعلنت الخميس” أن ثلاثة وأربعين عنصرا من قوة مراقبة فض الاشتباك في مرتفعات الجولان اعتقلوا في وقت مبكر صباح يوم الخميس في محيط القنيطرة. ”

وأوضحت “أنه خلال فترة تصاعد حدة القتال التي بدأت أمس بين عناصر مسلحة والقوات المسلحة العربية السورية داخل المنطقة الفاصلة في مرتفعات الجولان، تم اعتقال قوات حفظ السلام من قبل الجماعة المسلحة.”
وقالت إنه “يجري حاليا تقييد حركة واحد وثمانين عنصرا آخر من قوات فض الاشتباك إلى مواقعهم في محيط الرويحنية وبُريقة.” وهو الرقم الذي عادت لتؤكد أنه 72 عنصراً.

ولم تذكر المنظمة أمس الجهة التي قامت باحتجاز جنودها، لكنها أكدت في بيانها اليوم بأنهم من جبهة النصرة. وكان مصدر مسؤول في الجيش الإسرائيلي أكد لـ CNN الخميس، بأن جبهة النصرة هي المسؤولة عن تنفيذ عملية الاحتجاز.

وقالت الأمم المتحدة إن عناصر مسلحة اعتقلت جنودا تابعين لقوة مراقبة فض الاشتباك في الجولان في شهري مارس/ آذار، ومايو/ أيار عام 2013 ولكنه تم إطلاق سراحهم بأمان بحسب المنظمة.

وتراقب قوات حفظ السلام اتفاق فك الاشتباك الذي أبرم في 1974 بين سوريا وإسرائيل بعد حربهما عام 1973. وفي شهر يونيو/ حزيران الماضي، مدد مجلس الأمن ولاية البعثة لمدة ستة أشهر أخرى، حتى 31 ديسمبر/ كانون الأول عام 2014.

ومنذ نهاية يوليو/ تموز عام 2014، يرابط في الجولان 1،223 فرداً من قوات حفظ السلام من ست دول، هي فيجي، والهند، وإيرلندا، ونيبال، وهولندا، والفلبين.

تزايد التأييد لتنظيم الدولة الإسلامية يضع الأردن أمام اختبار جديد
من سليمان الخالدي
عمان (رويترز) – لديه وظيفة مرموقة وأسرة متحابة إلا ان ذلك لم يكف الأردني البالغ من العمر 25 عاما إذ هجر حياته الرغدة في العاصمة عمان كي ينخرط في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية الذي استولى على مساحات كبيرة من الأراضي في العراق وسوريا.

واختفى الرجل الوسيم دمث الخلق الذي يحظى بمكانة رفيعة في مهنته كطبيب أخصائي اشعة -والذي حجب اسمه لدواع أمنية- في اوائل شهر أغسطس آب الجاري عقب عطلة عيد الفطر ولم يبلغ أسرته بوجهته.

وقال أحد أقارب الرجل إنه اتصل بوالديه هاتفيا فيما بعد من مكان غير معلوم ليقول لهما إنه “قرر ان يضحي بحياته فداء لرفعة الاسلام. وانفطر قلب والده فيما ترقد والدته بالمستشفى للعلاج من صدمة عصبية.”

وهو ضمن أول حالات معروفة عن أردنيين انضموا لتنظيم الدولة الاسلامية منذ ان اعلنت الجماعة الخلافة في يونيو حزيران بعد أن حققت مكاسب مباغتة بالاستيلاء على اراض في العراق وسوريا.

وتشير حكاية هذا الرجل الى اتساع نطاق التأييد للدولة الاسلامية بين الاسلاميين الاصوليين في الأردن بدافع النجاحات التي حققها التنظيم في الآونة الاخيرة في دول متاخمة للاردن شرقا وشمالا. ويقترن هذا التأييد بمخاطر مستحدثة للاردن حليف الولايات المتحدة الذي لم يتأثر كثيرا بالاضطرابات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة.

ويبدو ان أجهزة المخابرات الأردنية القوية قد نشرت كامل ادواتها المختلفة لمجابهة هذا الخطر. وقال العاهل الأردني الملك عبد الله إن بلاده كانت في أفضل احوالها استعدادا لدرء هذا الخطر الجامح الذي يعصف بالمنطقة.

وفجرت المكاسب التي حققتها الدولة الاسلامية جدلا صاخبا بين الاسلاميين في الأردن ممن ينتمون للحركة السلفية المتطرفة بشأن كيفية مؤازرة الجماعة التي لاقت الفظائع التي تقترفها انتقادات حتى داخل الدوائر الاسلامية المتشددة.

لكن يبدو ان المتعاطفين مع الدولة الاسلامية كسبوا هذه الجولة من الجدل بدعم من المكاسب التي حققتها الجماعة.

وقال متشدد أردني معروف لرويترز تحت اسم افتراضي هو غريب الاخوان الاردني “بدل كثير من الشبان وجهة نظرهم المشوشة عن الدولة الاسلامية بعد ان شاهدوا أفعالهم على أرض الواقع وانجازاتهم وكيف تعاضد الغرب ضدهم.”

* “حلم” تحقق

وقال اسلاميون على دراية بهذا الموضوع إنه منذ ان اندلعت الحرب الأهلية في سوريا المجاورة عام 2011 إنضم مئات الأردنيين الى الانتفاضة التي يقودها السنة ضد الرئيس السوري بشار الاسد. وهجر الاردن أكثر من ألفي رجل -تتراوح أطيافهم من الشبان المعدمين الى الأطباء ومن بين الحالات ضابط بالقوات الجوية- وتوجهوا للجهاد في سوريا.

وقتل 250 على الاقل منهم هناك.

بيد أن الانجازات التي حققها تنظيم الدولة الاسلامية في الآونة الاخيرة ضاعفت التأييد كما لم يحدث قط من قبل بين الاسلاميين المتشددين ممن يحلمون بإزالة الحدود بين دول العالم الاسلامي في سبيل إقامة أمة اسلامية واحدة.

وأثارت هذه الانجازات احتمال عبور مزيد من الأردنيين الحدود للقتال غير ان ذلك ينطوي ايضا على خطر ان ينفذ المتعاطفون مع الدولة الاسلامية عمليات داخل الاردن نفسه وهو بلد سبق ان عاني الأمرين من تيارات التشدد الاسلامي لاسيما هجمات متشددين يرتبطون بتنظيم القاعدة بالقنابل على فنادق بالعاصمة عمان خلال الاحتلال الأمريكي للعراق.

ومثل ظهور ابو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الاسلامية -الذي نصب نفسه خليفة- ودعوته الى تأييد المسلمين وهو يعتلي منبر أحد مساجد مدينة الموصل العراقية في يونيو حزيران الماضي عامل جذب بالنسبة لشباب الاسلاميين في الاردن.

وقال بسام ناصر وهو مفكر اسلامي اردني إن “حلم. الدولة الاسلامية كان إقامة الخلافة وقد تحقق الحلم مما جعل الناس يفكرون جديا في الانضمام لهم لاسيما بعد ان دعتهم الجماعة رسميا للانضمام اليها.

ويمكن ان ترجع جذور الدولة الاسلامية -على نحو ما- الى الاردن. فقد كان الأردني ابو مصعب الزرقاوي هو مؤسس ذراع تنظيم القاعدة في العراق الذي تحور في نهاية المطاف ليصير تنظيم الدولة الاسلامية. وقد تبرأت القاعدة من الجماعة.

وفي بلدة الزرقاء الاردنية الفقيرة -مسقط رأس الزرقاوي والمعقل التقليدي للاسلاميين الاصوليين- كان تأييد الدولة الاسلامية على أشده خلال صلاة عيد الفطر في اواخر يوليو تموز الماضي.

ولوح عشرات الرجال ممن كانوا يرتدون نفس الزي التقليدي الافغاني الذي يستخدمه الاسلاميون المتشددون بالعلم الاسود للدولة الاسلامية خلال تجمعهم في ساحات مفتوحة لسماع خطبة الاسلامي الاردني الشيخ عامر الخلايلة وهو يشيد بتنظيم الدولة الاسلامية.

وقال الخلايلة عبر مكبر الصوت في لقطات فيديو بثت على موقع يوتيوب على الانترنت إن البغدادي هو الشخصية التي ستبث الرعب في قلوب الاعداء ودعا الى احتساب نفسه شهيدا.

* “الخلايا النائمة”

وفي تقييم لأحد كبار مسؤولي الأمن الاقليميين -الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه- فقد يصبح الأردن ملاذا “لمئات ان لم يكن الآلاف من المتعاطفين المحتملين” ممن قد يصيرون “خلايا نائمة وقنابل موقوتة.”

وتماثل جذور التيارات المتشددة في الاردن تلك الشائعة عموما في منطقة الشرق الاوسط والتي ترجع اسبابها الرئيسية الى انعدام الحريات السياسية والفرص الاقتصادية.

ويسعى العاهل الأردني الى تخفيف وطأة المخاوف في بلاده بشأن التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الاسلامية.

وعبر الملك عبد الله في حديث الى الساسة عن ارتياحه للاستعدادات التي تقوم بها القوات المسلحة واجهزة الأمن مؤكدا ان موقف بلاده اليوم أقوى من الماضي من الناحية السياسية والأمنية والعسكرية.

وفي اشارة خفية الى الدولة الاسلامية حذر الاردنيين ألا يقعوا فريسة لأطراف خارجية تسعى لاستغلال مظالمهم.

وقال دبلوماسيون ومسؤولون إنه خلال الاسابيع الاخيرة شددت أجهزة المخابرات الاردنية إجراءات الأمن حول المناطق الحكومية الحساسة وعززت من عمليات ترصد الاسلاميين الاصوليين واعتقلت نشطاء ترى انهم يمثلون خطرا.

واعتقل عشرة اشخاص على الاقل لتعبيرهم عن التأييد للدولة الاسلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ويمثل ذلك اختبارا جديدا لأجهزة الأمن الاردنية وهي شريك رئيسي للولايات المتحدة في محاربة الاسلاميين المتشددين.

وجعل النهج الذي يتوخاه الاردن في مواجهة هذا الخطر البلاد متفردة في ذلك عن بعض الدول العربية الأخرى. ونال اعتماد البلاد على الوسائل المتطورة لجمع معلومات المخابرات بدلا من القيام باعتقالات تعسفية تقديرا لانه حماها من موجة اضطرابات من جانب الاسلاميين بدافع الانتقام مثل تلك التي شهدتها بلاد مثل مصر وسوريا.

واطلقت السلطات الشهر الماضي سراح مفكر اسلامي بارز -وهو شخصية لها ثقلها بين دوائر المتشددين- وهو من الخصوم الاسلاميين البارزين للدولة الاسلامية.

واضاف الافراج عن الشيخ ابو محمد المقدسي صوتا مؤثرا للجدل الدائر إلا انه كشف النقاب في الوقت ذاته عن وجود انقسامات بين حركة السلفيين في الاردن التي كانت جماعة متشددة متماسكة في السابق.

وسخر المقدسي من اعلان البغدادي الخلافة وراعه ما ظهر من فظائع اقترفتها الدولة الاسلامية.

وقال في رسالة صوتية هذا الشهر إن ما تقوم به الدولة الاسلامية يصم الجهاد بصبغة دموية لا يقبلها مشيرا الى مدى وحشية صور قطع الرؤوس التي لا يقبلها الله أو أي شخص منوها الى شيوع الرأفة بالكفار في فجر الاسلام.

وفجر ذلك موجة من الانتقادات من جانب أنصار تنظيم الدولة الاسلامية ممن لم تبد عليهم أي علامة من علامات قبول الرأي الآخر التي يبديها عادة علماء كبار منهم المقدسي. وقالوا إن المقدسي أفرج عنه ليس لانه قضى مدة العقوبة وهي خمس سنوات ولكنه عفو خاص أريد به مهاجمة الدولة الاسلامية.

وفجر هذا الجدل مشادات لفظية وبدنية إذ أوسع أنصار الدولة الاسلامية ضربا في الآونة الاخيرة اثنين من الاسلاميين المتشددين ممن جاهروا بمعارضة أفعال متشددي التنظيم من قطع رؤوس الشيعة وقتلهم بصورة عشوائية.

ورفع انصار الدولة الاسلامية علم التنظيم الاسود في يونيو حزيران في مدينة معان المضطربة وهي معقل عشائري لنحو نصف مليون شخص وتقع على بعد 250 كيلومترا الى الجنوب من العاصمة عمان.

وقال محمد شلبي ويعرف باسم أبو سياف وقضى عشر سنوات في السجن بتهمة التشدد الاسلامي بما في ذلك التخطيط للهجوم على القوات الامريكية في الاردن.

وشلبي سلفي من معان حث الاسلاميين على السفر الى سوريا للقتال ويقول إن الاردن ليس هدفا للدولة الاسلامية. وهو شخصية مرموقة لدى سكان مدينة معان ويتوسط بين زعماء العشائر والسلطات لحل النزاعات

واشار الى ان اعوانه لا يعنيهم زعزعة الاستقرار في الاردن إلا اذا تعرضوا لاستفزاز من جانب الحكومة.

(إعداد محمد هميمي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى