أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 29 تموز 2016

 

الجولاني يرتدي «عباءة» بن لادن ويهجر «القاعدة»

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

أسفرت ضغوطات إقليمية كبيرة عن إعطاء تنظيم «القاعدة» أمس الضوء الأخضر لـ «النصرة» في سورية لـ «هجرة» التنظيم العالمي بالتزامن مع محادثات مكثفة بين أميركا وروسيا للتعاون لمحاربة «النصرة» باعتبارها مصنفة مع «داعش» في قوائم الأمم المتحدة للتنظيمات الإرهابية. لكن اللافت أن زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني ارتدى في الخطاب المقرر للابتعاد عن «القاعدة» اللباس العسكري وزي أسامة بن لادن زعيم «القاعدة» السابق وليس زي زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي.

وبحسب المعلومات المتوافرة لـ «الحياة»، عقدت في الأيام الماضية اجتماعات لمجلس شورى «جبهة النصرة» في ريف إدلب بمشاركة الجولاني وأعضاء عسكريين وشرعيين جاء بعضهم من ريف درعا في الأسابيع الماضية، أسفر عن اتخاذ «قرار بالإجماع بفك البيعة لتنظيم القاعدة، ذلك استجابة لضغوط إقليمية كانت فشلت قبل عام بسبب رفض الجولاني وبعض القياديين». كما ساهم في اتخاذ القرار «رغبة قياديين في تجنيب مناطق سيطرة النصرة قصف مكثف وسط اقتراب أميركا وروسيا من توقيع اتفاق للتعاون ضد النصرة وبدء شن غارات على محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة جيش الفتح» الذي يضم سبع تنظيمات بينها «النصرة» و «أحرار الشام»، بحسب المعلومات.

وبين العناصر التي جرت مناقشتها في المفاوضات، توفير دعم مالي بديل للتنظيم الجديد، باعتبار أن الموازنة الشهرية لـ «النصرة» كانت حوالى 25 مليون دولار أميركي تشمل تسليح وإمداد أكثر من عشرة آلاف عنصر لديها ينتشرون من باب الهوى على حدود تركيا إلى حماة، إضافة إلى أرياف حلب وإدلب واللاذقية وحماة. وكانت «النصرة» توفر مصادر التمويل من مصادر محلية زراعية واقتصادية ومن أموال دفعها وسطاء لإطلاق سراح رهائن غربيين وعرب لديها، إضافة إلى تبرعات خارجية. ويعتقد أن وعوداً قدمت بتقديم حوالى عشرة ملايين دولار أميركي شهرياً للتنظيم الجديد الذي سيقطع علاقته بـ «القاعدة».

وأسفرت المشاورات الداخلية في قيادة «النصرة» مع دول إقليمية في الأيام الماضية إلى الاتفاق على خطوات وبرنامج جرى تنفيذه أمس، بالتزامن مع وصول مسؤولين أميركيين وروس إلى جنيف أمس لاستكمال محادثات لعقد اتفاق عسكري يتضمن ضرب «النصرة».

كانت الخطوة الأولى تسجيل صوتي لأحمد حسن أبو الخير، «نائب» زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري، وجه فيه «قيادة جبهة النصرة إلى المضي قدماً بما يحفظ مصلحة الإسلام والمسلمين ويحمي جهاد أهل الشام ونحضهم على اتخاذ الخطوات المناسبة تجاه هذا الأمر». ودعا «كل الفصائل المجاهدة على أرض الشام» إلى الاجتماع والتعاون في ما بينها، بعدما «أصبح لإخواننا المجاهدين على أرض الشام قوة لا يستهان بها وحسن إدارة للمناطق المحررة».

وبعد ذلك، أعلنت شبكة «المنارة البيضاء» التابعة لـ «النصرة» قرب ظهور الجولاني، الذي تحدث مساء أمس في خطاب متلفز ظهر فيه للمرة الأولى وجهه بثته قناة «أورينت» السورية و «الجزيرة» القطرية.

وقال الجولاني: «نعلن وقف العمل باسم جبهة النصرة وتشكيل جماعة جديدة باسم جبهة فتح الشام».

وتوجه الجولاني وهو يجلس بين عبدالرحيم عطون (ابو عبد الله الشامي)، المسؤول العسكري من ريف ادلب، وأحمد سلامة مبروك (أبو الفرج المصري) وهو من مصر، بالشكر إلى «قادة تنظيم القاعدة على تفهمهم ضرورات فك الارتباط»، بعدما أشار إلى أن الجبهة الجديدة «تهدف إلى التخلص من ذرائع المجتمع الدولي وأميركا وروسيا لمهاجمة السوريين»، وأن «فتح الشام ليس له علاقة بأي جهة خارجية».

وقال الخبير في الشؤون السورية في معهد الشرق الأوسط للدراسات تشارلز ليستر، الذي وزع أمس دراسة بعنوان «بروفايل النصرة»، إن فك الارتباط يرمي إلى «ترسيخ (النصرة) حضورها أكثر في الثورة السورية وضمان مستقبلها على المدى الطويل».

وتعد «جبهة النصرة» بين أكبر المجموعات الإسلامية، وبرزت في بداية 2012 بعد نحو سنة من الاحتجاجات السلمية في سورية. وكان زعيم «الدولة الإسلامية في العراق» وقتذاك أبو بكر البغدادي كلف الجولاني بتشكيل فصيل جديد، لكن بعد تشكيل «النصرة» ظهر خلاف بين الجولاني والبغدادي لأن الأول رفض مبايعة الثاني وأن يكون جزءاً من «داعش» لدى تشكيله، الأمر الذي حاول الظواهري حله عبر ترك «داعش» يعمل في العراق و «النصرة» في سورية.

ويسيطر «داعش» على محافظة الرقة شرق سورية ويعتبرها جزءاً من «خلافة» أعلنها منتصف 2014، لكن «النصرة» تجنبت إعلان «إمارة» في محافظة إدلب التي سيطرت عليها مع «جيش الفتح» في ربيع العام الماضي. ووفق خبراء، يشكل المهاجرون حوالى 15 في المئة من عناصر»النصرة» مقابل غالبية للعناصر المحلية، على عكس «داعش»، الذي يشكل المهاجرون غالبية في تشكيله. وتوقع أحد الخبراء أن يؤدي قرار الابتعاد عن «القاعدة» إلى انحياز المهاجرين والمتشددين إلى «داعش» والذهاب إلى مبايعة البغدادي، إضافة إلى احتمالات حصول انشقاقات في «جبهة فتح الشام».

وعقدت في الأيام الماضية اجتماعات بين كبار الموظفين في مؤسسات أمنية وسياسية وديبلوماسية في عواصم غربية لبحث كيفية التعاطي مع قرار «النصرة»، حيث ظهر اتجاه إلى عدم حصول تغيير، لوجود قناعة بأن خطوة «النصرة هي مناورة»، إضافة إلى «بقاء التهديد القادم من المتطرفين».

 

«داعش» يعدم 24 مدنياً في قرية قرب منبج

بيروت – أ ف ب

أعدم تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) 24 مدنياً على الأقل اثر اقتحامه أمس (الخميس) قرية البوير التي كانت تحت سيطرة «قوات سورية الديموقراطية» قرب مدينة منبج في محافظة حلب شمال سورية، وفق «المرصد السوري لحقوق الانسان».

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن اليوم: «أعدم تنظيم الدولة الاسلامية 24 مدنياً على الاقل خلال الـ24 ساعة الأخيرة اثر اقتحامه قرية البوير امس وخوضه اشتباكات ضد «قوات سورية الديموقراطية» التي انسحبت من البلدة» الواقعة على بعد عشرة كيلومترات شمال غربي مدينة منبج.

وجاء الهجوم على القرية بحسب المرصد، في إطار «هجوم عنيف ومباغت» شنه التنظيم امس على قرى عدة في ريف منبج الشمالي الغربي، وتمكن بموجبه من السيطرة على قرى عدة في المنطقة بعد اشتباكات عنيفة مع «قوات سورية الديموقراطية».

وتحاول «قوات سورية الديموقراطية» منذ 31 ايار (مايو) الماضي السيطرة على مدينة منبج الاستراتيجية الواقعة على خط الإمداد الرئيس للتنظيم بين محافظة الرقة، ابرز معاقله في سورية، والحدود التركية.

وتمكنت هذه القوات التي تشكل «وحدات حماية الشعب الكردية» عمودها الفقري، من دخول منبج، لكنها لا تزال تواجه مقاومة تحول دون طرد الجهاديين الذين يستخدمون في مقاومتهم التفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة.

في غضون ذلك، قال «المرصد» إن عدداً ضئيلاً فقط من سكان مدينة حلب تمكن من الخروج من الأحياء الشرقية قبل أن تمنع الفصائل المعارضة المدنيين من الوصول الى الممرات الانسانية التي أقامها النظام. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إنه منذ إعلان روسيا حليفة نظام الرئيس السوري بشار الاسد الخميس إقامة هذه الممرات الانسانية «تمكن حوالى 12 شخصاً من الخروج عبر معبر بستان القصر قبل أن تشدد الفصائل المقاتلة اجراءاتها الأمنية وتمنع الاهالي من الاقتراب من المعابر».

وأوضح المرصد ان «المعابر عملياً مقفلة من ناحية الفصائل لكنها مفتوحة من الجانب الآخر، اي في مناطق سيطرة قوات النظام». وعلى رغم هذه البادرة التي أعلن عنها على انها انسانية، واصلت القوات الروسية والسورية فجر اليوم قصفها للأحياء الشرقية في حلب. وقال المرصد: «يريد الروس والنظام من خلال فتح المعابر الانسانية الايحاء بانهم يريدون حماية المدنيين لكنهم يستمرون في المقلب الآخر في قصفهم في الاحياء الشرقية».

الجولاني يعلن فك ارتباط «النصرة» في سورية مع «القاعدة»

بيروت – رويترز، أ ف ب

أعلن زعيم «جبهة النصرة» ابو محمد الجولاني في خطاب تلفزيوني مسجل بُثت مقتطفات منه اليوم (الخميس) فك ارتباط الجبهة في سورية عن تنظيم «القاعدة».

وقال الجولاني: «نعلن وقف العمل باسم جبهة النصرة وتشكيل جماعة جديدة باسم جبهة فتح الشام»، متوجهاً بالشكر إلى «قادة تنظيم القاعدة على تفهمهم لضرورات فك الارتباط».

وأبلغ تنظيم «القاعدة» «جبهة النصرة» في تسجيل صوتي أذيع اليوم أن بوسعها التضحية بروابطها التنظيمية مع «القاعدة» إذا كان ذلك لازماً للحفاظ على وحدتها ومواصلة المعركة في سورية.

وقال زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري في التسجيل الموجه لـ «جبهة النصرة» إن «أخوة الإسلام التي بيننا هي أقوى من كل الروابط التنظيمية الزائلة والمتحولة وإن وحدتكم واتحادكم وتآلفكم أهم وأعز وأغلى عندنا من أي رابطة تنظيمية».

وأضاف «فوحدتكم واتحادكم ووحدة صفكم تعلو فوق الانتماء التنظيمي والحزبي بل يضحى بلا تردد بتلك الروابط التنظيمية الحزبية إذا تعارضت مع تآلفكم ووحدتكم واصطفافكم في صف واحد كالبنيان المرصوص في مواجهة عدوكم العلماني الطائفي وتتواطأ معه الحملة الصليبية المعاصرة».

من جانبه، ذكر البيت الأبيض اليوم أنه على رغم أن جماعة «جبهة النصرة» أعلنت قطعت صلاتها بتنظيم «القاعدة»، إلا أن تقييمه لها لم يتغير.

وقال الناطق بسم البيت الأبيض جوش إرنست للصحافيين خلال إفادة صحفية: «مازالت لدينا مخاوف متزايدة من قدرة جبهة النصرة المتنامية على شن عمليات خارجية قد تهدد الولايات المتحدة وأوروبا».

وقالت وزارة الخارجية الأميركية اليوم إن «جبهة النصرة» مازالت هدفاً للطائرات الأميركية والروسية في سورية رغم قرارها قطع العلاقات مع «القاعدة» وتغيير اسمها إلى «جبهة فتح الشام».

وقال الناطق باسم الخارجية جون كيربي إن إعلان «جبهة النصرة» يمكن أن يكون ببساطة مجرد تغيير للمسميات وإن الولايات المتحدة ستحكم عليها من تصرفاتها وأهدافها وعقيدتها.

وأشار كيربي إلى أن الإجراءات الإنسانية التي تتخذها روسيا وسورية في حلب اليوم تبدو وكأنها في الحقيقة محاولة لإجلاء المدنيين قسراً ولدفع الجماعات المسلحة على الاستسلام.

 

معركة حلب ممر روسي إلى تركيا طلاق بالتراضي بين “النصرة” و”القاعدة

المصدر: (و ص ف، رويترز)

مرة أخرى برزت حلب باعتبارها عاملاً حاسماً في تحديد مسار الحرب السورية. فالتطورات الميدانية المتسارعة في المدينة ومحيطها تتجه الى فرض معادلات عسكرية وسياسية جديدة بدعم مباشر من روسيا التي تستعد لفتح صفحة جديدة مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي تزداد علاقاته توتراً بسبب محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرض لها في 15 تموز الجاري ومطالبة أنقرة لواشنطن بتسليم الداعية فتح الله غولن المتهم بأنه وراء هذه المحاولة.

وبينما حذرت الولايات المتحدة من أن أي قرار هجومي في حلب لن يتفق وقرار الامم المتحدة، برز حدث آخر غير بعيد من التحولات الجارية في سوريا ومحيطها، إذ أعلنت “جبهة النصرة” الفرع السوري لتنظيم “القاعدة” فك ارتباطها بالتنظيم الذي قاتلت تحت رايته منذ عام 2013 وذلك بلسان زعيمها أبو محمد الجولاني الذي كشف وجهه للمرة الاولى في شريط فيديو.

 

حلب

وبعد ساعات من اعلان الجيش السوري سيطرته على حي بني زيد في حلب، تحدث وزير الدفاع الروسي الجنرال سيرغي شويغو بدء “عملية انسانية واسعة النطاق” في حلب اعتباراً من يوم أمس، موضحاً ان ثلاثة ممرات انسانية ستفتح بالتنسيق مع القوات السورية “من أجل المدنيين المحتجزين رهائن لدى الارهابيين وكذلك المقاتلين الراغبين في الاستسلام”.

وأوضح أن ممراً رابعاً سيفتح في الشمال، على طريق الكاستيلو، ليسمح “بمرور المقاتلين المسلحين بشكل آمن”، مؤكداً ان الامر لا يتعلق إلاّ “بضمان أمن سكان حلب”.

وباتت الاحياء الشرقية للمدينة حيث يعيش نحو 250 ألف شخص استناداً الى الأمم المتحدة، محاصرة تماماً منذ تمكنت قوات النظام من قطع طريق الكاستيلو آخر منفذ اليها في 17 تموز الجاري.

وتزامنت المبادرة الروسية مع اصدار الرئيس السوري بشار الاسد مرسوماً تشريعياً ينص على ان “كل من حمل السلاح أو حازه لاي سبب من الاسباب، وكان فاراً من وجه العدالة، أو متوارياً عن الأنظار، يُعفى نن كامل العقوبة متى بادر إلى تسليم نفسه وسلاحه للسلطات القضائية المختصة” في مهلة ثلاثة أشهر.

وفي اطار تطبيق المبادرة الروسية، قال محافظ حلب محمد مروان علبي ان ثلاثة معابر افتتحت لخروج المواطنين من الاحياء الشرقية.

والقت طائرات سورية مناشير عدة على الاحياء الشرقية بتوقيع قيادة الجيش التي ارفقت منشوراً موجهاً الى اهالي المدينة، برسم توضيحي يظهر أماكن وجود المعابر الاربعة في المدينة.

كما القت الطائرات أكياس بلاستيك تضم مواد غذائية بينها الخبز والمربى والسكر ومستلزمات نظافة منها حفاضات للاطفال ومناديل معطرة.

وفي أول ردود المعارضة السورية، رأى رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” أنس العبدة أن ما يجري في مدينة حلب هو “جريمة حرب وإبادة وتهجير قسري”، محملاً روسيا “المسؤولية القانونية والسياسية والإنسانية والأخلاقية عما ينجم عن أفعالها الأخيرة بحق الشعب السوري”.

 

تشكيك غربي

وشككت الامم المتحدة في المبادرة الروسية. وقال رئيس مكتب العمليات الانسانية ستيفن اوبراين: “من الضروري ان تحصل هذه الممرات على ضمانات جميع اطراف” النزاع وان تستخدم “طوعاً يجب الا يجبر أحد على الفرار، عبر طريق محددة أو الى وجهة معينة”.

وقال المندوب البريطاني الدائم لدى الامم المتحدة السفير ماثيو رايكروفت: “اذا اجازت هذه الممرات نقل المساعدات الى حلب، فهي موضع ترحيب”، رافضاً فكرة استخدامها “لافراغ حلب” تمهيداً للهجوم على المدينة.

وأكد المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا أن الامم المتحدة “لم تستشر” في شأن اقامة هذه الممرات، محذراً من ان “الوضع دقيق للغاية… وعلى الارجح هناك امدادات لأسبوعين أو ثلاثة أسابيع”.

ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان – مارك ايرولت ونظيره البريطاني بوريس جونسون النظام السوري وحلفاءه الى وقف فوري للحصار “الكارثي” لمدينة حلب.

وحذّرت وزارة الخارجية الأميركية من ان أي عمل هجومي من جانب روسيا في حلب سيكون غير متفق وقرار الأمم المتحدة.

 

“جبهة النصرة”

على صعيد آخر، بثت قناة “الجزيرة” الفضائية القطرية شريطاً أعلن الجولاني فيه تغيير اسم “جبهة النصرة” الى “جبهة فتح الشام”. وقال: “نزولاً عند رغبة أهل الشام في دفع الذرائع التي يتذرع بها المجتمع الدولي وعلى رأسه أميركا وروسيا في قصفهم وتشريدهم عامة المسلمين في الشام بحجة استهداف جبهة النصرة التابعة لتنظيم قاعدة الجهاد، فقد قررنا الغاء العمل باسم جبهة النصرة واعادة تشكيل جماعة جديدة ضمن جبهة عمل تحمل اسم جبهة فتح الشام”.

واضاف ان “هذا التشكيل الجديد ليس له علاقة بأي جهة خارجية”، متوجها بالشكر الى قادة تنظيم “القاعدة” وعلى راسهم زعيمها ايمن الظواهري على “تقديم مصلحة أهل الشام وجهادهم وثورتهم المباركة وتقديرهم لمصالح الجهاد عامة”.

وبدا الجولاني في الشريط شاباً مبتسماً بلحيته السوداء الكثة وعمامته البيضاء.

لكن قائد القيادة الاميركية الوسطى الجنرال جو فوتل سرعان ما صرح بان “جبهة النصرة” لا تزال تشكل في الواقع تهديداً وانها على علاقة بتنظيم “القاعدة” على رغم اعلانها فك ارتباطها به. وقال خلال منتدى امني في اسبن بولاية كولورادو: “ان هذه المنظمات ماكرة للغاية، وتتمتع بمرونة بشكل غير عادي. ينبغي ان نتوقع قيامها بأشياء”. وأضاف فوتل الذي يشرف على القوات الأميركية في سوريا والعراق وأفغانستان: “يمكنهم اضافة فرع الى شجرة، وجعله مختلفاً قليلاً، لكن هذا الفرع يجد جذوره في ايديولوجية ومفهوم أصوليين. ووسط كل هذا، فإنها لا تزال تنظيم القاعدة”.

وقال الباحث في معهد الشرق الاوسط في واشنطن تشارلز لستر انه “في نهاية المطاف سينعكس هذا التغيير بشكل طفيف على النصرة كتنظيم، وعلى كيفية تصرفها وعلى أهدافها. لقد تدفق العشرات من كوادر القاعدة القدامى الى سوريا خلال السنتين الماضيتين لتعزيز صورة النصرة وبينهم أحمد سلامة مبروك الذي ظهر بجانب الجولاني في شريط الفيديو”.

وصدر اعلان الجولاني بعد ساعات من تسجيل صوتي نشره تنظيم “القاعدة”، توجه فيه أحمد حسن ابو الخير، “نائب” الظواهري وفق التسجيل الى “جبهة النصرة” قائلاً: “نوجه قيادة جبهة النصرة الى المضي قدماً بما يحفظ مصلحة الاسلام والمسلمين ويحمي جهاد أهل الشام ونحثهم على اتخاذ الخطوات المناسبة تجاه هذا الامر”.

 

«النصرة» تتلوى تحت الضغوط وتغيّر جلدها

تنصل براغماتي من «القاعدة» وصورة أولى للجولاني

عبد الله سليمان علي

لا «جبهة نصرة» في سوريا… لكن «القاعدة» باقية تحاول التنكّر وراء أقنعة وأسماء لم تعد تنطلي على أحد. هذه الحيلة التي اضطر القائمون على «الجهاد العالمي» للقيام بها، كان يمكن أن تترتب عليها تأثيرات متعددة محلياً وإقليمياً ودولياً، في زمن سابق. لكنها اليوم أصبحت بلا قيمة، خصوصاً أنها ترافقت مع الزلزال الذي أحدثه الجيش السوري على فالق حلب، فلم يغطِّ عليها وحسب، بل سحب منها كل إمكانات التأثير لينقلب السحر على الساحر. فما فائدة ظهور أبو محمد الجولاني بوجهه بينما ترتدي حلب وجه باكورة انتصاراتها الكبرى؟

ومن دون أية إشارة صريحة إلى فك الارتباط مع تنظيم «القاعدة»، ولا التراجع عن البيعة «المتجددة» التي تربط بينهما، أعلن أبو محمد الجولاني زعيم «جبهة النصرة»، أمس، عن «وقف العمل باسم «جبهة النصرة» وإعادة تشكيل جماعة جديدة ضمن جبهة عمل تحمل اسم «جبهة فتح الشام»، مشدداً على أن «هذا التشكيل الجديد ليس له علاقة بأية جهة خارجية».

وثمة العديد من المؤشرات الداخلية والخارجية التي تؤكد على أن خطوة الجولاني التي كانت متوقعة منذ ايام عدة، لن تفلح في إحداث أي اختراق سواء على صعيد علاقته مع باقي الفصائل أو على صعيد صورة تنظيمه المصنف على قائمة الإرهاب، بل يمكن القول إن خطوة الجولاني جاءت متأخرة لدرجة أن بعض الدول التي لم تُخفِ في السابق رهانها على إمكان ضم مقاتلي «النصرة» إلى «المعارضة المعتدلة»، لم تعد قادرة على الاستثمار في هذه الخطوة والاستفادة منها؛ فقد جرت مياه كثيرة منذ غازلها المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي اي ايه) الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس مطالباً بضمها إلى «التحالف ضد داعش» في أيلول من العام الماضي. وتغيرت قناعات العديد من الدول التي كانت تراهن عليها، وذلك بعد أن اكتسحت موسكو الأجواء السورية بـ «عاصفة السوخوي» فارضة نفسها لاعباً أساسياً لا يمكن تجاوزه أو القفز فوق شروطه. حينها، انتقلت واشنطن من طور غض الطرف عن «الإمارة الإسلامية» والرهان على «الجهاديين» كما فعلت سابقاً في أفغانستان، إلى طور التفاهم مع موسكو والاتفاق معها على «محاربة الإرهاب» بوجهَيه البارزين «داعش» و «النصرة».

ولم يُخفِ الجولاني في كلمته أمس التي ظهر فيها للمرة الأولى بوجهه الحقيقي بعد أن كان طوال السنوات الماضية يتخفى وراء الكاميرات، أن الخشية من هذا التفاهم هي أحد الأسباب التي دفعته إلى اتخاذ خطوته الأخيرة، متذرعاً بحماية «أهل الشام من القصف». وليست واشنطن وحدها من انقلبت على عقبيها وأدارت ظهرها إلى «مشروع معتدلي النصرة». فأنقرة أيضاً، وفي موقف لافت صدر، أمس، عن وزير خارجيتها نفضت يديها من التنظيم الذي طالما رضع من معابرها وحدودها سلاحاً ومالاً و «مقاتلين أجانب»، حيث أعلن مولود جاويش أوغلو أن «بلاده وموسكو ستتخذان قراراً مشتركاً بمحاربة تنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة» الإرهابيين في اجتماع اردوغان وبوتين في 9 آب»، وهذا الإعلان يشكل أحد تداعيات الانعطافة التركية التي بدأت بها أنقرة قبل انشغالها بالانقلاب الفاشل، ويؤكد التزامها بعدم الخروج عن إطار التفاهم الثنائي بين القوتَين العظميَين.

وقد سارعت واشنطن إلى الرد على «الحيلة القاعدية» بإغلاق الباب أمام أية آمال زائفة، فقالت على لسان قائد المنطقة الوسطى الجنرال لويد أوستن «أن جبهة النصرة» ستظل جزءًا من تنظيم «القاعدة» حتى لو غيرت اسمها»، مشيراً إلى «تزايد المخاوف من قدرة النصرة على استهداف الغرب»، وأضاف: «ما زلنا نجري تقييماً لوضعها».

وعلّقت وزارة الخارجية الأميركية بالإشارة إلى أن «النصرة» لا تزال هدفاً للطائرات الأميركية والروسية على الرغم من قرارها قطع العلاقات مع تنظيم «القاعدة» وتغيير اسمها. وقال المتحدث باسم الوزارة جون كيربي إن التنظيم لا يزال «خارج نظام وقف إطلاق النار في سوريا» وإنه يعد «هدفا مشروعا للولايات المتحدة وطبعا لروسيا التي لها وجود عسكري في سوريا».

لكن كيربي اعتبر أن الإعلان الذي صدر عن الجولاني «يمكن أن يكون ببساطة مجرد تغيير للمسميات»، وأن الولايات المتحدة «ستحكم عليها من تصرفاتها وأهدافها وعقيدتها».

بدوره، قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال جو فوتل سرعان ما صرح إن «جبهة النصرة» لا تزال تشكل في الواقع تهديداً، وأنها على علاقة بتنظيم «القاعدة» رغم إعلانها فك ارتباطها به.

وقال فوتل الذي يشرف على القوات الأميركية في سوريا والعراق وأفغانستان خلال منتدى أمني في ولاية كولورادو إن «هذه المنظمات ماكرة للغاية، وتتمتع بمرونة بشكل غير عادي. ينبغي أن نتوقع قيامها بأشياء»، مضيفاً: «يمكنهم إضافة فرع لشجرة، وجعله مختلفاً قليلا، لكن هذا الفرع يجد جذوره في أيديولوجية ومفهوم إصوليين. ووسط كل هذا، فإنها لا تزال تنظيم القاعدة».

وفي انعكاس جلي للخارج على الداخل، فقد لوحظ مدى فتور ردود الأفعال على خطوة الجولاني حتى من أقرب الفصائل إليه، هذا إذا لم تكن بعض الفصائل الكبيرة قد تعمدت التحرش بـ «جبهة النصرة» قبل ساعات من إعلان الجولاني كي توصل إليه رسالة مفادها أن زمن «الاتحاد» قد ولّى إلى غير رجعة. ومن هذا القبيل قيام «أحرار الشام» بطرد أربعين عنصراً من «جبهة النصرة» بعد محاولتهم التمركز في إحدى قرى سهل الغاب، وكان لافتاً أن «أحرار الشام» بررت ذلك بحماية أهالي القرية من القصف المتوقع على «النصرة» في إشارة إلى أنها تسعى لتمييز نفسها عنها والنجاة بجلدها مما ينتظرها.

وبالتالي فإن كلام الجولاني عن « العمل على التوحد مع الفصائل» و «تقريب المسافات مع الفصائل المجاهدة» و «الأمل بتشكيل جسم موحد يقوم على الشورى» يأتي ليؤكد مدى الخيبة التي ستمنى بها «جبهة النصرة» بعد أن تخرج من قوقعتها وتدرك وزنها الحقيقي عند هذه الفصائل التي سيكون همها الأول والأخير تفادي الطائرات الروسية والأميركية.

والمفارقة أن الجولاني سيجد نفسه بعد التخلي عن إسم «القاعدة» أكثر عزلةً مما كان عليه عندما كان يقاتل تحت رايتها.

وفي انفصال حقيقي عن الواقع، وفي ظل عدم قدرة على قراءة التطورات السابقة، أو ربما عناد على تجاهلها، كانت قيادتا «القاعدة» و «النصرة» مشغولتين بطريقة إخراج خطوة الانفصال الشكلي وكيفية إظهار عدم تعارضها مع أحكام «البيعة» والتأكيد على التوافق التام بين الطرفين على القيام بها، بينما كل المؤشرات كانت تدل على أنه أيّاً كانت طريقة الإخراج فإن المشهد بدا كأنه خطوة في الهواء ولن تترتب عليه أية آثار ذات أهمية.

لذلك فإن قيادة «القاعدة» ولنفي أي خلاف مع «النصرة» ولطمأنة بعض رؤوس قادتها بأن ما يحصل لا يشبه في شيء ما قام به زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي ربيع العام 2013 عندما أشعل أوسع خلاف من نوعه حول «البيعة»، حرصت على الإيعاز إلى نائب الظواهري أبو الخير المصري (واسمه محمد رجب) والذي يقيم في سوريا منذ أشهر عدة بإصدار خطاب يمنح فيه «جبهة النصرة» الضوء الأخضر لاتخاذ الإجراء المخطط له.

وكان زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، قد سبقه مؤكداً أن بوسع «النصرة» التضحية بروابطها التنظيمية مع «القاعدة» إذا كان ذلك لازماً للحفاظ على وحدتها ومواصلة المعركة في سوريا.

وتوجه الظواهري لـ «النصرة» في تسجيل صوتي بالقول: «إن أخوة الإسلام التي بيننا هي أقوى من كل الروابط التنظيمية الزائلة والمتحولة وإن وحدتكم واتحادكم وتآلفكم أهم وأعز وأغلى عندنا من أي رابطة تنظيمية».

وأضاف: «وحدتكم واتحادكم ووحدة صفكم تعلو فوق الانتماء التنظيمي والحزبي بل يضحى بلا تردد بتلك الروابط التنظيمية الحزبية إذا تعارضت مع تآلفكم ووحدتكم واصطفافكم في صف واحد كالبنيان المرصوص في مواجهة عدوكم العلماني الطائفي وتتواطأ معه الحملة الصليبية المعاصرة».

من هو الجولاني:

تبين أن الجولاني هو أحمد حسين الشرع ولد في العام 1984 أي أنه يبلغ الثانية والثلاثين من عمره، وكان عند تأسيس «جبهة النصرة» في السابعة والعشرين فقط. وقد تضاربت الأنباء حول مكان ولادته، ففيما تقول إحدى الروايات إنه وُلِد في درعا، تؤكد رواية أحد مناصري «داعش» والذي سبق له تسريب صورة الجولاني وهويته الحقيقة منذ شباط الماضي، أن الجولاني ولد في السعودية.

ويعتقد أن الجولاني عاش القسم الأكبر من حياته في العاصمة دمشق حيث دخل كلية الإعلام، لكنه لم يكمل الدراسة. وقد ذهب تحت تأثير خطب أبي القعقاع للقتال في العراق وانضم إلى «دولة العراق الإسلامية» وقاتل تحت إمرة البغدادي الذي اختلف معه بعد سنوات من ذلك التاريخ، ليصبحا ألد عدوين.

وتشير المعلومات إلى أن الجولاني كان معروفاً في العراق باسم أمجد حسين علي النعيمي، وأنه دخل سجن بوكا بذلك الإسم، وربما هذا ما دفع الأمم المتحدة إلى استخدام الإسم في لائحة العقوبات الخاصة بها.

وفي سجن بوكا حصل الجولاني على تزكية من أبي مسلم التركماني الذي كان يوصف بأنه الرجل الثاني في تنظيم «داعش» والذي قتل بغارة أميركية مؤخراً، وهو ما فتح الأبواب أمامه للقاء البغدادي ومبايعته يداً بيد. ومن ثم كلّفه البغدادي بالقدوم إلى سوريا وتأسيس «جبهة النصرة» قبل أن تتطور الأمور ويحصل الخلاف المعروف بينهما.

 

فصائل المعارضة تمنع المدنيين من الخروج من احياء حلب الشرقية

بيروت – أ ف ب – تمكن عدد ضئيل فقط من سكان مدينة حلب في شمال سوريا، من الخروج من الأحياء الشرقية، قبل ان تمنع الفصائل المعارضة المدنيين من الوصول الى الممرات الإنسانية التي أقامها النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، انه منذ اعلان روسيا حليفة نظام الرئيس السوري بشار الأسد الخميس اقامة هذه الممرات الإنسانية، “تمكن نحو 12 شخصاً من الخروج عبر معبر بستان القصر قبل ان تشدد الفصائل المقاتلة اجراءاتها الأمنية وتمنع الأهالي من الاقتراب من المعابر”.

 

ويسعى النظام من خلال فتح هذه الممرات الإنسانية الى اخلاء الأحياء الشرقية البالغ عدد سكانها حوالى 250 الف نسمة، في سياق المعارك التي تخوضها قواته لاستعادة هذه المناطق من الفصائل المقاتلة التي تسيطر عليها منذ 2012، والسيطرة بالكامل بالتالي على ثاني اكبر مدن سوريا.

 

وأوضح المرصد ان “المعابر عملياً مقفلة من ناحية الفصائل لكنها مفتوحة من الجانب الآخر، اي في مناطق سيطرة قوات النظام”. وبالرغم من هذه البادرة التي أعلن عنها على انها انسانية، واصلت القوات الروسية والسورية فجر الجمعة قصفها للأحياء الشرقية في حلب.

 

وقال المرصد “يريد الروس والنظام من خلال فتح المعابر الانسانية الإيحاء بأنهم يريدون حماية المدنيين لكنهم يستمرون في المقلب الآخر في قصفهم في الأحياء الشرقية”.

 

وتشهد مدينة حلب منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة وتبادلاً للقصف، بين الفصائل المقاتلة التي تسيطر على الأحياء الشرقية وقوات النظام التي تسيطر على الأحياء الغربية.

 

وباتت الأحياء الشرقية محاصرة تماماً، منذ تمكنت قوات النظام من قطع طريق الكاستيلو آخر منفذ اليها في الـ17 من الشهر الحالي.

 

وأكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الخميس، بدء “عملية انسانية واسعة النطاق” في حلب، موضحاً ان ثلاثة ممرات انسانية ستفتح بالتنسيق مع القوات السورية “من أجل المدنيين المحتجزين كرهائن لدى الارهابيين وكذلك المقاتلين الراغبين في الاستسلام”.

 

وقال ان ممراً رابعاً سيفتح في الشمال، على طريق الكاستيلو ليسمح “بمرور المقاتلين المسلحين بشكل آمن”، مؤكداً ان الأمر لا يتعلق سوى “بضمان أمن سكان حلب”.

 

وقال مدنيون انهم يخشون ان يقبض عليهم النظام ويسجنهم في حال خروجهم من الأحياء الشرقية.

 

واستخدم النظام الحصار لإخضاع الفصائل المعارضة في مناطق أخرى من سوريا.

 

ويرى محللون ان خسارة الفصائل المقاتلة مدينة حلب ستشكل ضربة كبيرة لها وتحولاً في مسار الحرب، التي اودت منذ منتصف آذار/مارس بحياة أكثر من 280 ألف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية

 

فرنسا وبريطانيا تدعوان إلى إنهاء حصار حلب بشكل فوري

مقتل 15 مدنيا وجرح العشرات في قصف قوات التحالف لمنبج

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: دعت كل من فرنسا وبريطانيا، أمس، النظام السوري وحلفاءه إلى «إنهاء الحصار» المفروض على مدينة حلب، شمالي البلاد، بـ»شكل فوري». جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك بين وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك أيرولت ونظيره البريطاني، بوريس جونسون، عقب اجتماع مغلق في مبنى وزارة الخارجية الفرنسية في باريس.

في هذه الاثناء أعلنت موسكو ودمشق أمس إقامة ممرات إنسانية في مدينة حلب السورية، تمهيدا لخروج المدنيين والمقاتلين المستعدين لتسليم سلاحهم، بعدما باتت الأحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل المعارضة محاصرة بالكامل من قوات النظام السوري.

وتزامن الإعلان الروسي مع إصدار الرئيس السوري بشار الأسد أمس مرسوما يقضي بمنح عفو لكل من يبادر من مسلحي المعارضة إلى تسليم نفسه خلال ثلاثة أشهر، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا».

وأفاد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ببدء «عملية إنسانية واسعة النطاق» في مدينة حلب في شمال سوريا اعتبارا من اليوم، موضحا أن ثلاثة ممرات إنسانية ستفتح بالتنسيق مع القوات الحكومية السورية «من أجل المدنيين المحتجزين كرهائن لدى الإرهابيين وكذلك المقاتلين الراغبين في الاستسلام.»

جاء ذلك فيما قتل 15 مدنيا على الأقل وصيب العشرات بجروح جراء ضربات للتحالف الدولي بقيادة أمريكية على بلدة الغندورة الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في ريف مدينة منبج في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس.

ويسيطر تنظيم «الدولة» على البلدة الواقعة على بعد نحو 23 كيلومترا شمال غرب مدينة منبج التي تحاصرها قوات سوريا الديمقراطية، إثر هجوم بدأته في 31 آيار/ مايو بمؤازرة التحالف الدولي بقيادة أمريكية.

 

كواليس الخلاف «العملياتي» بين روسيا والأمريكيين… والوزير كارتر لم ينسق مع الأردن تصريحه بتدشين «جبهة الجنوب»

بسام البدارين

عمان ـ «القدس العربي»: يمكن القول أن إعلان وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر تدشين الجبهة الجنوبية لسوريا قريبا ضد الإرهاب سجل مفاجأة من طراز خاص للسلطات الأردنية من جانب واحد فقط أثار الاستغراب ولا علاقة له بتنسيق مشترك ويتمثل جزئيا بأن الجبهة الجنوبية لسوريا على نطاق التحالف الدولي فاعلة أصلا وناشطة.

يقدر مسؤولون أردنيون أن تصريح الوزير سياسي بامتياز أكثر من كونه عملياتيا وعسكريا.

وتؤشر غرفة القرار التي التقطت التصريح الأمريكي على أن الهدف السياسي قد ينحصر في رسالة من طراز خاص في الاتجاه المعاكس للعمليات العسكرية الروسية على الأرض السورية من جهة الشمال.

الفرضية الواقعية أردنية هنا تقول بأن الخلافات وراء الستارة والكواليس بين موسكو وواشنطن حول مسار العمليات العسكرية الروسية تضخم مؤخرا عندما تعلق الأمر ببعض التفاصيل، الأمر الذي يوجب لفت نظر الروس إلى أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الإرهاب في سوريا لديه بدائل في الواقع على رأسها جنوب سوريا وبالتالي شمال الأردن حيث العسكرية الأمريكية متمترسة وبدون التموضع الاستخباراتي الروسي العسكري في المنطقة.

الأردن الرسمي تجاهل التعليق علنا على التصريح اللافت لوزير الدفاع الأمريكي.

لكن الملاحظات خلف الستارة والتقارير التي ترد لعمان تتحدث عن ثلاثة خلافات عملياتية أساسية بين موسكو وواشنطن قد تلتهم جزءا حيويا من التنسيق والتوافق الميداني على ما يجري في سوريا.

الخلاف الأول يتعلق بإصرار الجانب الروسي على استهداف وضرب من تصفهم الإدارة الأمريكية بالمعارضة المعتدلة حيث تم ضرب مجمع لأعضاء في «الجيش الحر» مؤخرا مع عائلاتهم مما أغضب واشنطن ودفع وزير الخارجية جون كيري لتشديد لهجته مع الجانب الروسي في زيارته الأخيرة لموسكو.

الخلاف الثاني له علاقة وفقا لمصدر أردني مطلع برفض واشنطن والتحالف تسليم غرفة العمليات الروسية لإحداثيات «جبهة النصرة» تحديدا ولاحقا لإحداثيات فصائل المعارضة المعتدلة التي تقول موسكو إنها تريدها لكي لا تستهدفها وهو خيار يرفضه التحالف من حيث المبدأ بسبب عدم وجود أجواء للثقة في مسرح العمليات للجانب الروسي.

يبرر هذا الخلاف عمليا ما تردد عن نصائح وجهت من بعض دول التحالف لـ»جبهة النصرة» وغيرها من الفصائل مما أدى لإعادة انتشارها وترك مواقع لها في جنوب سوريا وفي محيط درعا ونهر اليرموك تحديدا بعد تحذيرات وإعلان الوزير كارتر.

الخلاف الثالث بالمقابل يتعلق على الأرجح في تصور بعض الأطراف في دول التحالف بأن الجانب الروسي يستغل الحرص المبدئي عند التحالف على مؤسسات الجيش السوري وعلى هيئات الدولة السورية تجنبا لسيناريو اجتثاث البعث العراقي.

هذه الخلافات بدأت تحكم فيما يبدو عملية التنسيق عير الجبهتين الشمالية والجنوبية بين روسيا والإدارة الأمريكية.

الانطباع هنا في عمان يتفاعل بأن الضغط الشديد شمال سوريا وفي مدينة حلب وجوارها على تنظيم «الدولة» سيؤدي أو يؤدي في الواقع إلى تفاضل عددي لأعضاء هذا التنظيم في جنوب سورية وفي وسطها ومحيط تدمر ودير الزور.

الأردن يقول بأن جاهزيته عالية جدا لمواجهة أي تحديات إرهابية في مناطق الامان الحدودية حيث يعمل بنشاط من داخل التحالف وبالتنسيق مع غرفة عملياته العسكرية في البحرين.

لذلك يعتقد بأن إعلان الوزير كارتر المباغت رسالة مناكفة سياسية أكثر من كونها تهديدا بأمر واقعي يحصل فعلا حيث لازالت بعض القواعد شمال الأردن تستخدم من قبل التحالف في ضرب تنظيم «الدولة» وهو ما حصل مرات عدة مؤخرا.

بالنسبة لعمان الرسمية ما تحدث عنه الوزير الأمريكي إقرار لواقع موضوعي أصلا لكن الفرصة قد تكون متاحة لتوسيع نطاق عمليات التحالف من شمال الأردن وبالتالي في جنوب سوريا بشكل مكثف في الأسابيع المقبلة ليس فقط في إطار المناكفة العملياتية في روسيا ولكن أيضا لحماية حدود الأردن والأهم لمطاردة فائض الكادر الذي يتجه جنوبا من أنصار ومقاتلي تنظيم «الدولة» بسبب مسار العمليات في الشمال.

 

النظام السوري يلوح بمصادرة استثمارات دول الخليج بحجة دعمها للمعارضة وتلبية لضغوط موالية

سلامي محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: نقلت مصادر صحافية لبنانية مقربة من النظام السوري على لسان الأخير أحاديثه عن وجود ضغوط اقتصادية ومطالب شعبية من الموالين للأسد لمصادرة الاستثمارات الخليجية في سوريا بذريعة دعم الخليج العربي لـ «المسلحين» وتدمير الموارد الوطنية، معتبرةً أن العلاقة بين الطـرفين وصـلت إلى مرحـلة «إعلان الحـرب».

ونوهت صحيفة «الأخبار» اللبنانية نقلاً عن النظام السوري بأن مصادرة الاستثمارات الخليجية في سوريا والتي تقدر بمليارات الدولارات هي بمثابة «تعويضات» عن التدخل الخليجي، معتبرة أن سوريا المتمثلة بنظام الأسدين قدمت فرصh اقتصادية «ذهبية» للخليج العربي كان من الصعب تركها تذهب لمنافسين آخرين، فكيف إذا كان هذا المنافس هو إيران، على حد وصفها.

الاستثمارات الخليجية في سوريا وخاصة لدول «السعودية، قطر، الإمارات» تقدر بحسب المصدر، بمليارات الدولارات الأمريكية وهي تشمل جميع القطاعات والمشاريع الاقتصادية «السياحية، العقارات، الطاقة والخدمات المالية» وغيرها، فيما وصل إجمالي هذه الاستثمارات «الهيئة الاستثمار» في سوريا حتى عام 2014 أكثر من 118 مليار ليرة سورية.

المحامي اللبناني طارق شندب رأى أن نظام الأسد يسعى أكثر فأكثر على الدول الخليجية للوقوف في جانبه بغية استمراره في قتل الشعب السوري، وما سرب عن خبر مصادرة الاستثمارات الخليجية لا يمكن أن يكون إلا نوعا من أنواع «الهبل القانوني» التي من الممكن أن يلجأ إليه النظام، فقد فعل ذلك سـابقاً وسـرق أموال السـوريين.

وقال لـ «القدس العربي» خلال اتصال هاتفي خاص معه: إقدام النظام السوري على مثل هذه الخطوة سيعرضه إلى عقوبات كبرى، إذ إن الاستثمارات محمية بموجب القوانين والاتفاقيات الدولية، وهذا أيضاً سيعرض النظام لحجز كميات كبيرة من الأموال المستثمرة في الخليج، وفي حال تنفذه يعني فرض عقوبات اقتصادية جديدة على الأسد ونظامه.

وأشار المحامي اللبناني، إلى الشركات الخليجية وأصحاب الاستثمارات بإمكانهم اللجوء إلى المحاكم الدولية المختصة، وبالتالي حجز أموال للنظام السوري في مناطق عدة، مردفاً إلى الأسد فعل مثل الإجراءات من قبل ولكن بالسر دون إخراجها للعلن، لأنها سترتد عليه بكوارث اقتصادية لا يمكنه تحملها.

أما الناشط الحقوقي فراس الشامي أكد أن النظام السوري منذ تولي الأسد الأب الحكم في سوريا أقدم على مصادرة مساحات هائلة من السوريين أنفسهم تحت مسمى «الاستملاك» لصالح قواته العسكرية دون دفع أي مبالغ مالية للمالكين الأصليين، فيما تم دفع مبالغ رمزية جداً لآخرين، معتبراً أن تلويح نظام الأسد الابن عبر الصحيفة اللبنانية بمصادرة الاستثمارات الخليجية أمر غير مستبعد تنفيذه، كما لم يستبعد الشامي وجود نفوذ وقرار إيراني بحت في هذا الإعلان.

وقال لـ «القدس العربي»: لم يعد إخفاء المرحلة المقبلة أمراً وارداً، فالجميع بات يدرك أن حرباً باردة تجري بين الخليج وطهران، فيما تسعى الأخيرة لإيجاد احتكاكات مباشرة خاصة مع السعودية وقطر، معتبراً أن التلميح بمصادرة أملاك الخليج ربما هو يصب في خلق مشكلة جديدة وتعقيد الأمور السياسية، كما يحمل في الوقت ذاته خيار المساومة حيال الملف السوري. واستطرد متحدثا «التلميح لمثل هذه الأعمال في الوقت الراهن يحمل مدلولات عدة منها: مؤشرات على انهيارات الاقتصاد في سوريا ولجوء النظام ومن خلفه لمثل هذه الأفعال هي لسد الفوهات المالية، حركة كيدية ضد الخليج بسبب التوافق الروسي الأمريكي ضد المعارضة السورية».

 

الميليشيات العراقية والأفغانية تحرق امرأة سورية في مدينة تدمر الأثرية في ريف حمص

هبة محمد

حمص ـ «القدس العربي»: أحرقت مجموعات عراقية بمساعدة الفيالق الأفغانية التي تقاتل بدلا عن قوات النظام السوري في معظم المعارك الدائرة في سوريا، امرأة تبلغ من العمر 50 عاما، تقطن في الحي الجنوبي من مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، الواقع ضمن مناطق سيطرة القوات النظامية.

وفي التفاصيل أفاد ناصر عبد العزيز مدير مركز الدراسات والتوثيق في مدينة تدمر، في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»، أن الميليشيات العراقية والأفغانية التي تقود المعارك في المنطقة ضد تنظيم «الدولة»، قد أحرقت حوالي 20 % من مساحة مدينة تدمر، بما فيها الأبنية السكنية والأسواق والمحال التجارية، انتقاما من الأهالي، وتمهيدا لإعادة تأهيل المنطقة لاحتلاها وجعلها مركزا ومنطلقا لعملياتهم العسكرية، بحسب المصدر.

وأضاف المتحدث الإعلامي «بينما كانت هذه الميليشيات تضرم النار وتحرق الحي الجنوبي في المدينة، صباح يوم أمس، سمع الأهالي صوت امرأة بدأت تصرخ منذ أول لحظات اندلاع الحريق في بيتها الكائن في الطابق السفلي من البناء الذي تقطن فيه، وتبين أن الصوت صادر عن فوزية محمود درويش البالغة من العمر 50 عاما، فتجمهر عدد من الجيران لا يتجاوز عددهم العشرة أشخاص حول منزلها، إلا أنهم وقفوا مكتوفي الأيدي، أمام النيران العملاقة، في ظل انعدام توفر المياه وانقطاعها عن المدينة، مما جعل إطفاء الحريق أمرا مستحيلا».

وبيّن المصدر أن «مدينة تدمر خالية من أي فرق للإنقاذ أو فرق الدفاع المدني، مما حال دون إنقاذ الضحية، وتركها تواجه مصيرها حتى تحولت إلى بقايا عظام محروقة ورماد»، بحسب وصفه.

وأرجع المصدر سبب الحادثة إلى أن الميليشيات لم تكن تعلم بوجود أحد داخل البيت بشكل خاص، أو في البيوت المحيطة داخل الحي الجنوبي الشبه مهجور.

ومن ناحية ثانية كانت الميليشيات الإيرانية وكتائب الإمام علي العراقية التابعة للحشد الشعبي، قد أعلنت إنهاء تواجدها في ريف حلب الجنوبي، وانتقالها لتبدأ عملياتها العسكرية لأول مرة من قلب مدينة تدمر الأثرية في ريف حمص، وذلك في 20 من شهر تموز/يوليو الجاري، أي قبل نحو ثمانية أيام، حيث أعلنت الأخيرة عن بدء معركة اطلقوا عليها اسم «يا علي» بقيادة القائد العسكري لكتائب الأمام علي في العراق والشام محمد الباوي، وبالتنسيق مع قوات النظام السوري، وتغطية نارية من قبل سلاح الجو الروسي، لقتال تنظيم «الدولة» الذي يتمركز على بعد عشرة كيلومترات من مدينة تدمر شرقا، في منطقة صوامع الحبوب، وعلى بعد عشرة كيلومترات أخرى إلى الجنوب من المدينة.

 

الخارجية الأمريكية تؤكد أن لدى دي ميستورا كل المعلومات التي يحتاجها والدعم لتهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات السورية في أقرب فرصة

تمام البرازي

واشنطن ـ «القدس العربي»: بعد مطالبة المبعوث الأممي دي ميستورا بالمزيد من التفاصيل من الأمريكيين والروس في رده على البيان الأمريكي المشترك الذي يحث الأمم المتحدة على تحضير اقتراحات حول العملية السياسية في سوريا لتكون نقطة الانطلاق للمفاوضات المستقبلة قال رد الناطق باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي «لقد تم إجراء محادثات جيدة في جنيف واتفقنا كلنا على تحريك العملية السلمية للأمام في سورية عبر تطبيق وقف الأعمال العدائية». وكانت الاقتراحات حول ذلك، وهذا ما ناقشه وزير الخارجية جون كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وهذا ما بحثه الطرفان في مؤتمر الآسيان الأخير، أي تطبيق وقف الأعمال العدائية بطريقة دائمة وفي كل مناطق سوريا، لأن تحقيق ذلك سيدفع المحادثات السياسية إلى الأمام. ولا يوجد عدم فهم لما يقوله دي ميستورا الذي نقدر تواصله معنا ومع الروس والقدرة على التحرك للأمام ، وأن دي ميستورا تحدث عن محاولته لاستئناف المحادثات السياسية قريبا، ونحن ندعم ذلك، ولكن أمريكا وروسيا بكونهما يترأسان معا المجموعة الدولية لدعم سوريا يدركان أنه من الأهمية تطبيق وقف الأعمال العدائية بطريقة أفضل حتى تكون الظروف أفضل للمحادثات ولكي يضمن نجاحها».

وأشار إلى «أنه ليس من المفيد الدخول في نقاش حول ماذا يريد دي ميستورا من الأمريكيين والروس، وأن ثلاثتنا على اتصال مستمر ودائم، ويمكن أن أؤكد أن الأمريكيين على الأقل ملتزمون وأن لدى دي ميستورا كل المعلومات الذي يحتاجها والدعم الذي يحتاجه لخلق الظروف لاستئناف المفاوضات في أقرب فرصة ممكنة، ولا نريد أن نخمن متى سيحدث ذلك».

وحول رسالة المعارضة السورية لمؤتمر القمة العربية في نواكشوط التي تصف فيها روسيا بأنها قوة احتلال في سوريا قال كيربي «لم أر هذه الرسالة لكن لدينا موقف واضح من الوجود العسكري الروسي في سوريا ونشاطاتهم في العديد من الأشهر، إن روسيا لديها علاقة دفاعية تاريخية مع سوريا منذ فترة طويله قبل نشوب النزاع الأخير، ولدى روسيا قاعدة عسكرية فيها وقوات روسيه هناك، ولذلك وجود الروس لم يكن مفاجأة للخارجية الأمريكية . وعندما تصاعدت الحرب الأهلية فإن لهم مصالح في كيفية سير الأحداث. وبصراحة فإن وزير الخارجية كيري ونظيره الروسي لافروف كانا على اتصال مبكر وشكلا المجموعة الدولية لدعم سوريا، وكنا صريحين منذ البداية عندما رأينا ان النشاطات العسكرية الروسية كانت تدعم نظام الأسد، وأعربنا عن قلقنا حول ذلك ومازلنا نعرب عن قلقنا، ولكن كيري ولافروف التزما في تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى عملية انتقال سياسي في سوريا، وكيف الوصول لذلك؟ إنهما يعملان الآن بقوة لخلق الظروف المناسبة لبدء المحادثات السياسية السورية، ويجب تخفيض مستوى العنف ولهذا لم تنجح الجولات الثلاث الماضية، ولأن نظام الأسد استمر في قصف المدنيين العزل ومجموعات المعارضة المعتدلة».

وأضاف «وكما قلنا إنه يمكن للعسكر الروس أن يكون لهم دور في سوريا ضد تنظيم الدولة وجبهة النصرة، وهذا ما كان يبحثه كيري مع لافروف خلال الأسابيع القليلة الماضية، وان كيري قال في مايو/ ايارالماضي إنه وضع هدفا أول آب/ أغسطس لتحقيق العملية الانتقالية في سوريا، ومازال يتوقع تحركا ايجابيا في أب/أغسطس المقبل، ولم يتخل عن هذا الهدف، ومازال يعتقد أنه لو تم تطبيق بعض الاقتراحات التي ناقشها في موسكو فإنه سيتم تحقيق تقدم ويمكن تحقيق إطار لعملية الانتقال السياسي في سوريا. وهناك إمكانية برؤية نوعا من التقدم في الشهر المقبل، ولا نريد أن نكون متفائلين جدا ولكن ننظر إلى الأمور ببراغماتيه، ونعي حجم التحديات التي نواجهها. وخاصة أن نظام الأسد يخرق التزاماته ولم يجر استخدام النفوذ الروسي على النظام، وكلنا نعمل بجدية لتحقيق بعض التقدم في الشهر المقبل. وكما قال الرئيس اوباما فإن الخيارات الأخرى ليست جيده كلها ونفضل الحل الدبلوماسي، ومازال كيري يعتقد انه من الممكن تحقيق بعض التقدم قبل نهاية الصيف الحالي، وهناك تفكير وبحث في الوكالات الحكومية المختلفه لمعالجات بديله ولكن لم يتخذ أي قرار للتخلي عن المعالجة الدبلوماسية الحالية».

وأدان كيربي تفجير القامشلي الذي نفذه تنظيم «الدولة» وأكد أن هناك تمسكا في دحر تنظيم «الدولة» التي قتلت عشرات الآلاف من الأبرياء في سوريا والعراق.

 

دي ميستورا: لا يجب إجبار المدنيين على مغادرة حلب

جنيف ــ العربي الجديد

علّق المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، اليوم الجمعة، على المبادرة الروسية بشأن الممرات الإنسانية في حلب السورية، بالقول إن الأمم المتحدة بانتظار المزيد من التفاصيل عن المبادرة الروسية، مشدّداً في الوقت نفسه، على أن فتح ممرات آمنة في حلب شأن يجب تركه للأمم المتحدة.

ولفت دي ميستورا، خلال مؤتمر صحافي عقده في جنيف، إلى أن “الأمم المتحدة ستدرس مبادرة روسيا”، مستدركاً بالقول “نحن نؤيد مبدئياً اقتراح الممرات الآمنة في حلب، ولكننا ننتظر مزيدا من التفاصيل”.

وأوضح “نحن اقترحنا على الروس ترك مهمة إنشاء الممرات الإنسانية لنا، لما لدينا من خبرة في هذا المجال”، مشدداً على “ضرورة تأمين المؤن لمن لا يريد الخروج من حلب”.

كما شدد دي ميستورا على “ضرورة ترك حرية اختيار الوجهة التي سينتقل إليها المدنيون من حلب، وعدم إجبار أي شخص على المغادرة”، مشيراً إلى ضرورة وجود “ضمانات لحماية المدنيين في حلب ومن يخرج منها”.

ولفت في هذا السياق، إلى أن الموارد الإنسانية في المدينة المحاصرة تكفي سكانها لمدة ثلاثة أسابيع فقط، مطالباً النظام السوري وروسيا بوقف القصف على المدينة.

 

المعارضة السورية غير متفائلة من فك “النصرة” ارتباطها بـ”القاعدة

محمد أمين

أعلنت المعارضة السورية، أنها لا تتوقع أن يكون لقرار قائد “جبهة النصرة”، أبو محمد الجولاني فك الارتباط بتنظيم “القاعدة” انعكاسات ايجابية على الثورة السورية، والمسار السياسي، وذلك في أول تعليقٍ لها على إعلان الجولاني، أمس الخميس، وقف العمل باسم “النصرة” وتشكيل جماعة جديدة باسم “جبهة فتح الشام”.

وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، رياض نعسان آغا، لـ”العربي الجديد”، إنه لا يتوقع أن يكون لإعلان الجولاني “أي انعكاس إيجابي”، موضحاً “لأن خطاب فك الارتباط مع تنظيم القاعدة لم يلق قبولا دولياً”. وأشار في الوقت ذاته، إلى أن خطاب الجولاني “لم يشر إلى تغيير في البنية، أو الأهداف”.

وظهر الجولاني، مساء أمس، للمرة الأولى في شريط تلفزيوني، ليعلن فك الارتباط بـ”القاعدة”، وذلك “تلبية لرغبة أهل الشام في دفع ذرائع المجتمع الدولي”، مبيناً أنّ الغاية من هذه الخطوة “تحقيق الأمن والأمان والاستقرار والحياة الكريمة لعامة الناس، التوحد مع الفصائل المعارضة لرصّ صفوف المجاهدين، وتحرير أرض الشام، والقضاء على النظام، وأعوانه”، وفق قوله.

وسبق هذا الإعلان تسجيل صوتي لنائب زعيم تنظيم “القاعدة”، أحمد أبو الخير، دعا فيه “جبهة النصرة” للتوحد مع الفصائل “لأن ذلك أهم من الروابط التنظيمية”، مطالباً إياها بـ”اتخاذ الخطوات المناسبة، لضمان الجهاد الشامي والعمل على التوحد مع الفصائل لإقامة حكومة إسلامية راشدة”، في إشارة لموافقة تنظيم “القاعدة” على فك “جبهة النصرة” ارتباطها به.

 

“جبهة فتح الشام”: النصرة في تجربتها الجديدة

عقيل حسين

خطت “جبهة النصرة” أخيراً خطوتها المنتظرة، وسجلت بإعلانها الانفصال عن تنظيم “القاعدة”، سابقة تاريخية بالنسبة لفرع من فروع التنظيم في العالم، بل وقد يشكل الأمر، حسب البعض، بداية تحول يفتح لـ”القاعدة” نفسها، آفاقاً جديدة كان ينقصها شجاعة التحرك نحوها من قبل.

 

وعلى الرغم من أن ردود فعل لم تكن مشجعة على هذا التوجه بشكل كامل، خلال الأسبوع الماضي، إلا أن إعلان “جبهة النصرة” فك ارتباطها بتنظيم “القاعدة”، أكد أن هذا القرار كان محسوماً، وإن شوشت عليه بعض التفاصيل.

 

معطيات متعددة تؤكد أن الترتيب لهذا الإعلان لم تغير فيه آراء الرافضين شيئاً، ومعطيات أخرى حضرت في خلفية الإعلان عن فك الارتباط، وسرقت منه بعض الأضواء، أكدت أن هذه الآراء أُخِذَت في الحسبان، شكلياً على أقل تقدير.

 

فاتساق التسريبات مع ما حصل، الخميس، وفي مقدمتها اعتماد اسم “جبهة فتح الشام” الذي سربته “النصرة” خلال الأسبوع الماضي للإعلام وشكل اللوغو، أكد أن الترتيب للقرار، الذي استغرق وقتاً غير قصير، لم يتأثر كثيراً بالملاحظات والتساؤلات. ومُثل ذلك ظهور قائد الجبهة، أبو محمد الجولاني، كاشفاً وجهه للمرة الأولى، في تأكيد على ما سبق وتم تسريبه من الجبهة أيضاً.

 

وطبعاً، يصبح من نافل القول هنا، أن الكلمة المقتضبة التي أعلن فيها الجولاني قرار فك الارتباط بتنظيم “القاعدة”، كانت مسجلة قبل الخميس. لكن لا أحد لديه أي معلومات حول ما إذا كان قد تم تعديلها خلال الأسبوع الماضي، بحيث تأخذ في الاعتبار فعلاً، تقديم تطمينات للمعترضين والمتخوفين، داخل صفوف “النصرة”، ومن صقور التيار السلفي الجهادي.

 

إلا أن الإجابة على هذه الأسئلة القلقة، حضرت بشكل صريح مرة، ومبطن مرة، وفي السياق مرة ثالثة، بحيث أمكن معه القول معه، إن “جبهة النصرة” قالت كلمتها ومشت، بأقل وقت وعبارات، منهية جدل أشهر طويلة، بلغ ذروته في الأيام الماضية.

 

أما ما كان صريحاً، فقد جاء من خلال قيادة تنظيم “القاعدة”، التي كانت محور أهم التساؤلات، وخاصة لجهة مدى رضاها عما يتم التفكير فيه. وحملت كلمة نائب زعيم التنظيم، أحمد أبو الخير، القول الفصل الذي أكد أن هذا القرار، كان بالتشاور مع قيادة “القاعدة”، وبدعمها ومباركتها.

 

ورغم بديهية الحصول على هذه المباركة، إلا أن الأمر لم يكن ليحتاج كل هذا التركيز، لولا ردود الفعل السابقة، لأن الجميع يعرف أن العلاقة بين التنظيم الأم وفرعه في سوريا على أحسن ما يرام، إلا أن عدم قدرة البعض في التيار على تصور أي قوة أو جماعة سلفية جهادية، خارج عباءة “القاعدة”، فرضت مثل هذا التركيز.

 

أما الرد الضمني، فقد حمله مضمون كلمة الجولاني، التي بالكاد تجاوزت 3 دقائق، وأكد فيها التزام التشكيل الجديد بثوابت “النصرة” وسياساتها، والسعي لتحقيق الأهداف ذاتها، بغض النظر عن الارتباط بـ”القاعدة” رسمياً.

 

إيحاءات أخرى كان هدفها التطمين أيضاً، جاءت هذه المرة في سياق أو خلفية الحدث، وعلى رأسها كان ظهور الجولاني إلى جانب اثنين من أعضاء مجلس قيادة الجبهة، أثناء القائه كلمة الانفصال عن القاعدة. فعلى يمينه، جلس عضو اللجنة الشرعية في “النصرة” السوري أبو عبد الله الشامي “عبد الرحمن عطون” والذي يعرف بأنه من الصقور فيها، وعلى يساره، جلس عضو مجلس القيادة، المصري أحمد سلامة مبروك، في رسالة واضحة على أن الجبهة مستمرة في احتضان المقاتلين غير السوريين، وهي النقطة التي كانت من أكثر ما ركز عليه الرافضون للقرار.

 

فبينما عبّر الكثيرون من هؤلاء عن تخوفهم، من أن يكون هذا القرار بداية لإنهاء وجود المهاجرين في الجبهة، ومسعى لتعزيز محليتها، على حساب المشروع الجهادي المعولم، صرح البعض منهم بلا مواربة، أن هذا الأمر سيكون مقدمة لتكرار تجربة المقاتلين الأجانب الذين قاتلوا إلى جانب المسلمين في البوسنة. فحذّر الداعية المصري المعروف هاني السباعي من “أن دايتون جديدة ستكون بانتظار العناصر المهاجرين”.

 

وعلى الرغم من الأثر الإيجابي الذي خلفه هذا الظهور الثلاثي، ومضمون خطاب “الجبهة الجديدة”، فإن القضية مع ذلك، تبقى واحدة من المسائل التي لا يمكن حسم الجدل حولها بسهولة. لكن يمكن اعتبار تصريح أحد أعضاء المكتب الإعلامي لـ”جبهة النصرة”، رداً على التساؤلات التي أثيرت حول الموضوع الأسبوع الماضي، والذي قال فيه “إن الكثير من المقاتلين غير السوريين يرغبون بالقتال مع الجبهة، لكنهم يريدون أن لا يرتبط اسمهم بالقاعدة”، يمكن اعتباره تفكيراً خارج الصندوق التقليدي.

 

وإذا كان من غير الممكن التأكد من وجود هذه الظاهرة بالفعل أو حجمها، فإن ما هو مؤكد، أن عدداً معتبراً من السوريين، سيتشجعون أكثر على الانضمام للتشكيل الجديد، لأنهم لا يريدون بالفعل أن يرتبط اسمهم بتنظيم “القاعدة”، بل من المرجح أن تندمج جماعات سورية متعددة بـ”جبهة فتح الشام” خلال وقت قصير، بما يعوض، من سيخرج منها بسبب هذه الخطوة.

 

لكن هل كان كل همّ الكلمة، كلمة الجولاني أولاً، وكلمة أبو الخير كذلك، توجيه رسائل إلى التيار السلفي الجهادي فقط وتطمينه؟ بالتأكيد لا، رغم أن مخاطبته احتلت المساحة الأبرز، وهذه إحدى أبرز مميزات خطاب التيار، الذي يعجز بشكل لا إرادي حتى، عن التخلص من قيود الجماعة والتحرر من حدودها، لصالح الإنطلاق في فضاءات أوسع. وهو الأمر الذي كان قد تنبهت إليه كلمة أبو الخير، التي سبقت كلمة الجولاني بساعات، حين أكد على ضرورة الانتقال من “جهاد النخبة إلى جهاد الأمة”، وهي الجزئية التي دُعمت بمقتطف من تسجيل سابق للظواهري، يؤكد فيه على النقطة ذاتها.

 

مخاطبة الأمة، وليس التيار فقط، كانت سمة واضحة في كلمة الجولاني أيضاً. بل إنه ذهب خطوة إضافية أبعد، يمكن القول إنها غير مسبوقة بالنسبة للخطاب السلفي الجهادي، حين وضع “نشر العدل بين الناس، كل الناس”، وليس بين المسلمين فقط، في عداد أهداف التشكيل الجديد، الذي تم السعي إليه، وفك الارتباط بتنظيم “القاعدة” من أجله أصلاً، للتخفيف على أهل الشام وسحب ذرائع استهدافهم بحجة وجود “القاعدة”.

 

لكن هل التخفيف عن أهل الشام، وهنا ينتقل الحديث بنا إلى أسئلة وشكوك ومخاوف من هم خارج التيار السلفي الجهادي، هل يكفي له فقط فك الارتباط بتنظيم “القاعدة”، وتغيير اسم الجبهة؟ بالتأكيد لا. إجابة لا تحتاج إلى كثير تفكير، بل كانت حاضرة في كل مرة يطرح فيها الموضوع، حيث يؤكد الكثيرون أن فك الارتباط التنظيمي على أهميته، لا يعني سوى خطوة أولى على طريق التغيير المنتظر، أو المطلوب من “جبهة النصرة”.

 

ويضع هؤلاء، كما هو معروف، قوائم من المطالب، تختلف تبعاً لاختلاف توجهات أصحابها، لكن القضايا المتعلقة بالعلاقة مع بقية الفصائل وقوى المعارضة، والمجتمع المحلي وتنوعاته، والحريات والحقوق الأساسية، بالإضافة إلى وقف استعداء المجتمع الدولي، تبقى هي الجامع لكل هذه المطالب.

 

وبالطبع، وقبل حتى أن ينتهي بث كلمة الجولاني، كانت أقلام جمهور “النصرة” والتيار السلفي الجهادي بشكل عام، تهاجم مخالفي الجبهة من بقية التيارات، وتؤكد أنها لن تنال رضاهم مهما فعلت، مصنفين كالعادة، المطالب المحلية، باعتبارها تنفيذاً “برسم العمالة” لرغبات المجتمع الدولي، وليست نتاج حاجات موضوعية.

 

وفي الوقت الذي يرد مخالفو التيار، بأن التغيير الوحيد الذي قامت به “جبهة النصرة” بالفعل، كان استجابة للمخاطر الخارجية، بينما أهملت مطالب السوريين. ويعتبر هؤلاء أن هذا يتسق وتصرفات أنظمة “الممانعة”، التي اعتادت ألا تقدم التنازلات إلا للغرب، الذي تشتمه وتقول إنها تحاربه، بينما تتجاهل احتياجات ومطالب شعوبها.

 

في حين يحاول تيار ثالث التخفيف من حدة التوتر، داعياً إلى الاستفادة مما يوفره هذا التطور من فرص. ويعتبر هذا التيار، أن “جبهة النصرة”، بل وحتى تنظيم “القاعدة” بشكل عام، خطا خطوة ليست بالقليلة، وأن على الآخرين الاعتراف بأهميتها، ومد اليد بالمقابل لأصحابها. وفي الوقت ذاته، يطالب هؤلاء التيار السلفي الجهادي، بالكف عن التعامل مع الآخرين باعتبارهم “أعداء” أو أعداء محتملين، مؤكدين بأنه من السذاجة فعلاً القول بإن مجرد تغيير الاسم، أو إعلان قطع العلاقة بـ”القاعدة”، يكفي لتغيير الحكم على الجبهة، داخلياً ومن قبل المجتمع الدولي.

 

وعليه، يرى أصحاب هذا التوجه، أنه من المثير للسخرية توقع أن يُغيّر الروس والأميركيون خططهم التي يقال إنها أُنجزت بهدف ضرب “جبهة النصرة”، فقط لأن الجبهة غيرت اسمها، أو أعلنت فك ارتباطها بتنظيم “القاعدة”، وإلا فسيكون من طالبها بذلك غبي أو عميل، بل إن الأمر يحتاج إلى عمل طويل، يبدأ بالتماهي الحقيقي مع القوى المحلية الأخرى، مع الاستعداد لتحمل تبعات التاريخ.

 

معادلة شائكة، قد لا تكون مشجعة في ظل إغراقها بكل هذه التفاصيل، لكن ليس إذا ما أبدينا اهتماماً، ولو على حذر، بالمعلومات التي تتحدث عن تطورات قادمة، ستكون مبنية على هذا التحول المهم. وفي مقدمة هذه التطورات، التي يقال إنه بدأ العمل عليها مسبقاً، سيكون دخول “جبهة فتح الشام” في تحالفات جديدة، مع فصائل أخرى شمالي البلاد، بتشجيع من تركيا ودول أخرى، بهدف تحقيق اندماج يكفي لمنع استهداف “جبهة النصرة” منفردة من جهة، ومن جهة أخرى، الدفع بعجلة القوة العسكرية للمعارضة نحو الأمام، بعد تراجعاتها الخطيرة مؤخراً، وهو ما يحتاج إلى نضوج هذا التحول داخل “جبهة فتح الشام” بشكل حقيقي.

 

الجولاني يعلن فك الارتباط بالقاعدة.. ويحدد خمسة أهداف

أعلن زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني، في مقطع مصور بثّته قناة “الجزيرة”، الخميس، فك الارتباط بتنظيم القاعدة، وإلغاء العمل باسم “جبهة النصرة”، وتشكيل كيان عسكري جديد باسم “جبهة فتح الشام”.

 

وقال الجولاني “قررنا إلغاء العمل باسم جبهة النصرة وإعادة تشكيل جماعة جديدة ضمن جبهة عمل تحمل اسم جبهة فتح الشام.. علما بأن هذا التشكيل الجديد ليس له علاقة بأي جهة خارجية.”

 

وشكر الجولاني، في أول ظهور علني له، تنظيم القاعدة لأنه تفهم ضرورات فك ارتباط “جبهة النصرة” عن القاعدة، واعتبر أن هذا الأمر جاء تلبية لرغبة “أهل الشام”، ودفعاً لما أسماها “ذرائع المجتمع الدولي” عنهم.

 

وعدد الجولاني خمسة أهداف يسعى التشكيل الجديد إلى تحقيقها، وهي “العمل على إقامة دين الله وتحكيم شرعه وتحقيق العدل بين كل الناس”، و”التوحد مع الفصائل المعارضة لرص صفوف المجاهدين ولتحرير أرض الشام والقضاء على النظام وأعوانه”، و”حماية الجهاد الشامي والاستمرار فيه واعتماد كافة الوسائل الشرعية المعينة على ذلك”، و”السعي لخدمة المسلمين والوقوف على شؤونهم وتخفيف معاناتهم”، و”تحقيق الأمن والأمان والاستقرار والحياة الكريمة لعامة الناس”.

 

يشار إلى أن إعلان الجولاني أتى بعد تسجيل بثته مؤسسة “المنارة البيضاء”، التابعة لـ”جبهة النصرة”، ظهر فيه نائب زعيم تنظيم القاعدة أحمد أبو الخير، أعلن فيه إعطاء تنظيمه الإذن لـ”النصرة”، من أجل اتخاذ القرار التنظيمي المناسب لها، من أجل مواجهة  “الذرائع الواهية التي يضعها العدو لفصل المجاهدين عن حاضنتهم”.

 

خبير استراتيجي أميركي يدعو واشنطن إلى ضرب «حزب الله» في سوريا

لندن ـ مراد مراد

دعا الخبير الاستراتيجي الاميركي المعروف دانيال سيروير الادارة الاميركية الى ضرب «حزب الله« في سوريا من اجل اعادة التوازن الميداني الى الساحة السورية واجبار بشار الأسد على التفاوض مع المعارضة بشكل جدي يفضي الى نقل السلطة وانهاء الحرب. واشار هذا الخبير الذي قام بمهام ديبلوماسية عدة في اوروبا والبلقان والشرق الاوسط الى ان حزب الله مثل «داعش« هو تنظيم مدرج على لائحة الارهاب الاميركية، وقد حان الاوان لاستهداف هذه الجماعة الشيعية الارهابية بعدما ركز سلاح الجو الاميركي المشارك في العمليات في سوريا حتى الآن على ضرب الارهاب السني فقط.

 

وكتب سيروير تحليله لكيفية سير العمليات العسكرية في سوريا في مقال رأي نشرته امس صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية تحت عنوان «حزب الله هو الهدف الصحيح للولايات المتحدة في سوريا». واعتبر الخبير الاميركي ان «الوضع العسكري في سوريا انقلب ضد المعارضة المدعومة من واشنطن خلال الـ12 شهرا الماضية لاسباب اهمها التدخل العسكري الروسي. والآن محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا وتداعياتها ستؤثران سلبا على قدرات الحليف التركي. من هذا المنطلق اصبحت مفاوضات السلام السورية شبه عقيمة نظرا لغياب التوازن الميداني بين المعارضة والديكتاتور بشار الأسد».

 

وذكر سيروير في مقاله بـ«المذكرة التي رفعها 51 ديبلوماسيا اميركيا الى الادارة الاميركية وطالبوها فيها بتدخل عسكري ضد قوات نظام الاسد لمنعها من استهداف المزيد من المدنيين وايجاد نوع من التوازن الميداني يؤدي الى التوصل لحل سياسي تفاوضي. لكن الرئيس باراك اوباما عوضا عن العمل بهذه المذكرة ركز على محاربة الارهاب في سوريا، الا ان اهداف القوات الاميركية حتى الآن ميدانيا تقتصر فقط على المتطرفين السنة اي داعش والجماعات ذات الصلة بالقاعدة». وتابع الخبير «لكن هناك ايضا جماعة ارهابية شيعية في سوريا هي حزب الله اللبناني، لا ينبغي ان تكون بمنأى عن الضربات الاميركية». واشار سيروير الى نشأة «حزب الله« في لبنان في بداية ثمانينات القرن الماضي وتحوله من حركة مقاومة للاحتلال الاسرائيلي الى «اكبر قوة تمثيلية بين شيعة لبنان بفعل الدعم الذي يتلقاه من ايران. فهذا الحزب اليوم لا يشارك فقط في الحياة السياسة اللبنانية بل لديه قواته الامنية الخاصة ويشرف على الخدمات العامة في المناطق الشيعية«.

 

اضاف سيروير «لقد قام حزب الله بصورة سرية منذ عام 2012 وعلنا منذ 2013 بنشر قواته في سوريا حيث يحارب الآلاف من جنوده الى جانب قوات الاسد والميليشيات العلوية والشيعية الاخرى ضد المجموعات السنية التي يعتبرها بشار الأسد ارهابية. ويقوم الحرس الثوري الايراني بدفع فواتير حزب الله ويشرف على عملياته لجهة القيادة والسيطرة. وحتى الآن كان حزب الله ناجحا في العمليات العسكرية القريبة من الحدود اللبنانية ـ السورية نظرا للاهمية الاستراتيجية التي يوليها للحفاظ على خط الامدادات الخاص به بين سوريا ولبنان«.

 

ووصف الخبير الاميركي «حزب الله« بأنه «عامل اساسي كبير في ميزان القوى في سوريا. فمع التدخل العسكري الجوي الروسي منذ ايلول الفائت ووجود الحرس الثوري الايراني، مكن مقاتلو حزب الله الأسد من احراز تقدم ضد خصومه لا سيما مقاتلي الجيش السوري الحر المدعومين من الولايات المتحدة. وهذا التقدم ادى الى تشدد موقف الأسد في المفاوضات واوصل مساعي الامم المتحدة لايجاد حل سياسي الى طريق مسدود. فالأسد يربح ولا يرى سببا يدفعه الى القبول بحل سياسي يقصيه عن السلطة».

 

ولهذا شدد سيروير على ان «تغييرا في ميزان القوى اصبح اساسيا الآن من اجل انهاء الحرب التي تقول واشنطن انها تريد انهاءها. ولكن حتى الآن رفض الرئيس اوباما خوض حرب ضد الحكومات السورية والايرانية او الروسية. وحتى ان اراد القيام بذلك فهناك شك بأن يحصل على موافقة الكونغرس للقيام بمثل هذه الخطوة». اضاف «لكن حزب الله ليس دولة، وهو ايضا منظمة مدرجة على لائحة الارهاب الاميركية قامت بقتل اميركيين ومواطنين من عدة دول. ولهذا فإن توجيه ضربة الى حزب الله سيلقى ترحيبا من اغلبية الديموقراطيين والجمهوريين في الكونغرس حتى وان اعربت بعض الاطراف عن امتعاضها من هكذا خطوة كونها تعتبر ايغالا في التدخل الخارجي الاميركي عسكريا«.

 

وحول كيفية بدء الضربات التي قد تستهدف «حزب الله« في سوريا، قال سيروير «باستطاعة واشنطن اخبار طهران وموسكو وبيروت ان حزب الله يجب ان ينسحب من سوريا في وقت محدد والا ستعمد الولايات المتحدة الى ضرب عناصره التي تحارب المعارضة السورية غير المتطرفة في حلب وجوارها وفي اي مكان آخر في سوريا. وفي حال لم يسحب حزب الله قواته من سوريا يجب على الولايات المتحدة عندها ان تكون مستعدة لبدء الغارات ضده بمجرد انقضاء المهلة المحددة«.

 

وعن ايجابيات هكذا تحرك، اوضح سيروير «ان انسحاب حزب الله من سوريا او توجيه الولايات المتحدة ضربات له من شأن اي منهما ان يبعث برسالة قوية وان كانت محدودة الى المعارضة السورية وحلفائها في تركيا ودول الخليج مفادها: اننا مستعدون لضرب الارهابيين الشيعة مثلما نضرب الارهابيين السنة، والآن الامر يعود اليكم لكي تستغلوا هذه الفرصة وتأتوا الى طاولة المفاوضات جاهزين لابرام تسوية سياسية جدية. كما من شأن تحرك من هذا النوع ان يوجه ايضا رسالة قوية ومحدودة في آن الى روسيا وايران مفادها: اننا لا يمكن ان نواصل السماح بتدخلكم في سوريا دون اي رد، فموعد الحل السياسي هو الآن«.

 

ولم يغفل الخبير الاميركي عن دراسة جميع ردود الفعل التي يحتمل ان تصدر عن الاطراف المعنية، فقال «حزب الله قد يلجأ عندها الى استهداف المصالح الاميركية او المواطنين الاميركيين في دول الجوار اي في لبنان والعراق، وقد يعمد ايضا الى اطلاق صواريخ على اسرائيل. اما داعش الذي يتخذ من تدخل حزب الله في الحرب السورية ذريعة له لتجنيد المزيد من المقاتلين السنة فسيفقد هذه الحجة ويعجز عن تجنيد مزيد من المقاتلين. ايران وروسيا قد تصعدان من تدخلهما في الحرب السورية ولكن جميع المؤشرات تدل على ان هناك سقفا محددا لعدد الضحايا ومقدار الاموال التي ستسمح طهران وموسكو لنفسهما بانفاقها في مثل هذا التدخل. وبالطبع الاسد سيغضب ويتعهد بالانتقام لكن كما الجميع يعلم فقد استهلك نظامه معظم قدراته. في هذا الوقت ستهلل المعارضة السورية المعتدلة لهذه الخطوة وتقوم بمضاعفة جهودها لاحراز تقدم ميداني في المناطق الواقعة حاليا تحت سيطرة حزب الله. وسترحب دول الخليج من جهتها بالخطوة الاميركية وستضاعف حينها الدعم الذي تقدمه للمعارضة. اما اسرائيل فتدرك جيدا كيف عليها حماية اراضيها والتصدي لأي عدوان من حزب الله. بينما تركيا قد تحتج على ان واشنطن لا تستهدف ايضا القوات الكردية المعادية لها التي تعتبرها انقرة ارهابية، لكن الاتراك طبعا سيتسفيدون من اي تقدم عسكري ضد الاسد تقوم به قوات غير كردية«.

 

وختم سيروير مقاله قائلا «باختصار، ان استهداف الولايات المتحدة لحزب الله سيفرح اصدقاءها ويشجعهم وسيحبط خصومها. وسيؤكد على التزام واشنطن بمحاربة التنظيمات الارهابية بشتى انواعها ويبرهن عن عزمها على محاسبة حزب الله وعلى وضع حد للحرب السورية، فهذا التدخل سيعزز احتمال التوصل الى تسوية سياسية. وعليه فالتوازن بين المخاطر والفوائد لهكذا تدخل ليس سيئا بالنسبة لواشنطن«.

 

يشار الى ان دانيال سيروير هو بروفيسور متخصص في كيفية ادارة الصراعات ومدير برامج ادارة النزاعات في مركز العلاقات الاطلسية وفي مدرسة جون هوبكينز للعلاقات الدولية المتقدمة. وهو ايضا باحث وعلامة استراتيجي في معهد الشرق الاوسط في واشنطن. وكان شغل مناصب عدة في وزارة الخارجية الاميركية في مراحل مختلفة. وكان الرجل الثاني في السفارة الاميركية في روما بين عامي 1990 و1993، ثم بين عامي 1994 و1996 اصبح الموفد الديبلوماسي الاميركي والمنسق الاول للعلاقات بين الولايات المتحدة والبوسنة وترأس المفاوضات التي ادت الى ابرام اول اتفاق سلام بين الكرةات والمسلمين الذي وقع في دايتون (اوهايو) عام 1995. وبين عامي 1998 و2010 شغل سيروير منصب نائب رئيس «معهد الولايات المتحدة للسلام « ولعب دورا اساسيا في جميع جهود السلام وتسوية النزاعات التي بذلها المعهد في كل من البلقان والعراق وافغانستان والسودان. وله منشورات عدة حول كيفية حماية امن الولايات المتحدة والحفاظ على مصالحها وهو ايضا مؤسس الموقع الالكتروني «بيس فير دوت نت» الذي يتحدث عن السياسة الخارجية الاميركية والابعاد الاستراتيجية.

 

الأمم المتحدة لروسيا: اتركوا لنا ممرات حلب  

طالب مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستفان دي ميستورا بأن تترك روسيا خطة الممرات التي اقترحتها لخروج المدنيين والمقاتلين من مدينة حلب إلى الأمم المتحدة، وذلك في ظل حصار قوات النظام السوري للمدينة وشح المواد الغذائية وحليب الأطفال.

 

وقال دي ميستورا أثناء مؤتمر صحفي في جنيف بعد ظهر اليوم الجمعة إنه بحث الخطة الروسية بشأن ما سماها “الممرات الإنسانية”، وإنه ينتظر مزيدا من التوضيحات بشأنها.

لكنه أكد أن الممرات الإنسانية في سوريا يجب أن تكون “مستديمة”، ودعا روسيا إلى ترك إنشاء الممرات للأمم المتحدة قائلا إن “هذه مهمتنا”.

 

وشدد المبعوث الأممي على أهمية منح المدنيين في حلب خيار البقاء بالمدينة وعدم إجبارهم على الخروج منها، كما شدد على أن الراغبين في المغادرة يجب أن يتمتعوا بحرية في اختيار وجهتهم.

 

وقال إن المواد الأساسية في حلب تكفي سكانها المحاصرين لمدة ثلاثة أسابيع على الأكثر.

 

حصار مطبق

وتأتي تصريحات المبعوث الدولي بعدما أحكمت قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها حصار مناطق المعارضة شرقي حلب ودعت المقاتلين فيها للاستسلام، في حين أعلنت روسيا التي تواصل طائراتها قصف هذه المناطق أمس الخميس أنها ستفتح أربعة ممرات لخروج المدنيين والمقاتلين.

 

من جهة أخرى، قالت الخارجية الفرنسية اليوم الجمعة إن خطة الممرات في حلب ليست “حلا ذا مصداقية”، ودعت إلى تمكين السكان من البقاء في منازلهم آمنين وإرسال المساعدات إليهم بشكل عاجل.

 

وفي وقت سابق، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى هدنة إنسانية عاجلة في حلب، كما أكدت على ضرورة حماية السوريين سواء اختاروا المغادرة أو البقاء في المدينة، وذلك ردا على الخطة الروسية.

الحليب يوزن بالغرام

وقال مراسل الجزيرة ميلاد فضل من ريف حلب إنه مع اشتداد الحصار على أكثر من 300 ألف شخص في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، بدأت تندر مواد كثيرة في الأسواق، كما نقصت المحروقات التي تستخدمها سيارات الإسعاف لنجدة المصابين.

 

وأشار إلى أن مدينة حلب ليست كمناطق أخرى حوصرت في سوريا كانت فيها أراض زراعية سمحت للسكان بالصمود لفترة من الزمن، وهو ما يعني أن الوضع الإنساني سيتفاقم سريعا.

 

وذكر المراسل أن هناك شحا في حليب الأطفال تحديدا بعد عشرين يوما من إحكام الحصار على حلب، مشيرا إلى أن الحليب صار يوزن بالغرامات ويتداول في أكياس صغيرة تكفي لوجبة واحدة. كما أظهرت صور تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

فصائل ترحب بفك ارتباط النصرة والقاعدة  

رحبت فصائل من المعارضة السورية بإعلان زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني فك الارتباط بتنظيم القاعدة، ووقف العمل باسم جبهة النصرة، وتشكيل جماعة جديدة باسم “جبهة فتح الشام”.

 

وقال الناطق باسم فصيل جيش الإسلام إسلام علوش إن الخطوة تصب في مصلحة السوريين لكنها غير كافية، لأن المدرسة العسكرية المتبعة من قبل الجبهة لن تتأثر، مشيراً إلى معوقات كثيرة داخلية وخارجية تعوق فكرة توحد الفصائل التي طرحتها الجبهة.

أما القيادي في حركة أحرار الشام الإسلامية حسام سلامة فقال إن فك الارتباط بين النصرة والقاعدة خطوة مهمة من أجل إسقاط جميع الذرائع التي تريد للثورة السورية عدم النجاح.

 

بدوره أكد القائد العام لفصيل أجناد الشام في الشمال أبو حمزة الحموي أن الخطوة ذات تأثير إيجابي وتساعد على فتح الحوار بين الفصائل للتوحد والعمل المشترك، مؤكداً جاهزية فصيله لاتخاذ خطوات بهذا الخصوص.

 

وفي تسجيل مصور بثته الجزيرة مساء الخميس، ظهر الجولاني للمرة الأولى وقال إنه يشكر قادة تنظيم القاعدة على تفهمهم ضرورات فك الارتباط، مضيفا أن فك الارتباط جاء تلبية لرغبة أهل الشام في دفع ذرائع المجتمع الدولي، حسب قوله.

 

وأوضح الجولاني أن هذه الخطوة تسعى لتحقيق أهداف تتضمن “العمل على إقامة دين الله وتحكيم شرعه وتحقيق العدل بين كل الناس”، و”التوحد مع الفصائل المعارضة لرصّ صفوف المجاهدين وتحرير أرض الشام والقضاء على النظام وأعوانه”، و”حماية الجهاد الشامي والاستمرار فيه واعتماد كافة الوسائل الشرعية المعينة على ذلك”، و”السعي لخدمة المسلمين والوقوف على شؤونهم وتخفيف معاناتهم”، و”تحقيق الأمن والأمان والاستقرار والحياة الكريمة لعامة الناس”.

 

وجاء هذا التسجيل بعد ساعات من بث مؤسسة المنارة البيضاء التابعة لجبهة النصرة تسجيلا صوتيا قال فيه أحمد أبو الخير نائب زعيم تنظيم القاعدة إن قرار الانفصال جاء بعد دراسة وضع “الساحة الشامية” عسكريا وسياسيا، وما فيه من تحديات ومعاناة يعيشها المدنيون قتلا وقصفا وتشريدا، موضحا أنه تقرر بذل الأسباب الممكنة للحفاظ على “الجهاد الشامي” راشدا قويا، وسحب “الذرائع الواهية التي يضعها العدو لفصل المجاهدين عن حاضنتهم”، في إشارة إلى الشعب السوري.

 

ورأى نائب زعيم تنظيم القاعدة أن “المرحلة الحالية شهدت انتشار الجهاد وانتقاله من مفهوم جهاد نخبة إلى جهاد أمة، وهو ما يعني أنه لا ينبغي أن يقاد بعقلية الجماعة والتنظيم، بل يجب أن تكون التنظيمات عامل حشد لا تفريق”، حسب قوله.

 

وأعلن البيت الأبيض أن تقييمه لجبهة النصرة لم يتغير، وأنه ما زالت لديه مخاوف متزايدة من قدرتها المتنامية على شن عمليات خارجية قد تهدد الولايات المتحدة وأوروبا، كما أكدت الخارجية الأميركية أن جبهة النصرة ما زالت هدفا للطائرات الأميركية والروسية في سوريا.

 

وتصنف الولايات المتحدة جبهة النصرة منظمة “إرهابية”، وتم استهدافها بغارات جوية من التحالف الدولي -الذي تقوده واشنطن- مرات عدة، كما بررت موسكو قصفها مواقع عديدة في سوريا بأنه جاء استهدافا لكل من تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة.

 

لماذا يتستر أوباما على جرائم الحرب الروسية بسوريا؟  

تساءل موقع “ذا ديلي بيست” الإلكتروني عن السبب وراء تغطية إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما جرائم الحرب التي ترتكبها روسيا في سوريا، قائلا إنه يبدو أن واشنطن قد ألغت المدنيين السوريين والمعارضة السورية السلمية والمسلحة من اهتماماتها.

 

ونشر الموقع تقريرا من تركيا عن استهداف روسيا -الذي وصفه بالمتعمد- للمدنيين السوريين بالقنابل العنقودية، وهو الأمر الذي كشفته منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير حديث لها.

 

وقال الموقع إن السؤال الذي ظل يمثل احتجاجا على سياسة واشنطن وأصبح ملحا في الوقت الراهن هو: لماذا لا نحصل على تعليق من الحكومة الأميركية يؤكد أو ينفي مزاعم جرائم الحرب الروسية في سوريا؟

 

وأورد الموقع التفاصيل التي نشرتها هيومن رايتس ووتش عن استخدام المقاتلات الروسية القنابل العنقودية في سوريا مؤخرا، قائلا إن روسيا ليست من الموقعين على الاتفاقية الدولية التي تمنع استخدام ذخيرة عنقودية، لكنها موقعة على معاهدة جنيف 1949 التي تصف الهجمات التي لا تميز بين الضحايا -وهو الأمر الذي تفعله القنابل العنقودية- بأنها انتهاك خطير.

 

وتساءل الموقع أيضا عما إذا كانت واشنطن -التي تتوفر على قدرات استطلاع ومراقبة واسعة وشاملة- على علم بدور روسيا في القصف بالقنابل العنقودية “وإذا كانت تعلم فلماذا لم تقل شيئا؟”.

 

صمت مستمر

وقال الموقع إنه طرح عدة أسئلة على وزارة الخارجية الأميركية بشأن استخدام روسيا القنابل العنقودية ضد المدنيين السوريين، وما إذا كانت واشنطن قد أثارت هذا الأمر مع موسكو، وكيف كان رد موسكو؟ وسألها أيضا عن القضية الأوسع، وهي احترام القانون الدولي عندما تخرق قوة كبرى قوانين الصراع وما إلى ذلك، ولم يحصل على أي إجابة حتى اليوم.

 

وأضاف أن أحد الأسباب للصمت الأميركي ربما يكون هو أن إدارة أوباما قد جعلت نتائج استخباراتها سرا تمنع الكشف عنه بغرض “حماية المصادر والوسائل” التي تجمع بها هذه المعلومات، ونقل عن مسؤول بالإدارة الأميركية قوله للموقع مطلع العام الجاري إن الكشف عن هذه المعلومات سيضع سابقة في التقارير الأميركية عن الأنشطة العسكرية الأجنبية.

 

وأشار الموقع إلى أن واشنطن صامتة أيضا بشأن تدمير المستشفيات والمدارس والمساجد والبنية التحتية التي يحميها القانون الدولي، وعن أكبر حصار لمدنيين في حلب منذ حصار الصرب لسراييفو في الفترة ما بين 1992 و1995.

 

التايمز: انتحاري ألمانيا تعرض للتعذيب بسجون الأسد  

قالت صحيفة بريطانية إن الانتحاري الذي فجر نفسه الأحد الماضي في ألمانيا تحول إلى التطرف بعد تعرضه للتعذيب في سجون النظام السوري.

 

وذكرت صحيفة التايمز اللندنية في عددها اليوم الجمعة نقلا عن نتائج الفحوص النفسية التي أجريت على الانتحاري محمد دليل (27 عاما) أنه لم يصبح متطرفا إلا بعد تعرضه للتعذيب في معتقلات نظام الرئيس بشار الأسد بوطنه سوريا.

 

وكان دليل -الذي حاول الانتحار مرتين- قد تحدث عن معاناته على أيدي “قساة غلاظ”، حسبما ورد في خطة علاجه التي كشفتها صحيفة “بيلد” الألمانية.

 

وقال دليل إنه أرغم على مشاهدة سجناء آخرين وهم يحرقون حتى الموت، وقد وضع في غرفة يتدلى سقفها تدريجيا حتى يصل فوق رأسه وهو في وضع الجلوس، مما سبب له آلاما مبرحة، كما تعرض للضرب بآلات مختلفة.

 

وتحدث دليل الذي تم تشخيص حالته بأنه يعاني من اضطرابات ما بعد الصدمة عن كيف أن اشتراكه في الاحتجاجات المناوئة للحكومة تسبب في المرة الأولى في زجه بالسجن لمدة ستة أشهر في عام 2008.

 

وقال “تعرضت للتعذيب بأساليب متنوعة، فقد أوسعوني ضربا واستخدموا في ذلك الأسلاك المعدنية والعصي الخشبية وأعقاب البنادق، وكان هناك رجل يغرقني في الماء الحار والبارد”.

 

وأضاف “وضعوني في قبو مظلم تفوح منه رائحة نتنة وتعشش فيه الجرذان، وكانت هناك غرفة صغيرة يستخدمونها في إنزال السقف، قضيت في تلك الغرفة يومين لم أكن أستطيع رفع رأسي أعلى من ركبتيّ”.

 

وتابع قائلا “قيدوني بأصفاد على الحائط وعندما لم أعد قادرا على الوقوف سقطت على مسمار، السجناء يموتون أحيانا باصطدامهم بالمسمار”.

 

وقضى دليل ستة أشهر في المستشفى للتعافي من إجهاد السجن، لكنهم اعتقلوه مرة أخرى بعد ذلك بسبعة أشهر فكانوا يضربونه في أسفل قدميه ويصعقونه بالكهرباء في مركز للشرطة بمدينة حلب.

 

وقال إن والده دفع “مبلغا كبيرا” لكي يطلق سراحه، بيد أنه ظل خاملا سياسيا حتى عام 2011 عندما شارك في مظاهرة بحلب فكان أن اعتقل مرة أخرى.

 

وطبقا لروايات الأطباء، فقد كان جسد دليل مثخنا بالجراح والندوب، وحاول قتل نفسه حتى لا يعاد إلى بلغاريا أول دولة أوروبية وطئت فيها قدماه عام 2013، زاعما أنه تعرض للضرب هناك أيضا.

 

وعندما عزم على القيام بفعلته الأحد الماضي وتفجير نفسه بقنبلة بدائية الصنع لم تكن أمامه سوى بضعة أيام يقضيها في ألمانيا، فقد أبلغته السلطات هناك في الـ13 من يوليو/تموز الجاري أنه سيتم ترحيله منها.

 

 

مكياج سياسي – حركي جديد يصبغ وجه القاعدة “الأم

“قاعدة” جونيور “جولانية” وببصمات “إخوانية”

الرياض – هدى الصالح

في محاولة أشبه بمكياج سياسي-حركي, خرج تنظيم “القاعدة” ممثلا بفرعه في سوريا “جبهة النصرة” أمس الخميس، بإصدار مرئي، أعلن فيه عن إلغاء العمل باسم “جبهة النصرة “، في محاولة لزعم فك الارتباط بتنظيم “القاعدة” الأم، وتشكيل جبهة عمل جديدة بمسمى “جبهة فتح الشام”، ليس لها علاقات بأي جهة خارجية.

بيان “الانفصال” جاء به مبعوث “القاعدة أبو محمد الجولاني “أسامة العبسي الواحدي”، وهو ذاته معلن تأسيس فرعها في سوريا في أغسطس 2011، والذي أصدر حينها بيانه الأول بتشكيل “جبهة النصرة لأهل الشام”.

إلا أنه بعد إعلان “أبو بكر البغدادي” في أبريل 2013، إلغاء اسمي “دولة العراق الإسلامية”، و”جبهة النصرة”، ودمج التنظيمين باعتبارهما يمثلان القاعدة الأم، في كيان جديد يسمى “الدولة الإسلامية في لعراق والشام”. قابله “الجولاني” بالرفض في ذلك الوقت، معلنا في اليوم التالي حصر بيعته للقيادة المركزية لتنظيم القاعدة بقيادة الظواهري، قائلا: “هذه بيعة منا أبناء جبهة النصرة ومسؤولهم العام، نجددها لشيخ الجهاد الشيخ أيمن الظواهري حفظه الله، نبايعه على السمع والطاعة”.

انبعاث المزيد من التشكيلات والتنظيمات الجهادية بمسميات مختلفة ومشروع واحد، تنضوي جميعها تحت عباءة التنظيم الأم “القاعدة”، لم يكن بالأمر الجديد، والذي لطالما اعتبر معملا لتفريخ التنظيمات المتطرفة بمسميات متعددة ومنهج واحد، فكان ما يسمى “أنصار الشريعة” فرع تنظيم القاعدة باليمن، و”جماعة بيت المقدس” فرعها بمصر، و”حركة الشباب الإسلامي” في الصومال، و”الجماعة السلفية للدعوة والقتال” في الجزائر.

الإعلان عن تشكيل جديد، يتولى أمره قيادات تاريخية، وحالية من”القاعدة”، من الصف الأول والثاني، إنما يعزز بحسب مراقبين أمنيين اعتباره مجرد مناورة وتكتيك لإعادة الوهج “الجهادي” من جديد، وسحب بساط “الخلافة” من تحت أقدام خصمه اللدود “داعش”، بعد أن سلبه إياها طوال 5 أعوام مستثمرا في ذلك ما يواجهه اليوم من ضربات متتالية من قبل قوات التحالف الدولي.

ليستأنف من جديد القاعدة “جونيور” مشروع “التثوير الجهادي العالمي” دون قطع “حبله السري” مع التنظيم “الأم” عبر وجه “أحمد سلامة المصري” المعروف بـ”أبو فرج المصري”، عضو جماعة الجهاد المصرية والذي ظهر في التسجيل المصور إلى جانب أبي محمد الجولاني، والمقرب من زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.

السعي إلى مزاحمة خصمه “داعش” بإحياء متطلباتها على الأرض وإيجاد منطقة مركزية “الشام” تجتمع فيها قياداتها لإنشاء “إمارتها”، التي أعلن عنها ذاته “الظواهري” في تسجيل له في مايو 2016, تمهيدا لإطلاق “الخلافة”، وإنشاء جيش “المقاومة الإسلامية العالمية”، الذي أكد عليه “حمزة ابن لادن”، في إصداره الأول “ما القدس إلا عروس مهرها دمنا”.

فكانت دعوته إلى الاهتمام بـ”الجهاد بالشام”، وتوجيهه وترشيده وتوحيد صفوف المجاهدين، على حد تعبيره، والاهتمام بتصحيح المفاهيم، ونبذ التعصب للجماعات، وذلك كله بهدف تكوين: “جيش عظيم كالسحاب العرمرم لتحرير القدس، بمعركة فاصلة بين الإسلام والكفر، وخير الميادين لهذه المناسبة العظيمة ميدان الشام المباركة”.

القاعدة “جونيور” وبصمات “الإخوان المسلمين”

“العربية.نت” كانت قد كشفت في قراءة سابقة لها نشرت في 23 مايو 2016، عن مخطط لـ”القاعدة” لإعادة تشكيل ذاته وتوزيع مهامه “السياسية والدعوية والجهادية”، بتنسيق مشترك معلن بين “القاعدة” و”الإخوان” و”السلفية”.

هو الثوب ذاته الذي ظهر فيه “القاعدة جونيور” عبر كلمة “الجولاني زعيم “جبهة النصرة” على يمينه “أبو فرج المصري” (أفرج عنه “مرسي” بعد توليه الحكم في مصر 2011 ضمن عدد من القيادات الجهادية)، وعلى شماله أحد أبرز شرعيي “جبهة النصرة” “عبدالرحيم عطون” والمعروف بـ”أبو عبد الله الشامي”.

الخلاصة تكمن بتشكيل أذرع ثلاث، تجتمع تحت سقفها قيادات الجماعات المقاتلة في سوريا، من تيارات الإسلام السياسي الأبرز، الأول يمثله التيار الجهادي، مجسدا بتنظيم “القاعدة”، و”الإخوان المسلمين”، بهدف توظيف فنونها السياسية – الحركية، بتهيئة الكوادر لإدارة الشؤون السياسية، و”السلفية” من خلال بوابة التنظير الشرعي، تخصصات مختلفة كل منها مكمل للآخر.

مناورة براغماتية ومحاولة للاستيلاء على الورقة الجهادية واستثمارها عبر ما فضل تسميته محللون بـ”الجناح العسكري القاعدي للإخوان”، في هيئة جديدة تحت مسمى “جبهة فتح الشام”.

وذلك بجلاء التقارب في الخطاب “القاعواني” ثنائية “إخوان القاعدة” حول مناصرة ثورات الربيع العربي والتي لم يكترث لها تنظيم “داعش” ولم يكن مشغولا بها.

فبينما اعتبر أيمن الظواهري في كلمة سابقة له الصورة الوحيدة في ثورات الربيع العربي هي الثورة في “الشام” والتي بحسبه فقط من “انتهجت الطريق الصحيح طريق الدعوة والجهاد لإقامة الشريعة وتحكيمها”.

ظهر شرعي “جبهة فتح الشام” أبو عبد الله الشامي، في إصدار سابق بثه “جبهة النصرة” بعنوان “ورثة المجد”، تحدث فيه الشامي عن ثورات الربيع العربي، مشيرا إلى أن ما جرى في البلدان الإسلامية من اضطهاد وظلم سببه سقوط الخلافة الإسلامية وتقسيم البلدان.

إضافة إلى ما تحدث به “الجولاني” في لقاء له عبر إحدى الفضائيات الخليجية ليؤكد من جديد دعوة “الظواهري” للفصائل إلى دعم الثورات قائلا والحديث للجولاني: “السلمية والمظاهرات لغة لا يفهمها هؤلاء الحكام”.

 

دعوات لقطع اللسان والانتقام في مناطق احتلها جيش الأسد

مؤيدون للنظام يهددون ويتوعدون سكان تلك المناطق بدفع الثمن

العربية.نت – عهد فاضل

لم تلق الدعوة التي أطلقها رئيس النظام السوري بشار الأسد، أمس الخميس، اهتمام السوريين، خصوصا الشق المتعلق بما وصفه الأسد في بيانه بـ”التسامح” و”تسليم السلاح”. بل على العكس كانت مصدرا للسخرية والتندر على من “قتل شعبه”، ثم يطلب من “القتيل أن يتراجع عن موته بعدما يطلب الصفح من قاتله”. كما ورد في تعليقات مختلفة منذ نهار أمس الخميس.

فقد حفلت الصفحات الموالية لرئيس النظام، بعبارات التهديد والوعيد، والتي تدعو بشكل علني إلى عمليات “قص لسان” والجهر بـ”دفع الثمن”.

ولفت في سياق التهديدات التي انطلقت مع احتلال جيش الأسد لبعض المناطق في حلب الشمالية، توجيه بعضها حتى إلى المحتفلين بدخول هذا الجيش، عبر التعامل معهم على أنهم “أصبحوا فجأة مؤيدين” للأسد، وبالتالي، حسب تهديداتهم، فإنهم سيدفعون “ثمن التحريض والسفالة”، كما ورد حرفياً، نظرا إلى أنه “كلّو مسجّل” بالعامية السورية التي تعني أن أجهزة أمن النظام تعرف بالأسماء خصومه، وأنها ستطالهم في وقت لاحق.

لغة التهديد بالانتقام، ظهرت بأكثر من شكل، بدءا من تعليقات طالبت بالتعامل مع أهالي المناطق التي احتلها جيش النظام السوري، على أنهم “أخطر من داعش”، كما ورد في تعليقات مؤيدة للتحريض السابق على الانتقام، وانتهاءً بإعلان أنصار الأسد بمطالبة رئيسهم أن يعاقب هؤلاء المقاتلين وعدم التسامح معهم.

دعوات أخرى رفضت حتى فكرة التسامح مع من سيلقي السلاح، مطالبة التعامل معه بمنطق الانتقام والمعاقبة.

التهديد بالانتقام ترك مخاوف عند أهل المناطق التي احتلها جيش الأسد، من أن يحصل فيها ما سبق وحصل في بعض مناطق الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية، حيث قام جنود نظام الأسد بالتنكيل بسكّانها وبنهب البيوت والمزارع التي أصبحت تحت سيطرتهم لدى دخولهم مناطق كانت تعيش بهناء وأمن تحت سيطرة المعارضة السورية.

رد فعل السوريين على الرسالة التي وجهها الأسد إليهم، اتفقت في غالبيتها على انعدام إمكانية “تصديق القاتل” كما قالت تعليقات. وبعضها قال إن من يقتل شعبه “سهلٌ عليه أن يكذب في رسائله”.

ردود أفعال أخرى سخرت من حديث الأسد عن “التسامح وإلقاء السلاح” فاعتبر بعضها أن الأسد نفسه “يجب أن يلقي سلاحه” وهو الذي عليه “أن يطلب العفو” نظير ما “اقترفت يداه من قتل في السوريين” وأن السوريين “لن يصفحوا عنه إذ تنتظره عدالة السماء” كما ورد في بعض ردود الأفعال المسجلة في الساعات الأخيرة.

يشار إلى أن إعلامية موالية لنظام الأسد، وتدعى كنانة علوش، والتي سبق لها والتقطت السيلفي مع الجثث، وأثارت ردود أفعال عديدة شاجبة ومستاءة من “هذا السلوك اللا إنساني” والذي يكشف الوجه “الانتقامي الدموي لنظام الأسد”، كانت من السبّاقين الى دخول المناطق التي احتلها جيش الأسد أخيرا، في حلب والتقطت الصور هناك، رافعة شارة النصر إنما بدون جثث في الخلفية، هذه المرة. الأمر الذي عزّز المخاوف من أن تكون عمليات الانتقام بحق بيئة المعارضة السورية، سيتم تغطيتها إعلاميا والتحريض عليها جهاراً، لأن السبّاقة الى الاحتفال مع جيش الأسد باحتلال بعض مناطق حلب، كانت سبّاقة أيضا بالانتقام والتشفي، عبر التقاط السيلفي وخلفها تظهر جثث لقتلى سقطوا في معارك ضد جيش النظام السوري.

 

سوريا.. داعش يعدم 24 سورياً في قرية بجانب منبج

العربية نت

علم المرصد السوري لحقوق الإنسان من عدة مصادر موثوقة، أن تنظيم داعش أعدم وقتل خلال الـ24 ساعة الفائتة، ما لا يقل عن 24 مواطناً في قرية البوير، التي تبعد نحو 10 كلم بشمال غربي مدينة منبج.

وأكدت المصادر أن داعش أعدم المواطنين الـ24 خلال اقتحامه للقرية وسيطرته عليها، إثر هجوم عنيف ومباغت نفذه التنظيم على قرى بريف منبج الشمالي الغربي، وسيطر في هذا الهجوم على قرى قرط والبوير والجاموسية وقطويران وقرى أخرى، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات سوريا الديمقراطية، ومعلومات عن تمكن الأخير من استعادة عدد من هذه القرى.

أيضاً قتل رجل من مدينة منبج متأثراً بجراح أصيب بها جراء قصف طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي على مناطق في حي السرب بالمدينة في وقت سابق، وقتل رجلان من المدينة إثر إصابتهما برصاص قناص أثناء محاولتهما الخروج من مدينة منبج.

 

الوحدات الكردية تنضم لميليشيات إيران لمحاصرة حلب

صالح حميد – العربية.نت

لم يقتصر حصار حلب على تضييق الخناق على المدنيين من قبل قوات النظام السوري والطيران الروسي، والحرس الثوري الإيراني والميليشيات الشيعية فحسب، بل أفادت تقارير بانضمام وحدات الحماية الكردية إلى حملة محاصرة حلب بتعاونها مع ميليشيات “لواء الباقر” الشيعية المدعومة من إيران، والتي تضم عناصر أغلبهم من شيعة سوريا.

وفي هذا السياق، نشر موقع “تقارير الحرب” الناطق بالفارسية، والذي يرصد التدخل الإيراني العسكري في سوريا والعراق بشكل خاص، صورا عن تواجد وحدات الحماية الكردية إلى جانب ميليشيات لواء الباقر، في حي الشيخ مقصود في حلب، عقب السيطرة عليه.

وفي إحدى الصور التي التقطت أمس الخميس، يقف قائد لواء الباقر، المدعو الحاج خالد الملقب “أبو حسين”، وسط عناصره وعناصر الميليشيات الكردية، في حي الشيخ مقصود وهم يستعدون لمعركة محاصرة حلب.

أما في الصورة الأخرى فيظهر أبو حسين مع قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، الذي ساهم في تشكيل لواء الباقر الذي شارك في عمليات الحرس الثوري في ريف حلب الجنوبي ضد المعارضة السورية، خاصة في منطقة تل البكارة.

خلافات داخل إيران حول سوريا

من جهة أخرى، كشف سعيد جليلي، رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني السابق، في كلمة له الأربعاء، عن تصاعد حدة الخلافات بين المسؤولين الإيرانيين بشأن استمرار دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بسبب ما وصفوه بإطالة أمد الأزمة والحرب”.

وقال جليلي، وهو عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، ويعتزم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة كمنافس للرئيس الحالي حسن روحاني، في كلمته في مسجد بالعاصمة طهران، إن الخلافات بين مسؤولي النظام حول مشاركة إيران في الحرب في سوريا كانت منذ البداية ولا تزال مستمرة “.

 

وزير الأوقاف يرى بشار الأسد متأسّياً بالنّبي!

العربية.نت – عهد فاضل

تخلّت وزارة أوقاف الأسد، عن أدنى ما يمكن أن يربطها بالشؤون الدينية، خصوصا وهي تشرّع لرئيس النظام تدمير البلاد وقتله شعبه وتشريد من بقي، وها هي الآن تصف بيان الأسد الذي أصدره أمس الخميس والداعي إلى إلقاء السلاح والتسامح، بأنه لا يصدر إلا عن قائد “متأسياً بنبيّه” صلى الله عليه وسلم.

ففي وصف غير مسبوق لوزير في حجم وأهمية وزارة الأوقاف، قال الدكتور محمد عبد الستار السيد، وزير أوقاف النظام السوري، اليوم الجمعة، في مسجد السيدة خديجة في محافظة طرطوس، إن تأكيد الأسد في دعوته أمس على أن التسامح هو سيد الموقف: “لا يكون إلا من قائد عظيم منتصر مؤمن بربّه متأسياً بنبيّه” (متأسيا من الأسوة أي القدوة).

وتبعاً للوكالة الرسمية التابعة للنظام “سانا” التي نقلت الخبر، فقد أردفت في مكان آخر منه على الصيغة التالية: “وأكدوا خلال خطبة صلاة الجمعة في مختلف المحافظات اليوم، أن دعوة الأسد ومرسوم العفو من أعظم المكرمات التي يتجلى بها القائد المنتصر، بالعفو عند المقدرة، والحرص على الوطن والمواطن متأسياً برسوله الكريم صلى الله عليه وسلّم”.

ما أوحى بأن خطبة الجمعة، على ما نقلته “سانا” كانت موحّدة لدى جميع الخطباء، خصوصا تكرار قول إن الأسد فعل كذا وكذا متأسيا بالنبي (ص). ونقل الوكالة هذه الصيغة حرفيا عن “خطباء وأئمة المساجد” جميعاً. وأنهم جميعا أكدوا هذا القول، كما نقلت “سانا” حرفياً. وهو الذي يؤكد أن الخطبة كانت موحدة بأمر رسمي.

وبالعودة إلى صفحة وزارة الأوقاف السورية على “فيسبوك” فإنها هي الأخرى نقلت التعبير عن وزير الأوقاف، فقالت في منشور منذ بعض الوقت: “وزير الأوقاف في خطبة الجمعة اليوم، لقد نادى سيادة الرئيس فخفقت قلوب الملايين: لبيك ياحبيب المواطنين” ثم تلته فوراً بمنشور: “وزير الأوقاف في خطبة الجمعة اليوم، سيد الوطن يقول إن التسامح هو سيد الموقف، هذا لا يكون إلا من قائد عظيم منتصر مؤمن بربّه متأسّياً بنبيّه”!

يشار إلى أن عدد القتلى في سوريا اقترب من نصف مليون قتيل، جرّاء الحرب التي شنّها الأسد على معارضيه في عموم الأراضي السورية، وتعكف جهات دولية، منذ فترة، على إعداد أكثر من ملف لمحاكمته بجرائم حرب وجرائم تعذيب وقتل المعتقلين.

 

ناشطون: اشتباكات عنيفة بعدة محاور في ريف منبج شمالي سورية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 29 يوليو 2016

روما- أشار المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة إلى أن “اشتباكات عنيفة لا تزال مستمرة” بين قوات (سورية الديمقراطية) وتنظيم الدولة (داعش)، في عدة محاور بالريف الغربي لمنبج، المدينة الاستراتيجية حلقة الربط بين معقل التنظيم في محافظة الرقة شمالي سورية والحدود مع تركيا.

 

وذكر ناشطو المرصد أن “قوات سورية الديمقراطية، المدعمة بطائرات التحالف الدولي، تحاول استعادة السيطرة على قرى خسرتها إثر الهجوم المباغت للتنظيم أمس وتمكنه من التقدم في الريف الشمالي الغربي للمدينة، بالإضافة لتنفيذه مجزرة راح ضحيتها 24 مدنياً تم قتلهم في قرية البوير، نحو 10 كلم شمال غرب مدينة منبج”.

وتحدث المرصد، المحسوب على المعارضة للنظام الحاكم في دمشق عن “تحليق لطائرات الاستطلاع التابعة للتحالف الدولي فوث سماء منبج، وسط هدوء حذر يسود المدينة، تتخله أصوات تبادل إطلاق النار بين الطرفين”.

 

وكانت (وكالة أعماق)، التابعة لتنظيم الدولة قد ذكرت في وقت سابق أن عناصر التنظيم استعادوا السيطرة على ست قرى في ريف منبج الغربي.

 

شقيقة الأب دالّوليو: الأمل باقٍ حتى بعد انتظار ثلاث سنوات

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 29 يوليو 2016 إيمّاكولاتا دالّوليو

الفاتيكان – قالت شقيقة الأب باولو دالّوليو إن “انتظارنا يستمر بإصرار وأمل، حتى بعد انتظار ثلاث سنوات”، حيث فقد أثر الكاهن قبل ثلاث سنوات في مدينة الرقة شمال سورية، ليلة 29 تموز/يوليو 2013.

 

وأستذكرت إيمّاكولاتا دالّوليو، في مقابلة مع محطة (Tv2000) الفاتيكانية شقيقها الراهب اليسوعي، قائلة “نفهم أن ألمنا للأب باولو أمر صغير حقا مقارنة بما يصيبنا ونحن ننظر الى عالم اليوم المجنون”، كـ”ألم أسر المخطوفين الذين لم يعودوا الى منازلهم، والأطفال الذين يسقطون ضحايا العنف والحرب”، وأمام “هذه الحقائق نبدي مشاعر قربنا من آلام الجميع”.

 

وتابعت إيمّاكولاتا “روى لي باولو مرة بأنه تمنى لو أُرسل للعمل كاهنا في غوانتانامو”، وهذا “هو مدى استعداده للسعي الى مقاربة السياقات الأكثر صعوبة، إدراكا منه بأننا إن لم نقبل جراح الجميع فلن نتمكن من التفكير بالنظر إلى أبعد من ذلك”.

 

وخلصت شقيقة الكاهن اليسوعي الى القول إن “باولو لم يُسمع ويُفهم بما فيه الكفاية عندما حاول الصراخ لإعلان كل ما حدث لاحقا وبشكل مؤلم”، الأمر الذي “كان قد توقعه”.

 

منظمة أنقذوا الأطفال: مستشفى ولادة في إدلب يتعرض لقصف جوي

قالت الهيئة الخيرية البريطانية إن المستشفى هو الأكبر في المنطقة

تعرض مستشفى ولادة في الشمال الغربي من سوريا إلى القصف الجوي، الأمر الذي أدى إلى سقوط ضحايا بين المرضى وموظفي المستشفى، حسب هيئة خيرية بريطانية.

وقالت منظمة “أنقذوا الأطفال” البريطانية إن الغارة الجوية استهدفت مدخل المستشفى الواقع في المناطق الريفية من محافظة إدلب.

وأظهرت صور للمستشفى أن جزءا منه تعرض للتدمير، ولم يتضح بعد عدد الضحايا.

وقالت الهيئة الخيرية البريطانية إن المستشفى هو الأكبر في المنطقة، إذ تتم فيه أكثر من 300 ولادة شهريا.

وليس من الواضح من نفذ الغارة الجوية.

ومن جهة أخرى، ناشد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، روسيا السماح للأمم المتحدة بإدارة الممرات الآمنة التي قالت روسيا والحكومة السورية إنهما سيسمحان بهما من المناطق المحاصرة في مدينة حلب.

وأضاف المبعوث الأممي أن الهيئة الدولية تدعم مثل هذه الممرات الآمنة من حيث المبدأ، ولهذا تطلب معرفة مزيد من التفاصيل بشأن كيفية عملها.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن المدنيين الذين يُسمح لهم بالفرار من حلب المحاصرة مستخدمين ممرات آمنة جديدة يجب توفير الحماية لهم.

وأضاف الصليب الأحمر إن عمال الإغاثة يجب السماح لهم أيضا بالوصول إلى المدنيين والمعارضين غير المسلحين، كما أن الأسر التي تختار المغادرة يجب إبقاء أفرادها معا.

ومضى الصليب الأحمر قائلا إن مغادرة المدينة يجب أن تكون طوعية، كما أن سلامة من يختار البقاء في المدينة ينبغي أن تكون مضمونة.

وأوضح الصليب الأحمر قائلا إن ما تحتاج إليه جميع مناطق حلب هو “توقف الأعمال العدائية لأسباب إنسانية”.

وقال إن “فرقنا يجب أن تكون قادرة على الوصول إلى السكان في حلب الشرقية الآن، وخصوصا العائلات والسكان الأكثر عرضة للمخاطر مثل كبار السن والمرضى والجرحى والمحتجزين”.

وفي غضون ذلك، قالت الولايات المتحدة إنها تقِّيم ما إذا كانت ضربة جوية نفذتها قوات التحالف الدولي مؤخرا قد أدت إلى مقتل مدنيين.

وكانت وسائل التواصل الاجتماعي قد نشرت تقارير غير مؤكدة وتنطوي على صور تفصيلية تظهر أن قرية بالقرب من بلدة منبج شمالي سوريا قد تعرضت لقصف جوي.

وأكد بيان صادر عن الجيش الأمريكي أن التحالف الدولي الذي يحارب ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية نفذ ضربات جوية في المنطقة، قائلا إنه يحقق في ما جرى.

ويجد نحو 300 ألف شخص أنفسهم عالقين في المناطق الشرقية من حلب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.

ووصف بيان صادر عن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شوكو، قوله إن الممرات الآمنة عبارة عن “عملية إنسانية واسعة النطاق”.

وأضاف قائلا إن هذه الخطوة تهدف “قبل كل شيء إلى ضمان سلامة سكان حلب”.

لكن الكثير من منظمات المجتمع الدولي تتعامل مع هذه الخطوة بحذر.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جون كيربي، إن هذه الخطوة يبدو أنها محاولة لإرغام المدنيين على مغادرة حلب واستسلام المجموعات المسلحة.

وأوضح قائلا “ما يجب أن يحدث هو أن يُسمح لسكان حلب الأبرياء بالبقاء في مساكنهم وتوفير الأمان لهم، والوصول إلى المساعدات الإنسانية التي اتفقت عليها روسيا والنظام السوري من حيث المبدأ”.

وقال مساعد الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبريان، أيضا إنه غير مقتنع بأن هذه الخطوة يمكن أن تخدم على النحو الأفضل مصالح السكان الذين يحتاجون إليها.

وكانت الأمم المتحدة قالت الاثنين الماضي إن إمدادات الطعام في حلب من المتوقع أن تنفذ في منتصف أغسطس/آب، كما أن العديد من المنشآت الصحية لا تزال تتعرض لهجمات.

 

كيري: إذا ثبت أن العملية الإنسانية في حلب حيلة فقد يضر ذلك التعاون مع روسيا

واشنطن (رويترز) – قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الجمعة إنه إذا ثبت أن العملية الإنسانية الروسية في حلب حيلة فإن ذلك سيعرض للخطر التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الحل السياسي لإنهاء الحرب الأهلية السورية.

 

وقال كيري ردا على سؤال لأحد الصحفيين “إذا كانت حيلة فإنها تحمل مخاطرة تدمير التعاون تماما.”

 

وأضاف “من ناحية أخرى إذا تمكنا من حل الأمر اليوم والوصول إلى تفهم كامل لما يحدث ثم التوصل إلى اتفاق بشأن سبل المضي قدما فإن ذلك يمكن أن يفتح فعليا بعض الاحتمالات.”

 

(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

دي ميستورا: خطة روسيا بشأن حلب تتطلب تحسينا

من توم مايلز وستيفاني نبيهاي

 

جنيف (رويترز) – قال ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا يوم الجمعة إنه يجب تحسين خطة إنسانية طرحتها روسيا لإغاثة ما يصل إلى 300 ألف مدني محاصرين في مدينة حلب السورية مقترحا أن تترك موسكو مسؤولية أجزاء من عملية الإغاثة إلى الأمم المتحدة.

 

نقلت وكالة الإعلام الروسية عن أليكسي بورودافكين سفير روسيا في مقر الأمم المتحدة في جنيف قوله إن موسكو “ستدرس بإمعان” مقترحات دي ميستورا بشأن تحسين خطتها الإنسانية في حلب وتأخذها في الحسبان لكنه لم يعد بالالتزام بتلك المقترحات.

 

وتدخلت روسيا في الحرب الأهلية السورية في سبتمبر أيلول من العام الماضي دعما لحليفها الرئيسي بشار الأسد ضد مسلحي المعارضة في عدة مواقع من بينها مدينة حلب المقسمة في شمال البلاد.

 

واتهمت قوى غربية ومنظمات إغاثة موسكو مرارا باستهداف المعارضة المعتدلة وقتل مدنيين. لكن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قال يوم الخميس إنه سيطلق عملية إغاثة إنسانية واسعة النطاق بالتعاون مع الحكومة السورية لفتح ممرات آمنة للمواطنين لمغادرة المدينة.

 

وقال دي ميستورا للصحفيين إن روسيا وضعت فقط خطوطا عريضة لخطة الإغاثة وأضاف “هناك حاجة ماسة لإدخال تحسينات… ما أفهمه هو أن الروس مستعدون (لإدخال) تحسينات رئيسية.”

 

وقال إن الخطة بحاجة لأن تشمل توقفات منتظمة في القتال تمكن الناس من الخروج والمساعدات من الدخول.

 

وأضاف “الاقتراح الثاني هو أن يتركوا الممرات الآمنة التي سيتم فتحها بناء على مبادرتهم لنا.” أي للأمم المتحدة لإدارتها.

 

وتابع دي ميستورا قائلا “الأمم المتحدة وشركاؤها في مجال الإغاثة … لديهم الخبرة. هذا عملنا. جلب المساعدات الإنسانية والإمدادات للمدنيين أينما اقتضت الحاجة. لهذا السبب تحديدا الأمم المتحدة موجودة هناك.”

 

وقال الجيش السوري -المدعوم بالضربات الجوية الروسية – يوم الأربعاء إنه قطع كل خطوط الإمداد المؤدية إلى شرق حلب وإن الحكومة ألقت بمنشورات هناك تطلب من السكان التعاون مع الجيش وتطلب من المقاتلين الاستسلام.

 

وحاول دي ميستورا في أوائل عهده في منصبه مبعوثا للسلام في سوريا إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في حلب على أمل تحويلها فيما بعد لهدنة تشمل كامل البلاد لكن محاولاته باءت بالفشل.

 

وأشار دي ميستورا يوم الجمعة إلى أن الخطة الإنسانية في حلب – إذا نفذت بصورة صحيحة- يمكن أن تساعد في إعادة الثقة في عملية السلام الأوسع نطاقا.

 

وقال “حلب تصبح – كما كانت دائما – مكانا رمزيا يمكن أن يجعل العالم يصدق أن هناك حلا سياسيا إنسانيا ممكن في سوريا.”

 

وحلب – التي كانت أكبر مدينة في سوريا قبل الحرب – منقسمة إلى مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وأخرى تسيطر عليها الحكومة خلال الحرب الأهلية. والسيطرة بالكامل على المدينة ستشكل نصرا هاما للأسد إذا ما تحقق.

 

(إعداد سلمى محمد للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)

 

إنترفاكس: روسيا تقول عملية حلب إنسانية فحسب

موسكو (رويترز) – نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنتونوف قوله يوم الجمعة إن العملية الروسية في مدينة حلب السورية إنسانية فحسب.

 

ونقلت الوكالة عن أنتونوف قوله “نحن على استعداد للقيام بأي شيء بإمكاننا لإيصال المساعدات للمواطنين المسالمين الذين يحتجزهم الإرهابيون رهائن وكذلك المتشددين الذين يلقون أسلحتهم.”

 

(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

 

فرنسا: معابر حلب ليست “استجابة يعول عليها

باريس (رويترز) – قالت فرنسا يوم الجمعة إن الخطة الروسية لفتح معابر إنسانية للسماح لسكان مدينة حلب السورية بالفرار من المناطق المحاصرة لا تمثل “استجابة يعول عليها”.

 

وكانت روسيا وحكومة الرئيس السوري بشار الأسد أعلنتا الخميس عن “عملية إنسانية” في القطاع المحاصر الذي تسيطر عليه المعارضة في حلب يتم بموجبها فتح “معابر آمنة” تتيح للسكان من الفرار من أهم معاقل المعارضة.

 

وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية أنه يجب تمكين السكان من الحصول على المساعدات بموجب القواعد الإنسانية الدولية ومن الإقامة في منازلهم بشكل آمن.

 

وقالت الوزارة في بيان “في هذا السياق فإن فكرة ‘المعابر الإنسانية‘ التي تطلب من سكان حلب مغادرة المدينة لا تمثل استجابة يعول عليها لمواجهة الوضع.”

 

(إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى