أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 29 كانون الثاني 2016

المعارضة السورية تقرر عدم المشاركة في محادثات جنيف غداً

جنيف – رويترز، أ ف ب

قال المعارض السوري البارز جورج صبرا اليوم (الخميس)، إن «المعارضة لن تشارك في محادثات جنيف غداً»، في الوقت الذي أكدت الأمم المتحدة أن مفاوضات السلام في شأن سورية ستبدأ غداً في جنيف وفق ما هو مقرر.

ويعتزم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا، بدء محادثات غير مباشرة في جنيف غداً. وأضاف صبرا لقناة «العربية الحدث» التلفزيونية، «قطعاً لا لن نتوجه إلى جنيف، ولن يكون وفد الهيئة العليا للمفاوضات غداً موجوداً في جنيف».

وقالت الناطقة باسم الموفد الأممي خولة مطر إلى سورية دي ميستورا، إنه «ليس هناك ارجاء من جانبنا»، مضيفة «سيصدر بيان صحافي حول تفاصيل المفاوضات صباح غد».

وأكد دي ميستورا في رسالة وجهها الى الشعب السوري، أن «المفاوضات لا يمكن أن تفشل».

وقال في شريط مصور بالإنكليزية مع تسجيل صوتي مرفق بالعربية: «إلى كل رجل، إلى كل امرأة، إلى كل طفل وطفلة من سورية، سواء كانوا بداخل سورية أو خارجها، في مخيمات اللاجئين أو في أي مكان كان، ستنعقد خلال الأيام القليلة المقبلة ما نسميه بالمحادثات السورية او المفاوضات، ولا يمكن لهذا المؤتمر أن يفشل».

وتابع دي ميستورا «خمس سنوات من هذا الصراع الطويل حيث الرعب أمام أعين الجميع. لتعلموا أننا نعول عليكم لرفع صوتكم لتقولوا لجميع من سيحضر هذا المؤتمر سواء من داخل او خارج سورية أن هناك توقعات منهم»، مؤكداً «نحن في حاجة الآن إلى قدراتهم للوصول لحلول وسط في المناقشة، للتوصل إلى حل سلمي في سورية». وبدأ رسالته وأنهاها قائلاً بالعربية «السلام عليكم».

ودعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم إلى البدء سريعاً بالمفاوضات، من أجل انتقال سياسي في سورية.

وقال هولاند في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن «من الملح اتخاذ إجراءات إنسانية والتفاوض على انتقال سياسي. إنها أمور ممكنة»، مبدياً أسفه لـ «مفاوضات تأخرت».

وفي سياق منفصل، التقى وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج اليوم، في موسكو نظيره الروسي سيرغي شويغو، وبحث معه تطوير العلاقات العسكرية في اجتماع مفاجئ عشية الموعد المقرر لبدء مفاوضات السلام.

 

مشاورات جنيف اليوم في غياب «هيئة المفاوضات»

جنيف – إبراهيم حميدي؛ الرياض – «الحياة»

يتوقع ان تبدأ مفاوضات جنيف لحل الأزمة السورية اليوم بمشاورات، في ظل شكوك حتى مساء أمس في شأن مشاركة هيئة المفاوضات التي تابعت اجتماعاتها امس في الرياض. ولن تكون مفاوضات جنيف كغيرها من عمليات السلام. ولن تشبه «جني ف-٢» عندما اجتمع وزراء خارجية وممثلو ٢٠ دولة في احتفالية كبيرة بداية عام ٢٠١٤، لإطلاق مفاوضات مباشرة بين «ممثلي النظام والائتلاف الوطني السوري» لم تؤد بعد جولتين إلى تحقيق اختراق. فأقصى ما يطمح اليه المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا هو أن يبدأ «في الأيام المقبلة» مشاورات مع أحد الأطراف السورية، الذي قد يكون «وفد الحكومة» على أمل أن يجتمع لاحقاً «في غرفة أخرى وموعد آخر» مع وفد معارض. وكان جورج صبرا، نائب رئيس وفد المعارضة الى المفاوضات أكد أمس أن وفد الهيئة لن يذهب غداً (اليوم) الى جنيف. كما أكد الناطق باسم الهيئة منذر ماخوس لوكالة «فرانس برس» أنها «لن تكون في جنيف اليوم لأنها لم تتخذ بعد قراراً بالمشاركة». (للمزيد)

ولم يكن مكتب المبعوث الدولي، حتى مساء أمس، يعرف أعضاء الوفود القادمة إلى جنيف ومواعيد وصولها. إذ إن كل طرف استمر إلى آخر لحظة في الضغط للحصول على «تأكيدات وضمانات» تعزز موقفه التفاوضي قبل بدء المشاورات لتحويلها إلى مفاوضات غير مباشرة ثم الى مفاوضات مباشرة بعد الاتفاق على جدول الأعمال في عملية قد تستمر ستة أشهر. وقال دي ميستورا في خطاب تلفزيوني مسجل وجهه الى السوريين انه يأمل في إجراء «مفاوضات خلال الايام المقبلة» محذراً من «الفشل»، قبل أن توضح ناطقة باسمه ان المحادثات – المشاورات ستبدأ اليوم.

«العقدة» الأولى، التي سعت الهيئة التفاوضية العليا المنثبقة من مؤتمر الرياض، الى حلها، تتعلق بالإغاثة ووقف قصف المناطق المدنية وإطلاق معتقلين. وحصلت الهيئة على رسالة من دي ميستورا أمس تضمنت «رأيه الشخصي» أن «القضايا الانسانية فوق التفاوض»، وسعت الهيئة الى تأكيدات بعدم وجود «صفقة تضمنت التخلي عن بيان جنيف» وعدم بحث تشكيل هيئة حكم انتقالية. وقال عضو في الهيئة لـ «الحياة» أمس: «نريد الذهاب إلى جنيف للتفاوض وليس لإيصال الإغاثة لأن المساعدات الانسانية خارج التفاوض وفوق التفاوض وواجبة التطبيق». وأضاف: «النظام يريد مقايضة المساعدات الانسانية مقابل بيان جنيف».

لم يكن هذا كافياً لاتخاذ قرار في الهيئة بالذهاب الى جنيف. السياسيون في الهيئة ميالون للذهاب أو ارسال وفد من ثلاثة اشخاص بينهم رئيس الهيئة رياض حجاب الى جنيف لإعلان موقفهم والتفاوض على شروط بدء التفاوض. العسكر متشددون «لأننا تحت ضغط الحاضنة الشعبية، كيف لنا ان نتفاوض والصواريخ والغارات على رؤوس أهلنا؟».

أما «القائمة الروسية»، فإن قادتها الخمسة انتقلوا أمس من لوزان الى جنيف، وسعوا الى تحسين شروطهم. بعث رؤساء «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» قدري جميل و «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم و «مجلس سورية الديموقراطي» هيثم مناع وإلهام احمد ورندة قسيس رسالة مشتركة الى الامم المتحدة، تضمنت المطالبة بـ «التمثيل نفسه بالعدد والصلاحيات» مع الهيئة التفاوضية، اي ١٥ عضواً في الوفد و١٥ احتياطياً.

وتتمسك الشخصيات المعارضة، التي تشكل «التيار الديموقراطي»، بحقها بتلقي دعوة كـ «مفاوضين كاملي الصلاحية وليس مستشارين»، ما استدعى اتصالات ورسائل وضمانات، كي تصل دعوة خطية الى جميع الموجودين الـ ١٥ في القائمة التي كان بعثها جميل الى دي ميستورا قبل اسبوع مع وفد احتياطي أسوة بما حصل مع الهيئة التفاوضية. وقال أحد المعارضين في «القائمة الروسية» لـ «الحياة»: «نريد الصلاحيات والعدد واستقلالية المرجعية نفسها».

أما في دمشق، فقد تلقى وزير الخارجية وليد المعلم دعوة لترؤس وفد الحكومة الى المفاوضات. القرار السابق كان أن يكون نائب وزير الخارجية فيصل المقداد «مشرفاً عاماً على الوفد ومقره دمشق» وان يكون رئيس الوفد هو السفير السوري في الامم المتحدة بشار الجعفري. ويتوقع ان يصل جنيف اليوم، بأولوية، هي «محاربة الارهاب» و «توجيه سياسي واحد، هو ان المعارضة لن تأخذ على مائدة المفاوضات ما لم تحصل عليه في ساحات الوغى».

وفي حال وصلت الوفود، يبدأ دي ميستورا مشاوراته اليوم في شكل تصاعدي للوصول الى المفاوضات. وتتضمن الخطة ان يقدم خطته لتطبيق القرار ٢٢٥٤ بتفويض دولي وتفاهم اميركي – روسي. ثم يطلب أجوبة عن تصورات كل فريق للمفاوضات.

وفي الرياض أوضح القيادي السوري المعارض محمود الكسر أن اجتماع الهيئة العليا خرج بمجموعة من الرؤى، أهمها «وجوب المشاركة في المفاوضات على أن يكون بلا إملاءات أو شروط تحاصر الوفد، وأن الدول التي تساند النظام لا تملك بديلاً، وحتى لو أنشأت بديلاً فإنه لن يكون مجدياً ولا يتمتع بالشرعية».

وقال في اتصال مع «الحياة» أمس: «الهيئة العليا لم تتفق على صيغة بعينها، إلا أن التصور العام هو الذهاب إلى المفاوضات، وخصوصاً أن التوجه الدولي يصب في اتجاه المشاركة مع حق عدم قبول أي نقاط يراها الوفد لا تصب في مصلحة الشعب السوري». وزاد: «أكثر ما يثير القلق هو تحركات دي ميستورا وتوجيهه دعوات في شكل انفرادي لحضور المفاوضات، وألاّ يتم التفاوض في شكل مباشر، بل من طريق جلسات جانبية»، مضيفاً أن «دي ميستورا وجه دعوات في شكل منفرد إلى هيثم مناع وصالح مسلم وقدري جميل، وهم محسوبون على نظام بشار في شكل أو آخر، وعندما أغلق عليه الطريق من وفد الرياض أعاد توجيه الدعوة إليهم بصفتهم مستشارين، إذ يحق له تحديد مستشارين كما يشاء، لكن لا يوجد سوى وفدين فقط هما وفد النظام والوفد الممثل للمعارضة، الذي هو من ثمرات مؤتمر الرياض».

 

هيئة الرياض ترفض «الإغاثة مقابل بيان جنيف» … و «القائمة الروسية» تتمسك بـ «تمثيل متكافئ»

جنيف – إبراهيم حميدي

المساومات والمقضايات، بقيت الى آخر لحظة من الموعد المقرر لانطلاق المفاوضات غير المباشرة بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة في جنيف صباح اليوم. ليس فقط بين ممثلي المعارضة السورية، بل أيضاً بين ممثلي الدول الغربية الداعمة لها، اذ تأخر بعض المبعوثين بالوصول الى جنيف ولوح آخرون بالمقاطعة. كل التركيز الدولي كان على وفد المعارضة وتمثيلها.

الهيئة العليا للمفاوضات المنثبقة من مؤتمر الرياض، تسلمت أمس رسالة من المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا تضمنت «رأيه الشخصي» من ان «القضايا الانسانية فوق التفاوض»، لكن هذا لم يكن كافياً، اذا انها كانت تسعى الى تأكيدات من عدم وجود «صفقة تضمنت التخلي عن بيان جنيف» وعدم بحث تشكيل هيئة حكم انتقالية.

أما «القائمة الروسية»، فإن قادتها الخمسة انتقلوا أمس من لوزان الى جنيف، وسعوا الى تحسين شروطهم. بعث رؤساء «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» قدري جميل و «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم و «مجلس سورية الديموقراطي» هيثم مناع وإلهام احمد ورندة قسيس رسالة مشتركة الى الامم المتحدة، تضمنت المطالبة بـ «التمثيل نفسه بالعدد والصلاحيات» مع الهيئة التفاوضية، اي ١٥ عضواً في الوفد و١٥ احتياطياً.

وكان مسؤول روسي أعلن اول من أمس ان «الاتحاد الديموقراطي» سيشارك في مرحلة لاحقة من المفاوضات وليس في الجولة الأولى. هذا الموقف شجع أنقرة عن التراجع عن تلويحها بمقاطعة العملية السياسية والانسحاب من «المجموعة الدولية لدعم سورية»، ما فتح الباب امام احتمال انعقاد الاجتماع الوزاري لـ «المجموعة الدولية» في ميونخ في ١١ الشهر المقبل، على هامش مؤتمر الأمن، بحسب إعلان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أمس.

وباعتبار أن الأمور بقيت متحركة بين الأخذ والعطاء، مساء اول امس، تبلغ نمرود سليمان وسليم خيربيك المدرجان على «القائمة الروسية» بتأجيل وصولهما الى جنيف من السبت الى الاثنين. أيضاً، انتبهت فصائل معارضة الى الفرق بين نص الدعوة الموجهة الى الهيئة التفاوضية والحكومة السورية من جهة وباقي المعارضين من جهة أخرى. دعوة دي ميستورا الى رياض حجاب وجهت اليه بصفته «المنسق العام العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية» كي يرسل «١٥ عضواً للمشاركة في المفاوضات حول عملية الانتقال السياسي التي تقوم الأمم المتحدة بتسييرها للوصول الى حل للنزاع في سورية ووضع اسس لتسوية مستدامة»، وهي تشبه رسالة الدعوة الى وزير الخارجية السوري وليد المعلم.

أما الدعوة الى باقي المشاركين، فإنها وجهت باسم كل شخصية من دون ذكر لتنظيمه السياسي. ونصت على ان دي ميستورا «يتشرف بدعوتكم للانضمام الى جنيف حيث سيبدأ مسار المفاوضات في شكل مشاورات حول كيفية انهاء النزاع ووضع اسس لتسوية مستدامة» مع إشارته الى ان «المفاوضات ستبدأ في ٢٩ كانون الثاني (يناير)» الجاري.

كان واضحاً، ان الدعوات وجهت الى «شخصيات وليس الى تنظيمات» عدا الحكومة السورية والهيئة التفاوضية. لكن الشخصيات المعارضة تتمسك بحقها بتلقي دعوة كـ «مفاوضين كاملي الصلاحية وليس مستشارين». استدعى هذا اتصالات ورسائل وضمانات، كي تصل دعوة خطية الى جميع الموجودين الـ ١٥ في القائمة التي كان بعثها جميل الى دي ميستورا قبل اسبوع مع وفد احتياطي اسوة بما حصل مع الهيئة التفاوضية. وقال احد المعارضين في «القائمة الروسية» لـ «الحياة»: «نريد الصلاحيات والعدد واستقلالية المرجعية نفسها».

هذا كان يحصل بين لوزان وجنيف مع تدخلات هاتفية من المبعوث الأميركي مايكل راتني. أما في الرياض، فإن الاجتماعات مستمرة ومعها الافكار والمشاورات. كان المنسق العام بعث رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة طالب فيها بتطبيق قرارات مجلس الأمن واخرى الى دي ميستورا تضمنت اسئلة عن المفاوضات. وقال عضو في الهيئة لـ «الحياة» أمس: «لدينا تخوف من التخلي عن بيان جنيف وتشكيل هيئة حكم انتقالية، ونريد الذهاب الى جنيف للتفاوض وليس لايصال الاغاثة لأن المساعدات الانسانية خارج التفاوض وفوق التفاوض وواجبة التطبيق». وأضاف: «النظام يريد مقايضة المساعدات الانسانية مقابل بيان جنيف. لذلك ارسلنا رسالة الى دي ميستورا تضمنت اسئلة. اجابنا شفوياً ثم خطياً، قائلاً ان وجهة نظره الشخصية ان الاغاثة فوق التفاوض وان المفاوضات تخص المسائل الاساسية وهي المرحلة الانتقالية ومكافحة الارهاب».

لم يكن هذا كافياً لاتخاذ قرار في الهيئة، التي تضم نظرياً ٣٤ عضواً وعملياً ٣٠ عضواً، للذهاب من الرياض الى جنيف. السياسيون في الهيئة ميالون للذهاب او ارسال وفد من ثلاثة اشخاص بينهم حجاب الى جنيف لاعلان موقفهم والتفاوض على شروط بدء التفاوض. العسكر متشددون «لأننا تحت ضغط الحاضنة الشعبية، كيف لنا ان نتفاوض والصواريخ والغارات على رؤوس أهلنا؟». متشددون ايضاً، لأن موسكو صنفت فصائل رئيسية بأنها «ارهابية» وطالبت بإزالة ممثل «جيش الاسلام» محمد مصطفى علوش من كونه «كبير المفاوضين». أمر، استغربته الهيئة لأنه «يعني ان موسكو تريد تحديد اسم وفدي الحكومة والمعارضة، الأمر الذي لم يحصل».

موقف الهيئة التفاوضية، كان منقسماً الى مساء أمس: «قلبُها مع عدم الذهاب الى حين تنفيذ البنود الانسانية. عقلُها يقول بالذهاب كي لا تحمل مسؤولية فشل مفاوضات فاشلة». واذ شكر الناطق باسم الهيئة سالم مسلط دي مستورا على «رسالته الجوابية وتأكيده على ان الفقرتين 12 و13 اللتين طالبنا بتنفيذهما، حق مشروع وتعبران عن تطلعات الشعب السوري وهما غير قابلتين للتفاوض». لكن ذكر بان برسالة الهيئة و «مطالبة اعضاء مجلس الامن وخاصة الدول الخمس الدائمة العضوية بالقيام بمسؤولياتهم والتزامهم بتطبيق القرار 2254».

والهيئة في انتظار «اجراءات فعلية» للاغاثة الانسانية. لذلك، أحد الخيارات الديبلوماسية، كان ارساله رسائل خطية الى ممثلي الدول الخمس دائمة العضوية، بما فيها الروسي، لشرح خلفية الموقف و «ضرورة تطبيق القرار ٢٢٥٤ والبندين ١٢ و١». وتنص الفقرتان على ايصال المساعدات الى المناطق المحاصرة في سورية ووقف القصف ضد المدنيين. وقال مسلط: «نحن جادون في المشاركة وبدء المفاوضات، لكن ما يعيق بدء المفاوضات هو من يمارس قصف المدنيين وتجويعهم». وتابع: «النظام هو من يحاصر المدن ويقصف المدنيين (…) وفي الوقت نفسه يحاول ان يساوم على الملف الانساني على طاولة المفاوضات».

فضغط «الحاضنة الشعبية» تواصل في المطالبة في عدم الذهاب «في هذه الشروط»، وكان آخرها توقيع جميعات أهلية ومدنية نداء بمقاطعة مفاوضات جنيف. لكن ضغط «اصدقاء الشعب» مستمر في اتجاه آخر.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر «أمام وفد الهيئة العليا للمعارضة وفصائل المعارضة المختلفة في سورية فرصة تاريخية للذهاب الى جنيف وعرض الوسائل الملموسة لتطبيق وقف اطلاق النار وفتح ممرات انسانية واجراءات اخرى كفيلة بإعادة خلق الثقة». وأضاف: «عليهم القيام بذلك من دون شروط مسبقة».

واشنطن تريد البدء في تنفيذ خريطة الطريق التي اتفقت عليها مع موسكو، وصدرت في القرار ٢٢٥٤، ونصت على وقف النار وتشكيل حكم شامل وغير طائفي في غضون ستة اشهر وتنظيم انتخابات خلال 18 شهراً يشارك فيها سوريو الداخل والخارج، من دون ان يذكر في شكل صريح مصير الرئيس الأسد. لكن الهيئة التفاوضية، تتمسك بمفاوضات على أساس بيان «جنيف 1» الذي توصلت اليه الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا والأمم المتحدة والجامعة العربية خلال اجتماع في حزيران (يونيو) 2012، ونص على تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة.

أما في دمشق، فإن المعلم تلقى دعوة لرئاسة وفد الحكومة الى المفاوضات. القرار السابق كان ان يكون نائب وزير الخارجية فيصل المقداد «مشرفاً عاماً على الوفد ومقره دمشق» وان تذهب رئاسة الوفد الى السفير السوري في الامم المتحدة بشار الجعفري اضافة الى اعضاء آخرين من خلفيات مذهبية وعرقية ودينية وسياسية مختلفة. الاولوية، لوفد الحكومة، هي لـ «محاربة الارهاب… وقف النار غير ممكن، بل مطلوب وقف الاعتداء ووقف التمويل والتدريب للارهابيين»، وفق التفكير الرسمي السوري. ويتضمن ايضاً ان «المعارضة لن تأخذ على مائدة المفاوضات، ما لم تحصل عليه في ساحات الوغى». أما الحصار، فإن «الحكومة سهلت دخول المساعدات الى مناطق المعارضة، وعلى المعارضة ان تفك الحصار عن اربع قرى محاصرة في ريفي حلب وادلب».

آخر نسخة، لتصوّر مبعوث الأمم المتحدة، الذي فشلت طموحاته في ان تنطلق المفاوضات السورية في ٢٥ الشهر تاريخ ميلاده، هو: البدء صباح اليوم بجلسة محادثات مع وفد الحكومة في غرفة في مقر الامم المتحدة… وفي حال وصل وفد المعارضة تعقد جلسة اخرى. الخطة ان يقدم دي ميستورا خطته التفاوضية لتطبيق القرار ٢٢٥٤ بتفويض دولي وتفاهم اميركي – روسي. ثم يطلب اجوبة عن تصورات كل فريق للمفاوضات. كما سيجري محادثات مع اطراف المعارضة الاخرى، على أمل ان تنطلق المفاوضات لاحقاً. طموحه هو خوض ستة اشهر من العملية السياسية: مشاورات، محادثات، مفاوضات غير مباشرة، مفاوضات مباشرة.

 

أردوغان: من الصعب حضور المعارضة السورية للمحادثات من دون وقف إطلاق النار

اسطنبول – رويترز

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم (الجمعة)، إنه «سيكون من الصعب أن تحضر المعارضة السورية المعتدلة محادثات السلام التي تعقد في جنيف، من دون وقف إطلاق النار لإيقاف القصف الروسي لمقاتليها».

وأضاف للصحافيين في اسطنبول، «يمثل قصف روسيا المستمر لمناطق المعارضة على وجه الخصوص مشكلة كبيرة للمعارضة»، متابعاً «ستكون مشاركتهم من دون وقف إطلاق النار خيانة لمن يقاتلون».

 

رياض الأسعد يلوح بورقة الأسرى في وجه إيران و«حزب الله»

الرياض – ياسر الشاذلي

< كشف قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد عن وجود عدد كبير من الأسرى الإيرانيين وعناصر «حزب الله» ومن قوات بشار الأسد والميليشيات العراقية التي تقاتل في سورية، في قبضتهم، مشيراً إلى أن بعضهم يحمل رتباً عسكرية عليا.

وقال: «إن رتباً كثيرة من الأسرى من قوات نظام بشار عليا، فيما تعد رتبة النقيب هي أعلى رتبة عسكرية إيرانية في قبضتنا الآن، وهو ما يعد دليلاً قاطعاً على التدخل الإيراني في سورية، مثلما هو في اليمن، والبحرين، وتونس، إضافة إلى استهدافهم مصر أخيراً».

وأوضح في اتصال مع «الحياة» أمس (الخميس) أنه «على رغم ما تحاول إيران بثه والترويج له إقليمياً ودولياً، فإن قواتها على الأرض في سورية ضعيفة ومترهلة ولا تملك الخطط العسكرية المحكمة التي يمكنهم بها تحقيق مكاسب على أرض الواقع»، مشيراً إلى أن «الطيران الروسي يتبع سياسة الأرض المحروقة في مواجهاته، ومع ذلك لم يحقق أي تقدم يذكر سوى في ثلاثة في المئة فقط من مناطق المواجهة، وعلى رغم كل هذا الدعم فإن الميليشيات التي تقودها إيران أو «حزب الله»، أو عناصر من العراق، أو أفغانستان، لا يستطيعون دخول المواقع التي يتم قصفها».

وعن طبيعة خريطة القوى على أرض الواقع في سورية قال الأسعد: «إن تنظيم داعش يسيطر على مناطق شمال شرق حلب، وريف حمص الشرقي، والرقة، ودير الزور باستثناء مساحة قليلة من الأخيرة تحت سيطرة قوات بشار، فيما تقع مناطق الساحل، وحمص، وحماة، ودمشق تحت سيطرة نظام بشار، وهي مساحات قليلة مقارنة بمساحة سورية، لكن أهميتها تكمن في أنها مدن مهمة للشعب السوري، منها دمشق وحمص وحماه، واللاذقية وطرطوس، أما بقية المناطق فهي مشتركة بين الجيش السوري الحر وجبهة النصرة، وهذه المناطق تسمى المناطق المحررة»، متسائلاً «كيف يذهب النظام السوري للتفاوض في الوقت الذي يلقي فيه البراميل المتفجرة على الشعب السوري»؟! وعن أكثر المناطق المهددة من قوات بشار الآن، قال: «إن أكثر المناطق المهددة هي ريف حمص الشمالي، الذي يحاول النظام السيطرة وتطبيق حصار قوي عليه»، مضيفاً أن «ما يتعرض له السوريون في حمص الشمالي أكثر مما يتعرض له السوريون في مضايا عشرات المرات، إضافة إلى مناطق داريّا، والمعضمية، التي تعد من أكثر المناطق التي يحاول النظام السيطرة عليها».

ورداً على سؤال عن مصير أسرى إيران و«حزب الله» وقوات نظام بشار، وما إذا كان هناك تهديد لحياتهم، قال الأسعد: «نحن نحسن معاملة الأسرى بين أيدينا، ونوفر لهم حماية من محاولة بعض الأطراف قتلهم لاتهام الجيش السوري الحر بأنه يقتل أسراه، وهو أمر عار من الصحة، على رغم ما يتعرض له الأسرى من قتل وتمثيل على يد عناصر الميليشيات العراقية تحديداً». وعن أهم الصفقات التي تم فيها تبادل أسرى مع إيران، قال: «كان ذلك في الغوطة الشرقية أواخر 2012، وتم تسليم طهران 48 عنصراً من الجيش الإيراني، عبر وسيط دولي»، مشيراً إلى أن «عدد القتلى الإيرانيين في المواجهات العسكرية كان أكبر بكثير من عدد الأسرى»، واصفاً ما تروجه طهران عن جيشها بـ«البالونة الكبرى». وأوضح أن «الميليشيات التي تقاتل في سورية الآن انضم إليها أخيراً ميليشيات قادمة من أفغانستان، ومن العراق، ولبنان، وجميعها تساند الطيران الروسي للسيطرة على المناطق الواقعة تحت يد الجيش السوري الحر».

 

«هيومن رايتس ووتش» تتهم إيران بتجنيد آلاف الأفغان للقتال في سورية

نيويورك – أ ف ب

ذكرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” المدافعة عن حقوق الإنسان أنها جمعت شهادات تفيد بأن الجيش الإيراني جند منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، آلاف اللاجئين الأفغان في إيران، وتحدثت عن تجنيد قسري للبعض منهم.

وقالت المنظمة في تقرير نشر اليوم (الجمعة)، إنها “جمعت في نهاية العام 2015 شهادات نحو عشرين من لاجئين أفغان كانوا يعيشون في إيران، قالوا إنهم تلقوا عرضاً بالحصول على حوافز مالية وإقامة قانونية لتشجيعهم على الإنضمام إلى الميليشيات الموالية للنظام السوري”، موضحين أن “حرس الثورة الإيراني هو من يقوم بالتجنيد”.

وذكر التقرير أن بعض هؤلاء قالوا إنهم “هم أو أقرباء لهم أُرغموا على القتال في سورية وهربوا منها إلى اليونان، أو تم ترحيلهم إلى افغانستان بسبب رفضهم”.

وأضاف أن آخرين قالوا إنهم “تطوعوا للقتال في سورية سواء لأسباب دينية أو للحصول على إقامة قانونية في إيران”.

وقال المسؤول في “هيومن رايتس ووتش” بيتر بوكايرت إن “ايران لم تعرض فقط على اللاجئين والمهاجرين الأفغان حوافز للقتال في سورية، لكن الكثير منهم ذكروا أنهم تعرضوا للتهديد بترحيلهم إلى أفغانستان إذا لم يفعلوا. وأمام هذا الخيار الرهيب، هرب بعضهم إلى أوروبا”.

ويعيش نحو ثلاثة ملايين أفغاني في إيران بعد هربهم من الاضطهاد والنزاع في بلادهم، ولم يحصل سوى 950 ألف منهم على بطاقة لاجئ، وفق المنظمة.

وايران هي الحليف الرئيس في المنطقة للنظام السوري الذي تمده بالمال والخبراء العسكريين.

 

مؤتمر لندن للمانحين يبحث عن تعهدات «طويلة الأمد» … لأن الأزمة السورية «لن تنتهي قريباً»

لندن – كميل الطويل

تستضيف بريطانيا الخميس المقبل مؤتمراً للمانحين الدوليين بهدف تقديم الدعم إلى ملايين السوريين المتأثرين بالأزمة التي تعصف ببلادهم منذ خمس سنوات، وسط مخاوف من أن هذه الأزمة لا تبدو في طريقها إلى حل قريب ما يعني أن التعهدات الدولية بالمساعدات يجب أن تكون أيضاً «طويلة الأمد»، على ما قال وزير التنمية الدولية البريطاني ديزموند سواين أمس.

وقبل أيام من عقد المؤتمر الذي ترعاه المملكة المتحدة والكويت وألمانيا والنروج والأمم المتحدة ويُعنى بمساعدة سورية ودول الجوار التي تستضيف اللاجئين السوريين، قال الوزير سواين في لقاء مع مجموعة من الصحافيين في لندن أنه لا يمكن الآن التعامل مع الأزمة السورية على أنها «حالة طارئة تحصل في شكل عارض، مثل الزلازل، بحيث تُخصص المساعدات للتعاطي مع هذه الحالة فقط وينتهي الأمر. الأزمة السورية تقترب من عامها السادس الآن ولا يبدو أنها ستنتهي في المدى القريب» حتى في حال نجاح مؤتمر جنيف بين النظام والمعارضة السوريين.

وتحدث سواين خصوصاً عن موضوعي التعليم والعمل، قائلاً أنه يأمل بأن ينتج من مؤتمر لندن تعهدات بتقديم مساعدات للسوريين، لا سيما في دول الجوار التي ترزح تحت أعباء استضافة ملايين النازحين منهم. ولفت، مثلاً، إلى أن بريطانيا تقدم مساعدات للبنان من أجل توفير التعليم للأطفال السوريين النازحين في المدارس اللبنانية، قائلاً أن هذه المساعدات بدأت بعشرة ملايين جنيه لوزارة التعليم اللبنانية قبل أن تتم مضاعفتها بناء على طلب رئيس الوزراء ديفيد كامرون إثر زيارته مخيمات النازحين في لبنان العام الماضي. وأشاد بالجهد الذي قام به وزير التربية اللبناني الياس بوصعب، قائلاً أنه قام «بأكثر مما كان يُتوقع منه»، وأن عدد الأطفال السوريين الذين يدرسون في لبنان تجاوز الآن 200 ألف. لكن سواين أضاف أنه «سيكون من حق بوصعب أن يسأل عن الضامن لوصول المساعدات في الأعوام المقبلة من أجل مواصلة التعليم للنازحين السوريين… وهذا يوضح ضرورة أن تكون التعهدات بالمساعدات طويلة الأمد». وزاد أن بريطانيا لن تقبل بأن يكون هناك «جيل ضائع» من السوريين بسبب الحرب الدائرة في بلدهم.

وشدد الوزير البريطاني أيضاً على ضرورة فتح سوق العمل أمام السوريين النازحين في دول الجوار، مقرّاً بأن مثل هذا الأمر سيزيد الضغوط التي تواجهها هذه الدول، لا سيما لبنان والأردن، إذ إن فتح سوق العمل أمام السوريين سيعني تقليل الفرص القليلة المتاحة أمام أبناء البلد. وقال أن الوصول إلى هذه الغاية يتطلب تقديم «حوافز» اقتصادية للدول المضيفة، وهو ما يؤمل بأن يتم الاتفاق عليه في مؤتمر لندن.

وقدّمت بريطانيا منذ عام 2012 قرابة 1.1 بليون جنيه استرليني كمساعدات إنسانية للسوريين، لكن سواين رفض أن يكشف المبلغ الذي ستتعهد بلاده تقديمه خلال مؤتمر لندن، علماً أن مؤتمر المانحين السابق الذي عُقد في الكويت في آذار (مارس) 2015 قدّم تعهدات بـ3.8 بليون دولار لمساعدة السوريين ودول الجوار التي تستضيف النازحين منهم (بعض الدول لم يقدّم كل المبالغ التي تعهد بها). وتقول الأمم المتحدة أن وكالاتها المختلفة تحتاج هذه السنة إلى 7.73 بليون دولار للتعاطي مع تداعيات الأزمة السورية، كما تحتاج إلى 1.2 بليون دولار لمساعدة دول الجوار. وليس واضحاً ما إذا كان مؤتمر لندن سيستطيع جمع تعهدات بمثل هذا المبلغ، خصوصاً في ظل تدهور أسعار النفط واضطرار الدول المانحة التقليدية في العالم العربي لتقليص إنفاقها.

وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن هناك 13.5 مليون سوري في حاجة إلى مساعدات، بينهم 6.5 مليون شخص من النازحين داخل بلدهم و4.59 من اللاجئين في دول الجوار.

وتتوقع بريطانيا أن تشارك الدول المدعوة إلى مؤتمر لندن «على أرفع مستوى»، لكنها لم تكشف أسماء الذين سيحضرون. ومن المرتقب أن تشارك روسيا وإيران في أعمال المؤتمر بعدما وجّهت لهما دعوات، لكن المسؤولين البريطانيين يشددون على أن هذه المؤتمر هو للتعاطي مع أزمة إنسانية و «ليس مؤتمر سلام».

 

“جنيف 3” اليوم بلا وفد الرياض وزير الدفاع السوري في موسكو

جنيف – موسى عاصي

في غياب وفد الرياض، تنطلق اليوم الجولة الاولى من “جنيف 3” بلقاء يتيم للمبعوث الدولي ستافان دو ميستورا وفريقه ووفد الحكومة السورية الذي من المقرر ان يصل اليوم الى المدينة السويسرية.

وتفيد معلومات “النهار” أن الوفد سيكون برئاسة بشار الجعفري وعضوية كل من احمد عرنوس، عمر اوسي، محمد خير عكام، احمد الكزبري، عمار عرسان وجميلة شربجي، ومندوب سوريا في مقر الامم المتحدة بجنيف حسام الدين آلا، وسيعقد الجلسة الاولى مع دو ميستورا في مقر الامم المتحدة بعد ظهر اليوم، بينما لم يحدد بعد على روزنامة الامم المتحدة أي موعد للقاء أي من الوفدين المعارضين، وفد الرياض الذي أعلن انه لن يأتي الى جنيف اليوم، ووفد القوى العلمانية الديموقراطية الذي يتوقع لقاء الفريق الاممي مطلع الاسبوع المقبل.

وقد لمح منسق الهيئة العليا للمعارضة السورية رياض حجاب الى هذا الاحتمال بقوله إن الوفد قد يذهب إلى جنيف ولكن “لن ندخل قاعة المفاوضات” من دون تحقيق مطالبه، مشيراً إلى أنه ما لم يتم تحقيقه بالقتال لن يتحقق بالتفاوض.

وكشفت أوساط لـ”النهار” أن حجاب قد يصل اليوم على رأس مجموعة من أربعة الى خمسة أشخاص الى جنيف.

ولا يزال فريق الرياض مصراً على عدم المشاركة في حوار جنيف قبل تلقيه رداً من الامم المتحدة على رسالة الاستفسار التي وجهت الى الامين العام بان كي-مون، وفيها يطالب وفد الرياض البدء باجراءات بناء الثقة ووقف القصف واطلاق الاسرى. وتوضح المعلومات ان وفد الرياض لا يتوقف عند مطلب البدء باجراءات بناء الثقة، بل يحاول الحصول على ضمانات دولية لتزامن المسارات مع بدء الحوار، بمعنى “ألا يقتصر النقاش على ملف الارهاب وكيفية مواجهة التنظيمات الارهابية بل يتضمن الى جانب هذا الملف مناقشة تشكيل هيئة حكم انتقالية بموجب بيان جنيف 1، وليس حكومة وحدة وطنية كما يفهم من الدعوة التي وجهها دو ميستورا الى المشاركين في المحادثات”.

ويتهم وفد الرياض الولايات المتحدة بأنها تسعى اكثر من روسيا الى تأليف حكومة وحدة وطنية بمشاركة النظام السوري “خلافاً للخطاب الاميركي التقليدي”. وتقول أوساط ديبلوماسية في جنيف إن هذه المشكلة، أي مسألة الضمانات وتزامن مساري الارهاب والهيئة الانتقالية، هي ما يعوق توجه وفد الرياض الى جنيف، وتحظى بذلك بدعم سعودي وتركي. لكن هذه الاوساط توقعت ان يتغير المشهد لدى فريق الرياض ويقرر الحضور الى جنيف، كما توقعت ان يحصل ذلك خلال عطلة نهاية الاسبوع أو مطلع الاسبوع المقبل على أبعد تقدير.

وتبقى عقدة التشكيلات المعارضة حاضرة في وفدي المعارضة، الرياض ولوزان، الاول لن يتخلى عن الاسماء التي تعتبرها موسكو استفزازية، وفي مقدمها محمد علوش ممثل “جيش الاسلام”، ويحظى بذلك بدعم كامل من السعودية وتركيا الى دول اخرى كفرنسا التي قالت أوساط خارجيتها لـ”النهار” ان لا فيتو فرنسياً على “جيش الاسلام” ما دام يحظى بقبول الهيئة العامة للمعارضة السورية “الجهة الوحيدة التي يحق لها تسمية الوفد الى جنيف 3” . والوفد الثاني لايزال يصر على اشراك ممثلي حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، علماً انه تلقى تاكيدات من المرجعيات الدولية الاساسية لعدم مشاركة أي من ممثلي هذا الحزب على الاقل في الجولة الاولى من المحادثات.

وقد سلم وفد لوزان الى فريق دو ميستورا امس لائحة بـ30 اسماً، 15 مفاوضاً و15 احتياطاً، لكن الفريق الاممي أبلغ فريق لوزان تجميد تسمية خمسة اشخاص يمثلون حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي الى ان “يأتي الضوء الاخضر من موسكو وواشنطن”، وعليه فإن لائحة وفد لوزان اقتصرت على 25 اسماً بدل 30.

وكان دو ميستورا قد وجه الى الشعب السوري رسالة عشية الانطلاق المقرر للحوار، قال فيها: “فلتعلموا أننا نعول عليكم لرفع صوتكم لتقولوا “خلاص”، “كفاية ” لتقولوا لجميع من سيأتي لحضور هذا المؤتمر سواء من داخل سوريا أو من خارجها أن هناك توقعات منهم، وعليهم التأكد من رؤيتهم لهذه المحادثات”.

 

الفريج في موسكو

وفي خطوة مفاجئة عشية “جنيف 3” (الوكالات)، التقى وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج في موسكو نظيره الروسي سيرغي شويغو وبحث معه في “تطوير” العلاقات العسكرية بين سوريا وروسيا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن “اللقاء تم في اجواء ودية وأكد استعداد الجانبين لمواصلة تطوير علاقاتهما على صعيد الدفاع”.

وعرض الوزيران حصيلة التدخل العسكري الروسي الذي بدأ في 30 ايلول الماضي بناء على طلب الرئيس السوري بشار الاسد.

وأفادت الوكالات الروسية للأنباء ان شويغو التقى أيضاً رئيس اركان الجيش الاردني الفريق مشعل الزبن. ويشارك الاردن في الائتلاف الدولي الذي شكل عام 2014 للتصدي لجهاديي تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في العراق وسوريا.

وفي وقت سابق، اقترحت موسكو إجراء محادثات دولية في شأن تسوية النزاع السوري مع مسؤولين غربيين وعرب وايرانيين في 11 شباط بمدينة ميونيخ الالمانية.

 

مقتل 54 مدنياً في غارات روسية على مناطق سورية موسكو اقترحت اجتماعاً دولياً بميونيخ في 11 شباط

المصدر: (و ص ف، رويترز)

قتل 54 مدنياً على الاقل خلال الساعات الـ24 الأخيرة في غارات روسية استهدفت مناطق عدة في سوريا، فيما اقترحت موسكو عقد اجتماع دولي حول سوريا في ميونيخ في 11 شباط المقبل.

أورد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان “29 مدنيا، بينهم ثلاثة أطفال وتسع نساء، قتلوا في غارات روسية استهدفت أحد أحياء مدينة دير الزور وقرى اخرى خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في محافظة دير الزور” بشرق البلاد، كما “أوقعت الغارات العشرات من الجرحى”.

ويسعى التنظيم المتطرف منذ اكثر من سنة الى السيطرة على كل محافظة دير الزور حيث لا يزال المطار العسكري واجزاء من مدينة دير الزور، مركز المحافظة، في أيدي قوات النظام.

وبات الجهاديون يسيطرون على 60 في المئة من مدينة دير الزور اثر هجوم عنيف شنوه أخيراً.

وفي شمال البلاد، قتل 15 مدنياً بينهم خمسة أطفال أشقاء في غارات روسية استهدفت مدينة الباب، أبرز معاقل “داعش” في محافظة حلب.

وسيطرت الفصائل المقاتلة في تموز 2012 على مدينة الباب التي تبعد نحو 30 كيلومتراً عن الحدود التركية، قبل ان يتمكن “داعش” من الاستيلاء عليها عام 2013.

وتقدم الجيش السوري، الذي يحظى بدعم جوي روسي، الى مسافة ثمانية كيلومترات فقط من مدينة الباب بعدما تمكن من استعادة قرى وبلدات عدة جنوبها.

وفي وسط البلاد، تحدث المرصد عن مقتل عشرة مدنيين، بينهم سبعة أطفال، سقطت غالبيتهم في غارات روسية على بلدة الغنطو في ريف حمص الشمالي. كذلك استهدفت الطائرات الحربية الروسية مدينتي الرستن وتلبيسة وقرى أخرى في المنطقة.

وتسيطر قوات النظام على مجمل محافظة حمص باستثناء بعض المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل الاسلامية والمقاتلة في الريف الشمالي ومنها الرستن وتلبيسة، فيما ينتشر “داعش” في الريف الشرقي وخصوصاً مدينة تدمر الاثرية.

وبدأت روسيا في 30 ايلول حملة جوية في سوريا تقول انها تستهدف “داعش” ومجموعات “ارهابية” أخرى، إلا ان الدول الغربية والمعارضة تتهمها بالتركيز على فصائل مقاتلة أخرى بعضها تصنف معتدلة.

وبغطاء جوي روسي استعاد الجيش السوري زمام المبادرة ميدانياً ليتقدم في مناطق عدة من البلاد على حساب الفصائل الاسلامية والمقاتلة والجهاديين.

 

اقتراح اجتماع دولي

في غضون ذلك، اقترحت روسيا عقد اجتماع دولي حول الازمة السورية في حضور مسؤولين غربيين وعرب وايرانيين في ميونيخ في 11 شباط.

ونقلت وكالة “تاس” الروسية الرسمية للأنباء عن المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى سوريا وشمال افريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف: “هناك اتفاق مبدئي في هذا الشأن بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري والان نعرض الاقتراح على مجموعة الدعم الدولية لسوريا. أما المكان والزمان فهما ميونيخ في 11 شباط “. وسيسبق هذا الاجتماع مؤتمر ميونيخ حول الامن الذي يبدأ في 12 شباط. وتشمل مجموعة الدعم الدولية لسوريا ممثلين لـ17 دولة بينها خصوصاً روسيا والولايات المتحدة والسعودية وايران والاتحاد الاوروبي.

واتفقت هذه المجموعة خلال اجتماع في فيينا في 14 تشرين الثاني 2015 على خريطة طريق حول سوريا تنص بين أمور أخرى على بدء مفاوضات في كانون الثاني بين ممثلين للمعارضة والنظام وتأليف حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر واجراء انتخابات خلال مهلة 18 شهراً.

كما نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي يزور موسكو حالياً أن الجولة المقبلة من المحادثات السورية وفقا “لصيغة فيينا” ربما تعقد في 11 شباط.

الى ذلك، اعلنت بريطانيا الاربعاء ان مؤتمراً للمانحين لسوريا مقرر الاسبوع المقبل سوف يضغط على الدول لمضاعفة مساهماتها المالية من أجل التصدي للازمة الانسانية. وتنظم بريطانيا والمانيا ونروج المؤتمر مع الامم المتحدة والكويت.

 

الأمم المتحدة سمحت لدمشق بتغيير تقريرها: حذف إشارات إلى حصار وتنظيف ألغام

المصدر: “النهار”، “فورين بوليسي”

بعد الوثيقة التي سربت في وقت سابق من هذا الشهر من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في دمشق، وأظهرت أن المنظمة الدولية كانت على علم بمجاعة في مضايا منذ أشهر، وأنها لم تتحرك للضغط لإرسال مساعدات إلا عندما بدأت صور الأطفال الذين يعانون سوء التغذية تظهر في وسائل الإعلام، نشرت مجلة “فورين بوليسي” أمس أن مسؤولين في الامم المتحدة أتاحوا للنظام السوري تغيير خطتهم للاغاثة في سوريا وحذف اشارات الى حصار مدن وبرنامج تنظيف الغام، الامر الذي قلل حدة الانتهاكات التي يرتكبها النظام السوري في حق القانون الدولي. وتكشف أرقام الامم المتحدة كابوساً انسانياً مخيفاً في سوريا، مع 13,6 مليون شخص في حاجة الى مساعدة انسانية، ونزوح 50 عائلة تقريباً في الساعة، ووجود مليون شخص في المخيمات لا يحصلون على أية مساعدات دولية.

ومع ذلك، تنقل المجلة الاميركية عن أشخاص اطلعوا من كثب على “خطة الامم المتحدة للرد الانساني” التي نشرت في 29 كانون الاول 2015، أن المنظمة الدولية، وبعد التشاور مع الحكومة السورية، غيّرت عشرات المقاطع الواردة في الخطة وحذفت أخرى لاظهار الحكومة السورية بصورة أفضل.

فمقارنة بالوثيقة الاولى، حذفت عشر اشارات الى مناطق “محاصرة” أو “مطوّقة”، كما يحصل في مضايا حيث قضى 23 شخصاً جوعاً خلال أشهر قبل دخول قافلة مساعدات انسانية تابعة للأمم المتحدة منتصف كانون الثاني الجاري.وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة أن التغييرات حصلت بناء على توصية من الحكومة السورية.

وصرحت الناطقة باسمه ليندا طوم: “انه اجراء عادي في أية دولة أن تتشاور الامم المتحدة مع الحكومة”.

وفي المقابل، أخذت خمس منظمات انسانية على الامم المتحدة تكريسها “سابقة غير مقبولة” بالتفاوض على كتابة التقرير مع الحكومة السورية. وقالت هذه المنظمات في رسالة مؤرخة 30 كانون الاول إن حذف الاشارات الى مناطق مطوّقة “تقلل حدة الانتهاكات” للقانون الدولي من نظام بشار الاسد، وازالة الاشارات الى تنظيف الالغام هو اقرار ضمني بموقف الحكومة السورية بأن اجراء كهذا يشكل عملاً عسكرياً.

ويعتقد بعض عمال الاغاثة أن استعداد الامم المتحدة للسير في نهج الحكومة السورية سببه خوف المنظمة من طردها من دمشق.

ورد وكيل الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية والاغاثة الطارئة ستيفن أوبراين بأن “الأمم المتحدة ليست مقربة من أي فريق”، وأنها “لا تعمل بطريقة تشجع تكتيكات الحصار”.

 

معارضة الرياض «تحضر» و«لا تشارك»!

«جنيف السوري» اليوم.. بمن يصل أولاً

محمد بلوط

مفاوضات «جنيف ٣» رسمياً اليوم من دون تأخير، عند الساعة الرابعة من بعد الظهر، وبمن يصل أولاً.

الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا الذي استبق الصورة العائلية المستحيلة بين المتفاوضين، أو مجرد المصافحات الكلاسيكية، بالإعلان منذ الإثنين الماضي أن لا افتتاح رسمياً للمؤتمر، قد يكون أنقذ المفاوضات من «حرد» المفاوضين، أو بعضهم على الأقل، ومن عثرات الشروط المسبقة التي وضعتها مجموعة الرياض، كتطبيق البندين ١٢ و١٣ من القرار الدولي ٢٢٥٤ والتي تنص على وقف القصف ضد المدنيين ورفع الحصار عن المدن.

المفاوضات مع ذلك تلاقي موعدها اليوم، خصوصاً أنّ دي ميستورا لم يعلن عن تأجيلها، على أن يباشرها بمن وصل: الوفد الحكومي السوري أول الوفود المكتملة في جنيف، فيما يصل وفد من «مجموعة الرياض» من دون أن يشارك. أما وفد «العلمانيين الديموقراطيين» فينتظر موعداً للقاء الوسيط الدولي.

الوفد الحكومي السوري الذي يحط في مطار جنيف عند الواحدة ظهراً ، سيكون فاتحة المفاوضات عند الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم. الوفد السوري الذي يرأسه بشار الجعفري، ويشرف عليه من دمشق نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، يضم النواب في مجلس الشعب عمر أوسي وأحمد الكزبري وجميلة الشربجي وأستاذ القانون الدولي في جامعة دمشق محمد خير عكام وعمار عرسان والسفير السوري في جنيف حسام الدين آلا.

«مجموعة الرياض»، التي قالت أمس إنها لن تأتي اليوم إلى جنيف، ستكون على مقربة من قاعات المفاوضات. وتقول مصادر لـ «السفير» إنّ مجموعة الرياض ستكون اليوم في جنيف لكنها لن تدخل قاعة المفاوضات. رياض حجاب، رئيس الهيئة التفاوضية العليا كان قد أعلن أن وفده لن يحضر المؤتمر قبل تحقيق مطالبه، أي وقف قصف المدنيين ورفع الحصار عن المدن، أو أنه قد يذهب إلى جنيف من دون أن يشارك في المفاوضات، لكنه يصلها، مع ذلك، أسرع مما كانت توحي به المواقف القاطعة التي اتخذها في اليومَين الماضيين. رياض حجاب يصل مع وفد مصغر من «مجموعة الرياض» ظهراً إلى جنيف، ويضم المتحدثين باسم الهيئة التفاوضية رياض نعسان الآغا وسالم المسلط، ورئيس الائتلاف السوري المعارض خالد الخوجة، ورياض سيف. وثمة ترجيحات بأن ترافقه مجموعة من عشر شخصيات من مجموعة الرياض، على متن طائرة وضعها بتصرفهم وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان.

وبالرغم من أن «مجموعة الرياض» أعلنت استمرار المشاورات اليوم لاتخاذ قرار بشأن جنيف، إلا أن نائب رئيس الهيئة التفاوضية يحيى قضماني هو من سيدير الجلسات، وليس رياض حجاب.

القرار بالذهاب إلى جنيف من دون حضور المفاوضات قد يكون خطوة أولى نحو المشاركة فيها في ما بعد. حجاب لم يحصل على أية ضمانات، لا بتلبية مطالبه والشروط المسبقة التي أرسلها إلى دي ميستورا، ولا بالانفراد بتمثيل المعارضة السورية في جنيف. فعلى رسالته المطالِبة بتطبيق البندين ١٢ و١٣، لم يحصل على أي رد خطي، وإنما على مكالمة هاتفية من دي ميستورا، كما تقول مصادر مطلعة، كرر له فيها ما قاله وزير الخارجية الأميركي جون كيري والسفير مايكل راتني، من أنها مطالب تطرح على طاولة المفاوضات، إذ إن خريطة حصار المدن والخطف والاعتقال التعسفي في سوريا، لا تقتصر على طرف واحد، وهناك آلاف المخطوفين والمعتقلين في سجون المجموعات المسلحة التي تحاصر بدورها مدنا وبلدات عدة، وتمنع عنها الإمداد.

أما قول «مجموعة الرياض» إن وفد «العلمانيين الديموقراطيين»، ليس سوى وفد استشاري للوسيط الدولي، فليس مسنداً، فالوفد المدعوم من موسكو تقوده لجنة إشراف من هيثم مناع ورندا قسيس وقدري جميل وإلهام أحمد وصالح مسلم، وقد تلقى أعضاؤه نص دعوة طبق الأصل لنص الدعوة التي تلقاها رياض حجاب.

ومن المستبعد جدا أن يُشطَب الوفد الذي يدعمه الروس من معادلة المفاوضات بالطريقة التي يتحدث بها «الائتلافيون» ومجموعة الرياض.

الصيغة المكوكية للمباحثات بين المفاوضين المتباعدين في الفنادق المجاورة للمطار، وبين القاعات الأممية في قلب جنيف، تسمح للوسيط الدولي دي ميستورا بكسب الوقت ريثما تستكمل المشاورات لحل ما تبقى من عقد.

والأرجح أن المقايضة الأولى التي فتحت الطريق نسبياً إلى الجولة الأولى في جنيف اليوم، هي تأجيل دخول الأكراد من «حزب الاتحاد الديموقراطي» وممثليهم الخمسة في وفد «العلمانيين الديموقراطيين» في مقابل إبعاد العسكريين من وفد الرياض، إذ خرج العقيد أسعد الزعبي، رئيس الوفد من العضوية، كما خرج العميد عبد الباسط الطويل، وأُبعد محمد مصطفى علوش، رئيس المجلس السياسي لـ «جيش الإسلام»، ليحل مكانهم خالد المحاميد وجمال سليمان ومعاذ الخطيب.

وكان هذا أحد مطالب موسكو للقبول بوفد الرياض بعدما تمسكت انقرة بإبعاد صالح مسلم ورفاقه عن عضوية وفد «الديموقراطيين العلمانيين»، أو مشاركة أي ممثل لـ «وحدات حماية الشعب» في مؤتمر جنيف.

وكان السفير التركي عمو أونهون، وفرقان جانبيه، مساعد رئيس المخابرات التركية والمشرف على الملف السوري، قد شاركا في اليومَين الماضيين في اجتماعات الرياض، لاحتواء أي محاولة أو تنازلات تسمح بقبول أي تمثيل لـ «حزب الاتحاد الديموقراطي»، في مقابل موافقة الروس على حضور العسكريين وممثل عن «جيش الإسلام». وكان الأميركيون الذين يتحالفون مع «وحدات حماية الشعب» في الشمال السوري، ويؤمنون لقوات «حزب الاتحاد الديموقراطي» التغطية الجوية والإسناد لعملياته العسكرية، قد أطلقوا رصاصة الرحمة على تطلعات حلفائهم بالدخول إلى قاعة مفاوضات جنيف، بإبلاغ صالح مسلم مجددا في لوزان، عبر سفيرهم مايكل راتني، أن عليه أن ينتظر اجتماع مجموعة الدعم الدولية لسوريا في ١١ شباط المقبل، لتوضيح الموقف، مع وعد بأنهم قد يدعمون حضوره، ولكن في جولة مقبلة، وأن الوقت لم يحن بعد لمواجهة مع تركيا من أجل منح الأكراد مقعدا مستقلاً عنها في جنيف.

 

«جبهة النصرة» و«أحرار الشام».. وقنبلة المبادرات

عبد الله سليمان علي

تخوض «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» حرب مبادرات، ظاهرها الدعوة إلى الوحدة ومأسسة النشاط الجهادي، وباطنها رغبة كلّ طرف في أن تنفجر قنبلة الخلافات في حضن الآخر، كي يتفادى هو مصير التحوّل إلى أشلاء. وما الشروط التعجيزيّة التي يتبادلها الطرفان، إلَّا من قبيل تقاذف القنبلة قبل أن تنقضي الثواني الأخيرة قبل انفجارها.

وبالرغم من أنَّ مبادرة «مجلس شورى أهل العلم» لتوحيد الفصائل وتكوين مجالس شرعيّة وسياسيّة وعسكريّة مهمّتها إدارة المناطق الواقعة تحت سيطرتها، طُرحت على النقاش قبل أشهر عديدة، إلَّا أنَّ إعلان «حركة أحرار الشام» الانسحاب من مؤتمر الرياض، ضخّ الحياة من جديد في هذه المبادرة التي كادت توأد في مهدها لعدم حماسة أحد لها. وقد تبنّى قاضي عام «جيش الفتح»، السعودي عبد الله المحيسني، هذه المبادرة (وهو من أعضاء مجلس شورى أهل العلم)، وسعى بها من جديد بين الفصائل. وعلى وقع الهزائم التي لحقت بهذه الفصائل في كل من اللاذقية ودرعا وحلب، كانت الحاجة إلى الوحدة تزداد إلحاحاً، وهو ما حاولت اللجنة المكلّفة متابعة المبادرة ـ والمؤلفة من ثمانية أشخاص أنشطهم «أبو الحارث المصري» (من «جبهة النصرة)» ـ استثماره لإقناع الفصائل بالموافقة عليها وتطبيقها.

وفي سبيل ذلك، عُقدت، خلال الفترة الماضية، اجتماعات عديدة شارك فيها قادة الفصائل أنفسهم، أبرزهم أبو محمد الجولاني وأبو يحيى المصري، بالإضافة إلى عددٍ من كبار قادة الفصائل المؤثّرين عسكريّاً وماليّاً وسياسيّاً. وقد بنيت على هذه المبادرة، الكثير من الآمال من قبل أوساط «الجهاديين» الذين رأوا فيها القشّة التي ستنجيهم من مصير تجارب سابقة مثل أفغانستان والبوسنة والعراق. ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان. إذ تسرّبت تفاصيل الاجتماعات ومضمون النقاشات الدائرة فيها، ونشرت تفاصيلها على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد كان بطل هذه التسريبات حساب «مزمجر الشام» الذي بدا حريصاً على تحميل «جبهة النصرة» مسؤوليّة رفض مبادرة الوحدة.

وبغضّ النظر عن صحة الرواية التي ذكرها «مزمجر الشام» من عدمها، فقد كان لافتاً أن يأتي التسريب من قبل أشهر حساب «تويتري» معروف بعلاقاته القويّة مع قادة «التيّار الإصلاحي» في «أحرار الشام». فهو كان على علاقة قويّة مع بعض القادة الراحلين ممّن أطلقوا فكرة المراجعات ضمن الحركة، مثل «أبو يزن الشامي» و «أبو أيمن الحموي»، كما تربطه حالياً علاقات قوية مع قادة «الجناح السياسي» مثل محمد عبد الله الشامي (الذي أصبح «أمير» الحركة في حلب)، ومع حسام أبي بكر قائد «لواء جند السُنّة» الذي تشير التكهّنات إلى أنَّه هو من سرّب مضمون الاجتماعات إلى «مزمجر الشام» لنشرها في توقيت بالغ الحساسية. وحسام أبي بكر، معروف عنه موقفه الرافض لأيّ ارتباط مع تنظيم «القاعدة»، بل هو لا يألو جهداً في محاربة التيار «القاعدي» ضمن حركته نفسها.

ويبدو أنَّ قادة «التيار الاصلاحي» أصيبوا بخيبة أمل وهم يرون تقدّم المبادرة وقبول المجتمعين من قادة الفصائل لها، لأنَّ من شأن ذلك أن يمسّ بصورة الحركة كفصيل معتدل، وهو ما بذَل لأجله الجناح السياسي جهوداً كبيرة. كما كانت صدمتهم كبيرة عندما شاهدوا مكر الجولاني وهو يقدّم التنازلات في سبيل إنجاح المبادرة، ومن هذه التنازلات استبعاد نفسه من الترشح لمنصب «الأمير» وإلغاء اسم «جبهة النصرة» والالتزام بقرارات «مجلس الشورى الموحّد» المزمع إنشاؤه ليكون السلطة العليا في مناطق السيطرة. بل أكثر من ذلك، عندما طالبه «أمير الحركة أبو يحيى المصري» بفكّ ارتباطه بتنظيم «القاعدة» كشرط للموافقة، سارع الجولاني إلى احتواء الشرط ووضعه ضمن مطالبة عامة تقضي بفكّ جميع الفصائل لارتباطاتها الخارجية. وفي جرعة مرونة زائدة، لم يدقّق الجولاني أثناء الاجتماعات كثيراً على المواقف السياسيّة لبعض الفصائل.

وقد كانت توقّعات المصري أن يؤدّي اشتراط فكّ الارتباط إلى إثارة غضب الجولاني والقيام بردّ فعلٍ يمكنه الاتّكاء عليه لفضّ الاجتماع وإفشاله، لأنّه يدرك أنَّ فك الارتباط، بالنسبة إلى «جبهة النصرة»، هو بمثابة انتحار، لأنَّ عدداً كبيراً من مقاتليها سينشقّ عنها. غير أنَّ مرونة الجولاني المقصودة، لأنّه يدرك أنَّ «أحرار الشام» تعيش تقريباً نفس مأزقه إن لم يكن أسوأ، صدمت المصري الذي يتزعّم «التيار الإصلاحي». هنا طلبت «أحرار الشام» مهلة لمناقشة الموضوع ضمن مجلس الشورى الخاص بها، ويبدو أنَّ هناك ضمن «القادة الإصلاحيين في الحركة» من استشعر بوجود ضغوط من قبل بعض أعضاء المجلس على المصري للموافقة على المبادرة، فسارع إلى تفجيرها «تويترياً»، حيث كان التسريب عبر حساب «مزمجر الشام» بمثابة نعي للمبادرة.

وبعيداً عن سجالات الطرفين، فالواضح أنَّ «أحرار الشام» و «جبهة النصرة» تعيشان مأزقاً متشابهاً، فكل منهما يشعر بضرورة اتّخاذ إجراءات جديّة للحيلولة دون تقدّم الجيش السوري أكثر من ذلك، ولكنهما، في نفس الوقت، يدركان أنَّ أيّ خطوة خاطئة قد تكلفهما أثماناً غالية، ليس أقلّها إمكانيّة تعرّضهما لانشقاق كتلة ضخمة من المقاتلين ممّن سيرفضون الخطوة المحتملة لأسباب إيديولوجيّة. إلَّا أنَّ مأزق «أحرار الشام» يبدو مضاعفاً، لأنَّها، بالإضافة إلى الحسابات المتعلّقة ببنيتها الداخلية وتصارع التيارات فيها، لديها ارتباطات مع دول إقليميّة فاعلة، وهي لا تستطيع بأيّ حال من الأحوال القفز فوق تفاهماتها مع هذه الدول، إذ باتت محكومة بسقف مقررات مجلس الأمن، التي ينص أحدها على اعتبار «جبهة النصرة» تنظيماً إرهابياً. كما أنَّها ليست واثقة أنَّ مجرّد فكّ الارتباط، سيعني إلغاء هذا التصنيف. لذلك، كانت الحركة، منذ البداية، متوجّسة من مبادرة الوحدة، وعملت على تفجير قنبلتها في أحضان الجولاني الذي سارع وأعاد القنبلة من حيث جاءت. فهل الانفجار الذي أحدثه التسريب في العالم الافتراضي، سيكون كافياً ليتلافى الطرفان الانفجار في العالم الحقيقي؟ أم سيغذيه أكثر؟

 

هولندا ستشارك بالضربات الجوية ضد تنظيم الدولة في سوريا

لاهاي- (أ ف ب): اعلنت وزارة الدفاع الهولندية الجمعة أن هولندا ستشارك في الضربات الجوية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا تلبية لطلب في هذا الصدد قدمته واشنطن وباريس.

وقالت الوزارة في بيان “بهدف جعل الحملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق أكثر فاعلية تقرر شن ضربات جوية محددة الاهداف ضد تنظيم الدولة الاسلامية في شرق سوريا”.

 

وصول وفد النظام السوري إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات

جنيف- (أ ف ب): وصل وفد النظام السوري لمفاوضات السلام الجمعة إلى جنيف حيث من المقرر بدء المحادثات باشراف الامم المتحدة سعيا الى انهاء النزاع، في غياب المعارضة، على ما اعلن مصدر مقرب من الحكومة السورية.

وصرح المصدر لوكالة فرانس برس ان وفد الحكومة المؤلف من 16 عضوا بينهم نائبان ودبلوماسيون ويرأسه السفير السوري في الامم المتحدة بشار جعفري “وصل إلى مطار جنيف”.

وسيشرف نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد على المحادثات من دمشق.

واعلنت ناطقة باسم الامم المتحدة أن وفد النظام السوري سيلتقي بعد الظهر موفد الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا.

وهذا اللقاء سيشكل اشارة الانطلاق لحوار يرتقب ان يستمر ستة اشهر ويجري بطريقة “غير مباشرة” أي أن يتفاوض الطرفان على حدة مع دي ميستورا الذي يقوم بدبلوماسية مكوكية لدى الطرفين.

وهدف المفاوضات التوصل الى حل سياسي للنزاع الذي اوقع اكثر من 260 الف قتيل منذ اندلاع وتسبب بتشريد ملايين منذ اذار/ مارس 2011.

وتنص خارطة الطريق المحددة للمفاوضين على اعلان وقف اطلاق نار ثم تشكيل حكومة انتقالية خلال ستة اشهر ثم اجراء انتخابات في غضون سنة ونصف السنة.

 

روسيا: يجب ألا تشارك جماعتا جيش الإسلام وأحرار الشام في محادثات سوريا

موسكو- (رويترز) – نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الخارجية قولها الجمعة إن من غير المقبول أن تشارك جماعتا جيش الإسلام وأحرار الشام الإسلاميتان في محادثات السلام السورية التي تعقد في جنيف.

 

باريس – (أ ف ب) – اكد الرئيس الايراني حسن روحاني ان التوصل الى حل سياسي للازمة السورية سيستغرق وقتا مشيرا الى انه ينبغي تجنب الافراط في التفاؤل حيال ما ستفضي اليه المفاوضات.

في حديث مع تلفزيون فرانس 24 وصحيفة لوموند واذاعة فرانس كولتور قال الرئيس الايراني “املنا ان نرى هذه المفاوضات تثمر في اسرع وقت. لكن سيكون مفاجئا ان احرزت نتيجة مبكرة جدا، ففي سوريا مجموعات تقاتل الحكومة المركزية وتتقاتل في ما بينها. هناك تدخل في الشؤون الداخلية السورية”.

واضاف “المسألة السورية معقدة جدا (…) اعتقد ان الحل يجب ان يكون سياسيا، لكن من الصعب التوصل الى نتيجة في غضون اسابيع، عبر عدة اجتماعات. هذا سيكون تفاؤلا مفرطا، لان المسألة السورية معقدة الى حد كبير جدا”.

وتنطلق بعد ظهر الجمعة محادثات سلام حول سوريا باشراف الامم المتحدة لكن المعارضة السورية المجتمعة في الرياض اشترطت للمشاركة فيها تنفيذ مطالب وابرزها وقف قصف المناطق المدنية واجازة الدخول الى البلدات المحاصرة.

يراهن المجتمع الدولي على مفاوضات جنيف للتوصل الى حل سياسي لنزاع اسفر عن مقتل اكثر من 260 الف شخص ونزوح الملايين منذ انطلاقه في 2011.

كما تعتبر وسيلة لتركيز الجهود على تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق.

 

الأمم المتحدة تبقي على موعد المفاوضات والمعارضة ترفض المشاركة قبل وقف قصف وتجويع المناطق المحاصرة

عواصم ـ وكالات ـ لندن «القدس العربي»: أكدت الأمم المتحدة، أمس الخميس، أن مفاوضات السلام حول سوريا ستبدأ الجمعة في جنيف كما هو مقرر، رغم إعلان المعارضة السورية، مساء أمس الخميس، عدم مشاركتها في المحادثات.

وقال المعارض السوري البارز جورج صبرا إن المعارضة لن تشارك في محادثات جنيف يوم الجمعة.

وقال صبرا لتلفزيون «العربية الحدث» أمس الخميس «قطعا لا، لن نتوجه إلى جنيف ولن يكون وفد الهيئة العليا للمفاوضات غدا موجودا في جنيف».

وقالت خولة مطر المتحدثة باسم الموفد الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا «ليس هناك إرجاء من جانبنا».

وأضافت «سيصدر بيان صحافي حول تفاصيل (المفاوضات) صباح غد (اليوم)» الجمعة.

وأكد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا في رسالة وجهها إلى الشعب السوري الخميس، عشية بدء مفاوضات السلام بين النظام والمعارضة، أن المفاوضات «لا يمكن أن تفشل».

وقال في شريط مصور بالإنكليزية مع تسجيل صوتي مرفق بالعربية «إلى كل رجل، إلى كل امرأة، إلى كل طفل وطفلة من سوريا، سواء كانوا بداخل سوريا أو خارجها، في مخيمات اللاجئين أو في أي مكان كان. ستنعقد خلال الأيام القليلة المقبلة ما نسميها بالمحادثات السورية او المفاوضات، (…) ولا يمكن لهذا المؤتمر أن يفشل».

واجتماع جنيف الذي كان مقررا في الأصل في 25 كانون الثاني/يناير تم تأجيله إلى 29 من الشهر ذاته بسبب مشاكل تتعلق بالوفود ومن ستضم.

وتعقد الهيئة العليا للمفاوضات التي شكلت الشهر الماضي لتمثيل أبرز المجموعات السياسية والمسلحة المعارضة منذ ثلاثة أيام اجتماعات في الرياض للتوصل إلى موقف مشترك بشأن المشاركة في اجتماع جنيف أو عدم المشاركة.

واكتفى مصدر قريب من الهيئة الخميس بالقول إن الهيئة لم تتخذ حتى الآن موقفا بالمشاركة او عدم المشاركة في اجتماع جنيف.

وقالت الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية إن «المسؤولين عن القصف وتجويع المدنيين» – في إشارة إلى الحكومة السورية وحلفائها – يعوقون بدء محادثات إنهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات والتي أودت بحياة ربع مليون شخص».

وقال سالم المسلط المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات «نحن جادون في المشاركة وبدء المفاوضات لكن ما يعيق بدء المفاوضات هو من يمارس قصف المدنيين وتجويعهم».

وقال مصدر في المعارضة مقرب من الهيئة العليا للمفاوضات هذا الأسبوع في السعودية، إن اللجنة تنتظر ردا من الأمين العام للأمم المتحدة بشأن مطالبها التي تضمنها قرار مجلس الأمن الصادر في 18 كانون الأول/ديسمبر.

وأضاف المصدر أن المعارضة تلقت بالفعل ردا من مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا الذي قال لها إنه لا يملك سلطة تطبيق قرار مجلس الأمن.

وحثت الولايات المتحدة، التي يضغط وزير خارجيتها جون كيري أيضا لبدء المحادثات يوم الجمعة، جماعات المعارضة على اغتنام «الفرصة التاريخية» والدخول في المحادثات دون شروط مسبقة لإنهاء الحرب التي شردت أيضا أكثر من 11 مليون شخص.

 

دمشق تدخل جنيف بـ 15 مفاوِضاً مدججين بالملفات السياسية والأمنية والإغاثية والانتخابية

دمشق ـ «القدس العربي» ـ من كامل صقر: تنطلق اليوم الجمعة في جنيف مفاوضات السلام المرتقبة غير المباشرة بين الحكومة السورية والمعارضة، عبر وسطاء دبلوماسيين أمميين تحت اسم «جنيف 3». وتفيد المعطيات من العاصمة دمشق بأن السلطات السورية قد تحضرت جيدا لهذه المفاوضات سواء على المستوى اللوجستي أو على المستوى السياسي التفاوضي، إضافة للملفات الأمنية، فوفد الحكومة تم تشكيله بهدوء وقبل وقت من انطلاق أعمال المؤتمر. ما لدى دمشق من ملفات تفاوضية جرى إعدادها بعناية، وفق ما أكدت لـ»القدس العربي» مصادر مواكبة للوفد المفاوض.

وحسب تلك المصادر فإن الوفد يتشكل من خمسة عشر عضواً أربعة منهم خبراء في القانون العام والقانون الدستوري، وثلاثة برلمانيين أحدهم ممثل عن الأكراد والآخر مستقل والثالث من الحزب القومي السوري الاجتماعي، وخبير في ملف الإغاثة، وشخص من الرئاسة السورية ودبلوماسيون من وزارة الخارجية السورية، إضافة إلى مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري وثلاثة أشخاص تقنيين للملفات الساخنة.

أحد أعضاء الوفد السوري مختص بالقانون الدستوري يُعد من أكثر الخبراء السوريين دراية بقوانين الانتخابات وتشريعاتها، ويبدو أن السلطات السورية ضمته لوفدها المفاوض استناداً لما يتعلق بقرار مجلس الأمن الأخير حول الحل السياسي وإجراء انتخابات مبكرة.

وحسب تأكيدات المصادر ذاتها فإن أعضاء الوفد الرسمي السوري حصلوا على تأشيرات الدخول إلى جنيف عبر السفارة التشيكية في دمشق .

وكان هيثم مناع الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية «المعارض» قال إن المجلس أرسل قائمة «بمشاركين أساسيين» للأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة.

وقال مناع للصحافيين في لوزان في سويسرا «أنهينا قائمتنا ولدينا ما يمكن أن نسميها قائمة ديمقراطية سورية تضم 15 اسماً أساسياً و15 (عضوا بديلا) وننتظر لأن (مبعوث الأمم المتحدة ستافان) دي ميستورا تلقى هذه القائمة هو والأمريكيون والروس.»

 

السويد وفنلندا تعتزمان طرد 100 ألف لاجئ

بريطانيا تريد إقامة ملجأ خاص بالأطفال السوريين

عواصم ـ وكالات: تعتزم السويد، التي تواجه تحديا غير مسبوق في تاريخها على صعيد تدفق المهاجرين، طرد عشرات الآلاف من الأشخاص الذين رفضت طلبات اللجوء التي تقدموا بها.

وأعلن وزير الداخلية السويدي، اندرس يغمان، في تصريح صحافي «إننا نتحدث عن 60 ألف شخص لكن العدد يمكن ان يرتفع إلى 80 ألفا»، موضحا ان الحكومة طلبت من الشرطة ومن مكتب الهجرة تنظيم عمليات الترحيل.

وأضاف يغمان أن عمليات الترحيل تتم في الأوقات العادية على متن رحلات تجارية، لكن نظرا إلى العدد الكبير من المبعدين، «سوف نلجأ إلى المزيد من رحلات التشارتر» التي سيتم استئجارها خصيصا لعمليات الترحيل التي يمكن ان تستغرق سنوات.

وتقدم 163 ألف لاجئ في عام 2015 بطلب لجوء إلى السويد، اي ما يوازي 1.3 مليون شخص في بلد يصل عدد سكانه إلى 80 مليون نسمة كالمانيا التي استقبلت 1.1 مليون لاجئ في الفترة نفسها.

وأعلنت فنلندا أيضا عزمها طرد عشرين ألف مهاجر وصلوا العام 2015 وتم أو سيتم رفض طلبات اللجوء التي تقدموا بها، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية بعد إعلان مماثل في السويد المجاورة.

وقالت بايفي نرغ مديرة مكتب وزير الداخلية لوكالة فرانس برس ان هلسنكي إنها تنوي رفض ثلثي طلبات اللجوء التي سجلتها دوائر الهجرة العام الفائت ويبلغ عددها 32 الفا.

واضافت «مبدئيا هناك نحو الثلثين، 65 بالمئة تقريبا من 32 ألف (طالب لجوء) سيتلقون ردا سلبيا».

وكانت السويد أعلنت مساء الأربعاء نيتها طرد ما يصل إلى 80 الف مهاجر من 163 الفا استقبلتهم في 2015.

من جانبها أعلنت الحكومة البريطانية، أمس الخميس، استعدادها لتقديم ملجأ خاص بالأطفال، غير المصحوبين بذويهم، الوافدين من سوريا، ومناطق الصراع الأخرى.

وقال وزير الهجرة، جيمس بروكنشاير، في بيان له، إن «وزارته ستمول برامج لرعاية الأطفال السوريين الموجدين في المخيمات الحدودية من ناحية، إضافةً إلى أولئك الذين وصلوا البلاد الأوروبية من ناحية أخرى».

وأضاف بروكنشاير»لقد تسببت الأزمة في سوريا، والأحداث في كل من الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا والمناطق المحيطة بها، بفصل عدد كبير من الأطفال اللاجئين عن أسرهم».

ولم تحدد حكومة البلاد عددا معينا من الأطفال الذين ستستقبلهم بموجب القرار الجديد، إضافةً إلى عدد 20 ألف لاجئ، الذي كشفت عنه مؤخرا، فيما كانت منظمة «حماية الطفولة» البريطانية، دعت لاستقبال 3 آلاف طفل من مختلف أنحاء أوروبا.

وأوضح وزير الهجرة قائلا «تقدمنا بطلب إلى مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين لتحديد حالات استثنائية، حيث تستدعي مصالح الطفل الفضلى إلى إعادة التوطين في بريطانيا، نظرا أنه من الأفضل إبقاء الغالبية العظمى من الأطفال، في المنطقة، ليصار لم شملهم مع أفراد عائلتهم الناجون».

من جانبها، تؤكد بريطانيا أنها ثاني أكبر بلد ممول في العالم للبلدان المجاورة لسوريا على خلفية الأزمة التي تعاني منها البلاد.

 

على واشنطن خلق الظروف للتفاوض: دعم المعارضة السورية عسكريا وإنهاء سياسة «الجوع أو الركوع»… والتنازلات للروس والإيرانيين والنظام عقبة أمام تحقيق تسوية شاملة

قصة تعاون الأمم المتحدة مع دمشق للتقليل من حدة الكارثة الإنسانية في المناطق المحاصرة

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: في عدد 21 كانون الأول/ديسمبر 2015 من مجلة «نيويوركر»، كتب ديفيد رمينك عن مسيرة وزير الخارجية رقم 68 للولايات المتحدة الأمريكية جون كيري.

وقدم فيها صورة عن إنجازاته في الدبلوماسية الأمريكية وتجربته في الحرب الفيتنامية حيث حصل على أوسمة وتقديرات، وزواجه من إبنة رجل الأعمال الذي يملك ماركة «هاينز» لتعليب المواد الغذائية.

وقدم الكاتب إضاءات عن شخصية كيري المتفائلة دائما وعمله الدؤوب ومراحل حياته الدبلوماسية وخسارته في عام 2004 الحملة الانتخابية ضد جورج دبليو بوش، الذي يعتبر أسوأ رئيس في التاريخ الأمريكي.

ولاحظ الكاتب أن كيري قرر القبول بالهزيمة رغم الشكوك حول عملية إحصاء الأصوات في أوهايو. ومع ذلك لم يتخلص كيري من جراح تلك التجربة حيث ظل غاضبا على رئيس حملته والمخطط الإستراتيجي، روبرت شرامب.

ويبدو أنه تعافى من آثار تلك التجربة عندما عين وزيرا للخارجية عام 2013 بعدما خدم 28 عاما في مجلس الشيوخ.

ولدى كيري ما يمكن أن يتحدث عنه في مسيرته منذ توليه ملف الدبلوماسية الأمريكية، وأهمها الملف النووي الإيراني العام الماضي وتدخله في حل مشكلة الخلاف بعد الانتخابات الأفغانية وتقاسم الفترة الرئاسية بين أشرف غني (الرئيس الحالي) وعبد الله عبد الله (رئيس ينتظر). لكنه فشل في تحقيق أي تقدم على ملف الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.

التحدي السوري

وتساءل رمينك إن كان بيد كيري مفاتيح الحل للأزمة السورية. فمن جنيف إلى فيينا إلى جنيف مرة أخرى لا يزال يحاول كيري إقناع الأطراف بالجلوس على طاولة واحدة.

ففي تشرين الثاني/نوفمبر كان كيري متفائلا جدا عندما قال إن سوريا لا تبتعد «سوى أسابيع» عن مرحلة انتقالية كبيرة.

ويبدو أن رغبته في تنظيم مفاوضات دبلوماسية حاسمة جعلته كما تقول صحيفة «واشنطن بوست» في افتتاحيتها، يتنازل هو والمبعوث الدولي الخاص لسوريا، ستيفان دي ميستورا عن الكثير.

فهما، كما تقول، لم يعودا يطالبان بمفاوضات مباشرة بين النظام السوري والمعارضة واقترحا عوضا عن ذلك «محادثات تقريبية» سيقوم فيها دي ميستورا بالتحرك بطريقة مكوكية بين القاعة التي يجلس فيها وفد الحكومة وتلك التي يجلس فيها وفد المعارضة.

ولم يعد، مشاركة، نظام بشار الأسد بدخول المواد الإنسانية إلى المناطق المدنية التي لا تزال تحت حصار قواته، رغم أن هذا مطلب أممي ونص عليه قرار مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي.

ومن هنا تشكك الصحيفة في إمكانية عقد المفاوضات أو «المحادثات التقريبية» التي أعلن دي ميستورا أنها ستبدأ اليوم خاصة أن فصائل المعارضة السورية التي وجهت إليها الدعوة لم تحسم أمرها بعد.

والسبب في كل هذا ما تراه الصحيفة فشلا من جانب النظام في احترام الشروط التي حددها قرار الأمم المتحدة. وتضيف أن تقدما لن يحدث حتى لو عقدت المحادثات في موعدها المقرر بسبب التنازلات التي قدمت لنظام الأسد ولداعميه الروس والإيرانيين.

الانتقال الكبير

كل هذا لا يعني عدم متابعة الأزمة السورية والتوصل لتسوية دبلوماسية لها. فلا يزال «الإنتقال الكبير» الذي تحدث عنه كيري «سرابا» إلا أن الاتفاق على وقف إطلاق النار بين النظام والمعارضة غير الجهادية يمكن أن يعتبر نجاحا.

ويأمل مسؤولو الأمم المتحدة أن تؤدي محادثات جنيف إلى رفع الحكومة الحصار عن المناطق المدنية.

ومع ذلك ترى الصحيفة إن دمشق وداعميها ليس لديهم اهتمام في هدنة. وعلى خلاف هذا يقومون بالدفع باتجاه حملة عسكرية لاستعادة مناطق واقعة في شمال وجنوب سوريا.

ويحصل الجيش السوري على دعم الطيران الروسي، الذي يقوم بضرب المناطق المدنية، مع أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 نص بشكل واضح على وقف استهداف المدنيين. وتتهم الصحيفة موسكو بوضع مطالب تهدف إما لإبطاء عملية السلام أو تخريبها.

وحاولت استثناء بعض الجماعات المسلحة، المدعومة من السعودية أو تركيا، في الوقت الذي تدفع فيه باتجاه «المعارضة» المكونة من أشخاص يقبلهم النظام وضم الأكراد السوريين.

ومن هنا تعلق الصحيفة بأن حماسة كيري لعقد المفاوضات جعلته يستجيب وبشكل متكرر لمطالب روسيا التي تريد شطب موضوع تنحي زمرة الأسد عن السلطة من الشروط. وكانت الحماسة سببا لعدم الإصرار على مطلب رفع الحصار عن المناطق المدنية والتوقف عن قصف المدنيين والتي تعتبر في حد ذاتها شروطا مسبقة لتسوية سياسية.

ولهذا ترى الصحيفة أن على الولايات المتحدة العمل أولا على خلق الظروف لنجاح المحادثات بدلا من التعجل بعقدها بأي ثمن.

ومن أجل هذا يجب دعم المعارضة بالسلاح الذي تحتاجه من أجل وقف وردع الهجوم العسكري السوري – الروسي. وهذا يعني الإصرار على وقف سياسة الجوع أو الركوع وكذا القصف الروسي للمدارس والمستشفيات مرة وللأبد.

التجويع مستمر

وفي هذا السياق علقت صحيفة «نيويورك تايمز» على تصريحات مسؤولين كبيرين في الأمم المتحدة، يوم الأربعاء، عن عدم قدرة المنظمة الدولية إيصال المساعدات الإنسانية للمحرومين السوريين العالقين في مناطق الحرب، وقالا إن عدد المناطق المحاصرة ارتفع في الأسابيع الماضية من 15 بلدة إلى 18 وإن هناك ما يقرب عددهم من نصف مليون شخص على حافة الجوع أو الموت.

وجاءت تحذيرات كل من ستيفن أوبرين وإيرثرين كزين في شهادة لمجلس الأمن الدولي قبل يومين من انعقاد اجتماع جنيف الذي يهدف لوقف الحرب السورية التي تدور منذ خمسة أعوام.

وقال أوبرين، منسق جهود الإغاثة الإنسانية في الأمن المتحدة، إن هناك حوالي 4.6 مليون سوري يعيشون في مناطق محاصرة أو يصعب الوصول إليها وأن المتقاتلين تجاهلوا مطالب قرار المجلس الذي يطلب منهم تسهيل مرور قوافل الإغاثة الإنسانية.

وقالت كزين، المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي، إن هناك «ما يقرب من نصف مليون «سوري مقطوعين تماما عن المساعدات. ودعت كزين لتحرك كل أعضاء المجلس «لمنع الناس من مجاعة باتت محتومة».

وتوقع المسؤولان ظهور صور مريعة كتلك التي شاهدناها قبل فترة وخرجت من بلدة مضايا التي حاصرها الجيش السوري وميليشيات «حزب الله» اللبناني لأشهر ومنع عنها الغذاء والدواء.

ورغم وصول المواد الإغاثية لمضايا ولثلاث بلدات أخرى، وهي الفوعة وكفريا والزبداني، إلا أن هناك توقعات بأن ينفد الغذاء والدواء سريعا.

ويرى أوبرين أن الحرمان، الذي تم الكشف عنه، هو «طرف كرة الثلج». وعلقت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سامنثا باور قائلا: «لا نستطيع التفكير ولو لدقيقة واحدة أن الوضع قد تحسن».

خطة رد أم تواطؤ

وبنفس الإطار فتحت مجلة «فورين بوليسي» ما كشف عنه بداية الشهر الحالي عن تواطؤ مسؤولي الأمم المتحدة مع نظام الأسد حيث قاموا بتغيير «خطة الرد الإنساني» التي صدرت في 29 كانون الثاني/ديسمبر.

وكتب روي غوتمان في المجلة يصف التقرير بالقول: «عنوانه ركيك ومحتوياته جافة. ولكن الإحصائيات الصارخة في الملخص السنوي الصادر عن برامج الإغاثة التابعة للأمم المتحدة تقدم قصة الكابوس الإنساني السوري، فهذا بلد يعيش فيه على آلة التتنفس الصناعي أو الإنعاش 13.6 مليون بحاجة للمساعدة الإنسانية.

وفي كل ساعة تشرد 50 عائلة من بيوتها وعلى الأقل هناك مليون شخص مشرد في المخيمات لا يتلقون مساعدات من المؤسسات الدولية». كل هذا مثير لكن بالنسبة للقارئ المتفحص فالمثير في «خطة الرد الإنسانية» هو ما لم تذكره.

فقد قامت الأمم المتحدة بعد التشاور مع الحكومة السورية بتغيير عدد من الفقرات وحذف عدد من المعلومات الهامة وذلك لتقديم حكومة بشار الأسد بصورة جيدة.

وعندما قارن الصحافي النسخة النهائية التي تم نشرها بالنسخة الأًصلية التي حصلت عليها مجلة «فورين بوليسي»، يتضح حذف 10 إشارات إلى مناطق تتعرض لـ «حصار» أو «محاصرة» مثل بلدة مضايا التي مات فيها 23 شخصا من الجوع خلال الأشهر الماضية. وتجنب التقرير ذكر «ألغام» أو «الذخيرة الحية» مثل «البراميل المتفجرة» التي يرميها النظام وبطريقة لا تميز على مناطق المدنيين.

ولم يذكر التقرير جماعات الإغاثة السورية التي نقلت المساعدات للمدنيين في المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة.

وأشار مكتب تنسيق شؤون الإغاثة الإنسانية إلى أن التحوير بالتقرير جاء بناء توصية من الحكومة السورية. ونقل الكاتب هنا ما ذكرته المتحدثة باسم المكتب ليندا توم «هو أمر طبيعي أن تقوم الأمم المتحدة بالتشاور مع حكومة البلد».

وأكدت المتحدثة الرئيسية باسم مكتب التنسيق وشؤون الإغاثة الإنسانية أماندا بيت: « أفترض أن هذا تم عمله مع شركاء لنا بمن فيهم الحكومة وهي ممارسة عادية».

ويعلق الكاتب هنا بأن حذف أي ذكر للحصار جدير بالاهتمام لأن أزمة مضايا لم تنته بعد. صحيح أن الحكومة السورية سمحت في 11 كانون الثاني/يناير لوكالات الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر وجمعية الهلال الأحمر العربي السوري بإدخال الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والأدوية، إلا أن ميليشيات حزب الله والنظام منعا إجلاء مئات المرضى الذين يقول الأطباء إن حالتهم خطيرة وتستدعي نقلهم إلى المستشفيات.

وقيد النظام وحزب الله أيضا إدخال الوقود وسمحا بجزء قليل من الكميات التي خططت الأمم المتحدة لإدخالها.

ونقلت المجلة عن محمد يوسف، منسق الوحدة الطبية في مضايا، قوله إن 13 شخصا توفوا بعد دخول قوافل الإغاثة. ومات طفل أمام أعين مسؤولي منظمة الأمم المتحدة للطفولة.

دبلوماسية هادئة

وتشير المجلة إلى أن الأمم المتحدة لا تتحدث إلا بقدر يسير عن أوضاع البلدات المحاصرة مفضلة «الدبلوماسية الهادئة».

ولم تنجح هذه في عام 2015 عندما رفضت الحكومة السورية الاستجابة لتسعة طلبات، من بين عشرة، من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة أو تلك التي يصعب الوصول إليها.

وتعرضت المنظمة الدولية للانتقاد لأنها آثرت الصمت على الجوع الذي عانت منه مضايا ولأشهر، ولم تتحرك إلا بعد ظهور صور الأطفال الجياع أو صور من ماتوا على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي «معلومات سريعة»، أعلنت الأمم المتحدة عنها عبر موقعها في 17 كانون الثاني/يناير، كشف مسؤولو الأمم المتحدة أنهم لم يستطيعوا الحصول على إذن لإجلاء المرضى.

وجاء في المعلومات الجديدة: «في الوقت الذي تم فيه إجلاء 10 أشخاص في الأيام الماضية، إلا أن الموافقة على إجلاء الباقين تنتظر الرد» من الحكومة السورية.

ونقلت المجلة عن ممثلين لمنظمتي إغاثة سورية قولهم إن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أساء تقدير عدد الأشخاص الذين يحتاجون لعناية طارئة وقالوا إن هناك حوالي 400 شخص بحاجة لتلقي العلاج خارج مضايا. وقالت منظمات غير حكومية إن حزب الله قام بتشديد الحصار في الأيام القليلة الماضية، مما أجبر عشرات العائلات التي تعيش في الطريق إلى الزبداني على الفرار نحو مضايا. وتشير المجلة إلى أن الانتقاد للأمم المتحدة لا يتعلق فقط بمضايا بل واتهمت خمس منظمات سورية المنظمة الدولية بأنها شكلت «سابقة خطيرة» في التفاوض على صياغة التقرير مع الحكومة السورية.

وقالوا إن حذف الإشارة للمناطق المحاصرة «يقلل من شدة الإنتهاكات» للقانون الدولي، التي يمارسها نظام الأسد.

ويفسر عدد من عمال الإغاثة الدولية أن استعداد الأمم المتحدة للقبول بشروط الحكومة السورية مرتبط بخوف منعها من العمل في دمشق. وفي رسالتين اطلعت عليهما المجلة وموجهتين إلى أوبرين، منسق شؤون الإغاثة في الأمم المتحدة، ومؤرختين في 13 كانون الثاني/يناير، اشتكى 112 عامل إغاثة من مناطق تحاصرها الحكومة بمرارة، وقالوا إن فريق الأمم المتحدة العامل في دمشق إما قريب من النظام أو يخشى من إلغاء تأشيراتهم.

وكتب عمال الإغاثة قائلين: «لماذا تقمعون معاناتنا؟ فرفض رفع الحصار ليس كافيا والآن تخشى الأمم المتحدة النطق بالكلام».

ورد أوبرين موجها كلامه «للمجتمع المدني السوري» حيث نفى أن تكون الأمم المتحدة قريبة من النظام السوري، ولا تتصرف والحالة هذه بطريقة تشجع من خلالها أساليب الحصار.

وأكد أن المنظمة الدولية طالبت، بشكل متكرر وبدون شروط، بالتوقف عن استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين وفتح الممرات لوصول المساعدات للمناطق المحاصرة أو تلك التي يصعب الوصول إليها.

وعبر عن «غضبه وإحباطه من الوضع في المناطق المحاصرة في سوريا». وكان موقع «ميدل إيست آي»في لندن قد كشف في 15 كانون الثاني/يناير عن تعاون مكتب تنسيق الإغاثة في تغيير كلمة «محاصر» و»حصار» واستبدال كلمة «نزاع» بـ «أزمة»، وحذفت الإشارات كلها حول برنامج الأمم المتحدة لتفكيك الألغام في خطة الأمم المتحدة لعام 2016 للرد الإنساني، وذلك بحسب رسالة بالبريد الإلكتروني، شاهدها الموقع وتأكد له من مصدرين.

وقال الموقع إنه تم استبدال كلمتي «حصار» و»محاصر»، الواردتين في قرارات 2139 و 2165 و 2191، اللذان تبناهما مجلس الأمن الدولي بإعادة «توطين».

وكشف الموقع أن موظفين في مكتب الأمم المتحدة للتنسيق والشؤون الإنسانية في دمشق، قاموا بنشر التقرير مع التعديلات التي قامت بها الحكومة السورية، بدون عرضه على مكاتبها في الأردن وتركيا، بحسب البريد الإلكتروني. وكشف الموقع عن أن الأمم المتحدة قللت من حجم جرائم الحرب هذه.

مشيرا إلى أن المكتب قدر عدد المحاصرين في سوريا بحوالي 393.700 شخص، ولكن «سيج ووتش»، وهي شبكة للرقابة، تقول إن العدد أكبر وقد يصل للملايين، فيما تقدر منظمة «أطباء بلا حدود» العدد بحوالي مليون شخص.

ويشير التقرير إلى أن التباين ذاته حصل في عدد المناطق المحاصرة، حيث يقول مكتب الأمم المتحدة إن عددها 15 منطقة، أما «سيج ووتش» فتقول إنها 52 منطقة.

ولم يتعامل مكتب الأمم المتحدة مع مضايا، التي وصلت إليها قوافل الإغاثة كونها منطقة محاصرة.

 

المعارضة السورية تحمل النظام بقصفه للمدنيين وتجويعهم مسؤولية إعاقة مفاوضات جنيف

واشنطن تحضها على المشاركة بالمحادثات بدون شروط مسبقة… وروسيا تقترح مؤتمرا حول سوريا في 11 الشهر المقبل

عواصم ـ وكالات: حملت المعارضة السورية امس الخميس «من يمارس قصف المدنيين وتجويعهم» مسؤولية عرقلة بدء محادثات السلام التي تسعى الأمم المتحدة لعقدها اليوم الجمعة.

وكتبت الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون «تطالب أعضاء مجلس الامن وخاصة الدول الخمس دائمة العضوية بالقيام بمسؤولياتهم والتزامهم في تطبيق القرار 2254 وننتظر الرد منه».

وينص القرار 2254 على خطوات من بينها وقف قصف المناطق المدنية ورفع الحصار عن مناطق محاصرة.

وقال بيان أصدره سالم المسلط المتحدث باسم الهيئة «نحن جادون في المشاركة وبدء المفاوضات لكن ما يعيق بدء المفاوضات هو من يمارس قصف المدنيين وتجويعهم».

جاء ذلك فيما حضت الولايات المتحدة الاربعاء فصائل المعارضة السورية على المشاركة بدون شروط مسبقة في محادثات السلام المقررة الجمعة في جنيف برعاية الامم المتحدة.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية مارك تونر «امام وفد الهيئة العليا للمعارضة وفصائل المعارضة المختلفة في سوريا فرصة تاريخية للذهاب الى جنيف وعرض الوسائل الملموسة لتطبيق وقف اطلاق النار وفتح ممرات انسانية واجراءات اخرى كفيلة باعادة خلق الثقة». واكد ان «عليهم القيام بذلك بدون شروط مسبقة».

واعتبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، أنه في حال مقاطعة المعارضة السورية مفاوضات جنيف اليوم الجمعة، فإن ذلك «سيخدم مصالح الرئيس السوري بشار الأسد».

جاء ذلك في تصريحات صحافية، أدلى بها امس الخميس، في العاصمة البريطانية لندن، حيث قال هاموند «غياب المعارضة عن المفاوضات سيوفر للنظام السوري فرصة إستغلال ذلك إعلاميا، لذا ينبغي عليها المشاركة في المفاوضات، ويجب علينا التركيز على تدابير من شأنها زيادة عوامل الثقة بين الطرفين، ووقف إطلاق النار».

وتطرق هاموند إلى موقف روسيا الداعم لنظام الاسد، مشددا على ضرورة التأكد من مصداقيتها في تحقيق السلام في سوريا، وأوضح بأن المفاوضات ستجري بين أطراف الأزمة السورية، بشكل غير مباشر، فيما لم يتطرق إلى موضوع عدم توجيه دعوة الى «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي لمشاركته في المفاوضات.

وأضاف الوزير البريطاني أن «روسيا تشارك في المفاوضات باعتبارها جزءا من العملية السياسية، وبدلا من وقوفها على خط الحياد، فأنها تقتل المعارضة المعتدلة التي تعد جزءا من الحل السياسي».

من جانبها اقترحت روسيا عقد اجتماع دولي حول الازمة السورية بحضور مسؤولين غربيين وعرب وايرانيين في ميونيخ في 11 شباط/فبراير المقبل، حسبما اعلن نائب لوزير الخارجية.

وصرح ميخائيل بوغدانوف «هناك اتفاق مبدئي في هذا الشان بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الامريكي جون كيري والان نعرض الاقتراح على مجموعة الدعم الدولية لسوريا.اما المكان والزمان فهما ميونيخ في 11 شباط/فبراير»، حسبما نقلت عنه وكالة «تاس» الحكومية.

واتهم معارض سوري بارز، مساء الأربعاء، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، بالتهرب من الرد على الشروط والمطالب التي وضعوها كمعارضة، للمشاركة في محادثات جنيف 3، بعد غدٍ الجمعة.

وقال عضو الائتلاف الوطني السوري بسام الملك، «ننتظر إجابة بان كي مون، ودي ميستورا، بشأن الشروط التي وضعتها الهيئة العليا للمفاوضات، المنبثقة عن مؤتمر الرياض لقوى الثورة والمعارضة السورية، لتحديد موقفنا للمشاركة في محادثات جنيف 3، الجمعة، من عدمه».

وأشار الملك، (مقيم بالعاصمة المصرية القاهرة)، أن «المنظمات الأممية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، تتهرب من منح المعارضة السورية جوابا مكتوبًا بشأن مطالب وشروط سياسية وإنسانية، للمشاركة في المفاوضات».

وأكد أن «بيان جنيف 1، يأتي في مقدمة مطالب الهيئة، لبدء مسار الحل السياسي للأزمة السورية، بجانب قرار مجلس الأمن رقم 2118 لعام 2013، الخاص بنزع السلاح الكيماوي السوري، كمرجعية للتفاوض»، مضيفاً «وذلك عبر إنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية، على أن يتم تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015 دون أي استثناءات».

ويعرب قرار مجلس الأمن رقم 2254، الصادر في كانون الأول/ديسمبر الماضي، عن دعمه لعملية سياسية بقيادة سورية تسيرها الأمم المتحدة، وتقيم في غضون 6 أشهر حكما ذا مصداقية يشمل الجميع، ولا يقوم على الطائفية، وتحدد جدولا زمنيا، وعملية لصياغة دستور جديد.

وقال الملك إن «الهيئة، أرسلت مذكرة لبان كي مون، تتضمن مطلبين أحدهما إنساني، والآخر سياسي»، مضيفاً «في مقدمة المطلب الإنساني، وقف القصف بالبراميل المتفجرة من جانب الطيران السوري، والطيران الحربي للقوات الروسية، والإفراج عن المعتقلين، ورفع الحصار عن القرى المحاصرة».

وبشأن المطلب السياسي، أوضح الملك: «بدء مسار الحل السياسي للأزمة السورية استنادا إلى بيان جنيف 1، بجانب قرار مجلس الأمن 2118 لعام 2013، ذي الصلة، كمرجعية للتفاوض، وذلك عبر إنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية، على أن يتم تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015 دون أي استثناءات».

واستنكر الملك، «القائمة الروسية»، الممثلة في 15 اسما، وعلى رأسهم رئيس الاتحاد الديقراطي الكردي، صالح مسلم، لضمها إلى قائمة الهيئة التفاوضية العليا المنبثقة من المؤتمر الموسع في الرياض.

واتهم الملك النظامين السوري والروسي، بإضاعة فرص التفاوض والعودة للمربع الأول، متهكمًا «بعد أن قالت الحكومة السورية إن رئيس وفدها في مفاوضات جنيف القادمة هو بشار جعفري، وتفاجئنا بأن رئيس الوفد هو وزير الخارجية وليد المعلم».

وتوقع الملك، ألا تخرج محادثات جنيف ـ حال مشاركة الهيئة ـ بجديد، قائلا: «بشار لن يعطي صك تنازل عن الحكومة».

وحدد، دي مستورا، الجمعة المقبلة 29 كانون الثاني/يناير الجاري، موعدًا لبدء المفاوضات بين وفدي النظام والمعارضة السورية في مدينة جنيف، وأشار في مؤتمر صحفي الاثنين الماضي، أنَّ الخلاف ما يزال قائمًا في تحديد الأطراف المشاركة في وفد المعارضة السورية.

 

اعتصامات غاضبة في مدينة داريا بعد فصلها بشكل نهائي عن معضمية الشام ورسائل تحذير إلى هيئة التفاوض

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: ضمن مساعي النظام الحثيثة إلى كسر ذراع القوة التي بناها مقاتلو المعارضة السورية المسلحة في الغوطة الغربية لريف دمشق، تمكنت قوات النظام السوري والفصائل الشيعية المساندة له، أخيرا، من فرض السيطرة على الطريق الذي يمثل المتنفس الوحيد لمدينتي داريا ومعضمية الشام، وإطباق الحصار عليهما.

وإلى ذلك تظاهر العشرات من شبان وناشطو مدينة داريا المحاصرة بريف دمشق الغربي، الخارجة عن سيطرة قوات النظام السوري، ردا على الفصل العسكري الكامل بين مدينتهم ومدينة معضمية الشام، الأمر الذي رأوا فيه نوعا جديدا من الحصار المفروض عليهم أصلا منذ ثلاث سنوات، وسبيلا للضغط والتضييق العسكري والمدني، لإرغام المدينة على الاستسلام بعد عشرات المحاولات الفاشلة في الاقتحام، بحسب الناشط الإعلامي، أيهم عز، من مدينة درايا، الذي أكد أن «قوات النظام اقتحمت الخط الفاصل بين المدينين، الذي يصل طوله إلى ثلاثة كيلومترات، بعرض كيلومتر واحد، وتمكنت من السيطرة عليه، باستثناء 200 متر فقط، باتت تحت سيطرته ناريا».وحمل المتظاهرون لوحات حاولوا من خلالها تمرير رسالة إلى وفد التفاوض المنبثق عن الهيئة العليا للتفاوض في جنيف، يحذرونه من خلالها من التنازل عن مبادئ الثورة السورية الخمسة، وأهمها إسقاط النظام السوري، ورفض المحاصصة، بالإضافة إلى عدم الاستهتار بحقوق المدنيين المحاصرين، مطالبين بفك الحصار عن مدينتهم، ودعم هيئة المفاوضات ودعوتها للالتزام بالشروط التي تعهدت بها.

وكان من ضمن الشعارات التي رفعها المعتصمون «لا تتنازل»، و»أيقونة الثورة لا تتركوها لوحدها»، و»الهيئة العليا للتفاوض تمثلني»، وأخيرا «بشار الأسد الإرهابي يحاصرنا».

وأضاف المتحدث لـ «القدس العربي» أن قوات النظام ربحت بفصل المدينتين ورقة تمكنت من خلالها من إخضاع ريف دمشق الغربي، وزيادة الضغط على المدينتين بغية الحصول على تنازلات كان قد طلبها النظام السوري سابقا، خلال عمليات المفاوضات مع الوفد الذي يمثل داريا، والتي تتمحور حول تسليم ثوار المنطقة للأسلحة التي بحوزتهم والخروج نحو محافظة إدلب، أو تشكيل لجان مشتركة مع ميليشيات الدفاع الوطني، وبذلك تصبح مدينة داريا خاضعة لسطوة قوات النظام، إذ أن قوات بشار الأسد تسعى إلى تطويق العاصمة دمشق بطوق أمني يجعلها في مأمن من أي هجمات محتمله تستهدفها من قبل مقاتلي المعارضة.

وذهب المتحدث إلى أن أهم منطقة يخشاها النظام السوري هي القوة العسكرية المشكلة من تضافر جهود ثوار معضمية الشام وداريا، وصمودهم في كسر الحصار عن المدينتين، رغم أنواع القذائف والكثافة النارية، حيث يصل عدد البراميل التي تستهدف المنطقة في اليوم الواحد إلى 60 برميلا متفجرا، أو حاوية شديدة الانفجار، مؤكدا على أن «النظام وصل إلى هدفه الذي سعى وراءه منذ أكثر من عام، في لإخماد هذا التماسك بين المدينتين المتجاورتين، وفصل كتائب الثوار بشكل مناطقي، وتقطيع أوصالهم».

وانتهى الناشط الإعلامي، أيهم عز، إلى أن النظام السوري كان قد بدأ بمشروع تقسيم الريف الغربي للعاصمة دمشق، منذ شهر نيسان /إبريل من عام 2014 من خلال حشد قوات عسكرية ضخمة، مؤلفة من مئات العناصر السورية والميليشيات الطائفية العراقية واللبنانية، المدعمين بعشرات الآليات الثقيلة على الجبهتين الشرقية والغربية من مدينة معضمية الشام، واللتين تعتبران الخط الفاصل ما بين معضمية الشام وداريا، وامتداداً لنهر مروان بن عبد الملك الذي يربط ما بين المدينتين، حيث كان الهدف آنداك إقامة ساتر ترابي بارتفاع مترين، يقطع أوصال المدينتين، للتفرد بالقرار العسكري والسياسي في كل مدينة على حدة، ومنع مدنيي داريا من الهروب إلى مدينة معضمية الشام التي كانت مهادنة في تلك الفترة، والتي كانت ملجأ آمنا للمناطق الساخنة من حولها، وانتهى الحال اليوم إلى تقسيم كامل للمنطقة، التي سوف تصارع سيناريو يحاكي مدينة مضايا، بحسب وصفه.

 

مسؤول في مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا CVDCS لـ«القدس العربي»: الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية 186مرة موقعاً 3117 ضحية

سلامي محمد

إسطنبول – «القدس العربي»: أكد مسؤول العلاقات الخارجية في مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا CVDCS ومقره بروكسل، نضال شيخاني، أن النظام السوري لم يسلم الأسلحة الكيميائية التي بحوزته إلا ما قد ذُكر على الورق، وذلك أصبح واضحاً أمام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وصولاَ للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون.

وقال شيخاني لـ «القدس العربي» خلال حوار خاص «من موقعي كمسؤول العلاقات الخارجية في مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية، أؤكد أن النظام في سوريا مازال يمتلك أطنانا من المواد السامة بالإضافة إلى مستودعات ومنشآت ومخابر قائمة حتى وقتنا هذا على تصنيع المواد السامة بوتيرة عالية».

وأضاف «ضمن تعقيدات الوضع القائم، وثق مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا، منذ بداية استخدام المواد السامة وحتى نهاية شهر آب/أغسطس 2015 مقتل (3117) شخصاً بالأسلحة الكيميائية، حيث بلغ عدد المصابين بمختلف الغازات، حوالي (12867) مصابا جلهم من النساء والأطفال حسب الإحصائية.

وقد بلغ عدد الضحايا من العسكريين (31) عسكرياً، ومن المدنيين (3086) أي بنسبة (99%) من مجمل عدد الضحايا، فيما بلغت نسبة الضحايا من الأطفال (1918) طفلا دون سن 18، وبلغت نسبة الضحايا من النساء (623) امرأة، ونسبة الضحايا من الرجال (417)، وقد سجل مركز التوثيق ضحايا لمجهولي الهوية بلغ عددهم (128) ضحية أي بنسبة أقل من (1%) من إجمالي الإحصائية.

واستطاع مركز التوثيق رصد (103) من أصل (186) انتهاكا بالأسلحة الكيميائية بوسائط منهجية متكررة على مدار ثلاث سنوات مسجلة بالأدلة والوثائق من خلال استخدام المواد التالية: «غاز الخردل – غاز السارين – غاز الكلور الممزوج – غاز النابالم».

وأكد مسؤول العلاقات الخارجية في مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا، أنه «من خلال الرصد والمتابعة تبين أن بأغلب الانتهاكات التي شهدناها تم استخدام الطائرات المروحية التي كانت تلقي براميل محملة بغاز الكلور بشكل مستمر وعشوائي على المدنيين. ومن المعروف أن من يمتلك هذه المروحيات حصراً هو النظام السوري، فعلى المجتمع الدولي أن ينظر بجدية وبعين الاعتبار إلى كل هذه الخروقات اللاشرعية بما فيها الجرائم التي ارتكبت بحق السوريين، وأن يسعى بدون تلكؤ لمحاسبة المجرمين ووضعهم أمام العدالة الدولية».

وأضاف قائلاً: «لقد رأينا من خلال مشروعنا السابق، مع بعثة تقصي الحقائق عام 2014، نص القرار الدولي رقم 2209 حول المنهجية المماثلة لاستخدام الأسلحة الكيميائية، والذي أكد على إمكانية فرض إجراءات منصوص عليها في الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة، أي استخدام العقوبات الزجرية أي العسكرية، في حال تكرار حوادث استعمال المواد السامة خلال فترة الصراع القائم في سوريا، وها نحن أمام أدلة جديدة قمنا بإثباتها وبالدليل القاطع أمام المجتمع الدولي وخبراء البعثة الدولية في آب/ اغسطس عام 2015 والتي أكدت بدورها وبدرجة عالية من الثقة على استخدام الأسلحة الكيميائية بعد القرار 2209 ولمرات عديدة».

واستطرد المسؤول بالقول: «في ما يتعلق بتسليم العينات قام مركز التوثيق في الآونة الأخير بتسليم 24 عينة مخلفات ذخائر وتربة ودم وشعر بشكل رسمي إلى البعثة الدولية المختصة بالتحقيق، حيث استخدمت بعثة تقصي الحقائق «إف إف إم» مختبرا مخصصاً معتمداً من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ذي ميزات عالية للاختبار، وقد تبين أنه واحد من أصعب الاختبارات كفاءة ، والذي يتطلب مهارات تحليلية عالية الكفاءة وصارمة لمراقبة جودة تحليل العينات الواردة، بالاشتراك مع المنظمة الدولية للتوحيد القياسي واللجنة الكهروتقنية الدولية، وفقا للقرارات ذات الصلة التي اتخذتها الدول الأطراف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية (الاتفاقية).

وتحدث شيخاني مشيراً إلى أن التحاليل المخبرية كشفت على آثار المتفجرات التي ظهرت على تلك العيّنات، حيث عُثر فيها على مستويات تركيز متفاوتة من هيدروكربونات متعددة الحلقات العطرية (PAHs)، وعلاوة على ذلك، كُشف في بعض العيّنات عن وجود هيدروكربونات متعددة الكلور (هيدروكربونات عطرية متعددة الكلور (PCAHs)، وسداسيّ كلور البنزين (hexachlorobenezene)، وثُمانيّ كلور النفتالين (octachloronaphthalene)وغيرها ويمكن أن تكون هذه المواد الكيميائية قد تشكلت خلال احتراق مادة عضوية في ظل وجود مواد كيميائية تحوي الكلور.

ومكّن التحليل للكشف عن مركّبات غير عضوية (وعناصر) من تمييز وجود البوتاسيوم و/أو المنغنيز في جميع العيّنات وبنسب تركيز متفاوتة، وأظهر أن تركيز الكلوريد كان أعلى من المعتاد بشكل ذي دلالة في العيّنات.

وقد قامت البعثة أيضاً بجمع عينات طبية أحيائية – بول ودم – من مصابين بغاز الخردل الذي استخدم على مارع / ريف حلب في آب عام 2015 وأكدت تحاليلها وجود مؤشرات التعرُّض للخردل الكبريتي في عينات البلازما الخاصة بكلا المصابين، وأكد المختبران أيضا وجود مؤشرات الى التعرُّض للخردل الكبريتي في عينات بول أحد الضحايا، وأشار واحد من المختبرات المعينة إلى أن النتيجة كانت سلبية في ما يخص بول أحد الضحايا.

الصعوبات

وتابع حديثه قائلا «واجهتنا صعوبات عديدة أثناء عمليات التحقيق مع الفرق الدولية. فقد عَمّد ذوي المصالح السياسية/الخاصة بالتشويش علينا علناً، في وقت كنا بأمس الحاجة للحفاظ على سرية التحقيق لضمان نجاحه، بالإضافة إلى أن مركز التوثيق واجه بعض المشاكل في التمويل أثناء عمل البعثة، التي أسفرت عن اختصار دفعة الشهود الأخيرة من المصابين الذين جاؤوا للإدلاء بشهاداتهم.

 

غارات سورية وروسية على مناطق سيطرة المعارضة بمحيط دمشق

رامي سويد

واصلت طائرات النظام السوري، يوم الجمعة، إلقاء البراميل المتفجّرة على مناطق سيطرة المعارضة في مدينة داريا بغوطة دمشق الغربية، في الوقت الذي شنّت طائرات حربية روسية غارات جوية على نقاط تمركز قوات المعارضة في المرج جنوب غوطة دمشق، فيما تواصلت الاشتباكات بمحيط داريا ومعضمية الشام المحاصرتين.

وأكّد المجلس المحلي في داريا، إلقاء طائرات النظام المروحية، ستة وعشرين برميلاً متفجراً على نقاط تمركز قوات المعارضة، قرب خطوط الاشتباك في محيط مدينة “داريا”.

ومع غارات اليوم، يرتفع عدد البراميل المتفجرة، التي ألقتها طائرات النظام على داريا منذ أمس الخميس، إلى نحو مئة برميل متفجر، إذ قصفت مروحيات النظام المدينة، أمس، بستة وسبعين برميلاً متفجراً.

في غضون ذلك، شنّت طائرات حربية يعتقد أنّها روسية ست غارات جوية على نقاط تمركز قوات المعارضة في منطقة المرج جنوب غوطة دمشق الشرقية، في محاولة لدعم قوات النظام السوري البرية، التي تحاول منذ أكثر من شهرين بسط السيطرة بشكل كامل على المنطقة، بهدف زيادة الضغط على قوات المعارضة، التي تسيطر على غوطة دمشق الشرقية، وتخضع لحصار كامل من قبل قوات النظام.

إلى ذلك، استعادت قوات المعارضة، فجراً، مباني عدّة كانت قوات النظام قد سيطرت عليها، أمس، جنوب غرب مدينة معضمية الشام المجاورة لمدينة داريا، والتي تمكنت قوات النظام من فصلها عن درايا برصد الطريق الواصل بين المدينتين بالدبابات والمدفعية، الأمر الذي جعل الانتقال بينهما مستحيلاً.

وأعلنت كتائب “الجيش السوري الحر”، التي تسيطر على معضمية الشام المحاصرة، تمكنها من أسر ثلاثة عناصر من قوات النظام خلال المعارك التي استمرت حتى فجر اليوم، من بينهم ضابط برتبة ملازم أول.

 

دي ميستورا يلتقي وفد النظام وموسكو ترفض مشاركة”جيش الإسلام

موسكو، إسطنبول ــ العربي الجديد، باسم دباغ، وكالات

ذكر مكتب مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أنّ الأخير سيجتمع مع وفد الحكومة السورية في جنيف اليوم الجمعة، في حين أعلنت موسكو عن رفضها لمشاركة ممثلين عن المعارضة المسلحة بالمفاوضات.

وأشار بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي، إلى أن دي ميستورا سيبدأ بالاجتماع مع وفد النظام اليوم، ويرأسه الممثل الدائم لسورية في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، وأضاف: “كما سنواصل الاجتماعات مع مشاركين آخرين في المحادثات، ومع ممثلين للمجتمع المدني فيما بعد”.

وأوضح البيان، أن “المحادثات ستكون غير مباشرة، وهو ما يعني أن الأطراف ستجتمع معه كل على حدة”.

 

من جهته، أعاد وفد المعارضة السورية المتواجد في العاصمة السعودية الرياض، التأكيد على موقفه الرافض للمشاركة في المحادثات، في ظل استمرار النظام السوري بعملياته العسكرية ضد المدنيين، وفرضه حصاراً على مناطق سورية عدة.

 

وقالت عضو وفد المفاوضات، بسمة قضماني، إنهم “لا يزالون ينتظرون رداً من الأمم المتحدة بشأن رفع الحصار على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وإنهاء القصف الروسي والسوري”.

في المقابل، جددت موسكو رفضها مشاركة “جيش الإسلام” و”حركة أحرار الشام” في المفاوضات.

 

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماريا زاخاروفا، “يتلخص موقفنا المبدئي في أن إشراك المنظمات الإرهابية أمر غير مقبول”.

 

وأضافت “حان وقت لنطرح سؤالاً حول موقف الأطراف الأخرى في المجتمع الدولي التي تعتبر أنها تكافح الإرهاب، من إشراك التنظيمات الإرهابية”.

 

إلا أن ذلك لم يمنع المسؤولة الروسية من اعتبار، أن “عدم إشراك أو تعمّد استبعاد هذه المجموعة أو تلك، أو مواطنين أو أي حركات اجتماعية، قد يقوض بناء العملية السياسية فيما بعد”.

 

وفيما بدا أنه رد على الموقف الروسي، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه سيكون من الصعب أن تحضر المعارضة السورية المعتدلة محادثات السلام، دون وقف لإطلاق النار لإيقاف القصف الروسي لمقاتليها.

أردوغان، وفي تصريحات صحافية من إسطنبول، اليوم الجمعة، قال “يمثل قصف روسيا المستمر لمناطق المعارضة على وجه الخصوص مشكلة كبيرة. ستكون مشاركتهم بدون وقف إطلاق النار خيانة لمن يقاتلون”.

 

كما أوضح أن، وزارة الخارجية “تتابع برفقة هيئاتها المختصة التطورات عن قرب. في اللحظات الأخيرة اتخذت المعارضة المعتدلة قراراً بعدم المشاركة في مفاوضات جنيف، مشددة على ضرورة تحقيق بعض الوعود، وبالذات فيما يخص القصف المتواصل الذي تقوم به روسيا لمناطق سيطرة المعارضة السورية”.

 

إلى ذلك، شكك الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بإيجاد حل سياسي سريع للأزمة السورية.

 

واعتبر خلال مقابلة مع وسائل إعلام فرنسية، إن التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية سيستغرق وقتاً، مضيفاً “سيكون مفاجئاً إن أحرزت نتيجة مبكرة جداً، المسألة السورية معقدة جداً”.

 

قوات النظام تفصل داريا عن معضمية الشام

معاوية حمود

واصلت قوات النظام والمليشيات الشيعية، عملياتها العسكرية في مدينة معضمية الشام، تحت إدارة غرفة العمليات الروسية الجديدة في المنطقة، واستطاعت بعد معركة استمرت أكثر من 90 يوماً من قطع الطريق بين مدينتي معضمية الشام وداريا، بعد أربع سنوات من تحريره من قبل الثوار، مطلع العام 2012.

 

غرفة العمليات العسكرية لم توفر نوعاً من الأسلحة إلا واستخدمته في هذه المعركة، رغم خسارة العشرات من قوات النظام والمليشيات، وجرح مئات آخرين، للسيطرة على ساتر ترابي بين مدينتين محاصرتين منذ أعوام. ويبلغ طول الساتر الذي سيطرت عليه قوات النظام، خلال هذه المعركة، أقل من كيلومترين إثنين، وعرض عشرات الأمتار. إلا أن أهمية هذا المستطيل، تكمن في فصل المدينتين الخارجتين منذ سنوات عن سيطرة النظام، وفتح خط إمداد ناري بين قوات النظام المتمركزة في بساتين مدينة معضمية الشام، وفي كتيبة “شعبة البروكيميا”، وبين مطار المزة العسكري، وبالتالي إحكام الحصار بشكل كامل على المدينتين المنهكتين أساساً.

 

السيطرة على المنطقة المفتوحة بين معضمية الشام وداريا، كلّفت قوات النظام، على مدى السنوات السابقة، مئات القتلى وألاف الجرحى. و تكمن أهميتها في كونها أول عمل عسكري قادته القوات الروسية في ريف دمشق، بشكل مباشر، وحاربت فيه، بحسب مراقبين عسكريين.

 

السيطرة العسكرية على المنطقة الفاصلة بين المدينتين، بعد المقاومة العنيفة من أبنائهما، أجبرت مئات العائلات على النزوح بعيداً عن نقاط الإشتباك التي تتعرض للقصف، وبعيداً عن الأحياء التي باتت في خطر ويمكن لقوات النظام الوصول إليها. وغادرت العائلات نحو الأحياء الشمالية من معضمية الشام، لتتجمع ضمن عدد قليل من حارات المدينة المحاصرة، بشكل مكثف.

 

وقتل عدد من المدنيين، منهم نساء وأطفال، أثناء هروبهم من الأحياء الجنوبية، بطلقات القناصة من الحي الشرقي المطلّ على بعض الطرق التي هرب الأهالي منها.

 

القصف لم يعد يستهدف جبهات القتال فقط، وإنما أيضا الأحياء داخل المعضمية، ما تسبب في مقتل عدد كبير من أهلها.

 

وعادت المفاوضات من جديد، بين ممثلي أهل المدينة وقوات النظام، منطلقة من رسائل تحذيرية أرسلها مسؤول “المصالحة الوطنية” لدى النظام، الذي نقل عن السلطات الأمنية عدم قبول أي حلّ مع وجود عدد من الأشخاص المحددين بلائحة حمراء. وقال مسؤول “المصالحة الوطنية” إنه يجب إبعاد أولئك الأشخاص بأي طريقة ممكنة، وفي ذلك خيار مفتوح بين القتل داخلياً أو الإخراج من المدينة بلا ضمانات.

 

القائمة التي ضمّت أسماء خمسة مسلحين فقط، ضمّت أيضاً أكثر من خمسين ناشطاً إعلامياً ومدنياً، وعاملاً في الفرق الطبية والإغاثية مع “المجلس المحلي” للمدينة.

 

إجتماع الأربعاء، الذي ضمّ عدداً من شخصيات المدينة العسكرية والمدنية، مع ممثل وفد قوات النظام الإعلامي رفيق لطف، بوجود ضابط أمن “الفرقة الرابعة” ومساعده، تحدث عن وجود ما يقارب 2000 مسلح داخل المدينة، يجب أن يسلموا أنفسهم أو يتم قصف المدينة ومعاملتها على أنها منطقة عسكرية مغلقة.

 

الوضع العسكري لم يستقر حتى اللحظة، وجميع الخيارات مفتوحة، ولكن التخويف من إستعمال البراميل ضد المدنيين، هو الورقة الأقوى التي تملكها قوات النظام، ولا تتوقف عن التلويح بها، ما يزيد من صعوبة القرار.

 

النظام طرح من جديد التفاوض مع ثوار داريا، على الرغم من القصف العنيف للمدينة المحاصرة، والذي تخطى 70 برميلاً يومياً، وآلاف القذائف والصواريخ. ولكن الأعداد الكبيرة لقتلى قوات النظام والمليشيات، على الجبهات الأمامية، هي ما يجعل النظام مضطراً لطرح المفاوضات مع ثوار داريا.

 

حرب الشائعات هي الأخطر في المدينتين المحاصرتين وتؤثر بشكل كبير على العلاقات بين معضمية الشام وداريا، ومنها أن قوات النظام أبرمت إتفاقاً سرّياً مع مدينة داريا، يقضي بإخراج المقاتلين منها، وبأنها ستسيطر على المدينتين خلال أيام قليلة. وهذا أيضاً ما يسبب حالة من الهلع والرعب بين الأهالي. ولكن القادة الميدانيين في الجيش الحر في داريا أكدوا عدم صحة هذا الكلام، وبأنهم مستمرون في القتال والدفاع عن أرضهم، وبأنهم سيعرضون خلال الساعات القليلة القادمة أخباراً سارة عن خسائر النظام والمليشيات.

 

“جنيف-3” ينطلق.. بوفد النظام برئاسة الجعفري

جلسة وحيدة سجّلت على جدول أعمال مؤتمر “جنيف-3″، الذي ينطلق من دون انتظار وصول وفد الهيئة العليا للمفاوضات من الرياض، ومن دون مواعيد معلنة للقاء وفد “القوى العلمانية”، الذي أفادت مصادره أنه على الارجح لن يلتقي المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا قبل الاثنين المقبل.

 

وعليه، يحل وفد الحكومة السورية منفرداً داخل مقر الأمم المتحدة في جلسة مسائية تعقد مع دي ميستورا، بعد وصوله إلى جنيف في فترة متأخرة من بعد ظهر الجمعة، وعلى رأسه مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، وعضوية مندوب سوريا في مقر الامم المتحدة في جنيف حسام الدين آلا، وأحمد عرنوس، أحمد الكزبري، عمار عرسان، عمر اوسي، وجميلة شربجي، ومحمد خير عكام. على أن يشرف نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد على مسار العملية التفاوضية من دمشق.

 

وتضاربت معلومات من بعض المصادر في جنيف، حول تشكيل وفد مصغر من الهيئة العليا للمفاوضات يستعد للانتقال من الرياض الى جنيف لإجراء مشاورات مع دي ميستورا، بهدف “الحصول على ضمانات”. ويبدو أن هذا المقترح طرح بالفعل ضمن اجتماعات الهيئة، وذُكر أن رياض حجاب قد يكون ضمن الوفد، لكن حضوره الى جنيف “قد لا يعني بالضرورة المشاركة في المفاوضات، رغم الضغط السعودي المتزايد على وفد الرياض ليكون جزءاً من الحوار منذ يومه الأول”.

 

وكان حجاب قد قال في مقابلة مع قناة “العربية”، الليلة الماضية، إن احتمال انتقاله الى جنيف وارد، لكن “لن ندخل قاعة المفاوضات قبل تحقيق مطالبنا”. وشكك في “قدرة الامم المتحدة على تحقيق انتقال سياسي فعلي”، رداً على صيغة العملية السياسية الانتقالية التي يحددها دي ميستورا في نص دعوته للمشاركين، الذي ذكر بيان “جنيف-1” المطالب بهيئة حكم انتقالي، بشكل عرضي، وركز على حكومة وحدة وطنية حسب مرجعية قرار مجلس الامن 2254 وبيانَي فيينا، وهي صيغة ترفض الهيئة المشاركة على اساسها.

 

ويصر وفد الرياض على الاطلاع على برنامج المحادثات، والتأكد من تلازم مساري محاربة الارهاب واجراءات تشكيل هيئة الحكم الانتقالية بالصلاحيات التامة بحسب “جنيف-1″، ويتخوف الوفد في حال عدم وجود أجندة واضحة، خصوصاً مع ما ذكر في نص دعوة دي ميستورا للمشاركين: إقامة حكم يشمل الجميع دون الاشارة الى الهيئة الانتقالية، أن تتكرر تجربة “جنيف-2” مطلع العام 2014، عندما أدى إصرار وفد الحكومة السورية على حصر النقاش بملف الارهاب والعنف، فكان ذلك واحداً من الاسباب التي ادت الى فشل المؤتمر.

 

وتربط الهيئة مشاركتها في الحوار بتطبيق البندين 12 و13 من القرار الدولي 2254، اللذين يتناولان اجراءات بناء الثقة ميدانياً، اضافة لاعتماد الوفد كجهة وحيدة ممثلة للجانب المعارض، رغم سقوط هذا الطلب الاخير حكماً، لأن “وفد القوى العلمانية” أصبح امراً واقعاً يتم التعامل معه من قبل الجهات الدولية والامم المتحدة، وحتى من الحكومة السورية، على أنه كيان قائم، خصوصاً بعد تقديمه لائحة من 30 اسماً، 15 منها مفاوضين، و15 احتياطياً، إلى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا. والأخير أجّل حسم خمسة اسماء منها تعود لشخصيات كردية، بانتظار توافق أميركي-روسي حولها، وضوء أخضر تركي، وربما بانتظار ما سيرشح عن تشكيلة وفد الرياض، وردة فعل موسكو، المصرة على اشراك الأكراد، في حال أصر وفد الرياض على اشراك الشخصيات المستفزة لموسكو كـ”جيش الاسلام”.

 

ويبقى الاكيد في هذه المرحلة بالنسبة لواشنطن هو عدم مشاركة حزب “الاتحاد الديموقراطي” في الجولة الاولى من الحوار، وقد أُبلغ ذلك مباشرة لرئيس الحزب صالح مسلم، في لقاء جمعه مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا مايكل راتني، في مدينة لوزان، حيث قال له أن مشاركتهم ستكون مستحيلة في الجولة الأولى، لكن هذه المشاركة ستكون ممكنة في الجولة الثانية. ونقلت اوساط في الأمم المتحدة الموقف ذاته لأعضاء من “وفد القوى العلمانية”.

 

“جنيف-3” ينتظر الهيئة العليا..وموسكو تجدد شروطها

قالت الأمم المتحدة إن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا سيستهل لقاءاته بالوفود المفاوضة مع وفد النظام. كما أكدت المنظمة أن دي ميستورا سيلتقي كذلك بشكل منفرد مع باقي الوفود في جنيف.

 

وجاء في بيان صادر عن الأمم المتحدة، الجمعة: “سيبدأ السيد دي ميستورا بلقاء وفد الحكومة السورية الذي يرأسه المندوب الدائم للجمهورية العربية السورية لدى هيئة الأمم المتحدة بشار الجعفري. ثم سيواصل دي ميستورا الاجتماعات مع المشاركين الآخرين في المحادثات ومع ممثلي المجتمع المدني تباعاً”.

 

وأعلنت المتحدثة باسم دي ميستورا خولة مطر، الجمعة، أن المنظمة تنتظر في الساعات المقبلة رداً من المعارضة السورية (وفد الهيئة العليا للتفاوض) بشأن مشاركتها في مفاوضات جنيف.

 

وقالت مطر لوكالة “نوفوستي” الروسية إنه “في النصف الثاني من الجمعة نبدأ محادثات مع ممثلي وفد الحكومة السورية. ونتوقع أن يبلغنا ممثلو وفد المعارضة قبل نهاية اليوم، أو حتى في وقت أقرب، بقرارهم حول المشاركة في مفاوضات جنيف. ونحن مستعدون لبدء المفاوضات مع المعارضة الجمعة في حال وصولهم إلى جنيف”.

 

من جهته أكد المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي أن المفاوضات السورية ستبدأ الجمعة في جنيف، من دون الإشارة إلى توقيتها أو قائمة المشاركين فيها. وقال فوزي خلال مؤتمر صحافي: “ستنطلق المفاوضات، مثلما كان مخططاً، لكنني لا أعرف التوقيت أو المكان، ولا يمكنني أن أقول لكم شيئاً عن تركيبة الوفود. وسنحصل على مزيد من الأنباء لاحقا”.

 

في السياق، جددت موسكو رفضها مشاركة كل من “أحرار الشام” و”جيش الإسلام” في مؤتمر “جنيف-3″، كما اعتبرت الخارجية الروسية الاتهامات التي وجهتها المعارضة السورية لروسيا بمحاولة إفشالها مفاوضات جنيف بـ”الهراء الكامل”.

 

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: “يجب ألا تشارك المنظمات الإرهابية في المفاوضات. وإذا كنتم تتحدثون عن مكافحة الإرهاب فإنها يجب أن تقوم على أساس مبادئ موحدة ودون معايير مزدوجة ودون تقسيم الإرهابيين إلى أخيار وأشرار”. وأضافت “موقفنا المبدئي يتمثل في أن إشراك المنظمات الإرهابية غير مقبول. ونحن لن نتخلى عن ذلك”.

 

وأشارت زاخاروفا إلى أن موسكو لم تعلن أبداً دعمها الكامل لسياسة الرئيس السوري بشار الأسد، ولم تعتبر كافة الجماعات المعارضة للأسد جماعات إرهابية، مضيفة “أن موسكو تشير دائماً إلى أخطاء ترتكبها دمشق”.

 

وأشارت المتحدثة الروسية إلى أن وفد الحكومة السورية قد وصل إلى جنيف وبدأ بإجراء اتصالاته مع الأمم المتحدة، والخبراء الموجودين هناك، ومنهم الخبراء الروس العاملون في جنيف. كما أعلنت أن باقي المدعوين من المعارضة السورية التي تشكلت خلال اجتماعات موسكو والقاهرة، مستعدون للتعاون البناء من دون أي شروط مسبقة. وعبرت عن أملها في أن تتعاون الهيئة العليا للتفاوض وتعلن استعدادها للمشاركة.

 

واشنطن تكذب والأمم المتحدة تنحاز

حسين عبد الحسين

ادارة الرئيس باراك أوباما تكذب في كل كلمة تقولها في الشأن السوري، فيما الأمم المتحدة منحازة بالكامل لروسيا وايران والرئيس السوري بشار الأسد، او هذه هي على الأقل حصيلة الاسبوعين الماضيين اللذين حاولت الأمم المتحدة خلالهما انقاذ ماء وجه مجلس الأمن الدولي، وقراراته “الملزمة” وجدوله الزمني للأزمة السورية، فأصرّت على عقد مفاوضات سورية، وزار وزير الخارجية الاميركي جون كيري الرياض، والتقى المعارضين السوريين، وحاول لي ذراعهم بتهديدهم بوقف المساعدات الاميركية الانسانية للاجئين السوريين ما لم يشاركوا في المفاوضات.

وعندما حاولت المعارضة انتزاع ضمانات من المسؤول الاميركي، اجابها “حليفها” بنفس العبارات التي يرددها في العلن، لناحية ان مصير الرئيس السوري بشار الأسد يحدده السوريون.

لم يحترم كيري عقول السوريين، ولا عقول متابعي الأزمة السورية، فجزء لا بأس به من المساعدات الانسانية للاجئين السوريين يذهب الى “الهلال الاحمر السوري”، الذي يديره نظام الأسد، وهو ما حمل قطر والسعودية على التقنين في تبرعاتها في المؤتمرات الماضية التي عقدتها الامم المتحدة لجمع التبرعات للاجئين السوريين.

ثم عندما يقول كيري ان مصير الأسد يحدده السوريون، هل يعني ذلك ان المقاتلات الروسية وضباط “الحرس الثوري الايراني” هم ايضا جزء من هؤلاء “السوريين” الذين يعملون على تحديد مصير الأسد؟ ام ان المسؤول الاميركي، بقوله ان مصير الأسد يحدده السوريون، يكرر عبارة تافهة دأب على تردادها المسؤولون الروس والايرانيون على مدى الاعوام الماضية؟

استخفاف كيري بالمعارضة السورية و”داعميها”، الذين اتهمهم مبعوث الأمم المتحدة الى سوريا سيتفان ديمستورا في رسالته الى مجلس الأمن بعرقلة المفاوضات، ربما دفع كيري للضغط عليهم. لكن ردة الفعل العربية فاجأت كيري ومساعديه، ودفعتهم الى التبرير، ودفعت العاملين في وزارته، مثل مسؤول سوريا مايكل راتني، الى التنصل من اقوال كيري في الرياض، ومحاولة التبرير بالقول انه تم تحويرها.

بيد انه لم يكن هناك اي تحوير او تزوير، كيري قال موقف أميركا الحقيقي المتمسك ببقاء الأسد، ثم راح هو وراتني يكذبان ويحاولان التملص من تلك الاقوال.

وحتى لا نظلم كيري، قد يكون موقفه الشخصي هو نفسه الذي اعلنه يوم تثبيته وزيرا مطلع العام ٢٠١٢، عندما قال ان الوسيلة الوحيدة لاقناع الأسد بالرحيل هو دعم المعارضة عسكريا والاثبات ان لا سبيل للرئيس السوري للبقاء في الحكم.

لكن رأي كيري لا يهم، فصانع السياسة الاميركية في سوريا هو الرئيس باراك أوباما نفسه، وهو يؤيد تماما قيام روسيا وايران بالاستيلاء على سوريا والقضاء على داعش والنصرة. لهذا السبب، دأب أوباما على اختيار سلسلة من العاملين في “مجلس الأمن القومي”، وهؤلاء هم الذين يقررون السياسة فعليا، ممن يعتقدون ان حل الأزمة السورية يتمثل في اعادة تأهيل الأسد، وابقائه في الحكم، والسماح له بإلحاق الهزيمة بكل خصومه.

بيد انه في السنوات الماضية، كان رأي أوباما المنحاز للأسد تحت الضوء وخاضعاً للرأي العام الاميركي وموقف حلفاء اميركا العرب والاتراك. لكن في السنة الاخيرة له في الحكم، لم يعد أوباما مهتما لا بالرأي العام الاميركي ولا بحلفاء اميركا، فأطلق العنان لسياسته ولفريقه، واوعز الى كيري بالقيام بما يلزم لفرض سطوة روسيا وايران والأسد داخل سوريا، وانهاء المعارضة السورية بكل اشكالها.

وكما في اميركا كذلك في الأمم المتحدة، التي استحت في الماضي ابان دعوتها ايران للمشاركة في جنيف ٢ وسحبت الدعوة بعد تهديد المعارضة بالمقاطعة، لم تعد الأمم المتحدة تخجل من بلاهة طروحاتها المنحازة للروس والأسد، وصارت تصر على عقد مفاوضات “بمن حضر”، على الأقل إضاعة للوقت حتى يتسنى للأسد وحلفائه السيطرة عسكريا على الارض السورية.

اميركا تكذب والأمم المتحدة تنحاز، وكلما ادرك المعارضون السوريون ذلك، كلما نجحوا في تحسين ادائهم والعمل على الأهم، اي الصمود عسكريا والانتظار حتى مجيء ادارة أميركية قد تكون اكثر انصافا.

المدن

 

نتيجة الخلافات القائمة في غير مكان: الحل السياسي في سوريا لا يزال بعيدًا

بهية مارديني

في خضم حالة التمزق التي تعانيها المعارضة السورية على غير صعيد، وضمن جو دولي غير ملائم لإحداث خرق نوعي في جدار الأزمة السورية، تبدو التسوية السياسية في مؤتمر جنيف 3 بعيدة المنال، أقله في الوقت الراهن وفي المدى المنظور.

 

بهية مارديني: لم تعلن الهيئة العليا للمفاوضات، المجتمعة في الرياض، عن موقفها الرسمي بخصوص المشاركة في مباحثات السلام بين النظام السوري والمعارضة في جنيف، فيما نصب مجموعة من الناشطين والناشطات خيمة أمام مبنى الأمم المتحدة في جنيف للتنديد بمشاركة بعض من أسماهم الموفد الأممي ستيفان ديمستورا بـ ” المستشارين”، وسط استبعاد حل سياسي قريب في سوريا، لا سيما في ظل تناقض رغبات الأطراف الدولية من “طبيعة الحل وأسماء المشاركين”.

 

وعلمت “ايلاف” من مصدر في الرياض أنه تمت اضافة شخصيات الى صفوف الوفد المفاوض الذي قررته الهيئة العليا للمفاوضات واستبدال شخصيات تردد أن من بينها مصطفى علوش، ممثل جيش الاسلام وكبير المفاوضين والذي تعتبره روسيا “ميليشيا ارهابية”، فيما كان مع فصيل أحرار الشام جزءا من مؤتمر الرياض لتوحيد المعارضة السورية، فيما أكد المصدر اضافة اسم الشيخ معاذ الخطيب الى الوفد واستبدال الفنان السوري جمال سليمان الذي اعتذر عن الانضمام لوفد التفاوض بخالد المحاميد عضو مؤتمر القاهرة.

 

تركيا والتعطيل

 

واعتبر منذر خدام القيادي في هيئة التنسيق الوطنية، والتي تعتبر جزء من مؤتمر الرياض والهيئة العليا للمفاوضات والوفد المفاوض “أن تصريحات جورج صبرا ورياض حجاب بعدم الذهاب إلى جنيف3 غير مقبولة، وإن اشتراط الذهاب بتحقيق بعض بنود قرار مجلس الأمن المتعلقة بالمطالب الانسانية قول حق يراد به باطل”، وقال: “على ما يبدو يريد بعض اللاعبين الصغار الاقليميين وضع العصي بعجلة العملية السياسية”، في اشارة الى تصريحات الحكومة التركية.

 

ويتلخص الموقف التركي بما قاله الرئيس رجب طيب أردوغان بهذا الخصوص إنه سيكون من الصعب “أن تحضر المعارضة السورية المعتدلة محادثات السلام التي تعقد في جنيف دون وقف لإطلاق النار لإيقاف القصف الروسي لمقاتليها”، وأضاف: “يمثل قصف روسيا المستمر لمناطق المعارضة على وجه الخصوص مشكلة كبيرة للمعارضة”، معتبرا أن المشاركة بدون وقف إطلاق النار ستكون “خيانة لمن يقاتلون.”

 

وقال خدام: “نكرر أنه على طاولة المفاوضات يمكن طرح كل شيئ وخصوصا المسائل الانسانية وفي حال عدم تلبيتها يمكن تعليق المشاركة في المفاوضات”، وتساءل: “ثم لماذا لا تبادر الهيئة العليا للمفاوضات بتقديم المثل على حسن النية وذلك بالطلب من بعض أعضائها إطلاق سراح بعض الموقوفين والمختطفين لديهم وفي مقدمتهم رزان زيتونة ورفاقها”، فيما أكد مصدر مستقل لـ”ايلاف” وصول أعضاء في هيئة التنسيق الى جنيف.

 

مشاركة الأكراد

 

من جانبه طالب “مجلس سوريا الديمقراطية” مجلس الأمن والدول المشاركة في تفاهمات فيينا ومختلف أطراف الصراع، بالمشاركة الفاعلة والعاجلة لتحقيق الإجراءات التالية، والآليات المشتركة لتنفيذها، ضمن مبدأ الإلزام والالتزام والاحترام، وبأجندة زمنية واضحة، وذلك بدعم وغطاء دولي من الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

 

ومجلس سوريا الديمقراطية هو عبارة عن تجمع أكراد وعرب أحزاب وتيارات من بينها الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يرأسه صالح مسلم والذي كان حضوره في جنيف اشكاليا بين الدول وخاصة تركيا وروسيا، حيث تعتبره انقرة ارهابيا، فيما تصر موسكو على وجوده.

 

وقال ابراهيم ابراهيم، المسؤول في المكتب الاعلامي لأوروبا في الاتحاد الديمقراطي الكردي، في تصريح لـ”ايلاف”: “نحن لنا ما لغيرنا ولن نكون ملحقين”، وكشف عن تأسيس وفد “الديمقراطيين العلمانيين”، وقال أرسلنا قائمة من 30 اسما للمسؤول الاممي ستيفان دي مستورا لاضافتها للمفاوضات، كما والتقى مجلس سوريا الديمقراطية مع ممثلي عدة دول في لوزان ورفضوا استبعاد أي مكون أو تيار من المشاركة في مفاوضات جنيف.

 

وشدد ابراهيم “اننا غير مرتبطين الا بأنفسنا” في اشارة الى رفض اعتبارهم قائمة روسية، وقال: “لم يعد مهما ان شاركنا في جنيف أم لا لأنه كما يبدو التحضير غير سوري والمواضيع غير سورية وحتما القرارات في النهاية غير سورية”.

 

وقال مجلس سوريا الديمقراطية في بيان توضيحي لقراءته حول اجراءات بناء الثقة، تلقت “ايلاف” نسخة منه، أنه لا بد من “الإعلان الفوري عن وقف الصراع المسلح من قبل جميع الأطراف المشاركة في المفاوضات على كافة الأراضي السورية الواقعة تحت سيطرة الموافقين على قرار مجلس الأمن والمفاوضات. واعتبار كل مخالف لهذا المبدأ خارجاً عن الشرعية الوطنية والدولية. مع بقاء قوات الجيش النظامي والفصائل المسلحة المؤمنة بالحل السياسي في أماكنها لتجميد الصراع المسلح، والتحضير للانسحاب أو إعادة الانتشار، بحسب البرنامج التنفيذي للاتفاق بين الجانبين مع احتفاظ القوى المسلحة المعتدلة والمنضوية بالحل السياسي بحقها المشروع بالدفاع عن نفسها في حال تعرضها للهجوم من أي طرف مسلح آخر، وذلك بإشراف مباشر من الأمم المتحدة وفريق مراقبيها، المكون من دول غير متورطة في الصراع السوري، والذي سينشر في المناطق التي ستعلن استجابتها للتجميد.

 

وطالب “بالتزام مشترك وواضح من الأطراف الدولية والإقليمية والسورية بوقف دعم الجماعات المسلحة وبإدانة وجود كل المقاتلين غير السوريين وإخراجهم من الأراضي السورية. تتعهد الدول الإقليمية والدولية باحترام هذا الالتزام والتبعات الجنائية لمخالفته. ويتأكد فريق المراقبين الدوليين من احترام وتنفيذ هذا البند”.

 

وأشار الى ضرورة “البدء بإطلاق سراح المعتقلين والمخطوفين لدى كافة الأطراف، على أن يكون إطلاق سراح النساء والأطفال والمرضى خلال إسبوعين من بدء التفاوض. وإصدار عفو شامل عن جميع المطلوبين السوريين من المدنيين والعسكريين. وتشكيل لجنة مشتركة مناصفة للإشراف على تنفيذ هذا البند”.

 

مناخ مناسب

 

وطالب المجلس الوفود المشاركة في المفاوضات الاتحاد الأوربي والدول التي لجأت إلى هذا الأسلوب برفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا لما يترتب عليها من نتائج كارثية على الوضع الإنساني والاقتصادي في البلاد.

 

وقال يجب أن “تتعهد الوفود المشاركة بخلق مناخ مناسب في المناطق التي يسيطر عليها كل طرف، بما يتيح للسوريين العودة إلى بيوتهم وأماكن عملهم. ومباشرة تأمين السكن المؤقت العاجل وأماكن للتعليم والتنظيم الإداري الضروري تمهيدا لعودة كريمة، توفر الأمن وضروريات الحياة الأولية و السماح بعودة جميع المواطنين السياسيين المعارضين المقيمين في الخارج لأسباب مختلفة، دون أية مساءلة أمنية أو قانونية أو سياسية. وضمان الحريات الأساسية في التعبير والتنظيم والتجمع السلمي و ضمان عمل الصحفيين ووسائل الإعلام والنشطاء الحقوقيين والعاملين في الاغاثة الإنسانية في جميع المناطق”.

 

وطالب المجلس “بالتعهد بالسماح للمنظمات الإغاثية الدولية بالعمل داخل سوريا في كافة المناطق، ومساعدتها في إيصال المساعدات الإغاثية للمحتاجين وإلغاء جميع أحكام محاكم الإرهاب، والاحكام الاستثنائية وتلك التي صدرت من محاكم عادية على خلفية الأحداث منذ 18 آذار 2011، وإلغاء جميع آثارها، وما ترتب عليها. وإلغاء قرارات المصادرة والتجنيس والتمليك للأجانب و متابعة ملفات جبر الضرر ورد المظالم، ورد الاعتبار للذين صرفوا من الخدمة، وجردوا من الحقوق المدنية بموجب أحكام صادرة عن محاكم استثنائية أو بشكل تعسفي لأسباب سياسية، وتسوية حقوقهم المهنية والمادية”.

 

واخيرا طالب بالعمل الجاد من أجل السير قدما في تحقيق كل ما يخفف من معاناة الإنسان السوري ويوقف الدمار والحصار والتشريد والتجويع.

ايلاف

 

هل فشلت جنيف-3 قبل أن تبدأ؟

روسيا تفرض الشروط وكيري يبلغها للمعارضة السورية

إيلاف

عشية جنيف-3، تبدو المعارضة السورية في وضع لا تحسد عليه، بعدما تبين أن الولايات المتحدة منساقة في السياق الروسي الإيراني، وقد حصرت دورها بتبليغ المعارضة السورية شروط روسيا ونظام الأسد.

 

بهية مارديني – علي الابراهيم – حسن حميدواي: تبدأ الجمعة مفاوضات جنيف-3 بين وفدي المعارضة السورية والنظام السوري، برعاية الولايات المتحدة وروسيا وإيران والسعودية، فيما يبدو أن ثمة ألغامًا مزروعة بكثافة في الطريق إلى حل سلمي يتكلم عنه الجميع، لمن لا يريده أحد، خصوصًا في ظل تراجع أميركي مريب عن دعم الشعب السوري وتطلعاته، ونزول الولايات المتحدة عند رغبات الروس، ما ينذر بأن تفشل المفاوضات قبل أن تبدأ.

 

فشلت قبل أن تبدأ

 

الدكتور علي التواتي، الخبير الاستراتيجي السعودي، أوضح أن مفاوضات جنيف-3 فشلت قبل أن تبدأ، “فحتى المندوب الأممي ستيفان دي مستورا نفسه لا يعلم ما هي أهداف هذا الاجتماع، مشيرا لـ “إيلاف” إلى أن اجتماع جنيف يهدف إلى القبول بحكومة انتقالية يوضع فيها تمثيل شكلي للمعارضة، من دون مناقشة الأمور الأساسية كموضوع بشار الأسد، أو الدستور، أو غيرها من المسائل الأساسية التي قامت على أساسها الثورة السورية.

 

أضاف: “يبدو أن هناك إجماعًا على بقاء نظام الأسد، وإنهم يريدون من المعارضة أي نوع من الرفض حتى تظهر أمام العالم انها هي التي ترفض الحلول السلمية”.

 

أما حمد شهاب الطلاع الجبوري، المعارض السوري المستقل وسجين الرأي السابق، فقال لـ”ايلاف”  أنه لا يستطيع القول إن محادثات جنيف-3 انتهت قبل أن تبدأ، “لكن هذه الحلقة من حلقات مفاوضات الحل السياسي المزعوم هي الحلقة الأكثر فضحًا وتعرية لكل ما كان يحاك للشعب السوري وثورته في دوائر صنع القرار الدولية التي لم تكن ترغب يومًا بتغيير نظام الأسد وفق هيكليته المعهودة التي لعبت دورًا مهمًا في خدمة السياسات الأميركية والإسرائيلية والإيرانية في الشرق الأوسط خدمة لم يستطع أي نظام عربي آخر القيام بها”.

 

ويعتقد أن الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية متواطئتان لتعويم الأسد من خلال تفويض روسيا وإيران بدعم النظام ومساعدته على جذب التنظيمات الإرهابية إلى ساحة الثورة السورية تحضيرًا لهذه المرحلة الراهنة.

 

شروط كيري

 

وقال التواتي إن تصريحات نائب الرئيس الأميركي جو بايدن حول التدخل لضرب تنظيم داعش تهديدات مبطنة للمعارضة السورية، “فكلمة داعش الآن مظلة لضرب أي طرف، وبالتالي هي تهديدات للتدخل لضرب أطراف في المعارضة السورية إذا لم تنصع للضغوط الأميركية”، وأضاف: “ما يجري الآن عملية إخضاع للمعارضة السورية، لحل توافق عليه الروس والأميركيون عبر وضع شروط تعجيزية لا يمكن للمعارضة إلا أن ترفضها، وهذا ما يراد، فهم يريدون سحب الشرعية من المعارضة، فيما ستظهر معارضة أخرى من خلف الستار لتقود التوقيع والاتفاق، وغير هؤلاء ليسوا سوى جماعات إرهابية لا تختلف عن داعش”.

 

بدوره، قال محمد رحمة، القائد الميداني في تنظيم جبهة النصرة، لـ”إيلاف”: “كل من يقبل بجنيف من سياسيين وعسكريين خائن لله ولدم السوريين، فالعالم كله اليوم يقف بجانب الأسد… هذه العصابة ومن معها من ميليشيات لا تفهم سوى لغة السلاح، وخير دليل على ذلك فشل كل ما تم التفاوض عليه في وقت سابق”.

 

وقال الدكتور لؤي صافي، عضو مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، لـ”إيلاف” إن جون كيري، وزير الخارجية الأميركي، وإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لا يبحثان الآن عن حل سياسي يساعد السوريين على الخلاص من نظام الاستبداد وتحقيق الحرية والكرامة، بل يريدان الوصول إلى هدوء بين المعارضة والنظام، وتوظيف هذا الهدوء لمحاربة داعش”.

 

انتكاسة أميركية

 

قال الصحافي والمحلل السياسي جمال خاشجقي لـ”إيلاف” إنه التقى بعض أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات في الرياض ولمس منهم إحباطا من الموقف الأميركي، “فيبدو أن هناك عجزًا أميركيًا في الضغط على الروس، “لكن الرأي الغالب والأفضل والذي اعتقد أن السعودية تدعمهم فيه، هو أن المعارضة السورية لا بد أن تقطع هذا الشوط، وتذهب إلي جنيف، وتصر على مطالبها”، مشيرًا إلى أن السعودية لم تتراجع وهي لا تزال مصرة وتؤكد  دعمها للثورة السورية ومطالبها.

 

وقال القاضي العام لجيش الفتح الدكتور عبدلله المحيسني لـ “إيلاف”: “إن الثوار والمجاهدين أمام الجميع يدافعون عن الجميع بالمال والأنفس، ولا يهمنا تصريحات كيري وغيرها، وأن الاستسلام في هذا الطريق الذي دفع السوريين أكثر من نصف مليون شهيد، ما هو الإ خيانة”. وكشف المحيسني أن “قادة الفصائل الذين سيقبلون بجنيف وشروطه سوف يلاقون فشلًا ذريعًا، وسينشق عناصرهم ويقفون بوجههم، فمن قاتل وصبر هدفه اسقاط النظام لا القبول بالأسد وعسكره وفرض الاملاءات عليهم”، على حد تعبيره.

 

رؤية سورية

 

حمّل احمد رمضان، عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض، روسيا مسؤولية فشل مفاوضات جنيف-3، إضافة إلي المجتمع الدولي الذي ترك روسيا تتصرف بشكل مؤذٍ على النحو الذي يؤدي إلى إجهاض عملية التفاوض، سواء من ناحية الشروط والضغوط السياسية أو من ناحية التصعيد العسكري، الذي أدى إلى سقوط أكثر من 3 آلاف قتيل منذ أيلول (سبتمبر) الماضي.

 

أضاف: “فعليًا لا توجد دلائل على انطلاق عملية سياسية ناجحة ولا توجد دلائل على أن هذه العملية سوف تؤدي إلى تحقيق انتقال سياسي في سوريا، والمجتمع الدولي للأسف تساوق مع الرؤية الروسية سواء في تمييع مرجعية جنيف، أو تقويض مرجعية المعارضة.

 

تبدو خيارات فصائل المعارضة المسلحة اليوم لمواجهة التدخل الروسي البري، بشتى وسائله، ذاهبة باتجاه واحد وهو التوحد في مواجهة هذا التدخل والضربات الجوية، في ظروف يتفق العديد من المراقبين أنها تشكل حالة نموذجية لتشكيلات مثل جيش الفتح، والذي يملك السلاح الكثير والتعبئة الهائلة والإمكانات الكبيرة التي يمكن أن تدفع بعدد من المقاتلين الراغبين بالقتال ضد القوى الأجنبية “المحتلّة”، إلى الانضمام إلى صفوفهم.

 

ويؤكد ذلك القائد العسكري يوسف السيد التابع للفرقة الساحلية الأولى العاملة في الساحل السوري. يقول: “التنسيق والتماسك والانضباط والقوة النارية الموحدة لهزيمة الروس ضرورية أكثر من إي وقت مضى، وستكون الأيام القادمة شاهد على ذلك”، على حد تعبيره.

 

عض أصابع

 

قال التواتي إن المعارضة السورية تُضرب الآن بشكل عنيف، وقد فقدت مواقعها في اللاذقية وحلب وادلب ودرعا ودير الزور، “فأميركا بقضها وقضيضها تتواجد الآن في شمال شرق سوريا لتقيم قاعدة جوية جديدة، ويبقى موضوع عملية تصفية الثورة السورية، مسألة وقت ولن تزيد عن عدة أشهر”.

 

وقال خاشقجي إن النظام السوري، ومن خلفه الروس، يعتقدون انهم يستطيعون أن يفرضوا كلمتهم على الأرض وبالتالي على مسار المفاوضات، لكنهم لن يستطيعوا أن ينكروا أن هناك حالة قمعية كبيرة في سوريا، وبالتالي لن يكون هناك استقرار، يمكن أن لا تنتصر الثورة السورية، ولكن أيضا لن ينتصر النظام، لن تعود سوريا إلى طبيعتها وهذه صورة حقيقية، حتى لو تقدم النظام إلى مناطق جديدة، ستستمر الاضطرابات، ورغم كل الوحشية الروسية إلا أن الثورة لن تنكسر والأزمة سوف تستمر، ويبدو اننا قد نشهد تصعيدًا عسكريًا ودعمًا غير مسبوق من قبل القوى المؤيدة للمعارضة السورية.

 

يؤكد بلال عبد الرحمن، أحد القادة الميدانيين في الشمال السوري، بالقول: “اليوم لدينا عشرات الفصائل العسكرية الاسلامية والتابعة للحر لا ترى حلًا إلا بالبندقية مع هذا النظام الذي قتل وهجر وقصف ويراوغ كل يوم لأخذ مزيد من الوقت لسفك دماء الابرياء، فلو كانت الحلول السياسية والعالم من خلفها جدية في ذلك لرحل منذ سنين، لكن كما يقال لا يفل الحديد سوى الحديد”.

 

من جهته، قال صافي لـ”ايلاف” إن التدخل الروسي جاء لتغيير موازين القوى والحفاظ على نظام الأسد، “وهم يأملون أن تساهم خطتهم في تغيير موقف المعارضة وإجبارها على الخضوع للإملاءات، ويبدو أن التقسيم وتمكين النظام من السيطرة على الشريط الممتد من دمشق إلى الساحل يشكل أساس الخطة باء التي يسعى الروس لتحقيقها في حال فشل الخطة ألف، فالتحركات الروسية زادت من حجم الألم في سوريا بسبب الغارات التي تستهدف المناطق المعارضة للنظام دون تمييز بين مدني ومقاتل، لكنها في الوقت نفسه زادت إصرار السوريين على الخلاص من نظام مستعد لبيع سورية ورهن مستقبلها من أجل البقاء في السلطة”.

 

لكن الدكتور كمال اللبواني يعتبر أنه “مهما تغير الوضع العسكري سيبقى مجرد احتلال فيما اذا تابع الشعب تمرده ورفض الاذعان وهذا كفيل بإفشال أي احتلال”.

 

ويقول: “رسالتنا إلى الهيئة العليا للمفاوضات أن الشعب مستمر في نضاله لتحقيق مطالبه وعلى رأسها اسقاط نظام الإجرام وطرد المحتل الايراني والروسي ومنع التقسيم”.

 

تحالف سعودي تركي للتدخل العسكري

 

وعن الحديث الذي رشح سابقًا عن حلف سياسي عسكري يضم الرياض والدوحة وأنقرة، يمكنه أن يتدخل عسكريًا في سوريا، قال خاشقجي: “سوريا مزدحمة جدًا، والتدخل في سوريا لم يعد سهلًا، فمن سيحارب من، ومن سيتحالف مع من، ورسم خريطة لقوات سعودية وتركية في سوريا من حلفائها ومن أعدائها، عملية جدًا معقدة، وتؤدي إلى وضع هذه الدول في حالة اشتباك مع دول أخرى كروسيا وإيران”.

 

أضاف خاشقجي: “وزير الخارجية السعودية عادل الجبير استخدم مفردة ’”قوات خاصة” في سوريا، والأتراك لديهم موقف ورغبة في التدخل ومنع الأكراد من التقدم غرب الفرات، لكن في نفس الوقت هؤلاء لو تدخلوا بشكل مباشر، سيدخلون إلى ساحة معقدة جدًا، والأفضل من ذلك استمرار الضغط على الأميركيين لكي يتخذوا موقفًا جادًا حيال هذه الأزمة، والتأكيد أن الوضع لم يهدد المنطقة فحسب، بل سيجر العالم كله إلى أزمة”.

 

وقال رمضان: “الخيار المتاح يتمثل في أن على جميع الدول العربية وخصوصًا الدول الشقيقة الصديقة التي وقفت وتحملت أعباء الوقوف إلى جانب الشعب السوري، لا سيما السعودية وتركيا وقطر والإمارات، عليها أن تزيد من دعم السوريين سواء على المستوى السياسي او العسكري، لأن هذا هو الطريق الوحيد الذي سوف يؤدي إلي إجهاض عملية بناء النفوذ الروسي أو الإيراني”.

 

أضاف: “ليس هناك طرف قادر وراغب في مواجهة هذه العملية التي ستتمدد مستقبلًا إلى مناطق أخرى، إلا من خلال دعم السوريين والمعارضة المعتدلة سياسيًا والمعارضة المعتدلة عسكريًا، وهذا الخيار الأساسي الذي نأمل أن يتحرك العرب على أساسه من دون انتظار ضوء أخضر من واشنطن”.

 

لمعارضة السورية “تغيب عن اليوم الأول من محادثات جنيف

بي. بي. سي.

أكدت المعارضة السورية أنها لن تشارك الجمعة في محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف للتوصل إلى حل سياسي للحرب في سوريا.

 

وقالت الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة – المدعومة من السعودية – إنها لن تشارك في المباحثات إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق يسمح بدخول المساعدات إلى المناطق المحاصرة من قبل القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد.

 

وعقب اجتماع في الرياض الخميس، قالت الهيئة إنها لم تتلق إجابات مقنعة لمطالبها بشأن وقف القصف الحكومي وإنهاء الحصار من جانب القوات الموالية للأسد.

 

وقال جورج صبرا، وهو عضو في الهيئة العليا للمفاوضات: “من المؤكد أننا لن نتوجه إلى جنيف، ولن يكون هناك وفد” في اليوم الأول من المباحثات الجمعة، وفقا لما نقلته وكالة رويترز.

 

كما نقلت وكالة فرانس برس عن عضو بارز في الهيئة أنه من المتوقع اتخاذ قرار اليوم بشأن المشاركة في المباحثات.

 

ووافق الأسد على أن يشارك وفد يمثل حكومته في مباحثات جنيف.

 

ويسعى المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميتسورا إلى البدء بمحادثات “تقارب” غير مباشرة بين أطراف الصراع.

 

ومن المتوقع أن تستمر محادثات التقارب لستة أشهر، وسيجلس خلالها الأطراف المتفاوضة في غرف منفصلة ويتوسط بينهم مسؤولون أمميون.

 

وينصب الاهتمام حاليا على وقف واسع لإطلاق النار والسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية ووقف التهديد الذي يمثله تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

لكن الهدف النهائي يتمثل في تسوية للصراع تشمل فترة انتقالية تنتهي بانتخابات تماشيا مع قرار صادر عن مجلس الأمن الشهر الماضي.

 

الفاينانشال تايمز: المعارضة السورية تشكك في الضغوط الأمريكية بشأن محادثات جنيف

بي. بي. سي.

اهتمت الصحف البريطانية الجمعة بمؤتمر جنيف 3 المرتقب عقده خلال الساعات القليلة المقبلة. وأفردت له العديد من المقالات والتقارير حول هذا الموضوع، من بينها: شكوك المعارضة السورية بالضغوط الأمريكية بشأن المحادثات و التوصل إلى حل للأزمة السورية من شأنه حل أزمة المهاجرين في أوروبا.

 

ونطالع في صحيفة الفاينانشال تايمز مقالاً لإريكا سالمون بعنوان “المعارضة السورية تشكك في الضغوط الأمريكية بشأن محادثات السلام”.

 

وقالت كاتبة المقال إن “جلب أطراف المعارضة السورية التي ترزح تحت حرب أهلية للجلوس سوية على طاولة محادثات سلام لم يكن أمراً سهلاً للغاية”.

 

وأفادت كاتبة المقال أن “الدبلوماسيين يرون أن المحادثات التي من المقرر أن تبدأ اليوم في جنيف، تعد خطوة ايجابية حتى ولو منيت بالفشل”.

 

وأضافت ” أن سياسة الدفع العدوانية التي ينتهجها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري وستافان دي ميستورا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا لدفع عجلة مفاوضات السلام في أسرع وقت ممكن، بدأت تخلق حالة من الانشقاقات وفقدان الثقة في صفوف المعارضة”.

 

وأشارت كاتبة المقال إلى “أن ممثلي المعارضة الذين يقاتلون لإنهاء حكم الرئيس السوري بشار الأسد يقولون إنهم يواجهون ضغوطاً من السوريين، فالبعض يريدهم حضور مؤتمر جنيف 3 من أجل التوصل إلى حل لمعاناة الشعب جراء الحرب الدائرة في بلدهم بينا يرى البعض الآخر أنه لا يجب حضور المؤتمر إلا بعد توقف كل أشكال العنف التي أودت بحياة 250 الف سوري وكذلك بفك الحصار عن القرى المحاصرة”.

 

وأوضحت كاتبة المقال أن ” بعض الناشطين المعارضين لحضور المؤتمر، أنشأوا حملة على الانترنت تدعوهم إلى عدم حضور مؤتمر جنيف الثالث كما أطلقوا هاشتاغ “كيري الشبيح”.

 

ونقلت كاتبة المقال عن المحللة لينا الخطيب قولها إن ” المعارضة السورية بين الحجر ورحاها، فإن شاركوا في المحادثات قبل ضمان الأمم المتحدة تدابير بناء ثقة، فإن ذلك سوف يؤذيهم، وفي حال لم يشاركوا في المؤتمر، فإنه سينظر اليهم على أنهم يعرقلون تحقيق السلام”.

 

الدبلوماسية الزائفة

وجاءت افتتاحية صحيفة الغارديان بعنوان “محادثات جنيف تحمل الأمل، إلا أن الدبلوماسية الزائفة ليست دبلوماسية”.

 

وقالت الصحيفة إنه “ليس هناك قضية أهم من العمل على وضع حد للمأساة الانسانية وزعزعة الاستقرار الإقليمي الذي أدى إلى إنتاج الصراع الدائر في سوريا”.

 

وأفادت الصحيفة أن الحرب الدائرة في سوريا قتلت نحو 300 الف سوري ونزوح نصف عدد سكان سوريا، إضافة إلى تهجير حوالي 4 ملايين سوري إلى خارج البلاد.

 

وقالت الصحيفة إنه ” في حال اعتبرت الأزمة الانسانية السورية غير كافية للتوصل إلى حل في سوريا، فإن الحاجة للتوصل إلى حل لأزمة المهاجرين في أوروبا- كون الأزمة السوورية سبباً مباشراً لها- قد يكون أحد الاسباب التي تدفعنا للاهتمام بمحادثات جنيف المرتقبة اليوم”.

 

مؤتمر جنيف

العديد من الأحزاب المشاركة في الصراع في سوريا لن تشارك في في مؤتمر جنيف ومنها: تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وأكراد سوريا.

 

وكتب باتريك كوبيرن في صحيفة الاندبندنت تقريراً يتناول فيه محادثات السلام التي ستعقد اليوم في جنيف في محاولة لحل الأزمة التي تعصف بسوريا.

 

وقال كوبيرن إنه ” مع بدء محادثات السلام في جنيف اليوم، فإن هناك أمل في إنهاء الصراع الدائر في سوريا يقع في أيدي أقوى الدول في العالم”.

 

وأضاف كوبيرن أنه” من المقرر بدء محادثات السلام بين الحكومة السورية والمعارضة اليوم في جنيف بعد سلسلة من الاحتجاجات حول من يحضر ومن لا يحضر هذه المحادثات”.

 

وأشار كاتب التقرير إلى أن العديد من الأحزاب المشاركة في الصراع في سوريا لن تشارك في في مؤتمر جنيف ومنها: تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وأكراد سوريا.

 

وختم كوبيرن بالقول إن توظيف اقوى بلدين في العالم امكانيتهما العسكرية يعطيهم نفوذاً متزيداً على الأرض.

 

فشل بدء المفاوضات يعكس حجم التحديات أمام عملية السلام في سوريا

محادثات السلام السورية تتعثر للمرة الثانية بعد رفض المعارضة السفر إلى جنيف

خالد المطيري

أعلنت المعارضة السورية أنها لن تحضر محادثات السلام التي كان مقررا انطلاقها في جنيف، اليوم الجمعة، لتعرقل بذلك أول محاولة منذ عامين لعقد مفاوضات تهدف لإنهاء الحرب الدائرة منذ خمس سنوات، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

 

وقالت الهيئة العليا للمفاوضات المجتمعة في الرياض إن وفدها «قطعا لن يكون في جنيف اليوم». وأضافت أنها لم تتلق أي ردود مقنعة على مطالبها لخطوات تنم عن نوايا حسنة بينها وقف الغارات الجوية ورفع الحصار عن بعض المناطق.

 

ويعكس الفشل في بدء المفاوضات في موعدها حجم التحديات التي تواجه عملية السلام في سوريا مع احتدام القتال على الأرض.

 

وتواصل قوات النظام السوري استعادة أراض من المعارضة المسلحة بفضل دعم عسكري من إيران وروسيا.

 

وقالت حكومة «بشار الأسد» إنها مستعدة لحضور المفاوضات التي يسعى مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، «ستيفان دي ميستورا»، لعقدها في صورة تفاوض غير مباشر.

 

وقال ممثل آخر للمعارضة إن الوفد ربما يشارك إذا لُبيت مطالبه خلال يوم أو يومين، لكن فرص تحقيق ذلك تبدو في تراجع مستمر.

 

وفي هذا التطور انتكاسة لجهود «دي ميستورا» الذي أصدر مكتبه رسالة بالفيديو وجهها للشعب السوري، وقال فيها إنه يتوقع أن تجرى المفاوضات «في الأيام القليلة المقبلة».

 

وقالت متحدثة باسم «دي ميستورا» قبل إعلان موقف المعارضة إن المحادثات ستبدأ في موعدها المقرر اليوم.

 

لكن المعارض السوري البارز، «جورج صبرا»، عضو الهيئة العليا للمفاوضات قال لفضائية «العربية الحدث»: «قطعا لا.. لن نتوجه إلى جنيف، ولن يكون وفد الهيئة العليا للمفاوضات موجودا في جنيف الجمعة».

 

ضـمانـات

قبل الاتفاق على المفاوضات سعت الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة للحصول على ضمانات من الأمم المتحدة بينها وقف الهجمات على مناطق مدنية وإطلاق سراح معتقلين ورفع الحصار عن بعض المناطق. وذكرت أن هذه الإجراءات متوفرة في قرار أقره مجلس الأمن الشهر الماضي حين تبنى عملية السلام السورية.

 

وقال «صبرا» إن رد «دي ميستورا» على الضمانات التي طلبتها المعارضة «للأسف ما زال حبرا على ورق».

 

وأضاف: «لسنا متأكدين أن الفرصة (يقصد المحادثات) تاريخية».

 

من جانبه، قال «منذر ماخوس»، وهو عضو آخر بالهيئة العليا للمعارضة السورية، إن المعارضة قد تحضر إلى جنيف إذا لُبيت مطالبها «خلال يومين أو ثلاثة أو أربعة».

 

وأضاف «ماخوس»، لفضائية «العربية الحدث»، إن الاجتماعات قد تبدأ اليوم الجمعة بمن سيحضرون، لكن هذا سيكون بلا قيمة.

 

وكان المستهدف أن تبدأ المحادثات يوم الاثنين الماضي لكن الأمم المتحدة أجلتها إلى اليوم الجمعة لإتاحة مزيد من الوقت للاتفاق على قائمة المشاركين من المعارضة للتفاوض مع حكومة «الأسد».

 

وتم استبعاد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي من المحادثات نزولا على رغبة تركيا التي تعتبره «جماعة إرهابية». وتسبب ذلك في مقاطعة المحادثات من جانب معارض واحد بارز على الأقل هو «هيثم مناع».

 

وحثت الولايات المتحدة التي يضغط وزير خارجيتها «جون كيري» أيضا لبدء المحادثات اليوم الجمعة جماعات المعارضة على اغتنام «الفرصة التاريخية» والدخول في المحادثات دون شروط مسبقة لإنهاء الحرب التي شردت أيضا أكثر من 11 مليون شخص.

 

وحتى الآن ليس للدبلوماسية أي أثر في الصراع الذي تسبب في أزمة لاجئين في دول الجوار السوري وفي أوروبا. و«دي ميستورا» هو ثالث مبعوث للأمم المتحدة إلى سوريا بعد استقالة سلفيه «كوفي أنان» و«الأخضر الإبراهيمي».

 

تحديات هائلة

وأمام عملية السلام تحديات هائلة بينها التوتر بين السعودية وإيران والخلاف المحتدم على مستقبل «بشار الأسد».

 

وبدعم من مقاتلين من إيران وحزب الله اللبناني ودعم جوي روسي استعادت قوات «الأسد» السيطرة على مناطق في الغرب والشمال الغربي وجنوب البلاد من جماعات المعارضة منذ التدخل الروسي في سبتمبر/أيلول الماضي.

 

وتتشكل الهيئة العليا للمفاوضات من جماعات مسلحة تقاتل «الأسد». وتشمل عددا من الفصائل المسلحة الأساسية التي تقاتل في غرب سوريا ومنها جيش الإسلام التي تصنفها روسيا كـ«جماعة إرهابية» وفصائل الجيش السوري الحر الذي يحصل مقاتلوه على دعم عسكري من دول بينها السعودية والولايات المتحدة.

 

واستعادت قوات «الأسد»، في وقت سابق من هذا الأسبوع، السيطرة على بلدة استراتيجية في محافظة درعا في جنوب سوريا، وهو ما أدى لتأمين الإمدادات من العاصمة إلى الجنوب.

 

وتم ذلك، كما قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بعد أن استعادت قوات «الأسد» المزيد من الأراضي في محافظة اللاذقية التي يتركز فيها التأييد لرأس النظام.

 

ويعترض نظام «الأسد» مع حليفتيه البارزتين روسيا وإيران على ضم جماعات تعتبرها «إرهابية» إلى أي محادثات السلام.

 

وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، «حسين أمير عبد اللهيان»، أمس الخميس، إن بلاده تعارض بشدة تحركات السعودية للسماح «لإرهابيين في قناع جديد» بالجلوس إلى مائدة المحادثات، حسب وصفه.

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

 

المحادثات السورية تنطلق بجنيف وسط خلافات دولية  

بدأت مساء اليوم المحادثات السورية في جنيف في غياب وفد المعارضة, وفي ظل خلافات حادة بين الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة, وهو ما يرجح أنها ستكون بالغة التعقيد وطويلة.

 

ونقل مراسل الجزيرة في جنيف عن مصدر أممي رفيع المستوى أن محادثات جنيف 3 ستنطلق مساء اليوم في مقر الأمم المتحدة بجنيف برعاية المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا.

وأضاف أن دي ميستورا سيجري محادثات أولى مع وفد النظام السوري برئاسة بشار الجعفري, يليه لقاء ثان مع مشاركين “آخرين”. ووفقا لدي ميستورا, فإن من بين هؤلاء “ممثلين للمجتمع المدني السوري”.

 

وأوضح مراسل الجزيرة أن الغموض يسود تفاصيل المحادثات وقائمة المشاركين فيها. وكان المراسل زاور شاوج قال في وقت سابق إن المحادثات ستكون مغلقة وغير مباشرة, حيث سيجري المبعوث الدولي مشاورات مع كل وفد مشارك على حدة.

 

وكان جورج صبرا نائب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن اجتماعات المعارضة بالرياض قد قال للجزيرة أمس إن الوفد لن يذهب إلى جنيف قبل وقف قصف المدنيين وفك الحصار عن المناطق المحاصرة وفق ما نص عليه قرار مجلس الأمن الدولي 2254 الذي صدر الشهر الماضي.

 

كما قال المتحدث باسم الهيئة رياض نعسان آغا إن أعضاءها لم يحصلوا بعد على تأشيرات دخول لسويسرا.

 

خلافات

وتنطلق ثالث جولة محادثات حول الأزمة السورية بعد جولتين سابقتين في جنيف في ظل خلافات دولية تتعلق بتمثيل المعارضة السورية وبمسائل يعتمد عليها نجاح المحادثات مثل وقف إطلاق النار.

 

فقد أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم أن من الصعب أن تحضر المعارضة السورية المعتدلة إلى جنيف بينما روسيا تقصفها.

 

وقال أردوغان في تصريحات له في إسطنبول “يمثل قصف روسيا المستمر لمناطق المعارضة على وجه الخصوص مشكلة كبيرة للمعارضة. ستكون مشاركتهم بدون وقف إطلاق النار خيانة لمن يقاتلون”.

 

ومن ناحيته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن محاولة معارضي النظام السوري وضع شروط للذهاب إلى جنيف خرق للقرار الدولي 2254.

 

وفي موسكو أبدت الخارجية الروسية اليوم مجددا اعتراض روسيا على مشاركة فصيلي “جيش الإسلام” و”حركة أحرار الشام” -وهما من بين أبرز الفصائل السورية المعارضة المسلحة- في وفد المعارضة.

 

وترفض موسكو مشاركة هذين الفصيلين بوصفهما “إرهابييْن”, وتسعى في المقابل إلى فرض مشاركة فصائل قريبة منها على غرار الاتحاد الديمقراطي الكردي. وترفض طهران بدورها مشاركة هذين الفصيلين في المحادثات.

 

وفي باريس قال الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم في تصريحات لوسائل إعلام فرنسية إنه ينبغي تجنب الإفراط في التفاؤل حول ما ستفضي إليه محادثات جنيف. وأضاف أن المسألة السورية معقدة, معتبرا أن من الصعب التوصل إلى نتيجة خلال بضعة أسابيع.

 

التايمز: السوريون يموتون جوعا بالمدن المحاصرة  

أفادت صحيفة ذي تايمز البريطانية بأن عشرات المدنيين السوريين يموتون من سوء التغذية في مدينتين يحاصرهما نظام الرئيس بشار الأسد.

 

وأوضحت الصحيفة في عددها اليوم الجمعة أن أزمة جديدة بدأت تطل برأسها في مدينة معضمية الشام بريف دمشق حيث ضيق نظام الأسد نهاية الشهر الماضي الخناق عليها في ظل حصار ظل مستمرا طوال عامين. وطبقا لعاملين باللجنة الدولية للإنقاذ، فإن نحو 23 شخصا لقوا حتفهم منذ ذلك الحين بسبب سوء التغذية.

 

وكانت هدنة لمدة عامين بين فصائل المعارضة المسلحة والقوات الحكومية في المعضمية -حيث لا يزال أربعون ألف شخص محاصرين داخلها- قد انهارت في أغسطس/آب من العام الماضي.

 

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤول كبير في اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالعاصمة الأردنية عمان قوله إن “شركاءنا المحليين في المجال الصحي بالميدان أبلغونا بأن ما يصل إلى 23 حالة وفاة من الجوع أو أمراض متعلقة بسوء التغذية وقعت في الأسابيع الثلاثة الماضية”.

 

وقال متحدث باسم الصليب الأحمر في دمشق إنهم على علم بتقارير عن وفيات في المعضمية، لكنه أضاف أنهم لا يستطيعون تأكيد ذلك.

 

ويدور قتال شرس بينما تحاول قوات النظام الاستيلاء على المنطقة التي تربط المعضمية بمدينة داريا القريبة التي تسيطر عليها المعارضة. وكانت المعضمية هدفا لهجمات بغاز السارين السام في 21 أغسطس/آب 2013 حيث قتل نحو 1500 شخص في ضواحي دمشق.

 

وفي مضايا -المدينة التي سمح لمنظمات الإغاثة على نحو محدود بالوصول إليها بعد مطالبات دولية قبل أسبوعين- لا يزال الموت يحصد الأرواح هناك على الرغم من وصول مساعدات، فقد توفي 16 شخصا منذ أن سمح لثلاث قوافل إغاثة بدخول المدينة في 11 يناير/كانون الثاني الجاري، بحسب الطبيب الوحيد الباقي فيها محمد دياب.

 

وأبدت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية هي الأخرى القلق بشأن ما يدور في المعضمية، وتحدثت عن تفشي المجاعة فيها، ونسبت إلى مقيمين بالمدينة القول إن النظام جدد حصاره وواصل قصف داريا المجاورة ليقطع آخر طرق تهريب الغذاء، مما أجبر الأهالي على تناول وجبة واحدة في اليوم.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن أزمات إنسانية مماثلة تعيشها مناطق أخرى في أنحاء سوريا، إذ يتهم الأهالي ومسلحو المعارضة ومنظمات الإغاثة العالمية نظام بشار الأسد بإعادة أو إحكام الحصار على مدن وبلدات تحت سيطرة المعارضة وذلك بهدف إخضاعها أو استعادتها أو الاستيلاء على مناطق إستراتيجية.

 

ويرى دبلوماسيون غربيون وموظفو إغاثة ومعارضون سوريون أن الحصار بات أسلوبا منظما تنتهجه الحكومة بل تفاقم خلال الشهرين الماضيين في إطار حملة عسكرية شاملة لتأمين مزيد من الأراضي وتعزيز قبضة الحكومة قبيل مباحثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة والمزمع انعقادها الجمعة.

 

جدل حول مشاركة ممثلين أكراد بالمفاوضات السورية  

كمال شيخو-القامشلي

 

أثارت مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي بزعامة صالح مسلم في مفاوضات السلام السورية المزمع عقدها في جنيف يوم غد الجمعة جدلا واسعاً بعد أن رفضت تركيا وفرنسا ذلك، في حين طالبت روسيا وألمانيا بضرورة إشراكه.

يأتي ذلك في وقت يشارك فيه أعضاء من المجلس الوطني الكردي ضمن قائمة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بوفد المعارضة المفاوض.

 

كما تضم الهيئة العليا للمفاوضات السورية التي تشكلت مؤخراً بالعاصمة الرياض شخصيات من الكتلة الكردية المنضوية تحت الائتلاف المعارض، إلى جانب مشاركة خلف داود، وهو شخصية كردية، في وفد هيئة التنسيق الوطنية.

 

ولدى حديثه مع الجزيرة نت، أكد مستشار مكتب العلاقات الدبلوماسية لحزب الاتحاد الديمقراطي سيهانوك ديبو أنه لم تصلهم دعوة رسمية للمشاركة في المؤتمر حتى اللحظة، لكنّ صالح مسلم وآخرين تلقوا إشعاراً من الخارجية السويسرية كي يكونوا في مدينة لوزان، حسب تعبيره.

تمثيل متوازن

وأرجع ديبو السبب إلى إصرار بعض الدول الإقليمية في مقدمتها تركيا على عدم تمثيل متوازن للكرد وخاصة حزب الاتحاد وممثلي الإدارة الذاتية بشقيها السياسي والعسكري، كما يقول.

 

وحذر سيهانوك ديبو من غياب التمثيل الكردي وتكرار فشل مؤتمر جنيف2، متهما تركيا باستبعاد حزب الاتحاد من المفاوضات.

 

وقال “لكن تركيا نجحت في مساعيها بما يعني أنها في خانة الدول غير الراغبة في إيجاد مخرج للأزمة السورية”.

 

وأفاد القيادي في حزب الاتحاد بأن قوات سوريا الديمقراطية والوحدات الكردية التابعة للإدارة الذاتية غير مدعوة لمؤتمر جنيف3.

 

وأكد أنه “إذا ما نجحت تركيا وبعض الدول الإقليمية الأخرى في إقصائها فذلك يعني أن الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي تناقض نفسها بنفسها”، مشيرا إلى أن ذلك ينطبق أيضا على روسيا وكل جهة تدعي محاربة التنظيمات الإرهابية في سوريا.

 

ولم ينضم حزب الاتحاد الديمقراطي إلى صفوف الائتلاف السوري المعارض كما أعلن تجميده من هيئة التنسيق، لكن ممثلين عنه شاركوا في مؤتمر القاهرة ولقاءات موسكو.

 

في حين انضم المجلس الوطني الكردي الذي تأسس يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 2011 للائتلاف السوري المعارض نهاية عام 2013 بعد خلافات ومباحثات طويلة.

 

ويشكل المجلس مظلة لطيف واسع من الأحزاب والتنسيقيات الكردية باستثناء حزب الاتحاد الديمقراطي.

في دائرة الاتهام

وفي حديثه للجزيرة نت، قال عضو الهيئة السياسية للائتلاف حواس عكيد إن وفد المجلس الكردي المشارك في مؤتمر جنيف3 يتألف من ست شخصيات، ويتعلق الأمر بعبد الحكيم بشار عضو بالهيئة العليا للمفاوضات وفؤاد عليكو عضو بوفد التفاوض للمعارضة ومصطفى أوسو باللجنة الاستشارية وثلاثة قياديين من المجلس لتقديم الدعم والمشورة.

 

وذكر حواس عكيد القيادي في حركة الإصلاح الكردي المنضوية تحت المجلس الوطني الكردي، أن المجلس ممثل في جميع المكاتب واللجان الفنية والإدارية بناءً على الوثيقة الموقعة مع الائتلاف الممثل بدوره في الهيئة العليا للتفاوض.

 

وكشف القيادي الكردي أن النظام السوري ومن خلال حلفائه يسعى إلى تمييع القضية الكردية ليقدم نفسه على أنه الحامي الوحيد للأقليات وذلك من خلال تعويله على بعض الأطراف التي تدعي أنها كردية، حسب وصفه.

 

واتهم عكيد حزب الاتحاد الديمقراطي بكونه ليس لديه أهداف معلنة وما من شيء يثبت أنه حزب كردي أو معني بالحقوق القومية للشعب الكردي في سوريا، وفق ما ذكره.

 

بدوره يرى المحامي والناشط الحقوقي مصطفى إسماعيل أن حزب الاتحاد الديمقراطي لا ينتمي إلى المعارضة بأي شكل من الأشكال.

 

وقال في تصريح للجزيرة نت “لم يقدم على أي فعل معارض منذ بداية الثورة 2011 ولا يريد هذا الحزب الإقرار بأنه مجرد أداة دون مقابل أو مكاسب سياسية”.

 

وتساءل مستغرباً “مجلس سوريا الديمقراطية تلقى دعوة للمشاركة، أليس حزب الاتحاد طرفاً فيه؟ ولماذا يلهث حثيثاً إلى ادعاء تمثيل الكرد وهو مجرد حالة حزبية مؤدلجة ويتنكر للمفاهيم القومية والرؤية الكردية؟”.

 

دبلوماسي غربي: مباحثات جنيف فشلت قبل انطلاقها

دي ميستورا يجتمع بوفد النظام والمعارضة تمتنع عن المشاركة قبل وقف القصف

دبي – قناة العربية

انطلقت المحادثات حول سوريا في جنيف بلقاء بين موفد الأمم المتحدة الخاص ستافان دي ميستورا ووفد النظام السوري فيما وصفها دبلوماسي غربي بالفشل التام قبل انطلاقها.

وقال دبلوماسي غربي إن أول محاثات سورية تنطلق منذ عامين منيت بفشل تام حتى قبل أن تبدأ.

وبدأ الإجتماع بين دي ميستورا والوفد الحكومي السوري في جنيف الجمعة على أن يستكمل المحادثات بشكل منفصل مع بقية المشاركين في المفاوضات، حيث وصل وفد النظام السوري إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات التي بدأت اليوم حول سوريا، فيما تتغيب المعارضة السورية وتصر على تطبيق البنود الإنسانية قبل الدخول إلى قاعات التفاوض مع النظام.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، أحمد فوزي، في تصريحات صحافية، إن محادثات جنيف حول سوريا ستبدأ اليوم الجمعة.

وأكدت الأمم المتحدة، الخميس، أن مفاوضات السلام حول سوريا ستبدأ اليوم الجمعة في جنيف كما هو مقرر، رغم الغموض الذي يلف مشاركة مجموعات رئيسية في المعارضة السورية لا تزال مجتمعة في الرياض.

وقالت خولة مطر، المتحدثة باسم الموفد الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا: “ليس هناك إرجاء من جانبنا”. وذكرت المتحدثة أن رسالة وسيط الأمم المتحدة الخاص بسوريا، ستيفان دي ميستورا إلى المعارضة تمثل ردا بالنيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

ووجه المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا وجه رسالة للشعب السوري كي يستغل فرصة توجيه صوته للعالم عن طريق من سيحضرون محادثات جنيف سواء من داخل سوريا أو خارجها.

وقال دي ميستورا: “نحن الآن بحاجة إلى إسماع صوتكم إلى كل من يحضر هذا المؤتمر، وهذا المؤتمر فرصة لا ينبغي تفويتها.” وتابع: “نحن لن نخيب آمالكم فينا، ولن تتخلى الأمم المتحدة أبدا عن الشعب السوري ولكننا الآن بحاجة أن تشعروا أن هذا هو الوقت المناسب وسوف نبذل كل ما في وسعنا من أجل الشعب السوري.

من جانبها، اعتبرت الولايات المتحدة أن المطالب الإنسانية التي قدمتها المعارضة السورية إلى الأمم المتحدة مشروعة، لكن لا ينبغي أن تكون سببا لتفويت فرصة المشاركة في مفاوضات جنيف.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر إنها فرصة تاريخية للمعارضة للذهاب إلى جنيف لاقتراح وسائل عملية لإرساء وقف إطلاق النار وإجراءات بناء الثقة. وكانت المعارضة السورية أعلنت أنها لن تشارك في مفاوضات جنيف قبل تحقيق سلسلة مطالب قدمتها إلى الأمم المتحدة بشأن إيصال مساعدات إنسانية إلى المناطق المحاصرة ووقف قصف المدنيين.

وفي وقت سابق الخميس، أعلنت مصادر مسؤولة لـ”العربية” أن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، دي ميستورا، رد على رسالة المعارضة التي وجهتها لأعضاء مجلس الأمن وطالبت فيها بالتزام الدول الخمس دائمة العضوية تطبيق القرار 2245 قبل اتخاذ قرار المشاركة في مفاوضات جنيف.

وأوضحت المصادر أن رد دي ميستورا كان إيجابيا ومشجعا للمعارضة بشأن مشاركتها في المفاوضات، حيث أشار إلى أن مسألة إدخال المساعدات ووقف قصف المدنيين مسائل غير خاضعة للتفاوض، بحسب الفقرة 12 و13، باعتبارها حقا مشروعا يعبر عن تطلعات الشعب السوري.

السيد المنسق العام للهيئة العليا للتفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية (رياض حجاب)

تلقيت اليوم رسالتكم المتضمنة طلب الحصول على معلومات إضافية بشأن المفاوضات التي سترعاها الأمم المتحدة والتي تمت دعوتكم لها بشكل رسمي. وبالنظر إلى الطبيعة الملحة لهذه المسألة، وحقكم في تلقي ردود على تساؤلاتكم المشروعة، فإنني سأجيب بشكل شخصي ولكن أيضاً رسمي في هذه الساعة المتأخرة من اليوم. وسوف أتناول النقاط الثلاث الرئيسية والأكثر أهمية:

1- أنتم محقون في المطالبة بتنفيذ الفقرتين 12 و13 من قرار مجلس الأمن رقم 2254. فهذه حقوق غير قابلة للتفاوض وتعبر عن التطلعات المشروعة للشعب السوري، ولكنكم تدركون أيضاً أنه لا يمكن لي أن أنفذ بنفسي ما ورد في الفقرتين المشار إليهما. على الرغم من ذلك، فإنني وعددا من الأطراف الفاعلة نؤمن بأن المفاوضات التي دُعيتم إليها هي أفضل وسيلة لحمل الجميع على تنفيذ الفقرتين الرئيسيتين 12 و13 من القرار 2254.

2- كما سبق أن ذكرت لكم في رسالة الدعوة، فإنني أنفذ الطلب الوارد في القرار 2254 بالبدء في مفاوضات رسمية. وكما تعلمون فإن المفاوضات تكون مبنية على محادثات “وبالتالي نحن نشير بشكل دارج إلى المفاوضات على أنها “المحادثات السورية السورية”.

3- وقد قمت حتى الآن بدعوة 10 شخصيات بصفتهم الشخصية، إضافة إلى وفدي الحكومة والهيئة العليا للتفاوض، وذلك بهدف الاستماع والاستفادة من آراء أكبر شريحة من السوريين.

إنني على ثقة بأن النقاط الواردة أعلاه سوف تطمئنكم وتضمن مشاركة وفدكم في المفاوضات التي ستبدأ مساء يوم الجمعة 29 يناير (كانون ثاني) في جنيف. وأتمنى أن تكونوا تتفقون معي في أنه إذا تمت إضاعة تلك الفرصة أو تأجليها فإننا قد ننتظر طويلاً حتى تسنح فرصة جديدة لإنهاء معاناة الشعب السوري وتطبيق عملية الانتقال السياسي وفقاً لما ورد في بيان جنيف.

وفي النهاية فإنني أتطلع إلى مقابلة وفدكم يوم الجمعة.

مؤتمر المانحين حول سوريا

هذا وأعلنت بريطانيا أن مؤتمر المانحين حول سوريا المقرر الأسبوع المقبل في لندن، يتجه نحو الإعلان عن مضاعفة المساهمات المالية من أجل التصدي للأزمة الإنسانية.

واتفق قادة بريطانيا وألمانيا والنرويج على ضرورة أن تضاعِف الدولُ المانحة المساهمات التي قدمتها العام الماضي لمساعدة 13 مليون نازح داخل سوريا وأكثر من أربعة ملايين لاجئ خارجها.

وأعلن مسؤولون بريطانيون أنه تم الإيفاء بـ3 مليارات دولار من أصل 8 مليارات ونصف تعهد بها المانحون.

 

الهيئة العليا للمفاوضات تتجه لتأجيل موعد إرسال وفد إلى جنيف لشرح الموقف

روما (29 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

في تطور جديد، علمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن الهيئة العليا للمفاوضات، التي تُمثّل المعارضة السورية قررت تأجيل إرسال وفد إلى جنيف لشرح الموقف، في وقت يصر عليه بعض العسكر في الهيئة على مقاطعة المؤتمر.

 

ووفق مصادر متابعة لاجتماعات الهيئة، فإن وفد الهيئة ربما يسافر خلال اليومين المقبلين إلى جنيف، ويضم عدداً من المعارضين، لشرح موقف الهيئة وضرورات تنفيذ البنود المتعلقة بالتمهيد للمفاوضات خلال لقاءات المبعوث الأممي ومع عدد من الدبلوماسيين. ولن يكون هناك أي اجتماع مع وفد النظام. أما الوفد المُفاوض، فيمكن أن يلتحق بالمشاركين في جنيف في حال حصل وفد الهيئة على تطمينات ووعود بتنفيذ الشروط التمهيدية للمفاوضات.

 

وكانت المصادر قد أفادت في وقت سابق بأن الهيئة تلقت وعوداً شفهية من الأمين العام للأمم المتحدة بالضغط لتنفيذ المادة 12 و13 من القرار 2254 المتعلقتان بتسهيل إدخال المواد الإغاثية للمحاصرين ووقف قصف المدنيين، وإطلاق سراح المعتقلات النساء، لكن العسكر في الهيئة يريدون أفعالاً ملموسة وهم متشددون لصالح ضرورة مقاطعة مؤتمر جنيف وعدم ذهاب وفد من الهيئة ما لم يتم تنفيذ وقف قصف المدنيين وفك الحصار عن المناطق التي يحاصرها النظام والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية لها. ورجّحت المصادر أن يرأس رياض حجاب رئيس الهيئة وفد الهيئة العليا المُصغّر المشارك في جنيف.

 

محادثات السلام السورية تنطلق في جنيف دون تمثيل رسمي للمعارضة

وقال جورج صبرا، وهو عضو في الهيئة العليا للمفاوضات: “من المؤكد أننا لن نتوجه إلى جنيف، ولن يكون هناك وفد” في اليوم الأول من المباحثات الجمعة، وفقا لما نقلته وكالة رويترز.

كما نقلت وكالة فرانس برس عن عضو بارز في الهيئة أنه من المتوقع اتخاذ قرار اليوم بشأن المشاركة في المباحثات.

وفي وقت لاحق، قال مسؤول بارز بالمعارضة إن عددا من ممثلي المعارضة في الرياض قرروا التوجه إلى جنيف.

وفي تصريح لبي بي سي، أكد حسن عبد العظيم، المنسق العام لهيئة التنسيق السورية المعارضة، أن مجموعة أخرى من ممثلي المعارضة ستتوجه كذلك إلى جنيف.

وأوضح عبد العظيم لمراسل بي بي سي في جنيف، فراس كيلاني، أن أقلية من أعضاء هيئة المفاوضات هي التي مازالت ترفض الذهاب إلى جنيف بسبب ضغوط من دولة في المنطقة.

ووافق الأسد على أن يشارك وفد يمثل حكومته في مباحثات جنيف.

ويسعى المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا إلى البدء بمحادثات “تقارب” غير مباشرة بين أطراف الصراع.

ومن المتوقع أن تستمر محادثات التقارب لستة أشهر، وسيجلس خلالها الأطراف المتفاوضة في غرف منفصلة ويتوسط بينهم مسؤولون أمميون.

وينصب الاهتمام حاليا على وقف واسع لإطلاق النار والسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية ووقف التهديد الذي يمثله تنظيم “الدولة الإسلامية”.

لكن الهدف النهائي يتمثل في تسوية للصراع تشمل فترة انتقالية تنتهي بانتخابات تماشيا مع قرار صادر عن مجلس الأمن الشهر الماضي.

وكانت المحادثات الأخيرة التي كانت تهدف إلى إنهاء النزاع قد توقفت في شهر فبراير/شباط عام 2014.

وبالرغم من عدم توفر مؤشرات على أي تغيير في المواقف إلا أن تصاعد نفوذ تنظيم “الدولة الإسلامية” دفع الولايات المتحدة وروسيا لتكثيف جهودها لإعادات أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات.

 

المعارضة السورية: “لن نشارك بينما يموت السوريون جوعاً وقصفاً

اعلنت المعارضة السورية المجتمعة في الرياض الخميس انها لن تشارك في المفاوضات المقررة الجمعة في جنيف قبل تحقيق مطالبها الانسانية التي قدمتها الى الامم المتحدة.

وقبل وقت قصير، كان الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا يوجه نداء الى الشعب السوري يقول فيه ان مفاوضات جنيف بين النظام والمعارضة “لا يمكن ان تفشل”.

 

وقال رئيس الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية رياض حجاب في مقابلة مع قناة “العربية” الفضائية بثت مساء الخميس “غدا لن نكون في جنيف”.

 

واضاف “قد نذهب الى جنيف، لكن لن ندخل قاعة الاجتماعات قبل تحقيق المطالب الانسانية”، في اشارة الى مطالب بعثت بها الهيئة الى الامم المتحدة حول ضرورة ايصال المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة ووقف القصف على المدنيين.

 

واكد حجاب من الرياض حيث تواصل الهيئة اجتماعاتها منذ ثلاثة ايام من دون ان تحسم موقفها من المشاركة في المفاوضات، ان “السكان يموتون جوعا رغم تعهدات الامم المتحدة”، مشيرا الى ان القرار 2254 الصادر عن مجلس الامن الدولي في كانون الاول/ديسمبر “يطالب برفع الحصار ووقف القصف بشكل فوري (…) وروسيا دعمت القرار لكنها تقصف مناطق مدنية في سوريا”.

 

وكان منذر ماخوس، المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات المكلفة من اطياف واسعة من المعارضة العسكرية والسورية بالمفاوضات، قال “نعم، اجتماعات جنيف ستبدأ الجمعة، ولن نكون هناك باعتبار اننا لم نتخذ قرارا بعد في ما يتعلق بالمشاركة”.

 

واضاف ماخوس “سنواصل اجتماعاتنا غدا (الجمعة) في الرياض”.

 

وقالت الخبيرة في شؤون الشرق الاوسط انياس لوفالوا ان المعارضة تحاول تحسين مواقعها قبل المفاوضات.

 

واضافت “بما ان (الرئيس السوري بشار) الاسد يشعر بانه في وضع افضل” نتيجة تثبيت مواقعه على الارض اخيرا بفضل الدعم الجوي الروسي، فهو “يتشدد في مواقفه ويريد اعطاء الاولوية للشؤون الانسانية من اجل التغطية على الحديث عن مصيره”.

 

وتابعت ان هذا “يحرج المعارضة التي باتت تتحرك ضمن هامش ضيق، ولا ترغب بان يفرض عليها وفد النظام جدول اعماله”.

 

وقالت لوفالوا “انها اسوا لحظة بالنسبة الى المعارضة”.

 

وقال حجاب ان الهيئة لم تجد “ان هناك معطيات لنجاح العملية التفاوضية لان اي عملية تفاوضية تحتاج الى بيئة ملائمة”، معتبرا ان “روسيا وايران والنظام لا يسعون الى حل سياسي بل يعملون على تأجيج الصراع في المنطقة لفرض الحل العسكري والامني”.

 

تمثيل المعارضة

 

على صعيد آخر، اعلن حجاب انه تلقى تاكيدات من المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ان وفد الهيئة العليا سيكون الوفد الوحيد الممثل للمعارضة في مفاوضات جنيف.

 

وقال ان “بقية المشاركين دعاهم بصفة شخصية كمستشارين له”.

 

واضاف “هناك وفد واحد لتمثيل المعارضة هو الهيئة العليا للمفاوضات، واي كلام غير هذا سيدفع الهيئة الى عدم المشاركة في مفاوضات جنيف”.

 

وافاد صحافيون في وكالة فرانس برس ان شخصيتين معارضتين من خارج الهيئة العليا موجودتان في جنيف، هما هيثم مناع، الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديموقراطية، وهو تحالف عربي كردي معارض، ورئيس الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير قدري جميل المقيم في موسكو.

 

وقالت مصادر في الحزبين ان مناع وجميل تلقيا دعوتين “بصفة شخصية”.

 

وانبثقت الهيئة العليا للمفاوضات التي يراسها رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب عن اجتماع موسع لاطياف من المعارضة العسكرية والسياسية عقد في الرياض في كانون الاول/ديسمبر. ولم يشارك مناع وجميل في لقاء الرياض.

 

وتصر موسكو على اشراك حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، ابرز حزب ممثل للاكراد السوريين في المفاوضات، لكنه لم يتلق دعوة حتى الآن.

 

وفي باريس، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى البدء سريعا بالمفاوضات من اجل انتقال سياسي في سوريا.

 

وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الايراني حسن روحاني “من الملح اتخاذ اجراءات انسانية والتفاوض على انتقال سياسي. انه امر ممكن”.

 

وحضت الولايات المتحدة الاربعاء الهيئة العليا للمفاوضات على المشاركة في مفاوضات جنيف دون شروط مسبقة.

 

وكان دي ميستورا اعلن ان مفاوضات جنيف قد تستمر لستة اشهر.

 

في هذا الوقت، تواصلت الاعمال العسكرية في مناطق عدة من سوريا، وبينها الغارات الجوية الروسية الداعمة للنظام والتي حصدت خلال الساعات الماضية 54 قتيلا بين المدنيين.

 

وادت الغارات الروسية الى مقتل اكثر من الف مدني خلال اربعة اشهر، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى