أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 3 ايلول 2015

 

والد الطفل السوري الغريق: ولداي انزلقا من بين يدي

انقرة – أ ف ب

روى والد الطفل السوري عبدالله الكردي، الذي غرق قبالة سواحل تركيا وأثارت صورته صدمة في العالم، اليوم (الخميس)، إن ولديه «انزلقا من بين يديه» حين انقلب المركب الذي كان يقلهم إلى اليونان.

وأضاف الكردي: «كانت لدينا سترات نجاة، لكن المركب انقلب فجاة بسبب نهوض بعض الراكبين. كنت أمسك يد زوجتي لكن ولدي انزلقا من بين يدي».

وأثارت صورة جثة الطفل ذي الأعوام الثلاثة ممدداً على بطنه على رمال شاطئ بودروم جنوب غربي تركيا لدى نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم على الصفحات الاولى للعديد من الصحف الأوروبية، صدمة حقيقية وموجة تأثر في العالم.

وكان الطفل السوري بين مجموعة من 12 مهاجراً سورياً غرقوا ليل الثلثاء الماضي بعدما انقلب المركب الذي كان ينقلهم من بودروم نحو جزيرة كوس اليونانية.

وعثر على الشاطئ نفسه على جثتي شقيقه غالب (5 سنوات) ووالدتهما ريحانة.

وقال الوالد: «كان الظلام مخيماً، والجميع يصرخون، لذلك لم تتمكن زوجتي وولداي من سماع صوتي. حاولت أن أسبح إلى الساحل مستهديا بالأضواء، لكنني لم أتمكن من العثور على زوجتي وولديَّ حين وصلت إلى اليابسة»، مضيفاً: «ذهبت إلى المستشفى وهناك علمت بالكارثة».

وتابع الرجل المتحدر من مدينة كوباني الكردية في شمال سورية، أنه «حاول عبثاً في السابق الوصول إلى اليونان مع عائلته غير أن خفر السواحل اليونانيين اعترضوا مركبهم».

وأفاد صحافي كردي اليوم، أن العائلة كانت نزحت مرات عدة داخل سورية وإلى تركيا هرباً من أعمال العنف قبل أن تقرر الهجرة إلى أوروبا.

 

أردوغان يتهم الدول الأوروبية بتحويل المتوسط إلى «مقبرة للمهاجرين»

أنقرة – أ ف ب

اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم (الخميس)، الدول الأوروبية بتحويل البحر المتوسط إلى «مقبرة للمهاجرين» رداً على نشر صورة الطفل السوري الذي عثر عليه غريقاً على احد شواطئ تركيا.

وقال في خطاب ألقاه في أنقرة إن «الدول الأوروبية التي حولت البحر المتوسط إلى مقبرة للمهاجرين، شريكة في الجريمة التي تقع كلما يقتل لاجئ».

 

«داعش» يفرض الجزية على مسيحيي ريف حمص

لندن – «الحياة»

فرض تنظيم «داعش» امس «الجزية» على مسيحيي مدينة القريتين في ريف حمص وسط سورية، واحتج شيعة موالون للنظام بسبب عدم شن الطيران غارات لوقف تقدم المعارضة في بلدة الفوعة في ريف ادلب. (للمزيد).

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير ان «داعش» تسلم مبالغ مالية من رجال دين مسيحيين من مدينة القريتين بعدما فرض عليهم «جزية» بموجب اتفاق خيرهم بين «دفع الجزية او اعتناق الإسلام أو مغادرة المدينة»، في وقت ابدى مواطنون نيتهم مغادرة المدينة بعد استلام بطاقاتهم الشخصية.

وبث المكتب الإعلامي لـ «ولاية دمشق» التابع لـ «داعش» نسخة من الاتفاق الذي عقده زعيم «داعش» ابو بكر البغدادي وأهالي القريتين، التي سيطر عليها التنظيم في بداية الشهر الماضي. وجاء فيه وجوب عدم بناء الأهالي «ديراً أو كنيسة وألا يظهروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم في شيء من طرق المسلمين أو أسواقهم وألا يستعملوا مكبرات الصوت عند أداء صلواتهم وكذلك سائر عباداتهم»، اضافة الى عدم جواز «سماع المسلمين تلاوة كتبهم وأصوات نواقيسهم ويضربونها في داخل كنائسهم» وتجنب «اعمال عدوانية على التنظيم مثل إيواء الجواسيس». وتابع الاتفاق ان يلتزم المسيحيون «دفع الجزية وقدرها اربعة دنانير عن كل ذكر بالغ منهم وعدم جواز امتلاك السلاح» مقابل «التزام ضوابط الحشمة في الملبس أو في البيع والشراء».

ودمر «داعش» في 20 الشهر الماضي ديراً في القريتين القريبة من تدمر الأثرية التي تعرض معبدان فيها لتدمير من عناصر التنظيم، في وقت استمرت امس «الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جهة وعناصر تنظيم «داعش» من جهة اخرى في محيط حقل شاعر بريف حمص الشرقي في محاولة من التنظيم السيطرة على المناطق النفطية».

في شمال شرقي البلاد، اعدم «داعش» في مدينة الرقة أمام حشد من المواطنين، القيادي «أبو بكر العراقي» الأمير السابق لـ «الشرطة الإسلامية» بالتزامن مع إعدام خمسة أشخاص آخرين في ريف دير الزور المجاورة.

الى ذلك، افادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة بأن «حالة من التوتر غير المسبوقة سادت امس في أحياء حمص الخاضعة لسيطرة النظام بعد اعتصامات قامت بها ميليشيات قوات الرضا التي لاقت تأييدًا ضخمًا من العائلات الشيعية»، لافتاً الى تجمع مئات على أوتوستراد حمص – حماة الدولي على خلفية الحصار المفروض على قرية الفوعة من «جيش الفتح».

وكان نشطاء معارضون أفادوا باقتراب مقاتلي «جيش الفتح» من بوابات الفوعة بعد سيطرتهم على نقاط عسكرية مجاورة. وأشار النشطاء الى «خلافات بين الميلشيات الشيعية وقوات الدفاع الوطني التي تضم علويين».

 

«ماما مركل»… «أهلاً وسهلاً» للاجئين

برلين – اسكندر الديك

لماذا تسعى غالبية اللاجئين – المهاجرين إلى أوروبا للمجيء إلى ألمانيا، ولماذا فتح هذا البلد أبوابه أخيراً أمام كل طالب لجوء، علماً أن الحكومة كانت قبل نصف سنة تشدّد على ضرورة تأمين الحدود ومنع دخول المهاجرين في صورة غير مشروعة؟

قبل نحو سنة، كانت حركة «بيغيدا» المعادية للأجانب والمسلمين، تتظاهر في مختلف المدن الألمانية لتنشر الوجه العدائي والعنصري لكل ما هو غير ألماني، الأمر الذي صعق منظمات المجتمع المدني في البلاد وجعلها تنكفئ قبل أن تعي ما يحدث وتجمع قواها لتنطلق في تظاهرات مؤيّدة لـ «اللاجئين»، خصوصاً بعد موافقة حكومة المستشارة أنغيلا مركل المسيحية – الاشتراكية بداية على قبول خمسة آلاف سوري تختارهم على أسس محدّدة من لبنان والأردن.

وكرّت كرة الثلج، ووافقت برلين تحت ضغط الديموقراطيين الألمان، على رفع العدد إلى عشرة آلاف، ثم إلى عشرين ألفاً تحت هول صور الأطفال والنساء والشباب الغارقين في خضم البحر المتوسط. ولم يعد أحد يفهم كيف يمكن أكبر دولة أوروبية سكاناً، وأكبر اقتصاد بقي سليماً وسط تخبّط أوروبا بأزمة اليورو والديون، أن تترك اليونان الغارقة بأزمتها المالية، وإيطاليا التي أصيبت بكبوة مالية واقتصادية، تواجهان تدفّق المهاجرين من سورية والعراق وأفريقيا وأفغانستان إليهما، فقط لأنه كتب على الورق في بروكسيل أن أول دولة عضو في الاتحاد الأوروبي مسؤولة أولاً وأخيراً عن كل مهاجر يدخل إليها.

وعلى رغم أن المستشارة كانت تشيد دائماً بمَثَلي لبنان والأردن الصغيرين، وكذلك بتركيا، لاستيعابها ملايين السوريين الهاربين من بلدهم، في إقرار منها بالتقاعس، إلا أنها كانت تتوخى الحذر من رد فعل الحركات اليمينية المتطرفة والنازية. ولا شك في أن الكارثة الإنسانية التي لا نهاية قريبة لها، لعبت دوراً متزايداً في إحداث تغيير جذري في عقول الألمان.

وحين وافقت برلين على استقدام خمسين ألف سوري وعراقي، حصلت نقلة نوعية في وعي كثر، وإدراك صحة أن أي سياج أو جدار سيُبنى حول أوروبا سيسقط مهما طال الزمن، علماً أن مجرد كلمة جدار تعيد ذاكرة الألمان إلى الجدار الذي قسّم بلدهم نحو ستين عاماً. ودخلت الهيئات الاقتصادية الألمانية على الخطّ أيضاً لتحضّ الحكومة على فتح أبوابها أكثر، والعمل على تسهيل حصول الأكاديميين اللاجئين كالأطباء والمهندسين على عمل، أو الشباب منهم على تدريب مهني، لسدّ الثغرة المتّسعة في الهرم السكاني وسدّ حاجة سوق العمل الماسة إلى مزيد من القوى العاملة.

واتضحت كارثة اللاجئين السوريين في وعي الألمان كلوحة فسيفساء في طور الاكتمال. وفي حين كان عشرات آلاف المهاجرين يتطلّعون إلى مساعدة تقدّم لهم، لمسوا بالخبرة أن لبنان والأردن وتركيا واليونان لا تكفي لاستيعاب المزيد منهم بعد مرور سنوات على حرب أهلية يبدو أنها لن تنتهي، لذلك لم يبقَ أمامهم سوى التطلّع إلى أوروبا الغنية. ولم يلبث المهاجرون أن صُدموا حين لمسوا لجوء دول إلى صدّهم وإقامة سياجات في وجههم. ووسط كل هذا الرفض الصارخ سمعوا بعض الأصوات، بخاصة صوت المستشارة للمرة الأولى يقول لهم: «أهلاً وسهلاً» و «لن نرفض دخول أي مهاجر إلى أرضنا»، وهي رسالة واضحة إلى الخارج كما إلى الداخل الذي شهد اعتداءات على اللاجئين وحرقاً لبعض مقارهم.

وأظهر استطلاع أخير أن غالبية الألمان ترحّب بالمهاجرين، والدليل على ذلك حملة التضامن الشعبية والإعلامية معهم وتوزيع المأكل والمشرب والملبس عليهم في صورة عفوية. ودفعت هذه الرعاية مواقع التواصل الاجتماعي العائدة السورية الى إطلاق لقب «ماما مركل» على المستشارة وكلمات «نحبّك ـ شكراً لك». على رغم ذلك، لا بد من التحذير من أنه في حال أخفقت الجهود المبذولة حالياً لوضع توزيع متكافئ للمهاجرين على جميع الدول الأوروبية، قد تراجع ألمانيا سياستها وتضع سقفاً لتغطيتها المالية للمهاجرين التي ستكلّف الخزينة عشرات بلايين اليورو.

 

برلين وباريس لتقاسم المهاجرين وروما تقترح قمة أوروبية – أفريقية

“طفلاي كانا الأجمل في العالم، رائعين، كانا يوقظانني كل صباح لألعب معهما، ذهبا”، قال عبدالله الكردي الذي خسر ولديه غالب وأيلان ذا القميص الاحمر والسروال القصير الكحلي، وزوجته ريحانة، في أحدث فصول محنة اللاجئين.

وقد روى تفاصيل الرحلة المميتة في القارب المكتظ الذي قاده تركي قفز الى المياه حين اشتدت الأمواج، وكان تنقل مع أسرته من مكان إلى آخر في قلب سوريا نفسها هرباً من حربها، ثم وصل إلى تركيا حيث المعاملة سيئة للسوريين، على ما قالت شقيقته، فاختار ركوب المجهول في البحر بعدما ردت السلطات في كندا ملفه للهجرة، مع العلم أن شقيقته تقيم هناك وهي قادرة مادياً على إيوائه.

وقرر عبدالله العودة مع جثث أفراد أسرته إلى كوباني، متمنياً الموت ليلتحق بزوجته وولديه. وأوقفت الشرطة التركية أربعة سوريين في منتجع بودروم بتهمة القتل العمد وتهريب مهاجرين على خلفية تلك القضية.

في غضون ذلك، أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن برلين وباريس اتفقتا على مبدأ تحديد “حصص إلزامية” لاستقبال المهاجرين في دول الاتحاد الاوروبي. وأفادت الرئاسة الفرنسية أن البلدين سيرفعان الى بروكسيل “اقتراحات مشتركة لتنظيم استقبال اللاجئين وتوزيع عادل في اوروبا ولتقريب المعايير لتعزيز نظام اللجوء” في القارة. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن بلاده ستقوم بما يتوجب عليها وتفي بـ”مسؤولياتها الأخلاقية”.

ودعا رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي إلى قمة أوروبية – أفريقية للبحث في قضايا الهجرة. وحيال تخوف رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان من تهديد المهاجرين، و”معظمهم من المسلمين”، للهوية المسيحية لأوروبا، حذر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك من “تقسيم بين شرق الاتحاد وغربه” في استقبال اللاجئين.

 

العالم مذهول وسوريون وراء مأساة التهريب من بودروم أسرة الطفل أيلان تشرّدت طويلاً لتنتهي في حضن الموت

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب، أ ش أ، “روداو”)

سوريون يهربون سوريين في قوارب الموت التي تلفظ الأولاد جثثاً على الشواطئ. فقد أوقفت الشرطة التركية أربعة سوريين يشتبه في انهم مهربون بعد مأساة كانت لتمر مرور الكرام لولا الصورة القاسية للطفل ذي الأعوام الثلاثة. ولم تكن حال لاجئي البر أفضل، إذ تُقفل الحدود والمحطات في وجوههم وتوضع العلامات على أجسادهم.

 

أوقفت الشرطة التركية أربعة سوريين في منتجع بودروم بجنوب غرب البلاد الذي كان نقطة انطلاق قاربين إلى جزيرة كوس اليونانية. وأفادت وكالة “دوغان” التركية” للانباء أنهم سيمثلون أمام محكمة بتهمة القتل العمد و”تهريب مهاجرين”.

ويدفع المهاجرون من بودروم الى كوس أكثر من ألف دولار لعبور الممر البحري الأقصر بين تركيا وأوروبا.

 

مأساة أيلان

وكانت صورة أيلان شنو الكردي، الطفل ذي السنوات الثلاث، أثارت موجة من التعاطف الكبير في العالم.

وروى والده عبدالله الذي نجا مع ثلاثة آخرين وخسر طفليه أيلان وغالب (5 سنوات) وزوجته ريحانة (28 سنة) قصة الغرق. وقال إن من كان يقود المركب اضطرب حين اشتدت الأمواج، فقفز في البحر، مما أرغمه هو على تولي القيادة، “لكن الأمواج كانت عالية جداً، أخذت زوجتي وابني بين ذراعي ثم أدركتُ أنهم فارقوا الحياة”.

وأورد موقع “روداو” الكردي أن الأسرة كانت فرت من مدينة عين العرب، كوباني بالكردية، لتستقر في تركيا، ونقل عن أقارب أن القارب انقلب في عرض البحر نتيجة اكتظاظه بعد نصف ساعة من انطلاقه، ولم تكن لدى الطفلين أي فرصة للنجاة، فلم يكونا يرتديان سترة نجاة.

وقالت عمتهما إنها كانت تحاول تكفلهما وتدفع إيجار المسكن في تركيا. وأضافت أن شقيقها يعتزم العودة إلى كوباني وهو عازم على دفن ابنيه ووالدتهما هناك. ويأمل عبدالله في مواراته إلى جانبهم.

وقال الصحافي مصطفى عبدي من كوباني إن عبدالله وزوجته كانا “يسكنان دمشق. وعام 2012، غادرها الى حلب. وعندما اندلعت المعارك هناك، حطا في كوباني. فحصلت حرب أيضاً، فغادروا جميعاً الى تركيا. وبعد تحرير المدينة (من تنظيم “الدولة الاسلامية”) عادوا اليها، فحصلت المجزرة وكانت قريبة منهم. لم يتمكنوا من إيجاد مكان لهم في مخيمات تركيا، فاستدانوا مبلغاً من المال بعدما امضوا شهراً في بودروم وانطلقوا باحثين عن حياة أفضل”.

وتردد صدى المأساة في كندا حيث تعرضت الحكومة المحافظة لانتقادات من معارضيها بعد انتشار تقارير عن محاولة عبدالله وأسرته الهجرة إلى البلاد. وعلق وزير المواطنة والهجرة الكندي كريس الكسندر حملته للفوز بمقعد في مجلس النواب، وعاد إلى العاصمة. وانتقده الزعيم الليبرالي جاستين ترودو في مونتريال قائلاً: “لا تبد التعاطف هكذا فجأة وسط حملة انتخابية، إما أن يكون لديك في الأصل وإما ألا يكون”. وطالب باستقبال 25 ألف لاجئ سوري فوراً.

في البر

ولم تكن حال المهاجرين في بيتشكه بالمجر أفضل، إذ استلقى عشرات على قضبان السكك الحديد احتجاجاً على نقلهم إلى مخيم قريب للاجئين. واضطرت الشرطة إلى استخدام القوة لإرغام رجل وزوجته ورضيعهما على مغادرة المكان. واقتضى رفع المحتجين عن الأرض مشاركة 12 رجلاً من شرطة مكافحة الشغب. وحاول المهاجرون الآخرون الذين علقوا في نفق المشاة المؤدي إلى المحطة دفع عشرات من رجال الأمن الذين أقفلوا المخرج علهم يستطيعون ركوب القطار مجدداً.

وتدافع مئات المهاجرين الى محطة قطارات كيليتي في بودابست بعد انسحاب الشرطة المجرية من البوابات إثر منعها اياهم من الدخول طوال يومين. واستخدم رجال الشرطة التشيكية أقلاماً لوضع علامات ورموز على أذرع المهاجرين الذين نزلوا من قطار في بلدة بريتشلاف الحدودية الثلثاء، كما ظهر في صور وزعتها وكالة الأنباء المحلية “شي تي كي”.

أوروبا والحصص

وفي برن، أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن برلين وباريس اتفقتا على مبدأ تحديد “حصص إلزامية” لاستقبال المهاجرين في دول الاتحاد الاوروبي.

وقالت على هامش زيارتها لسويسرا: “تحدثت هذا الصباح مع الرئيس الفرنسي (فرنسوا هولاند). إن الموقف الفرنسي-الألماني اننا متفقان على وجوب التزام مبادئ أساسية، هي ان الذين هم في حاجة الى حماية، يجب ان يحصلوا عليها، إننا في حاجة الى حصص ملزمة داخل الاتحاد الاوروبي لتقاسم الواجبات، وهذا مبدأ التضامن”. لكنها أقرت بأنه “من المؤكد أن القوة الاقتصادية تلعب دوراً هنا، وكذلك حجم البلد”.

وأفادت الرئاسة الفرنسية في بيان أن فرنسا وألمانيا سترفعان الى بروكسيل “اقتراحات مشتركة لتنظيم استقبال اللاجئين وتوزيع عادل في أوروبا ولتقريب المعايير لتعزيز نظام اللجوء في أوروبا”، و”ضمان عودة اللاجئين غير الشرعيين الى بلادهم وتقديم الدعم والتعاون الضروريين مع البلدان الأم ودول العبور”.

وفي لندن، أعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الخميس عن تأثره بصورة أيلان باعتباره أباً. وبعدما تعهد أن تتحمل بريطانيا “مسؤولياتها الأخلاقية” في أزمة اللاجئين، أضاف: “نحن نبدي اهتماماً وسنقوم بأكثر من ذلك، نحن نقوم بأكثر من ذلك، ولهذا السبب أرسلنا البحرية الملكية الى البحر الأبيض المتوسط”. لكنه أضاف أن “الحل ليس باستقبال الناس فقط، يجب ان يكون حلاً شاملاً”.

ووقع اكثر من مئة الف شخص عريضة تحض بريطانيا على استقبال مزيد من اللاجئين، وقد تناقش في مجلس العموم.

وفي المقابل، اتهم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الدول الأوروبية بتحويل المتوسط، “مهد حضارات قديمة، مقبرة للمهاجرين”. وذكر بأن بلاده تستضيف حالياً نحو مليوني لاجئ سوري، ولكن “لا نرى من العدل تحميلنا عبء مشكلة يواجهها العالم بأسره”. كذلك تعهد رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أن تبقي تركيا أبوابها مفتوحة.

وأعلن مساعد الوزير اليوناني للبحرية التجارية نيكوس زويس أن أكثر من 230 ألف مهاجر وصلوا إلى بلاده بحراً منذ مطلع السنة، في مقابل نحو 17500 في الفترة ذاتها من عام 2014.

ورأى رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان أن تدفق اللاجئين الى اوروبا، و”معظمهم من المسلمين”، يهدد الهوية المسيحية للقارة. ورد عليه رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك لدى لقائهما في بروكسيل قائلاً: “بالنسبة إلي، ان يكون المرء مسيحياً في الحياة العامة والحياة الاجتماعية، يعني ان يقوم بواجبه حيال أخوته المحتاجين”. وحذر في خطاب آخر أمام سفراء الاتحاد الاوروبي من “تقسيم بين شرق الاتحاد وغربه” من حيث استقبال اللاجئين.

 

والد الطفل السوري الغريق يروي تفاصيل الحادثة التي فجعت العالم

انزلق إبناه إيلان وغالب من يديه وما لبثا أن فارقا الحياة مع أمهما

اسطنبول ـ «القدس العربي» من محمد الحسين: روى والد الطفل السوري الذي غرق قبالة سواحل تركيا وأثارت صورته صدمة في العالم، أن ولديه «انزلقا من بين يديه» حين انقلب المركب الذي كان يقلهم إلى اليونان.

وأضاف عبد الله شنو متحدثا لوكالة «دوغان» للأنباء التركية «كان لدينا سترات نجاة لكن المركب انقلب فجأة لأن بعض الناس قاموا. كنت أمسك يد زوجتي لكن ولدي انزلقا من بين يدي».

وقال الوالد «كان الظلام مخيما والجميع يصرخون لذلك لم تتمكن زوجتي وولداي من سماع صوتي. حاولت أن أسبح إلى الساحل مستهديا بالأضواء لكنني لم أتمكن من العثور على زوجتي وولدي حين وصلت إلى اليابسة»، مضيفا «ذهبت إلى المستشفى وهناك علمت بالكارثة».

وقال الرجل المتحدر من مدينة عين العرب (كوباني) الكردية في شمال سوريا إنه حاول عبثا في السابق الوصول إلى اليونان مع عائلته غير أن خفر السواحل اليونانيين اعترضوا مركبهم. وأفاد صحافي كردي الخميس أن العائلة كانت نزحت مرات عدة داخل سوريا وإلى تركيا هربا من أعمال العنف قبل ان تقرر الهجرة إلى اوروبا.

ويروي عبدو حمو أحد أقرباء الطفل قصة حادثة الغرق المفجعة التي وقعت فجر أول أمس الأربعاء، في حديث خاص لـ»القدس العربي»، وقال :»علمنا بغرق المركب الذي كان يقل 12 شخصاً، من بينهم عائلة قريبي عبدالله شنو، كردي من أبناء قرية «مخاراج» التابعة لمدينة «عين العرب / كوباني» في ريف حلب، وزوجته ريحانة شيخو كردي وطفليه آلان، البالغ من العمر سنتين وشقيقه غالب البالغ من العمر أربع سنوات، فجر الأربعاء، وكان قد انطلق عند الساعة الثالثة من شاطئ مدينة بودروم التركية باتجاه جزيرة كوس اليونانية». ويروي حمو قريب العائلة من طرف الأبوين، نقلاً عما سمعه من والد الطفل عن لحظة غرق المركب وخال الطفل: «أخبرنا بأنه بعد ساعة على انطلاق المركب ارتفعت حدة الأمواج تدريجياً، لنتفاجأ بقيام «المهرّب» بالقفز من المركب، وبعدها بقليل لطمت أمواج عالية المركب وقلبته».

ويتابع حمو: «وفي هذه اللحظة قام عبدالله بالتمسك بولديه وزوجته من طرف وحاولت هي التمسك بالمركب بالطرف الآخر، وقد بقوا على ذلك الوضع لنحو الساعة وهم يصرخون ويحاولون إسماع صوتهم لعل أحدا ما ينقذهم».

وأشار عبدو حمو إلى أقسى لحظة كما وصفها عن قصة الحادثة المفجعة، وهي محاولات الأب لإنقاذ طفليه قائلاً: «بعد هذه الفترة من الصراع مع الأمواج وجد الأب ابنه الصغير وقد توفي، فتركه وتمسك بابنه الثاني الأكبر غالب ليلحظ بعد ذلك خروج الزبد من فمه، ليتركه ويحاول إنقاذ والدتهم ليجدها وكانت تلفظ أنفاسها الأخيرة.

ويختم حمو قصة الغرق المفجعة بوصول خفر السواحل التركي وإنقاذ الأب عبدالله وعدد ممن بقوا على سطح الماء بعد ثلاث ساعات من انقلاب المركب وطلب المساعدة».

ويلفت قريب العائلة إلى حجم المأساة التي تعرضت لها العائلة ووالد الطفلين، محملاً جشع المهربين السبب الرئيسي وراء الحادثة، حيث أكد أن والد الطفلين قد دفع مبلغ «2000 يورو« عنه ومثلهما عن زوجته، وأن المركب الذي استقلوه هو قارب صيد وغير معد للسفر، وأنه كان ينوي الوصول إلى اليونان في طريقه إلى أوروبا بعد أن ضاقت به الأحوال في تركيا واستغلاله في العمل.

ويؤكد قريب العائلة أن الجثامين سيتم نقلها اليوم من مشفى في مدينة أزمير التركية، إلى مطار المدينة لتنقل إلى مدينة أورفة، جنوب تركيا، ومن ثم ليتم نقلها إلى مسقط رأسهم في منطقة عين العرب / كوباني ليواروا الثرى في وقت لاحق. ويوضح حمو أن قريبه عبد الله كان قد نزح من دمشق حيث كان يقيم ويعمل في صالون حلاقة، إلى تركيا، مثله مثل ملايين السوريين الذين هربوا من المعارك والقصف الدائرة في سوريا.

وكان خفر السواحل التركي قد أعلن أول أمس الأربعاء عن التعرف على هوية 12 مهاجراً سورياً، بينهم 8 أطفال، عقب انتشال جثثهم من بحر إيجة في تركيا، مشيراً إلى أن المهاجرين لقوا حتفهم بعد غرق قاربين، أحدهما مطاطي، كانا يستقلانهما، في محاولة للوصول إلى اليونان بطريقة غير قانونية، وأن خفر السواحل التركي كان قد أرسل جثث الغرقى إلى الطب الشرعي في مستشفى بودروم الحكومي، فيما يواصل خفر السواحل البحث عن شخصين مفقودين ممن كانوا على متن القاربين، فيما تجري السلطات التركية تحقيقات حول الحادثة تحاول القبض على المهربين، بحسب تصريحات صادرة عنها أمس.

 

البيت الأبيض يتابع عن كثب المعلومات عن وجود عسكري روسي في سوريا

واشنطن- (أ ف ب): صرح البيت الأبيض الخميس انه يتابع عن كثب المعلومات التي تشير إلى أن روسيا تقوم بعمليات عسكرية في سوريا محذرا من ان اعمالا كهذه اذا تأكدت ستؤدي إلى “زعزعة الاستقرار والى نتائج عكسية”.

 

وقال الناطق باسم الرئاسة الامريكية جوش ارنست “نحن قلقون من المعلومات التي تفيد ان روسيا نشرت طاقما عسكريا وطائرات في سوريا ونتابع هذه المعلومات عن كثب”.

 

واضاف ارنست ان “اي دعم عسكري لنظام (الرئيس السوري بشار) الاسد لأي سبب سواء بشكل عسكريين أو طائرات أو اسلحة أو اموال سيؤدي الى زعزعة الاستقرار والى نتائج عكسية”.

 

وتأتي تصريحات الناطق الامريكي بعدما ظهرت صور على حساب على احد مواقع التواصل الاجتماعي لمقاتلين سوريين يتحدثون عن وجود طائرة روسية وطائرات بلا طيار بالقرب من محافظة ادلب.

 

واكد مسؤول امريكي ان “روسيا طلبت تصريحا لتحليق طائرات عسكرية فوق سوريا”. لكنه اضاف “لا نعرف ما هي اهدافهم حتى الآن”. وتابع انه “ليس هناك اي تأكيد حاسم لما هو هذا النشاط”.

 

وافادت معلومات اخرى ان روسيا استهدفت ناشطين في تنظيم الدولة الاسلامية هاجموا قوات النظام السوري.

 

لكن البيت الابيض ووزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) رفضتا كشف ما اذا كانتا تملكان معلومات استخبارية تؤكد صحة ذلك.

 

وقال الناطق باسم البنتاغون بيتر كوك “يعود إلى الروس توضيح ما يفعلونه بالضبط”.

 

الأمم المتحدة تدعو إلى توزيع 200 ألف لاجئ على الاقل في الاتحاد الأوروبي وفق حصص الزامية

جنيف- (أ ف ب): دعا المفوض الاعلى للامم المتحدة للاجئين انطونيو غوتيريس الجمعة إلى توزيع مئتي الف طالب لجوء على الاقل في الاتحاد الأوروبي وطلب الزام كل دول الاتحاد المشاركة في هذا البرنامج.

 

وقال غوتيريس في بيان ان “الاشخاص الذين يملكون طلبات حماية صالحة (…) يجب ان يستفيدوا بعد ذلك من عملية ايواء جماعية بالمشاركة الالزامية لكل الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي”.

 

واوضح ان “تقديرات اولية تشير إلى الحاجة لرفع امكانيات الايواء الى مئتي الف مكان”.

 

وصرح غوتيريس ان “اوروبا تواجه اكبر تدفق للاجئين منذ عقود”، مشيرا إلى أن “الوضع يتطلب جهدا كبيرا مشتركا يبدو مستحيلا بالاسلوب المشتت المتبع حاليا”.

 

وكانت المفوضية اعلنت ان اكثر من 300 الف شخص عبروا البحر المتوسط منذ مطلع العام واكثر من 2600 لقوا حتفهم خلال هذه الرحلات.

 

وقال غوتيريس “بعد وصولهم الى سواحل وحدود اوروبا يواصلون رحلتهم في الفوضى”، مدينا الطريقة غير اللائقة التي يعامل بها هؤلاء اللاجئون.

 

واضاف “انها ازمة لاجئين وليس مجرد ظاهرة للهجرة” لان غالبية القادمين الى اليونان قادمون من دول تشهد نزاعات مثل سوريا والعراق وافغانستان.

 

واكد ان الطريقة الوحيدة لتسوية هذه المشكلة هي وضع “استراتيجية مشتركة تستند الى المسؤولية والتضامن والثقة

 

البرلمان التركي يمدد التفويض للعملية العسكرية في سوريا والعراق

 

انقرة- (أ ف ب): مدد البرلمان التركي الخميس لمدة عام تفويضا يسمح للجيش التركي بمحاربة الاسلاميين الجهاديين والناشطين الاكراد في العراق وسوريا بينما تواجه تركيا اكبر أزمة أمنية في تاريخها.

 

وعقد البرلمان جلسة استثنائية اقسم فيها الاعضاء الجدد في الحكومة الانتقالية اليمين، لمناقشة التفويض الحالي الذي كان يفترض ان ينتهي في الثاني من تشرين الاول/ اكتوبر.

 

ويسمح هذا التفويض باستخدام القوات المسلحة التركية في سوريا والعراق المجاورين وكذلك للقوات الاجنبية بالمرور عبر الاراضي التركية في عمليات ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

 

كما يقضي هذا التفويض بالسماح للولايات المتحدة باستخدام قاعدة انجرليك الجوية من ادل شن ضربات على جهاديي التنظيم في سوريا.

 

وقدم حزب العدالة والتنمية الحاكم المذكرة التي يطلب فيها تمديد التفويض الاسبوع الماضي مشيرا الى “المخاطر والتهديدات المتزايدة للامن القومي التركي على الحدود الجنوبية”.

 

واضاف الحزب في مذكرته ان “عناصر ارهابيين مسلحين ما زالوا موجودين في شمال العراق وهناك زيادة كبيرة في عدد الارهابيين الآخرين في سوريا والعراق وفي التهديدات التي يشكلونها”.

 

ومدد التفويض بسهولة باصوات حزب العدالة والتنمية الاسلامي وحزبين معارضين. وقد عارض تمديد التفويض حزب ديموقراطية الشعوب المعارض والمؤيد للاكراد.

 

وكان النواب الاتراك صوتوا العام الماضي على نص تقدم به حزب العدالة والتنمية الاسلامي الحاكم يمنح بمقتضاه الجيش الحق في شن عمليات عسكرية في الاراضي السورية والعراقية.

 

وتركيا التي كانت مترددة جدا في محاربة “تنظيم الدولة الاسلامية” الذي يحتل مناطق واسعة من العراق وسوريا، غيرت موقفها اثر عملية انتحارية في جنوب البلاد قتل فيها 33 شابا من انصار القضية الكردية ونسبت الى التنظيم المتطرف.

 

وشنت تركيا في نهاية تموز/ يوليو “حربا على الارهاب” ضد المتمردين الاكراد اعضاء حزب العمال الكردستاني في العراق وعلى الاراضي التركية، وبدرجة اقل على تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.

 

وبدات تشارك في الاونة الاخيرة في الغارات الجوية على مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا الى جانب تحالف دولي بقيادة واشنطن.

 

خفر السواحل التركي يحبط عملية هجرة غير نظامية من بودروم

موغلا- الأناضول: ضبطت فرق خفر السواحل التركي، فجر الجمعة زورقاً مطاطياً على متنه 12 مهاجراً غير شرعي أغلبهم سوريون، قبالة سواحل مدينة “بودروم” في ولاية موغلا التركية (جنوب غرب)، وهى السواحل التي لفظت إليها الأمواج جثة الطفل السوري “أيلان كردي”، الذي أثارت صوره مشاعر العالم أجمع.

 

وتأتي هذه العملية على ضوء تشديد قوات الأمن التركي من إجراءاتها، للحد من عمليات الهجرة غير الشرعية إلى الجزر اليونانية، حيث وضعت دوريات الأمن نقاط تفتيش في المدينة، فتشت خلالها سيارات الأجرة، والحافلات.

 

وتجدر الإشارة إلى أنَّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرح يوم الخميس، بأن خفر السواحل أنقذ منذ بداية العام أكثر من 50 ألف شخص من الغرق في مياه المتوسط.

 

مأساة الطفل السوري تدمع عيني وزيرة الخارجية السويدية

ستوكهولم- (أ ف ب): مسحت مارغوت فالستروم وزيرة خارجية السويد الدمع من عينيها مساء الخميس اثناء برنامج حواري تلفزيوني وذلك لدى مشاهدتها صورة جثة الطفل السوري ايلان الكردي ممدة على شاطىء تركي.

 

وكانت الوزيرة ترد على اسئلة القناة العامة اس في تي خلال سهرة خاصة كرست لماساة اللاجئين بث خلالها ريبورتاج عن هذه الصورة التي هزت العالم.

 

وبعد مقاطع من لقاء اذاعي مع والد هذا الطفل ذي الثلاث سنوات الذي قضى غرقا في المتوسط، طلب مقدم البرنامج من الوزيرة ان تعبر عما تشعر به ازاء ذلك.

 

وقالت الوزيرة وهي تمسح دموع التاثر “اعتقد ان هذه الصورة احدثت فينا وقعا، فينا جميعا كما نحن. لانها جسدت الامر (الماساة) في وجه واسم وحكاية. لم يعد الامر مراكب مليئة باللاجئين، بل رعبا”.

 

واضافت “لقد فرضت على الاقل علينا ان نتحرك لاجله ولاجل الاخرين جميعا. وفي الصورة نوع من الحداد والغضب لرؤية الامور تجري على هذا النحو وتستمر كذلك. في السابق كنا نرى اعدادا كبيرة ومراكب، اناس بمعنى ما بلا وجوه” وملامح.

 

واكدت فالستروم انها ستكافح من اجل ان تقوم دول اوروبية اخرى بجهد مماثل لجهد السويد في استقبال اللاجئين.

 

وقالت “يجب ان تنضم الينا دول اوروبية اخرى وان تتحمل مسؤولياتها. لا يمكننا تحمل كامل المسؤولية بمفردنا”.

 

وكان والد الطفل السوري روى الخميس كيف قضى ولداه (ثلاث سنوات وخمس سنوات) وامهما غرقا اضافة الى تسعة لاجئين سوريين آخرين حين غرق مركبهم ليلا. وكانوا يحاولون الوصول الى جزيرة خوس اليونانية بوابة دخول الاتحاد الاوروبي.

 

كيري «مقتنع» أن دولا في المنطقة «سترسل في الوقت المناسب» قوات برية إلى سوريا

الملك السعودي يزور أمريكا اليوم: مطالب بزيادة الضغوط على الأسد ودعم في اليمن

لندن ـ «القدس العربي»: فيما أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أنه «مقتنع» أن دولا في الشرق الأوسط سترسل «في الوقت المناسب» قوات برية إلى سوريا لقتال «تنظيم الدولة»، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيناقش في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية الشهر الجاري، يبدأ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز اليوم زيارة للولايات المتحدة هي الأولى منذ توليه السلطة بداية هذا العام.

وقال كيري لشبكة «سي ان ان» ردا على سؤال عن إمكانية قيام دول مجاورة لسوريا بإرسال قوات برية إلى هذا البلد «أنت محق، يجب ان يكون هناك أناس على الأرض. أنا مقتنع بأنهم سيكونون هناك عندما يحين الوقت المناسب».

وأضاف ردا على استيضاح بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لأن ترسل بدورها قوات برية إلى سوريا «كلا (…) الرئيس (باراك اوباما) قال بمنتهى الوضوح إن القوات الأمريكية لن تكون جزءا من المعادلة. وانا لا اعتقد أن هناك أدنى مشروع لتغيير هذا الأمر».

وتابع الوزير الأمريكي «ولكني أعلم أن آخرين يتباحثون في هذا الأمر.هناك أناس في المنطقة قادرون على فعل ذلك» تماما، كما أن «المعارضين السوريين للنظام هم أيضا قادرون على ذلك».

وأكد كيري أن «تنظيم الدولة»، الذي تقود ضده الولايات المتحدة منذ عام تحالفا دوليا يشن غارات يومية على الجهاديين في سوريا والعراق، هو «تنظيم خطر جدا وعلينا أن نزيد الضغوط عليه».

وأضاف «نحن نتباحث في سبل محددة جدا للقيام بذلك مع دول أخرى في المنطقة»، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيكون «موضوع نقاش» خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في نهاية ايلول/ سبتمبر الجاري.

وكثفت الولايات المتحدة منذ أسابيع جهودها الدبلوماسية لإيجاد حل للنزاع الدائر في سوريا منذ 2011، ولا سيما عبر اللقاء الثلاثي غير المسبوق الذي جرى في الدوحة في 3 آب/ اغسطس وضم وزراء الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف والسعودي عادل الجبير، والذي تلاه بعد يومين في كوالالمبور لقاء ثان ضم الوزيرين الأمريكي والروسي، في حين التقى كيري في بيته الصيفي في ماساتشوستس الأسبوع الماضي نظيره السعودي. وكان الملف السوري الطبق الوحيد على مائدة هذه الاجتماعات الثلاثة.

وبعيد تصريحه لشبكة «سي ان ان» التقى كيري نظيره السعودي، وذلك عشية الزيارة التي يبدأها العاهل السعودي الملك سلمان إلى واشنطن وتستمر ثلاثة ايام.

ويرى مراقبون أن الملك سلمان يرغب في الحصول على ضمانات ودعم في الحرب التي تخوضها السعودية في اليمن. ويتوقع المراقبون أن تطالب الرياض بدور أمريكي أكبر من مجرد الدعم اللوجيستي والأمني للتحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين، إضافة لضمانات من واشنطن بشأن الملف النووي نفسه.

ورغم التحفظ السعودي على الاتفاق النووي إلا أنها توصلت لنتيجة مفادها أن تمرير الكونغرس له والموافقة عليه أصبحا أمرا واقعا ولا يوجد أمامها أي خيار، إلا أن هذا الاتفاق لا يعني تقاربا أمريكيا مع إيران على حساب الحلفاء التقليديين لواشنطن في منطقة الخليج.

ويقول مراقبون إن النجاحات السعودية في اليمن نموذج قابل للتطبيق في سوريا، فقد تقدمت السعودية بخطتها لسوريا والتي تقوم على وقف دعم الجماعات السنية هناك حال سحب «حزب الله» وكيل إيران في لبنان مقاتليه من سوريا، كما ان الرياض ستطالب بزيادة الدعم الأمريكي للمعارضة السورية بشكل أو بآخر، وبفتح ممرات آمنة وزيادة الضغوط المباشرة على الأسد بطريقة لا تؤثر على المبادرات الدبلوماسية.

ويرافق العاهل السعودي في زيارته إلى واشنطن نجله الأمير محمد بن سلمان، وزير الدفاع ورئيس الديوان الملكي وولي ولي العهد، فيما سيظل ولي العهد الأمير محمد بن نايف في السعودية.

ويعتبر الأمير سلمان مهندس حرب اليمن، وقام بأدوار دبلوماسية مهمة حيث زار مصر وروسيا والأردن. ويرى مراقبون أن الزيارة تأتي بمثابة فرصة للأمير الشاب لتطوير علاقته بالمسؤولين الأمريكيين.

وفي 17 آب/اغسطس تمكن مجلس الأمن الدولي، للمرة الأولى منذ عامين، من التوافق على دعم خطة سلام تهدف إلى تشجيع حل سياسي للنزاع المستمر منذ أربعة أعوام في سوريا.

وتتضمن خطة السلام التي اقترحتها الأمم المتحدة ويفترض ان يبدا تطبيقها في ايلول/سبتمبر، تشكيل أربعة فرق عمل تبحث عناوين «السلامة والحماية، ومكافحة الإرهاب، والقضايا السياسية والقانونية، وإعادة الإعمار».

وتستند خطة السلام المقترحة إلى المبادئ الواردة في بيان «جنيف 1» الصادر في 30 حزيران/يونيو 2012 عن ممثلي الدول الخمس الكبرى الدائمي العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى المانيا والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، والداعي إلى تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بـ»صلاحيات كاملة» تتولى الإشراف على المرحلة الانتقالية.

 

توماس فريدمان: السعودية وليس إيران هي مصدر الإرهاب الأول في العالم… والوهابية قتلت التعددية في الإسلام

زيارة الملك سلمان إلى واشنطن: لقاء قصير مع أوباما ومطالب بدور أمريكي أكبر في اليمن

إبراهيم درويش

 

لندن ـ «القدس العربي»: يبدأ العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز اليوم زيارة للولايات المتحدة هي الأولى منذ توليه السلطة بداية هذا العام، بعد وفاة أخيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

وتتزامن الزيارة مع حصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما على «الكوتا» اللازمة له لتمرير الملف النووي الذي عارضته السعودية لأنه يعني تقاربا أمريكيا مع إيران على حساب الحلفاء التقليديين لواشنطن في منطقة الخليج.

ومع أن الرياض سلمت بالاتفاقية إلا أنها أكدت على أهمية تطبيق نظام التفتيش الصارم للمنشآت النووية الإيرانية وإعادة برنامج العقوبات على إيران حال أخلت بأي من شروط الاتفاق. ولم تعد الرياض تخشى الملف النووي قدر خشيتها من إيران الخارجة من الحصار وحصولها على 150 مليار دولار كانت مجمدة، حيث ستكون في وضع جيد لمواصلة مغامراتها في المنطقة ودعم الأنظمة والجماعات الوكيلة عنها في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

وعليه فالزيارة الملكية للعاهل السعودي ستركز على ملفات تتعلق بأمن الخليج، وقوة الدفاع المشتركة وصفقات أسلحة والحصول على تطمينات من الإدارة الأمريكية لمواجهة ما تراه الرياض «زعرنات» في المنطقة.

 

ضمانات جديدة

 

وذكر موقع «المونيتور» قبل أيام أن الملك سلمان يرغب في الحصول على ضمانات ودعم في الحرب التي تخوضها السعودية في اليمن. وتريد الرياض دورا أمريكيا أكبر من مجرد الدعم اللوجيستي والأمني للتحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين، إضافة لضمانات من واشنطن بشأن الملف النووي نفسه.

وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنيست قد لخص بلغة عادية ملف اللقاء بين الرئيس والملك، حيث أكد أنه سيشمل بحث العلاقات الثنائية وتعزيز الشراكة بين البلدين والتعاون في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب وموضوعي سوريا واليمن والدور الإيراني فيهما.

ولاحظ تقرير «المونيتور» أن السعودية رغم تحفظها على الاتفاق النووي إلا أنها توصلت لنتيجة مفادها تمرير الكونغرس له والموافقة عليه ولا يوجد أمامها أي خيار.

وهذا لا يعني قبول الرياض بالأمر الواقع بل أكدت أن دعمها للاتفاق النووي مشروط، مما يعني محاولة الملك سلمان الحصول على تأكيدات جديدة تتعلق بما ستحصل عليه إيران من تنازلات بشأن تفتيش منشآتها العسكرية.

ومن هنا فالمحادثات بين الزعيمين ستركز على ملفات أكثر أهمية للرياض مثل زيادة الدعم العسكري لدول الخليج وتوسيع ما تم بحثه في أيار/مايو في كامب ديفيد بين أوباما وقادة دول مجلس التعاون الخليجي الذي تغيب عنه الملك سلمان ولم يحضره سوى أميري قطر والكويت.

وكان الهدف من قمة كامب ديفيد تلك تطمين دول الخليج من الاتفاق النووي وسط ما اعتبرته هذه الدول تخليا عنها وتقاربا مع عدوها إيران. ويعتقد المحلل في شؤون الخليج في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ديفيد واينبيرغ أن لقاء أوباما- سلمان هو بمثابة فرصة لتصحيح مسار العلاقات بين البلدين وسط أجواء قلق متبادلة».

وأضاف أن «الاجتماع يتم في وقت تحاول فيه أمريكا تطمين دول الخليج بشأن الاتفاق النووي والتركيز على أجندة كامب ديفيد والتي أكدت على دعم أمني أمريكي لها».

وقد تلقى جهود السعودية للحصول على معدات عسكرية متفوقة مثل مقاتلات أف-15 معارضة في الكونغرس الحريص على عدم المس بالتفوق النوعي لإسرائيل في المنطقة.

ويرى بريم كومار المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي أن الزيارة ستكون بمثابة فحص لمدى ما يرغب البيت الأبيض باستثماره من جهود في الكونغرس نيابة عن السعوديين الذين يريدون شراء تكنولوجيا متفوقة.

وأضاف كومار أن السعوديين راغبون بمعرفة موقف الإدارة الأمريكية من إنشاء قوة رد سريع تابعة لمجلس التعاون الخليجي، والتي أبدت كل من عمان وقطر تحفظات عليها لخشيتهما من سيطرة السعودية عليها.

وقال كومار «فيما يتعلق بالتطمينات الواسعة لمجلس التعاون الخليجي، فإن السعوديين مهتمون بالاستماع لما يمكن للولايات المتحدة تقديمه لدعم قوة الرد السريع التابعة لمجلس التعاون والقوة العربية المشتركة إن خرجت للعلن».

 

الموقف من سياسة الحزم

 

وأهم من كل هذا فما يريد العاهل السعودي معرفته هو الموقف الأمريكي من سياسته الحازمة في المنطقة، خاصة في اليمن وسوريا.

ونقل الموقع عن فهد ناظر، المحلل السابق في السفارة السعودية في واشنطن، قوله إن الملف النووي بالنسبة للرياض هو طويل الأمد وبالتالي يحاول السعوديون علنا التوسط في قضايا المنطقة وتخلوا عن مدخلهم التقليدي، وهي إدارة السياسة الخارجية من خلف الأبواب المغلقة. ويريد السعوديون دورا أمريكيا في اليمن.

وذكرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» أن البنتاغون زاد من عدد المستشارين على الأرض ويقومون بتقديم الدعم للسعوديين في الحرب ضد الحوثيين.

وهناك في السعودية من يرى في النجاحات اليمنية نموذجا قابلا للتطبيق في سوريا. فقد تقدمت السعودية بخطتها لسوريا والتي تقوم على وقف دعم الجماعات السنية هناك حال سحب «حزب الله» وكيل إيران في لبنان مقاتليه من سوريا.

ويرى كومار أن هناك عددا من القضايا القوية على قائمة المطالب السعودية «أولا، زيادة الدعم للمعارضة السورية بشكل أو بآخر. وفتح ممرات آمنة وزيادة الضغوط المباشرة على الأسد بطريقة لا تؤثر على المبادرات الدبلوماسية».

ورغم الوفد الكبير الذي سيرافق الملك في زيارته الأولى لواشنطن والمكون من أمراء ووزراء ورجال أعمال، إلا أن اللقاء بين الرئيس والملك سيكون قصيرا بحسب سايمون هندرسون، مدير برنامج الخليج والطاقة في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى.

وقال إن الملك سيصل إلى واشنطن من المغرب التي قضى فيها إجازته الصيفية بعد قطع إجازته في فرنسا، نظرا للاحتجاجات على شاليه يملكه يقع على البحر. وأضاف أن نص اللقاء سيكون مكتوبا نظرا لتقدم عمر الملك.

 

ولي ولي العهد

 

ولا يستبعد الكاتب أن تكون الشخصية المؤثرة الأمير محمد بن سلمان، وزير الدفاع ورئيس الديوان الملكي وولي ولي العهد، حاضرة للقاء فيما سيظل الوريث للملك، ولي العهد الأمير محمد بن نايف في السعودية.

واهتم هندرسون بولي ولي العهد الذي يظل الأقرب لوالده ويعتبر مهندسا لحرب اليمن وقام بأدوار دبلوماسية مهمة حيث زار مصر وروسيا والأردن.

وأشار الكاتب هنا لموقف الملك والأمير الشاب من الإسلام السياسي، خاصة «الإخوان المسلمين» الذين صنفوا في عهد الملك عبداللة كجماعة إرهابية، لكن العاهل الجديد الراغب بتقريب وجهات النظر بين دول العالم العربي يفرق بين ما هو متطرف وأقل تطرفا. ويرى هندرسون أن الائتلاف في اليمن والدور الجديد في سوريا هما جزء من جهود مواجهة إيران.

وعليه فلا تزال الرياض قلقة من الاتفاق النووي معها وترى في دفاع أوباما عنه «ساذجا». ويشير الكاتب لمؤتمر الاستثمار الذي يتزامن مع زيارة الملك.

وعليه فحضور الأمير محمد له بصفته رئيسا لـ»مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية» يعطيه دورا مهما في هذا السياق. ورغم قوة العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلا أن هناك قلق من تأثر المملكة من انخفاض أسعار النفط المستمر والذي يعزى لزيادة السعودية انتاجها، وهي استراتيجية تهدف للحفاظ على حصتها في السوق والتأثير على شركات النفط الأمريكية المنتج من الصخر الزيتي.

ويقرأ هندرسون في الزيارة ترفيعا جديدا للأمير محمد والذي يحرص على عدم تجاوز والده إلا أن وجوده إلى جانب الملك سيعود بالنفع عليه.

وهو ما جعل الكاتب يتوقع خلافته لوالده في النهاية بدلا من ولي العهد الأمير محمد بن نايف.

ويعتقد الكاتب أن الزيارة تشكل فرصة أخرى للمسؤولين الأمريكيين لتطوير علاقتهم مع الأمير محمد بن سلمان، الذين التقوه في قمة كامب ديفيد بغض النظر عن الخلافات بين البلدين في قضايا النفط والأمن الإقليمي والتي سيحاول البيان الختامي الصادر عن زيارة العاهل تجاوزها. لكن الصحافة خاصة ترى في الاتفاق النووي فرصة تاريخية لا ترغب في تجاوز الخلافات.

فالمعلق المعروف في صحيفة «نيويورك تايمز» توماس فريدمان كتب تحت عنوان «صديقتنا للأبد الراديكالية الإسلامية.. السعودية» وعلق فيه على مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» عن رسالة أرسلها 200 جنرال وأدميرال متقاعد في الجيش الأمريكي إلى الكونغرس محذرين فيها من تداعيات الاتفاق النووي على الأمن القومي الأمريكي.

 

خطأ في التوصيف

 

ويقول إن الرسالة احتوت على نقاشات مشروعة مع وضد الاتفاقية، لكن نقاشا ظهر في الرسالة كان خطيرا وغير صحيح ويتعلق بالتهديدات الحقيقية على أمريكا والنابعة من الشرق الأوسط.

وكان فريدمان يشير لما قاله الجنرال توماس ماكينري، النائب السابق لقائد القوات الأمريكية في أوروبا، والذي كتب عن الاتفاقية «ما لا أحبه في هذه (الاتفاقية) هو أن القادة الكبار للراديكالية الإسلامية في العالم هم الإيرانيون، فهم تجار الراديكالية الإسلامية في كل أنحاء الشرق الأوسط وفي كل أنحاء العالم وسنساعدهم على امتلاك الأسلحة النووية». ويخطئ فريدمان الجنرال بالقول إن لقب «باعة الراديكالية الإسلامية» لا يمت للإيرانيين لأنه هو صفة «حليفتنا المعتبرة السعودية».

وكمدافع عن الاتفاقية النووية يقدم تحليله الخاص حول علاقة إيران بالإرهاب بناء على ما يقول إنه تجربته المعاينة للتصرفات الإيرانية «فقد غطيت الهجوم الانتحاري عام 1983 على ثكنات المارينز في بيروت والذي يعتقد أنه من عمل مخلب القط الإيراني «حزب الله».

فالإرهاب الإيراني ضد الولايات المتحدة كان في طبيعته جيوسياسيا: الحرب بوسائل مختلفة لإخراج الولايات المتحدة من المنطقة حتى تتسيده إيران وليس نحن».

وبرر فريدمان دعمه للاتفاق النووي بقوله إنه «يخفض فرص امتلاك إيران للقنبلة النووية لخمسة عشر عاما ويخلق الفرصة لتحول النظام الإيراني المتشدد إلى الاعتدال وذلك عبر دمجه ببقية العالم».

ومن هنا يذكر بهجمات إيلول/سبتمبر 2001 والتي شارك فيها 15 سعوديا من بين 19 انتحاري معلقا أنه لم يكن «مدمرا لاستقرار واعتدال العالم العربي والإسلامي بشكل عام أكثر من مليارات ومليارات الدولارات التي استثمرتها السعودية منذ سبعينات القرن الماضي من أجل محو التعددية في الإسلام – الصوفية والمعتدلين السنة والشيعة – وفرض نسخة سلفية وهابية طهورية معادية للحداثة والمرأة والغرب نشرتها المؤسسة الدينية السعودية».

وعليه ليس مصادفة أن ينضم الآلاف من السعوديين لـ»تنظيم الدولة الإسلامية». ولم يكن مصادفة أيضا قيام الجمعيات الخيرية في الخليج العربي بالتبرع للتنظيم. والسبب كما يقول فريدمان «لأن هذه الجماعات السنية الجهادية خرجت من الوهابية وهي التي تقوم السعودية بحقنها في المساجد والمدارس من المغرب إلى باكستان وأندونيسيا».

 

المدمن لا يقول الحقيقة

 

ويقول فريدمان إن الولايات المتحدة امتنعت عن وصم السعوديين بهذه التهمة «لأننا أدمنا على نفطهم. والمدمنون لا يقولون الحقيقة لمن يروجون لها».

وينقل هنا عن حسين حقاني، السفير الباكستاني السابق في واشنطن والباحث حاليا بمعهد هيوستون قوله «دعنا نتجنب المبالغة عندما نصف عدوا أو عدوا محتملا بأنه المصدر العظيم لعدم الاستقرار».

وأشار أن هذا الحديث بمثابة «تبسيط»، فمع أن إيران كانت مصدرا للإرهاب بدعمها لجماعات مثل «حزب الله» إلا أن العديد من حلفاء الولايات المتحدة كانوا مصدرا للإرهاب من خلال دعمهم للأيديولوجية الوهابية والتي دمرت التعددية التي ظهرت في الإسلام منذ القرن الرابع عشر والتي تتراوح من الجماعة البكتاشية في ألبانيا التي تؤمن بالتعايش مع بقية الأديان إلى الصوفية والشيعة.

ويرى حقاني ان العقود الأخيرة شهدت محاولات لتأكيد طريق واحد في فهم الدين والزعم بأن «هناك طريقا واحدا وشرعيا إلى الله» مما يعني استبعاد وقتل بقية الطرق.

وهذا فهم خطير في نظر السفير السابق ونبع من السعودية وتبنته دول أخرى مثل السعودية. وأشار فريدمان إلى تقارير صحافية عن الدور السعودي في دعم المنظمات الإسلامية المتعاطفة معها. وما كشفه موقع ويكيليكس عن برقيات أرسلتها سفارات السعودية حول العالم والتي كشفت عن محاولات السعودية إضعاف ومواجهة إيران.

وذكر الكاتب بمذكرة كتبتها هيلاري كلينتون عندما كانت وزيرة للخارجية الأمريكية وحذرت فيها من الدور الذي تلعبه السعودية باعتبارها «المصدر الرئيسي والأهم لتمويل الجماعات السنية الإرهابية حول العالم».

وقالت إن محاولات إقناع المسؤولين السعوديين التعامل مع هذه النشاطات كأولوية استراتيجية كانت بمثابة التحدي الكبير».

ويختم فريدمان مقالته بالقول «تحالفت السعودية مع الأمريكيين في عدد من القضايا وهناك معتدلون ممن يمقتون السلطات الدينية، لكن الحقيقة باقية وهي أن تصدير السعودية للإسلام الطهوري الوهابي كان من أسوأ ما حدث للتعددية العربية والإسلامية في القرن الماضي» وفي الوقت الذي تعتبر فيه طموحات إيران حقيقية ويجب تحديد خطرها، ولكن لا تشتري الكلام التافه الذي يقول إنها المصدر الوحيد لعدم الاستقرار في المنطقة».

وكان فريدمان أول من نظم مقابلة مع أوباما بعد إعلان الاتفاق النووي وطرح الرئيس الأمريكية فكرة دعم دول الخليج ومساعدتها على حماية نفسها.

وفي تلك المقابلة انتقد أوباما الدول هذه وذكرها بأن الخطر لا ينبع من إيران فقط ولكن من الداخل حيث يؤدي قمع الحريات وغياب الفرص والوظائف والديمقراطية لتهيئة الظروف المناسبة لزيادة التشدد وإيمان الشباب بأفكار المتطرفين من «تنظيم الدولة الإسلامية» و»القاعدة.»

 

النظام السوري يكافح اعتصامات «خنقتونا» المطالبة بإقالة مسؤوليه في السويداء بعزلها عن العالم الخارجي

سلامي محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: كافح النظام السوري الاعتصامات التي خرجت في محافظة السويداء جنوب سوريا، والتي حملت شعار «خنقتونا» بقطع شبكة الإنترنت والاتصالات عن المدينة، بهدف عزلها عن العالم الخارجي، عقب اقتحام مئات المحتجين من أبناء المدينة لبناء المحافظة احتجاجا على انقطاع الخدمات والغلاء المعيشي الكبير الذي يعانونه.

عزل المدينة عن العالم الخارجي، بحسب ما أكده ناشطوها، جاء بسبب مطالبهم لحكومة الأسد بالقضاء على الفساد، وعمليات التهريب التي تمارسها أجهزة المخابرات التي تدير المدينة، مستغلين الأوضاع الأمنية في المحافظة، كما أشارت المصادر إلى استمرارية التظاهرات فيها حتى تحقيق مطالبهم.

كما طالب المحتجون نظام الأسد بتحسين إنتاج مادة «الخبز» في الأفران، إضافة إلى إيقاف عملية تهريب مادة «الدقيق» المخصصة للمدينة، والتي تنشط في الأسواق الحرة أو «السوداء»، وارتفاع وسوء إنتاجها في الأفران المنتشرة في المحافظة.

الاعتصام أمام بناء محافظة السويداء بحسب منسقي الحملة، كان سلميا، رفعوا من خلاله لافتات احتوت على مطالبهم، ورفع العلم السوري التابع للنظام، واصفين هذه الأفعال بأنها تدل على «الرقي ووعي المتظاهرين» من أبناء المحافظة على حد وصفهم، معيدين ذلك إلى حاجتهم بعدم «استغلال الاعتصام من قبل بعض المندسين الذين يبحثون عن هذه الاعتصامات لتمرير أفكارهم وأعمالهم التي تهدف إلى الفتنة».

مسؤولو حملة «خنقتونا» كانوا قد أعلنوا عن ضرورة عزل غالبية المسؤولين الممثلين للنظام في المحافظة، وخاصة محافظها، ومدراء شركات الكهرباء والمياه، وقادة أفرعها الأمنية، إضافة إلى أمين فرع «حزب البعث»، بعد اتهامهم بالعمل والسعي إلى تهجير أبناء الجبل، بعد ممارسة الضغوط المعيشية عليهم، وفقدان أدنى مقومات الحياة فيها.

النظام السوري في إطار حملته لمنع تمدد الاعتصامات عمل على نشر عناصره وقواته بشكل مكثف في المدينة، بسبب عزم المتظاهرين للاعتصام مجددا فيها، في حين أدان الموالون للحملة والمشاركون في الاحتجاجات قيام بعض من أسموهم بـ»المندسين» بتكسير زجاج مبنى المحافظة في السويداء، متهمين من قام بأعمال التكسير بالانتماء إلى بعض «الجهات المغرضة»، موضحين أن هذه الأعمال هدفها هي خلق نقاط تماس مباشرة مع قوات النظام وتطورها تدريجيا خلال أيام الاعتصام، على حد وصف النظام.

حملة «خنقتونا» لاقت بدورها قبولا واسع بين غالبية أبناء الجبل، الأمر الذي لعب دورا في تكثيف أعداد المحتجين أمام مبنى المحافظة، وأظهرت الاحتجاجات مدى الحالة التي آلت إليها الحياة المعيشية في المحافظة، ومدى عجز النظام عن تأمين حاجياتهم، التي شهدت نقص حاد، خاصة في المواد الغذائية والخدمات، وانتشار الأسلحة بشكل فوضوي تحت رعاية الأجهزة الأمنية وتكاثر عمليات تهريب «الوقود والأسلحة».

 

الطفل السوري الغريق يهز الضمائر.. وناشطون يتساءلون: من المسؤول؟

محمد إقبال بلو

أنطاكيا ـ «القدس العربي»: «إن مات سوري في أقاصي القطب الشمالي فقاتله هو النظام السوري ورأسه بشار الأسد» هذا ما قاله حرفيا لــ «القدس العربي» الناشط الإعلامي أحمد عبدالجبار من غوطة دمشق، حيث حمل الناشط الشاب النظام مسؤولية الموت الذي يحيط بالسوريين من كل جانب، وبكافة أشكاله المختلفة، سواء كان في الداخل السوري بواسطة أسلحة النظام، أو خارج البلاد غرقا او جوعا أو بردا.

يشرح الشاب وجهة نظره فيقول: «لو أردنا أن نحمل المسؤولية لأحد؛ علينا أولا أن نتساءل عن الذي قام بذبح أطفال في مثل سن هذا الطفل الغريق منذ عام 2011، لوجدنا الإجابة التي يدركها العالم بأسره، فمن ذبح أطفال بانياس في شهور الثورة الأولى؟، هم أنصار النظام السوري من علويي سوريا وتركيا، ولا ننسى جميعا تلك المجزرة الرهيبة التي يبدو مقارنة بها غرق هذا الطفل أمرا أقل قسوة».

ويضيف «إن الذي تسبب بتهجير السوريين من مدنهم وبلداتهم بعد أن دكها لسنوات بالصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة هو القاتل من دون شك، يساعده في ذلك تقصير مختلف الدول في مساعدة السوريين على التخلص من أداة القتل في سوريا، ورغم ذلك الدول التي يهاجمها الناشطون كل يوم في فيسبوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي ويتهمونها بأنها تتسبب بمقتل أطفال سورية، لا يمكن وصفها بذلك، هي لم تقم بواجباتها تجاه شعب يباد، لكنها ليست هي المجرم أو أداة الجريمة».

فيما يرى آخرون من السوريين أن الأمر معكوس تماما، فلولا سماح هذه الدول سواء العربية أو الغربية للنظام السوري بالتمادي لما حدثت المأساة، ومن بيده إيقاف القتل ولا يفعل يحسب كأنه القاتل، فبحسب المحامي «أبو عبادة» والمقيم في أنطاكيا، فإن الدول التي تستقبل اللاجئين السوريين وترحب بهم، هي نفسها تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية.

يقول الحقوقي «أبو عبادة» لــ «القدس العربي»، «لا بدّ أن استقبال السوريين كلاجئين وإكرامهم بنسب متفاوتة سواء في دول الجوار أو غيرها من الدول العربية والأوروبية، أمر جيد يشكرون عليه، لكنني أعتبر ذلك منهم تكفيرا عن جزء بسيط من الذنب الذي ارتكبوه وما زالوا يرتكبونه منذ أكثر من أربع سنوات وحتى اللحظة، فتلك الدول التي بيدها مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، تستطيع بقرار دولي يمكن اتخاذه خلال ساعات أن تسقط نظام القتل في سورية، لكنها لم تفعل، ويبدو أنها لن تفعل مطلقا، فقد طغت المصالح على الإنسانية في هذا العالم».

وحول تركيا بالتحديد وبوصفها دولة تصدر المهاجرين السوريين وغيرهم عبر سواحلها إلى دول أوروبا كل يوم، حتى غدا الأمر بحسب ناشطين شيئا يصعب ضبطه أو منعه، يحدثنا حسان الحلبي، وهو محرر إخباري في إحدى وسائل الإعلام المعارضة، ويقول: «لقد وقعت تركيا بين نارين، حقيقة، فعندما تضغط قليلا وتمنع السوريين من السفر عبر إزمير أو بودروم بحرا، أو حتى عبر أدرنا برا، يتذمر الجميع ويتهمون الحكومة التركية بأنها تحاول الحفاظ على أكبر عدد من اللاجئين السوريين داخل حدودها، ويتعدى الأمر ذلك لاعتبار الحكومة التركية حكومة تتعامل مع القضية السورية بمصلحية كاملة، وتحسب اقتصادها أولا وما يمكن أن تحصل عليه من الأمم المتحدة بحجة وجود عدد كبير من السوريين على أرضها».

ويضيف: «وفي حال سمحت تركيا أو تغاضت عن موضوع الهجرة غير الشرعية عبر أراضيها وسمحت لعدد معين من السوريين بالتدفق نحو أوروبا، يتم تحميلها المسؤولية الكاملة عن كل شخص يغرق في بحر إيجة، أو يصاب بأي أذى في الغابات التي تفصل أدرنا عن اليونان، وفي كلا الحالين لم تستطع الحكومة التركية إرضاء السوريين، رغم قيامها بما هو أفضل مما يقوم به غيرها من دول الجوار».

أما عن الدول العربية فتكثر الأحاديث بين السوريين على اختلاف توجهاتهم، فغالبا شتم دول الخليج شيء شبه وحيد يجمع بين المؤيدين والمعارضين، بحسب عدنان اللاجئ السوري في أنطاكيا والذي يقول «متهكما» أن عمله هو البحث عن عمل، حيث يرى عدنان أن «الدول العربية تلام كونها حاولت مرارا عبر سنوات الحراك الشعبي في سوريا أن تكون خارج الموضوع تماما، على الرغم من أنها قدمت الكثير من المساعدات المادية للسوريين، إلا أنها تدفع بذلك المال الذي لا يعادل شيئا بالنسبة لما تمتلكه من موارد، ثمن أمنها وبقائها بعيدة عن النزاع الحقيقي مع النظام السوري أو مؤيديه».

ويضيف عدنان: «جامعة الدول العربية خارج القصة تماما، ويبدو أنها اكتفت بأن حرمت بشار الأسد من كرسيه، إن موت كل طفل سوري، سواء غرقا أو تمزيقا بالقذائف، هو مسؤولية المسلمين أولا، والعرب ثانيا في كل بقاع الأرض، ونرى جميعا أن من ذكرتهم تخلوا عن مسؤولياتهم وأجزاء واسعة من مساحات ضمائرهم، نحن السوريين أيتام بكل معنى الكلمة».

آخر دفعة غرقت من السوريين مؤخرا كانت أكثر من عشرين شخصا، كلهم غرقوا بالقرب من مدينة بودروم على الساحل الغربي في تركيا، إلا أن رحلات اللجوء باتجاه أوروبا ما زالت مستمرة، ويبدو أن الموت والحياة أصبحا سيان عند بعض السوريين بعد أن أدمنوا الموت اليومي.

 

“أوقفوا المجزرة” بالنمسا: شاحنة الموت تفتح عيون الأوروبيين وأبوابهم

2015-09-04 | فيينا ــ نائل بلعاوي

في السادسة من مساء اليوم الأخير من شهر أغسطس/آب الماضي، كانت العاصمة النمساوية فيينا، وعلى اختلاف مكوّناتها الإثنية، تحتشد على مقربة من محطة قطاراتها المركزية الشهيرة “فيست بانهوف”، لتبدأ مسيرتها التي ستأخذها عبر الشارع التجاري الطويل “ماريا هيلفر” إلى ساحة الأبطال في الحي الأول، للتجمّع على مقربة من مبنى المستشارية، وتعلن بصوت واحد: “لا وجود لإنسان غير شرعي”، و”افتحوا الحدود الآن.. أنقذوا الضحايا”. إلى جانب الشعارات الأخرى التي اتفقت في مجملها على حقيقة واحدة: “لن نقبل بالجريمة بعد اليوم ولن نصمت”.

وحّد المتظاهرون في فيينا صوتهم، ورفعوه في وجه الجريمة الكبيرة التي تمثلت على نحو مفاجئ وفاجع، يوم 28 أغسطس، حين عثرت الشرطة النمساوية على شاحنة التبريد المحمّلة بـ71 جثة للاجئين. أدى هذا اليوم الأسود من أغسطس دوراً مفصلياً في المعنى وفي التأثير، في الوعي الجماعي للسكان في هذه المنطقة الهادئة من القارة الأوروبية، وترك جرحاً بليغاً لن يندمل بسهولةٍ ويُسرٍ، لا اليوم ولا الغد على الأغلب. وما فعلته الجريمة عند هؤلاء الناس هو الاشارة، التي بقيت لسنوات طويلة غائبة، إلى الجريمة الأم. تلك التي حملت ضحايا الشاحنة على ركوبها، والمغامرة بحيواتهم، سعياً خلف حرية مشتهاة وعيش من دون قَتَلَة وبراميل متفجرة وتعاويذ ترفع السيوف وتُنصب المشانق.

 

هذه الإشارة هي التي دفعت الحشود إلى الشارع (بين 30 و40 ألف متظاهر). وهي الإشارة التي ارتفع فيها شعار “أوقفوا المجزرة”. وهي التي ستفتح باب الحوار، بل الاحتجاج، على مصراعيه في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي في النمسا، كما في وسائل الإعلام. الإشارة عينها حرّكت الجلسات الطارئة للدولة والبرلمان ومجالس الأحزاب الصغيرة والكبيرة في النمسا، بعنوانٍ واحد “لا ترتكبوا الجرائم باسمنا”.

تكفّلت فاجعة الشاحنة من فتح الباب الموصد، الذي لم تتمكن المقالات القليلة في الصحف، ولا التقارير الخجولة، على امتداد سنوات الجمر السورية الأخيرة، ومن فتحه، ولا تمكنت من ذلك أخبار الموت المريع في عرض المتوسط، ولا صور أولئك الذين تمكنوا سابقاً من عبور الحدود إلى النمسا.

 

لم تتمكن كل تلك الأخبار من توجيه اهتمام الناس، ووعيهم إلى حقيقة أن مذبحة متواصلة لا تزال تدور وقائعها الوحشية في مكان ما، على هذه الأرض، وأن العمل على إيقافها، أو مساعدة ضحاياها، على الأقلّ، هو من صلب فكرة التضامن الفعلي بين البشر. وحدها فاجعة الشاحنة فعلت ذلك.

 

لعلّ الإيمان الجدّي بهذه الحقيقة الأخيرة، هو الذي دفع الرئيس النمساوي هاينز فيشر، في خطاب جارح، للقول إننا “لسنا وحدنا على هذا الكوكب. هناك من يموت كي يعيش مثلنا، فحفاظنا على حريّتنا، يكمن في القدرة على حماية هؤلاء الناس وضمان حقهم بعيش كريم بيننا”.

 

لم تبتعد كلمات الرئيس كثيراً عن المعنى الذي حملته كلمات المستشار فيرنر فايمان: “لا يستطيع المرء أن يعبّر بالكلمات وحدها، عن هذا الشقاء الذي يحيط بنا من كل جانب”. مع العلم أن أسقف مدينة فيينا الكاردينال كريستوف شينبورن، قد سبق الجميع أثناء إقامته قداساً على أرواح الضحايا، حين حذّر القيادة السياسية في البلاد، وفي دول الاتحاد الأوروبي عموماً، قائلاً “تأخرتم كثيراً، وعليكم الآن العمل والتحرك بسرعة من دون مبررات، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح هؤلاء الناس”.

 

وازداد وفقاً لهذه النبرة، عديد الشخصيات السياسية والثقافية، التي أعلنت عن تضامنها مع مأساة اللاجئين وتبعاتها الإنسانية العالية، وبدأت تنشر مواقفها في أعمدة الصحف اليومية، من الصحف التي توزع مجاناً في المترو، مثل “اليوم” و”النمسا”، إلى الصحف الجادة، من طراز “دير ستاندارد” و”دي بريسه”. ناهيك عن المهرجانات الموسيقية والحفلات والندوات، التي تُعقد يومياً في مختلف أنحاء البلاد رافعة شعار: “نرحّب بكم”.

 

بات التضامن حالة عامة وغير مسبوقة تجتاح البلاد من شرقها إلى غربها، وخصوصاً أن لا أحد يمانع هذه الحالة، ولا تظهر أي آراء من هنا أو هناك، لتضرب فكرتها الأساس: دعم اللاجئين. كما تغيب المواقف الناقدة أو المشككة، على شاكلة المواقف التي اعتاد حزب “الأحرار” اليميني المتطرف اختراعها والتغنّي بها، كـ”حماية الوطن من الغرباء”. وكان زعيم الحزب كريستيان شتراخه قد تناغم، هو الآخر، مع الحالة السائدة. وكتب على صفحته في موقع “فيسبوك”: “لدينا مرجعيات أخلاقية أيضاً”.

لا تودّ النمسا انسجاماً مع الحالة التي تعكس حجم الكارثة، أن تعود إلى صمتها السابق وحيادها البارد حيال الضحايا

 

عكس كل ذلك حالة غير مسبوقة من التعاطف النمساوي مع اللاجئين، لأن الذاكرة الجماعية للبلاد لا تحتفظ بفظائع شبيهة بهذه الكارثة، التي مثلتها وعكستها تراجيديا الشاحنة. وسبق للنمسا أن مرّت عبر تاريخها الحديث بتجاربٍ وضعتها وجهاً لوجه أمام مآسي اللجوء وتداعياته القاسية، كانتفاضة المجر في عام 1956، وربيع براغ (عاصمة تشيكيا الحالية وتشيكوسلوفاكيا سابقاً) في عام 1968، وحرب البلقان في تسعينات القرن الماضي.

 

لم تُرغم تلك الكوارث كل هذه الأعداد الهائلة من البشر على النزوح، كما هو الحال الآن مع نتائج المأساة السورية، ولم يترك كل ضحايا النزاعات السالفة أوطانهم هرباً من أشباح الموت الأكيد، كما يفعل السوريون. ولم توثر أي مأساة بالنمساويين كما فعلت شاحنة الضحايا تلك.

 

تجسدت صورة 71 إنساناً، بينهم أربعة أطفال، دفعة واحدة أمام الجمهور النمساوي. لم تعد الشاحنة مجرد خبر عابر في نشرة الأخبار أو زوايا الصحف. صارت هنا، على بعد كيلومترات قليلة من العاصمة فيينا. وعلى مسافة أقل من بورغينلاند المحاذية للحدود المجرية. لم تعد ضحية عالم بعيد ولا مجرّد نبأ في وسائل الإعلام.

 

واستولدت الشاحنة حالة قصوى من التضامن الإنساني الرفيع. هذا التضامن الذي تغرق البلاد الآن في اقتراحاته وتجلياته الثمينة، ولا تود تلافيه أو الابتعاد عنه. وقد عبّرت إحدى المتظاهرات عن ذلك خير تعبير، حين قالت لصديقها بصوتٍ مسموع: “لا يجدر بنا انتظار كارثة أخرى لنخرج بعدها إلى الشارع. يجب أن نعود دائماً، وألا نعتبر ما نقوم به الآن عابراً ومؤقتاً، كي لا تعود تلك الجرائم من جديد، وتختفي إلى الأبد”.

 

لا تودّ النمسا انسجاماً مع الحالة التي تعكس حجم الكارثة، أن تعود إلى صمتها السابق وحيادها البارد حيال الضحايا، بل تريد مواصلة المعركة والمضي بها قدماً، إلى تلك الحدود التي يريدها شعبها، إلى حدود تجفيف المنابع الأولى التي ترغم الناس على ترك بيوتهم وأوطانهم، المنابع القبيحة لهذه المأساة.

 

دي ميستورا على خطى سلفيه… وفيتو على مبادرته

عبسي سميسم

لا تزال جهود المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، قبل نحو شهرين من انتهاء مهمته، تسير بالطريقة نفسها التي سار بها المبعوثان اللذان سبقاه، الأخضر الإبراهيمي، وكوفي أنان، وهي طرح مبادرات غير قابلة للتطبيق، أو أن تطبيقها ليس بيد القوى التي يجري التحاور معها، وصولاً إلى عقد مؤتمر في جنيف متوقع له الفشل قبل عقده، ومن ثم الاعتذار عن استكمال المهمة والاستقالة، لينتج في النهاية المزيد من القتل بحق السوريين وإطالة عمر النظام السوري.

ويبدو أن دي ميستورا من خلال خطته الجديدة، القائمة على تشكيل مجموعات عمل، لا يعوّل على أكثر من الوصول إلى مؤتمر آخر في جنيف ينهي به مهمته، ولكن هذه المرة ربما يكون من دون مشاركة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، الذي من المرجح ألا يشارك في لجان دي ميستورا. لكن الأخير يُصرّ على تطبيق خطته حتى من دون الائتلاف، بعد أن ابتدع مرحلة مؤقتة قبل تطبيق بيان جنيف يحكمها اتفاق مؤقت بين المعارضة والنظام، ويجب عليهما من خلاله التكامل والتعاون عسكرياً لمحاربة التنظيمات الإرهابية، وهو أمر لا يمكن تطبيقه عملياً، ولا حتى الجهات التي يتحاور معها دي ميستورا تمتلك مقومات تطبيق مخرجات مثل هذا الاتفاق.

ومن المستبعد أن تقبل المعارضة بالتعاون مع النظام عسكرياً لمحاربة تنظيمات إرهابية فيما هي تعتبر أن كل التنظيمات الإرهابية هي إما من صناعة النظام أو بالحد الأدنى أحد أهم أسباب استمراره، عدا أن الائتلاف لا يمتلك سلطة على الفصائل المعارضة الفاعلة في الوضع الميداني وخصوصاً لجهة القبول في اتفاق كهذا.

ويواصل دي ميستورا مشاوراته التي كان آخرها مع مسؤولي النظام السوري في دمشق، بعد اجتماعه في بيروت بمساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان. وعلمت “العربي الجديد” من مصدر مطلع في دمشق، أن خارجية النظام السوري عبّرت لدي ميستورا عن عدم رضاها عن الأسماء التي طرحها المبعوث الدولي للمشاركة في اللجان، خصوصاً لجان الطرف الثالث (أي ممثلي منظمات المجتمع المدني). وحاولت الخارجية طرح أسماء من المعارضة المصنّعة في دمشق، ومن منظمات المجتمع المدني التابعة للنظام، بحسب المصدر، الذي كشف أن النظام السوري عاد ليطرح على المبعوث الدولي نغمة عمل اللجان بالتتابع وليس بالتوازي، أي البدء بلجنة مكافحة الإرهاب، الأمر الذي قد يمد بعمر اللجان لسنوات.

واعترض الائتلاف الوطني على هذه الخطة، مبدياً الكثير من التحفظات عليها بعد أن أصدر قراراً خلال اجتماع طارئ لأعضاء هيئته العامة، تحفّظ فيه على بعض ما ورد في خطة المبعوث الدولي ووضع العديد من الاستفسارات وصلت إلى أكثر من 40 وفق ما كشف أحد أعضاء الائتلاف لـ”العربي الجديد”، معلناً أن الائتلاف يتوجّه لعدم الانخراط في مجموعات العمل الأربع التي نصت عليها خطة دي ميستورا والتي تؤسس لقاعدة تفاوضية لعقد مؤتمر جنيف 3.

وأوضح عضو الائتلاف، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن قرار الائتلاف بالتحفّظ على خطة دي ميستورا، دفع الأخير إلى سحب الوثائق التي أرسلها إلى الجهات المعنية ومنها الائتلاف، والتي تُحدد إطار تنفيذ بيان جنيف وآلية عمل مجموعات العمل الأربع، مشيراً إلى أن الخطة تساعد الرئيس السوري بشار الأسد على البقاء في السلطة وهذا مخالف لنص بيان جنيف، وتمنحه مزيداً من الوقت ليواصل عمليات القتل بحق المدنيين، وتفتقر إلى الآليات الواضحة، وتتجاوز الإقرار بالتمثيل الشرعي لقوى الثورة والمعارضة السورية.

وشدد عضو الائتلاف على التمسك بضرورة الالتزام بتطبيق بيان جنيف كاملا وفق قرار مجلس الأمن رقم 2118، داعياً المجتمع الدولي، ولا سيما الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، إلى تحمل مسؤولياتهم لوقف إجرام نظام الأسد بحق الشعب السوري، والعمل على مواجهة أسس المأساة السورية، ودعم مطالب الشعب السوري، وهي تحقيق الانتقال السياسي الجذري والشامل من دون أي وجود للأسد وزمرته في المرحلة الانتقالية وما بعدها.

ولفت عضو الائتلاف إلى أن دي ميستورا سيكمل عمله في تشكيل المجموعات الأربع حتى إذا قرر الائتلاف عدم المشاركة، والتي شدد فريق دي ميستورا على أن يكون أعضاؤها من الخبراء، مضيفاً أن المجموعات ستضم النظام والنقابات (العمالية والفلاحية والمهندسين والأطباء) والتي هي بالأساس مكوّنة من الجبهة الوطنية التقدمية وعلى رأسها حزب “البعث العربي الاشتراكي” إلى جانب بعض ممثلي منظمات المجتمع المدني.

ويبدو الخلاف الروسي الأميركي ظاهرياً على مصير الأسد، وخصوصاً بعد تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال الأيام القليلة الماضية، التي أكد فيها شرعية الأسد وتمسّك موسكو ببقائه، وأن الجيش السوري هو الوحيد القادر على مكافحة الإرهاب في سورية، في الوقت الذي تؤكد فيه واشنطن ألا دور للأسد في سورية المستقبل.

ويُشكّل هذا الخلاف مؤشراً آخر على فشل مساعي الحل السياسي، على الرغم من التفويض الأميركي لروسيا المتفقة مع خطة دي ميستورا والممسكة بزمام مبادرات الحل السياسي حول سورية في الوقت الراهن، والتي سارعت إلى تلافي عدم مشاركة الائتلاف. فقد حثّ لافروف أعضاء لجنة المتابعة للقاءات موسكو التشاورية أثناء لقاء جمعهم في موسكو قبل يومين، على توحيد مواقف المعارضة السورية للانخراط في مفاوضات مع النظام السوري والتعاطي بشكل إيجابي مع خطة المبعوث الدولي، معتبراً أن هذه الجهود من أهم مقدّمات حل الأزمة في سورية.

بدء المفاوضات في منتصف الشهر الحالي لمجموعات العمل الأربع التي نصّت عليها خطة دي ميستورا، من دون مشاركة الائتلاف وممثلين عن الفصائل العسكرية للمعارضة، يعني إعادة المفاوضات إلى نقطة الصفر، وهذا ما يعرفه دي ميستورا جيداً، إذ ستكون المفاوضات شبيهة بمؤتمر القاهرة وموسكو من دون أي جدوى لها، وخصوصاً أن خطته لم تحصل على تبني مجلس الأمن وإنما أصدرت الأمم المتحدة بياناً رئاسياً فيها، وبالتالي فهي غير ملزمة للأطراف.

وتبدو سيناريوهات الحل السياسي في سورية معقّدة حتى الآن، في ظل تباين الرؤية بين كافة الأطراف حول مستقبل سورية، وخصوصاً في ما يتعلق بمصير الأسد الذي يبدو أنه نقطة الخلاف الرئيسية.

وكان دي ميستورا قد بدأ مهمته في سورية بالتشاور مع جميع الأطراف لاستطلاع رأيهم بإمكانية تشكيل هيئة حكم انتقالي كامل الصلاحيات، وتوصّل في نهاية مشاوراته إلى أن هناك عدم توافق على هذه الفكرة. وبدأ بطرح مبادرات هدنٍ تشبه إلى حد بعيد الهدن التي يفرضها النظام على المناطق التي يحاصرها وتقودها إيران، وكان نصيبها الفشل كذلك. وبعد الحراك السياسي في الفترة الأخيرة، قام دي ميستورا بطرح مبادرته الأخيرة القائمة على تشكيل مجموعات عمل تعمل بالتوازي من أجل الوصول إلى صيغة مشتركة تمهد لمؤتمر جنيف 3.

 

موسم الهجرة.. سوريّون يعبرون تركيا إلى أوروبا

إسطنبول ــ عدنان علي

تعمد الشرطة التركية إلى تفتيش السيارات التي تدخل إزمير لمنع اللاجئين من بلوغها، بالتزامن مع حملة على المهرّبين الذين ينقلونهم إلى اليونان.

 

في مدينة أزمير التركيّة، يتجمّع عشرات آلاف السوريين استعداداً لركوب قوارب صغيرة تقلّهم إلى إحدى الجزر اليونانية القريبة من الساحل التركي، المحطة الثانية من رحلتهم المحفوفة بالمخاطر، لبلوغ إحدى الدول الأوروبية حيث الحلم بحياة آمنة ومستقرة.

 

تشير المعطيات إلى أن خمسين ألف شخص وصلوا إلى اليونان في شهر يوليو/تموز المنصرم جلّهم من السوريّين، بالإضافة إلى آخرين من العراق وأفغانستان على سبيل المثال لا الحصر. وتعجّ فنادق إزمير بآلاف طالبي اللجوء، بالإضافة إلى آلاف آخرين يفترشون الحدائق العامة والشوارع الخلفية في المدينة. وكانت السلطات قد اتخذت هناك إجراءات للحدّ من دخولهم إلى المدينة ونفّذت عمليات مداهمة لبعض الفنادق ورحّلت المئات إلى مخيّم على الحدود التركية السورية، بالرغم من أن بعضهم يحمل بطاقة تعريف أو “كمليك”.

 

وكان محافظ مدينة إزمير مصطفى طوبراك قد أصدر قراراً بمنع دخول السوريين إلى المدينة بعدما ارتفعت أعداد اللاجئين السوريين فيها إلى 500 ألف وفق تقديرات غير رسمية (70 ألف مسجّل رسمياً). وقال إن السلطات التركية لن تتساهل في معاقبة كل من تسوّل له نفسه التفكير في الهروب إلى أوروبا وجزر اليونان ويحاول الهجرة غير الشرعية عبر الأراضي التركية. لكن بعض اللاجئين الذين تواصلت معهم “العربي الجديد”، يوضحون عدم وجود تدقيق كبير بدخول السوريين إلى المدينة. يقول عبد الرحمن الذي توجّه مع رفيق له إلى إزمير من مدينة تركية أخرى، “حضرنا بواسطة حافلة ركاب عادية ولم يعترضنا أحد. وقد تواصلنا مع المهرّب الذي أمننا في فندق ونقلنا مساءً إلى نقطة تجمّع بالقرب من البحر، في انتظار أن تتاح لنا فرصة الإبحار إلى إحدى الجزر اليونانية”.

 

من جهتها، تقول منار وهي لاجئة فلسطينية حضرت مع أولادها الصغار وشقيقها، أنها وصلت من دمشق قبل يومين وقد دفعت ألف دولار أميركي عن كل شخص بالغ للمهرّب الذي أدخلهم إلى تركيا، وذلك بعدما “بدأت سلطات النظام السوري أخيراً بالتشديد على سفر الفلسطينيين، في خطوة هدفها الابتزاز المالي فقط”. وبعد دخولهم إلى تركيا، نقلتهم حافلة إلى إزمير، وهناك تواصلوا مع مهرّب نقلهم إلى منطقة بين الغابات قريبة من البحر، في انتظار الفرصة المناسبة للمغادرة.

 

أما محمود الذي حضر مع أسرته من مدينة حلب قبل فترة وينوي اليوم الهجرة إلى أوروبا، فيقول إنه أوصل زوجته وابنته الصغيرة إلى إزمير وعاد إلى إسطنبول، في انتظار أن تقوم زوجته لاحقاً بلمّ شمل. يخبر أنه لاحظ “وجوداً لافتاً للشرطة التركية في المدينة، وأحياناً يتمّ التدقيق بكل ما يثير الانتباه. لكن وبما أن أوراقي قانونية وأملك إقامة (كيملك)، هم لا يستطيعون اتخاذ أي إجراء بحقّي”.

 

اقرأ أيضاً: مهرّب البشر من طرطوس إلى شتوتغارت

 

ويوضح مدير دائرة الهجرة التركية أتيلا طوروس أن “نحو مليونَي سوري مسجلون في 81 محافظة تركية، في حين لقي ما بين 22 ألفاً و25 ألفاً مصرعهم في أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا عبر المناطق الساحلية في تركيا من بحر إيجة والبحر المتوسط”.

 

أبو أحمد واحد من المهرّبين، يقول لـ “العربي الجديد” إن ثمة عدة طرق للوصول بحراً إلى الجزر اليونانية، أولاها وأكثرها شيوعاً هي عبر “البلم” وهو قارب مطاطي صغير يتسع عادة لنحو عشرة أشخاص، إلا أن أكثر من 30 شخصاً يُحشَرون فيه. وهو الأمر الذي يعرّضه لمخاطر كبيرة، لا سيما الغرق أو تعطل محركه. وهو معرّض للانقلاب نتيجة التدافع خلال مطاردته من قبل الشرطة التركية أو اليونانية.

 

يضيف أبو أحمد أن “البلم” هو الأرخص ثمناً، إذ إن البدل لقاء نقل شخص كبير هو 1250 دولاراً ونصف القيمة لمن هم دون العاشرة ومجاناً لمن هم دون السنتين. أما الطريقة الأخرى التي يلجأ إليها متوسطو الحال وكذلك الذين يخافون من مخاطر “البلم”، فهي المركب الخشبي الذي يتسع في الأحوال العادية لنحو عشرين شخصاً، لكن أكثر من 40 شخصاً يكدَّسون فيه وأحياناً 60 شخصاً. أما التكلفة، فتتراوح ما بين 2200 و2500 دولار.

 

ويتابع أبو أحمد أن الطريقة الثالثة هي عبر اليخت السياحي، ويلجأ إليها قلة من الناس لأنها مكلفة كثيراً وتصل كلفتها إلى 3500 دولار للشخص الواحد. لكن هذه الطريقة مريحة، إذ ينقل فقط خمسة أشخاص من بينهم نساء يظهرن على سطح اليخت بلباس صيفي على أنهن سائحات. وينطلق هذا المركب نهاراً بطريقة نظامية من الساحل، ويتجوّل ساعات عدة في عرض البحر، حتى يتسنى له العبور إلى المياه الإقليمية اليونانية. وهناك، يقترب من الساحل اليوناني بشكل طبيعي وينزل ركابه على الشاطئ ويعود إلى تركيا، بينما يسلم ركابه أنفسهم إلى الشرطة اليونانية للحصول على ورقة الطرد المسماة “الخارطية”.

 

في المحطة اليونانية وبعد استلام “الخارطية”، يتوجّه اللاجئون بحراً إلى العاصمة أثينا ويقيمون في أحد الفنادق الرخيصة، ريثما يتسنى لهم ترتيب الخطوة التالية في رحلتهم وهي الانتقال إلى العمق الأوروبي. بعضهم (الأقليّة) يختار السفر جواً عبر جواز سفر أوروبي مزوّر بتكلفة تتراوح ما بين 4500 و5600 دولار. ويتولى المهرب ترتيب العملية وتكرار المحاولة في حال فشلت، بعدما يقوم بتعديل مظهر “الزبون”، بما يتلاءم مع مواصفات صاحب الجواز الأصلي. وغالباً ما تبوء هذه المحاولات بالفشل في المرات الأولى، فتصادر السلطات جواز السفر المزوّر وتترك صاحبه، ليحاول مرّة أخرى. وأحياناً يقولون له: “حظاً طيباً في المرة المقبلة”.

 

إلى ذلك، ثمّة طريق غير معتمد كثيراً، باتجاه إيطاليا بحراً. وفرص نجاح اجتيازه منخفضة مثل فرص الانتقال جواً، لأن السلطات غالباً ما تكتشف الجواز الأوروبي المزور أو الهوية المزورة.

 

أما الطريق الأكثر اعتماداً خلال الشهرين الأخيرين والأخف تكلفة، فهو ذلك البري. وتنتقل مجموعات كبيرة براً إلى الحدود المقدونية ومنها إلى صربيا ثم هنغاريا وبعدها النمسا أو ألمانيا. وتتراوح التكلفة هنا ما بين 1500 و2000 دولار أو أكثر أحياناً، تبعاً للمسافة التي يتوجّب اجتيازها سيراً على الأقدام عند التنقّل ما بين الدول المذكورة، أو طول مدّة المكوث وما يتخلل ذلك من نفقات إضافية خاصة بالنوم في الفنادق والطعام.

 

160 ألف مهاجر بحراً

 

تفيد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين،  بأن 160 ألف مهاجر وصلوا بحراً إلى اليونان، ما بين الأول من يناير/كانون الثاني و14 أغسطس/آب 2015. يضاف إلى هؤلاء 1716 مهاجراً وصلوا عن طريق البرّ. وخلال الفترة الزمنيّة نفسها، لقي أكثر من 2400 مهاجر مصرعهم خلال محاولة عبور البحر الأبيض المتوسط باتجاه أوروبا.

 

والد الطفل السوري الغريق: هكذا فقدت عيلان وأخاه وأمهما

روى والد الطفل السوري الذي غرق قبالة سواحل تركيا وأثارت صورته صدمة في العالم، أن ولديه “انزلقا من بين يديه” حين انقلب المركب الذي كان يقلّهم إلى اليونان، وفقاً لروايته لوكالة دوغان التركية، ونقلتها وكالة فرانس برس.

وفقد عبدالله شنو طفليه عيلان (3 أعوام) وغالب (4 أعوام)، وزوجته ريحانة في الكارثة.

 

وقال عبدالله شنو: “كنت أمسك بيد زوجتي، لكن ولديّ انزلقا من بين يدي. كان الظلام حالكاً والجميع كانوا يصرخون” لحظة بدأ القارب يغرق. وأضاف “حاولوا التمسك بالقارب الصغير، ولكن الهواء كان يخرج منه”.

 

وجلس عبد الله الذي بدا عليه الحزن الكبير، أمام المشرحة في بودروم وهو ينعم النظر إلى هاتفه النقال بانتظار نقل جثامين عائلته في عربة تابعة للبلدية، بحسب ما روى مصور وكالة فرانس برس.

 

وكانت عائلة عبد الله من بين 12 مهاجراً سوريّاً غرقوا ليل الثلاثاء الأربعاء بعد انقلاب المركب الذي كان ينقلهم من بودروم نحو جزيرة كوس اليونانية.

وأثارت صورة جثة الطفل عيلان ممدداً على بطنه على رمال شاطئ بودروم جنوب غرب تركيا لدى نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم على الصفحات الأولى للعديد من الصحف الأوروبية صدمة حقيقية وموجة تأثر في العالم.

 

وفي صورة أخرى ظهر عنصر من قوات الأمن التركية وهو يحمل جثة الطفل بين ذراعيه.

 

وكان عبد الله وعائلته يحاولون العبور مع ثلاثة سوريين آخرين من مدينة كوباني (عين العرب) السورية الكردية التي شهدت العام الماضي أشهراً من القتال بين المليشيات الكردية والجهاديين، بحسب الإعلام التركي.

 

وذكرت صحيفة “أوتاوا سيتزن” الكندية أن عائلة عبد الله كانت تحاول الهجرة إلى كندا.

 

وذكرت أن شقيقته وتدعى تيما وتعمل مصففة شعر في فانكوفر التي هاجرت إليها قبل 20 عاماً، قدمت طلباً لإحضارهم كلاجئين إلى كندا إلا أن السلطات الكندية رفضته في يونيو/ حزيران.

 

ونقلت الصحيفة عن تيما الكردي قولها “لقد حاولت إحضارهم، وساعدني أصدقائي وجيراني في التحويلات المصرفية، ولكننا لم نستطع، ولذلك ركبوا القارب”.

 

وروى عبد الله كيف بدأت المياه تتسرّب إلى القارب بعد أن بدأ رحلته في البحر في منتصف الليل، ما تسبب بانتشار الذعر بين اللاجئين.

 

وقال “بدأت المياه تدخل القارب على بُعد 500 متر من الشاطئ. ابتلّت أقدامنا”. وحاول أن يمسك بطفليه وزوجته بينما كان يمسك بالقارب الذي انقلب، إلا أن المياه سرعان ما سحبتهم.

 

وقال الوالد “كان الظلام مخيّماً والجميع يصرخون، لذلك لم تتمكن زوجتي وولداي من سماع صوتي. حاولت أن أسبح إلى الساحل مستهدياً بالأضواء، لكنني لم أتمكن من العثور على زوجتي وولدي حين وصلت إلى اليابسة”.

 

وأضاف “عندما لم أعثر عليهم في نقطة التجمع في بودروم حيث نلتقي عادة، توجهت إلى المستشفى وأبلغوني الأخبار السيئة”.

 

وأكد أن عائلته كانت ترغب في التوجه إلى كندا، ولكنه يريد الآن العودة إلى كوباني لدفن عائلته.

 

وصرح مصدر في مستشفى في بودروم لوكالة فرانس برس أنه سيتم نقل الجثث جوّاً إلى اسطنبول في وقت لاحق، يوم الخميس، وبعد ذلك إلى بلدة سوروتش التركية الحدودية قبل أن تُنقل إلى محطتها الأخيرة في كوباني.

 

وصرح مصطفى عبيدي، الصحافي في كوباني على الحدود التركية شمال سورية، أن عائلة عبد الله كانت تعيش في دمشق حتى 2012 إلا أنها أجبرت على الفرار بسبب الحرب.

 

وبعد تنقّلها مراراً، قررت العائلة الانتقال إلى أوروبا عبر تركيا عندما دخل تنظيم الدولة الإسلامية بلدة كوباني مرة أخرى في حزيران/ يونيو واحتجز الرهائن ليومين وقتل أكثر من 200 مدني فيها.

 

وأضاف عبيدي أن العائلة مكثت في بودروم شهراً وادّخرت بعض المال واقترضت البعض الآخر من الأقارب لدفع تكاليف الرحلة.

 

ونقلت وكالة دوغان عن عبد الله قوله إن العائلة دفعت المال للمهرّبين مرتين للتوجه إلى جزيرة كوس اليونانية.

 

وقال عبدالله “في المحاولة الأولى قبض علينا حرس السواحل، وأفرج عنّا لاحقاً”. وأضاف أنه في المرة التالية “لم يفِ المهرّبون بوعدهم ولم يحضروا لنقلنا في قارب”.

 

ونتيجة لذلك، قرر عبد الله وعائلته القيام بالرحلة المنكوبة بشكل مستقل، فقام مع سوريين آخرين من بلدة كوباني “الحصول على قارب بطرقنا الخاصة، وحاولنا العبور إلى الجانب الآخر”.

 

واعتقلت السلطات التركية أربعة أشخاص يشتبه بأنهم مهرّبون، وهم سوريون تراوح أعمارهم بين 30 ـ 41 عاماً، للاشتباه بتورطهم في حادثين أوديا بحياة عائلة عيلان و11 شخصاً آخرين.

 

وذكرت وكالة دوغان للأنباء أن المشتبه بهم متهمون بالتسبب “بوفاة أكثر من شخص” و”تهريب مهاجرين”.

 

بوتين: النازحون يهربون من “داعش“!

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في كلمة له أمام منتدى الشرق الاقتصادي، الجمعة، في مدينة فلاديفستوك، إن موسكو تعلم “أن هناك أسباباً مختلفة وراء اندلاع النزاع المستمر في سوريا، منذ ما يزيد عن أربعة أعوام، إلا أن الهاربين يفعلون ذلك، ليس بسبب نظام الأسد، بل خوفاً من بطش إرهابيي داعش، والذين استولوا على أجزاء واسعة من سوريا والعراق، ويرتكبون أبشع المجازر”.

 

وقال بوتين، إن الرئيس السوري بشار الأسد، مستعد لاجراء انتخابات برلمانية مبكرة، ولاقتسام السلطة مع معارضة “صحية”. ودعا إلى انشاء ائتلاف دولي للتصدي للتطرف، قائلاً إنه تحدث مع الرئيس الأميركي حول هذه المبادرة. وقال الرئيس الروسي: “نريد فعلا ايجاد نوع من التحالف الدولي لمكافحة الارهاب والتطرف”. وأكد “نحن نعمل مع شركائنا في سوريا. وبشكل عام هناك تفاهم بأن توحيد الجهود في محاربة الإرهاب يجب أن تسير بالتوازي مع نوع من العملية السياسية في سوريا نفسها”.

 

وأضاف بوتين “بالنسبة للضربات الجوية فنحن نرى سلاح الجو الأميركي يشن غارات تبدو قليلة الفاعلية ومنخفضة الكفاءة، أما الحديث عن أي مشاركة روسية في أي عملية عسكرية مبكر جداً وسابق لأوانه”. مؤكداً أن روسيا تقدم لسوريا “دعماً جدياً بدءاً من الأسلحة والمعدات، وصولاً إلى إعداد وتدريب العسكريين، وتزويد الجيش بالمستشارين”. وبيّن الرئيس الروسي أن “المشاركة في عملية عسكرية ليست مطروحة على جدول أعمال موسكو حالياً”، وقال ان موسكو تجري مشاورات مع سوريا، ودول أخرى في المنطقة والعالم، بشأن تشكيل تحالف لمحاربة الإرهاب، مشيراً أنه ناقش الأمر مع الرئيس الأميركي بارك أوباما، ومع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومع قادة آخرين في المنطقة” ومؤكداً أن “كافة العقود العسكرية المبرمة بين موسكو ودمشق ستنفذ”.

 

وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست، قد أكد أن تقديم أي دعم عسكري روسي للنظام السوري، سواء أكان طواقم عسكرية أو معدات طائرات أو أسلحة أو تمويل، يعد بمثابة زعزعة لاستقرار المنطقة وسيؤدي إلى نتائج عكسية. وأشار إرنست إلى إن واشنطن على دراية بتقارير تتحدث عن قيام روسيا بإرسال طواقم عسكرية وطائرات إلى سوريا، وهي تراقب هذه التقارير عن كثب. وذكر إرنست أن أميركا عملت على قيادة التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة”، وأنها ترحب بمساهمة روسيا في هذا المجهود، لافتاً إلى أن بلاده كانت من أبرز المؤيدين للانتقال الديبلوماسي السياسي في سوريا، وأنها ترحب بجهود روسيا الإيجابية في ذلك الاتجاه.

 

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قد نفت صحة تقارير تحدثت عن قيام روسيا بنشر طائرات عسكرية فوق الأراضي السورية. وأكدت زاخاروفا في مؤتمر صحافي، أن بلادها ستواصل تقديم مختلف أنواع الدعم والمساعدات اللازمة “لسوريا في حربها ضد الإرهاب”، بما يتوافق وأحكام القانون الدولي. وأضافت المتحدثة أنه “غالباً ما تصدر بيانات حساسة عن التعاون العسكري التقني الروسي مع سوريا، تتحدث عن زيادة أو تراجع (في التعاون)”، وقالت “خطنا الثابت هو تقديم العون لدمشق في القتال ضد التهديد الإرهابي”.

 

وكان مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، قال إن موسكو لن تلتحق بالتحالف الدولي ضد “الدولة الإسلامية” بقيادة واشنطن. وأشار إلى أن التحالف يقصف أراضي سوريا دون موافقة مجلس الأمن الدولي. وقال تشوركين: “أعتقد أنه إذا قررنا الالتحاق بالتحالف تبعاً لشروطه فسيرحبون بنا في صفوفه، لكن المشكلة في أننا لن ننضم إلى التحالف الذي لا يأخذ في عين الاعتبار قرارات مجلس الأمن الدولي”.

 

انتقادات إيرانية لخطة دي ميستورا: للأسد دور أساسي

قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسن أمير عبداللهيان، إن بلاده تعتبر أن للرئيس السوري بشار الأسد دوراً أساسياً في مكافحة الإرهاب، ولذلك يجب أن يشمل أي حديث عن حل سياسي للأزمة السورية، إشراك الأسد فيه.

 

كلام عبداللهيان جاء خلال لقائه مع الأسد في دمشق، الخميس، استكمالاً للنقاش الإيراني-السوري حول مجموعة من المقترحات التي تقدمها طهران لحل الأزمة السورية.

 

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، قال عبداللهيان إن “إيران تثمن وتقدر عاليا الدور المحوري والمركزي والمفصلي للرئيس بشار الأسد لحفظ الوحدة الوطنية في سوريا، ومكافحة الإرهاب وإدارته الحكيمة لضمان خروج سوريا من الأزمات المتعددة التي عصفت بها خلال السنوات الماضية”، وأكد على ضرورة أن يكون للأسد دور في أساسي، ومحوري، في أي حل سياسي. وأشار إلى أن موقف طهران وموسكو ثابت ومتوافق حيال الأزمة السورية، معتبراً أنه في حال طرح إيران أي “مشروع سياسي (..) لإيجاد حل للأزمة فيها فإنه سيلقى مؤازرة من قبل موسكو”.

 

وعن المقترحات الإيرانية التي قدمتها طهران لدمشق، خلال الزيارة الأخيرة التي أجراها وزير الخارجية محمد جواد ظريف إلى سوريا، قال عبداللهيان إن “الرئيس الأسد وكل المسؤولين في سورية عبروا عن رغبتهم بنقاش الأفكار الإيرانية وإيصالها إلى النتائج المرجوة”. ولفت إلى أن “اللقاء الذي جمعه مع الرئيس الأسد كان فرصة للاستماع إلى وجهة نظر سيادته وأفكاره القيمة حول إيجاد حلول سياسية ناجعة للأزمة في سوريا”. وأكد أن إيران تحرص على “الأخذ بعين الاعتبار جميع هذه الأفكار والتوجيهات والإرشادات في مجال الرؤى المشتركة بين سوريا وإيران، التي يتم تداولها حاليا لإيجاد مخارج سياسية للأزمة في سوريا”.

 

وأضاف “المباحثات مع المسؤولين السوريين كانت معمقة وشملت جميع التفاصيل والنقاط الواردة في الورقة الإيرانية المقترحة”، وأشار إلى أن “جميع هذه الأفكار المطروحة ما زالت خاضعة للنقاش والتشاور وتبادل وجهات النظر، وعند التوصل إلى صيغة نهائية لها ستكون هناك مجموعة التزامات مطلوبة من جميع الأطراف المعنية بها”.

 

وعن خطة المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، قال عبداللهيان إنها “تحتوي على نقاط جيدة”، لكن لطهران بعض الانتقادات عليها، وقد وجهتها إلى دي ميستورا، الذي وعد “أن يأخذ هذه الانتقادات بعين الاعتبار ويجري التعديلات المناسبة بشأنها”.

 

من جهته، كرر المقداد اتهام دمشق للمبعوث الدولي بعدم الحيادية، وقال إن أي مبعوث يمثل الأمم المتحدة عليه أن “يتحلى بالموضوعية والحيادية عند طرحه أي مبادرة لحل الأزمة”. وأشار إلى أن المسؤولين السوريين “عندما ناقشوا أفكار دي ميستورا الأخيرة خلال زيارة نائبه إلى سوريا طرحوا عدداً من الأسئلة عليه، وما زلنا بانتظار الإجابة، وفور توضيح هذه الاستفسارات وورود الأجوبة عليها سنحدد موقفنا النهائي منها”.

 

على صعيد آخر، طالب المقداد المجتمع الدولي بمساعدة سوريا في “محاربتها للإرهاب” من أجل وقف هجرة السوريين إلى الخارج. وشدد على “ضرورة أن تعي الدول الغربية، التي تشجع الأزمات في الدول النامية، مخاطر ما تقوم به وتتحمل مسؤولياتها، وبشكل خاص التوقف عن دعم الإرهاب المتصاعد ووقف تآمر بعض الحكومات على سوريا، بما فيها القيادة التركية الحالية، والسعودية، وقطر، ودول أخرى في المنطقة”.

 

في السياق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن “اللاجئين ليسوا وحدهم الغارقين في البحر الأبيض المتوسط، بل إنسانيتنا أيضاً”. واعتبر أن”الدول الأوروبية شريكة في تحمل وزر كل لاجئ يفقد حياته في البحر الأبيض الذي يعد مهداً لأقدم الحضارات في العالم”، وأشار إلى أن كل لاجىء يموت “يفتح جرحاً عميقاً في قلوبناً، لكن لم نسمع أو نرَ أدنى مؤشر على الندم وتأنيب الضمير لدى الذين يتركون هؤلاء الناس عرضة للموت في البحر الأبيض و(بحر) إيجه”.

 

دلائل متزايدة على التورط العسكري الروسي في سوريا..وموسكو تنفي

المحادثة جرت بين عناصر طاقم المدرعة الروسية

على الرغم من نفي موسكو تقارير تفيد ببدء التدخل الروسي العسكري في سوريا، إلا أن ظهور معدات عسكرية روسية متطورة في المعارك السورية، يؤكد التورط الروسي المباشر.

 

موقع “Oryx Blog” نشر في 29 آب/أغسطس، تقريراً حول وجود دلائل جديدة حول التورط الروسي المباشر في الحرب الأهلية السورية. وأشار التقرير إلى أن المقاطع المصورة لهجمات قوات النظام في ريف اللاذقية، تُظهر وجود مدرعات مقاتلة متطورة لنقل المشاة، من نوع “BTR-82A” روسية الصنع، مع طواقمها، ما يدلل على أن للقوات الروسية دوراً رئيسياً في قيادة المعارك على الأرض.

 

المثير للانتباه، في فيديو أصدره “الإعلام الحربي” في مليشيا “الدفاع الوطني”، هو ظهور مجموعة من الأسلحة المتطورة لدى المليشيا، ومن ضمنها “BTR-82A”. ولم يتضح من الفيديو إذا كانت هذه المُدرعات في حوزة “الدفاع الوطني” أو “الحرس الجمهوري” التابع لقوات النظام، في شمال شرقي اللاذقية.

 

وتمكن موقع “Oryx Blog” من تظهير محادثة صوتية باللغة الروسية، وردت بشكل غير واضح، نتيجة الضجيج الناجم عن اطلاق ذخيرة “30mm 2A72” من المدرعة “BTR-82A”، في المقطع المصور. المحادثة جرت بين عناصر طاقم المدرعة الروسية، ما يؤكد أن من يقوم بتشغيلها هم من القوات الروسية شخصياً.

 

ومعلوم أن روسيا زودت قوات النظام السوري، بعدد من مدرعات “BTR-80″، في أواخر العام 2013، خلال العملية الأممية لنزع السلاح الكيماوي للنظام. ولم تتم إعادة أي من تلك المدرعات إلى روسيا بعد إنهاء عملية “التخلص” من مخزون السلاح الكيماوي السوري.

 

موقع “Oryx Blog”، أكّد في تقرير آخر منشور في 24 آب/أغسطس، أن سفينة قوات البحرية الروسية “Nikolay Filchenkov”، التابعة لاسطول البحر الأسود، وجدت طريقها إلى سوريا، محملة بمدرعات “BTR-82s”، في إطار إعادة تسليح قوات النظام.

 

التقرير أكد وصول مدرعات ثقيلة أخرى، كدبابات من نوع “T-72s” وعربات “BMP-2s” ومدافع “Akatsiya” ذاتية الدفع وذخيرة لها من عيار “152mm 2S3″، بالتزامن مع وصول قوات “الحرس الجمهوري” إلى ريف اللاذقية في منتصف حزيران/يونيو 2015.

 

موقع “السورية نت”، كان قد كشف سابقاً عن مكان تواجد طاقم روسي في بلدة صلنفة بريف اللاذقية، على ارتفاع 1200 متر عن سطح البحر. وتكمن مهمة الطاقم الروسي في “الإشراف على مشروع تنظيم خطوط دفاعية ترابية وتسلسلية بطريقة احترافية، وتحصينها وتجهيزها بالمعدات الحديثة للمراقبة وكشف تقدم قوات المعارضة فيما لو هاجمت قرى ريف اللاذقية التي تضم مؤيدي النظام. وتبدأ الخطوط الدفاعية من مدينة صلنفة لتنتهي بالقرب من مدينة مصياف في ريف حماة”.

 

صحيفة “الوطن” الصادرة في دمشق، والموالية للنظام، قالت في 26 آب/أغسطس، إنه “في غضون بضعة أسابيع فقط، وصل إلى دمشق العديد من المستشارين العسكريين، الذين طرحوا احتمال إنشاء قاعدة عسكرية روسية أخرى في جبلة” بريف اللاذقية. المقالة أكدت أن ست طائرات مقاتلة روسية من نوع “Mikoyan MiG-31″، تم تسليمها مؤخراً لدمشق، وهي طائرات اعتراضية، اشترتها سوريا عام 2007، لكن العقد جُمد في ذلك الحين. “الوطن” قالت إن روسيا بدأت تزويد النظام، بصور الأقمار الصناعية.

 

وكان مصدر في وزارة الدفاع الروسية، قد نفى لقناة “روسيا اليوم” التقارير التي تفيد بتدخل موسكو العسكري المباشر في سوريا. وقال المصدر: “لم يكن هناك أي إرسال لطائرات حربية روسية إلى سوريا، وطائرات القوات الجوية الروسية ترابط في مطاراتها الدائمة وفي مناطق أداء مهماتها وفقا لخطة تدريب القوات وأداء المناوبة القتالية”.

 

وكان موقع “يديعوت أحرونوت”، قد نشر تقريراً، نشرته “المدن”، بعنوان “طائرات روسية في السماء السورية”، وجاء فيه أن روسيا بدأت تدخلها العسكري في سوريا، عبر نشر كتيبة جوية في قاعدة عسكرية سورية دائمة، بغرض شنّ هجمات ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” والمتمردين الإسلاميين، في ظل صمت أميركي. ويُتوقع، بحسب التقرير، أن يبدأ وصول الطيارين الروس إلى سوريا في الأيام المقبلة، لقيادة الطائرات الروسية الحربية والحوامات القتالية ضد أهداف لتنظيم “الدولة”، وأهداف للمتمردين. وقال ديبلوماسيون غربيون إن “قوة التدخل السريع” الروسية وصلت بالفعل إلى سوريا، وأقامت معسكراً في قاعدة جوية تسيطر عليها قوات النظام، في محيط دمشق، حيث سيتم استخدامها كقاعدة تشغيل روسية.

 

موقع “The Aviationist” نشر بدوره، في 2 أيلول/سبتمبر، صوراً التقطت بريف إدلب، لطائرات روسية، من نوع “Sukhoi Su-27″ و”Mig-29 Fulcrum” وقاذفات “Su-34 Fullback” و”Pchela-1T drone”. ويشير الموقع إلى أن وجود هذه الطائرات، يعني أن “قوة التدخل السريع” الروسية، قد وصلت بالفعل إلى سوريا، وبدأت عملياتها من قاعدة جوية بالقرب من العاصمة دمشق.

 

كما أن موقع “Flightradar24″، كان قد رصد وجود حركة طيران شحن روسي، من نوع “Il-76 airlifter”، خلال الأيام الماضية فوق السماء السورية.

 

طيران الشحن المتنقل بين روسيا وسوريا، يؤكد بحسب موقع “The Aviationist”، عمليات توصيل “قوة التدخل السريع” الروسية. كما أن الصور من ريف إدلب، التي نشرها الموقع، تؤكد أن الكتيبة الروسية تتضمن مقاتلات مهاجمة من نوع “Su-34” وطائرات للتفوق الجوي من نوع “MiG-29” و”Su-27″، وطائرات من دون طيار من نوع “Pchela 1T” يصل مداها إلى 60 كيلومتراً. ويُذكر بأن ريف إدلب، يخلو تماماً من أي وجود لتنظيم “الدولة الإسلامية”، ما يؤكد أن مهمة الطيران الروسي هي مهاجمة قوات المعارضة السورية الأخرى، وحماية النظام السوري.

 

مايكل ويس، في مقال نشر له الثلاثاء، في “The Daily Beast”، قال إن مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية، يُبدون حذراً تجاه هذه التقارير. أحد المسؤولين الأميركيين السابقين، قال إنه “تم إخباري بأشياء من قبيل: (لا نستطيع فعلاً التكلم في هذا الموضوع)، ما يُشير لي بأن هناك بعض الحقيقة في هذه المزاعم”.

 

ويس أشار إلى سفينة الشحن “Flichenkov” التابعة لأسطول البحرية الروسية، التي عبرت اسطنبول في 22 آب/أغسطس، وشوهد على سطحها: شاحنات “Kamaz” وما لا يقل عن أربع مدرعات قتالية ناقلة للمشاة “BTR”، وهذا لا يشمل حمولة عنابر السفينة الداخلية.

مسؤول مخابرات أميركية، أخبر “The Daily Beast”، أنه بينما لا أحد “متفاجئاً من متابعة تقارير حول التسليح الجديد الذي تقوم به القوات الروسية في المنطقة –والذي يتضمن تدريباً روسياً على تلك المعدات- فإن الفارق بين التدريب وأخذ دور في العمليات القتالية يبدو غامضاً. ولكن مجمع الاستخبارات الأميركية لم يجد أي شيء يشير إلى أن روسيا لا تأخذ دوراً في القتال”.

 

دفن الطفل السوري الغريق وشقيقه ووالدته في كوباني

إيلاف- متابعة

بيروت: شارك مئات السوريين في تشييع ودفن الطفل الغريق ألان شنو وشقيقه ووالدته الجمعة في مدينة كوباني ذات الغالبية الكردية الحدودية مع تركيا، بحسب ما ذكر صحافي في المدينة لوكالة فرانس برس.

 

وقال الصحافي الكردي مصطفى عبدي في اتصال هاتفي مع فرانس برس “تم تشييع الطفل ألان شنو وشقيقه ووالدته اليوم في كوباني حيث دفن في حضور والده عبدالله وبمشاركة مئات الاشخاص. خيم حزن شديد، وكان الجميع يبكون”.

 

واضاف “كوباني اعتبرتهم شهداء، ودفنوا في مقابر الشهداء”.

 

ونقل عبدي عن الوالد قوله خلال المأتم ان افراد عائلته “ضحايا من قتلى كثيرين في سوريا. آمل ان يتم ايجاد حل للازمة السورية”.

 

واضاف “لا احمل أحدا مسؤولية ما حصل. انها مسؤوليتي وحدي. وسأظل أدفع الثمن طيلة حياتي”.

 

ونزحت عائلة عبدالله شنو مرات عدة داخل سوريا والى تركيا هربا من اعمال العنف قبل ان تقرر الهجرة الى اوروبا.

 

واثارت صورة جثة الطفل ألان البالغ الثالثة من العمر ممددا على بطنه على رمال شاطئ بودروم جنوب غرب تركيا لدى نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم على الصفحات الاولى للعديد من الصحف الاوروبية، صدمة حقيقية وموجة تاثر في العالم.

 

وكان بين مجموعة من المهاجرين السورين الذين غرقوا عندما انقلب بهم زورق يقلهم من بودروم الى جزيرة كوس اليونانية. وكان بين القتلى شقيق الان غالب (خمس سنوات) ووالدته ريحانة (28 عاما).

 

وقال عبدي ان الوالد بدا منهارا. واضاف “قلت له ان العالم كله متضامن معك، فقال: ماذا ينفعني العالم؟ لقد دفعت الغالي”.

 

مليارات الدولارات تجنيها عصابات الإتجار بالبشر

تهريب اللاجئين تجارة تفوق المخدرات والأسلحة

عبد الاله مجيد

يبيّن توافد آلاف اللاجئين والمهاجرين من أفغانستان والشرق الأوسط وأفريقيا على دول الاتحاد الأوروبي عبر البلقان أن تجارة تهريب البشر شهدت رواجًا واسعًا، وهي الآن أكبر من تجارة المخدرات والتجارة بالسلاح الممنوع، كما يؤكد مسؤولون أمنيون أوروبيون.

 

عبدالإله مجيد: قال الكولونيل غيرالد تاتسغيرن، رئيس شرطة مكافحة المتاجرة بالبشر في النمسا، إن هناك في اليونان وحدها نحو 200 عصابة لتهريب اللاجئين والمهاجرين.

وأعلنت وزيرة الداخلية النمساوية يوهانا منكل لايتنر أن تهريب اللاجئين تجارة قيمتها مليارات الدولارات، مشيرة إلى انتشار هذه التجارة في عموم المنطقة، وخاصة في بلدان مثل بلغاريا والمجر ومقدونيا ورومانيا وصربيا.

 

مندوبون جوالون

يتبدى وجود هذه العصابات في محطة كيليتي للقطارات في العاصمة المجرية بودابست، حيث منعت السلطات آلاف اللاجئين من الوصول إلى الغرب. إذ يطوف أفراد عصابات التهريب بين اللاجئين، عارضين عليهم بالهمس نقلهم إلى النمسا مقابل مئات الدولارات.

 

لكن اللاجئين ما زالوا يتذكرون موت 71 مهاجرًا قضوا اختناقًا بعدما تركهم المهرّبون على أحد الطرق في النمسا. وفي حادث آخر، أنقذت الشرطة 24 أفغانيًا من داخل شاحنة مغلقة بعد مطاردة في شوارع فيينا. وقالت الوزيرة منكل لايتنر إن ساعة كانت تفصل بينهم وبين الموت.

 

ويقدر روب وينرايت رئيس الشرطة الأوروبية “يوروبول” أن نحو 30 ألف شخص ضالعون في عصابات تهريب البشر، وأن يوروبول فتحت هذا العام وحده ملفات 1400 قضية تتعلق بتهريب البشر.

 

من المخدرات إلى البشر

وقال مسؤولون أوروبيون إن شاحنات خفيفة كانت تُستخدم سابقًا لتهريب السجائر أصبحت تُستخدم الآن لتهريب بضاعة أكثر هشاشة وقابلة للكسر هي البشر. ويستطيع اللاجئ أو المهاجر أن يختار من بين قائمة من الخدمات على مواقع التواصل الاجتماعي، من مقعد غير مريح على قارب مطاطي، وجهته اليونان، إلى طائرات خاصة من النمط الذي يستخدمه رجال الأعمال، تنقل من يدفع المبلغ المطلوب إلى السويد مباشرة.

 

وأوضح روبرت تشربيكو رئيس مكافحة الجريمة المنظمة في يوروبول أن هناك عددًا متزايدًا من الشبكات التي كانت تهرّب المخدرات، لكنها تحوّلت إلى تهريب البشر. أضاف “إن عدد النشاطات الإجرامية يتزايد بسرعة طردية مع عدد المهاجرين غير الشرعيين”.

 

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن باتريك إنغستروم، رئيس قسم حماية الحدود في الشرطة السويدية، إن تجارة تهريب البشر بوصفها نشاطًا إجراميًا عالميًا “تجارة مربحة جدًا”. وأصبحت السويد إلى جانب ألمانيا وجهة اللاجئين الرئيسة في أوروبا، بعدما أعلنت إستوكهولم أن اللاجئين السوريين سيُمنحون إقامة دائمة وحق إعادة توطين عائلاتهم داخل الحدود السويدية.

 

خداع 5 نجوم

وبحسب إنغستروم، فإن شرطة حماية الحدود السويدية كشفت مخططات للوصول إلى السويد بطرق بسيطة، مثل عبور مركبة استجمامية على أحد الجسور، وطرقًا معقدة مثل استئجار طائرة خاصة أقلعت من تركيا، حيث تقاضت العصابة التي استأجرتها نحو 10 آلاف دولار من كل مسافر سوري مقابل رحلة خمس نجوم كهذه.

 

يعكس تنوع الأساليب تباين الأوضاع التي يهرّب منها طالبو اللجوء. فالنزاع السوري، الذي دخل عامه الخامس، دمّر حياة الكثير من عائلات الطبقة الوسطى، التي كانت في الغالب ستبقى قرب سوريا سنوات، معتمدة على مدخراتها، على أمل العودة قبل أن تيأس، وتتجه صوب أوروبا.

 

وقال مسؤولون أمنيون أوروبيون إن لكل خدمة ثمنها، من مئات الدولارات مقابل رحلة بحرية خطيرة تحت سطح قارب عتيق عبر البحر المتوسط إلى آلاف الدولارات مقابل رحلة أطول وأكثر تعقيدًا، لكنها مضمونة ومريحة. وفي عصر الهاتف الذكي، تتوافر خدمات التهريب باللغة العربية على فايسبوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي. كما يتواصل المهاجرون مع بعضهم البعض خلال الرحلة مستخدمين أدوات كتابة الرسائل، مثل واتس آب، للتحذير من الأماكن التي تكون قوات الشرطة منتشرة فيها بكثافة.

 

ترويج عبر الانترنت

تكون الرحلة بقارب ومشيًا على الأقدام، وبالقطار والحافلة لقطع أكثر من 1600 كلم وصولًا إلى ألمانيا من نقطة الانطلاق في تركيا، بحسب مسؤولين أوروبيين. وتقدر السلطات أن 90 في المئة من اللاجئين يدفعون إلى عصابات التهريب لترتيب الرحلة أو على الأقل مرحلة مهمة منها.

 

وقالت إيزابيلا كوبر المتحدثة باسم وكالة حماية الحدود الأوروبية “فرونتكس” إن المهرّبين في تركيا يتقنون استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ويتوجهون إلى جمهور محدد.  ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن كوبر قولها “بالإمكان رؤية ما هو متاح من خدمات على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تُعرض مواعيد محددة وأنواع محددة من وسائل النقل”.

 

وحتى الآونة الأخيرة كانت غالبية عمليات التهريب إلى أوروبا تجري بحرًا عبر المتوسط من شمال أفريقيا، ثم انتقل تدفق اللاجئين إلى منطقة البلقان على طرق كانت المتاجرون بالبشر يستخدمونها منذ فترة، ولكن ليس بالأعداد الحالية. وانتقل الزخم إلى منطقة البلقان، بعد العديد من الحوادث المأساوية في عرض البحر، التي نالت تغطية واسعة في وسائل الإعلام، سلطت الضوء على مخاطر هذا الطريق.

 

“داعش” يواصل تدمير معالم تدمر الاثرية

أ. ف. ب.

بيروت: نفذ تنظيم الدولة الاسلامية جريمة جديدة في حق التراث السوري عبر تدمير عدد من المدافن البرجية في مدينة تدمر الاثرية القديمة المدرجة على لائحة التراث العالمي.

 

وقال  المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا مأمون عبد الكريم لوكالة فرانس برس “فجروا عددا من المدافن البرجية بينها ثلاثة تعتبر الاجمل والاكمل. انها خسارة كبيرة وابدية”.

 

واوضح انه تلقى “منذ حوالى عشرة ايام تقارير ميدانية عن تفجير مدافن جمباليك وإلاله بل وكيتوت”. واضاف “لم نعلن هذا الخبر حتى نتأكد منه. وحصلنا منتصف ليل امس من منظمة أسور(Syrian Heritage Initiative) التي توثق آثار سوريا وتتخذ من بوسطن في الولايات المتحدة مقرا، على صور فضائية تعود الى الثاني من ايلول/سبتمبر وتظهر هذه المدافن الثلاثة مدمرة”.

 

ونشر موقع أسور الالكتروني صورة عبر الاقمار الصناعية تظهر اختفاء “سبعة مدافن برجية” على الاقل.

 

واوضح عبد الكريم ان مدافن جمباليك وإله بل وكيتوت هي “الاجمل وتم الحفاظ عليها كاملة”، اما المدافن الاخرى التي دمرت، فهي بين عشرات “غير كاملة وبعضها عبارة عن بقايا آثار”.

 

وقال عبد الكريم ان هذه المدافن “ترمز الى النهضة الاقتصادية في تدمر في القرون الاولى عندما كانت العائلات الغنية تبني مدافن على شكل ابراج كاملة، لا كما في البتراء مثلا حيث المدافن لها واجهة واحدة محفورة في الصخر، بينما مدافن تدمر لها اربعة جوانب”.

 

واضاف ان “مساحة كل برج تصل تقريبا الى حوالى اربعين مترا مربعا”.

 

ويعود مدفن جمباليك الى عام 83 ميلادي، ويتميز باعمدته القورنثية وبقايا المنحوتات الموجودة فيه. ويعود مدفن الاله بل الى العام 103 م.، وهو الاكثر شهرة ومحفوظ بشكل ممتاز. ويتألف من طابق ارضي واربع طبقات فوقه، وغني بالزخارف. اما مدفن كيتوت فهو الاقدم، يعود الى عام 44 م.، معروف بلوحة تمثل وليمة جنائزية تظهر فيها شخصية كيتوت (احد اثرياء تدمر القديمة) مع افراد عائلته.

 

ورأى شيخموس علي من جمعية حماية الاثار السورية ان ما حصل يشكل “استمرارا لمأساة الدمار التي يشهدها التراث منذ خمس سنوات.

 

يتم تدمير ذاكرة السوريين تحت انظار العالم والمؤسسات التي تكتفي بنشر بيانات التنديد”.

 

وسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على تدمر في محافظة حمص في 21 ايار/مايو.

 

وكشف قبل ايام عن اقدامه على تفجير معبد بل، وهو كناية عن مبنى مستطيل تحيط به الاعمدة وبني قبل الفي عام. ووصفه عبد الكريم في حينه بانه “أجمل ايقونة في سوريا”.

 

وكان فجر في آب/اغسطس معبد بعلشمين، وفي شهر تموز/يوليو تمثال اسد اثينا الشهير الذي كان موجودا عند مدخل متحف تدمر.

 

واثارت هذه الممارسات تنديدا من جهات دولية عديدة.

 

ويتوقع خبراء ان تستمر وتيرة هذا التدمير المنهجي للآثار على ايدي عناصر تنظيم الدولة الاسلامية الذي بات يحتل مساحات واسعة من سوريا. إذ ان عقيدة التنظيم المتشدد ترفض بقاء صروح اثرية عائدة لما قبل الاسلام وتعتبر التماثيل والاضرحة من الاصنام.

 

ويخشون على الكنوز الاثرية الاخرى التي لا تزال موجودة في تدمير ومنها عشرات المدافن المتبقية ومعبد نابو والمدرج الروماني.

 

في كانون الاول/ديسمبر 2014، افادت الامم المتحدة عن تعرض حوالى 300 موقع بارز للتدمير او الأذى او النهب منذ بدء النزاع السوري.

 

ومن المواقع التي مسحتها المنظمة، ستة مدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، وهي المدن القديمة في حلب ودمشق وبصرى، والقرى الاثرية شمالا وقلعة الحصن واثار تدمر التاريخية.

 

ونجمت اغلبية الاضرار اللاحقة بالمواقع الاثرية في سوريا عن المعارك العنيفة.

 

ويؤكد شيخموس علي ان “هناك اكثر من 900  نصب وموقع اثري تعرضت لاضرار او دمرت او سويت بالارض بالكامل” في سوريا منذ منتصف آذار/مارس 2011، تاريخ بدء الحرب التي حصدت ايضا اكثر من 240 الف قتيل.

 

ولم تقتصر جرائم تنظيم الدولة الاسلامية في تدمر على التعدي على الآثار، بل عمد عناصره الى قطع راس مدير الاثار السابق للمتاحف في المدينة خالد الاسعد (82 عاما).

 

وكانوا نفذوا مذبحة في المدرج الروماني الاثري عندما اقدم فتيان منهم بعد فترة وجيزة من السيطرة على المدينة على قتل 25 عنصرا من القوات النظامية.

 

بريطانيا تفتح أبوابها أمام آلاف اللاجئين السوريين

ديفيد كاميرون: سنتحرك بما يمليه علينا عقلنا وقلبنا لتأمين ملاذ للمحتاجين

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»

أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، اليوم (الجمعة)، أنّ بريطانيا مستعدة «لبذل المزيد» من أجل حل أزمة المهاجرين إلى أوروبا ولاستقبال «آلاف اللاجئين السوريين الإضافيين».

 

وصرح كاميرون أمام صحافيين في لشبونة «إزاء ضخامة الأزمة ومعاناة الناس أعلن اليوم أنّنا سنبذل المزيد من الجهود من خلال استقبال آلاف اللاجئين السوريين الإضافيين بموجب المعايير الحالية التي سنراجعها».

 

وتابع كاميرون: «سنتحرك بما يمليه علينا عقلنا وقلبنا لتأمين ملاذ لمن هم بحاجة إليه مع العمل على حل على المدى الطويل للأزمة في سوريا».

 

ويواجه كاميرون ضغوطًا متزايدة من أجل استقبال عدد أكبر من اللاجئين السوريين خصوصًا بعد نشر صورة جثة الطفل السوري على أحد شواطئ تركيا.

 

وجمعت عريضة رفعت إلى مجلس النواب من أجل استقبال مزيد من اللاجئين قرابة 250 ألف توقيع، بينما أشارت منظمة «أفاز» إلى أن قرابة ألفي بريطاني تطوعوا لاستقبال أسر من اللاجئين في منازلهم.

 

من جهّتها، صرّحت ميليسا فليمنج، متحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، للصحافيين اليوم، أنّ بريطانيا تعرض 4 آلاف مكان للاجئين السوريين. وأضافت: «نرحب كثيرًا بزيادة أماكن إعادة توطين السوريين في المملكة المتحدة. ستكون هذه الأماكن مهمة بالنسبة لحياة ومستقبل أربعة آلاف شخص».

 

واستقبلت بريطانيا 216 لاجئًا سوريًا بموجب برنامج حكومي خاص في العام الماضي كما حصل قرابة خمسة آلاف لاجئ سوري على لجوء سياسي منذ بدء النزاع في 2011، وهو عدد أقل بكثير مقارنة بفرنسا وألمانيا والسويد.

 

الأزهر: صورة الطفل السوري الذي قذفته أمواج البحر ستظل «وصمة عار»

طالب دول العالم بفتح حدودها وتوفير ملاذ آمن للاجئين السوريين

القاهرة: وليد عبد الرحمن

طالب الأزهر بتحرك دولي وإقليمي عاجل لنجدة مئات الآلاف من اللاجئين الذين ينتظرون دورهم في قائمة الموت، لافتا إلى ضرورة إنهاء أزمة الشعب واللاجئين السوريين. كما طالب الأزهر دول العالم بفتح حدودها وتوفير ملاذ آمن لهؤلاء المشردين، داعيا جميع المنظمات والهيئات الخيرية إلى سرعة إغاثة هؤلاء اللاجئين الذين تركوا وطنهم هربا من ويلات الحروب.

 

وقال شيخ الأزهر في بيان له اليوم (الجمعة)، إنه تابع ببالغ الحزن والأسى الصورة التي تناقلتها وسائل الإعلام للطفل السوري الذي قذفته أمواج البحر على أحد السواحل التركية، إثر غرق زورقين كانا يقلان عددا من النازحين السوريين إلى جزيرة «كوس» اليونانية.

 

وأضاف الطيب أن صورة الطفل إيلان كردي وهو ملقى على وجهه على شاطئ البحر «ستظل وصمة عار في جبين الإنسانية».. وسيذكر التاريخ أن القوى الكبرى والفاعلة في هذا العالم أغمضت عيونها وسكتت ضمائرها وتركت الملايين من بني جلدتهم عرضة للموت حرقا أو تحت أنقاض الخراب والدمار أو لتبتلعهم الأمواج أو يقتلهم الجوع، بعد أن أوصد العالم أبوابه في وجوههم؛ وهم يشاهدونهم يلاقون مصيرهم المحتوم دون أن يتحرك ضمير الإنسانية.

 

وشدد شيخ الأزهر على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي وكل المنظمات الدولية مسؤولياتهم لوضع حد لهذه المأساة المؤلمة التي يتعرض لها الملايين من الشعب السوري ولاجئيه الذين يواجهون الموت كل دقيقة هربا من الصراعات والجوع، آملا في السلام وحياة كريمة غابت عنهم وهى حق لهم طال انتظاره في الوقت الذي انقطعت عنهم جميع أسباب العيش.

 

وناشد الطيب الإنسانية في ضميرها الحي أن تستجيب لصرخات الأطفال وأنات المقهورين وآلام المعذبين.

 

انتقد سياسة رئيس الوزراء البريطاني تجاه اللاجئين السوريين

«فيسك»: لماذا يلوذ اللاجئون السوريون بـ«الكفار» بدلا من دول الخليج؟

تساءل الكاتب الصحفي البريطاني الشهير، روبرت فيسك»، في مقال له، عن سر حرص كثير من السوريين على اللجوء إلى القارة الأوروبية، بدلا من التوجه إلى دول الخليج الغنية، رغم أن كثيرين منهم ينظرون إلينا كـ«كفار»؟

 

وفي مقال على صحيفة «إندبندنت» البريطانية عنونه بسؤال: «ديفيد كاميرون نكس العلم في رحيل الملك السعودي عبد الله.. فهل يفعل الأمر ذاته من أجل الصغير أيلان؟»، انتقد «فيسك» سياسة رئيس الوزراء البريطاني تجاه اللاجئين السوريين، وخاصة تصريحاته بأن بلاده لا تستطيع تحمل المزيد من هؤلاء اللاجئين.

 

وقال في مقدمه مقاله: «يبرز من خلال الهوة المتزايدة على نحو غير مسبوق بين شعوب القارة الأوروبية وقادتها غير الأخلاقيين تحديا أكثر خطورة بالنسبة لمستقبل هذه القارة».

 

واستغرب «فيسك» حرص المعوزين في الشرق الأوسط على اللجوء إلى أوروبا رغم الصورة السلبية السادة عن القارة العجوز، والغرب عموما، في منطقة الشرق الأوسط.

 

وقال: «بالنسبة لهم، نحن الأوروبيين من نفجر ونفسد ونغزو المسلمين في الشرق الأوسط، نحن من ندعم الديكتاتوريات الفاسدة في الشرق الأوسط (ويستثني من ذلك بالطبع الديكتاتوريات التي لا تنفذ رغباتنا)، نحن من نمتص ثرواتهم؛ حيث النفط والغاز الطبيعي».

 

وتساءل مجددا: «لماذا يأتون إلينا، نحن الكفار، طلبا للمساعدة، بدلا من الذهاب إلى دول الخليج الثرية مثل السعودية؟».

 

وقال إن «من بين ملايين اللاجئين السوريين فضل مئات الآلاف عدم التوجه إلى لبنان وتركيا والأردن، بل الابتعاد أكثر في قوارب لمناطق أخرى غير الأرض التي عاش فيها نبي الإسلام ونزل عليه فيها القرآن».

 

وأضاف: «المعوزون في الشرق الأوسط لا يتوجهون إلى السعودية، ولا الممالك الغنية في الخليج، لطلب المساعدة من الحكام الذين بنوا المساجد الضخمة، والذين يعتبرون حفظة للأماكن المقدسة».

 

وتابع: «اللاجئون لا يقتحمون شواطئ مدينة جدة على البحر الأحمر، مطالبين باللجوء والحرية في البلد الذي دعم طالبان وخرج منها أسامة بن لادن».

 

وقال إنه لا يعتقد أن دافع اللاجئين من القدوم إلى أوروبا هو معرفتهم الكافية بقارتنا وتاريخها.

 

قبل أن يجيب على كل تساؤلاته، قائلا «إنهم (أي: هؤلاء اللاجئون) يعرفون أن على الرغم من ماديتنا وضعف تديننا، فإنه لا تزال فكرة الإنسانية حية في أوروبا».

 

وأضاف: «هم يعرفون إننا، الألمان والفرنسيين والايطاليين والسويديين واليونانيين والمجريين والبريطانيين، شعوب طيبة ورقيقة القلب».

 

واليوم الجمعة، استمر اهتمام الصحف البريطانية بمعاناة المهاجرين في سعيهم للفرار من الأزمات الدامية في منطقة الشرق الأوسط، ولاسيما سوريا.

 

وقالت صحيفة «التايمز» إن حالة الغضب إزاء مشهد الطفل السوري الغارق «أيلان» على شواطئ تركيا أجبرت «كاميرون» على أن يفتح الباب أمام آلاف جديدة من اللاجئين السوريين.

 

وكان الطفل بين مجموعة من 12 مهاجراً سورياً غرقوا، ليل الثلاثاء الأربعاء، بعد انقلاب المركب الذي كان يقلهم نحو جزيرة «كوس» اليونانية، ومن بين القتلى والدته وشقيق له يدعى «غالب».

 

وخصصت «غارديان» أحد مقاليها الافتتاحيين لأزمة اللاجئين السوريين، قائلة إن بريطانيا لا يمكنها فتح حدودها لكل من يهرب من حرب في أي مكان بالعالم؛ لكن ذلك «لا يعد مبررا لإصرار الحكومة المخجل على إغلاق حدودنا أمام أكبر عدد ممكن من اللاجئين».

 

وقالت: «التزاماتنا الدولية وضميرنا الجمعي يحتم علينا توفير ملاذ عندما تتجلى كارثة إنسانية أمام أعيننا».

 

صحيفة «إندبندنت» أفردت من جانبها سبعا من صفحاتها الأول لتقارير ومقالات رأي حول المأساة.

 

وملأت الصحيفة صفحتها الأولى بصور بريطانيين متضامنين مع الساعين للجوء إلى أوروبا في إطار التماس دعمته للضغط على «كاميرون» لقبول المزيد من المهاجرين.

 

جثة أيلان تحرّك ضمير أوروبا

لندن ـ مراد مراد ووكالات

«لم اعد اريد الوصول الى اوروبا. اريد ان آخذ جثث اولادي وزوجتي لأدفنهم في عين العرب (كوباني) وابقى معهم هناك الى الأبد». بهذه الكلمات المبللة بدموع القهر رد عبد الله شينو كردي والد الطفلين غالب وايلان اللذين لفظتهما امواج المتوسط جثتين هامدتين على شاطئ بودروم على اسئلة الصحافيين في تركيا صباح امس بشأن خطوته المقبلة بعد هذه المأساة التي هزت ضمائر شعوب العالم عموما والاوربيين منهم خصوصا.

 

وسرد عبد الله اللحظات الأخيرة وهو ينفجر بالبكاء، فذكر أنّ «12 شخصاً كانوا على متن قارب صيد (فايبر) عندما بدأت الأمواج تعلو بشكل كبير«. وشرح مأساة غرق المركب الصغير الذي كان متجها بهم الى كوس اليونانية فقال «لقد علا الموج كثيرا الى حد افزع قائد المركب الذي رمى بنفسه في البحر وسبح هاربا وتركني لوحدي وعائلتي ومن تبقى من الركاب، فحاولت السيطرة على المركب لكنه سرعان ما انقلب بنا».

 

واضاف «توفي ابني الأول جراء الموج العالي، فاضطررت إلى تركه لأنقذ ابني الثاني فتوفي أيضاً وبدأ الزبد يخرج من فمه، ومن ثم تركته لأنقذ أمه، فوجدت زوجتي قد توفيت أيضاً، وبقيت بعدها 3 ساعات في الماء إلى أن وصل خفر السواحل التركي وأنقذني«.

 

ومصيبة آل شينو قد يستفيد منها غيرهم من العائلات التي شردتها ماكينة القتل الأسدية وارهاب «داعش«. اذ ان مشهد ايلان وهو منكب على وجهه جثة هامدة على الشاطئ اضفى على مأساة اللاجئين السوريين المتجهين الى اوروبا، طابعاً انسانياً بحتاً بعدما لونتها السياسة العالمية العقيمة بالطابع الامني. فجل ما كان يهم زعماء الدول الاوروبية قبل غرق مركب عائلة شينو، هو كيفية ضبط حدود بلدانهم، والحد من اعداد اللاجئين المسموح لهم بالدخول الى هذا البلد او ذاك، وتقسيم اللاجئين وترقيمهم بحسب العمر واللون والجنس والدين، لكن بعد انتشار صور جثة الطفل ايلان على شاشات المحطات التلفزيونية والصفحات الاولى لشتى صحف العالم، تضاعف الضغط على جميع الزعماء الاوروبيين الرافضين استقبال حصة من سيل اللاجئين المتدفق الى اوروبا عبر تركيا واليونان، وهذا ما يمهد لتوزيع اللاجئين محاصصة وتعديل بعض قواعد اللجوء في الاتحاد الاوروبي، ويؤدي في نهاية المطاف لتسهيل ايجاد حل لهذه الازمة خلال القمة الاوروبية الطارئة المزمع عقدها في 14 ايلول الجاري.

 

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أثناء زيارة إلى سويسرا امس في مؤتمر صحافي في برن «الحكومة الألمانية تقول إن نهج دبلن لم يعد فعالاً، لأن عددا كبيرا من اللاجئين يصلون إلى حدودنا الخارجية، ولا يمكننا ترك اليونان وحدها أو ايطاليا بمفردها كي تواجه هذه المهمة«.

 

وأضافت «في الوقت نفسه، إذا قلنا إنه لا يمكن ترك ايطاليا واليونان بمفردهما للتعامل مع تلك المهمة، فانه لا يمكن أيضا ترك ثلاث دول كالسويد والنمسا وألمانيا تتحمل نصيب الاسد من هذا الأمر«. وطالبت ميركل دول أوروبا بحل أزمة اللاجئين بروح «العدالة والتضامن»، مشيرة إلى استعداد ألمانيا لتحمل مسؤولياتها في ضوء قوتها الاقتصادية. وأضافت أن «القيم المسيحية تنص على حق كل من يواجهون الخطر في الحصول على الحماية«.

 

وفي لندن، اجمع عدد واسع من النواب من شتى الاحزاب بما فيها حزب «المحافظين» الحاكم، على ضرورة تغيير الحكومة البريطانية موقفها الرافض لاستقبال حصة عادلة من اللاجئين القادمين الى اوروبا، وعبر اكثرهم باختصار عن الوضع الراهن بالقول: «لن نرضى ابدا بأن نكون الجيل الذي فشل في مثل هذا الاختبار الانساني».

 

رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون لم يشذ بدوره عن القاعدة، فبعدما شدد اول من امس على ان «الحل الطويل الامد للازمة هو انهاء الحرب واعادة الاستقرار الى سوريا»، وصف امس «تأثره الشديد كأب، بصور جثتي الطفلين على الشاطئ«، واكد ان «بريطانيا ستتحمل مسؤوليتها الاخلاقية تجاه اللاجئين» دون ان يحدد كيف ومتى.

 

رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أكد ان صورة الطفل السوري تعكس «الحاجة الطارئة للتحرك». وغرد فالس على «تويتر» قائلا: «اسمه ايلان كردي. التحرك حاجة طارئة. الحاجة طارئة الى تعبئة اوروبية» ونشر صورا لشرطي تركي ينقل جثة الطفل.

 

وقالت وزيرة التعليم الفرنسية نجاة فالو ـ بلقاسم عبر تلفزيون ايتيلي «الامر لا يحتمل». وتابعت «في الوقت نفسه ينبغي الا نخطئ في النقاش على ما يحصل غالبا. الامر الذي لا يحتمل اكثر من هذه الصورة التي ينبغي نشرها برأيي، لانه يجب الا نشيح بنظرنا عنها، هو وضع هؤلاء المهاجرين».

 

واعتبرت ان «البعض يتساءل ان كان من المناسب اظهار هذا النوع من الصور (…) ارى انه يجب فعل ذلك بالتاكيد، لانه علينا ان نفتح اعيننا ونطلع على حقيقة هذه الهجرة، هذا البؤس، هذه الاوضاع المريعة التي تدفع بالمهاجرين الى الطرقات مع اطفالهم معرضين حياتهم للخطر».

 

ودعا رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي العالم للتحرك لانهاء الحرب في سوريا، بينما قال نظيره الايطالي ماتيو رنزي ان اوروبا لا يمكنها الاكتفاء بالتعبير عن المشاعر لمقتل لاجئين يفرون من الحرب والاضطهاد. واضاف «بعد مشاهدة هذه الصور التي تدمي قلب اي اب، علينا ان ندرك اننا بحاجة الى استراتيجية عالمية، وان اوروبا لا يمكنها ان تقبل بان يلحق بها العار».

 

وفي هنغاريا، اعادت السلطات فتح محطات القطار في بودابست بعدما اغلقتها مدة يومين، وتدافع اللاجئون السوريون الى داخل القطارات الواقفة، لكن المحطة اعلنت ان جميع الرحلات الدولية الغيت حتى اشعار آخر، وان بطاقات النقل التي بحوزة الركاب توصلهم الى عند الحدود النمسوية فقط.

 

وانتقد رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور اوربان المانيا بسبب تعاملها مع الازمة بعد انتشار مشاهد الفوضى في بلاده. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز، ان تدفق المهاجرين الى بلده «ليس مشكلة اوروبية بل المانية». وأضاف ان المستشارة الالمانية اكدت انه لا يمكن لاي من المهاجرين مغادرة المجر بدون تسجيلهم فيها تماشيا مع قواعد الاتحاد الاوروبي «الواضحة» بان الدولة التي يدخل اليها المهاجرون اولا يجب ان تتعامل مع طلباتهم للجوء. وتابع «لا احد يريد البقاء في المجر او سلوفاكيا او بولندا او استونيا. جميعهم يريدون التوجه الى المانيا. ومهمتنا هي فقط تسجيلهم«.

 

واعترف رئيس مجلس الاتحاد الاوروبي دونالد توسك بالانقسام الشديد الحاصل بين الدول الاوروبية الشرقية من جهة والدول الغربية من جهة اخرى، فقال «بينما تقوم الدول الشرقية في الاتحاد ببناء الاسوار لمنع دخول اللاجئين الى اراضيها ابدت الدول الغربية رغبتها في استقبال اللاجئين وتقاسمهم بشكل عادل بين الدول».

 

رَفْضُ طلبها للهجرة إلى كندا يثير انتقادات ضد حكومة أوتاوا

عائلة الطفل الغريق أيلان نزحت تكراراً قبل مأساتها

نزحت عائلة الطفل أيلان الكردي الذي أثارت صورته ميتاً على شاطئ تركي صدمة في العالم، مرات عدة داخل سوريا والى تركيا هرباً من أعمال العنف قبل ان تقرر الهجرة الى أوروبا، بحسب ما أفاد صحافي كردي أمس.

 

واثارت صورة جثة الطفل البالغ الثالثة من العمر ممدداً على بطنه على رمال شاطئ بودروم جنوب غربي تركيا لدى نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم على الصفحات الاولى للعديد من الصحف الاوروبية، صدمة حقيقية وموجة تأثر في العالم. وكان بين مجموعة من المهاجرين السورين الذين غرقوا ليل الثلاثاء ـ الاربعاء بعد انقلاب المركب الذي يقلهم من بودروم نحو جزيرة كوس اليونانية.

 

وقال الصحافي مصطفى عبدي من مدينة عين العرب (كوباني) السورية ذات الغالبية الكردية والحدودية مع تركيا لوكالة «فرانس برس« ان والد الطفل ووالدته متحدران من عين العرب، «وكانا يسكنان دمشق منذ مدة طويلة. في 2012، غادرا دمشق (التي شهدت اشتباكات في تلك الفترة) مع ولديهما الى حلب (شمال)».

 

وأضاف «عندما اندلعت المعارك في حلب، انتقلا مع عائلتهما الى كوباني. فحصلت حرب ايضاً، فانتقلوا الى تركيا. بعد تحرير كوباني (من تنظيم «داعش») عادوا اليها. فحصلت المجزرة» على يد التنظيم الذي نفذ عملية ليومين في عين العرب قبل ان يطرده منها المقاتلون الاكراد في حزيران. وقتل في المجزرة حوالى مئتي كردي.

 

وروى عبدي ان «المجزرة كانت قريبة منهم. لم يتمكنوا من ايجاد مكان لهم في مخيمات تركيا، فاستدانوا مبلغاً من المال بعدما أمضوا شهراً في بودروم وانطلقوا باحثين عن حياة افضل».

 

وتم انتشال 12 جثة من المركب الذي انقلب بينها جثث أيلان وشقيقه غالب (خمس سنوات) ووالدته ريحانة، فيما وجد والده في مستشفى في بدروم وهو في حال من الإعياء.

 

وقال عبدي لفرانس برس «اتصلت بالوالد وحاولت التكلم معه، لكنه بدأ بالبكاء، وأعطى الهاتف لأحد أصدقائه».

 

وقالت تيما كردي التي تسكن في مدينة فانكوفر في كندا وهي عمة أيلان، لصحيفة ناشونال بوست الكندية: «سمعت النبأ في الساعة الخامسة فجر اليوم«.

 

واتصلت زوجة أحد أشقاء عبدالله بتيما، وقالت: «تلقت اتصالاً من عبدالله وكان كل ما قاله هو: ماتت زوجتي وطفلاي«.

 

ونقلت الصحيفة عن تيما قولها إن عبدالله وزوجته وطفليه قدّموا طلبات لجوء على نفقة خاصة للسلطات الكندية ورفضت في حزيران بسبب مشكلت في الطلبات الواردة من تركيا.

 

وأضافت «كنت أحاول التكفل بهم ولدي أصدقاء وجيران ساعدوني في أرصدة البنوك لكننا لم نستطع إخراجهم ولذا ركبوا القارب. كنت أدفع إيجار مسكنهم في تركيا لكن طريقة معاملة السوريين هناك مريعة«.

 

وامتدح العالم استقبال تركيا لمليوني لاجئ منذ بدء الصراع في سوريا في مارس آذار 2011 إذ أنفقت ستة مليارات دولار على رعايتهم ولم تحصل سوى على 400 مليون دولار في شكل مساعدات من الخارج. لكن تركيا حذرت من نفاد قدرتها الاستيعابية وقالت إن الآلاف يقومون الآن برحلة محفوفة بالمخاطر في قوارب من تركيا إلى اليونان سعياً لدخول أوروبا.

 

وقال الجيش التركي إن فرق البحث والإنقاذ التابعة له أنقذت حياة مئات المهاجرين وسط الأمواج المتلاطمة بين تركيا والجزر اليونانية خلال الشهور القليلة الماضية.

 

وتعرضت الحكومة الكندية المحافظة لانتقادات من معارضيها السياسيين امس بعد التقارير التي أفادت بأن أسرة كردي حاولت الهجرة إلى كندا.

 

وذكرت وسائل إعلام أن وزير المواطنة والهجرة الكندي كريس الكسندر علّق حملته الانتخابية للفوز بمقعد في البرلمان وعاد إلى العاصمة. وسرعان ما وجهت أحزاب المعارضة أصابع الاتهام للحكومة. وقال الزعيم الليبرالي جاستين ترودو للصحافيين في مونتريال: «لا تبدي التعاطف هكذا فجأة وسط حملة انتخابية… إما أن يكون لديك أو لا«. وأضاف: «تجاهلت هذه الحكومة التماسات منظمات كندية غير حكومية وأحزاب معارضة والمجتمع الدولي بأن كندا يجب أن تفعل المزيد وكان يجب أن تفعل المزيد«. وأشار إلى أن كندا يجب أن تقبل 25 ألف لاجئ سوري على الفور.

 

وتعهّد زعماء الأحزاب الثلاثة الرئيسية في كندا الاربعاء بأن تستضيف بلادهم مزيداً من اللاجئين السوريين، في وعود تأتي قبل شهر ونصف من الانتخابات التشريعية المقررة في 19 تشرين الاول.

 

وكانت حكومة رئيس الوزراء المحافظ ستيفن هاربر تعهدت استضافة 20 الف لاجئ سوري في غضون اربع سنوات، ولكن من اصل هذا الرقم، فقط 1002 لاجئ سوري استقروا في كندا حتى نهاية تموز، بحسب الارقام الرسمية الاخيرة.

 

وقال هاربر خلال مؤتمر صحافي: «لدينا خطط لفعل المزيد» على صعيد استضافة اللاجئين السوريين، مشدداً في الوقت نفسه على ان زيادة حصص اللجوء لن تكفي لوحدها لحل مأساة مئات آلاف السوريين الذي فروا من النزاع الذي يمزق بلدهم. واضاف «ما دامت هناك تنظيمات مثل ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية الذي يتسبب بملايين اللاجئين حرفياً ويهدد بقتل اناس في العالم أجمع، لا يمكن ان يكون هناك حل» لأزمة اللاجئين، مشدداً على انه «يجب ان يكون لدينا موقف عسكري حازم ضد الدولة الاسلامية وهذا ما نفعله».

(أ ف ب، رويترز)

 

مئات اللاجئين يسيرون على الأقدام باتجاه النمسا  

بدأ المئات من اللاجئين السير على الأقدام من محطة ببودابست باتجاه النمسا، بينما أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون اليوم الجمعة استعداد بلاده لاستقبال آلاف اللاجئين السوريين، وسط تقارير جديدة عن غرق مزيد من اللاجئين قبالة سواحل ليبيا وحراك أوروبي لاستيعاب الأزمة.

 

وذكرت وكالة رويترز أن مئات المهاجرين بدؤوا السير من محطة السكك الحديدية في شرق العاصمة المجرية بودابست، قائلين إنهم يتجهون إلى النمسا.

 

وبدأ المهاجرون رحلة السير بعدما لم يتمكنوا من ركوب قطارات إلى النمسا عقب أن ألغت المجر رحلات القطارات من بودابست إلى غرب أوروبا، وكانت السبل قد تقطعت اليوم الجمعة بالمئات أيضا في قطار بالمجر لليوم الثاني، وطالبوا بالعبور إلى ألمانيا في مواجهة مع قوات مكافحة الشغب.

 

وقالت الشرطة المجرية في بيان اليوم الجمعة إن نحو ثلاثمئة مهاجر هربوا من مخيم استقبال مجري قرب الحدود الصربية متجهين صوب طريق سريع يربط جنوب المجر بالعاصمة بودابست بعد حريق شب بالمخيم.

 

من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون إن بلاده استقبلت حتى الآن خمسة آلاف لاجئ، وستستقبل آلافا آخرين من اللاجئين السوريين.

 

وأكدت متحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم الجمعة أن بريطانيا تعرض أربعة آلاف مكان للاجئين السوريين، مشيرة إلى أن هذه الأماكن ستكون مهمة بالنسبة

لحياة ومستقبل أربعة آلاف شخص”.

 

ويأتي الموقف البريطاني قبل حادث غرق جديد للاجئين، حيث نقلت وكالة رويترز نقلا عن المنظمة الدولية للهجرة قولها -في تقرير- إن نحو خمسين مهاجرا لقوا حتفهم غرقا قبالة سواحل ليبيا.

 

حراك أوروبي

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني اليوم الجمعة إنه يتعين على أوروبا إعادة كتابة قواعد اللجوء إذا أرادت الحفاظ على حرية التنقل. ويأتي ذلك قبيل الاجتماع الأوروبي على مستوى وزراء الخارجية في لكسمبورغ.

 

وكانت كل من ألمانيا وفرنسا أعلنتا الخميس مبادرة “لتنظيم استقبال اللاجئين وتوزيع منصف في أوروبا لهذه الأسر التي تفر أساسا من الحرب في سوريا”.

 

وفي موقف جديد، قالت صربيا اليوم إنها مستعدة لمناقشة حصة من المهاجرين، وتحمل العبء مع الاتحاد الأوروبي، وقالت وزيرة الداخلية نيبويسا ستيفانوفيتش إن صربيا على استعداد للحديث عن أخذ حصة من المهاجرين، وفقا لخطة الاتحاد الأوروبي.

 

كما أعربت ستيفانوفيتش عن قلقها إزاء الآثار المحتملة للتدابير المجرية لإغلاق الحدود بشكل كامل أمام المهاجرين الذين يعبرون من صربيا اعتبارا من 15 سبتمبر/أيلول الجاري.

 

وكان رئيس وزراء المجر قد قال اليوم إن تدفق اللاجئين على أوروبا لا نهاية له، مما قد يجعل سكانها أقلية يوما ما، مشيرا إلى أنه تجب حماية الحدود وفرض قواعد الاتحاد الأوروبي في التعامل مع اللاجئين في محطة قطارات بودابست.

 

وعلى صعيد متصل، من المنتظر أن يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعا اليوم الجمعة في لوكسمبورغ لبحث أزمة اللاجئين، بعد الصدمة التي سببتها صورة الطفل السوري “إيلان الكردي” (ثلاث سنوات) وهو ملقى على الشاطئ غريقا.

 

وسيناقش الاجتماع مبادرة فرنسا وألمانيا لمعالجة أزمة الهجرة من أجل “تنظيم استقبال اللاجئين وتوزيع عادل في أوروبا للعائلات الهاربة، خاصة من الحرب في سوريا، وأعلن رئيس وزراء مقاطعة كيبيك فيليب كويار أمس الخميس أن كيبيك على استعداد لاستقبال “مئات وحتى آلاف” منهم.

 

من جهة أخرى، قال متحدث باسم خفر السواحل اليونانية لرويترز إن نحو مئتي مهاجر غير مسجلين كانوا يحاولون ركوب سفينة اشتبكوا مع الشرطة ومسؤولي خفر السواحل في جزيرة ليسبوس اليونانية اليوم الجمعة.

 

ويستمر تدفق اللاجئين على الجزر اليونانية، وقال مراسل الجزيرة إن أكثر من ستة آلاف لاجئ -أغلبهم سوريون- يتجمعون في جزيرة كورس اليونانية، حيث يعانون هناك من غياب مراكز لجوء.

 

من جهة أخرى، قالت الشرطة الألمانية اليوم الجمعة إن خمسة أشخاص أصيبوا في حريق شب في مبنى يؤوي لاجئين في بلدة هيبنهايم في ولاية هيسه (غرب البلاد)، دون أن يتبين بعد كيف بدأ الحريق.

 

وشهدت ألمانيا -التي تتوقع أن يتضاعف عدد اللاجئين والمهاجرين إليها أربع مرات هذا العام إلى نحو ثمانمئة ألف- أكثر من مئة هجوم بإشعال حرائق في مواقع لإيواء اللاجئين في الأشهر القليلة الماضية.

 

إجراءات يونانية لمواجهة موجة اللجوء  

شادي الأيوبي-أثينا

 

أعلنت حكومة تصريف الأعمال اليونانية أنها بصدد اتخاذ خطوات وإجراءات بشأن ملف اللجوء في الفترة القادمة بهدف تخفيف العبء عن الجزر اليونانية والمناطق الحدودية التي تستقبل اللاجئين.

ويأتي على رأس تلك الإجراءات التي أعلنتها الحكومة إنشاء مركز تنسيق بين الوزارات والأجهزة المعنية للتعامل مع موجات اللاجئين، وتحسين البنى التحتية المخصصة لاستقبالهم، وتخفيف القيود البيروقراطية المتعلقة بتسجيل اللاجئين والتأكد من شخصياتهم واستحقاقهم اللجوء، إضافة إلى زيادة عدد الأطقم العاملة في ملف اللجوء في الجزر، وإرسال المزيد من الأجهزة لدعمها وتسريع عملها.

 

كما تشمل الإجراءات اليونانية تحسين وصيانة البنى التحتية التي تستقبل اللاجئين في هذه الظروف العصيبة، والسعي للحصول على مستحقات اليونان من برامج الدعم الأوروبية المخصصة لتنمية الجزر اليونانية وصيانة القطاع الصحي فيها.

 

وفي مؤتمر صحفي أمس الخميس، أعلنت الحكومة اليونانية المؤقتة تشكيل طواقم عمل مشتركة من جهازي الشرطة وخفر السواحل اليونانيين، بحيث تختصر عملية التوثيق، كما قررت إنشاء مقرات استقبال أولية للاجئين في جزيرة ميتيليني التي يوجد بها نحو عشرين ألف مهاجر، معظمهم من اللاجئين السوريين.

 

في الإطار نفسه، ذكرت صحيفة كاثيميريني اليومية أن الحكومة تدرس تعديل الوضع القانوني للاجئين، بحيث لا يعد دخولهم إلى البلاد جريمة جنائية تستدعي محاكمتهم.

 

وكان مسؤولون حكوميون وأوروبيون قد زاروا الجزر اليونانية للاطلاع عن كثب على أوضاع اللاجئين وعلى عمل خفر السواحل اليونانيين والجهاز الأوروبي لحماية الحدود (فرونتيكس)، بينما تشتد المطالبات بصرف المزيد من المساعدات المادية للأجهزة العاملة في مجال اللجوء.

 

لجوء لا هجرة

وكان من اللافت في المؤتمر الصحفي لوزراء حكومة تصريف الأعمال، تأكيدهم جميعاً أن ما تعانيه اليونان اليوم هو ملف لجوء، لا ملف هجرة أو تهريب بشر، ولا ملف مهاجرين اقتصاديين.

 

ورأى الوزير المفوض بشؤون الهجرة إيوانيس موزالاس أن 80% من الذين يدخلون اليونان هم من اللاجئين، وهذا التحديد أمر مهم جداً لمعرفة كيفية التعامل مع هذا الملف. وشدد موزالاس على ضرورة تخفيف الضغط عن سكان الجزر التي تستقبل اللاجئين، بحيث تكون أعداد اللاجئين في كل جزيرة معقولة وغير مرهقة لهم.

 

وأشار الوزير المساعد للشؤون البحرية خريستوس زوييس إلى حادثة مقتل مهاجر في 17 من عمره منذ أيام قليلة، أثناء اشتباك بين قوات حرس الحدود الأوروبية ومهربين، مؤكداً أن هذه الحالة لا يمكن أن تشوه عمل خفر السواحل اليونانيين الذين أنقذوا خلال السنة الجارية نحو خمسين ألف مهاجر ولاجئ في المياه اليونانية.

 

وأضاف زوييس أنه في الأشهر الأولى من عام 2014 دخل 17.500 شخص المياه اليونانية، بينما تجاوز العدد خلال الأشهر الأولى من السنة الجارية 230 ألف شخص، معظمهم من اللاجئين، مؤكداً أن التعامل الرسمي معهم لا يمكن أن يبنى على أساس المطالبات غير المسؤولة بطردهم أو إرجاعهم إلى بلادهم.

 

وقال إن نحو أربعة ملايين شخص ربما ينتظرون اليوم في السواحل التركية للعبور إلى اليونان، وإن إنقاذهم في المياه اليونانية يعني أن اليونان تمارس سيادتها على مياهها.

 

وفي جوابه عن سؤال للجزيرة نت بشأن مكافحة شبكات التهريب، قال الوزير موزالاس إن الذين يلقى القبض عليهم عادة هم مهاجرون ولاجئون يقودون المراكب الصغيرة مقابل إعفائهم من تكاليف السفر، بينما تبقى الرؤوس الكبيرة لشبكات التهريب في أمان ولا يمكن القبض عليها.

 

وأضاف أن خفر السواحل يقوم بمهمة دقيقة بهدف إنقاذ اللاجئين والقبض على المهربين، لكن المقبوض عليهم هم عادة صغار المهربين لا كبارهم، وذكر أن التهريب يتبع عملياً عمليات الاتجار بالبشر التي تأتي في طليعة الجرائم المنظمة على مستوى دولي بعد تجارة السلاح والمخدرات.

 

وقال إن حكومته لا علم لها بأي مبادرة أوروبية لحل سياسي في سوريا في الوقت الراهن، مؤكداً وقوف اليونان ضد الحروب وضد الجماعات المتطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية، حسب قوله.

 

تخوف من فرض الكردية بمدارس الحسكة السورية  

أيمن الحسن-الحسكة

 

يخشى أهالي محافظة الحسكة شمال سوريا من تبعات قرار يلزم مدارس المرحلة الأولى بالتعليم باللغة الكردية، الذي اتخذته الإدارة الذاتية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، كما أبدى مختصون في التعليم وأكاديميون وناشطون قلقهم من القرار.

 

وقال الناشط الحقوقي أسامة إدوارد إن القرار فُرِض من قبل حزب سياسي “منفرد بالسلطة” بحكم الأمر الواقع، ورأى أنه مقدمة لفرض خيارات أخرى على سكان منطقة الجزيرة من العرب والسريان الآشوريين.

 

وأضاف في حديث للجزيرة نت أنه “من الصعب جداً تخيل كيفية تحول الضحية إلى جلاد مستبد يمارس أبشع أنواع القهر بحق المكونات الأخرى التي لا تسير في ركبه”، وقال إن نظام حزب البعث فرض على السكان التعريب تحت شعار الرابطة القومية، بينما يفرض “نظام الأمة الديمقراطية” التكريد تحت شعار تآخي الشعوب، حسب قوله.

 

وأوضح إدوارد أن قرار تغيير المناهج تتخذه حكومات ديمقراطية منبثقة عن برلمانات منتخبة، وعلى يد خبراء ومختصين تربويين، وليس عن طريق مليشيا عسكرية تستولي على السلطة بالقوة، وفق رأيه.

 

رفض الأهالي

وألمح عدد من أهالي الحسكة إلى إحجامهم عن إرسال أطفالهم إلى المدارس إذا طُبق قرار التعليم بالكردية، وأكد آخرون أنهم سينقلون أولادهم إلى مناطق أخرى لتلقي التعليم.

 

وتساءل رب أسرة يدعى حسين شيخو “هل هذا القرار كان بإيعاز من وزارة التربية في حكومة النظام، أم هو قرار ارتجالي من الإدارة الذاتية؟” مشيراً إلى أنه يؤيد القرار إذا كان مدعوما من جهة تعترف بالشهادات التي سوف تصدر عن هيئة التعليم باللغة الكردية.

 

ورأى أنه في حال كان الهدف من القرار هو إيهام الناس بحرص الحزب على التعليم بلغته الأم، فهذا يعني المزيد من “الضياع” لأجيال المنطقة، وأنه لا يحق لإدارة تدعي أنها تدير المنطقة في هذه المرحلة الحرجة تعديل أو إصدار قرار يمس التعليم.

 

من جهته، أكد أحد مديري مدارس المنطقة للجزيرة نت أن الهيئة شددت على ضرورة تعاون المديرين في مديرية التربية التابعة للنظام السوري مع العاملين في حقل التعليم الكردي، مهددين من يرفض التعاون بمنعه من دخول المدارس.

 

آثار سلبية

بدوره، قال المدرس عبد الرحيم سعيد للجزيرة نت إن فرض منهاج كامل باللغة الكردية سيؤدي إلى تأثيرات سلبية خطيرة، فمن الناحية التعليمية لا تمتلك هيئة التربية والتعليم كوادر تقوم بمهمتها بطريقة تواكب الطفرة العلمية، حيث لم يتدربوا سوى ثلاثة أشهر على المناهج، كما أن المناهج لم تخضع لإشراف تخصصي، خاصة أن اللغة الكردية لا تمتلك المصطلحات الكافية للمناهج الحديثة، مما دفع معديها إلى اختلاق كلمات لا يعرف الأكراد معانيها فضلا عن العرب، حسب قوله.

 

ومن الناحية الاجتماعية، قد يؤدي تطبيق القرار إلى المزيد من الهجرة، وفقا للمدرس سعيد، معتبرا أن القرار سياسي في جوهره، وأنه يهدف إلى فرض النفوذ في المحافظة.

 

وعلق سرست نبي -مدرس في جامعة بإقليم كردستان العراق- على قرار الإدارة الذاتية بقوله إن اعتماد المناهج التربوية يحتاج إلى خبرة راسخة وتخصص دقيق، وإنه “لا يمكن إنجاز مثل هذا العمل بقرار متسرع من بعض خريجي معاهد المعلمين”.

 

وأضاف في منشور على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن “مسألة تكريد بعض المقررات، مثل الأدب واللغة وإقرارها أمرٌ مشروع، وإلغاء بعضها الآخر مثل الثقافة القومية أيضاً مشروع، ولكن تكريد المقررات العلمية في ظلّ غياب معجمية كردية موحدة ومعتمدة ستكون له نتائج علمية وتربوية كارثية”.

 

وأوضح أن كردستان العراق لم يصل إلى المستوى المطلوب رغم تجربة عقود من التعليم باللغة الكردية، مضيفا أنه يؤيد تدريس مقررات اللغة والأدب الكرديين إلى جانب اللغة والأدب العربيين، مع “تكريد” منهج التاريخ في السنوات الأولى.

 

وفي سياق مواز، أقدم تنظيم الدولة الإسلامية على حرق المناهج الدراسية القديمة وإصدار مناهج جديدة تتفق مع رؤية التنظيم، وتعتمد منهج الشريعة الإسلامية، وفقاً لبيانات التنظيم.

 

انتقادات حادة لمنح أدونيس جائزة سلام ألمانية  

خالد شمت-برلين

أثار الإعلان عن منح جائزة السلام السنوية لمدينة أوسنابروك الألمانية هذا العام للشاعر السوري أدونيس انتقادات حادة بأوساط مثقفين سوريين وألمان، رأوا أنها ذهبت لشخص خطأ لا علاقة له بالسلام.

وكان محكّمو جائزة أوسنا بروك للسلام -التي تحمل اسم الأديب الألماني الراحل إيريك ماريا ريمارك المعروف برواياته حول السلام وتجسيم فظائع الحروب والديكتاتوريات- قد قرروا منح هذه الجائزة التي تبلغ قيمتها 25 ألف يورو (نحو 28 ألف دولار) هذه السنة لعلي أحمد سعيد المعروف “بأدونيس”؛ “تقديرا لإسهاماته بفصل الدين عن الدولة ومساواة النساء في العالم العربي وتنوير المجتمعات العربية”.

 

وفي أول رد على هذا الإعلان، عبّر الباحث الألماني -ذي الأصل الإيراني- نافيد كرماني عن رفضه حصول أدونيس على الجائزة.

 

وكشف كرماني -الحاصل هذا العام على جائزة اتحاد الناشرين الألمان التي تعد أرفع جائزة ثقافية ألمانية- أنه رفض طلبا للجنة تحكيم الجائزة بإلقاء كلمة تكريم لأدونيس عند تسليمه الجائزة في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.

 

الشخص الخطأ

وبرر كرماني -الذي يتمتع بتقدير واسع في الأوساط الثقافية والفكرية الألمانية- في تصريحات لصحيفة “كولنر شتات أنتسيغر” رفضه منح جائزة مدينة أوسنابروك للسلام للشاعر السوري المثير للجدل، ورأى أن أدونيس لم ينأ بنفسه عن القمع الدموي الذي يمارسه النظام السوري منذ سنوات ضد شعبه.

 

وبدوره، انتقد مترجم أعمال أدونيس للألمانية شتيفان فايدنر منح الجائزة الألمانية للشاعر السوري المثير للجدل، وقال فايدنر في تصريحات للصحيفة نفسها التي تحدث إليها كرماني إنه يتفهم حصول أدونيس على جائزة ثقافية، لكنه لا يراه يرقى لمستوى الحصول على جائزة سلام لأن مواقفه معروفة بإثارة الصدامات.

 

في السياق نفسه، عبر الصحفي والكاتب السوري أحمد حسو عن صدمته من منح جائزة سلام ألمانية لأدونيس، وأضاف أن هذه الجائزة الممنوحة للشاعر السوري ليست جائزة ثقافية، بل جائزة سلام ذهبت لشخص خطأ ليست له علاقة بالسلام.

 

يوم أسود

وأوضح حسو في تصريح للجزيرة نت أن حصول أدونيس على جائزة أوسنابروك للسلام يعد “يوما أسود وإهانة شديدة للشعب السوري وضحاياه الذين قتلهم قمع نظام بشار الأسد الذي يرى فيه أدونيس رئيسا شرعيا”.

 

وقال الصحفي السوري إن منح جائزة مدينة ألمانية للسلام إلى شخص أهان اللاجئين السوريين بمقابلة سابقة مع صحيفة “السفير” اللبنانية يمثل أيضا إهانة كبيرة لهؤلاء اللاجئين، في وقت يسلط فيه العالم أضواءه على مأساتهم الإنسانية المتفاقمة، مشيرا إلى أن هذه الإهانة جاءت في وقت فتحت فيه ألمانيا أبوابها بكل أريحية لاستقبال اللاجئين السوريين.

 

وتوقع حسو أن يكون لمنح أدونيس الجائزة تداعيات سلبية، وأشار إلى أن لجنة التحكيم التي منحته هذه الجائزة لم يكن فيها اسم لواحد من المستشرقين الألمان المعروفين، أو الخبراء المتخصصين في قضايا العالمين العربي والإسلامي والأوضاع في سوريا.

 

من جانبه، دافع رئيس لجنة تحكيم الجائزة ورئيس جامعة أوسنابروك فولفعانغ لوكه عن قرار منح الجائزة لأدونيس.

 

وأوضح لوكه في تصريحات لوكالة الأنباء البروتستانتية أن ما يجري في سوريا ناشئ عن لعبة تشارك فيها القوى الكبرى، وأشار لوكه -وهو خبير زراعي- إلى أن الانتقادات التي أثارها منح الشاعر السوري الجائزة كانت متوقعة.

 

كيبك مستعدة لاستقبال “آلاف اللاجئين” السوريين

مونتريال – فرانس برس

أعلن رئيس وزراء مقاطعة كيبك فيليب كويار، الخميس، إن كيبك على استعداد لاستقبال “مئات وحتى آلاف” اللاجئين السوريين، داعياً الأحزاب السياسية الكندية إلى التعبير بوضوح عن موقفها من هذه المسالة.

وأضاف: “شئ مأسوي أن نحتاج صورة طفل ميت لإيقاظ ضمائرنا” في إشارة الى صورة الطفل السوري الصغير الذي مات غرقاً وجابت صورة جثته على شاطىء تركي العالم.

وتابع كويار: “بالنسبة له (الطفل) فات الأوان لكن (..) لا يزال أمامنا الوقت للتحرك إزاء الآخرين ولمد اليد لهم كما فعلنا في كيبيك مراراً وكما يجب أن نفعل هذه المرة أيضاً”، مذكراً باستقبال آلاف الفيتناميين نهاية سبعينات القرن الماضي.

واستقبلت مقاطعة كيبيك منذ بداية العام 643 لاجئاً من سوريا من إجمالي “أكثر من 1900” من المقرر استقبالهم بنهاية 2015، “لكن أعتقد أنه يمكننا بل يجب أن نفعل ما هو أفضل من ذلك ، أفضل بكثير”، وفق ما اضاف رئيس الوزراء.

وبحلول 24 أغسطس استقبلت كندا 1074 من عشرة آلاف لاجىء سوري تعهدت باستقبالهم على ثلاث سنوات، بحسب معطيات وزارة الهجرة الخميس.

 

ملياردير مصري ينوي شراء جزيرة لسكن اللاجئين السوريين

تركيا تعتقل 4 سوريين مشتبه بتورطهم في غرق قارب الطفل “آلان” ووالدته وشقيقه

رابط مختصر

لندن – كمال قبيسي

ملياردير مصري اهتزت مشاعره لغرق الطفل السوري “آلان” مع والدته ريحانة وشقيقه غالب فجر الثلاثاء الماضي في بحر إيجه، فوجه نداء في اليوم التالي إلى حكومتي اليونان وإيطاليا، آملاً أن توافق إحداهما على بيعه جزيرة يخصصها لإسكان اللاجئين الفلسطينيين، طبقاً لما لخصه في تغريدة “تويترية” كتبها اليوم الخميس، وسبقها قبلها بساعات بشرح المزيد عن نيته في مقابلة تلفزيونية.

رجل الأعمال نجيب ساويرس، رئيس “أوراسكوم” للاتصالات والتكنولوجيا، ومالك قناة ON Tv التلفزيونية في مصر، المساهم أيضاً بصحيفة “المصري اليوم” الشهيرة، هو من أبدى استعداده لشراء الجزيرة حين قال: “أنا مش بهزّر (أمزح) لأن الموضوع فيه مآسٍ وموت ولا يحتمل الهزار، ولا يمكن لأي شخص عنده ضمير أن يشاهد ويقرأ كل يوم أنباء عن وفاة المهاجرين ويقف صامتاً” وفق تعبيره.

ذكر ذلك عبر الهاتف مع برنامج “ممكن” في فضائية CBC التلفزيونية المصرية، بحسب ما نسمعه بالفيديو الذي تعرضه “العربية.نت” لمداخلته ليل أمس الأربعاء، وفيها أضاف أنه مستعد لشراء الجزيرة “وإقامة مشروعات استثمارية عليها وخلق فرص عمل للشباب، فقد سبق وقمنا ببناء مدن كانت في الصحراء، واليوم يعيش عليها عشرات الآلاف”، على حد ما قال ساويرس البالغة ثروته مليارين و900 مليون دولار، وفقاً للائحة أصدرتها مجلة “فوربس” الأميركية هذا العام عن أصحاب المليارات بالعالم.

وتوقع ساويرس أن تتجاوب معه إحدى الدولتين، خصوصاً إيطاليا التي ذكر أن علاقته وثيقة برئيس وزرائها، وقال: “سأخاطبه هو ورئيس وزراء اليونان، وسأطرح الفكرة عليهما (..) لأن تنفيذ هذه الفكرة سيفيد بلادهم أيضاً”، مضيفاً عن اليونان “أن لديها جزراً كثيرة مهجورة ومساحتها واسعة ولديها استعداد لبيع بعضها بسبب الأزمة المالية التي تمر بها، وبالتالي فمن الممكن أن تكون مكاناً جيداً للمهاجرين يتم تعميره، والإقامة فيه مؤقتاً لحين استقرار الأوضاع في بلادهم”، مضيفاً أن الفكرة “قد تكون مجنونة، لكنها كالنار في الهشيم”، كما قال.

مشتبه بتورطهم في غرق “آلان” بقبضة الشرطة

أما في التغريدة “التويترية”، وكانت بالإنجليزية، فكتب ساويرس مخاطباً “إيطاليا أو اليونان.. دعوني أشتري جزيرة لأستضيف اللاجئين فيها وأمنحهم وظائف ليبنوا بلدهم الجديد”، وتلاها بتغريدة ثانية قال فيها: “هل هي فكرة مجنونة؟ ربما، ولكنها مؤقتة على الأقل إلى أن يتمكنوا من العودة لبلادهم”.. وحتى الآن لم يأت أي جواب إيطالي أو يوناني على اقتراح ساويرس المالك أيضاً لمجموعة شركات، أبرزها “موبينيل” للاتصالات.

وطرأ جديد اليوم الخميس على قضية الطفل الغريق “آلان” بإلقاء السلطات الأمنية في مدينة “بودروم” بولاية “موغلا” التركية، القبض على 4 أشخاص سوريين، طبقاً لما علمته “العربية.نت” من الزميل زيدان زنكلو، مراسل “العربية” في مدينة غازي عنتاب التركية، والذي أضاف بأنهم يعملون في تهريب البشر بطريقة غير شرعية إلى اليونان عبر بحر إيجه.

السلطات تشتبه في تورطهم بعملية تهريب القارب الذي غرق في بحر إيجه قبالة المدينة، وذهب ضحيته 11 شخصاً معظمهم من السوريين، وبينهم “آلان” الذي يعني اسمه “رافع الراية”، وتصدرت صورته عناوين الأخبار في وكالات الأنباء العالمية، إلا أن شيئاً لم يتضح بعد من مسار التحقيق الأولي معهم.

 

منظمة: الحرب بسوريا شردت 11 مليون شخص

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قالت منظمة دولية إن الحرب في سوريا، المستمرة منذ ما يزيد على 4 سنوات، تسببت حتى الآن بتشريد أكثر من 11 مليون سوري، داخل البلاد وخارجها.

 

وأوضحت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إحصائية لها، نشرتها وكالة فرانس برس، أن عدد اللاجئين السوريين في دول الجوار ارتفع إلى أكثر من 4 ملايين لاجئ، الغالبية العظمى منهم في تركيا.

 

أما في الداخل السوري، فقد بلغ عدد المشردين من قراهم ومدنهم جراء الحرب، 7.2 مليون لاجئ.

 

ووفقاً لأرقام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، فقد اقترب عدد اللاجئين السوريين في تركيا من مليوني لاجئ، حيث بلغ عددهم حالياً 1938999 لاجئ.

 

أما في لبنان، فقد بلغ عدد اللاجئين السوريين 1113941 لاجئاً، في حين بلغ عددهم في الأردن 629245 لاجئاً، أما في العراق فقد وصل عدد اللاجئين السوريين إلى 249463 لاجئاً.

 

وكشفت الأرقام الصادرة عن المفوضية أن عدد السوريين الذين توجهوا إلى مصر بلغ 132375 لاجئاً، في حين توجه 24055 لاجئاً سورياً إلى باقي دول شمال إفريقيا.

 

المرصد السوري: “داعش” يوقع “عقد الذمة” مع مسيحيين بمدينة القريتين.. ويلزمهم بدفع “الجزية

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، نسخة من “نص عقد الذمة” الذي أصدره تنظيم “داعش” للمسيحيين في مدينة القريتين بريف حمص، التي سيطر عليها التنظيم في بداية شهر أغسطس/ آب الماضي.

 

وذكر المرصد، نقلا عن مصادر وصفها بالموثوقة، أن التنظيم استلم مبالغ مادية من رجال دين مسيحيين من القريتين، بعد تخيير المسيحيين في المدينة بين “دفع الجزية”، أو “اعتناق الإسلام”، أو “مغادرة المدينة”.

 

وأضاف أن “التنظيم يحتجز بطاقات المواطنين المسيحيين لديه، ورجحت المصادر أن يغادر معظم الأهالي المدينة، بعد استلام بطاقاتهم الشخصية”، مشيرا إلى أن “داعش” هدم في 20 أغسطس دير “مار إليان” في القريتين.

 

وأظهر “عقد الذمة” الذي نشره المرصد، أن التنظيم فرض العديد من الشروط على المسيحيين منها حسب ما جاء في العقد:

 

“ألا يحدثوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديراً ولا كنيسة ولا صومعة راهب”.

“ألا يظهروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم في شيء من طرق المسلمين أو أسواقهم، ولا يستعملوا مكبرات الصوت عند أداء صلواتهم وكذلك سائر عباداتهم”.

“ألا يسمعوا المسلمين تلاوة كتبهم، وأصوات نواقيسهم ويضربونها في داخل كنائسهم”.

“ألا يقوموا بأية أعمال عدوانية تجاه الدولة الإسلامية، كإيواء الجواسيس والمطلوبين قضائياً للدولة الإسلامية، وإذا علموا بوجود تآمر على المسلمين فعليهم التبليغ عن ذلك”.

“الالتزام بعدم إظهار شيء من طقوس العبادة”.

“أن يوقروا الإسلام والمسلمين فلا يطعنوا بشيء من دينهم”.

“يلتزم النصارى دفع الجزية على كل ذكر بالغ منهم، ومقدارها أربعة دنانير من الذهب على أهل الغنى ونصف ذلك على متوسطي الحال، ونصف ذلك على الفقراء منهم، على ألا يكتمونا من حالهم شيء، ولهم أن يدفعوها على دفعتين في السنة”.

“لا يجوز لهم امتلاك السلاح”.

“لا يتاجروا ببيع الخنزير أو الخمور مع المسلمين أو في أسواقهم ولا يشربوها علانية”.

“تكون لهم مقابرهم الخاصة بهم كما هي العادة”.

“الالتزام بما تضعه الدولة الإسلامية من ضوابط كالحشمة في الملبس أو في البيع والشراء وغير ذلك”.

 

مصادر دبلوماسية: 1500 مقاتل من الفرقة30 إلى سورية بنهاية العام وقائدها ضابط منشق

روما (4 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

ذكرت مصادر دبلوماسية أوروبية أن المسؤول عن الفرقة30، المدربة أمريكياً، هو ضابط سوري رفيع المستوى منشق عن النظام منذ أعوام، وأشارت إلى وجود معلومات عن نيّة إدخال نحو ألف وخمسمائة من مقاتلي هذا اللواء المدربين إلى سورية بنهاية العام الجاري.

 

ورفضت المصادر الدبلوماسية في حديث مع وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، الكشف عن هوية “الضابط الرفيع الذي يُشرف على هذا اللواء”، وقالت إنه سعى دائماً للبقاء “بعيداً عن الأضواء”، ورجّحت أن يكون الهدف النهائي هو تدريب 15 ألفاً من المقاتلين المؤهلين لقلب بعض التوازنات في الداخل السوري وليكون طرفاً يُعتمد عليه.

 

والفرقة30 أُحدثت ضمن برنامج تدريب المعارضة السورية المسلّحة “المعتدلة”، الذي تبنته واشنطن ورصدت له ملايين الدولارات، وأعلنت عن تخريج 60 عنصراً فقط أدخلتهم إلى سورية، واحتجزت جبهة النصرة، المحسوبة على تنظيم القاعدة، بعضهم قبل أن تُطلق سراحهم بعد أيام.

 

وأعلنت الولايات المتحدة في أيار بدء برنامج تدريب معارضين “معتدلين” لمواجهة تنظيم داعش، الذي سيطر على مناطق واسعة من العراق وسورية، وأشارت إلى نيتها تدريب قرابة 5400 مقاتل كل سنة على مدى ثلاثة أعوام.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى