أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 31 كانون الثاني 2014

تشكيك دولي بالتزام النظام تدمير ترسانته الكيماوية

لندن، واشنطن، جنيف، لاهاي – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

 عشية انتهاء الجولة الأولى من المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة في جنيف «من دون تقدم ملموس»، بسبب تهرب الوفد الحكومي من مناقشة موضوع هيئة الحكم الانتقالية وسعيه إلى طرح أولويات تتعارض وبيان «جنيف 1»، حضت واشنطن النظام على اتخاذ «إجراءات فورية» لإخراج ترسانته الكيماوية، بعدما أعربت عن «القلق» من تأخره في الوفاء بالتزاماته. وفيما قالت الولايات المتحدة ان التهديد بالقوة العسكرية ضد سورية لم يستبعد مطلقا لكن الطريق الديبلوماسي مفضل، وقال القيادي المعارض منذر آقبيق إن رئيس «الائتلاف الوطني السوري» أحمد الجربا سيزور موسكو في الرابع من شباط (فبراير) المقبل، أي قبل انعقاد الجولة الثانية من محادثات جنيف في 11 شباط.

وعاد أمس إلى الواجهة ملف السلاح الكيماوي السوري. وقال وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل إن على الحكومة السورية «معالجة» مسألة التأخير الحاصل في إخراج المواد الكيماوية الأكثر خطورة من سورية تمهيداً لتدميرها، بعدما أفادت تقارير بأن «شحنتين فقط من العناصر الكيماوية» غادرت سورية عبر مرفأ اللاذقية، ما يشكل «أقل من 5 في المئة بقليل» مما كان يفترض نقله قبل نهاية كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية الأميركية، إن «نظام الأسد هو المسؤول عن نقل تلك المواد الكيماوية لتسهيل إخراجها (من سورية). نتوقع منه الوفاء بالتزامه بعمل ذلك».

وقال المندوب الأميركي لدى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية روبرت ميكولاك في بيان، إن «سورية تقول إن تأخرها في نقل تلك الكيماويات نتج من (بواعث قلق أمنية) وتؤكد على الحاجة لمعدات إضافية، مثل سترات مدرعة لحاويات الشحن وتدابير إلكترونية وأجهزة لكشف العبوات الناسفة البدائية. هذه المطالب لا تستحق الانتباه وتظهر (عقلية مساومة) وليس عقلية أمنية».

وفي باريس، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى «اليقظة» في شأن خطة تدمير الكيماوي. وقال للصحافيين: «يبدو أن الحركة تباطأت. على المجتمع الدولي أن يكون متيقظاً جداً لجهة وفاء سورية لتعهداتها».

في غضون ذلك، اتهمت منظمة «هيومان رايتس ووتش» النظام السوري بـ «معاقبة» السكان عبر هدم آلاف المنازل «من دون وجه حق» في دمشق وحماة في وسط البلاد، داعية مجلس الأمن إلى إحالة هذه القضية على المحكمة الجنائية الدولية. وأوضحت أن «صور الأقمار الاصطناعية وشهادات الشهود وأدلة مستمدة من مقاطع فيديو وصور فوتوغرافية، تبين أن السلطات السورية قامت عمداً ومن دون وجه حق بهدم الآلاف من المباني السكنية في دمشق وحماة في عامي 2012 و2013». ووثّق التقرير «سبع حالات لعمليات هدم واسعة النطاق بالمتفجرات والجرافات وانتهاك هذه العمليات لقوانين الحرب، حيث إنها لم تكن تخدم أي غرض عسكري ضروري، وبدت وكأنها تعاقب السكان المدنيين عن قصد، أو تسببت في أضرار كبيرة للمدنيين».

ورأى «الائتلاف» المعارض أن هذا التقرير، الذي يحمل عنوان «التسوية بالأرض: عمليات الهدم غير المشروع لإحياء سكنية في سورية في 2012-2013» ونشر أمس، «يثبت تورط النظام بمعاقبة المدنيين في شكل ممنهج وجماعي».

واستخدم وفد «الائتلاف» هذا التقرير خلال جلسة المحادثات برعاية المبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي في جنيف أمس، لدى عرض وفد الحكومة بياناً يطالب بإجراءات لـ «محاربة الإرهاب» والمطالبة بـ «وقف التمويل والتسليح والتدريب والإيواء للإرهابيين وتسهيل تدفقهم إلى سورية». وقال الإبراهيمي في مؤتمره الصحافي اليومي: «ناقشنا أموراً مهمة وحساسة تتعلق بالمسائل الأمنية في سورية والإرهاب، هناك اتفاق على أن الإرهاب موجود في سورية، وهو مشكلة جدية، لكن لا اتفاق حول كيفية التعامل معه».

من جهته، قال الناطق باسم المعارضة لؤي صافي، إن « تأجيل وفد الأسد مناقشة آلية تشكيل هيئة حكم انتقالية إلى نهاية المفاوضات، هي محاولة لتملصه من جميع بنود بيان جنيف1، لأن تشكيل هيئة حكم انتقالية هي الضامن الوحيد لتطبيق كافة البنود المتفق عليها من جانب المجتمع الدولي. هناك خلاف كبير بيننا وبين النظام» حول وثيقة «جنيف1». وأضاف أن «النظام يريد أن يبدأ (…) بملف العنف، ونحن اليوم تحدثنا في ملف العنف، لكن هذه الطريقة عكس للتسلسل الحقيقي أو هي وضع للعربة أمام الحصان. العربة هي النقاط العديدة في بيان جنيف: وقف إطلاق النار والإفراج عن المعتقلين وفك الحصار، هذه نقاط مهمة، لكن لتنفيذها لا بد من الحصان، والحصان هو تشكيل الهيئة الحاكمة الانتقالية. ولا يمكن المضي قدماً في هذه النقاط من دون أن تكون هناك هيئة حاكمة وطنية عندها إرادة نقلنا سياسياً من الاستبداد إلى الديموقراطية ومستعدة لتنفيذ هذه النقاط».

ميدانيا، قُتل 11 شخصاً بينهم ثلاثة أطفال اليوم الخميس في قصف جوي بـ «البراميل المتفجرة» على مدينة داريا جنوب غرب دمشق، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وتعرضت المدينة التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها، لقصف بأكثر من 20 «برميلاً متفجراً».

وفي دمشق، أفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن أكثر من ألف حصة غذائية دخلت مخيم اليرموك جنوب العاصمة، الذي تحاصره القوات النظامية منذ حزيران (يونيو) الماضي.

والدة عباس خان في جنيف: لماذا قتلوا ابني؟

جنيف – أ ف ب

تنتحب فاطمة والدة عباس خان، عند درج قصر الأمم في جنيف، وتبدو عليها علامات الانهيار، بينما تبكي نجلها الطبيب البريطاني الذي توجه لمعالجة ضحايا النزاع في سورية، وقضى في 16 كانون الاول (ديسمبر) في احد سجون دمشق.

جاءت فاطمة خان إلى جنيف لتعرض محنتها وتعبر عن غضبها أمام عضو الوفد الحكومي السوري الى مفاوضات السلام في جنيف بثينة شعبان، المستشارة الاعلامية للرئيس السوري بشار الاسد، التي كانت تدلي بحديث تلفزيوني.

وعندما رأتها شعبان، سألت: “من هي؟”، قبل ان تضيف: “لنبتعد”، ما ان علمت بهويتها.

غير أن فاطمة وقفت بحماية صحافيين سوريين موالين للمعارضة، قبالة صحافيين يعملون في وسائل اعلام رسمية في دمشق كانوا يتوسطون المكان، فيما يتبادل الطرفان السباب.

وصرخ احد الموالين للنظام”ابتعد!”، طالبا من الآخرين مغادرة المكان.  ورد عليه معارض: “لست هنا في دمشق، انت لا تملي ارادتك. هل انتحر الطبيب ولم تقتلوه؟”.

وتوسط عناصر امن الامم المتحدة المشهد ورافقوا فاطمة خان بعيداً.

واوضحت والدة الطبيب لوكالة فرانس برس انها تريد “أن اسالهم لماذا قتلوا ابني؟”.

وكان الطبيب الشاب البالغ من العمر 32 عاماً، يعمل في المستشفى الملكي لمعالجة العظام في لندن وهو اب لولدين، قرر الدخول سراً الى سورية لمعالجة الجرحى. فتم اسره في حلب في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 بعد يومين من وصوله من تركيا.

وقالت الوالدة: “أخذوه وفي يده حقيبة طبية، وليس قطعة سلاح”. واضافت ان موعد عودته كما هو وارد على تذكرة السفر كان يوم 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012.

وتابعت: “لخمسة اشهر بقي في سجن مدني. ثم نقل لمدة ثمانية اشهر الى سجن كانوا يعذبون فيه الاف الاشخاص ويقتلونهم”.

وحصلت على تاشيرة وكان بإمكانها ان تزوره في السجن في دمشق في تموز (يوليو) الماضي. ونقلت عنه قوله: “امي، انا طبيب، عامل انساني، وانظري ما فعلوا بي. تخيلي ماذا يفعلون بشعبهم”.

وكانت بريطانيا التي اقفلت سفارتها في دمشق، تدخلت عبر الطرق الديبلوماسية من أجل خان.

وكان يفترض ان يمثل الطبيب خان في كانون الاول (ديسمبر) امام محكمة مكافحة الارهاب، وذلك قبل العثور عليه ميتا في زنزانته “بعدما شنق نفسه”، وفقا للرواية الرسمية السورية.

وتقول فاطمة خان بأسى “لم يكن مقاتلاً، كان عاملاً انسانياً. اذا كانوا لا يفهمون ما معنى مهنة الطبيب، فما كان يجدر بهم ان يكونوا في السلطة”. وقالت انها “لا تمثل المعارضة”.

واعيدت جثة الطبيب الى بريطانيا في 22 كانون الاول (ديسمبر) وبعد تشريح الجثة دفن الطبيب في 26 من الشهر نفسه.

ومن المقرر عقد جلسة قضائية في 27 شباط (فبراير) المقبل حول ملابسات وفاته التي اظهرها التشريح.

وفاطمة خان مهاجرة هندية في بريطانيا. وقالت: “عملت بكد كي يصبح طبيبا وقتلوه. كنا فقراء للغاية، نعمل بكد، كنت اطهو الطعام وابيعه لأسدد كلفة دروسه الخاصة، وها قد فعلوا ما فعلوا”.

الابراهيمي… الثمانيني “المتفائل” الذي منعته سورية من التقاعد

جنيف – أ ف ب

في المهمة الصعبة التي يضطلع بها للتوسط بين وفدي النظام والمعارضة السوريين في جنيف، يستخدم الاخضر الابراهيمي (80 عاماً) الحزم والبراغماتية والمزاح، ويتسلح بالصبر، مكرراً ان “مجرد جمع الطرفين الى طاولة واحدة انجاز في ذاته”.

فالديبلوماسي المخضرم، يشرف منذ 25 كانون الثاني (يناير)، على “حوار” بين طرفين يتحاربان منذ ثلاث سنوات وجلبتهما الضغوط الدولية الى جنيف، ويعقد يومياً مؤتمراً صحافياً مقتضباً حول مسار الجلسات من دون ان يشفي غليل الصحافيين الذين يتولون تغطية المحادثات.

ويدرك منذ اللحظة الاولى صعوبة المهمة التي يقوم بها بين طرف متمسك بالبقاء في السلطة وآخر مصمم أكثر من أي وقت مضى على الإطاحة به. ولعل إدراكه هذا جعله يقول انه لم يشعر بأي “خيبة أمل” ازاء عدم تحقيق أي “تقدم ملموس” في المفاوضات، لانه لم يكن ينتظر مثل هذا التقدم. كما يكرر أنه سعيد وراض بأن الطرفين يبديان تصميماً على البقاء ومتابعة التفاوض، وانه لم يتوقع “معجزات” وان لا وجود لـ”عصا سحرية”، وان الحل “لن يتحقق اليوم او غداً او الاسبوع المقبل”.

وعلى رغم تعقيدات المهمة، يبقى المبعوث الدولي سريع النكتة في ردوده على الصحافيين التي تتسم بالكثير من العفوية. إذ، ورداً على سؤال عن الطريقة التي سيتمكن فيها من تقريب وجهات النظر بين الطرفين، قال الابراهيمي باسماً: “اذا كانت لديك افكار، اتقبلها بسرور”.

وداخل الجلسات المغلقة، يلجأ غالبا الى ممازحة المفاوضين، ونقل احد المشاركين عن الابراهيمي انه قال للمجتمعين مرة: “على الوتيرة التي نسير عليها، سيستغرق الامر عشرين عاماً. لا بد من الاستعجال، بعد عشرين سنة، لن اكون هنا”.

الا ان ليونته الدييبلوماسية لا تعني انه ليس حازماً عندما يستدعي الامر ذلك. ويروي مصدر مطلع على المفاوضات ان الابراهيمي تعرض في احدى الجلسات لتهجم شخصي من احد اعضاء وفد المعارضة، فكان جوابه قاسياً.

كما يرفض في مؤتمراته الصحافية بإصرار الرد على ما يسميه “الاسئلة الملغومة” التي يطرحها صحافيون قريبون من المعارضة او النظام وتتضمن مواقف سياسية او تحاول جعله ينزلق في اتجاه اتخاذ موقف ما.

ولم يتعرض اداء الابراهيمي حتى الآن إلى أي انتقاد علني من اي من الطرفين. وإن كانت مهمته تضعه في مواجهات مع أكثر من طرف. ففي إحدى المرات طلب أحدهم من الابراهيمي أن يجيبه على سؤال “بشفافية”، فردّ الابراهيمي: “انا كل كلامي شفاف”، ثم استدرك “حتى كلامك شفاف”، في اشارة الى انه يستشف من السؤال ميل الاعلامي السياسي.

ويلقى الابراهيم في مهمته استحسان أكثر من طرف. إذ قالت متحدثة باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية رفيف جويجاتي ان وفد المعارضة “ممتن للسيد الابراهيمي لتسهيله المحادثات واعطائنا الفرصة لعرض رؤيتنا لسورية الجديدة”.

واشارت الى ان “كون الابراهيمي عربياً ويتكلم العربية ويفقه الثقافة العربية، يلعب دوراً مهماً”.

في حين قال فريد ايكهارت، المتحدث السابق باسم الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان ان “الاخضر الابراهيمي يتمتع بنزاهة وصراحة متميزيتن بالنسبة الى ديبلوماسي”، مضيفاً: “اعتقد ان هذا يجعله موضع ثقة على الفور”.

وخلف الابراهيمي كوفي انان في مهمة الوساطة في سورية، بتكليف من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.

وقال عميد كلية العلاقات الدولية في جامعة باريس للعلوم السياسية غسان سلامة، الذي يعرفه عن قرب ان الابراهيمي يتمتع ايضاً “بصبر لا محدود بالنسبة الى رجل بلغ الثمانين”، مضيفاً انه “يبحث باستمرار عن نقاط الضعف عند المتنازعين ويسعى من دون هوادة وراء هدفه النهائي على رغم كل التعقيدات”.

وقال الابراهيمي للصحافيين قبل ايام “انا متهم غالباً بانني بطيء، لكن اعتقد ان ذلك يبقى اكثر سرعة من التسرع”.

وبتوليه مهمة التوسط بين السوريين، يكون الديبلوماسي الجزائري تخلى مرة جديدة عن تقاعده.

وكان سبق له ان كان موفدا للامم المتحدة الى افغانستان بعد اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، والى العراق في 2003.

الابراهيمي والد لثلاثة. يتكلم الانكليزية والفرنسية بطلاقة. كان وزيراً للخارجية الجزائرية. عرف للمرة الاولى كوسيط خلال المفاوضات بين الاطراف اللبنانيين في مدينة الطائف السعودية التي انتهت باتفاق وضع حداً لحرب اهلية استمرت 15 عاماً.

ثم اصبح موفداً خاصا للامم المتحدة في نقاط ساخنة عدة من العالم، اذ تولى رئاسة بعثة الامم المتحدة في جنوب افريقيا خلال انتخابات 1994، التي اتت بنلسون منديلا رئيساً. واوفد الى اليمن في خضم الحرب الاهلية.

والابراهيمي عضو في مجموعة “الدرز” (القدامى) التي تجمع شخصيات تعمل على حل النزاعات المسلحة بينها الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر وانان والاسقف الجنوب افريقي ديسموند توتو.

وفي احد تصريحاته حول المهام التي قام بها في حياته، قال الابراهيمي انه لم يشعر في اي مرة انه يوجد “وضع ميؤوس منه”.

دقيقة صمت وحدت الوفدين في جنيف 2 واشنطن طلبت التزاماً فورياً للاتفاق الكيميائي

العواصم – الوكالات

جنيف – موسى عاصي

انتهى مؤتمر جنيف 2 حول سوريا بنتائج ترضي الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي وحده، وربما كان السيناريو الذي يحتفظ به لنفسه ويسير على أسسه خطوة خطوة، حقق مبتغاه بإحضار طرفي الأزمة السوريين الى المفاوضات وفي قاعة واحدة. وهذا يعتبره الممثل الخاص المشترك اختراقاً لحال الخصام والعداء المستمرة منذ ثلاث سنوات.

وأقصى الايجابية، في أيام جنيف الثمانية، استمر دقيقة واحدة وقف خلالها الطرفان صامتين احتراماً لأرواح الشهداء الى أي جهة انتموا. وقد جاء طلب هذه المبادرة من المعارضة واستجاب له الوفد الحكومي. وقبل ظهر اليوم، تُعقد جلسة ختامية، يناقش فيها الابرهيمي مع الطرفين ما يمكن أن يتضمنه البيان الختامي و”الدروس المستخلصة من جولة التفاوض الأولى”.

الوفد الحكومي

في جلسة امس، سجل الوفد الحكومي نقطة لمصلحته بفرض بند “مكافحة الارهاب” ووقف العنف على طاولة النقاش، بعد أيام من رفض الوفد الآخر دخول ما تسميه المعارضة “مسرحية سياسية”. وقدم الوفد الحكومي مشروع بيان يدعو الى التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب، والى ايجاد آلية يتم التوافق عليها من أجل “تحقيق الامن والاستقرار والسلام وعودة الهدوء الى سوريا”. وتضمن المشروع أربع نقاط:

1 – العمل بشكل جدي ووثيق وفوري لمكافحة الارهاب وملاحقة التنظيمات الارهابية المسلحة في كل الأراضي السورية ووضع الآليات التنفيذية لتحقيق الهدف.

2 – دعوة جميع الدول لتحمل مسؤولياتها والتزامها المساعدة على مكافحة الارهاب ومنع ووقف تمويل الاعمال الارهابية ومنع رعايا تلك الدول أو المقيمين على أراضيها من توفير الاموال لاستخدامها في الاعمال الإرهابية ووضع حدٍ لتجنيد الارهابيين والامتناع عن تزويدهم السلاح أو تدريبهم، الى وقف التحريض الاعلامي لتبرير تلك الاعمال.

3 – أن تعمل دول الجوار لسوريا لضبط حدودها بشكل فعال لوقف تدفق الارهابيين والسلاح.

4 – تبادل المعلومات الامنية المتعلقة بتحركات الارهابيين وشبكاتهم ووثائق سفرهم والاتجار بالأسلحة.

وأفادت أوساط شاركت في المفاوضات، إن الجلسة كانت على مستوى عالٍ من الاحتدام (بعد دقيقة الصمت الأولى)، وخصوصاً بعدما عرض الوفد الحكومي ورقته لمكافحة الارهاب والردود التي تلقاها من الوفد المعارض الذي وصف هذه الورقة بانها “مسرحية سياسية”. وقالت الاوساط أن رئيس الوفد السوري بشار الجعفري جدد الحملة على السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد، واصفاً أياه بـ”الشيخ فورد السلفي”. واضافت ان الوفد الحكومي اقترح حلاً أمنياً على اساس تأمين مدينة تلو المدينة، وأن يترك المسلحون في هذه المدن سلاحهم، “وإلا سيكون مصيرهم إما الجنة أو تركيا”. ونصح الوفد المعارض بعدم العودة الى سوريا “خوفاً عليهم من انتقام داعش (الدولة الاسلامية في العراق والشام)”، التي هددت كل من يشارك في جنيف 2.

وعلم أن الوفد الحكومي طالب مجدداً بتوسيع وفد المعارضة في جولة المفاوضات المقبلة ليشمل أطيافها كافة، كما طالب بحصر الجلسات المقبلة في فترة قبل الظهر “اذ لا حاجة الى الجلسات التشاورية بعد الظهر”.

وفد المعارضة

أما وفد المعارضة، فكان جاهزاً للعرض الحكومي، وقالت مصادره ان المعارضة واجهت الطرح الذي قدمه الجعفري بمداخلة تحدثت عن “تاريخ النظام السوري منذ العام 1964، وعن وجود القوات السورية في لبنان منذ العام 1975 وعما ارتكبه هذا النظام في لبنان”. وأوضحت ان المعارضة تملك وثائق مثبتة عن وجود علاقة بين النظام السوري و”داعش” و”أن هناك معتقلين اعتقلتهم داعش ووجدناهم لاحقاً لدى النظام”. واستند الوفد الى تقرير اعدته منظمة “هيومان رايتس ووتش” ونشرته أمس، وهو يحمل النظام السوري مسؤولية جرائم ارتكبت خلال الفترة الماضية من طريق استخدام سلاح “البراميل”.

وصرح الناطق الرسمي باسم وفد المعارضة المفاوض لؤي صافي في مؤتمره الصحافي بعد الجلسة ، بان هناك خلافاً كبيراً مع النظام في تفسير جنيف1، “فالنظام يريد تنفيذ النقاط المتعلقة بملف العنف، ونحن في رأينا أن هذا الطريق عكس التسلسل الحقيقي والمنطقي، او وضع العربة امام الحصان. “وقف اطلاق النار والإفراج عن المعتقلين وفك الحصار، هذه النقاط مهمة، لكن آلية تنفيذها هي تشكيل الهيئة الانتقالية”.

جنيف 3

في هذه الاثناء، وتحضيراً لجنيف3، أبلغت اوساط الوفد المعارض لـ”النهار” ان احتمال التغيير في أعضاء الوفد وارد، وأن هذا التغيير، في حال حصوله، لن يعدل المُعطى السياسي المطروح انما التغيير سيكون”تقنياً فقط”. وعلمت “النهار” ان الوفد المعارض طالب الابرهيمي بضمّ ضباط من “الجيش السوري الحر” وآخرين من المجموعات المسلحة الى الوفد. وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد للصحافيين ان للمعارضة “الحق في استدعاء من تشاء”.

ولن تكون الفترة الفاصلة بين 31 كانون الثاني و11 شباط فترة استراحة بالنسبة الى الإبراهيمي، الذي سيتوجه اليوم مباشرة بعد اختتام جنيف2 الى ميونيخ للقاء وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري من أجل تقويم جولة مفاوضات جنيف 2. وتوقعت أوساط ديبلوماسية في جنيف أن يعمل الوزيران خلال الفترة الفاصلة للضغط على فريقي المفاوضات السوريين من أجل تسهيل مهمة الابرهيمي في الجولة المقبلة.

وفي هذا الاطار ترددت معلومات كثيرة عن لقاءات بعيدة من الاعلام عُقدت في العاصمة السويسرية برن بين مسؤولين أميركيين وروس وإيرانيين وشخصيات سورية من الطرفين المتنازعين، لكن الابرهيمي نفى هذه المعلومات وعلق عليها ساخراً: “سيكون ذلك عظيماً كي استطيع العودة الى منزلي، لكن استطيع القول ويا للأسف ان هذا الخبر لا أساس له من الصحة”.

ويزور رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد الجربا موسكو في الرابع من شباط بحسب ما اعلن مدير مكتبه منذر اقبيق.

ويلتقي لافروف على هامش مؤتمر الأمن الدولي في ميونيخ كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي- مون للبحث في سير مفاوضات جنيف 2.

المواد الكيميائية

على صعيد آخر، طالبت الولايات المتحدة سوريا باتخاذ خطوات فورية لالتزام قرار للأمم المتحدة باخراج مواد الأسلحة الكيميائية من البلاد. وقالت إن مطالبة دمشق بتوفير معدات إضافية “لا تستحق الاهتمام” وإن التأخير يزيد التكاليف.

في غضون ذلك دخلت قافلة من المساعدات الغذائية مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، والذي يعاني منذ اشهر حصاراً خانقاً ادى الى وفاة اكثر من 80 شخصا.

وبثت قناة “الميادين” التي تتخذ بيروت مقراً لها انه تم التوصل الى اتفاق للمصلحة الوطنية في بلدات بيت سحم وببيلا ويلدا في الغوطة الغربية، ينص على تسوية اوضاع المسلحين ودخول الجيش السوري هذه البلدات.

لقاء ميونيخ اليوم: تمديد لإدارة الصراع السوري

هدنة دقيقة واحدة… بانتظار “جنيف” الجديد

محمد بلوط

هدنة دقيقة واحدة في الحرب السورية، وفي قاعة مزدوجة الحياد: سويسرية، وفي قصر الأمم المتحدة، بعيدا عن ساحات القتال السورية التي كانت الحرب فيها تتواصل من دون هوادة.

الوفدان السوريان، الحكومي و”الائتلافي” نهضا من مقاعدهما، وصمتا تحية وحدادا لشهداء سوريا. الوفد “الائتلافي” اقترح الهدنة، الوفد الحكومي وافق، من دون نقاش إلى أي جهة من الوفدين ينحاز الشهداء، وما إذا كانوا أم لا، في بنود بيان “جنيف 1” .

وبانتظار جنيف الجديد، يأتي اليوم إلى ميونيخ وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، للاستماع إلى المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، وطلب تدخلهم من اجل تأمين انعقاد اجتماع شباط.

وخفض ديبلوماسي أميركي من سقف التوقعات في ميونيخ ومحدودية الإمكانات لحل المشاكل التي لم تستطع الجولة الاولى من مفاوضات “جنيف٢” حلها. وقال الديبلوماسي انه لا ينبغي أن ننتظر من جون كيري وسيرغي لافروف أكثر من تمديد التعهد، بجلوس الطرفين مجددا إلى طاولة في القاعة السادسة عشرة من قصر الأمم المتحدة.

وقال المصدر الديبلوماسي انه لا ينبغي أن ننتظر تقدما كبيرا لأنه ليس بوسع كيري أو لافروف الحلول محل المتفاوضين في هذه المرحلة التمهيدية من المفاوضات، كما أن الولايات المتحدة لا تنتظر تغييرا كبيرا في الموقف الروسي من المفاوضات السورية، ولو كان ذلك ممكنا، لكان حدث في جنيف خلال أسبوع التفاوض، ولمارس الروس تأثيرهم المطلوب على الوفد السوري.

وقال المصدر إن الروس سيواصلون دعمهم للنظام باعتبارهم يخوضون معركة رابحة، مع دفعه إلى التفاوض في جنيف، كما سنواصل نحن وبوتيرة أعلى وأهم تسليح المعارضة، لإعادة تكوين قوة ذات مصداقية تحل محل “الجيش الحر”.

وقال ديبلوماسي غربي، يواكب المفاوضات، إن الضغوط التي سيمارسها الطرفان لن تتجاوز حدود الحاجة إلى إدارة الصراع، وليس التوصل إلى تسوية. وبرهنت أيام “جنيف ٢” عن عدم نضوج شروط الصفقة الشاملة بين الولايات المتحدة وروسيا، والتي لا تشكل سوريا سوى احد مربعاتها، وتشمل قضايا أخرى تتصل بإيران والطاقة واسيا الوسطى .

وقبل الوصول إلى جنيف الجديد، سيكون على الفريق الدولي، إجراء المزيد من الاتصالات حول توسيع تمثيل المعارضة السورية، وتغيير جزء من الوفد المفاوض حاليا، الذي سيشهد إدخال مفاوضين من “الجبهة الإسلامية”، و”جيش المجاهدين”، و”أجناد الشام”، في وفد الدعم الاستشاري، إذا ما سارت الأمور على ما يرام. ويقول مصدر أميركي انه لن تجري تغييرات كبيرة في الوفد الحالي، الذي يشرف عليه السفير روبرت فورد، بعد أن تبين أن بعض أعضائه بدأوا بالدخول في العملية التفاوضية بشكل مرض.

وقال الإبراهيمي إن “على المعارضة أن تتداعى إلى التوافق على تشكيل وفد مقنع، ونرحب بدخول وجوه جديدة في الوفد المعارض”. ولا يستبعد مصدر ديبلوماسي أممي أن تشهد المرحلة المقبلة إعادة مناقشة مشاركة إيران مجددا في المرحلة الجديدة من جنيف التي تبقى قناة التفاوض الوحيدة بشأن سوريا، بعد أن نفى الإبراهيمي “صحة الأنباء عن وجود أي مفاوضات في برن بين الإيرانيين والأميركيين والسوريين بحسب إحدى القنوات الفضائية”.

ويعكف المفاوضون والوسيط الدولي اليوم على محاولة تقديم خلاصة سريعة لثمانية أيام من اللقاءات، من دون إصدار أي بيان ختامي، إذ أن استئناف المفاوضات في الأسبوع الثاني من شباط، يغني عن أي بيان ختامي، فضلا عن التسليم بفراغ ذات اليد، ومراوحة المفاوضات في نقطة الصفر.

ويظل احتمال تأجيل الجولة المقبلة قائما، كما قال ديبلوماسي يرافق جنيف، بانتظار أن ينجز الإبراهيمي اليوم مع الوفدين، الجزء الأخير من الأسبوع التفاوضي، بتحديد جدول أعمال جنيف الجديد ولائحة بالمواضيع التي ستتم مناقشتها. وسيكون على الإبراهيمي أن ينتزع لائحة بالأولويات تتجاوز الشق السياسي المعقد، والعودة إلى طموح أكثر تواضعا، بالتركيز على الملفات الإنسانية، التي تشكل عوامل ضاغطة، وانجاز تسويات محلية في حمص وأرياف دمشق وحلب وادلب.

ولكن الحداد الخاطف والاجماعي، الذي افتتح جلسة الأمس، لا يكفي رغم الشحنة الايجابية التي اخترقت المفاوضات في لحظاتها الأخيرة، أن يشكل اختراقا، ابعد من الاختراق الرمزي. أما النقاش فلم يتقدم خطوة واحدة نحو إيجاد أرضية مشتركة في أي من الملفات التي طرحت.

فبعد طرح النقاش في الهيئة الانتقالية الحاكمة، ورفض الوفد الحكومي التوسع فيها واعتبارها بندا بعيدا في ما ينبغي أن يبدأ به جنيف، امتحن الوسيط الدولي الوفدين في طرح قضية مكافحة الإرهاب ووقف العنف، كمدخل للمفاوضات، وهو ما رفضه “الائتلافيون”.

وقال الإبراهيمي “ناقشنا أمورا مهمة وحساسة تتعلق بالمسائل الأمنية في سوريا والإرهاب”. وأضاف “هناك اتفاق على أن الإرهاب موجود في سوريا وهو مشكلة جدية، لكن لا اتفاق حول كيفية التعامل معه”. وتابع “كما انه بديهي القول انه لا بد من معالجة مسائل الأمن للوصول إلى حل للازمة”، موضحا أن الجلسة شهدت “لحظات توتر وأخرى واعدة”.

ويعتقد “الائتلاف” أن تشكيل هيئة حاكمة انتقالية يختصر الطريق نحو الحل السياسي في سوريا، ويرى أن الدخول في مرحلة انتقالية، ونقل الصلاحيات الرئاسية كافة، هو مفتاح كل العقد، التي ستحل تباعا، فالإرهاب سيضمر في مواجهة الشرعية الجديدة والإجماع الوطني ضده، ووقف إطلاق النار سيفرض نفسه، وصولا إلى الإصلاحات التي تفتح الباب أمام مشاركة أوسع في الحكم.

ويتمسك الوفد الحكومي بعملية تدريجية تبدأ بوقف العنف، ووقف إطلاق النار، والتوافق على مكافحة الإرهاب واحتوائه، ويجادل في شرعية التمثيل المعارض، وحصره بـ”الائتلافيين”، الذين يمثلون اقل من نصف “الائتلاف” نفسه.

وخلال النهار سيذهب الوفدان إلى تقييم لأيام “جنيف ٢”، فيعقد رئيس “الائتلاف” احمد الجربا، الذي سيزور موسكو في 4 شباط، مؤتمرا صحافيا، بعد انفضاض المؤتمرين، فيما يخرج وزير الخارجية السورية وليد المعلم عن صمت لزمه، منذ خطاب مونترو، ليعقد مؤتمرا صحافيا قبل مغادرة جنيف.

مقتل عائلة كاملة أثناء وقوف الوفدين دقيقة ‘حداد’ على أرواح ‘شهداء سوريا

واشنطن ‘قلقة’ من تأخير دمشق تسليم أسلحتها الكيميائية ‘الائتلاف’ يطالب بمحاكمة الاسد… والجربا الى موسكو

عواصم ـ وكالات ـ جنيف ـ ‘القدس العربي’ من محمد واموسي: أعلن المبعوث الأممي والعربي لسوريا، الأخضر الابراهيمي، أن لا تغيير في مواقف الوفدين السوريين بعد جلسة امس الخميس التي عقدت في جنيف، فيما يزور رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد الجربا موسكو في الرابع من شباط/ فبراير، بحسب ما ذكر مستشاره السياسي منذر آقبيق امس الخميس.

وقال اقبيق ان رئيس الائتلاف ‘قبل الدعوة الروسية لزيارة موسكو وسيزورها في الرابع من شباط/ فبراير’.

وقال الابراهيمي في مؤتمر صحافي في جنيف، إن ‘لا تغيير في مواقف الوفدين السوريين بعد جلسة اليوم’. وأوضح ‘أننا متفقون على ان ‘الإرهاب’ منتشر في سوريا’، بدون الاتفاق على سبل التعامل معه.

وقد طالب الائتلاف بمحاكمة الرئيس′ بشار الأسد أمام المحكمة الجنائية الدولية على ضوء ظهور ما وصفها الائتلاف بأدلة جديدة على اتباع النظام سياسة ممنهجة تستهدف المدنيين الأبرياء.

وأضاف أن وفد المعارضة حمل معه إلى الجلسة الصباحية ملفا ضخما عن الإرهاب متخما بالأدلة ضد النظام مرورا بالسلاح الكيميائي والبراميل المتفجرة، مشيرا إلى أنه سيثبت أن ‘النظام هو جوهر العنف والإرهاب’.

وأشار الابراهيمي إلى أن’ جلستنا الأخيرة ستعقد صباح الجمعة’، معربا عن أمله بأن ‘نستخرج العبر مما قمنا به في الفترة الأخيرة’.

وأوضح أن ‘مباحثات وفدي النظام السوري والائتلاف الوطني السوري المعارض في جنيف شهدت لحظات عصيبة وأخرى واعدة’، مشيرا إلى أنه سيتم التحضير للجلسات القادمة في وقت لاحق.

وفي حديثه عن الوضع الانساني في سوريا، قال ‘نجحنا في إدخال 600 سلة غذائية الى مخيم اليرموك المحاصر’، مؤكدا العمل على تحقيق تقدم في حمص، غير أنه أعرب عن إحباطه لعدم التوصل لحلول لها، معتبرا أن ما يجري فيها ‘يمكن اعتباره حالة حرب اهلية’.

وأشار إلى انه ‘طلب من الاتحاد الاوروبي منذ أشهر إعادة النظر بالعقوبات المفروضة على الشعب السوري’.

وافتتح وفدا النظام السوري والمعارضة جلسة مفاوضاتهما الصباحية، امس، بالوقوف ‘دقيقة حداد’ على أرواح ‘الشهداء’، في الوقت الذي أوردت فيه الهيئة العامة للثورة السورية، وهي تنسيقية إعلامية تابعة للمعارضة، خبرا عاجلا بمقتل عائلة بأكملها (لم تحدد عدد أفرادها)، بينهم 5 أطفال، في قصف لقوات النظام على مدينة داريا بريف دمشق جنوبي سوريا.

وكان المتحدث باسم الائتلاف السوري المعارض، لؤي صافي، قال امس، إنه لا يمكن المضي في النقاط الأمنية باتفاق ‘جنيف 1′، قبل إنهاء موضوع تشكيل هيئة انتقالية في سوريا، لافتا إلى وجود خلاف مع النظام السوري حول ‘جنيف1′ وبنوده، في حين ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن وفد الحكومة اعتبر رفض وفد الإئتلاف لبيان مكافحة الإرهاب ‘دليلا فاضحا على دعمهم للـ’إرهاب’، وسيرهم عكس تطلعات الشعب السوري، وتهديد أمنه، وأمانه’.

جاء ذلك فيما اعرب وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل امس الخميس عن القلق بشأن تأخر سوريا في تسليم اسلحتها الكيميائية واكد على ضرورة ان تحل دمشق المشكلة.

وصرح للصحافيين في العاصمة البولندية وارسو ‘لا أعرف ما هي دوافع الحكومة السورية (وما اذا كان ذلك ناجم عن عجز) او اسباب تأخرهم في تسليم تلك المواد’، مضيفا ان ‘عليهم معالجة ذلك’. وذكرت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الاربعاء ان دمشق سلمت اقل من 5′ من اخطر اسلحتها الكيميائية.

وقال هاغل في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البولندي توماز شيمونياك ان ‘الولايات المتحدة قلقة لتأخر الحكومة السورية في تسليم الاسلحة الكيميائية في الوقت المحدد’.

واكد ان على ‘الحكومة السورية تحمل المسؤولية واحترام الالتزام الذي وقعته’.

واضاف انه اثار تلك القضية مع نظيره الروسي سيرغي شويغو امس الاول الاربعاء وطلب منه ‘القيام بما في وسعه للتأثير على الحكومة السورية’

الزعبي: الوفد السوري لن يقوم بأي تنازل في مفاوضات جنيف-2

جنيف- (أ ف ب): أكد وزير الاعلام السوري عمران الزعبي في آخر يوم من مفاوضات جنيف-2 الجمعة ان الوفد الحكومي لن يقدم اي تنازل في هذه المفاوضات، مضيفا “لن يأخذوا في السياسة ما لم ياخذوه بالقوة”.

وقال الزعبي متوجها إلى حوالى 250 متظاهرا من انصار النظام تجمعوا امام قصر الامم في جنيف حيث كانت تنعقد آخر جلسة تفاوض بين وفدي المعارضة والحكومة “في الايام القادمة، ستكون هناك جولة جديدة من حيث المبدأ، لكن لا في هذه الجولة ولا في اي جولة قادمة يمكن ان يحصلوا من الوفد السوري (…) على اي تنازل”.

واضاف “لن يحصلوا على اي تنازل لم تستطع اسرائيل ان تحصل عليه طوال نصف قرن، ولن يستطيعوا الحصول على اي تنازل لم يستطع الارهاب الحصول عليه خلال ثلاث سنوات، ولن يحصلوا على اي تنازل لم تستطع تركيا وقطر والسعودية والاردن والمتامرون في لبنان ان يحصلوا عليه منا بالقوة”.

وتابع “لن ياخذوا في السياسة ما لم ياخذوه بالقوة”.

وقوطع الزعبي مرارا بالتصفيق والهتافات “الله، سوريا، بشار وبس″.

ولم يتمكن وفدا الحكومة والنظام السوريان على مدى ستة ايام من التفاوض باشراف الوسيط المكلف من الامم المتحدة وجامعة الدول العربية التوصل الى اي تقدم في مواضيع البحث التي طرحوها.

وتعتبر المعارضة ان الهدف من جنيف-2 تشكيل هيئة الحكم الانتقالي التي تضم ممثلين عن النظام وعن المعارضة، ما يعني برايها تنحي الرئيس بشار الأسد.

في المقابل، يرفض النظام مجرد البحث في هذه المسالة معتبرا انه امر يقرره السوريون من خلال صناديق الاقتراع، ويطالب بالتركيز في جنيف-2 على مسالة مكافحة الارهاب في سوريا.

وتقول السلطات السورية منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضدها قبل حوالى ثلاث سنوات انها تخوض معركة ضد الارهاب ممولة من الخارج، لا سيما من قطر والسعودية وتركيا والولايات المتحدة. وتتهم الدول المجاورة لا سيما الاردن وبعض الاطراف في لبنان بتسهيل تمرير مسلحين وسلاح الى مجموعات المعارضة المسلحة.

المرصد السوري: الطيران المروحي يقصف حلب بالبراميل المتفجرة

دمشق- (د ب أ): أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن الطيران المروحي قصف الجمعة بالبراميل المتفجرة مناطق في قرية “الشيخ نجار” والمدينة الصناعية القريبة في حلب شمال سورية.

وذكر المرصد، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية، أن الطيران قصف أيضا منطقة الاشارات بحي سيف الدولة في حلب فيما لم ترد معلومات عن حجم الخسائر حتى اللحظة.

وقال المرصد إن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة في محيط الكتيبة الواقعة شمال بلدة مورك في حماة وسط سورية.

وأضاف أن تلك الاشتباكات ترافقت مع قصف الطيران المروحي الأراضي الزراعية شرقي بلدة لحايا ومناطق في بلدتي كفر زيتا ومورك بحماه.

وأوضح المرصد أن الطيران الحربي شن غارتين جويتين على مناطق في جبال معلولا بريف دمشق وسط قصف القوات النظامية على المنطقة.

مفاوضات جنيف2 تنتهي الجمعة من دون أي تقدم نحو حل الأزمة السورية

جنيف- (أ ف ب): يلتقي وفدا الحكومة والمعارضة السوريان قبل ظهر الجمعة للمرة الاخيرة في جنيف حيث لا يتوقع ان يحققا اي تقدم في اتجاه حل الازمة في بلادهم التي اوقعت خلال ثلاث سنوات تقريبا اكثر من 130 الف قتيل.

وفي انتظار انعقاد الجولة الثانية المقررة، بحسب ما هو معلن حتى الآن، في غضون اسبوع، ستنشط الحركة الدبلوماسية الموازية، ومحورها خصوصا عرابا المفاوضات روسيا، حليفة النظام، والولايات المتحدة الداعمة للمعارضة.

وقد اعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الخميس ان رئيسه احمد الجربا سيزور موسكو في الرابع من شباط/ فبراير.

كما اعلن ان الجربا سيشارك في مؤتمر ميونيخ حول الامن الذي سيجمع في نهاية الاسبوع مسؤولي الدفاع والدبلوماسية في عدد كبير من الدول وابرزهم وزيرا الخارجية والدفاع الاميركيان جون كيري وتشاك هيغل ووزيرا الخارجية الايراني محمد جواد ظريف والروسي سيرغي لافروف.

في جنيف، اعلن الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي ان جلسة مشتركة اخيرة ستعقد اليوم من دون ان يحدد مضمونها، مشيرا إلى انه سيعلن بعد انتهائها بعض “الخلاصات”، معربا عن امله في ان في “ان نستخلص دروسا مما فعلنا وان نقوم بعمل افضل في الجولة المقبلة”.

وكان اعلن قبل يومين انه لا يتوقع “تقدما ملموسا” في نهاية هذه الجولة، مشيرا إلى أن “الهوة كبيرة” بين الفريقين.

وتم خلال الايام الستة الماضية من المفاوضات طرح الموضوعين الاساسيين اللذين يختلف الوفدان على تفسيرهما وعلى الاولوية التي يجب ان تعطى لكل منهما، وهما هيئة الحكم الانتقالي والارهاب، بالاضافة الى موضوعين آخرين يدخلان في الاطار الانساني، وهما ادخال المساعدات الى الاحياء المحاصرة من النظام في مدينة حمص واطلاق المعتقلين والمخطوفين، لم يصلا فيهما الى نتيجة.

وتعتبر السلطات السورية انها تخوض منذ ثلاث سنوات “معركة ضد الارهاب الممول من الخارج”، لا سيما من السعودية وقطر وتركيا. وتطالب بتعاون دولي من اجل مكافحته.

ولا تعترف الحكومة بوجود مقاتلين معارضين لها، بل تتهم كل الكتائب المقاتلة ضمن المعارضة المسلحة بالارتباط بتنظيم القاعدة، بينما تميز المعارضة بين الكتائب المعروفة بـ(الجيش السوري الحر) رغم انها لا تنضوي تحت قيادة واحدة، والمجموعات الجهادية.

ويخوض مقاتلو الجيش الحر منذ اسابيع معارك دامية في مناطق عدة من سوريا مع تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” المرتبط بالقاعدة.

وينص اتفاق جنيف-1 الذي تم التوصل اليه في مؤتمر غاب عنه كل الاطراف السوريين في حزيران/ يونيو 2012، على تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية.

وتعتبر المعارضة ان نقل الصلاحيات يعني تنحي الرئيس بشار الاسد، وهو ما يرفض النظام التطرق اليه، مؤكدا ان مصير الرئيس يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع.

كما ينص الاتفاق الذي وضعته الدول الخمس الكبرى والمانيا والجامعة العربية، على “وقف فوري للعنف بكل اشكاله” وادخال المساعدات الانسانية واطلاق المعتقلين والحفاظ على مؤسسات الدولة.

وقد لخصت صحيفة (الثورة) السورية الجمعة ما حصل في سويسرا بالقول “لم ينجح جنيف، لكنه لم يعلن فشله.. ليست أحجية ولا هي مفارقة لا معنى لها، بل هي كلمة السر في صراع الإرادات التي تقاطعت على الحاجة لجنيف، حيث يلتقي عرّابوه مجدداً من أجل جولة جديدة لا تمتلك أي فرصة في النجاح، ومن غير المسموح لها أن تفشل”.

ورأت أن الجولة الأولى “سجلت انتصاراً دبلوماسياً كبيراً للوفد السوري” الحكومي.

وافاد متابعون ودبلوماسيون في جنيف ان حركة اتصالات وضغوط دبلوماسية مكثفة رافقت المفاوضات.

وقال الابراهيمي ان “مجرد جلوس الطرفين الى طاولة واحدة هو امر جيد”.

في مسالة المعتقلين، قدم وفد المعارضة خلال جلسات التفاوض لائحة اولية ب2300 اسم من الاطفال والنساء معتقلين في سجون النظام، مطالبا بالافراج عنهم.

وقال النظام ان لا اطفال في سجونه، مطالبا في المقابل بان يسلم الائتلاف لائحة باسماء كل المخطوفين والمعتقلين لدى المجموعات المقاتلة. ورد وفد المعارضة بانه مستعد، اذا تسلم لائحة اسماء باجراء اتصالات مع هذه المجموعات لمعرفة مصير الاشخاص المعنيين.

ومنذ اسبوع، لم تتمكن شاحنات محملة بالاغذية والمساعدات في دمشق من الحصول على ضوء اخضر من للتوجه الى مدينة حمص حيث يحاصر حوالى ثلاثة الاف شخص في احياء يسيطر عليها مقاتلون معارضون. وتقول السلطات انها مستعدة لاخراج المدنيين من هناك، الا ان المعارضة تعبر عن خشيتها على مصير النساء والاطفال من القوات النظامية في حال خروجهم.

وقال الابراهيمي الخميس “انا اشعر بخيبة امل كبيرة” ازاء عدم دخول المساعدات إلى حمص.

على الارض، تواصلت الاعمال العسكرية في موازاة مفاوضات جنيف على وتيرتها التصعيدية، حاصدة عشرات القتلى والجرحى.

الخارجية الأمريكية: الخيار العسكري ضد سوريا لم يستبعد أبداً

واشنطن- (يو بي اي): ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن الخيار العسكري ضد سوريا لم يستبعد أبداً عن الطاولة، لكن واشنطن تمضي الآن في المسار الدبلوماسي سواء في ما يتعلق بالأسلحة الكيميائية أو مفاوضات جنيف.

وعبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جين بساكي، عن القلق الأمريكي العميق من فشل الحكومة السورية نقل كل العناصر الكيميائية إلى ميناء اللاذقية، مشيرة إلى ان شهراً كاملاً انقضى على تاريخ الـ31 كانون الأول/ ديسمبر الذي حددته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإزالة كل المواد اليكميائية الأكثر خطورة، و6 أيام تفصلنا فقط عن موعد إخراجها من سوريا.

وأشارت إلى ان النظام السوري نقل أقل من 5% من المواد الكيميائية إلى الميناء، و”يفترض بسوريا أن تتخذ فوراً خطوات للوفاء بالتزاماتها..”.

وأكدت أن النظام السوري قادر على نقل هذه الأسلحة الكيميائية بما انه نقلها مرات عدة خلال الصراع بسوريا.

وشددت على أن “ثمة احتمال وفرصة، ونحن نأمل جداً بأن يتمكن النظام السوري من الوفاء بوعده ونقل الأسلحة إلى ميناء اللاذقية”.

وأوضحت بساكي ان خيار استخدام القوة ضد سوريا لم يستبعد أبداً “لكن من الواضح اننا نمضي الآن في المسار الدبلوماسي، سواء في ما يتعلق بالتخلص من الأسلحة الكيميائية ومؤتمر جنيف، وهنا ينصب تركيزنا”.

وكان البيت الأبيض حثّ بدوره سوريا على تكثيف الجهود لنقل الأسلحة الكيميائية إلى ميناء اللاذقية، مؤكداً استعداد المجتمع الدولي لتدميرها ما أن تصل إلى هناك.

وفد مسيحي ديني في واشنطن لدعم بشار الأسد

واشنطن ـ ‘القدس العربي’: استضافت مؤسسة ‘الهيريتج الامريكية’ المحافظة في مركزها بالعاصمة واشنطن وفدا مسيحيا سوريا ممثلا لعدد من الطوائف. وقد ضم الوفد المطرانين جان قواق والمطران أرماش نابانديان والقسيسين أديب عوض رياض جرجور، والذين جاؤوا في زيارة هدفها ‘شرح معاناة المسيحيين في سوريا’ وحول ‘استهدافهم من قبل الإرهاب الديني المتصاعد في سوريا’.

وقد أكد الوفد تعاطفه مع الرئيس بشار الأسد الذي تواجه بلاده حربا دائرة منذ ما يزيد على السنتين، مؤكدين’ وجود 85 دولة تحارب السوريين وترسل الارهاب اليها’ وهو تبن حرفي للرواية الرسمية السورية. فيما رفض أعضاء الوفد الاجابة على أسئلة الحاضرين حول دور الأسد فيما يجري في سوريا، وشدد المعارض السوري المسيحي فادي شديد في طرح اسئلته حول دور حزب الله في المعارك الدائرة في سوريا وهل يعتبر الوفد حزب الله تنظيما ارهابيا كونه يشارك في المعارك الدائرة علنا الى جانب الأسد؟ اكتفى القس أديب عوض بالإقرار أن ‘حزب الله’ يقاتل في سوريا. ورفض الإجابة عن التساؤلات التي طرحها بعض المشاركين حول الاسباب التي تقف خلف اغلاق نظام الأسد لبعض الكنائس في سوريا مبررين ذلك بالقول’ لقد أغلقت الكنائس في سوريا لقيامها بالتبشير الانجيلي’ الأمر الذي أثار حفيظة الحضور الأمريكي كونه من المستغرب أن يبرر قس انجيلي اغلاق الكنائس لقيامها بالتبشير وهو فعل يعتبر من جوهر العقيدة الانجيلية.

الجدير ذكره أن منظمة ‘الهيريتج فوندشن’ واحدة من أهم مراكز الدراسات التي تدعم الخط المحافظ اليميني على مستويات السياسات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة. وكانت من أشد الداعمين للحرب على العراق، ومن المروجين لفكرة أن الحرب ستكون بسيطة وغير مكلفة، وسوف تموَّل من أموال النفط العراقي. أما على صعيد الصراع العربي الاسرائيلي تعتبر مؤسسة الهيرتيج ‘التراث’ من أشد المدافعين عن الشراكة الإسرائيلية الأمريكية، وتبنت مواقفَ رافضة لاعتراف الأمم المتحدة بفلسطين مؤخرا.

النظام السوري رفض مشاركة الفلسطيني ناصر القدوة وروسيا أرجعته

لندن ـ ‘القدس العربي’: ذكرت مصادر ضمن بعثة الأمم المتحدة المشرفة على المفاوضات بين وفدي النظام والمعارضة السوريين أنباء عن محاولة من وفد النظام لمنع السفير الفلسطيني لدى الجامعة العربية ناصر القدوة من حضور الاجتماعات، وهو الأمر الذي وافق عليه الأخضر الإبراهيمي، المكلّف من الأمم المتحدة والجامعة العربية بمتابعة الملف السوريّ.

المصادر أكّدت ان بعثة روسيا تدخّلت لحلحلة المشكلة وأن القدوة عاد ليمارس مهامه الدبلوماسية ضمن وفد الجامعة العربية.

أطفال مخيم اليرموك يحلمون بالخبز.. وسوريا اليوم مدن وبلدات محاصرة

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ قالت صحيفة ‘واشنطن بوست’ إن فيلقا من المقاتلين المسلمين البريطانيين سافر للقتال في سوريا إلى جانب الجماعات الجهادية هناك، وإن هناك المئات من البريطانيين الذين قتلوا، ولا يزال العديد منهم يقاتلون هناك وما يخيف السلطات الأمنية البريطانية أكثر هو 50 مقاتلا أو أكثر ممن عادوا لبريطانيا.

وعبر المسؤولون الأمنيون البريطانيون عن مخاوفهم من هؤلاء العائدين الذين تدربوا في ساحات القتال وتلقوا دروسا في القتال والأيديولوجيا ويخشى من قيامهم بتنفيذ عمليات إرهابية.

ونقلت ما قاله رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية إن الهجمات ‘محتومة’. ويترافق الخوف هذا مع من قامت الشرطة باعتقالهم حيث قامت هذا الشهر باحتجاز 14 بريطانيا بتهم لها علاقة بالسفر لسوريا مقارنة مع 24 حالة في العام الماضي. ولا يعرف المسؤولون الأمنيون في بريطانيا عدد البريطانيين في سوريا ولكنهم يقولون إنهم بالآلاف وهو عدد أكبر بكثير من أولئك الذين سافروا للقتال في أفغانستان والعراق.

ويعترف المسؤولون أنه ربما تسلل عدد آخر من البريطانيين بدون أن يشعر بهم أحد، خاصة أن السفر لسوريا أسهل منه للعراق أو افغانستان من قبل، فلا يحتاج المتطوع إلا إلى تذكرة سفر لتركيا ومن ثم السفر بالحافلة أو السيارة لساحات القتال.

ولا يقتصر الخوف على بريطانيا بل وعلى معظم الدول الأوروبية والولايات المتحدة حيث تحدث جيمس أر كلابر، المسؤول الأمني البارز للكونغرس يوم الأربعاء قائلا إن سوريا جذبت إليها حتى الآن أكثر من 7 ألاف مقاتل أجنبي ينتمون إلى 50 دولة ومنهم من يرغب بتنفيذ هجمات على الولايات المتحدة.

أعداد متزايدة

وتعتبر أوروبا من أقرب المناطق لسوريا حيث يقدر المركز الدولي لدراسة التطرف عدد المقاتلين من دول الإتحاد الأوروبي بحوالي ألفي مقاتل ولكن هذا العدد يتزايد منذ منتصف العام الماضي. ويقدر المسؤولون الفرنسيون العدد بحوالي 700.

وقال وزير الداخلية مانويل فالز إن المقاتلين العائدين لبلادهم يشكلون تهديدا كبيرا.

ويشير تقرير الصحيفة الأمريكية إلى أن مظاهر القلق البريطانية أشد خاصة أن ذكريات تفجيرات 7/7/ 2005 لا تزال حاضرة والتي قتل فيها 52 شخصا، ونفذها متشددون من أبناء البلد ممن تلقوا تدريباتهم في الباكستان.

ونقلت عن ريتشارد والتون، الذي يقود وحدة مكافحة الإرهاب في اسكتلند يارد إن ‘سوريا عامل مهم في مجال قواعد اللعبة’ ‘فنحن نشاهدها كل يوم، وهناك مئات من الشباب يسافرون إلى هناك وإن لم يقتلوا في المعارك فيعودون وقد أصبحوا متشددين’.

ومع أن معظم الأوروبيين الذين سافروا لسوريا انضموا لصفوف الجماعات المعتدلة لكن الجهادية منها تستقبل المقاتلين الأجانب.

وتنقل عن شيراز ماهر، الباحث في مركز دراسة التشدد في لندن قوله إن الشباب يذهبون لسوريا تدفعهم أغراض عدة، أفكار متشددة، المساهمة في تقديم المساعدات الإنسانية أو الملل وعدم رضاهم بحياتهم في بريطانيا، ولكن هؤلاء سرعان ما يتعرضون للأفكار المتشددة التي تغير حياتهم ورؤيتهم ‘فلو قضيت وقتا هناك لتشربت الفكرة’.

وكان وزير الخارجية ويليام هيغ قد دعا البريطانيين لعدم السفر لسوريا بدون سبب وأن من ذهب لهناك وقاتل عليه أن لا يفكر بالعودة لأنه سيكون عرضة للمساءلة القانونية.

وتنقل عن مارغريت غيلمور من المعهد الملكي للدراسات المتحدة قولها إن قلق بريطانيا نابع من قلة معرفتها بما يجري هناك مقارنة مع ما كانت تعرفه عن أفغانستان والعراق مشيرة إلى ان الكثير من المناطق السورية لا يمكن الوصول إليها ويستخدمها المقاتلون كمراكز للتدريب.

ويستفيد الجهاديون من عدم انخراط الدول الغربية عسكريا في سوريا لتدريب الشباب الغربي. وطغى التهديد الجهادي الأجنبي وأثر سوريا على الأمن الإقليمي والعالمي على اجتماع لمسؤولي الأمن الذين اجتمعوا في إسرائيل بمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي الذي نظم مؤتمره الدولي السابع، وأشار المجتمعون للخطر القادم من سوريا.

إسرائيل تنشط

وهنا لا بد من الإشارة للمقالة التي كتبها إيهود يعاري و نشرها موقع معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى عن الدور الإسرائيلي في الحرب والذي يتجاوز المساعدات الإنسانية وعلاج الجرحى. ويطرح المقال أسئلة عما تفعله إسرائيل في جنوب سوريا، وهل تعدى دورها الجانب الطبي، أي معالجة الجرحى الذين يصابون في المعارك بين الجيش والمعارضة، أم وصل الأمر لإقامة علاقات مع الجماعات المقاتلة، حيث وجدت إسرائيل نفسها ‘مجبرة’ لزيادة دعمها للمقاتلين السوريين في الجنوب.

ويقول يعاري إن ‘إسرائيل تتحرك بحذر و تردد باتجاه لعب دور متواضع ومحدود في الحرب الأهلية السورية، في المناطق القريبة من خطوط جبهة مرتفعات الجولان’.

وما بدأ كعملية لتوفير المساعدات الطبية الطارئة للجرحى والمرضى السوريين في القرى الحدودية توسع وأصبح آلية متطورة لتقديم كم واسع من الأدوية والمواد الغذائية، والملابس، والوقود، والمدافيء والكثير غير هذا’.

وبناء على الآلية نفسها تم استقبال أكثر من 600 سوري أجلوا من الأراضي السورية لتلقي العلاج في المستشفيات الإسرائيلية، بما في ذلك مستشفى ميداني في الجولان وتقوم بتقديم مساعدات أخرى.

ولا يتم تحقيق هذا الدعم بدون وجود شكل من أشكال الإتصال الدائم مع الجماعات المسلحة، حيث يعود الجرحى بعد تلقيهم العلاج لمواصلة أعمالهم ( القتالية) بدون مشاكل. ويرى يعاري إن هذه التطورات تذكر بالسياج الذي أقامته إسرائيل في جنوب لبنان عندما اندلعت الحرب الأهلية في السبعينيات من القرن الماضي.

وما يختلف في الحالة السورية هو أن إسرائيل تتحرك بحذر بحيث لا تقوم بعمليات داخل الأراضي السورية. فهي لا تقوم بمهام أو مسؤوليات في القرى السورية الحدودية والتي يسكنها سوريون سنة ودروز وشركس إلى جاتب جماعات مسلحة مختلفة.

وهذا يؤشر الموقف الإسرائيلي الحالي من الأزمة السورية وهي التي قررت عدم التدخل فيها ولم ‘تحتج على عدم دعوتها للمشاركة في مؤتمر جنيف-2 على الرغم من المصالح الإسرائيلية الكبيرة في النزاع والطريقة التي سيحل من خلالها، واتفاقها الطويل مع سوريا ـ فصل القوات عام 1974، الذي لا يزال ساري المفعول’.

عامل القاعدة

ولعل ظهور القاعدة والجماعات الراديكالية الإسلامية الأخرى هو الذي غير الموقف الإسرائيلي حيث أصبحت هذه الجماعات تؤثر بدرجة كبيرة على فصائل المقاومة في وسط وشمال سوريا.

فقد كان بإمكان إسرائيل التدخل بطريقة غير علنية وأن تتخذ اجراءات تحد من حركة وتقدم هذه الفصائل في جنوب دمشق، خاصة تلك المرتبطة بالدولة الإسلامية في العراق والشام و جبهة النصرة المواليتان للقاعدة.

والمنطقة التي يتحدث عنها الكاتب وتعتبر مصدر قلق للمسؤولين الإسرائيليين تمتد من مرتفعات الجولان وحتى جبل الدروز ـ العرب في الشرق وتلك الممتدة بين الأحياء الجنوبية للعاصمة دمشق وحتى درعا التي بدأت فيها الإنتفاضة عام 2011.

ويقول الكاتب إن طبيعة الميليشيات التي تشكلت في هذه المناطق تختلف عن تلك التي ظهرت في مناطق أخرى، فهي محلية وتعتبر حاجزا طبيعيا لتوسع جبهة النصرة التي أنشأت حضورا لها في حدود درعا القريبة من ملتقى نهري اليرموك والرقاد.

وعلى خلاف ما يجري في الشمال والشرق حيث يتخذ القادة العسكريون القرارات الحاسمة يتولى كبار القرية وقادة المجتمع المحلي شؤون المناطق حيث يرى الكثير من هؤلاء في إسرائيل حاجزا مؤقتا لهم من الأخطار في ظل هذه الظروف غير العادية.

ويضيف إن هذه الفصائل الواثقة من دعم الجيش الإسرائيلي لها وحمايته لظهرها قامت بمواجهة جنود الكتيبتين الـ 90 و 61 من الجيش السوري في المنطقة. فعندما تقوم مدفعيات النظام بإطلاق النار على تشكيلات المقاتلين على طول الحدود مع الجولان، وأحيانا تسقط قذائف مدفعية بالخطأ داخل حدود إسرائيل، يقوك الجيش الإسرائيلي بالرد سريعا بصواريخ ‘تموز′ وعلى الهدف الذي أنطلقت منه القذيفة.

وبعيدا عن هذه الردود الإنتقامية يتجنب الجيش الإسرائيلي التدخل المباشر حتى عندما تجري المعارك بين النظام والمعارضة المسلحة قريبا من الحدود الإسرائيلية.

طريق دمشق- درعا

ويرى الكاتب أن اهتمام نظام بشار الأسد في منطقة الجنوب هو تأمين الطريق السريع الواصل بين دمشق ودرعا التي لا يزال يسيطر الجيش يسيطر النظام على أجزاء منها. ولديه اهتمام بتأمين القنيطرة، عاصمة الجولان السورية القريبة من الحدود الإسرائيلية وكذا الإحتفاظ بسلسلة من القرى الدرزية جنوب جبل الشيخ.

وفي الوقت الحالي يبدو أن النظام قد حقق هذه الأهداف ولا يبدو أنه يفقد السيطرة على المنطقة التي يقول الكاتب إن أهميتها الإستراتيجية غير كبيرة لنتيجة الصراع الحالي.

ويرى الكاتب أن النظام السوري راغب في الإبقاء على الدروز خارج الصراع الحالي. فالدروز الذين يقيمون في جبل الدروز جنوب درعا يمكنهم لعب دور مهم في تشكيل الحقائق على الأرض في الجنوب.

ويقف الدروز في الوقت الحالي على السياج أو هكذا يفضلون حتى تتوضح الصورة أكثر ويتقرر مصير الأسد.

الدور الأردني

وعليه يقوم الأردن برعاية عدد من الفصائل المسلحة السورية العاملة على الحدود الطويلة بين الأردن وسوريا، مستفيدا من العلاقة الطبيعية التي تربط قبائل جنوب سوريا بشماله. وهناك العديد من التقارير التي نفاها الأردن وتحدثت عن ‘غرفة عمليات’ حيث ينسق العسكريون والأمنيون الأردنيون إلى جانب السعوديين والغربيين الدعم العسكري للجماعات المقاتلة في الجنوب السوري.

وإن صحت هذه التقارير فعلينا التعامل مع الدعم الإسرائيلي كمكمل وليس بالضرورة كمنسق مع المحاولات الأردنية.

ويشير الكاتب هنا إلى أن فشل الجهاديين ببناء قواعد لهم في الجنوب ليس مرتبطا بالضرورة بالجهود الأردنية والإسرائيلية بقدر ما يتعلق بالحرب التي تخوضها هذه الجماعات في الشمال مع بقية الفصائل المسلحة.

ومع ذلك فقد زادت كل من جبهة النصرة والدولة الإسلامية من قدراتهما العسكرية، وبحسب التقارير الإسرائيلية يقدر عدد المقاتلين في صفوفيهما بحوالي 40 ألف مقاتل، ولو قامتا بعملية منسقة وقوية لمد حدود قوتهما في الجنوب لنجحتا إلى حد بعيد.

وعندها ستقرر إسرائيل والأردن إن كانا سيجلسان على السياج أم يتخذان الإجراءات اللازمة لمنع القاعدة من تحصين مواقعهما على حدودهما.

ويختم يعاري مقاربته بالقول إن منع تمدد القاعدة جنوبا أصبح أولوية كبيرة في محاولة التصدي للمشكلة السورية. لان سيطرة القاعدة أو الجماعات المرتبطة بها على منطقة الجنوب السوري يعني مخاطر وتصديرا للأزمة للدول الجارة.

إستراتيجية الحصار

وفي سياق مختلف كتب باتريك كوكبيرن عن سياسة التجويع التي يمارسها النظام واستراتيجية الحصار بدأ تقريره من باب مخيم اليرموك الفلسطيني.

ونقل عن أستاذ الموسيقى فؤاد، الفلسطيني- السوري الذي يقوم بالمساعدة في جهود توفير المواد الغذائية والإنسانية لأهل مخيم اليرموك المحاصرون منذ عدد شهور قوله ‘يعتبر الخبز لأطفال اليرموك حلما بعيد المنال’ وكان فؤاد يتحدث أمام متراس من الرمال والطوب على بوابة المخيم الذي لم يبق فيه سوى 18-20 ألف شخص وقال ‘ الناس عالقون في هذا المكان منذ 185 يوما، وأصابتهم الأمراض لأنهم اعتمدوا على أكل الأعشاب التي كنا نطعمها لحيواناتنا’.

ويقول كوكبيرن إن سوريا أصبحت عبارة عن مدن وبلدات وأحياء محاصرة أو لا يمكن الوصول إليها، ومكان للجوع الجماعي، في الوقت الذي يركز فيه المجتمع الدولي جهوده اليوم على البلدة القديمة في حمص التي ظل فيها ما بين 2500- 4000 مدني محاصرون إلى جانب عدد من المقاتلين.

ولا تزال الشاحنات التابعة لبرنامج الغذاء العالمي تنتظر الإذن لدخول البلدة القديمة من الحكومة التي تقول إنها لا تريد أن تذهب المساعدات للمقاتلين. ويقول الكاتب إن المناطق المحاصرة تضم أيضا قرى شيعية ‘الزهراء ونبل’ القريبتان من حلب، ويعيش فيهما 4500 شخص حيث تقوم فصائل مسلحة تابعة للمعارضة بفرض الحصار عليهما.

سياسة للتركيع

ويكتب كوكبيرن أن سياسة التجويع في سوريا معقدة وعرضة للتلاعب بها لأغراض دعائية، وهي نابعة من سياسة القوات الحكومية محاصرة مناطق سيطر عليها المقاتلون، ومنع السكان من الخروج منها أو دخول البضائع والمساعدات إليها.

وعادة ما يتم قطع الماء والكهرباء عنها، وبعدها يقوم الجيش السوري بقصف المنطقة بالمدفعيات والطائرات مما يؤدي إلى هجرة جماعية للسكان.

ويعطي هذا الإسلوب قوات الحكومة ميزة أنه يجبر السكان على الخنوع بدون أن يضطر لإرسال قواته لداخل الأحياء والدخول في معارك شوارع ومن بيت لبيت تكبده خسائر فادحة وفي الحد الأدنى تؤدي إلى حرب استنزاف طويلة. ولم تؤد الحصارات المفروضة على مخيم اليرموك، والبلدة القديمة في حمص التي بقي فيها ما بين 2500 ـ 4000 مدني مع عدد من المقاتلين وكذا بلدتي الزهراء ونبل التي يقطن فيها الشيعة لمعاناة بل وأدى وضع الحواجز وتقييد الحركة على سكان المدن والبلدات الأخرى لحرمان كبير ومعاناة عظيمة. ويضيف ‘الناس لا يموتون في الشوارع، لكن الأطفال والكبار في العمر والمرضى يموتون أسرع مما يجب، وأكبر منطقة تقع تحت سيطرة المعارضة هي الغوطة الشرقية التي يسكن فيها حسب الأمم المتحدة حوالي 145 ألف نسمة وأصبحوا مقطوعين عن العالم الخارجي’، ولأن المنطقة التي يسيطر عليها المقاتلون في الغوطة واسعة بدرجة لا يستطيع الجيش السيطرة عليها بشكل كامل. وبالنسبة للبلدة القديمة في حمص فتظل منطقة صغيرة بعد أن تمت السيطرة على الأحياء الكبيرة التي كانت بيد المقاتلين.

كل حصار مختلف

ويعود الكاتب لمخيم اليرموك الذي كان يعيش فيه أكثر من 160 الف فلسطيني ويعرف باسم ‘فلسطين الصغيرة’.

ويقول فؤاد، أستاذ الموسيقى الذي يحاول الهجرة لمصر إن ما يحدث للفلسطينيين هو ‘نكبة ثانية’ بعد نكبتهم الأولى في عام 1948. وقد وجد الفلسطينيون في سوريا أنفسهم وسط كارثة بعد الأخرى لأن مخيماتهم التي أقيمت بعد عام 1948 غالبا ما بنيت في ضواحي المدن مثل حلب ودمشق، ولهذا كانت أول شيء يقابله المقاتلون السوريون القادمون من القرى، وهناك خمسة مخيمات فلسطينية دخل إليها مقاتلون من المعارضة بنسب متفاوتة. وأجبر الفلسطينيون والحالة هذه على الهجرة من مخيماتهم المحيطة بدمشق إلى مخيم اليرموك، وعندما دخله المقاتلون هربوا من جديد. وتقول مفوضية غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أن هناك 440 ألف فلسطيني بحاجة للمساعدة ونصفهم أصبحوا مشردين في سوريا فيما لجأ ما بين 30-40 ألف فلسطيني للبنان.

ويقول الكاتب إن الجزء الشمالي لم يشهد أي قتال حيث استطاع الجيش بدعم من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة تأمينه، وبعيدا عن هذه المناطق أجزاء تقع تحت سيطرة المقاتلين وفيها يصل سعر كيلو الأرز 40 دولار مقارنة مع دولارين للكيلو في الخارج.

ويتم قتل الكلاب والقطط والحمير الضالة وتطبخ وتؤكل، ولم تصل الكهرباء لهذه المناطق منذ تسعة أشهر، فقط تصل المياه كل ثلاثة أيام ولمدة أربع ساعات. ولم تسمح الحكومة لقوافل الإغاثة التابعة للأمم المتحدة الدخول للمخيم من الجزء الشمالي الآمن بل من الجنوبي الذي يقع تحت سيطرة المقاتلين.

وبسبب المعارك المتواصلة لم تستطع القافلة توزيع سوى 130 رزمة مساعدات كل واحدة تزن 30 كيلو وهي غير كافية لإطعام أحد إن أخذنا بعين الإعتبار حجم المعاناة.

خبراء أوروبيون: اتفاق أمني مع تركيا ضروري لوقف انتقال المتطرفين الى سوريا والتقليل من مخاطرهم مستقبلا

مدريد ـ ‘القدس العربي’ من حسين مجدوبي: يأمل الأوروبيون في أن تدفع التطورات الجارية في الأزمة السورية سلطات تركيا الى إبداء تعاون أكبر في مجال مكافحة وصول الجهاديين السلفيين من أوروبا الى الشرق الأوسط بحكم أن تركيا هي المعبر الرئيسي وقد تشكل زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند الى أنقرة البداية الحقيقية لهذا التعاون.

ويوجد اتفاق دولي حول الأزمة السورية يهدف الى تقليص دور الجهاديين والمتطرفين من خلال تضييق وصولهم الى الأراضي السورية لاسيما في ظل مباحثات جنيف 2 التي قد تقلل من العنف لصالح لحوار خلال الشهور المقبلة.

ويؤكد مصدر رفيع من لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي لـ ‘القدس العربي’ أن ‘خبراء الإرهاب في أوروبا يعتبرون اتفاقا أمنيا واستخباراتيا مع تركيا ضروريا لوقف انتقال المتطرفين نحو سوريا’. ويتابع المصدر أن ‘الأجهزة

الاستخباراتية والأمنية الأوروبية ترصد المتطرفين ولكن لا تستطيع منعهم من السفر لأن ذلك مستحيل في الوقت الراهن بسبب الفضاء الأوروبي المفتوح بين الدول، لكن العمل الحقيقي يجب أن يكون في تركيا من خلال رصد الوافدين من أوروبا وإعادتهم تحت ذريعة الاشتباه فيهم وهذا يكفي لفتح تحقيق معهم في أوروبا وقد يصل الأمر الى الاعتقال’.

وعمليا، كانت وسائل الاعلام الأوروبية وبعض مراكز الدراسات الاستراتيجية قد تحدثت عن رفع أغلبية الدول الأوروبية مثل فرنسا والمانيا واسبانيا وهولندا وبريطانيا وبلجيكا لعملائها في تركيا بهدف رصد القادمين من هذه الدول، ذلك أن وزير الخارجية البلجيكي كان قد أشار الى وجود ما بين 1500 و2000 جهادي سلفي أوروبي في تركيا.

وهناك تفاهم مسبق بين الأجهزة التركية والأوروبية، ولكن يبدو أن زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند الى أنقرة في بداية الأسبوع الجاري تشكل منعطفا هاما في هذا الاتجاه، ذلك أن الرئيس الفرنسي أعلن على اتفاق فرنسي ـ تركي بين استخبارات البلدين في هذا الصدد. ومن المتوقع جدا تعميم الاتفاق نفسه بين تركيا وباقي الدول الأوروبية.

ومن الصدف المثيرة أن زيارة اولاند الى تركيا تزامنت مع اعتراض مراهقين فرنسيين الأول عمره 15 سنة والثاني 16 سنة كانا متوجهين الى سوريا للقتال واعترضتهما تركيا بطلب من عائلتيهما في تركيا وقد أعيدا الى مدينة تولوز.

ويرى خبراء الإرهاب أنه يمكن إقناع المتطرفين الأوروبيين في حالة اعتراضهم في تركيا أو أي دولة أخرى قبل دخولهم الى سوريا أو العراق بالتخلي عن الأطروحات السلفية الجهادية، لكن إذا استطاعوا الوصول الى المخيمات وخضعوا لتكوين عسكري وتأطير سياسي وديني في حركات مثل ‘داعش’ وقتها تشكل عودتهم الى أوروبا خطرا حقيقيا ويبقى الحل هو السجن.

«جنيف 2» ينتهي اليوم من دون إحراز أي تقدم‎

ينهي الوفدان السوريان إلى جنيف، اليوم، الجولة الأولى من مباحثات شاقة لم تحقق تقدماً يذكر، فيما أعرب الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي عن أمله في «استخلاص الدروس» مما شهدته أروقة مؤتمر «جنيف 2».

يلتقي وفدا الحكومة والمعارضة السوريان، قبل ظهر اليوم، للمرة الأخيرة في جنيف، حيث لا يتوقع أن يحققا أي تقدم في اتجاه حل الأزمة في بلادهم. وفي انتظار انعقاد الجولة الثانية المقررة، بحسب ما هو معلن حتى الآن وفي غضون أسبوع، ستنشط الحركة الدبلوماسية الموازية.

وقد أعلن «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، أمس، أن رئيسه أحمد الجربا سيزور موسكو في الرابع من شباط/ فبراير، كما أعلن أن الجربا سيشارك في مؤتمر ميونيخ حول الأمن الذي سيجمع، في نهاية الأسبوع، مسؤولي الدفاع والدبلوماسية في عدد كبير من الدول، وأبرزهم وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان جون كيري وتشاك هاغل، ووزيرا الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والروسي سيرغي لافروف.

وفي جنيف، أعلن الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي أن جلسة مشتركة أخيرة ستعقد اليوم، من دون أن يحدد مضمونها، مشيراً إلى أنه سيعلن بعد انتهائها بعض الخلاصات، ومعرباً عن أمله في «أن نستخلص دروساً مما فعلنا وأن نقوم بعمل أفضل في الجولة المقبلة».

وكان الإبراهيمي قد أعلن، قبل يومين، أنه لا يتوقع تقدماً ملموساً في نهاية هذه الجولة، ذاكراً أن «الهوة كبيرة» بين الفريقين، نظراً إلى التوتر الذي شاب الجولة الأولى من محادثات السلام التي بدأت قبل أسبوع في سويسرا، حيث دأب وفدا الحكومة والمعارضة على تبادل الاتهامات أمام وسائل الإعلام، بالتوازي مع حرصهما الواضح على عدم تقديم أي تنازلات تدفع المفاوضات قدماً.

كما أن ملفات إدخال المساعدات الإنسانية إلى حمص وإطلاق المعتقلين التي حاول الإبراهيمي من خلال طرحها على طاولة البحث في اليومين الأولين مد جسور الثقة بين المتنازعين، لم تجد طريقها إلى الحل، رغم تعهد الوفدين بتقديم كل التسهيلات.

كذلك، لم يحقق موضوع إطلاق المعتقلين والمخطوفين أي تقدم، في حين أبدى الإبراهيمي، اليوم، أسفه لعدم دخول المساعدات إلى الأحياء التي تخضع لسيطرة المعارضة في حمص وتحاصرها القوات الحكومية منذ أكثر من سنة ونصف.

أما على صعيد الملف السياسي، رغم أن الجانبين تقدما خطوة، الأربعاء الماضي، عندما اتفقا على استخدام إعلان جنيف لعام 2012 أساساً للتفاوض الذي ينص خاصة على تشكيل سلطة انتقالية، إلا أنه بدا واضحاً، أمس، أن الخلاف لا يزال قائماً على كيفية إجراء المحادثات. فجلسة أمس المشتركة، التي تناولت حسب الإبراهيمي «أموراً مهمة وحساسة تتعلق بالمسائل الأمنية في سوريا والإرهاب»، شهدت عودة طرفي النزاع إلى سابق خلافهما، إذ اتهم وفد الحكومة المعارضة بدعم الإرهاب لرفضها التوقيع على قرار تعارضه.

في المقابل، قال ممثلو «الائتلاف السوري المعارض» إن «الإعلان الذي اقترحته دمشق تجاهل المقاتلين الأجانب القادمين من إيران والعراق وحزب الله، الذين يحاربون إلى جانب القوات الحكومية».

يشار إلى أن مصادر أميركية أعربت عن قلق واشنطن وموسكو من أن تصل الحرب الأهلية إلى نقطة لا يمكن عندها السيطرة عليها وأن تصيب تداعياتها المنطقة بأسرها، ما يرفع أسهم ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة التي تدخل في آذار/ مارس المقبل عامها الثالث.

(أ ف ب، سكاي نيوز)

اختتام جنيف-2: لا تقدم والأمل في الجولة القادمة

اليوم الجمعة آخر أيام جنيف-2 في مونترو، وجهود الأخضر الابراهيمي لم تسفر عن كثير تقدم لردم الفجوة الكبيرة بين طرفي النزاع السوري.

اختتمت اليوم الجمعة أعمال الجولة الأولى من مفاوضات جنيف، أو ما سمي بجنيف-2، بين المعارضة السورية ونظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقد اجتمع صباحًا وفدا الحكومة والمعارضة للمرة الاخيرة، من دون الكثير من التوقعات حول ما يمكن أن ينتج في اتجاه حل الأزمة السورية المستعرة من ثلاثة أعوام تقريبًا، أودت خلالها بحياة نحو من 130 ألف قتيل.

بداية متواضعة

واعتبر الوسيط الدولي في مفاوضات جنيف-2 اليوم الجمعة أن الجولة الأولى من المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين تشكل “بداية متواضعة جدا” في اتجاه ايجاد حل للازمة السورية المستمرة منذ حوالى ثلاث سنوات. وقال الابراهيمي في مؤتمر صحافي عقده في ختام جلسات التفاوض في قصر الامم في جنيف “انها بداية متواضعة، لكنها بداية يمكن ان نبني عليها”.

وأعلن الابراهيمي أن الجولة المقبلة من المحادثات ستعقد “مبدئيا” في العاشر من شباط (فبراير). وأضاف “اقترحت ان تستانف (المفاوضات) بالاستناد الى اجندة واضحة، وان نلتقي في العاشر من فبراير”، مشيرا الى ان وفد الحكومة قال انه “يحتاج الى التشاور مع دمشق اولا”.

أمل ضعيف

وكان الابراهيمي أعرب عن أمله في استخلاص الدروس من أجل عمل أفضل في الجولة المقبلة. وهو قلل سابقًا من احتمال إحراز اي تقدم ملموس بنهاية هذه الجولة، “لأن الهوة كبيرة بين الفريقين”.

وفي هذا الاطار، نسبت وكالة الصحافة الفرنسية للباحث سلمان شيخ، من مركز بروكينغز للدراسات في الدوحة، قوله: “واضح ان المحادثات لم تكن ناجحة، والكل كان مدركًا أنها ستكون صعبة جدًا، ومن دون توافق دولي للضغط على النظام السوري، يشارك فيه الروس، واذا تطلب الامر، تشكيل تحالف معين لتطبيق هذا الضغط، لن نرى تغييرًا كبيرًا في موقف النظام، غير المستعد لأن يحيد شبرًا واحدًا عن موقفه في مسالة تشكيل هيئة حكم انتقالي، كما نصت وثيقة جنيف-1”.

ووثيقة جنيف-1 صدرت عن مؤتمر غاب عنه السوريون في حزيران (يونيو) 2012، وتنص على تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بسلطات كاملة، تتولى المرحلة الانتقالية، تعتبرها المعارضة مرادفة لتنحي الاسد، وهو ما يرفض النظام التطرق اليه، متمسكًا بمعالجة ما سماه “مسائل الارهاب” قبل الحكومة، ومشككًا في تمثيل المعارضة المشاركة في جنيف-2.

لم ينجح ولم يفشل

من بداية المفاوضات، بدا وفد المعارضة مرتاحًا. وقال مراقبون غربيون مطلعون على بواطن جنيف-2 إن المعارضة تخرج اليوم من المفاوضات مرتاحة، ولو لم تتوصل إلى تحقيق أي من مطالبها، خصوصًا أن الكتائب المقاتلة في سوريا لم تهاجم الوفد، بل التزمت الصمت، ومنها ما أرسل إليه رسائل دعم عدة، تقوي مكانته التفاوضية. فهو واقف الموقف نفسه، وأعضاء الوفد كانوا حريصين على التعبير دومًا أن جنيف-2 هو بداية الطريق لانتقال السلطة.

واليوم، اكد وزير اعلام النظام السوري عمران الزعبي أن الوفد الحكومي لن يقدم أي تنازل في هذه المفاوضات. قال: “لن يأخذوا في السياسة ما لم يأخذوه بالقوة”، وذلك أمام نحو 250 متظاهر، حشدهم أنصار الأسد أمام قصر الأمم في جنيف. أضاف: “في الايام القادمة، ستكون هناك جولة جديدة من حيث المبدأ، لكن لا في هذه الجولة ولا في أي جولة قادمة يمكن ان يحصلوا من الوفد السوري على أي تنازل”.

واضاف “لن يحصلوا على اي تنازل لم تستطع اسرائيل ان تحصل عليه طوال نصف قرن، ولن يستطيعوا الحصول على اي تنازل لم يستطع الارهاب الحصول عليه خلال ثلاث سنوات، ولن يحصلوا على اي تنازل لم تستطع تركيا وقطر والسعودية والاردن والمتامرون في لبنان ان يحصلوا عليه منا بالقوة”. وتابع “لن ياخذوا في السياسة ما لم ياخذوه بالقوة”. (التفاصيل)

وما قاله الزعبي يوازي ما أعلنه النظام السوري أنها انجزت نصرًا دبلوماسيًا في جنيف-2. وقالت صحيفة الثورة السورية الحكومية: “لم ينجح جنيف، لكنه لم يعلن فشله، وليست أحجية ولا هي مفارقة لا معنى لها، بل هي كلمة السر في صراع الإرادات التي تقاطعت على الحاجة لجنيف، حيث يلتقي عرّابوه مجددًا من أجل جولة جديدة لا تمتلك أي فرصة في النجاح، ومن غير المسموح لها أن تفشل”.

القتل مستمر

وإن كان هدف جنيف-2 التخفيف من حدة الأزمة في سوريا، فإنه لم يوقف حمام الدم، إذ لقي نحو 1900 شخص مصرعهم في سوريا منذ بدئه في 22 كانون الثاني (يناير) الجاري، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد، اليوم الجمعة إن عدد القتلى في سوريا منذ فجر 22 كانون الثاني (يناير) وحتى منتصف ليل الخميس بلغ 1870 شخصًا، بينهم 498 مدنيًا.

واوضح ان القتلى الآخرين هم 464 مقاتلا معارضا، و208 عنصرا من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، و454 عنصرا من القوات النظامية والميليشيات الموالية لها، وثلاثة عناصر من وحدات حماية الشعب الكردية.

وقضى هؤلاء في معارك في مختلف المناطق السورية، أكان في الاشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية، او الدولة الاسلامية وتشكيلات اخرى من المعارضة المسلحة، او في معارك بين الجهاديين والاكراد في شمال شرق البلاد.

ورأى المرصد في بريد الكتروني ان هذه الارقام “مخيفة”، وانه كان من المفترض “ان تنعقد جلسات جنيف-2 مع وقف كافة العمليات العسكرية، وتوقف الاعتقالات بحق المواطنين في سوريا”.

وطالب المجتمع الدولي “بالعمل بشكل جاد وحقيقي لوقف القتل وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، قبل البدء بأي حل سياسي، لأنه من المعيب والمخجل على مجتمع يتشدق بأنه يحترم حقوق الإنسان، أن يستمر بالوقوف موقف المتفرج على مأساة الشعب السوري”، الذي يفقد “المئات” من افراده يوميا.

جولة قادمة

وإن كان الجميع يغادرون مونترو اليوم، فالعين على الجولة القادمة من المحادثات، التي لا يستبعد غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن تبحث في تشكيل هيئة الحكم الانتقالي، في شباط (فبراير) القادم.

ونقلت روسيا اليوم عن غاتيلوف اليوم الجمعة قوله إن الأمر سيحدده الإبراهيمي، “الذي وعد بتقديم مقترحات محددة حول أطر الجولة الثانية، بينها تشكيل هيئة الحكم الانتقالي، رغم صعوبة الملف وحساسيته، فهو يتطلب جهودًا من الطرفين لإظهار الإرادة السياسية والجاهزية للتوصل إلى حل وسط”.

الإبراهيمي رجل “المهمة المستحيلة” في المفاوضات السورية

أ. ف. ب.

 لا يتوقع الأخضر الإبراهيمي حدوث معجزات قريبة للوصول إلى حل سريع بين المعارضة والنظام السوري، ويقول أن لا وجود لـ”عصا سحرية”، وأن الحل “لن يتحقق اليوم أو غدًا أو الاسبوع المقبل”.

 جنيف:  في المهمة الصعبة التي يضطلع بها في التوسط بين وفدي النظام والمعارضة السوريين في جنيف، يستخدم الاخضر الابراهيمي (80 عامًا) الحزم والبراغماتية… والمزاح، ويتسلح بالصبر، مكرراً أن مجرد جمع الطرفين الى طاولة واحدة انجاز في ذاته.

ويشرف هذا الدبلوماسي المخضرم منذ 25 كانون الثاني/يناير على “حوار” بين طرفين يتحاربان منذ ثلاث سنوات وجلبتهما الضغوط الدولية الى جنيف، ويعقد يومياً مؤتمرًا صحافيًا مقتضبًا حول مسار الجلسات من دون أن يشفي غليل الصحافيين الذين يتولون تغطية المحادثات.

 ويدرك الابراهيمي منذ اللحظة الاولى صعوبة المهمة التي يقوم بها بين طرف متمسك بالبقاء في السلطة وآخر مصمم اكثر من أي وقت مضى على الاطاحة به. ولعل ادراكه هذا جعله يقول الاربعاء إنه لم يشعر بأي “خيبة امل” ازاء عدم تحقيق أي “تقدم ملموس” في المفاوضات، لانه لم يكن ينتظر مثل هذا التقدم.

ويكرر أنه سعيد وراضٍ لأن الطرفين يبديان تصميمًا على البقاء ومتابعة التفاوض، وأنه لم يتوقع “معجزات” وأن لا وجود لـ”عصا سحرية”، وأن الحل “لن يتحقق اليوم أو غداً أو الاسبوع المقبل”.

 على الرغم من تعقيدات المهمة، يبقى سريع النكتة في اجوبته على الصحافيين التي تتسم بالكثير من العفوية. ورداً على سؤال عن الطريقة التي سيتمكن فيها من تقريب وجهات النظر بين الطرفين، قال الابراهيمي باسماً: “اذا كانت لديك افكار، اتقبلها بسرور”.

وداخل الجلسات المغلقة، يلجأ غالبًا الى ممازحة المفاوضين، بحسب ما نقل عنه احد المشاركين. وقد قال للمجتمعين مرة: “على الوتيرة التي نسير عليها، سيستغرق الامر عشرين عامًا. لا بد من الاستعجال، بعد عشرين سنة، لن أكون هنا”.

الا أن ليونته الدبلوماسية لا تعني أنه لا يكون حازمًا عندما يستدعي الامر ذلك. ويروي مصدر مطلع على المفاوضات أن الابراهيمي تعرض في احدى الجلسات لتهجم شخصي من احد اعضاء وفد المعارضة، فكان جوابه قاسيًا ومفحمًا.

كما يرفض في مؤتمراته الصحافية باصرار الرد على ما يسميه “الاسئلة الملغومة” التي يطرحها صحافيون قريبون من المعارضة أو النظام وتتضمن مواقف سياسية أو تحاول جعله ينزلق في اتجاه اتخاذ موقف ما.

ولم يتعرض أداء الابراهيمي حتى الآن لأي انتقاد علني من أي من الطرفين.

وردًا على سؤال الخميس طلب منه صاحبه أن يجيب عليه “بشفافية”، قال الابراهيمي: “انا كل كلامي شفاف”، ثم استدرك: “حتى كلامك شفاف”، في اشارة الى أنه يستشف من السؤال ميل الاعلامي السياسي.

 وقالت متحدثة باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية رفيف جويجاتي لوكالة فرانس برس إن وفد المعارضة “ممتن للسيد الابراهيمي لتسهيله المحادثات واعطائنا الفرصة لعرض رؤيتنا لسوريا الجديدة”.

واشارت الى أن “كون الابراهيمي عربيًا ويتكلم العربية ويفقه الثقافة العربية، يلعب دورًا مهمًا”.

 ويقول فريد ايكهارت، المتحدث السابق باسم الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان إن “الاخضر الابراهيمي يتمتع بنزاهة وصراحة متميزتين بالنسبة الى دبلوماسي”، مضيفاً: “اعتقد أن هذا يجعله موضع ثقة على الفور”.

 وقد خلف الابراهيمي انان في مهمة الوساطة في سوريا بتكليف من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.

ويقول عميد كلية العلاقات الدولية في جامعة باريس للعلوم السياسية غسان سلامة الذي يعرفه عن قرب إن الابراهيمي يتمتع ايضاً “بصبر لا محدود بالنسبة الى رجل بلغ الثمانين”، مضيفاً “يبحث باستمرار عن نقاط الضعف عند المتنازعين ويسعى من دون هوادة وراء هدفه النهائي على الرغم من كل التعقيدات”.

 وقال الابراهيمي للصحافيين قبل ايام: “انا متهم غالباً بأنني بطيء، لكن اعتقد أن ذلك يبقى اكثر سرعة من التسرع”.

بتوليه مهمة التوسط بين السوريين، يكون الدبلوماسي الجزائري تخلّى مرة جديدة عن تقاعده.

 وقد سبق له ان كان موفدًا للامم المتحدة الى افغانستان بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001، والى العراق في 2003.

 الابراهيمي والد لثلاثة ابناء، يتكلم الانكليزية والفرنسية بطلاقة. كان وزيرًا للخارجية الجزائرية، وعرف للمرة الاولى كوسيط خلال المفاوضات بين الاطراف اللبنانيين في مدينة الطائف السعودية التي انتهت باتفاق وضع حداً لحرب اهلية استمرت 15 عاماً.

 ثم اصبح موفداً خاصاً للامم المتحدة في نقاط ساخنة عدة من العالم، اذ تولى رئاسة بعثة الامم المتحدة في جنوب أفريقيا خلال انتخابات 1994 التي أتت بنلسون منديلا رئيساً. وأوفد الى اليمن في خضم الحرب الاهلية. والابراهيمي عضو في مجموعة “الدرز” (القدامى) التي تجمع شخصيات تعمل على حل النزاعات المسلحة بينها الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر وانان والاسقف الجنوب أفريقي ديسموند توتو.

وفي احد تصريحاته حول المهام التي قام بها في حياته، قال الابراهيمي إنه لم يشعر في أي مرة بأن “هناك وضعاً ميؤوسًا منه”.

قلق أميركي ـ فرنسي من تأخير تسليم الأسلحة الكيماوية السورية

لا اختراق في جنيف.. وترحيل القضايا العالقة للجولة المقبلة

جنيف – باريس – لندن: «الشرق الأوسط»

أبدت الولايات المتحدة وفرنسا أمس, قلقهما إزاء تأخر تسليم الأسلحة الكيماوية السورية، بينما لم يحقق المفاوضون في جنيف, الذين يختتمون الجولة الأولى من المفاوضات اليوم, اختراقا في أي من المواضيع المطروحة. وبرز توجه نحو ترحيل القضايا العالقة إلى الجولة المقبلة.

وأعرب وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل عن القلق بشأن تأخر سوريا في تسليم أسلحتها الكيماوية, وأكد على ضرورة أن تحل دمشق المشكلة. وقال للصحافيين في وارسو «لا أعرف ما هي دوافع الحكومة السورية، وما إذا كان ذلك ناجما عن عجز، أو أسباب تأخرهم في تسليم تلك المواد»، مضيفا أن «عليهم معالجة ذلك». وذكرت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أول من أمس أن دمشق سلمت أقل من خمسة في المائة من أخطر أسلحتها الكيماوية. وأكد هيغل أن على «الحكومة السورية تحمل المسؤولية واحترام الالتزام الذي وقعته»، مشيرا إلى أنه تحدث حول ذلك مع نظيره الروسي سيرغي شويغو وطلب منه «القيام بما في وسعه للتأثير على الحكومة السورية».

وفي نفس الاتجاه, دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس إلى «اليقظة» بشأن خطة تدمير الأسلحة الكيماوية السورية التي يتأخر تطبيقها بحسب مصادر مقربة من منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية. وقال فابيوس للصحافيين «يبدو أن الحركة تباطأت, وعلى المجتمع الدولي أن يكون متيقظا جدا لجهة وفاء سوريا لتعهداتها».

وفي جنيف, لم يتفق وفدا الحكومة والمعارضة السورية إلا على الوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح عشرات الآلاف الذين قتلوا في الصراع، في خطوة رمزية موحدة نادرة بعد مرور أسبوع على بدء المفاوضات.

وأعلن أمس أن رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا سيتوجه إلى موسكو للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. كما قالت مصادر دبلوماسية إن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد سيلتقي مع مسؤولين روس في جنيف.

في غضون ذلك, قال الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي إنه لا يتوقع تحقيق أي إنجاز جوهري في الجولة الأولى من محادثات السلام السورية التي تنتهي اليوم, لكنه يأمل في إحراز تقدم أكبر بالجولة الثانية المقرر أن تبدأ بعد نحو أسبوع. وقال إن الجانبين بحثا موضوع الإرهاب، وهناك اتفاق على أنه موجود في سوريا، لكن لا اتفاق على طريقة معالجته. وأعرب عن أمله في «استخلاص دروس مما فعلناه اليوم، وأن نقوم بعمل أفضل في الجولة المقبلة».

وقال دبلوماسيون إنه لم يجر احراز أي تقدم في القضايا الإنسانية وإن قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة ما زالت تنتظر السماح لها بدخول مدينة حمص الخاضعة لحصار, والتي تقول الولايات المتحدة إن سكانها يتضورون جوعا.

وبينما تريد المعارضة البدء بتناول مسألة كيان الحكم الانتقالي، تقول الحكومة إن الخطوة الأولى يجب أن تتمثل في مناقشة الإرهاب.

إسدال الستار عن الجولة الأولى من «جنيف 2» اليوم.. والجربا يتجه إلى موسكو

المفاوضون استهلوا جلسة أمس بدقيقة صمت على أرواح القتلى

جنيف – لندن: «الشرق الأوسط»

من المرتقب أن تختتم اليوم الجولة الأولى من المفاوضات بين النظام السوري والائتلاف السوري الوطني في جنيف اليوم، من دون نتائج ملموسة، على أن تعقد الجلسة الثانية بعد نحو أسبوع. وأعلن ممثل الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي أن وفدي النظام السوري والائتلاف الوطني السوري بحثا في الجلسة المشتركة التي عقداها أمس في جنيف في المسائل الأمنية في بلادهما، مشيرا إلى أنهما غير متفقين على كيفية «معالجة الإرهاب». وقال الإبراهيمي في مؤتمره الصحافي اليومي «ناقشنا أمورا مهمة وحساسة تتعلق بالمسائل الأمنية في سوريا والإرهاب». وأضاف: «هناك اتفاق على أن الإرهاب موجود في سوريا وهو مشكلة جدية، لكن لا اتفاق حول كيفية التعامل معه». وتابع: «كما أنه بديهي القول: إنه لا بد من معالجة مسائل الأمن للوصول إلى حل للأزمة». وقال: إن الجلسة شهدت «لحظات توتر وأخرى واعدة».

ووزع المكتب الإعلامي لوفد الائتلاف معلومات عن مجريات الجلسة جاء فيها أن وفد المعارضة قال داخل جلسة أمس «إن براميل القنابل هي إرهاب، تجويع السكان حتى الموت إرهاب، التعذيب والاعتقال أيضا إرهاب». وقال مصدر في الوفد المعارض بأن فريقه يعتبر أن «أكبر إرهابي في سوريا هو (الرئيس السوري) بشار الأسد». وقال عضو وفد المعارضة المفاوض لؤي صافي للصحافيين بعد الجلسة، بأن الوفد عرض «وثائق» وصورا عن «المجازر» التي ارتكبها النظام. وقال: «عرضنا ملفات كاملة والتقرير الذي صدر اليوم عن منظمة هيومان رايتس ووتش».

وأشار الإبراهيمي إلى أن جلسة أخيرة ستعقد قبل ظهر اليوم، يليها مؤتمر يقدم فيه بعض «الخلاصات»، معربا عن أمله في «أن نستخلص دروسا مما فعلنا وأن نقوم بعمل أفضل في الجولة المقبلة». إلا أنه لم يحدد تاريخ تلك الجولة كما أنه لا يتوقع الخروج ببيان حول ختام الجولة الأولى.

وبعد أن فشلت الجولة الأولى من إحداث خرق على الصعيد الإنساني أو السياسي، سيكون الأسبوع المقبل مخصصا لبحث الطرفين بإمكانية التوصل إلى مقترحات جديدة تدفع العملية السياسية المراوحة محلها. وأعلن الائتلاف الوطني السوري أمس أن رئيس الائتلاف أحمد الجربا سيتوجه إلى موسكو للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بناء على دعوة روسية. وأكد مدير مكتب الجربا، منذر اقبيق، لوكالة الصحافة الفرنسية أن رئيس الائتلاف «قبل الدعوة الروسية لزيارة موسكو وسيزورها في الرابع من فبراير (شباط)». وكان الجربا قال في مقابلة مع تلفزيون «الآن»: «نحن نتواصل طبعا مع الروس.. وتواصلنا.. وسنتواصل أيضا.. وأعتقد أن العلاقة مع الروس يجب أن تتطور إيجابيا». ويذكر أن الجربا التقى بوزير الخارجية الروسي في باريس. وبحث المفاوضون في الأيام الستة الماضية في مواضيع فك الحصار عن مدينة حمص وإطلاق المعتقلين والمخطوفين وهيئة الحكم الانتقالي والإرهاب، من دون أن يكون لهم جدول أعمال واضح أو محدد مسبقا. ولم يتفقوا على أي من هذه المواضيع. وعبر الإبراهيمي عن أمله في أن تكون «الجولة المقبلة بناءة.. ومنظمة بشكل أكثر».

ورغم الخلافات العملية بين الطرفين، وقف وفدا الحكومة والائتلاف السوري في مستهل جلسة أمس دقيقة حدادا على أرواح عشرات الآلاف الذين قتلوا في الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات في خطوة رمزية موحدة نادرة بعد مرور أسبوع على بدء محادثات السلام التي لم تثمر عن أي تسوية حتى الآن.

وقال مندوب المعارضة أحمد جقل بأن كبير المفاوضين من قبل الائتلاف هادي البحرة اقترح الوقوف دقيقة حدادا ووقف جميع الأطراف بمن فيهم أعضاء وفد الأسد وفريق الإبراهيمي. ونقلت «رويترز» عن جقل قوله: «وقف الجميع حدادا على أرواح الشهداء. كان ذلك رمزا طيبا».

وقال دبلوماسيون بأنه لم يحرز أي تقدم في القضايا الإنسانية وأن قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة ما زالت تنتظر السماح لها بدخول مدينة حمص الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة والتي تقول الولايات المتحدة بأن سكانها يتضورون جوعا. وأوضح الإبراهيمي: «لم ننتبه لأي تغيير كبير في مواقف الطرفين، أما بالنسبة إلى دعوة أطراف أخرى إلى المفاوضات.. وإذا دخل الوفد (الائتلاف) ناس آخرون عندما نعود هذا أمر سنرحب به». وعبر الإبراهيمي عن «إحباط» لعدم إيصال مساعدات إلى حمص المحاصرة بسبب رفض الحكومة لإدخال مساعدات للبلدة القديمة. ولفت إلى أنه «يتمنى» أن «في الجولة الثانية سيكون لدينا مفاوضات ومحادثات منظمة بشكل أفضل.. وآمل أن خلال الفترة التي لا نجتمع أن نبقى على اتصال وأتمنى أن تكون المفاوضات بناءة» في الجولة المقبلة.

«هيومان رايتس ووتش»: نظام الأسد تعمد هدم الآلاف من منازل المدنيين عقابا

دعت لإحالة الملف إلى «الجنائية الدولية».. والائتلاف عده إدانة جديدة

بيروت: ليال أبو رحال

اتهمت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية نظام الرئيس السوري بشار الأسد بـ«معاقبة» السوريين عبر هدم آلاف المنازل «من دون وجه حق» في دمشق وحماه، داعية مجلس الأمن إلى إحالة هذه القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية، في وقت رأى الائتلاف السوري المعارض أن التقرير يثبت «تورط النظام في معاقبة المدنيين بشكل ممنهج وجماعي». وأشارت «هيومان رايتس ووتش»، في تقريرها الذي حمل عنوان «التسوية بالأرض: عمليات الهدم غير المشروع لأحياء سكنية بسوريا في 2012 – 2013»، إلى أن «صور الأقمار الصناعية وشهادات الشهود وأدلة مستمدة من مقاطع فيديو وصور فوتوغرافية، جميعها تبين أن السلطات السورية قامت عمدا، ومن دون وجه حق، بهدم الآلاف من المباني السكنية بدمشق وحماه في عامي 2012 و2013».

ويوثق التقرير «سبع حالات لعمليات هدم واسعة النطاق بالمتفجرات والجرافات وانتهاك هذه العمليات لقوانين الحرب، حيث إنها لم تكن تخدم أي غرض عسكري ضروري، وبدت كأنها تعاقب السكان المدنيين عن قصد، أو تسببت في أضرار كبيرة للمدنيين». وقال الباحث في المنظمة أوليه سولفانغ، إن «عمليات الهدم غير المشروع هذه تأتي كأحدث إضافة إلى قائمة طويلة من الجرائم التي ارتكبتها الحكومة السورية». ويفيد التقرير بأن الكثير من المباني التي هدمت كانت مؤلفة من طبقات عدة، مشيرا إلى أن الآلاف من السوريين كانوا يقطنون فيها. وتظهر صور ملتقطة من الأقمار الاصطناعية لحي الجوز في حماه ما قبل الدمار وما بعده. وتظهر الصور تجمعات من الأبنية بين طريقين رئيسين في أبريل (نيسان) 2013، في حين تبدو التجمعات نفسها وقد استحالت ركاما أبيض اللون في شهر مايو (أيار) من العام ذاته.

وينقل التقرير عن امرأة كانت تقيم بالقرب من هذا الحي أنه «بعد تهديم وادي الجوز، جاء الجيش إلى حينا بمكبرات الصوت، وقالوا إنهم سيدمرون حينا كما دمروا وادي الجوز ومشاع الأربعين إذا أطلقت رصاصة واحدة من هنا». وكانت المناطق المتضررة، وفق «هيومان رايتس ووتش»، تعد جميعها «معاقل للمعارضة»، في وقت برر فيه مسؤولون سوريون ووسائل إعلام موالية عمليات الهدم بأنها «شكلت جزءا من جهود التخطيط العمراني أو إزالة المباني المخالفة للقانون»، رغم أنها جرت بإشراف قوات عسكرية وكثيرا ما أعقبت جولات من القتال، وفق التقرير ذاته.

وتربط «هيومان رايتس ووتش»، في تقريرها، عمليات الهدم بالنزاع المسلح، وتشير إلى أنها «لم تكن تخدم أي غرض عسكري ضروري وبدت كأن القصد منها معاقبة السكان المدنيين، أو أنها تسببت في أضرار غير متناسبة للمدنيين بالمخالفة لقوانين الحرب»، ملاحظة أنه «بقدر ما استطاعت التأكد، لم تجر عمليات هدم مشابهة في المناطق المؤيدة بصفة عامة للحكومة».

ودفعت الوقائع التي نشرتها المنظمة الدولية الحقوقية «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، إلى تجديد المطالبة «بمحاكمة نظام الأسد أمام محكمة الجنايات الدولية، وذلك في ظل ظهور المزيد من الأدلة على اتباع النظام سياسة ممنهجة تستهدف المدنيين الأبرياء». وعد، في بيان أصدره أمس، أن التقرير «دليل إضافي يثبت تورط النظام في معاقبة المدنيين بشكل ممنهج وجماعي لإجبارهم على الخضوع والتخلي عن مطالبهم بالحرية والعدالة والديمقراطية». ويؤكد عدد من السكان المستجوبين في التقرير أنه لم يتح لهم الكثير من الوقت لمغادرة منازلهم قبل هدمها. وفي هذا الإطار، يقول صاحب مطعم في حي القابون، شمال شرقي دمشق، إن «قوات الأمن وصلت بالجرافات في صباح أحد الأيام من دون إنذار، وأمرته بمغادرة المكان»، مشيرا إلى أنه حين سؤاله عن السبب، أجابه الجندي: «كفانا من الأسئلة». ويتابع: «بينما كنت أسير نظرت خلفي فرأيت الجرافة تهدم مطعمي (…) أمام عيني، جرى تدمير كفاح عائلتي في ثانية واحدة». ولم تقتصر عمليات الهدم التي أجرتها القوات النظامية على أحياء معارضة فحسب، بل عمدت إلى تنفيذ عمليات مماثلة في نطاق مواقع حكومية عسكرية أو استراتيجية كانت قوات المعارضة قد هاجمتها. وتقول «هيومان رايتس ووتش»، في تقريرها، إنه و«رغم أن السلطات ربما كانت لها مبرراتها (…)، لكن تدمير المئات من المباني السكنية، على بعد كيلومترات من هذه المواقع في بعض الحالات، يبدو غير متناسب وينطوي على المخالفة للقانون الدولي». وطالبت المنظمة السلطات بأن «تتعهد بوضع حد فوري لعمليات الهدم التي تخالف القانون الدولي، وأن تعوض الضحايا وتوفر سكنا بديلا لهم»، في موازاة تأكيد أوليه سولفانغ، الباحث في المنظمة، أنه «لا يجوز لأحد أن ينخدع بمزاعم الحكومة بأنها تقوم بالتخطيط العمراني في وسط نزاع دموي، فهذا عقاب جماعي لتجمعات سكانية يشتبه في تأييدها للمعارضة».

ويرى سولفانغ أنه «على مجلس الأمن وعن طريق الإحالة إلى المحكمة الجنائية الدولية، أن يرسل رسالة واضحة، مفادها أن عمليات التستر وإفلات الحكومة من العقاب لن تقف في طريق العدالة للضحايا»، بالتزامن مع تشديد الائتلاف السوري المعارض على أن «ترويع المدنيين لإجبارهم على التخلي عن مطالبهم في الحرية من السياسيات المحورية التي يتبعها نظام الأسد». وأشار إلى أن الأخير «حاول مرارا وتكرارا خلال محادثات جنيف أن يتجاهل المطالب برفع الحصار عن حمص، المحاصرة منذ أكثر من عام، في إصرار على تحويلها إلى سجن كبير، يرتكب فيه جرائم القتل والتعذيب والتجويع على نحو ما كشفه التقرير الذي نشر أخيرا ووثق عمليات تعذيب وقتل منظم لنحو 11 ألف معتقل في سجون النظام تحت ملابسات تذكر بما حدث في معسكرات التعذيب النازية».

الجولة الأولى لـ”جنيف2″ تختتم اليوم ولا تقدم

تختتم اليوم في جنيف الجولة الأولى من المفاوضات بين وفدي النظام السوري والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة على أن تستأنف بعد نحو أسبوع، في وقت قال فيه المبعوث الأممي والعربي الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إنه لم يلاحظ حتى الآن أي تغير في مواقف الطرفين.

وقد بدأت الجلسة الأخيرة من الجولة الأولى في مفاوضات جنيف2 بين طرفي التفاوض السوريين بحضور المبعوث العربي والأممي الأخضر الإبراهيمي الذي يعقد مؤتمرا صحفيا عقب الجلسة يستعرض فيه أهم ما دار خلالها.

وتنتهي هذه الجولة وسط توقع نشاط دبلوماسي كبير قبل الجولة الثانية التي ينتظر أن تكون في العاشر من فبراير/شباط المقبل.

وعبر الإبراهيمي الذي يشرف على المفاوضات، عن أمله في أن تكون المرحلة المقبلة من المفاوضات مثمرة أكثر، وألا تكون كسابقتها التي أقر بأن مواقف الطرفين خلالها بقيت متباعدة.

وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحفي إن ثمة توافقا على أن “الإرهاب” مشكلة خطيرة جدا داخل سوريا، مشيرا إلى أن قضية الأمن يجب أن تحظى بجدية للتوصل إلى تسوية للأزمة السورية.

فجوة كبيرة

من جانبها، أشارت موفدة الجزيرة وجد وقفي إلى أن الفجوة بين طرفي النزاع في سوريا ما زالت كبيرة، وقالت إن العقبة الكبيرة تنطوي على الأولوية في القضايا التي ينبغي طرحها للنقاش.

وقالت إن محاولات النظام في عدم التطرق إلى موضوع هيئة الحكم الانتقالي التي يطالب بها وفد المعارضة نجحت، لأن الإبراهيمي لم يحمل جديدا في مؤتمره الصحفي.

وكان وفد الحكومة السورية قد تقدم أثناء جلسة الخميس بمشروع بيان حول “مكافحة الإرهاب”، ولكن المعارضة رفضته.

ونص البيان على “وقف التمويل والتسليح والتدريب والإيواء للإرهابيين وتسهيل تدفقهم إلى سوريا”، كما دعا إلى “العمل على نحو عاجل لمواجهة المجموعات الإرهابية والقضاء عليها بهدف تحقيق الأمن والسلام وعودة الهدوء والاستقرار إلى سوريا”.

وقال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري للصحافيين إن البيان -الذي تقدم به وفد الحكومة- “يعبر عن لغة متوافق عليها دوليا”، وأضاف أن “من يرفض هذا البيان ليس سوريا، بل هو إرهابي ويدعم الإرهاب”.

وأكد أن المعارضة رفضت البيان، وقال “من الواضح أنهم متورطون في هذه الأعمال، لذلك يرفضون إدانة الأعمال الإرهابية”.

جرائم حرب

في المقابل، قال الناطق باسم الائتلاف السوري عضو وفده المفاوض لؤي صافي إن الوفد قدم وثائق بشأن ما سماها “جرائم الحرب التي ارتكبها النظام” في السنوات الثلاث الأخيرة.

وتابع صافي أن الوفد تحدث عن “أن البراميل المتفجرة إرهاب، وتجويع السكان حتى الموت إرهاب، والتعذيب والاعتقال أيضا إرهاب”، وأنه عرض “وثائق” وصورا عن “المجازر” التي ارتكبها النظام، وملفات كاملة وتقريرا صدر الخميس عن منظمة هيومن رايتس ووتش اتهمت فيه النظام “بمعاقبة” السكان عبر هدم آلاف المنازل.

ولكنه أشار إلى أنه لا يمكن المضي في النقاط الأمنية الواردة في بيان جنيف1 قبل إنهاء موضوع تشكيل هيئة انتقالية في سوريا، وهو ما تمت مناقشته الأربعاء دون تحقيق تقدم بسبب وجود خلاف مع النظام بشأن مقررات مؤتمر جنيف1، الذي عقد في يونيو/حزيران 2012، وينص على تشكيل هيئة حكم انتقالي من ممثلين عن النظام والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية.

وتعتبر المعارضة أن نقل الصلاحيات يعني تنحي الرئيس بشار الأسد، وهو ما يرفض النظام التطرق إليه، معتبرا أن مصير الأسد يقرره الشعب عبر صناديق الاقتراع.

وقد طالب الائتلاف بمحاكمة الرئيس السوري أمام محكمة الجنايات الدولية استنادا إلى ما وصفها بأدلة جديدة على اتباع النظام السوري سياسة ممنهجة تستهدف المدنيين الأبرياء.

تحركات دبلوماسية

وفي سياق التحركات الدبلوماسية، قال الأمين العام للائتلاف السوري المعارض بدر جاموس إنه ورئيس الائتلاف أحمد الجربا سيزوران العاصمة الروسية موسكو يومي 3 و4 فبراير/شباط القادم، وسيبحثان مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سير التفاوض في جنيف.

وقال جاموس يوم أمس الخميس لوكالة إنترفاكس الروسية إن وفد الائتلاف سيواصل المفاوضات مع وفد الحكومة السورية رغم عدم إحراز أي تقدم ملموس.

كما كشف الخميس مصدر مسؤول في المعارضة السورية أن بعض أعضاء الوفد المفاوض عن الائتلاف السوري سيلتقي اليوم في مدينة ميونيخ الألمانية مع لافروف ووزير الخارجية الأميركي جون كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإجراء تقييم أولي لمفاوضات جنيف2.

88 قتيلا وقصف بحلب ودمشق ودرعا

                                            واصلت قوات النظام السوري قصفها المكثف للعديد من المدن في أنحاء سوريا، وبلغ إجمالي عدد القتلى الخميس 88 معظمهم في حلب وداريا وريف دمشق ودرعا، في حين أحرز الجيش الحر تقدما في مدينة القنيطرة وريف حماة.

وقال مراسل الجزيرة إن ثلاثين شخصا على الأقل قتلوا جراء إلقاء طائرات النظام براميل متفجرة على أحياء حلب السكنية لليوم العاشر على التوالي.

كما استهدف قصف ممائل حي الباب والمنطقة الصناعية في حي الشيخ نجار، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بالعشرات، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطين سوريين.

وتأتي هذه الغارات بعد يوم دامٍ قتل فيه نحو ستين سوريا في قصف بالبراميل المتفجرة لأحياء بحلب بينها حي المعادي, وبلدات قرب المدينة.

وفي ريف دمشق, قتل ثمانية مدنيين بينهم خمسة أطفال حين ألقت مروحيات للنظام براميل متفجرة على مناطق سكنية في المدينة المحاصرة في وقت مبكر من صباح الخميس.

وألقت المروحيات على المدينة ما لا يقل عن أربعة براميل متفجرة بعدما ألقت عليها الأربعاء 13 برميلا تسببت في دمار واسع بالأبنية السكنية.

وفي دمشق, تجدد القتال في منطقة بورسعيد بحي القدم, وتحدث المرصد السوري عن خسائر في صفوف القوات النظامية أثناء اشتباكها مع مقاتلين من جبهة النصرة وفصائل أخرى, في حين أشارت شبكة شام إلى اشتباكات متقطعة في حي القابون الذي يقع أيضا جنوب العاصمة السورية.

كما سجلت اشتباكات أخرى في منطقة ريما قرب مدينة يبرود بالقلمون شمال دمشق، وفقا لناشطين. وتجدد القتال في القنيطرة جنوب دمشق, وتحديدا قرب بلدة “سويسه”، حسب المرصد السوري.

وكان مقاتلو المعارضة أعلنوا في وقت سابق أنهم استولوا على مواقع بالقنيطرة وقتلوا عددا من الجنود, بينما تحدث المرصد السوري عن مقتل 14 من المعارضين في الاشتباكات التي جرت بالقطاعين الأوسط والجنوبي بالمحافظة المتاخمة للجولان المحتل.

وفي ريف حماة، تعرضت بلدات كفرزيتا والبيدة والناصرية لقصف جوي ومدفعي، حيث تصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة القتال بين فصائل المعارضة والقوات النظامية وسط أنباء عن تقدم لقوات المعارضة.

مساعدات باليرموك

وفي مخيم اليرموك بجنوبي دمشق، تجمع عشرات الآلاف من قاطني المخيم في انتظار المساعدات التي أعدتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لإدخالها إلى المخيم، لكن كثيرا منهم عادوا بالخيبة مع عدم كفاية الطرود الغذائية، في حين لا تزال مناطق أخرى في جنوبي العاصمة المحاصر تنعى بين حين وآخر أعدادا جديدة من ضحايا الجوع وسوء التغذية.

وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن 86 شخصا قضوا نحبهم في المخيم بسبب الحصار المفروض من قوات النظام منذ يونيو/حزيران الماضي.

وأنشئ اليرموك في العام 1957 مخيما للاجئين الفلسطينيين، إلا أنه تحول في العقود الماضية إلى منطقة تجارية وسكنية تضم مباني من طبقات عدة يقيم فيها عشرات الآلاف من الفلسطينيين والسوريين.

وقبل اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد، قارب تعداد الفلسطينيين في اليرموك 150 ألف شخص.

ومع تمدد المعارك في صيف 2012 إلى أحياء على أطراف دمشق، نزح العديد من سكان العاصمة إلى اليرموك، مما رفع عدد سكانه بشكل ملحوظ، لكن المخيم نفسه سرعان ما تحول إلى ساحة حرب، وانتقل إليه العديد من السوريين الذين حملوا السلاح ضد قوات النظام.

وشارك مسلحون فلسطينيون في القتال، بعضهم إلى جانب المعارضين، وآخرون إلى جانب قوات النظام، لا سيما منهم عناصر الفصائل الموالية للنظام، أبرزها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة.

وفي يونيو/حزيران فرضت القوات النظامية حصارا على المخيم البالغة مساحته كيلومترين مربعين. ودفعت الظروف الخانقة العديد من السكان ليقتاتوا من لحوم الحيوانات الشاردة.

دمشق تعلن أنها لن تقدم أي تنازلات في مفاوضات جنيف

جنيف – فرانس برس

أكد وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، في آخر يوم من مفاوضات “جنيف 2″، اليوم الجمعة، أن الوفد الحكومي لن يقدم أي تنازل في هذه المفاوضات، مضيفاً: “لن يأخذوا في السياسة ما لم يأخذوه بالقوة”.

وقال الزعبي متوجهاً إلى حوالي 250 متظاهراً من أنصار النظام تجمعوا أمام قصر الأمم في جنيف حيث كانت تنعقد آخر جلسة تفاوض بين وفدي المعارضة والحكومة: “في الأيام القادمة ستكون هناك جولة جديدة من حيث المبدأ، لكن لا في هذه الجولة ولا في أي جولة قادمة يمكن أن يحصلوا من الوفد السوري على أي تنازل”.

وأضاف: “لن يحصلوا على أي تنازل لم تستطع إسرائيل أن تحصل عليه طوال نصف قرن، ولن يستطيعوا الحصول على أي تنازل لم يستطع الإرهاب الحصول عليه خلال ثلاث سنوات، ولن يحصلوا على أي تنازل لم تستطع تركيا وقطر والسعودية والأردن والمتآمرون في لبنان أن يحصلوا عليه منا بالقوة”.

وتابع: “لن يأخذوا في السياسة ما لم يأخذوه بالقوة”.

وقوطع الزعبي مراراً بالتصفيق والهتافات “الله، سوريا، بشار وبس”.

ولم يتمكن وفدا الحكومة والنظام السوريان على مدى ستة أيام من التفاوض بإشراف الوسيط المكلف من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية من التوصل إلى أي تقدم في مواضيع البحث التي طرحاها.

وتعتبر المعارضة أن الهدف من “جنيف 2” تشكيل هيئة الحكم الانتقالي التي تضم ممثلين عن النظام وعن المعارضة، ما يعني برأيها تنحي الرئيس بشار الأسد.

في المقابل، يرفض النظام مجرد البحث في هذه المسألة، معتبراً أنه أمر يقرره السوريون من خلال صناديق الاقتراع، ويطالب بالتركيز في “جنيف 2” على مسألة مكافحة الإرهاب في سوريا.

وتقول السلطات السورية منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضدها قبل حوالي ثلاث سنوات، إنها تخوض معركة ضد الإرهاب ممولة من الخارج، لا سيما من قطر والسعودية وتركيا والولايات المتحدة. وتتهم الدول المجاورة، لا سيما الأردن وبعض الأطراف في لبنان، بتسهيل تمرير مسلحين وسلاح إلى مجموعات المعارضة المسلحة.

المقداد يشتم صحافيا سوريا ومذيعة تقوم بدور بودي جارد

دمشق – جفرا بهاء

تهرّب نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد من سؤال مراسل قناة “الأورينت” السورية المعارضة لنظام الأسد عن دور إيران في قتل الشعب السوري، ولكن لم يبقَ التهرب هو محور الحدث حيث وقف المقداد وسط مجموعة من الصحافيين من مختلف المحطات الإخبارية، وإنما امتد الموقف وتسارع عندما شتم المقداد الصحافي مهند السيد علي، مستخدماً ألفاظاً تبدو كلمة “إرهابية” أصغرها وأقلها إهانة.

وظهر آنذاك دور مذيعة في قناة “سما” المؤيدة بشدة للنظام السوري وشبه الرسمية، كـ”بودي جارد” للمقداد عندما بدأت تدفع الصحافي وتمسك الميكروفون الذي يحمله في محاولة لإبعاده، ولتقرر أخيراً اقتحام الموقف، فوقفت بين الصحافي والمقداد وأنهت المقابلة قسراً.

سأل الصحافي السيد علي نائب وزير الخارجية السوري عن حزب الله، فأجاب أن حزب الله هو حزب “نبيل ونظيف وشريف ولا يقتل المدنيين”، وليس حزباً إرهابياً، وانتقل للهجوم على القناة التي يعمل بها الشاب، متهماً إياها بأنها إرهابية ومارست الكذب على مدى 3 سنوات، ومن ثم اتهم العاملين فيها بأنهم هم من يقتلون السوريين، عدا عن بعض الكلمات التي تصنف في خانة الشتائم.

وقبل أيام قليلة وصف المقداد صحافياً سورياً آخر في مؤتمر صحافي بأنه إرهابي، لأن الأخير سأله: “لماذا يستنزف وفد النظام السوري الوقت في جنيف، ولا يضع جدولاً زمنياً لحل الأزمة رغم أن هذا الوقت ملطخ بدماء السوريين”، فأجاب المقداد بعصبية: “أنت قد تكون تمثل الجماعات الإرهابية”.

وفي تصريح آخر أيضاً من جنيف، قال المقداد عن الطبيب البريطاني عباس خان الذي قتل في معتقل النظام السوري، إنه “إرهابي”، ولأنه إرهابي فإنه “انتحر”، في الوقت نفسه الذي ظهرت أم الطبيب في الشارع مهاجمة وفد النظام متهمة إياه بقتل ابنها، وقامت بعدة حوارات صحافية تحدثت عن سبب ذهاب ابنها لسوريا، الذي يتلخص برغبته في معالجة السوريين الذين يقتلون هناك.

يُذكر أن فيصل المقداد اتهم كل المحاصرين في حمص، والذين كانوا محور الجلسات الأولى من جنيف2 بأنهم إرهابيين، وطلب أسماءهم ليسمح لهم النظام بالخروج من حصارهم، وليس فك الحصار، والفرق كبير بين أن يترك أولئك المحاصرين منذ ما يزيد على العام بيوتهم ليفترشوا الأرض كمهجرين ونازحين ولاجئين، وبالتالي تصبح حمص شبه خاوية من أهلها، وبين أن يفك النظام الحصار.

وجدير بالذكر أن الدكتور فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري عضو وفد النظام للمشاركة في محادثات جنيف2، ابن محافظة درعا مفجرة الثورة السورية.

دقيقة حداد على الضحايا تجمع وفدي سوريا في جنيف

دبي – قناة العربية، جنيف – رويترز

وقف ممثلو طرفي الصراع السوري في جنيف، الخميس، دقيقة حداد على أرواح ضحايا الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات، غير أن محادثات السلام التي بدأت قبل أسبوع لم تحقق تقدماً يذكر، ولم يتبق أمام الوفدين سوى يوم واحد قبل اختتامها، الجمعة.

وأنهى وفدا الائتلاف السوري والنظام لقاء الخميس مؤتمر “جنيف 2” بالبحث في ملفي العنف ومكافحة الإرهاب.

من جانبه، قال لؤي الصافي، المتحدث باسم الائتلاف السوري، في مؤتمر صحافي في ختام لقاء اليوم، إن وفد المعارضة قدم وثائق للأمم المتحدة بشأن التصعيد العسكري لقوات النظام في سوريا في مواجهة الثورة السلمية.

وقال الصافي إن الوفدين تحدثا عن ملف العنف والإرهاب خلال الجلسات الصباحية اليوم.

الصافي جدد في مؤتمره الصحافي اتهام النظام بعرقلة مساعي حل الأزمة، وشدد على الخلافات الكبيرة بشأن قرارات “جنيف 1”.

وخلال مفاوضات جنيف، أعلن الائتلاف السوري، أن الثوار بدأوا في تخفيف الحصار عن بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب، كما اشترط وفد النظام في محادثات جنيف مقابل تسهيل دخول قوافل المساعدات الإنسانية إلى حمص القديمة.

ولكن رغم ذلك، فإن قوافل المساعدات لم تدخل حمص بعد، ويقول وفد النظام إن المنظمات الإرهابية هي التي تمنع دخولها.

وكانت المعارضة أكدت أنها حصلت على ضمانات من الكتائب المسلحة في حمص بتسهيل دخول قوافل المساعدات.

من جانبه، انتقد ميشيل كيلو، عضو الائتلاف السوري، في مداخلة مع قناة “العربية الحدث” من جنيف، المباحثات، واصفاً إياها بأنها “ليس لها أي معنى”. وأضاف: “تحدثوا عن الإرهاب ولم يروا أي موضوع آخر غير الإرهاب. وافقوا على أن يبحثوا جنيف بعد خمسة أيام من بدء المباحثات”.

وأشار إلى أنه ما زالت “أمامنا عدة مباحثات”، مؤكداً أن وفد النظام جاء إلى جنيف لكي يماطل، مشيراً إلى أن الروس هم من أجبروهم على المجيء.

قنابل مغناطيسية لاستهداف كتائب المعارضة بسوريا

دبي – عبطان المجالي

لجأت قوات النظام السوري إلى استخدام القنابل المغناطيسية في ضرب كتائب المعارضة ببعض المناطق السورية للمرة الأولى منذ اندلاع الصراع قبل ثلاث سنوات، حسب ما أفاد ناشطون.

وقال ناشطون إن طائرات النظام ألقت أجساماً غربية في منطقة القلمون التي تشهد محاور القتال فيها معارك بين الثوار وقوات النظام بمشاركة مليشيات حزب الله.

وتبين أن الأجسام الغريبة التي ألقتها طائرات النظام في القلمون عبارة عن ألغام مغناطيسية مضادة للدروع، وهذه القنابل هي روسية الصنع وفي الأغلب من نوع “بي إم تي 3″، و تنتج شحنة انفجارية مركزة من عدة جوانب، ويصل وزنها الى 5 كيلوغرامات من ضمنها شحنة متفجرة بوزن 2 كغم.

ويبدأ تأثير هذه الألغام بمجرد سقوطها على الارض، وتصبح جاهزة للعمل بعد مرور ٦٠ ثانية، حيث تعتمد آلية انفجار القنبلة على قطعة خاصة بداخلها تحفز المادة المتفجرة بمجرد حدوث تغير في المجال المغناطيسي المحيط باللغم، وهذا طبعاً يحدث في حال مرور آلية مدرعة، حيث يلتصق بمجرد مرور عربة مدرعة أو أي سيارة عادية فوقه أو لمسافة قريبة منه.

وبعد التصاق اللغم في العربة فإنه ينفجر على الفور بفعل التحريض-المغناطيسي، إذ إنه يحتوي على آلية تفجير إلكترونية، ويمتد تأثير هذه الألغام أيضاً الى الأفراد، حيث ينفجر تلقائياً في حال اقترب منه شخص بحوزته قطعة معدنية يزيد وزنها على ٥٠ غراماً.

وتنفجر الألغام المغناطيسية كذلك ذاتياً بعد مرور أكثر من 16 ساعة على إلقائها في حال عدم التصاقها بأي هدف.

وتشهد محاور القتال في جبال القلمون التي استهدفتها القنابل المغناطيسية معارك عنيفة بين قوات النظام والثوار، كما تنتشر في القلمون ميليشيات حزب الله لمساندة قوات النظام.

الإبراهيمي: الطرفان اتفقا على محاربة الإرهاب

أشرف سعد- جنيف – سكاي نيوز عربية

أعلن المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، الجمعة، عقب انتهاء الجولة الأولى من مفاوضات “جنيف 2” أن وفدي الحكومة والمعارضة السورية اتفقا على “محاربة الإرهاب”.

وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحفي إن الموعد الأولي للجولة الثانية من المفاوضات سيكون في 10 فبراير، وأشار إلى أن وفد المعارضة وافق على الموعد، في حين طلب الوفد الحكومي مشاورة دمشق قبل تأكيد الموعد.

وأضاف المبعوث المشترك أن الجانبان وافقا على فكرة “وقف مؤقت” في القتال على مستوى البلاد للسماح بوصول المساعدات الإنسانية.

وعقب انتهاء الجولة الأولى التي وصفها الإبراهيمي بـ”المتواضعة جدا” سيتوجه المبعوث الدولي إلى ميونخ في الأيام المقبلة للقاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ثم وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف.

وفور انتهاء جلسة التفاوض الأخيرة في الجولة الأولى أكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن الوفد السوري لن يقدم أي تنازلات في مفاوضات جنيف 2.

وقال الزعبي متوجها إلى حوالي 250 متظاهرا تجمعوا أمام قصر الأمم في جنيف حيث تعقد آخر جلسة تفاوض “في الأيام القادمة، ستكون هناك جولة جديدة من حيث المبدأ، لكن لا في هذه الجولة ولا في أي جولة قادمة يمكن أن يحصلوا من الوفد السوري على أي تنازل”.

وكانت ملفات إدخال المساعدات الإنسانية إلى حمص وإطلاق المعتقلين أبرز ما تم بحثه بين المتفاوضين خلال الجولة الأولى دون تحقيق أي تقدم، على أن يتم بعد فترة الاستراحة مناقشة موضوع المسار السياسي الانتقالي في سوريا الذي ينص عليه بيان “جنيف 1”.

في هذه الأثناء، أكد ائتلاف المعارضة السورية أن رئيسه الجربا سيزور موسكو في الرابع من فبراير الحالي للقاء مسؤولين روس وبحث الأزمة السورية.

جنيف 2 يجلب الازدهار لـ”مقهى الصحفيين”

أشرف سعد – جنيف – سكاي نيوز عربية

يشهد المقهى الصغير المخصص للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في جنيف رواجا كبيرا هذه الأيام مع تدفق أعداد غفيرة من الصحفيين عليه طوال أيام المحادثات المعروفة باسم جنيف 2، الرامية لحل الأزمة السورية.

ويكاد يكون مستحيلا أن يجد الصحفي مكانا ليجلس فيه لتناول فنجانا من القهوة خلال الأوقات التي تفصل بين ظهوره على الهواء أو إعداده لأحد التقارير، أو إجراء لقاء مع أحد أقطاب المعارضة أو الحكومة.

وقالت إحدى العاملات في المقهى لسكاي نيوز عربية إنه يجري يوميا طلب كميات إضافية من المأكولات والحلوى والعصائر لتلبية الطلب المتزايد، ليس فقط من الصحفيين بل أيضا من الوفود المرافقة للوفدين المتفاوضين والفرق الإعلامية والأمنية المصاحبة لهم.

ورغم أن الأسعار في هذا المقهى ليست زهيدة، لكن الصحفيين غالبا يقبلون على دفعها عن طيب خاطر لأن البحث عن مكان آخر ليس بالسهل خصوصا مع كبر مساحة مبنى الأمم المتحدة، والإجراءات الأمنية المعقدة التي يجب أن يخضع لها كل من يرغب في الدخول، ما يعني أن الخروج أمر مستبعد تماما للصحفيين.

وعلى سبيل المثال يبلغ ثمن شطيرة التونة خمسة فرنكات سويسرية، خمسة دولارات تقريبا، أما فنجان القهوة فيتجاوز ثمنه فرنكين، أي أن أقل وجبة خفيفة يتجاوز ثمنها سبعة دولارات، لكن ذلك يظل الخيار الأفضل، إن لم يكن الوحيد أمام الصحفيين.

وحول فناجين القهوة يستريح الصحفيون أو ينهمكون في كتابة تقاريرهم ومقالاتهم الصحفية ولا يكفون عن طلب وراء آخر.

المعروف أن محادثات جنيف 2 يعمل على تغطيتها أكثر من ألف صحفي وإعلامي من مختلف أنحاء العالم جاء معظمهم من الدول العربية، وهناك بالطبع أعداد كبيرة من الصحفيين السوريين ما دفع المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي نفسه إلى الاعراب عن دهشته حين قال: “أليس هناك صحفيون غير سوريين”.

ومع قرب انتهاء المحادثات سيعود العمل في المقهى إلى طبيعته، لكن القائمين عليه يأملون أن يعود الرواج والازدهار مع الجولة الثانية من المحادثات في الاسبوع الثاني من فبراير.

الإبراهيمي بنهاية جنيف2: نقاط مشتركة بين الطرفين والجولة الثانية بـ10 فبراير

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— قال المبعوث الأممي لسوري، الأخضر الإبراهيمي، الجمعة، إن هناك عددا من النقاط المشتركة بين طرفي النزاع السوري، مشيرا إلى أن الجولة الثانية من المفاوضات ستبدأ في العاشر من فبراير/ شباط المقبل.

وبين الإبراهيمي في المؤتمر الصحفي الذي عقده بنهاية الجولة الأولى من محادثات جنيف2 أن من أبرز النقاط المشتركة بين الطرفين هي “التوافق على ما جاء في بيان مؤتمر جنيف1 وأهمية التوصل إلى نهاية للنزاع والوصول إلى حكومة انتقالية والحوار الوطني والمراجعة الدستورية والانتخابات.”

والقى الإبراهيمي الضوء على أنه لم يسمع أي التزام من طرفي النزاع حول التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وتابع الإبراهيمي قائلا: “إن الفجوة لا تزال كبيرة بين الطرفين في جنيف2، ونأمل أنه ومن خلالا النقاط المشتركة وبذل كلا الطرفين للمزيد من الجهود يمكننا تطوير هذه المحادثات.”

روسيا: اتهام دمشق بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى حمص “تحريف للحقائق

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — قالت الحكومة الروسية، الخميس إن اتهام نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين في مدينة حمص هو “تحريف متعمد للحقائق.”

وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية، نوفوستي، إن “المعارضة وقوى خارجية معينة  تحاول جزافا تحميل الحكومة السورية المسؤولية التامة للتأخير في وصول القوافل الإنسانية.. وهذه محاولات متعمدة لتشويه الحقائق.”

ونقل المصدر أن الحكومة السورية وافق على دخول قوافل مساعدات الأمم المتحدة إلى حمص والسماح بخروج النساء والأطفال منها، ومضى البيان:” هذا لم يرق للمعارضة المصرة على إجلاء حر للمسلحين المصابين”.

وتعاني عدة مدن سورية  من أوضاع إنسانية مزرية، في ظل نقص المواد الغذائية والطبية جراء تواصل المواجهات، ما يحول دون وصول المساعدات الاغاثية إلى المتضررين، وسط تبادل النظام والمعارضة الاتهامات حول المسؤولية عن ذلك.

واشنطن : سوريا نقلت 5 % فقط من سلاحها الكيماوي لتدميره

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية(CNN)– قالت الولايات المتحدة الأمريكية إن على سوريا ” اتخاذ الخطوات الضرورية اللازمة” للانصياع لتعهداتها بشأن التخلص من الأسلحة الكيماوية، بناء على ما تم الاتفاق عليه لتجنب الضربة العسكرية المحتملة ضد النظام.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي، الخميس، إن الولايات المتحدة يساورها “قلق عميق بشأن فشل الحكومة السورية” في التخلص من العناصر الكيماوية المطلوبة ونقلها إلى الميناء المحدد لتدميرها.

وأضافت أن سوريا نقلت نسبة ” تقل عن خمسة في المائة” إلى تلك الموانئ، متناسية أنه خلال شهر واحد تنتهي مهلة التخلص منها بنسبة 100 في المائة.

وحول سؤال عما إذا كان العمل العسكري ضد سوريا ما زال مطروحاً على الطاولة قالت بساكي بأنه لا ينبغي أخذ مسألة وضع العمل العسكري على الطاولة كأداة، ولكن الدبلوماسية “هي دائما خيارنا المفضل.”

وأضافت ” ما زال هناك إمكانية، وما زال الخيار هنا، ونحن متفائلون جدا بأن هذا المسار هو الذي يجب أن يعمل”مشيرة إلى أن بأمكان النظام السوري أن ينقل الأسلحة إلى الميناء طبقا للوعود.

وجاءت تعليقات الناطقة باسم الخارجية الأمريكية بعد تصريح للسفير الأمريكي روبرت ميكولاك للوكالة الدولية المكلفة بمراقبة تطبيق سوريا لاتفاق التخلص من أسلحتها الكيماوية، حيث قال إن الجهود السورية ” فاترة ومواربة بشكل خطير”، ورفض تذرع الحكومة السورية بتأخير نقل الكيماوي بسبب الأوضاع

الأمنية والحاجة إلى معدات إضافية قائلا “هذه المطالب ليست جديرة بالاهتمام، وتكشف عن عقلية المساومة.”

قياديو الائتلاف السوري سينتقلون لتركيا لتقييم الجولة الأولى من المفاوضات

روما – جنيف (31 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر من ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية إن قياديين في الائتلاف والهيئة السياسية سينتقلون من جنيف بعد انتهاء المفاوضات اليوم الجمعة إلى تركيا لتقييم الجولة الأولى التي جرت على مدار أسبوع مع وفد النظام، تحت إدارة المبعوث الاممي العربي الاخضر الابراهيمي

وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن قياديين في الائتلاف وفي الهيئة السياسية سيغادرون جنيف الجمعة أو السبت صباحاً إلى تركيا للقيام باجتماعات داخلية لتقييم نتائج الجولة الأولى ولدراسة برنامج المفاوضات للجولة الثانية وتحديد أولوياتها للجولة، على أن تستمر هذه المشاورات ثلاثة أو أربعة أيام”.

ووفقاً للأمم المتحدة ولطرفي المفاوضات، لم تحقق مفاوضات جنيف بين الوفدين الرسمي والمعارض السوري نتائج تُذكر خلال الجولة الأولى التي بدأت قبل أسبوع وتنتهي غداً الجمعة.

يشار إلى أن الأمين العام للائتلاف بدر جاموس أعلن أنه سيزور ورئيس الائتلاف أحمد الجربا موسكو في الثالث والرابع من شباط/فبراير المقبل.

ووفقاً لمصادر الائتلاف، فإن موعد الجولة الثانية من المفاوضات لم يتم تحديده بدقة بعد، لكن هذه المصادر قالت إنها مؤجلة لنحو أسبوعين.

ولقد نقلت قناة “الميادين” اللبنانية عن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قوله إن انطلاق الجولة الثانية سيكون في الحادي عشر من شباط/فبراير

وركّزت المفاوضات بين الوفدين خلال الأيام الماضية على قضايا إنسانية وعلى إدخال مساعدات لمناطق محاصرة وخاصة حمص، وإخراج بعض المحاصرين منها من النساء والأطفال، وهي

مواضيع لم يتم تحقيق تقدّم فيها، فيما تم مناقشة خطوط عامة من الشق السياسي وتطبيق بنود إعلان جنيف2 السياسية التي تقضي بتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، وهو البند الذي رفض وفد النظام مناقشته أولاً، وطالب بتطبيق بنود جنيف واحداً تلو الآخر قبل الانتقال إلى الشق السياسي والحكومة الانتقالية

ولكن وفد المعارضة شدد على ضرورة تنفيذ بنود إعلان جنيف1 كحزمة لاسيما المتعلقة بتشكيل هيئة حكم انتقالي، وهذا البند هو جوهري في خلافات الطرفين، ويعتقد المراقبون أنه من الصعوبة بمكان الوصول لتوافق بشأنه

المرصد السوري: 1900 قضوا خلال أيام مؤتمر جنيف2

روما (31 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مصرع نحو 1900 شخص خلال تسعة أيام منذ بدء مؤتمر جنيف2، بمعدل يومي بلغ نحو 208 أشخاص، وندد بما وصفه بـ “الصمت الدولي المخيف”. حيال ما يجري في سورية

ووثق المرصد مقتل 498 مدنياً خلال فترة المؤتمر، من بينهم 431 مدنياً نتيجة القصف وغارات الطيران والبراميل المتفجرة والصواريخ والمدفعية، وكذلك 40 مدنياً نتيجة نقص المواد الطبية والغذائية وسوء الأوضاع الصحية بسبب حصار قوات النظام لمناطق في دمشق وريفها.

كذلك وثّق مقتل 646 مقاتلاً من مقاتلي المعارضة المختلفة في اشتباكات مع قوات النظام ومقاتلي حزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس. يُضاف لهم 185 مقاتلاً من مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة من جنسيات عربية وأجنبية، حسبما صدر في بيان

وعلى جانب النظام، فقد أشار المرصد إلى مقتل 309 من ضباط القوات النظامية، و189 من قوات الدفاع الوطني واللجان الشعبية وكتائب البعث الموالية للنظام، وما لا يقل عن 17 عنصراً من لواء أبو الفضل العباس الشيعي.

وأمام هذا العدد الكبير من الضحايا خلال مؤتمر جنيف الهادف لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية من خلال نقل السلطة لحكومة انتقالية، طالب المرصد السوري المجتمع الدولي بـ”العمل الجاد لوقف القتل وانتهاكات حقوق الإنسان في سورية قبل البدء بأي حل سياسي، واتّهم المجتمع الدولي بالوقوف موقف المتفرج على مأساة السوريين

الإبراهيمي: جنيف2 لم يحرز تقدما يذكر ولكن هناك أرضية مشتركة

عقد وسيط الأمم المتحدة، الأخضر الإبراهيمي، مؤتمرا صحفيا في جنيف في ختام المباحثات بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين التي ترعاها الأمم المتحدة.

وقال الإبراهيمي إن الجولة الأولى من المحادثات بين الطرفين لم تحزر تقدما يذكر لكنه أضاف أن هناك أرضية مشتركة يمكن البناء عليها.

وأضاف الإبراهيمي أن هوة الخلافات بين الطرفين تظل كبيرة لكن هناك بعض الأسس التي تتيح التوصل إلى حل للأزمة السورية.

ومضى الإبراهيمي للقول إن الأمل يحدوه بتحقيق تقدم في الجولة الثانية التي من المقرر أن تعقد في غضون عشرة أيام.

وقال الإبراهيمي إنه يتفهم أن الشعب السوري العالق في النزاع سيصاب بخيبة الأمل بسبب هذه التطورات.

وأوضح الإبراهيمي قائلا ” بالنسبة إلى جميع السوريين العالقين بسبب هذه الحرب الفظيعة، فإن عملنا هنا سيبدو دون الآمال التي عقدت عليه. أتفهم هذا الأمر وهم محقون (فيما يعتقدون).”

وتابع الإبراهيمي قائلا “لكننا نحاول التغلب على القضايا الأصعب التي أدت إلى هذه الحرب وفاقمت الوضع. ولسوء الحظ، فإن هذا الأمر يستغرق بعض الوقت”.

وكان الطرفان قد وقفا دقيقة صمت الخميس حدادا على أرواح أكثر من مئة ألف شخص سقطوا في الصراع الدائر في سوريا في لفتة انسجام نادرة.

وقال مراسلون إن جلسة الجمعة الختامية كانت رمزية ولم تشهد اي محادثات مهمة، وسيلتقي الطرفان من جديد في العاشر من فبراير / شباط.

ويرى دبلوماسيون أن الأولية في الوقت الحالي هي الإبقاء على الحوار بين طرفي الصراع على أمل أن يغير كل منهما موقفه المتشدد بمرور الوقت.

وتريد المعارضة البدء بتناول قضية انتقال السلطة وتنحي الأسد بينما تقول الحكومة إن الخطوة الأولى يجب أن تتمثل في مناقشة الإرهاب.

وحضر إلى جنيف مسؤولون من الولايات المتحدة وروسيا اللتين ترعيان المؤتمر وذلك لإسداء النصح لوفدي المعارضة والحكومة.

BBC © 2014

ماذا تحقق في محادثات مونترو بشأن سوريا؟

ليز دوسيت

كبيرة مراسلي الشؤون الدولية – بي بي سي

استضافت مدينة مونترو أول لقاء جمع بين وفدي الحكومة والمعارضة السورية وجها لوجه

بغروب شمس الخميس انتقل سجل الأزمة السورية من محطة مدينة مونترو السويسرية، ليصل إلى مدينة جنيف.

وبالرغم من جمال طبيعة المدينة السويسرية وجاذبيتها، فإن ذلك لم يغير من أجواء عدم التفاؤل التي رافقت اليوم الأول من المفاوضات المعروفة بمؤتمر “جنيف 2”.

ويرى مسؤول شارك في الإعداد للمفاوضات بأنها جرت حتى الآن بشكل “أفضل من المتوقع”.

وبالطبع فإن سقف التوقعات بشأن نتائج المحادثات كان منخفضا للغاية، مما جعل مجرد انعقاد المؤتمر بمثابة تقدم، بعد أشهر من التأجيل والخلاف والشكوك.

و قال العديد من المراقبين إن أيا من “طرفي الأزمة السورية كان باستطاعته أن يغادر المفاوضات لكنه لم يفعل.”

وبجلوس وفدي الحكومة والمعارضة السورية إلى طاولة المفاوضات بمشاركة وزراء خارجية ودبلوماسيين من نحو 40 دولة، فإن البغض المتبادل بينهم قد تم احتواؤه في لعبة اللوم المريرة للحرب السورية الدموية.

ولخص الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وصفه لليوم الأول من المحادثات بقوله: “ليس من السهل الجلوس حول طاولة المفاوضات بعد كل هذا الدمار ونزيف الدم”.

افتتاح ناري

يظهر الطرفان الآن استعدادا على الأقل لتحريك الماء الراكد في المفاوضات التي تبدأ رسميا الجمعة في مدينة جنيف.

ولكن وبعد خروج كاميرات الشبكات التلفزيونية العالمية من الغرفة مباشرة، هل ستكون الأجواء بين الوفدين أفضل أو أسوأ؟

تحاول الحكومة السورية تحويل المحادثات للتركيز على قضية الحرب على الإرهاب

ورد أحد أعضاء الوفد الحكومي السوري بأن الإجابة على هذا السؤال “ستتوقف على تطور الأمور”، وأكد أن فريقه عاقد العزم على أن يكون ” هادئا وبناء” بغض النظر عن البداية النارية التي استهل بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم كلمته.

من جانبه، أخبرني المتحدث باسم وفد ائتلاف المعارضة السورية منذر أقبيق أن وفد المعارضة سيكون “مسؤولا وجادا وإيجابيا”.

لكنه أضاف: “إذا اتضح لنا أن المفاوضات ليست مبشرة بأي أمل فليس هناك معني للاستمرار”.

وقالت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد إن الوفدين سيتفاوضان عبر “الأمم المتحدة، عبر الأخضر الإبراهيمي”.

وأشارت تصريحاتها تلك إلى أنه لن تكون هناك مفاوضات مباشرة وإنما سيتنقل الإبراهيمي بين غرفتي الوفدين الحكومي والمعارض.

وأقر الإبراهيمي بأنه “ليس هناك وهم بأن الأمر سيكون سهلا، لكنننا سنبذل قصارى جهدنا.”

دور الوسيط

خلال الإعداد للمحادثات أخبرني الإبراهيمي بأنه يرغب في طريقة مشابهة لما استخدمه خلال مفاوضات أفغانستان التي جرت في مدينة بون الألمانية عام 2001، وأسفرت عن تشكيل الحكومة الانتقالية في أفغانستان لتحل محل حركة طالبان.

وسيجلس السوريون فقط إلى الطاولة مع الإبراهيمي الذي سيقوم بدور الوسيط، لكن بخلاف الوفدين السوريين سيكون هناك دبلوماسيون آخرون من الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا ودول أخرى بالقرب من هذه المفاوضات.

وقال منذر أقبيق: “أولا سنناقش جدولا للمحادثات للبدء بالنقاط الأكثر أهمية”.

لكن أهم شيء يجب مناقشته هو مفهوم مؤتمر جنيف 2، حيث يتحدث بيان جنيف 1 عن تشكيل هيئة حكم انتقالية يتم اختيار أعضائها بالموافقة المتبادلة من الطرفين، وبالنسبة للمعارضة فإن هذا يعني بالتعريف أنه لا مكان للأسد في تلك الحكومة.

وبالنسبة للطرفين فإن دور الأسد خط أحمر يصعب تجاوزه.

وتقول بثينة شعبان: “المسألة ليست هي السلطة، إنما هي سوريا ومستقبل ورفاهية شعبها”.

تلعب الأمم المتحدة دور الوساطة في محادثات جنيف 2

ولم تفلح الجهود المنظمة التي بذلتها دمشق، والتهديد المتزايد الذي تمثله الجماعات المسلحة السورية المرتبطة بالقاعدة في تحويل المحادثات للتركيز على الحرب على الإرهاب.

وأشار بان كي مون إلى حواره مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم وقال: “لقد أخبرته أن الحرب على الإرهاب شيء مهم، لكنك يجب أن تتعامل مع ذلك بحل سياسي.”

معارك ضارية

هناك قضايا أخري ستطرح للنقاش من بينها توفير ممرات إغاثة آمنة للتعامل مع واحدة تعتبر من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم في الوقت الراهن.

لكن هذه القضايا لن تكون وحدها محل تركيز المحادثات.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري: “سأقول لك إن العديد من السبل المختلفة سيتم اتباعها بما في ذلك الدعم المستمر والمتزايد للمعارضة”.

أما واقعيا على الأرض، فإن المزيد من المعارك الضارية ضد الحكومة سيستمر ومن المرجح أن تزداد المعارك حدة.

وتسخر فصائل المعارضة المقاتلة الرئيسية في سوريا من محادثات جنيف 2، قائلة إنها تعقد بعيدا في فنادق ذات خمس نجوم.

وسوف تزيد دمشق من حملتها الدبلوماسية للتسويق لوجهة نظرها في الغرب.

وقال لي فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري مؤخرا إنه يتوقع بعد بدء مؤتمر جنيف 2 أن تعيد العديد من السفارات دبلوماسييها إلى دمشق لتعزيز وجودها هناك.

حدث شيء بسيط في مدينة مونترو لكنه يمثل خطوة رمزية مهمة، حيث انكسر المحظور وجلس الخصمان اللدودان في غرفة واحدة.

وبعد أن أغلق المركز الصحفي في مونترو ليلا، جلس أعضاء وفدي الحكومة والمعارضة السورية في نفس القاعة وتحركوا بشكل مشترك في جوانبها المختلفة.

وقبيل مغادرته مونترو متوجها إلى جنيف لبدء المهمة الشاقة، قال الإبراهيمي: “الأشياء المؤكدة سلعة نادرة جدا في عملنا هذا.”

BBC © 2014

الجولة الاولى من محادثات السلام بشأن سوريا تنتهي يوم الجمعة دون نتيجة

جنيف (رويترز) – تنتهي يوم الجمعة أولى جولات محادثات السلام بشأن سوريا مع تمسك الجانبين بموقفيهما في حين عبر الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي عن شعوره بالاحباط لعدم التوصل الى اتفاق على دخول قافلة مساعدات لانقاذ مدنيين محاصرين في مدينة سورية.

وبعد أسبوع من المحادثات في المقر الاوروبي للامم المتحدة في جنيف لا يزال الاختلاف بين طرفي الحرب الاهلية السورية قائما حول طريقة المضي قدما. ومن المتوقع أن تكون جلسة الختام يوم الجمعة اجرائية الى حد كبير ويتوقع أن يجتمع وفدا الحكومة والمعارضة مجددا في العاشر من فبراير شباط.

وأعرب الابراهيمي عن أمله في أن تتمكن الوفود عند عودتها للجلسة المقبلة من بدء نقاش أكثر تنظيما.

وكان الابراهيمي “محبطا للغاية” لأن قافلة مساعدات تابعة للامم المتحدة لازالت تنتظر السماح بدخولها للمدينة القديمة في حمص حيث تقول المنظمة الدولية إن المدنيين يتضورون جوعا.

وقال ينس لايركي المتحدث باسم الامم المتحدة إن المفاوضات لازالت جارية بين الجانبين على الارض في محاولة للسماح لقافلة المساعدات بالدخول وأضاف “مع الاسف تلقيت معلومة للتو بأن هذه القافلة لم تتحرك حتى هذا الصباح.”

ومع عدم تحقيق تقدم في قضايا الصراع يقول دبلوماسيون إن الاولوية الان هي للاستمرار في المحادثات أملا في تغير المواقف الجامدة بمرور الوقت.

وبدأ أول اجتماع بين حكومة الرئيس السوري بشار الاسد ومعارضيه منذ نشوب الحرب السورية قبل ثلاثة أعوام الاسبوع الماضي في إطار مؤتمر دولي. وبدت المحادثات مرة تلو الاخرى عرضة للانهيار قبل ان تبدأ واعتبر مجرد جلوس الجانبين في غرفة واحدة انجازا.

واتخذ الجانبان خطوة أولى مترددة إلى الامام يوم الاربعاء بالموافقة على وثيقة جرى التوقيع عليها عام 2012 كأساس للمناقشات لكن سرعان ما اتضح أن مواقف الطرفين لازالت متباعدة.

وبدأت جلسة التفاوض الاخيرة يوم الخميس ببادرة اتفاق نادرة عندما وقف الجانبان دقيقة حدادا على أرواح 130 ألف سوري قتلوا في الحرب.

وقال أحمد جقل عضو وفد المعارضة السورية في المحادثات لرويترز “وقف الجميع حدادا على أرواح الشهداء. كان ذلك رمزا طيبا.”

لكن سرعان ما عاد الطرفان إلى سابق خلافهما. واتهم وفد الحكومة المعارضة بدعم الإرهاب لرفضها التوقيع على قرار يعارض الارهاب.

وقال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري إن الحكومة اقترحت أن يتفق الجانبان على أهمية مكافحة العنف والإرهاب لكن الجانب “الآخر” رفض الاقتراح لأنه هو نفسه متورط في مسألة الإرهاب على حد قوله.

وتصف دمشق جميع مقاتلي المعارضة بأنهم “إرهابيون”. وأعلنت دول غربية بعض الجماعات الإسلامية التي تنضوي تحت لواء المعارضة المسلحة -مثل الدولة الإسلامية في العراق والشام- جماعات إرهابية ولكنها تعتبر أعضاء جماعات أخرى مقاتلين شرعيين في الحرب الأهلية.

وتحدد وثيقة عام 2012 التي أصبحت أساس المحادثات مراحل انهاء الصراع بما في ذلك وقف القتال وتوصيل المساعدات وتشكيل حكومة انتقالية تصر المعارضة وحلفاؤها الغربيون على أن يستثنى منها الاسد.

وبينما تريد المعارضة البدء بتناول مسألة هيئة الحكم الانتقالية -التي ترى أنها تستلزم تنحي الأسد- تقول الحكومة إن الخطوة الأولى يجب أن تتمثل في مناقشة الإرهاب.

وحضر إلى جنيف مسؤولون من الولايات المتحدة وروسيا اللتين ترعيان المؤتمر لإسداء النصح لوفدي المعارضة والحكومة.

من خالد يعقوب عويس وستيفاني نيبهاي

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)

وفد الحكومة السورية بحاجة للتشاور مع دمشق قبل تأكيد العودة لجولة محادثات ثانية

جنيف (رويترز) – قال الوسيط الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي يوم الجمعة إن وفد الحكومة السورية في محادثات السلام في جنيف قال إنه بحاجة للتشاور مع دمشق قبل تأكيد عودته لجولة ثانية في العاشر من فبراير شباط.

وأضاف الابراهيمي في مؤتمر صحفي في جنيف بعد ختام الجولة الاولى من المحادثات أن وفد حكومة دمشق لم يبلغه بأنه يفكر في عدم العودة بل على العكس قال إنه سيعود إلا أنه بحاجة للتشاور مع دمشق.

وحدد الابراهيمي عشر نقاط “بسيطة” شعر أن الجانبين اتفقا عليها في المحادثات وقال إنه يرى أرضية مشتركة أكبر مما يظن الجانبان.

وطلب الابراهيمي من الجانبين العودة لبحث جدول اعمال معد سلفا بعد فترة راحة تستمر أسبوعا.

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

انترفاكس: روسيا تقول موعد تدمير الاسلحة الكيماوية السورية واقعي

موسكو (رويترز) – نقلت وكالة انترفاكس للانباء عن دبلوماسي روسي قوله يوم الجمعة ان الموعد المحدد لتدمير الترسانة الكيماوية السورية بموجب اتفاق دولي وهو 30 يونيو حزيران لا يزال “واقعيا تماما” رغم بعض التأخير.

والقى ميخائيل أوليانوف رئيس ادارة الأمن ونزع السلاح في وزارة الخارجية الروسية بالمسؤولية عن التأخير على مسائل امنية على الطريق المؤدي إلى ميناء اللاذقية وعدم كفاية الدعم الفني من المجتمع الدولي.

وقالت مصادر مطلعة لرويترز إن العملية الدولية للتخلص من مخزونات المواد الكيماوية السورية تخلفت من ستة إلى ثمانية أسابيع عن الموعد المحدد وسيفوت أيضا الموعد النهائي لإرسال جميع المواد السامة للخارج لتدميرها الذي يحل الاسبوع المقبل.

وأوضح أوليانوف أن موسكو ترفض الاتهامات الأمريكية بأن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد تتلكأ بشأن التخلص من الأسلحة الكيماوية بموجب اتفاق وافقت عليه روسيا والولايات المتحدة في سبتمبر ايلول.

ونقلت الوكالة عن أوليانوف قوله أن السبب الرئيسي لهذا التأخير “يرتبط بالوضع الأمني غير المواتي على الطريق لنقل مكونات الأسلحة الكيماوية … إلى اللاذقية” وأضاف أن هجوما وقع على قافلة هذا الأسبوع.

وقال “شكا السوريون أيضا من عدم كفاية المواد والدعم التقني من المجتمع الدولي.”

لكنه قال “الموعد النهائي لاستكمال تدمير الأسلحة الكيماوية السورية – 30 يونيو حزيران من هذا العام – يبدو واقعيا تماما. لم يحدث تغيير.”

(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)

وكالة: روسيا تقول إن الحكومة السورية تعمل “بصدق” للقضاء على الاسلحة الكيماوية

موسكو (رويترز) – نقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن دبلوماسي روسي قوله يوم الجمعة إن الحكومة السورية تعمل “بصدق” للقضاء على أسلحتها الكيماوية وإنه لا توجد حاجة لزيادة الضغط على دمشق رغم تأخيرات.

ونقلت انترفاكس عن الدبلوماسي ميخائيل اوليانوف قوله بعد اتهام واشنطن لدمشق بالتلكؤ “نرى أن السوريين يتعاملون مع الوفاء بالتزاماتهم بجدية وبصدق.”

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

أمريكا: ما زال يمكن لسوريا اللحاق بمواعيد نقل الأسلحة

واشنطن/وارسو (رويترز) – اتهمت الولايات المتحدة سوريا يوم الخميس بالتلكوء في تسليم اسلحتها الكيماوية لكنها قالت انه ما زال من الممكن لسوريا أن تفي بالتزامها بنقل تلك الاسلحة الى خارج البلاد.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين ساكي ان التهديد بالقوة العسكرية ضد سوريا لم يستبعد مطلقا لكن الولايات المتحدة تفضل مواصلة الجهود الدبلوماسية.

ومع اقتراب اجل المواعيد النهائية تقول الولايات المتحدة ان سوريا لم تنقل سوى اربعة في المئة من الاسلحة الكيماوية التي اعلنت عنها لكن ساكي قالت ان الوقت ما زال متاحا للوفاء بتلك المواعيد.

وكان قرار الرئيس السوري بشار الاسد في سبتمبر ايلول التخلي عن الاسلحة الكيماوية عاملا مكنه من تفادي هجمات جوية هددت بها الولايات المتحدة ردا على هجوم بالغاز السام وقع على ضواح قرب دمشق في 21 اغسطس اب وقتل فيه مئات الاشخاص بينهم كثير من النساء والاطفال.

لكن مصادر مطلعة على مسار عملية التخلص من الترسانة الكيماوية السورية التي تتم بمساعدة دولية أبلغت رويترز أن العملية متأخرة الان ما بين ستة وثمانية اسابيع عن المواعيد المقررة ولن تلحق بالموعد النهائي المقرر الاسبوع المقبل لارسال جميع المركبات الكيماوية السامة الى الخارج لتدميرها.

ويمثل التأخير تحديا صعبا للرئيس الامريكي باراك أوباما الذي تعرض لانتقادات في الداخل والخارج لعدم قيامه بمزيد من الجهد لوقف الحرب الاهلية السورية المستمرة منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام.

واشار أوباما الى اتفاق الاسلحة الكيماوية في خطاب حالة الاتحاد السنوي يوم الثلاثاء قائلا “الدبلوماسية الأمريكية يساندها التهديد بالقوة هي السبب في التخلص من الاسلحة الكيماوية السورية.”

وفيما يبرز القلق الامريكي قال وزير الدفاع تشاك هاجل إنه ناقش هذه المسألة يوم الأربعاء في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف وطلب منه “أن يقوم بما يستطيع القيام به لحمل الحكومة السورية على الالتزام بالاتفاق المبرم” على تدمير الأسلحة الكيماوية.

واضاف هاجل للصحفيين خلال زيارة لبولندا “الولايات المتحدة قلقة من تأخر الحكومة السورية في تسليم تلك المواد التي تصنع منها أسلحة كيماوية في المواعيد المقررة حسب الجدول المتفق عليه.”

وتابع “نحن نعتقد أن هذا الجهد يمكن أن يستمر من أجل العودة إلى المسار برغم تأخرنا عن المواعيد المقررة لكن ينبغي للحكومة السورية أن تضطلع بالمسؤولية عن الوفاء بالالتزام الذي قطعته على نفسها.”

وفي ترديد لتصريحات هاجل قال البيت الابيض إنه يجب على سوريا تكثيف جهودها لنقل الأسلحة الكيماوية إلى ميناء اللاذقية.

وابلغ المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني الصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية “نظام الأسد هو المسؤول عن نقل تلك المواد الكيماوية لتسهيل اخراجها (من سوريا). نتوقع منه الوفاء بالتزامه بعمل ذلك.”

وقال المندوب الامريكي لدى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية روبرت ميكولاك في بيان إلى المجلس التنفيذي للمنظمة انه جرى اخراج أربعة في المئة فقط من الكيماويات التي أعلنت عنها سوريا.

وأضاف “تقول سوريا إن تأخرها في نقل تلك الكيماويات نتج عن (بواعث قلق أمنية) وتؤكد على الحاجة لمعدات إضافية – سترات مدرعة لحاويات الشحن وتدابير الكترونية واجهزة لكشف العبوات الناسفة البدائية.”

وتابع “هذه المطالب لا تستحق الانتباه وتظهر (عقلية مساومة) وليس عقلية أمنية.”

لكن إدارة أوباما لم تصل حد التهديد بعمل عسكري اذا لم تلتزم سوريا.

فبعد التهديد بالعمل العسكري ثم التراجع عنه العام الماضي لا يبدو ان هناك تأييدا يذكر في الكونجرس او لدى الرأي العام الامريكي لتدخل عسكري امريكي جديد في الشرق الاوسط.

من ليزلي روتون وميسي ريان

(اعداد عمر خليل للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى