أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 14 تشرين الأول 2011

تظاهرة في دمشق دعماً للأسد ولشكر روسيا والصين

دمشق، نيقوسيا – «الحياة»، ا ف ب – في الوقت الذي استمرت حملة الاعتقالات في حي الخالدية في حمص لليوم الثالث على التوالي، حيث كانت القوات الامنية تنفذ حملة مداهمات في حي القصور، الى جانب الانتشار الامني الكثيف في شوارع مدينة دوما وفرض حظر التجول فيها، تجمع آلاف السوريين امس في ساحة السبع بحرات وسط دمشق تلبية لدعوة وجهتها مجموعة من الشباب عبر صفحة «وطني سورية وقائدي بشار الاسد» على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك». واعلنوا انهم حصلوا على ترخيص بالتظاهر من وزارة الداخلية، وان الهدف من المسيرة الجماهيرية هو التعبير عن «رفضهم للعنف الذي تشهده البلاد ودعم الوحدة الوطنية والتضامن مع اهالي الشهداء وتقديم الشكر لروسيا والصين ووقفة واحدة ضد المؤامرة على سورية».

ورفع المتظاهرون لافتات كتبوا عليها «الشعب والجيش معك يا قائد الوطن» و»سورية بلدنا والاسد قائدنا». كما رفعوا اعلام سورية وروسيا والصين. واعربوا عن شكر هاتين الدولتين على تصويتهما بالفيتو ضد القرار الاخير لمجلس الامن الدولي الذي كان ينص على تشديد العقوبات على النظام السوري.

وعلى الصعيد الميداني، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان انه «سمع صوت انفجار ضخم قرب مفرزة امن الدولة في مدينة دوما الواقعة في ريف العاصمة السورية ترافق مع انتشار امني كثيف في شوارع المدينة وفرض حظر للتجوال» دون ان يذكر اي تفاصيل عن الانفجار ولا عن اي خسائر بشرية او مادية قد تكون نجمت عنه.

وفي حمص ذكر المرصد انه «سمعت اصوات انفجارات قوية هزت حي دير بعلبة ظهر امس (الاربعاء) ترافقت مع سماع اصوات اطلاق رصاص كثيف في حي بابا عمرو استمر لمدة ربع ساعة».

واشار المرصد الى ان «حي الخالدية في حمص لا يزال يخضع لحصار من قبل الحواجز الامنية والعسكرية المنتشرة فيه ويمنع دخول السيارات اليه». واضاف: «استمرت حملة الاعتقالات في الحي لليوم الثالث على التوالي كما نفذت قوات الامن حملة مداهمات في حي القصور».

وكانت قوات الجيش السوري قد ركزت هجماتها خلال الايام الماضية على مدينة حمص خصوصا. وقال ناشطون وشهود عيان إن حمص أصبحت مثل «مدينة أشباح»، موضحين أن شوارعها وميادينها خالية وأن آثار الدمار علت كل شيء. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ليل اول من امس إن «شاباً قتل في حي البياضة الواقع في مدينة حمص اثر إطلاق رصاص من حاجز أمني كما قتل شاب يتحدر من قرية البويضة الشرقية قرب القصير (ريف حمص) خلال إطلاق رصاص أثناء تواجده في مدينة حمص».

ويأتي ذلك فيما «نفذت قوات الامن صباح امس الاربعاء حملة مداهمات واعتقالات في مدينة مارع الواقعة في ريف حلب (شمال) اسفرت عن اعتقال 23 شخصا»، بحسب المرصد.

وكانت لجان التنسيق المحلية في سورية تحدثت في بيان عن الوضع في حمص موضحة أن «عدد شهدائها بلغ ثلث عدد شهداء الثورة وشهدت الأيام القليلة الماضية تصعيداً كبيراً … ضد أهالي حمص بقصد القضاء على جذوة الثورة المشتعلة فيها». وتقدر مصادر الامم المتحدة قتلى الانتفاضة السورية باكثر من 2900 قتيل، فيما تتهم السلطات السورية «عصابات ارهابية مسلحة» بزعزعة الامن والاستقرار في البلاد.

عائلة الاسد تحاول التماسك في وجه الانتفاضة وانيسة مخلوف واولادها يشتركون في اتخاذ القرارات

لندن ـ ‘القدس العربي’: مع تزايد المواجهات بين النظام السوري وشعبه، وتصاعد وتيرة الانتفاضة، وظهور بوادر عن ضعف النظام وبداية فقدانه السيطرة على الوضع تجد عائلة الاسد التي حكمت البلاد منذ اكثر من اربعين عاما في مأزق كبير لا ترى منه مخرجا الا بالتوحد والاصطفاف من اجل انقاذ نفسها ومكتسبات الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد.

وتعيش العائلة حالة من التقوقع مما ادى بها لان تكون بعيدة عن الواقع، وتشعر بحالة من البارانويا. ويصف تقرير لصحيفة ‘الغارديان’ انيسة مخلوف ـ زوجة الرئيس الراحل حافظ الاسد بأنها مركز العائلة التي تريد الحفاظ على تماسكها، فيما وصف اسماء الاخرس زوجة الرئيس بشار بأنها لا تتدخل في قرارات العائلة لانها غريبة، وكذا آصف شوكت زوج بشرى شقيقة بشار بأنه معزول، وان الاسد مستعد للتضحية به من اجل الحفاظ على شقيقه ماهر.

ووصف التقرير العائلة بالاكثر شراسة في سورية. وحاول التقرير رصد مظاهر صعود العائلة في السياسة السورية.

ويشير التقرير الى ان العائلة ممثلة بالوالدة انيسة مخلوف وبشار وشقيقه ماهر قائد الفرقة الرابعة وشقيقتهما الكبرى بشرى يلتقون في بيت والدتهم انيسة التي تقوم بمراجعة تقارير الوضع الميداني، عن المظاهرات وعدد من يخرج فيها وماذا يهتفون. وما هي طبيعة الاصلاحات التي يجب ان يقدموها وماذا لديهم من قدرات عسكرية وحدود استخدامها والاهم من ذلك هو مواصلتهم على التمسك بالسلطة.

وتقول الصحيفة ان هناك معلومات قليلة عن الطريقة التي تنسق فيها العائلة ومصدر هذا الحديث عن اللقاءات هو شائعات وعجلتها التي تنتشر في العاصمة، وفي ظل منع الصحافيين من العمل الحر في البلاد وحظر دخول الاجانب منهم ومن هنا فان الطريقة التي تدير فيها العائلة الازمة تظل رهنا للتكهنات او الهمس والشائعات.

ولهذا فقد اعتمدت الصحيفة في رسم صورة عن العائلة من خلال تقارير صحافية او ممن عملوا عنها بقرب او من كتاب السير ووثائق سربتها ويكيكليس، مع انها ظلت تحافظ على سرية في وجه ما قيل عن تفكك وخلافات خاصة بعد موت الرئيس السابق حافظ الاسد، فالاخير الذي طمح منذ البداية في القيادة وعمل من اجلها على الرغم من اصوله المتواضعة، حيث جاء من عائلة لم يدرس فيها احد حتى الثانوية ولكنه في شبابه انضم لحزب البعث وترفع في السلك العسكري حتى اصبح القائد العام ليصل للسلطة عبر انقلاب عام 1970. وتنقل الصحيفة عن شخص عرف قليلا عن العائلة السرية التي تديرها الام قائلا ‘انها مافيا، فهي تدير الحكم كشأن عائلي’، ولا احد يعرف كيفية عملها لكن افرادها يتحدون معا.

ويقول التقرير ان صورة العائلة هي مزيج من الغطرسة، وجنون العظمة، وعائلة افسدتها السلطة وهي اضافة الى ذلك مهووسة بالسرية ورهاب الخوف والتعطش للسلطة. ومن هنا فان محاولات العائلة الصمود امام العاصفة هو محاولة للحفاظ على المكتسبات التي حققها الاسد الاب الذي لولاه لما وصلت العائلة الى ما وصلت اليه. ويقارن محلل في دمشق قائلا ان ‘حافظ كان رجلا صعب المراس وداهية وعمل من اجل الحصول على السلطة لكن بشار ورثها’. فقد تحولت العائلة الى نخبة تحكم لديها حاشية وتتركز في احياء دمشق الراقية التي تنتشر فيها المقاهي الراقية والسيارات السريعة التي حلت محل الحياة الريفية، والفقر الذي اصبحت غالبية الشعب تعاني منه.

ويذكر التقرير ان خطط الاسد لتحويل رئاسته لمصلحة عائلية لم تسر حسب الخطة لان وريثه الذي كان يعده لخلافته، باسل توفي عام 1994. وقيل بعد وفاة باسل ان خلافات في العائلة جرت حول من سيخلفه حيث كانت الام تفضل ماهر العسكري القاسي على بشار المتعلم والطبيب، ولكن الاخير هو من فاز بالخلافة، حيث طلب منه العودة من لندن على عجل.

وبحسب ديفيد ليستش، الاكاديمي الامريكي الذي كتب سيرة الاسد الرسمية بان بشار تغيرمع مرور الوقت من شاب لديه نوايا صادقة في التغيير الى رجل اصبح يطرب للمديح من المتملقين حوله. ويصف من عرف بشار بانه طيب وكريم ومتواضع حيث يقوم بفتح الباب بنفسه للضيوف الذين يطرقون بيته، لكن مشكلته هي مؤهلاته القيادية.

ووصف ضيف الاسد بانه يفتقد الجاذبية حيث ‘لا تشعر بالرغبة كي تفتح اذنيك لتستمع لما سيقول’.

وتصف وثائق ويكيليكس الاسد الصغير بانه يفتقد الدهاء الذي تميز به والده. وتشير الصحيفة الى زوجته اسماء الاخرس المولودة والمتعلمة في بريطانيا والتي تربت في بيئة ليبرالية، كما ان التقرير يتحدث عن موقفها من الاحداث فهناك من يقول انها غاضبة وليست مرتاحة، ومن يقول انها تعرف زوجها ولهذا تواصل الحياة معه. ولكن اسماء ستظل بالنسبة للعائلة غريبة عنها، فمهما اثرت على زوجها وحصلت على سلطة فانها كغريبة استبعدت من النقاش والقرارات التي تتخذها العائلة.

وعن ماهر الذي استبعد من الرئاسة فانه بدلا من ذلك واصل حماية مصالح العائلة، وعلى الرغم من شجب المتظاهرين الذين يرون فيه مهندس القمع ضدهم الا ان بعض قادة الجيش يحترمونه بسبب ضعف شقيقه وبسبب شدة مراسه كعسكري.

وعن صهره اصف شوكت زوج بشرى فان العلاقة بينه وبين ماهر معقدة حيث قيل ان ماهر اطلق النار عليه عام 1999 وعارض زواجه من شقيقته بشرى لان شوكت كان متزوجا ولديه اولاد وعمره اكبر من عمرها، ولم يتم الزواج الا بعد تولي بشار السلطة. ولكن سلطة شوكت محل شك خاصة ان وثيقة لوكيليكس تشير الى ان الرئيس مستعد للتضحية به من اجل حماية ماهر.

اما بشرى التي درست الصيدلة فقوتها من خلف الستار، واسمت ابناءها على اسم اخويها وامها- باسل وماهر وانيسة ويقول البعض انها متعطشة للسلطة وشرسة وكابوس وعدوانية.

وعلى الرغم من تناقض شخصياتهم الا انهم يجتمعون حول والدتهم انيسة، وكانوا يلتقون كل جمعة على العشاء عندها قبل بداية الانتفاضة. ومع ذلك ومع زيادة المشاكل والعزلة الدولية فان العائلة تقوقعت على نفسها وتعيش حالة من البارانويا وبعيدة عن الواقع، ويقول ليستش ان مجزرة حماة تعود الى النظام وكل خطابات الاسد عن حبه لشعبه ما هي الا خداع للنفس مقارنة مع انتشار الانتفاضة، ونقلت عن مواطن في دمشق قوله ان الانتفاضة ستستمر والنظام قد انتهى وفي ضوء عزلة العائلة وبعدها عن الشعب والواقع فستكون هي الاخيرة لتعرف حقيقة الامر، انها انتهت.

حزب الله استنكر توجيه الاتهام الى دولة شقيقة… والجميل طالب بقطع العلاقات

نائب لبناني: تحقيقات تكشف تورط السفارة السورية في لبنان في خطف معارضين سوريين

بيروت -‘ القدس العربي’ـ من سعد الياس: اكد النائب اللبناني سامي الجميل امس الاربعاء وجود ‘معلومات خطيرة جدا’ لدى قوى الامن حول تورط السفارة السورية في بيروت في خطف معارضين سوريين في لبنان، مطالبا بتحرك سريع للقضاء في هذا الموضوع.

وتفاعلت اتهامات المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي للسفارة السورية بخطف الإخوة السوريين الأربعة من آل جاسم والمناضل شبلي العيسمي بسيارات تابعة للسفارة خلال اجتماع للجنة النيابية لحقوق الإنسان، ورأت الامانة العامة لقوى 14 آذار في موقف ريفي ‘موقفاً شجاعاً، لكنه يرتب أيضاً مسؤولية وطنية وأخلاقية على الدولة اللبنانية بكل تراتبيتها الدستورية وأجهزتها الأمنية والقضائية، بوضع حد لتمادي السفارة السورية في ممارسات خارجة على الأصول الدبلوماسية، تعرّض لبنان وسلامه واستقراره إلى أفدح الأخطار. كما يرتب على الدولة أيضاً ردع أعمال الخطف المماثلة التي تقوم بها أطراف داخلية، من ضحاياها المواطن جوزف صادر الذي يستمر خطفه منذ سنوات’.

وكان اللواء أشرف ريفي المقرّب من ‘تيار المستقبل’ إتهم ضمناً حزب الله بخطف جوزف صادر، كما اتهم ضمناً سورية بخطف شبلي العيسمي، ما حوّل اجتماع لجنة حقوق الانسان لاجتماع عاصف بينه وبين نواب حزب الله. وكانت الجلسة مخصصة لمتابعة قضية المخطوفين جوزف صادر وشبلي العيسمي، من الناحية الإنسانية. ولهذا السبب، حضر إلى الجلسة أشخاص من عائلتي المخطوفين.وقد فوجىء نائبا حزب الله نوار الساحلي وعلي عمار بالمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي يدلي برأيه الأمني الذي كان كفيلاً بتوتير أجواء الجلسة.

فقد لفت ريفي الى ‘أن جوزف صادر خُطف على أيدي أشخاص أدخلوه إلى الضاحية الجنوبية’، معتمداً في ذلك على إفادة أحد مخبري القوى الأمنية، وأكّد أن متابعة وجهة الخاطفين الذين كانوا على متن باص آنذاك، تعذّرت لأنه ‘لا إمكانية لقوى الأمن لملاحقة أحد داخل الضاحية’. وقد انتفض النائب الساحلي في وجه ريفي ليسأله عن الصفة التي يتحدث بها ‘هل تتحدث باسم وزارة الداخلية، أم باسم فريق سياسي، أم باسمك شخصياً، أم ماذا؟’. واضاف ‘وقبل ذلك… أنت تعرف يا حضرة اللواء أن أبواب الضاحية مفتوحة أمام الجميع، وتحديداً أمام القوى الأمنية، فلماذا الإصرار كل مرّة على تصوير حزب الله، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بأنه يفعل العكس؟ ماذا يمكن أن نفعل حتى نثبت أننا من دعاة دخول قوى الأمن إلى الضاحية؟ أنت تعرف أكثر من غيرك التعاون الذي تلقاه القوى الأمنية من حزب الله في مجال مكافحة المخدرات، وغير ذلك من القضايا، فلماذا هذا التنكّر؟’.

كذلك، تحدث اللواء عن ملف كامل لدى قوى الأمن الداخلي عن عملية خطف السوريين الأربعة، وهم من آل جاسم، التي حصلت قبل نحو 6 أشهر. فقال إن سيارة تابعة للسفارة السورية في بيروت استخدمت، آنذاك، في عملية الخطف، وان الخاطفين هم عناصر من القوى الأمنية اللبنانية المكلفة بحماية السفارة. ذكر أن هؤلاء العناصر عوقبوا مسلكياً، لكن المسألة بقيت لدى القضاء، لأنها قضية جنائية. وعن قضيّة خطف العيسمي، أكد ريفي أنّ التحقيقات دلّت على ‘أنّ الطّريقة ذاتها التي استُعمِلَت في خطف آل جاسم قد تكون نفّذت بواسطتها عمليّة خطف العيسمي’. بعد إثارة هذه النقطة، توجّه إلى النائب الساحلي قائلاً: ‘أنا أتكلم كمدير عام لقوى الأمن الداخلي، ولست ممثلاً في هذا الكلام وزير الداخلية، وأرى أن من مسؤوليتي وضع النواب في حقيقة أجواء هذه القضايا، لأنها تعرّض سمعة لبنان للخطر’. لم يقبل الساحلي أن يمر هذا الكلام من دون أن يذكّر ريفي، والحاضرين أيضاً، بأن ما ورد من كلام هو ‘اتهام صريح لدولة شقيقة بالخطف، وهذا لا يمكن أن يكون مقبولاً من دون إبراز أدلة وإثباتات، فالمسألة لا تحتمل التحليل’. اكتفى ريفي بالقول ‘ هناك تشابه بين العمليتين، تقريباً’.

هنا دخل النائب سامي الجميّل على خط النقاش المتفجّر، فأخذت الجلسة منحى آخر، ما استدعى دخول النائب علي عمار في المعركة الكلامية الدائرة أيضاً. وقد ارتفعت أصوات الجميع. وأكد عمّار أن هذه المسائل لا يجب أن تثار في الجلسة، بل يفترض أن تترك للقضاء حتى يبتّها.فردّ الجميّل متهجّماً على المحكمة العسكرية وطالباً من النائب العام التمييزي حضور الجلسة.

وفي حديث صحافي منفصل، طالب الجميّل بقطع العلاقات مع سورية إذا ثبت تورط سفارتها بخطف العيسمي.

امير قطر يعتبر المجلس الوطني السوري ‘خطوة مهمة’ ويدعو دمشق للتفاهم معه

الدوحة ـ ا ف ب: اعتبر امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني ان ولادة المجلس الوطني السوري تشكل ‘خطوة مهمة’ وطالب الحكومة السورية ‘بالتفاهم معه’ لمصلحة سورية، وذلك في تصريحات لقناة الجزيرة.

وقال الشيخ حمد في تصريحات بثتها القناة ليل الثلاثاء ان ‘المجلس الوطني السوري (المعارض) خطوة مهمة (…) انه لمصلحة سورية اذا استطاعت الحكومة السورية الجلوس والتفاهم معه على نوعية دستور جديد يحفظ للامة السورية توازنها و تبني مستقبلها من جديد’.

واضاف ‘اعتقد ان هذا يكون جيدا واعتقد ان هذا المجلس له تقريبا شرعية من المحتجين الآن سورية’.

من جهة اخرى اكد الامير الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني وجود تحرك عربي في اتجاه الازمة السورية.

وقال ‘هناك تحرك عربي ازاء ما يحدث في سورية’.

واضاف ان ‘المطلوب الان هو ايقاف القتل وايجاد مجال للناس لتناقش امورها بين بعضها البعض و تبتعد عن عملية القتل شبه اليومية’.

وكان وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح اعلن الثلاثاء ان وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا لبحث الاوضاع في سورية.

الإصلاح في سوريا… وتعقيداته

زياد حيدر

في الوقت الذي يجري النقاش في كواليس حزب البعث العربي الاشتراكي حول سبل الانتقال من موقع الحزب الحاكم الواحد إلى موقع الحزب المنافس على السلطة، تقوم السلطات بالاستعداد لمؤتمر حوار وطني يستند إلى جلسات الحوار الوطني التي شهدتها المحافظات السورية في أيلول الماضي، كما تستعد للإعلان عن لجنة دستورية لإعادة النظر في دستور البلاد. إلا أن هذه الخطوات تشوبها تعقيدات كثيرة تعرقل حركة الإصلاح السياسي في سوريا، وتجعلها مسيرة بطيئة ومتأخرة، بنظر كثيرين.

فخلال الأشهر الماضية خاضت كوادر حزب البعث نقاشا حادا حول مكانة الحزب في سوريا، ودوره في الأحداث التي تشهدها كما دوره المفترض في منعها. وشهدت جلسات الحوار الوطني التي انعقدت نهاية الصيف، وعلى مدار شهر تقريبا في سوريا، انتقادا لدور الحزب وتراجع حضوره السياسي والاجتماعي على حساب حضوره الحكومي المرتبط بمؤسسات الدولة بحكم الدستور الذي يعطيه هذه المكانة منذ بداية سبعينيات القرن الماضي.

وقد عكف الحزب مؤخرا على إجراء مراجعة، تتوج الآن بكتابة نص دستور جديد للحزب، ينص على تغيير في البنية والمنطلقات سيعرض على المؤتمر القطري المقبل والمرجح الشهر المقبل، والذي سينتهي إلى تغيير في القيادات الحزبية، كما سيضع نظاما داخليا جديدا للحزب. وقد يأتي المؤتمر متزامنا مع قرب انتهاء وضع تصور لدستور جديد، تقول مصادر واسعة الاطلاع إنه سيتضمن إنهاء العمل بالمادة الثامنة من ضمن تعديلات أخرى.

ويرى كثر أن المؤتمر أساسا قد تأخر، وكان يفترض أن ينعقد منذ أشهر، إلا أن جسم الحزب الثقيل لا يتحرك بالسرعة ذاتها. فانعقاد المؤتمر في موعد قريب سيعني إهمال ما جرى من انتخابات سابقة في ربيع هذا العام، إضافة إلى عدم استكمالها، وهو ما يقول البعض إنه سيمنح القيادات القديمة مرة أخرى فرصة الحكم على الأمور من منظورها، في الوقت الذي يفضل وجود قيادات جديدة في المؤتمر المقبل تقدر تماما حجم التحدي الحالي. إلا أن هذه المسألة ستعني حتما تأخرا في تحرك الحزب نحو مؤتمره، وبالتالي ستوثر على مسار أمور أخرى، لارتباط الحياة العامة في سوريا في نواح لا حصر لها بالحزب.

والجدل ذاته ينطبق على الدستور، الذي تأخر الإعلان عن تشكيل لجنته الدستورية، والمتوقع قريبا جدا، لتضم بين عناصرها شخصيات متنوعة الخلفيات والانتماء، بينها سياسيون ودبلوماسيون سابقون وقانونيون مستقلون.

ووفقا لمصادر «السفير» فإن اللجنة ستدرس إعداد مسودة دستور جديد قد تعرض على مجلس الشعب، ومن ثم تطرح لاستفتاء عام. وهذا المسار ليس دونه عقبات، من بينها أن أي تأخير سيسمح للانتخابات المحلية التي ستجرى في كانون الأول المقبل، أن تجري بأضعف تمثيل حزبي ممكن. ذلك أن أغلبية الأحزاب التي تقدمت بطلبات ترخيص تحتاج لما يقارب الشهرين لاستكمال أوراقها والحصول على موافقة وزارة الداخلية، ما يعني أن أغلبها لن يستطيع خوض الانتخابات فعليا، ما يعيد قوائم البعثيين والمستقلين لواجهة مجالس الإدارة المحلية المقبلة.

كما أن التأخير في إقرار التعديلات الدستورية سيبقي على قانون الأحزاب، المستند للدستور الحالي، متحكما في رخص الأحزاب الجديدة، التي عليها أن تلتزم بدستور لا يسمح عمليا بالمنافسة، ناهيك عن مبادئ أخرى مثلا تتناقض مع المبادئ الدستورية الحالية، وبينها مفاهيم اقتصادية كالتناقض بين الاقتصاد الاشتراكي الموجه واقتصاد السوق الحر.

وفي هذا السياق، تواجه أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية تحديات مماثلة، فهي تعيش في حضن حزب البعث وبرعايته. وسيعني التوجه الجديد تجريدها (خلال ستة أشهر من إعلان قانون الأحزاب) من قدرتها على العمل السياسي إن لم تحقق شروط الأحزاب الأخرى، ما سيعني تغيرا في بنية الجبهة إن لم نقل تفككا. وتحاول قيادات هذه الأحزاب حتى اللحظة الحصول على تنازلات من السلطة تسمح لها بالعمل وفق إجراءات استثنائية، وأمامها لذلك أقل من أربعة أشهر.

أما بخصوص الحوار الوطني، فتستعد السلطة قريبا للدعوة إلى مؤتمر حوار وطني موسع بعد استكمال جلسات الحوار الوطني التي انعقدت في المحافظات السورية، واستمرت قرابة شهر، وتميز بعضها بارتفاع سقف النقد السياسي والأمني خلال جلساته.

ووفقا لمعلومات «السفير» فإنه ستتم دعوة ما بين 50 إلى 70 شخصية من كل محافظة، ممن شاركوا في جلسات الحوار، لعقد مؤتمر حوار وطني موسع في دمشق تترأسه القيادة السورية، ويضع أسس التحول الديموقراطي في البلاد وآفاقها المستقبلية.

وترغب السلطة بمشاركة المعارضة المعروفة في المؤتمر، ولا سيما المتمثلة بتيارات يسارية وكردية (تجمعها هيئة التنسيق الوطنية)، وستسعى لدعوتها وإقناعها بالمشاركة وفقا لما علمت «السفير»، إلا أن دون ذلك معوقات أيضا، أبرزها فجوة الثقة التي بين الطرفين، إضافة لإحساس كل منهما بأن الوقت لمصلحته.

إلا أن الواقع هو أن الوقت ليس في مصلحة أحد في الداخل. ذلك أن تأخر الإصلاح سيعقد موقف السلطة أمام الرأي العام في الداخل وحلفاء دمشق في الخارج، وسيجعل كلفة تحقيق نجاح على هذا الصعيد مستقبلا أكبر. أما في ما يخص المعارضة، التي تعتقد أن تنامي الضغط الدولي على دمشق سيقوي فرصــها للتحاور أو لتحقيق مكاسب تفاوضية، فإن عزوفها عن المشاركة في صنع القرار الداخلي، ولا سيما الدستوري، وإصرارها على تجاهل الواقع الأمني المتردي في البلاد، سيزيد من كلفة الدم في الشارع، القائم على استعصاء الحل الداخلي، وسيبقي الأزمة مشرعة على احتمالات عدة خطرة لم تضح بعد.

واشنطن تراهن على تحرّك الأكراد وأمير قطر يروّج لـ«المجلس الانتقالي»

دمشق: حشد ضخم تأييداً للأسد ورفضاً للتدخل الخارجي كلينتـون تشـجّع المعارضـة علـى التظاهـر والتقارب مـع «الأقليـات»

شهدت دمشق أمس تجمعا حاشدا للسوريين دعما لإصلاحات الرئيس السوري بشار الأسد ورفضا للتدخل الخارجي و«إدانة ما يدعى بالمجلس الانتقالي في اسطنبول وعملائه»، فيما شجعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المعارضة على مواصلة التظاهر والتقارب مع «الأقليات» وذلك بعد إقرارها بأن «مجموعات عديدة في سوريا لم تقبل بعد فكرة أن حياتها ستصبح أفضل من دون الأسد»، مضيفة «هناك الكثير من الأقليات قلقة»، مراهنة على انضمام الأكراد إلى المحتجين.

وتجمع مئات آلاف الأشخاص في ساحة السبع بحرات وسط دمشق تلبية لدعوة وجهها موالون للأسد عبر صفحة «وطني سوريا» على موقع «فيسبوك». وقال المنظمون على صفحتهم إن هذه المسيرة تهدف إلى «دعم الوحدة الوطنية والتضامن مع أهالي الشهداء وتقديم شكر لروسيا والصين ووقفة واحدة ضد المؤامرة على سوريا». وأكدوا أنهم يريدون «إدانة ما يدعى بالمجلس الانتقالي في اسطنبول وعملائه». وقدرت «رويترز» و«اسوشييتد برس» عدد المتظاهرين بعشرات الآلاف، فيما أشارت الأخيرة إلى أن التجمع كان ضخما جدا مقارنة بتظاهرات المعارضة. وقدرت «سانا» عدد المتظاهرين بأكثر من مليون شخص «في مشهد يعبر عن وحدة الشعب السوري وتأكيده على التمسك بالقرار الوطني المستقل ورفض التدخلات الأجنبية في شؤون سوريا الداخلية».

ومن النشاطات التي أعلن الناشطون عنها «توجيه رسالة شباب سوريا إلى الخارج بأنه يريد الإصلاح تحت قيادة الرئيس بشار الأسد وتوجيه رسالة شباب سوريا إلى زعماء المؤامرة باللغتين الانكليزية والعربية والبوصلة ستبقى فلسطين».

ورفع المشاركون في التظاهرة في دمشق لافتات كتب عليها «الشعب والجيش معك يا قائد الوطن»، و«سوريا بلدنا والأسد قائدنا»، وأعلام سوريا والصين وروسيا وصورا للرئيس السوري. وعلقت على واجهة المصرف المركزي، الذي يشرف على الساحة، صورة عملاقة للأسد واعلام لروسيا والصين. وحلقت فوق المسيرة مروحية تعلق فيها شخص يحمل العلمين الروسي والصيني.

وعلت في المسيرة الشعبية، مع أصوات الموسيقى والأغاني الوطنية، هتافات «يا للعار يا للعار باعوا ليبيا بالدولار» و«يللا يللا يا بشار، بدنا نكمل المشوار» و«نازلين

بالملايين لعيون روسيا والصين». وكتب مشاركون على علم صيني عملاق باللغتين العربية والصينية «الحياة مبدأ وموقف وأنت أهل الوفاء في المواقف، شكرا للصين الصديقة». ورفعت لافتات كتب عليها «ساركوزي فاقد للشرعية» و«أوباما فاقد للشرعية».

إلى ذلك، قال رئيس هيئة الأركان العامة العماد فهد جاسم الفريج، خلال تمثيله الأسد في حفل تخريج دفعة من طالبات الكلية العسكرية للبنات في دمشق، إن «أهداف المؤامرة التي تتعرض لها سوريا بدأت تتكشف جليا يوماً بعد يوم، عبر محاولة زعزعة أمنها واستقرارها وتفتيت اللحمة الوطنية لأبنائها وإراقة المزيد من دماء شعبها وقواتها المسلحة وإغراقها بالفوضى الهدامة تنفيذاً للمشروع الصهيوني الأميركي المرسوم للمنطقة، وذلك بإسقاط سوريا وبالتالي هدم الحصن الأخير في قلعة الصمود والممانعة».

وأضاف أن «سوريا أثبتت قدرتها على مواجهة الضغوط والتحديات مهما كان مصدرها وأيا كانت أهدافها، لأنها تستند في ذلك إلى إرث كبير من النضال الوطني والقومي يمكنها من التعامل بحكمة وروية مع كل المستجدات والأحداث الطارئة، مستندة بذلك إلى وعي أبناء شعبها وبسالة جيشها الوطني المسلح بعقيدة وطنية وقومية راسخة وقيادة شجاعة وحكيمة للرئيس الأسد الذي يقود مسيرة الإصلاح والتطوير بما يخدم مصالح الشعب ويصون كرامة الوطن ويحفظ حقوق الأمة».

كلينتون

وكررت كلينتون، في مقابلة مع «اسوشييتد برس»، القول إن واشنطن ستواصل ضغوطها على الأسد من اجل «التنحي»، لكنها رفضت التكهن بمدة ذلك.

وأعربت عن دعمها للمعارضة السورية، لكنها شددت على انه «لا يزال أمامها الكثير من العمل داخليا لتصبح حركة معارضة شاملة تمثل تطلعات الأقليات في سوريا». وقالت «لم تقبل مجموعات عديدة في سوريا بعد فكرة أن حياتها ستصبح أفضل من دون الأسد»، مضيفة «هناك الكثير من الأقليات قلقة».

وحثت كلينتون «المعسكر المعارض للأسد على الإبقاء على تظاهرات غير عنفية والتقارب مع الأقليات»، معبرة «عن تفاؤلها بان الموجة تنقلب ضد الحكومة السورية»، مشيرة إلى اغتيال المعارض الكردي مشعل تمو الأسبوع الماضي، موضحة ان مقتل تمو «يبدو انه أطلق الشرارة لدى إحدى المجموعات التي كانت على الطرف نوعا ما».

لكن كلينتون أكدت انه لا يمكن لواشنطن تسريع هذه العملية، موضحة «لا يمكن تسريعها من الخارج. الرسالة الوحيدة التي تصل بصوت عال وواضح من جميع من يعمل مع المعارضة، انهم لا يريدون تدخلا خارجيا».

الى ذلك، نقلت صحيفة «تركيا» التركية عن مصادر غربية قولها إن الاستخبارات التركية تقف وراء اغتيال تمو. وأضافت «إن عملية الاغتيال جاءت ردا على العملية التي قامت بها الاستخبارات السورية والقبض على الضابط السوري حسين هرموش».

وأضافت المصادر «أن أنقرة أرادت من وراء عملية الاغتيال تحقيق هدفين بضربة واحدة، حيث تخلصت من معارض كردي بارز وألقت التهمة على السلطات السورية، وبالتالي زيادة الاحتجاجات ضد السلطات السورية في شمال سوريا بعد الهدوء الذي ساد المنطقة».

العربي

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في القاهرة، إنه تجري الآن مشاورات بين وزراء الخارجية العرب من أجل عقد اجتماع لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري لبحث الموقف في سوريا، لكنه أوضح انه لم يتلق طلبا حتى الآن من أية دولة عربية لعقد الاجتماع.

وأضاف أن «جامعة الدول العربية تتابع باهتمام وقلق بالغين ما يدور من أحداث في سوريا، ويؤسفها استمرار العنف والقتل»، مشيرا إلى «قرار مجلس جامعة الدول العربية الوزاري الأخير الذي طالب بتحقيق وقف شامل وفوري لإطلاق النار وجميع أعمال العنف في سوريا مهما كان مصدرها، والذي مضى عليه شهر ولم يتحقق أي تقدم بهذا الصدد».

وأكد «استعداد الجامعة لمواصلة جهودها واتصالاتها مع الحكومة السورية ومختلف أطراف المعارضة السورية من اجل التوصل، وتحت رعاية الجامعة العربية أو بمساعدتها، إلى صيغة تضمن تحقيق الوقف الفوري لجميع أعمال العنف، والبدء بحوار وطني شامل يفضي إلى تحقيق طموحات الشعب السوري وتطلعاته في التغيير والحرية والإصلاح السياسي، وبما يمكن سوريا من تجاوز الأزمة الراهنة بصورة سلمية».

وحول إمكانية استقباله لوفد من «المجلس الوطني السوري»، قال العربي إنه «سبق له استقبال شخصيات من المعارضة السورية في مقر الأمانة العامة، وفي ظل الظروف الراهنة التي تعيشها سوريا والدور المنوط بجامعة الدول العربية للمساعدة على إيجاد حل للأزمة السورية، فإنه من مسؤوليات الأمين العام عقد لقاءات مع من يراه من الشخصيات السورية المعارضة أو غير المعارضة، طالما أن مثل هذه الشخصيات أو الأطراف المعارضة تمارس العمل السياسي السلمي، ويمكن أن يكون لها دور على طاولة الحوار الوطني السوري الشامل المنشود».

أمير قطر

وقال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في مقابلة مع قناة «الجزيرة»، إن «المجلس الوطني السوري خطوة مهمة. انه لمصلحة سوريا إذا استطاعت الحكومة السورية الجلوس والتفاهم معه على نوعية دستور جديد يحفظ للأمة السورية توازنها وتبني مستقبلها من جديد». وأضاف «اعتقد أن هذا يكون جيدا، واعتقد أن هذا المجلس له تقريبا شرعية من المحتجين الآن في سوريا».

وأضاف الشيخ حمد «هناك تحرك عربي إزاء ما يحدث في سوريا». وتابع إن «المطلوب الآن هو إيقاف القتل وإيجاد مجال للناس لتناقش أمورها بين بعضها البعض، وتبتعد عن عملية القتل شبه اليومية».

واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» بثت أمس، أن ما يجري في المنطقة من تطورات يدل على أن الولايات المتحدة تحاول أن تبذل جهودا من اجل التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية ومنها سوريا «التي يستخدمون فيها بعض الجماعات المسلحة من اجل خلق فلتان امني وزعزعة للأمن والاستقرار».

وأضاف مهمانبرست «إن ما يجري في سوريا خطير جدا، وان تلك الدول تسعى إلى خلق ظروف تساعدها على شن هجوم عسكري على سوريا كما فعلوا في ليبيا، وبالطبع لن نقبل بذلك أبدا». وكرر رفض طهران كافة أشكال التدخل الخارجي التي قد تؤدي إلى تأزم الوضع في المنطقة برمتها. وقال «إن الإصلاحات التي بدأت في سوريا مرشحة لتحقيق نتائج ايجابية».

واعتبر المعارض السوري ميشال كيلو، في باريس، أن على المعارضة تجنب الانقسامات التي تصب في صالح الأسد، خاصة بين ناشطين من داخل البلاد وخارجها. وأكد أن «اللجنة الوطنية للتغيير الديموقراطي» المعارضة لا تريد تدخلا أجنبيا مشابها لما يحدث في ليبيا، لكنه اعتبر أن على الأمم المتحدة تبني قرار يسمح للمراقبين بمتابعة أحوال المدنيين وحمايتهم. (تفاصيل صفحة 13).

وقال رئيس «المجلس الوطني السوري» برهان غليون، في مقابلة مع قناة «فرانس 24»، إن الدول الغربية لا تبذل جهودا كافية للضغط على روسيا حتى تغير موقفها من سوريا، ويجب أن تفعل المزيد لدعم المعارضة، معبرا عن أمله في أن يحظى المجلس باعتراف الدول الأوروبية بمجرد استكمال هياكله.

ونقل بيان لوزارة الخارجية البريطانية عن المسؤول عن شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الوزارة اليستر برت قوله، بعد اجتماعه مع رئيس «المجلس الوطني الانتقالي» برهان غليون في باريس، «إن تشكيل المجلس الوطني يعبر عن خطوة إيجابية للتقريب بين ممثلي المعارضة السورية في الخارج»، مضيفا «أن غليون تحدث عن أهمية تكوين رؤية مشتركة من أجل مستقبل سوريا، وخطة حول كيفية التحرك السلمي لإيجاد بديل للنظام السياسي». وأشار إلى «أهمية مشاركة كافة أطياف المعارضة في هذا المجلس حتى يصبح المجلس ممثلا لجميع أطياف المعارضة السورية على اختلاف انتماءاتها».

ميدانيات

وأعلن المحامي ميشال شماس أن القضاء قرر الإفراج بكفالة عن المعارض وليد البني المتهم بالتحريض على التظاهر وإثارة النعرات الطائفية. وكانت قوات الأمن اعتقلت وليد البني ونجليه مؤيد وإياد، من منزله في مدينة التل في ريف دمشق في 6 آب الماضي قبل أن تطلق في وقت لاحق سراح نجليه.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في بيان انه «سمع صوت انفجار ضخم قرب مفرزة امن الدولة في مدينة دوما في ريف دمشق ترافق مع انتشار امني كثيف في شوارع المدينة وفرض حظر للتجوال» من دون ان يذكر اي تفاصيل عن الانفجار ولا عن اي خسائر بشرية او مادية قد تكون نجمت عنه.

وذكرت وكالة «سانا» ان «الجهات المختصة في محافظة حمص اشتبكت أمس (الاول) مع مجموعة إرهابية مسلحة كانت تحتجز ضابطاً طيارا برتبة مقدم منذ 10 أيام في أحد المزارع في منطقة تل الشور ما أدى لمقتل 3 مسلحين وإصابة عدد منهم ومصادرة أسلحة متنوعة، وتحرير المقدم». واضافت «فككت وحدات الهندسة في محافظة دير الزور عبوة مصنوعة محلياً ومعدة للتفجير عن بعد كانت موضوعة جانب إحدى المؤسسات الحكومية وسط مدينة الميادين». («السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

مظاهرات حاشدة مساء الأربعاء ضد النظام في إدلب وعدد من أحياء حمص

المعارضة السورية تطالب الغرب بالجرأة في المواقف والأفعال

وكالات

اعتبرت المعارضة السوري أن الدول الغربية لم تبذل الجهود المطلوبة للتعامل مع روسيا التي رفضت المشاركة في الإدانة الدولية لقمع المحتجين، وقال قال برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري إن المجلس يأمل باعتراف أوروبي بمجرد استكمال هياكله.

باريس: قال برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري إن الدول الغربية لا تبذل جهوداً كافية للضغط على روسيا حتى تغير موقفها من سوريا ويجب أن تفعل المزيد لدعم المعارضة. وقال غليون الذي يقيم في فرنسا والذي يعتبر الزعيم الفعلي للمجلس إن المجلس الجديد يأمل في أن يحظى باعتراف الدول الاوروبية بمجرد استكمال هياكله.

ورحب الاتحاد الاوروبي بتشكيل المجلس السوري وحث الدول الاخرى على الترحيب به لكنه لم يدع الى الاعتراف بالمجلس الذي يسعى لحشد الدعم الدولي للانتفاضة السورية المناهضة للرئيس بشار الاسد والتي بدأت قبل ستة أشهر.

وتتبنى فرنسا قضية المحتجين المطالبين بالديمقراطية في سوريا وتصدرت الدعوات التي تطالب باصدار مجلس الامن الدولي قرارا لادانة القمع الذي تمارسه الحكومة السورية ضد مواطنيها. وفي بادرة دعم رمزية التقى وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه مع غليون في باريس في وقت سابق هذا الاسبوع. وقال غليون “بادرة جوبيه مهمة. الفرنسيون سيتشاورون مع غيرهم من الاوروبيين. ونأمل في أن نحظى باعتراف الدول الاوروبية في وقت لاحق لكن فللنتظر لضعة أيام أو أسابيع”.

ويدور حاليا نقاش داخل الدوائر الفرنسية حول ما يتعين القيام به لمساعدة المعارضة السورية التي تطالب بإسقاط النظام التي سبق لها أن دعت إلى رحيله في رسالة ثلاثية وقعها الرئيسان ساركوزي وأوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.

وكشفت مصادر فرنسية أن المعارضة، وتحديدا المجلس الوطني السوري، أبلغ المسؤولين الفرنسيين أنه “لا يطلب في الوقت الحاضر الاعتراف به”، وأنه “ليس جاهزا بعد لمثل هذه الخطوة”، إذ إنه بصدد تنظيم صفوفه ومحاولة ضم معارضين وتيارات إضافية إليه، الأمر الذي يستجيب لرغبة السلطات الفرنسية.

وتعتبر باريس أن المجلس الوطني السوري يشكل حتى الآن “أفضل إطار” يمكنه أن يجمع صفوف المعارضة. ولا تستبعد باريس أن تكون أول من سيعترف بالمجلس الوطني، علما أنها تفضل أن تكون الخطوة جماعية أوروبيا وأميركيا وعربيا ليكون تأثيرها أقوى.

وقال غليون (66 عاما) ان الغرب يمكنه أن يكون أكثر “جرأة” في التعامل مع روسيا التي رفضت المشاركة في الادانة الدولية لقمع المحتجين واستخدمت هي والصين حق النقض (الفيتو) لمنع صدور قرار من الامم المتحدة.

ودعا ايضا الى عقد مؤتمر يجمع الاطراف الاساسية المعنية بالصراع في سوريا. وقال انه يعتقد أن الاتحاد الاوروبي والدول الغربية لم تفعل كل ما هو ممكن سياسيا لاقناع روسيا وغيرها من الدول المتحفظة وانه لا يعتقد أن هناك مواقف وأفعال قوية بما يكفي.

تظاهرات مسائية ضد الأسد

من جهة اخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان مظاهرة حاشدة خرجت مساء الاربعاء في بلدة بسامس بجبل الزاوية في محافظة ادلب ضمت نحو 9 الاف متظاهر. وقال ان مظاهرة اخرى خرجت في مدينة سراقب رغم اطلاق الرصاص من قبل قوات الامن مشيرا الى ان مظاهرات عدة خرجت في عدد من احياء مدينة حمص كان اضخمها في حي بابا عمرو. واوضح ان مظاهرات خرجت في بعض مدن ريف دمشق ومدن ريف درعا ودير الزور وفي احياء بمدينة اللاذقية.

ميدانيا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان انه “سمع صوت انفجار ضخم قرب مفرزة امن الدولة في مدينة دوما الواقعة في ريف العاصمة السورية ترافق مع انتشار امني كثيف في شوارع المدينة وفرض حظر للتجوال” دون ان يذكر اي تفاصيل عن الانفجار ولا عن اي خسائر بشرية او مادية قد تكون نجمت عنه.

وفي حمص (وسط)، اضاف المرصد “سمعت اصوات انفجارات قوية هزت حي دير بعلبة ظهر اليوم الاربعاء ترافقت مع سماع اصوات اطلاق رصاص كثيف في حي بابا عمرو استمر لمدة ربع ساعة”. واشار المرصد الى ان “حي الخالدية في حمص لا يزال يخضع لحصار من قبل الحواجز الامنية والعسكرية المنتشرة فيه ويمنع دخول السيارات اليه”.

واضاف “استمرت حملة الاعتقالات في الحي لليوم الثالث على التوالي كما نفذت قوات الامن حملة مداهمات في حي القصور”. ياتي ذلك فيما “نفذت قوات الامن صباح الاربعاء حملة مداهمات واعتقالات في مدينة مارع الواقعة في ريف حلب (شمال) اسفرت عن اعتقال 23 شخصا”، بحسب المرصد.

إتهام أميركي من أصل سوري بالتجسس على المتظاهرين

ومن جانب آخر، اتهم مواطن اميركي من اصل سوري بالتجسس على محتجين مناوئين للنظام السوري في الولايات المتحدة وتصويرهم وتقديم تلك المواد لاجهزة الاستخبارات السورية بهدف اسكات المعارضة، حسب ما جاء في القرار الاتهامي الذي نشر الاربعاء.

وفي الخامس من تشرين الاول/اكتوبر وجهت هيئة محلفين فدرالية لمحمد انس هيثم سويد (47 عاما) ست تهم لاعمال قام بها ضد نشطاء في الولايات المتحدة وسوريا يعارضون نظام الرئيس السوري بشار الاسد. واعتقل الثلاثاء.

ووجهت الى سويد، وهو من سكان ليسبرغ في ولاية فيرجينيا، تهمة التآمر والتصرف ك”عميل” للحكومة السورية في الولايات المتحدة دون ابلاغ النائب العام الاميركي كما هو مطلوب قانونا، اضافة الى تهمتي تقديم بيانات خاطئة على نموذج لشراء اسلحة، وتهمتين بتقديم بيانات خاطئة لجهات تطبيق القانون الفدرالي.

من ناحيتها، نفت السفارة السورية في واشنطن هذه الاتهامات واصفة اياها بانها “مثيرة للسخرية”. وجاء في بيان للسفارة انه “لا السيد سويد او اي مواطن اميركي اخر عميلا للحكومة السورية”. واضاف البيان ان “الادعاء بان مواطن اميركي يعمل مع دمشق لترهيب المواطنين الاميركيين لا اساس له مطلقا وغير مقبول بتاتا”.

وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/مارس حركة احتجاجية لا سابق لها اسفر قمعها عن سقوط اكثر من 2900 قتيل بحسب الامم المتحدة فيما تتهم سوريا “عصابات ارهابية مسلحة” بزعزعة الامن والاستقرار في البلاد.

مقارنة بين التظاهرات في أميركا وسوريا

في هذه الاثناء، قارنت سفارة الولايات المتحدة في دمشق على صفحتها على شبكة فايسبوك للتواصل الاجتماعي بين التظاهرات التي تحتج على الرأسمالية في وول ستريت وتلك التي تجرى في الوقت الراهن في سوريا، لاظهار القمع الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الاسد.

ومع اعترافها بوجود استياء في الولايات المتحدة من الوضع الاقتصادي، اشارت السفارة بلسان احد “المعتدلين” الى ان الشرطة لم تطلق النار على المتظاهرين والى ان هؤلاء لم يتعرضوا للتعذيب، وهي اشارة لا تخفى على احد الى التعامل مع المتظاهرين في سوريا منذ بداية التظاهرات في منتصف اذار/مارس.

واكدت السفارة ان “بعض منظمي حركة +فلنحتل وول ستريت+ اعتقلوا بتهمة الاخلال بالنظام العام خصوصا لانهم اوقفوا حركة السير، لكنهم لم يتعرضوا للتعذيب، ولن تسلم اي عائلة جثة متظاهر تحمل اثار تعذيب”.

وتحصي الرسالة على الفيسبوك ثماني نقاط حول الاختلاف بين التظاهرات في الولايات المتحدة وتلك التي تجرى في سوريا وطريقة سيرها.

واوضحت السفارة انها تريد الرد على المعلومات التي تتناوب وسائل الاعلام السورية على نشرها حول تظاهرات حركة “فلنحتل وول ستريت”.

واضافت ان الانتخابات الرئاسية الاميركية في 2012 لن توضع تحت “اشراف اجهزة الاستخبارات الاميركية” وان الحكومة الاميركية “لن تقول ان ثمة موجة تآمر دولي من دون تقديم اي دليل محدد، لتشجيع حركة +فلنحتل وول ستريت+ والتظاهرات الاخرى”.

وقد اغضب السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد السلطات السورية لانه زار مرارا مدنا شملتها حركة الاحتجاج والتقى فيها متظاهرين. واتهمته بتأجيج العنف في البلاد.

موقف بغداد يحرج إدارة أوباما الساعية إلى كسب حلفاء في حملتها ضد الأسد

العراق ينسجم مع إيران ويساند نظام الرئيس السوري

لميس فرحات من بيروت

يبدو أن العراق يتجه إلى التنسيق مع القوى المناهضة للولايات المتحدة، حيث يرى بعض الخبراء الأميركيين أن موقف حكومة نوري المالكي في الفترة الأخيرة بات أقرب إلى موقف إيران حيال سوريا، وأن العراق قدم مفتاح الدعم المعنوي والمالي لنظام الأسد.

يرى خبراء استراتيجيون أميركيون أن العراق بات منسجماً مع إيران لجهة الموقف من سوريا، وأنه ويرسل المساعدات الضرورية لإنقاذ الأسد.

ونقلت صحيفة الـ “واشنطن بوست” أن العراق، ومنذ أكثر من ستة أشهر بعد بدء الانتفاضة السورية، يقدم مفتاح الدعم المعنوي والمالي للرئيس السوري الذي يحارب شعبه، مما يقوّض سياسة الولايات المتحدة، وسط مخاوف من أن يتجه العراق إلى مزيد من التنسيق مع القوى المناهضة للولايات المتحدة وتحديداً إيران.

الموقف العراقي حيال سوريا يشكّل حرجاً لإدارة أوباما، التي سعت إلى كسب حلفاء مسلمين وعرب في حملتها لعزل السوري بشار الأسد.

وفي حين أن عدداً من الدول العربية الأخرى قد حدّ من علاقاته مع الأسد، انتقل العراق إلى الإتجاه المعاكس، فاستضاف المسؤولين السوريين، ووقع اتفاقيات لتوسيع العلاقات التجارية وتقديم الدعم السياسي لدمشق.

وترى تلك الأصوات الأميركية أن موقف حكومة المالكي في الشهور الأخيرة بات أقرب إلى موقف إيران، فالحكومة العراقية دعمت حق الجمهورية الإسلامية في الحصول على التكنولوجيا النووية، وضغطت لإنهاء أي وجود عسكري أميركي، وهو ما كانت شددت عليه إيران بقوة.

تعتبر الأهداف السياسة أكثر أهمية لإيران من الحفاظ على نظام موال لطهران في سوريا، وهذه سياسة تتبعها إيران منذ فترة طويلة في الشرق الاوسط، حسبما يقول المراقبون.

ويعتبر ديفيد بولوك، مستشار سابق لسياسة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية في عهد إدارة جورج دبليو بوش، ان “إيران تحتاج مساعدة العراق في محاولة لإنقاذ حليفها في دمشق”.واعترف مسؤولون أميركيون بخيبة أملهم من العراق، بسبب انفتاحه وتعاونه مع الأسد. ويتوقع مسؤولون في المخابرات الأميركية ان تؤدي انتفاضة سوريا إلى إسقاط الأسد في نهاية المطاف، وعلى الأرجح بعد أن ترتفع تكلفة العقوبات على نخبة رجال الأعمال المؤيدين للأسد حالياً، وتجبرهم على الإنقلاب عليه. غير أن الجدول الزمني للتغيير لا يبدو واضحاً.

ورأى الخبير الاميركي في الشؤون السورية أندرو تابلر، ومؤلف كتاب “في عرين الأسد”، أن العراق هو بمثابة شريان الحياة للأسد.

ويقول خبراء آخرون إن دعم العراق لسوريا يؤكد على نفوذ إيران في رسم السياسة العراقية التي تحددها حكومة المالكي. فإيران راهنت على بقاء الأسد في سدة الحكم، ودعمته بالمليارات من الدولارات التي تضمن استمراره.

وقال بولوك، المستشار السابق في وزارة الخارجية، إن القادة العراقيين يخافون من إيران وتداعياتها بشأن سوريا، كما إنهم يطمعون إلى زيادة ثرواتهم من التجارة. وأضاف: “إيران دولة مهمة وقوية، كما إن العراق يعرف أن إيران تراقبهم عن كثب”.

على الرغم من ذلك، يعبّر مسؤولون أميركيون سراً عن خيبة أملهم بسبب رفض بغداد لاتخاذ موقف أكثر حزماً ضد الوحشية التي يمارسها النظام السوري، والتي يشاهدها الملايين من العراقيين يومياً باللغة العربية على شاشات التلفزيون.

ويتشارك العراق وسوريا، إلى جانب الروابط التاريخية والثقافية والتجارية، عمليات التهريب المزدهرة في المدن الحدودية للدولتين، والتي تحقق أرباحاً هائلة حتى في أوقات الحرب، حيث يقوم العشرات من تجار القطاع الخاص بالعبور بانتظام بين الحدود لتهريب أطنان من وقود الديزل وغيرها من السلع في شاحنات صغيرة.

واليوم يقوم المسؤولون في كلا البلدين بتضييق الخناق على السوق السوداء لمصلحة مشاريع قانونية ومشروعة. ففي أوائل آب/أغسطس نظم العراق جولة غير عادية لـ 100 من شخصيات الحكومة السورية المهمة وكبار رجال الأعمال، وأخذتهم في جولة بقيادة وزير التجارة في سوريا على المصانع والمصافي، ونالت الزيارة استحسان وترحيب العراقيين الحريصين على عقد صفقات مع جيرانهم في سوريا.

وأثمرت الزيارة التي استغرقت أسبوعاً الى وضع اتفاق جديد يهدف إلى تعزيز التجارة الثنائية، التي تبلغ حالياً نحو 2 مليار دولار سنوياً، وسوف تعزز وضع العراق كشريك سوريا التجاري الأكبر. وأعلن وزير الصناعة العراقي خيرالله بابكر عن الاتفاق، مشيراً إلى أهمية “تمكين القطاع الخاص في كلا البلدين”، من دون أي ذكر للعقوبات الاقتصادية أو الثورة والاحتجاجات في سوريا.

اختفاء أستاذة جامعية استقالت أمام طلابها وكتبت على اللوح: رواية العصابات المسلحة كاذبة

تجمعات وهيئات وناشطون يدعون الطلاب للتظاهر الأحد المقبل تحت عنوان «أحد انتفاضة الجامعات»

جريدة الشرق الاوسط

دخلت الدكتورة خولة حيدر حيدر، مدرسة مادة الرياضيات، إلى حصتها الدراسية في قاعة طلاب السنة الأولى – قسم الفيزياء، في جامعة دمشق، صباح الاثنين الفائت، ودونت بتأن على اللوح العبارة التالية: «إن رواية العصابات المسلحة في سوريا رواية كاذبة والجيش ورجال الأمن هم من يقوم بعمليات قتل المتظاهرين». وأعلنت أمام طلابها استقالتها من جامعة دمشق وكتبت اسمها وتوقيعها، فضجت القاعة كاملة بالتصفيق الحار لدقائق عدة.

لم يمر الموضوع مرور الكرام، كما روى أحد الطلاب، إذ سرعان ما «تقدم أحد الطلاب باتجاهها، وأبرز لها بطاقة أمنية محاولا اعتقالها، فما كان من الطلاب إلا أن أبعدوه عنها وقاموا بحمايتها وتهريبها خارج القاعة، من دون أن نعرف بعد ذلك مصير الدكتورة»، لافتا إلى أن «أعدادا كبيرة من رجال الأمن تجمعوا في حرم الجامعة وحولها».

وأكد ناشطون سوريون لـ«الشرق الأوسط» صحة ما ورد في شهادة الطالب المذكور، وأعربوا عن تخوفهم من اعتقال خولة من قبل أجهزة الأمن السورية والضغط عليها للظهور على شاشة التلفزيون السوري ونفي الخبر. ولفتوا إلى أن هذه الخطوة هي بداية انتفاضة الجامعات السورية (أساتذة وطلاب) ضد النظام السوري، والتي أعلنت في 27 سبتمبر (أيلول) تزامنا مع بداية العام الدراسي في سوريا.

ودعما لانتفاضة الشعب السوري التي اندلعت في 15 مارس (آذار) الماضي ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، كان ناشطون ومعارضون سوريون قد دعوا طلاب الجامعات السورية إلى «التظاهر بشكل يومي تأكيدا على رفضهم للدراسة في ظل النظام السوري وتأكيدا لاستمرار زخم الانتفاضة السورية». كما أنشأ ناشطون سوريون تجمع «انتفاضة الجامعات السورية» وهدفه «حشد الشباب والطلاب لتوسيع التظاهرات ضد النظام السوري»، ودعوا من خلاله طلاب الجامعات السورية إلى «تنظيم المظاهرات وجعلها يومية والالتحام مع باقي المظاهرات» في البلاد. وأعلن الناشطون عن «أحد انتفاضة الجامعات»، على أن تكون التظاهرات من داخل الجامعات أو من خارجها، على أن يحمل المتظاهرون اسم جامعاتهم.

وأعلنت «الهيئة العامة للثورة السورية» عن دعمها لانتفاضة الجامعات والمعاهد السورية، ورأت أن «ثورة يصنعها ويرسم مسارها الشباب» هي «ثورة لن يوقفها ظلم أو استبداد»، ودعت «قطاع الجامعات والمعاهد للانخراط بالثورة لأن لا علم من دون حرية». ووجهت الهيئة نداءً للطلاب في جميع الجامعات والمعاهد السورية للتظاهر يوم الأحد المقبل، قالت فيه: «نؤيد دعوتكم إلى انتفاضة عز وكرامة تهزون بها عرش الطاغية المستبد، وتضخون الأمل في شرايين الثورة وتضمّدون بها جراح أهلكم في كل أنحاء سوريا». وتابعت: «جاء دوركم الآن أيها الأحرار، اثبتوا للعالم أجمع أن نور العلم لا يمكن له أن ينتشر في عهد الاستبداد، وأنه لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس».

كما أعلن مجموعة من الشباب تشكيل اتحاد طلبة سوريا الأحرار، الذي من المفترض أن يضم طلاب الجامعات المعارضين لنظام الأسد والرافضين لبقائه. وأكد الاتحاد في بيانه التأسيسي أنه «منذ اندلاع الثورة الشعبية السلمية في سوريا في 15 مارس (آذار)، والطلبة من أوائل المشاركين في المظاهرات المطالبة بالحرية والكرامة، في مواجهة القمع والاستبداد وانتشار الفساد وهيمنة الحزب الواحد، وتحكمه بكافة مفاصل الدولة الذي يمارسه النظام السوري منذ عقود». ولفت البيان إلى أنه «نتيجة لاستمرار النظام الفاقد شرعيته في ممارسة القتل والتهجير والاعتقال الذي بلغ عدد ضحاياه عشرات الآلاف، ولأننا لم نكن بمنأى عن الحركة الوطنية عبر تاريخنا الحديث، وقد أثبتنا للعالم أجمع أن الطلاب هم في قلب الثورة ووقودها الذي لا ينضب، فقد آن الأوان أن تصل الثورة إلى أسوار كافة جامعاتنا».

وأعربت هذه المجموعة عن قناعتها بأنه «من الضروري وجود إطار تنظيمي يضم كافة الطلاب الثائرين، ومن هنا قمنا بتأسيس (اتحاد طلبة سوريا الأحرار) ليكون محطة ديمقراطية وسياسية ونقابية في حياة الحركة الطلابية السورية الحرة». ومن بين الأهداف التي يعمل الاتحاد على تحقيقها، «توحيد طاقات طلبة سوريا الأحرار في كافة الجامعات السورية، والعمل على تنظيم التظاهرات والإضرابات العامة في داخل الجامعات والمدارس وخارجها بشكل حضاري وإنساني والالتزام بمبادئ السلمية، والعمل مع قوى الثورة الأخرى على إسقاط النظام الفاقد شرعيته في ظل الحفاظ على الوحدة الوطنية، فضلا عن السعي لإقامة دولة مدنية ذات نظام ديمقراطي تعددي يكفل الحرية والعدل والمساواة لجميع المواطنين».

وكانت الجامعات السورية قد شهدت حراكا احتجاجيا واسعا في بداية الانتفاضة السورية، خصوصا في جامعتي حلب وحمص، إلا أن شراسة القبضة الأمنية وانتهاء العام الدراسي في ذلك الوقت خففا من وهج هذه الاحتجاجات، غير أن ناشطين معارضين لنظام الأسد يؤكدون أن الجامعات السورية تستعيد زخمها ومشاركتها في التظاهرات المنددة بالنظام السوري، وأن استقالة الدكتورة خولة حيدر من جامعة دمشق هي أولى البوادر، حسب الناشطين.

مصادر فرنسية لـ «الشرق الأوسط»: ليس مستبعدا أن نكون أول من يعترف بالمجلس الوطني.. عندما ينضج

فرنسا تعتبر اغتيال تمو علامة «ضعف وعصبية» للنظام الذي يمكن أن يكون قد ارتكب بذلك «غلطة سياسية من الوزن الكبير»

جريدة الشرق الاوسط

باريس: ميشال أبو نجم

يدور حاليا نقاش داخل الدوائر الفرنسية حول ما يتعين القيام به لمساعدة المعارضة السورية التي تطالب بإسقاط نظام تعتبره باريس «فاقدا للشرعية» وسبق لها أن دعت إلى رحيله في رسالة ثلاثية وقعها الرئيسان ساركوزي وأوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.

وكشفت مصادر فرنسية رسمية لـ«الشرق الأوسط» أن المعارضة، وتحديدا المجلس الوطني السوري، أبلغ المسؤولين الفرنسيين أنه «لا يطلب في الوقت الحاضر الاعتراف به»، وأنه «ليس جاهزا بعد لمثل هذه الخطوة»، إذ إنه بصدد تنظيم صفوفه ومحاولة ضم معارضين وتيارات إضافية إليه، الأمر الذي يستجيب لرغبة السلطات الفرنسية. وتعتبر باريس أن المجلس الوطني السوري يشكل حتى الآن «أفضل إطار» يمكنه أن يجمع صفوف المعارضة، علما أن باريس «منفتحة» على كل تياراتها بمن فيها تلك التي ما زالت تمانع حتى الآن قبول الانضمام إلى المجلس.

وترى المصادر المشار إليها أن «كل الخيارات مفتوحة» فرنسيا. غير أنها في المقابل تؤكد أن «لا قرار حتى الآن» بالإقدام على مثل هذه الخطوة، بل المطلوب إعطاء الوقت الكافي للمجلس الوطني كي يستكمل اتصالاته ويبلور برنامجه السياسي ويحدد خياراته التي ما زالت حتى الآن «متأرجحة» بصدد العديد من المواضيع مثل كيفية توفير الحماية للمدنيين من غير أن يعني ذلك تدخلا خارجيا وكيفية التوفيق بين شطري المعارضة في الداخل والخارج… وبانتظار «نضوج» المعارضة، فإن المصادر الفرنسية تؤكد أنها «جاهزة» لمساعدتها، ومن ضمن ما تسعى إليه محاولة التوفيق بين تياراتها. وكان لافتا أن باريس تستقبل تباعا وأحيانا في الوقت عينه الكثير من المعارضين من الداخل والخارج. وفي اليومين الأخيرين يوجد وفدان من المعارضة السورية أحدهما يقوده ميشال كيلو والآخر من معارضة الخارج ومن ضمنه المحامي هيثم المالح ومنذر ماخوس وعبد الرزاق عيد وآخرون. ولا تستبعد باريس أن تكون أول من سيعترف بالمجلس الوطني، علما أنها تفضل أن تكون الخطوة جماعية أوروبيا وأميركيا وعربيا ليكون تأثيرها أقوى. وفي حال أقدمت عليها، فسيعني ذلك سحب السفراء وإغلاق السفارات وقطع العلاقات القائمة والتحول إلى المجلس الوطني. لكنها الآن لا تريد «حرق المراحل» بانتظار أن يكون المجلس المكون قد انتهى من ترتيب أوضاعه.

وتمر باريس حاليا في مرحلة «مراقبة» ما تقوم به المعارضة والمجلس الوطني، في الوقت الذي تستمر فيه بتقييم ما وصل إليه الوضع في سوريا. واللافت أنها ترى في اغتيال مشعل تامو، الناشط الكردي، عضو المجلس الوطني السوري، علامة «ضعف وعصبية» للنظام الذي يمكن أن يكون قد ارتكب بذلك «غلطة سياسية من الوزن الكبير». وعلى الرغم من استمرار النظام، وفق الرؤية الفرنسية، بالإمساك بالأجهزة الأمنية ومحدودية الانشقاقات العسكرية، فإن فرنسا ترى أن النظام «لن يستطيع مجددا الإمساك بالأمور وكأن شيئا لم يكن، بل إنه إلى أفول وفي النهاية سيسقط». وتتوقف المصادر الفرنسية عند الصعوبات الاقتصادية التي بدأت تظهر والناتجة عن العقوبات المالية والاقتصادية التي أقرتها الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وبلدان أخرى مثل كندا وأستراليا وسويسرا.. لتؤكد أن باريس مستمرة في دفع الاتحاد الأوروبي إلى المزيد من العقوبات. وتراهن فرنسا على الانشقاقات التي بدأت تظهر داخل البورجوازية التجارية والتي من شأنها إضعاف نظام الرئيس الأسد وإبعاد من كانوا يرون فيه ضمانة لمصالحهم. غير أنه تحول الآن إلى مصدر «إزعاج» لهم. أما على الصعيد الدولي، فإن المصادر الفرنسية تتوقف عند العزلة المتزايدة للنظام على الرغم من فشل الغربيين في تمرير مشروع قرار يدين عنف السلطة ويلوح بمحاسبتها وباتخاذ التدابير «المناسبة». وهي تتوكأ في ذلك على الانتقادات العنيفة الصادرة عن موسكو وبكين وهما اللتان استخدمتا حق النقض في مجلس الأمن ضد مشروع القرار الغربي.

صحيفة الـ«غارديان»: عائلة الأسد فقدت الارتباط بالواقع وتعاني جنون الارتياب والشك

قالت نقلا عن مقربين سابقين إن الوالدة أنيسة هي «رأس مجلس العائلة»

جريدة الشرق الاوسط

لندن: «الشرق الأوسط»

ذكرت صحيفة الـ«غارديان» البريطانية، في تحقيق حول عائلة الأسد الحاكمة في سوريا، أن العائلة تتماسك لمواجهة المعارضة الشعبية التي تهدد إمساكهم بالسلطة منذ عام 1970، تاريخ وصول حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي بشار الأسد، إلى الحكم في انقلاب عسكري.

ويذكر التقرير أن أحاديث مع مقربين سابقين ومسؤولين بالسفارة وكتاب سير ووثائق دبلوماسية، من بينها برقيات نشرها موقع «ويكيليكس»، ترسم صورة لعائلة كانت متواضعة فيما مضى وأصبحت تحكم سوريا بوحشية ومزيج من الغطرسة وأفسدتها السلطة وجنون الارتياب. وتقول إن الرئيس الحالي للبلاد، وشقيقه الأصغر ماهر، قائد الفرقة الرابعة الوحشية، وشقيقتهما الأكبر الصعبة بشرى، يجتمعون في منزل والدتهم (الأم الحديدية) أنيسة مخلوف الأسد، لبحث تطورات الأوضاع في البلاد.

ويقول التقرير: «لم تظهر إلا تقارير هامسة عن كيفية قيام العائلة المالكة داخل سوريا بالتنسيق في رد فعلهم على موجة من الانتفاضات الشعبية داخل سوريا يقال إنها خلفت قرابة 3000 قتيل. وبالطبع منع معظم الصحافيين من دخول سوريا منذ بدء الاحتجاجات، ولكن الإشاعات الكثيرة عن اجتماعات هذه العائلة تنسجم مع الصورة القائمة عن عصبة متعطشة للسلطة تحكم سرا وتسيطر عليها الأم الحديدية».

وتنقل الصحيفة عن شخص تقول إنه سمح له في السابق بأن يطلع على الأروقة الداخلية لنظام الأسد، قوله إن عائلة الأسد هي «مافيا، فهذه العائلة تحكم كعائلة». ويضيف: «لا يعرف أحد على وجه التحديد ما يدور في الأروقة الداخلية، ولكنهم يوحدون صفوفهم شيئا فشيئا».

ويقول محلل مقيم في دمشق، طلب عدم ذكر اسمه كما الحال مع معظم المراقبين الذين يعلقون هذه الأيام على نظام الأسد، للـ«غارديان»: «كان حافظ عنيفا وداهية، وتولى السلطة بالسعي وراءها. وفي المقابل فإن بشار قد ورث السلطة». «يمكننا التعرف على الكثير عن العائلة من ذلك – اليوم نسوا من أين أتوا».

وتنقل الصحيفة عن ديفيد ليش، أكاديمي أميركي وكتب سيرة ذاتية رسمية عن بشار: «بشار تغير مع الوقت من شخص ذي نيات حسنة إلى أحد يؤمن بالبروباغندا ومديح المتملقين حوله». ويشكك تقرير الصحيفة بالصفات القيادية لدى الرئيس السوري، وينقل عن ضيف حضر عددا من لقاءات عشاء معه، قوله: «لا يتمتع بالكاريزما، لا تشعر بالحاجة الملحة لكي تقترب منه من فوق الطاولة لسماع ما يقول». ويصف أحد التقارير الدبلوماسية الأميركية الذي نشره موقع «ويكيليكس»، ويعود لعام 2009، الرئيس السوري بأنه «فارغ ولا يتمتع بدهاء والده».

ويتحدث التقرير أيضا عن زوجة الأسد، أسماء التي ولدت وتربت وتعلمت في لندن، لعائلة غير متدينة. ويصفها التقرير بأنها «لغز»، وأنها كانت حتى ترتاد الكنيسة البروتستانتية في إنجلترا. ويذكر أن أسماء كانت تدعو نفسها «إيما» في المدرسة البريطانية الخاصة، وأن أحدا لم يكن يدري أنها سورية، بل كان الجميع يظن أنها إنجليزية. وينقل عن إحدى زميلاتها في المدرسة قولها: «لا أذكر أن أحدا كان يدعوها أسماء. أنا متأكدة أن اسمها كان إيما. لم تبرز على أنها مسلمة أبدا، ليست مثل الفتيات الأخريات اللواتي كن يرتدين ملابس أكثر تقليدية. لم يكن أحد يظن أنها أي شيء إلا إنجليزية».

ويسأل التقرير كيف يمكن لامرأة تربت في أجواء ليبرالية غربية، أن تسامح كل هذه الوحشية؟ وينقل عن شخص مطلع قوله: «البعض يقول إنها مستاءة وتعزل نفسها، وآخرون يقولون إنها عرفت أنها تزوجت من ديكتاتور وأنه سيئ مثل الباقين». ويتحدث التقرير عن شخصيتها الودودة ولكنه يضيف أنها لم تكن تقبل أبدا ملاحظات من الأساتذة، وأنها خرجت من الصف عدة مرات بسبب ملاحظات وجهت لها. ويقول أيمن عبد النور، صديقها من أيام المدرسة ومستشار سابق للرئيس، يعيش اليوم في المنفى: «هي زوجته.. ولكنها في النهاية ينظر إليها على أنها دخيلة ويتم إبعادها عن القرارات الأساسية».

ويقول عبد النور إن الوالدة أنيسة هي رأس العائلة ويصفها بأنها «رأس مجلس العائلة». ويقول ليش: «كلهم يتناولون طعام العشاء كل ليل جمعة معا – على الأقل لغاية قبل بدء الانتفاضة – كان لدي انطباع بأن علاقاتهم ببعض جيدة». ولكن التقرير يضيف نقلا عن مراقبين أن العائلة باتت منغلقة على نفسها أكثر، وفقدت الارتباط بالواقع وتعاني من جنون الارتياب والشك.

نائب لبناني: السفارة السورية متورطة في خطف معارضين

السلطات الأردنية تعتقل معارضا سوريا لإدلائه بتصريحات صحافية

جريدة الشرق الاوسط

بيروت – لندن: «الشرق الأوسط» عمان: محمد الدعمه

أكد النائب اللبناني سامي الجميل أمس وجود «معلومات خطيرة جدا» لدى قوى الأمن حول تورط السفارة السورية في بيروت في خطف معارضين سوريين في لبنان، مطالبا بتحرك سريع للقضاء في هذا الموضوع. وقال الجميل لوكالة الصحافة الفرنسية أمس، إن المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي «قدم معلومات خطيرة جدا فيما يتعلق بخطف (السياسي السوري السابق) شبلي العيسمي» و3 سوريين آخرين ينتمون إلى عائلة واحدة، وقد خطف الأربعة من لبنان خلال الأشهر الفائتة، وذلك خلال اجتماع الاثنين الماضي للجنة حقوق الإنسان النيابية، والجميل عضو فيها.

واختفى العيسمي البالغ من العمر 86 عاما من بلدة عاليه شرق بيروت في شهر مايو (أيار). كما اختفى 3 أشقاء سوريين من آل جاسم من بعبدا شرق بيروت في شهر مارس (آذار) ولم يعرف عنهم شيء منذ ذلك الحين. وأوضحت رجاء العيسمي، ابنة شبلي العيسمي، التي حضرت اجتماع اللجنة النيابية «أن نتائج التحقيقات التي أعلنها اللواء ريفي أشارت صراحة إلى دور السفارة السورية في بيروت» في عملية الخطف. وأضافت لوكالة الصحافة الفرنسية أنها لا تعرف سبب وجوده في سوريا، مؤكدة أنه أوقف نشاطه السياسي المعارض للنظام السوري منذ عام 1992.

والعيسمي درزي وهو أحد مؤسسي حزب البعث العربي الاشتراكي، وقد تولى مناصب رفيعة في سوريا قبل أن يغادرها في عام 1966 بعد خلاف مع النظام. ثم تنقل بين العراق ومصر والولايات المتحدة، قبل أن يستقر في لبنان. ودعا الجميل، وهو نائب من حزب الكتائب المسيحي المعارض، إلى إحالة القضية إلى القضاء اللبناني. وقال: «طلبت أن يحضر اجتماع لجنة حقوق الإنسان المرة القادمة مدعي عام التمييز (القاضي سعيد ميرزا)، فالمعلومات التي قدمها اللواء ريفي يجب أن تؤدي إلى توقيف أشخاص والتحقيق معهم». وفي مارس طالبت منظمة «هيومان رايتس ووتش» السلطات اللبنانية بفتح تحقيق في اختفاء 3 أشقاء سوريين من آل جاسم على أراضيها، كان أحدهم قيد التحقيق في مسألة توزيع مناشير تدعو إلى التغيير الديمقراطي في سوريا.

من جهة أخرى، أكدت مصادر مطلعة في الأردن لـ«الشرق الأوسط» أن الأجهزة الأمنية الأردنية اعتقلت عبد السلام الشقيري (37 سنة) أحد المعارضين السوريين ممن يقيمون في الأردن. وأضافت المصادر أنه تم اعتقال الشقيري على خلفية تصريحات أدلى بها مؤخرا بعد أن طلبت السلطات الأردنية منه الالتزام بعدم الإدلاء بأي تصريحات سياسية ضد سوريا من الأردن.

وأشارت المصادر إلى أن «الشقيري، ذا الاتجاه الإسلامي، قد فر من درعا أثناء إحدى حملات المداهمة التي تقوم بها القوات السورية لمدينة درعا والمدن السورية الأخرى». وأكدت المصادر أن الشقيري موجود لدى الأجهزة الأمنية منذ 7 أيام ولم يعرف إذا ما تم توجيه تهمة بحقه أو أنه موقوف إداريا على ذمة التحقيق، والذي قد يصل إلى 3 أشهر، خاصة أن القانون يجيز التوقيف الإداري لهذه المدة. من جانبه، قال الناطق الإعلامي باسم الهيئة الأردنية لنصرة الشعب السوري الدكتور موسى برهومة إنه ليس لديه أي معلومات حول الاعتقال، مشيرا إلى أن بعض اللاجئين السوريين أبلغوه أنه تم التنبيه على المعارضين السوريين بالحد من التصريحات الصحافية وإقامة الندوات لحشد الجماهير. وبحسب تقارير رسمية فإن أكثر من ألف لاجئ سوري فروا من بلادهم على خلفية الأحداث الدامية تقدموا للمفوضية السامية للاجئين للحصول على المساعدات الإنسانية وهم يسكنون مدينتي الرمثا والمفرق الحدوديتين مع سوريا إلا أن تقارير إعلامية تشير إلى أن العدد قد يصل إلى ألفي لاجئ.

اتهام أميركي من أصول سورية بالتجسس في واشنطن

جريدة الشرق الاوسط

وجهت السلطات الأميركية تهما لأميركي من أصول سورية يدعى محمد أنس هيثم سويد، وعمره 47 عاما، بالتجسس، أمس. وأفادت وزارة العدل الأميركية بأن سويد متهم بالتورط «في مؤامرة لجمع التسجيلات الصوتية والمرئية وغيرها من معلومات حول أشخاص في الولايات المتحدة وسوريا يتظاهرون ضد الحكومة السورية». وأضافت لائحة الاتهام أن سويد عمل على «تزويد وكالات الاستخبارات السورية بالمعلومات من أجل إسكات وتخويف المتظاهرين بالإضافة إلى إيذائهم». ويأتي هذا الاتهام الرسمي بعد اتهامات عدة ضد السفارة السورية في واشنطن بأنها تحاول تهديد المتظاهرين والمعارضين في واشنطن.

وقالت مساعدة المدعي العام الأميركي ليسا مانوكو: «سويد مولود في سوريا وحاصل على الجنسية الأميركية ويسكن في ولاية فيرجينيا. ووجهت الاتهامات له الأسبوع الماضي، وفي حال ثبتت الإدانة ضده سيواجه السجن 15 عاما». واعتبرت مانوكو أن «توجيه الاتهام يثبت أن التجمع والتظاهر حق تعتز به الولايات المتحدة وتدافع عنه».

من جهتها، نفت السفارة السورية في واشنطن، جملة وتفصيلا، الادعاءات بأن سوريا جندت سويد أو دفعت له أي أموال. وتحدت السلطات الأميركية بإظهار أي دليل على أنه حصل على تمويل سوري. وقال بيان من السفارة السورية، أمس، بأنه «لا السيد سويد أو أي مواطن أميركي آخر عميل للحكومة السورية». وأضاف البيان أن «الادعاء بأن مواطنا أميركيا يعمل مع الحكومة السورية لتخويف مواطنين أميركيين، لا أساس له وغير مقبول كلية».

ميشال كيلو يحض المعارضة على تجنب الانقسامات

رئيس “المجلس الوطني السوري” مستعد لزيارة موسكو في حال تلقيه دعوة

أعلن رئيس “المجلس الوطني السوري” برهان غليون استعداده لزيارة روسيا في حال تلقي “المجلس” دعوة من الأخيرة، وقال انه من غير الممكن الحوار مع النظام السوري لا في موسكو ولا في أي مكان من دون سحب الجيش ووقف عمليات القتل، واعرب عن انفتاح “المجلس” على كل أطراف المعارضة. فيما دعا ميشال كيلو، وهو نشط بارز مقيم في سوريا، المعارضة السورية على تجنب الانقسامات التي تصب في مصلحة الرئيس بشار الأسد خاصة بين نشطين من داخل البلاد وخارجها.

وقال غليون بمقابلة أجرتها معه وكالة أنباء “نوفوستي” الروسية إن “المجلس الوطني السوري” لم يتلق دعوة لزيارة موسكو، مشيرا إلى أن “هناك حديثا يجري.. لكن لم يتم الإتصال بي بعد، ونحن مستعدون لتلبية دعوة في حال وصلتنا”، مؤكدا حرص المجلس على إقامة علاقات بروسيا “البلد المهم بالنسبة لسوريا”.

وكانت الخارجية الروسية أعلنت في 5 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري أن موسكو ستستقبل هذا الشهر وفداً يمثل المعارضة الداخلية التي مقرها دمشق، وآخر من ممثلي المعارضة التي اعلنت في تركيا عن تشكيل مجلس وطني.

وحول الدعوة التي أطلقها نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف والتي اشتملت على فكرة احتضان موسكو لحوار بين السلطة والمعارضة، قال غليون إن “الحوار مع النظام ليس ممكنا لا في موسكو ولا في أي مكان من دون تحقيق الشروط الأساسية اللازمة له وعلى رأسها سحب الجيش ووقف عمليات القتل والتنكيل والإعتقالات وفتح تحقيق جدي”، معتبرا أن “لا حوار مع دبابة”. لكنه لفت إلى أهمية أن يقدم الجانب الروسي على مبادرة تهدف إلى توفير أجواء صالحة لاحتواء الموقف، وأضاف “إذا كانت موسكو جادة فعليها أن تقنع دمشق بأن ما تقوم به لا يمهد لحوار وكل دبابة وكل رصاصة تطلق وكل قطرة دم تسيل تدمر أي فرص للحوار”.

وتطرق المعارض السوري إلى الجدل الدائر حول أطراف المعارضة وتركيبتها، مشيرا إلى “المعارضة بالمعنى الصحيح للكلمة تضم “المجلس الوطني” المكون من أطراف عدة أهمها إعلان دمشق والإخوان وغيرهم، وهيئة التنسيق (الوطنية في سوريا)”. وأضاف أن الأطراف الأخرى يمكن أن “تكون جزءا من المعارضة”، مؤكدا انفتاح “المجلس الوطني” على كل الأطراف، و”المجلس” إطار لإنضاج كل المعارضة وليس مغلقا على أحد وليس لديه رأي مسبق وقد دعونا الجميع ومستعدون للتنسيق مع الجميع”.

ودعا غليون كل أطراف المعارضة الفاعلة من أجل الإنضمام إلى “المجلس الوطني”، مؤكدا أن الأخير لا يريد أن يقصي أحدا، وقال “أستغرب الأصوات التي بدأت تشوش على الرأي العام في سوريا وتنتقد من دون أي معنى أو تطلق اتهامات جزافا”، مؤكدا أن “المجلس الوطني” سوف “يعمل المستحيل من أجل أن تنضم إليه كل عناصر ومكونات المعارضة السورية”.

وأعرب عن أمله بحصول “المجلس” على “اعتراف قريب من جانب بلدان عربية وليس فقط من الغرب”، مشيرا إلى أمله بالحصول كذلك على اعتراف جامعة الدول العربية بـ”المجلس”.

وقال المعارض السوري إن “النظام لم يعد يصلح للتعامل معه كممثل للشعب السوري.. هذا نظام يقتل الشعب السوري”.

وتحدث غليون عن برامج المعارضة وقال إن “للمجلس الوطني السوري” خططه المستمدة من وثائق مهمة ومعروفة “بينها وثائق الهيئة العامة (للثورة السورية)، وقوى الشباب لديهم خططهم وبرامجهم ولدينا وثيقة مهمة جدا صدرت عن “إعلان دمشق”، وهذه كلها مراجع أساسية لقوى المعارضة التي يتشكل منها “المجلس” ويمكن إعادة صياغتها على شكل برنامج متكامل لكنها لن تخرج بالمجمل عن الخط العام المرسوم في الوثائق المذكورة”.

وكانت موسكو استقبلت أمس وفداً من المعارضة الداخلية السورية ترأسه رئيس “اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين” قدري جميل الذي تحدث عن علاقة المعارضة الداخلية بتلك الموجودة في الخارج، وقال “هناك مجموعتين للمعارضة السورية.. نحن نمثل المعارضة الداخلية الوطنية، لكن هناك معارضة خارجية غير وطنية في اسطنبول طالبت فقط بالتدخل الغربي”.

الى ذلك، اعلن ميشال كيلو، وهو نشط بارز مقيم في سوريا، ان على المعارضة السورية تجنب الانقسامات التي تصب في مصلحة الرئيس بشار الأسد خاصة بين نشطين من داخل البلاد وخارجها.

وخلال زيارة لباريس، قال كيلو وهو كاتب أمضى ست سنوات مسجونا لمعارضته القيادة السورية ان جماعته وهي اللجنة الوطنية للتغيير الديموقراطي لا تريد تدخلا أجنبيا مشابها لما يحدث في ليبيا.

وقال للصحافيين اول من امس، إن الأمم المتحدة يجب أن تتبنى قرارا يسمح للمراقبين بمتابعة أحوال المدنيين وحمايتهم.

أضاف كيلو “النظام يراهن على الخلافات بين من هم في الداخل والخارج ونحن نحاول ألا نعمل لمصلحة هذا الغرض.”

وقال كيلو إنه في حين أنه مستعد لمقابلة غليون في باريس فليس “منطقيا” أن يكون التوجيه من الخارج بينما كان الملايين يحتجون في الشوارع داخل سوريا.

وقال كيلو “برهان غليون صديقي.. أنا هنا.. هو هنا.. وسوف نتحدث فعلا.” ومضى يقول “ليس هناك خلاف كبير بيننا وبين المعارضة في الخارج. نحن شعب واحد لكن بصوتين.”

وقال كيلو الذي تضم حركته قوميين وأكرادا واشتراكيين وماركسيين وكذلك مستقلين إنه لا يؤيد التدخل العسكري الاجنبي في سوريا لأن هذا سيثير تساؤلات حول استقلال البلاد.

وتابع “هذه ليست ليبيا… لدينا علاقات حساسة للغاية مع تركيا وإيران واسرائيل وكذلك هناك أقليات مثل الأكراد والعلويين والمسيحيين.. لذلك علينا التعامل مع الوضع بحرص.”

(رويترز، يو بي اي)

عقوبات أوروبية على مصرف سوري ومواجهات و قتلى في حمص وريف أدلب

بروكسل – اعلنت مصادر دبلوماسية ان الاتحاد الاوروبي فرض الخميس عقوبات على مصرف تجاري سوري بسبب انتهاكات حقوق الانسان وقمع حركات المعارضة في هذا البلد.

وقال الاتحاد في بيان “نظرا لاستمرار القمع وانتهاكات حقوق الانسان من قبل النظام السوري ضد شعبه، عزز الاتحاد الاوروبي اجراءاته التقييدية ضد سوريا”.

واضاف ان الاتحاد الاوروبي “جمد اصول هيئة جديدة تدعم ماليا نظام” بشار الاسد، بدون ان يضيف اي تفاصيل.

وقالت مصادر دبلوماسية ان هذه الهيئة الجديدة هي المصرف التجاري السوري الذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات في آب/اغسطس لاشتباهها بتمويله انتاج صواريخ سورية واسلحة غير تقليدية.

وسيعلن اسم الهيئة رسميا في الجريدة الرسمية للاتحاد الاوروبي الجمعة.

وبذلك يرتفع الى 19 عدد الهيئات السورية التي تخضع لعقوبات.

ميدانيا ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان خمسة مدنيين قتلوا الخميس في بنش حيث يقوم الجيش السوري بعملية في المدينة الواقعة في محافظة ادلبشمال غرب سوريا .

وقالت المنظمة الحقوقية التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها، ان “قوات من الجيش السوري مدعمة بدبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت مدينة بنش صباح اليوم” الخميس.

واضافت ان “اشتباكات جرت مع مسلحين يعتقد انهم منشقون (…) وسمعت اصوات قصف الرشاشات الثقيلة بشكل كثيف في انحاء المدينة”.

واوضحت المنظمة ان “خمسة شهداء” سقطوا في “مدينة بنش خلال العمليات العسكرية المستمرة”، مشيرة الى “معلومات عن هدم جزئي لبعض المنازل”.

من جهة اخرى، قال المرصد ان “قوات عسكرية وامنية سورية اقتحمت حي القصور في حمص (وسط) فجر اليوم الخميس ترافقها ناقلات جند مدرعة”.

واضاف ان “الحواجز انتشرت في شوارع الحي بالتزامن مع حملة مداهمات واعتقالات للمنازل بحثا عن مطلوبين للاجهزة الامنية”، مؤكدا ان “الحملة اسفرت عن اعتقال 19 شخصا حتى الآن”.

وكان مئات الآلاف من السوريين تجمعوا امس الاربعاء في وسط دمشق تعبيرا عن تأييدهم للرئيس السوري بشار الاسد الذي يواجه نظامه حركة احتجاجية منذ سبعة اشهر.

وردا على هذه المسيرة، تظاهر آلاف السوريين في الشوارع للدعوة الى اسقاط النظام في ادلب وحمص ودرعا (جنوب) ودير الزور (شرق) واللاذقية (غرب) وقرب دمشق، كما ذكر ناشطون حقوقيون

الخميس 13 أكتوبر 2011

مقارنة للسفارة الأميركية في دمشق بين تظاهرات بلادها والتظاهرات التي تجري في سوريا

قارنت سفارة الولايات المتحدة في دمشق على صفحتها على شبكة “فيسبوك” للتواصل الإجتماعي بين التظاهرات التي تحتج على الرأسمالية في “وول ستريت” وتلك التي تجرى في الوقت الراهن بسوريا، لإظهار القمع الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الأسد.

ومع إعترافها بوجود استياء في الولايات المتحدة من الوضع الاقتصادي، أشارت السفارة بلسان أحد “المعتدلين” إلى أنَّ “الشرطة لم تطلق النار على المتظاهرين وإلى أنَّ هؤلاء لم يتعرضوا للتعذيب”، مؤكدةً أنَّ “بعض منظمي حركة “فلنحتل وول ستريت” اعتقلوا بتهمة الاخلال بالنظام العام، خصوصاً لأنَّهم أوقفوا حركة السير، لكنهم لم يتعرضوا للتعذيب، ولن تسلم أي عائلة جثة متظاهر تحمل أثار تعذيب”. وأوضحت أنَّها تريد الرد على المعلومات التي تتناوب وسائل الإعلام السورية على نشرها حول تظاهرات حركة “فلنحتل وول ستريت”.

وأضافت السفارة أنَّ “الإنتخابات الرئاسية الأميركية في العام 2012، لن توضع تحت إشراف أجهزة الإستخبارات الأميركية، وأنَّ الحكومة الأميركية لن تقول إنَّ ثمة موجة تآمر دولي من دون تقديم أي دليل محدد، لتشجيع حركة “فلنحتل وول ستريت” والتظاهرات الأخرى”.

(أ.ف.ب)

معارض سوري: القطاع المالي في لبنان يواكب القطاع المالي في النظام السوري

اعتبر أمين سر “المؤتمر السوري للتغيير” محمد كركوتي في حديث لمحطة “العربية”، أن “حظر استيراد النفط السوري من قبل الاتحاد الاوروبي خطوة مهمة” للتضيق على النظام السوري، وأضاف: “أما العقوبات المفروضة اليوم على المصرف التجاري السوري يأتي في إطار ما لا يؤذي الشعب السوري لأن الخزينة في سوريا هي للنظام لا للشعب”.

وأشار كركوتي الى أن “تصريح حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حول العقوبات السورية على بعض الشخصيات السورية وقوله إنه سيتعامل وفق مصلحة لبنان، هو أمر غير مفاجئ”، وتابع كركوتي: “هناك الكثير من الملاحظات خصوصاً نفي سلامة لدخول مبلغ 20 مليار دولار في الأشهر الأولى للثورة السورية من سوريا إلى لبنان”، مؤكداً أن “هذه الاموال وإن لم تدخل دفعة واحدة الى المصارف اللبنانية، لكنها دخلت الى لبنان”.

وقال كركوتي: “إن القطاع المصرفي في لبنان ليس شفافاً ولا نزيهاً ولا يمكن أن يكون محايداً، وهذا أمر تاريخي منذ عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد، ثم في عهد ابنه بشار الأسد، كما أن مواقف الحكومة اللبنانية الموالية بالكامل للنظام السوري تماماً تؤشّر الى ان القطاع المالي في لبنان يواكب النظام المالي في النظام السوري”.

قتلى بإدلب ودرعا وتواصل حملة حمص

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 14 شخصا قتلوا اليوم في بلدتي بنش بمحافظة إدلب شمال غرب البلاد والحارة بمحافظة درعا جنوبا معظمهم خلال اشتباكات بين الجيش ومسلحين يعتقد أنهم منشقون عنه. بينما يواصل الجيش عملياته التي بدأها قبل أيام في مدينة حمص (وسط) مع استمرار عمليات الدهم والاعتقالات في أحياء المدينة التي قطع عنها الماء والكهرباء.

وأوضح المرصد الحقوقي –ومقره لندن- أن ستة جنود من الجيش واثنين من المنشقين عنه إضافة لمدني واحد قتلوا في بلدة الحارة بمحافظة درعا.

كما لقي خمسة أشخاص مصرعهم في بنش بإدلب عندما اقتحم الجيش البلدة صباح اليوم واشتباك مع من يعتقد أنهم عناصر منشقة عن الجيش، حيث بث ناشطون على الإنترنت صورا قالوا إنها لجنود سوريين يعتلون مدرعاتهم في أحد شوارع بنش. كما سبق وأفاد ناشطون معارضون أن خمسة انفجارات هزت بنش بعد اقتحام قوات الجيش البلدة بالتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي.

وأشار المرصد إلى اشتباكات جرت مع مسلحين يعتقد انهم منشقون وسط سماع أصوات قصف الرشاشات الثقيلة بشكل كثيف في أنحاء بنش، ومعلومات عن هدم جزئي لمنازل خلال العملية العسكرية المستمرة في البلدة.

وكانت الهيئة العامة للثورة السورية أشارت الليلة الماضية إلى أن إطلاقا للنار تحول إلى قصف عنيف بالدبابات في بلدة الحارة بدرعا بعد انشقاق مجموعة من العسكريين، بينهم ملازم، مع عتادهم المكون من دبابتين.

ونفس السياق أفاد ناشطون معارضون أن العميد عبد المجيد المصري قتل اليوم في حماة بعد محاولته -على ما يبدو- القيام بحركة انشقاق.

وفي سياق ما يعتقد أنها انشقاقات، بث ناشطون على الإنترنت تسجيلا لشخص قال إنه العميد الركن رضوان المدلوش من المخابرات الجوية وإنه يعلن انشقاقه ردًّا على ما وصفه بسياسة القتل والإجرام واستباحة المحرمات التي يتبعها النظام الحاكم.

عمليات حمص

في غضون ذلك، يواصل الجيش حملته العسكرية التي بدأت منذ بضعة أيام على محافظة حمص. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات عسكرية وأمنية اقتحمت حي القصور بمدينة حمص فجر اليوم الخميس ترافقها ناقلات جند مدرعة، مشيرا إلى أن الحواجز انتشرت في شوارع الحي بالتزامن مع حملة مداهمات واعتقالات للمنازل بحثا عن مطلوبين.

وفي السياق، أوضحت لجان التنسيق المحلية أن عناصر من الأمن والجيش والشبيحة شنت حملة اعتقالات واسعة في حي القصور بحمص طالت عشرات الشبان، كما تحكم تلك العناصر الحصار على حي القرابيص بحمص وتنفذ حملة مداهمة وتفتيش للمنازل، بينما أشارت الهيئة العامة للثورة إلى اعتقالات واسعة في الحي ونهب للمنازل.

ويشير نشطاء إلى أن تضييق الخناق على أحياء حمص مستمر، وقالوا لوكالة الأنباء الألمانية إن المدينة لا تزال تحت الحصار مع انقطاع الكهرباء والماء، ووصفوا الوضع الإنساني بأنه يزداد سوءا في المدينة حيث يعيش الناس في الظلام ودون مياه.

وفي تلبيسة بمحافظة حمص، قالت الهيئة العامة إن عدد المعتقلين بالمدينة تجاوز 1200 معتقل، وأشارت إلى أن الاتصالات الأرضية والخلوية لا تزال مقطوعة عن المدينة التي تخضع لحصار شديد مع وجود أمني مكثف.

وبمنطقة الحولة بمحافظة حمص، قالت الهيئة العامة للثورة إن قوات الأمن أطلقت الرصاص على مظاهرة طلابية اليوم مما أسفر عن إصابة خمسة أطفال.

ومقابل ما يرويه النشطاء عن الأوضاع في حمص، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) اليوم في تقرير تحت عنوان “الأحداث على حقيقتها” أن الجهات المختصة في محافظة حمص تمكنت “خلال ملاحقتها للمجموعات الإرهابية المسلحة أمس من القبض على 95 مطلوبا”.

وأشارت إلى أنه تمت أيضا “مصادرة عدد من السيارات التي يستخدمها الإرهابيون في تنفيذ جرائمهم ضد المواطنين وقوى الجيش وحفظ النظام جميعها تحمل لوحات مزورة إضافة إلى مصادرة كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة وكاميرات دجيتال وأجهزة البث الفضائي”.

دهم واعتقالات

وفي تطورات الحملات الأمنية، أفاد ناشطون في بلدة تسيل بمحافظة درعا أن عددا من الأشخاص اعتقلتهم قوات الأمن التي دهمت البلدة صباح اليوم.

كما أشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن قوات الأمن قامت الليلة الماضية بحملة دهم واعتقال في أحياء بدمشق، على خلفية المظاهرة المسائية المناهضة للنظام التي خرجت ردا على مظاهرة التأييد التي خرجت أمس.

وخرج مساء أمس العديد من المظاهرات في مدن مختلفة للرد على المظاهرة الحاشدة التي نظمها مؤيدو الرئيس بشار الأسد بساحة السبع بحرات بالعاصمة دمشق.

كما خرجت اليوم مظاهرة طلابية في منطقة قنينص بمدينة اللاذقية الساحلية تم تفريقها من الأمن، وفق الهينة العامة للثورة.

انتشار وتوغل

في هذه الأثناء انتشرت وحدة من الجيش اليوم بالقرب من الحدود مع لبنان، عقب تقارير عن هروب ناشطين اثنين مصابين إلى داخل الأراضي اللبنانية، وفق ما قال نشطاء المعارضة لوكالة الأنباء الألمانية.

وجاء نشر الوحدة بعد ساعات من تمكن اثنين من النشطاء السوريين من الفرار من مدينة حمص إلى منطقة عكار في شمال لبنان، ونقلهما لأحد المستشفيات.

وكانت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بلبنان أفادت أمس أن وحدة من الجيش السوري تجاوزت الساتر الترابي بوادي عنجر شرقي لبنان. وأضافت أن مكتب التنسيق بالجيش اللبناني يقوم باتصالات لمعالجة هذه المسألة.

قتلى بإدلب وتواصل العمليات بحمص

قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن ثلاثة أشخاص قتلوا الخميس بنيران الجيش السوري في محافظة إدلب، في حين واصل الجيش حملته العسكرية التي بدأت منذ أيام على محافظة حمص وسط البلاد، وقد خرج العديد من المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام في عدد من المدن السورية ردا على مظاهرة التأييد الحاشدة التي نظمت أمس بدمشق.

وقالت الهيئة إن ثلاثة أشخاص قتلوا بنيران الجيش السوري في بنش بمحافظة إدلب، وكان ناشطون معارضون قد أفادوا أن خمسة انفجارات هزت بنش بعد اقتحام قوات الجيش المدينة صباح اليوم واشتباكها مع من يعتقد أنهم عناصر منشقة عن الجيش، وبث ناشطون على الإنترنت صورا قالوا إنها لجنود سوريين يعتلون مدرعاتهم في أحد شوارع بنش.

ويواصل الجيش السوري حملته العسكرية التي بدأت منذ بضعة أيام على محافظة حمص. وبث ناشطون صورا لما قالوا إنه إطلاق نار عشوائي وكثيف في حي بابا عمرو في مدينة حمص. كما أظهرت صور بثها ناشطون مقتل أب وابنة له صغيرة برصاص الأمن السوري في دير بعلبة بحمص.

واستمر تضييق الخناق على أحياء حمص، وقال نشطاء لوكالة الأنباء الألمانية إن المدينة لا تزال تحت الحصار مع انقطاع الكهرباء والماء، ووصفوا الوضع الإنساني بأنه يزداد سوءا في المدينة حيث يعيش الناس في الظلام ودون مياه.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن أن حي الخالدية في حمص لا يزال يخضع لحصار من الحواجز الأمنية والعسكرية المنتشرة فيه ويمنع دخول السيارات إليه، مشيرا إلى استمرار حملة الاعتقالات في الحي أمس الأربعاء لليوم الثالث على التوالي، وتنفيذ حملة مداهمات في حي القصور بالمدينة.

توغل الجيش

في سياق متصل بتحركات الجيش السوري أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان أن وحدة من الجيش السوري تجاوزت الساتر الترابي في وادي عنجر شرقي لبنان. وأضافت الوكالة أن مكتب التنسيق في الجيش اللبناني يقوم باتصالات لمعالجة هذه المسألة.

وفي هذا الإطار قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات أمنية تنتشر بكثافة على الطريق المؤدي إلى معبر جوسية الحدودي على الحدود اللبنانية السورية قرب مدينة القصير بمحافظة حمص.

ومقابل ما يرويه النشطاء عن الأوضاع في حمص قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس الأربعاء إن السلطات ألقت القبض على 144 مطلوبا في حيي الخالدية والبياضة بحمص وصادرت كميات من الأسلحة والذخائر المتنوعة بينها بنادق حربية.

وفي تبليسة قالت الهيئة العامة إن عدد المعتقلين بالمدينة تجاوز 1200 معتقل، وأشارت إلى أن الاتصالات الأرضية والخلوية لا تزال مقطوعة عن المدينة التي تخضع لحصار شديد مع وجود أمني مكثف وذلك عبر أكثر من 17 حاجزا للأمن والجيش منتشرة عبر الشوارع الرئيسية والفرعية.

وأوضحت الهيئة أن إطلاقا للنار تحول إلى قصف عنيف بالدبابات في منطقة الحارة بدرعا بعد انشقاق مجموعة من الجنود بينهم ملازم مع عتادهم المكون من دبابتين.

وبث ناشطون على الإنترنت تسجيلا لشخص قال إنه العميد الركن رضوان المدلوش من المخابرات الجوية وإنه يعلن انشقاقه ردًّا على ما وصفه بسياسة القتل والإجرام واستباحة المحرمات التي يتبعها النظام السوري.

مظاهرات

وخرج مساء أمس العديد من المظاهرات في مدن مختلفة  للرد على المظاهرة الحاشدة التي نظمها مؤيدو الرئيس بشار الأسد بساحة السبع بحرات بالعاصمة دمشق.

ففي القدم وكفرسوسة والقابون بدمشق خرجت مظاهرات حاشدة طالب المشاركون فيها بالحماية الدولية وإعدام الرئيس، في حين سجل وجود أمني كثيف رافق خروج مظاهرات بحرستا ومضايا بريف دمشق طالبت بالحظر الجوي وحماية المدنيين.

وفي حلب خرج المتظاهرون في منطقة حلب الجديدة في مظاهرة نادت بإسقاط النظام وهتفت بمحاسبة الرئيس وأجهزته الأمنية، وطالب طلاب مدارس في مارع بإعدام الرئيس.

الجيش السوري يواصل عملياته في حمص.. وحملة اعتقالات واسعة في حلب

متظاهرون يستعدون لـ”جمعة أحرار الجيش”

بيروت – محمد زيد مستو

واصل الجيش السوري عملياته العسكرية في مدينة حمص السورية، فيما قامت قوات الأمن بحملة اعتقالات موسعة في حلب شمال البلاد، وسط انشقاقات في الجيش السوري شهدتها درعا وحماة.

وأكد شهود عيان من مدينة حمص، أن المدينة تعيش حالة “شبه كارثية” بسبب العمليات الأمنية المتواصلة للجيش السوري.

وأظهرت صور جديدة حصلت عليها “العربية.نت”، هجوماً عنيفاً تعرضت له المدينة واستعملت فيه أسلحة ثقيلة.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية، أن حصاراً خانقاً لايزال مفروضاً على حي الخالدية والبياضة ودير بعلبة، فيما تتواصل الاعتقالات والمداهمات بأحياء عدة في حمص.

وأفاد متحدث باسم الهيئة عن مدينة حمص، أن قوات الأمن اعتقلت يوم أمس الأربعاء ما يقارب 100 شاب في حي البياضة وحده.

وذكرت مصادر متطابقة، أنه جرى إطلاق نار كثيف في حي القصور خلال الأمس، أعقبه اقتحام لعناصر من الجيش والأمن والشبيحة مدعوماً بدبابتين للحي، تخلله عمليات اعتقال واسعة.

وفي القصير نشر الجيش السوري حاجزاً أمنياً بالمدرعات والسيارات العسكرية والعديد من الشبيحة والأمن جنوب المدينة، وقاموا بإيقاف جميع السيارات وتفتيشها بالإضافة لمصادرة وسرقة الدراجات النارية التي تمر على الحاجز.

وفي حين تحدث الناشطون عن تجاوز عدد المعتقلين 1200 معتقلاً في مدينة تلبسية، أكدوا استمرار انقطاع الاتصالات الأرضية والخليوية وسط حصار شديد على المنطقة وصعوبة شديدة في التنقل بين الأحياء بسبب الحواجز التي تجاوز عددها 17 حاجز أمن وجيش داخلي بين الشوارع الرئيسية والفرعية.

كما اقتحمت قوات من الأمن والشبيحة مدينة تدمر ونصبت حواجز أمنية وشنت حملة اعتقالات عشوائية.

إلى ذلك ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه سُمع أصوات انفجارات قوية هزت حي دير بعلبة ظهر الأربعاء، ترافقت مع سماع أصوات إطلاق رصاص كثيف في حي بابا عمرو استمر لمدة ربع ساعة.

وأضاف بيان للمركز أن حي الخالدية يخضع لحصار من قبل الحواجز الأمنية والعسكرية المنتشرة فيه، ويمنع دخول السيارات إليه في الوقت الذي استمرت حملة الاعتقالات في الحي لليوم الثالث.

اعتقالات في حلب

كما ذكر المرصد في بيان آخر أن قوات الأمن السورية شنت صباح الأربعاء حملة مداهمات واعتقالات في مدينة مارع أسفرت عن اعتقال 23 شخصا.

وذكر ناشطون في مدينة حلب، أن مدينة مارع في حلب شهدت أيضاً حملة اعتقالات لنشطاء بينهم محامي. في وقت شهدت فيه المدينة وريفها مظاهرات مسائية طالبت بإسقاط النظام السوري.

وفيما يستعد المحتجون في سوريا لإطلاق تسمية يوم غد الجمعة، بجمعة “أحرار الجيش”، تحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن انشقاق مجموعة من الجنود بينهم ملازم مع عتادهم المكون من دبابتين، وتبادلوا إطلاق النار مع الجيش السوري، ما أدى إلى مقتل ستة من الجيش السوري وجندي من المنشقين في الحارّة بدرعا.

وفي حماة ذكرت الهيئة العامة، أن أصوات إطلاق رصاص كثيف مترافقة مع أصوات انفجارات هزت عدة أحياء في المدينة، جراء انشقاقات بين صفوف الجيش ومواجهات له مع منشقين.

كما تحدثت عن هجوم عناصر من الجيش الحر على فرع أمن الدولة ومفرزة أمن بالمدينة، مما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة من “الشبيحة” حسب الهيئة العامة.

وفي مدينة دوما بريف دمشق ذكر ناشطون لـ”العربية.نت” أن قوات الأمن حاصرت المدينة بشكل كامل صباح الأربعاء، ومنعت مغادرة أي شخص للمدينة باتجاه مدينة دمشق، خشية ما اعتبروه إفساد التظاهرة المؤيدة للنظام السوري في إحدى ساحات دمشق الرئيسية.

وأكد الناشطون أن قوات الأمن منعت طلاب الجامعات والموظفين من التوجه إلى وسط العاصمة، وأجبرت بعض السائقين على نقل المشاركين من الموظفين والطلاب من القرى البعيدة التابعة لمنطقة دوما، والتوجه إلى المظاهرة المؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد.

بريطانيا تحذر سورية من “استفزاز ومضايقة” المغتربين السوريين

لندن تجدد دعوتها له بالتنحي وافساح المجال للاصلاحيين

حذرت الحكومة البريطانية السلطات السورية من عواقب سماحها “بمضايقة واستفزاز” السوريين المقيمين في بريطانيا.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ انه استدعى السفير السوري لدى بريطانيا الخميس وابلغه بقلق بريطانيا من تصرفات بعض موظفي السفارة.

وتحقق الشرطة البريطانية بشكاوى زعمت ان دبلوماسيين سوريين كانوا يلتقطون صورا فوتوغرافية للمحتجين ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، ويظهرونها لاسر هؤلاء المحتجين في سورية.

كما جدد الوزير البريطاني دعوة لندن للرئيس الاسد بالتنحي عن الحكم.

وكانت منظمة العفو الدولية قد ذكرت ان دبلوماسيين سوريين في عواصم اجنبية يمارسون حملة تهديد واستفزاز ضد المغتربين السوريين المحتجين على حكومة الرئيس الاسد.

“نظام وحشي”

وقال هيغ، في تصريحات امام مجلس العموم (البرلمان) البريطاني حول الاحداث في الشرق الاوسط، انه استدعى السفير السوري سامي الخيمي واوضح له ان مثل هذه التصرفات “مرفوضة ولا يمكن القبول بها او تحملها”.

ودعا هيغ السلطات السورية الى وقف حملة “العنف والقمع المريع” التي يشنها ضد الشعب السوري، والتي ادت حتى الآن الى مقتل نحو 2900 مدني، منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بالاصلاح والديمقراطية قبل نحو ستة اشهر.

واضاف هيغ ان “دماء اكثر اللازم اريقت من اجل ان يستعيد هذا النظام مصداقيته، وعلى الرئيس الاسد ان يتنحى الآن ويسمح للآخرين بالتقدم نحو تحقيق الاصلاح”.

وكانت محاولات اوروبية وامريكية لممارسة مزيد من الضغوط على الحكومة السورية قد احبطت عندما استخدمت الصين وروسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار اوروبي لفرض مزيد من العقوبات على الحكومة السورية عبر مجلس الامن الدولي.

=وانتقد هيغ موقف الصين وروسيا، وقال انهما “اصطفا مع نظام وحشي بدلا من الوقوف مع الشعب السوري”.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

سورية: انباء عن مقتل 15 شخصا في عمليات عسكرية

قالت منظمة سورية لحقوق الانسان ان 15 شخصا قتلوا في عمليات عسكرية للقوات السورية في بلدتين يوم الخميس.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ستة من جنود الجيش السوري قتلوا في اشتباكات مع مسلحين يعتقد أنهم منشقون عن الجيش في بلدة الحارة جنوبي البلاد، وقال المرصد إن اثنين من المسلحين قتلا في هذه الاشتباكات.

كما تحدث المرصد عن مقتل خمسة مدنيين في العمليات العسكرية المستمرة منذ صباح الخميس في بلدة بنش بمحافظة ادلب.

ونقل المرصد عن شهود عيان قولهم انهم سمعوا أصوات الرشاشات الثقيلة وإطلاق الرصاص الكثيف في البلدة.

وقال المرصد ان عدة بيوت دمرت جزئيا، واصيب عدد من الاشخاص في الهجوم الذي شنت القوات الحكومية على قرية شرقي بلدة بنش.

كما قالت لجان التنسيق المحلية، وهي مظلة تضم اللجان المحلية المعارضة للنظام الرئيس السوري بشار الاسد، موزعة على المدن والبلدان السورية، ان جنودا من الجيش وعناصر من الامن اقتحموا وسط مدينة حمص، وسمعت اصوات نيران كثيفة.

وقال المرصد ايضا ان القوات الحكومية اقامت عددا من نقاط التفتيش واعتقلت نحو 19 شخصا، الخميس.

من جانبها نقلت وكالة الانباء السورية الحكومية عن مصدر امني قوله ان القوات الحكومية “واثناء ملاحقتها للجماعات الارهابية المسلحة، اعتقلت في حمص الاربعاء 95 شخصا وصادرت عددا من السيارات تحمل ارقاما مزورة، يستخدمها الارهابيون لجرائمهم” حسب تعبيرها.

ونسبت الوكالة الى مصادر في محافظة حمص قولها ان السلطات صادرت ايضا كمية كبيرة من الاسلحة والذخائر والكاميرات الرقمية واجهزة ارسال فضائية.

وتأتي هذه التطورات بعد يوم من مظاهرات ضخمة مؤيدة للأسد جرت في دمشق تلبية لدعوة وجهها مؤيديون للرئيس السوري عبر صفحة “وطني سورية” على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك.

ضغوط غربية

وتشهد سورية منذ منتصف اذار/ مارس احتجاجات ومظاهرات مناهضة للنظام.

وسقط حتى الان نحو ثلاثة آلاف قتيل بحسب الامم المتحدة، وتتهم الحكومة السورية ما تسميها بـ “عصابات مسلحة” بشن هجمات تستهدف قوات الامن والجيش والمتظاهرين.

وفرض الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وتركيا سلسلة عقوبات اقتصادية على مؤسسات حكومية سورية ومسؤولين سوريين ورجال أعمال مقربين من النظام في سورية “لدورهم في اعمال القمع”.

ورحب الاتحاد الاوروبي باعلان المعارضة السورية عن تشكيل ما اسمته بـ “المجلس الوطني” بمشاركة عدد من الاحزاب والشخصيات المعارضة بهدف حشد الدعم الدولي للاحتجاجات داخل سورية.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

دول الخليج تدعو لاجتماع عاجل للجامعة العربية بشأن سوريا

دبي (رويترز) – قال مجلس التعاون الخليجي في بيان ان دول الخليج العربية دعت يوم الخيمس الى عقد اجتماع عاجل للجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة الوضع في سوريا.

وقال البيان ان الاجتماع ينبغي ان يناقش الوضع الانساني في سوريا ويدرس سبل وقف اراقة الدماء والة العنف.

المرصد السوري: مقتل 14 في اعمال عنف بسوريا

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 14 شخصا قتلوا في اطلاق رصاص في بلدتين سوريتين يوم الخميس وان معظمهم سقطوا خلال اشتباكات بين القوات الموالية للرئيس السوري بشار الاسد ومسلحين يعتقد انهم منشقون عن الجيش.

وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ان ستة جنود واثنين من المنشقين عن الجيش قتلوا في بلدة الحارة بجنوب سوريا بالاضافة الى مدني.

وأضاف المرصد أنه في محافظة ادلب التي قامت قوات الاسد فيها بمداهمات للقبض على نشطاء ومنشقين عن الجيش ومسلحين قتل خمسة مدنيين بعد أن اقتحمت قوات مدعومة بالمدرعات بلدة بنش وأطلقت نيران الاسلحة الالية.

وتقول الامم المتحدة ان 2900 شخص قتلوا في الحملة التي شنها الاسد على الاحتجاجات التي انطلقت شرارتها من محافظة درعا جنوبا قبل أكثر من ستة أشهر وامتدت في أنحاء البلاد.

ووقعت أغلب أعمال العنف في الايام القليلة الماضية في ادلب ودرعا ومدينة حمص حيث تحدث نشطاء عن اشتباكات واطلاق نيران منذ يوم الاحد.

معارضون سوريون يشكون من حملات “تشويه” قد يكون خلفها إيرانيون أو من حلفاء النظام

برهان غليون: لم أذهب إلى دمشق.. ولم ننشر مواقع استراتيجية

الشرق الأوسط

اتهم معارضون سوريون النظام بشن حملة “تشكيك” ضد رموز بارزة في المعارضة، آخرهم المرشح لرئاسة المجلس الانتقالي برهان غليون، الذي شكا من شائعات عن توجهه  إلى سورية في 27 سبتمبر (أيلول) الماضي. وكانت البداية مع بيان أرسله  إلى “الشرق الأوسط” رئيس جمعية “اقرأ” السلفية اللبنانية نقل فيه عن “ناطق بلسان الضباط الأحرار” أنه “إذا صح ما لدينا من وثائق تثبت أنه زار دمشق في 27 من الشهر الماضي، عندها سيتم رفض جميع مشاريعه وعدم تفويضه والتحذير منه”.

وأرفق دقماق البيان بصورة لما يبدو أنه بطاقة سفر على الخطوط الجوية المصرية باسم برهان محمد غليون، متوجهة  إلى سورية في 27 سبتمبر. غير أن غليون، الذي اتصلت به “الشرق الأوسط” أمس في مقر إقامته بباريس، قال إن ما جرى هو “لعبة مخابراتية”، مشيرا  إلى أنه كان في ذلك التاريخ في تركية يفاوض من أجل توحيد القوى السورية المعارضة حول المجلس الوطني. وقال إن الاسم المذكور على البطاقة المزعومة هو برهان محمد غليون، أما اسمه الثلاثي فهو برهان عبد الحليم غليون، مشيرا  إلى أن هذه اللعبة كانت تقوم بها الاستخبارات السورية معه خلال وجوده في سورية حيث يجري توقيفه في المطار لساعات قبل أن يتم الاعتذار إليه بدعوى أن المطلوب هو برهان عبد الحكيم غليون.

وقال غليون إن الكلام عن توجهه  إلى سورية “سخيف جدا ولا يمكن التوقف عنده، فلماذا أذهب  إلى سورية؟ ولماذا لم يتم توقيفي هناك لو ذهبت؟”، مشيراً  إلى أن هذا الكلام معناه التشكيك بأن المجلس الوطني تابع للاستخبارات السورية.

 وأشار غليون  إلى أن هذا الموضوع ليس فعلا داخليا، أي من قبل معارضين آخرين، مشدداً على أنه يحتاج  إلى “قدرات استخبارية عالية”، متحدثا عن “خلية لتشويه صورة المعارضين عبر إثارة اللغط حولهم، حتى لو لم يصدق الناس هذه الأخبار إلا أنها تؤثر على سمعة من يتم التعرض إليه”، مشيراً  إلى أن هذه الحملة تتزامن مع طرح اسمه لرئاسة المجلس الانتقالي.

 وأشار غليون أيضا  إلى شائعة أخرى مصدرها النظام تبثها جماعات على الإنترنت عبر موقع يحمل اسم المجلس الوطني السوري، وعليه صور لمواقع استراتيجية سورية يجب ضربها من قبل الناتو. ويؤكد أنه لا علاقة للمجلس بها لا من قريب ولا من بعيد، مشيرا  إلى أنه لا أحد في المجلس لديه خبرات استخباراتية “ولا نعرف المواقع والمنشآت السرية السورية لنؤشر عليها”، مضيفاً أن “الأميركيين و”الإسرائيلي”ين يعرفون مكانها بالتأكيد ولا حاجة لهم لمن يدلهم عليها”. وأضاف أن موضوع الضربة العسكرية “ليس من ضمن مخططات أي أحد حتى الآن، خصوصا في وجود الفيتو الروسي – الصيني”. واتهم غليون النظام السوري أو حلفاءه كالإيرانيين أو غيرهم بالقيام بهذه العملية، معتبرا أن هؤلاء وحدهم من لديهم المصلحة في التشويش على المجلس الوطني.

 كان الشيخ دقماق قد قال في بيانه إنه تلقى اتصالا من معارضين سوريين “يستفسرون عن مواقف اللبنانيين من الثورة الثورية، ومنهم من ينتمي  إلى الضباط الأحرار؛ حيث أكدوا أنهم سيفاجئون العالم بعمل يحضرون له لن ينجو منه الأسد، لا على المستوى الشخصي ولا العقلي، وأن وضعهم بالداخل على ما يرام، وأكدوا أنهم يتعاطفون مع الشعب اللبناني بكل طوائفه وأنهم سيحمون الأقليات في سورية برموش عيونهم، خصوصا المسيحيين منهم.. وأنهم (أي الضباط الأحرار) وبعد سقوط النظام في سورية بشكل كامل ستكون هناك تصفية حسابات مع أطراف لبنانية؛ كون لبنان ظهر سورية، وأن أي سلاح خارج إطار الدولة والجيش اللبناني يشكل خطرا على أمن سورية وأمن المنطقة”. وأضاف: “لذلك نحن في لبنان نطالب المسؤولين والسياسيين بأخذ كلام الضباط الأحرار على محمل الجد وإعادة الحسابات وعدم التدخل في شؤون سورية لصالح النظام والبحث سريعا عن حل للسلاح المنتشر خارج إطار الدولة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى