أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 25 تشرين الأول، 2012

مجلس الأمن يدعم «هدنة الاضحى» ويأمل باستثمارها سياسياً

دمشق، بيروت، نيويورك – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

أكد مجلس الأمن في موقف موحد مساء امس دعمه مبادرة الممثل الخاص المشترك الى سورية الأخضر الإبراهيمي بوقف لإطلاق النار «مدته ثلاثة أيام يمكن أن يتبع بهدنات مشابهة في حال نجاحه تمهيداً لاستثماره سياسياً»، بحسب ديبلوماسي رفيع. ووسط شكوك في إمكانية التزام الحكومة السورية والمعارضة «المتعددة المرجعيات» وقف النار حذر الإبراهيمي المجلس من «فشل آخر في سورية» وطالبه بموقف «واضح وقوي» لدعم مبادرته بالتوصل الى وقف للنار يبدأ غداً.

وابلغ الابراهيمي مجلس الأمن، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من القاهرة ان «أي فشل آخر سيؤدي الى تصعيد كبير في الأزمة ويوسع رقعة انتشارها الى دول الجوار». وطلب «دعماً موحداً وقوياً» من المجلس. وقال إن «انعدام الثقة مستمر بين الأطراف» في سورية وأنه «غير واثق بنجاح الهدنة أو فاعليتها»، رغم تأكيده ضرورة «بذل أقصى الجهود لذلك»، موضحاً أنه «ينتظر رداً رسمياً من الحكومة السورية اليوم حول موقفها من التقيد بوقف النار خلال عيد الأضحى».

وشدد على أن «الخيار العسكري الذي يتمسك به الطرفان لن يؤمن النصر لأي منهما»، مشيراً الى أنه «لا يوجد مكان واحد آمن في سورية للمدنيين»، وأن «الجيش السوري يقصف عشوائياً» فيما «يتجاهل الجانبان القانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان». وأضاف أن 360 ألف مدني نزحوا حتى الآن 48 الفا منهم في تشرين الأول (أكتوبر) وحده.

وقال الإبراهيمي إنه «أعطى الأسد نحو ٣٠ ألف اسم لمعتقلين مطالباً بإطلاقهم» وأن «الأسد تعهد العفو عن بعضهم».

واتفق أعضاء المجلس على بيان، اقترحته روسيا وأدخلت الدول الغربية والمغرب تعديلات عليه، اعتبر فيه أن «وقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى يمكن أن يكون خطوة أولى نحو وقف دائم للعمليات القتالية بما يتوافق مع قراري مجلس الأمن ٢٠٤٢ و٢٠٤٣»، وأن المجلس «يشدد على الحاجة الى إطلاق عملية انتقال سياسي شامل بقيادة سورية تؤدي الى نظام متعدد ديموقراطي يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري نحو الديموقراطية والمساواة والعدالة».

ودعا كل الأطراف في سورية، خصوصاً الحكومة السورية باعتبارها الطرف الأقوى، الى استجابة مبادرة الإبراهيمي». وشدد على ضرورة أن تسمح الحكومة السورية «فوراً ومن دون عقبات بالوصول الكامل للمساعدات الإنسانية الى كل السكان»، مطالباً كل الأطراف في سورية، «خصوصاً السلطات، بالتعاون الكامل مع هيئات الأمم المتحدة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية». ورحب المجلس بمبادرة الإبراهيمي بـ «وقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى»، مثنياً على البيان المشترك للأمين العام للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الداعم لها. كما شدد على دعوة «كل الأطراف الإقليميين والدوليين الى استخدام نفوذهم على الأطراف المعنية لتسهيل تطبيق وقف إطلاق النار وأعمال العنف».

وقال ديبلوماسي غربي رفيع إن «النظام السوري من خلال موافقته على الهدنة يريد تحميل المعارضة مسؤولية خرق وقف إطلاق النار، وإن الأسئلة ستوجه في مجلس الأمن الى الإبراهيمي حول الإجراءات التي يعتقد أنه من خلالها سيتوصل الى وقف إطلاق النار في عيد الأضحى». وقلل ديبلوماسيون في المجلس من «إمكان نجاح وقف إطلاق النار خلال الأضحى»، مشيرين الى أن الإبراهيمي نفسه «متشكك جداً من احتمال نجاحه».

وقال السفير الفرنسي جيرار آرو إن «الجميع في مجلس الأمن أيد مبادرة الإبراهيمي»، مشيرا الى «قراري مجلس الأمن ٢٠٤٢ و٢٠٤٣ اللذين يؤكدان على أن النظام السوري هو الذي يجب أن يوقف القصف والعنف أولاً ويسحب السلاح الثقيل من المراكز المدنية». وأضاف أن «الإبراهيمي أبلغنا إنه ينتظر رداً رسمياً من النظام وسننتظر ما إذا كان النظام سيوقف العنف اولاً ثم سنرى مدى تقيد الأطراف الأخرى بوقف العنف». وأضاف «إن نجحت الهدنة فإننا نتوقع وقفاً لإطلاق النار لثلاثة أيام ونأمل ان الإبراهيمي سيستطيع تحويل الهدنة الى وقف إطلاق نار دائم». وقال «سننتظر إعلان الحكومة السورية عن موقفها من الهدنة وما إن كانت ستضع شروطاً لها».

وبانتظار البيان الرسمي السوري الذي قالت دمشق انها ستعلنه اليوم بشأن الهدنة، تراوحت مواقف اطراف المعارضة المسلحة بين الرفض والتحفظ.و اعلنت «جبهة النصرة الاسلامية» ان «لا هدنة بيننا وبين هذا النظام الفاجر السفاك من دماء المسلمين، المنتهك لاعراضهم، وليس بيننا وبينه والله سوى السيف». في المقابل قال رئيس المجلس العسكري الاعلى لـ «الجيش الحر» العميد مصطفى الشيخ «سيوقف الجيش السوري الحر اطلاق النار اذا التزم النظام ذلك» واضاف «كذب النظام مرات عدة في السابق. من المستحيل ان يطبق الهدنة حتى لو قال انه سيفعل».

واعلنت «القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل» انها لم تتخذ قراراً نهائيا بعد حيال مشروع الهدنة، وقالت ان قرارها سيكون في ضوء ما سيعلنه النظام «ولن نقبل باي حالة من الاحوال ان تكون الهدنة غطاء لتبرير استمرار أعمال الاجرام وتعزيز مواقع النظام المحاصرة». واشار «الجيش الحر» الى أن «كل ما يحكى عن مساومات اقليمية تهدف الى التسليم ببقاء بشار الاسد على رأس المرحلة الانتقالية لا تعنينا من قريب أو بعيد والشرط الاول هو رحيل رأس العصابة وعصابته ومن دون ذلك لا حوار ولا تسوية ونتمنى على السيد الابراهيمي التشاور مع القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل قبل طرح أي مبادرة حتى لا يكون مصيرها الفشل».

وفيما تحيط الشكوك بنجاح الهدنة المقترحة استمر امس مسلسل القتل والمجازر المتنقلة. فقد اعلن امس عن العثور على 25 جثة في حي تكسي حيدر في مدينة دوما بريف دمشق. ووصف كل من الاعلام السوري والمرصد السوري لحقوق الانسان (القريب من المعارضة) هذا الحادث بالمجزرة. واتهمت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) «ارهابيي ما يسمى لواء الاسلام» بارتكابها، بينما نقل المرصد السوري عن ناشطين في البلدة ان الضحايا قتلوا على ايدي القوات النظامية فجرا. وقال ان بين القتلى اربعة اطفال وثماني نساء.

واتهمت وزارة الخارجية السورية في رسالتين الى الامين العام للامم المتحدة ورئيس مجلس الامن الدولي، «المجموعات الارهابية المسلحة وداعميها» بالوقوف وراء المجزرة.

الى ذلك قتل ستة اشخاص واصيب اكثر من عشرين بجروح بانفجار سيارة في منطقة دف الشوك (اول طريق التضامن في جنوب دمشق) وقال المرصد السوري ان الانفجار استهدف حافلة لنقل الركاب بين حيي التضامن ودف الشوك، واوضح انه لم يتبين اذا كانت الخسائر البشرية من المدنيين او العسكريين.

وقال قائد كتيبة من المعارضة في دمشق إن التفجير الانتحاري نفذه أفغاني على صلة بتنظيم «القاعدة». وذكر أن وحدته تقدم دعما في النقل والامداد لجماعة «التوحيد والجهاد». وقال إن القنبلة «هدية» للرئيس الأسد والميليشيا الموالية له لمناسبة عيد الأضحى.

وبلغ عدد القتلى في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية حتى مساء امس نحو مئة شخصا، بحسب المرصد السوري الذي احصى سقوط اكثر من 35 الف قتيل منذ بدء النزاع قبل اكثر من 19 شهرا.

روسيا: صواريخ “ستينغر” أميركية بأيدي ثوّار سورية

موسكو – رويترز، “الحياة”

الأربعاء ٢٤ أكتوبر ٢٠١٢

نقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن جنرال روسي قوله يوم الأربعاء إن مقاتلي المعارضة السورية حصلوا على صواريخ أرض – جو تحمل على الكتف منها صواريخ ستينغر الأميركية الصنع.

وتلقي روسيا كما الرئيس بشار الأسد، باللائمة في استمرار العنف على خصوم مسلحين للحكومة السورية تقول إنهم يتلقون المساعدة المعنوية والسلاح من الخارج.

ونقلت وكالة انترفاكس عن نيكولاي ماكاروف قائد الأركان العامة قوله إن الجيش الروسي علم أن “متشددين يحاربون قوات الحكومة السورية لديهم قاذفات صواريخ محمولة من دول عدة بما في ذلك ستينغر الأميركية الصنع.” وأضاف “لم تتحدد بعد الجهة التي زودتهم بها.”

وكانت “الحياة الإلكترونية”، السبت ١٣ تشرين الأول/أكتوبر الجاري، نقلت عن ناشطين أن “الأميركيين باتوا يزودون الثوار في ادلب وحلب بصواريخ ستينغر أرض – جو لإسقاط الطائرات النظامية”. وأشار إلى أن “تسليم الصواريخ يجري بالتقسيط…، أي بأعداد قليلة 5 إلى 10 صواريخ”. وأوضحوا أنه بعد أن يتأكد الأميركيون من أن الصواريخ استخدمت، يزودون المقاتلين بمجموعة أخرى”.

وعلى رغم الحصار وغياب سياسة دولية لدعم الثوار الذين يضطرون إلى شراء السلاح بأسعار خيالية، أفاد ناشطون من الداخل السوري لـ “الحياة” بأن النظام يحاول دائماً معرفة مصادر الأسلحة “كي يذهب ويشتريها بأضعاف مضاعفة” وبالتالي يجفف منابع السلاح.

وقالت شبكة ان بي سي نيوز في أواخر تموز/يوليو إن الجيش السوري الحر حصل على أكثر من 20 صاروخا أرض – جو تحمل على الكتف، ما نفاه مستشار سياسي للجيش السوري الحر المعارض.

وعلى عكس الأزمة في ليبيا فإن الغرب لا يبدي رغبة كبيرة في تسليح المقاتلين السوريين لقلقهم من احتمال أن تسقط الأسلحة في أيدي متشددين إسلاميين.

والعام الماضي، باعت روسيا الحكومة في سورية أسلحة قيمتها مليار دولار. وأوضحت أنها ستعارض حظرا للسلاح في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بسبب مخاوف من حصول مقاتلي المعارضة الذين يحاربون حكومة الأسد على السلاح بطريقة غير مشروعة بأي حال.

وانتقد الغرب روسيا لاستخدامها حق النقض (الفيتو) هي والصين ثلاث مرات ضد قرارات في مجلس الأمن كانت تهدف إلى الضغط على الأسد لإنهاء قمعه للانتفاضة المستمرة منذ 19 شهرا. وتقول موسكو إنها تعارض التدخل الاجنبي في شؤون سورية.

ويقول نشطاء إن الصراع أسفر عن سقوط أكثر من 30 ألف قتيل منذ اندلاع الاحتجاجات في مارس اذار عام 2011. ‘

أضحى سوريا وَعْد بهدنة بين الجمعة والأحد

بيان دمشق اليوم ومجلس الأمن يدعم الإبرهيمي

دعا مجلس الأمن أمس كل أطراف الأزمة السورية، وخصوصا حكومة الرئيس بشار الأسد، الى الاستجابة لدعوة الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي الى وقف النار وأعمال العنف بكل أشكاله خلال فترة عيد الأضحى، من صباح غد الجمعة الى منتصف ليل الأحد. إلا أن أحداً لم يجب عن سؤال عن الجهة التي تتحقق من وقف نار كهذا.

وأبلغ المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري”النهار” أن الحكومة السورية “ستصدر غداً (اليوم) بياناً رسمياً” تعلن فيه وقف النار.

وعقب جلسة مغلقة استمع خلالها أعضاء مجلس الأمن الى احاطة من الابرهيمي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من القاهرة، عن مهمته الأخيرة في المنطقة ومنها خصوصاً زيارته لدمشق، تلا رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري مندوب غواتيمالا الدائم لدى الأمم المتحدة غيرت روزنتال بياناً صحافياً جاء فيه أن أعضاء مجلس الأمن “يرحبون بالمبادرة المهمة والتي جاءت في وقتها للممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي، من أجل وقف النار ووقف العنف بكل أشكاله خلال فترة عيد الأضحى”، مرددين النداء المشترك للأمينين العامين للأمم المتحدة بان كي – مون وجامعة الدول العربية نبيل العربي الى “جميع اللاعبين الدوليين والإقليميين كي يدعموا ذلك” وكي “يستخدموا نفوذهم على الأطراف المعنيين بغية تيسير تنفيذ وقف النار ووقف العنف”.

ودعوا “جميع الأطراف، وتحديداً الحكومة السورية باعتبارها الطرف الأقوى، الى الاستجابة لمبادرة الممثل الخاص المشترك”، مكررين دعوتهم السلطات السورية الى “السماح بوصول فوري وكامل وغير معرقل للعاملين الإنسانيين الى جميع السكان الذين يحتاجون الى مساعدة، وفقاً للقانون الدولي والمبادىء التوجيهية للمساعدة الإنسانية”. وطالبوا “كل الأطراف السوريين، وبالتحديد السلطات السورية، بالتعاون التام مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية المعنية لتسهيل تقديم المساعدة الإنسانية”. وفي هذا السياق، طلبوا من كل الدول الأعضاء  “المساهمة في خطة الأمم المتحدة للإستجابة للمساعدة الإنسانية السورية”.

واتفق أعضاء مجلس الأمن على أن “وقف النار في عيد الأضحى يمكن أن يكون خطوة أولى في اتجاه وقف مستدام لكل العنف، طبقاً لقراري مجلس الأمن 2042 و2043″، مشددين على أن “هناك حاجة الى اطلاق عملية انتقال سياسي بقيادة سورية تقود الى نظام سياسي تعددي ديموقراطي يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري الى الديموقراطية والمساواة والعدالة، بصرف النظر عن الإنتماء أو الأعراق أو المعتقدات”.

ونقل المندوب البريطاني الدائم لدى المنظمة الدولية السير مارك ليال غرانت عن الابرهيمي أن “الوضع بالغ الخطورة ويتدهور”. وعبر عن “قلق عميق من امتداد (الأزمة) الى دول الجوار… مما يشكل تهديداً للأمن والسلم الدوليين”.

وقال نظيره الفرنسي جيرار آرو إنه “يجب على النظام أن يوقف قصف الضواحي المدنية ويسحب الأسلحة الثقيلة”، آملاً في التزام كل الأطراف وقف النار خلال عطلة العيد.

وأفاد المندوب الألماني بيتر فيتيغ أن الابرهيمي “رسم صورة قاتمة للغاية ودراماتيكية” للوضع في سوريا، متخوفاً من عدم التزام الرئيس الأسد وعده بوقف النار.

وتوقع المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن تصدر الحكومة السورية بياناً اليوم عن “موقفها الايجابي من مبادرة” الابرهيمي، موضحاً أن بلاده تلقت اشارات عن وقف للنار بدءاً من غد الجمعة. وأكد أن “الطريقة الفضلى لمنع امتداد الأزمة، وهذا بالطبع مصدر قلق كبير، هو وضع حد للأزمة”.

وسألته “النهار” عن سبل التحقق من وقف النار، فأجاب أن “المجتمع الدولي سيتابع عن كثب. ولكن أنتم على حق بالتأكيد، هذا ليس وقفاً منتظماً للنار” لأنه “يعتمد على النيات الطيبة للأطراف المعنيين”. وأكد أن الابرهيمي سيزور موسكو الأسبوع المقبل.

وأعلنت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس في حسابها بموقع “تويتر” أن الولايات المتحدة “تدعم بقوة” دعوة الابرهيمي الى وقف النار، مؤكدة أنه “يجب على الحكومة أن تقوم بالخطوة الأولى”. وأضافت أن “مجازر النظام، كالقصف بالطيران والقنابل العنقودية والمدفعية، تتصاعد في سوريا وتهدد الأمن في المنطقة بأسرها”. ولفتت الى أن “كثيرين يشككون أصلاً حتى في وقف نار موقت، نظراً الى سجل الأسد في عدم الوفاء بالوعود”.

كلينتون

وفي واشنطن، صرحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأن واشنطن ترغب أيضاً في رؤية نهاية للعنف. وقالت “ونريد أن نرى انتقالا سياسيا يترسخ ويبدأ. ندعو إلى ذلك منذ أكثر من سنة”. وأضافت أن الولايات المتحدة تزيد دعمها غير الفتاك للمعارضة السورية بما في ذلك العمل مع مجالس محلية داخل سوريا. وذكرت أن واشنطن تعمل أيضا مع أصدقائها وحلفائها لتعزيز التماسك بين جماعات المعارضة المتفرقة من أجل تأليف مجلس جديد لقيادة المعارضة بعد اجتماعات من المقرر أن تعقد في الدوحة في الأسابيع المقبلة.

 الابرهيمي

ورأى الابرهيمي ان هذه الهدنة هي “خطوة صغيرة” يمكن ان تؤدي الى فتح حوار سياسي والى وصول المساعدة الانسانية بشكل افضل، لكنه حذر من خطر اتساع رقعة النزاع الى الدول المجاورة. وهو كان قال في وقت سابق خلال مؤتمر صحافي في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة: “بعد الزيارة هذه التي قمت بها لدمشق، هناك موافقة من الحكومة السورية على وقف اطلاق النار أثناء فرصة العيد”. وأضاف ان مسؤولين عن المعارضة المسلحة اتصل بهم قبلوا دعوته الى الهدنة.

ولكن بعد ساعة واحدة، قالت وزارة الخارجية السورية ان الاقتراح لا يزال قيد الدرس لدى القيادات العسكرية. وان الموقف النهائي في شأن هذا الامر سيعلن اليوم.

أما المعارضة، فتباينت مواقفها، إذ اعلنت “كتيبة الفاروق” البارزة في “الجيش السوري الحر” التي تعمل في حمص انها ستوقف النار. وقال رئيس المجلس العسكري الاعلى لـ”الجيش السوري الحر” العميد مصطفى الشيخ ان “الجيش الحر سيوقف اطلاق النار اذا التزم النظام ذلك”.

بينما رفضت “جبهة النصرة الاسلامية” المتشددة الهدنة، مشيرة الى انها جماعة لا تقبل أن تلعب مثل هذه الالعاب “القذرة”. وقالت الجبهة التي تبنت الكثير من التفجيرات الانتحارية الدموية في سوريا في بيان: “لا هدنة بيننا وبين هذا النظام الفاجر السفاك من دماء المسلمين، المنتهك لاعراضهم، وليس بيننا وبينه والله سوى السيف… لسنا باذن الله ممن يدع مجالا لماكر ان يخدعه”.

في غضون ذلك، تخوض القوات النظامية وقوات المعارضة معركة من الممكن ان تكون لها تبعات هائلة في محافظة ادلب بشمال غرب البلاد.

وقال ناشط يراقب الاوضاع في سوريا ان الطائرات الحربية السورية شنت غارات على معرة النعمان الاستراتيجية وقرى قريبة منها، بينما حاصرت قوات المعارضة قاعدة وادي الضيف الرئيسية للجيش شرق المدينة. وباستيلاء المعارضة على هذه القاعدة يمكنها قطع طريق الامدادات بين دمشق وحلب. وتبادل ناشطون معارضون ووسائل اعلام سورية حكومية الاتهامات بمقتل 25 شخصا على الاقل بينهم نساء واطفال في مدينة دوما بريف دمشق.

وبث التلفزيون السوري الرسمي ان ستة اشخاص قتلوا وان 20 آخرين جرحوا في تفجير سيارة مفخخة بين حي التضامن ودف الشوك في جنوب دمشق.

وبعد ساعات من اعلان رئيس الاركان الروسي الجنرال نيكولاي ماكاروف ان المعارضة السورية المسلحة تستخدم صواريخ ارض – جو محمولة على الكتف من طراز “ستينغر” الاميركية الصنع، صرح وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا بانه ليس لديه علم بأن الولايات المتحدة تمد قوات المعارضة السورية  بهذا النوع من الصورايخ.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” طلب عدم اسمه إن الولايات المتحدة لا تستطيع تأكيد حصول المعارضة السورية على صواريخ “ستينغر”.

المعارض الشيوعي فاتح جاموس لـ«السفير»: رهان على حس شعبي يمنع الحرب الأهلية

طارق العبد

يبدو موقف المعارض الشيوعي فاتح جاموس من الشأن السوري متمايزاً عن غيره من معارضي الداخل والخارج، خصوصاً في ظل إصراره على دور لا بد أن تقوم به النخب الثقافية والسياسية في البلاد، بحيث تتمكن من قيادة حراك شعبي سلمي يهدف إلى تغيير النظام، ليشكل لاحقاً أحد أبرز ائتلافات قوى التغيير السلمي التي عقدت مؤتمرها في دمشق مؤخرا.

وفي حديثه إلى «السفير» يشير الكاتب المعارض فاتح جاموس إلى مسألة وحدة المعارضة، وموقفه من «هيئة التنسيق الوطني»، وضرورة العودة إلى الحراك الشعبي السلمي، فضلاً عن التعويل على كتلة شعبية ترفض العنف سبيلاً لتغيير النظام، مبدياً في الوقت ذاته تخوفاً من تراجع فرص الحل السياسي وتقدم فرص الحرب الأهلية.

وبالتالي يعتبر جاموس أن فرص الحل السياسي باتت شبه مستحيلة، والوضع في البلاد يتجه نحو الأكثر سوءاً مع تصاعد عاملين، الأول هو المزيد من تجاوز مجموعات واسعة لدور الدولة، فضلاً عن بروز مسلحين يحاربون السلطة ما يضاعف عوامل الحرب الأهلية. أما الثاني فيقتصر على المزيد من التدخل الخارجي، خصوصاً عبر كل من تركيا ولبنان المرشح للدخول في انقسام وحرب أهلية والتموضع بالحالة السورية على أرضية عصبيات وحسابات طائفية.

وعن الحسابات الطائفية، يلفت المعارض السوري إلى أنه وعلى عكس كثير من وجهات النظر التي تحدثت عن مصلحة النظام بجر البلاد إلى الطائفية فإن النظام لم يهدف لذلك، موضحا «لا أعتقد انه قد سعى إلى ذلك، ولو أراد لفعلها في مناطق مثل اللاذقية وجبلة وطرطوس وبانياس، لكن في الحقيقة لقد جرت عمليات تجاوز للدولة، وبأشكال طائفية خطيرة، ولا يزال ملف الخطف الطائفي خطيراً للغاية».

وأضاف «هناك قرار دولي بالاستمرار في الضغط على سوريا وأخذها لمآل أخرى، خصوصاً الموقف السعودي الواضح أنه غير مستقل وينسجم مع المراكز الغربية»، مشيرا إلى أنه «من الواضح أن الجهود السعودية تصب في الطائفية. من هنا أتخوف من إنزلاقات نحو الحرب الأهلية، خصوصاً بشقها الطائفي».

ويعتبر جاموس أنه لابد من الإشارة إلى شكلين للحرب الأهلية «الأول هو بين الجيش ومجموعات مسلحة، والآخر بدأ منذ حزيران العام 2011 مع مجموعات شعبية مباشرة، وهو مستمر ولو بنسب أقل نوعاً، وهناك مؤشرات لاستمرار الصراع في سوريا وخاصة مع إضافة العامل اللبناني المؤثر».

وفي معرض حديثه عن خطورة التدخل العسكري، اعتبر جاموس أن التدخل المباشر غير وارد، موضحا «ليس هناك في المدى المنظور أي بوادر لتدخل عسكري مباشر في سوريا، وربما هناك حشد على الجانب التركي، ولكنه يبقى احتمالاً، لو تراجع سيتقدم الاحتمال اللبناني اللوجستي والعسكري، بالتالي تتحول الساحتان بمختلف أشكال الصراع فيهما إلى ساحة صراع واحدة. في المحصلة، فانه احتمال أضعف بقليل من خيارات الصراع في الفترة السابقة لكنه لا يزال قائماً، خصوصاً إن بقيت النخبة التركية تفكر بذات العقلية في العمق الاستراتيجي التركي كما أشار وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو»، وأحد عوامل الإستراتيجية التركية هو «التفكير بأن سوريا أصبحت حلقة ضعيفة، وبالتالي ستستمر بالتحرش بها».

ويشرح جاموس «هناك أشكال كثيرة للتدخل التركي، كضباط الاستخبارات المشرفين على العمليات في الشمال، بالإضافة إلى آليات عسكرية ولوجستية، وتنفيذ طرق، ورفع الأعلام التركية داخل الحدود السورية»، ولكن ذلك كله «يتوقف على شروط دولية أبرزها الحالة الأميركية، وغياب الحلول السياسية والانقسام الداخلي، وهي حالة مرشحة للسلبية، لكن الانتخابات الرئاسية الأميركية ستزيد من وضوح مختلف التفاصيل».

وعن «ائتلاف التغيير السلمي» الذي يضم مجموعة من القوى السياسية المعارضة، يعتبر جاموس أن «هناك مجموعات واسعة لم تستقطب بطريقة طائفية، وتتمتع بحالة وعي لاستمرار الدولة ومنع غيابها، وضرورة الحفاظ على الجيش خشية من الحرب الأهلية، وتوسعها لزمن طويل جدا»، لكنه يضيف «لا بد من الإشارة إلى أن هذه القوى فاجأها من جهة العنف الذي يحصل في البلاد، ومن جهة ثانية النخب التي خانتها في إستراتيجية التغيير السلمي، وخصوصاً تلك التي ذهبت باتجاه هيئة التنسيق ومجلس اسطنبول، والشخصيات التي كانت في قمة الانتهازية في السلطة لتتحول اليوم إلى نخب مثقفة للثورة».

ويضاف إلى مآخذ جاموس على تلك الشخصيات «سبب التوقعات والأخطاء المقبلة مع ما يسمى بالربيع العربي وأن سوريا ستتحرر بسرعة كبيرة، ولن يستغرق الأمر طويلاً، متناسين تحليلات عميقة قمنا بها على مدى سنوات طويلة عن أهمية المركب السوري وحساسيته، وأن سوريا لا تشبه أي حالة عربية أخرى، فضلاً عن ضرورة خلق شرعية معارضة داخلية، وقطع الطريق على النظام والمتطرفين الإسلاميين، سياسياً وعسكرياً، بأي حجة، وخلق تغيير سلمي».

وقال «لعل التخلي عما سبق هو نوع من الخيانة الوطنية الفكرية»، مشيراً إلى «مراجعات جدية في هيئة التنسيق حيال هذه المسألة، وبدأت تخرج فعاليات وقوى سياسية في قوى التغيير السلمي لتطور مواقفها السياسية». ويضيف «نحن اليوم نحاول تحرير طاقة هذا الشارع، واليوم هناك الآلاف من لجان الإغاثة التي ترفض أن تكون درعاً للمسلحين وتخشى من استهداف النظام، كما أنها تفرز يومياً تعبيرات ضد العنف والتدخل الخارجي»، واصفاً ذلك «بالحس الشعبي الرافض للتدخل والعسكرة والطائفية»، لكنه فوجئ «بالعنف وموقف النخب الثقافية والسياسية، والعلاقة بين المعارضة نفسها وبين طرف معارض يطالب بالتدخل الخارجي، ويرفع العلم التركي».

أما المطلوب اليوم، بحسب جاموس، فهو «العمل بطريقة سلمية تضغط على النظام الذي لا يمكن أن يصلح نفسه ذاتياً، ولا أن يتحول لديموقراطي بقواه الذاتية، بل يحتاج إلى حركة شعبية وفق الأسس السلمية لإرغامه على التغيير، وليس إصلاحه». ويشرح أن «التغيير مستحيل أن يحصل بوسائل عسكرية، خصوصاً أننا جربنا عنف الديكتاتورية ونعرف جيداً إلى أين أوصلنا»، لذلك «لابد من الإقرار بأن العنف الحالي يستحيل معه الوصول إلى بر الأمان، بل لا بد من حراك سلمي تقوده معارضة الداخل، كما لا بد من الإشارة إلى قوى جديدة بدأت تظهر على الساحة السورية».

وما يُحسب للنظام، وفقاً لجاموس، أنه «أعطى رخص لإنشاء أحزاب جديدة، تغادر اليوم حقل النظام إلى المعارضة، وبعضها شارك في مؤتمر الإنقاذ الوطني، وأحزاب أخرى شاركت في مؤتمر التغيير السلمي». واللافت بنظره «كان قبول هيئة التنسيق لها، ولم تعتبرهم إلا معارضة، بينما اعتبرت أننا حديقة خلفية للنظام، ما يزيد من انقسام المعارضة». ويشرح «في النهاية لا بد من القول إن التعويل هو على خلق حركة شعبية جديدة، وإطلاق حراك أكثر اتساعاً من الحركة الشعبية الأولى، وليس التركيز على العامل الطائفي، الذي بدأ العمل عليه منذ الفترة الأولى للحراك»، مضيفاً إن «هذا العامل المتراكم بمشاركة النظام منذ فترة طويلة أضعف الحراك، وبالتالي لا بد اليوم من خلق حركة شعبية تتجاوز هذه السلبيات إلى سمات جديدة بحيث تتمكن كل الأثنيات والطوائف من المشاركة، لخلق ضغط على طرفي الصراع العنيف، وتحقيق تغيير ديموقراطي».

وهذا الحل، برأيه، «يتطلب وقتاً وعملاً كبيراً، وقيما عالية جداً، ومن الضروري التركيز على دور كل من الصين وروسيا اللتين أعلنتا أنهما لا تؤيدان النظام، ولا تدافعان عنه، كما أنه ليس رقماً صعباً في معادلتهما»، وبالتالي يعتبر ذلك «عاملاً يجب الاعتماد عليه عبر الحراك السلمي».

انفجار في جنوب دمشق.. وأنباء عن مذبحة في دوما

شاب يبكي فرحاً بعد إفراج السلطات السورية عن والده في دمشق أمس

قُتل ستة أشخاص وأصيب أكثر من 20 بجروح أمس، في انفجار سيارة مفخخة في جنوب العاصمة السورية دمشق، بحسب ما أعلن التلفزيون الرسمي السوري. وقال التلفزيون في شريط اخباري «أسفر التفجير الارهابي بسيارة مفخخة في دف الشوك، في حصيلة أولية، عن استشهاد ستة مواطنين وجرح نحو 20 آخرين اضافة الى وقوع أضرار مادية في مكان التفجير».

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان إن «الانفجار استهدف حافلة لنقل الركاب تقل 24 شخصا بين حيي التضامن ودف الشوك، وادى الى مصرع ما لا يقل عن ثمانية اشخاص وجرح نحو 20 آخرين».

واوضح انه «لم يتبيّن حتى اللحظة ما اذا كانت الخسائر البشرية من المدنيين أو العسكريين». واشار المرصد الى اندلاع اشتباكات عنيفة في حي التضامن.

وتبادل نشطاء المعارضة ووسائل الاعلام الحكومية السورية الاتهامات في شأن مقتل 25 شخصا على الاقل، بينهم نساء وأطفال في بلدة دوما القريبة من دمشق.

ووصف مكتب الاعلام التابع للمعارضة في دوما في بيان ما حدث بأنه مذبحة وقال إن «أكثر من 20 مدنيا قتلوا على أيدي ميليشيات»، بينما قال التلفزيون الحكومي السوري إن «25 شخصا قتلوا بواسطة أعضاء ارهابيين فيما يطلق عليه لواء الاسلام».

وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان عن «مقتل 27 شخصا أمس الأول في معضمية الشام في ريف دمشق، بينهم 14 رجلا أُعدموا ميدانيا برصاص حاجز للقوات النظامية قرب مطار المزة العسكري، و13، منهم ثلاث سيدات، وستة اطفال اثر سقوط قذيفة على مكان وجودهم».

وفي ادلب، أفادت لجان التنسيق المحلية السورية عن مقتل خمسة أشخاص في قصف للطيران السوري على منطقة معرة الشورين. وفي دمشق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن وقوع اشتباكات عنيفة بين عناصر من الجيش السوري النظامي والجيش الحر في منطقة المتحلق.

من جهة أخرى، نصبت تركيا أنظمة دفاعية جوية ومدرعات على المرتفعات الاستراتيجية الحدودية مع سوريا، تحسباً لأي تطور عسكري على الحدود. وذكرت صحيفة «حرييت» التركية أمس، أن التدابير الأمنية في مدينة أورفة جنوبي شرق تركيا «وصلت إلى أعلى مستوى بعد أن بدأت تقترب الحرب الأهلية في سوريا إلى المناطق الحدودية التركية، حيث نُصبت أنظمة دفاعية جوية إضافة إلى نشر عربات مدرعة».

وأضافت الصحيفة إن «القوات التركية نشرت قطعاً من المدفعية والمدرعات في ضواحي قرى جيلان بنار، اكجاكالي وسوروتش التابعة لمحافظة أورفة، إضافة إلى أن العسكريين بدأوا بحراسة المرتفعات الإستراتيجية التي نصبت عليها الأنظمة الدفاعية الجوية على مدى 24 ساعة لحمايتها». (رويترز، أ ف ب، أ ش ا)

الإبراهيمي يوفر الدعم الدولي والغطاء الإقليمي من إيران وتركيا .. والمسلحون منقسمون

إعـلان هدنـة سـوريا اليـوم .. هـل يتوقـف الـدم؟!

يختبر السوريون اليوم بارقة الامل اليتيمة التي تلوح امامهم منذ شهور للحد من تفاقم العنف، عندما تعلن دمشق قبولها هدنة عيد الاضحى على الرغم من الاجواء التشاؤمية المحيطة بالازمة، فيما علمت «السفير» ان الخطوة السورية التي تنتظر قرارا من الجيش، ستتضمن شروطا واضحة لما اسمته «قواعد الاشتباك» في حال حدوث خرق عسكري او ميداني من جانب مجموعات المعارضة المسلحة.

وما ان قال المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي ان الرئيس السوري بشار الأسد وافق على هدنة الأضحى، حتى رمى مجلس الأمن الدولي بثقله خلف الهدنة، مطالبا جميع الدول الإقليمية والدولية باستخدام نفوذها لوقف العنف.

وعلى الرغم من اعلان الابراهيمي ان غالبية قادة المجموعات المسلحة، التي اتصل بها، وافقت على هذه الهدنة، الا ان «جبهة النصرة» الإسلامية المتشددة رفضتها، في حين تضاربت تصريحات قادة «الجيش الحر» حولها، ما يثير تساؤلات عما اذا كان سفك الدماء سيتوقف بالفعل خلال ايام العيد.

وعلم مراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر أن هناك توجها لدى القيادة السورية لإعلان موافقتها على مشروع هدنة العيد. ووفقا للمتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي فإن الإعلان عن الموقف من الهدنة سيكون اليوم. وذكرت وزارة الخارجية «ما زال طرح وقف العمليات العسكرية خلال عطلة عيد الأضحى قيد الدراسة من قبل القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة»، مضيفة «سيصدر الموقف النهائي يوم الغد (اليوم) بخصوص هذا الموضوع».

وفي هذا السياق علمت «السفير» أن الإعلان السوري سيتضمن شروطا واضحة لـ«قواعد الاشتباك»، ولاسيما في ما يتعلق بطرق الرد على أي خرق عسكري أو ميداني من الطرف الآخر. وبدا هذا السياق واضحا أيضا من مقدمة نشرة الأخبار الرئيسية للتلفزيون السوري حيث ألمحت بشكل واضح لإمكانية قبول الهدنة، لكنها حذرت «من اختبار قدرة الجيش على الرد» ولا سيما بعد إعلان مسلحين رفضهم فكرة الهدنة. وعلم أن دولا صديقة وحليفة لدمشق أبلغتها خلال الأيام والساعات الماضية بحماسها لفكرة الهدنة.

كما علمت «السفير» من مصادر ديبلوماسية غير عربية أن جهودا إيرانية

بذلت مع الجانب التركي وأطراف أخرى بينها روسيا لتحقيق «تفاهم عام لخطة عمل سياسي» حول سوريا يمكن أن تلاقي دعما داخليا ودوليا. وفي هذا الإطار علمت «السفير» أن الجانب التركي طرح على الجانب الإيراني عدة أفكار، من بينها ضمانات بحصول انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة تستطيع كل القوى المشاركة فيها بمن فيها «حركة الإخوان المسلمين». إلا أن خلافات الطرفين لم تحسم بعد، رغم حصول استدارة في طريقة إدارة تركيا لسياستها اتجاه سوريا. وتبقى نقطة الخلاف الرئيسية مرتبطة بموقع القيادة السورية من عملية التغيير، حيث تصر طهران على ترك المسألة هذه برمتها لانتخابات محلية، فيما ترغب أنقرة بإقصاء أسماء بعينها قبل تقديم دعمها السياسي لأية خطة.

وفي إطار الدعم الإقليمي للهدنة، دعت الجزائر ومصر، في بيان مشترك نُشر في العاصمة الجزائرية، إلى فتح «صفحة جديدة» في سوريا تقوم على الحوار الوطني للاستجابة إلى «المطالب العادلة للشعب السوري».

وفي هذه الاثناء، قال رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم إن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بحث مع الرئيس المصري محمد مرسي، في القاهرة، «تطورات الأوضاع في المنطقة، خاصة في سوريا». وأعرب حمد، في تصريح لقناة «الجزيرة»، عن اعتقاده بان الوضع في سوريا لن يستمر طويلا، موضحا انه رغم الثقة بالإبراهيمي إلا انه يعتقد أن النظام السوري لن يتجاوب معه.

وكان ديبلوماسيون نقلوا عن الإبراهيمي قوله، لمجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من القاهرة، إن «الرئيس (الأسد) قبل (الهدنة) وسيصدر إعلان غدا (اليوم)». وكان الابراهيمي قال في وقت سابق في القاهرة، إن غالبية مسؤولين عن مسلحين اتصل بهم، قبلوا أيضا دعوته إلى الهدنة.

وطلب الإبراهيمي «دعما قويا وموحدا» في مجلس الأمن لجهود الوساطة التي يقوم بها، محذرا من أن فشلا جديدا في المجلس سيؤدي إلى «اتساع رقعة النزاع» إلى دول الجوار، مشيرا إلى تبادل القصف مؤخرا بين سوريا وتركيا. وأعرب عن الأمل في أن تفضي الهدنة، التي تعد «خطوة صغيرة»، إلى فتح حوار لبدء عملية انتقالية سياسية سلمية في سوريا و«تتيح نقل المساعدات الإنسانية» خصوصا إلى حلب وادلب وحمص.

وأضاف «إذا نجحت هذه المبادرة المتواضعة بفرض الهدنة ووقف إطلاق النار، نأمل أن نتمكن من البناء عليها من اجل الحديث عن وقف إطلاق نار يكون أمتن وأطول، ويكون هذا جزءا من عملية سياسية متكاملة».

مجلس الأمن

وأيد مجلس الأمن دعوة الإبراهيمي إلى وقف إطلاق النار في سوريا. ودعا، في بيان وافق عليه جميع أعضاء مجلس الأمن، «جميع اللاعبين الإقليميين والدوليين إلى استخدام نفوذهم على جميع الأطراف لتسهيل عملية خفض العنف».

وأعلن مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن دمشق أوضحت لموسكو أنها ستقبل اقتراح الإبراهيمي. وقال «لدينا مؤشرات على أنهم (الحكومة السورية) يقبلون اقتراح الإبراهيمي».

وقال المندوب الصيني لي باودونغ «نؤيد الهدنة وندعم مساعي الإبراهيمي. أعتقد أنه من المهم لكل الأطراف إدراك أهمية السلام والاستقرار».

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن واشنطن تريد أن ترى وقفا للعنف و«نريد أن نرى بدء عملية انتقال سياسي». وأضافت «نحن ندعو لحصول هذا الأمر منذ أكثر من عام». وأعلنت أن الولايات المتحدة تزيد من دعمها «غير القاتل» للمعارضة السورية، وتعمل مع «المجالس الثورية» داخل سوريا.

مسلحو المعارضة

وتضاربت تصريحات قادة المسلحين حول الالتزام بالهدنة. وقال «رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر» مصطفى الشيخ، في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»، «سيوقف الجيش السوري الحر إطلاق النار إذا التزم النظام بذلك»، مشككا في أن تقوم القوات النظامية بوقف إطلاق النار حتى لو أعلنت ذلك.

وقال «المستشار السياسي للجيش الحر» بسام الدادا، في تصريح لوكالة «الأناضول»، إن الإبراهيمي «لم يتواصل معنا بشأن الهدنة، ولسنا مضطرين للالتزام بها». وأشار إلى أن هذه الهدنة «ليس لها معنى ولا لون ولا رائحة، فإذا كان الهدف منها هو مناسبة العيد، فنحن لسنا في عيد».

وذكرت «جبهة النصرة»، في بيان نشر على الانترنت، «لا هدنة بيننا وبين هذا النظام الفاجر السفاك من دماء المسلمين، المنتهك لأعراضهم، وليس بيننا وبينه والله سوى السيف»، مضيفة «لسنا بإذن الله ممن يدع مجالا لماكر أن يخدعه».

 («السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

البنتاغون: أمريكا لا تزود المعارضة السورية بصواريخ ستينجغر

واشنطن- (رويترز): قال وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا الاربعاء انه ليس لديه علم بأن الولايات المتحدة تمد قوات المعارضة السورية بصواريخ ستينغر وذلك بعد أن قالت موسكو إن المعارضة حصلت على تلك الصواريخ الأرض-جو الامريكية الصنع.

وعندما سئل عن تقارير بشأن حصول المعارضة السورية على هذه الاسلحة رفض بانيتا التعليق وقال “لا علم لي بهذه التقارير .. وبالتأكيد لا علم لي بأننا نرسل مثل هذه الصواريخ إلى هذه المنطقة”.

وقال نيكولاي ماكاروف رئيس الأركان العامة الروسية إن الجيش الروسي علم أن قوات المعارضة السورية “تملك قاذفات صواريخ محمولة من بلدان متعددة .. بينها صواريخ ستينغر الأمريكية الصنع”.

ونقلت عنه وكالة انترفاكس للانباء قوله “لا يزال يتعين تحديد من أمدهم بها”.

وقال مسؤول بوزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) طلب عدم الكشف عن اسمه لرويترز إن الولايات المتحدة لا تستطيع تأكيد حصول المعارضة السورية على صواريخ ستينغر.

ومن الممكن ان تساعد صواريخ ستينغر على اسقاط الطائرات الحربية والطائرات الهليكوبتر التي تقصف المناطق السكنية حيث يختبيء مقاتلو المعارضة. لكن على خلاف الازمة الليبية العام الماضي لم يبد الغرب رغبة في تسليح المعارضة السورية خوفا من سقوط الاسلحة في أيدي متشددين اسلاميين.

وقتل اكثر من 32 الف شخص منذ بدء الصراع في سوريا في مارس آذار 2011 .

وأصبحت مسألة تسليح المعارضة السورية من عدمه قضية في حملة الانتخابات الرئاسية الامريكية حيث اتهم المرشح الجمهوري ميت رومني منافسه الديمقراطي الرئيس الامريكي باراك أوباما بالفشل في اظهار القيادة.

وفي مناظرتهما يوم الاثنين قال رومني ان على الولايات المتحدة ان تعمل مع شركائها على تنظيم المعارضة السورية “وضمان حصولهم على الاسلحة اللازمة للدفاع عن أنفسهم”.

وقال أوباما إن رومني مخطيء في اعتقاده بأن إمداد المعارضة السورية بأسلحة ثقيلة “اقتراح بسيط سيؤدي إلى أن نكون أكثر أمنا على المدى الطويل”.

واظهرت مقاطع فيديو صورها نشطاء من المعارضة مقاتلين يحملون صواريخ أرض- جو صنعت في الاتحاد السوفيتي السابق لكن لم تظهر بعد لقطات لمقاتلين يحملون صواريخ ستينغر.

وباعت روسيا لحكومة الأسد أسلحة بقيمة مليار دولار العام الماضي واكدت انها ستعارض أي حظر للسلاح على سوريا من جانب مجلس الامن الدولي.

عمليات القصف السورية تخلق موجة جديدة من اللاجئين

أطمة- (رويترز): تدفق مئات اللاجئين السوريين على مخيم لاجئين مؤقت قريب من الحدود التركية هربا من اسبوع وصفوه بأنه أعنف عمليات قصف للجيش السوري منذ بدء الانتفاضة قبل 19 شهرا.

وفي اليومين الاخيرين نصبت 700 خيمة في مزارع زيتون تقع على تل داخل الاراضي السورية مباشرة كلها مشغولة.

وكافحت عشرات العائلات التي تقطعت بها السبل لكي تصل الى المخيم لتجد انه لا يوجد به مأوى لكنها تخشى العودة الى ديارها لأهوال القصف المستمر.

ويراقب نبيل البالغ من العمر 20 عاما – وهو شاب شاحب تظهر دوائر سوداء اسفل عينيه – عشرات النساء والاطفال الذين جاءوا معه من قريته جبل الزاوية وهم يعودون الى الشاحنة التي جلبتهم على أمل ان يجدوا ملاذا في قرية قريبة.

وقال “بعض القنابل كانت كبيرة للغاية حتى انها …. تحطم كل شيء حتى المباني المكونة من اربعة طوابق. تعودنا على القاء صاروخ واحد أو صاروخين يوميا والان وطوال الايام العشرة الماضية أصبح (القصف) دائما ونركض من ملجأ إلى آخر. انهم يسقطون بضع قنابل ويصبح الامر كمذبحة”.

وأضاف “اسرتي…وجدت ان منزلنا دمر بالكامل. لحسن الحظ كنا نختبيء في كهف. لم يكن هناك شيء أجلبه معي”.

ومعظم اللاجئين مثل نبيل من محافظة ادلب وقالوا انهم يدفعون ثمن تقدم مقاتلي المعارضة في المنطقة.

وسيطر المقاتلون الذين يحاولون الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد على بلدة معرة النعمان الاستراتيجية الواقعة على الطريق الرئيسي الذي يربط شمال وجنوب البلاد ومسار الامدادات الرئيسي للجيش وعدة مواقع عسكرية.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ومقره بريطانيا ان طائرات حربية شنت سلسلة هجمات جوية على معرة النعمان وقرى قريبة صباح اليوم الاربعاء.

وأضاف المرصد انه حتى الان قتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة بينهم طفل وامرأة في هجوم اليوم.

وعلى مدى اسبوعين حاصر مقاتلو المعارضة وهاجموا وادي الضيف وهو قاعدة للجيش شرقي معرة النعمان ورد الجيش بقصف شديد في المناطق المحيطة.

ووفقا للمرصد قتل أكثر من 32 الف شخص في الصراع السوري ويتزايد العدد يوميا.

واتهم بسام – وهو عامل بناء يبلغ 19 عاما من قرية قرب معرة النعمان – الجيش بشن هجمات انتقامية.

وقال “في كل مرة يتقدم فيها مقاتلو المعارضة نتعرض للضرب. بالاضافة الى ذلك يوجد افراد من الجيش السوري الحر في البلدة. ولذلك فاننا في الاساس نتحمل عبء الهجمات الانتقامية التي يشنها الجيش”.

وتقدم للاجئين وجبتان يوميا بواسطة متطوعين من الجمعيات الخيرية التركية لكن الذين يعيشون هنا يعانون من المطر والليالي الباردة التي تنذر بالشتاء القادم. وقدمت منظمات خيرية مختلفة الخيام وان كانت المنظمات الدولية الرئيسية ليس لها حضور فيما يبدو.

وعند غروب الشمس تجتمع الاسر في المخيم حول النيران مصدرهم الوحيد للدفء.

وكان معظمهم يأملون في الذهاب الى تركيا لكن تقطعت بهم السبل في الجانب السوري من الحدود. وتقول تركيا التي تستضيف أكثر من 100 الف لاجيء انها لا يمكنها قبول مزيد من اللاجئين الى ان تبني المزيد من المخيمات. وحتى هذا الحين تنتظر العائلات هنا على أمل ان تتحقق تلك الوعود.

وبدون راع رسمي تكون الاحوال مزرية وتزداد سوءا مع زيادة عدد المقيمين. ويوجد مرحاضان فقط لمجموعة لاجئين يبلغ عددها نحو عشرة الاف شخص.

وتحاصر الروائح الكريهة المخيم وتوجد خيمة واحدة للاسعافات الاولية مزدحمة دائما بأشخاص يطلبون مساعدة طبية.

وتشكو النساء من انه لا يوجد مكان لهن للاستحمام حيث اماكن الاغتسال في العراء.

وقالت لاما وهي امرأة شابة هربت عائلتها مع عشرات الاشخاص من كفر عويد وهي قرية صغيرة في ادلب “لم أتمكن من الاغتسال منذ ان وصلت قبل اسبوع. انني ارى نساء يغتسلن بملابسهن”.

وبدأت عائلات في التجمع على الحدود هنا قبل شهرين والذين وصلوا في البداية أمضوا عدة اسابيع تحت الاشجار قبل ان تبدأ منظمات خيرية في جلب الخيام.

ومع تزايد الاعداد بسرعة يوجهون نداء للحصول على المساعدة وخاصة الاغطية والملابس للاشخاص الذين وصلوا وليس بحوزتهم اي شيء.

وعند سفح التل قام هيثم بلباش وابناؤه بحفر قنوات حول خيمتهم الملطخة بالوحل على امل تحويل مسار الامطار بعيدا عن ملاذهم الصغير الذي يأوي عائلة من 12 شخصا.

وتنهد قائلا “قنابل قنابل قنابل. فقدت خمسة من أقاربي هذا الشهر”. وأضاف “منزلي سوي بالارض. ذهبنا الى قرية اخرى. ثم بدأت تتعرض للضرب ولذلك شعرنا بأنه لا خيار امامنا غير ان نأتي الى هنا وننتظر”.

وهز رأسه وهو يفكر في المسار الذي تتجه اليه بلاده.

وقال “هل بقي اي شيء من سوريا؟ انني لا أفكر في مستقبلي .. حياتي انتهت عند هذه المرحلة. لكني آمل ان تنتهي (الحرب) من اجل أولادي.”

قصدت عائلات كثيرة أصابها اليأس من ان تجد ملاذا وملت الانتظار الى نقطة عبور “باب الهوى” القريبة لكن تركيا توافق فقط على دخول الذين يحملون جوازات سفر. لكن هرب كثيرون دون اوراق هوية أو لم يستخرجوا جواز سفر من قبل قط.

وطالب حشد من الرجال والنساء الذي يحملون اطفالا يبكون بدخول تركيا لكن المسؤولين أغلقوا البوابات.

وداخل المخيم المؤقت في سوريا فكر نبيل في العودة الى منزله في جبل الزاوية رغم القصف.

وقال “أعتقد انه من الافضل ان أموت شهيدا بالقنابل من ان اعيش هنا مثل الحيوان”.

الابراهيمي يعلن موافقة دمشق ومعظم مسلحي المعارضة على هدنة في عيد الاضحى

دمشق- (ا ف ب): اعلن الموفد الدولي إلى سوريا الاخضر الابراهيمي الاربعاء في القاهرة ان النظام السوري ومسؤولين من مسلحي المعارضة وافقوا على هدنة خلال عيد الاضحى الذي يبدأ الجمعة ويستمر أربعة أيام، فيما تواصلت اعمال القصف والمعارك في سوريا.

من جانبها اعلنت دمشق أن الموقف النهائي بخصوص اعلان الهدنة سيصدر الخميس، فيما قال الجيش السوري الحر انه سيوقف اطلاق النار خلال عيد الاضحى في حال التزام النظام بذلك اولا، بحسب ما افاد احد قادته العسكريين.

وقال الابراهيمي الذي انهى للتو مهمة في سوريا، للصحافيين بعد لقاء مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة ان النظام السوري وافق على الهدنة خلال عيد الاضحى وان مسؤولين عن مقاتلي المعارضة السورية اتصل بهم قبلوا ايضا دعوته الى الهدنة.

وقال الابراهيمي “وافقت الحكومة السورية على مقترح الهدنة خلال ايام عيد الاضحى”، وتابع ان “معظم مسؤولي المعارضة المسلحة قبل بمبدأ وقف اطلاق النار”.

واضاف انه “اذا نجحت هذه المبادرة المتواضعة بفرض الهدنة ووقف اطلاق النار نأمل ان نتمكن من البناء عليها من اجل الحديث عن وقف اطلاق نار يكون أمتن وأطول ويكون هذا جزء من عملية سياسية متكاملة”.

وسيطلع الابراهيمي مجلس الامن الاربعاء على حصيلة جولته التي استمرت 11 يوما وشملت دمشق والمنطقة.

ومن جهتها اعلنت وزارة الخارجية السورية الاربعاء في بيان ان القرار النهائي بخصوص اعلان هدنة في مناسبة عيد الاضحى سيصدر الخميس.

وجاء في البيان “ما زال طرح وقف العمليات العسكرية خلال عطلة عيد الاضحى المبارك قيد الدراسة من قبل القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة” مضيفا “سيصدر الموقف النهائي يوم الغد بخصوص هذا الموضوع”.

من جانب اخر، قال رئيس المجلس العسكري الاعلى للجيش الحر العميد مصطفى الشيخ في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “سيوقف الجيش السوري الحر اطلاق النار اذا التزم النظام بذلك”، مشككا في ان تقوم القوات النظامية بوقف اطلاق النار حتى لو اعلنت ذلك.

وتهدف هذه الهدنة في اعمال العنف التي اوقعت 34 الف قتيل منذ منتصف اذار/ مارس 2011، اساسا الى ترسيخ وقف اطلاق النار في حال طبق من اجل بدء حوار سياسي للخروج من الازمة. لكن في انتظار ذلك تواصل حصيلة القتلى ارتفاعها متجاوزة يوميا المئة قتيل.

وفي 12 نيسان/ابريل الماضي بقي وقف اطلاق النار الذي اعلن بمبادرة من كوفي انان، سلف الابراهيمي، والذي اعلن الطرفان موافقتهما عليه حبرا على ورق وتم خرقه في غضون ساعات رغم ان حدة المعارك تراجعت بعض الشيء انذاك.

وميدانيا، عثر على اكثر من عشرين جثة في ريف دمشق الاربعاء بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان والاعلام الرسمي السوري الذي وصف الحادث بالمجزرة، قائلا ان “مجموعات ارهابية نفذتها”، بينما اتهم ناشطون القوات النظامية بها.

وافاد المرصد في بيان عن العثور على عشرين جثة في مبنى في حي تكسي حيدر في مدينة دوما في ريف دمشق، بينها اربع لاطفال وثمان لنساء. ونقل عن ناشطين في البلدة ان الضحايا قتلوا على ايدي القوات النظامية فجرا.

في المقابل، ذكر التلفزيون الرسمي السوري ان عدد الضحايا 25. ووصفت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” ما حصل بانه “مجزرة”. وقالت “ارتكبت مجموعات ارهابية مسلحة اليوم مجزرة بشعة”، ونقلت عن مصدر في المحافظة ان “المنطقة التي وقعت فيها المجزرة ينتشر فيها ارهابيو ما يسمى لواء الاسلام الذي يتزعمه الارهابي زهران علوش”.

وفي مدينة حرستا في المنطقة ذاتها، قتل الأربعاء تسعة اشخاص بينهم اربعة مقاتلين، بحسب المرصد، في قصف واشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تحاول منذ ايام اقتحام المدينة.

في محافظة ادلب، (شمال غرب)، تدور اشتباكات بين القوات النظامية “ومقاتلين من جبهة النصرة في محيط معسكر وادي الضيف” الذي يحاول المقاتلون المعارضون السيطرة عليه منذ فترة بعد استيلائهم على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية القريبة.

واشار الى قصف على المنطقة ومعلومات “مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين جاري توثيقها”.

كذلك قتل خمسة اشخاص على الاقل في “قصف من طائرة حربية تعرضت له بلدة كفرومة” الواقعة في المنطقة ايضا.

وفي حلب (شمال)، تدور اشتباكات عنيفة في محيط مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري، بحسب المرصد، بينما تتعرض احياء في المدينة ومناطق في ريفها للقصف.

في محافظة الرقة (شمال)، قتل ما لا يقل عن ثمانية عناصر من القوات النظامية في انفجار سيارة مفخخة “استهدف حاجز القنطري للقوات النظامية على طريق الرقة الحسكة”، بحسب المرصد.

في محافظة حماة (وسط)، قتل ثلاثة اشخاص من عائلة واحدة هم طفلان في الثانية عشرة والرابعة عشرة وسيدة، في قصف على قرية الحواش من القوات النظامية.

وبلغ عدد القتلى في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا اليوم 57 شخصا.

ويأتي ذلك غداة يوم دام آخر قتل فيه 164 شخصا هم 89 مدنيا و34 مقاتلا معارضا و41 عنصرا من قوات النظام.

من جانب اخر، اعتبرت الصحافة الرسمية السورية ان المرسوم الذي اصدره الرئيس بشار الاسد الثلاثاء ويقضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ صدوره، مستثنيا منها الجرائم المتعلقة ب “الارهاب” والمتوارين، يعتبر اشارة على حسن نية النظام حيال الابراهيمي.

وكتبت صحيفة البعث الاربعاء ان سوريا قدمت “عددا من الاجراءات المساعدة على نجاح مهمة الإبراهيمي، وكان من أهمها مرسوم العفو الذي صدر بمرسوم رئاسي بالأمس، والذي يؤكد رغبة الدولة في وقف العمليات العسكرية، والانتقال من حل جزئي للأزمة الى حل متكامل وكامل تعود معه البلاد الى سابق عهدها من حيث التمتع بالاستقرار الداخلي والوحدة الوطنية”.

وازاء استمرار اعمال العنف، اعلن برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة الثلاثاء انه ارسل مساعدة غذائية الى حوالى 1,5 مليون شخص في سوريا في ايلول/ سبتمبر الماضي، مقابل 850 الفا في الشهر السابق.

من جانب اخر، اعلن رئيس هيئة اركان القوات المسلحة الروسية الجنرال نيكولاي ماكاروف الاربعاء ان مقاتلي المعارضة السورية يستخدمون قاذفات صواريخ اميركية الصنع من طراز ستينغر لمقاتلة قوات حكومة الرئيس بشار الاسد.

وفي لبنان المجاور، بدأ الرئيس اللبناني ميشال سليمان مشاورات مع ابرز القادة السياسيين في البلاد للبحث في احتمال تشكيل حكومة جديدة بعد الازمة التي تلت اغتيال مسؤول امني كبير حملت المعارضة مسؤوليته للحكومة مطالبة باستقالتها.

علاقة ملتبسة مع نظام دمشق وعمان تتصدى للجهاديين ولا تتحمس لإسقاط بشار

هاجس ‘الخلايا النائمة’ يعود للاردن بعد كشف شبكة جواسيس سورية

عمان ـ ‘القدس العربي’ ـ من بسام البدارين: يثير الإعلان مجددا في الأردن عن ضبط شبكة ‘جواسيس’ سورية التساؤلات الحرجة حول عدم استقرار العلاقة بين المملكة الأردنية وجارها الجريح بشار الأسد الذي يواجه تحديات وجود هذه المرة.

ورغم اجتهاد المؤسسة الأردنية بتوجيه رسائل ‘تطمين’ للنظام السوري حول تغير أو تبدل في مواقف الأردن الرسمية وتحديدا من بعض المسائل مثل تسلل المجاهدين عبر الحدود إلا أن التحدث مجددا للرأي العام عن جواسيس محتملين للنظام السوري يدفع السسيناريوهات الغامضة بين البلدين إلى الواجهة مجددا.

قبل ذلك كانت ‘خلايا بشار النائمة’ المفترضة مجرد حالة ذهنية سياسية يتحدث عنها المسؤولون في عمان كهاجس محتمل جعل الأجهزة الأمنية تسهر ليلا نهارا وهي تراقب اللاجئين السوريين.

لكن مع الإعلان عن شبكة جديدة قوامها سبعة سوريين مشتبه بهم تتكثف التوترات في النقطة الأمنية المتعلقة بسورية، وينتقل الحديث عن الخلايا التابعة من باب الفرضية للمخابرات السورية إلى مستوى عملي يخاطب الأردنيين.

الواضح اليوم في الأردن ان المؤسسات الأمنية برمتها بدأت تتعامل مع ‘رجع الصدى’ السوري، فبعد إعلان القوات المسلحة عن اشتباكات أسقطت عسكريا شهيدا مع مجموعات’تكفيرية’ مسلحة تم الكشف عبر مؤسسة الأمن العام عن ضبط شبكة سورية تضم سبعة أشخاص معهم اجهزة اتصال متطورة جدا لم يعلن بعد هدفها.

التفاصيل المعلنة تتحدث عن عملية استخبارية ناجحة لجهاز الأمن الوقائي الأردني بدأت بمراقبة مواطن سوري مشتبه به في عمان ورصد شقته ثم مداهمتها فيما يبدو لتنتهي القصة عند اعتقال سبعة سوريين أحدهم في مدينة إربد المحاذية للحدود مع سورية.

الخلية السباعية رسمت في الإفصاح الأمني الرسمي على أنها شبكة جواسيس محتملة لكن التحقيقات المفصلة ما زالت قيد التقييم، فالمقبوض عليهم بين يديهم أجهزة اتصال لاسيلكية متطورة جدا وقادرة على التواصل مع الأقمار الصناعية مع أجهزة اتصال عالية التقنية.

لذلك تعود الرواية الأردنية السورية المشتركة إلى بدايات غامضة ملتبسة تماما، فعمان تقدم للرأي العام الدولي والمحلي أدلة على محاولات لتصدير وإعادة تصدير الأزمة السورية ولذلك بطبيعة الحال مسوغات داخلية لكنها ترسل بنفس الوقت رسائل تطمين للنظام السوري.

دمشق بالمقابل ووفقا للإفصاحات الأردنية نفسها لا تتوقف عن محاولات ‘تجنيد’ عملاء لها في عمق الأرض الأردنية عبر خلايا جاسوسية يخشى الأردنيون فعلا أن يستخدمها النظام السوري الجريح.

محليا الانطباع الذي يحاول الإسلاميون في الأردن وغيرهم ترويجه يشير إلى أن هذا التكثيف المؤسساتي الأمني في الإعلان عن أرهابيين ومسلحين وجواسيس محتملين للنظام السوري له علاقة بتمهيد الرأي العام لارتفاع الأسعار بعدما أقفلت الحلول الاقتصادية على احتمالات قوية لرفع الدعم الرسمي عن السلع وفقا لما كشفه رئيس الوزراء عبدلله النسور.

لكن على جبهة أخرى من جبهات التحليل يتحدث البعض عن رسائل ‘أردنية’ للنظام السوري قوامها الإعلان عن نهاية آلية التسامح مع حركة عبور المجاهدين من الأردن إلى سورية والتصدي لنشاطاتهم المسلحة المحتملة على الحدود مع الاشتباك معهم إذا تطلب الأمر.

بالنسبة لرئيس وزراء سابق تحدث لـ’القدس العربي’ الرسالة واضحة للنظام السوري اليوم من جهة عمان، فهي تقول له ضمنيا بأنها تستطيع ضبط الحدود ولا تسعى للتدخل وهي رسالة هدفها الإحاطة بالموقف الأردني الجديد الذي يعبر عن القلق جراء التغيير في سورية ما دام المجتمع الدولي ما زال منقسما في السياق وما دام هذا التغيير لم يحصل بسرعة.

لذلك يربط البعض بين ‘عدوى’ الأزمة السورية وهواجسها الأمنية وبين خطط الحكومة الأردنية لرفع الأسعار، الأمر الذي استوجب ملكيا تحذير المعارضة من اللعب في ورقة الظروف الاقتصادية خلال الأيام المقبلة ما دامت قررت عدم خوض الانتخابات والبقاء في الشارع.

بدوره أجرى رئيس الوزراء الأردني الجديد عبدلله النسور سلسلة من اللقاءات المغلقة مع إعلاميين وصحافيين ونشطاء سياسيين في نفس السياق تمهيدا بدوره لأجندته الاقتصادية الوشيكة مستندا إلى مؤشرات الاستطلاع الأخير للجامعة الأردنية المعلن الثلاثاء والذي قال فيه 60 بالمئة من الأردنيين ان رئيسهم الجديد قادر على القيام بمهامه.

الخلط بين الأبعاد الإقليمية وتحديدا في الاتجاه السوري واحتمالات التأزيم والوضع الداخلي المحتقن أصبح عنوانا للعبة السياسية في الأردن وهي لعبة يقول الناشط محمد حديد انها تزداد ‘عصبية’ بسبب حساسية الأوضاع الاقتصادية التي داهمت الدولة الأردنية.

لذلك كشفت أوراق ‘أمنية’ ومن عدة مؤسسات حتى يدرك الرأي العام بان خطر انتقال عدوى التأزيم السورية أساسي وموجود وغادر منطقة التوقع فيما يتقرر بأن الانتخابات المقبلة هي عنوان الاستقرار في الوضع الداخلي لمواجهة مجمل التغييرات، فقد قال الملك عبدالله الثاني مباشرة للأردنيين بأن عملية التغيير والإصلاح لها بوابة واحدة مقنعة اليوم وهي الانتخابات والبرلمان.

تبادل الاتهامات بشأن مجزرة في دوما وستة قتلى بتفجير سيارة في دمشق

تبايُن بخصوص هدنة العيد بين سورية والابراهيمي

موسكو تتهم واشنطن بتسليح المعارضة السورية بقاذفات صواريخ ستينغر

دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر ـ بيروت ـ نيويورك ـ وكالات: أكدت السلطات السورية أنها لم توافق بعد على مقترح هدنة طرحها المبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الابراهيمي بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة السورية خلال فترة عيد الأضحى المبارك الذي تبدأ أول أيامه الجمعة، على أن تعلن دمشق موقفها النهائي بهذا الخصوص اليوم الخميس، فيما ابدى الجيش السوري الحر استعداده لوقف اطلاق النار خلال عيد الاضحى في حال التزام النظام بذلك اولا.

في الوقت نفسه، اعلنت جبهة النصرة التي لا تشكل جزءا من التركيبة العسكرية للجيش الحر والتي يشتبه بارتباطها بتنظيم القاعدة، رفضها للهدنة.

وقال رئيس المجلس العسكري الاعلى للجيش الحر العميد مصطفى الشيخ في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان ‘الجيش السوري الحر سيوقف اطلاق النار اذا التزم النظام بذلك’، مشككا في ان تنفذ القوات النظامية وقف اطلاق النار حتى لو اعلنت عنه.

واعلنت جبهة النصرة الاسلامية التي اعلنت مسؤوليتها عن العديد من التفجيرات الانتحارية الدموية في سورية من جهتها ان ‘لا هدنة بيننا وبين هذا النظام الفاجر السافك لدماء المسلمين، المنتهك لاعراضهم، وليس بيننا وبينه والله سوى السيف’.

واضاف بيان صادر عنها نشر على مواقع الكترونية اسلامية ‘لسنا بإذن الله ممن يدع مجالا لماكر ان يخدعه’.

كما ايد مجلس الامن الدولي الاربعاء دعوة مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة الاخضر الابراهيمي الى وقف اطلاق النار. ودعا المجلس في بيان وافق عليه اعضاؤه الـ15 الدول المجاورة لسورية الى ‘استخدام نفوذها’ على الاطراف المتصارعة، جاء ذلك فيما قال سفير روسيا بالأمم المتحدة ان موسكو حصلت على مؤشرات من سورية على قبول هدنة مقترحة في عيد الأضحى.

من واشنطن اعربت وزير الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الاربعاءعن تأييد بلادها للدعوة الى وقف لاطلاق النار في سورية خلال عيد الاضحى.

وقال جهاد مقدسي الناطق باسم وزارة الخارجية السورية في رسالة وجهها عبر البريد الإلكتروني لمراسلي وسائل الإعلام انه ‘ما زال طرح وقف العمليات العسكرية خلال عطلة عيد الأضحى المبارك قيد الدراسة من قبل القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، وسيصدر الموقف النهائي يوم غد بخصوص هذا الموضوع’.

وجاء توضيح جهاد مقدسي رداً على تصريحات أدلى بها الابراهيمي أكد فيها موافقة الحكومة السورية على هدنة العيد، وأعلن الأخضر الابراهيمي أمس الأربعاء أن دمشق وافقت على وقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى وهو قرار ستعلنه دمشق قريباً.

وقال الابراهيمي خلال مؤتمر صحافي في مقر الجامعة العربية بالقاهرة ‘بعد الزيارة التي قمت بها إلى دمشق هناك موافقة من الحكومة السورية على وقف إطلاق النار أثناء قترة عيد الأضحى’.

وبلغ عدد القتلى في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية الاربعاء 96 شخصا.

وأطلع الابراهيمي مجلس الامن في جلسة بدأت بعد ظهر الاربعاء على حصيلة الجولة التي قام بها في المنطقة وشملت دمشق.

في هذا الوقت، استمرت امس اعمال العنف في سورية حاصدة مزيدا من القتلى، فقد قتل ستة اشخاص وجرح عشرون آخرون الاربعاء في تفجير سيارة مفخخة بين حي التضامن ودف الشوك في جنوب العاصمة السورية، بحسب ما افاد التلفزيون الرسمي السوري.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الانفجار استهدف حافلة للركاب، مشيرا الى ان عدد القتلى ثمانية على الاقل، وان اشتباكات سبقت الانفجار وتلته.

من جهة ثانية، عثر امس على اكثر من عشرين جثة في ريف دمشق بحسب المرصد والاعلام الرسمي السوري الذي وصف الحادث بـ’المجزرة’، متهما ‘مجموعات ارهابية’ بتنفيذها، بينما اتهم ناشطون القوات النظامية بها.

واوضح المرصد انه تم العثور على الجثث في مبنى في حي تكسي حيدر في مدينة دوما، بينها اربع لاطفال وثمان لنساء. ونقل عن ناشطين في البلدة ان الضحايا قتلوا على ايدي القوات النظامية فجرا.

في المقابل، قالت وكالة الانباء السورية الرسمية ‘سانا’ ان عدد القتلى 25. ونقلت عن مصدر في المحافظة ان ‘المنطقة التي وقعت فيها المجزرة ينتشر فيها ارهابيو ما يسمى لواء الاسلام الذي يتزعمه الارهابي زهران علوش’.

واتهمت وزارة الخارجية السورية في رسالتين الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس مجلس الامن الدولي ‘المجموعات الارهابية المسلحة وداعميها’ بالوقوف خلف المجزرة ‘في توقيت أصبح متكررا ومعروفا يسبق الجلسات التي يعقدها مجلس الامن لمناقشة الاوضاع في سورية’.

وفي موسكو، اعلن رئيس هيئة اركان القوات المسلحة الروسية الجنرال نيكولاي ماكاروف ان مقاتلي المعارضة السورية يستخدمون قاذفات صواريخ امريكية الصنع من طراز ستينغر في قتالهم ضد قوات النظام.

ونقلت وكالة انترفاكس عن الجنرال ماكاروف ان ‘هيئة الاركان تملك معلومات مفادها ان المتمردين الذين يقاتلون قوات الحكومة السورية لديهم قاذفات صواريخ ارض- جو محمولة من عدة دول لا سيما قاذفات ستينغر الامريكية الصنع’.

واضاف ‘ما زال يتعين تحديد الجهة التي سلمتها’.

منظمة العفو الدولية تدعو الحكومة البريطانية إلى التوقف عن إعادة المواطنين السوريين قسراً إلى بلادهم

لندن ـ يو بي آي: دعت منظمة العفو الدولية الحكومة البريطانية الأربعاء إلى التوقف عن إعادة المواطنين السوريين قسراً إلى بلادهم، وذلك بعد تدخلها لمنع إرسال ناشط سوري إلى دمشق.

وقالت المنظمة إنها بعث برسالة إلى وزيرة الداخلية تريزا ماي لحث حكومتها على ‘وقف إعادة المواطنين السوريين قسراً إلى بلادهم نظراً للتدهور الكبير في الوضع السياسي والحقوقي في الأشهر الأخيرة، والطبيعة التي لا يمكن التنبؤ بها لاستمرار الأحداث على أرض الواقع’.

وأضافت العفو الدولية أن إبعاد الناشط السوري، الذي لم تكشف عن هويته لأسباب قانونية، كان من المفترض أن يتم الأحد الماضي، لكن هذا الأجراء تم وقفه في المحكمة العليا بلندن، ويرجع ذلك جزئياً إلى تدخلها في القضية وتقديمها معلومات حول الأزمة الراهنة لحقوق الإنسان في سورية، وإبداء مخاوفها على سلامة الناشط السوري إذا أُعيد إلى بلده قسراً.

وأشارت إلى أنها أبلغت المحكمة ‘أن الناس الذين يعارضون أو يُنظر إليهم كمعارضين للحكومة السورية معرضون لخطر الاضطهاد أو الأذى الجدي من قبل السلطات الأمنية إذا عادوا إلى سورية، وقدمت لها أدلة على أن مثل هؤلاء الناس هم في خطر حقيقي لمواجهة الاحتجاز التعسفي والتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة، فضلاً عن المحاكمات الجائرة، وعلى أن نشطاء حقوق الإنسان والنشطاء المؤيدين للديمقراطية في خطر معين’.

وقال يان شو مدير برنامج اللاجئين في منظمة العفو الدولية فرع المملكة المتحدة إن الأخيرة ‘تشعر بقلق بالغ من تصميم وكالة الحدود البريطانية على ترحيل مواطن سوري بالقوة من المملكة المتحدة وإعادته إلى سوريا، على الرغم من الحالة المروعة لحقوق الإنسان في البلاد’.

وأضاف شو أن حكومة المملكة المتحدة ‘لعبت دوراً مهماً في الضغط على الأمم المتحدة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الانتهاكات الخطيرة التي تُرتكب في سورية، ومن المدهش حقاً أن تسعى لإعادة ناشط سوري إلى بلاده بينما تعترف بوضوح بحجم هذه الانتهاكات هناك’.

وحث مدير برنامج اللاجئين في منظمة العفو الدولية فرع المملكة المتحدة الحكومة البريطانية على ‘فرض حظر عاجل على الإعادة القسرية للمواطنين السوريين إلى بلادهم’.

نعوم تشومسكي: واشنطن تخشى قيام ديمقراطية حقيقية بمنطقة الربيع العربي.. والغرب انقذ ديكتاتوريات الخليج من الثورة

القاهرة ـ من ياسمين حسين: قال المفكر الأمريكي الشهير نعوم تشومسكي إن الولايات المتحدة تخشى قيام أي ديمقراطية حقيقية تعكس الرأي العام للشعوب في منطقة الربيع العربي خاصة مع تداعي قوى هيمنتها على العالم.

وألقى تشومسكي الأستاذ الأمريكي الفخري في قسم اللغويات والفلسفة بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والمحلل السياسي الشهير محاضرة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة الثلاثاء بعنوان ‘النظام العالمي الناشئ والربيع العربي’.

واكتظت قاعة ايوارت في حرم الجامعة الأمريكية بميدان التحرير رمز الانتفاضة المصرية بالحضور الذي حرصوا على الاستماع إلى تحليل تشومسكي ووصل عددهم إلى أكثر من ألف. ونظمت المحاضرة الجامعة الأمريكية بالقاهرة بالتعاون مع جريدة ‘الشروق’.

وشهدت المحاضرة حضورا مكثفا من شبان مصريين وأجانب وشخصيات سياسية وفكرية شهيرة في المجتمع المصري مثل المرشح الرئاسي السابق عمرو موسى والمفكر الكبير جلال أمين والكاتبة أهداف سويف والكاتب محمد سلماوي.

كما حضر المحاضرة عدد من النشطاء الشبان الذين لعبوا دورا في الانتفاضة المصرية وما تلاها من أحداث مثل علاء عبد الفتاح ووائل خليل.

ويعرف تشومسكي المفكر اليهودي المولود في عام 1928 بإنتاجه اللغوي والفلسفي والنقدي في مجال اللغة والأدب والسياسة والفلسفة والاجتماع ويشتهر بنشاطه الفكري ومعارضته للسياسة الخارجية الأمريكية فضلا عن انتقاده للاحتلال الإسرائيلي.

وقال تشومسكي خلال المحاضرة إن الأمر الأخطر بالنسبة للولايات المتحدة سيكون هو التحركات تجاه استقلالية القرار في منطقة الشرق الاوسط. وأضاف أن مخططين أدركوا منذ الاربعينيات من القرن الماضي أن السيطرة على مناطق مخزونات الطاقة في الشرق الاوسط له علاقة كبيرة بالسيطرة على العالم أجمع.

وأضاف أنه لا يعني بالضرورة هنا الاستحواذ على مصادر الطاقة في المنطقة وإنما السيطرة عليها فقط حتى ولو اعتمدت الولايات المتحدة كلية على الطاقة الشمسية أو على مخزوناتها النفطية.

وذكر تشومسكي أن هناك خطرا آخر في منطقة الشرق الاوسط بالنسبة للولايات المتحدة يتمثل في احتمال أن تتحرك المنطقة صوب استقلالية لها معنى وقال إن هذا يمثل تهديدا خطيرا لها.

وأشار إلى أن هناك دراسات كثيرة للرأي العام في العالم العربي أجرتها وكالات أمريكية لاستطلاع الرأي وتوصلت إلى نتائج مشابهة تفيد بأن الولايات المتحدة لا تريد حقا أن تعبر السياسات في الدول العربية كمصر وغيرها عن الرأي العام لشعوب المنطقة.

وأضاف أنه إذا حدث هذا فقد يختلف موقف الحكومات من إسرائيل والولايات المتحدة ولن تعتبر إيران خطرا كبيرا بل أن غالبية الآراء قد ترى أن المنطقة ستصبح أكثر أمنا إذا امتلكت إيران أسلحة نووية لتوازن القوة الأمريكية وعندها سترى الولايات المتحدة أنه يجب وقف الديمقراطية لان الديمقراطية تعني ببساطة انعكاس الرأي العام على السياسات.

وأردف تشومسكي قائلا إنه وبالنسبة للغرب فإن الدول الأهم هي الدول النفطية الدكتاتورية في منطقة الخليج لكن هذه الدول نجت من موجات الربيع العربي وقمعت الانتفاضات التي طالبت بالديمقراطية فيها بعنف وبدعم من الغرب.

لكنه أضاف أنه وفي مناطق أخرى بالمنطقة بقيت الهياكل الرئيسية للدكتاتوريات القديمة – بما في ذلك مصر- كما هي على الرغم من تعرضها للتهديد من قوى شعبية تمثل مبعث قلق خطيرا للغرب.

وقال إن الولايات المتحدة ظلت لهذا السبب تدعم الانظمة الدكتاتورية السابقة في عام 2011 وكذلك فعلت فرنسا مع تونس قبل الانتفاضة التونسية إلى أن أصبح من المستحيل الاستمرار في دعمها. وأضاف أن هناك محاولات الان لاعادة بناء النظم القديمة في الدول التي شهدت تغيرات تتجه صوب الديمقراطية في المنطقة.

وضرب تشومسكي مثلا لموقف الولايات المتحدة من تطبيق الديمقراطية في المنطقة وخوفها منها وقال إن هذا ظهر جليا في الانتخابات الفلسطينية في عام 2006 والتي وصفت من قبل العديد من المراقبين المستقلين بأنها أول انتخابات حرة ونزيهة في العالم العربي.

وكانت هذه الانتخابات قد أسفرت عن فوز حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي لا تعترف بإسرائيل وترفض معاهدات السلام معها.

وقال تشومسكي إن الولايات المتحدة واسرائيل حاولتا جاهدتين دفع نتيجة هذه الانتخابات باتجاه مرشحيهما المفضلين لكن النتيجة جاءت مخالفة لتوقعاتهما لذا وفي غضون أيام اتجهت الولايات المتحدة وإسرائيل والاتحاد الاوروبي إلى معاقبة الشعب الفلسطيني لانه ‘انتهك الديمقراطية’ عن طريق التصويت وفقا لما يراه وليس ما تراه الولايات المتحدة وقال إن واشنطن لا تعتبر هذه ديمقراطية.

وأضاف تشومسكي أن الولايات المتحدة اتجهت فورا إلى إجراء روتيني تتبعه للاطاحة بالحكومات الديمقراطية التي لا تأتي على هواها وبدأت في الاعداد لانقلاب عسكري لكن الحكومة المنتخبة استبقت الانقلاب وكانت النتيجة هي تصعيد معاقبة الشعب الفلسطيني.

وكان تشومسكي قد زار قطاع غزة يوم الخميس بعدما انتقل برا إليه من مصر عبر معبر رفح. ودعا من هناك إلى رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة. والتقى تشومسكي أيضا برئيس وزراء حكومة حماس المقالة اسماعيل هنية كما ألقى محاضرة في الجامعة الإسلامية بغزة حول الربيع العربي ومستقبل السياسة الخارجية في المنطقة.

وذكر المفكر الأمريكي اليهودي الشهير أن تعامل واشنطن مع ما حدث في غزة يظهر بوضوح الطريقة التي يتعامل بها الغرب بشكل عام مع الديمقراطية حيث يكون ‘لا بأس بها طالما تأتي بالنتيجة التي نرغب (أي الغرب) بها.’

ورأى تشومسكي أن السيطرة الامريكية على الشرق الاوسط مازالت قائمة وأن تداعي القوة الامريكية في العالم مستمر.

وردا على سؤال وجهه أحد الحضور لتشومسكي حول ما إذا كانت هناك مؤامرات تحاك ضد الانتفاضة المصرية قال تشومسكي إنه يفضل وصفها بالتخطيط العقلاني وليس المؤمرات. وأضاف أنه لا توجد تقارير أو وثائق محددة تشير إلى ذلك إلا أنه في ضوء التاريخ وما يراه فإن من الممكن توقع وجود تخطيط في الغرب ضد الربيع العربي.

ووضع تشومسكي خوف الولايات المتحدة من أي ديمقراطية حقيقية في الشرق الأوسط في سياق أشمل ورصد تداعي قوى الهيمنة الأمريكية في العالم والذي وصفه بأنه حقيقي لكنه ليس حديث العهد فهو مستمر منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال إنه عند نهاية الحرب العالمية الثانية وصلت الولايات المتحدة إلى ذروة قوتها. وأضاف أن تصور تحول القوة إلى الهند والصين مع تراجع القوة الأمريكية مشكوك فيه لانهما دولتان فقيرتان وبهما مشاكل داخلية لكن العالم يصبح متنوعا بشكل متزايد. وذكر انه على الرغم من تراجع قوة الولايات المتحدة فلا يوجد في المستقبل القريب منافس ليكون القوة المهيمنة في العالم وأن الوضع سيبقى على هذا النحو لبعض الوقت.

وسرد تشومسكي لقطات تداعي القوة الأمريكية في العالم مثل ما يعرف باسم ‘فقدان الصين’ في عام 1949 عندما اصبحت الصين مستقلة وخرجت عن نطاق نفوذ الولايات المتحدة. وسخر تشومسكي من التسمية لأنه ‘لا يمكنك فقد الشيء إلا إذا كنت تمتلكه’.

وقال تشومسكي إنه بحلول عام 1970 أصبح العالم الصناعي يشتمل على ثلاثة أقطاب أحدها في أمريكا الشمالية ومقره الولايات المتحدة والآخر في أوروبا ومقره ألمانيا والثالث في آسيا ومقره اليابان.

وقال إن حلف شمال الأطلسي أنشئ لحماية أوروبا الغربية من روسيا لكن عندما انهيار الاتحاد السوفيتي لم يتم حل الحلف ولم يقلل وجوده بل توسع ناحية الشرق واصبح قوة تدخل عالمية تحت قيادة أمريكية ومهمته الرسمية هي السيطرة على نظام الطاقة في العالم عبر الممرات البحرية وخطوط الأنابيب وتنفيذ ما تحدده قوى الهيمنة العالمية. واستطرد تشومسكي قائلا إن من مظاهر تداعي القوة الأمريكية في العالم أيضا ما يسمى بفقدان أمريكا الجنوبية ويقصد به النزعة الاستقلالية في بلدان القارة التي تحركت بشكل أكبر نحو التكامل وطرد القواعد العسكرية الأمريكية بعدما كانت تعتبر باحة أمان خلفية للولايات المتحدة.

وبعدما رصد تشومسكي في المحاضرة التي استغرقت ساعة ونصف تقريبا تداعي القوة الأمريكية تحدث عما يرى أنه التغيير الحقيقي الذي طرأ على المجتمع العالمي في الوقت الحالي. وقال إن محللين في البنوك أشاروا إلى أن العالم منقسم إلى كتلتين إحداهما يمثلها الأثرياء جدا والثانية هي باقي الناس وهؤلاء يعيشون حياة غير مستقرة.

وذكر تشومسكي أن هذا هو التطور الحقيقي الذي طرأ على النظام العالمي وليس صعود الصين والهند وقال إن كتلة الأثرياء جدا تتمركز في الولايات المتحدة وبريطانيا ودول غنية اخرى بل وفي مناطق اخرى حتى في افريقيا جنوب الصحراء.

وأضاف أن التاثير العالمي للشركات المالية أصبح سلبيا والنجاحات التي تحققها لا تضيف شيئا إلى كفاءة الاقتصاد الحقيقي الا أن الكوارث والأزمات تنقل الثروة من دافعي الضرائب إلى الأثرياء. وقال إن الوضع سيستمر على هذا النحو طالما بقي من أسماهم بعبيد هذا النظام صامتين وطالما لم يتبعوا هذا النهج الذي تبلور في ميدان التحرير في مصر أيام الانتفاضة.

وتحدث تشومسكي أيضا عن العالم الذي سيتركه هذا الجيل للأجيال القادمة وقال إن الصورة قاتمة ولا تدعو للفخر وإن هناك ظلالا داكنة تخيم على هذا الإرث وأهمها الحرب النووية والكوارث البيئية لانها تتعلق ببقاء النوع.

وذكر أنه لا تبذل أي جهود جدية حيال هذين الأمرين بل تتخذ قرارات حاليا تزيد من هذين الخطرين. فعلى سبيل المثال قال إن دراسة علمية مرموقة أفادت منذ اسبوعين بأن مئة مليون شخص سيموتون في غضون عشرين عاما بسبب تغير المناخ وغالبيتهم في الدول الفقيرة. وأضاف تشومسكي أن نتائج هذه الدراسة لم تنشر في وسائل الاعلام الأمريكية بل على العكس جاءت النتائج عكسية وتمثلت في تسريع ذوبان جليد القطب ومحاولة استغلال الموارد الجديدة وزيادة استخدام الوقود الحفري للتعجيل بالكارثة.

أما عن خطر الحرب النووية فقال تشومسكي إن وسائل الاعلام تخوض فيها يوميا ولكن بطريقة تبدو غريبة لعين المراقب المستقل للأحداث. وأضاف أن الخطر الأكبر من الناحية النووية في الوقت الحالي ينبع من الشرق الأوسط، فالصورة العامة في الغرب تقول إنه من الخطير للغاية السماح لايران بامتلاك قدرة نووية على الرغم من امتلاك قوى عديدة للقدرة على انتاج اسلحة نووية.

لكن تشومسكي أشار إلى أن السبب الحقيقي للقلق صاغه الجنرال لي باتلر القائد السابق للقيادة الاستراتيجية الأمريكية عندما قال إن تسلح دولة في منطقة الشرق الأوسط بالأسلحة النووية أمر خطير لأنه قد يدفع دول أخرى لفعل الشيء نفسه. وأضاف تشومسكي أن باتلر لم يكن يشير إلى إيران وإنما إلى إسرائيل وذكر أن مشاركين في استطلاعات للرأي بين الأوروبيين قالوا إنهم يرون أن إسرائيل هي أخطر دولة في العالم وأنها تأتي حتى قبل إيران في الترتيب.

وقال إن استطلاعات رأي مماثلة جرت في العالم العربي واختار المشاركون فيها إسرائيل لتكون هي أخطر دولة في العالم تليها الولايات المتحدة.

وذكر أن إيران لا تعتبر تهديدا كبيرا بين المواطنين العاديين وفقا لاستطلاعات الرأي في الغرب لكن وسائل الاعلام تلتزم بآراء الأنظمة الدكتاتورية لذا ‘نسمع دائما ان العرب يريدون تحركا حاسما تجاه إيران لكن الحقيقة هي أن الشعوب لا تريد هذا وإنما آراء الحكام المستبدين هي المهمة بالنسبة لافكار الغرب عن الديمقراطية’.

وقال إن هذا يعكس من بين أمثلة عديدة الخوف العميق في الغرب من الديمقراطية. وقال تشومسكي إن هناك دولتان ‘مارقتان’ تنتهكان ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على عدم استخدام القوة في النزاعات الدولية ألا وهما الولايات المتحدة وإسرائيل.

واضاف ان التهديدات التي تتعرض لها إيران ليست شفوية فحسب فهناك حرب دائرة تشمل الاغتيالات وهناك حرب اقتصادية وحرب الكترونية ضد إيران.

وقال تشومسكي إن هناك طريقة مباشرة لانهاء اي خطر نووي يمكن أن تمثله إيران وهو إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.

وأشار تشومسكي إلى مؤتمر دولي سيعقد في غضون شهور في فنلندا حول هذا المقترح الذي يلقى قبولا طاغيا في العالم وحتى بين إسرائيليين. وقال إن مصر تقدمت بهذا الاقتراح في عام 1995 لكن الولايات المتحدة تعيق تحقيقه منذ ذلك الحين لاشتراطها استثناء إسرائيل من المنطقة الخالية من الأسلحة النووية.

وأضاف أنه ما لم يكن هناك ضغط شعبي كبير في الولايات المتحدة فلن يحدث شيء لكن هذا الضغط الشعبي الكبير لن يحدث ببساطة لان وسائل الاعلام الأمريكية لا تتحدث عن الموضوع, وقال إن هذا يشير إلى نوع آخر أكثر تعقيدا من القمع في المجتمعات التي تتمتع بالحرية مثل الولايات المتحدة.

ويعتبر تشومسكي هو مؤسس علم اللغويات الحديث وله أكثر من مئة كتاب تتنوع موضوعاتها بين اللغويات والعلوم السياسية.

ومن أشهر كتبه الهيمنة أم البقاء والنظام العالمي الجديد والقديم والدول المارقة و9 ـ 11 هل كان هناك بديل؟ واحتلوا بروكلين الصادر في أيار (مايو).(رويترز)

قصف على ريف دمشق والمقاتلون المعارضون يستولون على حاجز في شمال سوريا

أ. ف. ب.

بيروت: تتعرض مدينة حرستا في ريف دمشق والبلدات المحيطة بها للقصف صباح الخميس، في حين سيطر مقاتلون معارضون على حاجز للقوات النظامية في شمال البلاد، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتأتي هذه الاحداث غداة يوم دام سقط فيه 199 قتيلا في مناطق سورية مختلفة، منهم خمسون مدنيا في ريف العاصمة، بحسب المرصد.

وافاد المرصد صباح اليوم عن تعرض حرستا ومناطق محيطة بها وببلدات زملكا وكفربطنا وسقبا للقصف من قبل القوات النظامية “في محاولة للسيطرة على ريف دمشق”، بحسب المرصد.

وشددت القوات النظامية في الفترة الماضية حملاتها العسكرية في ريف العاصمة للسيطرة على مناطق عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها.

وكان عثر الاربعاء على جثث عشرين شخصا في مدينة دوما بريف العاصمة السورية. وبينما اتهم ناشطون القوات النظامية بقتل هؤلاء فجر الاربعاء، قال الاعلام الرسمي السوري عن ان “المجزرة” ارتكبتها “مجموعات ارهابية مسلحة”.

وفي دمشق، قال المرصد ان اشتباكات تدور بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين على اطراف حيي التضامن والقدم جنوب العاصمة، حيث تدور اشتباكات دورية رغم اعلان القوات النظامية سيطرتها على مجمل احياء العاصمة منذ تموز/يوليو الماضي.

وكان انفجار سيارة مفخخة على مدخل حي التضامن الاربعاء ادى الى ثمانية اشخاص، بحسب المرصد.

وفي الرقة (شمال)، استولى مقاتلون معارضون الخميس على حاجز عسكري بعدما هاجموا فجر اليوم “حاجز رنين العسكري قرب بلدة سلوك، مما ادى الى استيلاء المقاتلين على الحاجز”، مشيرا الى مقتل ثلاثة عناصر من القوات النظامية، واستحواذ المقاتلين على “اسلحة وذخائر ودبابة.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان المقاتلين “كانوا يحاصرون الحاجز منذ ايام عدة”.

وفي محافظة حماة (وسط)، افاد المرصد عن وقوع انفجار في حي الشريعة في مدينة حماة “وشوهدت اعمدة الدخان تتصاعد من المنطقة”، من دون ان تتوافر تفاصيل اضافية.

وفي حلب كبرى مدن الشمال التي تشهد معارك منذ نحو ثلاثة اشهر، دارت اشتباكات بعد منتصف الليل القوات النظامية والقوات النظامية في حي الحمدانية (جنوب غرب)، بحسب المرصد.

وأحصى المرصد سقوط اكثر من 35 ألف قتيل في النزاع السوري المستمر منذ اكثر من 19 شهرا.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/769969.html

تفجير سيارة مفخخة في ريف دمشق وقصف اللاذقية وإدلب بالطيران

قوات النظام تحاصر خان شيخون ومقتل 8 مسعفين من الدفاع المدني في دوما

بيروت: كارولين عاكوم لندن: «الشرق الأوسط»

قبل يومين على موعد بدء هدنة الأضحى، صعّد النظام السوري حملته العسكرية لتطال معظم المناطق السورية إضافة إلى الإعدامات الميدانية التي أدّت إلى سقوط المزيد من القتلى الذين وصل عددهم إلى 80 شخصا، بحسب الحصيلة الأولية التي أعلنتها لجان التنسيق المحلية في سوريا، فيما كانت المعارك بين الجيشين النظامي والحر على أشدها في حلب وإدلب ودير الزور.

وبينما صحت العاصمة دمشق على أصوات القصف المدفعي العنيف المنطلق من جبل قاسيون باتجاه الغوطة الشرقية وحي برزة، فيما شوهد تحليق طيران حربي مروحي وطائرات ميغ طوال يوم أمس في وسط العاصمة، وكان متجها نحو الشرق في غارات هي الأعنف على الغوطة الشرقية، انفجرت، بحسب ما ذكر التلفزيون السوري، سيارة مفخخة في منطقة دف الشوك بحي التضامن أدّت إلى سقوط نحو 20 جريحا و6 قتلى وفق ما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأشار شهود عيان إلى صوت انفجار ضخم دوى في حي التضامن في استهداف لحاجز لقوات النظام هناك، وجاء هذا الاستهداف بعد يوم من القصف المروحي العنيف على حي التضامن، تزامن مع حملة دهم واعتقال في حي الميدان القريب من الأحياء الجنوبية المتصلة بضواحي العاصمة.

من جانب آخر أطلقت قوات الأمن الرصاص على مظاهرة طيارة خرجت في شارع بغداد وسط العاصمة، أعقبها حملة مداهمة واعتقالات، وقال ناشطون إنه تم اعتقال العشرات من الشباب. كما دارت اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب المقاتلة على طريق المتحلق الجنوبي في حي القابون رافقها سقوط قذائف على أطراف الحي.

كما قصفت القوات النظامية مجددا بلدة حرستا لليوم الخامس على التوالي في محاولة لاقتحامها، ودارت اشتباكات عنيفة، مما تسبب بمقتل خمسة أشخاص وفقا للجان التنسيق المحلية وشبكة «شام». وقال أحد الناشطين في دوما لـ«الشرق الأوسط» إنّ «8 مسعفين من الدفاع المدني قتلوا برصاص القنص خلال محاولتهم مساعدة ضحايا سقطوا جراء القصف». وقالت الناشطة مسا مسعود عضو شبكة «سوريا»، إنه عثر على جثث محروقة، محملة مسؤولية قتلهم للفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري. وذكر المرصد أن القصف على حرستا ترافق مع أصوات انفجارات هزت أنحاء المدينة وإطلاق رصاص كثيف من قبل القوات النظامية بينما تعرضت بلدة عربين للقصف. وشمل القصف مناطق أخرى في ريف دمشق بينها حمّورية وفي العاصمة دمشق وتحديدا في حي القابون وفقا لناشطين.

وفي إدلب، تحدثت لجان التنسيق المحلية والمرصد السوري لحقوق الإنسان عن قصف عنيف على معرة النعمان بريف إدلب حيث يحاول الجيش النظامي السوري فك الحصار عن جنوده المحاصرين في معسكر وادي الضيف شرقي البلدة التي سيطر عليها الجيش الحر في وقت سابق من هذا الشهر.

وأكدت لجان التنسيق مقتل خمسة أشخاص بقصف جوي لبلدة أخرى في ريف إدلب هي معرة شمرين. وفي وقت لاحق أكدت الهيئة العامة للثورة السورية وناشطون مقتل ثمانية أفراد من عائلة واحدة بقصف لبلدة كفرومة بإدلب أيضا. كما نجح مقاتلو الجيش الحر في إجبار القوات النظامية على الانسحاب من بلدة حارم بريف إدلب حيث يستمر القتال على جبهات أخرى.

وأفاد المرصد بأنّ الطائرات الحربية شنّت غارات جوية على مدينة معرة النعمان وقرية تلمنس الواقعة في محيط معسكر وادي الضيف وقتل خمسة عناصر من الجيش الحر بينهم أربعة من مشايخ معرة النعمان، فيما استمرت الاشتباكات في محيط المعسكر بين القوات النظامية من جهة ومقاتلين من الجيش الحر وآخرين من «جبهة النصرة» في محاولة لمحاصرة المعسكر منذ أيام والسيطرة عليه.

وقال عثمان الخاني، الناطق الإعلامي من خان شيخون في ريف إدلب، لـ«الشرق الأوسط» إنّ «اشتباكات عنيفة دارت بين الجيشين في محيط معسكر وادي الضيف الذي يحاصره الجيش الحر منذ أيام، مانعا وصول تعزيزات لقوا النظام إليه، فيما نجح في السيطرة على عدد من حواجز المنطقة». في المقابل، أشار الخاني إلى أنّ مدينة خان شيخون تئنّ تحت الحصار المطبق الذي تنفذه قوات النظام من خلال الحواجز الـ17 التي تلفّ المدينة.

كما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية، أنّ قصفا عنيفا بالطيران الحربي استهدف بلدة كفروما بريف إدلب وأدى إلى سقوط سبعة قتلى من عائلة واحدة بينهم نساء وأطفال وعشرات الجرحى. وفي معرة النعمان التي سبق للجيش الحر أن أعلن سيطرته عليها، الأمر الذي منع وصول الإمدادات لقوات الجيش النظامي نحو حلب، تجدد القتال أمس في محيط معسكر وادي الضيف الذي يضم نحو 150 جنديا نظاميا وفق بعض التقديرات.

وفي اللاذقية، أفاد المرصد عن تعرض قرى جبل الأكراد للقصف من قبل الطائرات الحربية. كما قتل وجرح، بحسب المرصد، في محافظة الرقة ما لا يقل عن 14 شخصا من القوات النظامية إثر تفجير سيارة مفخخة على حاجز القنطري للقوات النظامية على طريق الرقة الحسكة بريف الرقة.

أما في حلب حيث المعركة لا تزال على أشدّها، فقد استهدف القصف أحياء في حلب بينها مساكن هنانو وبلدات في ريفها بينها أورم الكبرى وكفرناها بحسب ما أفاد ناشطون. كما تعرض حي الصاخور في المدينة للقصف من قبل القوات النظامية ودارت اشتباكات عنيفة في أحياء الخالدية والأشرفية والزهراء وفي محيط دوار شيحان والليرمون وأوقعت خسائر في صفوف الطرفين.

وأكدت لجان التنسيق وشبكة «شام» اندلاع مواجهات عنيفة في محيط مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري القريب منه، فيما استمر القتال في أحياء داخل المدينة مثل باب الحديد وسيف الدولة. كما سجلت صباح أمس اشتباكات عنيفة في بلدة خان العسل بحلب لدى محاولة الجيش النظامي اقتحامها. وفي ريف حلب دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والجيش الحر في بلدة خان العسل كما تعرضت بلدة كفرناها للقصف من قبل القوات النظامية.

أما في دير الزور، فقد تحدثت شبكة «شام» عن قصف جوي ومدفعي عنيف لأحياء في دير الزور بينها الحميدية والشيخ ياسين وتعد حارم آخر معقل للجيش النظامي في شمال وغرب إدلب والتي تشهد مواجهات منذ أسابيع. كما سيطر الجيش الحر على حاجز المسمكة قرب المطار العسكري بينما استمرت الاشتباكات قرب مقر الأمن السياسي بالمدينة. وفي ريف دير الزور تعرضت قريتي الحسينية والجنينة للقصف من قبل القوات النظامية مما أدى لسقوط جرحى. وفي درعا أيضا، ذكر المرصد أنّ القوات النظامية نفذت حملة دهم في بلدة الصنمين بحثا عن مطلوبين بينما تعرضت بلدة علما للقصف ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا.

لجان التنسيق: إمكانية إعلان شمال سوريا «منطقة عازلة» خلال ساعات

روسيا: المعارضة مسلحة بصواريخ «ستينغر» الأميركية.. والثوار: سلاحنا من غنائمنا فقط

بيروت: بولا أسطيح موسكو: سامي عمارة

شكل انسحاب الجيش السوري النظامي أول من أمس من مدينة حارم في ريف إدلب بعد اشتباكات دامية هناك، وكذلك سيطرة الجيش الحر على أكثر من 18 حاجزا في المنطقة، نقطة تحول في مسار الأحداث في شمال سوريا، خاصة مع حديث لجان التنسيق المحلية عن «سيطرة الثوار على 80% من ريف إدلب، وإمكانية إعلان شمال سوريا منطقة عازلة خلال ساعات».

التطورات الميدانية رافقها موقف روسي لافت؛ إذ أعلن رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الروسية الجنرال نيكولاي ماكاروف أن مسلحي المعارضة السورية يستخدمون قاذفات صواريخ أميركية الصنع من طراز «ستينغر» لمقاتلة الجيش السوري. وقال الجنرال ماكاروف بحسب ما نقلت وكالة «إنترفاكس» إن «هيئة الأركان تملك معلومات مفادها أن المقاتلين الذين يقاتلون قوات الحكومة السورية لديهم قاذفات صواريخ محمولة من دول مختلفة، لا سيما قاذفات (ستينغر) الأميركية الصنع».

وأشار المسؤول العسكري الروسي إلى أن موسكو تملك ما يؤكد تسليح المعارضة السورية بهذه الأسلحة، رغم إنكار الإدارة الأميركية تقديم هذه الصواريخ إلى المعارضة السورية، وأضاف أنه «ما زال يتعين تحديد الجهة التي قامت بتسليمها».

وتتريث قيادة الجيش الحر منذ مدة في إعلان قيام منطقة عازلة شمال سوريا، بانتظار مدها بأسلحة نوعية على غرار صواريخ «ستينغر» قادرة على فرض نوع من السيطرة على الجو بعد إتمام السيطرة على الأرض. وهي صواريخ – كما يؤكد قادة هذا الجيش في الميدان والناشطون والمجلس الوطني السوري – لا تزال غير موجودة بين أيدي الثوار لغياب القرار الدولي في هذا الإطار.

وفي حين يؤكد قائد «لواء حلب الشهباء»، الشيخ عبد الرحمن أن الريف الشمالي لسوريا أصبح وبشكل كامل تحت سيطرة الثوار، ينفي ما يحكى عن استخدامهم صواريخ «ستينغر»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «كل ما لدينا أسلحة استولينا عليها خلال اشتباكنا مع قوات النظام، وما يحكى عن مدنا بأسلحة نوعية من الخارج لا يمت للحقيقة بصلة ويهدف لتجفيف منابع السلاح الخفيف والمتوسط».

ويشير عضو المجلس الوطني السوري أديب الشيشكلي إلى أنه «مع السيطرة على مدينة حارم يمكن القول إننا أصبحنا بصدد منطقة عازلة سورية الصنع، لا تزال لا تتمتع بغطاء جوي بسبب غياب القرار الدولي بمد الثوار بأسلحة نوعية»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «ما يُحكى عن وصول صواريخ (ستينغر) لأيدي الثوار غير صحيح لأنها صواريخ يستحيل إخفاؤها متى استخدمت على أرض المعركة، علما بأن الدول الغربية والإدارة الأميركية ترفض حتى الساعة تزويدنا بنوع كهذا من السلاح سيقلب كل المعادلات».

بدوره، يعرب مسؤول الإعلام المركزي في القيادة المشتركة لـ«الجيش السوري الحر» فهد المصري عن تخوفه من أن يكون انسحاب الجيش السوري النظامي السريع والمفاجئ من معرة النعمان وغيرها من مناطق في ريف إدلب مقدمة لحملة هوجاء سيشنها النظام على المنطقة بالصواريخ والأسلحة المحرمة دوليا، متحدثا عن جهود حثيثة يتم بذلها لإعلان شمال حلب وإدلب منطقة عازلة محررة، على أن تكون في المرحلة المقبلة محمية دوليا. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «ما نسعى إليه هو تشكيل ائتلاف عسكري دولي من خارج مجلس الأمن يوجه ضربات جوية لمفاصل النظام، وكذلك الحصول على أسلحة نوعية تمكن الجيش الحر من تأمين منطقة عازلة 100% جوا وبرا».

أما عما يحكى عن مد الثوار بصواريخ «ستينغر»، فيقول المصري: «ما لدى الجيش الحر من مضادات للطيران والدروع نتيجة غنائمه وسيطرته على بعض مخازن الأسلحة التابعة للنظام.. أما كل حديث آخر عن دخول سلاح نوعي من دول غربية أو عربية فهو كلام غير دقيق».

وعلق المصري على إعلان نائب الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون عمليات السلام إيرفي لادسوس أن حديثا جديا يدور في أروقة المنظمة الأممية في نيويورك حول احتمالات إرسال بعثة سلام دولية إلى سوريا، فقال: «أبلغنا المبعوث الدولي – العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بوجوب إرسال قوات دولية مماثلة إلى الحدود مع لبنان لوضع حد لتدخل حزب الله بشؤوننا، خاصة وقف قصفه الأراضي السورية.. وهو ما تأكد مؤخرا حين قصف القصير وجوسية من مرتفعات الهرمل».

مجزرة جديدة في دوما ضحاياها 30 ذبحاً وإعداماً بالرصاص «في منازلهم»

النظام السوري ينفي علاقته.. و«لواء الإسلام» يحمله المسؤولية ويحذر من مجازر أخرى

بيروت: ليال أبو رحال

اتهم ناشطون سوريون قوات الأمن السورية بارتكاب مجزرة في مدينة دوما، الواقعة في ريف دمشق، راح ضحيتها بحسب مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، 30 شخصا، بينهم 9 نساء و4 أطفال قتلوا «رميا بالرصاص» أو «ذبحا» داخل شققهم الواقعة في مبنيين مجاورين، في حين اتهم النظام السوري من خلال وسائل إعلامه، ما سماهم بـ«مجموعات إرهابية مسلحة بارتكاب المجزرة»، قبل أن تؤكد وزارة الخارجية والمغتربين السورية أن «المجزرة التي ارتكبتها إحدى المجموعات الإرهابية المسلحة في دوما جرت في منطقة لا وجود فيها لقوات الجيش السوري أو قوات حفظ النظام، التي تنشط فيها العصابات الإرهابية المسلحة، إضافة إلى التوقيت الذي حصلت فيه، حيث يثبتان مرة أخرى مسؤولية العصابات الإرهابية المسلحة وداعميها عن هذا النوع من المجازر التي ترتكب في كل مرة بدم بارد وبشكل متعمد».

وقالت الخارجية السورية في رسائل وجهتها إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيسة مجلس حقوق الإنسان، والمفوضة السامية لحقوق الإنسان، إن «المجموعات الإرهابية المسلحة وداعميها لا تزال تسفك الدم السوري بشكل مناف لكل قيم الإنسانية وفي توقيت أصبح متكررا ومعروفا يسبق الجلسات التي يعقدها مجلس الأمن لمناقشة الأوضاع في سوريا». وطالبت الخارجية «مجلس الأمن الدولي والأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان بفضح ما تقوم به المجموعات الإرهابية المسلحة ومحاسبتها وإدانة جرائمها».

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نقل في بيان عن ناشطين في المدينة قولهم إن «الضحايا قتلوا على أيدي القوات النظامية فجر أمس»، في حين ذكرت شبكة «شام» الإخبارية أن «قوات الأمن السورية مدعومة بميليشيات الشبيحة أعدمت صباح أمس أكثر من 20 مدنيا بينهم أطفال ونساء في مدينة دوما»، لافتة إلى أن «الضحايا أعدموا في بناية سكنية في حي المساكن».

وفي سياق متصل، قال عضو المكتب الإعلامي في مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق محمد السعيد، لـ«الشرق الأوسط»، إن «عناصر من حاجز الشهداء الواقع على مستديرة الشهداء قاموا عند السابعة من صباح أمس برمي قنبلتين على حي سكني يبعد قرابة 50 مترا عن الحاجز، ثم اقتحموا بعدها الحي وقاموا بحملة مداهمات عشوائية، شملت بشكل خاص مبنيين اثنين». وأوضح أن «قوات الأمن عمدت إلى جمع قاطني كل شقة في المبنيين السكنيين في الحمام، ثم أطلقت النار عليهم مباشرة، بينما قتلت آخرين ذبحا»، مشيرا إلى أنه «تم لاحقا العثور على الرصاص الفارغ في الشقق بعد انسحاب القوات النظامية منها».

وأكد السعيد «مقتل قرابة 30 شخصا، بينهم ممرضة تدعى رشا العابد، كانت تعمل كمسعفة في المشافي الميدانية في دوما»، لافتا إلى أن «قوات الأمن عمدت بعد خروجها إلى إطلاق النار على كل من يقترب من المبنيين، ولم يتمكن أهالي الحي من الدخول إلى المبنيين إلا بعد استحداث فجوة في خلفيتهما».

وبينما أظهر شريط فيديو بثه ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت جثث نساء وأطفال ملفوفة بالقماش خلال «مجزرة دوما»، ذكر التلفزيون السوري الرسمي أن «عدد الضحايا بلغ 25»، بينما وصفت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ما حصل بأنه «مجزرة». وأفادت بأن «مجموعات إرهابية مسلحة ارتكبت مجزرة بشعة»، ونقلت عن مصدر في المحافظة قوله إن «المنطقة التي وقعت فيها المجزرة ينتشر فيها إرهابيو ما يسمى بـ(لواء الإسلام) الذي يتزعمه الإرهابي زهران علوش».

لكن قائد «لواء الإسلام» الشيخ زهران علوش نفى أن يكون لعناصر اللواء «أي علاقة بمجزرة دوما»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «بتنا معتادين من النظام على هذه الأكاذيب والمسرحيات القذرة للإيقاع بين المقاتلين والشعب السوري وبهدف تمرير مآربه من ارتكاب المجازر لإعادة السوريين إلى زمن الذل والخضوع للنظام».

وجزم علوش أنه «لا علاقة لـ(لواء الإسلام) بالمجزرة لأسباب عدة، أبرزها أن المجزرة ارتكبت على بعد 50 مترا من حاجز دوار الشهداء»، لافتا إلى أن «النظام يكذب بادعائه أن (لواء الإسلام) يسيطر على المنطقة، في حين أن في قلبها حاجزا نظاميا قذرا يمارس منذ أشهر طويلة القنص وقتل المدنيين الأبرياء». وشدد على أن «النظام بدأ في الأيام الأخيرة الأعمال التمهيدية لاجتياح دوما، فأغلق جميع الطرق المؤدية إليها وهو يستعد لاقتحامها»، مؤكدا التخوف من «حصول مجازر أخرى على غرار ما حصل في داريا، باعتبار أن دوما لا تزال تشكل قلب الثورة النابض في ريف دمشق، وتحديدا في الغوطة الشرقية، فضلا عن استضافتها لمئات العائلات النازحة من مناطق الريف من حرستا وزملكا وكفربطنا وعربين».

وختم علوش بالتأكيد على أن «اتهامات النظام السوري وفبركاته لن تمر على أهالينا في ريف دمشق، الذين يدركون أن (لواء الإسلام) يعمل على الدفاع عنهم وحمايتهم». وكان ناشطون سوريون قد أفادوا بأن الجيش السوري الحر تمكن من تدمير حاجز الشهداء في دوما ردا على مجزرة النظام.

«العفو الدولية» تطالب الاتحاد الأوروبي بجهود أكبر لمساعدة اللاجئين السوريين

بروكسل تعلن عن 150 منحة دراسية للسوريين في جامعات أوروبا

بروكسل: عبد الله مصطفى

قالت منظمة العفو الدولية إن على الاتحاد الأوروبي بذل مزيد من الجهود لمساعدة اللاجئين السوريين، ودعت في بيان صدر عن مكتب المنظمة ببروكسل الاتحاد إلى إجراءات أكثر حزما للتعامل مع التشريد الجماعي الذي يتعرض له السوريون بسبب أعمال العنف في البلاد.

وحدد البيان عددا من الإجراءات التي يستطيع أن يفعلها التكتل الموحد في هذا الصدد، ومنها ضمان حصول السوريين الذين يصلون إلى أوروبا على حق اللجوء، مع وجود إجراءات أوروبية موحدة تضمن قرارات قانونية عادلة تؤدي إلى ذلك، وخاصة أن عدد السوريين الذين حصلوا على حق اللجوء في أوروبا يعتبر قليلا جدا وأقل من التوقعات.

كما دعت «العفو الدولية» إلى ضرورة تسهيل حصول السوريين على تأشيرات الدخول إلى أوروبا، وأيضا تبسيط إجراءات التجمع العائلي والتي تتعلق بلحاق السوريين بأقاربهم في أوروبا. كما طالبت الدول والمؤسسات الأوروبية ببذل مزيد من الجهد للمساهمة في برامج الأمم المتحدة المخصصة للاجئين السوريين في دول الجوار وللمهجرين داخل بلادهم.

وتعليقا على الأمر، قال مدير مكتب منظمة «العفو الدولية» في أوروبا نيكولا بيرغر إنه «على الاتحاد الأوروبي، الذي حصل هذا العام على جائزة نوبل للسلام، أن يعمل على ضمان حماية اللاجئين السوريين». وتقدر المنظمات الدولية عدد السوريين الذين عبروا الحدود إلى دول الجوار بما يقارب 350 ألف سوري، ويتوقع أن يصل الرقم إلى 700 ألف شخص مع نهاية العام الحالي، بالإضافة إلى 1.2 مليون نازح داخل البلاد. فيما لم تستضف كامل دول الاتحاد الأوروبي – حتى الآن – سوى 16500 سوري. وتقول تلك الجهات إن هناك ما يقارب 25 ألف شخص هم ضحايا العنف في سوريا حتى الآن.

وفي بروكسل أيضا، أعلنت المفوضية الأوروبية عن فتح باب تقديم الطلبات للراغبين من السوريين في الحصول على المنح الدراسية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي في إطار برنامج «إيراسموس موندوس» للمنح الدراسية. وقال بيان أوروبي إن «المفوضية – وعلى الرغم من ظروف الصراع الحالي الذي تعاني منه البلاد – فإنها حريصة على ضمان توفير فرص المنح الدراسية للدارسين السوريين، سواء للنازحين داخل سوريا أو خارجها»، وإن المنح الدراسية المقررة هذا العام تصل إلى 150، مشيرة إلى أن المنح الدراسية قد تضاعفت خلال العامين الأخيرين نتيجة لزيادة التمويل لهذا الغرض ضمن سياسة الجوار الأوروبية، والتي تعمل على تعزيز التعاون مع دول جنوب المتوسط في مجالات مختلفة، ومنها التعليم، وبموازنة تقدر بمليار يورو.

وقال المفوض الأوروبي المكلف بسياسة الجوار ستيفان فول إنه من المهم جدا أن يرى الطلبة السوريون أن الاتحاد الأوروبي يبقي الباب مفتوحا لهم لتكملة دراستهم في الجامعات الأوروبية. وأضاف أن «تعزيز التفاهم بين الثقافات جزء من برنامج (إيراسموس)، وخاصة في ظل الظروف الصعبة الحالية. ونريد توفير المنح الدراسية أمام الطلبة والباحثين السوريين أينما كانوا».

مصادر دبلوماسية غربية: 3 عناصر أساسية تجعل تحقيق «هدنة الأضحى» بالغ الصعوبة

فرنسا تطالب بأن يتبع الهدنة وقف دائم للعمليات العسكرية وانسحاب قوات النظام إلى ثكناتها

باريس: ميشال أبو نجم

بينما أعلن المبعوث العربي – الدولي الأخضر الإبراهيمي في القاهرة أمس قبول النظام السوري وبعض المعارضة المسلحة الالتزام بهدنة طيلة أيام عيد الأضحى، وذلك ابتداء من غد (الجمعة)، شككت مصادر دبلوماسية غربية في العاصمة الفرنسية في إمكانية تحقيقها ميدانيا وفي التزام الطرفين المتصارعين بها، وذلك على غرار ما حصل في شهر أبريل (نيسان) الماضي عندما لم يصمد وقف لإطلاق النار تم التوصل إليه بوساطة دولية سوى بضع ساعات.

وتبني هذه المصادر توقعاتها المتشائمة على ثلاثة عناصر أساسية: الأول رغبة الطرفين في الاحتكام إلى لغة السلاح لإحداث تغيير ميداني في هذا الاتجاه أو ذاك قبل القبول بوقف النار بغرض التفاوض من موقع قوة. والحال أن ما هو حاصل على الأرض لا يوفر بعد التفوق المطلوب لا لقوات النظام ولا لقوات المعارضة، مما يعني أن الأعمال القتالية ستستمر. والعنصر الثاني يتمثل في غياب أي آلية محايدة وفاعلة للرقابة على الهدنة حتى وإن كانت حتى الآن ستجري لمدة أربعة أيام، الأمر الذي يترك الحبل على الغارب للطرفين ليتصرفا على هواهما وعدم احترام الهدنة، بينما الذرائع التي يمكن التخفي وراءها كثيرة. أما العنصر الثالث فمرده إلى تشتت المعارضة المسلحة وغياب هيئة قيادية تجمعها وتلتزم بأوامرها، حيث إن كل فصيل أو مجموعة يتصرف على هواه، ولذا سيكون من الصعب حملها جميعا على احترام الهدنة وفي وقت واحد.

وترجح هذه المصادر أن يعمد الطرفان إلى استغلال الهدنة لتقوية مواقعهما العسكرية واستقدام المساندة والدعم بالرجال والسلاح من أجل التهيؤ لجولات قتالية لاحقة.

وتعتبر المصادر الغربية أن الهدنة بذاتها «لن تغير في واقع الأمور شيئا إذا لم يتبعها وقف لإطلاق النار وللأعمال العدائية». وتفسر الإعلان «المفاجئ» للإبراهيمي لجهة قبول الطرفين للهدنة على أنه نتيجة للضغوط التي تمت ممارستها على الجانبين المتقاتلين، وللنصائح التي تلقياها إقليميا ودوليا، حيث إن كلا منهما «لا يريد أن يعتبر مسؤولا عن إجهاض مطلب الإبراهيمي المتواضع»، الذي حظي بدعم دولي وإقليمي ومن كل الأطراف التي اتصل بها المبعوث الدولي للتسويق لفكرته.

وأمس، جددت باريس دعمها للإبراهيمي للالتزام بالهدنة وللجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة في هذا السياق. غير أن الخارجية الفرنسية وضحت «رؤيتها» لهذه الهدنة في حال احترامها، إذ طالبت النظام السوري بأن «يخطو الخطوة الأولى»، وهو ما قالته الأمم المتحدة سابقا وما تطالب به المعارضة التي ربطت احترامها للهدنة بأن يلتزم النظام «أولا» بوقف النار. فضلا عن ذلك، تريد باريس أن تفضي الهدنة المؤقتة إلى «وقف دائم للأعمال القتالية»، وأن يترافق ذلك بعودة القوات النظامية إلى ثكناتها.

وحتى الآن، ما زال قبول الطرفين للهدنة غير مؤكد. فمن جهة، لن تكشف السلطات السورية عن قرارها «النهائي»، بحسب بيان وزارة الخارجية السورية أمس، إلا اليوم، بينما المعارضة متمسكة بشرط أن يقوم النظام بالخطوة الأولى.

وبناء عليه، ترى مصادر رسمية فرنسية أنه «لا أحد يمكن أن يكون مهتما حقيقة في الوقت الحاضر بوقف النار أو قبول العبور إلى مسار سياسي»، مما يعني أن القبول العلني للهدنة يدخل في إطار «التكتيكات السياسية» التي لا تقدم ولا تؤخر.

وفي السياق ذاته، تنظر هذه الأوساط إلى تصريحات مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة، الفرنسي هيرفيه لادسوس، يوم الاثنين، عن بدء العمل على خطط لإرسال قوة حفظ سلام في سوريا، بأنها «مجرد بحث نظري في الوقت الحاضر»، باعتبار أن «شروط تحقيقها غير متوفرة اليوم».

جدير بالذكر، أن بعثة الرقابة الدولية التي حضرت إلى سوريا نهاية شهر مارس (آذار) الماضي لمراقبة وقف إطلاق النار فشلت في مهمتها، لأن وقف النار لم يتحقق ولأن انتدابها كان محدودا. وتحتاج خطوة كهذه إلى قرار من مجلس الأمن الدولي، أي إلى توافق بين الدول الخمس دائمة العضوية.. وهو الأمر غير المتوفر في الوقت الراهن.

137 قتيلا برصاص القوات النظامية

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن عدد ضحايا نيران قوات النظام قد ارتفع أمس الأربعاء إلى 137، أكثر من ثمانين منهم في دمشق وريفها، حيث يؤكد الناشطون أن وتيرة الصراع في العاصمة وريفها آخذة في الازدياد المطرد، بالتزامن مع تصعيد الجيش الحر هجماته على حواجز الجيش النظامي في أنحاء البلاد.

وقال ناشطون إن القصف بالمدفعية والدبابات يتواصل على أحياء الحجر الأسود والعسالي والقابون وبرزة بدمشق، بينما أكدت شبكة شام الإخبارية أن الاشتباكات تدور فجر اليوم الخميس في حيي القدم والعسالي وبرزة بين قوات النظام والجيش الحر، حيث دمر الثوار حاجزا عسكريا في حي التضامن واستهدفوا حافلة للجيش والشبيحة، كما هاجموا عدة حواجز في الحجر الأسود.

وفي الوقت نفسه، انتشرت عناصر الأمن والشبيحة في أحياء باب مصلى والميدان وساروجة والمزة وشارع خالد بن الوليد، مما أدى إلى إغلاق بعض الطرق ونشر الحواجز واعتقال العديد من المتظاهرين.

وقد شهد حي التضامن انفجار سيارة مفخخة تلاه إطلاق رصاص وقصف مروحي عنيف على شارع الشهداء، بينما قال التلفزيون السوري الرسمي إن ستة أشخاص قتلوا وأصيب نحو عشرين آخرين في انفجار حافلة عند حاجز عسكري في حي دف الشوك.

وفي ريف دمشق، قصفت قوات النظام كلا من عربين وسقبا وحمورية وحرستا وقطنا والذيابية ومعظم مناطق الغوطة الشرقية، بينما تصدى الجيش الحر لمحاولات اقتحام عربين وحرستا وعين ترما وتمكن من تدمير عدد من الآليات.

وتتعرض مدينة زملكا لقصف جوي ومدفعي متواصل لليوم الخامس على التوالي، فضلا عن الحصار الخانق الذي تسبب في نقص المواد الغذائية والطبية وانقطاع التيار الكهربائي.

وقال ناشطون إن عشرين شخصا على الأقل -بينهم نساء وأطفال- أعدموا ميدانياً على أيدي قوات النظام في مدينة دوما بريف دمشق.

هجمات الثوار

وفي مدينة حلب، أفاد ناشطون بتصدي الجيش الحر لمحاولة جيش النظام اقتحام أحياء بني زيد والإذاعة والصاخور، كما قصف الثوار مقرا لجيش النظام في الجندول بقذائف الهاون، ودارت اشتباكات عنيفة قرب فرع المداهمة في حي الميدان وحول مطاريْ حلب الدولي والنيرب العسكري.

وفي بلدة خان العسل، هاجم الثوار قوات النظام خلال محاولتها فك الحصار عن مدرسة الشرطة المحاصرة من قبل الجيش الحر، ونجحوا في تدمير عدد من المركبات.

وفي محافظة إدلب، تجددت الاشتباكات في معسكر وادي الضيف بمعرة النعمان المحاصر من قبل الجيش الحر، فيما واصل الأخير حصاره لحاجز الحامدية العسكري.

كما سيطر الثوار على حاجز سيجر العسكري بعد حصار دام عدة أيام واستولوا على كافة الأسلحة الموجودة فيه.

وإلى الشرق من إدلب، هاجم الجيش الحر حاجزيْ الصوامع ودوار الدلة بمحافظة الرقة، كما دمر حاجز الكنطري قرب مدينة سلوك، وهاجم إحدى دوريات جيش النظام في شوارع المدينة.

أما محافظة دير الزور فشهدت اشتباكات قرب فرع الأمن السياسي، كما هاجم الثوار عددا من حواجز الجيش النظامي في المدينة.

وبث الناشطون صورا لمقتل أحد قناصة الجيش النظامي برصاص قناص من الجيش الحر، وصورا أخرى للثوار وهم يستهدفون الطيران المروحي بالمضادات الأرضية.

مجلس الأمن يؤيد دعوة الإبراهيمي لهدنة سوريا

                                            أيد مجلس الأمن الدولي الأربعاء دعوة مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي  إلى وقف إطلاق النار في سوريا، في حين أكد الإبراهيمي أن دمشق قبلت بالهدنة.

ودعا المجلس في بيان وافق عليه أعضاؤه الـ15 الدول المجاورة لسوريا إلى “استخدام نفوذها” على الأطراف المتصارعة لإنهاء الحرب المستمرة منذ 19 شهرا.

وفي وقت سابق اليوم قال الإبراهيمي إن الرئيس السوري بشار الأسد قبل وقف إطلاق النار أثناء عطلة عيد الأضحى، لكن المبعوث الأممي أكد أن الهدنة “خطوة صغيرة” قد لا تصمد.

وأعلن الإبراهيمي في حديث لمجلس الأمن الدولي عبر الفيديوكونفرنس أن الأسد وافق على إصدار بيان غدا بشأن تطبيق هدنة خلال أيام العيد، وقال “الرئيس قبل وسيصدر إعلان غدا”.

 وقال الإبراهيمي إن وقف إطلاق النار الذي يقترحه في سوريا سيكون “خطوة صغيرة” لكنه أشار إلى أنه ليس “واثقا” من أنه سيصمد.

ونقل مراسل الجزيرة في نيويورك مراد هاشم عن الإبراهيمي قوله إن هذه الهدنة “خطوة صغيرة” يمكن أن تؤدي لفتح حوار سياسي في سوريا، ووصول المساعدة الإنسانية بشكل أفضل. لكنه حذر من خطر اتساع رقعة النزاع.

وأكد الإبراهيمي حاجته لدعم قوي من مجلس الأمن لمبادرته لأن فشل المجلس مجددا بالاتفاق حول سوريا قد يؤدي إلى توسيع النزاع وانتشاره بالمنطقة.

القرار النهائي

وكانت الخارجية السورية قالت في وقت سابق اليوم إن القرار النهائي بشأن هدنة عيد الأضحى سيتخذ غدا الخميس، وذلك بعدما أعلن الإبراهيمي أن الحكومة ومعظم مجموعات المعارضة وافقت على هدنة العيد.

وأشار بيان للوزارة أن وقف العمليات العسكرية خلال عطلة العيد مازال قيد الدراسة من قبل القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، وأوضح “سيصدر الموقف النهائي يوم الغد بخصوص هذا الموضوع”.

وجاء ذلك بعدما قال الإبراهيمي، بمؤتمر صحفي عقده مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وقادة من مجموعة الحكماء الدولية، إن الحكومة السورية أكدت موافقتها على وقف النار خلال فترة عيد الأضحى وإنها ستصدر بيانا بهذا الشأن في وقت قريب.

كما أفاد المبعوث المشترك بأن معظم المجموعات المسلحة في سوريا التي تمكن من الاتصال بها أبدت موافقتها على ذلك، معربا عن أمله بأن تصبح هذه الهدنة أطول وتكون جزءا من عملية سياسية متكاملة.

ولكن المعارض هيثم المالح قال في اتصال هاتفي مع مدير مكتب الجزيرة بالقاهرة عبد الفتاح فايد إن المعارضة لا تعول على هذه المبادرة لأن ذلك تكرر مع المبعوث السابق كوفي أنان.

وكان الإبراهيمي دعا بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد يوم الأحد بدمشق طرفي النزاع إلى وقف القتال “بقرار منفرد” خلال عيد الأضحى الموافق ليوم الجمعة القادم.

وقال حينها بمؤتمر صحفي “أوجه النداء إلى الجميع لأن يتوقفوا بقرار منفرد عن استعمال السلاح أثناء العيد” مشيرا إلى أن كل طرف يمكن أن يبدأ بهذا “متى يريد اليوم أو غدا”.

وأضاف الإبراهيمي أن مبادرته لقيت ترحيبا من قبل أطراف متعددة، وأشار إلى أنه اتصل “ببعض المسؤولين من المعارضين بالخارج والداخل، من المعارضة السلمية وبعض الجماعات المسلحة بالداخل” ولقي تجاوبا “كبيرا جدا”.

رفض

ولم تعلق قيادة الجيش السوري الحر، على تصريحات الإبراهيمي، لكن أحد الفصائل المسلحة التي تقاتل النظام بسوريا، ويدعى جبهة النصرة الإسلامية، أعلن رفضه وقف إطلاق النار في سوريا الذي اقترحه الإبراهيمي خلال عطلة العيد.

وقالت الحركة التي أعلنت مسؤوليتها عن العديد من التفجيرات بسوريا في بيان “لا هدنة بيننا وبين هذا النظام الفاجر السفاك من دماء المسلمين، المنتهك لأعراضهم، وليس بيننا وبينه والله سوى السيف”.

وأضافت جبهة النصرة الإسلامية في بيانها “لسنا بإذن الله ممن يدع مجالا لماكر أن يخدعه”.

147 قتيلا بسوريا وغموض يكتنف الهدنة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قالت سوريا الأربعاء، إن قيادة قواتها المسلحة مازالت تدرس عرضا لوقف إطلاق النار خلال عطلة عيد الأضحى، رغم إعلان الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي أن دمشق وافقت على الهدنة، في يوم شهد مقتل 147 شخصا في أعمال عنف في مدن سورية مختلفة.

وألقى هذا التصريح من جانب دمشق جهود الإبراهيمي الرامية لوقف إراقة الدماء في سوريا في مزيدا من الارتباك، حيث ردت المعارضة المسلحة التي تسعى لإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد برسائل متباينة على عرض الإبراهيمي.

وقالت كتيبة الفاروق البارزة التي تعمل في حمص إنها ستوقف إطلاق النار، بينما رفضت جبهة النصرة الإسلامية الهدنة، وقالت إنها جماعة “لا تقبل أن تلعب مثل هذه الألعاب القذرة”.

وقام الإبراهيمي بجولات مكوكية في منطقة الشرق الأوسط في محاولة لدفع الأطراف المتحاربة وأنصارهم الدوليين إلى الموافقة على هدنة خلال أيام عيد الأضحى، والتقى المبعوث الدولي الأسد في دمشق الأحد الماضي.

وقال الإبراهيمي خلال مؤتمر صحفي في مقر الجامعة العربية بالقاهرة: “بعد الزيارة هذه التي قمت بها إلى دمشق هناك موافقة من الحكومة السورية على وقف إطلاق النار أثناء فترة العيد”.

وخلال ساعة واحدة قالت وزارة الخارجية السورية إن المقترح مازال قيد الدراسة عند القيادات العسكرية. وقال بيان صادر عن الوزارة إن الموقف النهائي بشأن هذا الأمر سيعلن غدا الخميس، وقال الإبراهيمي في وقت لاحق لمجلس الأمن الدولي إن الأسد نفسه قبل الهدنة.

وقال نشطاء إن الطائرات الحربية السورية شنت غارات الأربعاء على بلدة معرة النعمان الشمالية الاستراتيجية وقرى قريبة، بينما حاصرت قوات المعارضة قاعدة للجيش شرقي البلدة.

وقال رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن خمسة أشخاص من أسرة واحدة – بينهم طفل وامرأة – قتلوا في غارات جوية.

وسقطت معرة النعمان في أيدي قوات المعارضة مما قطع فعليا الطريق السريع الرئيسي الواصل بين الشمال والجنوب، وهو طريق استراتيجي لإمداد وتحرك قوات الأسد من العاصمة إلى حلب أكبر المدن السورية، حيث تسيطر المعارضة على مساحات من المدينة.

لكن دون السيطرة على قاعدة وادي الضيف العسكرية القريبة تظل سيطرتهم على الطريق هشة، وتقول المعارضة إن شراسة الهجمات المضادة التي تقوم بها القوات الحكومية تدل على مدى أهمية الاحتفاظ بالقاعدة بالنسبة لاستراتيجية جيش الأسد العسكرية.

وتبادل نشطاء معارضون ووسائل إعلام سورية حكومية الأربعاء الاتهامات عن مقتل 25 شخصا على الأقل من بينهم نساء وأطفال في بلدة دوما بالقرب من دمشق.

وقال محمود الدوماني الناشط الذي يعيش في دوما “الناس الآن خائفون وغاضبون جدا. بعض الشهداء قتلوا بالسكاكين وقتل آخرون بالرصاص”.

وقال التلفزيون الحكومي إن 25 شخصا قتلوا بأيدي “إرهابيين” ينتمون إلى جماعة لواء الإسلام. وعرضت المعارضة لقطات بالفيديو لجثث نساء وأطفال أحدهم مصاب برصاصة في الرأس.

واشنطن تشكك في نجاح هدنة “الأضحى

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعربت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس الأربعاء عن تشككها حيال مشروع المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي لوقف إطلاق النار في سوريا خلال عيد الأضحى معتبرة أنه هناك نقص في المصداقية لدى النظام السوري.

وقالت بعد مناقشة مجلس الأمن للتقرير الذي رفعه الإبراهيمي: “هناك الكثير من الشكوك، وهي في محلها، حول آفاق إرساء وقف لإطلاق النار حتى إن كان مؤقتا (في سوريا) نظرا إلى اللائحة الطويلة من الوعود التي لم يحترمها  (بشار) الأسد”.

وأضافت أن “الفظاعات التي يرتكبها النظام، من قصف واستعمال قنابل انشطارية، تتزايد في سوريا وتهدد أمن المنطقة كلها”.

وأكدت رايس أن الولايات المتحدة “تدعم بقوة” الجهود التي يبذلها الإبراهيمي للتوصل إلى هدنة ولكن “يجب أن تقوم الحكومة السورية بالخطوة الأولى” .

وأعلن الأخضر الإبراهيمي الأربعاء أن النظام السوري ومسؤولين عن المعارضة المسلحة وافقوا على هدنة في سوريا خلال عيد الأضحى الذي يبدأ الجمعة.

وأيد مجلس الأمن الدولي الأربعاء دعوة الإبراهيمي إلى وقف إطلاق النار في سوريا.

كما دعا المجلس “جميع الأطراف وخاصة الحكومة السورية إلى الاستجابة” لمبادرة الإبراهيمي.

وأعلنت وزارة الخارجية السورية أن الموقف النهائي في شأن الهدنة سيصدر الخميس، فيما أبدى “الجيش السوري الحر” استعداده لوقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى في حال التزام النظام بذلك أولا، بحسب ما أفاد أحد قادته العسكريين.

في الوقت نفسه، أعلنت “جبهة النصرة” التي لا تشكل جزءا من التركيبة العسكرية للجيش الحر والتي يشتبه بارتباطها بتنظيم القاعدة، رفضها للهدنة.

روسيا تطلب طرد صحافيين بسبب تسريبات من مجلس الأمن

السفير الروسي شدد على ضرورة احترام سرية الاجتماعات المغلقة

نيويورك – فرانس برس

طالب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوريكين، أمس الأربعاء الأمم المتحدة بسحب اعتماد الصحافيين الذين سربوا معلومات عن نقاش مغلق حول سوريا في مجلس الأمن، حسب ما كشف دبلوماسيون لوكالة “فرانس برس”.

ونفى تشوريكين أن يكون طلب علناً طرد الصحافيين ولكنه أقر بأنه طالب باتخاذ إجراءات لمنع وسائل الإعلام، ومن بينها وكالة “فرانس برس”، من نشر هذا النوع من المعلومات السرية.

وبحث مجلس الأمن الأربعاء في جلسة مغلقة التقرير الذي رفعه الوسيط الدولي لخضر الإبراهيمي ولكن دبلوماسيين أبلغوا صحافيين بمضمونه ما أدى الى غضب تشوريكين.

وطلب تشوريكين اولا بسحب اعتماد الصحافيين المعنيين الامر الذي يمنعهم من تغطية نشاطات الامم المتحدة. ثم طالب بفرض عقوبات على الدبلوماسيين الذي كانوا وراء التسريبات، حسب ما اعلن دبلوماسيون. وقال أحد المشاركين في الاجتماع إن تشوريكين “كان غاضبا جدا”.

وردا على سؤال حول هذا الامر، نفى تشوريكين ان يكون طلب “تحديداً” سحب الاعتماد، ولكنه أقر بأن المناقشات كانت صاخبة في هذه المسألة، وحذر من أن هذه التسريبات “سيئة وطلبنا من الأمين العام بحث القضية”.

وشدد على ضرورة أن يحترم الصحافيون “سرية” الاجتماعات المغلقة في مجلس الأمن، مضيفاً: “أحترم حرية الصحافة وأعتقد أنه يتوجب علينا أن نكون منفتحين ولكن الأمر الذي لا بد منه هو انه يتعين على وسائل الإعلام أن تحترم سرية عمل مجلس الأمن في الجلسات المغلقة”.

كلينتون: سوريا قد تستغل عدم الاستقرار في لبنان

حثت السياسيين اللبنانيين على تشكيل حكومة خالية من عملاء القوى الخارجية

واشنطن –رويترز

لفتت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الأربعاء إلى أن سوريا يمكن أن تستغل الفراغ السياسي في لبنان وحثت السياسيين اللبنانيين على تشكيل حكومة خالية من وكلاء وعملاء القوى الخارجية.

وقالت كلينتون إن الولايات المتحدة تدعم جهود الرئيس اللبناني ميشال سليمان لتشكيل حكومة جديدة وسط ازمة سياسية أعقبت مقتل ضابط مخابرات رفيع في تفجير سيارة ملغومة في بيروت في 19 أكتوبر/ تشرين الأول.

وأضافت ندعو كل اطراف في لبنان الى دعم العملية التي يقودها الرئيس سليمان لاختيار حكومة فعالة تتحمل المسؤولية. وقالت كلينتون ان الولايات المتحدة لن تحدد من يجب أن يكون له دور في الحكومة اللبنانية الجديدة التي يمكن ان تحل محل حكومة ميقاتي. وأردفت قائلة “إن تلك العملية يجب أن تكون لبنانية، لكن الشعب

اللبناني يستحق أفضل من ذلك بكثير، يستحق العيش في سلام ويستحق أن تكون له حكومة تجسد طموحاته، ولا تعمل كوكلاء أو عملاء لقوى خارجية.

تيرسي وحجاب: نظام الأسد ليس على استعداد للحوار

روما (24 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي أن “الصراع في سورية يتصاعد بصورة دراماتيكية للغاية”، وحذر من “مستقبل قاتم” في حال عدم توفر ظروف على الساحتين الداخلية السورية والعالمية لممارسة ضغوط تؤدي إلى انطلاق المرحلة الانتقالية هناك

وقال تيرسي للصحفيين بمقر الخارجية في روما بعيد لقاء جمعه برئيس وزراء سورية الاسبق المنشق رياض حجاب مساء الاربعاء، إن التقييم الذي تلقاه من ضيفه السوري يفيد بأن “ليس هناك رغبة واستعداد من النظام، الرئيس (بشار) الأسد على وجه الخصوص لإطلاق مفاوضات للحوار” مع المعارضة حول المرحلة الانتقالية

وبشأن مقترح الهدنة خلال عيد الأضحى، نوه رئيس الدبلوماسية الإيطالية بأن هذه المبادرة “خطوة صغيرة، كما وصفها المبعوث الأممي العربي الاخضر الإيراهيمي نفسه، ينبغي البناء عليها” من أجل التوصل إلى حلول للأزمة في سورية

وبدوره، نوه رئيس الوزراء المنشق بأن “النظام ليس على استعداد للتفاوض وعليه فإننا بحاجة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة” من جانب المجتمع الدولي، وقال “إن هذا الشعب السوري، الذي ضحى بعشرات الآلاف من القتلى وعرضى للهجمات والاعتقالات، لا يمكنه التراجع”، بالتالي فإن “الحل الوحيد هو الاطاحة ببشار الأسد”، على حد وصفه

مجلس الأمن يؤيد الهدنة في سوريا.. وروسيا تؤكد استخدام المعارضة صواريخ أمريكية

أيـّد مجلس الأمن الدولي دعوة المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لوقف لإطلاق النار بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة خلال عيد الأضحى.

وقالت روسيا إن المعارضة السورية المسلحة تستخدم قاذفات صواريخ أمريكية الصنع.

وكان الابراهيمي قد أبلغ المجلس، عبر دائرة مغلقة، بأن وقف إطلاق النار سيكون خطوة صغيرة ليس لديه ثقة في انها سوف تصمد.

وجاء تأييد مجلس الأمن للهدنة المحتملة بعد إعلان الابراهيمي موافقة دمشق عليها.

وأكد فيتالي تشوركين ، سفير روسيا لدى مجلس الأمن، أن الحكومة السورية سوف تقبل الهدنة.

غير أن وزارة الخارجية السورية قالت ان القرار النهائي بهذا الشأن سيصدر الخميس.

“قضية خطيرة”

وفي موسكو، قائد أركان القوات المسلحة الروسية الجنرال نيكولاي ماكاروف إن المتمردين السوريين تستخدمون قاذفات صواريخ اميركية الصنع من طراز ستينغر في القتال ضد الجيش السوري.

ونقلت وكالة انترفاكس عن الجنرال ماكاروف ان “هيئة الاركان تملك معلومات مفادها ان المتمردين الذين يقاتلون قوات الحكومة السورية لديهم قاذفات صواريخ ارض-جو محمولة من عدة دول لا سيما قاذفات ستينغر الاميركية الصنع”.

واضاف “ما زال يتعين تحديد الجهة التي سلمتها”.

وقال وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا انه ليس لديه علم بأن الولايات المتحدة تمد قوات المعارضة السورية بصواريخ ستينغر.

وعندما سئل الأربعاء عن تصريحات المسؤول العسكري الروسي رفض بانيتا التعليق. وقال “لا علم لي بهذه التقارير. وبالتأكيد لا علم لي بأننا نرسل مثل هذه الصواريخ إلى هذه المنطقة.”

وقال مسؤول بوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) طلب عدم الكشف عن اسمه لرويترز إن الولايات المتحدة لا تستطيع تأكيد حصول المعارضة السورية على صواريخ ستينغر.

ويمكن لهذا النوع من الصواريخ اسقاط الطائرات الحربية وطائرات الهليكوبتر.

أين الدليل؟

ونفت وزارة الخارجية الامريكية تقديم مساعدة عسكرية للمعارضة المسلحة في سوريا .

وقالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند “تعلمون اننا نقدم مساعدة غير قتالية للسوريين. لم نقدم صواريخ ستينغر لسوريا ولن نفعل ذلك”.

واضافت “اذا كان الاتحاد الروسي يملك الدليل على ان صواريخ ستينغر موجودة بين ايدي المعارضة فنود ان نعرف ذلك”.

واعتبر ماكاروف أنه من الممكن أن يتم تزويد المعارضين السوريين بأسلحة وذخائر وخصوصا بقاذفات صواريخ ارض-جو محمولة من الخارج بواسطة عدة وسائل نقل وخصوصا عبر الجو.

وقال انه “يمكن استخدام كل وسائل النقل لذلك، ولا سيما طائرات الرحلات المدنية. انها قضية خطيرة”.

من ناحية أخرى، قالت الهيئة العامة للثورة السورية ان مائة وسبعة وعشرين شخصا قتلوا، الاربعاء، برصاص القوات الحكومية، معظمهم في ريف دمشق.

كما شهدت عدة مناطق بسورية اشتباكات بين عناصر الجيش الحر و الجيش الحكومي في حلب وحماة وحمص.

وقالت المعارضة السورية ان سيارة مفخخة انفجرت في حي التضامن جنوب دمشق، ووقعت اشتباكات اسفرت عن قتلى في مكان الانفجار.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان أكثر من خمسين جنديا نظاميا قتلوا في اشتباكات الاربعاء.

ولم تتأكد بي بي سي من صحة هذه المعلومات من مصادر مستقلة.

BBC © 2012

سوريا: مقتل 6 اشخاص في انفجار جنوبي دمشق

اقترح الابراهيمي وقف اطلاق النار لإتاحة الفرصة للعملية السياسية أن تثمر

أفاد التلفزيون السوري الحكومي بمقتل ستة اشخاص وجرح 20 آخرين الاربعاء في انفجار سيارة مفخخة في جنوب العاصمة السورية دمشق.

وأوضح التلفزيون ان الانفجار نجم عن سيارة مفخخة في منطقة دف الشوك (اول طريق التضامن في جنوب العاصمة)، وانه ادى، فضلا عن سقوط الضحايا، الى احداث اضرار مادية في مكان التفجير.

واشار المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان اصدره الى أن الانفجار استهدف حافلة لنقل الركاب كانت تقل 24 شخصا في الطريق بين حيي التضامن ودف الشوك.

وقدم المركز حصيلة مختلفة للضحايا تشير الى مقتل ما لا يقل عن ثمانية اشخاص وجرح نحو 20 آخرين. موضحا أنه “لم يتبين حتى اللحظة ما اذا كانت الخسائر البشرية من المدنيين او العسكريين”.

واضاف المرصد في بيانه أن “اشتباكات عنيفة ما زالت تدور في حي التضامن”.

رفض الهدنة

وكان المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي قال إن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وافقت على أن تلتزم بوقف إطلاق النار خلال إجازة عيد الأضحى الذي يحتفل به المسلمون بدءاً من الجمعة المقبلة.

وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحفي في القاهرة إن معظم فصائل المعارضة السورية قالت أنها سوف تراعي أي وقف لإطلاق النار.

بيد أن الاراء المشككة توالت من اطراف المعارضة السورية، كما أعلنت جبهة النصرة الاسلامية الاربعاء عن رفضها للهدنة المقترحة خلال عيد الاضحى.

وقالت الحركة التي سبق ان اعلنت مسؤوليتها عن العديد من التفجيرات الانتحارية في سوريا في بيان لها انه “لا هدنة بيننا وبين هذا النظام الفاجر السفاك من دماء المسلمين، المنتهك لاعراضهم، وليس بيننا وبينه والله سوى السيف”.

وقال اللواء مصطفى الشيخ رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحر المعارض من جانبه إن أي وقف لإطلاق النار من قبل الحكومة سوف يتم الالتزام به، ولكنه حذر من أن الحكومة “كذبت أكثر من مرة قبل ذلك”.

وأوضح الشيخ في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية أنه “من المستحيل أن تلتزم الحكومة بالهدنة حتى ولو قالت بذلك”.

وقال عبدالباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض إنه ليس لديه أمل كبير في أنه سيتم الالتزام بالهدنة، وأضاف سيدا “نحن لا نثق بالنظام لأنه يقول شيئاً ويفعل شيئاً آخر على الأرض”.

دعوة للحوار

ومن جانبها قالت الحكومة السورية إنها سوف تتخذ قرارها النهائي بشأن وقف اطلاق النار غداً الخميس.

وكان الإبراهيمي قد برر دعوته للهدنة بأنه يأمل في أن يستثمر توقف القتال خلال عيد الأضحى في مزيد من الحوار بشأن التوصل إلى وقف اطلاق نار لمدة أطول و بشكل أكثر فاعلية.

وسافر الإبراهيمي إلى الشرق الأوسط خلال الأسبوعين الماضيين في محاولة لإقناع الحكومة السورية والمعارضة فضلاً عمن يدعمون كلا الجانبين وذلك من أجل الموافقة على اقتراحه بوقف اطلاق النار لإتاحة الفرصة للعملية السياسية أن تثمر.

وسوف يقوم الإبراهيمي بتقديم تقرير لمجلس الأمن الدولي في وقت متأخر الأربعاء.

BBC © 2012

اندلاع قتال حول دمشق قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

عمان (رويترز) – قال نشطاء بالمعارضة السورية إن قوات الرئيس بشار الأسد أطلقت نيران الدبابات المكثفة ووابلا من الصواريخ على إحدى ضواحي دمشق يوم الخميس مما أسفر عن سقوط خمسة قتلى وذلك قبل يوم واحد من الموعد المقرر لسريان وقف لإطلاق النار توسطت فيه الأمم المتحدة.

وقالوا إن القتال تفجر في حرستا الواقعة إلى الشمال الشرقي من دمشق عندما تجاوز مقاتلون من المعارضة حواجز طرق أقامها الجيش.

وكان الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لسوريا قد قال يوم الأربعاء إن الأسد قبل وقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى.

ومن المقرر أن تعلن السلطات السورية قرارها يوم الخميس.

(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)

نيويورك تايمز : العمل مع الإخوان المسلمين

بقلم: روجر كوهين/نيويورك تايمز

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

لربما كان التغيير الجذري الأكبر في السياسة الخارجية الأمريكية في عهد أوباما قد حصل هنا في مصر, حيث الإخوان المسلمون الذين طالما اعتبروا مجموعة من المتطرفين الإسلاميين الخطيرين, هم الآن حقيقة واقعة تحظى بدعم الولايات المتحدة.

ليس هذا فقط: السياسيون المتطرفون من السلفيين, الذين جعلوا الإخوان المسلمين يبدون براغماتيين معتدلين, هم الآن من الزوار المنتظمين لسفارة الولايات المتحدة, من الناحية النظرية, فإن وجودهم داخل الخيمة أفضل من وجودهم خارجها, إنهم قادرون الآن على زيارة الولايات المتحدة لتعلم كيفية سير الأمور على أرض ديمقراطية جيفرسون.

بالطبع, في التفكير الأمريكي الجديد, فإنه من المستحيل التوصل إلى اتفاق مع هؤلاء السلفيين حول حقوق المرأة على سبيل المثال, و لكن هذا لا يعني أنه لا يمكن الوصول إلى علاقة منفعة متبادلة مع الغرب أو التطور. إن كل عضو سلفي في البرلمان يعني نقص جهادي محتمل.

إن التغيير دراماتيكي. لقد كانت الولايات المتحدة تقوم بدعم الرئيس السابق حسني مبارك بشكل مستمر, و هو الرئيس الذي شن حملة لا هوادة فيها ضد الإخوان المسلمين. لقد كان سجن قيادات الإخوان المسلمين أمرا اعتياديا. إن الفضاء الذي كان يحتله الإخوان المسلمون في  فضاء التفكير الاستراتيجي الأمريكي حل محله الآن السلفيون – الإسلاميون المتطرفون- مع فرق أنهم كانوا منبوذون.

الرئيس محمد مرسي – الذي كان بالطبع معتقلا أيام حكم مبارك و تم انتخابه كأول رئيس مدني لمصر في يونيو- قام بإزاحة ضباط من رتب رفيعة كانت واشنطن وإسرائيل مرتاحة للتعامل معهم و مع رجالهم. القائد الجديد للجيش صدقي صبحي وبينما كان يدرس في الولايات المتحدة عام 2005, كتب أن صانعي السياسة الأمريكان أظهروا “افتقارا شديدا في الفهم و التواصل” مع العالم العربي. إن ما يقرب من 1.5 مليار دولار معظمها مساعدات عسكرية أمريكية استمرت في التدفق خلال الاضطرابات في مصر.

إن أي تنبؤات في مصر تحفها المخاطر الآن. إن هذا المجتمع العربي يشهد حالة تغير مضطربة. و كما قال لي طارق صهيب و هو أمريكي من أصل مصري :”إن هناك مجموعة من التيارات المختلفة, ولكن من غير الواضح أيها يمثل النهر الحقيقي”.

ولكني, لا زلت أجادل أن الولايات المتحدة قد اتخذت الخيار الصحيح؛ وهو أن السياسة الجديدة في التعامل حتى مع الإسلام السياسي المتطرف الحالي في الشرق الأوسط هو أمر مفيد, و أن هذا النموذج يجب أن يشهد توسعا؛ و هذا الأمر في الواقع لم تكن تملك معه إدارة أوباما سوى خيار قليل. إن الاستمرار بالقيام بنفس العمل عندما يثبت أنه عمل غير ناجح  هو أحد تعريفات الجنون.

ما هو البديل عن دعم مرسي و الإخوان المسلمون و مطالبتهم بأن يكونوا جزء من مصر الجديدة؟ حسنا, إن بإمكان الولايات المتحدة أن تتوقف عن التعامل معهم و أن تأمل بأن يواجهوا الفشل, ولكني أستطيع أن أقول أنه ليس هناك طريق أكثر ضمانا للتطرف و تفاقم النزاعات يريد الغرب تجنبها من مصر الفقيرة الذاهبة تجاه الانهيار الاقتصادي. و الأمر نفسه ينطبق على أي محاولة لتثبيت  القوات مسلحة مرة أخرى, مع فارق أنه سوف يكون إراقة للدماء في هذه المرة.

لقد حاولت الولايات المتحدة أن تعتمد على القمع في الشرق الأوسط باسم الاستقرار لعقود طويلة: و ما حصلت عليه هو مجتمعات مولدة للإرهاب و محبطة تحت حكم مجموعة من الطغاة. ( محمد عطا جاء من مصر). لقد فاز الإخوان المسلمون بفارق ضئيل في انتخابات حرة و نزيهة. و إذا فشلوا في المرة القادمة, فهذه هي الديمقراطية.

لقد حان الوقت للتغلب على “الافتقار الشديد للفهم و التواصل” الذي تحدث عنه الجنرال صبحي. و هذا الأمر يمكن أن يحدث فقط من خلال العمل مع القوى الحقيقة في المجتمعات العربية عوضا عن العمل مع أوهام ” المناطق الخضراء”.

إن ميت رومني يعتقد أن أوباما كان “سلبيا” مع الإسلاميين؛ و كان من الممكن خفض المساعدات. و لكن عندما يتم قطع المساعدات, و يلتفت الأمريكان إلى مكان آخر, و يبدأ الضباط الجدد بتلقي تدريبهم في السعودية عوضا عن تلقيها في كنساس, فإننا نعرف النتيجة و هي باكستان. و هذه النتيجة التي لا تريد الولايات المتحدة لمصر أن تصل إليها. إن تركيا مثال أفضل بكثير, و لو أنه غير مكتمل, كما أنها تركيا و حكومة العدالة و التنمية التي يسعى الإخوان المسلمون أن يحاكوها.

مرسي, الذي درس في كاليفورنيا و يقوم بالتداخل باللغة الإنجليزية عندما ينفد صبره من المترجمين, قام بالتواصل مع الولايات المتحدة في وقت مبكر من الفترة الانتقالية, مع طلبات للتجارة و خطط استثمارية, و تعهد باجتثاث الفساد و وعد بإعادة الحركة السياحية كما طالب بالحفاظ على المساعدات. حتى مع وجود بديل استراتيجي ضئيل, فإن لدى أمريكا رافعة. إن عليها أن تستخدمها لإخراج مرسي من جذوره العائدة للإخوان المسلمين تجاه الوسط  حيث يجب أن تكون مصر. و يبدو أنه مستعد للتفاهم.

إن الانقلاب الجذري في سياسة أمريكا في القاهرة يفرض سؤالا مهما: لماذا هذا التواصل مع الإسلام السياسي, حتى مع الشكل السلفي منه, مقتصر على مصر؟ إذا اكتشفت واشنطن من خلال التواصل بأن الإخوان الذين طالما ناصبتهم العداء أو على الأقل أجزاء كبيرة منهم قد يتطوروا إلى الوسط البراغماتي, ترى ما هي الاكتشافات الأخرى التي قد تصل إليها من خلال الحوار بدلا من المواجهة؟.

من الغباء بالنسبة للولايات المتحدة أن تقف في وجه المصالحة ما بين الأطراف الفلسطينية الرئيسة؛ فتح و حماس, عندما لا يكون طيف الآراء هناك أعظم من آراء جبهة الإخوان – السلف المصرية التي تحاورها الولايات المتحدة الآن.

في مصر, التي يعيش فيها ما يقرب من 25% من العرب, بدأت الولايات المتحدة  أخيرا بالتعامل مع العالم العربي كما هو عليه حقا. إن مثل كسر المحرمات هذا يقدم الطريقة الوحيدة للتقدم, بالنسبة لمصر و إسرائيل والفلسطينيين.

العثور على جثة الأب فادي الحداد مذبوحاً في دروشا

جورج صبرة يتهم النظام بقتله ويؤكد أنها لعبة لإشعال فتنة طائفية في قطنا

دمشق- جفرا بهاء

تم العثور اليوم على جثة الأب فادي جميل الحداد -ذو الـ 43 عاماً، وهو خوري راعي كنيسة قطنا للروم الأرثوزوكس، ووجدت الجثة في بلدة “دروشا” والتي تبعد عن مدينة قطنا حوالي 12 كم.

وكان الأب الحداد اختطف قبل 5 أيام عندما حاول استرجاع الدكتور شادي الخوري بتأمين 3 ملايين ليرة كفدية لتحرير الطبيب، ولكن وبدل أن يعود الأب الحداد مع الطبيب الشاب، وبدل أن تطمئن مدينة قطنا على حياة الطبيب بدأت رحلة الخوف على حياة الأب والطبيب وجهاد مريش حمو شادي الخوري، وسرقة المبلغ الذي تم تأمينه بصعوبة شديدة نظراً لضيق الحال في المدينة بشكل عام، وليرفع الخاطفون مبلغ الفدية بما يتناسب مع وجود 3 رهائن..

ويبدو أن الخاطفين نفذ صبرهم بما يخص إرسال المال، فقاموا بذبح الأب فادي الحداد ورمي جثته في بلدة دروشا، ولا توجد أي معلومة بخصوص شادي الخوري وحماه.

وفي نفس السياق اتهم جورج صبرا “الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني السوري” في بيان نشره قبل قليل عصابات الشبيحة وزمر المرتزقة التي تتبع النظام وتحتمي به باختطاف الثلاثة وقتل الأب الحداد.

واعتبر صبرة أن ما حدث هو جزء من مخطط النظام السوري لإشعال الفتنة الطائفية، خصوصاً أن مدينة قطنا كانت ومنذ بداية الثورة السورية محوراً ومركزاً مهماً لمحاولات إشعال الطائفية نظراً لتنوع سكانها وانتمائهم لمختلف الأديان والطوائف.

وجاء في بيان جورج صبرة: “ستبوء بالفشل كل جهود الطائفيين والموتورين من أزلام النظام وعصاباته في سعيهم المحموم لتفريق الصفوف وجر البلاد إلى مخاطر الفتنة.

فالوحدة الوطنية في سورية وفي مدينة قطنا على وجه الخصوص أصلب من أن تنال منها أفعال الجهلة والحاقدين. وكان الأب فادي أحد رموز هذه الوحدة الوطنية والعاملين على ترسيخها”.

يذكر أن الأب فادي جميل الحداد من مدينة قطنا، التحق بمعهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في البلمند في لبنان، وتمّت رسامته كشمّاس إنجيليّ في الكاتدرائيّة المريميّة، في مدينة دمشق، ، ومن ثم تمّت رسامته كاهناً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى