أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 28 شباط 2013

واشنطن تدعم المعارضة لتسريع الانتقال إلى «ما بعد الأسد»

لندن، واشنطن، فيينا، باريس – «الحياة»، رويترز، ا ف ب

اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري، في ختام محادثاته امس مع الرئيس فرنسوا هولاند ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في باريس، ان الولايات المتحدة وفرنسا تدرسان «وسائل تسريع العملية الانتقالية السياسية» في سورية، وقال ان المعارضة السورية بحاجة «الى مزيد من المساعدة». واكد كيري ان واشنطن ستبحث مع «اصدقاء الشعب السوري» في الاجتماع الذي سيعقد في روما الوسائل المناسبة لتحقيق الحل السياسي من خلال «تغيير حسابات الرئيس الاسد».

وفي واشنطن اكد الناطق الصحافي باسم البيت الابيض جاي كارني ان ادارة الرئيس اوباما «ستزيد مساعداتها للشعب السوري والمعارضة السورية على شكل مساعدات غير قاتلة». واكد ان واشنطن ستستمر في ذلك في اطار جهودها للوصول الى «مرحلة ما بعد الاسد».

ولم يوضح كيري إذا كانت واشنطن تخطط لتقديم مساعدات إضافية للمعارضة السورية. وقال: «نحن ندرس ونطور سبلا لتسريع التحول الذي يسعى اليه الشعب السوري ويستحقه». واضاف ان الادارة الاميركية تركز في موقفها من الازمة السورية على امرين: كيفية امكان تسريع حل سياسي في سورية لانه افضل الطرق للسلام ولحماية مصالح الشعب السوري ووضع حد للقتال والعنف في سورية، لافتاً الى ان ذلك «يتطلب منا تغيير حسابات الرئيس الاسد الحالية… وينبغي أن يعرف أنه لا يستطيع حل الازمة عسكريا ومن ثم علينا ان نقنعه بذلك وأعتقد ان المعارضة في حاجة لمزيد من المساعدة حتى تستطيع القيام بهذا الامر. ونحن نعمل معا كي يكون لنا موقف موحد بهذا الشأن.»

والامر الثاني الذي عرضه كيري هو «مساعدة الائتلاف السوري لاستجابة افضل لحاجات الشعب السوري، خصوصا ان بعض المجموعات على الارض التي لا نؤيدها والتي تمثل مصالح متناقضة مع مصالحنا تستجيب لحاجات الشعب السوري». واضاف ان الائتلاف المعارض بحاجة الى «مزيد من المساعدة. ومن الاهمية بمكان ان يصل مزيد من المساعدات الى المناطق المحررة».

وقال فابيوس ان «معاذ الخطيب قدم حلا جديا ومهما، والان علينا ان نساعد على تحرك الوضع»، ونوه باجتماعات كيري في باريس عشية اجتماع «اصدقاء الشعب السوري» في روما التي سيشارك فيها الخطيب وكبار المسؤولين في «الائتلاف» و»المجلس الوطني».

من جهة اخرى، قالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ»الحياة» في لندن ان «تغييرا» حصل في الموقف الروسي نحو العمل مع واشنطن للوصول الى «مبادئ الحل السياسي» في سورية، مشيرة الى ان موسكو ابلغت دمشق بوسائل عدة ب»ضرورة الاستعداد للمرحلة المقبلة القائمة على اساس التفاوض مع المعارضة نحو اطلاق عملية سياسية حقيقية تتضمن تعديلات في الدستور واجراء انتخابات حرة وشفافة». واوضحت ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اطلع نظيره السوري وليد المعلم على مضمون اتصاله الهاتفي مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري.

واعتبرت المصادر ان دفعات الدعم العسكري والمالي التي حصلت عليها المعارضة ترمي الى الضغط على النظام للقبول بتسوية سياسية ليس هدفها الوصول الى «نصر مدو» لاي طرف من الطرفين، مشيرة الى ان دولا عدة طلبت من «الائتلاف الوطني» تأجيل الاعلان عن تشكيل حكومة موقتة في اجتماعه المقرر اسطنبول في الثاني من الشهر المقبل. ونقلت المصادر عن السفير الاميركي الى سورية روبرت فورد قوله في القاهرة في اليومين الماضيين ان «الوحيد المطروح حاليا» هو الحل السياسي وتقديم المساعدات الانسانية الى السوريين، وان كيري سيعبر في «مؤتمر اصدقاء سورية» في روما عن «توجه اميركي فعال» في هذا المجال.

وفي فيينا، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان من المستحيل دعم النظام «الغاشم» لبشار الاسد بحجة افتقار المعارضة السورية الى زعيم يجمعها. وكان اردوغان يشارك في اعمال المنتدى الخامس الذي تعقده الامم المتحدة لتشجيع الحوار بين الاديان والشعوب، وتحدث في مؤتمر صحافي عن الاسف «لتقاعس المجموعة الدولية حتى الان عن اتخاذ الموقف الذي ننتظره». واضاف ان «بعض البلدان يتساءل من سيخلف الاسد عندما يتنحى عن السلطة. دائما اقول ان الاحداث الجليلة والثورات الكبرى تأتي بقادتها». واكد ان «المقاومة التي تخوضها المعارضة مهمة ومن الضروري تقدير جهودها لعملية ديموقراطية من اجل الشعب السوري». وكرر اردوغان ان «ايام النظام السوري باتت معدودة.»

وفي دمشق قالت «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» ان الحوار الذي دعا اليه النظام «لا يعدو كونه نوعا من العلاقات العامة ولن يفضي الى حل الازمة».

إيران «متفائلة جداً» وتتحدث عن «منعطف» وكيري لا يستبعد «اتفاقاً شاملاً طويل الأمد»

طهران – محمد صالح صدقيان؛ باريس – رندة تقي الدين

ألما آتا، فيينا – أ ب، رويترز، أ ف ب – اعتبرت إيران أن جولة المحادثات مع الدول الست المعنية بملفها النووي والتي اختُتمت في كازاخستان أمس، «وصلت إلى منعطف»، مؤكدة تفاؤلها الشديد، فيما رأى وزير الخارجية الأميركي جون كيري إمكان إبرام «اتفاق شامل طويل الأمد» إذا انخرطت طهران في مفاوضات «جدية». وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن إيران «ستكسب الكثير من خلال التوصل إلى حل ديبلوماسي» للملف النووي.

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو فسارع إلى حضّ المجتمع الدولي على «تشديد عقوباته على ايران، وتوضيح أنها إذا تابعت برنامجها النووي، ستُفرَض عليها عقوبات عسكرية».

ورأس وفد إيران إلى محادثات ألما آتا، الامين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، فيما قادت وفد الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون التي أعربت عن أملها بأن «ينظر الجانب الإيراني بإيجابية إلى الاقتراح الذي قدمناه، وهدفه إعادة الثقة والسماح لنا بالتقدّم للتوصل إلى تسوية ديبلوماسية للملف النووي».

وأكد سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، أن الدول الست عرضت في ألما آتا تخفيف عقوبات على ايران إذا أوقفت تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة في منشأة فردو المحصّنة.

لكن مسؤولاً أميركياً بارزاً شدد على أن اقتراح تخفيف عقوبات، «لا يمسّ تلك النفطية والمالية»، مضيفاً أن على طهران تجميد أي تخصيب بنسبة 20 في المئة، وتقليص مخزونها منه، وتجميد التخصيب في منشأة فردو. ولفت إلى أن المفاوضين الإيرانيين «بدوا أنهم يسمعون العرض باهتمام»، مشدداً على أن الدول الست تسعى إلى «نتائج ملموسة».

في باريس، وصف الوزير كيري محادثات ألما آتا بأنها «مفيدة»، وزاد: «ننتظر أن تدرس ايران بجدية، الاقتراحات التي قدمتها الدول الست ومن شأنها إرساء الثقة. إذا تعهدت ايران بجدية، كما آمل بأن تفعل ذلك، سيفتح الأمر مجالاً لمفاوضات تفضي إلى اتفاق شامل طويل الأمد».

وكرر استعداد واشنطن لمحادثات ثنائية مع طهران، و «إيجاد تسوية سلمية، كما فعل الرئيس (الأميركي الراحل جون) كينيدي خلال أزمة الصواريخ» السوفياتية في خليج الخنازير كوبا. واستدرك: «تدرك ايران ما عليها فعله. وأوضح الرئيس (باراك أوباما) إصراره على تنفيذ سياسته بمنعها من امتلاك أسلحة نووية».

أما وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، فاعتبر أن نتائج المحادثات «إيجابية، وأتاحت السير على الطريق الصحيح، فالوضع يتطور في الاتجاه الصحيح». وأضاف: «العملية بدأت، وأنا متفائل جداً في شأن النتيجة التي ستكون في مصلحة الجانبين. الأمور وصلت إلى منعطف، وأعتقد بأن اجتماع ألما آتا سيكون علامة فارقة».

وكان جليلي وصف الاقتراحات الغربية خلال المحادثات، بأنها «أكثر واقعية ومنطقية»، معتبراً أن الدول الست «سعت إلى تقريب وجهة نظرها من الموقف الإيراني» الذي عبّرت عنه طهران خلال جولة المحادثات في موسكو في حزيران (يونيو) الماضي. ورأى أن المرونة التي أبدتها تلك الدول «تدلّ إلى توجّه لتغيير استراتيجيتها إزاء إيران، ما قد يشكّل منعطفاً مهماً في مسار التفاوض».

وشدد جليلي على أن «لا مبرّر» لإغلاق منشأة فردو، لافتاً إلى أن الدول الست «لم تقدّم طلباً في هذا الصدد». وأكد أن «تخصيب اليورانيوم بنسبتي 5 أو 20 في المئة، حق لإيران، وسنواصل ذلك». وأعلن اتفاقاً مع الدول الست على «عقد لقاء على مستوى الخبراء في اسطنبول في 18 آذار (مارس)، يليه اجتماع للجانبين في 5 و6 نيسان (أبريل) في ألما آتا».

ونسبت وسائل إعلام إيرانية إلى مصادر في الوفد الإيراني إلى ألما آتا، أن الدول الست «تراجعت عن مواقفها المعروفة في شكل يُعتبر سابقة». لكن مصادر مقرّبة من الوفد قالت لـ «الحياة» إن الفجوة بين الاقتراحات المتبادلة ما زالت عميقة، «لأن ما تريده الدول الغربية من ايران لا ينسجم مع الاقتراحات التي طرحتها عليها».

واشنطن وأوروبا لتوسيع دورهما في سوريا

المالكي يخشى حرباً طائفية في العراق ولبنان

    نيويورك – علي بردى / العواصم – الوكالات

تقترب الولايات المتحدة وحلفاؤها الاوروبيون من قرار بالتدخل المباشر في النزاع السوري، من طريق خطط لارسال وجبات طعام وأجهزة طبية وأنواع اخرى من المساعدات “غير القاتلة” الى المعارضة السورية التي تقاتل لاسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، فيما اعلن نائب رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” رياض سيف ان الائتلاف سيطلب من اجتماع “أصدقاء الشعب السوري” المقرر في روما اليوم، دعما عسكريا نوعيا لمساعدة هذه القوى في قتالها لاطاحة الاسد.

ولا تخطط الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وايطاليا لتقديم أسلحة وذخائر الى “الجيش السوري الحر”. بيد أن ثمة تحركات قائمة لتعزيز المساعدات الغربية سياسيا وعسكريا للمعارضة السورية.

وكشف مسؤولون اميركيون وأوروبيون في روما ان بريطانيا وفرنسا متحمستان لتزويد الثوار وسائل لحماية أنفسهم من هجمات القوات النظامية بما فيها صواريخ “سكود” التي استهدف بها النظام السوري في الايام الاخيرة مدينة حلب. وأوضحوا ان المساعدات الغربية يمكن ان تشمل مصفحات قتالية وعربات عسكرية وتجهيزات أخرى لا تعتبر هجومية ويمكن ان تشمل تدريبات في مجال العناية الصحية ووسائل أخرى لحماية حقوق الانسان.

وتوشك ادارة الرئيس باراك أوباما ان تتخذ قرارا بتزويد مقاتلي المعارضة السورية وجبات طعام جاهزة وأجهزة طبية. ومن المحتمل ان يعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري عن المساهمات الاميركية الجديدة في مؤتمر روما اليوم، فضلا عن تخصيص عشرات الملايين من الدولارات لتعزيز حكم القانون وبرامج تدريب على ادارة الحكم في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

ويمثل هذا التغيير في الاستراتيجية جزءا من عملية خطوة بخطوة وصولا الى المساعدة العسكرية المباشرة لعناصر مختارة بعناية من “الجيش السوري الحر” اذا استمر النزاع الذي مضى عليه ما يقرب من السنتين.

وصرح كيري عقب لقائه في باريس الرئيس فرنسوا هولاند ونظيره الفرنسي لوران فابيوس بان الولايات المتحدة وفرنسا تدرسان “وسائل التعجيل في العملية الانتقالية السياسية” في سوريا. وقال إن هذا الأمر سيطرح اليوم في روما خلال اجتماع لـ”اصدقاء الشعب السوري”. وأضاف: “اعتقد ان المعارضة السورية في حاجة الى مزيد من المساعدة. نعتقد ان من الأهمية بمكان أن يصل مزيد من المساعدة الى المناطق المحررة”.

وفي واشنطن، قال الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني: “نحن نراجع باستمرار طبيعة المساعدة التي نقدمها للشعب السوري في صورة مساعدة انسانية وللمعارضة السورية في صورة مساعدة غير قاتلة… سنواصل تقديم المساعدة للشعب السوري وللمعارضة السورية وسنواصل زيادة مساعدتنا سعياً الى نقل سوريا الى ما بعد الأسد”.

أوروبا نحو التسليح

وفي نيويورك أفاد ديبلوماسيون غربيون أن الإتحاد الأوروبي باشر درس “تخفيف” حظر السلاح المفروض على سوريا لتمكين المعارضة هناك من الحصول على “مساعدات عسكرية” في مواجهة نظام الرئيس الأسد.

وقال ديبلوماسي طلب عدم ذكر اسمه إن “مهلة العقوبات الأوروبية المفروضة على سوريا، والتي تجدد كل ثلاثة أشهر، تنتهي نهاية الشهر الجاري”، وأن “بعض الدول، كفرنسا وبريطانيا، يجادل بأن هذه العقوبات، وتحديداً حظر السلاح، يمكن أن تراجع عوض تجديدها تلقائياً”. وأضاف أن “المقترح هو تخفيف الحظر المفروض على المساعدات العسكرية”. بيد أنه لاحظ أن “دولاً أخرى، كايرلندا وبولونيا، تريد إبقاء الحظر وحصر المساعدات للمعارضة السورية بالتجهيزات غير المميتة”. واستدرك قائلاً: “نحن لا نقول إنه ينبغي تزويد المعارضة السورية السلاح بدءاً من الأسبوع المقبل”. وإذ شدد على أن “كل ما نقدمه سيكون قانونياً”، توقع حسم هذه المسألة في نهاية الأسبوع الجاري.

مليون لاجئ

الى ذلك، استمع أعضاء مجلس الأمن في جلسة مغلقة الى ثلاث إفادات وصفت بأنها “قاتمة ومفزعة” من وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للمساعدة الإنسانية والمعونة الطارئة البارونة فاليري آموس والمفوض السامي للاجئين أنطونيو غوتيريز والمبعوثة الخاصة للمنظمة الدولية للعنف الجنسي في النزاعات زينب هاوا بانغورا.

ونقل ديبلوماسي حضر الجلسة عن آموس أن “ثمة ضرورة لايصال المساعدات الإنسانية وتحويل الوعود المقدمة في الكويت الى أفعال”. أما غوتيريز، الذي تحدث عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، فقال إن عدد اللاجئين السوريين بلغ 936 ألفاً، بينهم 315 ألفاً مسجلين لدى مكتب الأمم المتحدة للمساعدة الإنسانية والمعونة الطارئة، علماً أن المجموع مع غير المسجلين يصل الى 400 ألف لاجىء.

وأكدت بانغورا أن السلطات السورية “تستخدم العنف الجنسي منهجياً، وتحديداً ضد المعتقلين”. وأشارت الى أنها لا تملك معلومات موثقة عن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

وعلق المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري على هذه الإفادات بأنها “غير واقعية” و”تتبنى وجهة نظر جهات لديها أجندات معروفة ضد سوريا”.

سيف

وقبل ساعات من اجتماع روما، صرح نائب رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” رياض سيف: “نطلب من اصدقائنا تقديم كل عون يمكننا من تحقيق مكاسب على الأرض ويسهل عملية الحل السياسي من مركز القوة وليس من مركز الضعف… نتوقع ان يكون الدعم سياسياً اغاثياً ونوعاً تسليحياً”.

مواقف دولية

واعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في المنتدى الخامس الذي تعقده منظمة الأمم المتحدة لتشجيع الحوار بين الأديان والشعوب في فيينا، انه من المستحيل دعم النظام “الغاشم” لبشار الأسد بحجة افتقار المعارضة السورية الى زعيم يجمعها. وقال إن “بعض البلدان يتساءل من سيخلف الأسد عندما يتنحى عن السلطة. أقول دوماً إن الأحداث الجليلة والثورات الكبرى تأتي بقادتها”.

وتطرق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون في خطابه الى الوضع في سوريا، فأبدى “قلقه البالغ من خطر أعمال العنف الطائفية وعمليات الانتقام الجماعية اذا ما استمر تدهور الوضع”.

واتهم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الموجود أيضاً في العاصمة النمسوية، النظام السوري بارتكاب “ابادة”، وخلص الى ان حكومة بشار الأسد فقدت “كل شرعية”.

تحذير المالكي

وفي المقابل، حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مقابلة مع شبكة “إي بي سي نيوز” الاميركية للتلفزيون من أن يتسبب تحقيق المعارضة السورية انتصارا في حربها ضد  الأسد، بزعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها.

وقال إن ذلك من شأنه أن يوجد ملاذا جديدا داخل الشرق الأوسط لتنظيم “القاعدة”، الأمر الذي قد يتسبب بزعزعة استقرار المنطقة قاطبة. وأضاف أن انتصار المعارضة السورية سيجلب حربا طائفية في بعض دول المنطقة ومنها العراق ولبنان.

ولفتت الشبكة إلى أن التحذيرات التي أطلقها رئيس الوزراء العراقي تعد الأقوى حتى الآن من عدم الاستقرار الذي من الممكن أن يتبع فترة سقوط حكم الأسد في سوريا.

سوريا: صواريخ اميركية للنظام ؟

 بعد ساعات قليلة من اللقاء الأول الذي جمع وزير الخارجية الأميركي جون كيري بنظيره الروسي سيرغي لافروف في برلين، خرجت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية المقربة من وكالات الاستخبارات وبعدها وكالة “اسوشيتد برس”، لتقول إن الإدارة الأميركية تدرس توسيع دائرة “المعدات غير القاتلة” التي تقبل تزويد الثوار السوريين بها مباشرة للمرة الا، لتشمل…”الآليات المدرعة والدروع الفردية الواقية”.

ولا تبدو هذه التسريبات ذات أهمية كبرى في السياق الميداني، بقدر ما هي مخصّصة للسياق الرسمي السياسي في إطار الضغوط النفسية، وخاصة بعدما نشر عن تسريبات حول تسليح نوعي للثوار السوريين في مناطق الجنوب مصدره كرواتيا وبتمويل سعودي، فيما نشر ثوار بلدة تلبيسة في حمص شريطاً مصوراً أظهروا فيه صاروخاً موجهاً أميركي الصنع يقولون إن النظام استخدمه لقصف البلدة.

 وفي حين لا تبدو علامة “صنع في أميركا” ظاهرة في الشريط، إلا أنّ “المدن” تحققت من المعطيات المكتوبة على الصاروخ “GM HE 225”، وهي متطابقة مع تحديدات تقنية صادرة من وزارة الدفاع الأميركية في العام 1996 لصواريخ موجهة تنتجها القوات العسكرية الأميركية.

 وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أن الاجتماع بين لافروف وكيري في برلين، الثلاثاء استمر مدة ساعة و45 دقيقة بحث فيها الطرفان الملفين السوري والإيراني، ليتم تخصيص “نصف الوقت” لبحث الأزمة السورية و”تطبيق اتفاقية جنيف”.

من جانبه دعا لافروف عقب الاجتماع المعارضة السورية للحوار مع النظام مشيراً إلى أن بلاده “تدعو المعارضة التي ستلتقي ممثلين من عدد من الدول الغربية والإقليمية في مؤتمر اصدقاء سوريا في روما، إلى أن تعلن كذلك أنها مع الحوار، لأنها أطلقت تصريحاتٍ متناقضةً في هذا الشأن، وليس فقط أن تعلن بل كذلك أن تسمي فريقها التفاوضي”.

ويشير لافروف في حديثه عن الدور الروسي إلى أنه “لا يعتمد كل شيء علينا ولكن سنعمل كل ما بوسعنا لخلق الظروف لبدء حوار بين الحكومة السورية والمعارضة”، مجدداً مطالبته المعارضة السورية بالتخلي عن شرط تنحي الأسد، ولافتاً إلى مدى إدراك نظيره الأميركي حدة الأوضاع في سوريا، ومنوهاً إلى اتفاق عدد كبير من الأطراف الدولية حول ضرورة التأثير على ممثلي الجانبين من حكومة ومعارضة و”إقناعهما بعدم التقدم بطلبات غير واقعية كشروط مسبقة لبدء الحوار”. فيما عبر سابقاً عقب لقائه بنظيره الهولندي فرانس تيميريانس عن “خيبة أمله” من تمسك “المتطرفين” بالكلمة العليا بين فصائل المعارضة، مشيراً إلى أن بلاده “لن تستسلم أمام هذا التراجع” لافتاً النظر إلى أن موسكو قد وصلت إلى تصور منذ أيام بأن الأمور باتت أشد وضوحاً ومناسبة لعقد الحوار بين الأطراف، إثر ظهور أصوات تدعمه دون شروط مسبقة إلا أنه “تم إنكار هذه المواقف”، معيداً الأسباب إلى قدرة “المتطرفين” على فرض وجهات نظرهم على الائتلاف الوطني ودعم “خيار القوة العسكرية” مما يزيد في عرقلة الاستجابة لأية مبادرات.

وسبق لكيري أن اجتمع الاثنين بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، حيث رفض أثناء كلمته في برلين الكشف عن تفاصيل احتمالات التدخل لإنهاء العنف في سوريا قبل المحادثات المزمع أن تجمعه مع المعارضة السورية على هامش اجتماع روما المقرر الأربعاء، مشيراً إلى أن جولته في تسع دول كان أولها لندن ثم برلين “تهدف إلى التواصل مع الأصدقاء والحلفاء بشأن قضايا مثل الأزمة السورية”.

لبنان يساعد الشعب السوري تكنولوجياً

تكمن أهمية هذه المبادرة في كونها الأولى من نوعها لناحية دعم القطاع الخاص في لبنان لعمل مدني مشترك يهدف إلى تقديم مساعدة تقنية للشعب السوري الذي كان سباقاً في تقديم العون والمساعدة للبنانيين أثناء حرب تموز 2006″.

بهذه الكلمات، عرفت “المنظمة العربية للمعلوماتية والاتصالات – أجمع” و”المركز اللبناني للتربية المدنية” عن مبادرتهما “لنساعد عبر التكنولوجيا”، التي انطلقت اليوم الأربعاء في مكتب المنظمة وسط بيروت، بحضور ممثلين عن القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني اللبناني والسوري، ونشطاء من أجل السلام.

وفي إطار “ضرورة القيام بدور إيجابي لمساندة الشعب السوري”، تأتي هذه المبادرة التي يصفها منظموها بأنها “عمل مدني مشترك إنساني وغير سياسي، يهدف الى تقديم المساعدة الإنسانية والتقنية”. وكما يحدد المنظمون، فإن هذه المساعدة تنقسم إلى محورين، “الأول: بناء قدرات مؤسسات المجتمع الأهلي في سورية بهدف تفعيل وتطوير دورها في المجتمع ورفع فاعليتها في مساعدة السوريين لإعادة بناء وطنهم، والثاني: مساعدة رجال الأعمال السوريين الموجودين في لبنان لمتابعة أعمالهم ونشاطهم التجاري ما سينعكس إيجاباً على العمالة السورية في لبنان بشكل غير مباشر وبالتالي يساهم في تخفيض الضغط الذي تشكله على المجتمع اللبناني “.

ولفت الأمين العام للمنظمة العربية للمعلوماتية والاتصالات (أجمع) نزار زكا، إلى أهمية هذه المبادرة، وخصوصاً أنها تشرك قطاع الأعمال السوري المغيب عن مختلف المبادرات. وأشار إلى ضرورة العمل للمحافظة على القطاع الخاص السوري المسؤول عن إعادة بناء سوري، مشيراً إلى أن “المبادرة ستكون فعلية ولن تكتفي باطلاق التوصيات”. أما رئيسة لجنة سيدات الأعمال في سوريا ومؤسسة جمعية “بشائر النور” التي تعنى بالتوحد عند الأطفال ياسمينة أزهري، إن “مساندة المجتمع الأهلي واجب علينا، ويجب أن نرد الجميل لمجتمعنا لمساعدتنا في الوصول إلى ما وصلنا إليه”.

هنا لفت كبير الاقتصاديين في منظمة الإسكوا عبد الله الدردري إلى أهمية المعلوماتية التي “تلعب دوراً أساسياً في جمع الناس وضمان وحدة الأرض والشعب”، واصفاً الأمر بـ “الانجاز”. وشدد على أهمية “ثالوث قطاع الأعمال، المجتمع المدني والدولة”.

وتحدثت رئيسة المركز اللبناني للتربية المدنية رلى مخايل عن الآثار الاقتصادية للأزمة السورية، من تدمير الممتلكات التجارية والسكنية والبنى التحتية ومرافق الإنتاج، لافتة إلى أن “كلفة الأضرار الإجمالية لعام 2010 تقدر بحوالي 30 مليار دولار، ما يصل إلى 55 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي”. وأضافت أن “المجتمع الأهلي اللبناني لعب دوراً مهماً في مواجهة دائرة العنف التي عصفت في لبنان خلال الحرب الأهلية وما بعدها، وطوّر العديد من الآليات التي ساعدت في الاستقرار رغم الأوضاع الصعبة، ما يستدعي نقل التجربة إلى سوريا، وخصوصاً أن هناك أصوات تدعو إلى السلام والاعتدال ونبذ العنف والحوار، ولا سيما في المجتمع الأهلي”.

وركزت الباحثة الاجتماعية والأستاذة المحاضرة في الجامعة الأميركية وجامعة “هايكازيان”، أمل ديبو على أهمية “الاعلام والقيام بالعمل وتظهيره، ومعرفة حجمنا، والعمل ضمن قطاع ضيق”. وشرح مدير برامج سوريا في منظمة “إجمع” فراس بكور وضع المجتمع الأهلي السوري الذي عمل في ظل ظروف مستقرة خلال الأربعين عام الأخيرة، ما لم يعطه فرصة تكوين تجربتها الخاصة. ورأى بكور أن المجتمع الأهلي “عجز عن التأثير في محيطه لاعتماده على المتطوعين وذلك بسبب قلة الموارد المالية، إضافة إلى عدم وجود رؤية واضحة”. وذكر بكور أنه “انطلاقاً من هذه العوامل، يهدف البرنامج إلى بناء قدرات الجمعيات من خلال استخدام الإعلام المجتمعي، وبناء مهارات الاقناع، إضافة إلى مبادئ نظم أمن المعلومات الأساسية، على أن يكون التدريب نظري وعملي”. واقترح رئيس جمعية المعلوماتية المهنية، جلال فواز، تعاون جمعيات المعلوماتية بين البلدين. أما الرئيس التنفيذي لمجموعة هيكل (سوريا)، عبد السلام هيكل، فأثنى على المبادرة، قائلاً إن “قطاع الأعمال السوري لم يعتد أزمة مماثلة، لكنه استطاع المقاومة”.

الواقع الديموغرافي السوري: تغيّرات نوعية

سلام السعدي

بلغت الطاقة التدميرية في سوريا أقصاها أو تكاد. فعلى وقع استنزاف يومي للأرواح والبنى التحتية والاجتماعية، تخوض البلاد أعسر عملية تغيير، يرجح أن تكون نوعية وبنيوية تطال المستويات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية للسوريين. يمكن ملاحظة بداياتها مع تشتت السكان وإعادة توزعهم وهجرتهم وارتفاع معدل الوفيات، ما يغير من المؤشرات السكانية في المدن المدمرة، ولا يبدو أن التأثير سيقتصر على زمن الثورة، بل قد يمتد سنوات بعدها.

قدّرت البيانات الرسمية عدد سكان سوريا قبل اندلاع الثورة وتحديداً في مطلع العام 2011 بنحو 20.8 مليون نسمة، ارتفع إلى 21.3 في نهاية العام بمعدل نمو قارب 2.4 في المئة، ليرتفع اليوم إلى 21.9 مليون نسمة، كما تشير الساعة السكانية على الموقع الرسمي لـ”المكتب المركزي للإحصاء”، بوتيرة نمو “مستقرة” لأعداد القاطنين في سوريا. ذلك على الرغم من ارتفاع أعداد النازحين والمهاجرين والقتلى بصورة مفزعة. غير أن ذلك لا يضير “المكتب المركزي للإحصاء” الذي تحف شكوك عدة بدقة إحصائياته، حيث يتلاعب بها لأغراض سياسية تجعلها منسجمة مع التصريحات الرسمية. وآخرها اتهام رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي، الدول المستضيفة للاجئين السوريين بتقديم “قاعدة بيانات صورية غير حقيقية، بأن أعداد المهجرين أو المتضررين السوريين وصل إلى 600 ألف مواطن”، فيما الأعداد الحقيقية بحسب الحلقي لا تتجاوز 200 ألف. وليس الأمر عصياً على الفهم طالما انه لا يزال في حدود “منطق النظام”. فالمنطق الذي لا يقر بوجود ثورة أصلاً، من باب أولى أن ينفي حالة التشرد التي يعيشها السوريون في أصقاع الأرض. الأكيد  أن الموت يتلاعب بأعداد السوريين، تارة بحصاد أرواحهم ليهبط بأعدادهم بصورة مطلقة، وأخرى بدفعهم للهجرة والنزوح هرباً من قبضته، فيسقطهم من أعداد القاطنين لفترة مؤقتة وبصورة نسبية.

غير أن طول فترة النزوح وامتدادها لسنوات كما هو حاصل، قد يحولها إلى هجرة، ويجعل من آثارها المؤقتة آثاراً دائمة. هكذا سننتقل من التحولات الكمية ذات التأثير المحدود إلى تلك النوعية الشديدة الأثر، ما يوقظ أسئلة معقدة ومركبة من قبيل: على أي نحو ستستقر التبدلات في تركيبة السكان وتوزعهم ونوعية حياتهم وهويتهم؟ وما أثر ذلك على النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي؟ أسئلة صعبة وضرورية قد لا يتسع المكان هنا إلا لإيقاظها.

وبرغم الانخفاض النسبي لمعدلات النمو السكاني خلال العقدين المنصرمين، إلا أنها حافظت على مستويات مرتفعة (وسطياً 2.5 في المئة)، انعكس ذلك على التركيبة السكانية وعلى العاملين، فبحسب مسح القوة العاملة للعام 2009، يشكل الشباب دون الأربعين عام نحو 63 في المئة من إجمالي قوة العمل، فيما شكلت قوة العمل فوق الـ49 عاماً نحو 15 في المئة فقط. وليس متاحاً بعد معرفة أثر الولادة العسيرة لسوريا الجديدة، لكن مع معدلات الوفيات المرتفعة في صفوف الشباب، ونزوح أو هجرة أعداد كبيرة بحثاً عن الاستقرار، ربما تواجه البلاد ضموراً في حجم القوة الإنتاجية كمّاً ونوعاً، وانخفاضاً في المستويات التعليمية والكفاءات الضرورية.

أمّا النزوح الداخلي، خصوصاً من الريف إلى المدينة، فقد يعزز من تهميش المناطق الريفية ويؤدي لتراجع إنتاجها الزراعي، فضلاً عن الأثر النفسي الذي يتصل بالشعور بالاقتلاع، وفقدان المجال الحيوي المألوف، والوقوع في براثن عالم غريب، ما قد يولد أشكالاً من الاضطرابات الاجتماعية والسلوكية.

لقد بات السوريون مهددون في كل شيء، في لقمة العيش، في قطرة الماء، في المرض والعلاج والدواء، ناهيك عن خطر الموت المباشر الذي يطاردهم أينما حلّوا. هكذا تعرضت الذات السورية وما تزال لضرر جسيم وتبديد خطير ينذر بتغيرها. وفي مقابل هذا الجانب التراجيدي من الحكاية، هنالك سوريون ينشطون كالنحل في كل حي وزقاق، في سبيل ترميم الذات الجماعية والفردية ، وقد يستشهدون على أعتاب هذه المهمة العظيمة.

مؤتمر روما اليوم .. وتبادل أدوار بين كيري ولافروف يتبلور في 6 آذار

الأزمة السورية: واشنطن تمتحن الحل الروسي .. وخيار السلاح

محمد بلوط

لا تصور أميركيا خاصا بالحل السياسي في سوريا، ولكن الأميركيين يركنون أكثر فأكثر إلى مقاربة روسية لإطلاق العملية السياسية في سوريا.

وبحسب خبير مقرّب من وزارة الخارجية الروسية، تعزز في اللقاءات الأميركية ـ الروسية الأخيرة، الاتجاه الديبلوماسي الأميركي لإطلاق يد موسكو في محاولة اختبار حل سياسي في سوريا، يستند إلى اتفاقية جنيف وتعديلات قد تلحق بها، إذا ما تأكدت أنباء عن قرب اجتماع فريق ديبلوماسي أميركي ـ روسي في جنيف في السادس من آذار المقبل، لتحديد إطار تحرك مطلوب والتحضير لاجتماع مجموعة العمل الدولية حول سوريا.

وبحسب مصادر روسية فقد توافق وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري، في لقاء برلين أمس الأول، على توزيع الأدوار في المرحلة المقبلة، لتشجيع أطراف المعارضة السورية المقربة من الطرفين على الجلوس حول طاولة مفاوضات، كما توافقا على الضغط عليها لتشكيل وفد مشترك يمثل جميع أطرها، وهو ما تفضله موسكو، وتتوقعه جهات سورية معارضة بدأت اتصالات لبلورة تفاهم مع «الائتلاف الوطني السوري» والتيارات المؤيدة لخيار الحل السياسي والتفاوض مع النظام.

ونقل مصدر معارض سوري عن ديبلوماسيين أميركيين في باريس قولهم إن واشنطن باتت مقتنعة انه من الممكن العمل على حل سياسي في سوريا، إلى جانب الروس، وانه لم تعد هناك إمكانية أو مصلحة في حسم عسكري في سوريا بسبب مخاطر صعود «الجهاديين» فيها، وأن العمل مع الروس، كخطوة أولى، سيبدأ بدفع المعارضة إلى التقارب بين أطرافها في «الائتلاف» وهيئة التنسيق بشكل خاص، التي تلقت، للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة في سوريا قبل عامين، دعوة رسمية لإرسال وفد إلى الخارجية الأميركية في 13 الشهر المقبل.

وكانت واشنطن قد عملت مع «أصدقاء سوريا» على حصر شرعية تمثيل المعارضة بـ«المجلس الوطني السوري» قبل أن تجعل من «الائتلاف» ممثلا شرعيا للشعب السوري. ونقل المعارض السوري عن الديبلوماسيين الأميركيين أن دولا إقليمية تعمل على عرقلة الحل السياسي لتحقيق مكاسب في سوريا. وتوقعت المصادر الديبلوماسية الأميركية تغييرات

قريبة ستصيب تركيبة «الائتلاف» لإنجاح الحل السياسي.

وظهرت مؤشرات واضحة على ذلك، في رفض «المجلس الوطني» الممثل بـ26 عضوا في «الائتلاف» حضور مؤتمر «أصدقاء سوريا» في روما اليوم. وقال الرئيس السابق للمجلس عبد الباسط سيدا لـ«السفير» إن «الأمانة العامة ارتأت ذلك لنقل رسالة الى المجتمع الدولي ان المؤتمرات السابقة لم تخرج بأي نتيجة، الا ان المجلس لم يعترض على مشاركة الائتلاف».

وتعهد الوزيران الأميركي والروسي في برلين العمل معا لحث الأطراف السورية المعارضة، من «الائتلاف» و«هيئة التنسيق» وبعض الجماعات المسلحة المعتدلة على تسمية ممثلين لها إلى حوار مع النظام السوري، ولكن أي لقاء لن يعقد في دمشق تحت عناوين التفاوض.

ونقل خبير في موسكو عن الخارجية الروسية أن لافروف، الذي التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي عاد إلى دمشق عن طريق مطار بيروت، يتحفظ على اختيار دمشق مكانا لأي لقاء بين المعارضة والنظام، لأنه لم يعد يثق بالضمانات التي يقدمها النظام السوري في هذا الإطار، لحفظ سلامة أي من المتفاوضين القادمين من الخارج، بعد اعتقاله المعارض عبد العزيز الخير في أيلول الماضي.

وفي باريس، أعاد وزير الخارجية الأميركية جون كيري، بعد لقائه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، تأكيد الخيار السياسي قبل ساعات من انعقاد مؤتمر «أصدقاء سوريا» اليوم في روما.

ووجه كيري، من منبر مؤتمر صحافي في باريس إلى جانب نظيره الفرنسي لوران فابيوس، رسائل للمجتمعين في روما بأنه «يجب تسريع الحل السياسي، لأنه أفضل الطرق إلى السلام ووقف المذابح وحفظ مصالح الشعب السوري، ولكن ذلك يتطلب أن يغير الرئيس (السوري بشار) الأسد حساباته، وان لا مخرج من خلال العنف». وقال إن «الوقت الذي كان على الرئيس الأسد أن يستمع فيه لصوت الشعب السوري قد تجاوزه الزمن».

ويتبين في تصريحات كيري الباريسية أن شيئا لم يتغير في المواقف الأميركية بعد استنكاف «الائتلاف» عن حضور مؤتمر روما ثم العودة عنه. وكان «الائتلاف» أعلن مقاطعته اجتماع اليوم في روما، بعد سلسلة من المؤتمرات ووعود غربية بتسليحه، لم ترق إلى المستوى المنتظر، فيما ينتقد الغربيون «الائتلاف» لإخفاقه في تحقيق الغاية التي تشكل من اجلها، بتعديل ميزان القوى داخل المعارضة المسلحة لمصلحة «الجيش الحر» والمعتدلين وعزل القوى الجهادية، لا سيما «جبهة النصرة» التي تحقق تقدما متزايدا في سيطرتها على العمليات الميدانية.

وقال كيري «نحاول توحيد المعارضة لكي تتمكن من الاستجابة لتطلعات الشعب السوري، وسنتوجه بمساعداتنا مباشرة إلى المناطق المحررة». وذكر بأن على المعارضة أن تعزل الجهاديين والمتطرفين في صفوفها، محددا نقطتي التقاطع الرئيسيتين مع الروس «على المعارضة أن تساعد الشعب السوري على مقاومة إغراءات اللجوء إلى العنف، وعليها أن تحفظ مؤسسات الدولة». وتشكل النقطة الثانية محط تفاهم روسي ـ أميركي لمنع انهيار أجهزة الدولة السورية الضرورية لعملية انتقالية سلسة، والأهم الإبقاء على الجيش السوري وجزء من الأجهزة الأمنية فعّالة في مواجهة خطر «الجهاديين».

ولا يبدو التوافق مع الروس على حل سياسي في سوريا رهان واشنطن الوحيد. ويبقي الأميركيون على الحسم العسكري ورقة محتملة، ليس بسبب استمرار الخلاف مع الروس على مصير الأسد أو تمسك هؤلاء ببقائه في منصبه حتى العام 2014 وربما ترشحه إلى انتخابات رئاسية، وإنما بسبب الحاجة إلى تحسين شروط التسوية في سوريا، لمصلحة واشنطن وحلفائها، وفرض حقائق ميدانية وعسكرية تجبر النظام على تقديم المزيد من التنازلات.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني «نحن نراجع باستمرار طبيعة المساعدة التي نقدمها للشعب السوري في صورة مساعدة إنسانية وللمعارضة السورية في صورة مساعدة غير قاتلة».

وفي هذا السياق تمتنع واشنطن عن استخدام نفوذها لدى حلفائها القطريين والسعوديين والأتراك لوقف عمليات التسليح. ولا يتوقف الرهان العسكري على تحسن المساعدات من الأسلحة غير الفتاكة، من دروع أو عربات مصفحة أو أجهزة اتصال أو مناظير ليلية أو تدريبات عسكرية، إذ لم تعترض واشنطن سبيل أي صفقة أسلحة كبيرة عقدتها السعودية مع كرواتيا، كما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أو صفقة أخرى يحاول الأتراك عقدها مع أوكرانيا لتزويد المعارضة بمدافع وأسلحة روسية يفضلها المقاتلون السوريون. (تفاصيل صفحة12)

أما الروس فلا يبدون أي تغيير في مواصلة تسليح النظام من جهتهم. ونقلت صحيفة «الكانار إنشينه» الفرنسية أمس عن مصادر في الاستخبارات الفرنسية والأميركية، أن موسكو بدأت بتسليم سوريا طائرات «ياك ـ 130». وتشتمل الصفقة على 36 طائرة من هذا النوع المعد لتدريب الطيارين.

وتقول مصادر الاستخبارات الأميركية والفرنسية إن الروس اجروا تعديلات على الطائرة لتحويلها إلى طائرات مقاتلة ومخصصة لمعاضدة الجيش في مسارح العمليات في حرب العصابات. وبإمكان المقاتلة الروسية المعدلة المزودة بمدفع حمل 3 أطنان من الذخائر والصواريخ والقنابل، وهي تحلق على ارتفاع 12 ألف متر ولديها قدرة على المناورة، ما يجعلها متقدمة على مثيلاتها من طائرات «ميغ» و«سوخوي» الموجودة لدى سلاح الطيران السوري.

كيري سيعلن عن حزمة مساعدات بعشرات ملايين الدولارات للمعارضة السورية

واشنطن- (يو بي اي): ذكر مسؤولان أمريكيان ان وزير الخارجية جون كيري سيعلن عن حزمة مساعدات “بعشرات ملايين الدولارات” للمعارضة السورية عند لقائه بممثليها في العاصمة الإيطالية روما.

ونقلت شبكة (سي إن إن) الأمريكية عن المسؤولين الاثنين في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قولهما ان كيري سيعلن خلال لقائه المعارضة السورية عن حزمة مساعدات قيمتها عشرات ملايين الدولارات.

وذكرا ان الخطة ستتضمن مساعدات للجناح المسلح من المعارضة السورية، وأوضحا ان أوباما لم يوقع بعد على الحزمة، لكن أمامه على مكتبه عدداً من الخيارات تتعلق بتقديم مساعدة إضافية للثوار الذين يحاربون القوات الحكومية السورية الموالية للرئيس السوري بشار الأسد.

وقال أحد المسؤولين “نحن نبحث في سبل دعم المعارضة وهي تشمل المعارضة المسلحة لتغيير حسابات الأسد وتسريع عملية الانتقال السياسي”.

وأضاف ان “عدة خيارات قدمت للرئيس وهو من سيتخذ القرار”.

ويشار إلى أن كيري سيشارك الخميس في اجتماع أصدقاء سوريا الذي يضم ممثلين عن أكثر من 60 بلداً يعملون على إنهاء الأزمة السورية التي خلفت حتى الآن قرابة 70 ألف قتيل.

ورفض المسؤولان القول إن كان توفير أجهزة عسكرية غير قاتلة، مثل نظارت الرؤية اليلية والدروم والتدريب العسكري، من ضمن ما سيعلنه كيري.

وأشار المسؤولان إلى ان بعض الأفكار المطروحة حالياً، طرحت قبل وصول كيري إلى وزارة الخارجية، لكن البيت الأبيض رفضها من قبل إلا انها طرحت من جديد والبيت الأبيض “يبدي بعض الانفتاح”.

ويتوقع أن يعلن كيري تقديم المساعدات الإنسانية مباشرة إلى المعارضة السورية وليس عبر الأمم المتحدة ومنظمات أخرى كما هي الحال الآن.

كما يتوقع أن يقتصر إعلانه على توفير مساعدات طبية وغذائية للمعارضة المسلحة، فيما يعلن عن التجهيزات والتدريب العسكري في وقت لاحق.

اشتباكات في محيط فرع المخابرات الجوية بحلب وقصف في أنحاء أخرى من سورية

دمشق- (د ب أ): أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن اشتباكات دارت بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في محيط فرع المخابرات الجوية بحي الزهراء بمدينة حلب شمال سورية.

وذكر المرصد، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الخميس، أن هذه الاشتباكات رافقها قصف من قبل القوات النظامية طال بلدات حيان وتل رفعت وعنجارة بريف حلب.

وقال إن اشتباكات دارت بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية اليوم عند أطراف حيي”الخالدية” و”حمص القديمة” بمحافظة حمص وسط سورية.

وأضاف أنه رافق هذه الاشتباكات قصف من القوات النظامية وأن عدة قذائف سقطت على بلدة “تلبيسة” بريف حمص.

كما دارت اشتباكات الخميس بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حي “الحويقة” بمدينة دير الزور شرق سورية.

وزير الخارجية الأمريكي يلتقي زعيم المعارضة السورية في روما

روما- (د ب أ): التقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وزعيم المعارضة السورية معاذ الخطيب في روما الخميس قبل انطلاق مؤتمر (أصدقاء الشعب السوري) في العاصمة الايطالية.

وهذا أول لقاء يجمع كيري بالخطيب الذي يرأس “الائتلاف الوطني السوري” المعارض.

ويتوقع أن يكشف كيري النقاب خلال فعاليات المؤتمر عن مساعدات إنسانية أمريكية إضافية من أجل المعارضة السورية.

يشارك في المؤتمر ممثلو نحو 90 دولة.

ويشار إلى أن وزير الخارجية الأمريكي يقوم بجولة أوروبية وشرق أوسطية، وقال أمس الأربعاء إن واشنطن تعمل على استكشاف سبل للتعجيل بالتحول السياسي في سورية وأن المعارضة بحاجة إلى مزيد من المساعدة للاطاحة بالرئيس بشار الأسد.

الأمم المتحدة تحذر من أن العنف الجنسي منتشر بشكل واسع في سوريا

نيويورك- (يو بي اي): حذرت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف الجنسي أثناء الصراعات زينب بانغورا من الانتشار الواسع للعنف الجنسي في سوريا.

وتناولت بانغورا في إحاطتها أمام مجلس الأمن، الذي عقد جلسة مشاورات مغلقة حول الوضع الإنساني في سوريا، مسألة الاستخدام المنظم للعنف الجنسي في سوريا، واصفة أيها بـ(المثيرة للقلق).

وأعلنت بانغورا أمام الصحافيين في المقر الدائم بنيويورك، ان العنف الجنسي ضد النساء والرجال، وضد الفتيان والفتيات، منتشر بشكل واسع في سوريا، مشيرة إلى إنهم لا يستطيعون الدخول إلى معظم المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

وأضافت “وجدنا ان العنف الجنسي ضد الرجل والفتيان هو وسيلة لاستخراج المعلومات منهم في السجون، إذاً، يستخدم هذا الأسلوب كتقنية للحصول على المعلومات”.

وأوضحت ان “هذا ما قاله لنا بعض الضحايا الناجين وما أفادت به التقرير، وهذا يجري من طرف الحكومة، أما بشأن ضلوع المعارضة بهذا الأسلوب، فنحن لا ندري لأننا لا نستطيع الدخول إلى مناطق المعارضة.”

وأشارت بانغورا إلى مسألة نزوح العديد من الموطنين بسبب مؤشرات تلقوها، تدل على ان أعمال عنف جنسي على وشك أن ترتكب بحقهم، قائلة إن العنف الجنسي تسبب بتشريد هائل للسكان.

ورداً على سؤال حول شراء أغنياء الخليج لفتيات دون سن الرابعة عشرة من العمر، أجابت بانغورا “بعض التطورات الجديدة التي شهدناها هي العلاقة بين العنف الجنسي والإتجار بالنساء، لا يزال يتعين علينا القيام بالكثير من دراسات حول هذا الموضوع، ولكن بالتأكيد من التقارير التي وردتنا، يبدو ان هناك علاقة بين العنف والإتجار”.

وأضافت ان “مسألة الزواج القسري في البلدان المجاورة، تحدث أيضاً لأن الأسر على شفير العوز، إنهم يعطون بناتهم فعلاً ليتزوجن من أشخاص من البلدان المجاورة”.

وكان السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أكد بعد الجلسة ان بعض أعضاء مجلس الأمن يتجاهلون الكثير من المعطيات المقدمة لهم حول الوضع في بلاده.

وأضاف “لقد أرسلت إلى مجلس الأمن حتى الآن 300 رسالة مليئة بالمعلومات، إحداها تزود مجلس الأمن بأسماء 143 إرهابياً أجنبياً قتلوا في سوريا مع جنسياتهم وأسمائهم وتاريخ دخولهم قادمين من الحدود المجاورة لسوريا من تركيا ولبنان والأردن”.

وتابع “طلبت تعميم هذه الرسالة فوراً ولكنها عممت قبل ثلاثة أيام فقط، فقد تطلب من مجلس الأمن ثلاثة أشهر كي توزع الرسالة كوثيقة رسمية.”

وأشار الجعفري إلى ما ينشر عن دخول “شحنات من الأسلحة المتطورة إلى المجموعات الإرهابية المسلحة عبر تركيا”، وتمويل السعودية شحنة سلاح من كرواتيا “وصلت إلى المجموعات المسلحة عبر الأردن”، فقال ان “على مجلس الأمن الدولي التركيز على تلك النقاط كي يصل إلى قراءة واضحة ودقيقة لما يجري في سوريا.

وتحدث السفير السوري عن التعهدات التي أعلنت من عدد من الدول الخليجية في مؤتمر المانحين بالكويت، وقال إن بعض الدول عدلت عن دفع التعهدات التي أعلنتها في المؤتمر.

وأوضح ان “الكثير من الدول التي اجتمعت في مؤتمر الكويت هي السبب الرئيسي لمعاناة اللاجئين والنازحين السوريين، لأن تلك الدول هي التي ترعى وتدعم وتدرب الجماعات المسلحة وتوفر لهم التغطية الإعلامية لتظهرهم بأنهم مناضلون من أجل الحرية وليس كجماعات إرهابية ومسلحة تهاجم المستشفيات والمدارس والبنية الأساسية والمطارات وتطلق النيران على الطيران المدني والبعثات الدبلوماسية”.

وقال الجعفري إن سوريا بحاجة إلى مساعدة حقيقية محايدة وغير منحازة وإلى تشجيع جميع الأطراف للمشاركة في الحوار الوطني الجامع، مشدداً على ان التركيز على البعد الإنساني للأزمة السورية لا يعطي وصفاً دقيقاً لما يجري في البلاد.

من جهتها، أعلنت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري أموس ان مكتب الشؤون الإنسانية ما زال يسعى للحصول على الأموال التي تم التعهد بها لسوريا في مؤتمر الكويت، لأنه لم يتسلم حتى الآن إلا جزءاً بسيطاً منها.

وتحدثت أموس في مؤتمر صحافي، عقب جلسة المشاورات، عن أبرز ما تقدمت بها أمام مجلس الأمن.

وقالت إنها ركزت في إحاطتها على نقاط ثلاث، أولاً التدهور المستمر في الوضع الأمني والطبيعة الوحشية للصراع التي تؤثر بشكل خاص على النساء والأطفال، وثانياً الجهد الأممي الأخير لرفع الاستجابة الإنسانية عبر خطوط الصراع داخل سوريا بين المناطق التي تسيطر عليها المعارضة وتلك التي تسيطر عليها الحكومة، بالأخص النجاح الذي تحقق في حمص وحلب.

وأشارت إلى ان النقطة الثالثة التي تطرقت إليها هي مؤتمر المانحين، مشيرة في هذا الإطار إلى ان مكتب الشؤون الإنسانية لم يتلق حتى الآن كافة الأموال التي تم التعهد بها.

وأوضحت “لقد تلقينا 200 مليون دولار من أصل التعهد الذي تبلغ قيمته مليار وخمسمئة مليون دولار، وما نقوم به الآن هو محاولة دفع الدول المانحة إلى تحويل تعهداتها إلى أموال، في أسرع وقت ممكن”.

وسئلت أموس حول رأيها في الدول التي تقدم الأموال مباشرة إلى الائتلاف الوطني السوري كجزء من التعهد المقدم في الكويت، فأجابت “إذا كان التعهد مقدماً كجزء من تعهدات الكويت، ستقول لنا الدول كيف تريد أن تقسم هذا المال، بعض الدول قد تبرعت أيضاً بالمال للائتلاف الوطني السوري، مثل قطر، وكان ذلك خارج إطار البلغ الذي تم التعهد به في الكويت، إذا، سنتأكد من أن نبين ما يتعلق بتعهدات الكويت وما هو خارجها”.

وعن التعاون الذي تتلقاه وكالات الأمم المتحدة من المعارضة والحكومة السورية، وإن كانت تتعاون معها بالشكل الكافي، قالت وكيلة الأمين العام ان “التعاون هو في مستويات مختلفة، مثلاً نحن نتحدث مع الحكومة السورية وإلى قسم التنسيق الإنساني للائتلاف الوطني السوري، في الواقع ان السبب وراء تصميمنا على أن يكون لنا وجود ليس فقط في دمشق وحمص، هو اننا نريد أن نتحدث مع الأطراف المتنازعة في الميدان ونتناقش معهم لضمان قدرتنا على التحرك عبر خطوط الصراع”.

تسعى لتسريع العملية الانتقالية.. وتزايد الضغوط للبدء بالحوار عشية مؤتمر روما

واشنطن تتجه لتسليح الجيش الحر بعربات مصفحة

سقوط قذيفة اطلقت من سورية على هضبة الجولان

دمشق ـ بيروت ـ وكالات: تزايدت الضغوط الاربعاء على كل من النظام السوري والمعارضة لخوض حوار ينهي النزاع الدامي المستمر منذ عامين، وذلك عشية اجتماع لاصدقاء الشعب السوري في روما، فيما سقطت قذيفة اطلقت الاربعاء من الاراضي السورية الى الجزء الذي تحتله من هضبة الجولان بينما استمرت الاشتباكات في مدن وبلدات قرب دمشق بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية.

وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان ‘قذيفة سقطت في وسط الجولان ولكن لم تقع اصابات’.

واوضح ان الجنود قاموا في وقت سابق بتمشيط المنطقة بعد تصاعد دخان بالقرب من مستوطنة اسرائيلية.

ويعزو المسؤولون الاسرائيليون سقوط القذائف الى ‘اخطاء في اطلاق النار’ خلال المواجهات بين الجيش السوري والمتمردين.

سياسيا، اعلن وزير الخارجية الامريكي جون كيري اثر لقائه في باريس الرئيس فرنسوا هولاند ونظيره الفرنسي لوران فابيوس ان الولايات المتحدة وفرنسا تدرسان ‘وسائل تسريع العملية الانتقالية السياسية’ في سورية.

واوضح في مؤتمر صحافي ان هذا الامر سيبحث الخميس في روما اثناء اجتماع دولي لاصدقاء الشعب السوري ستشارك فيه المعارضة السورية، معتبرا ان هذه الاخيرة بحاجة ‘لمزيد من المساعدة’.

وقال كيري ‘اعتقد ان المعارضة السورية بحاجة الى مزيد من المساعدة. نعتقد ان من الاهمية بمكان ان يصل مزيد من المساعدة الى المناطق المحررة’.

وبحسب صحيفة ‘واشنطن بوست’، فان البيت الابيض يدرس تغييرا كبيرا في استراتيجيته بشأن النزاع السوري. واوضحت الصحيفة ان الولايات المتحدة قد تقدم مساعدات مباشرة ‘غير قاتلة’ الى المعارضين المسلحين على غرار سترات واقية من الرصاص وآليات مصفحة وتدريب عسكري.

وفي انتظار ان تفضي هذه الضغوط الى دفع طرفي النزاع الى طاولة الحوار، تنتخب المعارضة في نهاية الاسبوع في اسطنبول رئيسا لاول ‘حكومة موقتة’ في الاراضي التي تسيطر عليها على امل تمركزها سياسيا على الارض قبل ايام من دخول النزاع سنته الثالثة.

وطرحت اسماء خمسة مرشحين بينهم برهان غليون الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري الذي يشكل النواة الصلبة للائتلاف، والاقتصادي اسامة القاضي ورئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب الذي انشق وفر من البلاد صيف 2012.

من جهتها، مددت وزارة الداخلية السورية العمل بجوازات سفر مواطنيها المقيمين في الخارج، محققة بذلك مطلبا طرحه رئيس الائتلاف المعارض احمد معاذ الخطيب كأحد شرطين للقاء ممثلين للنظام.

وكان كيري التقى الثلاثاء نظيره الروسي سيرغي لافروف وبحث واياه سبل تقريب وجهات نظرهما من الملف السوري. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن لافروف قوله في برلين بعد لقاء كيري، ان ممثلي النظام السوري ‘اكدوا لنا ان لديهم فريقا تفاوضيا وانهم مستعدون لبدء الحوار في اسرع وقت ممكن’.

واضاف لافروف ‘ندعو المعارضة التي ستلتقي ممثلين من عدد من الدول الغربية والاقليمية في روما الى ان تعلن كذلك انها مع الحوار، لانها اطلقت تصريحات متناقضة بهذا الشأن، وليس فقط ان تعلن بل كذلك ان تسمي فريقها التفاوضي’.

واكدت دمشق للمرة الاولى استعدادها للحوار مع ‘من يحمل السلاح’، لكن المعارضة السياسية تصر على ان اي حوار يجب ان يؤدي بالضرورة الى رحيل الرئيس بشار الاسد.

وكان ائتلاف المعارضة السورية اعلن اولا مقاطعته لمؤتمر اصدقاء الشعب السوري في روما احتجاجا على ‘الصمت الدولي على الجرائم التي يرتكبها النظام’، قبل ان يتراجع عن قراره بعد وعود بتقديم ‘مساعدات محددة لتخفيف معاناة الشعب’ السوري.

واكد كيري ان المشاركين لن يأتوا ‘الى روما لمجرد الحديث’ بل ‘لاتخاذ قرار حول المراحل المقبلة’.

من ناحيته، اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء في فيينا انه من المستحيل دعم النظام ‘الغاشم’ لبشار الاسد بحجة افتقار المعارضة السورية الى زعيم يجمعها.

وفي المنتدى الخامس الذي تعقده منظمة الامم المتحدة لتشجيع الحوار بين الاديان والشعوب، اعرب رئيس الوزراء التركي عن الاسف ‘لتقاعس المجموعة الدولية حتى الان عن اتخاذ الموقف الذي ننتظره’.

واضاف في مؤتمر صحافي ان ‘بعض البلدان يتساءل من سيخلف الاسد عندما يتنحى عن السلطة. دائما ما اقول ان الاحداث الجليلة والثورات الكبرى تأتي بقادتها’. واكد ان ‘المقاومة التي تخوضها المعارضة مهمة ومن الضروري تقديرها. وتحضر جهودها الارضية لعملية ديموقراطية من اجل الشعب السوري’.

وكرر رئيس الوزراء التركي قوله الاربعاء ان ايام النظام السوري باتت معدودة. وقال ان ‘الشعب السوري يناضل من اجل الحرية. عاجلا ام آجلا، سيرحل هذا المعتدي، هذا النظام الغاشم والاستبدادي للأسد وخلفائه. ولن يكون ممكنا لهم ان يبقوا’ في الحكم.

وتطرق الامين العام للامم المتحدة بان كيمون في خطابه الى الوضع في سورية، معربا عن ‘قلقه البالغ من خطر اعمال العنف الطائفية وعمليات الانتقام الجماعية اذا ما استمر تدهور الوضع’.

من جهته اتهم امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الموجود ايضا في العاصمة النمسوية، النظام السوري بارتكاب ‘ابادة’، مؤكدا ان حكومة بشار الاسد فقدت ‘كل شرعية’.

وعلى الرغم من النشاط الدبلوماسي المكثف، لم تتراجع اعمال العنف على الارض. ودارت اشتباكات الاربعاء في مدن وبلدات قرب دمشق بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تحاول فرض سيطرتها الكاملة على محيط العاصمة الذي تعرض لقصف بالطيران الحربي، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وفي دمشق ‘سقطت عدة قذائف هاون خلف القضاء العسكري وقرب كلية الاداب’ في منطقة المزة في غرب دمشق، بحسب المرصد الذي اشار الى معلومات اولية عن وقوع اصابات.

ستة سوريين يعودون لبلادهم بعد تلقي العلاج في اسرائيل

الناصرة ـ ‘القدس العربي’: اعلن الجيش الاسرائيلي في بيان ان ستة من اصل سبعة جرحى سوريين اصيبوا قبل عشرة ايام خلال مواجهات في هضبة الجولان وتعالجوا في اسرائيل، غادروا مستشفى صفد (شمال) بعد انتهاء علاجهم.

وقال البيان ‘بعد خروجهم من المستشفى قامت الخدمات الطبية بمرافقتهم الى مكان غير معلن للحفاظ على امنهم’.

واضاف الجيش ان المصاب السابع ما زال في المستشفى.

ولم يكشف الجيش الاسرائيلي او المستشفى عن طبيعة الجروح التي اصيب بها السبعة او انتماءهم السياسي.

مضاعفات قضية لاجئة بقيت في سورية

صحف عبرية

اليكم صورة طفولة: وهي صورة ولد يمسك بيد أمه ويقف الى جانبيهما أخواته وإخوته الاربعة. والمكان: مخيم لاجئين قرب دمشق. والسنة: 1950. فالى هنا فرت عائلة عابدي من بيتها في حيفا بعد ان سقطت هذه في يد الهاغاناة. واليكم صورة اخرى أكثر تأخرا: وهي صورة أبناء العائلة جميعا الذين شاخوا منذ ذلك الحين حول أختهم لطفية، وهي عجوز تتوكأ على عكاز في نقاب ابيض. وقد صورت هذه الصورة قبل بضع سنوات في عمان في واحد من اللقاءات النادرة لأبناء العائلة التي مُزقت في سنة 1951. آنئذ أتاحت لهم اسرائيل العودة الى بلدهم لكن حُكم على لطفية ان تبقى لاجئة في مخيم اليرموك قرب دمشق مقطوعة ما بقي من عمرها عن وطنها ومدينتها ومناظر طفولتها واخوتها وأخواتها.

والآن مع تصاعد الحرب الأهلية الفظيعة في سوريا، وقد أصبحت مخيمات اللاجئين الفلسطينية هدفا للطرفين، يخشى أبناء العائلة في حيفا على مصير أختهم العجوز. فقد أصبحت لطفية في الرابعة والثمانين ويبدو انه لا سبيل ألبتة لانقاذها ونقلها الى مكان آمن في بلدها.

يقوم بهذا النضال أخوها عبد عابدي وهو فنان حيفاوي فلسطيني نال جوائز، وهو العزيز على مدينة حيفا. ولم يستعمل العابدي الى الآن أي شيء عملي لانقاذ أخته. انه يقول ان نضاله ليس شخصيا بل هو قومي لكن مصير أخته يقلقه جدا. وان حقيقة ان مواطن الدولة لا يستطيع ان ينقذ أخته التي تتعرض حياتها للخطر وان يأتي بها الى وطنها لأنها عربية غير يهودية فقط، تثير افكارا صعبة.

بعد بضعة اسابيع سيفتتح معرض لاعمال العابدي في ‘بيت هغيفن’ في مدينته تحت عنوان ‘لفتة عطف على لطفية أختي في مخيم اليرموك’. وأما المعرض الذي سيفتتح في 17 آيار فترعاه اييلت زوهر.

كان العابدي يدأب هذا الاسبوع ايضا في الاستوديو الخاص به في واحد من الاعمال سيُعرض في المعرض وفي مركزه صورة ستوديو بالاسود والابيض للطفية من سنة 1967 في دمشق، ويحيط كيس خيش بالصورة. ان أكياس الخيش تؤدي دورا هاما في اعمال العابدي: فهي تُذكره بصورتها ورائحتها لصفوف طفولته أمام أكياش اغاثة منظمة الغوث الدولية في مخيم اللاجئين في دمشق.

وكان مصير العابدي حسنا فعاش ثلاث سنوات فقط لاجئا، أما لطفية فهي لاجئة منذ 65 سنة وقد اضطرت في الفترة الاخيرة ايضا الى الفرار من بيتها في المخيم بسبب فظائع الحرب والى ان تختبيء في شقة ابنتها في دمشق. وهي تتحدث من هناك بين الفينة والاخرى بالهاتف مع أخواتها في حيفا. وقد ساءت حالتها الصحية في الفترة الاخيرة.

يشير لوح حجري قديم الى استوديو العابدي وهو بيت حجري مذهل عند أطراف بستان فاكهة مهمل في شارع يصعد الى الكرمل ويسمى الآن ‘شدروت هتسينوت’ (جادة الصهيونية). وقد نقش في اللوح الحجري عنوان قديم باللغة الالمانية: ‘الى حديقة الراهبة ايما’، وهو تذكير بأيام كان فيها هذا البيت يخدم راهبات المانيات وكان المبنى المجاور يُستعمل مستشفى حكوميا للبريطانيين وفيه ولدت لطفية.

ان البيت الذي يقع فيه الاستوديو وهو ملك للكنيسة الانجليكانية، قد استعمل في الماضي مكاتب لاصدار الكتب العربية لـ إميل حبيبي. وكانت الطاولة في مركزه هي طاولة حبيبي. ويستعمل البيت الآن استوديو للعابدي. وهو في الواحدة والسبعين من عمره نشيط يبدو أفتى من عمره واللغة العبرية على لسانه فصيحة. كان طوال سنواته نشيطا في الحزب الشيوعي. وزوجته هنغارية (غير يهودية) واسمها يهوديت. وهما يتحدثان باللغة الالمانية، لغتهما المشتركة وهي تذكير بالايام التي كانا فيها في طالبين في درزدين في المانيا الشرقية (التي كانت شيوعية في الماضي).

حينما جاءت يهوديت الى البلاد في سنة 1971 متابعة لزوجها، وهي في الشهر التاسع من حملها، ظنها موظفو الحدود في المطار يهودية. فاسمها يهوديت واسم أبيها يوسف وحينما سألوها عن ديانتها قالت انها اصلاحية. وعرض عليها الموظفون فورا سلة استيعاب هجرة سخية وشقة في نتانيا الى ان قالت ان زوجها يسمى عبد الرحمن عابدي. فتم تمزيق جميع المستندات التي ملأتها دفعة واحدة وأُلغيت جميع مقترحات الشقة وسلة استيعاب الهجرة وأُرسلت الى وجهها دون أية مساعدة.

درس العابدي سبع سنوات في المعهد العالي للفنون في درزدن على يد المدرسة ليئا غروندغ وهي لاجئة مثله فقد كانت المانية شيوعية فرت مع زوجها اليهودي خشية النازية الى ارض اسرائيل. وبقيت هنا ست سنوات وعادت الى المانيا الشرقية؛ وفر هو من ارض اسرائيل، من الاحتلال الصهيوني الى ان عاد الى البلاد وخرج ليدرس في المانيا.

زيارات صيفية

يقع ستوديو العابدي في الجادة الصهيونية وكان بيت العائلة الأصلي يقع في شارع يسمى اليوم ‘شيفات تسيون’ (عودة صهيون). ولم يبق شيء منه. وكان شقيق جد العابدي، عبد الرحمن الحاج، يتولى رئاسة بلدية حيفا في عشرينيات القرن الماضي.

في الثاني والعشرين من نيسان 1948 حينما سقطت المدينة كما يقول العابدي فر منها كل سكانها الفلسطينيين تقريبا. وهرب العابدي ابن السادسة ايضا مع أمه وأخواته وإخوته. وأصر الوالد قاسم على البقاء في المدينة. ويذكر العابدي ان أباه استلقى على الارض وصاح بهم ألا يغادروا لكن الأم كانت هي الشخصية المهيمنة بسبب الطبقة الاجتماعية التي كانت أعلى والتي جاءت منها وأصرت على الفرار.

ركبت الأم وأبناؤها مدمرة بريطانية نقلتهم من ميناء حيفا الى عكا وأبحروا من هناك في سفينة مضعضعة الاركان الى بيروت. وكانوا على يقين من أنه سيُسمح لهم بالعودة بعد اسبوعين أو ثلاثة. ومكثوا نحوا من شهرين في مخيم اللاجئين الكرنتينا في بيروت ونقلوا من هناك الى مخيم اللاجئين ميه ميه قرب صيدا.

وكانت لطفية التي هي البنت البكر قد تزوجت آنذاك بشاب من قرية قرب طولكرم. وأُرسلت هي وزوجها الى مخيم لاجئين في دمشق. وفي ذات صباح حُمل الباقون جميعا تقريبا من أولاد العائلة الصغار بالقوة في حافلة كان يفترض ان تأخذهم الى مخيم آخر في سوريا أو في العراق. ولم ينقذهم سوى بكائهم وحقيقة ان أمهم لم تكن معهم في تلك اللحظة. وبعد نحو من سنة ونصف فروا هم ايضا من المخيم في صيدا الى دمشق، الى لطفية وزوجها. وقد سكنوا في البدء في مسجد مهجور وانتقلوا بعد ذلك الى مخيم اللاجئين ومكثوا في دمشق أكثر من سنة.

وفي سنة 1951 نجح والد العائلة بفضل علاقاته التجارية القديمة باليهود (كان تاجر خيول وأبقار) في الحصول على تصاريح عودة لزوجته وأبنائه اعتمادا على لم الشمل. ومُنعت عودة لطفية لأنها كانت متزوجة. وعاد الفتى العابدي الى حضن أبيه والى بلده عن طريق لبنان وممر رأس الناقورة وهو هنا منذ ذلك الحين في حيفا مدينته، وبقيت لطفية متخلفة عنهم. وستمر بعد ذلك سنين طويلة الى ان يتقابلا مرة اخرى.

في سبعينيات القرن الماضي حينما استُعملت سياسة موشيه ديان ‘الزيارات الصيفية’ جاءت لطفية في اول زيارة لها للبلاد. وكانوا حتى ذلك الحين يرسلون اليها التحيات عن طريق اذاعة صوت اسرائيل بالعربية وراسلوها بين الآن والآخر بواسطة منظمة الصليب الاحمر الدولي.

وقد زارت هنا منذ ذلك الحين ثلاث مرات أو اربعا واضطرت دائما الى العودة الى اليرموك حيث كان قد ولد لها حتى ذلك الحين ابناؤها وبناتها الـ 11. وبعد التوقيع على اتفاق السلام مع الاردن، التقى أبناء العائلة في عمان وسافرت أختا العابدي مرة واحدة الى دمشق للقاء أختهما في اطار الزيارات التي نظمها عزمي بشارة في حينه. وان الصورة في الألبوم العائلي لهاتين الأختين عن جانبي لطفية يقبلان خديها تؤثر في القلب.

مسألة انسانية

منذ زمن غير بعيد حمل أبناء لطفية على اليو تيوب مقابلة أجروها معها عن طفولتها. يقول العابدي ان حياتها كلها قد دارت حول الشوق الى حيفا. وقبل نحو من شهرين كتب أحد أبنائها في صفحته على الفيس بوك ان أمه قد اضطرت الى مغادرة بيتها بعد ان قصف مخيم اليرموك قصفا شديدا ووجدت ملجأ في شقة واحدة من بناتها فرت الى المانيا.

‘أغضبني هذا’، يقول العابدي في ستوديوه. ‘سألت نفسي: كيف يمكن ان تضطر مولودة في حيفا في الرابعة والثمانين من عمرها ولد أبوها وجدها وجد جدها هنا ولم تتلطخ أيديهم بالدماء كما يقولون، الى ان تجري عليها كل هذه المعاناة وان تصبح لاجئة في بلد ليس بلدها وهي الآن ايضا معرضة للخطر بسبب الحرب.

‘كنت أريد ان أُثير الرأي العام في اسرائيل لينتبه الى وضعها ووضع كل اللاجئين الفلسطينيين. فهذه مسألة انسانية ومصير امرأة في الرابعة والثمانين تبلغ الى هذه الحال. لكن نضالي يرمي الى اثارة صيحة كل اللاجئين الذين في وضعها’.

يحيا إبنا العابدي اليوم في بودابست في هنغاريا والثالث في حيفا. وقد عمل مدة 11 سنة مصورا ومشكلا لصحف بالعربية ولعدد من كتب حبيبي ايضا.

وكان ايضا عضوا نشيطا في الحزب الشيوعي الاسرائيلي. وبقي مشجعا للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة. وقد درّس الفن في مؤسسات تربوية كثيرة في البلاد وعرض اعماله في معارض أفراد في البلاد وفي العالم.

وفي سنة 1977 أقام نصب يوم الارض في سخنين مع صديقه الفنان الاسرائيلي غرشون كنسبل.

ان العابدي هو الفنان العربي الاسرائيلي الاول الذي فاز بجائزة وزيرة العلوم والثقافة والرياضة في سنة 2008. وقد شبهت لجنة الجائزة اعماله بأعمال ناحوم غوتمان. وقد صدر منذ زمن غير بعيد فهرس رائع عن معرض الفنون في أم الفحم وبتحرير تال بن تسفي يلخص 50 سنة ابداع له.

جدعون ليفي

هآرتس 27/2/2013

مؤتمر روما اليوم سيعلن عن توسيع دائرة مساعدة المعارضة السورية .. وواشنطن تتجه نحو ارسال عربات مصفحة وتدريب المقاتلين

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’: لا يخلو تقرير في الصحف الامريكية ومنذ بدء جولة وزير الخارجية جون كيري في اوروبا والشرق الاوسط من اشارة الى موضوع تسليح المعارضة السورية، فيوم الثلاثاء اشار تقرير الى اسلحة وشحنات كبيرة من السلاح مرت عبر الاردن واشتريت بمال سعودي من ترسانة اسلحة بقيت بعد نهاية حرب البلقان في التسعينات من القرن الماضي، في كرواتيا، وامس طالعتنا صحيفة ‘واشنطن بوست’ في تغطية للموضوع ولكن من جهة تقديم الولايات المتحدة دعما عسكريا مباشرا للمقاتلين السوريين الذين يقاتلون ضد بشار الاسد. فهل نحن على ابواب تغيير في السياسة الامريكية، حيث ظلت ادارة الرئيس باراك اوباما ترفض التدخل العسكري المباشر او غير المباشر خشية وقوع الاسلحة بأيدي جماعات متطرفة.

وماذا يعني التغير في حد ذاته هل سيكون كفيلا بحسم المعركة المتوقفة بين النظام والمعارضة ام انه سيزيد من السلاح ويعمق المشكلة وهي مسألة طرحها باراك اوباما في لقائه الاخير مع مجلة ‘نيوريبالك’ والتي تساءل فيها ان كان التدخل سيحدث تغيرا ام لا؟ ومع ذلك فان تحولا في السياسة يعني حصول المقاتلين المعارضين لبشار الاسد على اسلحة عسكرية ثقيلة وعربات مصفحة وتدريب عسكري، كما ان الدعم الانساني قد يرسل مباشرة الى المعارضة السورية. ويقول مسؤولون نقلت عنهم الصحيفة الامريكية ان تفاصيل الخطة لم يتم الاتفاق عليها بعد فهي محل نقاش بين كيري ونظرائه وزراء خارجية الدول الحليفة للمعارضة السورية وسيناقشها في زيارته للمنطقة حيث سيمر على مصر والامارات وقطر وتركيا.

مع الحل السياسي ولكن..

وهي جزء من جهود مكثفة يقوم بها وزير الخارجية لانهاء الازمة السورية التي ستدخل عامها الثالث الشهر المقبل، وحصدت حتى الان اكثر من 70 الف شخص. والجهود متناسقة مع مواقف كيري قبل توليه المنصب حيث دعا لمساعدة المعارضة السورية، وفي تصريحاته الاخيرة، اكد على اهمية الحل الدبلوماسي والسلمي للازمة لكنه ربط تحقيقه بقبول الحكومة السورية واستعدادها للتفاوض، حيث المح الى هذا في تصريحات له في برلين عندما قال انه في حالة فشل الحل الدبلوماسي ‘فنحن بحاجة، على الاقل لتقديم نوع من الدعم’ للمعارضة. واكد انه جاء لمؤتمر اصدقاء سورية الذي سيعقد اليوم في روما ليس لمناقشة افكار ولكن لاتخاذ قرارات تتعلق بالخطوة المقبلة.

وكان كيري قد التقى نظيره الروسي، سيرغي لافروف لمدة ساعتين في برلين حيث دعا لافروف في نهاية اللقاء المعارضة لتشكيل فريق تفاوضي وان لا تكتفي فقط باطلاق التصريحات حيث قال انها ‘اطلقت تصريحات متناقضة بهذا الشأن، وليس فقط ان تعلن بل كذلك ان تسمي فريقا تفاوضيا’، وقال ‘ممثلو النظام السوري اكدوا ان لديهم فريقا تفاوضيا جاهزا لبدء الحوار في اسرع وقت’.

وركزت تصريحات لافروف على اهمية الحوار وعلى الاتفاق الروسي – الامريكي على اهمية حل المشكلة وباسرع ممكن، ولا يعرف ان كانت تصريحات الوزير الروسي تعبر عن تغير في الموقف الروسي ام لا، خاصة ان موسكو لا تزال الى جانب ايران الداعم الرئيسي لنظام الاسد. ويرى مراقبون ان لقاءات كيري مع لافروف وفي روما والدول العربية ستلعب دورا مهما في النقاش النهائي حول دعم المعارضة عسكريا.

وقد تلقت المعارضة السورية التي هددت بتعليق مشاركتها في اللقاءات الدولية على ما يبدو وعودا من الادارة بان اقتراحات عملية ستكون على طاولة البحث. وتراجعت المعارضة عن قرارها بعد زيارة روبرت فورد، السفير الامريكي في سورية ومبعوث الادارة لدى المعارضة للقاهرة واجتماعه برموز المعارضة، اضافة لمكالمات من كيري وجوزيف بايدن، نائب الرئيس اوباما.

تراجع فرص الحل السلمي

ويتساوق التحول في الموقف الامريكي مع الاصرار البريطاني على دعم المعارضة حيث فشل وزير الخارجية ويليام هيغ اقناع نظرائه في دول الاتحاد الاوروبي تعديل قرار حظر السلاح على سورية للسماح بوصوله مباشرة الى المعارضة، حيث لقي مقترحه معارضة من المانيا والدول الاسكندنافية فيما ابدت فرنسا نوعا من الرضى بسبب تورطها في الصحراء الافريقية وملاحقة اطراف القاعدة في شمال مالي، وكل ما نجحت بريطانيا في تحقيقه هو ادخال بند يسمح للدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي بتقديم دعم كبير للاسلحة غير الفتاكة او القتالية.

ويمكن ربط التحول الامريكي ومعه الغربي باتجاه دعم مباشر للمعارضة بما يراه المراقبون تراجعا للحل السلمي وصعوبة تحقيقه، خاصة ان البلاد دخلت في حرب اهلية دامية، اضافة الى ذلك ان تحفظات الادارة على ارسال الاسلحة المبنية على مخاوفها من تعقيد الازمة ووصولها الى ايدي المقاتلين الاسلاميين ليست مقنعة لان السلاح يتدفق لسورية بدعم امريكي او بدونه.

ويمكن تقديم قراءة اخرى للحديث عن تسليح المعارضة وهو تغليف التسليح بعبارة تقديم الاسلحة للجماعات ‘العلمانية او المعتدلة’ في المعارضة المسلحة وحرمان الجماعات الجهادية التي اقامت خط امدادات لها ومصادر تمويل من دول الخليج. ولهذا جرى الحديث عن شحنات الاسلحة التي اشتريت بمال سعودي على انها ذهبت لجماعات معتدلة او بعينها وبسرية شديدة. ومن هنا يتوقع ان يتم، في مؤتمر اصدقاء سورية الاعلان عن قرارات تتعلق بارسال اجهزة ومعدات لا ‘تقتل اشخاصا’ من مثل المناظير والملابس العسكرية والناقلات المصفحة حيث يقول مسؤولون لهم اطلاع على مجريات الامور ان الخطوة تلقى دعما الآن من فرنسا وبريطانيا والمانيا وايطاليا. ويتوقع ان تقرر كل دولة من الدول طبيعة الدعم الذي ستقدمه للمعارضة والتي ترى فيه عاملا مساعدا على الارض.

ويتسيد الحديث في العواصم الغربية حول التسليح في الوقت الذي تطرح اسئلة اخرى حول مدى قدرة المعارضة نفسها على تشكيل حكومة انتقالية تحظى بشرعية داخل سورية، ذلك ان طيف الفصائل في الداخل يعاني من انقسام حول الائتلاف الوطني وهناك اسئلة حول مدى قبول الاسلاميين لحكومة تشكلها معارضة الخارج، وهناك شكوك لدى الدول الغربية حول قدرة المعارضة على اقامة حكومة انتقالية بسرعة او قدرتها على اقناع الاقليات والطوائف التي لا تزال تدعم بشار الاسد على دعم التغيير والحكومة الجديدة.

وبالعودة للنقاش الامريكي فواشنطن اكتفت بالماضي بارسال ضباط مخابرات سي اي ايه لجنوب تركيا لمراقبة تدفق السلاح لداخل سورية، واكتفت الادارة بالدعم الانساني الذي مررته عبر منظمات دولية معظمها يعمل تحت اشراف الحكومة السورية. اضافة لفريق من الخبراء والعسكريين قالت تقارير ان واشنطن ارسلته لمراقبة وضع الترسانة الكيماوية التي اعتبر اوباما استخدامها ‘خطا احمر’، اما بالنسبة للتسليح فقد غضت واشنطن الطرف عن الدعم الذي قدمته دول عربية ظلت تقدم السلاح للجماعات المقاتلة لكنها كانت تستشار واشنطن في هذا الامر.

صواريخ سكود

ولعل انتقاد المعارضة للحلفاء الغربيين جاء بسبب ما يحدث في مدينة حلب حيث اظهر تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش اثار الدمار والقتل الذي تتسببه هجمات الحكومة واستخدامها للصواريخ الباليستية وصواريخ سكود ضد المعارضة. وقد اعتبرت المنظمة الامريكية ضرب حلب بالصواريخ تحولا مهما في طبيعة الحرب، مع ان الخارجية الامريكية تقول ان لجوء النظام للصواريخ ليست الاول من نوعه، فيما تقول الحكومة التركية ان النظام قصف المعارضة باسلحة من هذا النوع حوالي 40 مرة. وقد ضربت ثلاثة صواريخ احياء سكنية في داخل حلب فيما سقط رابع على تل رفعت خارج المدينة، ووصف شهود عيان اثار القصف بانها كانت قوية لدرجة انهم شاهدوا القتلى يطيرون في الهواء، وخلفت الصواريخ وراءها سحبا سوداء من النيران. وعلى الرغم من نفي الحكومة السورية اطلاقها صواريخ من هذا النوع الا ان الخبراء يقولون ان الادلة تظهر سقوط صواريخ سكود، فحجم الدمار ومداه والصور التي سجلت على الفيديو، تقترح ان الصاروخ الذي تبلغ زنته طنا واحدا اطلقت من قاعدة عسكرية في دمشق. وكانت الخارجية الامريكية قد شجبت الهجمات الصاروخية باقسى العبارات الممكنة.

ويتساءل مراقبون عن سبب لجوء النظام لاسلحة متقدمة لمواجهة معارضة تشكو من قلة السلاح، ويرى بعضهم ان النظام لم يعد يملك الا القليل من الخيارات بعد حرب عامين انهكته وقواته العسكرية، وانه لم يعد بمستطاعه السيطرة على قوات للمعارضة تسيطر الآن على مناطق واسعة في سورية وتصلها اسلحة من الخارج او مما تغنمه من قوات النظام. وينظر الى استخدام سكود على انها مرحلة جديدة من المواجهة حيث يقول جوي هوليدي من معهد دراسة الحرب، ان الصراع في سورية بدأ بالرصاص، والقصف المدفعي، والمروحيات والمقاتلات والان انتقل الى صواريخ سكود التي لا تقتل فردا واحدا، او بيتا ولكنها تمحو احياء بكاملها، وهي على قوتها ايضا عادة ما تخطىء الاهداف ومن هنا يأتي الخوف على المدنيين.

الدور الايراني

وفي موضوع مختلف طرح مقتل القيادي في الحرس الثوري الايراني حسن شاطري على الطريق ما بين دمشق وبيروت عددا من الاسئلة حول مدى تورط النظام الايراني في سورية. وقد ادى مقتل المسؤول شاطري الى التحقيق في دور ايران التي تعتبر لاعبا مهما في الحرب التي تجري على ارض سورية بين القوى الاقليمية، خاصة ان الاخضر الابراهيمي تحدث عن تحول سورية الى ساحة للتنافس بين القوى الاقليمية. وتتهم ايران بدعم النظام بالسلاح، حيث قرأ الكثيرون في الجهود السعودية لتسليح المعارضة السورية على انها محاولة لموازاة الدور الايراني في نقل السلاح لنظام الاسد، كما يشار الى دور الحرس الثوري الايراني وحزب الله اللبناني في سورية، حيث تتهم واشنطن ايران بدعم انشاء الجيش الشعبي الذي وصفه مسؤول في وزارة الخزانة الامريكية بداية هذا الشهر بانه ‘شراكة’ ايرانية مع حزب الله لمنع سقوط النظام،لكن المسؤولين الايرانيين يقولون ان لديهم خطة للحل السياسي في سورية، مضيفين ان الفوضى وعدم الاستقرار ليسا من صالح طهران. وفي هذا السياق نقلت مجلة ‘تايم’ عن حسين شيخ الاسلام، السفير الايراني السابق في سورية قوله ان اسوأ سيناريو هو الحرب الاهلية وتفكك سورية عليه ‘فسنعمل كل ما بوسعنا لمنع هذا’. ويرفض السفير السابق الاتهامات الامريكية ويتهم بدوره واشنطن وحلفاءها العرب بدعم المعارضة. وقال ان الغرب يرسل متفجرات تزرع في شوارع اثناء ساعات الذروة لتقتل اعدادا كبيرة. ويرفض شيخ الاسلام ما يقال ان ايران قامت بتشكيل الجيش الشعبي في سورية على نظام ‘الباسيج’ حيث قال ‘لدينا باسيج في ايران ويتعلم الاخرون منا’. واشار التقرير الى مقتل شاطري والجنازة الرسمية التي اقيمت له حيث وصفه احد المرجعيات بانه لعب دورا مهما مثل الدور الذي لعبه عماد مغنية. لكن كل من تحدثوا في الجنازة اشاروا لدوره في عمليات الاعمار في الجنوب، حيث كان مسؤولا عن الهيئة الايرانية لاعمار لبنان بعد حرب تموز -2006 وقالوا ان المسلمين والمسيحيين عرفوه باسم ‘الحاج حسن’ واعترفوا بجهود الاعمار التي قام بها.

واشار شيخ الاسلام الى ان شاطري كرس نفسه لاعمار الجنوب واعادته كما كان قبل الحرب لدرجة انه لو وجدت بنايتان متقابلتان كانت شققهما تطل على بعضهما البعض فايران قامت باعادة الوضع كما كان عليه.

مثل مغنية

والسؤال ان كان شاطري مهندسا فما الذي جعله يذهب الى سورية، هل كان رجل ظل مثل مغنية ام ماذا. وهذا سؤال يتعلق بدور الحرس الثوري الايراني في الحرب الحالية. وتختلف تصريحات المسؤولين في هذا الشأن، فقائد الحرس الثوري اعترف العام الماضي بوجود عسكريين في سورية ولكن كمستشارين فقط، فيما قال مسؤول اخر بداية هذا الشهر ان سورية مهمة جدا لايران فان سقطت ‘فلن يكون بمقدورنا الحفاظ على طهران’، هكذا قال مهدي تائب.

ويعتقد محللون في طهران ان التهويل من اهمية سورية ما هي الا محاولة لوضع ايران في وضع يجعلها عنصرا مهما من الحل. وفي سياق فالمؤسسة الايرانية وان اتفقت على اهمية الحلف مع سورية الاسد الا انها تختلف في موقفها منه، فالبعض يتردد في توجيه الانتقاد اليه، فيما لا يتواني اخرون عن اتهامه بالديكتاتورية كما في حالة النائب احمد بخشايش الذي قال انه لا احد يشك في ديكتاتورية الاسد، لكن ما يقلق الايرانيون هي المعايير المزدوجة للدول التي تدعو للتغيير.

وينظر محلل اكاديمي الى حرب المفاهيم بين امريكا وايران من الملف النووي الى الازمة السورية انها تعكس العداء بين البلدين. فامريكا تستخدم اتهاماتها لايران لتغطي على موقفها المتردد من الازمة السورية، فلا هي تريد التدخل عسكريا ولا اجبار الاسد على التنحي من خلال عملية سياسية تشرك ايران فيها. ويتساءل ان كانت امريكا تعتقد ان طهران لاعب مهم في سورية فلماذا لا تشركها للخروج في البلاد من المستنقع الحالي. وتنظر ايران لنفسها كلاعب اقليمي مهم في المنطقة حيث يشير شيخ الاسلام الى الدور المحوري لبلاده في المنطقة، ويذكر بصواريخها التي اوقفت الهجوم الاسرائيلي على غزة، مضيفا ان ‘دور ايران يتزايد في كل مكان في المنطقة ولكن هذا يعني التدخل في شؤون سورية الداخلية. ويتحدث الايرانيون بوضوح اكثر عن التحالفات الاقليمية اكثر من الامريكيين، فايران بحسب بخشايش تعيش في المنطقة وتعرف توازنات القوة فيها، مشيرا الى محورين فيها وهما محور السعودية والامارات العربية ودول الخليج الاخرى من جهة ومحور ايران وسورية وحزب الله من جهة. فالجبهة الاولى تريد اضعاف الثانية و’بشار الاسد يحمل العصا’ لمنع حدوث هذا.

وزارة الداخلية السورية تمدد العمل بجوازات السوريين في الخارج

دمشق ـ ا ف ب: مددت وزارة الداخلية السورية العمل بجوازات سفر مواطنيها المقيمين في الخارج، بحسب نص قرار حصلت عليه وكالة فرانس برس الاربعاء، وهو مطلب طرحه رئيس الائتلاف المعارض احمد معاذ الخطيب كأحد شرطين للقاء ممثلين للنظام.

ويأتي القرار الذي كشفته صحيفة ‘الوطن’ السورية المقربة من نظام الرئيس بشار الاسد في عددها اليوم بينما تتزايد ضغوط المجتمع الدولي على طرفي النزاع السوري للتحاور وصولا الى حل للازمة المستمرة منذ نحو عامين.

ويقضي القرار الذي اصدره وزير الداخلية محمد الشعار في 23 شباط (فبراير) الجاري، بان تمدد ادارة الهجرة والجوازات ‘جوازات السفر ووثائق السفر المنتهية للمواطنين السوريين ومن في حكمهم المقيمين خارج القطر لمدة سنتين بغض النظر عن الاسباب التي كانت تحول دون ذلك وعن الموافقات المطلوبة للحصول عليها’.

واوضح ان مدة التمديد ستكون ‘بالمدة الكاملة من ستة سنوات الى عشر سنوات ولمرة واحدة اعتبارا من تاريخ الاول من كانون الثاني (يناير) 2013 للجوازات سارية المفعول’.

وطلبت وزارة الداخلية من وزارة الخارجية والمغتربين ‘تعميم هذا القرار على بعثاتها الدبلوماسية’ لتنفيذه.

وغادر الآلاف من السوريين البلاد جراء النزاع الدامي الذي حصد نحو 70 الف شخص، في حين يقيم العديد من المعارضين للنظام خارج سورية منذ اعوام عدة.

وكان الخطيب اعرب قبل نحو شهر عن استعداده للجلوس مع ممثلين للنظام السوري بشرط اطلاق سراح 160 الف معتقل من السجون، وتجديد جوازات سفر السوريين في الخارج.

وسبق لوزارة الداخلية ان اعلنت في كانون الثاني (يناير) الماضي تقديم ‘الضمانات لكل القوى السياسية المعارضة بالدخول الى القطر والاقامة والمغادرة دون التعرض لها وذلك بغرض المشاركة في الحوار الوطني’ الذي طرحه الرئيس السوري بشار الاسد ضمن برنامج ‘حل سياسي’ قدمه في السادس من الشهر نفسه.

كيري: باريس وواشنطن تدرسان وسائل تسريع عملية الانتقال السياسي في سورية

قال ان المعارضة السورية تحتاج لمزيد من المساعدة

باريس ـ ا ف ب ـ رويترز: اعلن وزير الخارجية الامريكي جون كيري الاربعاء في ختام محادثاته مع الرئيس فرنسوا هولاند ونظيره الفرنسي لوران فابيوس ان الولايات المتحدة وفرنسا تدرسان ‘وسائل تسريع العملية الانتقالية السياسية’ في سورية.

واوضح في مؤتمر صحافي ان هذا الامر سيبحث الخميس في روما اثناء اجتماع دولي لاصدقاء الشعب السوري ستشارك فيه المعارضة السورية، معتبرا ان هذه الاخيرة بحاجة ‘لمزيد من المساعدة’.

وقال كيري ‘اعتقد ان المعارضة السورية بحاجة الى مزيد من المساعدة. نعتقد ان من الاهمية بمكان ان يصل مزيد من المساعدة الى المناطق المحررة’.

وذكرت صحيفة ‘واشنطن بوست’ ان البيت الابيض يدرس تغييرا كبيرا في استراتيجيته في اطار الحرب في سورية. واوضحت الصحيفة ان الولايات المتحدة قد تقدم مساعدات مباشرة ‘غير قاتلة’ الى المعارضين المسلحين على غرار سترات واقية من الرصاص وآليات مصفحة وتدريب عسكري.

ويقاتل المسلحون المعارضون نظام الرئيس بشار الاسد منذ اذار (مارس) 2011. وبحسب الامم المتحدة، فان النزاع اوقع 70 الف قتيل. ويدعو الائتلاف الوطني السوري المعارض باستمرار المجتمع الدولي الى الانخراط اكثر في حل هذا النزاع.

ولم يوضح كيري الذي التقى بنظيره الفرنسي لوران فابيوس في باريس قبل اجتماع لمؤتمر أصدقاء سورية في روما الخميس ما إذا كانت واشنطن تخطط لتقديم مساعدات إضافية.

وقالت صحيفة ‘واشنطن بوست’ هذا الأسبوع إن البيت الأبيض يدرس إحداث تحول في سياسته وانه قد يرسل لمقاتلي المعارضة السورية دروعا واقية للبدن وعربات عسكرية ويقدم تدريبا عسكريا. وقال التقرير ان المسؤولين الامريكيين ما زالوا يعارضون إمداد المقاتلين بالسلاح.

وقال كيري في مؤتمر صحافي مع فابيوس ‘نحن ندرس ونطور سبلا لتسريع التحول الذي يسعى اليه الشعب السوري ويستحقه.’

وتابع كيري ان واشنطن تريد تقديم المشورة للمعارضة السورية بشأن كيفية الاسراع بحل سياسي يكون أفضل سبيل لوقف إراقة الدماء وحماية مصالح الشعب السوري.

ومضى يقول ‘قد يتطلب منا ذلك تغيير الحسابات الحالية للرئيس الأسد… ينبغي أن يعرف أنه لا يستطيع حل الازمة عسكريا ومن ثم نحن في حاجة لاقناعه بذلك وأعتقد ان المعارضة في حاجة لمزيد من المساعدة حتى تستطيع القيام بهذا الامر (وقف اراقة الدماء). ونحن نعمل معا كي يكون لنا موقف موحد بهذا الشأن

فياض: السلطة قررت توفير مليون دولار شهريا لدعم اللاجئين الفلسطينيين في سورية

وليد عوض

رام الله ـ ‘القدس العربي’ اكد رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض الاربعاء بان السلطة ستعمل على توفير مليون دولار شهريا لدعم اللاجئين الفلسطينيين في سوريا جراء الاوضاع الصعبة التي يعيشونها هناك.

واوضح فياض بان القرار اتخذ على ضوء النقاش الذي أجرته اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إزاء احتياجات اللاجئين الفلسطينيين بالمخيمات في سورية بعد زيارة وفد المنظمة مؤخرا إلى دمشق وإطلاعهم على أوضاع المخيمات في سورية، مضيفا ‘ فقد تقرر توفير مليون دولار شهرياً لمساندة أهلنا في مخيماتهم إلى أن تعود المؤسسات الدولية ذات الصلة إلى توفير ما يكفي من دعمٍ لهم’.

وجاء ذلك خلال الحديث الإذاعي الأسبوعي لرئيس الوزراء، والذي كان قد كرّسه حول الموازنة السنوية للسلطة حيث اعتبر أن قرار توفير هذا المبلغ ‘لمساندة أهلنا في مخيمات اللجوء في سورية’ يقتضيه الواجب وتفرضه المسؤولية تجاه أبناء الشعب الفلسطيني، مُشيراً إلى أن هذا التوجه هو مثال من أمثلةٍ كثيرة على بعض الأمور الطارئة، والتي يجب أن نكون دوماً جاهزين للتعامل معها.

وكان فياض اشار إلى تزايد الصعوبات والتحديات التي تواجه الحكومة الفلسطينية برام الله في بلورة مشروع الموازنة وسعيها لبلورة آلياتٍ كفيلة بالحد من الإنفاق وزيادة الإيرادات، منوها الى أن إقرار مشروع الموازنة السنوية يُشكلُ الإطار الأهم الذي يُنظمُ توجهات وسياسات وبرامج الحكومة وأولويات عملها في مختلف المجالات، وبما يُمكنُ من تعزيز قدرة المؤسسات على النهوض بواجبها الأساس في رعاية مصالح المواطنين، والإرتقاء بالخدمات المُقدمة لهم.

وفيما شهد الشارع الفلسطيني وخاصة من قبل الموظفين الحكوميين والقطاع الخاص للموازنة التي تعدها الحكومة الفلسطينية للعام الجاري انتقادات واسعة أوضح فياض أن إعداد مشروع الميزانية يأتي في ظلِ ظروفٍ صعبةٍ ومُعقدةٍ تُعاني فيها خزينةُ الدولة من أزمةٍ ماليةٍ خانقةٍ وغير مسبوقة، تُلقي بظلالها الثقيلة على قدرةِ الحكومة على الاستجابةِ للاستحقاقات المطلوبة منها على كافة الأصعدة، مؤكداً على أن هذه الأزمة تفاقمت جرّاء استمرار حكومة الاحتلال في احتجاز أموال العائدات الضريبية الفلسطينية، وما يُمثلُة ذلك من عدوانٍ على لقمةِ عيش أبناء شعبنا، وفي محاولة للمس بقدرته على الصمود وتقويض قدرة الحكومة على توفير مقومات هذا الصمود، وفي مسعى لتفريغ قرار الأمم المتحدة برفع مكانة فلسطين من مضمونه، عبر المساس بمكانة مؤسساتنا وبقدرتها على الوفاء بالتزاماتها وتقديم الخدمات لمواطنيها، بالإضافة إلى ما تعانيه الخزينة من أزمةٍ بفعل عدم ورود المساعدات المُلتزم بها، بما في ذلك المساعدة المُقَرة من خلال شبكة الأمان الماليّ العربية، وفي ظل استمرار حالة الانقسام وما يترافقُ معها من ضياع نسبةٍ عاليةٍ من أموال عائداتنا الضريبية لصالح حكومة الاحتلال والاستيطان، بسبب استمرار حركة حماس في منع توريد فواتير المقاصة لوزارة المالية كي نتمكنَ من تحصيلها من إسرائيل.

مدرسة تحت الارض في دير الزور لمساعدة الاطفال على نسيان جحيم القصف

ديرالزور (سورية) ـ ا ف ب: عشرات الادراج تفصل جحيم القصف اليومي عن “واحة سلام” متمثلة بملجأ تحت الارض انشأ فيه متطوعون مدرسة هي الوحيدة التي تقوم بالتدريس على حد قولهم في مدينة دير الزور شرق سورية.

وهذه المدينة النفطية في شرق سورية الواقعة على ضفاف الفرات، في حالة خراب اذ تبدو اثار القصف على المنازل فيما الشوارع مليئة بالحطام والزجاج، بعد تسعة اشهر من المعارك القوية بين القوات النظامية السورية وقوات المعارضة المسلحة.

وكانت المدينة تعد حوالي 750 الف نسمة قبل الحرب لكن المعارك والقصف دفعا نصف مليون شخص الى الرحيل.

ويقول ياسر طارق احد مؤسسي هذه المدرسة في حي الامل والتي تؤمن الدروس ستة ايام في الاسبوع لحوالى 50 طفلا ياتون من كل انحاء المدينة “غالبية المعلمين نزحوا، وقلة من الناس تطوعت لمساعدتنا بسبب الخوف”.

ويضيف طارق الذي كان يعمل قبل النزاع مسؤولا امنيا في المنشآت النفطية في المنطقة، ان “الدروس تعطى في المساء لان الوضع اكثر خطرا بكثير خلال النهار”. وفي المساء “تخف حدة القصف كثيرا”.

وتابع انه عند انتهاء الدروس وبعد تناول الاولاد العشاء “نجعلهم يغادرون الواحد تلو الاخر لتجنب ان تصيبهم قنبلة كمجموعة او رصاص قناص”.

ويقول الناشط هيكل ان القسم الاكبر من محافظة دير الزور تم تحريره لكن قوات النظام لا تزال تسيطر على عدة احياء في المدينة.

وتقول مديرة المدرسة بيدا الحسن “حين يبدأ القصف، يصاب الاطفال بالخوف”.

واضافت “نبدأ حينئذ بالغناء معهم او التصفيق على وقع الانغام. نحرص بالتالي على ان يركزوا على الموسيقى وان ينسوا القنابل”.

وتتابع “هذه ليست حياة جيدة بالنسبة للاطفال. ليسوا مسؤولين عن اي شيء من كل هذه الامور، لكنهم هم الذين يعانون اكثر من غيرهم”.

ويقول طارق ان هدف هذه المدرسة هو “مساعدة الاطفال على نسيان ما يحصل للحظات، لكي يروا ان هناك امورا اخرى غير القصف والحرب”.

ويؤكد التلميذ سلطان موسى (12 عاما) “آتي كل يوم الى المدرسة لانني احب الدراسة. يمكنني القيام بشيء ما مختلف هنا”.

وقبل افتتاح المدرسة في ايلول (سبتمبر) “كنت امضي نهاري في المنزل لان والدي لا يسمحان لي بالخروج خوفا من القصف” كما يضيف.

اما سيدرا (10 اعوام) فتقول انها تحب المجيء الى المدرسة لانه يمكنها اللعب هناك. وتضيف “لقد تعرض منزلي للقصف وخسرت كل العابي”.

وتقول انها فقدت خمسة اشخاص من اقاربها حين اصيب منزلهم بقذيفة هاون. وتضيف “بعد هذا الامر، لم يعد والدي يسمحان لي بالخروج الى ان اكتشفا ان اولادا اخرين من الحي ياتون الى المدرسة. ومنذ ذلك الحين آتي كل يوم مع شقيقتي الاثنتين”.

والدروس من رياضيات وانكليزية وعربية ودين مهمة لكن ايضا وقت الاستراحة مهم ايضا. ويقول طارق مازحا “انها ليست مدرسة فعليا وانما ملعب للاستراحة”.

ولاسباب امنية “اقيم الملعب” تحت الارض في مبنى اخر في الحي حيث يمكنهم ممارسة لعبة كرة الطاولة والشطرنج ووضع جهاز فيديو ايضا لمشاهدة الرسوم المتحركة من سلسلة “توم اند جيري”.

ويعبر ياسر طارق عن فخره بواحة السلام هذه التي تمكن من اقامتها مع متطوعين اخرين قائلا “هذا المكان كان من غير الممكن اقامته قبل بضعة اشهر بسبب حدة القصف”.

وفي الوقت الحاضر “تمكنا من جعلهم ينسون، على الاقل لفترة قصيرة” جحيم الخارج.

الغرب يفتح باب السلاح والمال لمقاتلي المعارضة السورية

عودة إلى الميدان. باريس وواشنطن تدرسان دعم المعارضة «في المناطق المحرّرة» عشية لقاء روما اليوم، بالتزامن مع تجديد الدعوة إلى عملية انتقالية وتنحّي الرئيس السوري بشار الأسد، في وقت أكدت فيه المعارضة المسلحة وصول شحنات أسلحة جديدة

يتوجّه البيت الأبيض للحاق بركب الدول «المانحة عسكرياً» للمعارضة، في وقت لم يبتعد فيه هذا المنحى عن زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لباريس، في خطوة تزامنت مع تتابع التقارير عن وصول شحنات أسلحة متطورة للمعارضة المسلحة.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في ختام محادثاته مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ونظيره لوران فابيوس، أنّ الولايات المتحدة وفرنسا تدرسان «وسائل تسريع العملية الانتقالية السياسية» في سوريا. وأوضح أنّ هذا الأمر سيبحث اليوم أثناء اجتماع «أصدقاء الشعب السوري». وقال كيري «أعتقد أن المعارضة السورية بحاجة إلى مزيد من المساعدة. نعتقد أن من الأهمية بمكان أن يصل مزيد من المساعدة إلى المناطق المحررة».

وتابع كيري قائلاً إنّ واشنطن تريد تقديم المشورة للمعارضة السورية بشأن كيفية الاسراع بحلّ سياسي. ومضى يقول «قد يتطلب منا ذلك تغيير الحسابات الحالية للرئيس (بشار) الأسد. ينبغي أن يعرف أنّه لا يستطيع حلّ الأزمة عسكرياً، ومن ثم نحن في حاجة إلى إقناعه بذلك». بدوره، أشار فابيوس إلى أنّ «الوضع في سوريا غير مقبول»، معتبراً أنّ «على الرئيس السوري بشار الأسد أن يرحل».

وبعد زيارته الباريسية، وصل كيري إلى روما للمشاركة في «الاجتماع الوزاري المصغر» بشأن سوريا. وأشار بيان لوزارة الخارجية الأميركية إلى أنّ «الاجتماع سيضمّ ممثلين عن 34 دولة، بينهم 23 وزير خارجية، وبحضور الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي أندرس فوغ راسموسن، والمنسقة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون».

وفي تقرير جديد حول توجّه واشنطن لدعم المعارضة المسلحة، قالت صحيفة «واشنطن بوست»، نقلاً عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين، إنّ البيت الأبيض يدرس تغييراً في سياسته تجاه الصراع الدائر في سوريا، وأنّه قد يرسل سترات واقية من الرصاص ومركبات مدرعة إلى مقاتلي المعارضة، وربما يقدّم تدريباً عسكرياً. وأضافت الصحيفة أنّ من المتوقع أن يناقش الوزير جون كيري التغيير المقترح في السياسة مع مسؤولين أثناء جولته الحالية في عواصم أوروبية وعربية. وبعد مجمل التقارير التي أكدت وصول شحنات أسلحة جديدة إلى المقاتلين المعارضين، أبلغ عدد من قادة المعارضة ومقاتليها وكالة «رويترز» أنّ شحنة وصلت إلى سوريا عبر تركيا الشهر الماضي، اشتملت على معدات تحمل على الكتف وعتاد محمول آخر، بما في ذلك أسلحة مضادة للطائرات والدروع وقذائف هاون وقواذف صاروخية. وأشار معارضون مسلحون إلى أن الأسلحة _ إضافة إلى أموال لدفع رواتب للمقاتلين _ يجري توزيعها من خلال هيكل قيادة جديد في إطار خطة للداعمين الأجانب من أجل مركزية السيطرة على وحدات المعارضة، وكبح الإسلاميين المرتبطين بالقاعدة. لكن في علامة على صعوبة توحيد الجماعات المقاتلة المتباينة، قال بعض المقاتلين إنهم رفضوا الأسلحة ورفضوا الخضوع للقيادة الجديدة.

إلى ذلك، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، باتريك فينتريل، عن قلق بلاده من وجود «عناصر متطرفة» في صفوف المعارضة السورية. وأضاف «أوضحنا أننا سندعم المعارضة الديمقراطية التي تعمل من أجل سوريا معتدلة، وطبيعي أننا سوف نحيّد العناصر المتطرفة التي تنظر إلى مستقبل سوريا من زاوية مختلفة تماماً».

في موازاة ذلك، أعربت بغداد عن قلقها من انتقال عدوى الصراع في سوريا إلى أراضيها. وحذّر رئيس الوزراء، نوري المالكي، من أنّ انتصار المسلحين الذين يقاتلون النظام سيؤدي الى اندلاع حروب طائفية في العراق ولبنان، وإلى ظهور تربة خصبة لـ«القاعدة».

وأشار المالكي، في تصريح إلى وكالة «أسوشييتد برس»، إلى أنّه «لا يرى الضوء في نهاية النفق في حال لم يتفق العالم على دعم الحل السياسي عبر الحوار». في السياق، قال وزير النقل هادي العامري، في حديث إلى وكالة «رويترز»، إنّ دعم تركيا وقطر للمعارضة المسلحة في سوريا يرقى إلى حدّ إعلان حرب على العراق الذي سيعاني من تبعات صراع تتزايد صبغته الطائفية إلى جواره. من ناحيته، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، سعيد جليلي، أنّ بعض القوى الخارجية تمارس سياسة خاطئة تجاه سوريا عبر استمرار تقديم الدعم للإرهابيين، معتبراً أنّ «الديمقراطية هي أساس الحل في سوريا من خلال آليات ديمقراطية يعترف بها الجميع، عبر حوار داخلي وانتخابات».

في غضون ذلك، واصلت أنقرة هجومها على النظام السوري، إذ رأى رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان «أن من المستحيل دعم النظام الغاشم لبشار الأسد بحجة افتقار المعارضة السورية إلى زعيم يجمعها». وأكد أن «المقاومة التي تخوضها المعارضة مهمة ومن الضروري تقديرها».

من جهته، أشار وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال، سميح المعايطة، إلى أنّّ «الأردن لم يصنع الأزمة السورية بل هو أحد ضحايا هذه الأزمة، وهو من الجهات التي تدفع ثمن هذه الأزمة على أكثر من صعيد، وليس في موضوع اللاجئين السوريين فقط».

إلى ذلك، قال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، إن موسكو مستعدة لعقد مؤتمر بشأن اللاجئين السوريين. وأضاف أنها تجري اتصالات مع كافة الأطراف المعنية لحل هذه القضية.

ميدانياً، سقطت قذائف عدة على المجمع الأمني وعلى بناء القضاء العسكري في منطقة التوجيه بالقرب من حيّ كفرسوسة بدمشق، فيما تجدّد القصف على حيّ جوبر، ودارت اشتباكات في داريا بريف دمشق، كما تواصلت الاشتباكات في محيط مدرسة الشرطة ببلدة خان العسل بريف حلب. وأفادت «لجان التنسيق المحلية» عن تعرّض «حيّ الخالدية وأحياء حمص القديمة للقصف، كما استهدف قصف من الطائرات الحربية منطقة تل التبابير في ريف حمص، كذلك تجدد القصف على مدن الرستن والحولة».

(الأخبار، أ ف ب، رويترز، أ ب، سانا)

ضغوط يواجهها طرفا النزاع السوري عشية حوار مؤتمر روما

وكالات

تتزايد الضغوط على النظام السوري والمعارضة لخوض حوار ينهي النزاع الدامي المستمر منذ عامين، في وقت أكدت الأمم المتحدة أنها تجد صعوبة في مواجهة الوضع الإنساني هناك، في وقت حمّل الجيش الحر نظام الأسد بقصف مئذنة الجامع الأموي في حلب.

نيويورك: أقرت المسؤولة عن العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري أموس الأربعاء، أن الوضع الإنساني في سوريا يتفاقم بوتيرة تجعل الأمم المتحدة ومنظمات مساعدة أخرى تجد صعوبة في مواجهته.

وقالت اموس للصحافيين في ختام مشاورات حول سوريا في مجلس الامن “اتساع الازمة تخطى جهودنا لمواجهتها”. وقدرت الامم المتحدة بـ1.5 مليار دولار حاجاتها بالنسبة إلى النصف الاول من السنة، امّنت منها فقط 200 مليون تقريبا.

واضافت اموس ان الاحتياجات، التي تم تحديدها في مؤتمر للمانحين في كانون الثاني/يناير “تم تخطيها”، لان الشهرين الاولين من السنة شهدا تكثيفًا للقتال بين النظام والمعارضة المسلحة.

من ناحيته، قال المفوض الاعلى للاجئين انتونيو غوتيريز في مجلس الامن ان 936 الف لاجئ سوري مسجلين في الدول المجاورة وان عتبة المليون لاجئ سيتم تجاوزها خلال الاسابيع المقبلة. وكان العدد فقط 33 الفًا في نيسان/ابريل 2012، ولكن 40 الف سوري يفرّون اسبوعيًا من البلاد بسبب المعارك.

وحسب رئيس مكتب نيويورك للمفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة يودو جانز، هناك رسميًا 315 الف لاجئ مسجلون في لبنان، ولكن الرقم الحقيقي هو على الارجح 400 الف. وهناك ايضًا على الارجح 400 الف في الاردن، وحوالى 300 الف في تركيا و100 الف في العراق.

وقال يجب ان “نفكر بوسائل واجراءات اخرى” لمعالجة مسألة تدفق اللاجئين الى لبنان، داعيًا كل الدول الى ابقاء حدودها مفتوحة. واوضح ان عدد السوريين الذين وصلوا الى الاردن “تخطى بشكل كبير” قدرات الامم المتحدة والحكومة الاردنية.

واشار الى ان “الوضع على الحدود يتطلب فعلا جهودا استثنائية يوميا”، مشيرا الى ان الاردن يبني مخيمات جديدة، ولكنها ستمتلئ قريبا.

اما السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة جيرار آرو فقال “سمعنا بتقارير مخيفة. سوريا على طريق الانهيار على رؤوس مواطنيها”. واضاف “قلت في اخر الجلسة ان الدول التي تعترض على تحرك من قبل مجلس الامن تتحمل مسؤولية هذه الكارثة الانسانية”، في اشارة ضمنية الى روسيا والصين، اللتين عرقلتا كل محاولات مجلس الامن ممارسة ضغط على دمشق.

الضغوط تتزايد على طرفي النزاع في سوريا

تزايدت الضغوط الاربعاء على كل من النظام السوري والمعارضة لخوض حوار ينهي النزاع الدامي المستمر منذ عامين، وذلك عشية اجتماع لاصدقاء الشعب السوري في روما. واعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري اثر لقائه في باريس الرئيس فرنسوا هولاند ونظيره الفرنسي لوران فابيوس ان الولايات المتحدة وفرنسا تدرسان “وسائل تسريع العملية الانتقالية السياسية” في سوريا.

واوضح في مؤتمر صحافي ان هذا الامر سيبحث الخميس في روما اثناء اجتماع دولي لاصدقاء الشعب السوري ستشارك فيه المعارضة السورية، معتبرًا ان هذه الاخيرة بحاجة “إلى مزيد من المساعدة”.

وقال كيري “اعتقد ان المعارضة السورية بحاجة الى مزيد من المساعدة. نعتقد ان من الاهمية بمكان ان يصل مزيد من المساعدة الى المناطق المحررة”. وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فان البيت الابيض يدرس تغييرا كبيرا في استراتيجيته بشأن النزاع السوري. واوضحت الصحيفة ان الولايات المتحدة قد تقدم مساعدات مباشرة “غير قاتلة” الى المعارضين المسلحين على غرار سترات واقية من الرصاص وآليات مصفحة وتدريب عسكري.

وفي انتظار ان تفضي هذه الضغوط الى دفع طرفي النزاع الى طاولة الحوار، تنتخب المعارضة في نهاية الاسبوع في اسطنبول رئيسا لاول “حكومة موقتة” في الاراضي التي تسيطر عليها على امل تمركزها سياسيًا على الارض قبل ايام من دخول النزاع سنته الثالثة.

وطرحت اسماء خمسة مرشحين، بينهم برهان غليون الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري، الذي يشكل النواة الصلبة للائتلاف، والاقتصادي اسامة القاضي ورئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب الذي انشق وفر من البلاد صيف 2012.

من جهتها، مددت وزارة الداخلية السورية العمل بجوازات سفر مواطنيها المقيمين في الخارج، محققة بذلك مطلبا طرحه رئيس الائتلاف المعارض احمد معاذ الخطيب كأحد شرطين للقاء ممثلين للنظام. وكان كيري التقى الثلاثاء نظيره الروسي سيرغي لافروف، وبحث واياه سبل تقريب وجهات نظرهما من الملف السوري. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن لافروف قوله في برلين بعد لقاء كيري، ان ممثلي النظام السوري “اكدوا لنا ان لديهم فريقا تفاوضيا، وانهم مستعدون لبدء الحوار في اسرع وقت ممكن”.

واضاف لافروف “ندعو المعارضة التي ستلتقي ممثلين من عدد من الدول الغربية والاقليمية في روما الى ان تعلن كذلك انها مع الحوار، لانها اطلقت تصريحات متناقضة بهذا الشأن، وليس فقط ان تعلن بل كذلك ان تسمي فريقها التفاوضي”.

واكدت دمشق للمرة الاولى استعدادها للحوار مع “من يحمل السلاح”، لكن المعارضة السياسية تصر على ان اي حوار يجب ان يؤدي بالضرورة الى رحيل الرئيس بشار الاسد. وكان ائتلاف المعارضة السورية اعلن اولا مقاطعته لمؤتمر اصدقاء الشعب السوري في روما احتجاجا على “الصمت الدولي على الجرائم التي يرتكبها النظام”، قبل ان يتراجع عن قراره بعد وعود بتقديم “مساعدات محددة لتخفيف معاناة الشعب” السوري. واكد كيري ان المشاركين لن يأتوا “الى روما لمجرد الحديث”، بل “لاتخاذ قرار حول المراحل المقبلة”.

من ناحيته، اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء في فيينا انه من المستحيل دعم النظام “الغاشم” لبشار الاسد بحجة افتقار المعارضة السورية الى زعيم يجمعها. وفي المنتدى الخامس الذي تعقده منظمة الامم المتحدة لتشجيع الحوار بين الاديان والشعوب، اعرب رئيس الوزراء التركي عن الاسف “لتقاعس المجموعة الدولية حتى الان عن اتخاذ الموقف الذي ننتظره”.

واضاف في مؤتمر صحافي ان “بعض البلدان يتساءل من سيخلف الاسد عندما يتنحى عن السلطة. دائما ما اقول ان الاحداث الجليلة والثورات الكبرى تأتي بقادتها”. واكد ان “المقاومة التي تخوضها المعارضة مهمة ومن الضروري تقديرها. وتحضر جهودها الارضية لعملية ديموقراطية من اجل الشعب السوري”. وكرر رئيس الوزراء التركي قوله الاربعاء ان ايام النظام السوري باتت معدودة. وقال ان “الشعب السوري يناضل من اجل الحرية. عاجلا ام آجلا، سيرحل هذا المعتدي، هذا النظام الغاشم والاستبدادي للأسد وخلفائه. ولن يكون ممكنا لهم ان يبقوا” في الحكم.

وتطرق الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في خطابه الى الوضع في سوريا، معربا عن “قلقه البالغ من خطر اعمال العنف الطائفية وعمليات الانتقام الجماعية اذا ما استمر تدهور الوضع”.

من جهته اتهم امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الموجود ايضا في العاصمة النمسوية، النظام السوري بارتكاب “ابادة”، مؤكدا ان حكومة بشار الاسد فقدت “كل شرعية”. وعلى الرغم من النشاط الدبلوماسي المكثف، لم تتراجع اعمال العنف على الارض. ودارت اشتباكات الاربعاء في مدن وبلدات قرب دمشق بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تحاول فرض سيطرتها الكاملة على محيط العاصمة الذي تعرض لقصف بالطيران الحربي، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وفي دمشق “سقطت قذائف هاون عدة خلف القضاء العسكري وقرب كلية الاداب” في منطقة المزة في غرب دمشق، بحسب المرصد الذي اشار الى معلومات اولية عن وقوع اصابات.

من جهتها، تحدثت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن “سقوط قذيفتي هاون اطلقهما ارهابيون بالقرب من كلية الاداب ومشفى الاسد الجامعي في دمشق”.

وفي شرق العاصمة “تعرض حي جوبر لقصف براجمات الصواريخ” تزامنا مع اشتباكات تدور فيه بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية، بحسب المرصد الذي تحدث عن “حملة دهم واعتقال عشوائي للقوات النظامية في حي مساكن برزة” في شمال العاصمة.

وفي جنوب دمشق، تعرّض حي الحجر الاسود للقصف، بينما سقطت قذائف هاون على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، بحسب المرصد الذي لم يشر الى سقوط ضحايا. وفي محيط العاصمة، قتل خمسة مقاتلين معارضين جراء اشتباكات وقصف تتعرض له مدينة دوما (شمال شرق)، بحسب المرصد. وتشن القوات النظامية منذ فترة حملة عسكرية واسعة في ريف دمشق للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين يتخذونها قواعد لهجماتهم تجاه العاصمة.

وفي محافظة حلب (شمال)، تدور اشتباكات عنيفة في عدد من احياء مدينة حلب القديمة، بينها محيط المسجد الاموي الذي تمكن المقاتلون المعارضون من اقتحام باحته الثلاثاء. واوضح المرصد ان الجامع هو “تحت السيطرة المشتركة حيث يسيطر مقاتلون من الكتائب على جزء من الجامع الذي اقتحموه امس، وتسيطر القوات النظامية على جزء اخر”.

واشار الى ان المقاتلين “حاولوا التقدم في اتجاه القصر العدلي، الا انهم جوبهوا بنيران كثيفة من القناصة المنتشرين في المنطقة” التي تشهد اشتباكات. وفي ريف حلب، شن الطيران الحربي غارات على بلدتي مسكنة وتل عابور، اضافة الى بلدة خان العسل التي تشهد اشتباكات في محيط مدرسة الشرطة الواقعة فيها، بحسب المرصد.

وفي ادلب (شمال غرب)، قال المرصد ان رضيعا وسيدة ورجلا قتلوا جراء قصف من القوات النظامية على مدينة سراقب، في حين تعرضت بلدة سرمين لقصف بالطيران الحربي. وادت اعمال العنف الاربعاء الى مقتل 24 شخصا في حصيلة غير نهائية، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف مناطق سوريا.

وفي الجولان السوري المحتل، سقطت قذيفة اطلقت الاربعاء من الاراضي السورية الى الجزء الذي تحتله اسرائيل من الهضبة، من دون ان يتسبب انفجارها باضرار او اصابات، كما اعلن متحدث باسم الجيش الاسرائيلي.

من جهة اخرى، اعلن الجيش الاسرائيلي في بيان ان ستة من اصل سبعة جرحى سوريين اصيبوا قبل عشرة ايام خلال مواجهات في هضبة الجولان وتلقوا العلاج في اسرائيل، غادروا مستشفى صفد (شمال) بعد انتهاء علاجهم.

الجيش الحر: جيش النظام قصف مئذنة الجامع الأموي في حلب

إلى ذلك، كشف قيادي في الجيش السوري الحر اليوم الاربعاء عن قيام جيش نظام بشار الأسد بـ”قصف مئذنة الجامع الأموي الكبير في حلب أمس، ما أدى إلى تهدم أجزاء كبيرة منها”. وفي تصريحات خاصة لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، لم يبد اللواء سليم إدريس رئيس هيئة قيادة الأركان المشتركة في الجيش السوري الحر، تعجبًا من قصف جيش الأسد للجامع، قائلًا: “هذا ليس بجديد على نظام بشار الأسد المجرم”.

وجاء قصف جيش الاسد للمئذنة بعد ساعات من سيطرة لواء التوحيد، الذي يعد أحد أشهر تشكيلات الجيش الحر في حلب، على الجامع الأموي ظهر أمس الثلاثاء، وطرد جيش النظام منه، وذلك للمرة الثانية منذ اندلاع الثورة. وكانت كتائب تابعة للواء التوحيد سيطرت على الجامع للمرة الأولى قبل نحو أربعة أشهر، ولكنها انسحبت بعد معارك شديدة جدا، عندما أقدم جنود النظام السوري على حرق المسجد وتمزيق المصاحف والتهديد بقصفه بالطائرات.

ودارت المعارك حول الجامع الأموي الكبير في حلب أمس، في إطار المعارك الدائرة في المدينة، التي يسعى الجيش الحر إلى السيطرة عليها بالكامل، بحسب إدريس.

وقال إدريس: “الجامع الأموي كان محطة مهمة لتحقيق هذا الغرض (السيطرة على حلب)، وأصبحنا الآن على بعد 2 كيلو متر من المحطة الثانية، وهي مدخل حلب الغربي، وأمامنا محطة مهمة أخرى هي مطار حلب”. ويعد الجامع الاموي الكبير واحدًا من أكبر الجوامع في مدينة حلب وأقدمها، وبُني في العصر الأموي على عهد الملك سليمان بن عبد الملك، بتصميم يشبه الى حد كبير في مخططه وطرازه الجامع الأموي في دمشق.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/2/796200.html

واشنطن وباريس تبحثان عن سبل لتسريع الحل السياسي في سوريا

كيري يعرض الحوار الثنائي على إيران مجددا ويبحث مع فابيوس دعم «الجيش الحر»

باريس: ميشال أبو نجم

لم يخض وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد لقائه نظيره الفرنسي لوران فابيوس في مقر وزارة الخارجية في تفاصيل الخطط الأميركية لمساعدة المعارضة السورية التي سيلتقيها اليوم في روما بمناسبة اجتماع أصدقاء الشعب السوري المصغر. كذلك لم يتطرق إلى تفاصيل ما يكون قد توصل إليه في محادثاته أول من أمس مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في برلين. غير أن كيري أوجز بجملة واحدة مضمون المحادثات مع فابيوس وقبلها مع الرئيس فرنسوا هولاند بقوله إن الطرفين «يدرسان ويطوران السبل لتسريع عملية الانتقال السياسي التي يسعى إليها الشعب السوري ويستحقها».

وفي ما تتواتر التقارير التي تؤشر لقرار أميركي بالانخراط بشكل أكبر في الملف السوري وزيادة المساعدات للائتلاف المعارض، أكد كيري هذا التوجه وأعلن أن المعارضة السورية «بحاجة لمزيد من المساعدات»، دون أن يخوض في ماهية هذه المساعدات، وأنه «من المهم أن تصل هذه المساعدات إلى المناطق السورية المحررة».

وأفادت مصادر أميركية تحدثت إليها «الشرق الأوسط» بأن الوزيرين «ناقشا في العمق الملف السوري وما يمكن القيام به للخروج من حال المراوحة». وسيكون هذا الملف اليوم على طاولة المباحثات التي يجريها الرئيس الفرنسي في الكرملين مع نظيره الروسي وهو ما أشار إليه فابيوس أمس في المؤتمر الصحافي المشترك مع كيري.

وكان الملف السوري أحد ثلاثة ملفات رئيسية ناقشها كيري في أول زيارة يقوم بها إلى باريس وزيرا للخارجية. والملفان الآخران هما النووي الإيراني على خلفية نتائج اجتماع مجموعة 5+1 مع الوفد الإيراني في ألمآتا «كازخستان» ومستقبل الوضع في مالي والمساعدة التي تقدمها الولايات المتحدة الأميركية.

وأفادت مصادر سياسية في باريس أن التحرك على الملف السوري يقوم اليوم على مقاربة مزدوجة ضلعها الأول الوقوف بشكل أقوى وأوضح إلى جانب المعارضة السورية سياسيا وماليا وحتى عسكريا من أجل زيادة حضورها ميدانيا ومقاومة تصعيد النظام في اللجوء المكثف إلى الأسلحة الثقيلة من طيران ومدفعية ودبابات، والثاني حثها على الاستمرار في إبداء الاستعداد للحل السياسي والتفاوض مع النظام على الشروط التي طرحتها. والخلاصة التي توصلت إليها العواصم الغربية المتابعة هي أن ضعف المعارضة «لن يساهم في الحل السياسي بل العكس» لأن ذلك سيشجع النظام للمضي في الحل العسكري. أما سياسيا، فالتركيز اليوم على تشكيل حكومة مؤقتة كانت واشنطن تعارضها وفق ما أكدته مصادر فرنسية رسمية لـ«الشرق الأوسط». وقالت هذه المصادر إن واشنطن «أعاقت عملية دعم المعارضة المسلحة» وهي تبدو اليوم «على وشك» تغيير سياستها باتجاه الوقوف بشكل أوضح إلى جانب المعارضة.

وأكد كيري مجددا موقف بلاده القائل، أنه «فات أوان بقاء الأسد في السلطة» وعليه أن يفهم أنه «لا يستطيع (أي الأسد) أن يضع حدا للأزمة عن طريق اللجوء إلى العنف». وبعد أن دافع كيري عن مبدأ الحل السياسي الذي هو «أفضل الطرق لتحقيق السلام وحماية الشعب السوري ووقف القتل» ربط السير في هذه الطريق بحصول تغير في مواقف النظام السوري. وأكد كيري على ضرورة مساعدة الائتلاف المعارض حتى يكون في وضع يمكنه من «الاستجابة لحاجات الشعب السوري» خصوصا في المناطق المحررة.

ويعتبر الغربيون أن الوقوف إلى جانب الائتلاف وتمكينه ماليا وماديا وعسكريا من شأنه زيادة مصداقيته لدى السكان وبالتالي مواجهة المنظمات «الجهادية» التي لا يعوزها المال ولا الإمكانيات المادية والعسكرية. وعلمت «الشرق الأوسط» أن عددا محدودا من العواصم الغربية بصدد مساعدة الجيش السوري الحر على إعادة تنظيم صفوفه حتى يكون الجهة التي سترسل إليها المساعدات العسكرية عندما يتخذ قرار رسمي بذلك.

من جهته، دعا فابيوس إلى «تطوير» المبادرة التي طرحها رئيس الائتلاف معاذ الخطيب، مضيفا أن ثمة جهودا «للعثور على مخرج» في حال أخذ الاقتراح المذكور بعين الاعتبار.

وفي الملف الإيراني، أعرب كيري عن تفاؤله بالاجتماعات التي حصلت يومي أمس وأول من أمس بين الستة الكبار وإيران، واصفا إياها بـ«المفيدة»، وداعيا لإيران لأن تدرس المقترحات «ذات المصداقية» التي قدمتها إليها المجموعة بـ«جدية» وذلك من أجل بناء «جسور الثقة» بين الطرفين. ويرى كيري، أن تجاوب طهران «يمكن أن يفتح الباب أمام مفاوضات (تفضي) إلى اتفاق شامل على المدى البعيد».

وفي ما نوه الوزير الأميركي بأهمية «وحدة» مجموعة الست وبقائها متماسكة في المفاوضات المعقدة مع الجانب الإيراني، إلا أنه عاد وعرض مجددا مفاوضات ثنائية مع السلطات الإيرانية. وأكد كيري أن الرئيس باراك أوباما «ملتزم بهذا الموقف الذي عبر عنه علنا». وبينما شدد فابيوس على الرفض المطلق لحصول إيران على السلاح النووي، نبه كيري خصوصا إلى أن تطورا من هذا النوع يعني «تهديد الاستقرار والأمن في منطقة الخليج». وبرأيه أن العثور على طريق سلمية تفضي إلى حلحلة الأوضاع المتوترة «من مصلحة الجميع» مما يؤشر إلى المسار الأميركي الذي يغلب الحل السياسي والدبلوماسي على المسارات الأخرى.

وتراهن الدول الغربية على العقوبات الاقتصادية والمالية لحمل إيران على تغيير مواقفها على طاولة المفاوضات والالتزام بالقرارات الدولية وقرارات الوكالة الدولية للطاقة النووية. وتتوقع المصادر الفرنسية «محادثات ومساومات شاقة» مع طهران وما يزيد من صعوبتها، وفق باريس اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية مما يدفع السلطات لمزيد من التشدد

المعارضة السورية تطلب من مؤتمر روما اليوم دعمها سياسيا وميدانيا

دمشق تلبي أحد شرطي الائتلاف للحوار بتمديد العمل بجوازات السوريين في الخارج

القاهرة: أدهم سيف الدين بيروت: كارولين عاكوم

في غضون ذلك، قررت وزارة الداخلية السورية تمديد العمل بجوازات السوريين المقيمين بالخارج، وهو أحد شرطين طرحهما الخطيب للقاء ممثلين للنظام. ويأتي القرار الذي كشفته صحيفة «الوطن» السورية، المقربة من نظام الرئيس بشار الأسد، في عددها أمس، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، بينما تتزايد ضغوط المجتمع الدولي على طرفي النزاع السوري للتحاور وصولا إلى حل للأزمة المستمرة منذ نحو عامين.

ويقضي القرار الذي أصدره وزير الداخلية، محمد الشعار، في 23 فبراير (شباط) الحالي، بأن تمدد إدارة الهجرة والجوازات «جوازات السفر ووثائق السفر المنتهية للمواطنين السوريين ومن في حكمهم، المقيمين خارج القطر، لمدة سنتين بغض النظر عن الأسباب التي كانت تحول دون ذلك وعن الموافقات المطلوبة للحصول عليها». وأوضح أن مدة التمديد ستكون «بالمدة الكاملة من ست سنوات إلى عشر سنوات، ولمرة واحدة، اعتبارا من تاريخ الأول من يناير (كانون الثاني) 2013 للجوازات سارية المفعول». وطلبت وزارة الداخلية من وزارة الخارجية والمغتربين «تعميم هذا القرار على بعثاتها الدبلوماسية» لتنفيذه.

وكان الخطيب قد أعرب قبل نحو شهر عن استعداده للجلوس مع ممثلين للنظام السوري بشرط إطلاق سراح 160 ألف معتقل من السجون، وتجديد جوازات سفر السوريين في الخارج.

وقال جورج صبرا، رئيس المجلس الوطني السوري، لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذا القرار غير جدي وسيلمس السوريون في الأيام والأسابيع القادمة حقيقة هذا الأمر، لأنه لو كانت الحكومة مهتمة بأمور مواطنيها وما يعانونه منذ أشهر بسبب انتهاء صلاحية جوازات سفرهم بسبب امتناع السفارات عن القيام بذلك إلا للمحسوبين عليها، لكانت اتخذت هذا القرار من قبل».

في المقابل، كشف، عضو الائتلاف الوطني، عمر إدلبي، أن هذا الإجراء ليس جديدا، وتاريخه يعود إلى بداية عام 2013، وبالتالي يكون قد سبق مبادرة الخطيب.

وفي حين رفض صبرا وضع قرار الحكومة الأخير في خانة الاستجابة لشروط الخطيب، معتبرا أنه في حال تطبيقه، لن يكون أكثر من إعادة الحقوق إلى أصحابها بعدما حرموا منها، مؤكدا كذلك، عدم قبول المعارضة بأي حوار مع هذا النظام، والمبادرة التي سبق أن أطلقها الخطيب لم تكن إلا اقتراحا شخصيا وليست باسم المعارضة أو الائتلاف والمجلس، اعتبر أن هذه الخطوة التي جاءت بعد أيام قليلة على إعلان وزير الخارجية وليد المعلم قبول الحوار مع المعارضة المسلحة، دليل واضح على الضغط الذي يتعرض له النظام، إن كان دوليا أو عسكريا على الأرض لا سيما من خلال ما يحصل في دمشق.

وقال هيثم المالح عضو الائتلاف المعارض لـ«الشرق الأوسط» إن «مفعول مبادرة رئيس الائتلاف معاذ الخطيب انتهى، وهذا تم إعلانه من جانبنا قبل صدور قرار وزارة الداخلية السورية، والائتلاف وضع محددات لأي حل سياسي»

وأضاف المالح: «ما لم يرحل الأسد وأعوانه لن يكون هناك حوار أو تفاوض». وتابع قائلا إن موقف الائتلاف الرسمي تجاه قرار تمديد صلاحية جوازات السفر، يتحدد بعد الاتفاق بين جميع أعضائه.

إلى ذلك، قال حارث النبهان، عضو الائتلاف الوطني السوري، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «ساد في الأيام الأخيرة مناخ تخللته إشارات قوية وكثيرة بأن هناك تغييرا حقيقيا في ما سيقدم للثورة السورية على كافة الأصعدة». ورجح النبهان أن يحدث تقدم جدي وفعال بشأن تعضيد أهداف الانتفاضة الشعبية في سوريا بالنسبة للدعم العسكري بالأسلحة للثوار في «الجيش الحر» وأموال الإغاثة للاجئين والنازحين السوريين.

وترى المعارضة السورية أن التزام «أصدقاء سوريا» بترجمة وعودهم على أرض الواقع، يسهم في الإسراع بتشكيل الحكومة، وبالتالي المباشرة الفورية للقيام بواجباتها وتقديم خدماتها للمواطنين السوريين، وزيادة الثقة بها من قبل الشعب. واعتبر النبهان أن «زيادة الموارد المالية التي يمكن وضعها في يد الحكومة المقبلة أمر مشجع أكثر لمباشرة أعمالها داخل الأراضي السورية المحررة»، على حد قوله.

وأوضح النبهان أن الائتلاف المعارض سيقدم في مؤتمر روما، جملة مطالب من المشاركين لتقوية نفوذ الثورة سياسيا على المستوى الدولي، وكذلك ميدانيا بشأن إمكانية قيام حكومة مؤقتة للقيام بعملها، وتسليح الجيش السوري الحر بالأسلحة المضادة للدروع والطائرات.

وحول طلب سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، من المعارضة السورية تسمية فريق للتفاوض مع ممثلين من النظام السوري، قال النبهان: «ليس هناك طلب رسمي بهذا الخصوص، وحتى لو كان هذا الطلب جديا فهو غير كاف.. قبل كل شيء، ولبدء المفاوضات، يجب أن تكون على أساس المحددات التي أقرتها الهيئة العامة للائتلاف لأي حل سياسي».

وقال النبهان: «من يقدم عرضا للخروج من الأزمة السورية بحل سياسي، يجب أن يثبت حسن نواياه تجاه الشعب السوري»، في إشارة إلى طلب لافروف، مضيفا: «يقدم لافروف طلب تسمية فريق تفاوض، يجب أن ينتبه إلى أنه لم يفعل شيئا لوقف سيل الصواريخ اليومية التي يقصف بها السوريون».

ونفى النبهان خبر تأجيل تسمية رئيس الحكومة إلى ما بعد الثاني من مارس (آذار) المقبل، كما كان مقررا، وقال: «لم يطرح أي جديد على موعد تسمية رئيس الحكومة، ما زال في موعده المقرر من قبل الهيئة العامة للائتلاف». وأضاف النبهان قائلا: «ليس هناك مرشحون من أعضاء الائتلاف لأن ذلك يخالف النظام الداخلي الأساسي، إلا إذا استقال العضو من الائتلاف، وحتى الآن لم يقدم أي عضو استقالته».

الخريطة السياسية لمعارك جبهة حمص

لندن: «الشرق الأوسط»

عندما اشتد الجدل السياسي في لبنان في أعقاب اغتيال رفيق الحريري، رئيس الوزراء السابق، وانسحبت قوات الجيش السوري من لبنان تحت وطأة تداعيات الاغتيال، الذي وقع يوم 14 فبراير (شباط) 2005، تصاعدت المطالبات بترسيم الحدود اللبنانية. وكان جزءا أساسيا من المطالبات يقوم ردا على إصرار حزب الله اللبناني على الاحتفاظ بسلاحه بذريعة تحرير مزارع شبعا وتلال كفر شوبا من الاحتلال الإسرائيلي، والموقف الصريح لحزب الله الداعم لدمشق في تلك الحقبة المتوترة من تاريخ لبنان. يومذاك كان موضوع مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، على الرغم من بعد الاحتلال الإسرائيلي متصلا بسوريا، وذلك أن تلك المنطقة الحدودية اللبنانية النائية وضعت في عهدة القوات السورية حتى حرب يونيو (حزيران) 1967، عندما انسحبت منها تلك القوات، وسيطر عليها الإسرائيليون. وبالتالي، صار التعامل معها كجزء من ملف هضبة الجولان. وكان الطلب الشعبي اللبناني يومذاك يطالب دمشق بإبلاغ الأمم المتحدة بحقيقة الأمر، فصل ملف المزارع والتلال عن ملف الجولان ما يسهل عملية تحريرها سلميا.

غير أن دمشق رفضت المطالب اللبنانية بالإقرار بلبنانية المزارع، ولكن المفارقة أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم عرض البدء بترسيم الحدود من الشمال وانتهاء بمزارع شبعا في الجنوب. وهذا مع العلم أنه لم تكن هناك إشكالات على الحدود الشمالية وما كان ثمة حاجة لا للحماية ولا للتحرير. بل كانت العلاقات عبر الحدود التي رسمت فعليا بين سوريا ولبنان عام 1920 علاقات أخوية وعادية، وكانت هناك عائلات كثيرة تعيش عبر الحدود من دون أي مشكلات، بل إن جزءا من أهم العائلات الإقطاعية في منطقة تلكلخ، أي آل الدندشي، يعيش عبر النهر الكبير – الذي يشكل الحدود بين البلدين – في منطقة عكار في بلدات منها مشتى حسن ومشتى حمود. كذلك كانت بعض قرى جرود شمال شرق لبنان تتعامل تجاريا بصورة دائمة مع مدينة حمص كونها أقرب جغرافيا إليها من مدينتي طرابلس أو زحلة اللبنانيتين. مسألة الحدود ما كانت مطروحة حتى الماضي القريب، وكان أبناء المنطقة يعرفون جيدا التركيبة السكانية الفسيفسائية للقرى الموجودة على جانبي الحدود. والواقع أن في منطقة عكار اللبنانية وجود سني كبير (أكبر طائفة في المنطقة) مع عدد من البلدات المسيحية الأرثوذكسية والمارونية، إلى جانب قرى علوية في ساحل عكار وقرية شيعة في الجبال فضلا عن وجود سني تركي – تركماني في ما لا يقل عن ثلاث بلدات، أما في شمال البقاع، بشمال شرق لبنان فيشكل الشيعة غالبية سكانية تمتد تقريبا إلى وسط البقاع، مع حضور سني في بلدات عرسال والفاكهة والعين، ووجود عدد لا بأس به من القرى المسيحية مثل رأس بعلبك والقاع وعيناتا ودير الأحمر جلها من الموارنة والكاثوليك.

عبر الحدود السورية كان المشهد ذاته يتكرر، ففي حين يشكل السنة (السواد الأعظم منهم من العرب) غالبية السكان في مدينة وحمص وأريافها ولا سيما مدن الرستن وتلبيسة والقصير وتلكلخ، هناك بلدات وقرى علوية كبيرة في ريف حمص الشرقي والغربي مثل عرقايا والشرقلية والمخرم والمسعودية والقبو، وبلدات مسيحية في ضواحي حمص أهمها فيروزة وزيدل ثم بلدات وادي النصارى (النضارة) وأشهرها مرمريتا والمشتاية وحبنمرة والزويتينة، وقرى شيعية جعفرية مثل الغور والمكرمية والربوة وتل الأغر، وقرى سنية تركمانية مثل السمعليل وعقرب وطلف وبرج قاعي في محيط ما يعرف بناحية الحولة – حيث وقعت مجزرة الحولة يوم 25 مايو (أيار) 2012 – وزارة وحكرجية قرب تلكلخ.

ذريعة حزب الله اليوم في التدخل المباشر في القتال هو حماية وجود القرى الشيعية على الطرف السوري من الحدود، في حين تتهم بلدة عرسال السنية اللبنانية بأنها غدت جسرا لعبور التكفيريين السنة وملاذ الجيش السوري الحر وعمقه داخل لبنان في البقاع الشمالي، على غرار منطقة عكار في شمال لبنان غير أن بعض المصادر الغربية والسورية المعارضة تتخوف من سعي النظام في دمشق إلى السير قدما في خياره الأخير الذي هو التقسيم الفعلي، وبضمنه ربط المنطقة العلوية جغرافيا بشمال البقاع اللبناني حيث الغالبية شيعية، وربطها جنوبا عبر منطقة زحلة بالمعقل الشيعي الآخر في جنوب لبنان عبرة بلدة مشغرة الشيعية – المسيحية في جنوب البقاع.

طبيب من بابا عمرو دفع ربع مليون ليرة مقابل ساعة من الزمن

يمارس مهنته في علاج مصابي الثورة في المستشفى الإسلامي في الأردن

عمان: هانا لوسيندا سميث

في آخر أيامه في بابا عمرو، خلع أحمد الترقاوي، قميصه الرياضي واستخدمه كعصابة. وفي مستشفاه الميداني الكائن في مدينة حمص التي لحق بها الدمار، حيث لا يوجد دواء أو تجهيزات. يقول: «كنا نجري عمليات جراحية من دون تخدير».

اليوم، بات بابا عمرو حي أشباح واختفى منه مستشفى أحمد، وأيضا منزله، وتسببت جهوده في حمص في جعله على قائمة المطلوبين لدى النظام السوري. قبل ستة أشهر، وبعد علمه أن قوات الأمن تضيق الخناق، دفع لمسؤول حكومي رشوة قيمتها 250 ألف ليرة مقابل إزالة اسمه من قائمة المراقبة لمدة ساعة. وكانت تلك بمثابة فرصته للهرب إلى الأردن. يتذكر ما حدث قائلا: «حتى وقتما كنت أعبر الحدود، كنت أتساءل عما إذا كان بمقدوري الوثوق فيه». وأضاف: «لكن، ما الإجراء الآخر الذي كان بإمكاني اتخاذه؟».

التقيت الدكتور أحمد في مقر عمله الجديد، وهو مكتب مكتظ في المستشفى الإسلامي في عمان. تحدثنا بشكل متقطع؛ ففي كل دقيقة، كان يأتي مريض جديد يعرض وصفة طبية طالبا توقيعها، ويرن هاتفاه دون انقطاع. يعتبر أحد طبيبين في جناح أنشأته منظمة الصليب الأحمر القطرية من أجل علاج السوريين المصابين في الحرب الأهلية. يوجد أكثر من ستين مريضا هنا، معظمهم مصابون بجروح جراء شظايا قنابل، أما الآخرون، فيعتبرون ضحايا مستهدفين لقناصة من النظام. قد يكون الدكتور أحمد قد غادر سوريا، لكنه ما زال يمد يد العون للمصابين هنا في عمان.

وبينما يرن هاتفه مجددا، يحثني عن الحديث إلى الرجل الجالس على يميني. يبدو بسام حمزة في صحة جيدة ومبتهجا، لكن ساقه اليمني تصدر صوتا يبدو وكأنه صادر عن تجويف عندما يضغط عليها.

يحكي لي: «كنت قائدا لكتيبة (كعب الأحبار) في حمص، لدينا 62 مقاتلا، جميعهم من باب دراب، وفي كل ساعة يوميا، نشن هجمات على ضباط النظام، لديهم دبابات وقذائف هاون وطائرات مقاتلة، ونحن لا نملك سوى بنادق كلاشنكوف وقذائف (آر بي جي)، لكنهم يتفادون مواجهتنا على الأرض. إنهم جبناء».

في الخريف الماضي، كان بسام حمزة في الخط الأمامي بكتيبته، التي تتقدم صوب منطقة حمص التي يسيطر عليها النظام. فاجئوا ثلاثين جنديا من قوات النظام وحدث تبادل لإطلاق النار بين الجانبين. ويقول: «تعرضت لإصابة في ساقي أربع مرات. واصلت القتال لمدة عشر دقائق بعد إطلاق النار علي، ثم ازداد النزيف بصورة هائلة وكان لزاما علي أن أتوقف في البداية، ظننت أنه مجرد جرح معتاد، لكن بعد ثلاثة أيام، كانت درجة حرارتي ما زالت مرتفعة وكنت أشعر بألم حاد».

وفي ظل عدم وجود مكان يمكنه اللجوء إليه لتلقي العلاج في حمص، كان من اللازم تهريبه للخارج. ويضيف: «استغرق الأمر ستة أيام، وكان علي الهرب عبر أنفاق، كنت أشعر بألم، لكنني لم أكن خائفا. حملت بندقية وقذيفة خشية أن تعترضنا أي من قوات النظام».

استطاع حمزة الخروج من سوريا، ثم تم تحويله إلى المستشفى الكائن في عمان، لكن إصابة قدمه كانت مروعة. بعد قرابة شهرين من تبادل إطلاق النار، تم بتر ساقه من عند الفخذ، لكنه يبتسم ويخبرني أنه يشعر بأنه محظوظ. «لم أفقد سوى ساق، البعض يضحون بحياتهم، ربما احتاج إلى عام كي أتمكن من السير بشكل طبيعي مجددا، لكن هذا هو ثمن الحرية». يعتبر حمزة واحدا من بين عشرات الشباب ممن فقدوا أطرافهم أو بصرهم أو قدرتهم على الحركة فداء للثورة ويخضعون لعناية الدكتور أحمد، حينما انتهى من نوبة عمله في المستشفى، رافقني الدكتور أحمد في رحلة بالسيارة الأجرة مدتها عشر دقائق إلى مركز الفرسان، وهو منزل كائن في غرب عمان استخدمه هو وفريق من المتطوعين كمركز إعادة تأهيل للمقاتلين المصابين من صفوف الجيش السوري الحر. إنها عملية تعتمد على تمويل محدود. جميع أفراد فريق العمل متطوعون، ويتم سداد جميع التكاليف عبر تبرعات من قطر والكويت والسعودية.

خلف واجهة المبنى، يتبادل المرضى الضحكات مع أطبائهم وهم يتعثرون في خطواتهم من الأسرة إلى أجهزة العلاج الطبيعي. يقول الدكتور أحمد: «أحب الثورة وأحب أصدقائي هنا، أجدني محاطا بكل منهما». لعل روح الدعابة هذه غريبة مع شدة الإصابات التي يعاني منها المرضى، أصيب موسى، 21 عاما، المنشق عن الجيش النظامي، بشظايا في الدماغ على خلفية قتاله إلى جانب رفاقه الجدد في الجيش السوري الحر في مدينة درعا السورية. عندما جاء إلى المركز، كان قد أصيب بالشلل، لكنه تحدث بفخر عن قدرته الآن على الوقوف والمشي بنفسه. وهناك شخص يدعى أدهم، من حمص، أصيب بعيار ناري في الرقبة واخترقت الرصاصة رئته والحبل الشوكي. وعنه يقول الدكتور أحمد المعني بحالته قائلا: «لقد استثرت مشاعره؛ فأبلغته بأنه عندما يتعافى، سنذهب معا إلى حمص لنواصل الجهاد من أجل الثورة، هذا الأمر كان مصدر إلهامه، عندما جاء إلى هنا قبل عام، لم يكن قادرا على الحركة على الإطلاق. والآن يستطيع أن يمشي علي قدميه».

ولكن الرجل الممدد على السرير المجاور لا يتحرك مثل الآخرين، كان مالك (ليس اسمه الحقيقي) لواء في الجيش النظامي، عندما أمر مثل الكثير من زملائه بقتل المتظاهرين في بداية الانتفاضة، عصى الأوامر واكتفى بإطلاق النار فوق رؤوسهم في الهواء، ويقول «لو قبضوا علي، لقتلوني». عندما جاءت فرصته ترك منصبه وانضم إلى الثوار، ولكن لم تمض سوى بضعة أشهر حتى أصيب بطلق ناري في عموده الفقري، وقد أخبرني الدكتور أحمد «أنه أصبح عاجزا تماما». ولا يزال حلم مالك، مثل أي شخص آخر قابلته، هو العودة إلى سوريا والانضمام إلى الثورة مرة أخرى.

وفي الغرفة المجاورة، هناك شاب دمشقي يدعى مهند يدفئ نفسه أمام سخان كهربائي. أصيب منذ شهرين برصاص قناصة بينما كان يقدم بنادق وذخيرة للجيش السوري الحر أصابت الطلقة يده اليسرى، مما تسبب في تلف حاد بالأعصاب والعظام، وقد أخبرني قائلا: «كنت أساعد الثوار فقط، ولم أنضم إليهم»، مضيفا: «لكن عندما أعود إلى دمشق، سوف أحمل السلاح وأقاتل معهم». إن بسام حمزة أيضا، على يقين تام من أنه سيقاتل مرة أخرى، «هذه هي المرة السابعة التي أصبت فيها». تعرضت ذات مرة لإصابة تحت قلبي بمسافة سنتيمتر واحد، وأعلن النظام وقتها أنني لقيت حتفي، لكنني استرحت فقط لمدة ثلاثة أيام، ثم واصلت القتال، أتحدث إلى سريتي عبر «سكايب» يوميا، إنني أفتقدهم كثيرا. سوف أحارب معهم مرة أخرى.

حراك طلاب السويداء يكسر جمود المحافظة

منذ بداية الثورة السورية كان وجودهم واضحاً على الساحة في محافظة السويداء، فقد استطاعوا تنظيم صفوفهم بطريقة عجز النظام وأجهزته الأمنية في المحافظة عن الوقوف في وجههم، هم صغار في العمر لكنّهم كانوا متميزين في الأداء، وفرضوا أنفسهم على الساحة الثورية في المحافظة.

عندما اعتُقِل أحد أساتذتهم “أدهم مسعود” مدرّس مادة الرياضيات ضمن ثانوية شكيب أرسلان، أعلن الطلاب عصياناً تاماً عن متابعة دراستهم حتى الإفراج عنه. وخرجوا بثلاث تظاهرات أمام مديرية التربية، حيث ووجهوا من قبل عناصر الأمن والشرطة بقسوة. ولم يتوقف اعتصامهم حتى أُطلق سراحه، ثم قاموا باعتصام آخر أمام مديرية التربية من أجل إعادته إلى التدريس من جديد. ولم تنفع معهم كل محاولات التخويف التي مورست ضدهم.

لعلّ الحراك الطلابي هو أكثر ما يثير الخوف في نفوس الأجهزة الأمنية، التي حاولت قمعه من خلال محاولات عدة، كاعتقال الطلاب حسين مجيد الخطيب، كنان أبو عاصي، صلاح سامر الخطيب، سامي عماد مسعود، تمام البدعيش وغيرهم، من قبل فرع الأمن السياسي وغيره من الفروع الأمنية. وتعرّضوا للضرب والتعذيب، ومنهم من اتُّهِم بحمل السلاح والعمل مع العصابات المسلّحة وتحويله إلى القضاء. ومن أهم المدارس التي كانت مركزاً لنشاطهم مدرسة شكيب ارسلان ومدرسة نايف جربوع ( ذكور) ومدرسة المتفوقين ( مختلطة).

“تنسيقية طلاب السويداء” عبر صفحتها على “فايسبوك” كانت المجال الإعلامي المعبّر عن نشاطهم الثوري في المحافظة، ويعمل بها العديد من الطلاب الذين يقومون بتصوير التظاهرات وتحميلها على الشبكة العنكبوتية وشرح تفاصيل أي نشاط ثوري والإبلاغ عن حالات الاعتقال في المحافظة.

ويُعتَبر النشاط الطلابي في محافظة السويداء متميّزاً عن باقي الشرائح في المحافظة. فبالعودة الى العام 2000 وتحديداً عندما أقدم مسلّحون من البدو على قتل الشاب فادي الأعوج، كان لطلاب مدرسة الصناعة في المحافظة الدور الأهم في انطلاق شرارة ثورة ضد النظام، حيث خرجت تظاهرات وحصلت مواجهات مع قوات الأمن قام خلالها الطلاب بإغلاق الشوارع والطرق تنديداً بتعاون أجهزة الأمن وتواطئها مع الفاعلين، الأمر الذي أشعل المحافظة وصعد الأمور إلى حد دخول مبنى المحافظة وتحطيمه.

اليوم يتكرر الشيء نفسه، حيث أقدمت مجموعة مسلحة على اختطاف الشاب ناصر جمول “طالب حادي عشر”، وطلبت من ذويه مبلغاً مالياً قدره عشرة ملايين ليرة سورية، ولم تنفع المفاوضات مع الخاطفين باسترجاعه. ووجد بعد شهر مقتولاً ووضعت جثته على احدى طرق المحافظة، الأمر الذي أثار غضب الجميع، وحمّلوا الأجهزة الأمنية المسؤولية عن خطفه وقتله نتيجة تقاعسها، واتّهمها البعض بأنها توظف كامل جهودها فقط في البحث عن الناشطين، وملاحقتهم أينما كانوا، مستخدمة جميع التقنيات العلمية المتوافرة، لكنها تفتقد إلى الإرادة حين يتعلق الأمر بحياة طفل يتهدّده الموت على يد جلاّدين ومجرمين، ما يجعلها تقع في دائرة الشبهة بالتورط المباشر في خطفه وقتله، لإشاعة الذعر في المحافظة.

واعتصم على أثر هذا الحادث المئات من طلاب المدارس أمام ساحة الزنبقة ليتحوّل بعدها إلى تظاهرة كبيرة أغلقت أحد أشهر شوارع المدينة (طريق قنوات). وتوجهت نحو مدرسة (نايف جربوع)، وانتهت أمام منزل الشهيد ناصر. وتعتبر هذه التظاهرة هي الأقوى في المحافظة منذ فترة طويلة استطاع الطلاب عبرها حشد عدد كبير من المشاركين، وأطلقوا خلالها العديد من الشعارات التي طالبت بإسقاط النظام وهتفت لشهداء سوريا والمحافظات الثائرة التي تتعرض للقصف ضمن خطوة تعتبر الأكثر قوة على صعيد الحراك المدني في المحافظة.

هذا الحراك المدني الذي يعتبر حراكاً خارج أي قيود فرضتها سلطات الأمن، وكسراً لحاجز الصمت الذي حاول النظام من خلاله تصوير المحافظة على أنها موالية له، وأنه حامي الأقليات، سيساعد مستقبلاً في كسر حاجز الصمت القاتل الذي قيَّد جبل العرب طوال فترة الثورة السورية.

مقاطع من تظاهرات لطلاب السويداء اليوم أمام منزل الشهيد ناصر عادل جمول

إعدامات بدمشق ومعارك ضارية بمحيطها

                                            أعدمت قوات النظام السوري ما لا يقل عن 12 شابا من أهالي حي نهر عيشة في دمشق بعد اعتقالهم، في حين تدور معارك ضارية بين مقاتلي الجيش الحر وقوات النظام في محيط مخيم اليرموك وشارع الثلاثين وسط عمليات دهم في أحياء أخرى، وذلك في وقت يتواصل فيه القتال العنيف في مدن وبلدات ريف دمشق المحيطة بالعاصمة، وتتصاعد الاشتباكات والقصف في حمص وحلب ودير الزور وإدلب وحماة والرقة مما أسفر عن سقوط 19 قتيلا معظمهم في القنيطرة ودرعا، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية واتحاد تنسيقيات الثورة بأن 12 شابا من أبناء حي نهر عشية بالعاصمة قضوا تحت أقبية التعذيب في المخابرات السورية، سبعة منهم من عائلة واحدة، في حين أشارت شبكة شام إلى إعدامات ارتكبت بحق عدد من شباب الحي دون ذكر عددهم.

في هذه الأثناء يدور قتال عنيف بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط مخيم اليرموك وشارع الثلاثين وسط سماع انفجارات عنيفة في أنحاء العاصمة. وأشارت شبكة شام إلى أن قوات النظام تحاول اقتحام المنطقة، في حين تقوم قوات أخرى بحملة مداهمات في أحياء الميدان وقبر عاتكة والفحامة بدمشق.

وفي محيط العاصمة بريف دمشق استمر قصف قوات النظام بالمدفعية الثقيلة والدبابات على مدن معضمية الشام ودوما والزبداني، وسط معارك تدور على أطراف مدينة داريا. ويقول الناشطون إن مدينة الزبداني تتعرض لقصف يومي منذ أكثر من أربعة أشهر مما أدى إلى نزوح أكثر من 95% من السكان في وقت يعاني من بقيَ من الأهالي من حصار خانق ووضع معيشي يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.

وقالت الهيئة العامة للثورة إن القصف على الزبداني أوقع قتيلا وعشرات الجرحى، في حين استهدف القصف الأحياء السكنية بمعضمية الشام ودوما وداريا.

في الغوطة الشرقية بريف دمشق، يخوض الثوار معارك عنيفة ضد قوات النظام، حيث يحاصرون اللواء 39 في الغوطة الشرقية الذي يضم كتائب الكيمياء والإشارة والخدمات الطبية.

اشتباكات حمص

في غضون ذلك تدور اشتباكات عنيفة في محيط حي الخالدية بمدينة حمص بين الجيش الحر وقوات النظام التي تحاول اقتحام المنطقة وسط قصف مدفعي عنيف، وفق ما أفادت الهيئة العامة للثورة التي أشارت إلى أن قوات النظام تقصف أحياء حمص المحاصرة بمدافع الهاون وسط تصاعد أعمدة الدخان من عدة أحياء والسوق المسقوف بالمدينة.

يأتي ذلك في وقت تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على مدينة تلبيسة ومنطقة الحولة بريف حمص، في حين قصفت قوات النظام براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة بلدات ريف حماة الجنوبي المجاور لحمص، وتركز القصف على بلدتي جنان وزهرة المدائن، وفق شبكة شام والهيئة العامة للثورة.

وإلى الشمال في إدلب قالت شبكة شام إن الجيش الحر تصدى لمحاولة قوات النظام اقتحام بلدة حيش بريف إدلب من جهة الملعب الدولي مما خلف العديد من الخسائر في صفوف قوات النظام.

وفي الجهة الشرقية المجاورة لإدلب وقعت اشتباكات عنيفة في مدرسة الشرطة في بلدة خان العسل بريف حلب بين الجيش الحر وقوات النظام وفق المصدر نفسه، في حين أشارت الهيئة العامة للثورة إلى قصف قوات النظام أحياء بحلب من جمعية المهندسين.

وشرق البلاد تجدد القصف بالمدفعية على معظم أحياء مدينة دير الزور وسط اشتباكات عنيفة في حي الحويقة بين الجيش الحر وقوات النظام التي تحاول اقتحامه، وفق الهيئة العامة للثورة. كما أسفر القصف بطيران النظام على المنصورة بالرقة المجاورة عن إصابة طفل وتهدم عدد من المنازل.

وفي جنوب البلاد قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة والدبابات أحياء درعا البلد، كما شنت حملات دهم للمنازل بحي القصور.

الائتلاف السوري سيطلب “دعما عسكريا نوعيا

تحركات مكثفة قبل لقاء روما بشأن سوريا

                                            ينعقد اليوم في العاصمة الإيطالية روما مؤتمر أصدقاء الشعب السوري بمشاركة العديد من دول العالم. وفور وصوله إلى روما، اجتمع وزير الخارجية الأميركي جون كيري بنظرائه في دول الناتو  والاتحاد الأوروبي لبحث تطورات الأوضاع في سوريا والبدائل المختلفة لحل الأزمة. في حين أكد رياض سيف نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أن الائتلاف سيطلب “دعما عسكريا نوعيا” أثناء مؤتمر روما.

وقبيل توجهه إلى روما، قال كيري في باريس إن المؤتمر سيناقش سبل الإسراع في تحقيق الانتقال السياسي في سوريا، مشيرا إلى أهمية العمل على وصول المساعدات إلى المناطق التي حررت من النظام السوري، حسب تعبيره.

وأضاف في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس بعد اجتماعه بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن واشنطن ستحاول حمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تغيير حساباته بشأن سوريا.

وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة صدى موسكو قبل لقائه نظيره الروسي في الكرملين في وقت لاحق اليوم، أعرب الرئيس الفرنسي عن أمله في “قرار سياسي” سريع لوضع حد للنزاع في سوريا، وبحسب ترجمة روسية لتصريحاته قال “أعتقد أننا سنتمكن خلال الأسابيع المقبلة من إيجاد حل سياسي يسمح بوضع حد لتصاعد النزاع” في سوريا.

وأشار إلى أنه “لمس تقدما” في اتجاه حوار سياسي بين نظام دمشق والمعارضة، لكنه أوضح أن الكثير يتوقف على موقف الرئيس بوتين، في إشارة إلى تشديد روسيا، إحدى الدول الداعمة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، على ضرورة إجراء حوار بين السلطة والمعارضة.

وبين هولاند أنه سيبحث مع بوتين مسألة الانتقال السياسي في سوريا ورحيل الأسد. وأكد أن فرنسا وشعبها تطالب برحيل الأسد كغيرها من الدول الغربية.

وفي هذا السياق قال الرئيس الفرنسي إن المعارضة السورية تصبح يوما بعد يوم أكثر شرعية ومستعدة لتأخذ على عاتقها جزءا من المسؤولية عن مستقبل سوريا وتكتسب شرعية متزايدة، مشيرا إلى أن المعارضة السورية لا يمكن أن تتفاوض مع الأسد.

دعم أميركي

وقبيل مؤتمر روما قالت مصادر مطلعة إن من المتوقع أن تقدم الولايات المتحدة إمدادات طبية ومساعدات غذائية لمسلحي المعارضة السورية، وذلك بالتزامن مع مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي ستحتضنه روما اليوم الخميس.

وفي تغير للموقف الأميركي نحو القيام بدور أكبر في سوريا، قالت المصادر إن الولايات المتحدة تخطط لتزويد مسلحي المعارضة بمساعدات طبية وغذائية بشكل مباشر، وأضافت أن هذه المساعدات لن تكون في الوقت الراهن ذات طبيعة عسكرية ولن تشمل أيضا أي تدريب عسكري.

ونقلت رويترز عن مصادر -رفضت الكشف عن هويتها- تأكيدها أن مؤتمر روما سيشهد إعلان واشنطن زيادة المساعدات الموجهة للمعارضة السورية.

وسيحصل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة على قدر من الأموال أكبر بكثير مما سيحصل عليه مسلحو المعارضة، وذلك بعد أن قدمت الولايات المتحدة حتى الآن مساعدات تزيد قيمتها عن 50 مليون دولار تشمل معدات غير قتالية إلى المعارضة المدنية السورية، وحوالي 365 مليون دولار لمنظمات غير حكومية من أجل التكفل باللاجئين السوريين في الدول المجاورة.

ووفقا لنفس المصدر ما زالت واشنطن تعارض تقديم معدات قتالية، ولن تقدم مواد -تحدثت واشنطن بوست عنها في وقت سابق- مثل سترات واقية من الرصاص أو ناقلات جند مدرعة أو تدريبا عسكريا في الوقت الحالي.

مطالب المعارضة

من جانبه أكد رياض سيف نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أن الائتلاف سيطلب “دعما عسكريا نوعيا” أثناء مؤتمر روما.ونقلت رويترز عن سيف قوله “نطلب من أصدقائنا تقديم كل عون يمكننا من تحقيق مكاسب على الأرض ويسهل عملية الحل السياسي من مركز القوة وليس من مركز الضعف”.

وأوضح أن المعارضة تتوقع أن يكون الدعم “سياسيا وإغاثيا ونوعيا وتسليحيا”، وامتنع عن الخوض في التفاصيل، لكنه قال إن “اجتماعات خاصة” ستعقد لمناقشة مسألة الدعم العسكري.

وردا على سؤال عن إمكانية إرغام الرئيس بشار الأسد على قبول حل سياسي، قال سيف إن الميزان العسكري يميل في غير صالح الرئيس السوري، وأضاف “ليس جميع السوريين الذين تحت سلطة بشار الأسد موالين له والذين تحت سلطته يجب أن ينأوا بنفسهم عنه ويتركوه لقدره”.

وكان عضو اللجنة القانونية في ائتلاف قوى المعارضة والثورة السورية هشام مروة قال للجزيرة إن الائتلاف ينتظر اتخاذ قرار بالسماح بتزويد الثوار بالسلاح في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري.

وقد رحب البيت الأبيض في بيان له بقرار الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المشاركة في اجتماع روما، رغم أن المجلس الوطني السوري المكون الرئيسي في الائتلاف لن يشارك في المؤتمر.

سكان دمشق الراقية محاصرون من الجانبين

                                            يشعر الكثيرون في دمشق بأنهم محاصرون بين سلطة غير محبوبة تمثلها أسرة الأسد الحاكمة منذ 43 عاما وبين الثوار الزاحفين على أبواب المدينة التي حوّل القتال أجزاء من ضواحيها الخارجية المترامية الأطراف التي يسكنها أكثر من 1.5 مليون نسمة إلى ساحة معركة.

ورغم أن نحو 70 ألف سوري قتلوا منذ بدء الاحتجاجات قبل نحو عامين، فقد ظلت مناطق وسط العاصمة لفترة طويلة بعيدا عن الصراع، لكن هذا الوضع يتغير مع اختراق خطوط الجبهات، في وقت تقوم قوات النظام ومليشيات الشبيحة الموالية له بتعزيز الحماية حول قاعدة سلطته. أما السكان فقد فروا من منازلهم في الضواحي ويقيمون الآن في مخيمات في حدائق بوسط المدينة.

وفي الأسبوع الماضي انفجرت ثلاث سيارات ملغمة وسط دمشق فقتلت عشرات الأشخاص، وبعد ساعات سقطت قذائف هاون على حي المالكي -أغنى أحياء العاصمة- حيث يقيم العشرات من المسؤولين الكبار في الحكومة ومن التجار الأثرياء. وسقطت إحداها قرب منزل وزير الخارجية وليد المعلم وهو على بعد دقائق سيرا على الأقدام من المسكن الخاص للرئيس نفسه. كما سقطت قذائف أخرى على مبنى كان مملوكا في السابق لرفعت عم الأسد والمقيم في المنفى حاليا.

لكن من يعيشون في تلك الضواحي يعتبرون هذه الهجمات متنفسا للاستياء المتصاعد بين الفقراء السنة في الضواحي بسبب ما يعتبرونه تعاطفا مع الرئيس بشار الأسد من جانب وسط المدينة الثري ليس فقط من جانب العلويين الذين ينتمي إليهم وإنما أيضا من جانب الأسر التجارية السنية الغنية.

ويقول سائق سيارة أجرة ينحدر أصلا من الضواحي الخارجية ويعيش حاليا لاجئا فيما يعتبرها دمشق الأصلية “عليك أن تنتظر لترى ما سيفعله الثوار عندما يدخلون دمشق لو دمروها كلها فلن يكون هذا كافيا”.

وقال رجل آخر من ضاحية حرستا التي تعرضت للدمار أيضا إن “أي نهب لمنزل من منازل الأغنياء في وسط المدينة سيكون حلالا”. وأضاف “لا يعرفون ما جرى لنا دمرت بيوتنا عن آخرها، هل تعرف كم أسرة قتلت في بلدتي وكم امرأة وكم طفل وكم مسن؟”.

وقد دعا المعارضون المسلحون أكثر من مرة سكان وسط دمشق للانضمام إليهم حتى وإن كان ذلك فقط بأن يديروا ظهورهم بشكل أكثر حزما تجاه النظام من خلال عصيان مدني.

خيبة أمل

ويشعر كثيرون بخيبة الأمل حتى تجاه من سيرحبون بالتغيير من أهل المدينة لأنهم يقدمون الخوف من الثورة على كراهيتهم للرئيس بشار للأسد.

وفي هذا السياق، قال رجل أعمال من منتقدي الرئيس إنه لمس مشاعر الازدراء تجاهه عندما زار مصنع الأحذية المملوك لعائلته في معقل للمعارضة المسلحة بضواحي العاصمة، وقال “سألتهم لماذا سمحوا بحدوث كل عمليات الخطف والقتل هذه أمام أعينهم” وذلك بعدما أفلت شقيقه من محاولة خطف. وأضاف “قالوا لي نحن نحمي أنفسنا أما الغرباء فليسوا هم مشكلتنا، مجتمع الأغنياء ليسوا مشكلتنا”.

كما عكست تعليقات شخصيات المعارضة على وسائل التواصل الاجتماعي مشاعر الاستياء تلك تجاه الأثرياء، وقال أحدهم “اللهم أذقهم ما نحن فيه”. وقال آخر “الدمشقيون يواصلون الذهاب إلى أعمالهم وإرسال أبنائهم إلى المدرسة كل يوم كما لو أن الحياة طبيعية تماما بينما يموت بقيتنا، إنهم يستحقون ذلك”.

غير أن سكان العاصمة يشعرون أيضا بأنهم محاصرون من جانب حكومة حولت مدينتهم إلى ثكنة عسكرية واستعانت بمليشيات من المناطق الريفية العلوية لفرض الأمن.

ثكنة عسكرية

وتبدو دمشق بالفعل منذ شهور كحامية عسكرية حيث يمكن أن يتجاوز عدد أفراد الأمن في بعض الأحيان عدد المشاة بالشارع، ودائما ما يضايقونهم. ويشكو أب لطفلين من سكان دمشق قائلا “لم أعد حتى أشعر بالأمان في البيت قد تسير القوات الحكومية ببنادق آلية لكن قاذفات صاروخية يمكن أن تطير قذيفة هاون أو قنبلة عبر النافذة في أي لحظة.. إنه أمر يبعث على السخرية”.

وفي مشهد آخر، تتنقل مليشيات الشبيحة الموالية للحكومة في البلدة متمتعة بالحصانة من العقاب، وتحمل مسدسات أو بنادق كلاشينكوف يقطعون إشارات المرور الحمر دون اكتراث بالمشاة ويقطعون أي صف ليقفوا في المقدمة.

ومن الخطر مغادرة البيت ليلا، بل إن مهام بسيطة مثل الذهاب إلى الصيدلية باتت صعبة. وبعد انفجار قنبلة في يوليو/تموز الماضي أسفر عن مقتل صهر الأسد، بدأت السلطات مداهمة العيادات والمستشفيات الخاصة لملاحقة أطباء يعالجون جرحى من المعارضة.

ولاذت الأطقم الطبية بالفرار، وأصبح هناك معلم ثابت حاليا بكل صيدلية تقريبا في المدينة ألا وهو ضابط من أمن الدولة يجلس وراء طاولة البيع يراقب الداخلين والخارجين من الزبائن بحثا عن أي علامة على مساعدتهم للمعارضين.

ولخص أحد سكان دمشق المأساة قائلا “قوات الأسد تواصل القمع لكن المأساة الحقيقية هي أن مقاتلي المعارضة يكرهوننا أيضا”.

النظام السوري يفتش توابيت الموتى ويمنع الجنازات في دمشق

“عندما بدأوا بالتفتيش تمنّيت أن أموت كي أتجنب رؤية ابني مهاناً حتى في موته”

دمشق – جفرا بهاء

يتساوى الحي بالميت لدى النظام السوري، ونفس الطريقة التي يتم بها تفتيش السوري في دمشق العاصمة كل بضعة أمتار، فإن الميت أيضاً يجب أن يتم تفتيشه وإهانة تابوته الممنوع من وضع الإغلاق، لتبقى جثة المتوفى مكشوفة للسماء إلا من غطاء قماشي يضعه أهل المرحوم لإقناع أنفسهم – ربما – بأن ابنهم لم يُهن.

وإن كانت المظاهرات ممنوعة فهو أمر مفهوم، ولكن أن يصل خوف النظام وجبروته في نفس الوقت إلى منع الجنائز في العاصمة وإهانة الميت وعدم مراعاة حرمته، فهو أمر مرفوض في جميع الشرائع السماوية والأديان والأعراف.

فالجنازة دينياً أمر واجب ولا يمكن تجاهله، ويقوم التقليد المتبع في سوريا بشكل عام على إغلاق التابوت، والسير وراء النعش من بيت المتوفى إلى المسجد، ومن المسجد إلى القبر.

وغير سكان العاصمة العديد من عاداتهم فيما يخص الوفاة، فاختصروا أيام العزاء من ثلاثة أيام إلى يومين، وألغوه نهائياً في حال أن يكون المتوفى خارج البلاد علماً أنه كان يتم سابقاً فتح عزاء للمتوفى في بلد آخر، وتغير وقت العزاء خوفاً من الظلام وما يحمله من مشاكل ورصاص وممارسات تشبيحية يومية.

وتقول والدة أحد المتوفين قبل فترة (م.ن): “عندما بدأوا بتفتيش التابوت، اعتقدت أنني سأدفن مع ابني، وتمنّيت أن أموت لحظتها كي أتجنب رؤية ابني مهاناً حتى في موته”.

ضرورات أمنية

لمن يسأل عن سبب منع إغلاق التابوت الذي يضم جثة المتوفى، يأتيه الجواب واحداً وجاهزاً “ضرورات أمنية”، وإن كان السوري اعتاد هذا الجواب لما يزيد على 40 عاماً لشتى أنواع الأسئلة والاستفسارات، فإن منع الجنائز واقتصارها على سيارة دفن الموتى مع سيارة تحمل الأم والأب والأخ والزوج أو الزوجة، فهذا أمر جديد وجارح لسكان العاصمة.

عند الحاجز تستوقف العناصر الموجودة هناك الجنازة، يفتشون السائق والتابوت، يسمعهم السائق وهم يتمتمون: “لا يمكننا أن نحزر ماذا يمكن أن يفعل أولئك الشياطين، ربما سيملأون التابوت بالمتفجرات”.

ومن ثم يتم تفتيش السيارة الثانية والأشخاص المنكوبين والباكين على فراق ميّتهم بطريقة أقرب للهمجية، وعلى اعتبار أن لكل حاجز شبيحته ورجاله وطريقة في التفتيش، فإنه قد يحالف الحظ أهل المتوفى إن مرّت جنازة فقيدهم دون أن تصفعهم طريقة كلام المسؤول عن رؤية الهويات والتأكد من التابوت ومحتواه.

وإن كانت دمشق ما زالت تختص بمنع الجنازات، فهذا لأنها لا تزال تقبع تحت حكم الحواجز التشبيحية المتراكمة في المدينة، بينما المدن الأخرى تخطت موضوع الحواجز إلى مراحل متقدمة من العنف والقصف والقتل والمجازر، وذلك يشمل محافظة ريف دمشق القريبة والملاصقة والمتداخلة مع دمشق.

جنازات 5 نجوم

وبينما يضيّق النظام على الناس العاديين القاطنين في دمشق فإنه يستعرض في جنازات رجالاته، فما إن يمت أحد من أولئك الرجال أو الفنانين الموالين للنظام حتى يستنفر الشبيحة والجنود وبعض المسؤولين لحضور الجنازة، ولتتزاحم الورود على واجهة السيارة التي تحمل التابوت المغلق حتماً والمزيّن.

ورغم أن تلك الجنازات تغير شكلها عما قبل السنة والنصف، إذ كان النظام يسيّر جنازة مهيبة كبيرة، ويجول في معظم شوارع دمشق، ويتخلل تلك الجنازات هتاف لبشار الأسد ولحياته، فإنها اليوم بدأت تقتصر على تزيين سيارة الموتى ببعض الورود، وحضور عدسة الكاميرا لتصوير بعض الماشين خلف التابوت على أنهم كُثر، وذلك أن النظام اليوم يخاف من جنازاته، ويعرف أن دمشق لم تعد تحمل ولا حتى سنتيمتر واحد آمن له ولرجاله.

الجمعة للتظاهر.. والسبت للتشييع

لم يعد يطلق السوريون لقب الجنازة، بل تحولت الكلمة لتقتصر على التشييع، فبالنسبة لهم مَنْ مات في الثورة السورية وبرصاص النظام فهو (شهيد)، وهذا الأخير يشيع وتودعه المدينة أو البلدة كلها.

ولطالما خاف النظام من أيام الجمعة والسبت، فاختص يوم الجمعة بالتظاهر، واتخذ السبت من التشييع عنواناً له، وغيرت المدن السورية من طقوس الدفن والجنازات، فحوّلت مدينة حمص التشييع إلى ما يشبه حفل الزفاف، حيث يتم حمل التابوت ويدور به المشيعيون في دوائر كما يحدث في الأعراس بمعظم المدن السورية. وبقي التشييع يشكل كابوساً بالنسبة للنظام حتى بات عدد قتلى أيام السبت يزيد على أعداد قتلى يوم الجمعة.

وبالطبع تحول الكثير من جنازات الناشطين وقتلى أيام الجمعة إلى مظاهرات تعيد يوم الجمعة من جديد، ليدخل النظام والشعب في دائرة، تبدأ بالتظاهر يوم الجمعة، ليُقتل عدد كبير من الناس برصاص النظام، وليتم تشييعهم يوم السبت، وليعود الأمن لمحاولة منع مظاهر التشييع التي تتحول بسرعة لمظاهرة، فيستخدم الرصاص ليقتل عدداً إضافياً من الناس المشيعين، ولينتقل التشييع من يوم إلى آخر.

خلافات شديدة حول رئاسة حكومة المعارضة السورية

الدكتور رياض حجاب اعتذر عن المهمة.. والإعلان في إسطنبول السبت القادم

دبي – قناة العربية

أبلغ ممثل التجمع الوطني الحر في الائتلاف المعارض، عبدو حسام الدين، رئيس الائتلاف، أحمد معاذ الخطيب، باعتذار الدكتور رياض حجاب عن الترشح لرئاسة الحكومة المؤقتة، وترشيح التجمع للدكتور أسعد مصطفى لهذه المهمة.

ويأتي ذلك، قبل يومين من الموعد المحدد لاختيار مرشح لرئاسة الحكومة المؤقتة السبت القادم.

وأفادت صحيفة “الجسر” السورية المعارضة، التي تصدر شمال البلاد، بأن خلافات شديدة تدور حول اسم المرشح لرئاسة حكومة المعارضة السورية.

جدير بالذكر أن من بين الأسماء المرشحة لرئاسة الحكومة كلاً من برهان غليون، وأسامة القاضي، وسالم عبدالعزيز المسلّط عن المجلس الوطني، وعارف دليلة وحبيب عيسى من الطائفة العلوية، ومن الأسماء الطروحة أيضاً وليد الزعبي.

وكان من المفترض أن يتم التوافق على رئيس الحكومة قبل 3 أيام من اجتماع المعارضة السورية المقرر في إسطنبول بعد غد السبت.

واشنطن ترفض رسمياً تسليح المعارضة السورية

مسؤولون غربيون وعرب يبحثون في إسطنبول الاثنين دعماً عسكرياً للمعارضة

روما – حسين فياض قنيبر، دبي – قناة العربية

رفض وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أثناء اجتماعه مع رئيس الائتلاف السوري المعارض، معاذ الخطيب، في العاصمة الإيطالية روما قبيل انطلاق “مؤتمر أصدقاء سوريا”، الخميس، تقديم سلاح للمعارضة السورية، ولكنه تعهّد بتقديم مساعدة ملموسة في مجالات أخرى.

وإلى ذلك، قال مصدر دبلوماسي أوروبي إن مسؤولين غربيين وعرباً سيلتقون بممثلين للمعارضة السورية في إسطنبول الاثنين القادم لبحث تقديم مساعدات عسكرية وإنسانية لمقاتلي المعارضة.

وأضاف المصدر أن “الاجتماع يهدف للعمل مباشرة مع هياكل المعارضة لزيادة مستوى الدعم”. وأضاف أن ممثلين مدنيين وعسكريين للمعارضة السورية سيحضرونه.

وبعد الأنباء عن اتجاه أمريكي لدعم المعارضة عسكرياً, قالت وكالة رويترز، الخميس، إن الإدارة الأمريكية لم تقرر بعد تزويد المعارضة السورية بالدعم العسكري، لكنها تتجه إلى الإعلان في مؤتمر روما عن تقديم مساعدات طبية وأغذية بشكل مباشر إلى مقاتلي المعارضة.

وفي غضون ذلك, قالت مصادر مطلعة لـ”العربية” إن المجلس الوطني السوري يتجه لمقاطعة مؤتمر روما بسبب عدم وفاء الدول المشاركة بوعودها التي قطعتها في المؤتمرات السابقة.

وقال المصدر إن تمثيل المعارضة السورية في مؤتمر روما سيقتصر على الأرجح على الائتلاف الوطني؛ لأن المجلس يريد أن يبعث رسالة إلى الأسرة الدولية مفادها أن كل الاجتماعات الدولية السابقة لم تثمر عن نتائج تذكر.

ومن جانبه، أعلن كيري، قبل توجهه الى روما، وعقب لقائه نظيره الفرنسي في باريس، أنه يجب تقديم مزيد من المساعدة للمعارضة السورية لتسريع الانتقال السياسي، إلا أنه لم يحدد طبيعة هذه المساعدة.

مقتل 12 معتقلاً سورياً من دمشق تحت التعذيب

الضحايا بينهم 4 أفراد من عائلة واحدة في أحد الأحياء الجنوبية للعاصمة

بيروت – فرانس برس

ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، أن 12 شخصاً بينهم أربعة من أفراد عائلة واحدة من سكان في أحد الأحياء الجنوبية لدمشق، ماتوا تحت التعذيب بعد اعتقالهم من القوات النظامية.

وقال المرصد في بريد إلكتروني: “استشهد 12 رجلاً من سكان حي نهر عيشة في مدينة دمشق، بينهم أربعة من عائلة واحدة، وذلك تحت التعذيب في سجون القوات النظامية بعد اعتقالهم في أوقات سابقة”.

ونقل المرصد عن ناشطين قولهم إن “أهالي الشهداء تسلموا البطاقات الشخصية للشهداء من القوات النظامية مساء أمس الأربعاء”.

وأوضح أن الحي يشهد “اعتقالات مستمرة من قبل القوات النظامية وأنباء عن استشهاد معتقلين آخرين جراء التعذيب في سجون النظام”.

وتتعرض الأحياء الجنوبية للعاصمة بشكل دوري للقصف من القوات النظامية، ترافقه اشتباكات مع المقاتلين المعارضين الموجودين فيها.

ووثق المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقراً، ويقول إنه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف مناطق سوريا، مئات الحالات التي عذب فيها معتقلون حتى الموت في سجون النظام السوري.

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي أنه يصعب توفير رقم محدد لعدد المعتقلين في السجون السورية “اعتقل أكثر من 200 ألف شخص، لكننا لا نعرف عدد الذين توفوا منهم”.

وطالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قبل أيام السلطات السورية بمنح المراقبين الدوليين “حق الدخول الفوري دون عوائق إلى كافة مقرات الاحتجاز”، وذلك بعد وفاة ناشط سلمي في المعتقل، والاشتباه بوفاة آخر.

الحرب تنزل بسوريا إلى حزام الدول “الأكثر بؤساً

السوريون يعانون من أوضاع اقتصادية صعبة مع فقدان العديد منهم لوظائفهم

العربية.نت

حلت سوريا في المرتبة العاشرة عالمياً ضمن قائمة “الدول الأكثر بؤسا في العالم”، وفق تقرير نشره موقع “بزنس انسايدر” “Business insider والذي وضع إيران كذلك ضمن قائمة هذه الدول، وذلك بسبب البطالة والتضخم.

التقرير الذي شمل 25 دولة تم خلاله التصنيف على مؤشري التضخم والبطالة، وضع سوريا في المرتبة العاشرة، حيث بلغ معدل التضخم فيها 33.7%، والبطالة 18%.

وبيّن التقرير أن السوريين يعانون من أوضاع اقتصادية صعبة مع فقدان العديد منهم لوظائفهم بسبب تأثر الاقتصاد بأعمال العنف والعمليات العسكرية، إضافة إلى إغلاق الكثير من المعامل والمنشآت.

وترافق كل ذلك مع ارتفاع جنوني للأسعار ونقص في مواد المحروقات والاحتكار، ما فاقم أعباء المعيشة، إضافة إلى التأثر بالعقوبات الدبلوماسية والاقتصادية الدولية.

وكانت إحصاءات رسمية أشارت في مارس الماضي إلى أن نسبة البطالة في سوريا ارتفعت إلى 14.8%، بعد أن كانت سجلت 8.2% في عام 2011

أما بشأن التضخم، فقد بينت مديرية دعم القرار في رئاسة الوزراء السورية في أغسطس الماضي أنه سيرتفع ليصل إلى نحو 40%، وهو ما يجعل أصحاب الدخل المحدود في سوريا يتخوفون من كون التضخم يقود الى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وأسعار العقارات السكنية والإيجارات وغير ذلك.

يذكر أن التقرير وضع زيمبابوي في المرتبة الأولى بمعدل تضخم بلغ 8.3% وبطالة 95%.، ثم ليبيريا بمعدل تضخم 5.5% وبطالة 85%، وبعدها بوركينا فاسو بمعدل تضخم 4.5% وبطالة 77%.. وجاءت بيلاروسيا في المرتبة الرابعة بمعدل تضخم 70% وبطالة 1%، و تركمنستان خامسا بمعدل تضخم 10.50% وبطالة 60%.

وجاءت جيبوتي سادساً بمعدل تضخم 4.3%، وبطالة 59%، ثم نامبيا بمعدل تضخم 5.8%، وبطالة 51.2%، تليها نيبال بمعدل تضخم 8.3%، وبطالة 46%، ثم كوسوفو بالمرتبة التاسعة، بمعدل تضخم 8.3%، وبطالة 45.3%.

أما إيران فقد جاءت في المرتبة الثالثة والعشرين بمعدل تضخم 23.6%، وبطالة 15.5% وكان للعقوبات الدولية دور كبير في تدهور الوضع الاقتصادي في إيران.

بان يطالب اللبنانيين بالحياد في النزاع السوري

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

طلب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الأربعاء، من المسؤولين السياسيين اللبنانيين إبقاء لبنان محايدا في النزاع الدائر في سوريا لتحاشي انتقال الأزمة السورية إليه.

وقال بان في تقرير إلى مجلس الأمن الدولي إن “المعلومات حول ضلوع بعض العناصر اللبنانية في النزاع الدائر في سوريا تتعارض مع سياسة النأي بالنفس التي ينتهجها لبنان”.

وقد فر أكثر من 300 ألف سوري إلى لبنان المنقسم بسبب النزاع على حدوده.

وأعرب بان خصوصا في تقريره عن “قلقه العميق” حيال المعلومات التي تحدثت عن “مقتل عناصر من حزب الله كانوا يقاتلون في سوريا”.

وأضاف أن “المخاطر المترتبة على لبنان من مثل هذا التدخل واستمرار تهريب الاسلحة عند الحدود المشتركة هي حتمية”.

وأوضح “أطلب من جميع المسؤولين السياسيين اللبنانيين العمل بشكل يبقى فيه لبنان محايدا في النزاعات الخارجية”.

وجاء في التقرير أن 13 لبنانيا قتلوا برصاص الجيش السوري في مدينة تلكلخ الحدودية مع لبنان في 30 نوفمبر الماضي بعد اجتيازهم الحدود متوجهين إلى سوريا.

ويتحدث التقرير أيضا عن معارك دامية اندلعت على الحدود في 17 فبراير، وأضاف “هناك معلومات أيضا حول مقاتلين من حزب الله قتلوا في معارك في سوريا في هذه الفترة وقبلها” ولكنه لم يعط تفاصيل إضافية.

وشدد بان على ضرورة امتلاك الجيش اللبناني “المزيد من الوسائل” لمراقبة الحدود مع سوريا.

سيناتور أمريكي: علينا توفير ذخائر للمعارضة السورية

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — دعا السيناتور الجمهوري البارز، ماركو روبيو، إلى توفير الذخائر للمعارضين الذين قال إنهم يشعرون بأن الغرب خذلهم، مشددا على ضرورة أن تضمن واشنطن بأن تكون القوى التي ستبرز بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد ليست معادية لها، كما رأى أن تغيير النظام السوري سيشل إيران.

وقال روبيو، العائد من جولة في الشرق الأوسط، إن على واشنطن توفير الذخائر للمعارضين السوريين الذين يشعرون أن “الغرب تخلى عنهم، وخاصة الولايات المتحدة” على حد تعبيره، مشددا على ضرورة العمل على تقديم الذخيرة للمجموعات التي يمكن لواشنطن لاحقا “بناء علاقات حوار طويلة الأمد معها.”

وأضاف السيناتور الذي ينظر إليه البعض على أنه المرشح الجمهوري المحتمل للانتخابات الرئاسية عام 2016: “علينا فعل كل ما بوسعنا لضمان أن يكون لدينا قدرة التأثير على الجماعات الموجودة في سوريا بمرحلة ما بعد الأسد، وأن تكون تلك الجماعات راغبة بالحفاظ على وحدة الشعب السوري واحترام الحقوق في ذلك البلد المتنوع.”

ورأى روبيو، العضو في لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس، أن كميات الأسلحة الموجودة في سوريا كبيرة، ولكن الثوار يعانون نقصا في الذخائر، وأضاف أنه على استعداد للعمل من أجل الترويج لفكرة توفير الذخيرة، مشددا على أن سقوط الأسد سيكون ضربة قاسية تشل النظام الإيراني الذي تربطه علاقات تحالف واسعة مع طهران.

وتابع قائلا إن الثوار في سوريا: “يتطلعون إلى الديمقراطية والحرية، ولذلك ثاروا لإزاحة شخص سيء مثل الأسد، وهم يرون أنهم يقاتلون من أجل نفس القيم التي قام عليها بلدنا، ومع ذلك لم نفعل لهم شيئا.. لقد خذلناهم.” وأضاف: ” نريد أن تكون الجماعات الأكثر قربا منا هي الأقوى والأفضل تسليحا في سوريا ما بعد الأسد، لا تلك المتشددة المعادية لأمريكا.”

معارضون سوريون: 210 قتلى وإسقاط طائرة قرب دمشق

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — أكدت المعارضة السورية أن عدد قتلى الأربعاء وصل إلى 210، مشيرة إلى مقتل 72 بعمليات إعدام ميدانية في بلدة “السفيرة” بينما استمرت المواجهات في ريف العاصمة التي ذكر معارضون أنهم نجحوا بإسقاط طائرة حربية في أجوائها، بينما ذكرت التقارير الحكومية أن وحدات نظامية تصدت لمحاولة تسلل لمسلحين من لبنان.

وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا، وهي هيئة معارضة، إنها تمكنت من توثيق سقوط 210 قتلى، بينهم عشرة أطفال وست سيدات، وتوزع القتلى بواقع 106 في حلب، بينهم 72 اعدموا ميدانيا في السفيرة، و61 في دمشق وريفها و12 في إدلب و11 في حمص وثمانية في حماه وسبعة في درعا وأربعة في دير الزور وقتيل في الرقة.

وأشارت اللجان إلى تعرض ثلاث مناطق للقصف بصواريخ سكود، في حين اشتبك الجيش الحر مع القوات النظامية في 138 نقطة، وشهدت المعارك إسقاط طائرة حربية في الغوطة الشرقية بريف دمشق، والسيطرة على نقطة أمنية على الحدود مع الأردن.

أما وكالة الأنباء السورية الرسمية فأشارت إلى أن الوحدات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد تمكنت من القضاء على عدد ممن وصفتهم بـ”الإرهابيين” وتكبيدهم خسائر كبيرة في حلب وأرياف دمشق وحماة وإدلب وإيقاع أفراد مجموعة حاولت التسلل من لبنان بين قتيل ومصاب.

يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد من صحة المعلومات الميدانية الواردة من سوريا بشكل مستقل نظرا لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.

المعارضة تشكر قائدا سابقا لحزب الله ندد بالقتال بسوريا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — أشادت الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بمواقع الأمين العام السابق لحزب الله، صبحي الطفيلي، الذي رفض في مقابلة تلفزيونية تدخل حزب الله في سوريا، معتبرا أن من يقتل من عناصره في الأراضي السورية “ليس شهيدا” ومصيره “إلى جهنم.”

وقال الائتلاف في بيان له الأربعاء إن الطفيلي قدم “مقاربة منصفة لما يجري في سوريا لطالما افتقدناها لدى أصحاب التأثير في المجال الشيعي،” محددا في هذا الإطار نفي الطفيلي حاجة الشيعة في سوريا إلى الحماية، أو اعتبار أن قتال عناصر حزب الله هناك هو جهاد.

وشدد الائتلاف على أن “ثورة الشعب السوري لم تكن يوماً موجهة ضد أي مذهب أو طائفة أو أي مكون من مكونات الشعب السوري،” مضيفا أن قضية الشعب السوري بأكمله “كانت وما تزال قضية الحرية وتحقيق المصير، والخلاص من حكم استبدادي قمعي إرهابي لم يتورع عن سفك دماء المسلمين.. باسم المقاومة والممانعة.”

وكان الطفيلي، الذي قاد حزب الله مطلع العقد التاسع من القرن الماضي قبل أن يغادر منصبه وسط خلافات مع طهران ودمشق، قد قال في مقابلة مع قناة MTV اللبنانية إن الشيعة في سوريا باتوا في خطر بعد “توريطهم” في القتال عبر حزب الله، الذي حمله مع إيران “المسؤولية عن كل قتيل شيعي في سوريا.”

ورأى الطفيلي أن من يُقتل من حزب الله في سوريا “ذاهب إلى جهنم” وليس شهيداً، متسائلا عن دور الجيش اللبناني في منع المقاتلين من التسلل إلى سوريا، كما حذر من اتساع “الفتنة” بين السنة والشيعة في المنطقة.

كتائب بالجيش الحر: سيطرة قوات النظام السوري على الحدود الأردنية تتخلخل

روما (28 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال مقاتلون في كتائب الجيش السوري الحر إن سيطرة القوات النظامية على الحدود السورية الأردنية “بدأت تتخلخل”، وأكّدوا على أن قوات النظام لم تعد تسيطر على غالبية المناطق المأهولة من ريف محافظة درعا الجنوبية، وتكتفي بقصف البلدات بالمدفعية الميدانية والطيران الحربي من بعيد

وأشار أيهم بركات، المقاتل في الكتائب الثورية المسلحة في ريف درعا إلى أن القوات العسكرية والأمنية السورية “تخشى الدخول إلى المدن وتعمل على قصفها من بعيد، وهي تعرف أنها إن دخلت ستتكبد خسائر فادحة في صفوفها، وبعد غياب الشمس تتحرك الكتائب الثورية بحرية كاملة في أرجاء ريف المحافظة الجنوبي”

وأكّد لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء على وجود “العشرات من الكتائب الثورية التي تنشط في المدينة وريفها، وتتصدى للقوات النظامية، ولا يتفوق النظام عليها إلا من خلال قصفه بالأسلحة الثقيلة والمدفعية، لكن ذلك لم يمنع الثوار من السيطرة على غالبية المناطق على طول الشريط الحدودي مع الأردن”، على حد وصفه

وقال أحمد العبدو، المعارض والناشط المدني في درعا إن الجيش السوري الحر “يسيطر على أكثر من 60% من الشريط الحدودي مع الأردن، ويسيطر على معابر على طول هذه الحدود التي يزيد طولها على 360 كم، ويقوم بتأمين خروج عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين الفارين إلى الأردن، فضلاً عن استعدادهم لإدخال أي سوري يرغب بالعودة إلى سورية للقتال أو حتى لأي سبب غير عسكري”، على حد تعبيره

وأضاف “لو توقف القصف سيتمدد الجيش الحر في كل الاتجاهات، لكنه، وبضغط من السكان يحاول القيام بعمليات خارج القرى والبلدات كي لا يستهدفها النظام بقصفه، ومع ذلك، فالنظام لا يوفر شيئاً، ويقصف على المدنيين حتى لو هوجمت قواته في الأراضي الزراعية البعيدة أو الطرقات الدولية”، مؤكداً على أن القصف “عشوائي وانتقامي”

ويقول بركات “لا مشكلة لدينا في الأسلحة، لدينا أسلحة خفيفة ومتوسطة، وأجهزة اتصالات متطورة، فضلاً عن أن البيئة التي نعمل بها بالكامل هي بيئة صديقة، وقادرون على تكبيد قوات النظام وميليشياته خسائر موجعة لولا خوفنا على انتقامه من المدنيين”

من جهته أوضح العبدو “الكتائب الإسلامية والجهادية في المحافظة هي أكثرها خبرة وتسليحاً، ولديها تمويل ضخم، وفي حالات نادرة توافق على التنسيق مع الكتائب الثورية التابعة للجيش السوري الحر

تقرير استخباراتي ايطالي: لا تأثير للأزمة السورية على أمننا

روما (28 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

قال تقرير استخباراتي ايطالي “إن تطورات الأزمة السورية لم تسجل حتى اليوم آثار مهمة ومباشرة على الأمن الداخلي في البلاد” وفق تعبيره

وأشار التقرير السنوي السياسة الإستخباراتية في مجال لأمن الذي أعدته مديرية الإستخبارات الإيطالية إلى أن “الجالية السورية الصغيرة في إيطاليا، والتي تتمتع في الغالب بمستوى جيد من الاندماج الاجتماعي، تُعدُّ دائما جهة تتمسك موقف معارض لنظام الأسد ومناهض لموقف الموالين لحكومته” حسب قوله

كما أشار التقرير إلى أن “هناك مؤشرات ضئيلة لمواطنين سوريين مقيمين في إيطاليا على استعداد لدعم الثورة في وطنهم أو لتوفير الدعم الإنساني لشعبهم”، ولكن “لم يظهر أيضا وجود أية قنوات منظمة تقود أو ترتبط بمسرح عمل المجاهدين”، و”توقعا لما قد يحدث في المستقبل، وبشكل خاص في حال تعزيز النشاط التطرفي في سوريا، فقد تلوح في الأفق حالات من الدعم أو أساليب لتنشيط الجهاد السوري وبعض الجهات المتطرفة المغاربية المنشأ في الغالب، والتي بقيت خفية حتى الآن” وفق النص

وكذلك فيما يتعلق بصلات محتملة بين متطرفين في أوروبا ومقاتلين ناشطين على التراب السوري، أشار التقرير إلى “خطر أن يعود إلى إيطاليا معارضون للنظام، كانوا قد انطلقوا لدعم الانتفاضة السورية، والذين ربما يعمدون إلى إقامة اتصالات مع جماعات مؤيدة للقاعدة”، لافتا إلى أن “النشاط الإستخباراتي للمديرية يعمل بشكل مستمر بالتعاون مع مكتب الإستخبارات الخارجية، لجمع كل المؤشرات المفيدة حول التأثيرات المحتملة للأزمة السورية على بلادنا” حسب تقرير الإستخبارات

مصدر: اجتماع اصدقاء سوريا سيدين تقديم السلاح إلى حكومة الأسد

روما (رويترز) – قال مصدر في اجتماع يعقد في روما بين دول غربية وعربية والمعارضة السورية إن الاجتماع سيدين الدول التي تقدم السلاح إلى حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال مصدر لرويترز إن اجتماع “أصدقاء سوريا” سيدين أيضا استخدام قوات الأسد لصواريخ سكود. وتنفي الحكومة السورية استخدامها صواريخ باليستية.

وتقول روسيا صراحة إنها تقدم معدات عسكرية إلى الأسد لكن المعارضة السورية ودولا غربية تتهم إيران أيضا بتقديم السلاح. وتقول الأمم المتحدة إن اكثر من 70 الف شخص لقوا حتفهم منذ اندلاع الانتفاضة السورية على حكم الأسد قبل عامين.

(إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

مصادر: واشنطن تخطط لتقديم إمدادات طبية وغذائية إلى مقاتلي المعارضة السورية

واشنطن (رويترز) – قالت مصادر مطلعة يوم الاربعاء إن من المتوقع ان تقدم الولايات المتحدة إمدادات طبية ومساعدات غذائية لمقاتلي المعارضة السورية وذلك في تغيير في سياستها من اجل تقديم مساعدة مباشرة لاولئك الذين يقاتلون قوات الرئيس بشار الاسد على الارض.

واضافت المصادر -التي تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها- ان واشنطن مازالت تعارض تقديم معدات قتالية وقالت ايضا انها لن تقدم مواد مثل سترات واقية من الرصاص او ناقلات جند مدرعة او تدريب عسكري في الوقت الحالي.

وامتنعت متحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية ترافق وزير الخارجية جون كيري في زيارته إلى روما عن التعقيب. ومن المرجح ان يعلن كيري الخطوات الجديدة في اعقاب محادثات مع المعارضة السورية في اجتماع “اصدقاء سوريا” بالعاصمة الايطالية يوم الخميس.

وتعكس الخطوات المزمعة رغبة لدى واشنطن في ان ينطر اليها على انها تفعل المزيد لمساعدة المعارضة في الصراع الذي تشير تقديرات للامم المتحدة الي انه أودى بحياة 70 ألف شخص منذ ان تفجر قبل حوالي عامين.

لكنها لن تصل إلى حد تدخل عسكري صريح وهو شيء يبدو ان واشنطن لا ترغب في القيام به.

وقال احد المصادر ان من المتوقع ان تعلن الولايات المتحدة ايضا زيادة كبيرة في المساعدات للائتلاف الوطني السوري وهو جماعة المعارضة المدنية التي سيجتمع كيري مع قادتها يوم الخميس.

واضاف المصدر ان الائتلاف الوطني السوري سيحصل على قدر من الاموال أكبر بكثير مما سيحصل عليه مقاتلو المعارضة. لكنه امتنع عن الكشف عن حجم الاموال التي سيتلقاها كل منهما.

ووفقا لوزارة الخارجية الامريكية فإن الولايات المتحدة قدمت حتى الآن مساعدات تزيد قيمتها عن 50 مليون دولار تشمل معدات غير قتالية مثل اجهزة الاتصالات وتدريب على الادارة الي المعارضة المدنية السورية.

وقدمت ايضا مساعدات إنسانية قيمتها حوالي 365 مليون دولار للاجئين السوريين في دول مجاورة مثل تركيا والاردن ولبنان وللنازحين داخل سوريا وارسلت هذه الاموال عبر منظمات غير حكومية.

لكنها لم تقدم في السابق مساعدات إلى مقاتلي المعارضة مباشرة.

(إعداد وجدي الالفي للنشرة العربية)

في بلاد “كانت تعرف” باسم سوريا

bcc31c57fdbe7a5165a8f2c4قالت صحيفة “الإيكونوميست” بخصوص الأزمة في سوريا، إنّ الشعب السوري لطالما كان فخوراً بتاريخه المشرق، لكن ومنذ قيام الثورة التصحيحية التي جاءت بحافظ الأسد إلى الحكم عام 1972، بات لدى السوريين القليل مما يحتفلون به. فالسلطات الأمنية قمعت كلّ أشكال الإبداع لدى المواطنين مع قمعها للحريات العامة، بينما لقنت من خالف أوامر “المخابرات” دروساً في التعذيب.

 ومع خلافة بشار الأسد لوالده عام 2000 بدا الكبت وكأنّ وطأته تخف مع الرئيس الجديد، على الأقل بالنسبة لأولئك الذين لا علاقة لهم بالمعارضة. كما أنّ الحياة باتت أفضل قليلاً عام 2005، مع انفتاح البلاد على الاسواق الأجنبية وازدهار مقاهي الإنترنت، والبرامج التي مكّنت السوريين من زيارة المواقع المحجوبة كالفيسبوك. كانت صور آل الأسد ما زالت تغطي الجدران في طول البلاد وعرضها، لكنّ المدارس مثلاً استبدلت الزي العسكري الإلزامي لتلامذتها بزي مدني.

 شعبية الأسد لدى السوريين كما والده جاءت من مواقفه الحازمة ضد إسرائيل وأميركا، ودعمهما لحزب الله اللبناني في مقاومته لإسرائيل، واليوم انقلبت هذه الشعبية ضد الأسد وضد حزب الله الذي يتهمه المعارضون بتقديم المساعدة له.

 وقال التقرير إنّ التحرك من أجل الحرية أتى بمكاسب على صعيد التحرر من وطأة الأجهزة الأمنية لكنّه تحرر جاء على حساب دماء كثيرة وعذاب يومي، وانقسام في البلاد أحالها إلى ظلال سوريا الماضي، حتى أصبحت ما يمكن أن يشار إليه بالبد الذي كان يسمى سوريا.

 ويتابع التقرير أنّه حتى الآن لا وجود لبارقة أمل في التوصل إلى حل من خلال الجهود السياسية من تفاوض بين المعارضة والنظام.

 فالدائرة المغلقة حول الأسد ترفض أيّ حوار يؤدي إلى خروجه. كما أنّ روسيا ما زالت تقف مع النظام، بينما لم تدفع أميركا بثقلها كما دفعت في الحرب لإسقاط العقيد معمر القذافي في ليبيا.

 ويشير التقرير إلى أنّ مجموعات المعارضة نفسها باتت منقسمة اليوم إلى كتائب عديدة من آلاف المقاتلين إلى بضعة أفراد فحسب، ولا تملك إلاّ القليل من الأسلحة الخفيفة. وكانت دول الخليج قد ساعدت في تصليح المعارضة بأسلحة خفيفة والعديد منها عبر متبرعين من خارج الإطار الرسمي.

 ويضيء التقرير على رفض الغرب كذلك تسليح المعارضة، خاصة في ظل الخوف من الجهاديين. فجبهة النصرة باتت أهم فصيل على الارض يقاتل في وجه النظام، حيث قامت مؤخراً بما يشير إلى التطرف في تدمير مسجد شيعي في الزرزور بإدلب. مثل هذا التطرف يخيف كلاّ من الطبقة الوسطى السورية على الصعيد الإجتماعي، والمسيحيين وآخرين على الصعيد الديني، فهم يرون في جبهة النصرة ولواء التوحيد مثالاً على مستقبل سوري يسعى للوصول إلى “دولة إسلامية”.

 ومن ناحية أخرى يشير التقرير إلى أنّ خلف كلّ القتال والأزمة السياسية، يرزح السوريون تحت حياة قاسية، مليئة بشظف العيش والتهجير إلأى دول الجوار، وكذلك الإغتيالات والخطف والسلب والنهب وانقطاع الماء والكهرباء عن الأحياء والمدن.

 ويختم التقرير بالقول إنّ الآلاف من المنازل والمصانع والمدارس والمستشفيات ضربت. والاطباء والمدرسون والمهندسون هربوا. والكثير من السوريين يخشون من أنّ الحرب ستنتهي فقط عندما لا يبقى أيّ مقاتل. ويقول عن ذلك قائد إحدى كتائب المتمردين: “أريد فقط أن تنتهي الحرب كي أتمكن من الزواج وأنال حياة… وأنا الآن أخشى أنّه مع نهاية الحرب لن يكون هنالك بلد بعدها”.

 ترجمة الجمهورية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى