أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 29 كانون الأول 2011

المراقبون العرب «لم يروا شيئاً مخيفاً» في حمص… والسكان «غاضبون ومصدومون»

دمشق، بيروت، نيقوسيا -»الحياة»، أ ف ب ، رويترز – أثارت بعثة المراقبين العرب إلى سورية جدلاً واسعاً بين الناشطين السوريين والمدنيين حول مدى إلمامها بما يجري على الأرض و «صدمة» بين سكان حمص بعدما أعلن رئيسها الفريق أول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي أنه «كانت هناك مناطق الحالة فيها تعبانة (غير جيدة) لكن أعضاء الوفد لم يروا شيئاً مخيفاً» في حمص، موضحاً أن «الوضع كان هادئاً ولم تكن هناك اشتباكات أثناء وجود البعثة». وقال نشطاء وشهود إن سكاناً وناشطين في حمص رفضوا لقاء المراقبين في وجود ضابط من الجيش السوري أمس، ما دفع المراقبين إلى الانسحاب من حى بابا عمرو موقتاً، ثم عادوا لاحقاً إلى بابا عمرو حيث عرض عليهم السكان جثة طفل قتل من جراء قصف الأحياء المدنية، كما عرضوا دلائل على الخراب الذي أصاب المكان جراء عمليات الجيش.

وفي اليوم الثاني من عمل بعثتهم، زار مراقبو الجامعة مناطق أساسية شهدت احتجاجات ضد النظام وتعرضت للقصف والمداهمات خلال الأسابيع الماضية، من بينها حي بابا عمرو وباب السباع في حمص.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «بعض المراقبين دخلوا إلى بابا عمرو في نهاية المطاف» بعد اعتراضات من السكان.

وأوضح المرصد أن أهالي الحي رفضوا في البداية السماح للمراقبين بدخول الحي لأن مقدماً في الجيش السوري كان يرافقهم. وقال إن أهالي بابا عمرو «طلبوا من رئيس اللجنة أن يدخل لمقابلة أهالي الشهداء والجرحى وليس فقط لمقابلة البعثيين».

وتابع إنهم ناشدوا اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي «تأمين علاج آمن للجرحى الذين أصيبوا في الأيام الماضية وعددهم حوالى مئتين في بابا عمرو لأنه يخشى أن يصبحوا في عداد الشهداء في مستشفيات الدولة».

وقال أحمد وهو ناشط ومن سكان المنطقة: «المراقبون غادروا حي بابا عمرو لأنهم رفضوا دخول الحي من دون أن يرافقهم المقدم مدين ندا من الفرقة الرابعة». وأضاف: «أسر الشهداء والمصابين رفضوا لقاءهم في حضوره والمراقبون غادروا المكان»، ثم عادوا لاحقاً حيث قابلوا عدداً من الناشطين والسكان. كما زار المراقبون عائلات أشخاص قتلوا في أعمال العنف في الآونة الأخيرة علاوة على بعض المصابين.

وقال المرصد السوري إن «اللجنة توجهت بعد ذلك إلى حي باب السباع حيث ينظم النظام فيه مسيرة مؤيدة إلى جانب حاجز الفارابي»، على حد قوله.

وقال رئيس بعثة الجامعة العربية إن أعضاء الوفد لم يروا شيئاً مخيفاً في مدينة حمص. غير أن الدابي أعترف أن فريقه «يحتاج لمزيد من الوقت لتفقد حمص قبل إصدار حكم نهائي».

وأوضح الدابي: «كانت هناك مناطق الحالة فيها تعبانة (غير جيدة) لكن أعضاء الوفد لم يروا شيئاً مخيفاً». وتابع لوكالة «رويترز» أن الوضع كان هادئاً ولم تكن هناك اشتباكات أثناء وجود البعثة.

وأفاد الدابي إن فريقه لم ير دبابات وإنما بعض المدرعات. وأضاف أن المراقبين يعتزمون زيارة أحياء حمص مرة أخرى. وأضاف: «الحالة مطمئنة حتى الآن… لكن نحتاج إلى وقت وفريقنا 20 شخصاً وسيستمرون لوقت طويل في حمص». وأفادت قناة الدنيا التلفزيونية السورية أمس أن رئيس بعثة المراقبة العربية أبلغ مراسلها في حمص أن «المراقبين رأوا مسلحين في المدينة». وتحتل حمص موقعاً بارزاً في الاحتجاجات الشعبية وأصبحت إحدى النقاط الساخنة الأكثر دموية إذ يظهر فيها منشقون مسلحون يقاتلون قوات الحكومة التي تستخدم الدبابات والأسلحة الآلية.

لكن الكثير من سكان حمص قالوا إنهم بدأوا يفقدون الثقة في المراقبين بالفعل. وقال مقيمون في منطقة بابا عمرو التي تفقدها الوفد إنهم يشعرون بأن «المراقبين لا يستجيبون لشكاواهم».

وقال عمر الناشط وأحد المقيمين في بابا عمرو: «شعرت بأنهم لم يعترفوا حقاً بما رأوه. ربما لديهم أوامر بألا يظهروا تعاطفاً. لكن لم يكونوا متحمسين للاستماع إلى روايات الناس». وأضاف: «شعرنا بأننا نصرخ في الفراغ».

وقال: «علقنا أملنا على الجامعة العربية كلها… لكن هؤلاء المراقبين لا يفهمون في ما يبدو كيف يعمل النظام ولا يبدو عليهم اهتمام بالمعاناة والموت اللذين تعرض لهما الناس».

وقال مقيم آخر في حمص طلب عدم نشر اسمه إن الزيارة سمحت للنشطاء بإدخال المزيد من الإمدادات للمناطق التي تطوقها قوات الأمن. وأضاف: «الشيء الوحيد الطيب الذي تمخضت عنه هذه الزيارة هو أننا استطعنا إدخال إمدادات غذائية للحي ومناطق أخرى». وقال محمد صالح وهو ناشط من حمص إن الجيش سحب الدبابات من محيط بابا عمرو فيما وصفها منتقدون بأنها خطوة لخداع المراقبين.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان إن معظم سكان بابا عمرو يشعرون «بخيبة الأمل إذ كان يجب أن تمنح البعثة المزيد من الوقت». وأضاف: «أن المراقبين بحاجة إلى أن تتاح لهم الفرصة ليس لفترة طويلة جداً وإنما لفترة طويلة بما يكفي للقيام بالتفتيش قبل إصدار الأحكام». وتابع: «أنه لا يمكن الحكم عليهم بناء على يوم واحد».

وأعلن المعتقلون في سجن حمص المركزي إضراباً مفتوحاً عن الطعام وعن تقديم طلبات إخلاء السبيل بدءاً من أمس وحتى وصول لجنة المراقبين إلى السجن المركزي، ومن أبرز المعتقلين في السجن الناشط السياسي نجاتي طيارة والصحافيان محمد منلي وسهيل شوفان والمحامي نصر المصري.

في موازاة ذلك، قال رئيس بعثة مراقبي الجامعة إن المراقبين سيبدأون اعتباراً من مساء أمس التحرك في درعا (جنوب سورية) وإدلب وحماة (شمال) وهما من المحافظات التي شهدت أيضاً مواجهات عنيفة بين القوات النظامية ومنشقين عن الجيش.

وقال الدابي إن «16 مراقباً إضافياً وصلوا وسنواصل مع الجامعة لدفع المجموعات الأخرى خطوة خطوة حتى تتم تغطية كل سورية».

وبدأ مراقبو الجامعة العربية أول من أمس مهمتهم في سورية بجولة في حمص التي استقبلتهم بتظاهرة حاشدة مناهضة للنظام ضمت نحو سبعين ألف شخص، جابهتها قوات الأمن السورية بالرصاص ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل في المدينة. وعبر المرصد السوري عن خشيته من أن «تكون اللجنة بمثابة شهود زور لما يجري من انتهاكات لحقوق الإنسان في سورية». وقال متسائلاً: «هل مهمة اللجنة عدم مشاهدة الدبابات في الشوارع التي أخفيت داخل المراكز الحكومية والتي تستطيع العودة إلى الشارع في خمس دقائق وعدم السؤال عن عشرات الآلاف من المعتقلين الذين تجهل اللجنة أماكن اعتقالهم ونحن نعرفها؟».

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن رئيس غرفة عمليات جامعة الدول العربية المتابعة لعمل بعثة مراقبي الجامعة في سورية عدنان عيسي الخضير أن الفريق واصل عمله لليوم الثاني بـ «طريقة جيدة وبتسهيلات كاملة من الحكومة السورية، حيث تم توزيع فرق المراقبين على خمس مناطق هي حمص وحلب وإدلب ودرعا وحماة». وأضاف الخضير إن التقارير التي وصلت إلى غرفة العمليات من رئيس البعثة «مطمئنة من حيث عمل الفريق، وأن الجانب السوري ميسر كل هذه الأمور»، مؤكداً أن الفريق «يعمل بكل حرية وبكل صلاحياته المنصوص عليها في البروتوكول الموقع مع الحكومة السورية وبمساعدة إخوانهم في سورية».

وسئل إذا كانت البعثة أبلغت الغرفة بانسحاب آليات عسكرية من حمص أو المدن التي يزورها المراقبون، قال الخضير أن رئيس البعثة الدابي «أبلغنا أن الأمور تسير بطريقة جيدة وهذا هو ثاني يوم عمل للبعثة في سورية وان ما تم عمله هو إنجاز كبير ونجاح نتمنى أن يستمر ويتحسن العمل بالتسهيلات الموجودة في البروتوكول».

موسكو: نجاح مهمة المراقبين سيلغي إمكانية تدويل الأزمة السورية

دعت موســكو السلطات السورية، أمس، إلى مــنح مراقبي الجامعة العربية، الذيــن بدأوا مهمتهم في حمص أمس الأول، أقصى درجة من الحرية، موضحـــة ان نجاح مهمة البعثة في تهدئة الوضع وإيجاد الشروط لحوار تشارك فيه كافة الأطراف، سيلغي إمكانية تدويل ملف الأزمة السورية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري محمد عمرو في موسكو، «إننا على تواصل دائم مع المسؤولين السوريين، وندعوهم إلى التعاون بشكل تام مع مراقبي الجامعة العربية والى إيجاد شروط عمل سهلة تمنح اكبر قدر من الحرية».

وقال لافروف «يتضمن مشروع القرار الذي قدمناه إلى مجلس الأمن الدولي ترحيباً بتوجه بعثة المراقبين العرب إلى سوريا، ويجب أن تتمكن هذه البعثة من زيارة أي جزء من ســـوريا كي تتمكن من وضع تصور موضــوعي مستقل حول الأحداث الجــارية فعلا»، مشيرا إلى «أهمية ذلك لأن تغطية الأخبار عن سـوريا أحادية الجانب».

وأضاف «نحن على اتصال مستمر مع القيادة السورية وندعوهم باستمرار إلى التعاون مع المراقبين وخلق ظروف ملائمة للعمل بحرية». ولفت إلى أن مشروع القرار الذي وضعته روسيا بمشاركة الصين ينطلق من ضرورة وقف كافة أشكال العنف في سوريا من جانب كافة الأطراف. وتابع أن «مشروع القرار يدين استخدام القوة من جانب السلطات ضد التظاهرات السلمية، وكذلك الإستفزازات التي تمارسها المجموعات المسلحة في هذه التظاهرات».

ودعا المعارضة السورية إلى التعاون مع بعثة مراقبي جامعة الدول العربية. وقال إن «ما يقلقنا هو الدعوات التي تطلقها بعض العواصم إلى المعارضة وإلى الرأي العام لعــدم اخذ موافقة سوريا على استقبال بعثة مراقبي الجامعة العربية بجــدية، لأنهــا لن تؤدي إلى نتائج جيدة، معتــبرين ذلك تكتيكا من جانب السلطة. إن هــذه الدعوات تؤدي دورا سيــئا واستفــزازيا». وأضاف «نحن نعول على مسؤولي المعارضة عدم الاستماع إلى هذه الدعوات، والتوجـــه لمساندة عمل البعثة، باعتبــارها ستفتح الطريق إلى التسوية في نهاية الأمر».

وتابع لافروف «إذا كان بإمكان بعثة جامعة الدول العربية تهدئة الأوضاع وخلق ظروف لبداية حوار داخلي بمشاركة كافة القوى السياسية السورية والطوائف العرقية والدينية، فان هذا سيفتح الطريق إلى التسوية. إذا حدث هذا بفضل البعثة سنكون سعداء إذا لم يتطلب الأمر إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي.. سنرى كيف ستسير الأمور».

واعتبر لافروف أن استئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل أمر ضروري. وقال إن روسيا ومصر قلقتان «بسبب الطريق المسدود الذي وصلت إليه التسوية العربية- الإسرائيلية، ومن الضروري العمل على استئناف المباحثات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين». وثمن الجهود التي تبذلها القيادة المصرية من أجل إنهاء الانقسام بين الفصائل الفلسطينية معتبرا «أنها تجلب نتائج ملموسة».

وأشار لافروف إلى أن «روسيا ومصر كانتا متفقتين على أن التغيرات في المنطقة هي أمور موضوعية»، مضيفا «إن جوهر ووتــيرة هذه التغيرات يجب أن تحدد من خلال الحوار وبالطرق السلمية ومن دون تدخـل خارجي».

من جهته، وصف عمرو محادثاته مع لافروف بالجيدة والتي تأتي على طريق التعاون الاستراتيجي بين موسكو والقاهرة.

وأشار إلى أن «القاهرة تأمل أن يكون توقيع سوريا على بروتوكول المراقبين خطوة لحل الأزمة هناك في إطار عربي من دون أي تدخل أجنبي». وعبر عن «قلق مصر من عدم حدوث تقــدم بعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين نظرا لتعنت الأخيرة في هذا الشأن».

وقال عمرو إن «مصر ستنظر بطلب روسيا إجراء تحقيقات دولية بانتهاكات حقوق الإنسان خلال تنفيذ عمليات حلف شمال الأطلسي في ليبيا»، مضيفا إن النظر بهذا الأمر سيكون بجدية لاتخاذ الموقف المناسب بعد التشاور مع الجانب الروسي.

(«السفير»، ا ف ب، رويترز، ا ش ا)

ينتشرون اليوم في حماه ودرعا وإدلب … وباريس تشكّك بمهمتهم

المراقبون: الأوضاع «متعبة» في حمص وليست مخيفة

تنطلق اليوم مرحلة ثانية من مهمة المراقبين العرب في سوريا من خلال الزيارات التي يقومون بها الى مدن ساخنة أخرى، هي حماه وإدلب ودرعا، وذلك غداة مهمتهم الاولى في مدينة حمص، والتي بدت كأنها خرجت بانطباع اولي مغاير لما يجري الترويج له من جانب بعض اطراف المعارضة، اذ اعلن رئيس بعثة المراقبين محمد احمد مصطفى الدابي أن الأحوال في بعض المناطق في حمص لم تكن جيدة لكن «أعضاء الوفد لم يروا شيئا مخيفا» أثناء تواجدهم هناك.

في هذا الوقت، سارعت الحكومة الفرنسية، مثلما فعلت بعض الشخصيات المعارضة في الخارج، إلى التشكيك بمهمة المراقبين العرب، اذ أعلنت باريس ان المراقبين لم يمكثوا إلا فترة قصيرة في حمص للتمكن «من التحقق من الوضع» على الأرض، وذلك في وقت أكدت موسكو أن نجاح مهمة المراقبين سيمنع تدويل الأزمة. اما أنقرة فقد ذهبت بعيدا في اظهار تشاؤمها عندما اعلنت أن «الأزمة السياسية في سوريا بين النظام والمحتجين وصلت إلى مرحلة ينقطع عندها الأمل في التوصل إلى حل».

ودعت وزارة الخارجية الاميركية السلطات السورية الى تمكين المراقبين التابعين للجامعة العربية من الوصول الى كل المناطق السورية، الا انها رفضت التعليق على حصيلة عمل هؤلاء المراقبين حتى الآن. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر «انه ليس سوى اليوم الاول ولم يشمل سوى حي صغير في حمص». وجاء كلامه ردا على التعليقات الاولية التي صدرت عن الدابي.

وتابع المتحدث الاميركي قائلا «لا بد من السماح للمراقبين بالانتشار ولنتركهم يقومون بعملهم وإعطاء حكمهم»، مضيفا «من المهم ان يتمكنوا من الوصول الى كل المناطق للقيام بتحقيق كامل»، ومطالبا بأن يتمكن المراقبون من الالتقاء بـ«اكبر عدد ممكن من المعارضين».

وأعلن الدابي، لوكالة «رويترز» بعد أن زار ووفد المراقبين أحياء عديدة في حمص، أن هناك بعض الأماكن لم يكن الوضع فيها جيـدا لكن لم يكن هنـاك شيء مخيف على الأقل أثناء وجود المراقبين العرب هناك، موضحا أن الأمور هادئة ولم تقع اشتباكات.

وقال الدابي «كانت هناك مناطق الحالة فيها تعبانة (غير جيدة) لكن أعضاء الوفد لم يروا شيئا مخيفا». وأوضح أن «الوضع كان هادئا ولم تكن هناك اشتباكات أثناء وجود البعثة» أول أمس. وأضاف إن «فريقه لم ير دبابات بل بعض المدرعات»، موضحا أن «المراقبين يعتزمون زيارة بابا عمرو مرة أخرى». وتابع «الحالة مطمئنة حتى الآن… لكن يجب أن تنتبهوا أن هذا هو اليوم الأول ونحتاج إلى وقت للتحقيق (في الموضوع). فريقنا مؤلف من 20 شخصا وسيستمرون لوقت طويل في حمص».

وذكرت قناة «الدنيا» السورية، في شريط للأخبار، أن الدابي أبلغ مراسلها في حمص أن المراقبين رأوا مسلحين في المدينة. وقال «نعم رأينا مسلحين في مدينة حمص». وذكر التلفزيون الرسمي السوري أن «المراقبين قاموا بجولة في عدد من أحياء المدينة بينها بابا عمرو وباب السباع والإنشاءات».

وأعلن الدابي أن المراقبين سينتشرون في درعا وإدلب وحماه. وقال لوكالة «فرانس برس»، «ابتداء من مساء اليوم (أمس) وصباح الغد (اليوم) سنتحرك في ادلب وحماه ودرعا وبين خمسين وثمانين كلم حول دمشق». وأضاف «نحن الآن في طريقنا إلى حمص لمعالجة بعض النواحي الإدارية مع الثوار»، مؤكدا أن مهمة المراقبين تأتي «من اجل استقرار وأمن المنطقة». وتابع إن «16 مراقبا إضافيا وصلوا وسنواصل مع الجامعة لدفع المجموعات الأخرى خطوة خطوة حتى تتم تغطية كل سوريا».

وقال معارضون إنهم عرضوا على البعثة مباني تحمل آثار الأعيرة النارية وقذائف الهاون، وأشاروا إلى ما قالوا إنها دبابات لكن الجولة استغرقت ساعتين فقط. وقال أحمد «المراقبون غادروا حي بابا عمرو لأنهم رفضوا دخول الحي بدون أن يرافقهم المقدم مدين ندا من الفرقة الرابعة».

وأضاف «أسر الشهداء والمصابين رفضوا لقاءهم في حضوره والمراقبون غادروا المكان»، لكن معارضين عادوا وأشاروا إلى أن الوفد دخل في ما بعد إلى بابا عمرو من دون مرافقة أمنية.

وزار المراقبون عائلات أشخاص قتلوا في أعمال «العنف» علاوة على بعض المصابين. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن «معظم سكان بابا عمرو يشعرون بخيبة الأمل إذ كان يجب أن تمنح البعثة المزيد من الوقت». وأضاف أن «المراقبين بحاجة إلى أن تتاح لهم الفرصة ليس لفترة طويلة جدا، بل لفترة طويلة بما يكفي للقيام بالتفتيش قبل إصدار الأحكام». وتابع «لا يمكن الحكم عليهم بناء على يوم واحد». وأشار إلى أن «اللجنة زارت حي باب السباع حيث ينظم النظام فيه مسيرة مؤيدة إلى جانب حاجز الفارابي».

وعبر عن خشيته من أن «تكون اللجنة بمثابة شهود زور لما يجري من انتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا». وتساءل «هل مهمة اللجنة عدم مشاهدة الدبابات في الشوارع التي أخفيت داخل المراكز الحكومية والتي تستطيع العودة إلى الشارع في خمس دقائق وعدم السؤال عن عشرات الآلاف من المعتقلين الذين تجهل اللجنة أماكن اعتقالهم ونحن نعرفها؟».

وقال مقيم في حمص إن الزيارة سمحت للنشطاء بإدخال المزيد من الإمدادات للمناطق التي تطوقها قوات الأمن. وأضاف «الشيء الوحيد الطيب الذي تمخضت عنه هذه الزيارة هو أننا استطعنا إدخال إمدادات غذائية للحي ومناطق أخرى».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، في تصريح للتلفزيون السوري، إن «السلطات السورية ملتزمة بشكل كامل بما جاء في البروتوكول حصرا، وليس ما هو خارج البروتوكول»، لافتا إلى أن «وسائل الإعلام الأجنبية موجودة في سوريا».

وأضاف أن «نجاح مهمة البعثة هو من مصلحة الأمن الوطني السوري»، مشيرا إلى أن «مهمة الجانب السوري هي التنسيق وضمان سلامة هذه الوفود ولهم حرية تامة في التحرك في سوريا في إطار مهمتهم في المراقبة والرصد وليس التفتيش»، لافتا إلى أن «وسائل الإعلام الأجنبية موجودة في سوريا، ولا مانع من دخول وسائل الإعلام إلى البلاد أبدا». ولفت مقدسي إلى وجود صعوبات في مدينة حمص، موضحا «نحن نفرق بين من يتظاهر سلميا وهذا حق كفله القانون السوري ونتمنى من المعارضة أن تستفيد من هذا القانون وأن لا يتم الخروج بالفوضى، وبين من يحمل السلاح ضد الدولة بحيث وصل الأمر مؤخرا إلى تفجيرات إرهابية واستهداف مباني الدولة»، مؤكدا «أن الجيش لن يتسامح مع هذا الموضوع، ومن واجب الجيش دستوريا الحفاظ على امن المواطنين وسلامتهم».

وبحث الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي مع وفد من الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي برئاسة اللواء خليفة الزعابي ووفد عراقي برئاسة اللواء صادق جعفر طوفان الوائلي تطورات الأوضاع في سوريا.

وقال الأمين العام المساعد بالجامعة العربية عدنان عيسى الخضير إن المقابلتين تأتيان في إطار تعرف العراق والأمانة العامة لدول مجلس التعاون على المهام الموكلة لبعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا وكيفية انضمام مراقبين من دول مجلس التعاون إلى البعثة في سوريا الأسبوع المقبل. وأضاف إن «التقارير التي وصلت إلى غرفة العمليات التابعة لجامعة الدول العربية من الدابي مطمئنة من حيث عمل الفريق وأن الجانب السوري ميسر كل هذه الأمور»، مؤكدا أن «الفريق يعمل بكل حرية وبكل صلاحياته المنصوص عليها في البروتوكول الموقع مع الحكومة السورية وبمساعدة إخوانهم هناك».

روسيا

ودعت موسكو السلطات السورية إلى منح المراقبين أقصى درجة من الحرية. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري محمد عمرو في موسكو، «إننا على تواصل دائم مع المسؤولين السوريين، وندعوهم إلى التعاون بشكل تام مع مراقبي الجامعة العربية وإلى إيجاد شروط عمل سهلة تمنح اكبر قدر من الحرية». (تفاصيل صفحة 14)

فرنسا

وفي باريس، قال المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو إن «الزيارة القصيرة للمراقبين لم تسمح لهم بالتحقق من الوضع على الأرض في حمص، ولم يحل وجودهم دون مواصلة حملة القمع الدامية في هذه المدينة حيث تم قمع تظاهرات حاشدة بالقوة ما أوقع حوالى عشرة قتلى». وأضاف «على المراقبين العرب العودة من دون تأخر إلى هذه المدينة والتمكن من التنقل بحرية في كافة أحيائها ومن إجراء الاتصالات اللازمة مع كافة السكان». وكرر ان «على المجتمع الدولي ان يبقى متيقظا لأي محاولات لإخفاء الوقائع أو التستر عليها والذي اعتاد على مناورات نظام دمشق».

وكانت وزارة الخارجية الاميركية أدانت أول أمس «تصاعد العنف» قبل وصول المراقبين إلى سوريا. وقال المتحدث باسم الوزارة مارك تونر «شهدنا صورا مروعة لإطلاق نيران عشوائي منها مدفعية دبابات ثقيلة وسمعنا انباء عن عشرات القتلى وآلاف الاعتقالات وكذلك حوادث ضرب لمحتجين سلميين».

وأضاف «يجب أن يتاح للمراقبين الوصول دونما قيد الى المحتجين وإلى المناطق التي تضررت بشدة من الحملة التي يشنها النظام. وهم يتحملون مسؤولية ثقيلة في محاولة حماية المدنيين السوريين من عمليات التدمير لنظام قاتل».

تركيا والأردن

وقال الرئيس التركي عبد الله غول إن «الأزمة السياسية في سوريا بين النظام والمحتجين وصلت في الوقت الراهن إلى مرحلة ينقطع عندها الأمل في التوصل إلى حل». وأوضح أن «أنقرة كانت في بادئ الأمر تؤمن بشدة بأن القرب من النظام السوري سيسهم في نقلة إصلاحية في البلاد، وهو ما كان يقول الرئيس السوري بشار الأسد إنه يصبو إلى تحقيقه والاستفادة من خبرة تركيا ومعرفتها».

وأضاف غول، في مقابلة مع قناة «تي آر تي» التركية، أن «تركيا ترفض بشدة الممارسات القمعية التي يرتكبها النظام السوري ضد المحتجين، وذلك بالرغم من الصداقة التي استمرت بين البلدين حتى بدء الانتفاضة».

وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، في محاضرة حول السياسة الخارجية الأردنية في كلية الدفاع الوطني الملكية في عمان، «لا بد أن يتوقف القتل في سوريا وأن تنتهي المظاهر المسلحة وأن تنفذ الإصلاحات الموعودة والمنشودة دونما إبطاء درءا لأي تدخلات خارجية في الشؤون السورية وصونا لوحدة سوريا الترابية واستقلالها السياسي وحقنا لدماء شعبها الطاهرة».

ميدانيات

ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) انه «تم الإفراج عن 755 موقوفا في الأحداث الأخيرة لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين». ويقضي البروتوكول بالإفراج عن المعتقلين كأحد شروطه الأساسية، كما يدعو لوقف قمع الاحتجاجات. وكانت السلطات أفرجت عن حوالى 2700 شخص الشهر الماضي.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ان «أربعة جنود سوريين قتلوا وجرح 12 في كمين نصبته مجموعة منشقة لقافلة عسكرية أمنية مشتركة على الطريق بين بلدة خربة غزالة ومدينة داعل» في محافظة درعا. وذكرت «سانا» «تعرض عناصر من الهندسة العسكرية في ريف درعا خلال قيامهم بتفكيك عبوتين بالقرب من بلدة خربة غزالة بريف درعا لهجوم من مجموعة إرهابية مسلحة استدعى تدخل الجهات المختصة والاشتباك مع هذه المجموعة الإرهابية». وتابعت ان «الاشتباك أسفر عن قتل وجرح عدد من أفراد المجموعة وإلقاء القبض على آخرين ومصادرة أسلحتهم. وقتل جندي وأصـيب 7 في الاشتباكات».

وأشار المرصد الى «وفاة طفل وشاب في حي بابا عمرو في حمص كما توفي شاب متأثرا بجروح اصيب بها امس» (أول أمس). وتابع «أصيب سبعة مواطنين اثر إطلاق الرصاص من قبل قوات الأمن والقنابل المسيلة للدموع على متظاهرين في حيي البارودية والفراية في حماه بينما كانوا يحاولون الوصول إلى ساحة العاصي من اجل الاعتصام فيها». وأشار معارضون إلى «مقتل 6 أشخاص في حماه».

(«السفير»، سانا، أ ف ب، أ ب، رويترز، أ ش أ)

الدابي: لم تمنعنا الحكومة السورية من دخول أي موقع إطلاقا

نفى رئيس بعثة المراقبين إلى سوريا محمد أحمد مصطفى الدابي في حديث إلى صحيفة “الحياة” ما تردد أمس بشأن منع الحكومة السورية المراقبين من زيارة مناطق أو عرقلة زيارتهم مناطق أخرى في حمص وقال، “إطلاقا، لم تمنعنا الحكومة السورية من دخول أي موقع، بل رافقونا إلى منطقة معينة، قبل دخول المناطق، ونحن قمنا بدخول مناطق فيها معارضة مسلحة وسط الناس، ووجدنا ترحيبا في كل منطقة رغبنا في دخولها ودخلناها”.

وفي السياق نفسه، نفى الدابي ما تردد أيضا بشأن اعتقال أربعة مراقبين في حمص، وقال أن “مجموعة من المراقبين كانت تؤدي عملها بصورة ممتازة في حي باب السباع في حمص وحدث إطلاق نار في الشارع ما دفع بعثة المراقبين المكونة من خمسة أشخاص إلى دخول مبنى مجاور، ولم يتم إطلاق النار عليهم بل كان هناك ضرب نار في

الهواء”.

وأضاف، “بعد لجوء أفراد بعثة المراقبين إلى المبنى ذهبنا إليهم وأخرجناهم وعدنا إلى موقعنا سالمين، ولم يُعتقل أحد ولم يهرب أحد، وأنا شخصيا ذهبت إليهم وأخذتهم ووجدنا تعاونا من أهالي المنطقة في باب السباع ولم يحدث اعتقال أي مراقب، هذه إشاعات”.

وعن سبب عدم زيارة بعثة المراقبين أمس مواقع في حمص قال الدابي، “هناك مناطق سخونتها أقل وسيتعامل معها مراقبون موجودون في حمص حاليا خلال الأيام المقبلة،

وحرصنا في اليومين الماضين على زيارة مناطق ساخنة”.

(الحياة)

مناع يناشد الجامعة العربية التصرف بسرعة لانقاذ بعثة المراقبين في سوريا

لندن- (يو بي اي): ناشد المعارض السوري هيثم مناع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الخميس التصرف بسرعة لإنقاذ بعثة المراقبين العرب في سوريا، وتمكينها من العمل على أفضل وجه.

وقال مناع رئيس المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية في المهجر في بيان تلقت يونايتد برس انترناشونال نسخة منه إن فريق المراقبة العربية “يشكل فرصة هامة للشعب السوري في مواجهة التوحش الأمني العسكري ونتائجه الإجرامية على حق الحياة والأمن للمواطن السوري وعلى الحراك المدني وسلميته”.

وأضاف “دعمنا وصول المراقبين ورشحنا نخبة من المناضلين العرب ذوي المصداقية الدولية والمهنية العالية لهذا العمل النبيل والصعب، لكننا تفاجأنا بتسمية رئيس البعثة (الفريق أول مصطفى الدابي) ونحن نعرف تاريخه وخبرته الضحلة في هذا المجال وتبين لنا اليوم مخاطر منحه صلاحيات خاصة”.

وشدد مناع على “ضرورة العمل ضمن فريق صاحب خبرة وتجربة وعدم السقوط في مواقف وتصريحات فردية تجعل نجاح هذه المهمة مستحيلاً”، داعياً الأمانة العامة للجامعة العربية الى “التصرف بسرعة لإنقاذ البعثة وتمكينها من القيام بعملها على أفضل وجه”.

وقال “نحن على ثقة بأن الجامعة العربية ستختار الحل الأنسب سواء بتحجيم صلاحيات الرئيس أو تغييره حسب ما ترى، كي يتاح للطاقات المتميزة المشاركة في هذه البعثة القيام بدورها وواجبها على أفضل وجه”.

وكانت بعثة المراقبين العرب وصلت إلى دمشق الاثنين الماضي.

خمسة قتلى و20 مصابا بالتزامن مع وصول المراقبين إلى دوما بريف دمشق

القاهرة- (د ب أ): أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن أكثر من 20 متظاهرا أصيبوا اليوم الخميس جراء إطلاق الرصاص من قبل قوات الأمن السورية.

وأوضح المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه أن قوات الأمن أطلقت النار على عشرات الآلاف من المتظاهرين المحتشدين في ساحة الجامع الكبير بمدينة دوما بالتزامن مع وصول لجنة المراقبين العرب إلى مبنى بلدية دوما، كما يسمع صوت إطلاق رصاص كثيف في حي الحجارية.

وأضاف المرصد أن خمسة قتلى سقطوا الخميس في ريف دمشق بينهم اثنان في مدينة دوما متأثران بجراح أصيبا بها قبل أيام وشهيدان بمدينة عربين بإطلاق رصاص اليوم وشهيد بمدينة الكسوة بإطلاق رصاص اليوم.

وفي حمص، اغتيل صباح الخميس ضابط برتبة عميد برصاص مسلحين مجهولين على الطريق الواصل بين مدينتي حمص والسلمية عندما كان متوجها إلى عمله.

ووفقا للمرصد، فقد قتل ما لا يقل عن 3944 مدنيا و1503 من الجيش وقوى الأمن الداخلي منذ بداية الاضطرابات في سورية منتصف آذار/ مارس الماضي.

اطلاق أعيرة نارية واحتجاجات في حماة قبل زيارتهم… والسلطات تعلن عن اطلاق معتقلين

مراقبو الجامعة العربية يتفقدون المناطق الساخنة في سورية وسط استياء المعارضة

دمشق ـ وكالات: زار مراقبو الجامعة العربية في سورية الاربعاء مناطق تشهد احتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد بينها حي بابا عمرو في حمص الذي دخله عدد منهم، بينما اعلنت السلطات السورية اطلاق سراح 755 معتقلا اوقفوا في اطار الاحتجاجات.

وقالت جماعة حقوقية إن سبعة أشخاص على الأقل أصيبوا امس الأربعاء في مدينة حماة السورية عندما استخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق مظاهرة احتجاج ضد الرئيس السوري بشار الأسد قبل يوم واحد من زيارة مراقبين عرب للمدينة.

وأظهرت لقطات بثتها قناة الجزيرة على الهواء مباشرة امس الأربعاء إطلاق نار وتصاعد دخان أسود فوق شارع في حماة بوسط سورية، فيما كان عشرات المحتجين يهتفون ‘أين المراقبين العرب’.

ومن المقرر أن يزور وفد المراقبة التابع لجامعة الدول العربية مدينة حماة اليوم الخميس. وظهر في اللقطات التي أذاعتها قناة ‘الجزيرة’ رجل ينزف من رقبته بينما كان محتجون خلفه يهتفون.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن المحتجين كانوا في طريقهم إلى ساحة العاصي بوسط المدينة للمشاركة في اعتصام بموقع رمزي شهد سحق متظاهرين في وقت سابق هذا العام.

وقال رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية محمد احمد مصطفى الدابي، ان مراقبي الجامعة العربية سيبدأون اعتبارا من مساء الاربعاء التحرك في درعا (جنوب سورية) وادلب وحماة (شمال).

وقال الدابي ان ’16 مراقبا اضافيا وصلوا وسنواصل مع الجامعة لدفع المجموعات الاخرى خطوة خطوة حتى تتم تغطية كل سورية’.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان فريق مراقبي الجامعة العربية دخل الاربعاء حي بابا عمرو في حمص (وسط سورية) معقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة ‘فرانس برس’، ان ‘بعض المراقبين دخلوا الى بابا عمرو في نهاية المطاف’. واوضح ان اهالي الحي رفضوا في البداية السماح للمراقبين بدخول الحي، لان مقدما في الجيش السوري كان يرافقهم.

وقال المصدر نفسه ان اهالي بابا عمرو ‘طلبوا من رئيس اللجنة ان يدخل لمقابلة اهالي الشهداء والجرحى وليس فقط لمقابلة البعثيين’.

وتابع انهم ناشدوا اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي ‘تأمين علاج آمن للجرحى الذين اصيبوا في الايام الماضية وعددهم حوالى مئتين في بابا عمرو، لانه يخشى ان يصبحوا في عداد الشهداء في مستشفيات الدولة’.

وقال المرصد ان ‘اللجنة توجهت بعد ذلك الى حي باب السباع، حيث ينظم النظام فيه مسيرة مؤيدة الى جانب حاجز الفارابي’، على حد قوله.

من جهته، ذكر التلفزيون الرسمي السوري ان ‘المراقبين قاموا بجولة في عدد من احياء المدينة بينها بابا عمرو وباب السباع’.

وعبر المرصد السوري عن خشيته من ان ‘تكون اللجنة بمثابة شهود زور لما يجري من انتهاكات لحقوق الانسان في سورية’. وقال متسائلا ‘هل مهمة اللجنة عدم مشاهدة الدبابات في الشوارع التي اخفيت داخل المراكز الحكومية والتي تستطيع العودة الى الشارع في خمس دقائق وعدم السؤال عن عشرات الآلاف من المعتقلين الذين تجهل اللجنة اماكن اعتقالهم ونحن نعرفها؟’.

وعلى الرغم من وجود المراقبين، أعرب الساسة السوريون المعارضون عن استيائهم من أداء البعثة.

وقال المعارض السوري بسام جعارة من لندن إن بعثة جامعة الدول العربية لا تفعل شيئا لمساعدة الشعب السوري الذي يموت منه العشرات كل يوم. وتابع أن السوريين لا يزالون يتعرضون للقتل على الرغم من وجود الوفد.

واستنكر جعارة تصريحات رئيس البعثة التي أعرب فيها عن شعوره بالتفاؤل متسائلا، كيف يتفاءل بينما يقتل المزيد من الناس.

من جانبها، انتقدت فرنسا امس بعثة المراقبة التابعة للجامعة العربية، قائلة إنها لم تتمكن من وقف إراقة الدماء في مدينة حمص، التي كانت مركز الاحتجاجات.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن توقف البعثة الذي استمر لفترة وجيزة في المدينة التي تقع بوسط سورية يعني أن المراقبين لم يتمكنوا من تقييم الوضع هناك بشكل جيد.

وتابعت الوزارة ‘ينبغي على مراقبي جامعة الدول العربية العودة إلى مدينة الشهداء من دون تأخير و.. إجراء الاتصال اللازم مع السكان المدنيين’.

وأضافت أن المجتمع الدولي سيكون يقظا ضد أي محاولات من جانب النظام السوري لإخفاء الأحداث في البلاد وأن العالم اعتاد أساليب الحكومة لتأخير اتخاذ أي إجراء.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من خمسة آلاف شخص قتلوا في حملة القمع التي تشنها الحكومة السورية ضد الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية منذ أن بدأت في منتصف آذار/مارس الماضي.

وعلى الرغم من ذلك، أصر الناشطون السوريون على أن الحملة التي تشنها القوات السورية على المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية مستمرة مع وجود المراقبين العرب.

وقال الناشط السوري عمر الحمصي إن ثلاثة عشر شخصا قتلوا امس الأربعاء على يد قوات الأمن السورية في حماة.

واتهمت منظمة ‘هيومن رايتس ووتش’ المدافعة عن حقوق الانسان، النظام السوري بانه قام بنقل ربما مئات المعتقلين الى مواقع محظورة على مراقبي الجامعة العربية، داعية الجامعة العربية الى المطالبة ‘بدخول كل مواقع’ الاعتقال ‘بموجب اتفاقها المبرم مع دمشق.

وتقدر المنظمات السورية للدفاع عن حقوق الانسان والامم المتحدة عدد المعتقلين منذ بداية الاحتجاجات الشعبية في 15 اذار/مارس بعدة آلاف، بينما تقول الامم المتحدة ان اكثر من خمسة الاف شخص قتلوا خلال تلك الفترة.

من جهة اخرى، ذكر التلفزيون السوري الحكومي انه تم الافراج عن 755 معتقلا شاركوا في اعمال عنف ضد النظام، مع انتشار المراقبين العرب في بؤر ساخنة بالبلاد تنفيذا لبروتوكول بين دمشق والجامعة العربية.

وقال التلفزيون في خبر عاجل انه تم الافراج عن ‘755 موقوفا تورطوا في الاحداث الاخيرة ولم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين’.

سوريا: مهمة المراقبين العرب مستمرّة

تستمر بعثة المراقبين العرب في جولتها على المناطق في اليوم الرابع على بدء مهمتها في سوريا، فيما رحبت الصين بهذه المهمة. أما روسيا، فقد اتهمت بعض الأطراف «بتأجيج الأزمة في سوريا»، بالتزامن مع مطالبة السفير السوري في بيروت، علي عبد الكريم علي، السلطات اللبنانية باتخاذ إجراءات حازمة لوقف تهريب الأسحلة، بالإضافة إلى مناشدة المعارض السوري، هيثم المناع، الجامعة العربية «إنقاذ» بعثة مراقبيها.

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة أكثر من عشرين شخصاً بجروح، اليوم، «حين أطلقت قوات الأمن السورية النار على متظاهرين في ساحة الجامع الكبير بمدينة دوما مع وصول مراقبي الجامعة العربية إلى دوما».

وأعلن المرصد في بيان أن أكثر من «عشرين متظاهراً أصيبوا بجروح وقتل ثلاثة إثر إطلاق قوات الأمن السورية الرصاص على عشرات الآلاف من المتظاهرين في ساحة الجامع الكبير بمدينة دوما»، مضيفاً أن إطلاق النار «تزامن مع وصول لجنة المراقبين العرب».

وفي وقت سابق، أعلن المرصد أيضاً ارتفاع حصيلة القتلى الذين سقطوا أمس في سوريا إلى 14 شخصاً.

وبحسب المرصد، قتل أربعة أشخاص «أحدهم طفل في الخامسة من عمره في مدينة حمص»، بالإضافة إلى ثلاثة آخرين قتلوا في مدينة حماه «إثر إطلاق قوات الأمن السورية الرصاص على متظاهرين حاولوا الدخول إلى ساحة العاصي».

وفي شمال سوريا، قتل شخص في بلدة مارع بريف حلب «إثر إطلاق رصاص على عائدين من مظاهرة». كذلك قتل مواطن في محافظة إدلب «برصاص قوات الأمن السورية»، بحسب المرصد.

وفي درعا «استشهد مواطن إثر إطلاق رصاص على عائدين من مظاهرة». وأشار المرصد إلى مقتل أربعة جنود من الجيش النظامي «برصاص منشقين في درعا».

أما في ريف دمشق، فقد قتل أربعة مواطنين في قرية العبادة التابعة لمدينة دوما خلال هجوم شنته قوات الأمن. ولفت البيان إلى أنه سُلِّم «جثمان مواطن لذويه في مدينة الرستن بعد أن قضى تحت التعذيب».

سياسياً، دعا السفير السوري في لبنان، علي عبد الكريم علي، الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ «إجراءات حازمة» ضد تهريب الأسلحة على الحدود بين البلدين، مؤكداً أن هذه العمليات «مكملة» للإرهاب.

وفي مقابلة نشرها موقع «الانتقاد» التابع لحزب الله، مساء أمس، دعا السفير السلطات في بيروت إلى «اتخاذ إجراءات حازمة لوقف تهريب السلاح والمسلحين من لبنان إلى سوريا»، مطالباً بيروت بـ«عدم الضعف أمام الضغوط الدولية في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «ما كشفه وزير الدفاع اللبناني فايز غصن عن تسلل عناصر القاعدة من لبنان إلى سوريا عبر بلدة عرسال يستدعي تحسساً عالياً بالمسؤولية لمنع مظاهر التطرف والعبث بالأمن اللبناني والسوري والحدود اللبنانية السورية»، ومشدداً على أن «المصلحة هنا مقسومة بين البلدين».

وتابع علي أنه «سواء أخذ الأمر بعد تهريب السلاح أو المسلحين، فالفعل الجرمي والإرهابي يتكاملان. لذلك، يجب أن يكون الحسم واضحاً ولا يحتمل الملامسة الخجولة».

وكان وزير الدفاع اللبناني، فايز غصن، أول من تحدث عن هذه المعلومات، مشيراً إلى تهريب عناصر من «القاعدة» وأسلحة من عرسال إلى الأراضي السورية. وقد أثارت تصريحاته ضجة واستنكاراً، ولا سيما من المعارضة المناهضة لدمشق وفاعليات عرسال التي تُعَدّ معقلاً لتيار المستقبل بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، أبرز أركان المعارضة.

وكان رئيس الحكومة اللبناني، نجيب ميقاتي، قد أعلن أمس، أن وزير الدفاع «لديه بعض المعلومات من دون وجود أدلة كاملة».

إلى ذلك، اتهم مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، بعض الأطراف التي لم يسمها بمحاولة تأجيج المشكلة في سوريا.

وفي مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» التلفزيونية، أكد تشوركين أنه في ما يتعلق بالملف السوري، إن مسودة القرار الذي قدمته روسيا منذ أسبوعين إلى مجلس الأمن الدولي تعمل على دفع العملية السياسية وتشجيع مهمة بعثة مراقبي الجامعة العربية التي تعمل الآن في سوريا، مضيفاً أن «ما نشهده هو أن البعض يحاول تأجيج المشكلة، وعادة عندما توجد أزمة تطفو إلى السطح جميع عناصر التطرف والإرهاب».

وفي السياق، أشار تشوركين إلى التفجيرين اللذين وقعا منذ أيام في سوريا، وتصريح وزير الدفاع اللبناني الذي سبقهما، حيث قال إن مجموعة تابعة للقاعدة تحركت نحو سوريا من لبنان، مؤكداً أنه «لذلك أنا لا أُفاجأ إذا وجد عناصر إرهابيون من ليبيا أو من أماكن أخرى طريقهم إلى سوريا لتأجيج المشكلات وخلق نوع من النزاع الطائفي والإثني، وهذا ما يهدف إليه الإرهابيون».

وأضاف تشوركين: «نحن نؤمن بأن دور المجتمع الدولي في حالة وجود أزمات في بلد ما مثل ما يواجهنا في سوريا، يكمن في مساعدة شعب ذلك البلد لإيجاد حل سلمي للأزمة، وهذا هو خط روسيا، وهذا هو مبدأ عملنا في مجلس الأمن الدولي».

من جهتها، رحّبت الصين، اليوم، بمهمة المراقبين العرب، حيث نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن الناطق باسم وزارة الخارجية، هونغ لي، قوله في مؤتمر صحافي إن بلاده ترحّب بمهمة بعثة مراقبي الجامعة العربية في إجراء تحقيقات «موضوعية» في سوريا.

وأضاف لي أن بكين «تأمل رؤية جهود متضافرة من كل الأطراف المعنية في تطبيق حقيقي لبروتوكول المراقبين، لخلق الظروف لحل مناسب للأزمة السورية».

من جهة أخرى، ناشد المعارض السوري، هيثم مناع، الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اليوم، التصرف بسرعة لـ«إنقاذ بعثة المراقبين العرب في سوريا، وتمكينها من العمل على أفضل وجه».

ورأى رئيس المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية في المهجر أن فريق المراقبة العربية «يمثّل فرصة هامة للشعب السوري في مواجهة التوحش الأمني العسكري ونتائجه الإجرامية على حق الحياة والأمن للمواطن السوري وعلى الحراك المدني وسلميته»، مضيفاً: «دعمنا وصول المراقبين ورشحنا نخبة من المناضلين العرب ذوي الصدقية الدولية والمهنية العالية لهذا العمل النبيل والصعب، لكننا فوجئنا بتسمية رئيس البعثة (الفريق أول مصطفى الدابي) ونحن نعرف تاريخه وخبرته الضحلة في هذا المجال وتبين لنا اليوم مخاطر منحه صلاحيات خاصة».

وشدد مناع على «ضرورة العمل ضمن فريق صاحب خبرة وتجربة وعدم السقوط في مواقف وتصريحات فردية تجعل نجاح هذه المهمة مستحيلاً»، داعياً الأمانة العامة للجامعة العربية إلى «التصرف بسرعة لإنقاذ البعثة وتمكينها من القيام بعملها على أفضل وجه».

وأضاف مناع: «نحن على ثقة بأن الجامعة العربية ستختار الحل المناسب، سواء بتحجيم صلاحيات الرئيس أو تغييره حسب ما ترى، كي يتاح للطاقات المتميزة المشاركة في هذه البعثة القيام بدورها وواجبها على أفضل وجه».

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

لبنان ينفي وجود القاعدة وسوريا تتهمه بتهريب الأسلحة وتقتل مواطنيه

وكالات

كشفت الصحف المحليّة الصادرة في لبنان عن حزم عربيّ ودوليّ إزّاء التهديدات الإيرانيّة بإغلاق مضيق هرمز في حال فرض الحظر النفطي عليها، فيما لم تغب عن صفحاتها الازمة السورية والنفي الرسمي للمزاعم التي تشير إلى وجود تنظيم القاعدة على الأراضي اللبنانية.

بيروت: لم تغب التهديدات الإيرانيّة بإغلاق مضيق هرمز عن صفحات الصحف المحليّة، وردود الفعل العربيّة والدوليّة عليها عن الصحف اللبنانية الصادرة اليوم، فيما حضر على جدول أعمال الحكومة اللبنانيّة ملف الأزمة السوريّة وانعاكاستها، وخصوصًا بعد سقوط ثلاثة قتلى لبنانيين على الحدود المشتركة مع سوريا. ونفى رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي المزاعم بتواجد تنظيم القاعدة في لبنان.

مضيق هرمز

ونشرت “السفير” ان واشنطن ردت على التهديد الايراني بإغلاق مضيق هرمز امام صادرات النفط الخليجية، عبر أسطولها الخامس المتمركز في المنطقة والذي أكد أمس رفضه لأي “تعطيل” للقناة البحرية الاكثر اهمية في العالم، فيما أعلن الاتحاد الاوروبي أنه لن يراجع خطته بفرض الحظر على النفط الايراني رغم التهديدات.

أما طهران، فجددت تهديدها لكن بلهجة أقل حدّة على لسان مندوبها في منظمة “أوبك” الذي طالب الغرب بالعدول عن فرض الحظر، بينما أكّد قائد البحرية أن إغلاق المضيق “سهل جدا” لكنه “غير ضروري” للسيطرة على حركة المرور فيه.

وعلى وقع استمرار المناورات العسكرية الإيرانية في الخليج العربي، أكّد المتحدث باسم مفوضية الشؤون الأمنية والخارجية في الاتحاد الأوروبي مايكل مان أنّ “الاتحاد الأوروبي ينوي فرض سلسلة جديدة من العقوبات على إيران، ولن نتخلى عن هذه الفكرة” بالرغم من التهديد الإيراني بإقفال مضيق هرمز. وبدا أنّ التخوف العالمي جدي من احتمال تنفيذ إيران لتهديداتها النفطية؛ إذ نقلت وكالة “أسوشييتد برس” عن مسؤول نفطي سعودي رفيع المستوى، تأكيده أن دول الخليج” تستعد لتعويض أي نقص في إمدادات النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية”، بحسب صحيفة “الأخبار”.

جلسة الحكومة

وشكلت جلسة مجلس الوزراء الأخيرة التي عقدت يوم امس العنوان الأبرز في الصحف اللبنانية اليومية، وأشارت “السفير” إلى أن مجلس الوزراء حاول احتواء السجال السياسي الذي ترتب على قول وزير الدفاع فايز غصن ان عناصر من تنظيم القاعدة تسللت الى سوريا عبر بلدة عرسال. ولكن تبين بعد اخذ ورد ان أطراف الحكومة نفسها ليست بعيدة عن هذا السجال وبالتالي لا تستطيع هي ان تحسمه بما تملكه من استنتاجات متأثرة بالأهواء السياسيّة التي تتحكّم بمزاجات وتصريحات كل فريق، ما دفع رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى الاستعانة بـ”أهل الاختصاص” ودعوة المجلس الأعلى للدفاع الى عقد اجتماع اليوم، لتبيان الحقائق العملية المتوافرة حول مسألة تنظيم “القاعدة” وواقع الحدود مع سوريا.

وتكمل جريدة “المستقبل” في الموضوع نفسه معتبرة ان مجلس الوزراء تأخر في أن يُوصي الجيش والأجهزة الأمنية بـ”حفظ الحدود”، وكأنه كان ينتظر أن تراق دماء الأبرياء هناك كي يتحرك، لكن اللافت أن أي استنكار رسمي لم يصدر ضد إقدام “شبيحة نظام بشار الأسد” على انتهاك السيادة الوطنية وقتل ثلاثة لبنانيين بـ”دم بارد”. وقد قتل اللبنانيون برصاص اطلق على سيارتهم من الجانب السوري من الحدود بحسب صحيفة “الأنوار،” الأمر الذي استنكره بشدة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عبر “تويتر”.

صحيفة “النهار” بدورها اكدت على لسان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ان “لا أدلة ثابتة حول وجود تنظيم القاعدة في عرسال”.

اما صحيفة “الأخبار” فقد كشفت ان الجلسة الأولى في العام الجديد “ستكون على موعد مع استحقاقين يضعهما فرسانها الثلاثة: أي حزب الله والتيار الوطني الحر وحركة أمل، على جدول الأولويات، هما الموازنة وشهود الزور”

صحيفة “اللواء” من جهتها اعتبرت ان “هدنة الميلاد لم تفلح، ولا فرحة العيد، في إشاعة أجواء الثقة والاطمئنان في نفوس اللبنانيين، المتوجّسين خوفاً وقلقاً من تردّي الأحوال السياسية في الداخل، وتصاعد موجة العنف والدم في المحيط العربي، مع كل ما تعنيه مثل تلك المؤشرات من ترقب وحذر مما تحمله الأيام المقبلة، من أحداث وتطورات، قد تقلب الأوضاع رأساً على عقب، وتعيد رسم الخريطة السياسية ومعادلاتها الوطنية في أكثر من بلد عربي. وأضافت انه “لم يعد سراً على أحد أن الهدوء اللبناني الحالي هو من الهشاشة والركاكة ما يسمح بالوصول إلى الانهيار الأمني السريع عند أوّل منعطف جدّي في إدارة اللعبة الداخلية”.

السفير السوري يطالب لبنان بمكافحة تهريب الاسلحة على الحدود

من جهة أخرى دعا السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي الحكومة اللبنانية الى اتخاذ “اجراءات حازمة” ضد تهريب الاسلحة والمسلحين على الحدود بين لبنان وسوريا، مؤكدا ان هذه العمليات “مكملة للارهاب”.

وفي مقابلة نشرها موقع الانتقاد الالكتروني التابع لحزب الله، دعا السفير السلطات اللبنانية الى “اتخاذ اجراءات حازمة لوقف تهريب السلاح والمسلحين من لبنان الى سوريا”، مطالبا اياها ب”عدم الضعف امام الضغوط الدولية في هذا المجال”.

وقال ان “ما كشفه وزير الدفاع اللبناني فايز غصن عن تسلل عناصر القاعدة من لبنان الى سوريا عبر بلدة عرسال (شرق) يستدعي تحسسا عاليا للمسؤولية لمنع مظاهر التطرف والعبث بالامن اللبناني والسوري والحدود اللبنانية السورية”، مؤكدا ان “المصلحة هنا مقسومة بين البلدين”.

وتابع “سواء أخذ الامر بعد تهريب السلاح أو المسلحين، فالفعل الجرمي والارهابي يكملان بعضهما. لذلك يجب أن يكون الحسم واضحا ولا يحتمل الملامسة الخجولة”.

وطالب ب”قرارات حاسمة في ضبط تهريب السلاح والمسلحين، لأن التهاون له بعد سلبي على لبنان قبل سوريا”.

وتقع بلدة عرسال السنية في منطقة البقاع المحاذية لمحافظة حمص السورية، احد معاقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وافاد مصدر حكومي لبناني في 21 كانون الاول/ديسمبر وكالة فرانس برس ان اجهزة امنية لبنانية ابلغت الحكومة بمعلومات عن دخول عناصر من تنظيم القاعدة الى سوريا من طريق عرسال، مشيرا الى فتح تحقيق في الموضوع.

وكان وزير الدفاع فايز غصن اول من تحدث عن هذه المعلومات، مشيرا الى تهريب عناصر من القاعدة واسلحة من عرسال الى الاراضي السورية.

واثارت تصريحاته ضجة واستنكارا لا سيما من المعارضة المناهضة لدمشق وفاعليات عرسال التي تعتبر معقلا لتيار المستقبل بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ابرز اركان المعارضة.

واوضح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الاربعاء ان وزير الدفاع “لديه بعض المعلومات من دون وجود أدلة كاملة”.

واكد ان “لا ادلة ثابتة على وجود” تنظيم القاعدة على الحدود مع سوريا.

واجتمع مجلس الدفاع الاعلى الذي يضم قادة الاجهزة الامنية صباح اليوم الخميس برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سلمان للبحث في الوضع على الحدود.

وصدر عن الاجتماع بيان فضفاض شدد فيه المجلس “على منع تهريب السلاح من والى لبنان، وضبط الوضع الامني في القرى الحدودية ومنع الخروقات، وضرورة اتخاذ الاجراءات الامنية والقضائية عند كل خلل”.

واشار المجلس الى ان قراراته العملانية تبقى “سرية”.

وتوغل الجيش السوري مرات عدة خلال الاشهر الماضية في اراض لبنانية، لا سيما في عرسال، خلال قيامه بعمليات امنية تقول دمشق انها تستهدف ملاحقة فارين او مهربي سلاح.

وقتل ستة اشخاص منذ تشرين الاول/اكتوبر في مناطق حدودية لبنانية في هذه التوغلات وغيرها، وفي حوادث اطلاق نار مصدرها الجانب السوري.

وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/مارس حركة احتجاج ضد النظام تواجه بحملة قمع واسعة وتتخللها اعمال عنف دموية اوقعت حتى الان اكثر من خمسة الاف قتيل، بحسب الامم المتحدة. وتتهم السلطات السورية “عصابات ارهابية مسلحة” باثارة الاضطرابات.

مقتل ثلاثة واصابة 20 في دوما مع وصول الدابي وفريقه إليها

رئيس بعثة الجامعة العربية أسوأ مراقب لحقوق الإنسان

لوانا خوري

 استقبلت مدينة دوما مراقبي الجامعة العربية اليوم الخميس بأنباء عن مقتل ثلاثة مواطنين واصابة نحو عشرين برصاص الأمن السوري بينما، وصفت مجلة “فورين بوليسي” الفريق أول الركن محمد مصطفى الدابي، رئيس البعثة بأنه “أسوأ مراقب لحقوق الإنسان”، معللة وصفها بكون الدابي نفسه كان مسؤولا عن إنشاء ميليشيات “الجانجويد”، التي ينسب إليها عمليات تطهير عرقي بإقليم دارفور.

لوانا خوري من بيروت، الوكالات: يشكّك مراقبون دوليون في مصداقية لجنة محمد مصطفى الدابي، رئيس بعثة جامعة الدول العربية التي تحقق في مدى التزام سوريا بتنفيذ خطة السلام العربية، وخصوصًا بعد إبداء نشطاء دوليين ومحليين قلقهم من إمكانية أن تسفر زيارة اللجنة عن إدانة للنظام السوري، فيما أعلنت جهات حقوقية عن ارتفاع أعداد القتلى والجرحى مع وصول بعثة المراقبين الى منطقة دوما.

فورين بوليسي: الدابي أسوأ مراقب لحقوق الإنسان

ووصفت مجلة “فورين بوليسي” للسياسة الدولية، الدابي بأنه “أسوأ مراقب لحقوق الإنسان”، معللة وصفها بكون الدابي نفسه كان مسؤولا عن إنشاء ميليشيات “الجانجويد” التي ينسب إليها القيام بعمليات تطهير عرقي في إقليم دارفور، ما أدّى إلى إصدار المحكمة الدولية في يوليو (تموز) عام 2008، مذكرة توقيف في حق الرئيس السوداني عمر البشير.

وشككت منظمة العفو الدولية بمصداقية بعثة الجامعة العربيّة، وخصوصًا أنّ رئيسها “ارتكبت في عهده انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان بالسودان”.

ولم يتردد نشطاء ومعارضون في الداخل والخارج من إبداء قلقهم معتبرين أن “تحدي السودان نفسه لمحكمة جرائم الحرب يعني أنه من غير المرجح أن يوصي المراقبون باتخاذ إجراءات قوية ضد الرئيس السوري بشار الأسد”.

ولم ينجح سكان بابا عمرو بإقناع فريق المراقبين – الذي تجول في بعض المدن برفقة ضابط في الجيش السوري-  بزيارة الأحياء الأكثر تضررًا جراء هجمات قوات الأمن. وتبرر جامعة الدول العربية اختيارها للدابي بكونه يوفر خبرة عسكرية ودبلوماسية مهمة لبعثتها، التي لا تشبه مهمتها أي جهود سابقة للجامعة العربية. إلا أن إريك ريفز، الأستاذ في كلية سميث كوليدج الأميركية، يرى أن ذلك الاختيار قد يكون مؤشرا على أن الجامعة العربية ربما لا تريد أن يصل مراقبوها لنتائج تجبرها على القيام بتحرك أقوى. وأضاف ريفز لوكالة “رويترز” الإخبارية: “هناك سؤال أوسع وهو لماذا تختار شخصا يقود هذا التحقيق، في حين أنه ينتمي لجيش مدان بنفس نوعية الجرائم التي يجري التحقيق فيها بسوريا؟”. وتابع: “أعتقد أن فريقا بالجيش السوداني سيكون آخر شخص في العالم يعترف بهذه النتائج حتى لو وجدها ماثلة أمامه.. ليس لهذا أي معنى؛ إلا إذا كنت تريد صياغة ما يتم التوصل إليه بطريقة معينة”.

‏مقتل ثلاثة واصابة 20 في دوما الخميس

ميدانيا، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان عن مقتل ثلاثة مواطنين واصابة نحو عشرين بجروح الخميس حين اطلقت قوات الامن السورية النار على متظاهرين في ساحة الجامع الكبير في دوما مع وصول مراقبي الجامعة العربية الى هذه المدينة. وقال البيان “قتل ثلاثة مدنيين واصيب اكثر من عشرين متظاهرا اثر اطلاق الرصاص من قبل قوات الامن السورية على عشرات الالاف من المتظاهرين في ساحة الجامع الكبير بمدينة دوما” في ريف دمشق. واضاف ان اطلاق النار جرى “تزامنا مع وصول لجنة المراقبين العرب الى مبنى بلدية دوما”.

كما افاد المرصد عن “محاصرة النساء داخل الجامع” مشيرا الى “سماع صوت اطلاق رصاص كثيف في حي الحجارية”. وكان المرصد اشار في وقت سابق الى اصابة 20 متظاهرا فقط.

مقتل 14 مدنياً الأربعاء

في السياق ذاته، أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان عن مقتل 14 مدنيا بنيران قوات الامن في سوريا يوما لأربعاء حيث يواصل مراقبو بعثة الجامعة العربية مهمتهم في ادلب وحماة ودرعا، على ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وأشار الى ارتفاع “عدد الشهداء المدنيين الموثقين بالاسماء وظروف الاستشهاد الذين انضموا (الاربعاء) الى قافلة شهداء الثورة السورية” الى 14 شخصا.

وقتل اربعة اشخاص “احدهم طفل في الخامسة من عمره” في مدينة حمص احد معاقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد، فيما كان المراقبون يزورون احياء متمردة من هذه المدينة الواقعة بوسط البلاد. كما قتل ثلاثة جنود منشقين عن الجيش في حمص بحسب المرصد الذي يتخذ مقرا له في بريطانيا.

وفي مدينة حماة قتل ثلاثة اشخاص “اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن السورية على متظاهرين حاولوا الدخول الى ساحة العاصي” حيث جرت تجمعات ضخمة خلال الصيف، وفق المرصد.

وفي شمال سوريا، قتل شخص في بلدة مارع بريف حلب “اثر اطلاق رصاص على عائدين من مظاهرة” كما قتل مواطن في محافظة ادلب “برصاص قوات الامن السورية”.

وفي درعا (جنوب) التي انطلقت منها الحركة الاحتجاجية “استشهد مواطن اثر اطلاق رصاص على عائدين من مظاهرة” بحسب المرصد.واشار المرصد الى مقتل اربعة جنود من الجيش النظامي برصاص منشقين في درعا.

وفي ريف دمشق قتل اربعة مواطنين في قرية العبادة التابعة لمدينة دوما خلال هجوم شنته قوات الامن.

وجاء في البيان من جهة اخرى انه “سلم جثمان مواطن الى ذويه في مدينة الرستن بعد ان قضى تحت التعذيب.

وتشير الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من خمسة آلاف قتيل منذ انطلاق التظاهرات ضد النظام السوري في منتصف اذار (مارس) 2011.

ووصل 16 مراقبا إضافية اليوم إلى سوريا للانضمام إلى 50 آخرين من المراقبين اللذين وصلوا في وقت سابق.

توتر في حماه.. وتحذير من «حيل» نظام الأسد

واشنطن تدين تصاعد العنف.. وروسيا تدعو لحرية تنقل المراقبين * تصريحات رئيس بعثة المراقبين تثير سخط الناشطين

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح وكارولين عاكوم دمشق ـ لندن: «الشرق الاوسط»

في وقت يستعد فيه وفد المراقبين العرب لزيارة عدد من المدن الملتهبة في سوريا، وبينها حماه ودرعا، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن هذه المدن شهدت توترا ملحوظا.

وأشارت تقارير المعارضة إلى أن الجيش السوري يستهدف المدن التي ينوي المراقبون زيارتها، في محاولة لمنع خروج المحتجين فيها. وحسب المعارضة السورية فإن 3 أشخاص قتلوا في مدينة حماه اثر إطلاق الرصاص من قبل قوات الأمن على متظاهرين في حيي البارودية والفراية بينما كانوا يحاولون الوصول إلى ساحة العاصي من أجل الاعتصام فيها.

وأثارت تصريحات أطلقها رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية محمد مصطفى الدابي، بأن بعثته «لم تر شيئا مخيفا في حمص»، سخط ناشطين سوريين، في وقت تحدثت فيه المعارضة السورية عن تقييد حركة المراقبين ورفض بعضهم مقابلة أعضائها. وفي الوقت الذي أدانت فيه وزارة الخارجية الأميركية ما قالت إنه تصاعد للعنف في سوريا، حثت روسيا، وهي من حلفاء سوريا البارزين، أمس، دمشق على السماح لبعثة مراقبي الجامعة العربية بالتنقل بحرية في أنحاء البلاد. وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف، في موسكو «يجب أن تكون البعثة قادرة على زيارة أي مكان ، وأن تخلص إلى رأيها المستقل والموضوعي بشأن ما يحدث».

وحذرت المعارضة السورية امس، من حيل النظام السوري، كمارأت منظمة «هيومان رايتس ووتش» في بيان، أن «سوريا لن تتوانى عن القيام بأي شيء لتقويض مهمة المراقببين. واعتبرت أن «حيل سوريا تحتم على الجامعة العربية رسم خطوط واضحة في ما يتعلق بالوصول إلى المعتقلين، وإعلاء الصوت عند تخطي هذه الخطوط».

قتلى وجرحى في حماه وحمص وكمين مسلح في درعا يسقط 4 من الأمن

ناشطون لـ«الشرق الأوسط»: الجيش السوري يخفي عناصره وآلياته عند دخول المراقبين

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح وكارولين عاكوم

أفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن 6 أشخاص سقطوا بالأمس برصاص قوات الأمن السورية، بينهم اثنان توفيا تحت التعذيب، وسقط 3 قتلى برصاص الأمن في حماه التي تشهد احتجاجات واسعة وعمليات أمنية قبل توجه وفد المراقبين إليها.. كما قتل شخصان في حمص، كلاهما تحت التعذيب، أحدهما في حي بابا عمرو الذي يتعرض إلى إطلاق نار عن طريق رشاشات ثقيلة والآخر في الرستن.

وقال ناشط من بابا عمرو لـ«الشرق الأوسط» إن «الطفل أحمد الراعي، ابن الخمس سنوات، سقط ضحية قنص قوات الأمن السورية على المنطقة، كما قتل المواطن نضال البني من السلطانية، الذي استخدمه الجيش السوري كدرع بشرية للدخول إلى المنطقة».

وأوضح الناشط أن «الجيش السوري وقبل دخول المراقبين إلى المنطقة أخفى أسلحته وعناصره في المدارس وفي المدينة الجامعية ومسجد البطار، كما في المناطق الزراعية المتاخمة»، موضحا أنه «لم يسمح للمراقبين بزيارة كل الأحياء وخاصة الأحياء التي تشهد أكبر نسب من الدمار والخراب».

وفي حماه، قال الناشط السوري أبو غازي لـ«الشرق الأوسط» إن «الناشطين يقومون بجهدهم للتجمهر في ساحة العاصي تزامنا مع وصول بعثة المراقبين اليوم إلى المنطقة»، كاشفا عن «سقوط عدد من الضحايا أثناء محاولتهم خرق الحاجز الأمني الذي تفرضه قوات الأمن على الساحة»، وأضاف: «في بادئ الأمر جوبه الناشطون بالقنابل المسيلة للدموع، ولكنهم بعد أن تصدوا لقوات الأمن بالحجارة تم إطلاق الرصاص عشوائيا فسقط شهيد من حي البارودية».

وأوضح أبو غازي أن «الناشطين متحمسون لوصول المراقبين ويسعون جاهدين لتخفيف الضغط عن أهالي حمص وحماه، من خلال كسر الحصار عن ساحة العاصي لاحتلال الساحة والتجمهر فيها».

في هذا الوقت، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن دوي إطلاق نار سمع بشكل متقطع في المنطقة الشرقية من مدينة الحراك في درعا، كما شوهدت في الزبداني في ريف دمشق أكثر من خمسين سيارة محملة بالجنود، توقفت في قرية معدر.

وفي حماه أطلقت قوات الأمن النار بشكل كثيف إلى جانب تعزيزات أمنية في قرية الرحبة، وفي إدلب انقطع التيار الكهربائي بعد سماع دوي انفجار ضخم قرب أحد المعسكرات. أما حمص فشهدت إطلاقا كثيفا للنار من قبل قوات الأمن، وفي بانياس أقدمت قوات الأمن على تحطيم واجهات المحال التجارية والسيارات، أما دير الزور فقد شهدت قصفا عنيفا طاول منطقة الجورة في ظل إضراب شامل يعم المدينة.

وفي إدلب هز محيط مدينة سراقب انفجاران تلاهما إطلاق نار كثيف، بينما تشهد عدد من مدن المحافظة انتشارا كثيفا لقوات الأمن التي قامت بإحراق عدد من المنازل بعضها لناشطين.

من جهة أخرى أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 4 عناصر من الأمن وإصابة 12 آخرين في كمين مسلح نفذته مجموعة منشقة في محافظة درعا.

وأعلن المعتقلون في سجن حمص المركزي إضرابا مفتوحا عن الطعام وعن تقديم طلبات إخلاء السبيل، حتى وصول لجنة المراقبين إلى السجن المركزي، ومن أبرز المعتقلين في السجن الناشط السياسي نجاتي طيارة والصحافيان محمد منلي وسهيل شوفان والمحامي نصر المصري.

من جهة أخرى، استدعى تصريح رئيس بعثة المراقبين العرب محمد مصطفى الدابي الذي أعلن فيه أن المراقبين لم يروا شيئا مخيفا في حمص والوضع مطمئن، ردود فعل مستنكرة ولا سيما على لسان المعارضة السورية والمجلس الوطني، مع ما رافقه من معلومات تضمنها تقرير منظمة «هيومان رايتس ووتش» التي اتهمت السلطات السورية بـ«نقل مئات المعتقلين إلى أماكن غير عسكرية بغية إخفائهم عن أعضاء بعثة المراقبين».

وقد قال الدابي في حديثه لـ«رويترز»: «كان الوضع في بعض المناطق (تعبان) لكن أعضاء الوفد لم يروا شيئا مخيفا في مدينة حمص»، لافتا إلى أن فريقه يحتاج إلى مزيد من الوقت لتفقد حمص قبل إصدار حكم نهائي، وتابع: «الوضع كان هادئا ولم تكن هناك اشتباكات أثناء وجود البعثة».

وبحسب المعلومات التي توفرت فإن بعثة المراقبين ستواصل عملها اليوم في كل من مدن درعا وإدلب وحماه.

وفي حديثه لـ«الإخبارية السورية» أكد الدابي أن البعثة رأت مسلحين في حي بابا عمرو، وقال: «نحن رفضنا مرافقة الإعلام لنا». وعن فقدان الشارع السوري الثقة بالبعثة، قال: «سنعمل على إعادة الثقة للشارع السوري وعلى نقل الحقيقة كاملة».

من جهتها، رأت منظمة «هيومان رايتس» في بيانها، أن «سوريا أظهرت أنها لن تتوانى عن القيام بأي شيء لتقويض مهمة المراقبة المستقلة لحملة القمع التي تنفذها». كما دعت المنظمة الجامعة العربية إلى الإصرار على الدخول بشكل كامل إلى كل المواقع السورية المستخدمة للاعتقال بما يتماشى مع اتفاقها مع الحكومة السورية. واعتبرت أن «حيل سوريا تحتم على الجامعة العربية رسم خطوط واضحة في ما يتعلق بالوصول إلى المعتقلين، وإعلاء الصوت عند تخطي هذه الخطوط».

ونقلت المنظمة عن ضابط أمني سوري في حمص قوله: إنه «بعد توقيع الحكومة السورية على بروتوكول الجامعة العربية تلقى أوامر من مدير السجن الذي يخدم فيه بالمساعدة على نقل معتقلين». وقدر أنه «بين 21 و22 ديسمبر (كانون الأول) الحالي نقل نحو 400 إلى 600 معتقل إلى أماكن اعتقال أخرى».وذكر الضابط أنه قيل له إن «المعتقلين سينقلون إلى مصنع صواريخ عسكري بمنطقة زيدل خارج حمص»، مشيرا إلى أن «الحكومة السورية أصدرت إلى مسؤولين عسكريين بطاقات هوية تفيد بانتمائهم إلى قوات الشرطة». واعتبرت المنظمة أن «هذا الأمر ينتهك مبادرة جامعة الدول العربية التي تدعو الحكومة السورية إلى سحب قواتها المسلحة من المدن والمناطق السكنية».

كما تحدثت المنظمة إلى معتقل أكد أنه « تم نقل معتقلين آخرين من حمص ليل 10 ديسمبر»، مشيرا إلى أن «نحو 150 معتقلا نقلوا فجرا».. مؤكدا أن «هؤلاء المعتقلين ليسوا مجرمين، بل أشخاص عملوا مع صحافيين أو فارين أو مشاركين في مظاهرات».

وفي تعليقها على مهمة بعثة المراقبين وعملهم في سوريا لغاية اليوم، رأت عضو المجلس الوطني بسمة القضماني «أن البعثة تسعى إلى بناء الثقة مع النظام من باب الحرص على التعاون معه، وهذا ما قد يسهل مهمتها على الأرض، لكن لا نعرف إذا كان هذا الأمر مجديا أم لا». وقالت القضماني لـ«الشرق الأوسط»: «لذا نطلب منهم أن يحرصوا على الإعلان عن كل ما يرونه بشكل موضوعي، وعن القيود التي تفرض عليهم، لا سيما أن البروتوكول الذي لم يطبق من بنوده العشرة إلا بند دخول المراقبين، تحدث عن أن حرية تنقل المراقبين تكون بتنسيق مع الحكومة السورية، الأمر الذي وضع على عملهم قيودا ندينها ولكننا رغم ذلك نعمل على تزويدهم بالمعلومات والتقارير التي لدينا».

واعتبرت قضماني أن تصريح الدابي حول الوضع في حمص حيث رأى المراقبون مسلحين بأنه مطمئن وليس مخيفا، «غير متوازن وغير مقبول»، وسألت «كيف يمكن مشاهدة المسلحين من دون رؤية الآليات العسكرية وانتشار المظاهر المسلحة؟»، وأضافت: «قد يكون هذا الوصف بناء على مقارنة وضع حمص الذي كانت عليه يوم دخل إليها المراقبون بعدما تم سحب الآليات العسكرية وإخفاؤها عن أعين المراقبين، مع ما كان عليه قبل 48 ساعة، لكن بالتأكيد أن الوضع في حمص لا يزال مقلقا جدا».

في المقابل، نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن ناشطين قولهم إن «بعض السوريين في حمص يرفضون لقاء مراقبين عرب بحضور ضباط من الجيش السوري». فيما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن فريق مراقبي «جامعة الدول العربية» دخل أمس حي بابا عمرو في حمص. وقال رئيس «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «بعض المراقبين دخلوا بابا عمرو»، موضحا أن أهالي الحي رفضوا في البداية السماح للمراقبين بدخول الحي لأن مقدما في الجيش السوري يرافقهم. وقال «المرصد» إن «اللجنة توجهت بعد ذلك إلى حي باب السباع حيث ينظم النظام فيه مسيرة مؤيدة جانب حاجز الفارابي».

مجلة أميركية: الدابي أسوأ مراقب لحقوق الإنسان

دبلوماسي عربي لـ«الشرق الأوسط»: الجامعة العربية جانبها الصواب.. وتقريره محل طعن مسبقا

جريدة الشرق الاوسط

لندن: أحمد الغمراوي

«لم نر شيئا مخيفا» و«كل الأطراف تجاوبت معنا»، هكذا علق الفريق أول الركن محمد مصطفى الدابي، رئيس بعثة جامعة الدول العربية التي تحقق في مدى التزام سوريا بتنفيذ خطة السلام العربية، بعد أول أيام زيارته إلى مدينة حمص السورية.. إلا أن العديد من المراقبين الدوليين تشككوا في مدى ما يمكن أن تتمتع به لجنة الدابي من مصداقية، وبخاصة بعد قلق نشطاء دوليين ومحليين من إمكانية أن تسفر زيارة اللجنة عن إدانة للنظام السوري.

ووصفت مجلة «فورين بوليسي» للسياسة الدولية، على موقعها الإلكتروني أول من أمس، الدابي بأنه «أسوأ مراقب لحقوق الإنسان»، معللة وصفها بكون الدابي نفسه كان مسؤولا عن إنشاء ميليشيات «الجانجويد»، التي ينسب إليها عمليات تطهير عرقي بإقليم دارفور.. مما أدى إلى إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف للرئيس السوداني عمر البشير، في يوليو (تموز) عام 2008. فيما قالت منظمة العفو الدولية إن «قرار الجامعة العربية تكليف فريق بالجيش السوداني – ارتكبت في عهده انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان بالسودان – برئاسة بعثة المراقبين، يقوض جهود الجامعة حتى الآن، ويضع مصداقية البعثة محل شك بالغ».

وداخليا، أثار اختيار الدابي رئيسا لبعثة المراقبين قلق نشطاء من المعارضة، إذ قالوا إن «تحدي السودان نفسه لمحكمة جرائم الحرب يعني أنه من غير المرجح أن يوصي المراقبون باتخاذ إجراءات قوية ضد الرئيس السوري بشار الأسد».. وغضب سكان في بابا عمرو من أنهم فشلوا في إقناع المراقبين بزيارة الأحياء الأكثر تضررا بالمنطقة، فيما رفض آخرون لقاء وفد المراقبين، كونهم كانوا في رفقة ضابط بالجيش السوري.

وقال ناشط من سكان المنطقة لوكالة «رويترز» للأنباء: «المراقبون غادروا حي بابا عمرو لأنهم رفضوا دخول الحي دون أن يرافقهم المقدم مدين ندا من الفرقة الرابعة»، مضيفا: «أسر الشهداء والمصابين رفضوا لقاءهم في حضوره والمراقبون غادروا المكان».

وعن الوفد، قال آخر: «شعرت بأنهم لم يعترفوا حقا بما رأوه.. ربما لديهم أوامر بألا يظهروا تعاطفا، لكن لم يكونوا متحمسين للاستماع إلى روايات الناس. شعرنا بأننا نصرخ في الفراغ». متابعا: «علقنا أملنا على الجامعة العربية كلها.. لكن هؤلاء المراقبين لا يفهمون – فيما يبدو – كيف يعمل النظام، ولا يبدو عليهم اهتمام بالمعاناة والموت اللذين تعرض لهما الناس».

وقال رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن معظم سكان بابا عمرو يشعرون بخيبة الأمل، إلا أنه أضاف أن المراقبين بحاجة إلى أن تتاح لهم الفرصة لفترة طويلة بما يكفي للقيام بالتفتيش قبل إصدار الأحكام، وأنه لا يمكن الحكم عليهم بناء على يوم واحد.

وتبرر جامعة الدول العربية اختيارها للدابي بكونه يوفر خبرة عسكرية ودبلوماسية مهمة لبعثتها، التي لا تشبه مهمتها أي جهود سابقة للجامعة العربية.. إلا أن إريك ريفز، الأستاذ في كلية سميث كوليدج الأميركية، يرى أن ذلك الاختيار قد يكون مؤشرا على أن الجامعة العربية ربما لا تريد أن يصل مراقبوها لنتائج تجبرها على القيام بتحرك أقوى.

وأضاف ريفز لوكالة «رويترز» الإخبارية: «هناك سؤال أوسع وهو لماذا تختار شخصا يقود هذا التحقيق، في حين أنه ينتمي لجيش مدان بنفس نوعية الجرائم التي يجري التحقيق فيها بسوريا؟». وتابع: «أعتقد أن فريقا بالجيش السوداني سيكون آخر شخص في العالم يعترف بهذه النتائج حتى لو وجدها ماثلة أمامه.. ليس لهذا أي معنى؛ إلا إذا كنت تريد صياغة ما يتم التوصل إليه بطريقة معينة».

وعلق دبلوماسي مصري سابق، طلب عدم تعريفه، على اختيار الجامعة العربية للدابي بأنه غير ملائم. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «قد تكون خبرة الدابي محل تقدير؛ كونه كعسكري مخضرم، يعرف جيدا ما يتطلبه البحث لإثبات أو نفي الاتهامات الموجهة للنظام السوري.. ولكن الجامعة جانبها الصواب في اختيار الشخص المناسب، لأن تقريره أيا كان ما سيأتي به من براءة أو إدانة، سيجد عشرات من المتشككين والطاعنين في مصداقيته في الانتظار».

حمص.. عاصمة الثورة السورية

سقط فيها ثلث ضحايا الثورة رغم تحدر زوجة الأسد منها

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: مي مجدي *

أهلها لا ينامون ليلا ولا يعرفون الراحة نهارا، هي المحافظة التي لا تهدأ ولا يكلّ أبناؤها عن الخروج إلى المظاهرات، فأصبحت إيقونة الثورة السورية، ومنذ اندلاع الثورة السورية في 15 مارس (آذار) الماضي كان الحماصنة من أوائل من خرجوا للمطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد ونظامه.

وكان لأهالي مدينة حمص دور كبير في تحرك الثوار في جميع أرجاء سوريا، حيث تعد حمص بمثابة الشرارة التي نقلت المناخ الثوري إلى السوريين في جميع أرجاء سوريا للثورة على نظام بشار الأسد الحاكم منذ 10 أعوام، شهدت بحسب ناشطين انتهاكات للحريات.

المثير أن زوجة الرئيس السوري بشار الأسد تنتمي إلى أسرة سنّية تنحدر من مدينة حمص، لكن ذلك لم يحُل دون القمع الشديد الذي يمارسه الجيش السوري بحق مواطني المدينة.

جغرافيّا، تقع محافظة حمص في وسط سوريا، وهي كبرى المحافظات السورية مساحة، حيث تبلغ 42226 كلم مربعا، وتنقسم إلى 6 مدن رئيسية هي: حمص وتلكلخ والرستن والقصير وتدمر والمخرم. يبلغ عدد سكان المحافظة 2.087.000 نسمة، وهي في المرتبة الثالثة من حيث عدد السكان بعد محافظتي دمشق وحلب، وأغلبية السكان في حمص هم من المسلمين السنيين ويليهم العلويون ثم المسيحيون، فحمص تحتفظ بثاني أكبر عدد من المسيحيين بعد حلب، ولعلّ وادي النصارى الذي يقع قرب حدود لبنان غرب المدينة هو الثقل الأبرز لمسيحيي محافظة حمص. أما من الناحية العرقية فالعرب السوريون هم الأغلبية الساحقة مع وجود أقليات أرمنية وتركمانية.

ومنذ أوائل أيام الثورة السورية شارك مئات الآلاف من سكان مدينة حمص في المظاهرات، كما أعلن المشاركون عن اعتصام في 18 أبريل (نيسان) في ساحة الساعة، التي تمّ تغيير اسمها لاحقا إلى «ساحة الحرية»، إلا أن قوات الأمن السورية فضّت الاعتصام بالقوة في اليوم التالي، ولم يمنع ذلك أهل حمص من الاستمرار في التظاهر، وقد ادعت الحكومة السورية أنّ «عصابات إرهابية مسلحة» تروّع المواطنين في حمص، ولهذا قام الجيش السوري مدعما بالأمن المركزي والشبيحة باقتحام المدينة ومحاصرة أحيائها، مما أدى إلى سقوط الكثير من القتلى، حيث وصل عدد القتلى فيها إلى ما يقارب ثلث عدد قتلى الانتفاضة السورية بأكمله.

ويقول ناشطون إن حمص لا تزال تعيش الحصار القاسي الذي يفرضه عليها الجيش السوري، وإن الوضع المأساوي لا يزال على حاله، وإن الأمن السوري مستمر في استهداف المتظاهرين بالرصاص الحي.

وفي مدينة الرستن التي تقع على بعد 20 كلم من حمص قام السكان بتحطيم تمثال حافظ الأسد في أبريل الماضي، وانضمت المدينة إلى حركة الاحتجاج بشكل قوي، حيث أصبحت الآن مركزا للعناصر المنشقة عن الجيش السوري، كما أن كتيبة خالد بن الوليد، المؤلفة من عناصر الجيش الذين رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين، أعلنوا انشقاقهم عن الجيش الأسدي، وتتمركز الآن قواتها في أحياء المدينة الضيقة للدفاع عن أهلها.

ولعل أبرز الأسماء التي لمعت في قيادة التظاهر في حمص، هادي الجندي الذي قتل في يوليو (تموز) الماضي، كما أن عددا من أبرز المعارضين السوريين هم من حمص، ومنهم برهان غليون وسهير الأتاسي، مما دفع البعض لتسمية حمص «عاصمة الثورة السورية».

وبينما تصل بعثة المراقبين العرب إلى سوريا لتقصي الحقائق، تشهد حمص تصعيدا خطيرا في العنف من جانب قوات نظام الرئيس بشار الأسد، ففي يوم واحد فقط سقط أكثر من 61 قتيلا و140 جريحا في حي بابا عمرو، الذي يعتبر قلب الاضطرابات في حمص.

واستقبلت حمص المراقبين بمظاهرة حاشدة ضمت نحو 70 ألف متظاهر، مرددين هتافات مطالبة بحماية دولية.

* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»

المسؤول الإعلامي بالمجلس الوطني: إذا رحل الأسد الآن فهو يحمي نفسه من سيناريو القذافي

أحمد رمضان: دولتان أوروبيتان وأخرى عربية تتحرك لتحقيق خروج الأسد

جريدة الشرق الاوسط

لندن: نادية التركي

اعتبر عضو المكتب التنفيذي بالمجلس الوطني السوري ورئيس مكتبه الإعلامي أحمد رمضان أن نجاح الثورة في سوريا يستند إلى نجاح المجلس في عزل النظام الذي أكد أنه يعاني من عزلة، وهو لا يستطيع القيام بأي زيارات إلى أي دول باستثناء الحليفة له، وأضاف: «السوريون قريبون من تحقيق هدفهم بنيل الحرية، والنظام في حالة دفاع عن معاقله الأخيرة، مع اقترابنا من مرحلة العصيان المدني الشامل».

كما تحدث رمضان، في ندوة صحافية عقدها أمس بحضور عضو الأمانة العامة أنس العبدة، ومسؤولة المكتب الإعلامي للمجلس في لندن غالية قباني، عن أن بعض الدول الإقليمية تلقت إشارات عن أنها يجب أن تهيئ نفسها للتعامل لمرحلة ما بعد بشار، وأوضح: «لم يحدثنا أحد عن الإصلاحات أو التعايش معه». وأضاف أن بشار إذا رحل الآن فهو يحمي نفسه من سيناريو القذافي، و«نحن على اطلاع أن هناك دولتين أوروبيتين وأخرى عربية تتحرك لتحقق للأسد الخروج من سوريا».

وحول ما يجري في حمص قال عضو المجلس الوطني إنه «جريمة كبيرة تضاف إلى جرائمه منذ 10 أشهر، وما يعمقها أن النظام لم يتورع عن استخدام الأسلحة الثقيلة في قصف الأحياء السكنية مع وجود التصوير».

وبيّن رئيس المكتب الإعلامي بالمجلس الوطني أنه يعتقد أنه لا يمكن التعامل مع ما يجري مع النظام مثلا في حمص من خلال إرسال مراقبين أو تصريحات. وأضاف: «فالنظام يعتمد على المراوغة في مسألة التطبيق، والتقارير من الداخل تؤكد أن النظام يحاول حتى التغيير في الجغرافيا ونقل المراقبين حتى لمناطق أهدأ من غيرها، من هنا نحن دعونا الجامعة العربية لعقد اجتماع عاجل لمناقشة الوضع في حمص دون انتظار تقارير المراقبين لأنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى عدة مناطق لأن النظام يرسل طواقم أمنية للسيطرة على تحركاتهم».

وتحدث رمضان عن أن منطقة حمص تشهد إبادة، وما يحصل هو قتل عشوائي، وقال: «يجب أن يتحرك المجتمع الدولي لوقفها عاجلا، وأكدنا أنه لا ينبغي الانتظار لمسألة المراقبين إلى ما لا نهاية، النظام يراوغ وغير جدي». وذكر أن قرارات الجامعة تنص على عدة نقاط، منها سحب الجيش والشبيحة من المدن، والإفراج عن المعتقلين، لكن المعتقلات تزيد عن ألف، إلى جانب عدم تطبيق القرار الخاص بالسماح بالتظاهر للسوريين دون تدخل الأمن أو الشبيحة.

وأكد المعارض السوري أن النظام رفض فعليا التجاوب مع المبادرة العربية، ودور الجامعة العربية الآن إيقافه ومنعه من التحايل، و«أنبه إلى أن النظام السوري وقبل موافقته على المبادرة كان يقتل 40 مواطنا سوريا كل دقيقة، والآن وصل معدل القتل إلى مواطن كل 15 دقيقة. بالنسبة لنا النظام لن يستجيب لأي تدخل عربي أو دولي وأجهض كل المبادرات، ولن نسمح بمزيد من المهل ليقتل آلاف السوريين مرة أخرى، وهي مسؤولية عربية ودولية».

وقال إن الجامعة العربية وفي حال عجزها عن تطبيق ما اتخذته من قرارات عليها التعاون مع المجتمع الدولي. وقال رمضان: «كنا مع الحل العربي منذ البداية، وقلنا نؤيده إذا كان يستجيب لطموحات شعبنا بالوصول إلى نظام ديمقراطي وسقوط النظام، وكان تأكيدنا للجامعة هو أنه ينبغي وضع إطار زمني، وإذا لم يلتزم النظام ننتقل إلى الخطوة التالية».

وأكد أنهم سيدفعون بعد لقائهم القادم مع الأمين العام للجامعة نهاية الأسبوع بالقاهرة التوجه نحو مجلس الأمن. وأضاف: «نحن نشارك الرأي القائل بأن الجامعة أعطت فرصا غير مقبولة لأن ثمن هذه المهل دم، ولكل دولة لها ظروفها، ونحن أكدنا أن مسؤولية المجتمع الدولي تفرض عليه حماية المدنيين». وأشار رمضان إلى إمكانية التوجه نحو استخدام القوة إذا واصل النظام الإيغال في قتل المدنيين.

وعبر عضو المكتب التنفيذي عن قلقه تجاه دعم بعض الأطراف الإقليمية لسوريا، وخصوصا إيران، وقال: «ما زالت إيران تدعم تقنيا ولوجيستيا النظام السوري مما تسبب في رفع عدد المعتقلين». كما أكد أن إيران ساعدت في تخطيط بعض الحملات العسكرية الساخنة.

وحول الموقف الإيراني وما يدور حول اتصالاته ومحادثاته مع المعارضة السورية قال مدير المكتب الإعلامي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن الإيرانيين حاولوا كثيرا التواصل مع المجلس الوطني السوري، ولكن المجلس كان واضحا في أن أي طرف عليه اتخاذ الموقف المناسب وأن لا يكون شريكا للنظام في ما يجري، وقال: «لكنهم يقدمون الدعم الواسع الذي تجلى في تقنيات عالية المستوى في التنصت وغيرها، وفي إدارة حملات وعمليات أمنية ضد عدد من المدن، ويجب أن تتخذ إيران الموقف المناسب الآن وتصحح الأخطاء قبل أي لقاء معها».

وعن تركيا قال رمضان في جوابه على سؤال «الشرق الأوسط» التي التقته على هامش الندوة التي عقدها في لندن، إن الأتراك يتعاملون مع الملف السوري باهتمام وحساسية، «وفي البداية كانوا يقولون إن أي غطاء ميداني كان يجب أن يتم تحت الأمم المتحدة، والآن يقولون بأنه يجب أن يتم تحت توافق عربي، ولكن نعتقد أن على تركيا اتخاذ موقف متقدم بناء على العلاقات المشتركة، وأن لا تنتظر أكثر حتى بالنسبة للعقوبات التي يجب أن تتخذها ضد النظام، وطالبنا بإبعاد السفير السوري من تركيا، وسحب التركي، وحزمة جديدة من العقوبات».

وحول الموقف العراقي قال رمضان: «حاول العراقيون التواصل مع بعض أطياف المعارضة، لكن نعتبر أن أي جهة إذا كانت لا تقف موقفا إيجابيا من موقف الشعب فلا يمكنها أن تلعب دورا، لكن حكومة المالكي الآن لم تتخذ الموقف الذي يؤهلها للعب دور سياسي في سوريا».

وحول مسألة التغطية الإعلامية والصعوبات أمام التغطية قال الخطيب إن سوريا دولة مغلقة إعلاميا، ووضعها في هذا المجال يشبه إلى حد كبير ما يجري في كوريا الشمالية، وأضاف أن سوء الوضع بلغ أن أي مواطن سوري يملك الـ«آي فون» يمكن أن يتعرض لمحاكمة عسكرية، وبيّن أن التغطية الإعلامية هي بإمكانات ذاتية من الشباب الذين تمكنوا من توثيق ما يفوق الـ100 ألف فيديو إلى الآن.

ومن جهته لفت أنس العبدة عضو الأمانة العامة إلى أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال إن النظام يوافق على البروتوكول ويوافق على المبادرة العربية، واعتبر العبدة أن «هذا خطير، فعندما لا يلتزم النظام بالمبادرة يصبح البروتوكول شكليا»، وجدد دعوته للجامعة العربية بأن لا تعطي أي فرصة للنظام، ودعا مجلس الأمني لتبني المبادرة العربية والبروتوكول.

وتحدث العبدة عن خروج مئات الآلاف من السوريين في حمص للشوارع عندما علموا أنه لن يكون هناك إطلاق نار بسبب وجود المراقبين العرب.

وقال العبدة إنه يعتقد أن هناك فرصة لصدور قرار من مجلس الأمن ويعزز الاتجاه بتحرك عربي، كما أشار إلى جهود للتواصل مع روسيا والصين اللتين أصبحتا أقرب للابتعاد عن الفيتو ومشروع قرار من روسيا، وسيقع التعامل معه وتطويره إلى ما يشكل إدانة للنظام السوري.

وحول نفس الموضوع قال أنس العبدة إن سوريا بلد مغلق بالكامل مقارنة بدول الربيع العربي، فلا يمكن مقارنة مصر بسوريا. وأضاف: «الثورة كانت معجزة، وما يقوم به الناشطون معجزة إعلامية، وما نشاهده جزء بسيط».

وحمل أنس العبدة المجتمع الدولي مسؤولية حماية المدنيين، طالبا تفعيل مادة في القانون الدولي «مسؤولية الحماية» التي فعلت لأول مرة في كوسوفو. وتبدأ بقانون المراقبين وقد لا تنهي بالحظر الجوي.

ويرى العبدة أن توحيد المعارضة أمر صعب، لكن ما يعملون على تحقيقه هو توحيد رؤية المعارضة، وقال: «أن تتوحد المعارضة هذا مستحيل، وغير واقعي، لكن توحيد رؤيتها أمر ممكن ومهم. وهذا ما نسعى لتحقيقه مع هيئة التنسيق والمجلس الكردي».

وقال إن النظام الجديد سيكون من عوامل إعادة تشكيل الخارطة الإقليمية، وأكد: «نحن أهل ثورة وحرية ولسنا طلاب سلطة».

وتحدثت غالية قباني المسؤولة الإعلامية للمكتب في بريطانيا عن موقف المرأة السورية في الثورة وإلى أي مدى يهتم الإعلام والسياسيون بوجودها، وأكدت الإعلامية أن المرأة كانت منذ البداية حاضرة وضربت أمثلة على ذلك، كما تحدثت قباني عن النساء اللواتي اعتقلن كناشطات وزوجات وأمهات للضحايا، متمنية زيادة حضورها.

كما أشارت إلى طلب زيادة نسبة النساء في المجلس الوطني، والذي تم التباحث حوله في اجتماع المجلس الذي عقد في تونس منذ أسبوعين، والذي تم خلاله الاتفاق على زيادة مشاركة تمثيل النساء في المجلس لـ30%.

وقالت قباني: «نتمنى أن يتعاون المجتمع المدني في إعادة تأهيل المرأة.. وندعو لمساندة المرأة والطفل والإنسان السوري الذي سيكون متعبا نفسيا بعد سقوط النظام».

وتحدثت المسؤولة الإعلامية عن مكتب بريطانيا أنهم ومن خلال بعث مكتب لندن سيكونون همزة وصل مع الداخل والخارج من خلاله ومن خلال بقية المكاتب بواشنطن والقاهرة وباريس.

العواصم الغربية تدين تصاعد العنف في سوريا وتدعو إلى تهدئة الأوضاع

موسكو تطرح التراجع عن مشروع قرارها بمجلس الأمن في حال إحراز بعثة الجامعة العربية تقدما

جريدة الشرق الاوسط

موسكو: سامي عمارة واشنطن: «الشرق الأوسط»

في الوقت الذي أدانت فيه وزارة الخارجية الأميركية ما قالت إنه تصاعد للعنف سبق وصول مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا، حثت روسيا، وهي من الحلفاء القلائل الباقين لسوريا، أمس، دمشق على السماح لبعثة مراقبي الجامعة العربية بالتنقل بحرية في أنحاء البلاد؛ أثناء قيامها بالتحقق مما إذا كانت سوريا تنفذ خطة السلام العربية لإنهاء أعمال العنف المستمرة منذ عدة أشهر.

وقال وزير الخارجية سيرجي لافروف في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري محمد كامل عمرو: «يجب أن تكون البعثة قادرة على زيارة أي مكان في البلاد وأي بلدة أو قرية، وأن تخلص إلى رأيها المستقل والموضوعي بشأن ما يحدث وأين يحدث».

وقدمت روسيا مسودة قرار معدلة إلى الأمم المتحدة تندد بإراقة الدماء، لكنها لم تصل إلى حد توجيه اللوم إلى الرئيس السوري بشار الأسد.. وتقول موسكو إنها تؤيد بعثة المراقبين. وقال لافروف: «عملنا على الدوام مع القيادة السورية وطالبناها بالتعاون الكامل مع المراقبين بشأن توفير ظروف عمل مريحة تتسم بالحرية».

وسوف تقيّم البعثة ما إذا كان الأسد قد وفّى بوعده بسحب القوات من المدن، وأوقف العنف الذي يهدد بالانزلاق إلى حرب أهلية.

وهددت الجامعة العربية بفرض عقوبات إذا استمرت الحملة، وهو عقاب ترفضه موسكو، محذرة من أن أي حظر على الأسلحة يمكن أن يوقف وصول أسلحة لدمشق، بينما يحصل المحتجون على أسلحة تساعدهم على تصعيد الصراع.

وقال مركز «سي.إيه.إس.تي»، وهو مركز أبحاث متخصص في الشؤون الدفاعية الروسية، إن واردات سوريا تمثل سبعة في المائة من إجمالي مبيعات الأسلحة الروسية للخارج، والتي بلغت قيمها عشرة مليارات دولار في عام 2010، وتحتفظ روسيا أيضا بقاعدة صيانة بحرية في طرطوس.

وفي غضون ذلك، أدانت وزارة الخارجية الأميركية أول من أمس ما قالت إنه تصاعد للعنف قبل وصول مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا. وقد احتشد عشرات الآلاف من السوريين في حمص يوم الثلاثاء للاحتجاج على الرئيس بشار الأسد بتشجيع من أول جولة لمراقبي الجامعة العربية في المدينة المضطربة، بعد أن سحب الجيش بعض الدبابات في أعقاب أيام من الاضطراب.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن قتلت 15 شخصا في أنحاء البلاد يوم الثلاثاء، منهم ستة في حمص. وقالت شبكة نشطاء إن 34 شخصا قتلوا يوم الاثنين.

وقال مارك تونر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: «شهدنا صورا مروعة لإطلاق نيران عشوائي، منها مدفعية دبابات ثقيلة.. وسمعنا بأنباء عن عشرات القتلى وآلاف الاعتقالات، وكذلك حوادث ضرب لمحتجين سلميين».

وأضاف تونر قوله: «يجب أن يتاح للمراقبين الوصول دونما قيد إلى المحتجين وإلى المناطق التي تضررت بشدة من الحملة التي يشنها النظام. وهم يتحملون مسؤولية ثقيلة في محاولة حماية المدنيين السوريين من عمليات التدمير لنظام قاتل». وتابع قائلا: «إذا استمر النظام السوري في المقاومة وتجاهل جهود الجامعة العربية، فإن المجتمع الدولي سيدرس وسائل أخرى لحماية المدنيين السوريين».

ويريد المراقبون تحديد ما إذا كان الأسد وفّى بوعده بتنفيذ خطة سلام لإنهاء حملته العسكرية المستمرة منذ تسعة أشهر لقمع انتفاضة شعبية أدت إلى تمرد مسلح يدفع سوريا نحو حرب أهلية.

وظهرت في لقطات مصورة بثها نشطاء في حمص بموقع «يوتيوب» على الإنترنت حشود من المتظاهرين تجمعت في مدينة حمص وهي تصيح في المراقبين العرب «بدنا (نريد) حماية دولية».. وأظهرت اللقطات مقابلة في الشارع فيما يبدو مع المراقبين العرب، حيث ناشدهم بعض السكان وتوسلوا إليهم للتوغل في حي بابا عمرو حيث اتسمت الاشتباكات بالشراسة.

وتحظر دمشق دخول الصحافيين الأجانب، مما يجعل من الصعب التحقق من الأحداث على الأرض.

ويقول محللون إن الجامعة العربية حريصة على تجنب نشوب حرب أهلية في سوريا. ولم تبد القوى الغربية رغبة في التدخل عسكريا، وتنقسم المواقف في هذا الأمر داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وتعارض روسيا والصين أي تلميح إلى تدخل عسكري.

وفي السياق ذاته، جددت كندا مطالبتها النظام السوري بوضع حد للقمع، كما دعت الرئيس بشار الأسد إلى الاستقالة، معتبرة أنه لا يفعل إلا «تأخير ما لا مفر منه»؛ لأنه «سوف يطرد قريبا من السلطة».

وقال وزير الخارجية الكندي جون بايرد في بيان له قبل يومين: «نحث النظام على وضع حد لأعمال العنف فورا، وإلى تأمين ممر آمن للمراقبين الدوليين كي تدخل الإصلاحات التي يطالب بها السوريون حيز التطبيق»، وذلك ردا على مقتل العشرات برصاص الجيش في حمص.

وأضاف أن «الأسد وأنصاره لا يفعلون إلا تأخير ما لا مفر منه.. خسر الرئيس كل صدقية، وسوف يطرد قريبا من السلطة.. يجب أن ينسحب وأن يفسح في المجال بإحقاق الحق».

إضراب الكرامة يدخل مرحلة جديدة وتأجيل إعلان العصيان المدني

الناشطون السوريون يلتزمون «صيام الخميس»

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح

يدخل إضراب «الكرامة» الذي كان قد التزم به الناشطون السوريون مطلع الشهر الحالي، اليوم مرحلته التي كان يفترض أن تكون الأخيرة، قبل إعلان العصيان المدني، والتي تقضي بإغلاق الطرق الدولية. وأوضح عضو المجلس الوطني عمر ادلبي أنّه «وكون الأرضية لم تجهز بعد لإعلان العصيان المدني، فسيتم إطلاق مرحلة جديدة من 31 ديسمبر (كانون الأول) حتى 30 يناير (كانون الثاني) تحت عنوان «مرحلة استرداد الحقوق»، ليتم خلالها دعم المحلات التجارية التي شاركت بالإضراب لتقديم المساعدات لها، والسعي لإضراب جزئي يمتد لأكثر من يوم ويشمل القطاعات كافة، وإطلاق حملة «الضجيج» والسعي لاسترداد الشوارع من قوات الأمن».

ولفت ادلبي إلى أن «الإضراب سيبقى مستمرا بانتظار توافر الظروف المواتية لإعلان العصيان المدني»، متحدثا لـ«الشرق الأوسط» عن «نجاح يقارب الـ80 في المائة حققه إضراب الكرامة في مراحله السابقة». وأضاف: «الإضراب شمل 14 محافظة و148 نقطة، فيما التزمت به أيضا 80 في المائة من الجامعات، وهي نسبة فاقت توقعاتنا»، لافتا إلى أن «الإضراب أدى تلقائيا لارتفاع نقاط التظاهر لتشمل 350 نقطة».

في هذا الوقت، أكّد رئيس هيئة التنسيق الوطني هيثم منّاع «الالتزام بما تبقى من مراحل الإضراب»، مشيرا إلى أن «الجهد ينصب حاليا على توسيع رقعة الإضراب ليشمل المناطق السورية كافة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الانتقال للعصيان المدني يتطلب شروطا محددة غير متوافرة حاليا، لذلك لا يمكن الالتزام بجدول زمني لا ينسجم مع الحركة الاجتماعية ومع الواقع داخل سوريا».

وفيما أكّد منّاع «نجاح الإضراب وبشكل كبير في المناطق الساخنة أو في ما يعرف ببؤر الحراك الثوري»، تحدث عن «نجاح متفاوت بين باقي المناطق السورية»، وأضاف: «تمت سرقة المحال التجارية وتحطيمها، وفصل الموظفين من عملهم.. وكلها وسائل استخدمها النظام ولم تنفعه لمواجهة الإضراب الذي أرهقه إلى حد كبير».

في هذا الوقت، أعلن الناشطون السوريون ومن خلال صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» عبر موقع «فيس بوك»، اليوم الخميس يوما للصيام، بهدف رفع معنويات الملتزمين بالإضراب ولإضفاء بُعد روحي على البُعد العملي الذي طبع مراحل هذا الإضراب بحسب ما أوضح أحد الناشطين لـ«الشرق الأوسط».

وكان إضراب «الكرامة» قد بدأ مطلع الشهر الحالي بمرحلة أولى، تخللها إضراب عام في كل القطاعات من الساعة الثامنة صباحا حتى الثانية ليلا، مع امتناع التلامذة عن دخول مدارسهم. أما المرحلة الثانية، فأغلقت خلالها الشوارع ومداخل الحارات بشكل جزئي، كما أغلق الجوال من الساعة الثانية حتى السادسة مساء، مع بدء الذهاب للوظيفة.. حيث شكّل الناشطون أداة تعطيلية خلال الدوام ولم يقوموا بالمهام المطلوبة منهم.

أما المرحلة الثالثة التي انطلقت في 17 من الشهر الحالي، فأضربت خلالها المحال التجارية، وأضربت الجامعات في المرحلة الرابعة في 21 من الحالي. وانتقل الإضراب في مرحلته الخامسة لوسائل النقل مع إغلاق طرق المدن المؤدية للأرياف، إلى أن أضرب في المرحلة السادسة والتي انطلقت في 27 من الشهر الحالي، موظفو القطاع العام. وينتهي الإضراب اليوم حسبما كان مقررا، بإغلاق الطرق الدولية كمدخل لعصيان مدني شامل أوائل أيام السنة الجديدة.

الغضب يلف القرى الحدودية بعد مقتل 3 لبنانيين من وادي خالد برصاص الجيش السوري

مصدر في الجيش اللبناني لـ«الشرق الأوسط»: شكلنا لجنة للتحقيق في ملابسات الحادث

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب

عم الغضب والحزن القرى اللبنانية الشمالية الواقعة على الحدود السورية، لا سيما منطقة وادي خالد التي شيعت أمس في موكب شعبي حاشد، شارك فيه نواب ووجهاء المنطقة، أبناءها الثلاثة الذين قتلوا ليل أول من أمس، بإطلاق النار عليهم من الجانب السوري في بلدة المقيبلة الحدودية.. فيما أوصى مجلس الوزراء اللبناني القوى الأمنية والجيش بـ«حفظ الحدود بشكل كامل»، وأكد مصدر في الجيش اللبناني لـ«الشرق الأوسط» أنه «جرى تشكيل لجنة للتحقيق في الحادث بدأت عملها على الفور».

وكانت دورية للجيش السوري أطلقت النار على سيارة داخل الأراضي اللبنانية عند معبر البقيعة الحدودي في منطقة وادي خالد، مما أدى إلى مقتل ثلاثة شبان من عائلة واحدة كانوا بداخلها على الفور، وهم الشقيقان محمد وخالد حسين الزيد وابن عمهما ماهر الزيد. وقد بقي القتلى داخل السيارة لأكثر من ربع ساعة إلى حين وصول الجيش اللبناني والصليب الأحمر، والذي نقل جثثهم إلى مستشفى السلام في القبيات.

ومع انطلاق موكب التشييع إلى جبانة بلدة الصوالحة، نظم مئات الشبان الذين توافدوا من كل بلدات وادي خالد مظاهرة، رفعوا خلالها شعارات منددة بدخول الدورية السورية إلى وادي خالد وقتلها الشبان، وعبروا عن سخطهم للخروقات السورية المتكررة للأراضي اللبنانية، مطلقين هتافات ضد الرئيس السوري بشار الأسد، في حين دعا الأهالي الجيش اللبناني بضبط الحدود لئلا يحدث ما لا تحمد عقباه، وطالبوا بإجراء التحقيق في ملابسات قتل الشبان الثلاثة.

وكشفت مصادر أمنية عن أن «السيارة التي كانت تقل الشبان الثلاثة أصيبت بـ34 رصاصة، وأنه لم يعثر بداخلها على أسلحة أو أي ممنوعات»، بينما أعلن مصدر في الجيش اللبناني، أنه «جرى تشكيل لجنة من الجيش للتحقيق في الحادث، لأن هناك ثلاثة مواطنين لبنانيين قتلوا». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «لجنة التحقيق بدأت عملها في جمع المعطيات حول كيفية حصول إطلاق النار لمعرفة كل ملابسات الحادث».

وردا على سؤال حول المطالبة الدائمة بانتشار الجيش على الحدود وضبط الأمن، قال المصدر «من واجبات الجيش ضبط الحدود، ووحدات الجيش وكل القوى الأمنية منتشرة على المعابر الشرعية، وفي الكثير من النقاط الأخرى، ولكن هناك حدودا طويلة ومتداخلة مع سوريا ولا يمكن وضع حراسة على كل متر على هذه الحدود». ولفت إلى أن «ضبط الحدود بشكل فاعل ومحكم لا يحصل عبر نشر عناصر الجيش فقط، إنما يحتاج الأمر أيضا إلى كاميرات وأجهزة مراقبة متطورة ونحن بحاجة إلى الاثنين معا».

وكان مجلس الوزراء اللبناني طلب في جلسته الأخيرة لهذا العام، والتي انعقدت أمس في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وحضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «تقصي الحقائق وإجراء التحقيقات في مقتل ثلاثة لبنانيين في وادي خالد»، كما أوصى القوى الأمنية والجيش بـ«حفظ الحدود بشكل كامل». وأوضح وزير الإعلام وليد الداعوق أن مجلس الوزراء «تداول في موضوع بلدة عرسال البقاعية وعرض وزير الدفاع فايز غصن ما لديه من معلومات عن عبور عناصر من تنظيم القاعدة الحدود اللبنانية – السورية عبر بلدة عرسال باتجاه سوريا»، معتبرا أن «السجال الذي حدث هو سياسي وتم تداوله في الإعلام بشكل مضخم»، مشيرا إلى أن وزير الدفاع «لديه معلومات حصل عليها من الجهات الأمنية ولكن يجب أن تكون ضمن إطارها».

إلى ذلك، وصف عضو كتلة المستقبل النائب خالد زهرمان مقتل ثلاثة مواطنين في وادي خالد برصاص القوات السورية، بأنه «تعد سافر ومجرم على المواطنين اللبنانيين من قبل الجيش السوري»، داعيا الحكومة اللبنانية ووزير الدفاع إلى اتخاذ «موقف واضح مما حصل». وقال إن «الحكومة غائبة ومغيبة تماما عن أمن اللبنانيين وحماية الحدود اللبنانية من الخروقات السورية المتكررة كل يوم»، معربا عن تخوفه من أن «يكون هناك تحضير لأمر ما ضد المناطق الحدودية وضد الأهالي الذين يقدمون المساعدة للاجئين السوريين»، داعيا إلى «التحرك عبر المجلس النيابي بسرعة لمساءلة الحكومة إزاء ما حصل أمس من سقوط شهداء لبنانيين على أيدي النظام الأسدي».

تعرض ناشط سوري للاعتداء على أيدي مجهولين يعتقد أنهما من «الشبيحة»

متحدث باسم الخارجية الألمانية لـ«الشرق الأوسط»: استدعينا السفير السوري.. ولن نسمح بإرهاب المعارضين

جريدة الشرق الاوسط

كولون (ألمانيا): ماجد الخطيب

قامت وزارة الخارجية الألمانية باستدعاء السفير السوري في برلين على خلفية تعرض الناشط السوري، وعضو بلدية برلين عن حزب الخضر، فرهاد أحمي، للاعتداء على أيدي مجهولين، وصفهما أحمي بأنهما من «شبيحة» النظام السوري.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية لـ«الشرق الأوسط» إن استدعاء السفير السوري تم وفق توجيه أصدره وزير الخارجية الألمانية، غيدو فسترفيلي، يوم أمس. وأكد المتحدث أن الاستدعاء تم أيضا بعد اتصالات مكثفة مع أحمي (37 سنة)، الذي يمثل حزب الخضر في بلدية منطقة وسط برلين، إلا أنه أشار إلى عدم تحديد موعد حتى الآن. وأضاف أن وزارة الخارجية لن تسمح بإرهاب المعارضين السوريين المقيمين في ألمانيا في أي حال.

وكان فرهاد أحمي، عضو المجلس الوطني السوري المعارض، قد تعرض ليلة أول من أمس، الثلاثاء، إلى الضرب على أيدي شخصين مجهولين، قال إنهما كانا يرتديان ملابس الشرطة الألمانية. وحسب رواية أحمي، فقد زاره اثنان من «الشبيحة» في الساعة الثانية من فجر يوم الاثنين، وطرقا باب شقته قائلين، بلغة ألمانية ركيكة، إنهما يودان تفتيش الشقة. وقال المعارض، وهو من أصل كردي سوري، إنه فتح الباب لاعتقاده بأن الشرطيين تلقيا شكوى ما بدعوى ضجيج صادر عن شقته.

وقال أحمي لصحيفة «برلين تسايتونغ» إن الشرطيين المزيفين، اللذين ظهرا بملامح عربية، وجها إليه ركلات شديدة ألقته داخل الشقة، ثم انهالا عليه بالضرب بالقبضات وبهراوات مطاطية على الرأس، ومن ثم على القدمين. ولم يتوقف الاثنان عن الضرب إلا بسبب قدوم أحد معارفه، وبعد أن فتح أحد الجيران باب شقته لاستطلاع الأمر. اختفى الرجلان بعد ذلك مباشرة قبل أن يتصل بالشرطة.

اتهم فرهاد أحمي المخابرات السورية بالضلوع في الاعتداء، قائلا لراديو ألمانيا الحر «دويتشة فيلله» إن الرجلين، اللذين اعتديا عليه، لم يتحدثا العربية معه، لكن ملامحهما «كانت سوريا». وأضاف أن الهراوات التي استخدمها الرجلان «تشبه تلك التي يستخدمها الأمن السوري و(الشبيحة) في قمع المحتجين السوريين». وأكد أحمي، أنه متأكد من أن الرجلين اللذين اعتديا عليه من «شبيحة النظام السوري».

على صفحته الإلكترونية، كتب فولكر بيك، منسق شؤون كتلة حزب الخضر المعارض في مجلس النواب الألماني (البوندستاغ)، أن أحمي أصيب بجروح مختلفة، نتيجة للاعتداء، استدعت نقله إلى المستشفى. واتهم بيك الاستخبارات السورية بالوقوف خلف الاعتداء، موضحا أن الناشط الألماني، من أصل سوري، سبق أن تعرض لتهديدات. وطالب بيك وزارة الخارجية الألمانية باستعداء السفير السوري في برلين للتحقيق معه حول ملابسات الحادث، كما طالب السلطات الألمانية بتوفير الحماية الشخصية للناشط السوري، مضيفا أن على ألمانيا أن لا تسمح للنظام السوري بإرهاب المعارضين المقيمين في ألمانيا.

أندريا فيشر، زميلة أحمي في حزب الخضر، قالت لـ«الشرق الأوسط» إن حزب الخضر لا يمتلك أدلة على ضلوع المخابرات السورية في الاعتداء، لكن ملابسات الحادث تشير بهذا الاتجاه. إذ كانت ملامح الرجلين اللذين اعتديا على أحمي عربية، كما أن تنفيذهما المهمة في الفجر يشي بأساليب مخابراتية. وأشارت إلى أن الحزب نصح أحمي قبل سنة ونصف السنة بطلب حماية الشرطة، إثر نزول اسمه الصريح في بيان باسم المعارضة السورية، إلا أنه رفض ذلك في حينها.

من ناحيتها، أبدت شرطة برلين اهتمامها بالكشف عن ملابسات الحادث، والمسؤولين عن الاعتداء في أسرع وقت. وقال متحدث باسم الشرطة إن «أسباب الاعتداء ما زالت مجهولة»، معترفا بأن التحقيقات لم تسفر عن أدلة، أو بيانات، تشي بهوية الرجلين.

جدير بالذكر أن أحمي من مواليد سوريا عام 1974، ويعيش في ألمانيا منذ 15 سنة. وهو المنسق العامل لفعاليات الشباب الأكراد في الخارج، ويدرس العلوم السياسية في برلين، ويعمل في مجال الصحافة والترجمة.

المجلس الوطني ينشئ منظمة في إسطنبول لإغاثة الشعب السوري

طيفور لـ«الشرق الأوسط»: التكاليف أكثر من 20 مليون دولار شهريا ودول خليجية وعدتنا بالمساهمة

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: بولا أسطيح

كشف عضو المجلس التنفيذي في المجلس الوطني السوري ونائب المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا، محمد طيفور، عن إنشاء منظمة في إسطنبول لإغاثة الشعب السوري تحمل اسم «المؤسسة السورية الإنسانية للإغاثة والتنمية».

وتعتبر المنظمة جزءا من المؤسسات التابعة للمجلس الوطني السوري، تم تسجيلها في الدوائر الرسمية في تركيا وخصص لها مكتب في إسطنبول، على أن يدير شؤونها فريق مختص من أعضاء المجلس الوطني لتلبية حاجات الشعب السوري.. ولفت طيفور إلى أن التكاليف الشهرية لتأمين حاجات السوريين في الداخل تتخطى الـ20 مليون دولار.

وأوضح طيفور أنّه تم التواصل مع عدد من منظمات الإغاثة الدولية وعدد من الحكومات للمساهمة بالتبرعات، كاشفا أن عددا من الدول الخليجية وعدت بالمساهمة بالتمويل، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «في بداية الثورة كان السوريون يسعفون بعضهم البعض، ولكن اليوم وبعد 10 أشهر، استنفذت كل الإمكانيات. فحتى التجار باتوا يستغيثون لمدّهم بالمواد الأساسية بعد افتقارهم للغذاء، والدواء واللباس».

ويذكر أحد القيمين على المؤسسة أن «الهدف الرئيسي منها إيجاد جهة رسمية معنية وبشكل واضح باستقبال تبرعات المؤسسات الخيرية والدولية، وحتى تبرعات الحكومات، على أن يتم الإعلان وبشكل واضح عن حجم التبرعات وبشكل دوري مراعاة لمبدأ الشفافية»، لافتا إلى أنه «وبعدما تم إعلان عدد من المناطق السورية مناطق منكوبة، وبخاصة درعا وحمص وادلب، بات من الواجب تأمين مساعدات دولية لتغطية الحاجات الكبيرة الإنسانية والاجتماعية لمكونات الشعب السوري كافة».

ويُقدر تمويل «مشروع الإغاثة الإنسانية لدعم الشعب السوري»، الذي أعده عدد من أعضاء المجلس الوطني السوري، بـ202.68 مليون دولار أميركي، توزّع على 3 ملايين متضرر بسبب العنف في سوريا، من ضمنهم 1.5 مليون شخص لديهم احتياجات غذائية و40 ألف مشرد داخل سوريا غير اللاجئين خارجها.

وتتوزع أشكال الدعم الإغاثي بحسب المشروع ما بين: مساعدات دائمة، ومساعدات مؤقتة، ومساعدات نقدية مقطوعة، ومساعدات نقدية شهرية، ومساعدات غذائية، ومساعدات علاجية.

ويفصّل المشروع طرق إيصال الدعم الإغاثي، على أن يتم من خلال رجال الأعمال، أو من خلال إرسال دفعات مباشرة عبر رحلة إلى مطار دمشق لشخص متعاطف مع الثورة ولا يحمل أي شبهة، على ألا يزيد المبلغ في الرحلة الواحدة على 10 آلاف دولار. كما يلحظ المشروع إمكانية إرسال دفعات إلى دول مجاورة، ومن ثم إدخال المبالغ عبر الحدود البرية إلى داخل المدن.. وفي هذه الحالة يمكن إدخال مبالغ بقيم متنوعة.

وينكب القيمون على «المؤسسة السورية الإنسانية للإغاثة والتنمية» حاليا على الإعداد لحملة كبرى لجمع التبرعات في عدد كبير من الدول، حيث يوجد أعضاء من المجلس الوطني، تقدموا بطلبات من حكومات عربية وأجنبية للمساهمة بالتبرعات. ويقول أحدهم لـ«الشرق الأوسط»: «أبرز الصعوبات التي تواجهنا، كيفية إدخال المساعدات التي سنجمعها عينية كانت أم مادية، فعلى الرغم من تمكننا من إنشاء نوع من شبكة بين المناطق السورية نسلم القيمين عليها هذه المساعدات ليوزعوها بدورهم على المحتاجين، فنحن طالبنا ونطالب بإنشاء ممرات إنسانية لتأمين المواد الأساسية للمدن المنكوبة، لأن قبول تركيا بإنشاء ممرات مماثلة لن يفي بالغرض في حال لم يتم إصدار موقف دولي في هذا الإطار»، متحدثا عن صعوبة أخرى يواجهها القيمون على هذه المؤسسة «لجهة تكوين قاعدة بيانات للشعب السوري والمتضررين وأسر الشهداء والجرحى والعائلات المنكوبة وأسر الناشطين».

وفيما يؤكد طيفور أن «السوريين الموجودين في الداخل السوري لهم الأولوية بالاستفادة من التبرعات التي تصل للمنظمة»، يلفت إلى أن «المنظمات الإنسانية والدولة التركية تؤمن وإلى حد كبير حاجات اللاجئين إلى أراضيها كما في الأردن»، مستهجنا «تعاطي الحكومة اللبنانية مع اللاجئين السوريين إلى شمال لبنان»، لافتا إلى أنه «وبدل أن تقدم لهم المساعدات فهي تضيّق عليهم، تلاحقهم وتحاربهم».

وقال طيفور: «عدد اللاجئين إلى لبنان تخطى مؤخرا الـ10 آلاف لاجئ، خاصة بعد تطور الأوضاع في حمص»، لافتا إلى أن «هناك جهات حزبية لبنانية تساعد هؤلاء اللاجئين، ولكن مساعداتهم لم تعد كافية مع تضخم الأعداد بشكل كبير».

التسلسل الزمني لأحداث القتل في سوريا منذ قرار الجامعة العربية تجميد عضويتها

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: مي مجدي

رغم قرار جامعة الدول العربية رقم 7438 في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، الخاص بتعليق عضوية سوريا في الجامعة وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، وفرض عقوبات عليها، من أجل وقف أعمال العنف التي يرتكبها النظام السوري ضد المتظاهرين الذين يطالبون بتغيير نظام الرئيس بشار الأسد.

وما يلي رصد لأعمال العنف في سوريا وتعداد القتلى منذ يوم 12 نوفمبر 2011:

* الاثنين 14 نوفمبر 2011: 16 مدنيا قتلوا في محافظة درعا، برصاص الأمن السوري.

* الأربعاء 16 نوفمبر 2011: قتل 21 شخصا على الأقل بين مدنيين وعسكريين برصاص الأمن السوري في مناطق متفرقة من سوريا.

* الجمعة 18 نوفمبر 2011: مقتل 18 شخصا على الأقل برصاص الأمن السوري في جمعة «طرد السفراء».

* السبت 19 نوفمبر 2011: قال المرصد لحقوق الإنسان إن 12 شخصا قتلوا معظمهم في إدلب وحمص وذلك في حملة عسكرية لإخماد الاحتجاجات هناك.

* الأحد 20 نوفمبر 2011: قتل 20 عنصرا من الأمن والشبيحة كما وقع عدد من الجرحى.

* الأربعاء 30 نوفمبر 2011: أكثر من 15 قتيلا في مختلف أنحاء البلاد أغلبهم في مدينة إدلب، 19 شخصا أصيبوا في الاشتباكات، من بينهم 4 كانوا في حالة حرجة.

* الخميس 1 ديسمبر (كانون الأول) 2011: مقتل 17 مدنيا في عمليات عسكرية ضد المدنيين وذلك في كل من محافظة حماه وحمص.

* الجمعة 2 ديسمبر 2011: أكثر من 10 أشخاص قتلوا برصاص الأمن السوري.

* السبت 3 ديسمبر 2011: وقوع نحو 23 قتيلا في مدينة إدلب الشمالية الغربية قرب الحدود التركية وحمص.

* الأحد 4 ديسمبر 2011: نحو 30 شخصا قتلوا في مدينة حمص.

* الجمعة 9 ديسمبر 2011: قتل 36 مدنيا حسب تقارير المعارضة، في جمعة «إضراب الكرامة».

* السبت 10 ديسمبر 2011: قتل 12 مدنيا برصاص قوات الأمن السورية في مناطق سورية عدة.

* الثلاثاء 13 ديسمبر 2011: 19 شخصا قتلوا برصاص قوات الأمن السورية غالبيتهم في محافظة إدلب.

* الخميس 15 ديسمبر 2011: قام منشقون عن الجيش السوري بقتل 27 جنديا على الأقل في جنوب سوريا، في أكثر الهجمات دموية ضد القوات الموالية للرئيس بشار الأسد منذ بداية الانتفاضة.

* السبت 17 ديسمبر 2011: قتل 24 مدنيا، بينهم طفلان، برصاص قوات الأمن في سوريا.

* الثلاثاء 20 ديسمبر 2011: قتل نحو 47 شخصا بين مدني وعسكري منشق، عدد كبير منهم في درعا، وبحسب ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أيضا فإن 100 جندي منشق على الأقل سقطوا بين قتيل وجريح في مواجهات مع الجيش السوري.

* الأربعاء 21 ديسمبر 2011: 16 قتيلا سقطوا برصاص الأمن السوري، بينهم طفلان وسيدتان، 5 منهم في حماه و4 في حمص و3 في كل من إدلب ودرعا، وآخر في اللاذقية.

* الخميس 22 ديسمبر 2011: وقوع 40 قتيلا برصاص الأمن والجيش السوريين.

* الجمعة 23 ديسمبر 2011: هز انفجاران ضخمان العاصمة السورية، في أول حادث من نوعه منذ اندلاع الثورة السورية، مما أدى إلى مقتل 40 شخصا معظمهم مدنيون، وجرح نحو 150 آخرين كما قتل 15 شخصا برصاص الأمن السوري في مظاهرات ما عرفت باسم «جمعة بروتوكول الموت».

* السبت 24 ديسمبر 2011: سقط نحو 45 قتيلا، بينهم 4 أطفال وقد ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن 30 منهم سقطوا في حمص وحدها.

* الاثنين 26 ديسمبر 2011: سقط 61 قتيلا وأكثر من 150 جريحا بقذائف الجيش السوري في حي بابا عمرو في حمص. * الثلاثاء 27 ديسمبر 2011: وقع نحو 32 قتيلا في مدن درعا ودمشق وحمص واللاذقية ودير الزور وذلك وفقا للجان التنسيق المحلية.

* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»

مجلس الوزراء يتجاهل “جريمة شبّيحة الأسد” في عكار

                                            أوصى الأجهزة العسكرية والأمنية بـ”حفظ الحدود” .. و”الدفاع الأعلى” بدرس خبرية “القاعدة”

تأخّر مجلس الوزراء في أن يُوصي الجيش والأجهزة الأمنية بـ”حفظ الحدود”، وكأنه كان ينتظر أن تراق دماء الأبرياء هناك كي يتحرك، لكن اللافت أن أي استنكار رسمي لم يصدر ضد إقدام “شبيحة نظام بشار الأسد” على إنتهاك السيادة الوطنية وقتل ثلاثة لبنانيين بـ”دم بارد”، كأن شيئاً لم يكن، عملاً بـ”قاعدة” رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي: “يا جاري .. إنت بدارك وأنا بداري”!

كل ذلك وما سبقه من تراكمات “تغييب الدولة” عن القيام بواجباتها في حماية المواطنين انفجر غضباً شعبياً عارماً في منطقة وادي خالد “الجريحة”التي هبت بالآلاف لتشييع شهدائها ماهر أبو زيد والشقيقين أحمد وكاسر زيد، في موكب مهيب لم تعرفه المنطقة من قبل، في وقت لم يحجب هذا التطور على أهميته، الأنظار عن السجال المستمر بشأن “إصرار” وزير الدفاع فايز غصن على إتهام بلدة عرسال البقاعية بإحتصان عناصر من تنظيم القاعدة، رغم أن الرئيس ميقاتي نقض ما يقوله وزير دفاعه بتأكيده “أن لا أدلة لدى الجيش على وجود القاعدة في لبنان”، مشدداً على ان “الحديث عن معلومات في هذا الصدد لا يعني انها باتت حقيقة”، علماً أنه سبق لوزير الداخلية مروان شربل أن سخّف بدوره غصن وكلامه.

وحسماً لـ”الضياع الرسمي” بين رئيس حكومة ووزراء فيها، لجأ رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى مجلس الدفاع الأعلى، الذي ينتظر أن ينعقد اليوم في قصر بعبدا، كي يقول كلمته بناءً على المعطيات الأمنية المتوافرة بحكم المتابعة الميدانية، وليس بناءً على ما يبدو أنها إجتهادات غصن السياسية التي كانت محور سجال داخل مجلس الوزراء أمس.

وعلمت “المستقبل” أن وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي علّق خلال جلسة مجلس الوزراء أمس على موضوع عرسال بالقول: “نحن أمام حكومة أو حكومات؟ ما هذا الذي يدور حول موضوع القاعدة في عرسال؟ الرئيس سليمان يقول شيئاً، والرئيس ميقاتي يقول شيئاً آخر، ووزير الدفاع يقول أشياء أخرى، وكذلك وزراء آخرون، كيف تدار الأمور بهذه الشكل؟”.

وشبّه البلبلة المثارة حول وجود تنظيم “القاعدة”، “بما كان أثير عن تهريب سلاح الى سوريا من مرفأ في منطقة “سوليدير”، فتم توقيف مواطنين، لكن القضاء أثبت أنهم أبرياء، وها نحن اليوم نسمع نغمة جديدة، ولا وقائع ملموسة، وفي المقابل نسمع اتهامات، واللافت أن لكل واحد في السلطة رأياً يختلف عن الآخر، ويقول البعض في الحكومة كيف تستنكر المعارضة ذلك، من حق المعارضة الطبيعي أن تستنكر”.

وأشارت مصادر وزارية لـ”المستقبل” أن وزير الدفاع حاول التنصل من كلامه قائلاً: “لا علاقة لي بالأمر. أنا ذكرت ما وردني من الأجهزة الأمنية، وما وردني منها أخطر بكثير مما ذكرته في الإعلام لكنني تجنبت قوله لئلا ينعكس على سمعة البلد”.

وفهمت “المستقبل” من مصادر وزارية إن الغاية من إجتماع مجلس الدفاع الأعلى اليوم هي “ضبضبة” موضوع عرسال.

“جريمة” وادي خالد

وكان لافتاً أن ميقاتي تحدث في كل الملفات قبل إنعقاد مجلس الوزراء، لكنه تجنب التطرق إلى جريمة وادي خالد التي انتقد وجهاؤها وعشائرها، خلال تشييع الشهداء الثلاثة في قرية المجدل، “تقصير الدولة في واجب حماية المواطنين”، مطالبين بـ”حماية المنقطة كي لا تفلت الأمور من عقالها، لأنه من غير المقبول اتهامها بالتخريب وغير ذلك من الدعايات الكاذبة (..).

وتوجّه رئيس كتلة “المستقبل” النيابيّة الرئيس فؤاد السنيورة باسمه وباسم الكتلة و”تيّار المستقبل” بأحر التعازي إلى أهالي الشهداء، مشيرًا إلى أنّ “اغتيالهم من دون سبب واضح وداخل الأراضي اللبنانية يشكل انتهاكًا صارخًا للسيادة اللبنانية”.

وقال :” “إنّ تحرّشات واعتداءات قوات سورية عبر الحدود الشمالية والشرقية لا يمكن القبول بها وإنّ أكثر ما يدعو للدهشة والاستغراب ليس هذه الانتهاكات فقط، بل الموقف الرسمي اللبناني غير المكترث وغير المبالي”، مشدّدًا على أنّ “الأمر الذي يدعو للاستهجان هو أنّ مجلس الوزراء لم يتخذ أية إجراءات وما زال الحديث الرسمي هو في إطار تقصي الحقائق”، مؤكداً أن “السلطات الرسمية مطالبة بأجوبة سريعة وفورية (..)وقرارات صارمة بحماية الحدود اللبنانية من أيّة انتهاكات وتعديّات”.

نزع السلاح

وفي وقت لم يفت ميقاتي الحديث عن “بيروت منزوعة السلاح”، لأن مطلب نزع السلاح “هو حق، لكنه يحتاج الى قرار سياسي يتخذ من خلال الحوار والى آلية عسكرية لتنفيذه”، أكد نواب بيروت في إجتماع عقدوه أمس لـ”تقييم تحركهم”، أن “هناك تفاهماً وتقدماً وتشجيعاً في اللقاءات التي حصلت مع الرؤساء، وأن هناك تقارباً كبيراً في وجهات النظر في مسألة تشخيص المرض، وضرورة المعالجة”، مؤكدين بلسان النائب ميشال فرعون المضي بالتحرك.

واشنطن وموسكو تدعوان لحرية أكبر للبعثة وباريس تنتقد ضعف التحقق الميداني

أهالي بابا عمرو يلزمون المراقبين بمقابلة جرحى وعائلات شهداء

أثمر إصرار أهالي الأحياء المنكوبة في مدينة حمص وثباتهم استجابة المراقبين العرب لطلبهم بأن “قابلوا أهالي الشهداء وليس البعثيين فقط”، حيث دخل المراقبون عصر أمس حي بابا عمرو وقابلوا جرحى في مساجد تحولت إلى مستشفيات ميدانية وكذلك أهالي بعض الشهداء.

وفي المواقف الدولية مطالبة أميركية – روسية لنظام دمشق بتسهيل عمل مراقبي جامعة الدول العربية بمنحهم قدر أكبر من الحرية وأن ينتشروا في كل المناطق، وفرنسية بعودتهم بلا تأخر إلى حمص حيث لم يحولوا دون مواصلة النظام السوري حملة القمع ضد المحتجين من أهلها، واعتبار تركيا أن الأزمة السياسية في سوريا وصلت إلى مرحلة ينقطع عندها الأمل في التوصل إلى حل.

وكانت تصريحات لرئيس بعثة المراقبين الجنرال السوداني محمد احمد مصطفى الدابي أدلى بها أمس واعتبر فيها ان لا شيء مخيفاً في حمص، أثارت غضب الأهالي فضلاً عن انتقادهم عدم استماع المراقبين أول من أمس لهم وعدم التعامل بجدية مع شكواهم.وقال الدابي ان مراقبي الجامعة العربية سيبدأون اعتبارا من مساء اليوم التحرك في درعا (جنوب سوريا) وادلب وحماة (شمال). واشار الى ان “16 مراقبا اضافيا وصلوا وسنواصل مع الجامعة لدفع المجموعات الاخرى خطوة خطوة حتى تتم تغطية كل سوريا”.

وذكر “المرصد السوري لحقوق الانسان” ان فريق مراقبي الجامعة العربية دخل امس حي بابا عمرو، معقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة “فرانس برس” ان “بعض المراقبين دخلوا الى بابا عمرو في نهاية المطاف”. وأوضح ان اهالي الحي رفضوا في البداية السماح للمراقبين بدخول الحي لأن مقدماً في الجيش السوري كان يرافقهم. وقال ان اهالي بابا عمرو “طلبوا من رئيس اللجنة ان يدخل لمقابلة اهالي الشهداء والجرحى وليس فقط لمقابلة البعثيين”. وأضاف انهم ناشدوا اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي “تأمين علاج آمن للجرحى الذين اصيبوا في الايام الماضية وعددهم نحو مئتين في بابا عمرو لأنه يخشى ان يصبحوا في عداد الشهداء في مستشفيات الدولة”. وتابع ان “اللجنة توجهت بعد ذلك الى حي باب السباع حيث ينظم النظام مسيرة مؤيدة الى جانب حاجز الفارابي”.

وبدأ مراقبو الجامعة العربية الثلاثاء الماضي مهمتهم في سوريا بجولة في حمص التي استقبلتهم بتظاهرة حاشدة مناهضة للنظام ضمت نحو سبعين الف شخص جابهتها قوات الامن السورية بالرصاص.

وعبّر المرصد عن خشيته من ان “تكون اللجنة بمثابة شهود زور لما يجري من انتهاكات لحقوق الانسان في سوريا”، وقال متسائلاً “هل مهمة اللجنة عدم مشاهدة الدبابات في الشوارع التي اخفيت داخل المراكز الحكومية والتي تستطيع العودة الى الشارع في خمس دقائق وعدم السؤال عن عشرات الآلاف من المعتقلين الذين تجهل اللجنة اماكن اعتقالهم ونحن نعرفها”.

في سياق متصل التقى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة امس، وفدين الأول من الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي برئاسة اللواء خليفة الزعابي الأمين العام المساعد للشؤون العسكرية، والوفد الثاني عراقي برئاسة اللواء صادق جعفر طوفان الوائلي المسؤول في وزارة الداخلية.

وصرح رئيس غرفة عمليات جامعة الدول العربية المتابعة لعمل بعثة مراقبي الجامعة في سوريا عدنان عيسى الخضير بأن اللقاءين يأتيان في إطار تعرف الأمانة العامة لمجلس التعاون والعراق على المهام الموكلة لبعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا.

وقال الخضير إن وفد مجلس التعاون الذي زار الجامعة العربية جاء للتعرف على الأمور المتعلقة بعمل بعثة المراقبين العرب وكيفية انضمام بعثة من المراقبين من مجلس التعاون يقدر عددهم بنحو خمسين مراقبا سيلتحق الفوج الأول منهم إلى البعثة في سوريا الأسبوع المقبل، موضحا أن البعثة الخليجية مجهزة بسيارات وأجهزة ومعدات لتسهيل عمل المراقبين.

في المواقف الخارجية من مهمة بعثة المراقبين، دعت وزارة الخارجية الاميركية السلطات السورية أمس الى تمكين المراقبين من الوصول الى كل المناطق السورية، الا انها رفضت التعليق على حصيلة عمل هؤلاء المراقبين حتى الآن.

ورداً على التعليقات الاولية التي صدرت عن رئيس بعثة المراقبين واعتبر فيها ان زيارته الاولى الى حمص كانت “جيدة”، قال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر “انه ليس سوى اليوم الاول ولم يشمل سوى حي صغير في حمص”.

وتابع المتحدث الاميركي “لا بد من السماح للمراقبين بالانتشار ولنتركهم يقومون بعملهم واعطاء حكمهم”، مضيفا “من المهم ان يتمكنوا من الوصول الى كل المناطق للقيام بتحقيق كامل”، مطالبا بأن يتمكن المراقبون من الالتقاء بـ”اكبر عدد ممكن من المعارضين”.

وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان السلطات الروسية “على تواصل دائم مع المسؤولين السوريين وندعوهم الى التعاون بشكل تام مع مراقبي الجامعة العربية وتوفير شروط عمل سهلة تمنح اكبر قدر من الحرية”.

أما وزارة الخارجية الفرنسية فرأت ان المراقبين العرب لم يمكثوا الا فترة قصيرة في حمص للتمكن “من التحقق من الوضع” على الارض ولم يحولوا دون مواصلة حملة القمع في هذه المدينة.

وقال المتحدث باسم الوزارة “على المراقبين العرب العودة دون تأخر الى هذه المدينة والتمكن من التنقل بحرية في كافة احيائها ومن اجراء الاتصالات اللازمة مع كافة السكان”.

واتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” المدافعة عن حقوق الانسان، النظام السوري بأنه قام بنقل ربما مئات المعتقلين الى مواقع محظورة على مراقبي جامعة الدول العربية، داعية الجامعة الى المطالبة “بدخول كل مواقع الاعتقال” بموجب اتفاقها المبرم مع دمشق.

ميدانياً، قالت صفحة “لجان التنسيق المحلية في سوريا” على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” أمس، إن عدد شهداء سوريا وصل أمس إلى خمسة عشر شهيداً بينهم طفلان، خمسة شهداء من حمص، شهيدان في كل من حلب، حماه وريف دمشق “دوما وعربين”، وشهيد في كل من درعا، ادلب واللاذقية.

وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن اربعة جنود سوريين قتلوا وجرح 12 آخرون في كمين نصبته صباح امس مجموعة منشقة” لقافلة للجيش وقوات الامن في محافظة درعا جنوب سوريا.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي)

تصريحات الدابي حول حمص وماضيه يثيران قلق سكان المدينة والمعارضين

“هيومن رايتس”: السلطات السورية أخفت المعتقلين عن أعين المراقبين

اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” المدافعة عن حقوق الانسان امس النظام السوري بانه قام بنقل عدد كبير من المعتقلين الى مواقع محظورة على مراقبي الجامعة العربية الذين يقومون حاليا بمهمة في سوريا، فيما أثارت تصريحات رئيس البعثة الجنرال السوداني محمد أحمد مصطفى الدابي عن ان المراقبين لم يروا شيئا مخيفا في حمص، وماضيه المبني على تجربته في دارفور، قلق المواطنين السوريين، وخصوصا في حمص، وكذلك المعارضة السورية.

وقالت “رايتس ووتش” ان السلطات السورية نقلت ربما مئات المعتقلين الى مواقع عسكرية ممنوعة على المراقبين العرب الذي وصلوا الاثنين الى البلاد، داعية الجامعة العربية الى المطالبة “بدخول كل مواقع” الاعتقال “بموجب اتفاقها المبرم مع الحكومة السورية”.

وكتبت مدير قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا في المنظمة ساره ليا ويتسن، في بيان، ان “الحكومة السورية اظهرت انها لن تتراجع أمام اي شىء لعرقلة مراقبة مستقلة للقمع الذي تمارسه”، داعية الجامعة العربية الى “الرد على هذه الحجج والاصرار بشكل واضح على الوصول الى كل المعتقلين”.

وقال احد افراد قوات الامن السورية في حمص، لـ”هيومن رايتس ووتش” بعد توقيع البروتوكول ان مدير سجن المدينة امر بنقل معتقلين. واضاف المصدر نفسه ان بين 400 و600 معتقل نقلوا في 21 و22 كانون الاول (ديسمبر) الى مراكز اعتقال اخرى وخصوصا الى مركز عسكري لانتاج الصواريخ يقع في زيدل قرب حمص.

ونقل عن المسؤول الذي لم يكشف عن هويته القول ان “عمليات النقل تمت على دفعات”، موضحا ان “بعض المعتقلين نقلوا في سيارات جيب مدنية بينما نقل اخرون في شاحنات بضائع”.

وتابع هذا المصدر “كنت اقوم بتجميع المعتقلين ووضعهم في الشاحنات والاوامر التي صدرت من مدير السجن كانت تقضي بنقل المعتقلين المهمين الى خارجه”.

وقالت هيومن رايتس ووتش ان تلك الرواية يؤكدها شهود اخرون بينهم معتقل قال ان “بين 150 شخصا يحتجزون في احد المواقع اشخاصا كانوا يعملون مع صحافيين فضلا عن منشقين ومحتجين”.

واعتبرت ساره ليا ويتسن ان “خداع سوريا يجعل من الضرورة على الجامعة العربية ان تضع خطوطا واضحة فيما يتعلق بضرورة الوصول الى المعتقلين، على ان تكون (الجامعة) مستعدة للجهر بالقول حينما يتم تجاوز تلك الخطوط”. كما قال الضابط الامني لهيومن رايتس ووتش ان الحكومة السورية اصدرت بطاقات امنية لمسؤوليها العسكريين، معتبرة ان ذلك يشكل “انتهاكا للاتفاق مع الجامعة العربية”.

واوضحت ويتسن ان “التغطية على وجود عناصر الجيش بارتدائهم زي الشرطة لا يعد استجابة لدعوة الجامعة العربية سحب الجيش” من الشوارع.

ودعت الجامعة العربية الى “تجاوز الخداع الحكومي السوري بالضغط للمطالبة بالوصول الى اي مكان يحتجز فيه معتقلون وصولا كاملا”.

وفضلا عن إخفاء المعتقلين، فإن القوات السورية أخفت دباباتها وآلياتها العسكرية خلال زيارة الوفد الى حمص اول من امس في مبان حكومية، فيما لم يزر الوفد الأحياء الساخنة في المدينة.

وقد أثارت الزيارة القصيرة للوفد وكذلك اختيار الدابي، الذي يحمل فريق بالجيش السوداني ليرأس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية الى سوريا قلق نشطاء يقولون إن تحدي السودان نفسه لمحكمة جرائم الحرب يعني أن من غير المرجح أن يوصي المراقبون باتخاذ إجراءات قوية ضد الرئيس السوري بشار الأسد، وهو أمر يضاف إليه تصريحات الدابي نفسه أمس التي زعم فيها ان لا شيء مخيفا في حمص.

وتقول الجامعة العربية إن الدابي يوفر خبرة عسكرية وديبلوماسية مهمة لبعثتها التي لم يسبق لها مثيل وتتولى التحقق من التزام الأسد باتفاق لإنهاء الحملة التي تشنها سوريا على المحتجين.

لكن بعض منتقدي الخرطوم يقولون إن من المستحيل تصور أن يوصي فريق أول سوداني بتدخل خارجي قوي ناهيك عن الإحالة لمحكمة دولية للتصدي لانتهاكات لحقوق الانسان في دولة عربية شقيقة.

وقال اريك ريفز، الاستاذ في كلية “سميث كوليدج” بماساتشوستس الذي درس شؤون السودان وكتب انتقادات عنيفة لحكومته، إن اختيار الدابي مؤشر على أن الجامعة العربية ربما لا تريد أن يصل مراقبوها لنتائج تجبرها على القيام بتحرك أقوى.

وتولى الدابي مناصب رفيعة بالجيش والحكومة في السودان بما في ذلك في منطقة دارفور حيث قال مدعي المحكمة الجنائية الدولية إن الجيش ارتكب جرائم حرب وتقول الأمم المتحدة إن 300 الف شخص ربما ماتوا هناك.

كما تولى رئاسة المخابرات العسكرية السودانية عام 1989 في اليوم الذي استولى فيه البشير على الحكم من خلال انقلاب ثم شغل منصب مدير الأمن الخارجي بجهاز الأمن السوداني وتولى بعد ذلك منصب نائب رئيس أركان الجيش السوداني للعمليات الحربية منذ عام 1996 الى 1999 .

وكذلك تولى أربعة مناصب متصلة بدارفور على الأقل منها منسق بين الخرطوم وقوات حفظ السلام الدولية التي أرسلت بعد أن حمل متمردون يشكون من الإهمال السياسي والاقتصادي السلاح في المنطقة النائية الواقعة بغرب السودان.

وعمل سفيرا للسودان منذ عام 1999 الى عام 2004 في قطر وهي الدولة التي قادت جهود صياغة رد الجامعة العربية على سوريا والذي جاء صارما على نحو غير معتاد.

وتوجه الدابي (63 عاما) الى دمشق ليقود نحو 150 مراقبا يقيمون ما اذا كانت سوريا تنهي حملتها على المحتجين المستمرة منذ تسعة اشهر فيما يمثل أول تدخل خارجي في البلاد بعد الاضطرابات التي تقول الأمم المتحدة إنها أسفرت عن مقتل خمسة آلاف شخص.

وقالت جيهان هنري، الباحثة المتخصصة في الشؤون السودانية بمنظمة “هيومان رايتس ووتش” إن الدابي بوصفه رئيسا للمخابرات العسكرية السودانية في التسعينات “كان بالتأكيد في موقع يتيح له أن يعرف ماذا كانت أجهزة الأمن تفعل حينذاك”.

وما يثير القلق، غير ماضيه، تصريحاته الاخيرة، حيث قال امس ان اعضاء الوفد لم يروا شيئا مخيفا في مدينة حمص لكن الكثير من سكانها قالوا إنهم بدأوا يفقدون الثقة في المراقبين بالفعل، مشيرا الى ان ان فريقه يحتاج لمزيد من الوقت لتفقد حمص قبل إصدار حكم نهائي لكن مقيمين في منطقة بابا عمرو التي تفقدها الوفد قالوا إنهم يشعرون بأن المراقبين لا يستجيبون لشكاواهم.

وأوضح الدابي بالهاتف لوكالة “رويترز” امس “كانت هناك مناطق الحالة فيها تعبانة (غير جيدة) لكن اعضاء الوفد لم يروا شيئا مخيفا.” وتابع أن الوضع كان هادئا ولم تكن هناك اشتباكات اثناء وجود البعثة.

لكن ناشطا وأحد المقيمين في بابا عمرو، إسمه عمر، قال: “شعرت بأنهم (المراقبين) لم يعترفوا حقا بما رأوه. ربما لديهم أوامر بالا يظهروا تعاطفا. لكن لم يكونوا متحمسين للاستماع الى روايات الناس”. وأضاف “شعرنا بأننا نصرخ في الفراغ.. علقنا أملنا على الجامعة العربية كلها… لكن هؤلاء المراقبين لا يفهمون فيما يبدو كيف يعمل النظام ولا يبدو عليهم اهتمام بالمعاناة والموت اللذين تعرض لهما الناس”.

وأكد نشطاء أنهم عرضوا على البعثة مباني تحمل آثار الأعيرة النارية وقذائف المورتر وأشاروا الى ما قالوا إنها دبابات لكن الجولة استغرقت ساعتين فقط.

وقال الدابي إن فريقه لم ير دبابات وإنما بعض المدرعات، وأن المراقبين يعتزمون زيارة بابا عمرو مرة أخرى. وأضاف “الحالة مطمئنة حتى الآن… لكن يجب أن تنتبهوا ان هذا هو اليوم الأول ونحتاج الى وقت وفريقنا 20 شخصا وسيستمرون لوقت طويل في حمص”.

وزار المراقبون عائلات أشخاص قتلوا في أعمال العنف في الآونة الأخيرة علاوة على بعض المصابين.

وقال رئيس “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن، إن معظم سكان بابا عمرو يشعرون بخيبة الأمل اذ كان يجب أن تمنح البعثة المزيد من الوقت. وأضاف أن المراقبين بحاجة الى أن تتاح لهم الفرصة ليس لفترة طويلة جدا وإنما لفترة طويلة بما يكفي للقيام بالتفتيش قبل إصدار الأحكام. وتابع أنه لا يمكن الحكم عليهم بناء على يوم واحد.

وغضب سكان في بابا عمرو من أنهم فشلوا في إقناع المراقبين بزيارة الأحياء الاكثر تضررا بالمنطقة.

وأظهر مقطع فيديو نشر على الانترنت اول من امس المراقبين وهم يتجولون خارج حي في بابا عمرو حيث صاح فيهم سكان غاضبون وجذبوا أحدهم من سترته وناشدوهم دخول أحيائهم فيما سمع دوي إطلاق نيران في الخلفية.

وقال مقيم في حمص إن “الشيء الوحيد الطيب الذي تمخضت عنه هذه الزيارة هو أننا استطعنا إدخال إمدادات غذائية للحي ومناطق أخرى”. (أ ف ب، رويترز)

قتلى جدد وتشكيك أمريكي فرنسي و50 خليجياً إلى دمشق الأسبوع المقبل

المراقبون العرب ينتشرون في 5 مدن سورية

أكدت جامعة الدول العربية أمس، أن بعثة المراقبين العرب، تواصل عملها لليوم الثاني بطريقة جيدة، وبتسهيلات كاملة من الحكومة السورية، وأوضحت أنه تم توزيع فرق المراقبين على خمس مناطق، هي حمص وحلب وإدلب ودرعا وحماة . في وقت سقط قتلى جدد بينهم مدنيون وعسكريون في مناطق سورية عدة، وبرزت ردود فعل دولية على عمل المراقبين أبرزها من فرنسا والولايات المتحدة اللتين شككتا في نجاح المهمة، وروسيا التي دعت دمشق إلى تسهيل عمل المراقبين إلى أقصى الحدود فيما أعلنت الجامعة أن وفداً من 50 مراقباً من مجلس التعاون الخليجي سينضمون إلى المراقبين الأسبوع المقبل .

وقال رئيس غرفة عمليات الجامعة المتابعة لعمل بعثة المراقبين عدنان الخضير إن “التقارير من رئيس البعثة، الفريق محمد أحمد الدابي، مطمئنة من حيث عمل الفريق، وإن الجانب السوري ييسر كل الأمور” . وأكد أن “الفريق يعمل بكل حرية وبكامل صلاحياته المنصوص عليها في البروتوكول وبمساعدة الحكومة السورية”، وقال إن “الدابي أبلغ الجامعة أن ما تم عمله هو إنجاز كبير ونجاح نتمنى أن يستمر، ويتحسن العمل بالتسهيلات الموجودة في البروتوكول” . وأشار إلى أن “أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، التقى وفدين من الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي، برئاسة الأمين العام المساعد للشؤون العسكرية اللواء خليفة الزعابي، والوفد الثاني عراقي برئاسة اللواء صادق جعفر الوائلي، لإطلاعهم على مهام البعثة” . وقال إن “وفدا من 50 مراقباً من مجلس التعاون سينضمون إلى الفوج الأول للبعثة الأسبوع المقبل” .

وكان المراقبون زاروا مناطق بينها حي بابا عمرو في حمص (وسط) الذي دخله عدد منهم، وقال الدابي إن مراقبي الجامعة سيبدأون اعتباراً من مساء الأربعاء التحرك في درعا (جنوب) وإدلب وحماة (شمال) . وأضاف أن “16 مراقباً إضافياً وصلوا، وسنواصل مع الجامعة دفع المجموعات الأخرى خطوة خطوة حتى تتم تغطية كل سوريا” . وتابع أن أعضاء الوفد لم يروا شيئاً مخيفاً في حمص، وأضاف أن فريقه يحتاج لمزيد من الوقت قبل إصدار حكم نهائي .

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن فريق المراقبين دخل حي بابا عمرو . وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن إن “بعض المراقبين دخلوا إلى بابا عمرو في نهاية المطاف” . وأوضح أن أهالي بابا عمرو “طلبوا من رئيس اللجنة أن يدخل لمقابلة أهالي الضحايا وليس فقط البعثيين” . وناشدوا اللجنة الدولية للصليب الأحمر “تأمين علاج آمن للجرحى وعددهم نحو مئتين” .

دولياً، دعت روسيا سوريا إلى منح مراقبي الجامعة أقصى درجة من الحرية . وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي عقده ونظيره المصري محمد كامل عمرو في موسكو “إننا على تواصل دائم مع المسؤولين السوريين وندعوهم إلى التعاون بشكل تام مع مراقبي الجامعة وإيجاد شروط عمل سهلة تمنح أكبر قدر من الحرية” .

وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن المراقبين لم يمكثوا إلا فترة قصيرة في حمص للتمكن “من التحقق من الوضع”، ولم يحولوا دون مواصلة حملة القمع . واتهمت الولايات المتحدة النظام السوري بتصعيد أعمال القمع قبيل وصول مراقبي الجامعة، وأعربت عن أملها أن “يظهر المراقبون شجاعة في عمليات بحثهم لكشف حقيقة ما يحصل” . مؤكدة أن الولايات المتحدة “تطالب السلطات السورية بأن تسمح للمراقبين بالوصول إلى السوريين من دون قيود” .

ميدانياً، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 4 جنود قتلوا وجرح 12 في كمين نصبته “مجموعة منشقة” لقافلة للجيش وقوات الأمن في درعا (جنوب)، وفي إدلب، قتل 6 عمال وأصيب 4 آخرون في انفجار عبوتين ناسفتين على جانبي طريق حلب اللاذقية . وفي حمص، سقط ثلاثة قتلى في القصير، وأوضحت مصادر رسمية أن 3 من مهربي السلاح لبنانيي الجنسية أطلقوا النار على قوات حرس الحدود وحصل اشتباك في معبر غير شرعي، وأوضحت أن المسلحين قتلوا .

واجبنا تجاه سـوريا

افتتاحية “ال باييس” الإسبانية

حصد القمع الذي يقوم به نظام بشار الأسد السوري ضد شعبه ، حصـد يوم أمس عشرين آخرين من الضحايا في مدينة حمص، وهي واحدة من أكـثر المدن معاناة منذ بداية الثـورة. قبل بضعة أيام فقط، أسفر اعتداء، نسبته السلطات السورية إلى القاعدة، عن خمسين ضحية في دمشق العاصمة. تتزامن هذه الدوامة من العنف مع وصول بعثة من المراقبين التابعين لجامعة الدول العربية إلى البلاد، وهم مكلفون بالتحقق من تنفيذ خطة تسعى لإيجاد مخرج متفاوض عليه للأزمة ويتوقع بندها الأول إنهاءً لأعمال القمع.

كائناً من كان المسؤولون عن الاعتداء في دمشق، فإن بشار الأسـد لا يستطيع التذرع بهذه المذبحة التي لا يمكن تسويغها، لتسويغ تلك التي يقوم هو نفسه بارتكابها ضد أولئك الذين يتطاهرون بشكل سلمي مطالبين بتنحيه. إنهم الآن ما يقرب من خمسة آلاف أولئك السوريون الذين فقدوا حياتهم على أيدي الجيش وقوات الأمن، حسب الإحصاء الذي قامت به الأمـم المتحدة، وهو رقم يُظهِر حجم وحشية النظـام السوري، و ليس قوتـه. ليس هناك أي مخرج سياسي ممكن مع بقاء بشار الأسـد في السلطة، وعليه، فإن محاولته لكسب الوقت عن طريق إجراءات تجميلية تسعى لدفـع المعارضة للتنـازل ولجعل المجتمع الدولي ينصاع لأية تسوية، لن تكون مجدية.

لقد أثبت ما يجري في حمص، وفي مدن أخرى كذلك، أن المعارضة لا تبدو مستعدة للتخلي عن مطلبها بمغادرة الأسـد. والمجتمع الدولي، من جانبه، لم يقم أيضاً بخطوات تستجيب لآمال الديكتاتور في أن تستدعي الانتصارات الانتخابية المؤكدة للإسلاميين في تونس، والأكثر من مرجّحة في مصر، إعادة النظر بمساندة تطلعات المتظاهرين في سـوريا. إن رفض القمع المنفلت من كل عقال الذي يقوم به الأسـد لا يمكن أن يتراجع أمام الخشية مما سيحدث بعد رحيله.

كانت خطة الجامعة العربية الأمل الأخير للأسـد، وليس للعملية الانتقالية والتحول في سـوريا. فالأخيرة ستبدأ عاجلاً وليس آجلاً والشيء الوحيد الذي يبقى على المحك لسوء الحظ هو حجم العذاب الذي ستكلفه. لقد انتهى وقت بشار الأسـد في اللحظة نفسها التي أسقط فيها القمعُ الضاري الضحيةَ الأولى. والآلاف الذين ألحقهم بتلك الضحية منذ تلك اللحظة لم يكونوا إلا دافعاً ليتحوَّلَ الدعم الدولي للمتظاهرين إلى واجب أخلاقي وليس واجباً سياسياً فقط.

ترجمة : الحدرامي الأميني

إفتتاحية صحيفة “ال باييس” الإسبانية على:

www.elpais.com/articulo/opin…

“جامعة الدول العربية”: بعثة المراقبين باشرت عملها بسوريا… وتتعرض فعلاً لاطلاق النار

أوضحت “جامعة الدول العربية” على لسان رئيس غرفة العمليات الخاصة بعمل بعثة مراقبيها إلى سوريا، السفير عدنان الخضير أنَّ “تصريحات رئيس بعثة مراقبي الجامعة الفريق أول محمد الدابي حول “اطمئنان الوضع في سوريا” كان يقصد فيها “التزام الحكومة السورية تجاه البعثة وليس ما يجري على الأرض”.

الخضير، وفي تصريحات للصحافيين، قال: “إنَّ بعثة المراقبين تباشر عملها على أرض الواقع وتتعرض فعلاً لاطلاق النار إلَّا أنَّها لم تحدد الجهة ويتم التحقق بشأنه”. وعن البعثات اللاحقة التي ستتوجه إلى سوريا خلال الأيام المقبلة، أشار إلى “وجود 28 مراقباً عربياً قد لحقوا بوفد البعثة الذي سافر خلال اليومين الماضيين”، كاشفاً عن “الاستعداد لارسال وفد آخر من المراقبين يصل عددهم لأكثر من 40 مراقباً من دول مجلس التعاون الخليجي والعراق وسيتلقون تعليماتهم من رئيس البعثة في سوريا”.

وحول الوضع الميداني للبعثة قال الخضير: “إنَّ البعثة تواصل عملها في المناطق السورية وتوجهت اليوم الخميس إلى عدد من المحافظات وهي درعا وإدلب وريف دمشق بالاضافة إلى حمص التي تم زيارتها”، لافتاً إلى أنَّ “جامعة الدول العربية زودت البعثة في سوريا بكل وسائل الرصد والتوثيق من حيث كاميرات التصوير الفوتوغرافي والفيديو وكافة وسائل التنقل كما زود العراق أيضاً البعثة بـ10 سيارات بالاضافة إلى خمس سيارات من دول مجلس التعاون الخليجي ستقدم للبعثة في وقت لاحق”.

(كونا)

المانيا طالبت الحكومة السورية بعدم تقييد حركة مراقبي “جامعة الدول العربية

أكَّد وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله، بحسب ما نقل عنه متحدث باسم الوزراة أنَّ “توقف أعمال العنف في سوريا وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين يمثل أهمية قصوى يأمل المجتمع الدولي أن يُساهم عمل بعثة مراقبي “جامعة الدول العربية” في ذلك”، مضيفاً: “نطالب حكومة دمشق بالسماح للمراقبين بالعبور ليس فقط إلى جميع المناطق السورية ومن بينها مدينة حمص ومدن سورية أخرى والسماح كذلك بمقابلة ممثلي المعارضة والمجتمع المدني والمعتقلين السياسيين”.

وناشد الوزير الألماني مراقبي “جامعة الدول العربية” بعدم التسرع في القيام بمهامهم، مشدداً على “أهمية قيام مراقبي البعثة بمهامهم بدقة وتقديم تقارير شفافة وغير مجملة عن الوضع في المناطق السورية”.

(كونا)

غليون: هدف البعثة ليس مجرد المراقبة ولكن التأكد من تطبيق بنود الاتفاق العربي

أكد رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون أنّ “الأمور ستبدو أكثر وضوحاً بالنسبة للبعثة (المراقبين) العربية إلى سوريا خلال الأيام القادمة”، معتبراً أن “هدف البعثة ليس مجرد المراقبة ولكن التأكد من تطبيق بنود الإتفاق العربي”.

غليون، وبعد لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بالقاهرة، شدّد على “أهمية متابعة ملف المعتقلين”، مبدياً تخوفه من أن “يلجأ النظام السوري إلى تصفية المعتقلين لإخفاء حقيقة اعتقالهم”.

مقتل ثلاثة سوريين وإصابة 20 في دوما مع وصول المراقبين العرب إليها

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان “مقتل ثلاثة مواطنين وإصابة نحو عشرين آخرين في مدينة دوما بريف دمشق بجراح جراء إطلاق قوات الأمن السورية النار على عشرات آلاف المتظاهرين في ساحة الجامع الكبير مع وصول لجنة المراقبين العرب الى مبنى بلدية دوما”، مشيراً إلى “محاصرة النساء داخل الجامع” في حين “سُمع صوت إطلاق رصاص كثيف في حي الحجارية”.

(أ.ف.ب.)

سميح شقير يطلق “قربنا يا الحرية

أطلق المغني السوري سميح شقير مؤخرا أغنية جديدة مصورة على موقع يوتيوب تحمل عنوان “قربنا يا الحرية” يستعيد فيها أبرز هتافات الثورة السورية، من شعارها الأشهر “الشعب السوري ما بينذل” إلى “سوريا بدها حرية”.

وتتوجه كلمات الأغنية -التي كتبها ولحنها شقير- في أحد مقاطعها بتحية إلى رسام الكاريكاتير السوري المعروف علي فرازات وإلى مغني مدينة حماة إبراهيم قاشوش حين يقول: “قربنا يا الحرية.. مهرك كان غالي علي .. دم الشهدا فداكي.. ننساهم لو فينا ننساكي.. ما ننساهم .. شو عملتوا بإيدين الرسام.. بالأطفال.. بحنجرة المغني”.

وقال شقير لوكالة الصحافة الفرنسية “لا أفكر بأهداف للأغنية لأني أكتب وألحن تحت تأثير مشاعري التي أحاول تحريرها وإطلاقها على شكل عمل فني.. وما يهمني هو الوصول إلى خلق فني يعبر عما يشغل روحي”.

ووصف أغنيته الجديدة بقوله “الجملة الموسيقية في البداية هي بصوت الناي، أحسست بأن اللحن عندما يعزف بالناي يشبه الحرية حقا.. تتداخل الأصوات مع النداء المنفرد ليشكلا تظاهرة موسيقية تحمل نداء الجموع”.

أغنيات حارة ومواكبة

واعتبر الفنان -الذي يقيم ويعمل حاليا في باريس- أن الثورات العربية غيرت خططه الموسيقية، فهو كان بدأ يُدخل “إحساس الجاز” في أعماله لولا الثورات العربية التي دفعته إلى “الالتحام بأجوائها”، موضحا “غنيت لها ضمن ظروف فقيرة إنتاجيا ولكنها حارة ومواكبة، وما زلت أقدم بهذا الأسلوب وأحمل أغنياتي الجديدة على موقع يوتيوب”.

وعن أغنيته “يا حيف” التي تعتبر العمل الغنائي الأول الذي واكب الثورة السورية، قال شقير “توقعت أن يكون تأثيرها شديدا لأن دموعي لم تتوقف عن الانهمار طوال تأليفها.. فموضوعها على واقعيته يحمل تراجيديا حارقة لمصائر بشر يعنون لنا الكثير، هم أهلنا وإخوتنا ومستقبل وطن لا نملك سواه”.

ولدى سؤاله عن إحساسه عند رؤية عنوان أغنيته “يا حيف” على لافتات المظاهرات والجدران في سوريا، قال “كنت أشعر بأنني أزلت الغبار عن مفردة متوهجة بالمعنى.. مفردة تختزنها الذاكرة الجمعية ولا تمر من دون أن تترك أثرا”.

وأوضح “هي مفردة حميمة قديمة، كل ما في الأمر أنني أعدت توظيفها جماليا كصرخة في وجه القساة والمتوحشين. ولا شك أنني أعتز بإعادتها للتداول”.

اتهام سوريا بإخفاء المعتقلين عن المراقبين

اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان السلطات السورية بإخفاء المئات من المعتقلين بعيدا عن أنظار مراقبي الجامعة العربية الذين يعكفون على تقييم الأوضاع لمعرفة ما إذا كانت الحكومة هناك توفي بوعدها الذي قطعته لوضع حد لأعمال القمع العنيفة ضد الاحتجاجات التي جاوزت شهرها التاسع.

ففي بيان أصدرته مؤخرا، قالت المنظمة إن المعتقلين جرى نقلهم إلى قواعد عسكرية محظور دخولها، وحثت الجامعة العربية على الإصرار على دخول جميع المعتقلات.

ويدعم البيان التهم التي ساقها نشطاء في المعارضة السورية يقولون إن الحكومة تحاول تضليل بعثة مراقبي الجامعة العربية.

من جانبهم، أشار مسؤولون سوريون إلى أن المراقبين سيُحظون بحرية التنقل لجميع الأماكن ما عدا المواقع العسكرية الحساسة.

وأبلغ ضابط أمن في مدينة حمص المضطربة حيث بدأ المراقبون مهمتهم، منظمة هيومن رايتس ووتش، بأنه تلقى أوامر من مدير السجن الذي يعمل فيه يطلب فيها المساعدة بترحيل ما بين أربعمائة وستمائة معتقل إلى مواقع أخرى .

ونسب بيان هيومن رايتس إلى الضابط قوله إن المعتقلين نُقلوا في سيارات جيب مدنية وشاحنات إلى مصنع للصواريخ في قرية زيدل شرقي حمص.

وذكرت المنظمة الحقوقية أن شهودا آخرين أكدوا رواية الضابط.

في ظل تصاعد عنف السلطات المراقبون أمام انتقاد المعارضة السورية

تناولت بعض الصحف البريطانية الأزمة المتفاقمة التي تشهدها سوريا في ظل الثورة الشعبية من أجل الديمقراطية والتي تطالب بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأشارت بعض الصحف إلى ما وصفتها بالأزمة التي تمر بها بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا.

فقد أشارت صحيفة ذي ديلي تلغراف إلى ما وصفتها بالأزمة التي تمر بها بعثة جامعة الدول العربية إلى سوريا، وذلك في ظل انتقادات المعارضة لأدائها، وتصاعد موجة عنف السلطات وتزايد أعداد القتلى من المدنيين الثائرين.

وفي حين نسبت ذي ديلي تلغراف إلى رئيس بعثة المراقبين محمد مصطفى الدابي قوله إن بعض المناطق في مدينة حمص التي زارتها البعثة تشهد مظاهر فوضى، قالت إن المعارضة السورية منعت مجموعة من المراقبين من دخول حي بابا عمرو في المدينة المحاصرة، وذلك لأن ضابطا برتبة مقدم في الجيش السوري يرافق المراقبين.

وأما المراقبون الذين دخلوا حي بابا عمور بعد أن تخلوا عن صحبة الضابط السوري، فتقول الصحيفة إنهم لم يتمكنوا من تفقد منشأة سرية تضم في داخلها معتقلين مدنيين تحتجزهم سلطات الأسد.

انتقادات للبعثة

وفي حين أشارت ذي ديلي تلغراف إلى أن المعارضة وجهت انتقادات للبعثة بدعوى أنها بدأت تفقد مصداقيتها، نسبت الصحيفة إلى عضو المجلس الوطني السوري الأكاديمي رضوان زيادة قوله إن البعثة لا تملك القدرة ولا الخبرة لإيقاف عنف نظام الأسد ضد الشعب السوري.

وأضاف زيادة أن الشعب السوري الثائر من أجل الديمقراطية الذي يتعرض للقتل والتعذيب والاعتقال على أيدي نظام الأسد هو أحوج ما يكون إلى التدخل الدولي، وإلى إيجاد منطقة عازلة على طول الحدود التركية، في ظل تصاعد أعمال العنف ضد المدنيين الثائرين، وتفاقم الأزمة في البلاد.

من جانبها أشارت صحيفة فايننشال تايمز إلى الانتقادات التي وجهتها المعارضة إلى كبير مراقبي جامعة الدول العربية الجنرال السوداني المتقاعد الدابي، وذلك إثر تصريحاته المتمثلة في قوله إن الأوضاع في مدينة حمص المحاصرة تبدو مطمئنة.

إحدى الناشطات

وأما المواطنة السورية هبة، وهي إحدى الناشطات الثائرات في حمص -المدينة التي لاقى أكثر من ألف شخص من أهاليها حتفهم على أيدي سلطات الأسد- فتساءلت عن الكيفية التي حكم من خلالها كبير المراقبين بأن الأوضاع في حمص تبعث على الطمأنينة وهو يرى الدبابات ويسمع أصوات القصف في كل مكان في نفس اللحظة.

وفي حين نسبت الصحيفة إلى خالد كامل أحد المسؤولين في المجلس الوطني السوري المعارض قوله إن المجلس عارض تعيين الدابي في مهمة البعثة منذ البداية، أشارت فايننشال تايمز إلى تصريح لأحد مسؤولي الجامعة بأنه من المبكر الحكم على أداء البعثة ورئيسها.

                      ديلي تلغراف+فايننشال تايمز

انتقاد للمراقبين بسوريا وقتلى جدد اليوم

عبر المرصد السوري لحقوق الإنسان عن خوفه من تحول لجنة المراقبين العرب التي تزور سوريا “إلى لجنة شهود زور لما يجري في سوريا” في وقت طالب رئيس اللجنة بمنح فريقه “مزيدا من الوقت” بينما قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 13 شخصا قتلوا برصاص الأمن في مناطق سورية مختلفة اليوم.

وكانت الهيئة العامة للثورة السورية قد أكدت أن عدد القتلى بسوريا أمس بلغ 28 شخصا على الأقل -بينهم ثلاثة أطفال- قتلوا برصاص الجيش وقوات الأمن.

واعتبر رئيس المرصد رامي عبد الرحمن أن الدبابات التي سحبها النظام السوري من حمص قبل سويعات من قدوم المراقبين، يمكن أن تنتشر بالمدينة في أقل من خمس دقائق، وطالب المراقبين بأن يهتموا بمصير عشرات الآلاف ممن اعتقلهم النظام منذ بداية الثورة في مارس/ آذار الماضي.

وقال عبد الرحمن إن معظم سكان بابا عمرو يشعرون بخيبة الأمل، إذ كان يجب أن تمنح البعثة المزيد من الوقت، لأن المراقبين بحاجة إلى أن تتاح لهم الفرصة فترة طويلة بما يكفي للقيام بالتفتيش قبل إصدار الأحكام.

في المقابل طالب رئيس بعثة المراقبين محمد أحمد الدابي النشطاء بإمهال فريقه مزيدا من الوقت، وقال لوكالة رويترز “يجب أن تنتبهوا أن هذا هو اليوم الأول ونحتاج إلى وقت” وأشار إلى أن فريقا مكونا من عشرين شخصا سيستمرون لوقت طويل في حمص.

وتقول الجامعة العربية إن البعثة بحاجة لنحو أسبوع لتحديد ما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد ملتزما بتعهده بسحب دباباته وقواته وإطلاق سراح السجناء وبدء حوار مع المعارضة.

تحلي بالصبر

من جانبه دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر النشطاء إلى التحلي بالصبر على خلفية اتهامهم البعثة في ثاني يوم لها بأنها عديمة الفعالية.

وأضاف أن مهمة المراقبين في يومها الأول فقط، ولم تشمل جولتهم سوى حي صغير في حمص، ودعا إلى السماح للمراقبين بالانتشار وتركهم يقومون بعملهم وإعطاء حكمهم، واعتبر أنه من المهم أن يتمكنوا من الوصول إلى كل المناطق للقيام بتحقيق كامل، مطالبا بأن يتمكن المراقبون من الالتقاء بأكبر عدد ممكن من المعارضين.

وحثت روسيا دمشق على السماح لبعثة المراقبين بالتنقل بحرية في أنحاء البلاد، وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري محمد كامل عمرو إن البعثة “يجب أن تكون قادرة على زيارة أي مكان في البلاد وأي بلدة أو قرية، وأن تخلص إلى رأيها المستقل والموضوعي بشأن ما يحدث وأين يحدث”.

ورأت الخارجية الفرنسية أن المراقبين العرب لم يمكثوا إلا فترة قصيرة في حمص للتمكن “من التحقق من الوضع” على الأرض. وطالب المتحدث باسم الوزارة المراقبين العرب بالعودة دون تأخر إلى هذه المدينة، والتمكن من التنقل بحرية في كافة أحيائها وإجراء الاتصالات اللازمة مع كافة السكان.

وقد انضم ستة عشر مراقبا إضافيا إلى خمسين انتشروا في بعض المناطق، ومن المقرر أن يتوجه اليوم أعضاء من فريق المراقبين إلى حماة ودرعا وإدلب ومناطق في ريف دمشق.

مظاهرات وقتلى

من جانب آخر أظهرت صور بثها الناشطون على مواقع الثورة السورية على الإنترنت خروج أهالي مدينة حماة في مظاهرة مسائية نصرة لأهالي حمص. وقال المتظاهرون إنهم عازمون على العودة إلى التظاهر في ساحة العاصي وسط حماة رغم فرض عناصر الأمن طوقا أمنيا حول الساحة، وإطلاقهم النار على كل من يحاول الوصول إليها.

ونقلت صور أخرى على مواقع الثورة السورية مظاهرة لأهالي حي كفر سوسة في العاصمة دمشق حيث طالب المشاركون برحيل نظام الأسد، والنصرة للمدن التي يحاصرها الأمن والجيش.

وفي مدينة القامشلي تجمع عدد من الأهالي في إحدى الساحات العامة للمطالبة برحيل النظام السوري، ومحاسبة المسؤولين عن قتل المدنيين، وفك الحصار المفروض على العديد من المدن والبلدات والقرى.

سقوط 37 قتيلاً برصاص الأمن السوري غالبيتهم في ريف دمشق

مراقبون ينتشرون في حماة ودرعا وإدلب

العربية.نت

أفادت لجان التنسيق المحلية بأن 37 شخصا سقطوا برصاص قوات الأمن السورية خلال مظاهرات اليوم، وأوضحت أن عددا كبيرا من القتلى سقطوا في ريف دمشق، حيث أطلق الأمن النار على تظاهرة كانت تنتظر وصول المراقبين العرب، وذلك فيما دخل إضراب الكرامة مرحلته الثانية اليوم وهي مرحلة العصيان المدني.

وفي ذات السياق أعلن رئيس بعثة المراقبين العرب أن المراقبين سينتشرون في محيط عدة مدن منها درعا وإدلب وحماة.

وشهدت مناطق مختلفة من درعا وإدلب وريف دمشق إضراباً عاماً اليوم تزامناً مع وصول أعضاء من اللجنة العربية إلى هذه المدن، وفي حمص قال ناشطون إن الأمن طوّق حي الخالدية تمهيداً لاقتحامه مع أنباء عن إصابات برصاص القناصة.

وصول مراقبين جُدد

وفي كفر بطنا دخلت حافلات الأمن إلى المنطقة لكسر الإضراب وقامت بتخريب المحال التجارية المغلقة، وفي درعا حاصر الأمن المتظاهرين داخل المعهد التجاري في حي السبيل، فيما قالت لجان تنسيق الثورة إن قوات من الأمن قتلت أمس طالباً بكلية الطب بتهمة مساعدة الجرحى.

هذا وأعلن رئيس بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية محمد مصطفى الدابي أن المراقبين سينتشرون في درعا وإدلب وحماة وفي محيط يتراوح بين 50 و80 كيلومتراً.

كما أعلن رئيس البعثة أيضاً عن وصول 16 مراقباً إضافياً سينضمون إلى 50 آخرين سبقوهم، مؤكداً أنه سيتم العمل مع الجامعة العربية لدفع المجموعات الأخرى من المراقبين خطوة خطوة لتغطية كل سوريا.

وكان الدابي قد طالب أهالي حمص والنشطاء بإمهاله مزيداً من الوقت، لافتاً الى أن 20 من فريقه سيستمرون في العمل لوقت طويل في حمص، وتقول الجامعة العربية إن البعثة بحاجة لنحو أسبوع لتحديد ما إذا كان الأسد ملتزماً بتعهده بسحب دباباته وقواته وإطلاق سراح السجناء وبدء حوار مع المعارضة.

ويبلغ العدد الإجمالي لفريق المراقبين 150 مراقباً، ومن المقرر أن يصل معظمهم بنهاية الأسبوع.

ومن جانبه، قال رئيس المجلس الوطني السوري، برهان غليون، إن الأمور ستبدو أكثر وضوحاً بالنسبة للبعثة العربية إلى سوريا خلال الايام القادمة، وأضاف خلال لقاء جمعه مع الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي في القاهرة، أن هدف البعثة ليس مجرد المراقبة ولكن التأكد من تطبيق بنود الاتفاق العربي.

وشدد غليون على أهمية متابعة ملف المعتقلين، مبدياً تخوفه من أن يلجأ النظام السوري إلى تصفية المعتقلين لإخفاء حقيقة اعتقالهم.

“البسطار العسكري” يغزو شوارع وحارات دمشق ويثير مشاعر الخوف

جنود بعتادهم وأسلحتهم كأنهم متوجهون إلى الحرب

دمشق – جفراء بهاء

هل لنا أن نحلم أن يعود وطننا إلى غرفتنا الهادئة بسلام، وهل لنا أن نعود إلى مساءاتنا مع عائلاتنا حاملين أكلة جديدة للأولاد، وهل لنا أن نشطح بخيالنا إلى نقطة الذروة التي يمكن أن تنسي أطفالنا البسطار العسكري أي (الحذاء العسكري) الذي غزا دمشق.

قبل تسعة أشهر من الآن كان من النادر أن تمشي في شوارع دمشق وتلتقي بأكثر من شخص بالزي العسكري الرسمي، وحتى لو التقيت بواحد أو اثنين فإن هذا اللقاء لا يترك في نفسك أثراً سلبياً كان أو إيجابياً.

والآن وبعد تسعة أشهر من عمر الثورة السورية أصبح من النادر أن تمشي بضع خطوات دون أن تشاهد سيارة عسكرية تحمل عشرة أو أكثر من العساكر لتنزلهم في مكان واحد ولينتشروا بسرعة في ذلك المكان وكأنهم متوجهين إلى الحرب بعتادهم وأسلحتهم الكاملة، يبدأ قلبك بالرجفان وعيونك بالزوغان، ترى ماذا يريدون من التوزع في شارعي الذي أسكنه، هل أصبح لكل مواطن سوري دبابة، ولكل مواطن سوري (بارودة) لتصيبه في مقتله، وهل ندفع كمواطنين صالحين ثمن الرصاص الذي سنقتل به.

هل سنبدأ برؤية الدبابات في شوارع دمشق مترافقة مع البساطير العسكرية، ليصبح لكل مواطن دبابة في الحالة العامة، وربما يتم فرز للمدنيين منا دبابة إلى يسارنا وأخرى على يميننا وواحدة لنقل الأولاد ولكن ليس إلى المدرسة وإنما إلى ملجأ للأيتام.

كل ما يشغل بال أي شخص يمر بجانب ذلك العدد من العساكر في أي من شوارع دمشق هو كيف يمكن له أن يخفي خوفه واضطرابه أمام طفله، وإن كان ذلك يستحق العناء فإنما يستحق العناء أكثر هو محاولة الإجابة بهدوء وروية عن أسئلة الطفل البريئة.

قتلني سؤال طفلي قبل يومين عن سبب حمل ذلك “العمو” للبارودة على كتفه، قتلني شعوري بالعجز أمام طفل لم يبلغ الست سنوات بعد، وما أهانني ربما، أن طفلي هذا كان أشجع مني وحاول أن يفلت من يدي ليركض إلى العسكري مرحباً به معتبراً أنه سيلعب معه لعبة الحرب.

ماذا لو لم أكن أمسك بيده وهرب فجأة باتجاهه، هل سيستوعب لابس البسطار الذي يرتدي عقدة جبينه قبل ملابسه طفلاً من بلده يركض باتجاهه، أجزم بلا.. لن يستوعب ولن يستطيع التفكير لحظة قبل أن يتصرف كأي عسكري يحمل سلاحاً على كتفه.

وجهاً لوجه مع البارودة

وتصادف وجودي يوم الأحد الماضي أمام فندق الشام (مكان إقامة لجنة المراقبين العرب) في نفس اللحظة التي وصلت فيها سيارة مرسيدس سوداء “مفيّمة”، وطبعاً وللوهلة الأولى لم أنتبه لأهمية هذه السيارة إلى أن وقفت أمامي سيارة من نوع (الفان) ملأى بالشباب الذين يرتدون ملابس رسمية، وخلفها وقفت ثلاث سيارات ترجل منها حوالي 8 بالزي العسكري الرسمي حاملين أسلحتهم.

وركض الجميع باتجاه المرسيدس، وهو ما جعلني بالمصادفة وسط كل أولئك الملهوفين على سلامة أحد أعضاء اللجنة الذي يترجل ببطء منها، وربما لم أكن أدرك قبل هذه اللحظة مقدار الخوف الذي بت كفتاة سورية أحمله من مشاهدة كل هذا الكم من العسكريين، ولم يخطر ببالي لحظتها إلا أن أتوجه إلى ذلك الشخص المهم جداً لأسأله: هل أنت خائف من الشعب السوري، أم من هذا الجيش الذي يهرول للحفاظ على سلامتك في وسط دمشق في أكثر المناطق هدوءاً ورقياً..

ربما يظن الكثيرون أن دمشق العاصمة لا تحمل جنين ثورتها، وربما يظن الكثيرون أن الأمور هناك أكثر هدوءاً من أن تنتج أي نشاط ثوري كما بقية المدن السورية، ولكن ما لا يعرفه هؤلاء أن البسطار العسكري غزا الشوارع والحارات، وبات إغلاق الكثير من الشوارع الرئيسية أمراً اعتيادياً مما يشل الحركة داخل المدينة لساعات، عدا عن ذات الشلل الناتج عن المسيرات المؤيدة التي تنطلق دائماً بوسط المدينة بحماية عسكرية مهيبة، ما يجعل أي مواطن سوري طبيعي معارض يسأل نفسه: أين حقي في شوارع مدينتي، وأين حقي في حماية الجيش، وليصل بسرعة إلى نتيجة مفادها “الجيش لهم وليس لنا”.

نشطاء: ارتفاع قتلى الاحتجاجات في سوريا إلى 6000 مع نهاية 2011

مصدر حقوقي: الأرقام الحقيقية قد تزيد على ذلك بكثير

بيروت – محمد زيد مستو

تشير إحصاءات لنشطاء سوريين، أن عدد ضحايا الاحتجاجات الذين قضوا على أيدي السلطات السورية، زاد عن 6 آلاف قتيل مع نهاية العام الجاري معظمهم من المدنيين.

وبحسب موقع إلكتروني متخصص بإحصاء عدد قتلى الاحتجاجات في سوريا، فإن عدد الذين قضوا على أيدي الجيش وقوات الأمن وجهات موالية للحكومة السورية بلغ حوالي 5949 قتيلاً حتى 26 ديسمبر/كانون الأول الجاري، فيما قُتل نحو 80 آخرين خلال اليومين الماضيين حسب مصادر أخرى.

ويحتوي الموقع الإلكتروني الذي يُعرّف نفسه بـ”قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية” الموثقين حسب الاسم والمدينة ومقاطع الفيديو في بعض الأحيان، على ما يقارب6720 مقطع فيديو ومئات الصور الفوتوغرافية لمن قال إنهم “شهداء الثورة” في سوريا.

وبحسب الموقع، الذي قال إنه يعمل على جمع المعلومات من مصادر متعددة بعضها حقوقي، فإن عدد الذكور الذين قتلوا على أيدي الجيش والأمن والميليشيات التابعة لها بلغ 5671 مقابل وفاة ما يربو على 278 امرأة منذ بداية الاحتجاجات المناوئة للحكومة السورية في الخامس عشر من شهر مارس/آذار الماضي. في حين بلغ عدد القتلى من الأطفال أكثر من 400 طفل معظمهم قضى جراء إطلاق النار من قبل قوات الأمن.

وأشار المصدر إلى أن القتلى جلّهم من المدنيين، حيث سقط 5272 مدنياً، فيما بلغ عدد القتلى من العسكريين الذين قضى جزء كبير منهم في محافظة إدلب 677 عسكريا، خلال حملات أمنية عدة شنها الجيش السوري وقوات الأمن على جنود رفضوا إطلاق النار على المدنيين، وأعلنوا انضمامهم للجيش السوري الحر.

عاصمة الثورة

ولا تزال مدينة حمص وسط البلاد التي يطلق عليها المحتجون لقب “عاصمة الثورة السورية” تتصدر قائمة الضحايا منذ اندلاع الثورة بعدد زاد عن 2216 قتيلا إلى نهاية الشهر الجاري، تليها مدينة إدلب التي شهدت أعمالاً عسكرية موسعة للجيش السوري راح ضحيتها 958 قتيلاً، ثم مدينة درعا مهد الشرارة الأولى للاحتجاجات بعدد بلغ 895 قتيلاً خلال الأشهر التسعة الماضية.

ولا تزال مدينة السويداء جنوب البلاد تحافظ على النسبة الأقل من القتلى بعدد يبلغ أربعة قتلى منذ أشهر، حسب الموقع.

وفيما سقط القتلى في سوريا بطرق عديدة منها 745 حالة قتل بطلق ناري، و661 حالة قتل فيها عسكريون جراء رفضهم إطلاق النار على المدنيين، قضى 362 شخصاً آخرين تحت التعذيب، كما قضى آخرون بطرق مختلفة منها الحرق والدهس بالدبابة والقصف المدفعي والطعن بالسكين.

مجازر جماعية

وتشير إحصاءات المصدر إلى تصاعد وتيرة القتل مع بلوغ الثورة شهرها العاشر، لا سيما خلال الشهرين الأخيرين، وبلوغ عدد القتلى خلال الشهر الجاري أكثر من 1000 قتيل.

وقضى العشرات من السوريين في مجازر جماعية قارب عددها نحو 100 مجزرة، أعنفها خلال شهر يوليو/حزيران الماضي في مدينة جسر الشغور بإدلب قُتل فيها 167 شخصاً حسب ذات المصدر.

تأكيدات حقوقية

ومن جهته أكد رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا عمار القربي لـ”العربية.نت” صحة الأرقام الواردة عن تزايد القتلى في سوريا، مشيراً إلى أن منظمته استطاعت توثيق حوالي ستة آلاف حالة قتل خارج القانون بين صفوف المدنيين العزل الذين شاركوا في التظاهرات، إضافة لوجود ثلاثة آلاف حالة اختفاء قسري “لانعرف عنها أي شيء” .

وعبّر القربي عن تخوف كبير من صدمة الأرقام الحقيقية التي ربما تشير لأعداد أكبر من تلك التي أعلنوها، بسبب ما وصفه “العمل غير المريح لأعضاء المنظمة”، وعدم تمكنهم من الإلمام بكل الحالات “وسط جو معاد من السلطة وتحت الرصاص والتهديد بالاعتقال” على حد قوله.

ووفقاً للقربي، فقد لوحظ أن عددا ليس قليلا من بين “الشهداء” هم أطفال، إضافة لأعداد كبيرة تمت تصفيتهم تحت التعذيب، معتبراً أن سوريا “منكوبة بحقوق الإنسان” حالياً والسلطات ترتكب فيها جرائم ضد الإنسانية.

نفي رسمي

وفي حين ذكرت الأمم المتحدة قبيل منتصف الشهر الجاري أن عدد قتلى الاحتجاجات في سوريا ارتفع إلى 5000 آلاف شخص، متهمة الحكومة السورية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال قمعها الاحتجاجات، تتهم الحكومة السورية بدورها جماعات إرهابية مسلحة بقتل عسكريين ورجال أمن، نافية جميع الأرقام التي تحدثت عنها الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان.

وقالت سوريا رداً على الاتهامات التي وجهت لها بممارسة القمع الوحشي للمتظاهرين، إن أكثر من 2000 من أفراد قوات الأمن والجيش قُتلوا في هجمات مسلحة منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للرئيس الأسد.

أوروبا: تريث قبل الحديث عن نتائج مهمة المراقبين العرب

بروكسل (29 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى مصدر أوروبي أنه من المبكر الحديث عن نتائج عمل مهمة بعثة المراقبين العرب المتواجدين حالياً في سورية

وأوضح المصدر في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء الخميس، أن التكتل الأوروبي الموحد يفضل التريث قبل الحكم على نتائج بعثة المراقبين، حيث “لم يمض على بدء عمل البعثة سوى عدة أيام، ومن الحكمة التريث عن إنتهاء مهمتها وإعداد تقريرها”، حسب قوله

وأشار المصدر إلى أن الإتحاد الأوروبي يشدد على ضرورة تنفيذ مبادرة الجامعة العربية “بشكل كامل”، وقال “بالنسبة لنا يبقى الهدف هو وقف العنف وتنفيذ المبادرة بشكل كامل”، على حد تعبيره

وشدد على أن الإتحاد الأوروبي يتابع التعاون مع جامعة الدول العربية وباقي الأطراف الدولية من أجل إيجاد حل للأزمة السورية

ويذكر أن الإتحاد الأوروبي كان فرض سلسلة عقوبات على مسؤولين سوريين وكذلك على هيئات وشركات سورية، كما بذل جهوداً في مجلس الأمن الدولي من أجل الحصول على قرار يدين العنف في سورية، أملاً منه في دفع النظام في دمشق إلى تغيير طريقة تعامله مع حركة الاحتجاجات التي عمت

تيرسي: العقوبات الدولية وبعثة الجامعة العربية تنتج آثاراً إيجابية في سورية

روما (29 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

أعرب وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرسي عن اعتقاد بلاده “بأن العقوبات الدولية وبعثة الجامعة العربية في سورية باتت تنتج آثاراً إيجابية” حسب تعبيره

وأوضح تيرسي في تصريحات متلفزة “أعتقد أنه في إطار النظام السوري باتت تتبلور إذا لم نقل تصدعات، فعلى الأقل ردود فعل بقبول خطة جامعة الدول العربية” مضيفا أن “هذه التغيرات تعطي نوعاً من الفاعلية لما حدث على المستوى الدولي، أي أنه يمكن تغيير الأوضاع الداخلية من خلال الضغط على الدول الأخرى” لهذا ”سنستمر في نظام العقوبات والضغط على النظام” على حد قوله

وفي معرض تعليقه على الربيع العربي، قال الوزير الايطالي ”أعتقد أن بلادنا، والمجتمع الايطالي، وجميع مؤسساتنا، ولا سيما تلك الموجودة في أوروبا بحاجة إلى فهم أفضل لما يحدث في العالم العربي وما بات يتطور نتيجة للربيع العربي” وأضاف “ينبغي أن نصاحب هذا التوتر المفعم الآن بالقيم القوية التي هي من خصوصية البلدان التي شهدت ولادة الربيع العربي والتي لاتزال تتفاعل منذ عام” حسب

إعلان دمشق المعارض: صراع المصالح الإقليمية والدولية يطيل في عمر الأزمة السورية

روما (28 كانون الأول/ ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعرب تجمع إعلان دمشق المعارض عن قناعته بأن صراع المصالح الإقليمية والدولية تطيل في عمر الأزمة السورية وتمنح النظام المزيد من الوقت للقضاء على الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت قبل أكثر من تسعة أشهر وتحولت لثورة تطالب بإسقاط النظام

وشدد التجمع الذي يضم أحزاباً عربية وكردية على ضرورة أن يعتمد السوريون على أنفسهم في نهاية لثورتهم ووقف “بطش” النظام، وإقناع العالم بأحقيتهم بالتغيير

وفي بيان استلمته (آكي) الأربعاء قالت الأمانة العامة لإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي “يبدو أن صراع المصالح بين الدول الفاعلة، إقليمياً ودولياً، سوف يطيل في عمر الأزمة ويمنح النظام متسعاً من الوقت ليوغل في دماء المواطنين”، وشددت على أنه ليس أمام السوريين “إلا الاعتماد على صمودهم وتضحياتهم ودمهم لإقناع العالم بجدارتهم بالحرية والكرامة”، من أجل إرغام المجتمع الدولي “على التحرك لحماية المدنيين وتقييد القوة الغاشمة التي أطلقها النظام للبطش بهم وكسر إرادتهم” حسب تعبيره

وكان عبد الرزاق عيد، رئيس المجلس الوطني لإعلان دمشق في المهجر قد أعرب بعد انقضاء يوم على وجود البعثة العربية في سورية عن تشاؤمه من تصرفات وخطة البعثة العربية المكلفة بتقييم مدى تطبيق دمشق للمبادرة العربية، واتهم اللجنة بالتخاذل والتنسيق مع النظام السوري

سوريا: عشرون قتيلا على الاقل، والمراقبون يزورون خمس مدن

بينما تزور بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية اليوم الخميس خمس مدن سورية بينها حماة التي تقع شمال حمص، وادلب قرب الحدود مع تركيا، ودرعا في الجنوب التي شهدت بداية الاحتجاجات في مارس اذار الماضي، قال ناشطون سوريون إن عشرين شخصا على الاقل قتلوا برصاص قوات الأمن والجيش في مدن مختلفة بما فيها ريف العاصمة دمشق لخروجهم للقاء بعثة المراقبين.

ولم يتسن التأكد من هذه المعلومات من مصادر حكومية أو مستقلة.

ويقول مراسل بي بي سي في دمشق إن دعوات صدرت للتظاهر غدا تحت اسم “جمعة الزحف إلى ساحات الحرية.. من استطاع إليها سبيلا”، مضيفا انه يبدو ان وجود المراقبين قد زاد من حدة العنف بدل اخمادها.

وكان المراقبون قد توزعوا على فرق قوام الواحد منها عشرة مراقبين وتوجهوا الى المدن الخمس التي تشهد صدامات مستمرة بين المحتجين وقوات الامن.

6وكان المراقبون قد تفقدوا يوم امس الاربعاء مدينة حمص التي تعتبر من بؤر العنف في سورية.

وقد سببت التصريحات التي ادلى بها رئيس البعثة الفريق الاول السوداني مصطفى الدابي لغطا عندما قال إنه “لم يشهد ما يخيف” لدى تفقده مدينة حمص.

وقال الدابي لاحقا إنه بحاجة الى المزيد من الوقت لتقييم الموقف في المدينة بشكل واف.

وقد تجمهر المحتجون المناوؤن للحكومة السورية حول المراقبين في حمص مطالبين اياهم بتوفير الحماية لهم.

ويقول المراسلون إنه من المرجح ان يواجه المراقبون مواقف مماثلة اليوم الخميس لدى زيارتهم مدن ادلب وحماة ودرعا.

وكان المحتجون في حمص قد حاولوا في اليومين الماضيين الخروج في مظاهرات في مركز المدينة، ولكن قوات الامن كانت تفرقهم باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي.

وقال احد الناشطين في حمص، ويدعى منهل ابو بكر، لبي بي سي إنه من المستحيل ان يتحدث الى المراقبين دون علم السلطات السورية.

وقال منهل “لا يسعنا التواصل مع المراقبين، فهم مراقبون بشكل مستمر من قبل جلاوزة النظام والشبيحة، واذا شاهدوني اتكلم معهم سيطاردونني واذا امسكوا بي سيقتلونني لا محالة.”

وافادت التقارير الاخبارية بأن ادلب ودرعا ما زالتا تشهدان اعمال عنف، إذ قام مسلحون بالطلاق النار على رتل عسكري في درعا يوم الثلاثاء مما اسفر عن مقتل اربعة عسكريين سوريين.

ويقول جيم ميور مراسل بي بي سي في لبنان إن المراقبين يتعرضون لانتقادات لاذعة من جانب الناشطين المعارضين بسبب امتناعهم عن البوح عما يشاهدونه ولاعتمادهم على النظام في مجالي النقل والامن.

ويقول مراسلنا إن جامعة الدول العربية تتعرض بدورها لضغوط قوية لدفعها الى الخروج بنتائج حاسمة.

ويقول ناشطون إن اربعين شخصا تقريبا قتلوا خلال اليومين الاولين من مباشرة المراقبين مهامهم.

ولكن الفريق الدابي دافع عن البعثة التي يترأسها قائلا إنها ما زالت في بداياتها.

من جانبها، حثت الولايات المتحدة الناشطين منح الدابي وبعثته فرصة لاثبات كفاءتهم.

وقال مارك تونر الناطق باسم وزارة الخارجية بواشنطن بهذا الصدد “علينا اتاحة الفرصة للبعثة للقيام بعملها واصدار توصياتها.”

يذكر ان بعثة المراقبين العرب تتألف الآن من 66 مراقبا، ومن المتوقع ان يرتفع العدد الى ما بين 200 و300، ومهمتها تلخص في تقييم التزام النظام السوري بمبادرة الجامعة العربية الاي تنص على سحب كل القوات من المناطق التي تشهد صدامات مع المحتجين.

وكانت دمشق قد تعهدت بالسماح للمراقبين بحرية الحركة الكاملة.

وكانت السلطات السورية قد اطلقت يوم امس الاربعاء سراح 755 شخصا كانوا قد اعتقلوا اثناء الاحتجاجات التي اندلعت في مارس / آذار الماضي، “لم تتلطخ اياديهم بالدماء” حسب تعبير التلفزيون السوري الذي اذاع الخبر.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

مراقبون عرب ينتشرون في مناطق سورية مضطربة وأنباء عن سقوط قتلى

بيروت (رويترز) – توجه مراقبون عرب لثلاث مدن سورية أخرى يوم الخميس للتأكد مما اذا كانت القوات الحكومية ملتزمة بخطة السلام بعد أن تكالب محتجون يطلبون الحماية على الوفد الذي توجه الى حمص أمس محور الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن السورية قتلت ثمانية على الاقل يوم الخميس عندما أطلقت النار على احتجاجات مناهضة للحكومة في مناطق عدة في أنحاء البلاد.

ويزور وفد جامعة الدول العربية مدن درعا وحماة وادلب التي تقع في مناطق تشتعل بها الاحتجاجات بامتداد 450 كيلومترا من جنوب سوريا الى شمالها. وحمص هي في قلب الاحتجاجات وكانت بداية مهمة المراقبين العرب فيها مثيرة للجدل عندما قال رئيس البعثة الفريق أول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي انه لم ير شيئا “مخيفا” في أولى جولاته في حمص.

ويقول نشطاء المعارضة ان حمص كانت الاكثر تضررا من العنف منذ بدء الانتفاضة قبل تسعة أشهر وان القوات السورية استخدمت الدبابات وقتل اكثر من 30 شخصا قبل يوم من وصول المراقبين يوم الثلاثاء.

وبعثة الجامعة العربية هي أول مشاركة دولية على الاراضي السورية منذ بدء الانتفاضة ضد الاسد والتي قتل خلالها الالاف في حملة قمع شنها الجيش على المحتجين المناهضين لحكم أسرة الاسد المستمر منذ 41 عاما.

وقال أبو هشام وهو نشط من المعارضة في حماة “يتمنى الناس حقا الوصول اليهم. ليس لدينا مقدرة كبيرة على الوصول الى الفريق. لم يعد الناس يؤمنون بأي شئ الان. الله وحده في عوننا.”

وأضاف أن الناس ينطلقون الى الشوارع في حماة في انتظار الوفد. وهناك وجود أمني مكثف كما شوهد قناصة فوق أسطح المباني.

ولحماة وقع خاص لدى السوريين المعارضين للاسد لانه قتل فيها ما يصل الى 30 ألف شخص عام 1982 عندما اقتحمت قوات الرئيس الراحل حافظ الاسد والد الرئيس الحالي المدينة لقمع انتفاضة قام بها اسلاميون.

وقال مصدر في مركز العمليات التابع لبعثة الجامعة العربية في القاهرة ان هناك مشكلة في الاتصالات لكن جدول أعمال المراقبين ما زال قائما.

وقال المصدر لرويترز “اتصلنا بفريقنا… لن تتغير خطة اليوم والمشكلة الوحيدة التي واجهناها اليوم هي تدني الاتصالات الهاتفية.. مما جعل اتصالنا بالمراقبين أضعف. استغرق الوصول اليهم وتحديد مواقعهم وقتا أطول.”

وكانت بداية البعثة عاصفة يوم الأربعاء عندما رفض السكان في بابا عمرو وهو أحد أكثر المناطق تضررا في حمص المراقبين لانهم جاءوا ومعهم مسؤولون من الجيش.

بعد ذلك تكالبوا على سيارتهم وتعرض الفريق فيما يبدو لاطلاق نار في وقت لاحق.

وأخيرا عاد الفريق الى حي بابا عمرو ليرى المنازل المهدمة ويسمع من الناس الذين فقدوا أحباءهم. وعرضت عليهم احدى الاسر طفلا ميتا.

وفي درعا وحماة وادلب التي شهدت جميعا حوادث قتل مؤخرا من المرجح ان يسمع المراقبون شهادات مماثلة.

لكن الدابي أثار قلقا دوليا حول مصداقية البعثة عندما قال انه لم ير شيئا “مخيفا” في زيارته الاولى لحمص يوم الثلاثاء والتي كانت لفترة قصيرة.

وقال “يجب أن تنتبهوا ان هذا هو اليوم الاول ونحتاج الى وقت وفريقنا 20 شخصا وسيستمرون لوقت طويل في حمص.”

وبعد أن أبدت الولايات المتحدة قلقها في بادئ الامر من تصريحاته قالت واشنطن ان من الضروري اعطاء البعثة فرصة.

وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية في واشنطن “نحن بحاجة لجعل هذه البعثة تعمل. لنتركهم يؤدون عملهم ثم يعطونا تقييمهم.”

وسقط أغلب خمسة الاف شخص تقدر الامم المتحدة أنهم لقوا حتفهم في سوريا منذ مارس اذار في حمص من جراء نيران الاسلحة الالية أو القناصة أو انفجارات المورتر أو قصف الدبابات أو التعذيب.

واذا لم تتمكن البعثة من اثبات مصداقيتها بأن تدخل الى كل المناطق دون قيود واذا لم تتمكن من سماع شهادات لا تفرض عليها رقابة فان بعثة الجامعة العربية ربما لا تتمكن من اقناع كل الاطراف بأنها قادرة على القيام بتقييم موضوعي للازمة.

واستمرت الهجمات العسكرية بلا توقف على المحتجين السلميين المدنيين مما أدى الى ظهور تمرد مسلح في بعض المناطق مع انشقاق الالاف عن الجيش وتشكيل الجيش السوري الحر وشن هجمات على قوافل تابعة للجيش والشرطة الى جانب قواعد ونقاط تفتيش.

وأظهرت لقطات فيديو صورها مقاتلون في درعا ثمانية مسلحين ينصبون كمينا لقافلة تابعة لقوات الامن وفتحوا النار من فوق سطح منزل. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان أربعة جنود قتلوا في الهجوم الذي شنه الجيش السوري الحر في طريق قرب قرية داعل في محافظة درعا.

ويقول الاسد انه يحارب ارهابيين متشددين مدعومين من الخارج. ويقول ان أكثر من ألفي فرد من قوات الامن قتلوا.

وظلت سوريا تقاوم التدخل الخارجي لشهور لكنها أذعنت للضغوط من الدول الاعضاء في جامعة الدول العربية الشهر الماضي ووافقت على السماح للمراقبين العرب بالدخول لمشاهدة انسحاب القوات من المدن المضطربة.

لكن القتل لم يتوقف سواء قبل أو خلال أول يوم من بعثة المراقبة ويتوقع نشطاء في المعارضة أنه لن يتوقف بعد رحيل المراقبين خلال شهر. وسينتشر نحو 200 مراقب لسماع شهادات ومقابلة ضحايا العنف في أنحاء البلاد.

واذا لم تتمكن البعثة من ان تثبت للعالم ان الاسد سيكبح جماح قواته مع وجود ارادة حقيقية للتفاوض على الاصلاح مع المعارضة تقول وزارة الخارجية الامريكية انه ستكون هناك “سبل أخرى” للتصرف الدولي.

ويطالب الغرب الاسد بالتنحي لكن روسيا والصين تعارضان التدخل. كما أن الاسد متحالف مع ايران.

من مريم قرعوني واريكا سولومون

المرصد السوري: قوات الامن تقتل ثمانية محتجين في أنحاء البلاد

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن السورية قتلت ثمانية على الاقل يوم الخميس عندما أطلقت النار على احتجاجات مناهضة للحكومة في مناطق عدة في أنحاء البلاد.

ويزور مراقبون عرب سوريا لمعرفة ما اذا كانت دمشق تنفذ اتفاقا للسلام لانهاء العنف بعد تسعة أشهر من قمع المحتجين المناهضين للرئيس بشار الاسد.

الايكونوميست : التفجيرات في سوريا من هو المُلام…؟؟

هز انفجار سيارتين مفخختين لمبنى أمن في دمشق صباح يوم الجمعة الموافق للثالث والعشرين من شهر كانون الأول, السكان والدبلوماسيين قالوا أن الانفجار الذي أعقبه  إطلاق نار في كفرسوسة وهي منطقة ثرية  وسط العاصمة, ترددت أصداءه في أنحاء المدينة, مما أسفر عن قتل ما لا يقل عن أربعة وأربعين شخصاً, وجرح أكثر من ذلك, وحسب ما قاله المسؤولين السوريين أن الغالبية كانت من المدنيين.

أظهر التلفزيون الرسمي السوري ووكالة الأنباء السورية سانا لقطات تفصيلية لسيارات محترقة ورجال إنقاذ يخرجون الجثث. هذا ما هو معرف حتى الآن.

منذ بداية الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد قبل تسعة أشهر, صور المسؤولون السوريون معارضيهم -وأغلبهم من المتظاهرين السلميين على الرغم من وجود بعض المسلحين وهم من المنشقين عن الجيش السوري أساساً- على أنهم إرهابيين ومتطرفين.

لذا حمل المعارضون النظام مسؤولية الانفجار, واستنكرت الهيئة العامة للثورة السورية التفجيرات وقالت “إن الحكومة تعمل على زرع الخوف والرعب في نفوس المدنيين”.

حيث أنهم يعتقدون بأنها محاولة من النظام لإقناع وفد الجامعة العربية -الذي وصل قبل يوم لتقييم الوضع في سورية- أن الإرهابيين  يقفون وراء الاضطرابات في سوريا.

وعلى غير العادة سارعت وسائل الإعلام الرسمية لتغطية الحدث لتقول أن التفجير (من تخطيط تنظيم القاعدة), وعلى العكس تماماً, فالهجوم الذي حصل على مبنى الأمن في حرستا في تشرين الثاني لم يلق أي تغطية. وبسرعة قدم المراقبون إلى مكان حدوث التفجيرات التي وصفها النظام على أنها جزء من مؤامرة أمريكية-اسرائيلية, “قلنا لكم منذ البداية هذا هو الإرهاب” حسب ما قاله فيصل مقداد نائب وزير الخارجية, وأضاف “إنهم يستهدفون الجيش والمدنيين” .

وقد أقرت المعارضة المسلحة- وأغلبهم من الجيش السوري الحر- عن هجومين حدثا في العاصمة  في الأشهر الأخيرة ولكن هجوماً كهذا منسق وبمعدات أكثر بقليل من البنادق والصواريخ القاذفة للقنابل  يفوق قدراتهم. إن الحكومة السورية تسيطر على البلاد وعلى حدودها بما فيه الكفاية فقيام طرف أجنبي كتنظيم القاعدة بهذا الهجوم غير وارد. التفجيرات والمتطرفون أمر نادر في الحكومات الاستبدادية, فآخر التفجيرات التي حدثت عام 1980 عندما كان حافظ الأسد يتصدى لتمرد الإخوان المسلمين, ومنذ ذلك الوقت عمل النظام على قمع أي بوادر أصولية دينية.

تزامن وصول وفد الجامعة العربية إلى دمشق يوم الخميس للإشراف على وضع حد لأعمال العنف مع نهاية أحد الأسابيع الأكثر دموية منذ بدء الانتفاضة, وبعد أسابيع من المماطلة من قبل الأسد, قتل خلالها مئة وسبعين شخصاً من بينهم منشقين عن الجيش في أعمال عنف جرت في جبل الزاوية قرب الحدود التركية في الشمال الغربي, وفقاً لما تقوله الجماعات المعارضة, كما قتل العشرات من أفراد الجيش السوري.

قبل تفجير يوم الجمعة الماضي, أقر المنشقون أن النظام سيسعى لعرض مشهداً مسرحياً لوفد الجامعة العربية. وكانت المعارضة قد احتجت على تعيين (أحمد محمد الدابي) رئيساً للوفد, وهو جنرال سوداني كان مسؤولاً في دارفور عن جرائم الحرب التي حدثت خلال تلك الفترة.

قد لا يكون لهذه التفجيرات أي تأثير على وجهة نظر الجامعة العربية التي لطالما شككت بادعاءات النظام السوري على أن البلاد تواجه الإرهابيين, وأحبطت بسبب تردد الأسد عن توقيع أي نوع من الاتفاقيات.

هذه التفجيرات قد تحشد المزيد من المؤيدين لجانب الأسد, في حين أقر المعارضون بمسؤولية النظام عن هذه التفجيرات. وأشار المؤيدين إلى أن ما حدث ما هو إلا دليل آخر على المؤامرة التي تحاك ضد بلادهم.

عبد الله تركماني: متيقنون من أن الأسد سيتلاعب على البروتوكول العربي

عضو المجلس الوطني السوري: عزلة النظام قد تدفعه إلى خيار شمشون ونؤمن بأنه سيتفكك

تونس: نادية التركي

عبر عبد الله تركماني عضو المجلس الوطني السوري عن يقينه من أن نظام الأسد سيتلاعب على البروتوكول العربي، وأن نجاح الورقة العربية شبه مستبعد، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن المعارضة السورية تطلب تدخل المجتمع الدولي في سوريا عبر مؤسساته المدنية ومنظماته الإنسانية، وإنه إذا ما تم تدخل عسكري خارجي يوما ما واستخدمت القوة فإن سلوكيات النظام هي التي ستكون مسؤولة عن هذا الأمر.

وقال تركماني إن نهاية الأسد محققة وإنه يرى سيناريوهات مختلفة لها، واستبعد الباحث السوري في الشؤون الاستراتيجية صعوبة أن يقع التغيير من داخل النظام، لكنه رجح أن الخناق الذي تضربه الثورة السورية حول الأسد سيؤدي إلى تفكك النظام وسيصنع مرحلة انتقالية في سوريا نحو نظام جديد.

وفي تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أعرب الناشط السوري المقيم في تونس عن تخوفاته من السيناريوهات السلبية وقال: «وهذا ما لا نتمناه وهو الحرب الأهلية واللعب على المسألة الطائفية والتي ستكون مدمرة».

وبين المعارض السوري أنه يتفهم مسألة جيش سوريا الحرة، وأنه لا مشكلة في تكون الجيش الوطني السوري المتكون من عناصر الجيش المنشقة وأن وجوده لا يعني تشجيعهم على أن تتحول الثورة إلى مسلحة، بل يحرصون على تواصل الثورة السورية بشكلها السلمي.

وعن الموقف التركي من سوريا قال تركماني «الإخوة الأتراك رغم انزعاجهم من الوضع السوري واحتضانهم اللاجئين، لكن لهم حساباتهم خاصة بالنسبة للتركيبة الإثنية في تركيا، فإذا تدخلوا عسكريا في سوريا سيسبب حراكا كرديا وكذلك المسألة العلوية ولكن يمكن أن يتدخلوا أو يكونوا رأس حربة خاصة إذا كان التدخل تحت مظلة عربية». وأضاف «حتى علاقاتهم مع إيران يضعونها في حساباتهم فإيران لن ترضى على الإطلاق بتدخل». وعن العلاقات التركية الإيرانية قال الباحث إن هناك «تعاونا وتنافسا لم يصل بعد لصراع».

وحول علاقة إيران بسوريا بين تركماني أنهما في تحالف استراتيجي منذ عهد حافظ مستمر إلى الآن واستدرك «ولكن الإيرانيين بشكل عام كلما أحسوا بأوراق النظام تضعف يفكرون ببديل. وتم لقاء رسمي مع سوريين معارضين في السفارة الإيرانية في باريس، وإيران بغض النظر من موقفها كدولة تبحث عن مصالحها لا يمكن أن تبقي بيضها في سلة النظام السوري إلى الأبد، وهي أيضا تسعى لأن تربط خيوطا من خلال مثل هذه اللقاءات بتنسيق محادثات عبر إيران لتكون وسيطا لها مع المعارضة».

وعبر المعارض السوري عن يقينه من أن سوريا المستقبل لن تكون كما سوريا الماضي، وقال: «نتمنى الانتقال الديمقراطي وتحقيق المساواة بين العرب والأكراد والعلويين والدروز حقوقا وواجبات». وأضاف: «نحن نحرص أن تكون سوريا المستقبل دولة الأحرار ومركز استقرار وأمن في الشرق الأوسط وتمد يدها لإخوانها وتلتزم بتعهداتها الدولية وأن لا تكون عنصر توتير في الشرق الأوسط».

وعن أهم الاتفاقات التي حققها مؤتمر المعارضة السورية الذي عقد في تونس الأسبوع الماضي قال تركماني لـ«الشرق الأوسط» التي التقته في تونس «أولا توسع عدد أعضاء المجلس لـ250 عضوا بعد أن كانوا 150، وفتحت آفاق لزيادات تقدر بـ25%، كما تم الاتفاق على زيادة عدد النساء، فالمرأة السورية مشاركتها كبيرة ولها دور كبير في الحراك الشعبي والتنسيقيات، كذلك دار لغط كبير حول الجيش الوطني الحر، واتفقنا أنه ظاهرة طبيعية رغم تمسكنا بسلمية الثورة ورأينا أن وجودهم لا يحرف الثورة عن سلميتها هم رفضوا أوامر إطلاق النار على شعبهم وقرر المجلس التنسيق مع الجيش الحر. وطرح علينا موضوع كيفيات البحث عما يساعد المدنيين، وإعلان بيان مؤتمرنا تزامن مع بروتوكول الجامعة العربية واعتبرنا إمضاءه خدعة». وأضاف: «لسنا متخوفين من تدخل المجتمع الدولي خاصة الأمم المتحدة ونحن مع التدخل المكثف بمنظماته الإنسانية لحماية المدنيين السوريين وسحب الدبابات والشبيحة والمسلحين والسماح بالتظاهر السلمي لتظهر حقيقة النظام السوري وفرض التغيير الديمقراطي».

وقال أيضا إن السمة الرئيسية هي البحث عن كل الكفاءات السورية بغض النظر هي من خارج أو من داخل المجلس. وعن مستقبل الثورة قال تركماني «في الحقيقة نحن المهتمين بالشأن العام نعرف بنية النظام، ونحن كنا نقدر أن شعبنا لا بد أن يثور وكنا على يقين أن البنية الأمنية للنظام السوري ستؤدي إلى خسائر، وبما أن شعبنا حطم جدار الخوف فلا يمكن لنا التراجع، ونحن نعتقد أن الخطة البيانية لموازين القوى هي لصالح ثورتنا، والنظام يعيش عزلة حتى قاعدته الاجتماعية تتقلص. هذه العزلة قد تدفعه إلى خيار شمشون ونحن نؤمن بأنه سيتفكك وأن قوى مؤتلفة معه ستتركه».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى