أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 01 أذار 2018

 

الهدنة الروسية» في يومها الثاني تفشل في إجلاء مدنيين من الغوطة

بيروت، دوما (سورية)، موسكو، جنيف – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

 

فشل اليوم الثاني من الهدنة الروسية التي تقتصر مدتها على خمس ساعات يومياً في إقناع المدنيين من الخروج من الغوطة الشرقية المحاصرة عبر ممرّ حدّدته موسكو التي اتهمت فصائل المعارضة بمنع السكان من المغادرة.

 

وفي وقت أعلنت روسيا عدم ممانعتها خروج «الإرهابيين» في المنطقة ونقلهم إلى منطقة أخرى، حذرت الأمم المتحدة من عدم تطبيق الهدنة في سورية بعد أيام من قرار مجلس الأمن الرقم 2401.

 

وفي تماهٍ كامل مع وجهة نظر النظام السوري، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الغوطة الشرقية تستخدَم قاعدةً لقصف مناطق أخرى في سورية. وقال في مؤتمر صحافي مع المستشار النمسوي سيباستيان كورتس، إن هناك «منظمات إرهابية داخل الغوطة»، مشيراً إلى أن «مجموعة واحدة من المدنيين غادرت المنطقة» من دون توضيح موعد مغادرتها.

 

وأمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، إن «المسلحين في الغوطة يواصلون قصف دمشق ومنع إيصال مساعدات وإجلاء الراغبين بمغادرة» المنطقة، فيما قال مصدر عسكري سوري إن «الممر الإنساني مفتوح، لكن حتى الآن ونحن في اليوم الثاني لم يأت أحد»، متهماً «الإرهابيين بإعاقة من يحاول التقدم، سواء من الداخل بالضغط عليهم أو باستهداف الممرات الإنسانية».

 

إلى ذلك، شدد لافروف على أن بلاده لا تعارض خروج مقاتلي «جبهة النصرة» من الغوطة الشرقية. وأعرب عن استعداده لمناقشة أي «خيارات تسمح بوقف نشاط الإرهابيين، وإذا كان هناك إمكان لنقلهم إلى مكان آخر فنحن لن نعارض ذلك»، مذكراً بـ «خروج طوعي للمسلحين مع عائلاتهم في حلب الشرقية».

 

وفي السياق ذاته، اتهم الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف من وصفهم بـ «الإرهابيين» في الغوطة، بالعمل على «عدم تسوية الوضع».

 

في المقابل، نفى الناطق باسم «جيش الإسلام»، أبرز فصائل الغوطة الشرقية، حمزة بيرقدار، استهداف المعبر، معتبراً أن «أهالي الغوطة يرفضون الخروج».

 

وخلال الساعات الخمس من الهدنة أمس، طغى هدوء على الغوطة الشرقية قطعه تساقط بعض القذائف لكن فور انتهاء الهدنة عند الساعة الثانية ظهراً، عادت الطائرات والمروحيات إلى الأجواء لتستهدف مدينة دوما وبلدة أوتايا. ووثق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل ثلاثة مدنيين في دوما قبل الهدنة وشخص واحد في أوتايا بعد انتهائها.

 

في الوقت ذاته، تواصلت المعارك على محاور في جنوب الغوطة الشرقية وشرقها. ووثّق «المرصد» مقتل 38 عنصراً من قوات النظام و12 مسلحاً من «جيش الإسلام» خلال معارك في منطقة المرج.

 

وذكر بيان للخارجية الروسية أن لافروف والمبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، بحثا في تخفيف حدة الأزمة الإنسانية في سورية بعد تبني مجلس الأمن القرار 2401 وتنفيذ قرارات مؤتمر «الحوار الوطني السوري» الذي عُقد في سوتشي أواخر كانون الثاني (يناير) الماضي، وفي مقدمها تشكيل لجنة دستورية تضم ممثلين عن دمشق وطيفاً واسعاً من المعارضة السورية.

 

وفي جلسة للاستماع إلى تقرير في شأن الوضع الإنساني في سورية، أشار وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، إلى أن قرار الهدنة لم ينفذ في سورية حتى الآن، لافتاً إلى أن هدنة الـ5 ساعات التي أعلنتها روسيا في الغوطة لا تكفي لدخول قافلة مساعدات. وحذر من أن سورية تشهد المزيد من الوفيات بسبب الجوع والمرض والقصف المتواصل.

 

وأكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، أن الأمم المتحدة ستواصل المطالبة بالعدالة وملاحقة المسؤولين عن الجرائم في سورية.

 

على صعيد آخر، كشفت قناة «فوكس نيوز» الأميركية، أن إيران تبني قاعدة عسكرية أخرى في سورية، تحوي مستودعين لتخزين صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى ومعدات عسكرية أخرى. ونشرت القناة صوراً وفيديوات التقطت عبر الأقمار الصناعية، تؤكد أن القاعدة الإيرانية التي تديرها وحدات من «فيلق القدس» التابعة لـ «الحرس الثوري الإيراني» تقع على بُعد 12 كيلومتراً غرب دمشق.

 

40 شاحنة من «المساعدات» مستعدة للتوجه إلى الغوطة الشرقية

بيروت، جنيف، الأمم المتحدة (الولايات المتحدة) – رويترز، أ ف ب

 

أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لووكوك اليوم (الأربعاء) أن حوالى 40 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية مستعدة للتوجه إلى الغوطة الشرقية قرب دمشق.

 

وقال لووكوك إن لا شيء تغير منذ تبني قرار دولي السبت يطالب بوقف لاطلاق النار في سورية. واضاف ان الامم المتحدة مستعدة للتوجه إلى عشر مناطق محاصرة. وتابع المسؤول خلال جلسة لمجلس الأمن: «متى يبدأ تطبيق قراركم؟»

 

وأوضح لووكوك أنه منذ السبت لم تنقل مساعدات إنسانية ولم يسمح النظام السوري بالتوجه إلى مناطق محاصرة أو القيام بعمليات إجلاء لأسباب طبية، مشيراً إلى ان القصف مستمر موقعاً المزيد من القتلى والجرحى.

 

وقبل الاجتماع طالب معاون السفير السويدي لدى الامم المتحدة كارل سكاو بـ«فتح فوراً ممر لنقل المساعدات الانسانية»، مشدداً على أن «الوقت يدهمنا ولم يعد أمامنا متسع منه».

 

وذكر نظيره الفرنسي فرنسوا دولاتر في رسالة إلى الأمم المتحدة ان مقاتلي المعارضة في الغوطة اعربوا عن «استعدادهم لتطبيق» الهدنة. وأوضح أن «لا مؤشرات من النظام تفيد بأنه مستعد للقيام بالمثل».

 

وأشار إلى أنه «علينا ايجاد آلية مراقبة» للتحقق من صمود وقف اطلاق النار وخروقاته، لافتاً إلى أنه «لم يعد في إمكاننا تضييع الوقت وعلى النظام أن يضطلع بدوره».

 

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال أمس إن مقترح وقف إطلاق النار سيسمح بتوصيل المساعدات إلى الغوطة الشرقية. لكن الأمم المتحدة قالت إن استحالة تقديم المساعدات للمدنيين أو إجلاء الجرحى باتت مؤكدة. وأضافت أن على جميع الأطراف أن تلتزم الهدنة التي طالب بها مجلس الأمن لمدة 30 يوماً.

 

وكانت روسيا قالت اليوم إن المسلحين في الغوطة الشرقية المحاصرة في سورية، يمنعون وصول المساعدات وإجلاء الراغبين في الرحيل.

 

وقال لافروف أمام مجلس حقوق الإنسان التابع إلى الأمم المتحدة في جنيف إن «موسكو ستستمر في دعم الجيش السوري إلى أن يقضي تماماً على خطر الإرهاب».

 

وأضاف: «الآن حان دور المسلحين المتحصنين هناك، الذين لا يزالون يقصفون دمشق بالقذائف ويمنعون وصول المساعدات وإجلاء من يرغبون في المغادرة، وأيضاً دور داعميهم للتحرك».

 

وأوضح لافروف أنه «لا يعتقد أن الحرب تزداد سوءاً»، مشيراً إلى أنها «تزداد سوءاً بالنسبة للإرهابيين من جبهة النصرة الذين كان التحالف الأميركي، سواء عن قصد أو من دون قصد، يجنبهم ضرباته في شكل منتظم. أثرنا هذا الأمر مع واشنطن مراراً ولم نتلق رداً يعتد به».

 

وقال: «لن ننتظر إلى أن تصبح شروط الإعلان عن وقف إطلاق النار في عموم سورية جاهزة».

 

واقترحت روسيا وقفاً لإطلاق نار يستمر خمس ساعات يومياً في الغوطة الشرقية للسماح للسكان بالمغادرة وبدخول المساعدات من خلال ما تصفه بـ«الممر الإنساني».

 

وانهار وقف إطلاق النار أمس مع استئناف القصف وإطلاق القذائف بعد هدوء وجيز. وتلقي موسكو ودمشق باللوم على مقاتلي المعارضة لمهاجمتهم الممر، وهو ما تنفيه المعارضة.

 

ولفت لافروف إلى أنه «بالتوازي مع ذلك، بالطبع، نعتقد أن الشروط جاهزة لاستئناف العملية السياسية»، مشيراً  إلى أنه اجتمع مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية ستيفان دي ميستورا وبحثا في بدء «العمل الحقيقي» لصياغة دستور جديد.

 

وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن «روسيا تقوم بدورها في وقف إطلاق النار، ولكن على دول أخرى أن تتحرك أيضاً». وأضافت أن موسكو «لا تزال تساعد في عملية مكافحة الإرهاب» لأن خطة وقف إطلاق النار المدعومة من مجلس الأمن تستثني الإرهابيين.

 

وأوضحت زاخاروفا، رداً على سؤال في شأن مقتل أطفال في القصف، إن «أطفالاً من أسر تدعم الرئيس بشار الأسد قتلوا أيضاً وإن موسكو تدخلت في الحرب في 2015 لحمايتهم ومنع امتداد العنف إلى روسيا».

 

وتابعت: «ماذا عن دعم الغرب قبل سبع سنوات تقريباً لذلك الشيء المسمى بالربيع العربي وكان الجميع حينها متحمسين جداً في شأنه، هل فكرتم في ذلك الوقت في الأطفال؟ لا لم يفعل أحد. كان الجميع يفكر في الديموقراطية. والآن تفكرون في الأطفال. ألا تعتقدون أن الوقت تأخر كثيراً كي يبدأ الغرب في التفكير في الأطفال؟»

 

ونفت المعارضة قيامها بالقصف الذي تحدثت عنه روسيا وسورية، واتهم جنرال أميركي كبير موسكو بأنها تقوم بدور كل من «مشعل الحريق ورجل الإطفاء» بتقاعسها عن كبح جماح الأسد.

 

وقال مصدر في الجيش السوري إن الممر مفتوح لليوم الثاني اليوم للسماح للمدنيين والمرضى والمصابين بمغادرة الغوطة الشرقية. لكن التلفزيون الرسمي ذكر أن المنطقة لم يغادرها أي مدني أمس أو اليوم.

 

ويقول مقاتلو المعارضة إن الناس لن يغادروا الغوطة لخوفهم من الحكومة السورية. وتمثل الغوطة الشرقية آخر معقل كبير للمعارضة قرب دمشق.

 

وكثّف مقاتلو المعارضة في الغوطة قصف دمشق.

 

من جهته ثانية قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها كسبت أرضاً اليوم في اشتباكات مع مقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية على رغم الخطة الروسية لوقف إطلاق النار.

 

وقتل أكثر من 600 مدني بينهم 147 طفلاً في هجوم النظام السوري على الغوطة الشرقية، منذ 18 شباط (فبراير)، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم.

 

وأوضح المرصد أن قوات الحكومة تقدمت في منطقة حوش الضواهرة على الطرف الشرقي من معقل المعارضة المحاصر.

 

وأضاف أن ورجال إنقاذ محليون أفادوا بأن المئات قتلوا في الغوطة في ضربات جوية وقصف بالمدفعية.

 

تركيا ترفض «بقوة» دعوات وقف إطلاق النار في عفرين

اسطنبول – رويترز

 

رفضت تركيا بقوة اليوم (الأربعاء) دعوات غربية لتعليق حملتها في شمال غربي سورية، قائلة إن الولايات المتحدة أساءت فهم نطاق قرار للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار واتهمت فرنسا بإعطاء «معلومات كاذبة» عن القضية.

 

وكانت أنقرة قالت إن قرار الأمم المتحدة الذي دعا إلى هدنة مدتها 30 يوماً في أنحاء سورية، لا ينطبق على عمليتها العسكرية المستمرة منذ خمسة أسابيع في عفرين ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تصفها أنقرة بأنها جماعة إرهابية.

 

وفي بيان شديد اللهجة لشريكتي أنقرة في حلف شمال الأطلسي، قال الناطق باسم وزارة الخارجية التركية إن مناشدة الخارجية الأميركية لتركيا «لتذهب لقراءة» قرار وقف إطلاق النار لا أساس لها، كما نفى أن باريس أبلغت أنقرة بأن الهدنة تنطبق أيضاً على حملة عفرين.

 

وقال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الاثنين إنه أبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن مطلب الأمم المتحدة «ينطبق على كل أنحاء سورية، بما في ذلك عفرين ويجب تطبيقه في كل مكان ومن دون تأجيل».

 

ورفض الناطق باسم وزارة الخارجية التركية ذلك وقال إن «ماكرون لم يذكر عفرين على وجه التحديد خلال الاتصال الهاتفي في شأن وقف إطلاق النار». وأضاف أنه «تم إبلاغ رد فعلنا في شأن إعطاء معلومات كاذبة للجمهور للسلطات الفرنسية».

 

ويطلب قرار الأمم المتحدة من جميع الأطراف «وقف الأعمال العدائية لمدة 30 يوماً متوالية على الأقل في جميع أنحاء سورية من دون إبطاء».

 

ولا ينطبق ذلك على العمليات العسكرية ضد تنظيمي «الدولة الإسلامية» (داعش) و«القاعدة» والجماعات المرتبطة بهما أو الجماعات الأخرى التي يصنفها مجلس الأمن تنظيمات إرهابية.

 

وتقول تركيا إن وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على عفرين امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية. ولا يصنف مجلس الأمن وحدات حماية الشعب جماعة إرهابية.

 

وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت للصحافيين أمس إن «على تركيا أن تقرأ قرار وقف إطلاق النار لترى ما الذي يقوله العالم عن ذلك».

 

وردت الخارجية التركية بأن القرار لا يذكر عفرين على وجه التحديد وإن عملية تركيا «معركة ضد التنظيمات الإرهابية التي تستهدف الأمن القومي التركي ووحدة سورية». وأضاف أن تصريح ناورت «لا أساس له ويظهر أنهم لا يستطيعون فهم محور تركيز القرار أو يريدون تحريفه».

 

واشنطن تحذر من تأقلم تنظيم الدولة الإسلامية مع الهزائم وتحوله للامركزية

واشنطن: أعلنت الولايات المتحدة خلال مؤتمر دولي اختتم في واشنطن الاربعاء، أن تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) يتطوّر ويتكيّف مع الهزائم التي مني بها في كل من العراق وسوريا، محذرة من ان تحول التنظيم الجهادي الى اللامركزية يجعله اكثر انتشاراً وخطورة.

 

وقال منسّق الدبلوماسية الأمريكية لمكافحة الارهاب ناثان سيلز للصحافيين، انه “مع تحقيقنا الانتصار تلو الآخر على تنظيم الدولة الاسلامية في ميدان المعركة فان التنظيم يتأقلم مع انتصاراتنا”.

 

وأضاف “المعركة لم تنته على الاطلاق، انها مجرد مرحلة جديدة. نحن ننتقل من جهد عسكري بالدرجة الاولى الى جهود مدنية وقمعية متزايدة”.

 

وتابع “أعتقد أن ما نراه هو ان تنظيم الدولة الاسلامية يصبح لامركزياً على نحو متزايد (…) انه آخذ في التطور والتكيف”.

 

وأدلى المسؤول الامريكي بتصريحاته في ختام مؤتمر عقد على مدى يومي الثلاثاء والاربعاء في العاصمة الفدرالية ونظمته وزارة الخارجية الأمريكية والإنتربول والمعهد الدولي للعدالة وسيادة القانون وشارك فيه قضاة ومسؤولون في اجهزة إنفاذ القانون ودبلوماسيون من حول العالم بهدف تعزيز التنسيق في جهود محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وبإسناد من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة تمكنت القوات العراقية من طرد تنظيم الدولة الاسلامية من جميع المدن العراقية مع نهاية عام 2017، في حين لم يعد التنظيم يسيطر في سوريا على أي مدينة، لكنه يحتفظ في هذا البلد بقرى وبلدات وجيوب ينتشر فيها بضعة آلاف من المقاتلين، من دون أن تكون لهم أي مقار.

 

ثلاث أدوات

 

وبحسب سيلز، فإن الإدارة الأمريكية تعتمد في حربها ضد التنظيم الجهادي على ادوات عديدة، أبرزها ثلاث هي العقوبات المالية وقائمة بأسماء المسافرين جواً واستخدام البيانات البيومترية في ضبط الحدود، وهي توصي بقية دول العالم بأن تحذو حذوها.

 

وأوضح منسّق الدبلوماسية الأمريكية لمكافحة الارهاب انه على صعيد العقوبات المالية فإن الإدارة الأمريكية ادرجت على قائمتها السوداء للمنظمات والأفراد “الارهابيين” سبعة فروع لتنظيم الدولة الإسلامية (في غرب أفريقيا والفيليبين وبنغلادش والصومال ومصر وتونس) واثنين من قيادات التنظيم الجهادي هما ابو مصعب البرناوي زعيم جماعة بوكو حرام الجهادية في نيجيريا وغرب افريقيا ومهد معلم القيادي في تنظيم الدولة الإسلامية في الصومال.

 

وأضاف ان “هؤلاء الارهابيين (…) نشروا حملة تنظيم الدولة الاسلامية الدموية في أربع جهات الارض،” والعقوبات ترمي الى التأكيد ان تنظيم الدولة الاسلامية هو “شبكة دولية”، تصبح “أكثر فأكثر لامركزية”.

 

وتابع “نحن نلفت نظر المجتمع الدولي الى ان سقوط ما يسمى دولة الخلافة في العراق وسوريا لا يعني ان تنظيم الدولة الاسلامية لم تعد لديه سلطة بل على العكس من ذلك”.

 

وفي ما خص قائمة المسافرين جواً وضح سيلز ان هذه القائمة وتدعى “سجل أسماء الركاب” هي بنك معلومات يحتوي على بيانات المسافرين جواً، وهو “أداة لمكافحة الارهاب فعاليتها تفوق التصوّر” ولا بد لكل الدول الاعضاء في الامم المتحدة ان يكون لديها قائمة مماثلة.

 

أما في ما يتعلق بالبيانات البيومترية فقال المسؤول الامريكي ان استخدام هذه التكنولوجيا يعزز مراقبة الحدود ويحول دون امكانية تسلل الارهابيين.

 

ورداً على سؤال عن مصير الجهاديين الاجانب الذين اعتقلوا في سوريا والعراق واين يجب ان يحاكموا قال سيلز انه “لا يجب ان تنتظر الدول من دول اخرى ان تحل مشاكلها مكانها” ولذلك فإن مسؤولية محاكمة الجهادي الاجنبي تقع على عاتق الدولة التي يحمل جنسيتها.

 

ويثير موضوع محاكمة الجهاديين الاجانب جدلاً في الغرب ولا سيما في فرنسا التي أعلنت تأييدها لمحاكمة مواطنيها الجهاديين المعتقلين في كل من العراق وسوريا، مشيرة الى أنها ستتدخل فقط في حال أنزلت عقوبة الإعدام بحقهم، وذلك رغم مطالبة عائلات الموقوفين والمحامين بمحاكمتهم في بلدهم.

 

ويطالب عدد قليل من البلدان باسترداد رعاياه، خصوصاً في أوروبا حيث نفذ التنظيم الجهادي هجمات دموية أرعبت الرأي العام في السنوات الأخيرة. (أ ف ب)

 

بوتين: عملية سوريا أظهرت زيادة قدرات روسيا الدفاعية

موسكو: قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس، إن العملية الروسية الجارية في سوريا تظهر زيادة قدرات بلاده الدفاعية.

 

وأضاف بوتين مخاطباً النواب الروس إن العالم يعرف الآن أسماء كل أسلحتنا الرئيسية بعد عملية سوريا. (رويترز)

 

المرصد السوري: 3 قتلى جراء تجدد القصف الجوي على الغوطة الشرقية

دمشق: أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل ثلاثة مدنيين الخميس، جراء قصف الطائرات الحربية مناطق في الغوطة الشرقية .

 

وقال المرصد، في بيان على موقعه الالكتروني اليوم، إن الطائرات الحربية نفذت غارات استهدفت كل من حمورية ودوما وزملكا وكفربطنا وعربين وجسرين وأماكن أخرى في القسم الشرقي والجنوبي الشرقي من غوطة دمشق الشرقية، ما تسبب بوقوع ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى.

 

وحسب المرصد، تواصلت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، وجيش الإسلام من جانب آخر، على محاور في القطاع الجنوبي الشرقي من غوطة دمشق الشرقية، حيث تمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم في منطقة حوش الضواهرة. (د ب أ)

 

روسيا تقول إن مدنيين في الغوطة بسوريا يطالبون بإجلائهم

موسكو: قال الجيش الروسي الخميس، إن مدنيين في الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في سوريا قدموا طلبات إجلاء عديدة، وذلك وفقاً لما ذكرته وكالة تاس الروسية للأنباء نقلاً عن الميجر جنرال الروسي فلاديمير زولوتوخين.

 

ونقلت تاس عن زولوتوخين قوله للصحافيين في دمشق إن مقاتلي المعارضة يواصلون قصف ممر الإجلاء من الغوطة الشرقية. (رويترز)

 

سوريا: تعرض قافلة مساعدات إنسانية لقصف براجمات الصواريخ في عفرين

دمشق: أفادت وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا، بتعرض قافلة مساعدات انسانية دخلت إلى منطقة عفرين الخميس لقصف براجمات صواريخ من قبل الجيش التركي .

 

وقال الناطق باسم وحدات حماية الشعب الكردي في عفرين روجهات روج، إن “قافلة مساعدات انسانية تعرضت لقصف براجمات الصواريخ من قبل الجيش التركي في قرية مريمين قرب بلدة كفر جنة في ريف عفرين الجنوبي الشرقي واقتصرت على أضرار مادية “.

 

وكان مصدر في الهلال الأحمر السوري قال:”دخلت قافلة مساعدات انسانية تضم 28 شاحنة إلى منطقة عفرين من معبر الزيارة شمال شرق بلدة نبل والزهراء “.

 

يشار إلى أن هذه أول قافلة مساعدات تدخل الى منطقة عفرين منذ بدء عملية “غصن الزيتون” التي أطلقها الجيش السوري الحر بمساندة الجيش التركي . (د ب أ)

 

روسيا: أمريكا أقامت نحو 20 قاعدة عسكرية في سوريا

موسكو: نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مسؤول بمجلس الأمن الروسي قوله الخميس، إن الولايات المتحدة أقامت نحو 20 قاعدة عسكرية في سوريا على أراض خاضعة لسيطرة الأكراد.

 

ونقلت أيضاً الوكالة عن ألكسندر فنيديكتوف، مساعد أمين مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف، قوله إن واشنطن تمد الأكراد بأحدث الأسلحة. (رويترز)

 

خروقات روسية ـ سورية تجدِّد نسف الهدنة في الغوطة الشرقية

واشنطن: موسكو تخرق التزامها بوقف الأسد عن استخدام الأسلحة الكيميائية

عواصم – «القدس العربي» من هبة محمد وعبد الحميد صيام ووكالات: بعد ترنح الهدنة التي ادعت موسكو تثبيتها في الغوطة الشرقية خمس ساعات يومياً، يتعاظم العبث الروسي في سوريا، وتلاعبها عبر المراوغة في تفسير قرار مجلس الأمن 2401 الذي دعا إلى هدنة تمتد ثلاثين يوماً في عموم سوريا، حيث خرقت كل من موسكو والنظام السوري الهدنة المعلنة بمئات الغارات الجوية والصاروخية، وأوقعت عشرات الضحايا والمصابين بحجة «جبهة النصرة» التي باتت شماعة لكل مجزرة ترتكب في ريف دمشق الشرقي المحاصر منذ أكثر من أربع سنوات.

بيد ان مراقبين ومحللين يرون أن هناك تصوراً لسيناريوهات مختلفة لأهداف التصعيد الروسي في سوريا، ونيّة غير معلنة لدى موسكو في إخراج المحاصرين وتهجيرهم على غرار سيناريو التهجير الذي مورس ضد أهالي الغوطة الغربية لدمشق، والاستعاضة عنهم بحزام طائفي، فضلاً عن الظهور بأنها تلعب دوراً رئيسياً في سوريا، ويعود ذلك إلى أن النظام السوري الذي يتزعمه بشار الأسد، بالنسبة لموسكو، ليس الا أداة لا أكثر. بينما يصر مدنيو الغوطة والأهالي على الصمود والبقاء فيها.

وانتهى اليوم الثاني من سريان الهدنة الروسية التي أعلن عنها الرئيس فلاديمير بوتين بجملة خروقات أودت بحياة أكثر من 15 مدنياً، نصفهم في مدينة دوما حيث وثق الدفاع المدني مقتل 8 مدنيين جراء القصف الجوي والمدفعي على الأحياء السكنية، بعضهم نتيجة إصابات سابقة، إضافة الى استهداف الطائرات الحربية والمروحية الأحياء السكنية.

وتحت عنوان «الإنسانية خسرت بطلاً جديداً» نعى الدفاع المدني أمس الأربعاء قائد فريق في الدفاع المدني السوري في ريف دمشق المتطوع محمود الكيلاني، جراء غارة جوية من الطيران الحربي استهدفت فريق الدفاع المدني أثناء قيامه بواجبه الإنساني في إسعاف المصابين في بلدة اوتايا في منطقة المرج في الغوطة الشرقية، وهو قائد فريق الإنقاذ في مركز 114.

من جانبه وصف «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» استهداف المجلس المحلي في الشيفونية، ومقتل رئيسه واثنين من الأعضاء ومدنيين آخرين يوم الأحد الفائت بالجريمة، مؤكداً أن القصف نفذته «طائرات النظام والاحتلال الروسي ما أسفر عن وقوع مجزرة واستشهاد رئيس المجلس المحلي، محمد جاموس، واثنين من الأعضاء وعدد من المدنيين والنازحين، وما زالت تتم عمليات استخراج جثامينهم من تحت الأنقاض».

وأضاف الائتلاف في بيان له أمس «أن القصف يشكل جريمة حرب موصوفة وخرقاً لقرار وقف إطلاق النار 2401 بعد أقل من 24 ساعة من إقراره».

من جهته دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى التعاون الدولي من أجل تهدئة الوضع في الغوطة الشرقية في سوريا. وقال بوتين أمس في موسكو، إنه عندما يبحث كل طرف عن منافعه السياسية والتكتيكية فلن ينجح شيء. بينما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن إنجاح «الهدنة الإنسانية» في الغوطة الشرقية يقع على عاتق فصائل المعارضة السورية.

من جهة أخرى استمع مجلس الأمن الأربعاء إلى إحاطة من وكيلي الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، ومن وكيل الأمين العام للشؤون السياسية، جيفري فيلتمان، عن الحالة الإنسانية في سوريا حول تنفيذ القرار 2401 المتعلق بوقف إطلاق النار في كافة أنحاء سوريا.

وهذه هي المرة الثالثة التي خاطب فيها لوكوك أعضاء المجلس بشأن هذه المسألة في شهر شباط / فبراير، وقال إن هناك أكثر من ستة ملايين شخص بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية العاجلة «وأخشى أن نرى قريباً أن عدد الذين يقضون بسبب المجاعة سيصبح قريباً أكثر من الذين يقضون تحت القصف والقذائف».

وقد أبدى لوكوك استعداد الأمم المتحدة وشركائها لنشر قوافل إنسانية وإجراء عمليات إجلاء طبي آمنة وغير مشروطة. وقد أثار لوكوك مع أعضاء المجلس تقييمه للعنف المستمر في سوريا، بما في ذلك الهجمات العشوائية في الغوطة الشرقية، واحتمال استخدام الأسلحة الكيميائية، كما جاء في التقارير الإخبارية من المناطق التي تعرضت للهجمات.

من جهته قدم جيفري فيلتمان، وكيل الأمين العام للشؤون السياسية، إحاطة حول الوضع العام في سوريا بعد سبع سنوات من الأزمة السورية والتي ما زالت قائمة. وأكد أن حل الأزمة السورية ليس حلاً عسكرياً كما يعتقد البعض، بل هو حل سياسي شامل يحمي المدنيين وينقل البلاد إلى تنفيذ القرار 2254.

وأكد فيلتمان أن أحداً لم يلتزم بنص القرار 2401 بوقف الأعمال العدائية والدخول في هدنة إنسانية لمدة ثلاثين يوما. فهدنة الخمس ساعات ليست جزءًا من القرار بل النص يشير إلى ثلاثين يوماً».

وقال فيلتمان «إن الفصائل الثلاثة الموجودة في المنطقة، جيش الإسلام وفيلق الرحمن وأحرار الشام، بعثوا برسالة للأمين العام يؤكدون فيها التزامهم الفوري بقرار وقف إطلاق النار واستعدادهم لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية واستعدادهم لطرد عناصر النصرة من المنطقة. وقد نفوا تشكيل غرفة عمليات مشتركة مع النصرة». وقال إن الحرب على الإرهاب لا تبرر إبقاء أكثر من أربعمئة ألف تحت الحصار.

وأضاف فيلتمان أن أعضاء المجلس يودون أن يروا تحقيق نتائج فورية من حيث إيصال المعونة الإنسانية وعمليات الإجلاء الطبي والتخفيف من معاناة الشعب السوري

على صعيد اخر قالت الولايات المتحدة، أمس الأربعاء، إن روسيا خرقت التزامها بضمان تدمير مخزون سوريا من الأسلحة الكيميائية ومنع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد من استخدام الغاز السام.

ووقعت سوريا في 2013 على المعاهدة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية في إطار اتفاق توسطت فيه موسكو لتلافي توجيه الولايات المتحدة ضربات جوية ردا على هجوم بغاز أعصاب أدى لمقتل المئات، وحملت واشنطن مسؤوليته لدمشق. وأعلنت سوريا في الأعوام التالية تدمير مخزونها من الغازات السامة المحظورة على يد مراقبين دوليين. وقالت واشنطن العام الماضي إن سوريا استخدمت مجددا غاز الأعصاب (السارين) المحظور، وأمر الرئيس دونالد ترامب بتوجيه ضربة جوية لسوريا.

 

صراع وجود بين «هيئة تحرير الشام» و«جبهة تحرير سوريا»/ رائد الحامد

تتقلص الخيارات أمام جبهة فتح الشام التي تقود هيئة تحرير الشام مع تصاعد حرب الاستئصال في محافظة أدلب وريف حلب الغربي. الثابت يقينا أن هناك ما يشبه «الانقلاب» ضد جبهة فتح الشام في الأوساط الاجتماعية، ضمن مناطق سيطرتها عموما. ولا يمكن الفصل القطعي بين ما تواجهه جبهة فتح الشام التي تقود، والإرادة الدولية التي ترفض القبول بعزل الجبهة عن تنظيم «القاعدة» الأم في التصنيفات التي تضعها على قائمة المنظمات الإرهابية، رغم ان الجبهة أعلنت فك ارتباطها واتخذت مسمى بديلا عن جبهة النصرة التي ارتبطت تنظيميا بـ»القاعدة».

ففي قرار مجلس الأمن الأخير حول الغوطة الشرقية، استثنى القرار التنظيمات الإرهابية، كما يصفها، من وقف إطلاق النار لمدة ثلاثين يوما، بما فيها تنظيم «الدولة» و»هيئة تحرير الشام» أو «جبهة النصرة»، كما جاء في بيان المجلس، كدلالة على عدم الاعتراف الاممي بقرار فك «جبهة فتح الشام» التي تقود الهيئة عن تنظيم «القاعدة».

وتدعم هيئة التفاوض العليا لائتلاف قوى الثورة والمعارضة وناشطون ومنظمات المجتمع المدني الهجوم الذي تشنه جبهة تحرير سوريا على هيئة تحرير الشام. وبعيدا عن الأسباب التي أدت إلى اندلاع موجة المواجهة الأخيرة، التي تعددت الروايات بين قائل إنها جاءت على خلفية اغتيال القيادي في «هيئة تحرير الشام» أبو ايمن المصري في 16 فبراير على حاجز لحركة نور الدين الزنكي، وقائل عن تخوف الهيئة من تحرير المناطق الفاصلة بين قوات «درع الفرات» وحركة نور الدين زنكي وزيادة نفوذها بالاتصال جغرافيا بريف حلب الشمالي، واحتمال وصول قوات «درع الفرات» إلى محافظة أدلب بسهولة، قد يبدو الاحتمال الثاني هو الأكثر ترجيحا، إذ كثيرا ما تم اغتيال قياديين من الفصائل تعقبها اشتباكات في أحيان قليلة ثم تتم تسوية الامر بشكل ما. ومع تحقيق قوات درع الفرات نجاحات ميدانية في محيط منطقة العمليات في عفرين، فإنها في الوقت ذاته تكون قد اقتربت نسبيا من وصل مناطق سيطرتها في ريف حلب الشمالي بمناطق سيطرة حركة نور الدين زنكي في ريف حلب الغربي، ما تراه هيئة تحرير الشام تهديدا لمكاسبها ونفوذها.

وتتخوف هيئة تحرير الشام من وصول قوات درع الفرات الحليفة لتركيا إلى مناطق سيطرتها في أدلب وريف حلب الغربي، وتهدد بخيار المواجهة بصرف النظر عن الموقف التركي الذي يركز في المرحلة الراهنة على عملية غصن الزيتون في منطقة عفرين في الوقت ذاته الذي يلتزم بمخرجات اتفاق الاستانة لخفض التصعيد وتثبيت نقاط مراقبة بدون اعتراض من الهيئة. وكانت هيئة تحرير الشام قد نشرت صورا لمقاتليها على خطوط التماس مع نقاط تمركز قوات درع الفرات في ريف أدلب الشمالي، محذرة من دخول هذه القوات إلى ادلب ومتوعدة بقتالها. ومع اقتراب قوات درع الفرات المشاركة في عملية غصن الزيتون من مناطق سيطرة حركة نور الدين زنكي في ريف حلب الغربي، تزداد احتمالات دخول هذه القوات إلى جانب جبهة تحرير سوريا لاستئصال هيئة تحرير الشام، التي ستواجه احتمالات ثأر لمقاتلين معظمهم من فصائل سبق ان تقاتلت مع الهيئة وانتهى القتال بحلها وتفكيكها.

في كل الأحوال، قد تكون بدايات الحملة المزدوجة على هيئة تحرير الشام بشقيها العسكري والشعبي ابتدأت منذ معارك مطار أبو الضهور، واتهامات لاحقت الهيئة بعدم جديتها في قتال النظام و»تسليمها» عشرات القرى والبلدات من دون قتال في الوقت ذاته الذي تسخر إمكانياتها لتشديد القبضة الأمنية والعسكرية على مناطق سيطرتها وقتال الفصائل الأخرى. في بلدة بنش في محافظة ادلب تظاهر سكانها مطلع الشهر ضد ما سموه «الفصائلية»، أعقبتها إجراءات رادعة من هيئة تحرير الشام شملت اعتقال عدد من المتظاهرين ومقتل أحدهم ما أدى إلى ارتفاع وتيرة الغضب ضد الهيئة في حالة احتقان شعبي غير مسبوقة، تصاعدت حدتها بعد رفض الهيئة بيانا لسكان البلدة طالبوا بوقف الاعتقالات، واحترام حق التعبير وتوجيه السلاح لرفد الجبهات ضد قوات النظام، التي كانت تتقدم من محور مطار أبو الضهور نحو بلدة سراقب شرق ادلب. بعد مقتل أبو ايمن المصري أعلنت حركة نور الدين زنكي تحالفها مع حركة احرار الشام الإسلامية، تحت مسمى «جبهة تحرير سوريا» التي تقود الان المواجهة العسكرية ضد هيئة تحرير الشام.

في عودة إلى تاريخ الاقتتال الفصائلي البيني وتشكيل التحالفات وتفكيكها ظلت الغلبة في الميدان العسكري لهيئة تحرير الشام، التي استطاعت خلال فترات متباعدة استئصال على الأقل عشرة فصائل، من بينها فصائل مهمة مثل جبهة ثوار سوريا بقيادة جمال معروف، وإخراجها من الساحة بشكل كامل. كما ان جميع التحالفات التي شكلتها جبهة النصرة ومختلف مسمياتها اللاحقة، كانت بقيادتها مهما بلغ عدد الفصائل والتشكيلات التي تضمها وقوتها على الأرض. المواجهات الراهنة تبدو خلافا لمواجهات سابقة ظلت الغلبة فيها لهيئة تحرير الشام؛ وقد تكون المرة الأولى التي تتواصل خسارة الهيئة لمناطق سيطرتها لصالح فصائل أخرى. ومنذ اندلاع الاشتباكات خسرت هيئة تحرير الشام عشرات القرى والبلدات التابعة لها في معاركها الاستئصالية مع جبهة تحرير سوريا في ريف ادلب الجنوبي ومعرة النعمان ومناطق أخرى. ويشي استمرار المواجهات بفشل جهود الوساطة بين الهيئة والجبهة حتى الان؛ ولا يبدو في الأفق ما يشير إلى رغبة جبهة تحرير سوريا في التوصل إلى حلول توفيقية، مع معلومات عن مبادرات لوضع حد للمواجهات المسلحة. وكالعادة فإن أي مبادرة لا تخلو من إعلان وقف متبادل لاطلاق النار، والقبول بالجلوس إلى «محكمة شرعية» لاستعادة حقوق الطرفين والافراج عن الاسرى.

وحثت جبهة تحرير سوريا سكان المناطق في ادلب على الإدلاء باي معلومات تفضي للقبض على أربعة قياديين من هيئة تحرير الشام، كونهم مطلوبين للعدالة الثورية، بتهم التحريض والمشاركة في قتل السوريين؛ وتضمنت لائحة المطلوبين، أبو محمد الجولاني وأبو ماريا القحطاني وأبو اليقضان المصري وأبو الفتح الفرغلي، في تصعيد للحملة ضد هيئة تحرير الشام في الأوساط الاجتماعية واجهته الهيئة ببث تسجيل مصور لاعترافات الضالعين باغتيال كبار قيادييها، وتوجيه الاتهامات بشكل مباشر إلى كل من حركة نور الدين زنكي وحركة أحرار الشام الإسلامية. وليس بعيدا عن هذا، هناك تراكمات من حقوق ضائعة بين الفصائل لم تستطع «المحاكم الشرعية» ولا الاتفاقيات الثنائية من ردها إلى أصحابها، سواء ما يتعلق بالدماء أو الأموال أو الأسلحة والمقرات.

يبقى من نافلة القول التذكير بحقيقة أن قلة المواجهات مع قوات النظام أو على الأقل المواجهات ذات الطابع الدفاعي تتيح الفرصة في الغالب لاقتتال بيني بين الفصائل في إطار الصراع على النفوذ والمكاسب المتوخاة من السيطرة على المناطق ومنافذ العبور، سواء مع تركيا أو مع قوات النظام بما تستجلبه من عائدات مالية.

كاتب عراقي

القدس العربي

 

قوات “غصن الزيتون” تسيطر على قرى وتلال بمحيط عفرين

جلال بكور

واصل “الجيش السوري الحر”، مدعوماً بالجيش التركي، تقدمه في إطار عملية “غصن الزيتون”، وسيطر على ثلاث قرى وثلاث تلال في محيط عفرين شمال غرب سورية بعد مواجهات مع مليشيات “وحدات حماية الشعب” الكردية.

 

وأعلن “الجيش السوري الحر”، صباح اليوم الخميس، في بيان، السيطرة على قرى خراب صلوق وحيدر وجعنكي، وثلاث تلال محيطة بها على محور راجو شمال غرب عفرين بعد معارك مع مليشيات “وحدات حماية الشعب” ضمن عملية “غصن الزيتون”.

 

وأكدت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، أن “الجيش السوري الحر” سيطر بدعم تركي على قريتي خراب صلوق وجعنكي، فجر اليوم الخميس، في حين سيطر على قرية حيدرة شمال بلدة راجو، مساء أمس الأربعاء.

ولفتت المصادر ذاتها، إلى أن المعارك لا تزال مستمرة منذ الصباح في محور قرية بعدينو في محاولة تقدم من “الجيش السوري الحر”، وسط قصف جوي من الطيران الحربي التركي على مواقع مليشيات “وحدات حماية الشعب”.

 

وفي حال السيطرة على بعدينو، ستقترب قوات عملية “غصن الزيتون” من قطع الطريق بين ناحية راجو ومدينة عفرين ما قد يجبر مليشيات “وحدات حماية الشعب” على الانسحاب من الناحية.

 

ودخلت عملية “غصن الزيتون” يومها الأربعين محققة مزيداً من التقدم، وتمكنت القوات المشاركة في العملية من عزل المليشيات الكردية عن الحدود السورية التركية في منطقة عفرين بشكل كامل.

 

وعزز الجيش التركي، أمس، من وجوده على الحدود السورية التركية في ولاية هاتاي بقوات من الدرك والشرطة الخاصة تمهيداً لدخول الأراضي السورية بهدف المشاركة في عملية “غصن الزيتون”.

جميع حقوق النشر محفوظة 2018

 

النظام السوري يواصل قصف الغوطة الشرقية

جلال بكور

قُتل ثمانية مدنيين، وجُرح آخرون، في حصيلة أولية، اليوم الخميس، جراء القصف المستمر من قوات النظام السوري على مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق.

 

وتحدّث مصدر من الدفاع المدني السوري، لـ”العربي الجديد”، عن مقتل مدني وإصابة آخرين، جراء غارة من الطيران الحربي التابع للنظام السوري على منازل المدنيين في بلدة أوتايا بمنطقة المرج، شرقي الغوطة المحاصرة.

 

وأضاف المصدر أنّ ثلاثة مدنيين قتلوا وجُرح آخرون، بغارة من الطيران الحربي على الأحياء السكنية في مدينة كفربطنا، كما قُتل مدنيان بقصف مماثل على مدينة حمورية.

 

وأضاف الناشط عمر خطيب، لـ”العربي الجديد”، أنّ مدنيين اثنين قُتلا جراء الغارات الجوية على الأحياء السكنية في مدينة دوما، مشيراً إلى أنّ الحصيلة مرشحة للارتفاع نتيجة وجود عشرات الجرحى، بينهم إصاباتهم خطرة.

 

وأشار خطيب إلى أنّ النظام يتعمّد استهداف المدنيين في المناطق المأهولة، وذلك بعد تسيير طائرات استطلاع ترصد أماكن تحرّكهم وتنقّلهم وتواجدهم قبل عملية القصف.

 

وقال الناشط محمد الشامي، ومصادر من الغوطة، لـ”العربي الجديد”، إنّ الطيران الحربي التابع للنظام السوري شنّ خمس غارات على مدينة دوما، تلاها قصف بالمدفعية وراجمات الصواريخ على بلدتي الشيفونية وأوتايا، بالغوطة.

 

وتبع ذلك قصف من الطيران المروحي، حيث ألقى أكثر من عشرين برميلاً متفجراً على مدينة دوما ومحيطها، وعلى محيط مدينة عربين وبلدة حزة، موقعاً أضراراً مادية، وجرحى بين المدنيين.

 

واعتمد مجلس الأمن، بالإجماع، القرار 2401، السبت الماضي، والذي يطالب جميع الأطراف بوقف الأعمال العسكرية لمدة 30 يوماً على الأقل في سورية، ورفع الحصار المفروض من قبل قوات النظام عن الغوطة الشرقية، والمناطق الأخرى المأهولة بالسكان.

 

وفي مقابل قرار مجلس الأمن، أعلنت روسيا، مساء الإثنين، عن هدنة في الغوطة الشرقية المحاصرة لمدة خمس ساعات يومياً، وتوفير “معبرٍ آمن” لخروج من يشاء الخروج من المدنيين، إلا أنّ عمليات القصف تواصلت، ولم تُسجل عمليات إجلاء.

 

طائرات استطلاع

 

وأكدت مصادر متطابقة، لـ”العربي الجديد”، أنّ النظام سيّر العديد من طائرات الاستطلاع الصغيرة فوق مناطق الغوطة الشرقية، قبل استهدافها بالطيران الحربي أو المدفعية والصواريخ، مؤكدة أنّ القصف يطاول مناطق تواجد المدنيين.

 

ونفت المصادر توجه أيّ من المدنيين إلى معبر مخيم الوافدين، لليوم الرابع على التوالي، بعد إعلان “الهدنة” الروسية.

 

وتزامناً مع ذلك، تشهد جبهات الغوطة الشرقية، منذ الفجر، اشتباكات متقطعة على محاور حوش الضواهرة، شرقي مدينة دوما، وعلى محاور حي العجمي ومنطقة المشافي، غرب مدينة حرستا، في محاولات تقدّم من قوات النظام على حساب المعارضة السورية المسلحة.

 

وفي السياق، أعلن فصيل “جيش الإسلام” المعارض، عن إفشاله، بعد منتصف الليلة الماضية، عملية تسلل لقوات النظام على جبهات حزرما والنشابية وحوش الضواهرة، وإيقاع خسائر في صفوفها.

 

وفي غضون ذلك، ارتفع إلى 17، بينهم ثلاثة أطفال، عدد الضحايا الذين قضوا، أمس الأربعاء، جراء القصف المستمر من قوات النظام السوري على مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة.

 

وتعرّضت مدن وبلدات الغوطة، أمس الأربعاء، إلى قصف بأكثر من 75 غارة، تزامنت مع محاولات اقتحام من قوات النظام على محاور مدينة حرستا ومنطقة المرج.

 

إلى ذلك، تحدّث “مركز دمشق الإعلامي” عن وفاة طفل في الغوطة الشرقية، بعد معاناة مع مرض السرطان، بسبب الحصار المفروض من قبل قوات النظام على المنطقة، وعدم توفر الأدوية والجرعات المناسبة للعلاج.

 

وقالت مصادر محلية إنّه تم، مساء أمس الأربعاء، إجلاء عائلة باكستانية (رجل وزوجته)، من الغوطة الشرقية، بالتعاون بين فصيل “جيش الإسلام” والهلال الأحمر السوري.

 

وأوضحت مصادر مطلعة، لـ”العربي الجديد”، أنّه تم التوصل إلى عملية الإجلاء بعد اتصالات جرت بين السفارة الباكستانية في دمشق والنظام السوري، مشيرة إلى أنّ العائلة تعيش في الغوطة الشرقية منذ عام 1988، وتمت عملية الإجلاء عن طريق معبر مخيم الوافدين بسيارة تابعة للهلال الأحمر السوري.

 

وتحاصر قوات النظام السوري 400 ألف مدني في الغوطة الشرقية، منذ عام 2013، وتقوم بقصف المنطقة بشكل متكرّر، ما أسفر عن مقتل وجرح آلاف المدنيين.

 

مليشيات موالية تعطل إعادة الكهرباء إلى ريف حمص الشمالي

هدأت وتيرة القصف على مدن وبلدات ريف حمص الشمالي، الخميس، بعدما صعّدت مليشيات النظام في القرى الموالية المحيطة بالريف المحاصر من قصف مدينة الرستن وناحية تلبيسة وقرية الغنطو، خلال اليومين الماضيين، بحسب مراسل “المدن” محمد أيوب.

 

وعلى إثر هذا التصعيد توقف عمل ورشات الكهرباء التي تتولى تنفيذ “اتفاق الكهرباء مقابل الكهرباء” بين شركة كهرباء محافظة حمص واللجنة المكلفة من قبل الريف الشمالي، والذي يضمن البدء بعمليات صيانة خط الـ400 كيلوفولط بالتوازي مع صيانة خط الـ20 كيلوفولط.

 

رئيس مكتب الخدمات في “المجلس المحلي الثوري للرستن” عبدالبصير بحبوح، أكد لـ”المدن”، تنفيذ مؤسسة الكهرباء لخطوات متعددة لإعادة الكهرباء إلى الخط المغذي لمدينة الرستن؛ كتركيب القاطع الرئيسي الذي يغذي خط الـ20 وصيانة الخط الذي يغذي منطقة المزارع الشرقية للمدينة، ولكن بسبب القصف المستمر للمنطقة تأخرت عمليات الصيانة.

 

الخط الذي يجب القيام بإصلاحه في مدينة تلبيسة وقريتي تيرمعلة والغنطو، يحاذي منطقة تمركز “الفرقة 26″ التابعة لقوات النظام جنوبي تلبيسة، بالإضافة لقربه من القرى الموالية، الأمر الذي يمنع ورشات الصيانة من العمل على إصلاحه. إذ تستوطن في تلك القرى مليشيات لم تعد ترضخ لأوامر النظام.

 

أحد سكان الغنطو أكد لـ”المدن” وجود خلافات كبيرة بين قوات النظام والمليشيات، قد تصل إلى حد الاشتباك المباشر بينهما.

 

رئيس المجلس المحلي في قرية تير معلة عبدالفتاح اللوز، قال لـ”المدن”: “منذ توقيع الاتفاق لم تتمكن ورشات صيانة مؤسسة الكهرباء البدء بالعمل على خط الـ20 ك.ف والذي يغذي شبكات تير معلة والغنطو ومدينة تلبيسة، بسبب القصف الدائم للمنطقة من قبل المليشيات في القرى الموالية للنظام. ولهذا السبب تم عقد جلسة للجنة المتابعة المشكلة من الريف مع لجنة التفاوض المكلفة والتي وقعت الاتفاق مع شركة كهرباء حمص، وتم طرح موضوع تحويل هذا الخط ومد خط جديد يمر غربي المدينة لإمكانية العمل في تلك المنطقة، بينما ننتظر الرد خلال اليومين القادمين للبدء بهذه الخطوة”.

 

وأشار اللوز إلى أن الاتفاق يتضمن التوازي في عمليات الصيانة بين خط الـ400 وخط الـ20، فإن العمل بصيانة خط الـ400 متوقف منذ ثلاثة أيام، حتى عودة أعمال الصيانة على خط الـ20″.

 

قاعدة إيرانية جديدة في سوريا: تمهيد لضربة إسرائيلية؟

قللت مصادر إسرائيلية أمنية من أهمية ما كشفته شبكة “فوكس نيوز” الأميركية، الأربعاء، عن إقامة طهران قاعدة إيرانية على بعد 13 كيلومترا شمال – غرب دمشق، معتبرة أن الأمر ليس جديداً، وأن إسرائيل ترصد كل المنشآت الإيرانية في سوريا.

 

ونقلت موقع “واللا” الإسرائيلي عن تلك المصادر قولها، إن وجود قواعد إيرانية في سوريا هو “خط أحمر” بالنسبة لإسرائيل، لكن الحديث عن صور الأقمار الصناعية التي نشرتها “فوكس نيوز” مؤخراً “ليس حديثاً عن مبان جديدة، وإنما عن مبان قديمة قامت إيران بتأهيلها”.

 

وأشار المصدر إلى أنه من الممكن أن تكون هناك قواعد عسكرية إيرانية أخرى، تنتشر داخل قواعد للجيش السوري، وفيها منظومة أسلحة وقوات إيرانية.

 

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، قد علّق على الصور قائلاً “لا شيء جديداً تحت الشمس، لكننا لا نتعامل مع تقرير إخباري على أنه حقيقة مطلقة. إننا نراقب عن كثب التطورات في سوريا”.

 

محللون إسرائيليون اعتبروا أن تسريب هذه الصور مصدره إسرائيل، بهدف الضغط على واشنطن، والرئيس الأميركي دونالد ترامب شخصياً في الملف النووي الإيراني، خصوصاً وأن “فوكس نيوز” هي المفضلة لدى ترامب.

 

المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية رون بن يشاي، اعتبر أن تسريب صور الأقمار الصناعية للقاعدة الإيرانية يمكن أن يكون بهدف حث روسيا والولايات المتحدة على التحرك ضد إيران، لكنه استدرك بالقول إنها يمكن أن تهدف أيضاً إلى تحذير إيران وإيصال رسالة لها بأن تحركاتها في سوريا تحت الرصد.

 

وكانت شبكة “فوكس نيوز” قد بثّت صور أقمار صناعية لشركة “Image Sat International”، لما قالت إنه قاعدة عسكرية إيرانية جديدة في سوريا. ووفقاً لمعلومات أمنية، فإن القاعدة معدة لتخزين صواريخ باليستية، بمقدورها إصابة أهداف داخل إسرائيل.

 

إيران تريد أضعاف ما أنفقته في الحرب السورية

هاجم أمين عام مجمع تشخيص النظام في إيران الجنرال محسن رضائي منتقدي التدخل الإيراني العسكري في سوريا. وقال إن إيران أنفقت الكثير من المال خلال محاربتها تنظيم “داعش” وهي ستأخذ أضعاف ما أنفقته.

 

وقال رضائي وفقا لتقرير نشره موقع “انتخاب” المقرب من الرئيس حسن روحاني، خلال مهرجان لتكريم قائد فيلق “قدس” قاسم سليماني في طهران، إن إيران أنفقت 22 مليار دولار على الحرب السورية، وبرر هذا الإنفاق بالحفاظ على الأمن القومي الإيراني، والدفاع عن إيران ومصالحها في المنطقة.

 

وشهدت إيران نهاية عام 2017 حراكاً شعبياً بسبب تدهور الأوضاع الإقتصادية وإرتفاع نسبة البطالة. وطالب المتظاهرون حينها بوقف إنفاق الأموال في سوريا ولبنان واليمن وتحويلها إلى الإقتصاد الإيراني.

 

وأضاف رضائي “بعض الأطراف في إيران تردد دائما لماذا أنفقنا أموالنا في سوريا؟”. وقال “لم نحقق إنتصاراتنا بإنفاق أموالنا ولم نقضِ على داعش بالأموال، ولو كان النصر يتحقق عن طريق المال، فإن السعودية يجب أن تأخذ بغداد اليوم”.

 

وتابع “لكننا تسلحنا بتجربة الحرب العراقية-الإيرانية ورأس مالنا كان إرث الثورة الإيرانية، واستطعنا أن نحقق انتصارات مذهلة عن طريق إبداع الجنرال قاسم سليماني”.

 

وأضاف رضائي “دفاعنا كان إيمانيا وليس ماليا، وفي كل هذه الحرب لم ننفق سوى 22 مليار دولار أميركي للدفاع عن أنفسنا”. وتابع “في الحرب بسوريا والعراق نقلنا خبرتنا وتجاربنا العسكرية وأنفقنا ودعمنا أيضا ولكننا سعينا إلى تحقيق مصالحنا الخاصة، بجانب الشأن الإنساني الذي تابعنا هناك أيضا”.

 

وشدد على ضرورة إسترجاع كل الأموال التي أنفقتها إيران في سوريا قائلا “إذا أعطينا دولاراً واحداً لشخص ما، فإننا سنأخذ ضعفه”. وأوضح أنه “قال يوما للسفير الفرنسي إن عليكم أن تدفعوا لنا ما أنفقناه في الحرب السورية لأن خطوتنا هذه ضمنت لكم الأمن. ولكنهم لم يكتفوا بعدم تقديم الدعم لنا بل إنهم لم يبدوا حتى إستعداداً للإعتراف بما قامت به إيران”.

 

وركز رضائي على أهمية السيطرة الصناعية والتجارية على سوريا قائلا “أنا آسف أن أقول بأننا حاضرون هناك ولكن صناعتنا وإقتصادنا ليس لها أي تواجد، وعلينا أن نتواجد إقتصاديا أيضاً كما نتواجد عسكرياً وعلى إقتصادنا أن يتحرك جنباً إلى جنب مع سليماني في سوريا والعراق”.

 

وكالة “تسنيم” الإيرانية المقربة من المحافظين، نقلت بدورها خبر رضائي لكن بشكل مقتضب، ومن دون أن تأتي على ذكر الجزء الذي يتحدث فيه عن الأموال التي أنفقتها إيران. وبحسب تسنيم قال رضائي إن “إن الذين يطالبون اليوم بخروج إيران من العراق وسوريا هم من فرضوا علينا الحظر. وإن لم تكن إيران تحارب داعش، فالتفجيرات كانت ستكتسح أنحاء أوروبا”.

 

إدلب: “تحرير الشام” من الانسحاب إلى الهجوم

شنت “هيئة تحرير الشام” هجوماً معاكساً، الأربعاء، باتجاه القرى والبلدات التي خسرتها خلال الأيام القليلة الماضية لحساب “جبهة تحرير سوريا” في ريفي ادلب وحلب الغربي، وتمكنت من استعادة قرى حزرة ودير حسان وقاح وكفر لوسين وتلة كفر لوسين واطمة وعقربات، وهاجمت بلدة ترمانين ولم تتمكن من السيطرة عليها بشكل كامل بسبب المقاومة العنيفة التي أبدتها “تحرير سوريا” في البلدة ومحيطها، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.

 

هجوم “تحرير الشام” المعاكس كان مركزاً في المنطقة الشمالية، واستهدف قرى وبلدات ريف ادلب الشمالي وحلب الغربي القريبة من دارة عزة، وهي منطقة استراتيجية تحوي معابر عسكرية ومدينة مع تركيا، أهمها معبر باب الهوى الذي كان مهدداً من قبل “تحرير سوريا” التي سيطرت في وقت سابق على قرى قريبة منه وعلى معبر أطمة.

 

الهجوم البري لـ”تحرير الشام” تركّز في محورين؛ الأول انطلق من معبر باب الهوى واتجه شمالاً نحو عقربات وأطمة وقاح وكفر لوسين وصلوة، وفي حال تابع هذا المحور تقدمه سينحرف شرقاً لتكون الوجهة محيط دارة عزة. أما المحور الثاني فقد انطلق من الدانا وسرمدا باتجاه الشمال والشمال الشرقي بهدف استعادة السيطرة على قرى حزرة وترمانين ودير حسان. القوة الهجومية على محوري التقدم كانت من “جيش النخبة” الذي مهد لتقدمه بقصف القرى بالهاون وقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة.

 

هجوم “تحرير الشام” وقصفها لمواقع خصومها تسبب بمقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفل في مخيمات دير حسان قرب عقربات وترمانين، وجرح مدنيين آخرين خلال الاشتباكات التي كانت عنيفة خلال ساعات ليل الأربعاء/الخميس، وخسر فيها طرفا القتال أكثر من عشرين عنصراً. وقالت “الهيئة” إنها أسرت عدداً من عناصر “تحرير سوريا” بعد سيطرتها على كفر لوسين.

وقصفت “تحرير الشام” مدينة معرة مصرين في ريف ادلب الشمالي، وحاولت التقدم نحوها من محورين؛ الأول انطلاقاً من مدينة ادلب، والثاني من جهة حربنوش. الهجمات في محوري معرة مصرين فشلت، وخسرت القوات المهاجمة عدداً من عناصرها.

 

وخسرت “تحرير الشام” عدداً من قرى وبلدات ريفي ادلب الجنوبي وحماة الشمالي؛ الشيخ مصطفى وكفر سجنة والركايا ومدايا والعامرية وموقا وكفرعين وحيش وتحتايا وكفرزيتا والتمانعة، وانسحبت من مورك ومعبرها لحساب “جيش العزة”.

 

“تحرير الشام” قتلت شرعي “جيش الأحرار” الملقب بـ”أبو تراب المصري” بعد اعتقاله على أحد الحواجز في محيط مدينة إدلب، وجالت أرتالها العسكرية شوارع مدينة ادلب، في استعراض للقوة ومحاولة لترهيب الأهالي، وداهم عناصرها مكتب “فريق ملهم التطوعي” في مدينة إدلب، واعتقلوا أعضاء الفريق؛ محمد نور طحان، وسليمان طالب، وصادروا جميع معداتهم.

 

وقالت “تحرير سوريا” إن حملة الاعتقالات توسعت في ادلب خلال ليل الأربعاء/الخميس. ويتخوف الأهالي في إدلب وريف حلب الغربي من انتقام “تحرير الشام” في حال نجحت باستعادة السيطرة على القرى والبلدات التي خسرتها، أو تلك التي انسحبت منها.

 

وما تزال “تحرير الشام” تسيطر على مواقعها في ريف حلب الجنوبي في العيس وعدد من القرى جنوب شرقي طريق حلب–دمشق الدولي، وتصدت لهجوم شنته “تحرير سوريا” الأربعاء، نحو بلدة الزربة. وتنذر الساعات المقبلة بالتصعيد في ظل تجييش الطرفين، والاتهامات المتبادلة بينهما. وتتهم “تحرير سوريا” “تحرير الشام” بالزج بعناصر “الحزب التركستاني” خلال معارك الأربعاء، في حين تتهم “تحرير الشام” “تحرير سوريا” باستقدام تعزيزات عسكرية جديدة إلى مناطق ادلب وريف حال الغربي من منطقة “درع الفرات” في ريف حلب، مروراً بعفرين بعدما تم فتح الطريق.

 

النظام يتقدم في حرستا وحوش الظواهرة

أحرزت قوات النظام والمليشيات، ليل الأربعاء/الخميس، تقدماً برياً على محوري حرستا وحوش الظواهرة خلال عملياتها العسكرية في الغوطة الشرقية، مدعومة من الطيران الحربي الروسي. ولا تزال المعارك هناك مستمرة، بحسب مصادر “المدن”.

 

وسيطرت المليشيات، الأربعاء، على معمل أدوية “سيفكو” في حوش الضواهرة بعد معارك ضارية مع قوات المعارضة شارك فيها الطيران الحربي الروسي والسوري بأكثر من 120 غارة جوية. وشاركت في المعارك هناك 5 مروحيات وطائرات L-39، بالإضافة لطيران الاستطلاع، وغطاء ناري من راجمات الصواريخ. ودمرت المليشيات معمل الأدوية والمناطق المحيطة به، ما اضطر المعارضة إلى التراجع إلى النقاط الخلفية لاستحالة الثبات في هذه المنطقة، بحسب مصادر “المدن”.

 

ووصلت المليشيات خلال تقدمها إلى محيط كتيبة الدفاع الجوي “الباتشورا” شمالي أوتايا، ووسعت نيرانها وغاراتها إلى جنوبي وغربي الكتيبة، لتدمير الخطوط الخلفية لقوات المعارضة وقطع خطوط الإمداد الرئيسية عنها. وخُصصت طائرات L-39 لاستهداف الطرقات والمحاور وحركات الآليات لقطع عمليات الإمداد والإخلاء عنها.

 

وركزت قوات النظام والمليشيات هجماتها على محوري حوش الظواهرة والشيفونية، بعد عجزها عن التقدم على محوري الزريقية وحزرما، منذ بداية الحملة البرية، وخسرت عشرات العناصر في كمين محكم للمعارضة وعدداً من الآليات.

 

وسيطرت قوات النظام على نقاط في جبهة المشافي في حرستا، وتوغلت في بساتين كرم الرصاص، وثبتت نقاطها الجديدة باستخدام عدد كبير من البلدوزرات المصفحة. ونشرت البلدوزرات على عرض خطوط الاشتباك، وقامت برفع السواتر وحفر الخنادق لمنع هجمات المعارضة المعاكسة، وإبطال مضادات الدروع في هذه المنطقة الزراعية.

 

وشنّ الطيران الروسي، الأربعاء، 41 غارة جوية على مدينة حرستا، وشارك الطيران المروحي والحربي L-39، باستهداف المدينة. كما تم استهدافها براجمات الصواريخ وقذائف الهاون. وتواصلت هجمات المليشيات على محور المشافي، طوال ليل الأربعاء/الخميس، سعياً للوصول إلى “إدارة المركبات” العسكرية، وإطباق الحصار على حرستا، والبدء بتطويق دوما.

 

وأعلنت المعارضة عن تدمير دبابة T-72 على جبهة كرم رصاص بين حرستا ودوما، وقتل العشرات من قوات النظام خلال معارك الأربعاء. كما أعلنت عن استهداف تجمعات النظام ومواقعه بقذائف الهاون في حوش الضواهرة، وقتل العشرات من عناصره وصد هجماته.

 

وقُتل 3 مدنيين في كفربطنا، واثنان في حمورية، وواحد في المرج، وأصيب العشرات بجروح، الخميس، نتيجة استهداف الطيران الحربي الروسي بلدات دوما وزملكا وكفربطنا وعربين وحمورية وجسرين وبيت سوا، بعد موعد بدء سريان “الهدنة اليومية” الروسية. كما استهدف الطيران الحربي والمروحي، صباح الخميس، الشيفونية وحوش الضواهرة وأوتايا بالتزامن مع المعارك الدائرة هناك.

 

وعُثِرَ الأربعاء على جثث متفحمة لمدنيين في أحد أقبية بلدة الشيفونية، احترقت بعد استهداف الطيران الحربي المنطقة بالنابالم الحارق، الأحد، بعد ساعات من استهدافها بالكلور السام. وتعذر على فرق الإسعاف والدفاع المدني الوصول إلى المنطقة بسبب القصف المكثف على البلدة.

 

هدنة الغوطة تختلط بـ«الكيماوي»

«الشرق الأوسط» تنشر وثائق دولية عن تزويد كوريا الشمالية سوريا بأسلحة محظورة

نيويورك: علي بردى – موسكو: رائد جبر – واشنطن: {الشرق الأوسط}

كشفت وثائق أعدها خبراء في الأمم المتحدة، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخ منها، عن تزويد كوريا الشمالية النظام السوري بمعدات يمكن استعمالها في صنع أسلحة كيماوية، وبيّنت أن التعاون استمر بعد صدور القرار الدولي 2118 للتخلص من الترسانة الكيماوية للنظام.

 

وخصص التقرير المطول، أكثر من 15 فقرة للتعاملات المحظورة بموجب القرارات الدولية بين بيونغ يانغ ودمشق. وقال إن هناك «أكثر من 40 شحنة غير مبلَّغ عنها من كوريا الشمالية إلى سوريا بين 2012 و2017 من كيانات تصنفها دول أعضاء في الأمم المتحدة شركات واجهات لمجلس البحوث العلمية في سوريا في جمرايا». وقالت هيثر نويرت، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، إن حكومة كوريا الشمالية «أصبحت أكثر يأساً، وتبحث عن وسائل مختلفة لتمويل نظامها الإجرامي». ورفضت نويرت الإشارة إلى موقف بلادها في حال ثبتت صحة هذه التقارير، ومدى استعداد واشنطن لتوجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد.

 

وفي مؤتمر نزع السلاح الذي يعقد تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف، قال السفير الأميركي لشؤون نزع الأسلحة روبرت وود إن «زعم روسيا بأن نظام الأسد تخلص من مخزوناته الكيماوية عبثي تماماً، ولا يصدق ببساطة»، في وقت قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن النظام تخلص من الترسانة الكيماوية.

 

إلى ذلك، نشرت قناة «فوكس نيوز» الإخبارية الأميركية صوراً من الأقمار الصناعية، تؤكد وجود قاعدة إيرانية على بعد 12 كلم شمال غربي دمشق، ووجود مستودعين لتخزين صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.

 

من جهة أخرى، أبدت موسكو تشدداً مع فشل اليوم الثاني للهدنة في الغوطة، وشدّد الكرملين على اتخاذ خطوات جديدة لمواصلة مساعدة دمشق في «القضاء على كل الإرهابيين». وعزت فشل إجلاء المدنيين إلى «قصف المسلحين».

 

مدنيو الغوطة يرفضون الخروج عبر «المعبر الانساني»… وتحذير أممي من الموت جوعاً

600 قتيل شرق دمشق خلال 10 أيام…. وجثث تُسحب من تحت الانقاض

بيروت: «الشرق الأوسط»

حذرت الأمم المتحدة من الموت بسبب المجاعة في سوريا، في ظل تبادل الاتهامات بين النظام وروسيا من جهة، والمعارضة من جهة أخرى، حول أسباب إحجام المدنيين عن الخروج من الغوطة الشرقية في الممر الذي أنشأته موسكو، في حين وصل عدد المدنيين القتلى إلى 600 شخص خلال عشرة أيام من القصف على المنطقة المحاصرة.

وأعلن مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، أمس، أنه إذا لم يتم تطبيق وقف إطلاق النار في سوريا «سنرى قريباً المزيد من الأشخاص يموتون بسبب المجاعة أكثر ممن يموتون بسبب القصف». وقال لوكوك في تقرير لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، إنه لم يحدث تحسن فعلي في الوضع الإنساني، منذ أن أصدر المجلس قراراً السبت يدعو إلى وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً. وأكد لوكوك مجدداً، أن وقف القتال لمدة خمس ساعات يومياً الذي اقترحته روسيا، لا يعد وقتاً كافياً لإدخال قوافل المساعدات.

في اليوم الثاني من الهدنة الروسية القصيرة، امتنع المدنيون عن الخروج من الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق عبر ممر حددته موسكو، وسط تبادل للاتهامات بين الفصائل المعارضة من جهة وقوات النظام وروسيا من جهة ثانية عمن يتحمل مسؤولية استمرار الأزمة الإنسانية.

ورغم تبني مجلس الأمن الدولي السبت قراراً يطالب بوقف شامل لإطلاق النار في سوريا «من دون تأخير»، أعلنت روسيا هدنة «إنسانية» يومية في الغوطة الشرقية بدأت الثلاثاء، وتستمر فقط بين الساعة التاسعة صباحاً (07.00 ت غ) والثانية من بعد الظهر. ويُفتح خلالها «ممر إنساني» عند معبر الوافدين، الواقع شمال شرقي مدينة دوما لخروج المدنيين.

ولليوم الثاني، لم يخرج الأربعاء مدنيون عبر المعبر، وفق مراسلة «وكالة الصحافة الفرنسية» في المكان. واتهمت السلطات السورية وموسكو الفصائل المعارضة بمنع خروج المدنيين.

وعند معبر الوافدين، قال مصدر عسكري للوكالة الفرنسية: «الممر الإنساني مفتوح، لكن حتى الآن ونحن في اليوم الثاني لم يأتِ أحد»، مضيفاً: «الإرهابيون يحاولون إعاقة من يحاول التقدم سواء من الداخل، وذلك بالضغط عليهم أو باستهداف الممرات الإنسانية». وأوضح المصدر العسكري، أن «الهدنة لثلاثة أيام قابلة للتمديد في حال خروج المدنيين (…) لكن إن لم يكن هناك نتائج كيف يمكننا الاستمرار؟».

ونفى المتحدث باسم «جيش الإسلام»، أبرز فصائل الغوطة الشرقية، حمزة بيرقدار، استهداف المعبر، معتبراً أن «أهالي الغوطة يرفضون هذه المسألة (الخروج) جملة وتفصيلاً». ورفضت الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، وبينها «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن»، ما أسمته «تهجير المدنيين أو ترحيلهم».

ومنذ بدء التصعيد العسكري في الغوطة الشرقية في 18 فبراير (شباط) الماضي، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل نحو 600 مدني. ووثق المرصد، الأربعاء، مقتل ثلاثة مدنيين في دوما قبل الهدنة وشخص واحد في أوتايا بعد انتهائها أمس.

ورصد «المرصد» استمرار الغارات الجوية على الغوطة الشرقية عقب إنهاء الهدنة المحددة للتطبيق من يومها الثاني على التوالي، حيث نفذت طائرات حربية 6 غارات على مناطق في بلدة حوش الضواهرة بمنطقة المرج، وغارات أخرى على أماكن في مدينتي حرستا وعربين وبلدتي زملكا وبيت سوا، كما قصفت قوات النظام بـ15 صاروخاً من نوع أرض – أرض مناطق في مدينة حرستا، بالتزامن مع قصفها بـ5 قذائف لأماكن في مدينة دوما. ووثق مقتل عنصر من الدفاع المدني جراء القصف الجوي الذي استهدف مناطق في بلدة أوتايا عقب انتهاء توقيت الهدنة، في حين ارتفع إلى 3 عدد القتلى في دوما.

وفي بلدة حزة في الغوطة الشرقية، واصل عمال الإغاثة إخراج الجثث من قبو ظنّ السكان أنه سبيلهم الوحيد إلى النجاة، إلا أن غارة جوية كانت كفيلة بتدمير المبنى فوق رؤوسهم. وكانت انهارت مبان عدة، وعلقت عائلات كاملة تحت الأنقاض، من دون أن تتمكن كوادر الدفاع المدني من انتشال الجميع بسبب القصف العنيف وطائرات الاستطلاع». بالقرب من المكان المستهدف في حزة، يقول علي بكر (29 عاماً) من سكان البلدة «الناس لجأت إلى الأقبية لتحتمي من القصف، لكنها حتى في الأقبية لم تجد الأمان». وأضاف: «مجازر كثيرة حصلت في الأقبية، هناك أشخاص احتجزوا تحت الردم والركام ولم نتمكن من انتشالهم» في أماكن عدة.

 

صحيفة أمريكية: حان “إعلان النصر” في سوريا وسحب قواتنا منها

ترجمة منال حميد – الخليج أونلاين

دعت صحيفة “ناشينال إنترست” الأمريكية إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى “إعلان النصر” في سوريا وسحب القوات الأمريكية بشكل نهائي من هناك؛ معللة ذلك بأن المهمة التي جاءت من أجلها قد أُنجزت، وهي القضاء على تنظيم الدولة.

 

وفي مقال للكاتب دوغ باندو، أوضح أنه عندما سُئل ترامب عن سوريا مؤخراً، أجاب بأن كل شيء متعلق بتنظيم الدولة، مشيراً إلى أن “القوات الأمريكية ذهبت إلى هناك لسبب واحد فقط؛ وهو القضاء على الدولة، ومن ثم العودة إلى ديارهم”.

 

لكن مسؤولي ترامب، يقول باندو، يعتقدون أن تدخُّل أمريكا يتعلق بكل شيء آخر غير تنظيم الدولة.

 

وتطرَّق الكاتب إلى الخطاب الأخير لوزير الخارجية ريكس تيلرسون، وقال إنه دافع -بشكل لا يدع مجالاً للشك- عن تدخُّل أمريكا في حرب دائمة أخرى، وأن من أسباب استمرار الوجود الأمريكي في سوريا هو رفض “سيطرة نظام الأسد، ومواصلة معاملته الوحشية لشعبه”، وعدم “إتاحة الفرصة لإيران لزيادة تعزيز موقفها في سوريا”.

 

ويرى الكاتب أنه “من المستبعد أن يتصدى عدد قليل من الجنود الأمريكان لما وصفه مسؤول البنتاغون بأنه قوى متقاربة ذات مصالح متباينة؛ إذ إن الصراع الناتج عن ذلك أمر شنيع، والصراع لا يزال مستمراً برغم دعوات إيقافه”.

 

وأضاف: “سياسة الإدارة التي تنطوي على التزامات واسعة ومصالح ضئيلة، ومقاتلين متعددين، وموارد غير كافية، وأهداف غير واقعية ومتضاربة، وقوى معادية، وأدنى قدر من الرقابة، ودعم عام مفقود، لا يمكن أن تحقق شيئاً في الاتجاه الصحيح”.

 

ويجد الكاتب أن “واشنطن قد أخفقت في تحقيق أهدافها بعد القضاء على تنظيم الدولة، واستخدام الأكراد في الحرب، وها هو بشار الأسد ينجو ويستعيد الأراضي، في الوقت الذي لم يكن هناك الكثير من المعتدلين الحقيقيين الذين يمكن تقديمهم كبديل”.

 

ويذهب دوغ باندو إلى اعتقاد أن زوال ما أُطلق عليه “خلافة داعش” قد أتاح فرصة للرئيس ترامب لإعلان النصر، وعودة الجنود الأمريكيين إلى بلادهم وهم يشعرون بالفخر.

 

لكنه استدرك قائلاً: “إلا أن ما حدث هو بقاء القوات الأمريكية وتعقيد الأمور أكثر فأكثر، وها هي تركيا الآن تهاجم أصدقاء واشنطن من الأكراد السوريين، إضافة إلى الاشتباكات التي حصلت بين الجنود الأمريكان والمرتزقة الروس، فضلاً عن تراجع حملة السعودية المناهضة لـ(داعش)؛ لانشغالها بحملتها الوحشية في اليمن”، على حد قوله.

 

كوريا الشمالية.. الدولة القدوة لـ “سوريا الأسد

عبدالله حاتم – الخليج أونلاين

إذا كانت روسيا وإيران هما الحليفتان الوطيدتان لنظام “الأسدين”؛ الأب (حافظ) والابن (بشار) في سوريا؛ فإن كوريا الشمالية هي “الدولة” القدوة لهذا النظام في شكل بنائه وطريقة ترسيخ ثقافة الولاء للقائد.

فقد انعكست الزيارة التي قام بها رئيس سوريا الراحل حافظ الأسد إلى كوريا الشمالية، عام 1974، ولقاؤه بمؤسس الدولة الأكثر شمولية وانغلاقاً في العالم، كيم إيل سونغ، كثيراً على شكل دولة الأسد، وأبدى حينها- وفق ما يقول كثيرون- إعجاباً كبيراً بالنهج الذي يسير عليه نظام سونغ المستمر حتى الساعة.

إذ استنسخ الأسد الأب النموذج الكوري الشمالي في الديكتاتورية، بهياكلها وأسلوبها، ونهجها، بدءاً بطلائع البعث، والشبيبة، ومسيرات التأييد للقائد، مروراً بالأجهزة الأمنية، والمليشيات المتوحشة لحماية النظام وتصفية معارضيه، وانتهاءً بتوريث الحكم.

-استنساخ الديكتاتورية

ففي سبعينيات القرن الماضي عمد الأسد إلى إنشاء منظمة طلائع البعث بدلاً من تجربة “الكشافة” التي كان يديرها القطاع الأهلي في سوريا وفي العديد من دول العالم، كما يقول بسام جعارة، الذي كان حينها مستشار رئيس مجلس الوزراء السوري قبل أن ينشق ويصبح معارضاً.

ويروي جعارة في مقال له نشر في العام 2015 أن حافظ الأسد خلال زيارته لكوريا الشمالية دعي إلى مهرجان لطلائع حزب الشعب الحاكم، وبعد أن أبدى إعجابه بالعرض الطلائعي سأل كيم إيل سونغ: هل أستطيع أن أستمع من أحد الأطفال الطلائعيين إلى رأيه بهذه التجربة؟ فتوجه كيم إيل سونغ للطفل وسأله: من هي أمك؟ وأجاب دون تردد: حزب الشعب الكوري، ثم سأله: ومن أبوك؟ فصاح بعزم: كيم إيل سونغ، ثم سأله: وما هي أمنيتك؟ قال: أن تنتشر تعاليم حزب الشعب الكوري وتعم كافة أنحاء العالم، وبين جعارة أن حافظ الأسد طلب استنساخ هذه التجربة في سوريا، وهو ما تم، وما زال مستمراً حتى يومنا هذا.

كما أن فكرة توريث الحكم جاءت- كما يشير عدد من المعارضين السوريين- من كوريا الشمالية، حيث ورث مؤسس النظام هناك نجله كيم إيل سونغ الذي بدوره أورثه للرئيس الحالي كيم جونغ أون، وقد استنسخ حافظ الأسد التجربة بتوريث نجله بشار الأسد السلطة بذات الطريقة.

– تعاون عسكري

ولأنه لا بد من العلاقات السياسية في سياق عسكري، كان لكوريا الشمالية دور حيوي في دعم النظام السوري بالعتاد العسكري والسلاح.

وفي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ساعدت كوريا الشمالية أيضاً على تحديث مئات الأسلحة السوفييتية الصنع، مثل الدبابة تي 45 وتي 55، التي تعمل في خدمة الجيش السوري، كما رفعت من مستوى الأبراج، وجهزت العربات المدرعة بجهاز ضبط من تصميمها.

كذلك زودت كوريا الشمالية النظام في سوريا بعدد غير معروف من منظومات الدفاع الجوي المحمولة على الكتف، وباعته صواريخ سكود سي، ومنصات قاذفات الإطلاق المتحركة (TELs) ورؤوساً حربية عنقودية.

ووفق تقرير للمعهد الكوري الجنوبي – الأمريكي نشر في العام 2008 فإنه وخلال عام 1980 أرسلت كوريا الشمالية قوات للعمليات الخاصة إلى سوريا؛ للمساعدة في تدريبات على تكتيكات “مقاومة الشغب”، وفي عام 1984 – 1986 و1990 أُرسل 30 إلى 50 مدرباً عسكرياً من كوريا الشمالية إلى سوريا.

كما يشير التقرير إلى أن جنوداً من كوريا الشمالية قاموا بتشغيل قاذفات صواريخ محمولة على شاحنة عيار 122 ملليمتر، خلال انتفاضة العام 1982 في مدينة حماة، التي قتل فيها ما يصل إلى 25 ألف مدني، عندما قمع النظام الانتفاضة بقصف عشوائي على المدينة بالمدفعية وبالأسلحة الكورية.

وكان واحد من المسهلين لهذه الصفقات العسكرية والتدريب، هو رئيس أركان الجيش الشعبي في كوريا الشمالية، الجنرال (كيم كيوك سيك)، وذلك في عام 1970، والذي خدم أكثر من عشر سنوات كملحق عسكري لبلاده في دمشق.

ومع اندلاع الثورة السورية، شاركت كوريا الشمالية في دعم الأسد، حيث كشف العقيد المنشق أسعد الزعبي بأن الوحدتين “شالما” و”شالما2″ من المقاتلين الكوريين الشماليين يقاتلون إلى صفوف النظام.

ومنذ بداية الحرب في سوريا كانت هناك شائعات متكررة عن التدخل العسكري لكوريا الشمالية، ومن ذلك نقل الأسلحة، ووجود مستشارين عسكريين في البلاد، ومع ذلك لا يوجد حتى الآن دليل قاطع على أن القوات الكورية الشمالية على الأرض تقاتل إلى جانب القوات الموالية للأسد، أو أن عاصمة كوريا الشمالية “بيونغ يانغ” تقوم حالياً بتوفير الدعم المادي للحكومة السورية.

كما يؤكد المعهد الكوري – الأمريكي هذه المعلومة، فخلال عام 2013 كان وجود الجنود الكوريين الشماليين عاملاً أساسياً في هزيمة قوات المعارضة السورية في عدة جبهات، حيث كان المستشارون العسكريون، الذين يتحدثون العربية، جزءاً مهماً ومحورياً في التخطيط والهجوم المفاجئ، والتنفيذ، في المعركة الضارية في “القصير” بمدينة حمص.

وبالمثل في عام 2013، قال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ضباطاً كوريين شماليين يشاركون جنباً إلى جنب مع القوات النظامية في القتال في حلب، وأوضح أن العدد الإجمالي لهؤلاء الضباط غير معروف، ولكن هناك بالتأكيد ما بين 11 و15 ضابطاً من كوريا الشمالية، والغالبية منهم يتكلمون اللغة العربية، وهم ينتشرون في عدة جبهات مثل معامل الدفاع إلى الجنوب الشرقي من حلب وفي قواعد القوات النظامية “داخل المدينة نفسها”.

ويشير خبراء عسكريون إلى أن وجود جنود كوريا الشمالية أكسبهم الخبرة القتالية القيمة وساعدهم في نقل تكتيكات حرب الشوارع والمشاة، ووفر لهم الرؤية للضباط الكوريين عن فعالية معدات الحقبة السوفييتية العسكرية في حرب ضد عتاد عسكري غربي.

-تكنولوجيا أسلحة الدمار الشامل

ولم يقتصر الأمر عند الدعم التقليدي بل وصل إلى الدعم بالتكنولوجيا النووية، وبدأ ذلك مع وصول بشار الأسد إلى السلطة بعد وفاة والده.

وبدأ يظهر هذا التعاون للعلن بعد أن نشرت صحيفة “ديلي تلغراف” في العام 2008 تقريراً أكد أنه في أبريل 2004 حدث انفجار هائل في قطار بضائع كوري شمالي يتوجه إلى ميناء نامبو، قتل خلاله العشرات من التقنيين النوويين السوريين كانوا في مقصورة تجاور عربة مغلقة، وقد تم نقل جثثهم جواً إلى سوريا في توابيت مغطاة بالرصاص على متن طائرة عسكرية سورية.

واتضحت الصورة بشكل أكبر عقب قيام الاحتلال الإسرائيلي بقصف مفاعل الكبر في دير الزور (شرق سوريا) عام 2007، حيث ذكرت صحيفة “دير شبيغل” حينها أنه قتل في الغارة علماء نوويون من كوريا الشمالية، وأكدت أن سوريا كانت تعمل مع كوريا الشمالية وإيران على منشأة نووية، حيث وفرت إيران مليار دولار للمشروع، وخططت لاستخدام منشأة الكبر لاستبدال المنشآت الإيرانية إذا لم تستطع إيران إكمال برنامجها لتخصيب اليورانيوم، بالاعتماد على التكنولوجيا النووية لكوريا الشمالية.

وعقب تفكيك البرنامج الكيماوي لسوريا في العام 2013 بعد ارتكاب نظام الأسد مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية، التي راح ضحيتها أكثر من 1500 شخص، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، الثلاثاء 27 فبراير 2018، عن تقرير سري للأمم المتحدة يشير إلى وجود أدلة حول مساعدة كوريا الشمالية لنظام بشار الأسد في إنتاج أسلحة كيميائية من خلال تصدير مكوناتها.

وأضاف التقرير أنه شوهد فنِّيا صواريخ كوريان شماليان أيضاً في مرافق أسلحة كيميائية وصواريخ معروفة داخل سوريا.

وأكدت الصحيفة أن هناك ما لا يقل عن 40 شحنة لم يبلغ عنها، سلمتها كوريا الشمالية إلى النظام السوري بين عامي 2012 و2017 تحمل أجزاءً ومواد صاروخية محظورة يمكن استخدامها لأغراض عسكرية ومدنية على حد سواء.

وعلى الرغم من أن الخبراء الذين اطلعوا على التقرير قالوا إن الأدلة التي ذكرها لم تثبت بشكل قاطع أن هناك تعاوناً مستمراً بين كوريا الشمالية والنظام السوري بشأن الأسلحة الكيميائية، أكدوا أنه قدم تفاصيل أكثر دقة حتى الآن عن الجهود المبذولة للتحايل على العقوبات التي تهدف إلى تقليص التقدم العسكري لكلا البلدين، وفقاً للتقرير السري الذي حصلت عليه “نيويورك تايمز”.

 

كيف تشكل سوريا كارثة وهزيمة لأوروبا؟

نشرت صحيفة “الغارديان” مقالا للصحافية ناتالي نوغيريد، تقول فيه إن سوريا هي أزمة أوروبية، بالإضافة لكونها أزمة شرق أوسطية، واصفة إياها بأنها أسوأ كارثة حقوق إنسان منذ عقود.

وتقول الكاتبة: “قد يخبرنا المؤرخون يوما ما إلى أي درجة أضاع الغرب الفرصة لإجبار بشار الأسد على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، لو تم فرض الضغط الكافي على قواته، وبالذات من خلال ضربات موجهة، حيث كانت تلك هي الطريقة التي اضطرت سلوبودان ميلوسيفيتش للتوقيع على اتفاقية دايتون عام 1995، التي أوقفت الفظائع الجماعية في البوسنة”.

وتشير نوغيريد في مقالها إلى أن “فرصة أضيعت في صيف عام 2013 بسبب التردد الأمريكي، وإن تم فتح الأرشيف، قد ندرك أن فشل أمريكا في متابعة الخطوط الحمراء حول استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا كان سببا في تشجع فلاديمير بوتين ليطلق العنان لتدخله العسكري؛ دعما للديكتاتور الذي كان يقوم جيشه بذبح المدنيين منذ عام 2011”.

وتقول الكاتبة: “لا أقول هذا للتغطية على السياسات الأوروبية، فالتردد البريطاني، بل الامتناع في الشأن السوري سبق موقف أوباما، وفرنسا التي كانت مستعدة أن تطلق طائراتها المقاتلة في آب/ أغسطس 2013، كانت بالكاد يمكن أن تتصرف وحدها، لكن محاولة توصيل النقاط بين الشرق الأوسط وروسيا وأوروبا، وكيف اختارت أمريكا أن تتصرف أو لا تتصرف، يبقى أمرا مهما، فدمار الحرب بالقرب من أوروبا، وما يفيض من آثار الفوضى في الشرق الأوسط، هي تطورات لم يتم قياسها بشكل كامل بعد”.

وتستدرك نوغيريد قائلة: “قتل في سوريا أكثر من نصف مليون، ولا يزال العد مستمرا، وكان أول الضحايا في هذا المسلخ في الشرق الأوسط وليس في أوروبا، لكن نحن مرتبطون بهذه الفظائع أكثر من مجرد مقدرتنا على الغضب، الذي يأتي ويذهب في الوقت الذي نجلس فيه ونشاهد الأطفال يقصفون في المستشفيات في الغوطة الشرقية”.

وتجد الكاتبة أنه “في ذروة التفاؤل التي أعقبت الحرب الباردة، كان من المفروض أن يكون بإمكان أوروبا أن تصدر الاستقرار، لكن في السنوات الأخيرة فاض عدم الاستقرار والفوضى إلى أوروبا من الخارج، وولد المشروع الأوروبي من الحاجة إلى ألا يعيد الماضي نفسه، وتؤدي ألمانيا اليوم دور المهيمن المتردد في أوروبا، وهي أكثر ترددا عسكريا، أما بريطانيا وفرنسا فهما دولتان استعماريتان سابقتان في الشرق الأوسط، لكن تأثيرهما هناك يبدو اليوم ضئيلا”.

وتقول نوغيريد: “سيلاحقنا شبح سوريا لزمن طويل، فمنذ سقوط الرقة العام الماضي تحولت الأزمة تدريجيا إلى ما يشبه الحرب العالمية، مع أن القوى الكبيرة المشاركة فيها -روسيا وإيران وتركيا وأمريكا- ليست في حرب مفتوحة مع بعضها، لكنها كلها تحاول السيطرة على أراض، بعض الخبراء يحاول المقارنة مع الحرب الأهلية في لبنان، التي استمرت 15 عاما، التي بمقياسها تكون سوريا في منتصف الحرب بالوكالة التي تدور فيها”.

وتعترف الكاتبة قائلة: “الأوروبيون مهمشون بشكل كبير، بغض النظر عن مدى علو صوت قياداتنا السياسية أحيانا، فلم نستوعب بعد كيف أثرت كارثة سوريا على الطريقة التي ننظر فيها إلى العالم وإلى أنفسنا وإلى القيم التي نحب أن نعلن عنها بعد 1945، قلنا (لن يحدث مرة أخرى)، لكنه يحدث مرة أخرى أمام أعيننا، فأصبحت سوريا إثباتا مطلقا لعجزنا، وكلنا سمحنا لذلك بأن يحدث، وأصبحت سوريا هي الدوامة التي تفكك بسرعة نظاما عالميا يقوم على القانون، ويجب أن يهمنا ذلك كثيرا؛ لأن لأوروبا مصلحة في نظام الأمم المتحدة أكبر من أمريكا، فعندما تتداعى القوانين، كما حصل لعصبة الأمم في ثلاثينيات القرن الماضي، نعلم جيدا كيف يمكن للوحوش أن تخرج رؤوسها”.

وتؤكد نوغيريد أن من “يكسب في سوريا اليوم هم المستبدون والديكتاتوريون الجدد، بوتين ورجب طيب أردوغان والنظام العسكري الديني الإيراني، وفي الوقت ذاته فإن شخصية دونالد ترامب لا يمكن اعتبارها شخصية مطمئنة، وعندما يتحكم مثل هؤلاء في كثير مما يحصل، تحدث في أوروبا ظاهرتان متناقضتان، لكن تقوي كل منهما الأخرى”.

وتلفت الكاتبة إلى أن “الظاهرة الأولى: هي العودة للافتتان بالرجل القوي عديم الشفقة، ويشكل اليمين المتطرف وسرطانه في تيار السياسة الرئيسي حقلا خصبا لمثل هذا التفكير: مهما كان الثمن البشري لا شيء يوقف القائد الذي تبرر الغاية بالنسبة له الوسيلة، المدنيون ليسوا مدنيين: إنهم (إرهابيون)، وقرارات الأمم المتحدة ليست قوانين، لكن مجرد حبر على ورق، وهو مجرد أمر يساعد على تخفيف غضب الليبراليين قبل أن يقوم المفجرون بخلق صحراء ستسمى السلام”.

وتنوه نوغيريد إلى أن “الظاهرة الثانية: أيضا اللامبالاة لما يفترض أنه جدل عقيم مسالم، وتجد هذا لدى اليسار المتطرف في الطيف السياسي الأوروبي، من لندن إلى برلين إلى أثينا، وتكتسي النسبية الأخلاقية التي يؤمنون بها بـ(الدولية)، فمن البداية كانت أزمة سوريا أعقد من تحديد حلفاء بالنسبة لهذا التفكير، والغرب مذنب وانتهى الموضوع، وتغيير النظام سيئ حتى عندما تدعو إليه شعوب يائسة، والصراع يتعلق بحقول النفط، ويمكن إنهاء المشكلة بالمقاطعة ووقف تدفق المال، والحل من خلال المفاوضات، طيارونا على قدر إجرام طياري بوتين ذاته -بغض النظر عن الاستهداف المتعمد والمتكرر للمستشفيات في الغوطة الشرقية- احذروا التيار الرئيسي في الإعلام الغربي، إن توقفنا عن التدخل ستتحسن الأمور، إيران وروسيا تشكلان توازنا مع الإمبريالية الأمريكية”.

وتذهب الكاتبة إلى أن “النتيجة مسالمة أوروبية وعجز أوروبي في الحرب التي تتكشف على بعد ساعات منا، وطبعا هناك شجب وتصريحات من وزراء الخارجية، ودعوات (يجب أن يتم فعل شيء)، لكن مجتمعاتنا وقعت ضحية للكسل والحيرة”.

وتقول نوغيريد: “سنحتاج يوما ما للنظر إلى الوراء، ونتفحص عن كثب التسلسل الزمني للأحداث التي جعلت مكافحة الإرهاب، وليس مفهوم مسؤولية حماية المدنيين، الذي تدعمه الأمم المتحدة، هو أولويتنا الوحيدة، التي جعلت التدخل العسكري ضد تنظيم الدولة أكثر قبولا من ناحية سياسية عام 2014؛ ليس بسبب ضحاياه العرب أو الأزيديين الذين كانوا يذبحون، لكن بسبب قطعه لرؤوس الرهائن الغربيين. نحتاج أن نبحث كيف تحولت التساؤلات الضرورية للغرب إلى لامبالاة على نطاق واسع لما تقوم به قوى الاستبداد”.

وتختم الكاتبة مقالها بالقول: “سوريا كارثة لأوروبا، ليس لأنها أيقظت أحيانا غضبنا المحق (بكميات متواضعة)، ولا لأن سياسة قارتنا قلبت رأسا على عقب بسبب وصول اللاجئين، سوريا جزء منا؛ لأننا في الوقت الذي نحب فيه أن نظن أننا نظرنا إلى أنفسنا في المرآة بعد مذابح أوروبا في القرن العشرين، فإننا سمحنا لدرجة من العدمية أن تدخل في سياستنا للجحيم، التي فتحت غير بعيد عن حدودنا، لقد قمنا تقريبا بتطعيم أنفسنا ضد الخجل.. سوريا تشكل هزيمتنا الأخلاقية”.

(عربي 21)

 

هكذا يقضي محاصَرو الغوطة هدنة الساعات الخمس

محمد النجار-الجزيرة نت

 

بين تكسير الأثاث لتحويله خشبا للتدفئة والخروج من الأقبية تحت الأرض لالتقاط الأنفاس بعيدا عن رائحة المجاري والرطوبة يقضي المحاصرون في الغوطة الشرقية الساعات الخمس التي اختزلت روسيا بها هدنة الثلاثين يوما التي قررها مجلس الأمن الدولي السبت الماضي.

وفيما شكت الأمم المتحدة ذاتها يوم أمس خلال جلسة في مجلس الأمن الدولي من عدم كفاية هدنة الساعات الخمس لإدخال المساعدات للغوطة يحاول السوريون قدر المستطاع الاستفادة منها.

 

في اليوم الـ11 لهم تحت الأرض بدأ السوريون في مدن وبلدات الغوطة يعتادون على نمط جديد من الحياة، فبعد أن ألفوا الحياة تحت الحصار المستمر منذ خمسة أعوام باتت حياة آلاف العائلات في الأقبية تحت الأرض نمطا جديدا في حياتهم.

 

وتصف شهادات سكان في الغوطة عبر منصات التواصل -على قلتها- ما يفعله المدنيون المحاصرون خلال ساعات “الهدنة الروسية”، وتولت مهمة الكتابة ناشطات اعتدن أن ينقلن صور الحياة هناك بما يتوفر لهن من تغطية إنترنت محدودة وشحن بطاريات هواتفهن.

قصة الهدنة

بكلمات لا تخلو من السخرية تكتب الناشطة نيفين حوتري -التي باتت واحدة من أهم الأصوات التي تخرج من الغوطة- تصورها لكيفية توصل الروس لهدنة الساعات الخمس.

وتقول في منشور بحسابها على فيسبوك قبل يومين إن الطيارين الروس الذين يقصفون الغوطة اشتكوا من عدم توقفهم ليلا أو نهارا فطالبوا قيادتهم بإجازة ليرتاحوا قليلا.

 

وتتابع أن رئيس الطيارين حاول رفض طلبهم لكنهم أصروا، وتضيف “مالكن بطول السيرة.. بعتوا ورا طيار بديل يجي يستلم هل سما، دلوهن على واحد.. بس عيبه انو ملتزم بشغل تاني من الساعة 9 لـ 2، قالوا له تع استلم سما الغوطة ولا تترك حجرا على حجر، خبرهن إنو موافق بشرط يفرغوله الساعات يلي ملتزم فيهن بعمله الثاني”.

وتضيف “فكروا كتير شلون بدهن يبررو الغياب.. طلع معهن أفضل طريق لقوها إنو يعلنوا هدنة بنفس التوقيت..”.

 

وطالبت حوتري أول أمس الثلاثاء بأن يسأل أحد ما الطيار الروسي الذي يواصل القصف على أي توقيت تبدأ الهدنة عنده، وقالت إن الطيار مستمر بالقصف على الرغم من مرور ساعتين ونصف على موعد الهدنة الذي أعلنته موسكو، والذي يبدأ يوميا الساعة التاسعة صباحا.

 

خشب الأثاث

وكتبت حوتري أمس الأربعاء كيف استغلت هدنة الساعات الخمس التي لا يهدأ فيها القصف كثيرا لتكسير أثاث بيتها لاستخدام الخشب في التدفئة والطهي.

 

وقالت “اليوم اضطريت حوّل الطاولات ببيتي لخشب حتى نشغل الصوبيا ونطبخ، يعني عم احرق أثاث بيتي، الطاولة بتتعوض.. وكل شي بيتعوض، بس كرامة وضمير ومصداقية يلي خذلونا بحياتها ما رح تتعوض”.

 

وشرحت “معلومة مفيدة للناس يلي لسا ما بتعرف: النظام من خمس سنين محاصر الغوطة وما بسمح للوقود وغيره يفوت عالغوطة، لذلك نحنا بنتدفا ونطبخ على الحطب”.

فيما اختارت الناشطة ليلى بكري الحديث عن كيفية استغلال سكان في الغوطة الهدنة للخروج من القبو الذي باتوا يقيمون فيه بشكل متواصل، فتقول “كل يوم خمس ساعات بيهدى القصف شوي، صحيح هالهدوء يتضمن طيران استطلاع وحربي وراجمات وقذائف بس انو الشهادة لله هدوء”.

 

أطفال الغوطة المقيمون في الأقبية باتوا يستخدمون الدرج الواصل مع الشارع للهو واللعب (ناشطون)

هواء نظيف

وتقول “بهالخمس ساعات الناس بتطلع للشوارع، وبتشم ريحة الهوا النظيف، اللي ما في ريحة مجاري، صحيح ريحة الموت معبقة بالجو، بس بتظل أحسن من المجاري، بيأمنوا اللي بيقدروا عليه ليقدروا يعيشوا كمالة اليوم وينطروا الخمس ساعات تبع اليوم الي بعدو، عم يحقلنا نعيش حياة ربع طبيعية بخمس ساعات بس!”.

 

وقبل أيام كتبت بكري عن اليوم الأول للهدنة التي كان يجب أن يبدأ تطبيقها في الغوطة، وعما كانت تخططه لهذا اليوم الذي لم يهدأ فيه القصف.

 

فكتبت “اليوم كان المفروض يكون هدنة!!!، فقت الصبح بكير وأنا لسا قاعدة بالقبو بفرشتي عم اتخيل بالحيطان كيف رح قوم ضب أغراضي كلها، واحملهم وارجع على بيتي، ضب ونضف وأمسح وأجلي وأغسل غسيل”.

 

وتصف بكري كيف خططت لعمل حفلة صغيرة تحتفل فيها بعيد ميلاد صغيرتها “إيلينا” التي صادف عيد ميلادها في 21 يناير/كانون ثاني الماضي وحالت الظروف في الغوطة من عملها سابقا.

حفلة إيلينا

وكتبت “بدي أعمل ولو حفلة صغيرة، أعزم عليها كم حدا بس، ونعمل كاتو (حلوى) ع الصوبيا (المدفأة) ونغير جو القصف والخوف وعلق الزينة يلي جهزتلا ياها من تلت (ثلاثة) أشهر”.

 

وتصف الناشطتان صورا من حياة الناس في الأقبية تحت الأرض خلال الساعات الـ19 الأخرى قبل وبعد “الهدنة الروسية”.

فتكتب نيفين عن طفلتها مايا وانشغالها بالطبخ بألعابها البلاستيكية لدميتيها، كما تكتب ليلى عن الأطفال الذين يستخدمون الدرج الواصل بين القبو والشارع للهو واللعب، ثم الهرب عند سماع صوت القصف.

وتروي قصصا مما يدور في القبو الذي تسكن فيه عشرات العائلات، فتشير إلى زاوية فيه تجلس فيه “صبايا صغار بعمر الورد” يشغلن أوقاتهن بتعلم حياكة الصوف، ويتنافسن من ستنهي أولا، وسط ضحكات مليئة بالتفاؤل.

 

في زاوية ثانية تجلس سيدات كبيرات في السن منشغلات بتلاوة القرآن الكريم والتسبيح، في حين تحاول الأمهات ضم صغارهن وتأمين كل ما يحتاجونه من ماء وطعام ومساعدتهم في الذهاب للحمام.

 

وتحكي ليلى بكري قصة طفل يبكي أثناء انشغاله بحك رجليه، ولا تعرف أمه ماذا تفعل له سوى أن تساعده في الحك، ودهن الرجلين بنوع من الفازلين المتوفر لديها.

وتبدو قصة الحمام الوحيد في القبو واحدة من هموم القاطنين فيما تصفه بـ”السجن”، فتقول إن الماء مقطوع عن الحمام، مما أدى لانتشار رائحة المجاري في أرجاء القبو، وتضيف “الأبشع منها ريحة الخوف والموت اللي ما عم تفارق المكان أبدا”.

المصدر : مواقع التواصل الإجتماعي

 

هدنة روسيا “الإنسانية” بالغوطة.. لم يخرج أحد

أفاد مراسل الجزيرة في سوريا نقلاً عن مصادر ميدانية بأن غارات جوية مكثفة استهدفت اليوم الخميس مدنا وبلدات في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، في خرق لهدنتي مجلس الأمن وروسيا، وسط تبادل للاتهامات بشأن خروج المدنيين.

 

وقالت المصادر إن الغارات استهدفت دوما وحرستا وزملكا وعربين وكفر بطنا وحمورية وجسرين في الغوطة، رغم دخول الهدنة الروسية اليومية التي يفترض أن تبدأ الساعة التاسعة صباحا وتستمر خمس ساعات، مما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين.

 

وأشار مراسل الجزيرة في درعا عمر الحوراني إلى أن قوات النظام تواصل محاولاتها لاقتحام الغوطة الشرقية وتقطيع أوصالها من محورين أساسيين، شمال الغوطة وشرقها.

 

وعن الحديث عن فتح ممرات إنسانية لخروج المدنيين، أكد المراسل أنه لم يخرج أي مدني من المعبر الرئيسي (الوافدين) الذي حددته روسيا معبرا إنسانيا، وهو ما تصفه المعارضة بأنه مخصص للتهجير.

 

ويتبادل النظام وروسيا مع المعارضة اتهامات بشأن استهداف الممر وعدم السماح للمدنيين بالخروج، إذ قالت وزارة الدفاع الروسية إن المعارضة المسلحة تمنع المدنيين والجرحى من المغادرة منذ إعلان الهدنة الروسية الاثنين الماضي، وتستهدف الممر الإنساني بقذائف الهاون.

 

ضحايا

من جهتها قالت أماني بَلور -إحدى أهم الطبيبات المتبقيات في الغوطة الشرقية المحاصرة- إن عدد الضحايا المدنيين نتيجة استهداف النظام السوري وروسيا للغوطة الشرقية خلال عشرة أيام يفوق خمسمئة قتيل وآلاف الجرحى.

 

وأضافت بلور -خلال مناشدة أطلقتها عبر شاشة الجزيرة- أن المستشفيات الميدانية في غوطة دمشق تعمل بصعوبة شديدة، في ظل ارتفاع أعداد الجرحى ونقص كبير من المواد الطبية التي يمنعها النظام السوري عن الغوطة.

 

وفي نيويورك، قال منسق عمليات الإغاثة في الأمم المتحدة مارك لوكوك إنه منذ صدور قرار مجلس الأمن يوم السبت الماضي بشأن وقف شامل لإطلاق النار في سوريا لمدة 30 يوما، قتل نحو ستمئة شخص في الغارات الجوية على الغوطة الشرقية.

 

من جهته، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جيفري فيلتمان إنه لم يتم قط الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي الأخير 2401 بوقف إطلاق النار في سوريا. كما تحدث فيلتمان عن تقارير تشير إلى وقوع هجمات بغاز الكلور.

 

وفي هذا السياق أيضا، اعتبر مندوب الكويت لدى الأمم المتحدة منصور العتيبي أن القرار الأممي 2401 لم ينفذ ولو بشكل جزئي حتى الآن، وتحديدا في الغوطة الشرقية.

 

وشدد العتيبي أمس أمام مجلس الأمن على ضرورة توحيد المجتمع الدولي لتنفيذ الاتفاق بشكل كامل وفوري دون إبطاء بهدف التخفيف عن معاناة الأشقاء في سوريا وحماية المدنيين.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى