أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 02 حزيران 2016

 

اقتراح روسي لــ «شراكة» بين الأسد والهيئة الانتقالية

لندن – ابراهيم حميدي

شراكة بين الرئيس بشار الأسد و «الهيئة الانتقالية» لإدارة الانتقال السياسي في سورية، آخر المقترحات التي طرحها الكرملين على البيت الأبيض بحيث يجري تقاسم الصلاحيات العسكرية والتنفيذية والتشريعية والدستورية خلال فترة متفق عليها تحت سقف «إعلان دستوري موقت» إلى حين الوصول إلى «سورية الجديدة» ودستورها، في وقت ظهرت تحذيرات من تحويل هذا الحل الموقت إلى دائم.

في المقابل، تمسكت دول إقليمية بالحصول على «تاريخ محدد لموعد رحيل الأسد عن السلطة» ووافق بعضها على الحصول على هذا الموعد «في اتفاق سري» لإعطاء الدعم الإقليمي لاقتراح «الشراكة السياسية» الذي يتضمن تراجعاً عن شرط سابق بـ «التنحي بمجرد بدء المرحلة الانتقالية»، وإن كان بعض الدول الغربية اقترح التمييز بين «المرحلة التحضيرية» بمشاركة الأسد و «الفترة الانتقالية» من دونه.

ومنذ التدخل العسكري الروسي المباشر في سورية في أيلول (سبتمبر) الماضي، تسارع تغيير موقف واشنطن إزاء دور الأسد من الحديث أن «عليه التنحي الآن» في صيف ٢٠١٢ إلى قبول الانتقال السياسي «بعيداً من الأسد» وصولاً إلى إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري التخلي عن «تغيير النظام» والحديث عن «سورية المستقبلية من دون الأسد» وانتهاء بقبول كيري موقف نظيره الروسي سيرغي لافروف بإعطاء الأولوية للدستور على حساب «الهيئة الانتقالية».

وفي ٢٤ آذار (مارس) الماضي، تسلم كيري من موسكو مسودة «الدستور الروسي» التي حصلت «الحياة» على نصها وتقع في ٢٤ صفحة و٨٥ مادة. وولدت فكرة هذا الدستور بعدما تبين أن إجراء الانتقال بموجب دستور ٢٠١٢، يتطلب تعديل ٢١ مادة تخص صلاحيات رئيس الجمهورية على الشؤون التنفيذية والقضائية والتشريعية والدستورية والعسكرية، ثم بحث تعديل ١٥ قانوناً وتشريعاً.

وبعد ترجمتها من الروسية إلى الإنكليزية، عكف خبراء الخارجية الأميركية على درس المسودة وجرت محادثات بين مبعوثي الرئيسين باراك أوباما وفلاديمير بوتين حول مبادئ الحل السياسي في برن السويسرية. كما أن موسكو بعثت نسخة منها إلى دمشق وطهران وتبين في وثائق لدى «الحياة» أن تعديلاتهما متقاربة إلى حد كبير خصوصاً ما يتعلق في بقاء صلاحيات الأسد ومستقبله وترشحه لولايتين جديدتين بدءاً من الانتخابات المقبلة واستعادة سلطة التشريع وتعيين أعضاء المحكمة الدستورية.

ووافقت موسكو على الانخراط مع واشنطن تحت ثلاثة شروط: «رفض تغيير النظام، تنحي الأسد يعني انهيار المؤسسات، الضغط على الأسد يعني ذهابه إلى إيران»، واتفق الجانبان على صوغ دستور سوري جديد مع بداية آب (أغسطس) المقبل. واقترحت موسكو عبر «قناة برن» المحاصصة بين الأسد والمعارضة خلال المرحلة الانتقالية، بحيث يبقى الأسد «قائداً للجيش والقوات المسلحة ورئيساً للجمهورية» مع احتفاظه بصلاحيات تنفيذية رمزية وتعزيز الصلاحيات التنفيذية لـ «الهيئة الانتقالية» التي يمكن أن تقوم بدور تشريعي أيضاً.

وتضمن عرض روسيا سحب صلاحية تسمية أعضاء المحكمة الدستورية العليا المعنية بمحاكمة الرئيس ورعاية تطبيق القانون، مع رفع عدد أعضائها من ٧ إلى ١١ عضواً من موالين ومعارضين برئاسة مستقل، إضافة إلى «ضبط» قدرة الأسد على التشريع في غيات مجلس الشعب (البرلمان) و «توثيق مبدأ فصل السلطات»، في مقابل بقاء «صلاحيات بروتوكولية»، بينها قبول اعتماد السفراء الأجانب، إضافة إلى قيادة الجيش وفتح نافذة لتشكيل مجلس عسكري مشترك. وبقي مصير أجهزة الأمن غائباً في الوثائق الروسية.

ومن خلال حديث «الدستور الروسي» عن «التمثيل الطائفي والإثني»، يُفهم من هذه «المحاصصة» أن يبقى الجيش «ضمانة للأقليات» مقابل ذهاب السلطة التنفيذية إلى «الغالبية السنية». ولوحظ عدم اعتراض الدول الـ15 في مجلس الأمن لدى طرح المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا مبدأ «الشراكة في السلطة».

وكانت موسكو تمسكت بـ «نظام رئاسي» أو «نظام مختلط» ودعم سلطة الأكراد مع الحفاظ على وحدة البلاد، لكن لافروف لم يعلق على اقتراح مسؤولة الشؤون الخارجية الأوروبية فيديريكا موغريني وكيري خلال مؤتمر «المجموعة الدولية» في فيينا قيام «نظام برلماني».

 

معركة منبج لإقفال ممر “داعش” إلى تركيا ومحاولة عراقية لكسر دفاعاته في الفلوجة

المصدر: (و ص ف، رويترز،روسيا اليوم)

فتح آلاف من المقاتلين المنضوين تحت لواء تحالف “قوات سوريا الديموقراطية” الذي تسانده الولايات المتحدة جبهة جديدة كبيرة في الحرب السورية ببدء هجوم يهدف الى طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) من مناطق يسيطر عليها في منبج بريف حلب ويستخدمها قاعدة لوجيستية ووردت أنباء عن أن الهجوم يحرز تقدماً سريعاً. وفي العراق، واصلت القوات العراقية محاولاتها للتقدم نحو وسط الفلوجة في اطار هجومها الهادف الى استعادتها من أيدي مسلحي التنظيم المتطرف وهي تواجه مقاومة عنيفة، فيما لا يزال نحو 50 الف مدني عالقين في المدينة.

 

وتهدف العملية التي بدأت الثلثاء في منبج بعد أسابيع من التحضير، الى منع وصول “داعش” إلى أراض سورية على طول الحدود التركية طالما استغلها المتشددون لنقل مقاتلين أجانب من أوروبا وإليها.

وقال مسؤول عسكري أميركي “إنها مهمة نظراً الى أن هذا آخر ممر لهم” إلى أوروبا.

وكشف مسؤولون آخرون ان عدداً قليلاً من قوات العمليات الخاصة الأميركية سيدعم الهجوم على الأرض وأن تلك القوات ستعمل بصفة استشارية وتبقى بعيدة من خطوط المواجهة.

وستعتمد العملية أيضاً على دعم الغارات الجوية للائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والذي شن 18 غارة جوية على مواقع لـ”داعش” قرب منبج الثلثاء بينها ست وحدات تكتيكية للمتشددين ومقران للقيادة وقاعدة للتدريب.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن تحالف “قوات سوريا الديموقراطية” الذي يتألف في معظمه من “وحدات حماية الشعب” الكردية والذي يشن الهجوم لاستعادة الأراضي المعروفة بباب منبج ، قد سيطرت على 16 قرية وباتت تبعد 15 كيلومتراً فقط عن بلدة منبج نفسها.

 

قصف “جنوني”

في غضون ذلك، تحدث المرصد عن مقتل 42 مدنياً على الاقل في غارات جوية شنتها طائرات سورية وروسية وأخرى تابعة للائتلاف الدولي على مناطق عدة في شمال سوريا وشمال غربها.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “قتل 15 مدنياً على الأقل، بينهم طفلان، في غارات شنتها طائرات حربية سورية على قرية سيجر في ريف ادلب الغربي”.

وفي محافظة حلب ، قتل ستة مدنيين في غارات جوية لقوات النظام استهدفت أوتوبيساً في طريق الكاستيلو، المنفذ الوحيد للفصائل المقاتلة التي تسيطر على الأحياء الشرقية لمدينة حلب.

وأورد مراسل ل”وكالة الصحافة الفرنسية” في حلب أن الأحياء الشرقية تعرضت لغارات جوية وقصف مدفعي، مشيراً الى ان القصف لطريق الكاستيلو لم يتوقف طوال الاربعاء.

كما قتل اربعة أشخاص في قصف روسي لريف حلب الغربي. ووصف عبد الرحمن غارات الطائرات الحربية الروسية والسورية في محافظة حلب بأنها “جنونية”.

 

المعارضة تطالب بهدنة رمضانية

وفي ظل تصاعد العنف، طالبت المعارضة السورية الامم المتحدة بالضغط على قوات النظام السوري وحلفائه التزام هدنة خلال شهر رمضان على كل الأراضي السورية باستثناء مناطق سيطرة “داعش”.

وقالت عضو الوفد المفاوض الممثل للهيئة العليا للتفاوض بسمة قضماني عبر الهاتف: “طالبنا الامم المتحدة بهدنة على الاراضي التي يسيطر عليها الاطراف القادرون على التزام تطبيق الهدنة، أي النظام والمعارضة”.

ونشر المنسق العام للهيئة العليا للتفاوض رسالة وجهها السبت الى الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون، شدّد فيها “وجوب التزام النظام والقوات المتحالفة معه وقفاً شاملاً وكاملاً للاعمال العدائية على جميع الارضي السورية دون استثناء طوال شهر رمضان المبارك”.

 

كيري ولافروف

وفي موسكو، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف بحث مع نظيره الاميركي جون كيري في احتمال القيام “بتحركات حاسمة” مشتركة ضد متشددي “جبهة النصرة” المرتبطة بتنظيم “القاعدة” في سوريا.

ونفى الكرملين وجود أي اتفاق سري بين موسكو وواشنطن في شأن العمليات العسكرية في سوريا لمحاربة “داعش”.

 

الفلوجة

وعلى جبهة الفلوجة، واصلت القوات العراقية هجماتها للتقدم نحو وسط الفلوجة في اطار هجومها الهادف الى استعادتها من ايدي مسلحي “داعش” وحيث تواجه مقاومة عنيفة، فيما لا يزال نحو 50 ألف مدني عالقين في المدينة.

وصرح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بان وجود عشرات آلاف المدنيين المحاصرين داخل مدينة الفلوجة وراء البطء في تنفيذ معركة تحرير المدينة. وقال خلال لقاء وقادة أمنيين في أحد المقار قرب الفلوجة، نقلته قناة “العراقية” الحكومية : “كان من الممكن حسم هذه المعركة لو لم تكن حماية المدنيين ضمن خطتنا الاساسية”.

 

معركة منبج صفعة لتركيا .. فكيف سيكون ردها؟

عبد الله سليمان علي

في لحظة من النادر أن تتكرر، اجتمع فيها غياب الدولة السورية الاضطراري لبعد قواتها عن مسرح الأحداث، إلى جانب تردد الدولة التركية بسبب حساسية المعادلة التي تحكم علاقاتها مع الولايات المتحدة وروسيا، سلّمت واشنطن إلى «قوات سوريا الديموقراطية» جميع مفاتيح مناطق تنظيم «داعش»، الممتدة من شرق مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي مروراً بمدينة منبج في ريفها الشرقي، وصولاً إلى جنوب بلدة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي.

ووراء كل مفتاح هناك إعلان معركة جديدة. فالبداية مع معركة ريف الرقة، التي دخلت، على تباطؤها، أسبوعها الثاني. وبالأمس القريب إعلان معركة منبج، التي يبدو أن أحداثها ستكون متسارعة أكثر من سابقتها، وذلك وسط توقعات ألا يطول الوقت قبل أن تعلن «القوات»، التي يهيمن عليها «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي، افتتاح معركة ثالثة انطلاقاً من مدينة تل رفعت.

هذه المعارك المترامية الأطراف تهدف من جهة إلى تشتيت جهود تنظيم «داعش»، ومنعه من تركيز مقاتليه للدفاع عن نقطة محددة بمفردها، ومن جهة ثانية تهدف إلى إرباك التنظيم حول حقيقة الخطة الموضوعة، وهل هذه المعارك المفتوحة ضده جميعها جدية وستستمر، أم بعضها يهدف فقط إلى التغطية على المعركة الأساسية التي تضمر الهدف الحقيقي من وراء هذه الجلبة؟ وفي هذه الحالة ما هي هذه المعركة، وبأي اتجاه ستسير؟.

وتُعَد تركيا الطرف الأكثر تضرراً جراء الاجتياح الكردي لما تبقى من مدن وبلدات الشريط الحدودي مع سوريا، لا سيما ما يتعلق بتقدم «قوات سوريا الديموقراطية» غرب نهر الفرات باتجاه مدينة منبج، والذي اشتهر بكونه خطاً أحمر تركياً، وضعت أنقرة كل ثقلها لمنع تجاوزه طيلة الأشهر الماضية من هذا العام. لذلك فإن إطلاق معركة منبج يعتبر بمثابة الصفعة القوية لمصداقية أنقرة وهيبتها.

وما يزيد من المأزق التركي ما بدأ يتسرب، عبر بعض القنوات، من أن واشنطن كانت قد أمهلت تركيا ستة أشهر كي تقوم بمهمة دحر «داعش»، لكنها فشلت في ذلك. وهو ما يضع أنقرة أمام ضربة مزدوجة، فمن جهة ضياع مصداقيتها لعدم قدرتها على ترسيخ خطوطها الحمر، ومن جهة ثانية بسبب فشلها العسكري وسوء اختيارها للفصائل التي أوكلت إليها تنفيذ هذه المهمة.

ولم يصدر حتى الآن أي موقف رسمي تركي بصدد معركة منبج، سوى ما تناقلته بعض وسائل الإعلام نقلاً عن مصدر عسكري تركي قال فيه إن «تركيا ليست مشاركة في المعركة». وتحجج بأن «هذه المنطقة تقع على بعد 40 كيلومتراً من حدود تركيا، وبالتالي من المستحيل أن تدعمها تركيا. كما أنه من غير الوارد سياسياً لتركيا أن تقدم الدعم» لإحدى عمليات «وحدات حماية الشعب». ومع ذلك، فحتى إذا اختارت تركيا عدم التصعيد بتصريحاتها، فمن الصعب التصديق أنها أصبحت فجأة غير مبالية برؤية الكيان الكردي وهو يكتمل أمام عينيها.

غير أن الصمت التركي، في حال استمر، قد يكون مجرد ستار لإخفاء ردّ الفعل الحقيقي الذي يمكن أن يصدر عن نمر جريح. ولكن بما أن أنقرة محكومة بمعادلة معقّدة وحساسة في علاقاتها، مع كل من واشنطن وموسكو، فإنها قد تجد نفسها غير مضطرة لاتخاذ أي موقف تصعيدي يمكن أن تترتب عليه تداعيات لا ترغب بها، وذلك بانتظار أن تتحقق من مدى قدرة «داعش» على التصدي للهجمات التي تشن ضده، ومن ثم تبني على الشيء مقتضاه. كما أن أنقرة تملك بيديها العديد من الأوراق التي تمكّنها من الحفاظ على الحد الأدنى من مصالحها، وقد يكون أهم هذه الأوراق تعزيز عوامل صمود تنظيم «داعش» عبر دعمه سراً، وكذلك الاشتغال على إشعال فتنة كردية ـ عربية تمنع الأكراد من الاستقرار في المناطق التي يسيطرون عليها، خصوصاً في المناطق ذات الغالبية العربية. وفي الأحوال كافة، ونتيجة امتداد خطوط انتشار «القوات الكردية» فسيكون من السهل فتح معركة استنزاف ضدها، إذا اقتضى الأمر.

أما بالنسبة لسوريا وحلفائها، وفي ظل التأكيدات العلنية على عدم وجود أي تنسيق عسكري بين موسكو وواشنطن، فإن فتح معركتي الرقة ومنبج يعد خسارة كبيرة جداً. ويمكن، إذا لم تتخذ مبادرات لتطويق هاتين المعركتين، أو الحد من آثارهما، أن يتركا تداعياتهما ليس على الميدان العسكري وحسب، بل حتى على مسارات الحل السياسي ونتائجه. والسبب في ذلك، هو أن المساحة التي يسيطر عليها «داعش» تبلغ حوالي 60 في المئة من مساحة سوريا (جزء منها عبارة عن مساحات صحراوية غير مأهولة لكنه يتحكم بها)، وبالتالي فإن من يرث التنظيم ويحل محله في المدن والمناطق التي يسيطر عليها سيكون صاحب الكلمة العليا، سواء في الميدان أو على طاولة المفاوضات.

لذلك قد يكون الاتجاه نحو مدينة حلب جاء من باب محاولة إيجاد نوع من التوازن الإستراتيجي، في إطار التنافس بين الأطراف المختلفة. وعليه، فإنه من المتوقع أن تتخذ العمليات في حلب منحى تصعيدياً خلال وقت قريب. ومما له دلالاته أن الجيش السوري مستمر في قصف معاقل التنظيمات المسلحة في المدينة والريف منذ أيام عدة، قاطعاً للمرة الأولى طريق الكاستيلو، عبر استهدافه جواً. كما قام الطيران برمي مناشير فوق أحياء حلب الشرقية تتضمن تحذيراً للمسلحين من أن الطوق يضيق عليهم أكثر فأكثر، وتطالبهم بتسليم أنفسهم أو سيلقون مصيرهم المحتوم.

وفي الأحوال كافة، فإن هناك قناعة في دمشق بأن أي خسارة يمنى بها «داعش» ستكون لمصلحتها، بغض النظر عن الطرف الذي ينتصر عليه، وخاصة إذا كان الأكراد، حيث تملك دمشق خبرة كافية للتعامل معهم حين يتطلب الأمر. إلا أن الأمر قد يتخذ منحى أكثر تعقيداً بالنسبة لدمشق، خصوصاً في ظل المشاركة الأميركية المباشرة في هذه المعارك، وما يمكن أن يترتب على ذلك من احتمال بقاء القوات الأميركية لما بعد القضاء على «داعش».

ميدانياً، انطلقت معركة منبج من محورين، الأول سد تشرين الذي سيطرت عليه «قوات سوريا الديموقراطية» منذ أواخر العام الماضي، كما اجتاحت آنذاك بعض القرى الواقعة غربه. لذلك فإن الحديث الذي يتردد اليوم حول سيطرة هذه القوات على 16 قرية هو حديث مبالغ فيه بعض الشيء، لأن «قوات سوريا الديموقراطية» كانت تقف على مشارف قرية أبو قلقل منذ أشهر عدة. ومن المتوقع أن تحاول القوات المهاجمة أثناء تقدمها التوسع والانتشار بغية الالتفاف والتطويق، وليس إتباع خطة «رأس الحربة»، لأن مدينة منبج مدينة كبيرة، ويستحيل اقتحامها من محور واحد.

والمحور الثاني، هو جسر قره قوزاق الذي كان قد تهدم سابقاً جراء تفجيره من قبل تنظيم «داعش» في وقت سابق. غير أن القوة المهاجمة عملت على إصلاح الجسر قدر الإمكان، ووضعت فوقه جسوراً حربية لاستخدامها في العبور، حيث نجحت في الوصول إلى جبل الحمام، تحت تغطية جوية كثيفة من طائرات التحالف.

وثمة خطوة أقدمت عليها طائرات التحالف من شأنها أن تثير العديد من التساؤلات حول سببها والغاية منها، حيث عمدت الطائرات إلى تدمير جميع الجسور التي تربط بين ريف مدينة منبج وبين ريف مدينة جرابلس ذات المعبر الحدودي مع تركيا. وأهم هذه الجسور هي عون الدادات، وعرب حسن، والمحسني، والتوخار والحلونجي. فهل الغاية هي تقطيع أوصال «داعش» ومنعه من استقدام تعزيزات من جرابلس نحو منبج أو الانسحاب بالعكس، أم هناك غاية أخرى قد يكون فيها رائحة ضمانات لتركيا بأن الأمور لن تصل إلى أقصاها، ويتمثل ذلك في منع مقاتلي «قوات سوريا الديموقراطية» من الاقتراب من جرابلس بعد سيطرتهم على ريف منبج؟

 

قوات سورية مدعومة من أمريكا تتعهد بطرد تنظيم الدولة من منبج

نهر الفرات- رويترز- تعهد تحالف مقاتلين سوريين مدعومين من الولايات المتحدة الخميس بطرد تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة منبج والمناطق المحيطة بها في شمال سوريا وحث السكان على تجنب مواقع التنظيم لأنها ستكون أهدافا لحملته.

 

وأكد التحالف في بيان باسم قوات سوريا الديمقراطية والمجلس العسكري لمنبج أن الحملة ستستمر حتى يتم تحرير “آخر شبر” من أرض المدينة ومحيطها.

 

وتلا البيان عدنان أبو أمجد قائد المجلس العسكري لمدينة منبج على ضفاف نهر الفرات.

 

وحث البيان أهل منبج على التعاون في الهجوم على الدولة الإسلامية وقال إنه سيجري تسليم المدينة بعد تحريرها لمجلس مدني.

 

المرصد السوري :مقتل 7 أشخاص في قصف جوي على مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي

القاهرة – د ب أ – أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بمقتل سبعة أشخاص وإصابة آخرين جراء قصف طائرات حربية في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي.

 

وقال المرصد في بيان الخميس، إن أماكن في قريتي الغجر والمكرمية بالريف الشمالي لحمص، تعرضت أيضاً لقصف جوي من قبل طائرات حربية.

 

وأشار إلى أن اشتباكات تدور بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) من طرف آخر، في البادية الشمالية الشرقية لمدينة تدمر بريف حمص الشرقي، وسط تقدم لقوات النظام ومعلومات مؤكدة عن سيطرتها على مستودعات المركبات.

 

الخارجية الأمريكية تطالب بإسقاط المساعدات الإنسانية جواً لسوريا بدءاً من اليوم

تمام البرازي

واشنطن ـ «القدس العربي»: أكدت الخارجية الأمريكية أن النظام السوري مازال يمنع دخول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة في سوريا، وقال الناطق بإسم الخارجية الأمريكية جون كيربي ان مجموعة الدعم الدولية أعطت النظام السوري إنذارًا حتى أول حزيران/يونيو للسماح بدخول المساعدات، ولهذا سيطلب من برنامج الغذاء العالمي لبدء الإعداد لإلقاء المواد الإنسانية جويا على تلك المناطق المحاصرة.

وقال الناطق: لا نحتاج إلى اذن من النظام السوري للبدء في العملية. وان هناك حاجة ماسة للشعب السوري لهذه المساعدات وهو أمر حثيث، ويمكن للنظام السوري فوراً وقف منع دخول المساعدات الإنسانية ويسمح للشعب السوري ان يتناول الطعام والشراب ويحصل على الأدوية، وان اسقاط المساعدات جواً ليست الطريقة المثلى وهي عملية مكلفة ولا تغطي كل المناطق المحاصرة. ولقد قام برنامج الغذاء العالمي بإسقاط جوي للمساعدات في الماضي وسيراقب التحالف الدولي هذه العمليات.

وحول قصف المدنيين في ادلب وإنكار الروس انهم قاموا بشن هذه الغارات قال كيربي: اننا مازلنا نحقق فيما حدث في ادلب ولا نعرف من قام بهذه الهجمات.ولكن المشاهد التي ظهرت لإدلب مزعجة وان قتل المدنيين هو خرق لوقف الأعمال العدائية. وسوف نستمر للعمل عن كثب من داخل فريق العمل الذي يراقب وقف الأعمال العدائية بالتعاون مع الروس لمحاولة معرفة ماذا حدث في ادلب. واننا نركز على ذلك ونحاول القيام بما نستطيع عمله لكشف من قام بهذه الهجمات.

وحول إعلان «أحرار الشام» مسؤوليتها عن تفجيرات طرطوس واللاذقية قال كيربي: لقد رأينا هذا الإعلان ونكرر ان هذه الهجمات مدانة وغير مقبولة، وانه كما أعلنت المجموعة الدولية لدعم سوريا ان اي فريق مشترك في وقف الأعمال العدائية ويستمر في خرق الوقف سيعلن عن اخراجه من اتفاقية الوقف ولكن لم نصل إلى هذه المرحلة مع «أحرار الشام» ولكننا سوف نستمر في مراقبة اعمالها.

وسئل لماذا لا يقوم فريق العمل التابع للمجموعة الدولية لدعم سوريا والذي يراقب وقف الأعمال العدائية بإعلان النظام السوري بأنه مستمر في خرق الوقف باستمرار ويجري إخراجه من اتفاقية الوقف؟

اجاب الناطق كيربي: ان هناك بعض المناطق في سوريا يجري فيها احترام وقف الأعمال العدائية ولا تقوم الجماعات المعارضة بالرد على هجمات النظام، وإذا أعلنا أن النظام السوري لم يعد جزءًا من وقف الأعمال العدائية فإن المعارضة ستقوم بشن الهجمات ضد النظام ويتجدد القتال، وان مجموعة الدعم الدولية هي جسم استشاري تعترف به الأمم المتحدة ولكن الذي يتحكم بوقف الأعمال العدائية هي الأمم المتحدة التي تستخدم فريق العمل التابع للمجموعة الدولية لمراقبة الوقف، ووفقاً لبيان فيينا لمجموعة الدعم الدولية التي شاركت به الأمم المتحدة فإنه بعد الإستشارات بين فريق العمل والأمم المتحدة سيجري إعلان اي فريق لا ينفذ بإستمرار وقف الأعمال العدائية خارجاً عن عملية الوقف، وفريق العمل مستمر بمراقبة وقف الأعمال العدائية وأحياناً تصله ستة تقارير عن الخروقات ويتبين انه خرق واحد.

وتترأس كل من الولايات المتحدة وروسيا فريق العمل المراقب، ويجري استخدام هذه المعلومات عن الخروقات للضغط على الفريق الذي يقوم بالخرق لوقفه، ومازلنا نطالب روسيا التي لديها نفوذ على النظام السوري لاستخدام نفوذهم ليوقف النظام السوري خروقاته.

 

اللاجئون السوريون القصر في ألمانيا… بين صدمة المجتمع الجديد والاندماج الأعمى

يمنى الدمشقي

غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: لم تكن قصة رائف هي الوحيدة في ألمانيا وبين جمهور القاصرين السوريين تحديداً، لكنها كانت الأغرب، إذ قام الفتى الصغير البالغ من العمر 16 سنة بالسفر إلى ألمانيا وحده بغية لم شمل أهله العالقين في سوريا، إلا أنهم فوجئوا باتصال يبلغهم بأن ابنهم قام بالزواج من قاصر ألمانية وباتت حاملاً منه، مع الأخذ بعين الاعتبار أن القانون الألماني يمنع الزواج لمن هو تحت سن 18، فبات بذلك متمرداً على أهله ومجتمعه وعلى البيئة التي وضع فيها والتي تحد بشكل أو بآخر من حركة القاصرين الذين يوضعون في مساكن خاصة بهم، وتفرض عليهم قوانين خاصة أيضاً.

ولأن الحرب في سوريا مستمرة منذ سنوات بات الكثير من الأهالي يلجأون لإرسال أبنائهم إلى أوروبا ويتنافسون في البحث عن أي الدول أسرع بمعاملة لم الشمل، بل بات الموضوع أوفر عليهم بكثير من أن تسافر العائلة كاملة، وتجاوزت فداحة الأمر تمرد هؤلاء الأطفال بشكل كبير على مجتمعهم، المجتمع الذي يجعل الابن ملزماً بأوامر والديه ويحد من حريته كثيراً خاصة في هذه السن الحرجة، بعد أن اصطدموا بمجتمع جديد وجدوا كل شيء مباحاً أمامهم، مع توفر المادة والبيئة الخصبة للفساد، فهذا الذي بات يدخن وهو لم يتجاوز الـ15، وذاك الذي أدمن على الشرب وآخرون جعلوا همومهم في البحث عن الفتيات وفئة باتت الدراسة آخر همها، وبقيت فئة قليلة تبحث بحق عن المستقبل في ألمانيا.

وفي هذا الصدد وفي اتصال خاص مع جمال قارصلي ناشط بحقوق الإنسان ونائب ألماني سابق، أكد لـ «القدس العربي»: نتعامل مع أكثر المواضيع حساسية باعتبار أننا نتعامل مع أضعف حلقة في المجتمع، وأضاف: «هذه الفئة من السوريين وصلت إلى ألمانيا بأسباب قاهرة، فبعضهم مات أهله على الطريق وآخرون تم إرسالهم من قبل أهلهم خشية تجنيدهم من قبل تنظيمات معينة سواء كانت منتمية للنظام أو للمعارضة، وفي إحصائية بسيطة للمقارنة بين أعداد من وصلوا إلى ألمانيا في 2014 وبين من وصلوا إليها في 2016 سنجد أن العدد ارتفع بشكل كبير ففي 2014 بلغ عددهم 4400 لاجئ قاصر في حين ارتفع العدد في هذا العام إلى 67 ألف أغلبهم سوريون، وعاد العدد ليتضاءل بعد الاتفاق التركي الأوروبي، حيث قررت أوروبا أخذ 25 لاجئاً قاصراً فقط بعد هذا الاتفاق».

وتنوعت مشاكل هؤلاء القاصرين. وتقول سماح إحدى المتطوعات في مجال مساعدة اللاجئين القاصرين في حديث خاص لـ «القدس العربي»: لا يمكننا القول إن كل من لجأ إلى أوروبا من هذه الفئة قد انحرف، لكن نسبة كبيرة لا يستهان بها وجدت أنها تخلصت من سلطة الأب وباتت تبحث بوسيلة أو بأخرى عن أي طريق تنحرف به وتثبت نفسها أنها أحد أفراد هذا المجتمع، بل إن بعضهم وجد في القرار الذي فرضته ألمانيا عن منع لم الشمل فرصة ليتخلص من هذه السلطة إلى الأبد بأن لا يجلب أهله إليه، بعد أن دفع الأهل الغالي والنفيس لإرسال أبنائهم لأوروبا، إما خشيةً منهم من أن يتم زجهم في الجيش أو اعتقالهم على الحواجز أو للم شملهم».

وتضيف: ماهر هو شاب في 17 من عمره، مريض في القلب، كان قد تطوع في إحدى كتائب الجيش الحر وبات له راتب شهري جيد، فوجد بذلك نوعاً من الاستقلالية، خاصة بعد أن أصبح يعيل أسرته، فصار يدخن وينام خارج المنزل ويهدد بالسلاح من يشاء، إلى أن أقنعه أهله بالسفر إلى ألمانيا للعلاج، وبالفعل سافر ماهر وما أن وصل إلى ألمانيا حتى بات يظن أنه لا زال أحد عناصر الجيش الحر ويستطيع من خلال سلاحه أن يفرض قوته على كل من يأمره في السكن الشبابي بشيء، فدائماً حزين ولا شيء يعجبه ولا يشعر بأنه حر ويصطدم مع المشرفين بحثاً عن أكبر قدر من الحرية بما فيها الشرب والنساء، ويعاني من صدمة نفسية كما شخصها أحد الأطباء، حتى وصل به الأمر إلى التخريب والهروب من المسكن والتهديد بقتل المشرفين».

وعن هذه الحالة من الصدمة الكبيرة للقاصرين يقول جمال قارصلي إن 90% من القاصرين الموجودين في الكامبات «فاشلون دراسياً باعتبار أنهم لا يخضعون لمراقبة دقيقة كالتي كانوا يعيشونها في كنف أهلهم، الأمر الذي تسبب بفلتان كبير لهم، وتتحمل الحكومة الألمانية السبب في ذلك لأنه لم يتم توزيعهم على أسر لرعايتهم لأن المجتمع الألماني بشكل عام يجد صعوبة في تربية الأطفال ويفضل البعض أن يربي كلباً بدلاً من أن يربي طفلاً نظراً لكبر المسؤولية، وكل ذلك تسبب بمشاكل نفسية لهؤلاء اللاجئين من التبول اللاإرادي والغضب الزائد، والكوابيس المرعبة وهلوسات الحرب، إضافة إلى اليأس الذي أصابهم من تأخر البت بأمرهم باعتبار أن لهم قوانين خاصة مضافة إلى قوانين اللاجئين، وهؤلاء بشكل عام مروا في رحلة لجوئهم بمأساة من طريقة الهروب إلى المرور بالحدود إلى ما عانوه في بلادهم من قصف بالبراميل والصواريخ ومشاهداتهم للمجازر والقتل والذبح كل ذك كان له تأثير سلبي على الأطفال، وكان حرياً بالحكومة الألمانية أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار».

أما بالنسبة لقرار لم الشمل الذي منعته ألمانيا فتحدث جمال أن مصير القاصرين سيبقى معلقاً حتى يبلغ سن الثامنة عشرة وينتهي به المطاف إما بمدرسة مهنية أو بإتمام دراسته، ومن يفلح في أحد المجالين يكون قد تميز بجدارة هناك.

وختمت سماح حديثها قائلة: «لا يمكننا أن نقصر القصص والحالات على من يتمرد على المجتمع ويبلغ به الفساد منتهاه، فهناك الكثير من النماذج الإيجابية والمشرّفة لبعض الشباب الصغار، فمحمد شاب في 15 من عمره، عانى كثيراً أيضاً من الحرب في سوريا، حتى تمكن من الوصول إلى ألمانيا، وحتى الآن لازال يحافظ على صلاته ويتجنب أن يختلط بأحد لا يعرفه في السكن، ويتعلم الألمانية ويثابر عليها حتى كان الشاب الوحيد الذي تم إرساله ليتابع دراسته في إحدى المدارس، وتجده دائماً طموحاً متطلعاً نحو المستقبل في بلد جديد».

 

تنظيم «الدولة» يطلق سراح أسرى من «جبهة النصرة» و«فصائل يلدا» تُحشد ضده في جنوب دمشق

عبدالله العمري

اسطنبول ـ «القدس العربي»: أطلق تنظيم «الدولة» 16 مقاتلاً من مقاتلي «جبهة النصرة» سبق أن سلموا أنفسهم خلال المعارك التي شهدها مخيم اليرموك، جنوب العاصمة السورية، قبل حوالي شهرين.

وتحدث مصدر خاص في المخيم عن أعداد أخرى لا زال تنظيم «الدولة» يحتجزهم «بعد أن رفضوا تسليم أنفسهم واستمروا بقتال التنظيم حتى وقوعهم بالأسر».

وكان تنظيم «الدولة» قد فرض سيطرته على العديد من مواقع «جبهة النصرة» في المخيم خلال معارك عنيفة بين الطرفين استمرت لاسابيع. وحسب المصدر نفسه، فإن تنظيم «الدولة» لا زال يرفض «جهود الوساطة التي تبذلها وفود من وجهاء البلدات المجاورة لوقف الاشتباكات وتجديد الهدنة».

ويعيش ذوو الأسرى حالة من «القلق على مصير أبنائهم الذين لا زال مصيرهم مجهولاً مع صعوبة التكهن بماهية الحكم الذي سيصدره التنظيم ضدهم»، على حد قول المصدر الذي أضاف «ان التنظيم معروف بقتل أي اسير يقع بين يديه وهو يحمل السلاح». وكشف المصدر عن معلومات قال إنها من مصادر خاصة داخل التنظيم، أن الأسرى لا يزالون على قيد الحياة حتى اليوم.

وذكر المصدر أن الأسرى الذين أطلق سراحهم «دخلوا دورات شرعية أقامها لهم شرعيو الدولة الإسلامية وهم جزء من عشرات سلموا انفسهم، الا أن البقية طلبوا مغادرة المخيم إلى بلدة يلدا بعد أن وقعوا على تعهد بعدم قتال التنظيم مستقبلاً، وعدم الانتماء إلى أي فصيل مقاتل يخوض قتالاً ضد التنظيم».

وكان عدد من أهالي الأسرى قد استطاعوا «التواصل المباشر مع قيادات التنظيم في المخيم والاتفاق معهم لإخراج أبنائهم من صفوف جبهة النصرة بعد أن قاموا بتسليم أسلحتهم إلى لجنة شكلها التنظيم لهذا الغرض»، حسب المصدر.

ورأى المصدر، أن إطلاق الأسرى هو بمثابة «رسالة إلى المحاصرين من جبهة النصرة في مبنيين يقعان وسط منطقة الجاعونة اضافة إلى مواقعها في منطقة الريجة داخل المخيم».

من جهة أخرى، تحدث مصدر من المعارضة المسلحة في بلدة يلدا لـ «القدس العربي» عن «استعدادات لفتح جبهات جديدة مع تنظيم «الدولة» جنوب دمشق للتخفيف عن مقاتلي «جبهة النصرة» المحاصرين في المخيم».

وتأتي هذه الاستعدادات على خلفية «وقف الاشتباكات وتوقيع الهدنة بين فيلق الرحمن وجيش الإسلام في الغوطة الشرقية الأمر الذي يقلل الحاجة إلى مقاتلي جيش الإسلام وغيره في الغوطة وإمكانية نقلهم إلى مناطق مجاورة لمخيم اليرموك»، حسب المصدر من المعارضة المسلحة.

وحول جهود الوساطة التي يقوم بها بعض وجهاء مخيم اليرموك بتكليف من «جبهة النصرة» وفصائل أخرى، قال المصدر: «رغم تواصلهم مع قيادات مهمة بالتنظيم لكن التنظيم رفض حتى الان التنازل عن رأيه بتسليم المحاصرين انفسهم واسلحتهم ومغادرة المخيم».

ويخشى أهالي «الأسرى قيام التنظيم باعدامهم، كما يخشى أهالي المحاصرين عدم التوصل إلى تسوية من شأنها الإبقاء على حياتهم وتجنيبهم القتل المتوقع، وهو الأرجح»، حسب توقعات المصدر من المعارضة المسلحة في اتصال مع «القدس العربي».

 

 

مقتل 51 معتقلاً خلال شهر مايو في سورية

لبنى سالم

وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 51 شخصاً جرّاء التعذيب في سورية خلال شهر مايو/ أيار الماضي.

وبيّن تقرير صادر عن الشبكة، اليوم الخميس، وفاة 46 حالة بسبب التعذيب على يد القوات الحكومية، و4 حالات على يد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، وحالة واحدة على يد قوات الإدارة الذاتية الكردية.

ووفق التقرير، فإن العدد الأكبر من الضحايا ينحدرون من محافظة درعا، وبلغ عددهم 21 شخصاً، فيما ينحدر 10 من دير الزور، و6 من حمص، و4 من حماة، و4 من الرقة، و3 من ريف دمشق، و2 من حلب، وضحية من إدلب.

وأشار إلى أنه من ضمن حالات الموت بسبب التعذيب، 3 طلاب جامعيين، وطفل.

وحسب المصدر نفسه، فإن السلطات السورية لا تعترف بعمليات الاعتقال، بل تتهم بها “القاعدة” والمجموعات الإرهابية كتنظيم “داعش”، كما أنها لا تعترف بحالات التعذيب ولا الموت بسبب التعذيب، وجميع المعلومات التي تحصل عليها الشبكة السورية لحقوق الإنسان هي إما من معتقلين سابقين، وإما من الأهالي.

ويحصل أهالي المعتقلين على المعلومات من أقربائهم المحتجزين، عبر دفع رشوة إلى المسؤولين الحكوميين، وفي كثير من الأحيان لا تقوم السلطات السورية بتسليم الجثث إلى الأهالي، كما أنهم يخافون من الذهاب لاستلام جثث أقربائهم أو حتى أغراضهم الشخصية من المستشفيات العسكرية؛ خوفاً من اعتقالهم.

 

سورية الديمقراطية” تتقدّم وتدعو المدنيين للابتعاد عن مواقع “داعش”

ريان محمد

تواصل قوات “سورية الديمقراطية”، وعلى رأسها مقاتلو مجلس منبج العسكري، تقدمها باتجاه مدينة منبج والمناطق المحيطة بها، مدعومة بقوات أميركية وطيران التحالف الدولي، في ظل انهيار دفاعات تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

وتعهدت قوات “سورية الديمقراطية” والمجلس العسكري لمدينة منبج، في بيان، بطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من المدينة والمناطق المحيطة بها في شمال سورية، قبل أن تحث السكان على تجنب مواقع التنظيم، “لأنها ستكون أهدافاً” لحملتها.

وذكر البيان، الذي تلاه قائد المجلس العسكري لمدينة منبج، عدنان أبو أمجد، على ضفاف نهر الفرات اليوم الخميس، بحسب وكالة “رويترز” للأنباء، أن الحملة ستستمر حتى يتم تحرير “آخر شبر” من أرض المدينة ومحيطها. وحثّ أهل منبج على التعاون في الهجوم على “داعش”، وقال إنه سيجري تسليم المدينة بعد تحريرها للمجلس.

من جهته، أفاد مصدر مقرب من قوات “سورية الديمقراطية”، في حديث مع “العربي الجديد”، بأن “داعش” في حالة انهيار شبه تام في مدينة منبج، وأن قوات “سورية الديمقراطية”، وبرئاسة مجلس منبج العسكري، أصبحت على بعد ساعات من إعلان النصر عبر السيطرة التامة على المدينة”.

بدوره، أوضح عضو لجنة العلاقات الخارجية والدبلوماسية في “المؤتمر القومي الكردستاني”، طه الحامد، في حديث مع “العربي الجديد”، أن “معارك تحرير منبج تسير بخطى سريعة تترافق مع انسحابات وانهيارات في دفاعات “داعش”، الذي أخذ عائلات كردية منبجية كرهائن في الساعات الأخيرة”.

 

كما بيّن أن “منبج منطقة كبيرة وتضم أربع نواحٍ، وحوالى 400 قرية، وتحريرها قد يستغرق أسبوعين، لكن السيطرة على المدينة ورفع علم “قوات سورية الديمقراطية” بات قريباً، بجهود الإخوة عرب منبج الذين يقودون الحرب كرأس حربة، بدعم ومساندة من مقاتلين كورد وأميركيين في الخطوط الخلفية”.

وأشار الحامد إلى أن “الخطة عقب التحرير هي أن يقوم سكان المنطقة بتشكيل مجالس حكم محلية وأسايش مؤقتة تملأ الفراغ، في حين يستمر المقاتلون في طريقهم لتحرير مناطق أخرى مع رفاقهم”.

وقال المتحدث ذاته إن “قوات سورية الديمقراطية تضم 30 فصيلاً أو تشكيلاً، ضمنهم مجلس منبج العسكري وعدة كتائب أخرى للجيش الحر من أبناء تلك المنطقة، وهم من يتولون تحرير منبج بشكل أساسي، وهكذا بالنسبة للباب وجرابلس، ووحدات حماية الشعب تقوم بتدريب متطوعين عرب وتركمان وكرد من سكان تلك المدن، وتساعدهم وتقدم لهم الخبرات لتحرير مدنهم”.

 

قتلى بغارات للنظام على أرياف حمص وإدلب ودير الزور  

قتل 16 مدنيا -معظمهم أطفال ونساء- وأصيب العشرات بقصف لطائرات النظام السوري في أرياف حمص وإدلب ودير الزور، في حين استهدفت المقاتلات الروسية طريق الكاستيلو بحلب ومناطق أخرى.

 

وقال مراسل الجزيرة إن من بين القتلى خمسة أشخاص سقطوا في القصف السوري على تلبيسة، مشيرا إلى أن القصف استهدف أيضا أماكن في قريتي الغجر والمكرمية، دون تسجيل إصابات بين المدنيين.

ويأتي ذلك بالتزامن مع قصف عنيف شنه الطيران الروسي على طريق الكاستيلو، آخر معابر حلب البرية.

 

وكان مراسل الجزيرة في سوريا قال -في وقت سابق- إن ثمانية أشخاص قتلوا، وأصيب آخرون، نتيجة قصف قوات النظام حافلة على طريق الكاستيلو، المنفذ الوحيد من مناطق المعارضة في مدينة حلب إلى ريفها.

 

وقال ناشطون سوريون إن الطائرات الروسية ومروحيات النظام قصفت اليوم أحياء المرجة والميسر وبعيدين ومنطقتي دوار الجندول، ومدن عندان وحريتان، فضلا عن بلدات كفر حمرة ومنطقة الملاح بالريف الشمالي لحلب.

 

وفي إدلب، ذكرت شبكة شام الإخبارية أن الطيران السوري شن غارات على مدينة أريحا، مما أدى إلى مقتل امرأة وإصابة العديد من المدنيين.

 

وأشارت الشبكة إلى أن القصف استهدف أيضا مدينة سراقب بثلاث غارات جوية اليوم، أسفرت الغارة الأخيرة عن مقتل أم وأطفالها الثلاثة بعد تعرض منزلهم للقصف المباشر، إضافة إلى عدد من الجرحى، حيث تعمل فرق الدفاع المدني على إسعاف المصابين للمشافي الطبية.

 

كما استهدف القصف مدينة خان شيخون وبلدات خان السبل وتل عاس والهبيط ومحميل بريف إدلب، وأسفر عن سقوط جرحى مدنيين.

 

وكان مراسل الجزيرة أفاد بأن 15 شخصا قتلوا وأصيب آخرون نتيجة قصف طائرات النظام السوري على قرية سيجر أمس.

 

ودفعت الغارات الجوية الروسية معظم أهالي مدينة إدلب للنزوح منها، حيث أغلقت جميع المحال التجارية في المدينة، وتوقفت المؤسسات عن العمل باستثناء الدفاع المدني والإسعاف، مما دفع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لإعلان سائر مناطق محافظة إدلب “مناطق منكوبة”.

 

وفي حماة، أفاد ناشطون بأن مقاتلي المعارضة تصدوا لمحاولات قوات النظام للتقدم على جبهات خربة الجامع وعقرب وبعرين بالريف الجنوبي، وقتلوا وجرحوا عددا من العناصر المهاجمة، في حين شنت طائرات النظام عشرات الغارات على نقاط الاشتباكات.

 

وإلى الجنوب، شن الطيران السوري غارات جوية على بلدة الغارية الغربية بدرعا، دون تسجيل سقوط أي إصابات.

 

معارك كرّ وفرّ بين القوات الكردية وتنظيم الدولة بمنبج  

تدور معارك كرّ وفرّ بين القوات الكردية المعروفة بـقوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركيا وبين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في محيط بلدة منبج بريف حلب الشرقي شمال سوريا، وذلك على وقع غارات للتحالف الدولي، وسط أنباء عن تقدم تلك القوات على حساب التنظيم.

 

وقالت مصادر للجزيرة إن القوات الكردية سيطرت على عدة مواقع في شمال منبج وشرقها بمساندة غارات التحالف الدولي على مواقع التنظيم.

 

ولكن في المقابل، قالت مصادر في تنظيم الدولة إن عناصره استعادوا عدة مواقع وقتلوا وجرحوا عددا من العناصر المهاجمة.

 

وأوضح مراسل الجزيرة في غازي عنتاب معن خضر أن السمة الغالبة للمعارك تنطوي على تقدم في النهار لقوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية بدعم أميركي، وتراجع في الليل.

 

وكان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة شن 18 غارة على مواقع التنظيم خلال 24 ساعة ماضية في ريف منبج.

 

وفي وقت سابق اليوم، نقلت وكالة رويترز عن مصدر كردي قوله إن دفاعات تنظيم الدولة انهارت في الضفة الغربية لنهر الفرات في ريف حلب الشرقي.

 

وذكر المصدر ذاته أن هذه القوات -التي تدعمها الولايات المتحدة- ستصل إلى بلدة منبج التي يسيطر عليها تنظيم الدولة خلال أيام، بعد أن تقدمت لتصبح على مسافة عشرة كيلومترات من البلدة، في هجوم كبير جديد ضد التنظيم قرب الحدود التركية.

 

وكان مسؤولون أميركيون قالوا إن آلاف المقاتلين السوريين المدعومين من الولايات المتحدة شنوا هجوما لاستعادة السيطرة على مدينة منبج من تنظيم الدولة.

 

وأضاف المسؤولون أن العملية -التي بدأت الثلاثاء- قد تستغرق أسابيع بهدف عرقلة وصول تنظيم الدولة إلى الأراضي السورية على طول الحدود التركية.

 

ويسعى التحالف الدولي إلى تشديد الضغط على تنظيم الدولة بقطع آخر نقطة اتصال له مع الخارج عبر الحدود التركية، حيث إن منبج تقع على الطريق الممتد من الشمال إلى الجنوب بين جرابلس -التي يسيطر عليها تنظيم الدولة- على الحدود مع تركيا والرقة معقل التنظيم و”عاصمته” في سوريا.

 

إردوغان: القوات التي تشن عملية عسكرية في منبج تتألف معظمها من العرب

اسطنبول (رويترز) – قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الخميس إن تحالف الفصائل السورية المعارضة التي تشن عملية عسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا بدعم أمريكي يتألف في معظمه من مقاتلين عرب فيما تقدم قوات كردية الدعم اللوجستي.

 

وقالت مصادر عسكرية إن تركيا لا تشارك بدور مباشر في عملية منبج القريبة من حدودها مع سوريا لأنها لا يمكن أن تدعم عملية عسكرية تشارك فيها وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.

 

وقال إردوغان في مؤتمر صحفي في نيروبي بكينيا إن القوات التي تشن العملية العسكرية تضم 2500 مقاتلا سوريا عربيا و450 عنصرا فقط من وحدات حماية الشعب الكردية.

 

(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى