أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 06 نيسان 2017

واشنطن تلوح بـ «تصرف منفرد» بعد «الكيماوي»

موسكو – رائد جبر لندن، نيويورك، بروكسيل – «الحياة»، رويترز

برز أمس تصعيد بين الكرملين وإدارة الرئيس دونالد ترامب على خلفية الهجوم الكيماوي في خان شيخون ورفض موسكو مسودة مشروع قرار غربي في مجلس الأمن، وحذرت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي من أن استمرار المجلس في الفشل في اتخاذ إجراءات لمنع تكرار الجرائم في سورية «سيجبرنا على أن نتصرف منفردين»، في وقت نفت موسكو مسؤولية دمشق وأكدت أنها ستواصل دعم حكومتها، ودعت إلى المطالبة بإنشاء آلية تحقيق دولية جديدة للنظر في الاعتداءات الكيماوية.

وألقت دول غربية بينها الولايات المتحدة المسؤولية على القوات الحكومية السورية في أسوأ هجوم كيماوي منذ أكثر من أربع سنوات والذي تسبب في موت عشرات في خان شيخون. وأعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» أن ثمانية أشخاص عالجتهم في أعقاب ما يشتبه بأنه هجوم كيماوي في خان شيخون، ظهرت عليهم أعراض تماثل التعرض لغاز أعصاب مثل السارين، وأعلنت منظمة الصحة العالمية في بيان، أن الضحايا ظهرت عليهم أعراض تماثل رد الفعل على استنشاق غاز أعصاب.

وقالت واشنطن إنها تعتقد أن الوفيات نتجت من هجوم شنته طائرات حربية سورية بغاز السارين. لكن موسكو قدمت تفسيراً آخر، وقالت إنها تعتقد أن الغاز السام تسرب من مخزن أسلحة كيماوية تابع للمعارضة بعدما قصفته الطائرات السورية. ورفض مسؤولان أميركيان الرواية الروسية. وقال أحدهما: «هذا غير معقول… التأكيدات الروسية لا تنسجم مع الواقع». وقال مسؤول في البيت الأبيض معلقاً على المزاعم الروسية، «نرى أنها غير معقولة، لا نصدقها».

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن موقف روسيا من العلاقة مع الرئيس بشار الأسد «لم يتغير». وجاء الموقف متزامناً مع تأكيد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن القوات الروسية «ستواصل تقديم الدعم اللازم للقوات الحكومية السورية في مواجهة الإرهاب».

وشهد مجلس الأمن أمس سجالاً عنيفاً بين مندوبي الدول الغربية والمندوب الروسي حول مشروع قرار أعدته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، يطلب من الحكومة السورية فتح مطاراتها العسكرية أمام لجنة التحقيق الدولية، وتقديم كل ما تطلبه اللجنة من معلومات، وتمكينها من إجراء مقابلات مع ضباط في سلاح الجو السوري.

وكررت روسيا الدفاع عن الحكومة السورية واتهاماتها للمعارضة بامتلاك الأسلحة الكيماوية، وقال مندوبها في مجلس الأمن فلاديمير سافرونكوف إن حادثة خان شيخون نتجت من «قصف طائرة سورية مخزناً كبيراً للأسلحة في البلدة يتضمن منشأة لإنتاج الغاز السام، كان يعد للاستخدام في سورية والعراق».

وقال سافرونكوف إن مشروع القرار الغربي «منحاز وأعد على عجل»، داعياً إلى إجراء تحقيق «تقوم به لجنة مؤلفة من أعضاء يراعى في اختيارهم التوازن الجغرافي».

وردت هايلي على المندوب الروسي بالدفاع عن آلية التحقيق القائمة الآن، ورفضت الرواية التي قدمها بالقول: «نعلم أن هجوم خان شيخون يحمل كل بصمات الأسد، كما نعلم جميعاً أنه استخدم هذه الأسلحة ضد شعبه مراراً في السابق». ووقفت هايلي في قاعة المجلس حاملة صور ضحايا خان شيخون وقالت: «لا يمكننا أن نغمض أعيننا عن هذه الصور». وقالت إن روسيا «منعت إجراء المحاسبة، وهو ما شجع الأسد على مواصلة استخدام هذه الأسلحة».

ووجهت بريطانيا اتهامات قوية ضد روسيا والصين بأنهما منعتا المجلس في السابق من وضع أسس للمحاسبة على استخدام الأسلحة الكيماوية «وهو ما رأينا نتائجه في هجوم أول من أمس». وقال سفيرها ماثيو ريكروفت إن الرواية الروسية بأن القصف السوري أصاب مخزناً للمعارضة يتضمن غازات سامة «لا تدعمه الأدلة والمشاهدات»، داعياً روسيا إلى الموافقة على مشروع القرار المطروح. وقال إن لدى بريطانيا معلومات عن أن الهجمة الجوية بالغاز السام «تمت في شكل ممنهج وعلى مدى ساعات وتعمدت استهداف المدنيين».

كذلك فند السفير الفرنسي فرانسوا ديلاتر الرواية الروسية، معتبراً أن «القول إن غارة استهدفت مخزناً للمعارضة لا تقارب المنطق لأن الغارة تحدث ناراً وهو ما لم نشاهده في الصور، كما أن التحقيق الدولي أثبت أن النظام استخدم الغاز السام ٣ مرات على الأقل في هجمات عسكرية».

واعتبر المندوب الصيني لوي جيي أن الأولوية في سورية هي محاربة الإرهاب، مؤكداً في الوقت نفسه دعم الصين عمل لجنة التحقيق الدولية التي شكلها مجلس الأمن سابقاً، وعمل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية. وأكد السفير المصري عمرو أبو العطا دعم مصر «أي تحرك جاد في مجلس الأمن بغرض التحقيق والمحاسبة».

ونفى نائب السفير السوري منذر منذر مسؤولية الجيش النظامي السوري عن هجمات بأسلحة كيماوية، مؤكداً التزام الحكومة السورية «الكامل» بالعمل بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية.

وجاء في مشروع القرار: «إن مجلس الأمن يدين بأقسى العبارات استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية، خصوصاً الاعتداء في خان شيخون في ٤ نيسان (أبريل)، ويؤكد التزامه بأن المسؤولين عن ارتكابه يجب أن يخضعوا للمحاسبة. ويؤكد دعمه الكامل للجنة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، ويطلب منها أن تقدم تقريراً في التحقيق في شكل عاجل إلى مجلس الأمن».

وبدأ المجلس أمس مشاورات حول مشروع القرار بعد الجلسة، ولم يكن محدداً موعد طرح المشروع على التصويت.

ويؤكد مشروع القرار أن على «الجمهورية العربية السورية وكل الأطراف في سورية تقديم التعاون الكامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة ولجنة التحقيق الدولية». كما يؤكد أن «التزام التعاون يلزم الجمهورية العربية السورية أن تقدم إلى لجنة التحقيق خطط العمليات الجوية ومواعيدها، وأي معلومة حول العمليات الجوية بما فيها كل الطلعات في يوم ٤ نيسان ٢٠١٧، وأسماء كل الأشخاص في مواقع الإمرة في أي سرب مروحيات، وتأمين عقد اجتماعات مع الضباط المسؤولين في مهلة أقصاها خمسة أيام من تقديم طلب الاجتماع بهم من جانب لجنة التحقيق، وتأمين الوصول الفوري إلى القواعد الجوية التي تعتقد اللجنة أنها مرتبطة بهجمات بأسلحة كيماوية محتملة».

في بروكسيل، جددت المملكة العربية السعودية تأكيد موقفها الثابت في الحفاظ على وحدة سورية وسلامة أراضيها، والحفاظ على مؤسساتها الأمنية والعسكرية. وأعربت عن أملها بأن يتم تنفيذ الاتفاقات التي أيدتها القرارات الدولية الخاصة بوقف النار، وإيصال المساعدات الإنسانية، وإطلاق المعتقلين والمختطفين لدى النظام السوري والميليشيات التابعة له.

وأوضحت في كلمة ألقاها سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بلجيكا ودوقية لوكسمبورغ رئيس بعثة المملكة لدى الاتحاد الأوروبي عبدالرحمن الأحمد، أمام مؤتمر بروكسيل حول مستقبل سورية والمنطقة، بحضور ممثلي أكثر من 70 دولة وهيئة ومنظمة إقليمية ودولية في بروكسيل أمس، أن «المملكة سعت إلى إيجاد الحلول السلمية للأزمة السورية منذ بدايتها، وعملت على تجنب المأساة الإنسانية التي نعيشها اليوم، وفي هذا المجال وبناءً على تكليف دولي تمت دعوة أطياف المعارضة السورية كافة لمؤتمر الرياض خلال الفترة من 8 إلى 10 كانون الأول (ديسمبر) 2015، الذي تمخض عنه إنشاء الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية لتكون الجهة الجامعة المنوط بها التفاوض باسم المعارضة السورية».

واختتم المؤتمر الدولي لدعم سورية ودول الجوار في بروكسيل أعماله أمس، مؤكداً الدعم الإنساني وتأمين وصول المساعدات إلى المحتاجين و «الانتقال السياسي من دون الأسد».

الحياة»،

 

روسيا تؤكد دعم الأسد وأميركا تهدد بتدخل منفرد

واشنطن – رويترز

اعتبرت موسكو أمس (الأربعاء) مشروع قرار تقدمت به واشنطن وباريس ولندن إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإدانة الهجوم الكيماوي في سورية «غير مقبول»، وأكدت أن موقفها من بشار الأسد لن يتغير، فيما حذرت الولايات المتحدة أنها قد تضطر للقيام بعمل فردي إذا فشلت الأمم المتحدة في التحرك في شكل جماعي.

وقالت السفيرة الأميركية لدى المنظمة الدولية نيكي هايلي في اجتماع لمجلس الأمن في شأن سورية «عندما تفشل الأمم المتحدة في شكل دائم في واجبها بالتصرف… فهذا يضطرنا الى التحرك من تلقاء أنفسنا». وأضافت «لا يوجد ما يدفع الأسد للتوقف عن استخدام الأسلحة الكيماوية ما لم تتوقف روسيا عن حمايته». ودعا وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون روسيا إلى إعادة التفكير بعناية في دعمها المستمر لنظام الأسد.

ونقلت وكالة «تاس» للأنباء عن الناطق باسم بعثة روسيا في الأمم المتحدة فيودور سترجيجوفسكي قوله إن موسكو اقترحت مسودة قرار خاص بها. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أن موقف موسكو من الأسد لم يتغير، بينما اعتبرت الناطقة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا أن مشروع قرار لأمم المتحدة غير مقبول لأن موسكو «لا تعتقد أن من المناسب الموافقة على قرار في شأن الهجوم الكيماوي بصورته الحالية»، بحسب ما نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء.

ووجهت دول غربية بينها الولايات المتحدة اللوم لقوات الحكومة السورية في الهجوم الكيماوي الذي تسبب في موت العشرات في مدينة خان شيخون في إدلب قصفتها طائرات الحكومة السورية. وقالت واشنطن إنها تعتقد أن الوفيات نتجت عن هجوم شنته طائرات حربية سورية بغاز السارين وهو غاز للأعصاب. لكن موسكو قدمت تفسيراً آخر قد يحمي الأسد فقالت إنها تعتقد أن الغاز السام تسرب من مخزن أسلحة كيماوية تابع للمعارضة بعدما قصفته الطائرات السورية.

وتستطيع روسيا أن تستخدم حق النقض لعرقلة القرار كما فعلت في كل القرارات السابقة التي كان من شأنها أن تضر بالرئيس السوري بشار الأسد.

وفي وقت سابق اليوم، جددت بريطانيا وفرنسا دعوتهما إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد بعد هجوم يشتبه أن يكون بسلاح كيماوي شنته دمشق في منطقة تسيطر عليها المعارضة. وتحدث وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون ونظيره الفرنسي جان مارك إرولت خلال مؤتمر دولي عن سورية عقده الاتحاد الأوروبي في بروكسيل في محاولة لدعم محادثات السلام المتعثرة بين الأسد وخصومه.

وقال جونسون إن هذا نظام همجي جعل من المستحيل بالنسبة لنا أن نتخيل استمراره كسلطة على الشعب السوري بعد انتهاء هذا الصراع»، فيما اعتبر إرولت إن الهجوم كان اختباراً لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ووصف القيادي في جماعة «جيش إدلب الحر» المسلحة البيان الروسي بأنه «كذبة»، وتابع «كل الناس شاهدوا الطيارة وهي تقصف بالغاز، وجميعهم عرفوا نوع الطائرة». وأضاف أن «المدنيين الموجودين كلهم يعرفون أن المنطقة لا يوجد فيها مقرات عسكرية ولا أماكن تصنيع تابعة للمعارضة». وتابع «المعارضة بمختلف فصائلها غير قادرة على صناعة هذه المواد».

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن «بعض الحالات ظهرت عليها مؤشرات إضافية تماثل التعرض لمواد كيماوية فسفورية عضوية وهي فئة من المواد الكيماوية التي تتضمن غاز الأعصاب»، وهو ما أكدته منظمة «أطباء بلا حدود» بقولها إن ثمانية أشخاص عالجتهم في أعقاب ما يشتبه أنه هجوم كيماوي ظهرت عليهم أعراض تماثل التعرض لغاز أعصاب مثل السارين».

وقالت المنظمة في بيان «بين ضحايا الهجوم في مدينة خان شيخون الذين نقلوا إلى مستشفى باب الهوى… قرب الحدود التركية، شهدت المنظمة ثمانية مرضى ظهرت عليهم أعراض مثل اتساع حدقة العين والتشنج في العضلات… تماثل التعرض لغاز أعصاب سام مثل السارين».

وكانت لجنة تحقيق في أوضاع حقوق الإنسان تابعة للأمم المتحدة في سوريا قالت في وقت سابق إن القوات الحكومية السورية استخدمت غاز الكلور القاتل في مناسبات عدة.

وقتل مئات المدنيين في هجوم بغاز السارين في الغوطة الشرقية لمدينة دمشق في أغسطس آب في العام 2016. ونفت حكومة الأسد بشكل قاطع مسؤوليتها عن الهجوم. ووافقت سورية بعدها على تدمير مخزونها من الأسلحة الكيماوية عام 2013 بموجب اتفاقية توسطت فيها موسكو وواشنطن.

 

موسكو تتهم المعارضة وتجدد دعم القوات النظامية

موسكو – رائد جبر

أعلنت موسكو رفضها مشروع القرار الغربي المقدم الى مجلس الأمن، واعتبرته «استفزازياً»، واتهمت المعارضة السورية باستخدام الأسلحة الكيماوية، فيما أكد الكرملين أن القوات الروسية «ستواصل دعم القوات(النظامية) السورية في مكافحة الإرهاب».

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن «الموقف الروسي واضح حيال ضرورة مواصلة جهود مكافحة الإرهاب». وقال إن القوات العاملة في سورية ستواصل مساعدة الجيش النظامي السوري في «مكافحة المجموعات الإرهابية».

ورفض بيسكوف التعليق على الاتهامات الغربية للقوات الحكومية السورية باستخدام السلاح الكيماوي في خان شيخون في ريف ادلب، مشيراً الى أنه «لا يوجد لدينا ما نضيفه على بيان وزارة الدفاع الروسية».

وكان الناطق باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكوف قال إن المعطيات الروسية تفيد بأن القوات الجوية السورية «قصفت مستودعاً للذخيرة تابعاً للإرهابيين في خان شيخون بريف إدلب، يحتوي على أسلحة كيماوية وصلت من العراق».

وأوضح أن القصف استهدف «مستودعاً ضخماً للذخيرة تابعاً للإرهابيين في الأطراف الشرقية لبلدة خان شيخون بريف إدلب، كان يحوي ذخيرة ومعدات، إضافة الى مصنع محلي لإنتاج قنابل محشوة بمواد سامة». وزاد أن «المعلومات الموضوعية والموثوقة لدينا تؤكد أن هذه الأسلحة استخدمت في وقت سابق في حلب».

وتابع: «أعراض التسمم التي لحقت بالمدنيين في خان شيخون التي ظهرت في مقاطع الفيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، مشابهة تماماً لتلك التي أصابت المدنيين خريف العام الماضي والتي ألقاها الإرهابيون في حلب».

وكانت وزارة الدفاع الروسية نأت بنفسها أول من أمس عن الهجوم، وقالت إن الطيران الروسي لم يشارك في أي طلعات في المنطقة. وندد بما وصفه «المزاعم حول توجيه ضربات جوية روسية إلى بلدة خان شيخون».

سياسياً، قال مصدر قريب من الخارجية الروسية إن موسكو ترفض مشروع القرار الذي قدمته 3 دول غربية في مجلس الأمن الدولي في شأن الضربة الكيمياوية. ونقلت وكالة «انترفاكس» عن المصدر أن مشروع القرار المقدم من فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا يعتبر «غير مقبول بصياغته الراهنة».

واعتبر «الوضع الحالي (في المجلس) استفزازياً». وقال ديبلوماسي روسي لـ «الحياة» إن موسكو «مستعدة للتعامل مع هذا الملف في المجلس في حال أدخلت تعديلات جذرية على المشروع المقدم»، مشيراً الى أن موسكو «ترفض توجيه إدانة الى الحكومة السورية وتجاهل المعطيات الروسية حول حيازة الإرهابيين مخزوناً كيماوياً وتفضل صياغة تقوم على الدعوة لإجراء تحقيق شامل على أن يأخذ في الاعتبار كل البيانات التي تقدمها كل الأطراف والهجمات الكيماوية السابقة التي تصر الأطراف الدولية على تجاهلها لأن فيها إدانة واضحة للفصائل الإرهابية».

 

واشنطن تلوّح لروسيا بعمل أحادي في سوريا

نيويورك – علي بردى

حذرت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة نيكي هايلي أمس من أن بلادها “قد تضطر” الى الرد بلا تفويض من مجلس الأمن على استخدام الأسلحة الكيميائية مجدداً في سياق الحرب السورية، موجهة مع نظرائها الغربيين وغيرهم أصابع الإتهام الى نظام الرئيس بشار الأسد في هجوم خان شيخون. فيما ترقب العالم الموقف النهائي لروسيا والصين في ظل شبح ممارستهما حق النقض، (الفيتو) ضد مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الى المجلس.

وبلغت الجلسة العلنية الطارئة ذروتها في نهايتها حين وقفت المندوبة الأميركية التي تتولى رئاسة مجلس الأمن للشهر الجاري، رافعة صور ضحايا من الأطفال قضوا اختناقاً بسبب ما يعتقد أنه أسلحة كيميائية استهدفت خان شيخون بمحافظة إدلب. وحملت بشدة على روسيا التي رأت أنها “فقدت انسانيتها”، متسائلة: “كم مزيد من الأطفال ينبغي أن يموتوا قبل أن تهتم روسيا؟… لا يمكننا أن نغض النظر عن هذه الصور. لا يمكننا أن نغلق عقولنا عن مسؤولية التصرف”. وأضافت: “نعلم أن الهجوم يحمل كل بصمات استخدام نظام الأسد الاسلحة الكيميائية…نعلم أن الأسد استخدم هذه الأسلحة ضد الشعب السوري قبل ان يؤكد ذلك فريق المحققين المستقل الذي شكله هذا المجلس”. وهددت بصورة مبطنة بأن الولايات المتحدة وحلفاءها ربما ردت على استخدام السلاح الكيميائي من خارج مجلس الأمن، قائلة: “حين تخفق الأمم المتحدة باستمرار في واجبها العمل الجماعي، ثمة أوقات في حياة الدول تضطرنا الى أن نقوم بعملنا”.

وكانت الجلسة استهلت بإحاطة من الممثل السامي للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح كيم وان سو الذي قال إن تفاصيل الحادث في إدلب “لا تزال غير معروفة تماماً”، مشيراً الى التقارير عن أنه “هجوم كيميائي حصل وأدى الى وفاة 70 مدنياً على الأقل وإصابة أكثر من مئتين آخرين”.

وقال المندوب الفرنسى السفير فرنسوا دولاتر: “إننا نتحدث عن جرائم حرب”. وحض روسيا على “ممارسة ضغوط أقوى على النظام” ولكن “بصراحة نحن أيضاً في حاجة الى أميركا ملتزمة جديا حلاً فى سوريا وتضع كل ثقلها وراءها”.

ووجه المندوب البريطاني السفير ماثيو رايكروفت سؤالاً الى مندوب روسيا: “ما خطتك، ما خطتك لوقف هذه الهجمات المروعة التي لا معنى لها؟ لدينا خطة، وحصلنا على الدعم ورفضتها لحماية الأسد”.

ونفت روسيا أن تكون القوات السورية مسؤولة عن الهجوم الكيميائي. واتهم نائب المندوب الروسي فلاديمير سافرونكوف القوى الغربية بممارسة حملة “ايديولوجية” تهدف الى تقويض المحادثات الديبلوماسية التي تقودها روسيا وتركيا مع ايران، والى اسقاط نظام الأسد. وقال إن الطائرات السورية استهدفت مخزناً في خان شيخون أعده المسلحون لإنتاج اسلحة كيميائية. وأكد أن بلاده “لا ترى حاجة” الى قرار جديد عن الاسلحة الكيميائية السورية، ذلك أن آلية التحقيق المشتركة بين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة والتي تألفت عام 2014 للتحقيق في تقارير عن استخدام غاز الكلور، قادرة الآن على إجراء تحقيق. وليس لهذه البعثة ولاية أن تنسب المسؤولية عن استخدام هذه الأسلحة.

ورد سافرونكوف على تساؤلات زميله البريطاني، مؤكداً أن لدى روسيا أكثر من خطة، لكن الأولى هي لمكافحة الإرهاب، مطالباً نظيره البريطاني بالكف عن مشاريع القرارات الهادفة الى اطاحة النظام.

وأكد المندوب المصري لدى الأمم المتحدة تأييد بلاده لأي تحرك جاد في مجلس الأمن، داعياً “كل الأطراف الى التعاون الوثيق مع بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية للوقوف على حقيقة” هجوم خان شيخون.

ونفى نائب المندوب السوري منذر منذر الإتهامات لحكومته، وقال: “نحن نرفض رفضاً قاطعاً الادعاءات الكاذبة عن استخدام القوات المسلحة السورية أسلحة كيميائية ضد المدنيين”. وأضاف: “الجيش السوري ليس لديه أي شكل من أشكال الأسلحة الكيميائية. لم نستخدمها قط ولن نستخدمها أبداً”.

وعلمت “النهار” من مصدر ديبلوماسي رفيع في مجلس الأمن ان روسيا قدمت مشروع قرار مضاد للمشروع الغربي، وأن المفاوضات متواصلة لإيجاد لغة وسطية، وخصوصاً للفقرة العاملة الخامسة التي تتضمن إشارة الى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. ولاحظ ان الولايات المتحدة تدفع بقوة الى التصويت على مشروع القرار صباح هذا اليوم (الخميس) بتوقيت نيويورك.

وفي موقف اميركي عالي النبرة حيال سوريا، اكد الرئيس الاميركي دونالد ترامب ان الهجوم الكيميائي المفترض غير موقفه حيال الرئيس بشار الاسد، واعدا برد اميركي على ما اعتبره “اهانة للانسانية”.

وقال ان “هذا الهجوم على اطفال كان له تأثير كبير علي”، واضاف ان “موقفي من سوريا والاسد تغير بوضوح … ما حصل غير مقبول بالنسبة لي”، رافضا ان يكشف ما يعتزم القيام به.

مؤتمر بروكسيل

وفي بروكسيل (الوكالات) ندد المشاركون في مؤتمر بروكسيل حول مستقبل سوريا بالهجوم الذي يعتقد انه كيميائي في خان شيخون، وقطعوا وعدا بتقديم مساعدات انسانية بقيمة ستة مليارات دولار الى السوريين خلال 2017.

واعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الذي شارك في رئاسة المؤتمر عن “ثقته” بأن مجلس الأمن “سيتحمل مسؤولياته” بتبني قرار عن الهجوم.

وقالت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديريكا موغيريني إن اكثر من 70 بلدا ومنظمة دولية شاركت في المؤتمر نددت بـ”استخدام الحكومة وداعش (تنظيم “الدولة الاسلامية”) الاسلحة الكيميائية” وبـ”الهجمات على خان شيخون”.

في غضون ذلك، التزم المشاركون في المؤتمر تقديم مساعدات انسانية خلال 2017 بقيمة ستة مليارات دولار الى السوريين من سكان ولاجئين والى المجتمعات التي تستضيفهم.

 

ضحايا مجزرة خان شيخون إلى 72 قتيلاً والفصائل تدعو إلى الرد بـ”إشعال الجبهات

المصدر: (و ص ف، رويترز)

6 نيسان 2017ارتفعت الى 72 قتيلاً حصيلة ضحايا الهجوم الكيميائي الذي شنه النظام السوري على مدينة خان شيخون في محافظة إدلب الثلثاء، فيما دعت المعارضة السورية إلى إشعال الجبهات رداً عليه.

أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان حصيلة القصف بـ”غازات سامة” لشمال غرب سوريا ارتفعت الى 72 قتيلاً بينهم 20 طفلاً.

وقال: “هناك 17 مواطنة بين الضحايا. وعدد الشهداء مرشح للارتفاع لوجود عشرات المصابين بالإضافة الى وجود مفقودين”. وكانت حصيلة سابقة للمرصد أشارت الى سقوط 58 قتيلا.

وقضت الضحايا اختناقاً في غارة جوية الثلثاء على خان شيخون التي تسيطر عليها المعارضة وجهاديون في شمال غرب سوريا. وأوضح أحد افراد الطاقم الطبي ان أعراض المصابين شملت “حدقات دبوسية واختلاجات وخروج اللعاب من الفم وارتفاعاً في النبض” وهي شبيهة بأعراض هجوم كيميائي.

وأثار الهجوم استنكارات دولية واسعة، بينما حملت دول عدة النظام السوري تبعته.

ودعت فصائل سورية معارضة بينها خصوصاً “جبهة فتح الشام” (“جبهة النصرة” قبل اعلان فك ارتباطها مع تنظيم “القاعدة”) الى “إشعال الجبهات”. وقالت “هيئة تحرير الشام” في بيان: “نحرض مجاهدي الشام كافة وندعوهم لإشعال الجبهات – كل بما يستطيع – فميدان المعركة خير سبيل للشجب والاستنكار”.

وأضافت انها بعد “مجزرة الكيميائي في خان شيخون” تتوعد النظام السوري وحلفاءه “بثأر يشفي قلوب أهلنا في خان شيخون خاصة وأهل الشام عامة، بعمليات مكثفة متتالية خلف خطوط العدو وفي مناطقه المحصّنة”.

وذكرت ان “جرائم نظام الاسد استمرت يوماً بعد يوم، يدعمه ويشاركه كل من إيران وروسيا، وتمنحه الشرعية قرارات الامم المتحدة نحو مزيد من سفك الدماء”، مشيرة الى انها “امام هذه الجريمة البشعة نستنهض شعوب الامة الاسلامية للدفاع عن اهل الشام وقضاياهم”.

ورأى نائب رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” عبد الحكيم بشار ان التصريحات الاخيرة للادارة الاميركية عن مصير الرئيس بشار الاسد “تعطي فسحة للنظام لارتكاب المزيد من الجرائم”.

وقال في مؤتمر صحافي في اسطنبول: “حتى الآن هذه الادارة لم تفعل شيئاً بل بقيت متفرجة وفقط قامت بتصريحات تعطي فسحة للنظام لارتكاب المزيد من الجرائم”. وأكد ان “خطورة النظام على الشعب السوري أكبر من أي جهة أخرى مثل جبهة النصرة (التي تعرف الآن بـ”جبهة تحرير الشام”) وداعش”. واعتبر أنه “ما دام هذا النظام موجوداً لا يمكن هزيمة الارهاب حتى لو تم القضاء على النصرة وداعش سيخلق النظام منظمات اخرى ليقول للعالم إما أنا وإما الارهاب”.

وكرّر ان النظام مسؤول عن هجوم الثلثاء في ادلب متسائلاً: “أي مجرم في هذا العصر يفوق الاسد إجراماً؟ لا اعتقد انه بعد الحرب العالمية الثانية وجرائم التطهير العرقي في البلقان يوجد اي جهة اخرى غير النظام السوري تمارس مجازر مثل البوسنة والهرسك”.

 

قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على قريتين شرق مدينة الطبقة السورية

دمشق – د ب أ -سيطرت قوات سوريا الديمقراطية الخميس، على قريتين استراتيجيين شرق مدينة الطبقة السورية في ريف الرقة الغربي وبذلك احكمت الحصار على مدينة الطبقة من جميع الاتجاهات.

 

وقال قائد عسكري في قوات سوريا الديمقراطية، إن ” قوات سوريا الديمقراطية سيطرت بشكل كامل على قريتي الصفصافة الجنوبية وعلى مزرعة الصفصافة الواقعتين شرق مدينة الطبقة بعد معارك عنيفة استمرت حوالي يومين تكبد خلالها مسلحو داعش خسائر كبيرة بالأرواح والعتاد “.

 

وأضاف القائد العسكري ” بعد السيطرة على قرية الصفصافة أصبح عناصر داعش بعيدين عن مطار الطبقة العسكري، وأنهم تراجعوا باتجاه مدينة الطبقة غرباً وبلدة المنصورة شرق قرية الصفصافة “.

 

وقال سكان محليون في قرية الصفصافة الذين نزحوا منذ أيام ” طائرات التحالف الدولي شنت غارات كثيرة على القريتين اللتين تعرضتا لمئات القذائف وأن مدرسة ومستوصفاً صحياً تم تدميرهما بشكل كامل جراء تلك الغارات والقصف في مزرعة الصفصافة “.

 

وزير الصحة التركي: مراجعة نتائج فحص ضحايا هجوم إدلب في لاهاي

أنقرة – رويترز – قال وزير الصحة التركي رجب أقداغ الخميس، إن نتائج الفحص الذي أجرته سلطات الطب الشرعي في تركيا لضحايا هجوم يشتبه أنه بالغاز السام في شمال غرب سوريا ستُرسل إلى العاصمة الهولندية لاهاي لإجراء مزيد من الفحوص.

 

وأسفر الهجوم الذي يعتقد أن الحكومة السورية نفّذته بأسلحة كيماوية يوم الثلاثاء عن مقتل 70 شخصاً على الأقل في محافظة إدلب التي تسيطر عليها فصائل مسلحة معارضة للنظام.

 

وتم نقل 32 من الضحايا إلى تركيا وتوفي ثلاثة أثناء تلقيهم العلاج.

 

منسق الشؤون الإنسانية في سوريا يرحب باهتمام أمريكا ويأمل في نقطة تحول

جنيف- رويترز – قال يان إيجلاند منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الخميس، إن تجدد الاهتمام الأمريكي بالحرب الدائرة في سوريا أمر محل ترحيب إذا ما قاد إلى جهد أمريكي روسي جديد من أجل التوصل إلى حل سياسي.

 

وقال إيجلاند للصحافيين، بعد يومين من وقوع ما يشتبه في أنه هجوم كيماوي أسفر عن مقتل عشرات المدنيين في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب “أتمنى أن تكون هذه نقطة تحول… آمل أن يكون ميلاداً جديداً للدبلوماسية.”

 

وقال بعد أن ترأس اجتماعاً أسبوعياً بشأن الأوضاع الإنسانية في سوريا، إن الأمم المتحدة طلبت من أمريكا وروسيا وإيران وتركيا التوصل إلى هدنة إنسانية في سوريا لمدة 72 ساعة وحرية دخول المساعدات للمناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها بما في ذلك نحو 400 ألف شخص محاصرين في الغوطة الشرقية قرب دمشق.

 

الكرملين: هجوم إدلب غير مقبول لكن بيانات أمريكا عنه غير موضوعية

موسكو – رويترز – وصف الكرملين الخميس، هجوماً بالغاز سام وقع في محافظة إدلب السورية هذا الأسبوع بأنه “جريمة وحشية”، لكنه قال إن استنتاجات واشنطن بشأن الواقعة لا تستند إلى بيانات موضوعية.

 

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحافي عبر الهاتف، “كانت هذه جريمة وحشية وخطيرة لكن ليس من الصحيح أن نضع عناوين (تحدد مرتكبيها).”

 

وأضاف أن استخدام الأسلحة الكيماوية “غير مقبول”، وحث الجيش السوري على ضمان عدم وقوع مثل هذه الأسلحة في أيدي الإرهابيين.

 

وقال بيسكوف، أن أدلة عن الواقعة قدمتها منظمة الدفاع المدني السورية المعروفة باسم الخوذ البيضاء لا يمكن اعتبارها أدلة يعول عليها مضيفاً “لا نتفق مع هذه الاستنتاجات.”

 

فرنسا: الأولوية ما زالت قراراً دولياً بشأن سوريا ومحادثات سلام

باريس – رويترز – قال وزير خارجية فرنسا جان مارك إيرولت الخميس، إن باريس لا تزال تسعى لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا مضيفاً أن المفاوضات الدبلوماسية لها الأولوية على أي عمل عسكري.

 

وأثار هجوم يعتقد أن الحكومة السورية شنته بأسلحة كيماوية في محافظة إدلب، التي تسيطر عليها المعارضة، هذا الأسبوع انتقادات دولية واسعة حتى من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتسبب الهجوم في مقتل 70 على الأقل.

 

وقال إيرولت لتلفزيون سي.نيوز إن “فرنسا لا تزال تسعى للحديث مع شركائها في مجلس الأمن خاصة الأعضاء الدائمين وبالأخص روسيا.”

 

وقال ترامب الأربعاء، إن حكومة الرئيس بشار الأسد “تجاوزت خطاً أحمر” بهجوم الغاز السام على المدنيين لكنه لم يكشف عن تفاصيل الإجراء الذي قد يتخذه.

 

وحذرت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هيلي من أن الدول قد “تجد نفسها مضطرة للتحرك”.

 

ورداً على سؤال عما إذا كانت فرنسا ستنضم إلي أي عمل عسكري محتمل بشأن سوريا، قال إيرولت إن “المرحلة الأولى هي التصويت على قرار، وقبل أي شيء إعادة بدء مفاوضات السلام في جنيف. يجب ألا نتحرك من أنفسنا، بحجة أن الرئيس الأمريكي ربما غلى الدم في عروقه، ونصبح متأهبين للحرب.”

 

وأضاف إيرولت أن الرد الأمريكي بشأن سوريا ما زال غير واضح مشيراً إلى أنه يتلقى رسائل متضاربة من وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس ومن وزير الخارجية ريكس تيلرسون.

 

وقال “إنهما لا يقولان الشيء نفسه.”

 

وقالت فرنسا مراراً، إن الأسد لا يمكن أن يكون جزءاً من أي حل تسفر عنه محادثات السلام. وجددت فرنسا وبريطانيا هذا الأسبوع دعوتهما الرئيس السوري للرحيل.

 

وقال إيرولت “يجب ألا تمر جرائمه دون عقاب. سيأتي اليوم الذي ستقول فيه العدالة الدولية كلمتها بشأن بشار الأسد.

 

روسيا: من السابق لأوانه اتهام دمشق باستخدام أسلحة كيماوية في إدلب

موسكو – رويترز – نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الخارجية قولها الخميس، إن اتهام دمشق باستخدام أسلحة كيماوية في إدلب مسألة سابقة لأوانها وأضافت أن هناك حاجة لإجراء تحقيق.

 

ورفضت الوزارة كذلك تأكيدات أمريكية بأن الهجوم، الذي قتل فيه 70 شخصاً على الأقل، يعني فشل اتفاق على تخلص سوريا من مخزونها من الأسلحة الكيماوية قائلة إن العملية كانت “ناجحة بدرجة كبيرة” في الواقع.

 

روسيا تُفشل إصدار قرار لمجلس الأمن يدين النظام السوري… وامريكا تهدد بتدخل فردي

ترامب: موقفنا من الأسد تغيّر بعد الهجوم الكيميائي

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: توعد الرئيس الاميركي دونالد ترامب النظام السوري أمس الأربعاء، بعدما دفعه الهجوم الكيميائي «المروع» الثلاثاء إلى تغيير موقفه من الرئيس بشار الأسد، توعد الرئيس الاميركي دونالد ترامب النظام السوري أمس الأربعاء، بعدما دفعه الهجوم الكيميائي «المروع» الثلاثاء إلى تغيير موقفه من الرئيس بشار الأسد، كما هددت امريكا بتدخل فردي بعد إفشال روسيا إصدار قرار دولي يدين النظام السوري.

وقال ترامب إن الهجوم «تجاوز خطوطا كثيرة» في إشارة إلى «الخط الأحمر» الذي كان حدده سلفه باراك اوباما لنفسه ضد النظام السوري في حال استخدم أسلحة كيميائية.

وخلال مؤتمر صحافي مع العاهل الأردني عبد الله الثاني في البيت الابيض، أورد ترامب أن «الهجوم على اطفال بالأمس أثر علي في شكل كبير. (ترك) أثرا كبيرا».

وأضاف «كان ذلك أمرا فظيعا، فظيعا (…) ومن الممكن جدا، وعليّ القول إن الوضع بات على هذا النحو:موقفي من سوريا والأسد تغير في شكل كبير».

ومع بداية المؤتمر الصحافي ندد ترامب بـ«هجوم كيميائي وحشي» ضد «أناس أبرياء، نساء وأطفال وحتى رضع».

وتابع أن «موتهم كان إهانة للإنسانية. إن هذه الأفعال الشائنة التي يرتكبها نظام الأسد لا يمكن القبول بها».

وكان اوباما تعهد التحرك عسكريا ضد النظام السوري في حال استخدم أسلحة كيميائية، وهو «خط أحمر» تم تجاوزه في صيف 2013 لكن واشنطن تراجعت في اللحظة الاخيرة عن شن عمل عسكري ضد دمشق.

وقال ترامب أيضا «حين يقتل المرء أطفالا ابرياء، رضعا أبرياء، بغاز كيميائي قاتل إلى هذا الحد، لقد صدم الناس بمعرفة الغاز الذي استخدم، فإن ذلك يتجاوز خطوطا كثيرة».

لكن الرئيس الاميركي لم يشرح طبيعة الخطوات التي يعتزم القيام بها حين سأله صحافي ماذا ينوي أن يفعل.

وقال «لقد لاحظتم بالنسبة الى القضايا العسكرية انني لا أحب أن أقول ما أقوم به والى أين سأمضي».

وانتهت أمس بلا نتيجة جلسة مجلس الأمن في شأن الهجوم في سوريا. ولم يصوت المجلس على مشروع القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والذي تمت صياغته في صفحتين، وأدان الهجوم بشدة، وطالب بسرعة الكشف عن ملابساته. غير أن مشروع القانون لم يتضمن عقوبات، ولكنه هدد بها من دون تحديدها.

وتبادل مندوبو الدول الأعضاء في مجلس الأمن الاتهامات خلال الجلسة التي استمرت ساعتين، بعدم إيجاد الرد المناسب على الوضع في سوريا التي تعاني من حرب أهلية منذ سنوات.

ووصفت الأمم المتحدة الهجوم على بلدة خان شيخون في ريف إدلب السورية بأنه ثاني أكبر هجوم كيميائي في سورية بعد الهجوم على الغوطة الشرقية في آب/أغسطس عام 2013.

ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن كيم وون – سو، المفوض الأممي السامي لشؤون نزع السلاح قوله، أمس الأربعاء، إن الأعراض التي ظهرت لدى المصابين جراء الهجوم، الذي وقع صباح الثلاثاء في خان شيخون في سوريا، تدل على استخدام غاز سام يشبه السارين، مؤكدا أخذ عينات من التربة لإجراء التحاليل. ووفقا لقناة «روسيا اليوم» أقر كيم وون أن الخبراء الدوليين لم يتمكنوا بعد من جمع المعلومات الضرورية، ولم يتأكدوا من كيفية وصول السلاح الكيميائي إلى خان شيخون. ودعت الحكومة الألمانية إلى إجراء تحقيق عاجل في الهجوم الذي يشتبه أنه استُخدم فيه غاز سام في شمال غرب سوريا ومحاسبة المسؤولين.

وقالت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، إنه مع فشل الأمم المتحدة بشكل متكرر في العمل بشكل جماعي، فإن بلادها ستكون على استعداد «لاتخاذ إجراءاتها الخاصة». وجاءت تصريحات المندوبة الامريكية، خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي حول تطورات هجوم خان شيخون، حيث قالت مصادر إن حصيلة الضحايا تجاوزت 100 قتيل.

واتهمت هيلي روسيا وإيران والحكومة السورية بأنهم «غير مكترثين» بتحقيق السلام في سوريا، مضيفة أنه لو كانت روسيا تحملت مسؤوليتها الكاملة لما بقي لدى الحكومة السورية أسلحة كيميائية لتستخدمها، حسب تعبيرها.

ومن جانبه، هدد مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة بفرض عقوبات جديدة على دمشق بعد هجوم خان شيخون الكيميائي، إذا استخدمت روسيا حق الفيتو ضد مشروع القرار الغربي بهذا الشأن.

وعلى الرغم من عدم تأكيد الأمم المتحدة بأن الهجوم الكيميائي نُفذ من الجو، قال رايكروفت إنه لا يوجد في سوريا طرف باستثناء الحكومة السورية يمتلك السلاح الذي تم الكشف عن آثاره في مكان الهجوم، مشددا على مقتل نحو مئة شخص بهذا السلاح.

وتابع قائلا: «كافة الدلائل تشير إلى نظام الأسد. ويمثل استخدام السلاح الكيميائي جريمة حرب… ندعو روسيا للانضمام إلينا وإدانة هذا الهجوم».

وحمل رايكروفت روسيا المسؤولية عن الوضع الراهن، معيدا إلى الأذهان أن موسكو وبكين قد استخدمتا حق الفيتو ضد مشروع قرار سابق طرحته الدول الغربية لمعاقبة دمشق على خلفية الهجمات الكيميائية المزعومة. واعتبر أن الأسد يهين روسيا بجرائمه الجديدة لكونها تتحمل مسؤولة خاصة عن الوضع الميداني.

وأضاف أنه في حال استخدمت روسيا حق الفيتو مجددا ضد مشروع القرار البريطاني الفرنسي الأمريكي المطروح في مجلس الأمن، فالاتحاد الأوروبي مستعد لاتخاذ مزيد من الخطوات الأحادية لمعاقبة دمشق.

بدوره قال مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر إنه من غير المستبعد أن يُطرح مشروع القرار حول هجوم خان شيخون للتصويت اليوم. وشدد على أن روسيا باعتبارها من الدول الضامنة لاتفاقية الهدنة في سوريا تتحمل مسؤولية خاصة عن تطورات الأوضاع في سوريا.

وأدانت مصر، أمس الأربعاء، «القصف العشوائي» الذي تعرضت له بلدة خان شيخون في شمال غرب سوريا، مؤكدة على «أهمية التسوية السياسية للأزمة السورية» التي دخلت عامها السابع.

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن مصر «تدين القصف العشوائي الذي تعرضت له بلدة خان شيخون في مدينة إدلب السورية، والذي أسفر عن سقوط عشرات الضحايا والمصابين، من بينهم عدد كبير من الأطفال الأبرياء» من بدون توجيه أصابع الاتهام لأي طرف في الهجوم الذي يرجح أنه كيميائي. ويتهم الغرب النظام السوري بالوقوف وراءه.

وأشارت الخارجية إلى أن «المشاهد المؤلمة إنسانياً، وغير المقبولة، التي تناقلتها وسائل الإعلام جراء هذا القصف، تؤكد مرة أخرى أهمية دعم التسوية السياسية للأزمة السورية في أسرع وقت على أساس قرارات الشرعية الدولية».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، وفقاً لما ذكرته وكالة «فارس» الأربعاء، إن بلاده «تدين بشدة أي استخدام للسلاح الكيميائي، أيا كان المنفذون أو الضحايا». وأكد قاسمي ضرورة «نزع الأسلحة الكيميائية من الجماعات المسلحة الإرهابية» في سوريا حيث تدعم إيران نظام الرئيس بشار الأسد.

وأدانت الحكومة الأردنية أمس الأربعاء «الجريمة المروعة»، وقال محمد المومني، وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، إن «هذه الجريمة المروعة يجب ان تضع المجتمع الدولي بأسره امام مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية لتحديد مرتكبيها ومحاسبتهم».

وأجمع ناشطون، على وسائل التواصل الاجتماعي، على أن الطيار التابع لجيش الأسد، والذي ارتكب مجزرة خان شيخون في ريف إدلب، الثلاثاء، يدعى العقيد محمد يوسف حاصوري.

وأكد الناشطون أن العقيد حاصوري هو قائد سرب طائرات «سوخوي» في مطار الشعيرات، وأن لطائرته التي قصف فيها خان شيخون بصواريخ السلاح الكيميائي، رمزاً هو «قدس1».

وعلى الرغم من أنه لم تتأكد هذه المعلومات، إلا أن صفحات ناشطين أبرزت معلومات إضافية عن العقيد قاصف إدلب بصواريخ الكيميائي، وقالت إنه من مدينة تلكلخ إلا أنه مقيم في محافظة حمص، مؤكدة أنه يقيم هناك في حي يدعى السكن الشبابي.

 

ناشطون سوريون: مجزرة «الكيميائي» في خان شيخون… شرعنة دولية لإبادة الشعب في سجل حملات الأسد الدموية… والأطفال الخاسر الأكبر

هبة محمد وعبد الرزاق النبهان

دمشق ـ الحسكة ـ «القدس العربي»: أدى تجاهل مجزرة الغوطتين الغربية والشرقية في صيف 2013، والقفز فوق التحقيق، وتمييع مهمة اللجنة التي شكلها مجلس الأمن في آب/أغسطس من العام نفسه لتحديد المسؤول عن ارتكاب الجريمة في قتل مئات المدنيين والأطفال بغاز السارين، إلى استباحة بشار الأسد لدماء السوريين دون أن يحسب حساباً لرادع او محاكمة، وفي الطرف النقيض كانت الارتدادات وحالة اليأس قد تملكت السوريين داخل حدود البلاد الجغرافية وفي بلاد الشتات، فغالبيتهم اليوم، بات يجزم بأن تضاعف الجرائم واستخدام الكيميائي مجدداً في خان شيخون، كان بمباركة المجتمع الدولي، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وروسيا.

المحلل العسكري محمد خير العطار قال في تصريح لـ «القدس العربي»، «عندما امتنعت بعثة الأمم المتحدة، المعنية بالتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، عن تحديد الجهة التي قامت بالجريمة، برغم إصدارها تقريراً مفصلاً عن الهجمة، والتي وقعت أثناء وجود الفريق ذاته في دمشق، وأكد التقرير حينها وقوع الهجوم بغاز السارين، بدون أي ادانة لبشار الأسد، ثم بعد ذلك وبتوجيه من روسيا والولايات المتحدة تم الاكتفاء بقرار مجلس الأمن الذي يقضي بإزالة أسلحة النظام الكيميائية كبديل عن التحقيق معه، ودون معاقبته كونه الجهة التي نفّذت الهجمات، عزز لدى بشار الأسد إمكانية الإفلات من العقاب، بالرغم من أن جريمته في قتل الأبرياء بالغازات السامة، هي جريمة ضد الإنسانية، ولا تسقط بالتقادم أو الاتفاقات السياسية».

وأضاف المتحدث العسكري «الائتلاف بأعضائه المنشغلين بأمورهم الشخصية، مهمش دولياً وغير فعال، وفصائل الجيش الحر غير قادرة على التوحد وغير مستعدة على تمثيل الشعب السوري ككتلة سياسية، فأين دور الأحزاب السياسية التي تشكلت من صلب الثورة، أفرادها سوريون مثقفون على الغالب، مهتمون بالشأن العام، يجب ان يكون لهم رأي واضح، لماذا لا تعلن هذه الأحزاب بكونها الخيار الأمثل في الوقت الراهن، وممثلة للشعب، بياناً مشتركاً تعبر من خلاله عن تطلعات الشعب السوري وترفض اعتبار غيرها ممثلاً له، وتكشف للعالم الجرائم التي يرتكبها الأسد بحق الأهالي والمدنيين».

بشار الأسد رئيس النظام السوري، بات حسب المحلل العسكري، «رئيس عصابة يمتلك امكانيات دولة، وربيب مجتمع دولي متعام عن جرائمه، كي يستخدمه كمخلب ينفذ من خلاله أجندات قذرة، وإلا لما سكت الرؤساء وملوك العرب والعالم عن مجزرة خان شيخون الكيميائية، ليخرج النظام السوري متشدقاً، وينفي علاقته بها نفياً قاطعاً».

أما الدكتور إياد الصطيف من أبناء الغوطة الشرقية، وهو أحد الشاهدين على كل من مجزرة الكيميائي في ريف دمشق قبل حوالي ثلاث سنوات ونيف، ومجزرة خان شيخون، قال في تصريح لـ «القدس العربي»، «القصف على ريف أدلب بالكيميائي مشابه تمام لقصف الغوطة الشرقية والغربية من حيث النقاط التالية، توقيت القصف عند ساعات الفجر الأولى، عندما يكون الهواء ساكناً، ومستوى الرطوبة منخفض، والناس نيام، وطرق المواصلات قليلة، فعندها تتعرض الكوادر الطبية والمدنية لإرباك شديد لا تستطيع التعامل معه بمهنية، وبالتالي عدد الضحايا كبير، إضافة إلى نوع الغاز السـام المستـخدم وهـو غاز السـارين».

وذهب الطبيب وشاهد العيان إلى ان «تركيز المادة السامة في بلدت ريف دمشق كان أشد، حيث استخدم النظام السوري حينها أربعة صواريخ على عين ترما وزملكا وعربين، فيما كان مجموع الصواريخ المستخدمة وقتها 18 صاروخًا أطلقت من البحوث العلمية، ومنطقة بانوراما حرب تشرين، وهو متحف عسكري في مدينة دمشق تسيطر عليه قوات النظام، ومن مطار المزه العسكري، فأصابت زملكا، وعين ترما، ودوما، ومعضمية الشام، توفي قرابة 1500 من المصابين الذين بلغ عددهم 9900 مصاب تم توثيقهم بإصابات متنوعة، وبلغت نسبة الأطفال والنساء 67 في المئة من المتوفين، أما في ريف ادلب اليوم فقد قتل حوالي 170 شخصاً، فيما زادت الاصابات عن 1000، وتم قصفهم بالطائرات، مؤكداً أن العامل المشترك في الجريمتين والهجومين بالكيميائي، هو أن الأطفال الأكثر تضرراً، وعدد الشهداء منهم هو الأكبر»، حسب تقديراته.

وأكد العقيد خالد الأسعد لـ «القدس العربي»، «أن هدف مجزرة خان شيخون هو ارسال رسالة واضحة للفصائل العسكرية للمعارضة السورية المسلحة من قبل النظام السوري والروسي بعدم تجاوز الخطوط الحمراء التي تجاوزتها خلال الفترة الماضية بفتح جبهات عدة ضد قوات الأسد التي تكبدت خسائر كبيرة».

وحسب رأيه «فإن استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي من أجل ارتكاب مجزرة مروعة بحق الأطفال والنساء دليلاً على حصوله على الضوء الأخضر من قبل التحالف الدولي الذي لديه جميع المعلومات حول حركة الملاحة للطيران الحربي الذي يحلق في سماء الأراضي السورية».

ويوافق عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري محمد يحيى مكتبي رؤية الأسعد حيث أكد أن «نظام الأسد يلجأ إلى هذا الأسلوب القذر بعدما ما تعرضت قواته إلى خسائر فادحة كما حصل في المعارك الأخيرة ما بين درعا وأرياف دمشق وحماة، مما يدل على ضعف نظام الأسد، ما أدى إلى استخدامه للسلاح الكيميائي بعد تهالك وضعف قواته بشكل واضح».

وأضاف لـ «القدس العربي»، «أن بداية الحراك الثوري في سوريا كان شعار شبيحة النظام ، «الأسد أو نحرق البلد»، لكن يبدو اليوم من خلال التصريحات الأخيرة يريد النظام القول: الأسد وسنحرق البلد والشعب، ما يعني أن هذه الجرائم المروعة هدفها الأساسي إخضاع الشعب السوري والعودة إلى ما يسميه حضن الوطن وهذا لن يكون بكل الأحوال».

وأشار مكتبي إلى أن استهداف خان شيخون «كان مقصوداً بهدف ضرب الحاضنة الشعبية للفصائل العسكرية، خاصة أن نقطة الاستهداف كانت منطقة مكتظة بالأهالي النازحين من ريف حماة الشمالي الذين هربوا من البراميل المتفجرة».

أما المحلل والباحث في الشؤون السياسية أحمد غنام فيرى ان أي عمل عسكري كبير بتوقيت زمني يمثل رسالة ذات أبعاد متعددة، فمجزرة خان شيخون جاءت بعد تفجير محطة المترو في بطرسبورغ ، وتزامنت مع انعقاد مؤتمر دولي يحدد ملامح الدعم الدولي لمستقبل سوريا برعاية الاتحاد الأوروبي، وانتهاء الجولة الخامسة من المفاوضات «الجنيفية» والتي حشرت النظام ضمن السلال الأربع وفي مقدمتها العملية الانتقالية التي طالما تهرب منها.

وأضاف: «أمريكا كانت قد أدلت بتصريحات متناقضة تخص مستقبل الأسد وأولويات إدارة ترامب في سورياوالتي حددتها بمحاربة الإرهاب الداعشي والقاعدة دون الخوض في مستقبل الرئيس الأسد، مع التأكيد على محاربة النفوذ الإيراني في سورياواليمن والمنطقة العربية بالعموم، كل هذه العوامل مجتمعة دفعت بالنظام لإرتكاب هذا العمل الإجرامي والذي يستهدف فهم طبيعة وعمق الموقف الأمريكي وردود الأفعال المتوقعة ومدى تطابقها وموقف إدارة أوباما السيئ الذكر، وأوضح غنام أن توافق الرؤية بين الجانب الروسي والأمريكي والغربي (التحالف) في مواجهة تلك القوى والعمل على تصفيتها، أدى إلى استغلال نظام الأسد مشاعر الكراهية التي يكنّها بوتين لتلك القوى خاصة بعد تفجير بطرسبورغ والذي شكل صفعة قوية لبوتين في الداخل الروسي، حيث تعمل المعارضة الروسية على استغلاله ومحاولة الضغط على القيصر المجرم من أجل إضعافه وإخراج القوات الروسية من سوريا».

ويعتقد غنام أن إحدى الرسائل التي أراد الأسد أن يوجهها للشعب الروسي، «أن محاربة الإرهاب في سوريا والتي يعتبرها بوتين بمثابة خط الدفاع الأول عن موسكو هو قرار بوتيني صائب ولا بد من دعم التواجد الروسي في سوريا لكي لا يطال روسيا تشظياته وإرتداداته المتوقعة التي خطت بدم وأرواح الأطفال والأبرياء من أبناء الشعب السوري، لافتاً إلى أن سكوت دول العالم المنعدم يمثل سقوطاً أخلاقياً وإنسانياً في غاية الوضاعة والخسة».

 

المعارضة تكذِّب روسيا حول هجوم خان شيخون… وبريطانيا وفرنسا تجددان الدعوة لرحيل الأسد… العالم يدين المجزرة «الكيميائية»… ومطالب دولية وعربية بمحاسبة المتورطين

عبد الحميد صيام

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: وصفت المعارضة السورية امس الاربعاء ما أعلنته روسيا عن أن القصف الذي وقع أمس في خان شيخون في إدلب وأسفر عن مقتل العشرات كان يستهدف مستودع ذخيرة تابعاً لمسلحي المعارضة يحتوي على أسلحة كيميائية بأنه «أكذوبة».

وقال عبد الحكيم بشار نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض في مؤتمر صحافي نقله التلفزيون في اسطنبول «هناك من يدعي أن النظام السوري قصف مستودعاً للأسلحة، وهذا كذب»، دون أن يذكر روسيا بالاسم. وأكد أن مخاطر «النظام السوري» على شعبه أكبر من أي جهة أخرى. كما طالب بتطبيق الفصل السابع على النظام السوري، متسائلا «إذا لم يطبق هذا الفصل في سوريا، فأين يطبق؟».

وأكد المتحدث باسم «أحرار الشام» (فصيل معارضة)، محمد أبو زيد، أن المنطقة المستهدفة بالأسلحة الكيميائية في ريف إدلب، هي سكنية يقطنها مدنيون، نافياً أي تواجد عسكري للمعارضة فيها.

وقال إن«المنطقة المستهدفة سكنية، يقطنها مدنيون محليون ومهجرون من مناطق أخرى، والصور التي خرجت للإعلام تظهر ذلك». وتابع «الموقع المستهدف عبارة عن بيوت للمدنيين لم يُشاهد فيه أي تواجد عسكري».

وعزا المتحدث استهداف المنطقة بأسلحة كيميائية إلى محاولة النظام كسر عزيمة قوات المعارضة بعد التقدم الذي أنجزته بريف محافظة حماة (غرب)، في الآونة الأخيرة.

وعن الوضع في المنطقة قال أبو زيد: «حالة من الهلع اجتاحت نفوس سكان منطقة خان شيخون وبعض البلدات المجاورة،ما أدى إلى خروج سكان المنطقة من منازلهم إلى مناطق أخرى وحدودية خشية من تكرار القصف». ووصف الهجوم الكيميائي بـ»عملية تهجير أخرى نشهدها لكن بأسلوب آخر».

 

رحيل الأسد هو الحل

 

وجددت بريطانيا وفرنسا امس الاربعاء دعوتهما لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد بعد هجوم يشتبه أن يكون بسلاح كيميائي شنته دمشق وقتل عشرات الأشخاص في منطقة تسيطر عليها المعارضة.

وتحدث وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون ونظيره الفرنسي جان مارك إيرو خلال مؤتمر دولي عن سوريا عقده الاتحاد الأوروبي في بروكسل في محاولة لدعم محادثات السلام المتعثرة بين الأسد وخصومه. وقال جونسون «هذا نظام همجي جعل من المستحل بالنسبة لنا أن نتخيل استمراره كسلطة على الشعب السوري بعد انتهاء هذا الصراع.» وقال إيرو إن الهجوم كان اختباراً لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وكان مصير الأسد المدعوم عسكريًا وسياسيًا من روسيا وإيران هو العقبة الأساسية أمام إحراز تقدم في المحادثات. والحرب دائرة منذ أكثر من ست سنوات وقتلت 320 ألف شخص وشردت الملايين وتركت المدنيين يواجهون أوضاعا إنسانية صعبة للغاية.

وقال أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة «الحاجة للمساعدات الإنسانية وحماية المدنيين السوريين لم تكن قط أكبر مما هي عليه الآن. والمناشدة الإنسانية لأزمة واحدة لم تكن قط أكبر من ذلك». وتطلب الأمم المتحدة ثمانية مليارات دولار هذا العام للتعامل مع الأزمة واجتماع بروكسل من المتوقع أن يسفر عن تعهدات جديدة بالمساعدة. وقال غوتيريش «كنا نطالب بالمساءلة عن جرائم ارتكبت وأنا على ثقة من أن مجلس الأمن سيتحمل مسؤولياته.»

وتلقي الدول الثلاث اللوم على الأسد في الهجوم. وقالت روسيا إنها تعتقد أن الغاز السام تسرب من مستودع أسلحة كيميائية تابع للمعارضة بعد قصف سوري مما يتيح المجال أمام صدام دبلوماسي في مجلس الأمن.

ولم يوضح ترامب، في إدانته للأسد، كيف سيرد.وجاء الهجوم بعد أسبوع من قول وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون وسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي إن اهتمامهما ينصب على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وليس على إبعاد الأسد عن السلطة.

 

مشروع قرار مجلس الأمن

 

وحصلت «القدس العربي» على مسودة مشروع القرار المقدم من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة في جلسة مجلس الأمن التي عقدت امس، وقد تأكد أن السلاح الكيميائي (غاز السارين) قد استخدم عن طريق طائرة مروحية وأدت إلى مقتل أكثر من 67 شخصاً من بينهم نساء وأطفال.

يدين مشروع القرار الهجوم على خان شيخون ويصر على أن المسؤولين عن هذه الجريمة يجب أن يمثلوا أمام العدالة، ويؤكد المجلس على دعمه الكامل للجنة التحقيق المستقلة المنبثقة عن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وألية التحقيق المشتركة (جيم) ويطالبهما بتقديم نتائج تحرياتهما بأقصى سرعة ممكنة.

يطالب مشروع القرار الحكومة السورية بالتعاون مع لجنة التحقيق وآلية التحقيق المشتركة حسب ما جاء في قرارات مجلس الأمن السابقة وخاصة القرارين 2118 و2235 واللذين يطالبان الأطراف كافة بالتعاون مع لجنة التحقيق وآلية التحقيق المشتركة والسماح لهما بتنفيذ الولاية المناطة بهما. كما يطالب مشروع القرار الحكومة السورية بما يلي:

ـ خطط الطيران وسجل الرحلات والمعلومات المتعلقة كافة بالحركة الجوية يوم 4 نيسان/أبريل 2017.

ـ كافة أسماء الأشخاص المكلفين بقيادة أسراب الطائرات المروحية.

ـ ترتيب لقاءات مع كبار الضباط وأي رتب عسكرية أخرى خلال خمسة أيام من تسلم طلب باللقاء.

ـ السماح الفوري لوصول موظفي لجنة التحقيق وآلية التحقيق المشتركة للقواعد الجوية التي يعتقد أن الهجمات بالسلاح الكيميائي قد انطلقت منها.

كما يطالب مشروع القرار الأمين العام بتقديم تقرير خلال ثلاثين يوما من اعتماد القرار.

ويتوقع المراقبون هنا أن الإتحاد الروسي لن يؤيد مشروع القرار وقد يطلب تأجيل التصويت عليه. فقد أعلن مصدر رسمي روسي أن «مشروع القرار سيئ» وهذا يعني إما استخدام الفيتو أو المطالبة بإدخال تعديلات جوهرية عليه.

 

تنديد وصدمة دولية وعربية

 

ولقي الهجوم الكيميائي الذي تعرضت بلدة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي في سوريا الثلاثاء، إدانات دولية واسعة امس الاربعاء، ومطالبات بمحاسبة المتورطين بارتكابه.

وبهذا الخصوص، أدانت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند، الهجوم ووصفته بـ «البربري»، وقالت «تلقينا بغضب كبير أخبار الهجوم الكيميائي الذي أسفر عن مقتل أطفال بشكل قاس». وأضافت في بيان صادر عن وزارتها أمس «على الرغم من أنه لم تتضح بعد جميع الحقائق المتعلقة بالهجوم، إلا أنه يتشابه مع ما يقوم به النظام الوحشي الذي سبق له أن استخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه».

وفي تصريحات له، أدان وزير خارجية كازاخستان خيرات عبد الرحمانوف، الهجوم الكيميائي على خان شيخون، وقال إن بلاده «تعرف جيداً ما يترتب على استخدام مثل هذه المواد». وأشار إلى أن كازاخستان كانت لسنوات طويلة مسرحاً لتجارب نووية.

وقال رئيس الوزراء الاسترالي مالكولم تيرنبول، إن حكومته «تدين بأشد العبارات الممكنة الهجوم بالأسلحة الكيميائية على خان شيخون». وأضاف تيرنبول في بيان صدر عنه امس، أن استخدام الأسلحة الكيميائية «بغيض وغير قانوني»، مشدداً على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الهجوم. كما أعربت الحكومة النيوزيلندية اليوم، عن إدانتها للهجوم على خان شيخون ودعت إلى محاسبة المتورطين فـيه.

ودعا وزير خارجية نيوزلندا، موراي ماكوللي، في بيان نشر على موقع الحزب الوطني النيوزيلندي، إلى فتح تحقيق شامل في الهجوم. وأيضًا حلف الشمال الأطلسي (ناتو)، شجب الهجوم الكيمياوي، مشيرًا أن «هذا ثالث تقرير يردهم حول استخدام هذه الأسلحة البربرية في الشهر الأخير لوحده».

أمّا النائب الأول لرئيس وزراء الكويت وزير الخارجية، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، فوصف الهجوم بـ»المجزرة البشعة»، مطالباً بـ»تقديم المسؤولين عن مثل تلك الجرائم إلى العدالة».

وطالب الصباح في كلمته أمام المؤتمر الدولي بشأن سورية المنعقد في بروكسل، المجتمع الدولي بضرورة تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة بحماية الشعب السوري، والعمل على وضع حد لدوامة العنف وسفك الدماء في سوريا التي تلقي بظلالها على المنطقة والعالم أجمع.

الخارجية المصرية بدورها، أدانت بأشد العبارات «القصف العشوائي (..) الذي أسفر عن سقوط عشرات الضحايا والمصابين، من بينهم عدد كبير من الأطفال الأبرياء».

وقالت في بيان، إن «المشاهد المؤلمة إنسانياً، وغير المقبولة، التي تناقلتها وسائل الإعلام جراء هذا القصف، تؤكد مرة أخرى أهمية دعم التسوية السياسية للأزمة السورية في أسرع وقت على أساس قرارات الشرعية الدولية».

وكذلك حركة «النهضة» التونسية وصفت الهجوم، بـ»الجريمة البشعة»، كما اعتبرته «جريمة حرب وإرهاب دولة بحق الشعب السوري».

ودعت «النهضة» في بيان أصدرته امس، إلى «محاسبة مرتكبي الجريمة، وتحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته من أجل وقف الهجمات والانتهاكات»، لافتةً إلى أن الدلائل تشير إلى «مسؤولية النظام (السوري) في هذا الهجوم المروّع. «

 

الأردن يدين ويطالب بمحاسبة مرتكبيها

 

ودانت الحكومة الأردنية امس الاربعاء «الجريمة المروعة» التي وقعت في خان شيخون بمحافظة ادلب في سوريا. وقال محمد المومني، وزير الدولة لشؤون الإعلام محمد المومني، الناطق الرسمي باسم الحكومة، ان «هذه الجريمة المروعة يجب ان تضع المجتمع الدولي بأسره امام مسؤولياته الإنسانية والاخلاقية لتحديد مرتكبيها ومحاسبتهم».

واضاف في بيان ان «مثل هذه الافعال اللاإنسانية البشعة واستمرار العنف واستهداف الأبرياء المدنيين ايا كانت دوافعها ومبرراتها، تؤكد من جديد الحاجة إلى ايجاد حل سياسي للازمة السورية».

وأكد على «ضرورة تكاتف جميع الأطراف الإقليمية والدولية في ادانتها لهذه الافعال الاجرامية وتطبيق القوانين والمواثيق الدولية لوقف استخدام الاسلحة غير التقليدية واسلحة الدمار الشامل فضلاً عن الحاجة إلى وقف كافة اشكال العنف في سوريا والمنطقة بصورة عامة».

 

سفير السعودية: التخاذل الدولي شجَّع النظام على جريمته

 

وقال السفير السعودي في الأردن وغير المقيم في سوريا، خالد بن فيصل بن تركي آل سعود، إن «الهجوم الوحشي الذي شنته طائرات بشار الأسد بالسلاح الكيميائي المحرم دولياً صباح الثلاثاء على خان شيخون في ريف ادلب، ناجم عن تخاذل دولي، شجَّع النظام السوري على القيام بجريمته الخسيسة». وفي تصريح خاص للأناضول، شدد السفير السعودي أن «هذه العملية الوحشية ضد الشعب السوري تبرهن لكل من يرى شرعية هذا النظام بأنه يفقد إنسانيته وأهليته السياسية والوطنية».

واضاف أن «الشعب السوري المغلوب على أمره ما يزال يدفع ثمن حريته بالموت والتشريد أمام صمت دولي مشين يتفرج ببرود على ضحايا نظام الاسد دون ان يحرك ساكناً».

وذكر السفير بموقف بلاده الذي يؤكد بأنه ليس للأسد مكان في مستقبل سوريا الجديدة.

وبين بأن «الجهات الداعمة عسكرياً وسياسياً للنظام تتحمل مسؤولية قتل الشعب السوري بالسلاح المحرم دولياً».

 

المعارضة: التصريحات الأمريكية حول مصير الأسد تتيح له «ارتكاب المزيد من الجرائم»

 

وأعلن مسؤول في المعارضة السورية الاربعاء ان التصريحات الاخيرة للادارة الأمريكية حول مصير الرئيس بشار الاسد «تعطي فسحة للنظام لارتكاب المزيد من الجرائم»، وذلك غداة هجوم خان شيخون.

وقال عبد الحكيم بشار نائب رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضةالسورية» في مؤتمر صحافي في اسطنبول «حتى الان هذه الادارة لم تفعل شيئاً بل بقيت متفرجة وفقط قامت بتصريحات تعطي فسحة للنظام لارتكاب المزيد من الجرائم». وقال بشار في المؤتمر الصحافي ان «خطورة النظام على الشعب السوري اكبر من اي جهة اخرى مثل جبهة النصرة (التي تعرف الان بجبهة تحرير الشام) وداعش». وتابع «طالما هذا النظام موجود لا يمكن هزيمة الإرهاب حتى لو تم القضاء على النصرة وداعش سيخلق النظام منظمات اخرى ليقول للعالم اما انا او الإرهاب».

وجدد المتحدث التأكيد على ان النظام مسؤول عن هجوم الثلاثاء في ادلب متسائلا «أي مجرم في هذا العصر يفوق اجراما عن الاسد ؟ لا اعتقد انه بعد الحرب العالمية الثانية وجرائم التطهير العرقي في البلقان يوجد اي جهة اخرى غير النظام السوري تمارس مجازر مثل البوسنة والهرسك».

 

إيران تندد بشدة وغزة تضامن

 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي وفقاً لما ذكرته وكالة «فارس» الاربعاء ان بلاده «تدين بشدة أي استخدام للسلاح الكيميائي، أيا يكن المنفذون او الضحايا». وأكد قاسمي ضرورة «نزع الاسلحة الكيميائية من الجماعات المسلحة الإرهابية» في سوريا حيث تدعم إيران نظام الرئيس بشار الأسد.

وشارك العشرات من الفلسطينيين في قطاع غزة، امس الاربعاء، في وقفة احتجاجية، استنكارا للهجوم الكيميائي الذي تعرضت له بلدة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي في سوريا. ورفع المشاركون في الوقفة التي دعت لها الكتلة الإسلامية (الذراع الطلابية لحركة حماس)، لافتات كُتب على بعضها: «خان شيخون يختنق»، «أطفال سوريا يموتون».

وعبّر المشاركون في الوقفة التي نظّمت داخل الجامعة الإسلامية في مدينة غزة، عن «رفضهم للمجازر الدموية التي تعرضت لها بلدة خان شيخون.

وقال محمد السلطان، رئيس مجلس الطلبة في الجامعة الإسلامية في كلمة له على هامش الوقفة «نقف اليوم لنعبر عن غضبنا واستنكارنا لما يجري في سوريا». وأضاف:» أطفال ونساء وشيوخ سوريا يتعرضون لإبادة جماعية وسط صمت دولي وعربي». وطالب السلطان، المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان «بالتحرك العاجل لوقف نزيف الدماء في سوريا، وإنهاء معاناة سكانها».

 

أبو الغيط: هجوم إدلب «جريمة كبرى وعمل بربري»

 

ندد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية امس الاربعاء بهجوم يشتبه أنه شُن بأسلحة كيميائية وأسفر عن مقتل عشرات بينهم أطفال في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا. وقال في بيان صحافي نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط إن «استهداف وقتل المدنيين بهذه الوسائل المحرمة يعتبر جريمة كبرى وعملاً بربرياً.» وأضاف «من قام به لن يهرب من العقاب ويجب أن يلقى جزاءه من قبل المجتمع الدولي طبقا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.»

 

«المجلس التركماني»: ادعاء امتلاك المعارضة أسلحة كيميائية استغفال للعالم

 

وقال أسامة سولاق، رئيس مكتب المجلس التركماني السوري (المعارض) في ولاية هطاي، إن»ادعاء امتلاك (المعارضة السورية) أسلحة كيميائية في وقت لا يملك فيه الناس حتى مسحوق الغسيل والتنظيف يضع العالم في صورة المغفل». وأوضح سولاق أن النظام السوري «قتل الأبرياء خلال ساعات الصباح بشكل بطيء».

وتابع في السياق: «لم يبق سلاح لم يستخدمه ولم يجربه النظام على الشعب، إذ يستخدم البراميل المتفجرة يوما، والقنابل العنقودية في يوم آخر، وتارة يستخدم الصواريخ البالستية ثم الأسلحة الكيميائية. وكلها أسلحة محرمة». مضيفاً «مرة أخرى النظام يقتل الشعب بالأسلحة الكيميائية، فيما تصرح روسيا بقصف مخزن أسلحة كيميائية للمعارضة. الكل يعلم أن الفاعل هو نظام الأسد، واليوم سيعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة بشأن الهجوم، غير أنه لن يتخذ أي قرار». ولم يعطِ سولاق أية أهمية لاجتماع مجلس الأمن، معتبراً إياه «شكلياً».

 

البابا «مصدوم» بالهجوم

 

وقال البابا فرنسيس امس الاربعاء إن الهجوم بما يشتبه أنه هجوم بأسلحة كيميائية في سوريا صدمه ووصفه بأنّه «مجزرة غير مقبولة» بحق المدنيين الأبرياء. وقال البابا أمام عشرات الآلاف الذين تجمعوا في ساحة القديس بطرس لعظته الأسبوعية «نحن مصدومون بسبب الأحداث الأخيرة في سوريا.» وعبر البابا عن «استنكاره الشديد للمجزرة غير المقبولة التي وقعت أمس (الثلاثاء)» مضيفًا أنه يصلي من أجل «الضحايا العزل وبينهم الكثير من الأطفال.» وناشد البابا «ضمائر أولئك الذين بيدهم السلطة السياسية على المستويين المحلي والدولي كي تنتهي هذه المآسي.»

 

تركيا: تشريح الجثث أثبت استخدام الكيميائي في خان شيخون

أنقرة ــ العربي الجديد

أكدت تركيا، اليوم الخميس، استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية في خان شيخون بريف إدلب، وذلك بعد عمليات تشريح لجثث عدد من القتلى، بمشاركة ممثلين عن منظمة الصحة العالمية، بينما دعت فرنسا إلى محاكمة رئيس النظام، بشار الأسد، باعتباره مجرم حرب.

وقال وزير العدل التركي، بكر بوزداغ، اليوم الخميس، إنّ بلاده تأكّدت من استخدام أسلحة كيميائية، نتيجة تشريح جثث قتلى سقطوا في الهجوم على بلدة خان شيخون، بريف محافظة إدلب، شمالي سورية، الثلاثاء الماضي.

وبلغ عدد قتلى القصف الكيميائي الذي نفّذته طائرة حربية تابعة للنظام السوري، صباح الثلاثاء، في مدينة خان شيخون بريف إدلب، نحو 150، في إحصائية غير رسمية، فيما تجاوز عدد المصابين 300، بينهم حالات حرجة.

وقال بوزداغ، خلال تصريح للصحافيين في ولاية قيريق قلعة، وسط تركيا، وفق ما أوردت وكالة “الأناضول”، إنّه “تمّ التأكد من استخدام أسلحة كيميائية، نتيجة تشريح جثث 3 ضحايا سقطوا في الهجوم على بلدة خان شيخون بريف محافظة إدلب السورية، أمس الأول، ونُقِلوا من إدلب إلى ولاية أضنة، جنوبي تركيا”.

وأضاف الوزير التركي أنّه “بمشاركة ممثلين عن منظمة الصحة العالمية ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، انتهت عملية تشريح الجثث، التي أكدت من الناحية العلمية، استخدام نظام بشار الأسد الأسلحة الكيماوية في خان شيخون”.

من جانبه، أكّد المدعى العام في ولاية أضنة، في بيان، تعرض الجثث القادمة من مدينة خان شيخون للسلاح الكيماوي، مبيناً أنه “تم نقل جثث كل من أسماء الحسن (35 عاماً)، وسعيد حسين (26 عاماً)، ومحمد عواد (25 عاماً)، إلى مدينة أضنة لتشريحها، وذلك بعد فقدانهم لحياتهم إثر تعرضهم لهجوم في الرابع من إبريل/نيسان”.

 

وأضاف: “وبحسب الدلائل الأولية القادمة من عمليات التشريح، فقد تعرضت هذه الجثث لغاز كيميائي أدى إلى اختناقها. تم إرسال عينات أنسجة وبلازما وبول وأخرى من الرئة والجلد إلى كل من مستشفى غولهانة (مستشفى عسكري في مدينة أنقرة)، وإدارة الطب الشرعي، كما تم إعطاء عينات لممثلين عن كل من منظمة الصحة العالمية ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية التابعتين للأمم المتحدة”.

وفقد ما يقارب مئة شخص حياتهم في الهجوم الذي نفذته مقاتلات تابعة للنظام، يوم الثلاثاء، في مدينة خان شيخون التابعة للنظام، وأدت إلى إصابة 400 آخرين، تم نقل 32 منهم إلى ولاية هاتاي (لواء إسكندرون) الحدودية لاستكمال العلاج، لكن ثلاثة منهم فقدوا حياتهم في المستشفيات التركية.​

وقال المسؤولون الأتراك، وفق ما أوردت وكالة “أسوشييتد برس”، إنّه تم نقل ما يقرب من 60 مصاباً بالهجوم إلى تركيا لتلقي العلاج، وأن ثلاثة منهم لقوا حتفهم.

وجرت عملية تشريح جثث ثلاثة سوريين من قتلى الهجوم الكيماوي، بحضور وفد من منظمة الصحة العالمية، في ولاية أضنة، جنوبي تركيا. واستمرت العملية، التي جرت ليلة الأربعاء الخميس، ثلاث ساعات، على جثث السوريين الثلاثة، ومن بينهم امرأة. كما حضر العملية النائب العام في الولاية، وخبراء في الطب العدلي، ومسؤولون آخرون.

ن جهة أخرى، شدّد وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، اليوم الخميس، على أنّه “سيأتي يوم يحكم فيه القضاء الدولي على بشار الأسد الذي يرتكب مجزرة بحق شعبه”.

وقال إيرولت، ردّاً على أسئلة شبكة “سي نيوز” الإخبارية، حول هجوم خان شيخون السورية، إنّه “يجب ألا تبقى هذه الجريمة بدون عقاب، في مطلق الأحوال”.

وأضاف، وفق ما أوردت وكالة “فرانس برس”، أنّه “جرت تحقيقات، وتمّ تشكيل لجان في الأمم المتحدة. ستكون هناك محاكمة، باعتباره (بشار الأسد) مجرم حرب”.

وعلّق إيرولت على سعي الأمم المتحدة من أجل التصويت على قرار في مجلس الأمن يدين الهجوم، فقال إنّ “فرنسا تريد التوصّل إلى قرار بعد ما حصل”. لكنّه أضاف أنّ “هذا صعب، لأنّنا حتى الآن كلما قدّمنا قراراً، كان هناك الفيتو الروسي، المدعوم أحياناً بالفيتو الصيني.. لكن يجب أن نتعاون، لأنّه من الواجب وقف هذه المجزرة”.

إيرولت دعا لمحاكمة الأسد كمجرم حرب (أدريان دينيس/فرانس برس)

ورداً على سؤال عما إذا كانت فرنسا ستنضم إلى أي عمل عسكري محتمل بشأن سورية، قال إيرولت إنّ أولوية بلاده لا تزال السعي إلى حل دبلوماسي.

ومضى قائلاً إنّ “المرحلة الأولى هي التصويت على قرار، وقبل أي شيء إعادة بدء مفاوضات السلام في جنيف. يجب ألا نتحرّك من أنفسنا، بحجة أنّ الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) ربما غلى الدم في عروقه، ونصبح متأهّبين للحرب”.

وقال الوزير الفرنسي إنّه “يجب التوصّل إلى إدانة الأسلحة الكيماوية، والتحقيق لمعرفة ما الذي حصل فعلياً، معرفة أي أسلحة استُخدمت، وأي مواد، والتصرّف بحيث يتوقف ذلك”.

وأرجأ مجلس الأمن الدولي، في ختام جلسة طارئة، أمس الأربعاء، للبحث في هجوم خان شيخون، التصويت على مشروع قرار غربي يدين الهجوم، ويطالب النظام السوري المتهم بشنّه، بالتعاون مع التحقيق.

وأوردت “فرانس برس” نقلاً عن دبلوماسيين، أنّ التصويت على مشروع القرار الذي قدّمته واشنطن ولندن وباريس، قد يتم اعتباراً من الخميس، لكن دبلوماسيين آخرين أفادوا، مساء الأربعاء، بأنّ روسيا قدمت مشروع قرار بديلاً، لا يتضمن دعوة النظام السوري تحديداً إلى التعاون مع التحقيق.

 

هكذا استفاق السوريون على مجزرة خان شيخون

ريان محمد

لم تكن الساعة قد بلغت السادسة والنصف صباحاً بعد، عندما استفاق أهالي بلدة خان شيخون في ريف إدلب على صوت انفجارات صادرة من الحي الشمالي في البلدة. وكما اعتادوا طوال السنوات الماضية، فمع كل صوت انفجار سيكون هناك المزيد من الضحايا المحتاجين للمساعدة، لكن هذه المرة كانت مختلفة، فالمشهد كان صادماً مع وجود عشرات الأشخاص على الأرض، وآخرين يتهاوون، لا يبدو عليهم أثر لدماء أو جروح.

يروي الناشط في خان شيخون هاني قطيني، في حديث مع “العربي الجديد”، تفاصيل ما حصل صباح ذلك اليوم الأسود، والذي سجّل سقوط أكثر من 100 قتيل و500 جريح، بغارات بالسلاح الكيماوي على تلك البلدة، مع استمرار ارتفاع أعداد الضحايا لليوم الثاني على التوالي.

 

يقول قطيني إنه “صباح يوم الثلاثاء، وبحسب ما استطعنا توثيقه، قامت طائرة حربية من نوع سيخوي 22 تابعة للنظام، بالإغارة على البلدة ورمت أربع قنابل مظلية، وعقب انفجارها توجه الدفاع المدني والناشطون وعدد كبير من الأهالي، لمساعدة الأهالي، وكان المشهد مرعباً، الناس يتساقطون في الشوارع وكأنهم يختنقون، ويخرج من أفواههم الزبد. بعض الأشخاص الذين توجهوا إلى مكان القصف باكراً تعرّضوا للتسمم وسقطوا أمامنا، لقد كان مشهداً مروّعاً ومخيفاً جداً”. ويتابع “كان هناك أشخاص في الشارع يرتعشون وقد خرج الزبد من أفواههم، وهناك أشخاص، خصوصاً الأطفال داخل المنازل في المنطقة، لم يستيقظوا من نومهم”.

ويشير إلى أن “المسعفين استخدموا الكمامات البسيطة، فنحن لا نمتلك أقنعة واقية من الغازات السامة، وحاولنا أن نساعد أهالي المنطقة عبر إسعافات أولية ونقلهم إلى النقاط الطبية والمستشفيات في إدلب وقسم منهم تم نقلهم إلى تركيا بعد أن غصت المستشفيات بالمصابين”، مؤكداً أن “الغالبية العظمى من الضحايا كانوا من الأطفال والنساء وكبار السن، إذ تغص المنطقة المستهدفة بالسكان من الأهالي والنازحين”.

 

ويلفت إلى أن القصف استهدف “منازل مدنيين في مساحة تُقدّر بأقل من كيلومتر مربع واحد، إذ لا يوجد بينها أي مقر أو مكتب لأي فصيل مسلح، فخان شيخون بالكامل خالية من المقرات منذ أكثر من عام ونصف العام بطلب من المدنيين، إذ تم إخراجها لكي لا تكون حجة للنظام ليستهدف البلدة بطائراته وصواريخه”.

 

ويلفت إلى أن “حالة كبيرة من الفوضى صاحبت عملية إخلاء المنطقة، إذ كان الهدف الرئيسي نقل الضحايا إلى أقرب نقطة طبية، فقد توزّع المصابون على نحو 10 نقاط ومستشفيات طبية، وكان هناك أشخاص يبحثون عن عائلاتهم بجنون، هناك عائلات وزّعت على أكثر من مكان ومنهم من كان بين القتلى”. ويرى أن “هدف القصف الوحيد هو الانتقام من المدنيين فقط، بسبب هزائم النظام وحلفائه أخيراً، وإلا ما هو الهدف من قصف المدنيين بالغازات السامة والجميع يعلم أنه لا وجود لأي مسلحين؟”، لافتاً إلى أن “الفزع والرعب الشديدين ما زالا مسيطرين على الأهالي، في حين أن الكثير من العائلات نزحت إلى المزارع والمناطق المحيطة بالبلدة، خوفاً من تجدّد استهداف البلدة”.

ونشر العديد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي قصصاً عن الأشخاص الذين فقدوا عائلاتهم، مثل عبد الحميد اليوسف الذي جرى تداول صورته وهو يحتضن طفليه المقتولين، وقد فقد قرابة 20 شخصاً من عائلته في مجزرة خان شيخون ومن بينهم زوجته وطفلاه التوأم، والصيدلاني عماد محمد قدح الذي فقد زوجته بقذيفة العام الماضي، ولحقها هو وأمه وأطفاله الثلاثة وأخوه وأولاده الثلاثة وزوجته جرّاء مجزرة الكيماوي.

من جهته، يوضح المجلس المحلي لمدينة خان شيخون، لـ”العربي الجديد”، أن الهجوم استهدف منازل مدنيين، موضحاً أن أحد الصواريخ سقط وسط الشارع، وصاروخاً ثانياً وسط منزل لا يبعد عن النقطة الأولى سوى 200 متر، والصاروخ الثالث يبعد عنه نحو 400 متر، أما الرابع فيبعد 800 متر.

ويشير إلى أن “الطيران الحربي استهدف أيضاً ظهر الثلاثاء عقب ساعات قليلة من المجزرة، المستشفى الوحيد في البلدة، والذي خرج عن الخدمة، فلم يعد لدينا أي إمكانية لمعالجة أي مريض بسبب خروج كل مستشفيات المنطقة من الخدمة بسبب استهدافها من قبل الطيران الحربي هذا الأسبوع وآخرها مستشفى المعرة المركزي”، لافتاً إلى أن “المدينة أصبحت منكوبة صحياً، إذ لا يوجد فيها غير مركز للرعاية الصحية الأولية، ولا توجد لدينا إمكانات لتجهيز أي مكان أو شراء معدات”، مضيفاً أنه “لم يسقط أي شهداء في قصف المستشفى، إذ تم إسعاف المصابين بالكيماوي إلى خارج المدينة بعد الإسعافات الأولية مباشرة، وبالنسبة للكادر الطبي أيضاً لم يصب أحد بأذى”.

 

ويوضح المجلس أنه “لم يتم توثيق معظم الحالات بسبب كثرة الإصابات والوفيات، إلا أن عدد الإصابات وصل في نقطة واحدة إلى 200 وعدد القتلى إلى 25 وكان أكثر من 70 في المائة من القتلى أطفال، وفي نقطة أخرى 40 إصابة و3 قتلى، وفي نقطة ثالثة 20 إصابة و4 قتلى، وفي نقطة رابعة 20 إصابة وقتيل، وفي نقطة خامسة 17 قتيلاً، وفي نقطة سادسة 10 قتلى”. ويشير إلى أن “معظم الحالات الخطرة تم تحويلها إلى تركيا عن طريق معبر باب الهوى لعدم توفر شواغر في أقسام العناية المشددة في أي من مستشفيات الشمال السوري، بسبب انشغالها بمصابي الهجوم الكيماوي، في وقت لا يتوفر في جميع النقاط الطبية القريبة من منطقة القصف أي من مقومات التعامل مع هذه الإصابات من حمامات الماء وخيم العزل إلى الأوكسجين بكمية كافية والأتروبين والبيرالودكسيم”.

 

ستّ سنوات وحيّ القابون ثائر

ريان محمد

عمره من عمر دمشق التي تعدّ من بين أقدم العواصم المأهولة في العالم. هو حيّ القابون الذي يبعد نحو أربعة كيلومترات عن قلب العاصمة السوريّة في اتجاه الشرق، والذي كان يُعدّ جزءاً من الغوطة الشرقية لكثرة أشجاره. ومع التوسع العمراني في منتصف القرن الماضي، اتصل الحيّ بدمشق وأصبح أحد أحيائها المكتظة. لا يُعرف عن أهله اهتمام بالسياسة، لكنّهم يتميّزون بطبيعة ريفية لا تقبل الظلم ولا الذلّ. وقد تكون تلك الطبيعة وراء التحاقهم بالحراك المناهض للنظام منذ انطلاق الشرارة في درعا في عام 2011.

 

“القابون حيّ دمشقي يمثل بوابة دمشق الشرقية”، بحسب عضو المكتب الإعلامي لحيّ القابون، قصي عبد الباري. يضيف لـ “العربي الجديد” أنّ تلك البوابة “متمثلة بأوتوستراد دمشق – حمص الذي يجتاز أراضي الحيّ المقدّرة مساحته بنحو خمسة كيلومترات مربّعة. أمّا عدد سكانه قبل عام 2011 فكان يقدّر بنحو 80 ألف نسمة، نصفهم من أهالي محافظات أخرى، وفدوا إلى العاصمة السورية بحثاً عن لقمة العيش”. ويلفت عبد الباري إلى أنّ “أهالي الحيّ بمعظمهم كانوا يعملون في الصناعات التقليدية من نجارة وحدادة، بالإضافة إلى الزراعة، في حين كانت قلة من الموظفين والعسكريين”. إلى ذلك، يقول إنّ “كثيرين هم الأطفال الذين كانوا يتسرّبون من المدارس للعمل. بالتالي، نسبة التعليم لم تكن مرتفعة، ولذلك أسباب اقتصادية واجتماعية”.

 

ويؤكّد عبد الباري أنّ “أهالي الحيّ في المجمل أناس بسطاء، غير منتمين إلى أحزاب ولا إلى تجمّعات سياسية. لكنّهم كانوا كارهين للنظام القابض على السلطة في سورية، وكان لديهم إحساس بأنّه يكرههم. لذلك، كان الأهالي بمعظمهم غير منتسبين إلى حزب البعث الحاكم، ولم يشاركوا كذلك في أيّ انتخابات رئاسية كانت أم برلمانية”. بالنسبة إليه، فإنّ ذلك “يعود إلى الاستملاكات الواسعة لمنازل وأراضي الأهالي، الأمر الذي تسبّب بتهجير كثيرين منهم، بحجّة المصلحة العامة. لكنّ ذلك كان في مقابل تعويضات بخسة لا تساوي قيمتها الحقيقية”.

 

وعن انخراط أهالي الحيّ في الحراك المناهض للنظام الذي بدأ في البلاد عام 2011، يوضح عبد الباري أنّ “حيّ القابون من المناطق الأولى التي شهدت تظاهرات بعد درعا. وقد خرجت أولاها نصرة لدرعا من أمام مقبرة القابون في مارس/ آذار من عام 2011، بعد المجزرة التي استهدفت مسجد العمري في درعا”. ويقول: “أتذكر كيف تدخّل حينها رئيس مخفر القابون وحاول فضّ التظاهرة، لكنّ الأهالي طردوه وأكملوها. وقد تتالت التظاهرات، لا سيما في أيام الجمعة. وفي كلّ واحدة منها، كان يسقط شهيد أو شهيدان، حتى وقعت مجزرة في جمعة “أسرى الحرية” في يوليو/ تموز من عام 2011، راح ضحيّتها 17 شهيداً من جرّاء إطلاق النار على المتظاهرين”. يضيف: “عقب المجزرة، اجتاح النظام الحيّ وشنّ حملة اعتقالات واسعة طاولت أكثر من ألف شاب، وقد نصب حينها حواجزه لثلاثة أيام. أفرج عن المعتقلين تباعاً، في حين أبقى دوريات أمنية متحركة في الحيّ حتى بداية عام 2012 عندما راحت تندلع مواجهات معه”.

 

يذكر عبد الباري أنّ “النظام حاول في يوليو/ تموز من عام 2013 السيطرة على الحيّ، لكنّه فشل. وهو ما دفعه في فبراير/ شباط من عام 2014 إلى الدخول في اتفاق لوقف إطلاق نار”. ويكمل أنّ “عدد الشهداء الذين سقطوا في حيّ القابون قدّر حتى نهاية عام 2016 بأكثر من 1500 شهيد، منهم 300 شهيد سقطوا خلال وقف إطلاق النار، من جرّاء عمليات القنص المتواصلة. وفي حين لا تتوفّر إحصاءات لعدد الجرحى، يبلغ عدد المعتقلين الموثقة أسماؤهم أكثر من 400 معتقل”.

 

في السياق، يقول عبد الباري إنّ “اليوم، بعد الحملة العسكرية الأخيرة على الحيّ، لم يتبقّ أحد من المدنيين الذين كانوا قد استقروا فيه عقب وقف إطلاق النار، والبالغ عددهم 16 ألف مدنيّ. هؤلاء كانوا قد نزحوا من جرّاء القصف الذي استهدف المناطق المجاورة، فيما دمّر الحيّ بالكامل تقريباً”. ويشير إلى أنّ “ما لم يدمّر في عام 2013 دمّر في الحملة العسكرية الأخيرة على الحيّ”.

 

أوضاع مزرية

“الوضع الإنساني اليوم في حيّ القابون مزرٍ”. هذا ما يؤكّده عضو المكتب الإعلامي للحيّ قصي عبد الباري لـ “العربي الجديد”. ويشرح الناشط أنّ “المواد الطبية المتوفّرة قليلة جداً، بسبب استهداف مشفى الحياة وخروجه عن الخدمة في فبراير/ شباط الماضي. من جهتها، المواد الغذائية شحيحة فيه”.

 

مشاهد من خان شيخون.. القاتل دمر المستشفيات قبل المجزرة

عمار الحلبي

حوالي 48 ساعة مضت على مجزرة خان شيخون في ريف إدلب، التي ارتكبتها طائرة حربية تابعة لنظام الأسد صباح الثلاثاء، ولا تزال تبعاتها مستمرة حتى اللحظة، إذ تتزايد أعداد الإصابات، ويرفض المسؤولون إعطاء حصيلة نهائية، بسبب وجود ضحايا جدد مع مرور الوقت.

ويقول وزير الصحة في الحكومة المؤقتة محمد فراس الجندي لـ “العربي الجديد”، إن “الوضع زاد سوءاً بسبب استهداف الطيران مشفى الرحمة بمدينة خان شيخون بعد المجزرة، الأمر الذي صعّب عملية الإسعاف أكثر على الفرق الطبية”.

ويضيف الجندي أنه تزامناً مع استهداف مشفى الرحمة استهدفت الطائرات مشفى مدينة سلقين في ريف إدلب الشمالي، ما أسفر عن سقوط 30 ضحية أخرى.

وازدادت معاناة المدنيين مع هذه المجزرة والقصف الذي تبعها، وهرع الناس ليدفنوا موتاهم الذين كان بينهم أكثر من 30 طفلاً لا يعرفون ما هو الكيمياوي تحديداً، لكنهم قتلوا ظلماً.

وفي حصيلة أولية، يوضح الجندي أن عدد القتلى فاق الـ 75 وأكثر من 560 إصابة، جميعهم من المدنيين، ويقول إن الرقم مرشّح للارتفاع حتماً، فعائلة آل اليوسف على سبيل المثال، قُتل منها وحدها 30 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال.

ويبرز الوزير أن النظام كان قد أخرج المشفى المركزي في مدينة معرّة النعمان عن الخدمة بشكلٍ كامل، بعد قصفه بالطائرات الحربية، لافتاً إلى أن هذا المشفى هو أكبر مشافي الشمال السوري، وأنه لم لو يُستهدف لكان ساعد كثيراً في استقبال أعداد كبيرة من المدنيين المصابين وسهّل العمل على الفرق الطبية.

وتشير مصادر طبية وفرق إسعاف في محافظة إدلب لـ”العربي الجديد”، إلى أن المجزرة والظروف الطبية التي أحاطت بها تشيران إلى أن النظام كان يخطط لاستهداف المنطقة بغازات سامة، وبالتزامن يمنع المدنيين قدر الإمكان من الحصول على الإسعافات والعناية الطبية ليسقط أكبر عدد ممكن من القتلى.

علاء القاسم، وهو أحد مدنيين خان شيخون الذين شهدوا ظروف المجزرة يقول لـ “العربي الجديد”: إنه وجد أحد أصدقائه من المصابين مع زوجته”، ويضيف: “كنتُ متوجها لأحاول إسعافه ففوجئت بأنه فارق الحياة، فيما كانت زوجته تلفظ الزبد من فمها بعد الاستهداف.

ويُتابع علاء: “أعيش هنا في خان شيخون منذ اندلاع الثورة وعاصرت كل أحداث الشمال السوري، لكنني لم أر مثل هول مجزرة الكيمياوي هذه، لقد كان المدنيون يركضون بالجثث في شوارع المدينة في مشهد تجمّدتُ أمامه من دون أن أتمكّن من فعل شيء إلّا محاولة إسعاف من لم يتوفوا بعد.

في إحدى المغارات التي حوّلها النازحون إلى ما يُشبه المنزل، عثرت فرق الإنقاذ في الدفاع المدني على 4 جثث صباح أمس الأربعاء، بعد 24 ساعة من مجزرة الكيمياوي.

يقول وزير الصحة في الحكومة المؤقتة الذي كان حاضراً خلال العثور عليهم، إن المدنيين الأربعة كانوا نازحين من منطقة صوران في ريف حماة، واختبأوا داخل المغارة ظنّاً منهم أن القصف روتيني، لكن الغاز تسرّب إلى حجرتهم وأرداهم قتلى نتيجة الاختناق.

” data-width=”466″>

ويضيف: “كل المشافي العامة والخاصة وحتى الميدانية ونقاط الإسعاف والمستوصفات في عموم محافظة إدلب استقبلت مصابي المجزرة”، لافتاً إلى أن المصابين لم يقتصر إسعافهم في خان شيخون ومحيطها، وإنما تم نقلهم لمناطق أخرى في الشمال السوري”.

وتوضح الناشطة الإعلامية ميرنا حسن لـ”العربي الجديد”، أن مشافي مدينة إدلب وتلمنس ومعرة النعمان ومناطق أخرى في ريف المحافظة، وصل إليها عشرات المصابين الذين لم يحالفهم الحظ بالحصول على العلاج في خان شيخون، بينما نُقلت 50 حالة إلى الجانب الطبي، توفي بعضهم في حين يعيش بعضهم حالياً في العناية المركّزة بالمشافي التركية.

وزير الصحة محمد فراس الجندي، لم يفارق المنطقة منذ اندلاع المجزرة، يتحدث عن مشاهداته لـ “العربي الجديد” قائلاً: “دخلنا إلى أحد المشافي وشاركنا في إسعاف المصابين، لقد كانت حالات الاختناق تتكدّس في ممرّات المستشفى وعلى الأدراج وفي مداخل المشفى وطاولاته”.

ويضيف: “حيثما التفت كنت أجد أشخاصاً يحتاجون إلى إسعاف، بعضهم كان قد فقد الوعي وآخرون كانوا بوعيهم”، موضحاً أن المشهد داخل المشفى كان يعبّر عن أقسى المجازر التي شهدتها البلاد.

ويبيّن أنه زار مكان سقوط الصاروخ الذي يحمل الأسلحة الكيمياوية، واطلع على الحفرة التي أحدثها وأخذ عينة من التراب والحشائش من محيط المكان، موضحاً أن رائحة الغازات لا تزال منبعثة من مكان سقوط الصاروخ حتى الآن، فيما هناك العديد من الحيوانات كالقطط والعصافير كانت قد لفظت أنفاسها نتيجة استنشاقها الغازات السامة ذاتها.

ومن خلال تشخيص الجندي الأولي فإن المظاهر التي كانت واضحة على المرضى، شملت “حالات اختناق وغياباً للوعي وتهيّجاً عصبياً واختلاجاً وخروج الزبد من الفم وتضيّقاً في حدقات العين أو هبوطاً في الضغط” مؤكّداً أن جميع هذه الحالات تدل حتماً على استهداف المنطقة بغاز السارين.

وعن طرق العلاج التي تم استخدامها، أشار إلى أن الفرق الطبية وعناصر الدفاع المدني، يقومون بسكب كميات كبيرة من المياه فوق الشخص المصاب لتخفيف حدة الإصابة، ثم يتم إدخاله إلى المشفى ومنحه الأوكسجين ليتم البدء بمنحه العلاجات المطلوبة، وذلك وفقاً لدرجة إصابته وحدّتها، إذ يتم إعطاؤه أدوية وحقناً طبية من نوع توربين وكورتيزون، وعلاجات أخرى حسب حالته.

وحتى اللحظة لم تذهب آثار هذه المجزرة، حيث يبيّن نشطاء المدينة لـ”العربي الجديد” أن حالة نزوح واسعة شهدتها مدينة خان شيخون صباح اليوم لمن نجوا من الهجوم الكيمياوي، مؤكّدين في مقابلات فردية مع “العربي الجديد” أن معالم المدينة توضّح أن الموت يسكن داخلها.

 

تأجيل اتفاق المدن الأربع:حرب البيانات بين المعارضة/ خالد الخطيب

تأجل تنفيذ المراحل الأولى من اتفاق “المدن الأربع”؛ كفريا والفوعة في ريف ادلب، والزبداني ومضايا في ريف دمشق، بعدما كان مقرراً البدء فيها في 4 نيسان/أبريل 2017. الاتفاق تم التوصل إليه بعد مفاوضات مباشرة وطويلة برعاية قطرية، بين ممثلين عن إيران وعن “هيئة تحرير الشام” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” وبعض الفصائل المسلحة التي كانت تحت مظلة “جيش الفتح” سابقاً. وينص الاتفاق على إخلاء مدينتي الفوعة وكفريا الشيعيتين من سكانهما، مقابل خروج المسلحين وعائلاتهم من مدينتي الزبداني ومضايا. ويتضمن الاتفاق عدداً من البنود الخاصة بـ”وقف إطلاق النار” الذي يشمل عدداً من المناطق في إدلب وريف دمشق، وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية وإخراج معتقلين في سجون النظام.

 

الجدل الواسع الذي حصل بسبب اتفاق “المدن الأربع”، دفع وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، للخروج بتصريحات الأربعاء، أكد فيها أن الاتفاق قديم، يعود إلى العام 2015، وتم التوقيع عليه مرات ولم ينجح. وأكد الوزير محمد بن عبدالرحمن أن الاتفاق إنساني صرف ولا علاقة له بالمسار السياسي، وأضاف أنه يهدف إلى فك الحصار عن أكثر من 65 ألف مدني محاصرين في المدن الأربع، والدور القطري كان فقط ميسراً للاتفاق بين ممثلين عن النظام وحلفائه من جهة وممثلين عن المعارضة السورية المسلحة. وقال إنه تم تداول الكثير عن التغيير الديموغرافي لسوريا و”هذا الأمر مرفوض بالنسبة لنا، وكنا من أول المتحدثين عن أننا نريد الحفاظ على سوريا موحدة، ونرفض بشدة التغيير الديموغرافي وخصوصاً الممارسات الأخيرة التي تمت في الوعر وفي شرق حلب أو في داريا”. وأكد أن قطر “لن تكون مساهمة في أي تغيير ديموغرافي ولن نسمح بذلك”.

 

الناشط الإعلامي في بلدة مضايا علاء أسعد، أكد لـ”المدن”، أن اتفاق “المدن الأربع” ما زال قائماً، ولكن تم تأجيل العمل بالبنود الأولى له بسبب التطورات الأخيرة في الشمال السوري، والحملة العنيفة التي شنتها بعض أطياف المعارضة ضده. وقال أسعد: “ليس لدينا خيار آخر لإنهاء هذه المعاناة سوى العمل على إنجاح هذا الاتفاق، وأي محاولة لعرقلته من أطراف محسوبة على المعارضة ستكون كارثية، لآن الطرف الآخر، أي الإيرانيين، يربطون أي حل في الزبداني ومضايا ببلدتي كفريا والفوعة، ولا توجد أي عروض أخرى بديلة”.

 

وأضاف أسعد: “الناس هنا تنتظر بفارغ الصبر العمل على انجاز الاتفاق لأن الوضع الإنساني داخل مضايا أصبح لا يطاق في ظل الحصار المطبق. الناس هنا ممن قرروا البقاء لتسوية أوضاعهم، أو الذين قرروا الخروج إلى الشمال السوري، يريدون حلاً يخلصهم من المأساة اليومية التي يعيشونها، وكل المبررات التي تسوقها الأطراف الرافضة للاتفاق غير منطقية أمام هذه الحالة الإنسانية المعقدة”. وأشار علاء أسعد إلى أن ما تم ترويجه حول قبول سكان مضايا بالتهجير، كان بضغط من الفصائل، غير صحيح، وقال “جميع أهالي مضايا يرون أن تطبيق الاتفاق ضروري لإنهاء المأساة بأسرع وقت قبل أن يحصد الحصار المزيد من أرواح الأبرياء. ونتشارك مع أهالي الزبداني هذا الحصار والتطلعات لفكه، ويعتقد الناس هنا أنه كلما طالت مدة الحصار كلما دخلت الأزمة في طريق مسدود، وتعثر الحل وعطلته عوامل لم تكن بالحسبان”.

 

وأشار أسعد إلى الأزمات التي تعصف بالناس في مضايا: “في البداية كنا بأزمة الجوع ثم المرض النادر (كواشركور) الذي انتشر بين الأطفال، ثم السحايا، ثم بدأت معاناة أصحاب الأمراض المزمنة بسبب فقدان الأدوية رغم بساطتها. نحن ننتظر ونأمل إتمام العملية”.

 

والتقت بيانات كل من “المجلس المحلي” في الزبداني و”أعيان مضايا”، على استنكار الهجوم الذي تعرض له اتفاق “المدن الأربع” من قبل بعض أطياف المعارضة السياسية والمسلحة،  وأكد الطرفان على أن التصريحات والبيانات المنكرة لهذا الاتفاق تندرج في إطار المزاودة.

 

وقال “المجلس المحلي” في الزبداني في بيان نشر في “فايسبوك” في 2 نيسان/أبريل: “سمعنا من شخصيات عديدة في الائتلاف لقوى المعارضة أن هذا الاتفاق خيانة لمبادئ الثورة، وراحوا يعارضون الاتفاق وينعتونه بنعوت ما أنزل الله بها من سلطان ولا يتبجح بها إلا البعيد عن واقعنا والذي لا يشعر بمأساة أطفالنا ونسائنا”. وأضاف البيان: “هذه القوى لم تقدم أي دعم سياسي أو عسكري أو إنساني يذكر أثناء الحملة البربرية والحصار، ولم يبذلوا فعلاً حقيقياً لإيقاف الحملة أو لإدخال رغيف خبز واحد إلى أهلنا المحاصرين”. وأكد البيان: “إن المجلس المحلي لمدينة الزبداني يود أن يبين لهؤلاء المزاودين على دماء أهل الزبداني أن هذا الحصار الذي وضعنا بين فكيه هو نتيجة تخاذلكم وانجراركم وراء أهوائكم ومكاسبكم، وفي إطار هذه الحملة الشرسة على المدينة والعدد الكبير للعدو وكثافة التدمير والقتل، نادى أطفال ونساء وشيوخ الزبداني: واسلاماه، فلم يستجب لهذا النداء إلا إخواننا في جيش الفتح الذين فرضوا وقفاً لإطلاق النار، وأبرموا اتفاق الزبداني–الفوعة، أو ما يسمى اتفاق المدن الأربع بين جيش الفتح والطرف الإيراني”.

 

“مجلس أعيان” بلدة مضايا، أصدر بياناً مصوراً، الأربعاء، قال فيه: “لقد اتفقت الفعاليات الرسمية ضمن الحصار على قبول حل يحقن الدماء وينهي الحصار، ويغلق ملف هذه المعاناة والمأساة”، وأضاف: “المبادرة كانت على شكل اتفاق لإخراج من يريد الخروج من المقاتلين من داخل الحصار الذي تضمنه اتفاق الدوحة، فكانت المفاجأة بمهاجمة كبيرة لهذا الاتفاق من قبل أطراف لا يشعرون بمعاناة المحاصرين ولا يمثلونهم، ودون تقديم أي حل بديل، ولم يتعدَ هذا الهجوم عن كونه مزاودات إعلامية وتهييجاً عاطفياً لا يغني ولا يسمن من جوع”. وتابع مجلس أعيان مضايا: “وبناء على ما تقدم نؤكد قبولنا باتفاق الدوحة، والموافقة عليه كونه المخرج الوحيد المطروح لإنهاء هذا الحصار”. وردّ المجلس خلال حوار لاحق على أسئلة الناشطين، ومن جملة ما طرح سؤال عن ما إذا كانت العملية تهدف لإحداث تغيير ديموغرافي، فكان جواب المجلس بالنفي نظراً لعدم إجبار أهالي مضايا أو الزبداني على الخروج، فالاتفاق يشمل الراغبين بالخروج فقط، ولا تتجاوز أعدادهم 2500 شخص بينهم مقاتلون ومدنيون.

 

الردود الغاضبة من مجلسي “محلي” الزبداني و”أعيان مضايا” أتت رداً على بيانات أطراف في المعارضة، من بينها بيان “الهيئة العليا للمفاوضات” دعت فيه إلى إيقاف اتفاق “المدن الأربع”، واعتبرت أن هذا “الاتفاق باطل ويجب إلغاؤه”. بيان الهيئة الذي نشر في 2 نيسان/أبريل قال: “الاتفاق معادٍ للشعب السوري ومناقض للقانون الدولي الإنساني، ومعرقل للعملية السياسية التي تجري في مدينة جنيف السويسرية”. وأضاف بأنه يصب في مصلحة إيران و”حزب الله”، وهي “أطراف لها مصلحة في  التغيير السكاني وإحلال مجموعات محل أخرى على أساس طائفي”.

 

“الائتلاف الوطني” أيضاً عبّر عن رفضه الاتفاق، وقال إنه “مخطط إيراني”، وإنه “مشاركة في التغيير الديمغرافي، وخدمة لمخططات النظام الإيراني، من خلال الهيمنة على مناطق مأهولة وتغيير هويتها الاجتماعية والسكانية، ولن يتمكن أحد من إضفاء أي قدر من الشرعية على مخططات التهجير والتغيير الديمغرافية من خلال أي مناورة، سواء جرت برعاية روسية أو بتخطيط إيراني، أو استغلالاً لصمت دولي مخزٍ، أو تحت أي ذريعة أخرى”.

 

كما انتشر بيان باسم “الجيش السوري الحر”، بدا أنه غير رسمي لعدم وجود فصائل موقعة عليه كما جرت العادة، وتم التأكيد فيه على الإدانة المطلقة لمثل هذه الاتفاقات، وطالب الدول التي رعته ببيان موقفها بشكل واضح من ملابساته ونشر كامل تفاصيله، وطالب الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتدخل العاجل لإصدار قرار إدانة لهذا الاتفاق.

 

رئيس “المكتب السياسي” في “جيش الإسلام” محمد علوش، أدان الاتفاق واعتبره خيانة، في تغريدات في “تويتر”. وقال علوش: “ما زالت الحقائق تتكشف في علاقة إيران العضوية العميقة بالقاعدة، وهذه حلقة مهمة في هذه الخيانة، وأخطر ما فيها ليس إمارة إدلب، وإنما تعزيز الوجود الطائفي الصفوي الشيعي في دمشق وضواحيها بعد تهجير المسلمين السنة منها”.

 

الناشط الإعلامي عبدالكريم ليلى، قال لـ”المدن”، إن تسريب بنود الاتفاق كان لجس نبض الرأي العام، وعندما لاقى رفض شعبياً، ورفضاً من عدد من أطياف المعارضة تم استبعاد الفكرة حالياً وربما تم التأجيل. وأشار ليلى إلى أن الضغط لرفض الاتفاق حصل بشكل أكبر من قبل المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية، وظهر ذلك جلياً في خطاب “جيش الإسلام” والموالين له في مواقع التواصل الاجتماعي، وتحول الرفض للشارع الذي شهد مظاهرات رافضة في دوما وغيرها من مدن الغوطة الشرقية.  ويرى ليلى أن الاتفاق الذي يضمن إفراغ كفريا والفوعة مقابل الزبداني ومضايا يعني بقاء الغوطة تحت رحمة النظام، وخسارتها لأي ملف ضغط يحميها من عملية وحشية متوقعة.

 

وأشار ليلى إلى أن اتفاق “المدن الأربع”، سوف يعزز من امكانات النظام العسكرية في محيط الغوطة. فعدد المقاتلين الشيعة في كفريا والفوعة يتجاوز 7 آلاف مقاتل، وهم على كفاءة قتالية عالية، وسوف يشكلون عامل ضغط إضافي على الغوطة. ويقول ليلى: “يرى أهل الغوطة أنه بمجرد تطبيق اتفاق المدن الأربع فإن حرب استنزاف ستكون بانتظارهم والتهجير لن يكون إلا بشروط النظام وداعميه”.

 

المعارضون الرافضون للاتفاق يقولون أيضاً إنه بمجرد تنفيذ الاتفاق، فسيتم سحب ورقة مهمة من يد المعارضة، الأمر الذي سيسرع استهداف إدلب، وبدء معركة واسعة للنظام وحلفائه ضدها بتغطية روسية أكثر فعالية.

 

طيف واسع من المعارضة يرى أن لا حلّ إلا بتطبيق اتفاق “المدن الأربع”، وكما هو يصب في مصلحة النظام وحلفائه، أيضاً سوف تستفيد منه المعارضة لإنهاء معاناة المحاصرين في الزبداني ومضايا، وكذلك سيتمكن آلاف مقاتلي المعارضة المشاركين في حصار الفوعة وكفريا من توجيه طاقاتهم باتجاه مناطق وجبهات أخرى.

 

لا يمكن الجزم في ما إذا كان الاتفاق سيبقى حياً، على الرغم من التطورات التي تحصل في إدلب على خلفية التغيّر المحتمل في السياسة الأميركية الذي تلى استهداف النظام مدينة خان شيخون بالأسلحة الكيماوية. وفي الوقت نفسه، سيبقى المحاصرون في مضايا والزبداني بانتظار أي بادرة تعيد لهم الأمل بقرب تنفيذ اتفاق “المدن الأربع” الذي تحالفت كل الظروف لتأجيله، لتستمر معاناتهم إلى أجل غير مسمى.

 

ترامب يغيّر موقفه من الأسد..وتيلرسون يحذّر موسكو

صعّدت الولايات المتحدة الأميركية من لهجتها ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وحذّرت حليفه الأبرز روسيا من الاستمرار في دعمه، واعتبر الموقف الأميركي الجديد الأقوى للإدارة الأميركية منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

 

وحذّر وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، ليل الأربعاء، روسيا من أن “الوقت قد حان فعلاً” لكي تعيد التفكير في مواصلة دعمها لنظام الأسد. وقال تيلرسون للصحافيين في وزارة الخارجية “لا يساورنا أي شك في أن النظام السوري بقيادة بشار الأسد هو المسؤول عن هذا الهجوم المروع” الذي استهدف خان شيخون في ريف إدلب وأدى إلى مقتل نحو 84 شخصاً في حصيلة جديدة أصدرتها الهيئات الإغاثية والدفاع المدني في إدلب.

 

وقبل حديثه للصحافيين، شدد تيلرسون في بيان أصدره عقب الهجوم الكيماوي على خان شيخون، الثلاثاء، على وجوب محاسبة الأسد على الهجمات الكيماوية التي يشنها نظامه، وحض روسيا وإيران على منع حليفهما من شن تلك الهجمات. وقال إن “من يستخدم اسلحة كيماوية لمهاجمة شعبه يبرهن عن ازدراء جوهري بالكرامة الانسانية ويجب أن يحاسب”، داعياً “روسيا وايران مرة جديدة إلى ممارسة نفوذهما على النظام السوري لضمان عدم تكرار مثل هذا الهجوم الوحشي”.

 

ومن شأن تصريحات تيلرسون أن تفرض حالة من الترقب مع اقتراب موعد زيارته الأولى إلى موسكو، منذ توليه وزارة الخارجية، يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين.

 

الرئيس الأميركي دونالد ترامب شنّ هجوماً عنيفاً على نظام الأسد أيضاً، ووعد برد أميركي على الهجوم الكيماوي، الذي اعتبره بمثابة “إهانة للإنسانية”. وقال ترامب من البيت الأبيض خلال مؤتمر صحافي عقده في أعقاب محادثات مع العاهل الأردني عبدالله الثاني، إن “هذا الهجوم على أطفال كان له تأثير كبير علي. هذه الافعال المشينة التي يرتكبها نظام الأسد لا يمكن القبول بها”، والضربة الكيماوية “تجاوزت خطوطاً كثيرة”.

 

وأضاف ترامب “موقفي من سوريا والأسد تغير بوضوح (…) ما حصل غير مقبول بالنسبة إلي”، ولدى سؤاله عمّا يمكن أن تفعله الولايات المتحدة، أو إن كان يفكر في تحرك عسكري، قال إن إدارته في حال قررت اتخاذ أي خطوات فإنها لن تعلن عنها مسبقاً، وأضاف “سنرى”.

 

في غضون ذلك، أرجأ مجلس الأمن الدولي في ختام جلسة طارئة عقدها الاربعاء بطلب من واشنطن ولندن وباريس، التصويت على مشروع قرار يدين النظام السوري في أعقاب الهجوم الأخير على إدلب.

 

ورجّح دبلوماسيون أن يطرح مشروع القرار على التصويت، الخميس، وسط مشاورات ومفاوضات تجريها الدول الغربية مع موسكو، التي اعتبرت أن مشروع القرار غير مقبول ومن شأنه أن يهدم ما تم التوصل إليه في محادثات جنيف وأستانة.

 

مؤتمر بروكسل يعد السوريين والمجتمعات المستضيفة بـ6 مليارات دولار

اختتم في العاصمة البلجيكية بروكسل، الأربعاء، المؤتمر الدولي حول مستقبل سوريا، بوعود قدمتها الدول المانحة بتأمين مساعدات إنسانية بقيمة ستة مليارات دولار إلى السوريين والدول المستضيفة للاجئين خلال عام 2017. كما دان المجتمعون في بيانهم الختامي الهجمة الكيماوية على خان شيخون في ريف إدلب.

 

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني في ختام الاجتماع، إن نحو 70 دولة ومنظمة اجتمعت في بروكسل، أدانت “استخدام الحكومة وداعش (تنظيم الدولة الاسلامية) الاسلحة الكيماوية” و”الهجمات على خان شيخون”. وأضافت “يجب أن يتوقف على الفور استخدام أي شخص وفي أي مكان، للأسلحة الكيماوية”.

 

وتعهّدت الدول المشاركة بتقديم 3,73 مليار دولار للفترة بين 2018 و2020. كما وافق مانحون ومؤسسات مالية على تقديم نحو 30 مليون دولار على شكل قروض بفوائد متدنية، بحسب ما أعلن المنظمون في بيان.

 

وقال وزير الخارجية الفرنسية جان-مارك ايرولت، إن “موسكو تعترف بحصول عمليات تحليق. إنها طائرات سورية وهي بالتالي طائرات روسية (الصنع)، هي التي أطلقت الصواريخ (الكيماوية على خان شيخون)”. وأضاف “لذلك، لا شك في مسؤولية النظام السوري”. وتابع “لا يمكننا غض الطرف وأن نقول في آن واحد إن المعاهدات الدولية (التي تحظر استخدام الاسلحة الكيميائية) مطبقة، وعندما تنتهك، نتصرف كأن شيئاً لم يحصل”، في حين قال وزير الخارجية البريطانية بوريس جونسون، إن “كل الأدلة التي رأيتها توحي بأن نظام الاسد… استخدم اسلحة غير مشروعة عن سابق تصور وتصميم ضد شعبه”.

 

وتقدر الأمم المتحدة أنها في العام الحالي بحاجة إلى 8,1 مليارات دولار لتمويل برامجها للمساعدة الإنسانية، منها 4,7 مليارات للاجئين السوريين والمجموعات التي تستقبلهم في بلدان المنطقة، وفي مقدمتها لبنان والأردن.

 

كيماوي الاسد في مجلس الأمن:واشنطن تلوّح بتحرك أحادي

رفضت روسيا مشروع قرار قدمته باريس ولندن وواشنطن، يتهم نظام الرئيس السوري بشار الأسد بقصف مدينة خان شيخون بغازات سامة، ما أودى بحياة 72 مدنياً اختناقاً، واعتبرت أن النص “غير مقبول”.

 

واستبقت وزارة الخارجية الروسية الاجتماع الطارىء لمجلس الأمن بالتهديد باعتراض القرار، وقالت المتحدة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا، إن “النص المطروح غير مقبول على الاطلاق”، مضيفة أنه “يستبق نتائج التحقيق ويشير بشكل مباشر إلى المذنبين” قبل التأكد من مسؤوليتهم عن الهجوم.

 

وشهدت الجلسة مواجهات بين مندوبي الدول التي قدّمت مشروع القرار وبين المندوب الروسي ونائب المندوب السوري. وندد السفير الفرنسي في الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر في مجلس الامن بـ”جرائم حرب، وبجرائم حرب على نطاق واسع، وبجرائم حرب بأسلحة كيماوية”، في حين قال السفير البريطاني ماتيو ريكروفت، إن روسيا قد تستخدم حق النقض (فيتو) ضد القرار عند اعتماد صيغته النهائية وطرحه على التصويت، ما يعني “أنهم يمضون مزيداً من الوقت في الدفاع عمن يصعب الدفاع عنه”.

 

وقالت السفيرة الأميركية لدى المنظمة الدولية نيكي هيلي، إنه “عندما تفشل الأمم المتحدة بشكل دائم في واجبها بالتصرف بشكل جماعي… فهناك أوقات في حياة الدول نكون فيها مضطرين للتحرك من تلقاء أنفسنا”. واتهمت روسيا بأنها “تكرر نفس الروايات المغلوطة لإبعاد الأنظار عن نظام الأسد”، واعتبرت أنها “اتخذت خياراً غير أخلاقي ولولا ذلك لما استخدم النظام السوري السلاح الكيماوي”.

 

وأضافت هيلي في تصريحات وصفت بأنها الأقوى ضد روسيا “كم من الأطفال يجب أن يموتوا بعد لكي تبدي روسيا اهتماما بالأمر؟”. وتابعت “إذا كانت روسيا تملك التأثير الذي تدعيه في سوريا، فعليها أن تستخدمه”.

 

وبحسب ما أفادت وكالة “فرانس برس”، فإن مشروع القرار يدين الهجوم الذي يعد ثاني أكبر اعتداء بمواد كيماوية تشهده سوريا منذ بدء النزاع الذي دخل عامه السابع. ويطالب أيضاً منظمة حظر الاسلحة الكيماوية بإجراء تحقيق في أسرع وقت ممكن. كما يطلب المشروع من دمشق أن تُسلّم المحققين خطط الطيران وكل المعلومات المتعلقة بالعمليات العسكرية التي كان يقوم بها الطيران حينها. ويهدد مشروع القرار بفرض عقوبات بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

 

من جهة ثانية، قالت منظمة الصحة العالمية، إن هناك “مؤشرات تتناسب مع التعرض لمواد عضوية فوسفورية، وهي فئة من المواد الكيميائية تشمل غازات أعصاب سامة”، فيما أكدت منظمة أطباء بلا حدود أن أعراض بعض الضحايا “تظهر التعرض لعنصر سام من نوع غاز السارين”، على غرار “حريق في العيون وتشنج في العضلات وتقيؤ”. وأشارت إلى أن فريقها “تمكن أيضاً من الوصول إلى مستشفيات أخرى تولت أمر الضحايا، ولاحظ أن رائحة كلور قوية تتصاعد منهم ما يوحي أنهم تعرضوا لهذا العنصر السام”.

 

وفي وقت بررت موسكو هجوم خان شيخون في ريف إدلب بالقول إن الطيران السوري استهدف مستودعاً خزّن فيه “الإرهابيون مواداً سامة”، دانت طهران “أي استخدام للسلاح الكيماوي أياً كان المنفذون”. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي بعد “نزع السلاح الكيميائي من الحكومة السورية (…) فإن تجاهل الحاجة إلى نزع السلاح الكيماوي من الجماعات المسلحة الإرهابية يسيء إلى آلية نزع سلاح سوريا”.

 

وكانت واشنطن قد أصدرت عبارات تنديد قوية بعد أيام من اللغط والتناقض في مواقف مسؤولي الإدارة الأميركية حيال الرئيس السوري، لكن نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عبدالحكيم بشار، اعتبر أن تلك التصريحات “تعطي فسحة للنظام لارتكاب مزيد من الجرائم”. وقال بشار خلال مؤتمر صحافي في أنقرة “حتى الآن هذه الادارة لم تفعل شيئاً بل بقيت متفرجة”، في حين قال رئيس المكتب السياسي في “جيش الاسلام” محمد علوش، إن “الحل الحقيقي في سوريا هو وضع بشار الأسد الكيماوي في المحكمة وليس على طاولة المفاوضات”.

 

ووجه رئيس الائتلاف السوري أنس العبدة مذكرة إلى 26 دولة ومنظمة دولية، اعتبر فيها أنه بات لدى النظام السوري “الجرأة لتكرار استخدام هذه الأسلحة، بسبب عدم وجود أي تحرك دولي ضده وغياب المحاسبة أيضاً”.

 

من جهة ثانية، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الهجوم الكيماوي في شمال غرب سوريا بأنه “مروع ورهيب”. وقال ترامب في المكتب البيضوي حيث كان يستقبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إن الهجوم “إهانة مروعة للإنسانية”. ولدى سؤاله عن احتمال تغيير السياسة الأميركية في الملف السوري اكتفى بالقول “سنرى”.

 

الهجوم الكيماوي يعيد عملية تأهيل الأسد إلى نقطة الصفر

بيروت – لم تتبن أي جهة إلى حد وقت متأخر من مساء أمس، الهجوم الكيماوي على بلدة خان شيخون (شمال غرب سوريا) على الرغم من إعلان روسيا بأن طائرات للنظام السوري قصفت معسكرا للمعارضة يحتوي على أسلحة كيماوية.

 

ويأتي الهجوم في وقت ملتبس سياسيا تبدو فيه الولايات المتحدة ماضية في التقارب المصلحي مع الرئيس السوري بشار الأسد خصوصا بعد تصريحات مسؤولين أميركيين بارزين عن أن الإطاحة بالأسد ليست من أهداف واشنطن، وأنها تحتاج وجوده مستقبلا لإنجاح رهان الحرب على داعش.

 

وأشارت مصادر لبنانية مقربة من الأسد إلى أن العملية، بقطع النظر عن الجهة التي نفذتها، كانت ردة فعل مستعجلة على التصريحات الأميركية والتي كانت توحي بتقارب أميركي روسي في الملف السوري، قد يقود إلى تغيير في الأولويات وبينها إرجاء مصير الأسد إلى ما بعد الانتهاء من الحرب على داعش في العراق وسوريا، وهو ما يتناقض مع مطالب المعارضة السورية في جنيف 4 والتي تتمسك بألا يكون للأسد أي دور في المرحلة الانتقالية.

 

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان الأربعاء عن أن ريكس تيلرسون سيقوم في 11 و12 أبريل بزيارته الأولى إلى موسكو بصفته وزيرا للخارجية، وسيناقش مع نظيره الروسي سيرجي لافروف “مكافحة الإرهاب وخصوصا ضد تنظيم الدولة الإسلامية ومجموعات إرهابية أخرى”.

 

وأشارت المصادر إلى أن احتمال أن تكون قوى سورية رافضة للتقارب ومحسوبة على إيران وراء الهجوم بهدف إعاقة مسعى واشنطن إلى التقارب مع الروس ومن ورائهم الرئيس السوري.

 

واعتبر متابعون للشأن السوري أن الإعلان عن موعد الزيارة في هذا التوقيت يعكس رغبة واشنطن وموسكو في الاستمرار بالحوار للتوصل إلى مقاربة مشتركة في سوريا.

 

ويشير المتابعون إلى أن الهجوم الكيماوي يسعى أساسا إلى زرع الشكوك بين واشنطن وموسكو بصفتها الضامن للأسد، والتي يمكنها لوحدها دفعه إلى إنجاح الانتقال السياسي وفق محددات جنيف.

 

ويتساءل مراقبون عن السبب الذي قد يدفع النظام السوري إلى استخدام الأسلحة الكيماوية في وقت استعاد فيه مناطق واسعة من المعارضة بالسلاح التقليدي، وهل حقا هو في حاجة إلى مثل هذا السلاح في هذا الوقت بالذات ما يجلب له حنق العالم بعد أن بدأ يقترب منه بشكل ملموس.

 

وبادر وزير الخارجية الروسي إلى إعلان تمسك موسكو بمواصلة دعم الرئيس السوري، وأن موقفها منه لم يتغير، كردة فعل على خطة منفذي الهجوم الذين كانوا يستهدفون إحداث شرخ في العلاقة بين الأسد وروسيا.

 

وعارضت روسيا الأربعاء مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى مجلس الأمن لإدانة النظام السوري، معتبرة أن هذا القرار “غير مقبول”.

 

ولا يعتقد المحلل السياسي الروسي فلاديمير دارغتشوف أن الموقف الرسمي لبلاده سيتغير بعد الضربة الكيماوية.

 

وقال دارغتشوف في تصريح لـ”العرب”، “روسيا منذ أن دخلت في الميدان السوري عسكريا تعلم أن مهمتها منع إسقاط الأسد بعكس الأطراف الغربية التي تريد إسقاطه بأي وسيلة. ومن هذا المنطلق لن يتغير الموقف الروسي بعد الحادثة الكيماوية ولا سيما أن الروس يعتقدون أن الأسد لم يرتكبها”.

 

وأضاف أنه “رغم تغير الموقف الغربي من جديد بعد الضربة الكيماوية إلا أن هذا ليس أمرا يهدد توجه روسيا التي تعلم أن مهمتها في الحفاظ على الأسد الآن أسهل مما كانت عليه قبل تدخلها العسكري”.

 

ويرى المراقبون أن موقف إدارة ترامب الجريء تجاه إعادة تأهيل الأسد أربك قوى إقليمية مثل إيران وتركيا اللتين ستكونان أكبر المتضررين من تقارب الروس والأميركيين في الملف السوري، وهو تقارب قد يؤدي إلى فرض حل سياسي لا يراعي مصالح كل من طهران وأنقرة في سوريا، وقد ينجح في استقطاب أذرعهما السورية لدعم هذا الحل.

 

ولم يخف المسؤولون الإيرانيون في السابق انزعاجهم من التدخل الروسي الذي أربك حساباتهم، ودفعهم إلى اتهام موسكو بوضع اليد على مصالحهم هناك.

 

وتزداد المخاوف الإيرانية بعد صدور مؤشرات عن توافق أميركي روسي في سوريا، خاصة في ظل تسريبات عن أن من بنود هذا التوافق الدعوة إلى انسحاب القوى والميليشيات الأجنبية، وهو ما يعني إجبار طهران على إخلاء الآلاف من عناصر الحرس الثوري ومقاتلي حزب الله والميليشيات العراقية من سوريا.

 

ولا تبعد مخاوف تركيا عن نظيرتها الإيرانية، فقد خاب رجاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من اختلاف استراتيجية ترامب عن استراتيجية سلفه باراك أوباما، الخاصة بالمناطق الآمنة، وخاصة الاعتماد على أكراد سوريا في خوض الحرب على داعش.

 

وأظهرت إدارة ترامب وضوحا أكثر، إذ أعلنت رفضها للمناطق الآمنة بالمواصفات التركية. وراهنت على الأكراد في الهجوم المرتقب على الرقة، وبدأت بحمايتهم من أي هجمات تركية.

 

اعتراض روسي على مشروع قرار غربي يمهد لمحاسبة الأسد

واشنطن – عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا الأربعاء لبحث مشروع قرار قدمته باريس ولندن وواشنطن التي اتهمت دمشق بقصف مدينة خان شيخون بغازات سامة ما أودى بـ72 مدنيا اختناقا، فيما سارعت روسيا إلى اعتبار النص “غير مقبول”.

 

وأكد مندوبو دول غربية خلال الجلسة أن الهجوم يحمل بصمات النظام السوري، في حين طلبت روسيا تأجيل التصويت لبعض الوقت على مشروع قرار أميركي بريطاني فرنسي يدعو إلى تحقيق دولي، ومحاسبة المسؤولين عن الهجوم.

 

وحذرت الولايات المتحدة الأربعاء من أنه عندما تفشل الأمم المتحدة في التحرك بشكل جماعي فإن الدول عندئذ تضطر للتصرف من تلقاء أنفسها.

 

وقالت السفيرة الأميركية لدى المنظمة الدولية نيكي هيلي في اجتماع لمجلس الأمن بشأن سوريا “عندما تفشل الأمم المتحدة بشكل دائم في واجبها بالتصرف بشكل جماعي… فهناك أوقات في حياة الدول نكون فيها مضطرين للتحرك من تلقاء أنفسنا”.

 

وطلبت البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة إرجاء التصويت على مشروع القرار الغربي، وهي تعترض خصوصا على المادة الخامسة التي تطالب النظام السوري بتقديم بيانات بعمليات قواته الجوية في المنطقة التي شهدت الهجوم الكيميائي الثلاثاء.

 

وقدمت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مشروع القرار ليتم عليه التصويت في جلسة ثانية تعقد بعد الجلسة المفتوحة التي تحدث فيها مندوبو الدول الـ15 الأعضاء.

 

غير أن روسيا سارعت إلى الاعتراض على المشروع، ووصفته المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأنه غير مقبول. وأضافت أن مشروع القرار يحمل ما سمته طابعا عدائيا، ويمكن أن يقوض العملية التفاوضية.

 

ويدين مشروع القرار الهجوم الكيميائي على خان شيخون بأشد العبارات، ويطالب بمحاسبة مرتكبيه، ويدعم تحقيقات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ويطالب بالشروع في تحقيقات مع فريق مشترك للأمم المتحدة.

 

كما يدعو الحكومة السورية وجميع الأطراف إلى التعاون بشكل كامل مع الفريق بتقديم خطط الطيران وكل المعلومات المتعلقة بالعمليات العسكرية التي كان يقوم بها حينها، وتيسير الوصول إلى القواعد الجوية.

 

وأثار الهجوم وأثار الهجوم تنديدا دوليا واسعا في وقت تحدثت فيه الأمم المتحدة عن “جريمة حرب”.

 

 

ماتيو ريكروفت: موسكو تمضي المزيد من الوقت في الدفاع عمن يصعب الدفاع عنه

وأدانت طهران أحد أبرز حلفاء دمشق “أي استخدام للسلاح الكيميائي أيا كان المنفذون” تزامنا مع مسارعة روسيا إلى التأكيد أن الطيران الحربي السوري قصف “مستودعا إرهابيا” يحتوي “مواد سامة” في المدينة الواقعة في محافظة إدلب (شمال غرب) تحت سيطرة فصائل مقاتلة وجهادية.

 

ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى فرض “عقوبات” على النظام السوري، وندد السفير الفرنسي في الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر في مجلس الأمن بـ“جرائم حرب، وبجرائم حرب على نطاق واسع، وبجرائم حرب بأسلحة كيميائية”.

 

أما السفير البريطاني ماتيو ريكروفت فانتقد من جهته موسكو معتبرا أن فيتو روسياً محتملاً يعني “إنهم يمضون المزيد من الوقت في الدفاع عمن يصعب الدفاع عنه”.

 

وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون “أعتقد أنه لا يمكن لأحد أن يعارض منطقيا قرارا مماثلا بوعيه الكامل”.

 

إلا أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اعتبرت أن “النص المطروح غير مقبول على الإطلاق”، مضيفة أنه “يستبق نتائج التحقيق”.

 

وأدانت طهران “بشدة أي استخدام للسلاح الكيميائي، أيا كان المنفذون أو الضحايا”.

 

وارتفعت حصيلة قتلى “القصف الجوي بالغازات السامة” في خان شيخون، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى 72 مدنيا بينهم 20 طفلا، فضلا عن 160 مصابا على الأقل.

 

وتحدثت منظمة الصحة العالمية الأربعاء في جنيف عن “مؤشرات تتناسب مع التعرض لمواد عضوية فوسفورية، وهي فئة من المواد الكيميائية تشمل غازات أعصاب سامة”.

 

بدورها، أكدت منظمة أطباء بلا حدود الأربعاء أن أعراض بعض الضحايا “تظهر التعرض لعنصر سام من نوع غاز السارين”.

 

وأعلنت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول حقوق الإنسان في سوريا الثلاثاء إنها “تحقق” في الهجوم.

 

وغداة الهجوم، اعلنت وزارة الدفاع الروسية ان “الطيران السوري قصف مستودعا إرهابيا كبيرا بالقرب من خان شيخون” كان يحتوي على “مشغل لصنع القنابل اليدوية بواسطة مواد سامة”.

 

ونفى الجيش السوري “نفيا قاطعا استخدام أي مواد كيميائية أو سامة في بلدة خان شيخون”.إلا أن دولا عدة أبرزها فرنسا وبريطانيا وجهت أصابع الاتهام إلى دمشق.

 

ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء الرئيس السوري بشار الأسد بأنه “قاتل” محملا إياه مسؤولية الهجوم.

 

واعتبر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن “النظام السوري هو المسؤول الرئيسي عن الفظاعات (…) ومن يدعمونه يتقاسمون معه المسؤولية”.

 

ووافقت الحكومة السورية في العام 2013 على تفكيك ترسانتها الكيميائية، بعد اتفاق روسي أميركي أعقب تعرض منطقة الغوطة الشرقية، أبرز معاقل المعارضة قرب دمشق، لهجوم بغاز السارين في 21 أغسطس 2013 وتسبب في مقتل المئات. وتم التوصل إلى الاتفاق بعد تهديد واشنطن بشن ضربات على دمشق.

 

واعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء أن الهجوم أمر “مروع ورهيب”.وصرح ترامب في المكتب البيضاوي حيث كان يستقبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني “إنه إهانة مروعة للإنسانية”.

 

وبدا أن واشنطن اتخذت موقفاً أكثر حزماً من الأسد بعد أيام من تصريحات أميركية اعتبرت أن رحيله لم يعد أولوية لواشنطن التي ستركز على مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.

 

الاميركيون لا يملكون معلومات “موضوعية” حول هجوم خان شيخون: حذرت من الاستنتاجات المتسرعة

أ. ف. ب.

موسكو: أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الخميس أن الأميركيين لا يملكون معلومات “موضوعية” حول “الجريمة الفظيعة” التي حصلت الثلاثاء في خان شيخون بسوريا وأوقعت 86 قتيلا على الأقل وحمل الغربيون مسؤوليتها إلى نظام دمشق.

 

وقال بيسكوف متحدثا للصحافة “مباشرة بعد المأساة لم يكن بوسع أي كان الوصول إلى هذه المنطقة” من محافظة إدلب والتي تعرضت لهجوم كيميائي مفترض، مضيفا “بالتالي، إن أي معلومات يمكن أن تكون بحوزة الطرف الأميركي (…) لا يمكن أن تكون مبنية على مواد أو شهادات موضوعية”.

 

كذلك قال بيسكوف “لم يكن ممكنا لأحد الحصول على معلومات موثوقة تعكس الواقع” بشأن “هذه الجريمة الخطيرة والفظيعة” محذرا من أي “استنتاج متسرع” عما حصل في المنطقة الواقعة بالكامل تحت سيطرة فصائل مقاتلة وجهادية.

 

وتابع “نحن لا نوافق على التقييمات الصادرة” بشأن الهجوم الذي استهدف مدينة خان شيخون في محافظة ادلب بشمال غرب البلاد أوقع 86 قتيلا على الاقل بينهم 30 طفلا. ورصد الأطباء على الضحايا جميع أعراض هجوم كيميائي، كاتساع الحدقتين والتشنج وإزباد الفم.

 

الاربعاء توعد الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالرد على الهجوم الذي اعتبرته بلاده “اهانة للانسانية”.

 

وقال ترامب من البيت الابيض ان هذه الغارة الجوية “تجاوزت خطوطا كثيرة” في اشارة الى “الخط الاحمر” الذي حدده سلفه باراك اوباما في حال استخدام دمشق أسلحة كيميائية، مشيرا إلى “الاطفال وحتى الرضع” الذين قضوا. وأضاف ان “موتهم كان اهانة للانسانية. هذه الافعال المشينة التي يرتكبها نظام الاسد لا يمكن القبول بها”.

 

الهجوم “الكيماوي” على بلدة خان شيخون السورية في الصحف العربية

بي. بي. سي.

ناقشت الصحف العربية الهجوم الذي يُشتبه أنه بأسلحة كيماوية على بلدة خان شيخون الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة إدلب بشمالي سوريا.

 

وركز معظم المعلقين على إدانة الهجوم، وتحميل الحكومة السورية وروسيا مسؤولية الحادث.

 

وقالت النهار اللبنانية من أن الرئيس السوري بشار الأسد “يختبر العالم بمجزرة كيماوية في إدلب” بينما حذرت الرياض السعودية من “‘الموت الصامت’ يغتال خان شيخون”.

 

ويقول رحيل محمد غرايبة في الدستور الأردنية: “عندما أعلن ترامب أن الشعب السوري هو من يقرر بقاء الأسد أو ذهابه، تعبيراً عن موقف أمريكي أكثر وضوحاً في التعبير عن التوافق مع الروس في كيفية اسدال ستارة هذا المشهد من هذا الفصل المروع ؛ في تدمير الدولة السورية وتمزيق شعبها، كان هناك توقعات ذكية بحدوث مجازر مروّعة بحق الشعب السوري الذي أصبح يملك قراره!! وقد كتبت عليه حرب الإبادة على مذبح التوافق الدولي والإقليمي على صياغة سوريا الجديدة”.

 

وفي ذات السياق، تقول الوطن القطرية في افتتاحيتها: “بعيداً عن المناكفات والمماحكات، الفاعل واضح وظاهر، فموفد الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، قال إن الهجوم تم شنه من الجو، في إشارة إلى أن الفاعل هو نظام الأسد”.

 

وتضيف الشرق القطرية في افتتاحيتها: “حان وقت التحرك بحزم لوقف مجازر الأسد وجلبه إلى العدالة الدولية، وعار على الإنسانية صمتها إزاء مجزرة خان شيخون في إدلب، وليس مقبولا الإفلات من العقاب، فقتل الأبرياء بغاز السارين جريمة حرب”.

 

ومن ناحية أخري، تقول الثورة السورية: “رداً على انتصارات الجيش العربي السوري في الميدان، ولتغطية جرائم التنظيمات الإرهابية، استنفرت منظومة العدوان بكامل أقطابها أمس لشن حملة جديدة ضد سوريا، عبر اختلاق جملة من الأكاذيب والافتراءات بغرض استثمارها سياسياً، وهذه الادعاءات الباطلة تمثلت باتهام الجيش باستخدام مواد كيماوية في خان شيخون بريف إدلب، على حين أن الجيش العربي السوري أسمى من أن يقوم بمثل هذه الأعمال الإجرامية الشنيعة”.‏

 

وتقول البعث السورية: “بتوجيه من السعودية وقطر وتركيا.. المجموعات الإرهابية تستهدف خان شيخون بالأسلحة الكيماوية والجيش: محاولة يائسة لتبرير الفشل”.

 

“ليست كافية”

وتقول رندة تقي الدين في صحيفة الحياة اللندنية إن “عمليات التحالف لتحرير الرقة من ‘داعش’ ليست كافية طالما هناك تهديد آخر وهو بقاء الأسد وجماعته على رأس الدولة”.

 

وتضيف: “إن قصف المدنيين الأبرياء من قبل القوات الجوية السورية وبالغاز السام ليس أقل من القصف الجوي الذي دمر حلب القديمة وأفرغها من سكانها، كما أنه ليس أقل من تهجير السوريين وتشريدهم ودفعهم إلى الأراضي اللبنانية والأردنية والتركية”.

 

ومن جانبها، تقول القدس العربي اللندنية في افتتاحيتها: “مجيء هذه الغارات بعد يوم واحد من عملية سان بطرسبرغ الإرهابية وجّه أيضاً أصابع الاتهام إلى روسيا، راعية النظام السوري وحليفته الاستراتيجية”.

 

وتضيف: “إن الغزل المتجدد بنظام الأسد، عالميّا وعربياً، هو نتيجة للاتفاق الأمريكي ـ الإسرائيلي بعد مجزرة الغوطة الأولى لمقايضة مصير الشعب السوري بالأسلحة الكيماوية”.

 

ترامب: قتل الأطفال في الهجوم الكيماوي بسوريا إهانة للإنسانية

بي. بي. سي.

ندد الرئيس الأمريكي بالهجوم الكيماوي، الذي يعتقد أن القوات الجوية السورية نفذته، في محافظة إدلب، ووصفه بأنه “إهانة للإنسانية”.

 

وقتل في الهجوم، الذي وقع في بلدة بلدة خان شيخون، عشرات المدنيين بينهم أطفال.

 

وقال ترامب: “إنها إهانة للإنسانية، عندما تقتل الأطفال الأبرياء، والرضع الأبرياء، لقد تجاوز هذا التصرف كل الخطوط”.

 

ولم يذكر الرئيس الأمريكي روسيا، حليفة النظام السوري، التي تقول إن المواد الكيماوية التي قتلت المدنيين ربما كانت عند عناصر المعارضة المسلحة.

 

لكن مبعوثة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة اتهم روسيا بالتغطية على دمشق.

 

وقالت، نيكي هيلي، في نقاش ساخن بمجلس الأمن في نيويورك: إن “روسيا تستعمل في كل مرة المغالطات نفسها لإبعاد الشبهة عن حلفائها في دمشق”.

 

ولمحت إلى إمكانية تحرك إحادي من الولايات المتحدة، قائلة “عندما تتخلى الأمم المتحدة باستمرار عن واجب التحرك جماعيا، يتحتم في بعض الأحيان على بعض دول أن تتحرك بمفردها”.

 

ما الذي حدث؟

قتل الثلاثاء 20 طفلا و50 بالغا في الحادث الكيماوي في بلدة خان شيخون، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا.

 

وأظهرت صور للحادث مدنيين، بينهم عدد كبير من الأطفال، في حالة من الاختناق والزبد يخرج من أفواههم.

 

وقالت منظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء بلا حدود إن الأعراض التي على الضحايا تشبه ما يحدث حال التعرض لغاز الأعصاب.

 

وذكر شهود أن المصحات التي استقبلت الضحايا لعلاجهم تعرضت هي الأخرى للغارات الجوية.

 

هل تغير الولايات المتحدة سياستها؟

وقال ترامب: “أقول لكم إن موقفي تجاه سوريا والأسد تغير كثيرا، فنحن نتحدث الآن عن مسألة مختلفة تماما”.

 

سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة لمحت إلى إمكانية تحرك بلادها بشكل منفرد

وعن سؤال طرح عليه خلال لقاء مع الملك الأردني عبد الله الثاني في البيت الأبيض بشأن إمكانية انتهاج سياسة جديدة تجاه سوريا، رد ترامب قائلا: “سوف ترون”.

 

ودعا وزير الخارجية، ريكس تليرسون، روسيا إلى “التفكير مليا” قبل الاستمرار في دعمها للرئيس الأسد.

 

وقال تليرسون، الذي سيزور موسكو الأسبوع المقبل، “ليس هناك أدنى شك بالنسبة لنا أن النظام السوري، بقياد بشار الأسد، هو المسؤول عن هذا الهجوم المروع”.

 

ومنذ أسبوع فقط، قالت هيلي إن الولايات المتحدة لم تعد تضع تنحية الأسد ضمن أولوياتها، وهو اعتبر تحولا عن موقف واشنطن خلال حكم باراك أوباما.

 

ماذا يقول الروس؟

اعترفت روسيا بأن طائرات سورية قصفت خان شيخون، ولكنها قالت إن الغارات أصابت مخزنا للأسلحة الكيماوية، كانت تستعملها الجماعات المتشددة في العراق.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، إيغور كونوشينكوف، إن “الطائرات السورية قصفت مخزنا كبيرا للذخيرة تابعا للإرهابيين، ومخزنا للتجهيزات العسكرية في الضواحي الشرقية لبلدة خان شيخون، وقرب المخزن معامل لإنتاج أسلحة كيمياوية”.

 

كيف تسقط النظرية الروسية؟

وقال خبير الاسلحة الكيمياوية، العقيد هيرميش دو بروتون غوردن، لبي بي سي إن رواية الروس للأحداث “وهمية”، ففكرة أن غاز الأعصاب مثل السارين ينتشر بعد تفجير معمل إنتاجه “لا تصدق”.

 

وقال حسن حاج علي، قائد جيش إدلب الحر، لوكالة رويترز إن “الجميع شاهدوا الطائرات وهي تقصف بالغاز”.

 

لكن الضابط الذي قاد عملية تدمير أسلحة سوريا الكيماوية، بدعم من الأمم المتحدة، فقال للقناة الرابعة البريطانية إن رواية موسكو للحدث لا يمكن استبعادها، وأضاف جيري سميث: “إذا كان غاز السارين في المخزن الذي تعرض للقصف، فهناك احتمال أن يتسرب سائل السارين ويصيب الناس”.

 

ويقول صحفيون محليون إن البلدة ليس فيها مواقع عسكرية، بل في ضواحيها عدد من الجماعات التي تسيطر على المنطقة.

 

هل سبق أن استعمل الأسد أسلحة كيمياوية؟

 

عدد كبير من الأطفال بين الضحايا

اتهمت القوى الغربية الحكومة السورية بإطلاق صورايخ فيها غاز السارين على غوطة دمشق، وقتل المئات من الناس في أغسطس/ آب 2013.

 

ونفى الأسد التهمة وحمل المعارضة المسلحة المسؤولية، ولكنه وافق لاحقا على تدمير أسلحة سوريا الكيمياوية.

 

وعلى الرغم من ذلك واصلت المنظمة حظر الأسلحة الكيماوية رصد استعمال المواد السامة في الهجمات بسوريا.

 

ويذكر منتقدون للروس أن التقارير عن تسرب الغاز صدرت ساعات قبل التوقيت الذي ذكره كونوشينكوف.

 

وقتل في النزاع السوري أكثر من 250 ألف شخص، ونزح وهاجر الملايين إلى بلدن مجاورة وإلى أوروبا هربا من القتال.

 

التايمز: سوريا تختنق

بي. بي. سي.

طغى الهجوم على بلدة خان شيخون في إدلب على افتتاحيات وموضوعات الصحف البريطانية.

 

وطالبت التايمز بضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد والتخلص من تنظيم الدولة الإسلامية معا، فيما رأت الديلي تلغراف أن الهجوم اختبار لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتناولت الصحف أيضا مقابلات مع ممرضات وشهود عيان عايشوا الهجوم.

 

“سوريا تختنق”

وجاءت افتتاحية صحيفة التايمز بعنوان “سوريا تختنق”. وقالت الصحيفة إن “الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية يسممان أمة لطالما كانت فخورة بنفسها”، مضيفة أنه “يجب التخلص منهما الاثنين”.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن “الحرب البربرية التي يشنها الرئيس السوري بشار الأسد ضد أبناء شعبه “تؤكد فكرة أن لا مكان للأسد في مستقبل سوريا”.

 

وتابعت بالقول إنه ” مجرم حرب ويجب أن يوضع في السجن”.

 

وقالت الصحيفة إن “آخر فظائع الأسد تمثل بإلقائه غاز السارين على المدنيين من بينهم أطفال، الأمر الذي يعتبر انتهاكاً للقانون الدولي وللمعاهدات التي أبرمت بعد الحرب العالمية الأولى”.

 

وأشارت إلى أنه يبدو أن الأسد أخفى نحو 200 طن من الأسلحة الكيماوية عن المراقبين الدوليين التابعين للأمم المتحدة”.

 

وأردفت الصحيفة أن “الرئيس السوري يقوم بين الفينة والأخرى بارتكاب فظائع بحق شعبه وذلك لسبب واحد: تذكير معارضيه السوريين أنه ليس باستطاعتهم الاعتماد على أي مساعدة خارجية”.

 

وختمت الصحيفة بالقول إن الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية يجب أن تضمن خلو سوريا من هذا التنظيم والعمل على التخلص من الأسد وتقديمه للمحاكمة.

 

اختبار لترامب

وقالت صحيفة الديلي تلغراف الهجوم في افتتاحيتها إن “الهجوم الكيماوي المرعب على شمال سوريا في إدلب الذي راح ضحيته نحو 70 شخصا – من بينهم أطفال -، يضع تحديا أمام الأمم المتحدة يتمثل في كيفية التعامل مع الحرب الأهلية الدائرة في سوريا.

 

وأضافت أن جميع الأدلة الأولية تثبت أن هذا الهجوم نفذه نظام الرئيس السوري بشار الأسد كجزء من حملته لاستعادة المناطق التي من أيدي المعارضة السورية.

 

قالت صحيفة الديلي تلغراف إن ” الوضع الحالي سيحدد مستقبل إدارة ترامب وعلاقاتها بالجانب الروسي، وربما سيعي البيت الأبيض أخيراً حقيقة إبرام صفقات عمل مع بوتين”.

وأردفت الصحيفة أن “تقارير أجنبية استخباراتية أفادت بأن الطيران السوري وحده كان موجودا لدى حدوث الهجوم”، وبأن المادة الكيماوية – التي تشبه إلى حد ما غاز السارين الشبيه بغاز الأعصاب – كانت موجودة في القنابل التي ألقيت من الجو”.

 

وتابعت الصحيفة أن ” العديد من الأشخاص سيتسألون لماذا سمح الروس للنظام السوري بتنفيذ ضربات ثانية بالأسلحة الكيماوية، ولفت نظر المجتمع الدولي إليهم على الرغم من أنهم استطاعوا تحقيق جميع أهدافهم في سوريا”.

 

وقالت إن “الفظائع التي ارتكبت في إدلب ستجبر إدارة ترامب على مواجهه مباشرة مع الروس في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث من المرجح أن يستخدم الروس حق الفيتو ضد أي قرار يدين نظام الأسد”.

 

وختمت بالقول إن ” الوضع الحالي سيحدد مستقبل إدارة ترامب وعلاقاتها بالجانب الروسي، وربما سيعي البيت الأبيض أخيراً حقيقة إبرام صفقات مع بوتين”.

 

ونقرأ في صحيفة الغارديان مقالاً لمارتن شلوف يتناول الهجوم الكيماوي على إدلب. وقال كاتب التقرير إن “عمال الإغاثة جمعوا عينات من التراب القريب من سقوط القذائف الكيماوية في شمال سوريا وأرسلوها إلى مسؤولين في الاستخبارات الأجنبية التي تحاول معرفة أي نوع من غاز الأعصاب تم استخدامه في هجوم يعتبر الأفظع على مدار 6 سنوات”.

 

وأشار شلوف إلى أن كل من بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا يؤكدون أنه خان شيخون قصف بغاز السارين.

 

ونقل الكاتب عن أحد شهود العيان في موقع الحادث قوله إن “الطيران السوري ألقى القنابل على خان شيخون في الساعة السادسة والنصف صباحا، وبعدها بدأت طوارئ المستشفيات باستقبال أعداد هائلة من المرضى الذين يعانون من الاختناق ويرتجفون من شدة الألم”.

 

وأضاف المقال أن” أطباء بلا حدود” وأطباء في تركيا أكدوا أن أعراض المرضى تؤكد تعرضهم لغاز السارين.

 

وقال أطباء بلا حدود إنهم عالجوا ستة أشخاص في عيادة بالقرب من الحدود التركية.

 

ونقل كاتب المقال عن أحد الممرضات في إدلب قولها إن “صوت الانفجار لم يكن قوياً كما اعتدنا عليه، إذ اعتقدنا بأن هذه القنبلة لم تنفجر بسبب الصوت الذي سمعناه منها”، مضيفة أن رائحة الغاز الذي تسرب جزء منه إلى المستشفى كان شبيهاً بالطعام العفن، كما أن الحالات التي بدأت تتوالي على المستشفى كانت مختلفة عن الإصابة بغاز الكلورين، وكان المصابون يتقيؤون من الأنف والفم وكان لون القيء أصفر اللون وأحيانا بني اللون، إضافة إلى شلل كامل في أجهزتهم التنفسية”.

 

وأضافت ” كان الأطفال يموتون بشكل أسرع من باقي المصابين، لقد حاولنا حقنهم بالدواء، إلا أن ذلك لم يجد نفعا. وقد كان المصابون غير قادرين على البلع و كانوا فاقدي الوعي ولا يتجابون مع الإسعافات بتاتا”.

 

الصحافة البريطانية:  تداعيات «حصانة» الأسد.. ورد بوتين على الهجوم الإرهابي

اعتبرت صحيفة «الجارديان» في افتتاحيتها أمس الأول، أن الهجوم بالغاز على منطقة «خان شيخون» التي تسيطر عليها المعارضة السورية، أظهر ثقة نظام بشار الأسد، التي عززتها إدارة ترامب، مضيفة: «ربما تكون صور المرضى المنكوبين والأطفال المغدورين في سوريا قد أضحت أمراً مألوفاً،

 

إلا أن رد الفعل على ذلك الهجوم أمر إجباري، إذ أنه واحد من أسوأ الهجمات الكيميائية في الحرب السورية الدائرة منذ أكثر من ستة أعوام، والذي حصد أرواح ما لا يقل عن 67 شخصاً». وتابعت: «إن الأعراض التي ظهرت على المرضى تشي باستخدام غاز أعصاب سام، ومن المحتمل أن يكون (السارين)». ونوّهت الصحيفة إلى أن سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة أشار إلى أن كافة الدلالات تكشف أن الهجوم يحمل بصمات النظام، وانتقد البيت الأبيض الحكومة السورية بسبب ذلك «الهجوم الآثم». وأوضحت أنه رغم أن دمشق تنكر استخدام أسلحة كيميائية، وأن تحديد مستخدم هذه الأسلحة دائماً ما يكون صعباً، خصوصاً في ضوء المشكلات التي يواجهها الخبراء في الوصول إلى الموقع، فإن الأدلة تشير إلى اتجاه واحد حتى الآن، وليس أقلها أن غاز «السارين» ليس من السهل إنتاجه. وذكرت الصحيفة أن تقرير مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حذّر العام الماضي من أن النظام واصل شنّ هجمات بغاز الكلور على المدنيين، ووثقت منظمات حقوقية 24 هجوماً بالكلور في سوريا منذ عام 2014، بما في ذلك استخداماً ممنهجاً في حلب. وشددت على أن هجوم الثلاثاء، الذي يشبه هجوماً آخر يُشتبه أنه كان بغاز «السارين» وقتل فيه 93 شخصاً في شرق حماة ديسمبر الماضي، هو انتقام من نظام تتضعضع ثقته في نفسه، بسبب الضغوط العسكرية التي واجهها في المنطقة، لكن على حساب المدنيين. وألمحت الصحيفة إلى وجود ربط من قبل البعض بين استخدام أكثر الغازات الكيميائية فتكاً وبين التحول الأميركي بشأن سوريا، بعد أن أكد وزير الخارجية الأميركي الأسبوع الماضي أن مستقبل الأسد متروك للشعب السوري، بينما أشارت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة إلى أن الإطاحة بالأسد لم تعد أولوية أميركية. وشددت على أن مثل هذه التصريحات عززت على نحو خطير تأكد النظام من أن بمقدوره تنفيذ جرائم حرب مع استمرار التمتع بالحصانة!

 

«الإندبندنت»

 

حذرت صحيفة «الإندبندنت» في افتتاحيتها أمس من أنه إذا رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الهجوم الإرهابي الذي وقع في مترو «سانت بطرسبورج» الأسبوع الجاري، بمزيج من التوقيف للنشطاء الشيشانيين وقصف ما تبقى من المدن السورية، فإنه لا يفعل بذلك أي شيء لحماية المواطنين الروس، بل إنه يحفز مزيداً من الهجمات القاتلة الأخرى على القطارات. وأضافت: «ليس هناك شك في أن الهجوم عمل إرهابي، لكنه غير مفاجئ بسبب تكرار الهجمات القاتلة على أنظمة النقل العام في المدن الروسية الكبرى خلال السنوات الأخيرة». وأشارت إلى أن التورط الروسي في الحرب السورية ربما يكون دافعاً محتملاً، كما أن الصراع طويل الأمد في الشيشان ربما يكون دافعاً آخر، مؤكدةً أن الهدف من الهجوم هو بث الخوف والكراهية وتقويض الاقتصاد والسياحة، واستفزاز رد انتقامي من الرئيس الروسي بوتين. غير أن الصحيفة أعربت عن خشيتها من أن يكون رد الحكومة الروسية هو مزيد من القمع والإثارة للنزعة القومية، معتبرة أن هذه هي الطريقة التي لطالما استخدمها الرئيس بوتين.

 

«فاينانشيال تايمز»

 

أفادت صحيفة «فاينانشيال تايمز» في افتتاحيتها أمس، بأن الولايات المتحدة لا يمكنها إنهاء أزمة كوريا الشمالية وحدها، ولا يمكن للصين في الوقت ذاته أن تقف موقف المتفرج، مشيرة إلى أن الرئيس دونالد ترامب، الذي يلتقي نظيره الصيني «شي جينبينج» اليوم، لديهما مسؤولية مشتركة في هذه الأزمة. وأشارت إلى أن الصين تتحمل جزءاً من المسؤولية عن السلوكيات الخطيرة التي تمارسها جارتها، لا سيما أن بكين لطالما دعمت النظام في بيونج يانج، التي تفصلها عن كوريا الجنوبية، صديقة أميركا، والجنود الأميركيين هناك. وأضافت: «إن الصين لديها نفوذ أيضاً بسبب إمداداتها التي لا يستغنى عنها من الغذاء والوقود إلى كوريا الشمالية»، موضحة أن بكين تخشى من أن زيادة الضغط يمكن أن يولد انفجاراً، وربماً سلوكاً غير متوقع بدرجة أكبر. بيد أن الصحيفة أكدت أن «عمق الأزمة يستلزم من الرئيس الصيني أن يستخدم بعض رأسماله السياسي»، منوّهة إلى أن الرئيس ترامب في المقابل في موقف أضعف بدرجة جعلته يشير إلى أنه إذا فشلت الصين في تحمل مسؤولياتها، فإن الولايات المتحدة يمكن أن تحل المشكلة بنفسها، لكن تصريحاته ربما يقصد بها طرح احتمال الحل العسكري. وأضافت: «إن أي تدخل مسلح أحادي الجانب يستلزم مجازفة كارثية، لأنه حتى إذا تم استثناء القدرات النووية مع الضربات الصاروخية لكوريا الشمالية، فمن الممكن أن تدمر بيونج يانج سيؤول بمدفعيتها، ويمكن لصواريخها أن تصل اليابان، وهو ما يهدد حياة ملايين من الناس». وتابعت: «إذا تم استثناء الخيار العسكري، فإن للولايات المتحدة تأثيرا محدودا، فلا شيء لدى واشنطن يمكن أن تعرضه يُقارن بالأمن والسلطة التي توفرها الترسانة النووية لكوريا الشمالية». ودعت الصحيفة إلى ضرورة وجود تقارب مشترك بين الولايات المتحدة لنزع فتيل الأزمة وتمهيد الطريق أمام «جزيرة كورية غير نووية»، لافتة إلى أن ذلك يتطلب معالجة مشكلة نشر نظام الدفاع الصاروخي الأميركي «ثاد» في كوريا الجنوبية، والذي يثير قلق الصين، والتهديدات الحمائية من قبل ترامب.

 

«ديلي تليجراف»

 

أكدت صحيفة «ديلي تليجراف» في افتتاحيتها أمس الأول، أن وضع منطقة جبل طارق، التي تقع عند ساحل إسبانيا الجنوبي، وتخضع للإدارة البريطانية، قضية ثنائية، ولا علاقة للاتحاد الأوروبي بها، مشددة على أن مدريد لا ينبغي أن تحصل على حق «الفيتو» بشأنها، لاسيما أن موقع جبل طارق عند مدخل البحر المتوسط له أهمية استراتيجية كبرى للمملكة المتحدة منذ أكثر من 300 عام. ولفتت إلى أن منطقة «جبل طارق» اليوم جزء من الاتحاد الأوروبي، لكنها ليست جزءاً من المملكة المتحدة، وجزءا من السوق الموحدة، لكنها ليست ضمن الاتحاد الجمركي. وأوضحت الصحيفة أن مواطني جبل طارق يعتبرون في الوقت الراهن بريطانيين، وملتزمين بشكل عام بنتيجة الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، رغم أنهم صوتوا بأغلبية ساحقة على البقاء في الاتحاد.

 

إعداد: وائل بدران

 

إرجاء التصويت على قرار أممي بشأن هجوم خان شيخون: إفساحًا للوقت لمفاوضة روسيا التي لوّحت بالفيتو

إأرجأ مجلس الأمن الدولي، في ختام جلسة طارئة عقدها الأربعاء للبحث في هجوم يرجح أنه كيميائي استهدف الثلاثاء بلدة خان شيخون السورية، التصويت على مشروع قرار غربي يدين النظام السوري المتهم بشنّه، وذلك لإفساح الوقت أمام الغربيين للتفاوض مع موسكو حليفة هذا النظام.

 

إيلاف – متابعة: بحسب دبلوماسيين، فإن التصويت على مشروع القرار الذي قدمته واشنطن ولندن وباريس قد يتم اعتبارًا من الخميس. وأسفر الهجوم على بلدة خان شيخون عن مقتل 86 مدنياً، بينهم ثلاثون طفلاً و20 امرأة، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الانسان مساء الاربعاء.

 

مشروع القرار الذي يدعو إلى فتح تحقيق كامل في الهجوم الذي وقع في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا اعتبرته روسيا “غير مقبول على الاطلاق”، في مؤشر جديد الى الانقسامات بين الغربيين وموسكو حول الملف السوري.

 

المفاوضات مستمرة

ورأى مساعد السفير الروسي لدى المنظمة الدولية فلاديمير سافرونكوف أن المشروع أعدّ على عجل، وليس مفيدًا، داعيًا الى “تحقيق موضوعي” في ما حصل.

 

عقب انتهاء الجلسة، قال السفير البريطاني لدى الامم المتحدة ماتيو ريكروفت للصحافيين إن “المفاوضات مستمرة مع زملائنا في مجلس الامن (…) ومن غير المتوقع ان تنتهي اليوم” الاربعاء.

 

اما نظيره الفرنسي فرنسوا دولاتر فأوضح أن المفاوضات تجري “بروح طيبة”، معربًا عن “الامل” في ان يتم التصويت على مشروع القرار “بأسرع وقت ممكن”.

 

لكنّ دبلوماسيين آخرين بدوا اكثر تشاؤمًا، إذ انهم رجّحوا ان تستخدم روسيا حق النقض مجددًا لدعم حليفها السوري. وبينما كانت الدول الكبرى تخوض في نقاش حامٍ في مجلس الامن، اكد الرئيس الاميركي دونالد ترامب ان الهجوم الكيميائي غيّر موقفه حيال الرئيس بشار الاسد، متوعدًا برد أميركي على ما اعتبره “اهانة للانسانية”.

 

تأثير غير إيجابي

وقال ترامب من البيت الابيض إن “هذا الهجوم على اطفال كان له تأثير كبير عليّ”. وخلال جلسة مجلس الامن، هاجمت السفيرة الاميركية نيكي هايلي روسيا بسبب دعمها لنظام الاسد. وقالت: “كم من الاطفال يجب ان يموتوا بعد لكي تبدي روسيا اهتمامًا بالامر؟”.

 

واضافت: “اذا كانت روسيا تملك التأثير الذي تدعيه في سوريا، فعليها أن تستخدمه”، عارضة امام اعضاء المجلس صورتين قالت إنهما لبعض ضحايا الهجوم الكيميائي. وطالبت هايلي موسكو ايضًا بـ”وضع حد لهذه الافعال الوحشية”، قائلة “انظروا الى هذه الصور”.

 

وعقدت جلسة مجلس الامن في وقت يحاول الاطباء انقاذ المصابين الأكثر تأثرًا من بين اكثر من 160 شخصًا تتم معالجتهم بعد هجوم الثلاثاء.

 

 

 

 

إسرائيل تمتلك دليلًا على استخدام النظام السوري للكيميائي: مصدر يؤكد تورط القيادة العسكرية العليا بقصف خان شيخون

مجدي الحلبي

إيلاف من لندن: أكد مصدر عسكري اسرائيلي كبير لـ”إيلاف” أن النظام السوري قصف خان شيخون بمواد كيميائية، وان سربًا من الطائرات قام بهذه العملية.

 

اضاف: النظام السوري يستخدم هذا النوع من المواد منذ فترة طويلة، حتى بعد الاتفاق على اخراج الاسلحة الكيميائية من سوريا في العام 2013، لافتًا الى ان المادة قد تكون الكلور وليس السارين.

 

المصدر الاسرائيلي، الذي رفض الكشف عن اسمه، قال إن اسرائيل تمتلك دليلًا قاطعًا على استخدام النظام للمواد الكيميائية، وان سرب الطائرات الذي قصف خان شيخون استعمل براميل متفجرة وقذائف معبأة بمواد كيميائية، الى جانب مواد أخرى، مؤكدًا بأنها ليست المرة الاولى، فقد قصف النظام مناطق المعارضة مرارًا بهذه المواد.

 

تورط القيادة العليا

 

الى ذلك، قال المسؤول العسكري إن اسرائيل شاركت الولايات المتحدة بهذه الادلة، وأن ضباطًا اميركيين كباراً اطلعوا على المعلومات التي بحوزة اسرائيل، والتي وصفها المصدر بالأدلة الدامغة، لكنه رفض الافصاح عما اذا كانت صورًا أو معلومات مسجلة أو تعليمات من القيادة لسرب الطائرات، مكتفيًا بالقول إن القيادة العسكرية السورية العليا متورطة بهذا الامر.

 

الجدير ذكره أن النظام السوري اعتاد على قصف المعلرضة من الجو وبواسطة براميل متفجرة، وكان قد استخدم مادة الكلور وموادَّ أخرى خلال السنوات الاخيرة، وحتى في احدى المرات اصاب بالخطأ مجموعة من مقاتلي حزب الله والمليشيات الشيعية الايرانية، الأمر الذي اثار حينها بلبلة كبيرة في صفوف من يقاتلون الى جانب النظام.

 

تباين دولي حاد من مجزرة خان شيخون  

تصاعدت حدة المواقف الدولية إزاء الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي شمال سوريا، فبعدما أبدت الولايات المتحدة أمس مواقف متشددة وأكدت طرح كل الخيارات، تحدثت فرنسا اليوم عن أولوية الحل السياسي، ودعت بريطانيا لقرار أممي يسبق أي “إجراء منفرد” بينما  واصلت موسكو رفض الاتهام الغربي لنظام دمشق ودعت لتحقيق “معمق” بالمجزرة.

 

كل هذه المواقف تواصلت بعد اضطرار مجلس الأمن أمس إلى تأجيل التصويت على مشروع قرار غربي حول مجزرة خان شيخون، وذلك عقب تهديد روسيا باستخدام الفيتو لإسقاطه.

 

أميركيا، أكد الرئيس دونالد ترمب أن الهجوم الكيميائي غيّر موقفه حيال الرئيس بشار الأسد، متوعدا برد على ما اعتبرها “إهانة للإنسانية” وقال من البيت الأبيض إن “هذا الهجوم على أطفال كان له تأثير كبير عليّ”.

 

لكن مايك بينس نائب الرئيس الأميركي كان أشد وضوحا في التعبير عن موقف بلاده بقوله إن “كل الخيارات متاحة” دون أن يذكر أي تفاصيل، وذلك في معرض إجابته عن سؤال لمحطة فوكس نيوز عما إذا كان الوقت قد حان لتجديد الدعوة لإزاحة الرئيس بشار الأسد وإقامة مناطق آمنة.

 

كما هاجمت السفيرة الأميركية نيكي هايلي -خلال جلسة مجلس الأمن- روسيا بسبب دعمها لنظام الأسد، وقالت “كم من الأطفال يجب أن يموتوا بعدُ لكي تبدي روسيا اهتماما بالأمر؟”.

 

وألمحت هايلي إلى إمكان التحرك في سوريا خارج الإطار الأممي بقولها “عندما تفشل الأمم المتحدة بشكل دائم في واجبها بالتصرف بشكل جماعي، فهناك أوقات في حياة الدول نكون فيها مضطرين للتحرك من تلقاء أنفسنا”.

 

فرنسا وبريطانيا

وإزاء الموقف الأميركي الذي بدا أنه يلوح بتدخل عسكري ضد نظام الأسد، عبر عنه وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت بأولوية الحل السياسي بالنسبة لبلاده قائلا إنه يسعى للحصول على قرار أممي يدين الهجوم الكيميائي وذلك عن طريق مفاوضات مع الدول الخمس الدائمة العضوية.

 

وبدا أن أيرولت ينأى ببلاده عن تأييد عمل عسكري أوحت به واشنطن في سوريا، مؤكدا في مقابلة مع محطة تلفزيون “سي.أن نيوز” أن الأولوية لفرنسا هي التوصل إلى حل سياسي للأزمة، وأضاف “يجب ألا نتحرك من تلقاء أنفسنا بحجة أن الرئيس الأميركي ربما غلى الدم في عروقه، ونصبح متأهبين للحرب”.

 

من جهة أخرى، قال وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون اليوم الخميس إنه يجب استصدار قرار في الأمم المتحدة قبل أي “تحرك منفرد” في سوريا.

 

وأضاف أنه لا يستطيع أن يفهم كيف يمكن لأي شخص في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يتقاعس عن الانضمام إلى اقتراح لإدانة أفعال النظام السوري “المسؤول بصورة شبه مؤكدة عن تلك الجريمة.”

 

الموقف الروسي

على الطرف المقابل، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الخارجية قولها اليوم إن اتهام دمشق باستخدام أسلحة كيميائية في إدلب مسألة سابقة لأوانها، وأضافت أن هناك حاجة لإجراء تحقيق.

 

ورفضت الوزارة كذلك تأكيدات أميركية بأن الهجوم -الذي قتل فيه نحو مائة شخص- يعني فشل اتفاق على تخلص سوريا من مخزونها من الأسلحة الكيميائية، قائلة إن العملية كانت “ناجحة بدرجة كبيرة” في الواقع.

 

كما عبر الكرملين عن أمله في أن يتحرك الجيش السوري لضمان عدم وقوع الأسلحة الكيميائية في “أيدي الإرهابيين” معتبرا أن ما حدث في خان شيخون “يحمل طابعا تهديديا وهو جريمة وحشية” واعتبر أن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا أمر غير مقبول على الإطلاق.

 

من جانب آخر، اتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم المعارضة السورية المسلحة بتخزين أسلحة كيميائية في مناطق يوجد فيها المدنيون، نافيا مسؤولية النظام عن المجزرة.

 

وفي معرض رده على سؤال عن موقف واشنطن، قال المعلم إنه لا يمكن التنبؤ بالنوايا الأميركية حيال سوريا، مشيرا إلى أن مصير مفاوضات جنيف مرتبط بما يقرره مجلس الأمن.

 

وتحدث الوزير السوري بمؤتمر صحفي عن ما سماها “جوقة دولية” قامت في العواصم الغربية ومجلس الأمن، وفي رده على سؤال عما إذا كانت دمشق ستقبل بتحقيق دولي في الهجوم الكيميائي على خان شيخون، قال المعلم “إن التجارب السابقة لم تكن مشجعة”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

المعارضة تبدأ معركة باللاذقية والنظام يقصف بالكلور  

أعلنت فصائل المعارضة السورية بدء عملية عسكرية جديدة بجبلي التركمان والأكراد بريف اللاذقية الشمالي على الساحل السوري، في غضون ذلك أفاد ناشطون بوقوع حالات اختناق بين المدنيين بعد قصف الطيران المروحي للنظام بغاز الكلور مدينة اللطامنة بريف حماة الشمالي.

 

ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر ميدانية أن كتائب المعارضة وهيئة تحرير الشام بدأتا قصفا مدفعيا تمهيديا استهدف مواقع قوات النظام والمليشيات الموالية له في جبلي التركمان والأكراد، وذلك في إطار معركة تهدف لاستعادة مساحات واسعة ومواقع إستراتيجية حيوية كانت قد خسرتها المعارضة لصالح قوات النظام قبل نحو عام.

 

وقالت شبكة شام إن المعركة تدار من خلال غرفتي عمليات، الأولى “وبشر الصابرين” و الثانية “فإنكم غالبون”. وتشارك فيها مجموعة من الفصائل أبرزها هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية وفيلق الشام والفرقة الساحلية الأولى، إضافة لفصائل أخرى.

 

وأشارت مصادر في الفصائل المشاركة في المعركة إلى أن مدفعيتها قصفت مواقع قوات النظام والمليشيات المساندة له في محاور بلدة كنسبا ورشا وقلعة شلف بجبل الأكراد.

 

ونقلت لجان التنسيق المحلية أن كتائب المعارضة دمرت غرفة عمليات “مليشيا الدفاع الوطني” التابعة لقوات النظام في تلة غزالة بجبل الأكراد بعد استهدافها بقذائف المدفعية والصواريخ.

غاز الكلور

في غضون ذلك أفادت وكالة مسار برس المعارضة وناشطون بقصف مروحيات النظام السوري اليوم مدينة اللطامنة بريف حماة الشمالي بغاز يعتقد أنه الكلور السام. وأوضحت المصادر أن ذلك تسبب في وقوع حالات اختناق في صفوف المدنيين.

 

تجدر الإشارة إلى أن مدينة اللطامنة تعرضت في الأسابيع الأخيرة لهجمات بالكلور تسببت في إصابات وحالات اختناق بصفوف المدنيين.

 

ويأتي هذا التطور بعد يومين من قصف طيران النظام بما يعتقد أنه غاز السارين السام مدينة خان شيخون في محافظة إدلب شمال حماة يوم الثلاثاء، مما تسبب في سقوط أكثر من مئة قتيل و500 مصاب وتسبب في موجة تنديد دولية واسعة للمجزرة الجديدة بأسلحة كيميائية في سوريا.

 

في هذه الأثناء واصلت قوات النظام صباح اليوم قصفها المدفعي على مدينة صوران وقرى معردس والإسكندرية والعبادي التي تسيطر عليها المعارضة في ريف حماة الشمالي وسط البلاد. كما ألقت المروحيات براميل متفجرة على الإسكندرية والعبادي، وفق ناشطين.

 

وتأتي هذه التطورات في وقت نقلت شبكة شام أن فصائل المعارضة في ريف حماة الشمالي صدت محاولات تقدم لقوات النظام على قرية معردس، إضافة لصدّ هجوم على محور بطيش-الترابيع قرب مدينة محردة، حيث قتل عدد من قوات النظام.

معركة درعا

وفي جنوب سوريا شنّ الطيران الحربي الروسي والتابع للنظام صباح اليوم غارات مكثفة على أحياء درعا البلد، وذلك بعدما أعلنت كتائب المعارضة سيطرتها على 45 كتلة سكنية في حي المنشية بدرعا البلد.

 

وجاء القصف العنيف بعدما أعلنت غرفة عمليات “البنيان المرصوص” التابعة للمعارضة المسلحة التقدم داخل حي المنشية في إطار معركة “الموت ولا المذلة” .

 

وأوضحت مصادر المعارضة أن مقاتليها كبّدوا قوات النظام خسائر شملت مقتل عدد من عناصر النظام وجرح العشرات.

 

كما أشارت غرفة عمليات البنيان المرصوص بدرعا إلى مقتل ثمانية من عناصر مليشيا حزب الله اللبناني إثر استهدف مقاتلي الغرفة موقعا عسكريا للمليشيا داخل حي المنشية.

 

وفي دمشق، دارت اشتباكات بين فصائل المعارضة وقوات النظام على جبهة بساتين برزة وشارع الحافظ شرق المدينة اليوم إثر محاولة تقدم جديدة للنظام بالمنطقة، كما دارت معارك عنيفة على جبهات حي القابون، ترافقت مع غارات جوية وقصف مدفعي وبصواريخ أرض أرض على أحياء جوبر والقابون وتشرين وبساتين برزة، وفق لجان التنسيق المحلية.

 

في السياق، قال مراسل الجزيرة إن طفلة ووالدتها قتلتا في قصف رجحت مصادر في المعارضة أنه نفذ من طائرة روسية استهدفت بلدة حَوَّر بريف حلب الغربي, وأضاف المراسل أن القصف الجوي شمل أيضا بلدة خان السبل في ريف إدلب، وهو ما تسبب في اصابة عدد من المدنيين إصابة بعضهم خطيرة, كما تسبب التصعيد بأضرار مادية كبيرة.

 

كما قتلت سيدتان وأصيب آخرون إثر قصف جوي استهدف مدينة سرمدا وبلدة الضاهرية في ريف إدلب الشمالي.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

هجوم خان شيخون يزيد تعقيد سياسة ترمب بسوريا  

قالت صحيفة ديلي تلغراف إن التغير الواضح في طريقة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لمعالجة أمر بشار الأسد قد أضاف المزيد من التعقيد لسياسته المرتبكة بالفعل تجاه سوريا.

 

وأشار الكاتب بارني هندرسون إلى أن استعداد ترمب للوعد باتخاذ إجراء ضد هذا الهجوم الكيميائي البشع والدفاع عن حقوق السوريين الأبرياء بدا للوهلة الأولى كتحول مرحب به عن عقيدته الضيقة “أميركا أولا” عندما أقر أمس أنه لا يمكن أن يقف متفرجا ولا يفعل شيئا بعد الدمار الذي خلفه الهجوم يوم الثلاثاء وأسفر عن مقتل مئة شخص بينهم أكثر من ثلاثين طفلا.

 

يواجه ترمب الآن معضلة ما إذا كان سيحتج على نظام الأسد لارتكابه جريمة حرب أو يعود إلى الموقف الذي أعلنته إدارته قبل أيام بأنه لم يعد هناك تركيز على إزاحة الأسد من السلطة

وأضاف أنه إذا كان ترمب جادا في تأكيده على أن هجوم إدلب تجاوز “العديد من الخطوط الحمراء” وإذا كان يريد الآن التركيز على الحرب الأهلية السورية المتعددة الأوجه، فهناك بعض الخيارات الصعبة بانتظاره.

 

وأردف: إنه يواجه الآن معضلة ما إذا كان سيحتج على نظام الأسد لارتكابه جريمة حرب أو يعود إلى الموقف الذي أعلنته إدارته قبل أيام بأنه لم يعد هناك تركيز على إزاحة الأسد من السلطة، وهو نفس المأزق الذي واجهه أوباما عام 2013 وتراجع في النهاية عن التدخل العسكري نتيجة للتصويت الذي جرى في البرلمان البريطاني ضد الضربات الجوية.

 

وألمحت الصحيفة إلى أن ترمب -بالرغم من تغريداته المتكررة عام 2013 بأنه لا ينبغي أن يكون لأوباما علاقة بسوريا- قد أشار بانتظام إلى هذا القرار باعتباره نوعا من الضعف، وقد ورث هذه الفوضى.

 

ومع ذلك، فإن العديد من أعضاء الحزب الجمهوري لا يلومون أوباما على إدلب ولكن يلومون الإدارة الجديدة نفسها. فقد اتهم السناتور ماركو روبيو وزير الخارجية ريكس تيلرسون بإعطاء الأسد الضوء الأخضر لشن الهجوم عندما قال إن الشعب السوري هو الذي سيحدد مصير الأسد.

 

وختمت الصحيفة بأنه من المفارقات أن ترمب يسير نحو نفس الموقف الراكد الذي وجد فيه أوباما نفسه وجرأ الأسد نهاية المطاف، وأن عليه أن يبدأ في توجيه اللوم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الأزمة السورية وليس أوباما إذا كان جادا بشأن الخطوط الحمراء.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

روسيا تدعو للتحقيق بمجزرة إدلب.. والنظام يكرر روايته

العربية.نت- وكالات

نقلت وكالة الإعلام الروسية عن #وزارة_الخارجية قولها اليوم الخميس إن اتهام #النظام_السوري باستخدام #أسلحة_كيمياوية في #إدلب مسألة سابقة لأوانها، وأضافت أن هناك حاجة لإجراء تحقيق شامل.

ورفضت الوزارة كذلك تأكيدات أميركية بأن الهجوم، الذي قتل فيه 100 شخص على الأقل، يعني فشل الاتفاق على تخلص #سوريا من مخزونها من الأسلحة الكيمياوية، قائلة “إن العملية كانت ناجحة بدرجة كبيرة في الواقع”.

الكرملين: هجوم إدلب وحشي لكن بيانات أميركا غير موضوعية

إلى ذلك، وصف الكرملين الخميس الهجوم الذي وقع في #خان_شيخون بمحافظة إدلب السورية بالجريمة الوحشية، لكنه قال: “إن استنتاجات واشنطن بشأن الواقعة لا تستند إلى بيانات موضوعية. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم #الكرملين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف “كانت هذه جريمة وحشية وخطيرة لكن ليس من الصحيح أن نضع عناوين تحدد مرتكبيها”.

وأضاف أن استخدام الأسلحة الكيمياوية “غير مقبول”، وحث جيش النظام على ضمان عدم وقوع مثل هذه الأسلحة في أيدي من أسماهم بالإرهابيين.

وقال بيسكوف إن أدلة عن الواقعة قدمتها منظمة الدفاع المدني السورية المعروفة باسم الخوذ البيضاء لا يمكن اعتبارها أدلة يعول عليها، مضيفاً “لا نتفق مع هذه الاستنتاجات.”

المعلم يكرر روايته عن المجزرة

من جهته، كرر النظام السوري روايته السابقة للمجزرة، والتي أثبتت تشريحات الجثث في تركيا أنها ناجمة عن قصف بغاز السارين، كما رجحت منظمة الصحة العالمية بدورها استعمال غاز أعصاب. وقال وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم إن الطيران استهدف مخازن كيمياوية للنصرة في #خان_شيخون بإدلب. وفي حين دعت روسيا لتحقيق شامل قبل اتهام النظام، وضع المعلم شروطاً للتحقيق، قائلاً: “لن نقبل بفريق تحقيق لا يعمل انطلاقا من دمشق.”

ونفى المعلم تورط النظام بالمجزرة، متحدثاً عن “حملة ظالمة ضد النظام”. وقال: “لم ولن تستخدم” السلاح الكيمياوي ضد الشعب والأطفال، ولا حتى ضد (من أسماهم) الإرهابيين”.

وأضاف المعلم في مؤتمر صحافي عقده في دمشق : “نحن في تنسيق مستمر مع الجانب الروسي بشأن تحقيق خان شيخون”.

أما عن التحالف الإيراني مع النظام، فقال: “لا شيء يستطيع أن يفصل بيننا وبين إيران ونحن شركاء بالدم”

كما وصف التصريحات الأميركية الأخيرة بالخطيرة، قائلاً: “ندرك خطورة التصريحات الأخيرة”.

وكان الرئيس الأميركي دونالد #ترمب ، قال إن إدارته تشجب #الهجوم البشع والمريع الذي وقع في سوريا الثلاثاء، واعتبر أنه من غير الممكن قبول الأعمال المشينة التي يقوم بها النظام في سوريا.

وصرّح ترمب أن قتل الأطفال الأبرياء بالغاز الكيمياوي انتهاك لما بعد الخطوط الحمراء، مؤكداً أن تهديد #إدارة_أوباما لنظام الأسد بشأن #السلاح_الكيمياوي كان فارغاً.

 

صور مؤلمة لوالد يحتضن جثماني توأمه بعد مجزرة إدلب

دبي – العربية.نت

وقعت #مجزرة_إدلب وانتهت، لكن صدماتها لا تزال تتلاحق كهزات ارتدادية بعد الزلزال، فقد نشرت وكالة “أسوشييتد برس” صوراً لسوري يحمل على يديه طفليه التوأم، وقد أصبحا جثمانين بفعل القصف الكيمياوي الذي تعرضت له بلدة #خان_شيخون الثلاثاء.

عبد الحميد اليوسف (29 عاماً) ظهر في صور نشرتها الوكالة الأميركية حاملاً طفليه التوأم آية وأحمد متمتماً: “قولا مع السلامة.. حبيبيّ.. قولا مع السلامة”.

 

في الهجوم المروع الذي لاقى إدانات واسعة، خسر اليوسف، وهو صاحب متجر، زوجته وطفليه وكذلك عدداً من أقاربه الذين تعرضوا لغاز السارين القاتل، الذي قضى على حوالي 100 شخص في تلك المجزرة، وخلّف زهاء 400 مصاب خنقاً بالكيمياوي.

عندما وقعت الكارثة حمل اليوسف طفليه وزوجته خارج المنزل، وكانوا واعين، وفق ما قال لـ”أسوشييتد برس” وتنقله “العربية.نت”، لكن بعد 10 دقائق بدأوا يشمون رائحة #الغاز القاتل، وبدت أعراض الإصابة على الزوجة دلال وطفليها.

 

وسارع بعد ذلك الرجل بطفليه والزوجة إلى المسعفين معتقداً أنهم سيكونون بخير، وخرج يبحث عن بقية العائلة، ووجد اثنين من إخوته وقد تحولا جثتين هامدتين، وكذلك عدداً من أصدقائه وأقربائه وجيرانه. وقال اليوسف “لم أستطع إنقاذ أي منهم.. ماتوا جميعاً”.

لاحقاً، أخبروه أن طفليه وزوجته قضوا بالمجزرة التي نفذتها قوات #النظام_السوري ودافعت عنها روسيا، وقد خسر كل أولئك وبقيت الصور.

 

الأمم المتحدة تطالب بهدنة شاملة في سوريا لـ3 أيام

العربية.نت

أعلن منسق الشؤون الإنسانية في #سوريا يان إيغلاند الخميس، أن #الأمم_المتحدة طلبت من #أمريكا و #روسيا و #إيران وتركيا التوصل إلى هدنة إنسانية شاملة في سوريا لمدة 72 ساعة.

هذا ودعت الأمم المتحدة إلى دعم روسي أميركي للتوصل إلى حل سياسي.

من جانبه قال #وزير #خارجية #فرنسا #جان_مارك_إيرو اليوم الخميس، إن باريس لا تزال تسعى لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، مضيفا أن #المفاوضات #الدبلوماسية لها الأولوية على أي عمل #عسكري.

وقال إيرو لتلفزيون “سي.نيوز”: “فرنسا لا تزال تسعى للحديث مع شركائها في مجلس الأمن، خاصة الأعضاء الدائمين وبالأخص روسيا”.

وكان مجلس الأمن الدولي، عقد أمس الأربعاء، جلسة لبحث الهجوم على خان شيخون في سوريا.

وقدمت #الولايات_المتحدة و #بريطانيا و #فرنسا مشروع قرار إلى #مجلس_الأمن من سبع نقاط، بشأن مجزرة #إدلب التي راح ضحيتها أكثر من 100 قتيل.

إلا أن #روسيا اعتبرت النص “غير مقبول على الإطلاق”، في مؤشر جديد إلى الانقسامات بين الغربيين وموسكو حول #الملف_السوري.

وأفادت قوى الثورة بمقتل 100 شخص وإصابة 400 آخرين بقصف بالغازات السامة في #مجزرة مروعة ارتكبها نظام بشار #الأسد في ساعات الصباح الأولى الثلاثاء في بلدة #خان_شيخون بريف #إدلب، التي قصفها بالكيمياوي، في مجزرة أعادت صورها إلى الأذهان ما حدث قبل أربعة أعوام في الغوطة.

 

داعش يذبح 33 شابا في دير الزور

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال ناشطون سوريون إن تنظيم داعش ارتكب مذبحة بحق 33 شابا في محافظة دير الزور شرقي سوريا الأربعاء، بالقرب من الحدود مع العراق.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقرا له، إن عناصر داعش ذبحوا الرجال، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 سنة، بالقرب من بلدة الميادين الأربعاء.

 

وأضاف المرصد أنه لم يتضح من هؤلاء الرجال وما إن كانون من الجنود السوريين أو من المعارضة.

 

كما أورد الناشط عمر أبو ليلة، الذي ينحدر من دير الزور لكنه يعيش الآن في أوروبا، عمليات القتل.

 

ونفذ تنظيم داعش عمليات قتل مشابهة في سوريا هذا العام. وعندما سيطر على مدينة تدمر الأثرية، نفذ عمليات قطع رؤوس علنية بما في ذلك مدير عام الاثار السورية الذي علقت جثته على عمود في ساحة رئيسية.

 

بعد إعلان ترامب “تغيّر” موقفه من الأسد.. روسيا تتحدى رئيس أمريكا ليعلن عما سيفعله في سوريا

موسكو، روسيا (CNN)– تحدت روسيا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ليعلن عن استراتيجيته بشأن سوريا بعد أن أعلن أن الهجوم الكيماوي في مدينة خان شيخون بمحافظة إدلب السورية، غيّر حول وجهات نظره حول نظام الرئيس السوري، بشار الأسد.

 

إذ قال ترامب الذي كان يعارض في السابق إزالة الأسد من السلطة، إن الهجوم الذي وقع الثلاثاء في ميدنة خان شيخون التي تسيطر عليها المعارضة، إن الأمر “تجاوز الخطوط الحمراء بمراحل” وإنه لا يمكن التساهل مع هذه “الأفعال الشنيعة من نظام الأسد.

 

لكن ترامب لم يقدم أي تفاصيل حول كيفية تغيير الاستراتيجية الأميركية في سوريا. كما أنه لم ينتقد مباشرة روسيا، التي دعمت الأسد في وجه الإدانة العالمية للهجوم الذي أسفر عن مقتل 86 شخصاً على الأقل، من بينهم 26 طفلاً.

 

وقال وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، الأربعاء، إنه “لا يوجد شك” حول مسؤولية الأسد عن الهجوم، ودعا روسيا إلى “التفكير بعناية” في دعمها المتواصل للنظام السوري.

 

وعندما سُئل عما إذا كانت روسيا ستعيد النظر في دعمها للأسد، تحدت وزارة الخارجية الروسية أمريكا للكشف عما تخطط له واشنطن فيما يتعلق بالأزمة السورية.

 

إذ قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، لشبكة CNN: “نهج روسيا تجاه الأسد واضح، فهو الرئيس القانوني لدولة مستقلة، ما هو النهج الأمريكي؟”

 

وتُعتبر روسيا أقوى حلفاء سوريا، إذ وفرت للأسد قوتها العسكرية، لتعزيز قبضته على الدولة التي تعاني من الحرب الأهلية منذ 6 سنوات.

 

وكان ترامب قد دافع منذ فترة طويلة عن بقاء الأسد في السلطة، في الوقت الذي تُقاتل واشنطن ضد داعش في سوريا، رغم التقارير السابقة المؤكدة عن هجمات كيماوية نفذّها النظام السوري.

 

وأكد ترامب أن إراقة الدماء في سوريا كانت نتيجة لسياسة ضعيفة في ظل إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما. وكان أوباما قد حذر النظام السوري في عام 2012 من أن تنفيذ هجوم كيماوي سيعتبر تجاوزاً لخط أحمر.

 

ولكن في عام 2013، نُفذ هجوم كيماوي في ضاحية الغوطة في دمشق، حيث قال نشطاء إن 1400 شخص لقوا مصرعهم. وألقى باللوم على النظام السوري ودفع ذلك أوباما إلى تهديد بالتدخل العسكري.

 

وقال ترامب، الأربعاء، إن فشل أوباما في تنفيذ تهديده، مثّل “نكسة خطيرة” ليس فقط في سوريا وإنما في العديد من المناطق في العالم.

 

ليبرمان: الأسد مسؤول 100% عن مجزرة ادلب ورد الفعل الدولي صفر

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 6 أبريل 2017

القدس- قال وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان  إنه متأكد “بنسبة 100٪ أن الرئيس السوري بشار الأسد أعطى الأمر بتنفيذ المذبحة المروعة في إدلب”، منتقدا رد الفعل الدولي الضعيف على “التزوير المبتذل”.

 

وفي مقابلة مع صحيفة (يديعوت احرونوت) الإسرائيلية، واسعة الإنتشار اليوم الخميس، قال ليبرمان إن “الهجومين القاتلين بالاسلحة الكيماوية على المدنيين في منطقة ادلب في سوريا وعلى المستشفى المحلي نفذا من قبل الرئيس السوري بشار الاسد بشكل مباشر ومتعمد باستخدام الطائرات السورية، اقول هذا بيقين 100٪ “.

 

واضاف “ان اقسى شيء هو ان الذين تم اجلاؤهم من منطقة التفجير الى المستشفى هوجموا مرة اخرى بالاسلحة الكيماوية حيث قصفت طائرات الجيش السوري المستشفى “.

 

وهاجم ليبرمان “اللامبالاة في العالم في مواجهة هجوم بالأسلحة الكيميائية الذي أودى بحياة أكثر من 100 شخص، بمن فيهم العديد من الأطفال”.  وقال “ان رد فعل المجتمع الدولى هو صفر. انه ببساطة لا وجود له”. واضاف “هذا يقودني الى الاستنتاج ان دولة اسرائيل يجب ان تعتمد على نفسها فقط. لقد حاول الأسد في الماضي الحصول على أسلحة نووية عبر كوريا الشمالية، ولا يختلف عنه الآخرون في المنطقة مثل حزب الله و(الأمين العام للمنظمة، حسن) نصر الله”.

 

وتابع ليبرمان “ما لدينا هنا هو أناس من أكلة لحوم البشر. عندما يسألونني لماذا ليس هناك سلام في الشرق الأوسط فكأنما يسألونني إذا كان آكل لحوم البشر يمكن أن يكون نباتيا. كلمة السلام  ليست ذات صلة بالشرق الأوسط. ويمكننا أن نأتي إلى ترتيبات إقليمية، وليس إلى السلام “.

 

وفيما يتعلق بمسألة ما إذا كانت إسرائيل بحاجة إلى الرد على الأحداث في سورية، قال وزير الدفاع الإسرائيلي “لماذا علينا أن نفعل ذلك بأنفسنا؟ إنها مسؤولية المجتمع الدولي”.  وأضاف “العالم بحاجة إلى تحمل المسؤولية، وبدلا من مجرد الحديث، يحتاج إلى القيام بشيء ما”.

 

بوتين يرفض اتهامات “لا أساس لها” بشأن هجوم كيماوي في سوريا

موسكو (رويترز) – قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس إن من غير المقبول توجيه اتهامات “لا أساس لها” بشأن الهجوم الكيماوي المشتبه به في محافظة إدلب السورية هذا الأسبوع.

 

وقال الكرملين في بيان إن بوتين ناقش القضية في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

 

وذكر البيان أن بوتين “أكد أن من غير المقبول توجيه اتهامات لا أساس لها ضد أحد دون إجراء تحقيق مفصل ومحايد.”

 

وذكرت تقارير أن العشرات قتلوا في هجوم كيماوي يشتبه بضلوع الحكومة السورية في تنفيذه بمحافظة إدلب. وأشارت الحكومة الأمريكية إلى أن قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد هي المسؤولة عنه.

 

وقالت روسيا إن من السابق لأوانه اتهام الحكومة السورية ودعت إلى فتح تحقيق في الحادث.

 

(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

 

تركيا: فحص ضحايا هجوم إدلب يشير إلى تعرض محتمل للسارين

أنقرة (رويترز) – قالت وزارة الصحة التركية يوم الخميس إن نتائج الاختبارات الأولية التي أجريت على ضحايا هجوم أودى بحياة عشرات الأشخاص في محافظة إدلب السورية تشير إلى احتمال تعرضهم لغاز السارين.

 

وأضافت أن 31 شخصا أصيبوا في الهجوم الذي وقع يوم الثلاثاء يعالجون في المستشفيات التركية وأن ثلاثة أشخاص لفظوا أنفاسهم منذ نقلوا من سوريا.

 

وتابعت الوزارة “بناء على نتائج الاختبارات جرى رصد أدلة في المرضى تقود المرء للاعتقاد بأنهم تعرضوا لمادة كيماوية (السارين).”

 

(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

 

ميركل: عدم صدور قرار من مجلس الأمن بشأن هجوم سوريا الكيماوي “فضيحة

برلين (رويترز) – قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الخميس إن عدم صدور قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يندد بهجوم كيماوي مشتبه به في سوريا هذا الأسبوع وأودى بحياة ما لا يقل عن 70 شخصا يمثل فضيحة.

 

وأضافت ميركل في مؤتمر صحفي في شرق ألمانيا “كان هجوما وحشيا لا بد من معرفة تفاصيله. استخدام الأسلحة الكيماوية جريمة حرب.” وتابعت أن هناك دلائل تشير إلى أن قوات الرئيس بشار الأسد نفذته.

 

وقالت المستشارة الألمانية “عدم صدور قرار من مجلس الأمن فضيحة وعلى من عارضوه التفكير في المسؤولية التي يتحملونها.” ورفضت تفسير تعليق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الهجوم “تجاوز خطا أحمر”.

 

(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية- تحرير مصطفى صالح)

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى