أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 08 أذار 2012

أنان يدعو إلى «الواقعية» ويصر على «حل سياسي»

نيويورك – راغدة درغام؛ واشنطن – جويس كرم؛ القاهرة – محمد الشاذلي؛ دمشق، بيروت – «الحياة»، اف ب

يلتقي مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربي كوفي انان اليوم في القاهرة عدداً من وزراء الخارجية العرب، بينهم نائب رئيس وزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة، ومن المحتمل أن يلتقي وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف الذي ينتظر وصوله الى القاهرة للمشاركة في اجتماع مجلس الجامعة غداً السبت، قبل ان يلتقي نظيرته الاميركية هيلاري كلينتون الاثنين.

وقال أنان انه سيبذل كل ما في وسعه «للحث على وقف القتال وإنهاء العنف». وشدد على أن الحل في النهاية يكمن في التسوية السياسية». واضاف «ان الشعب السوري يحتاج إلى المساعدة ويجب توفير هذه المساعدة عبر الجهود الديبلوماسية لأنها بالفعل هي الطريق الأفضل، وكذلك يجب أن نكون واقعيين بشأن الاقتراحات المطروحة للتعامل مع الأزمة، ويجب الا نقوم بإثارة آمال تبدو بعد ذلك غير واقعية»، مشيرا إلى «أن المبادرة العربية جزء من قرارات الجمعية العامة للامم المتحدة، والحل يجب أن يكون منبثقا عن سورية بالمشاركة والتفاوض وذلك في اطار يسمح بالوصول إلى الحل، وهذه هي العناصر الرئيسية لعملنا في سورية».

وأعرب عن أمله في «ألا يفكر أحد بجدية في استخدام القوة في هذا الموقف، واعتقد ان المزيد من العسكرة سيزيد الوضع سوءاً. ويتعين أن نتوخى الحذر والا نقدم دواء أسوأ من المرض. فنحن لا نحتاج للذهاب بعيدا في المنطقة لنجد مثالا لما أتحدث عنه»، في إشارة إلى غزو العراق عندما كان أميناً عام للأمم المتحدة.

وكان انان التقى صباحاً الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الذي أشار إلى أن بعض الفصائل في المعارضة السورية تريد عملا عسكريا لحل الأزمة و»لكن ليس كلهم يريدون ذلك.». كما اجتمع مع وزير الخارجية المصري محمد عمرو.

ويناقش مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في اجتماع دورته الـ137 غدا السبت برئاسة الكويت مجموعة من مشاريع القرارات في ملفات العمل العربي المشترك، بينها ملف الأزمة السورية.

وعلم في واشنطن ان كلينتون ستلتقي لافروف في نيويورك الاثنين المقبل، في اجتماع محوري هو الأول بعد الانتخابات الرئاسيى الروسية. ويتصدر اللقاء الوضع في سورية وتقريب وجهات النظر بين موسكو وواشنطن لايجاد تسوية سياسية.

وأكدت كلينتون أن لقاءها ولافروف الذي يأتي على هامش اجتماع على مستوى الوزراء في مجلس الأمن حول الربيع العربي بدعوة من وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ، «سيسعى لتحسين التعاون في عدد من القضايا الصعبة… أحدها سورية». وأكدت أن الولايات المتحدة «ما زالت تعتقد أن على روسيا الانضمام الى المجتمع الدولي ولعب دور ايجابي لانهاء هدر الدماء وخلق الظروف لمرحلة انتقالية سلمية» في سورية. علما ان وزيرة الدفاع الاميركي ليون بانيتا ركز، خلال جلسة الاستماع الأخيرة أمام الكونغرس، على عدم استبعاده تغييرا في الموقف الروسي والصيني حول سورية.

وفي نيويورك عقدت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمغرب أمس جولة ثالثة من المفاوضات على مشروع القرار الأميركي المتعلق بسورية في استكمال للقاءات التي وصفتها مصادر غربية في المجلس بأنها «ودودة ولكن في الإطار المهني». لكن المصادر أضافت أن أية مؤشرات غير متوافرة حتى الآن بأن «الأجواء هذه ستؤدي الى اتفاق قريب بين السفراء الستة على مشروع القرار».

ووصفت العملية التفاوضية المتعلقة بسورية في مجلس الأمن بأنها «كقيادة دراجة هوائية مع التصميم على مواصلة الدفع»، وهو ما يميز «الاتجاه الغربي المتمثل في التصميم على إنجاح مشروع القرار».

واختلفت مصادر عربية في تقويم الموقف معتبرة أن «ما يجري حالياً هو محاولة لاستنزاف الوقت» مشيرة الى أن الروس والقيادة السورية «وزعوا الأدوار بحيث أوعزت موسكو باستكمال القوات السورية عملياتها العسكرية خلال أيام». وأشارت الى «ازدياد حدة العنف في الحملة العسكرية التي يقودها النظام السوري واستفادته من الوقت الضائع».

وشددت على أن التعديلات الروسية المقترحة على مشروع القرار المتداول «لا يمكن القبول بها». وأضافت أن «التعديلات الصينية متطابقة تقريباً مع التعديلات الروسية وإن كانت الصين تحاول تقديم نفسها طرفاً مستقلاً في المفاوضات».

وعلى صعيد التطورات الداخلية للازمة السورية أعلن امس معاون وزير النفط السوري عبده حسام الدين امس انشقاقه ليصبح أرفع مسؤول مدني ينشق عن النظام. وقال في فيديو وضع على موقع التواصل الاجتماعي «يوتيوب»: أعلن انضمامي الى ثورة هذا الشعب الابي الذي لم ولن يقبل الضير مع كل هذه الوحشية التي يمارسها النظام ومن يواليه لقمع مطالب الشعب في نيل حريته وكرامته». ووجه رسالة الى زملائه في السلك الحكومي الذي قضى فيه 33 عاماً قائلاً انه آثر ان ينضم الى صوت الحق «مع علمي بأن هذا النظام سوف يحرق بيتي ويلاحق اسرتي ويلفق الكثير من الاكاذيب وانصح زملائي ومن لا يزالون بعد عام من السكوت على جرائم هذا النظام ان يتخلى عن هذا المركب الهالك الذى اوشك على الغرق». وكانت الحكومة السورية عينت حسام الدين (58 عاما) في منصبه الحالي بموجب مرسوم رئاسي العام 2009 . ولم يرد اي تعليق رسمي امس على هذا الانشقاق.

ميدانياً استمرت المواجهات امس في جبل الزاوية في محافظة ادلب بين قوات النظام وعناصر منشقة

افاد ناشطون عن استقدام القوات النظامية تعزيزات عسكرية وآليات الى المنطقة التي يتخوف ناشطون ومراقبون من ان تكون مسرحا لعملية عسكرية واسعة النطاق كتلك التي شهدتها مدينة حمص. كما نفذت قوات الامن حملة مداهمات واعتقالات في حي الحويقة في مدينة دير الزور ترافقت مع اطلاق رصاص كثيف. وهاجمت قوات الامن موكب تشييع مجند قتل قبل ثلاثة ايام في حمص بعد ان اطلق عليه الجنود النار بسبب رفضه تنفيذ اوامر باطلاق الرصاص على مدنيين. وكان الموكب الذي انطلق في حي المزة في دمشق يضم مئات الاشخاص، قبل ان تهاجمه قوات الامن وتعتدي بالضرب على عدد من المشيعين وتعتقل بعضهم. واشار احد الناشطين الى ان موكب السيارات تفرق على الاثر، مضيفا ان الصلاة عن نفس المجند مهند الملا ستتم في وقت لاحق اليوم في الجامع الشافعي في حي المزة.

كما اوقفت السلطات السورية امس المحامي والناشط الحقوقي عمر قندرجي في مدينة حمص، وذكر المرصد السوري انه تم اعتقال قندرجي على حاجر في حي الانشاءات المجاور لحي بابا عمرو عندما كان في طريقه لتفقد منزل والدته. والمحامي الموقوف كان من المدافعين عن الناشط السياسي نجاتي طيارة».

وافادت لجان التنسيق المحلية ان قوات الامن نفذت كذلك حملة اعتقالات في الهامة في ريف دمشق واعتقلت اكثر من 50 شابا.

«الجيش الحر» أمام امتحان الوحدة والتسلح تحت مظلة المجلس الوطني السوري

دبي – رياض قهوجي *

أفادت مصادر من داخل المجلس الوطني السوري بأن اتصالات بدأت بهدف تعيين أعضاء مكتب التنسيق العسكري الذي أنشأه المجلس أخيراً، من أجل أخذ زمام المبادرة والإشراف على العمليات العسكرية التي تقوم بها المعارضة لحماية المدنيين. ووفق هذه المصادر، سيتم اختيار أكثر من أربعين شخصية من الضباط المتقاعدين والمنشقين لإدارة مكتب التنسيق العسكري الذي سيتحول تدريجياً إلى الجهة الرسمية «الموثوق بها»، والتي ستتم عبرها عمليات تسليح وتجهيز وتمويل وتنظيم القوات العسكرية لما بات يعرف بـ «الجيش السوري الحر».

التحدي الكبير الذي يواجه المجلس سيكون في توحيد القوى المقاتلة على الأرض، والتي تعمل حالياً في شكل لامركزي ومن دون تنسيق في ما بينها. وتقول مصادر المجلس الوطني انه لا توجد معلومات دقيقة عن هوية وعدد عناصر «الجيش الحر». ذلك أن كل مجموعة مسلحة تتشكل في بلدة أو مدينة مستهدفة تعلن نفسها كتيبة في «الجيش الحر» من دون أن يكون لها بالضرورة تواصل مع القيادة المعروفة لهذا الجيش، والمكونة من مجموعة ضباط يقودهم العقيد رياض الأسعد الذي اعلن قبل شهور تشكيل «الجيش الحر». وقد أدى الغموض الذي يكتنف بعض عناصر هذا الجيش إلى تروي القوى الغربية، خصوصاً واشنطن، في دعم هذا الجيش وتسليحه. ولذلك، كما تقول مصادر المجلس الوطني، إن أحد أهداف إنشاء المكتب العسكري إيجاد قيادة تحظى بثقة القوى الغربية والعربية لتكون عمليات تسليح وتمويل «الجيش الحر» عبرها. وبالتالي، فإن القيادات الحالية لهذا الجيش ستجد نفسها مضطرة، مع الوقت، إلى الانخراط في الهيكلية القيادية التي سيضعها مكتب التنسيق العسكري للاستفادة من المساعدات العسكرية وللعب دور فاعل على الأرض في مواجهة قوات النظام.

التحدي الآخر الذي سيواجه المكتب العسكري هو في الحصول على السلاح وإيصاله إلى الفرق المقاتلة على الأرض. فحتى هذه الساعة اعتمدت قوى المعارضة على رجال أعمال سوريين لشراء أسلحة خفيفة وذخائر من السوق المحلية عبر تجار في لبنان والعراق وتركيا والأردن. كما تم شراء أسلحة من مخازن الجيش السوري النظامي عبر بعض الضباط «الفاسدين» أو المتعاطفين. وفي حين لم تشهد عملية إيصال الذخائر والسلاح إلى مقاتلين في شمال البلاد وجنوبها وشرقها صعوبات كثيرة، شهدت عملية تسليح الثوار في الغرب، خصوصاً حمص وريفها، صعوبات كبيرة بسبب تشديد الإجراءات على الحدود اللبنانية – الشمالية. ولذلك، يقول بعض المراقبين، إن تركيز قوات النظام على حمص كان بسبب كونها الطرف الأضعف تسليحاً بسبب صعوبة إدخال المساعدات لها من أي مكان آخر غير لبنان.

وتقول مصادر المجلس الوطني إن المحادثات بدأت مع بعض دول خليجية وغربية لتزويد «الجيش الحر» بأسلحة تكتيكية نوعية تقلب موازين القوى على الأرض. ويشبه المراقبون الوضع اليوم في سورية كما كان عليه في أفغانستان خلال الاحتلال السوفياتي. إذ إن القوات النظامية السورية مزودة العتاد نفسه تقريباً وتعتمد العقيدة العسكرية السوفياتية. واستطاع الثوار الأفغان عبر صواريخ أرض – جو محمولة على الكتف وصواريخ مضادة للدروع بإلحاق هزائم كبيرة بالجيش السوفياتي وطرده من أفغانستان. وعليه، فإن المجلس الوطني سيركز على الحصول على صواريخ مضادة للدروع، الخفيف منها (مثل «آر بي جي – 7» و «آر بي جي -29») والموجه (مثل «ميلان» و «كورنيت»)، وصواريخ مضادة للطائرات مثل «سام – 7» و «سام – 14» أو «ستينغر»، لمنح وحدات «الجيش الحر» القدرة على تدمير آليات ودبابات الجيش النظامي والحد من الغارات الجوية لمروحياته الهجومية.

كما سيعمد المجلس إلى تزويد الفرق المقاتلة أنظمة اتصال متطورة تعزز التنسيق في ما بينها، خصوصاً عند شن عمليات عسكرية كبيرة على أكثر من محور أو جبهة.

ويعتقد بعض المحللين العسكريين بأن الجيش الحر قادر مع هذه الأسلحة والتجهيزات بأن يشكل المنطقة الآمنة بنفسه، وبدعم محدود يقتصر على الإنذار المبكر والمراقبة من قبل تركيا أو حلف شمال الأطلسي (ناتو).

* باحث في الشؤون الاستراتيجية

آموس وجدت أحياء “مدمّرة تماماً” في حمص

كلينتون ولافروف يناقشان الملف السوري الاثنين

(“النهار”، و ص ف، رويترز، أ ش أ)

واشنطن تبقي كل الخيارات مطروحة في التعامل مع الأزمة السورية

موسكو لا تبحث في مسألة لجوء الأسد وتتهم ليبيا بتدريب المعارضة

للمرة الاولى منذ سيطرة الجيش السوري على حي بابا عمرو في مدينة حمص الخميس الماضي، دخل الهلال الأحمر العربي السوري الحي في رفقة وكيلة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري آموس التي لاحظت ان الحي شبه مهجور وان هناك احياء “دمرت تماما” في المدينة. وتحدث ناشطون سوريون عن ارسال القوات النظامية تعزيزات عسكرية كبيرة الى محافظة ادلب التي يخشون ان تكون هدفاً لها بعد سقوط بابا عمرو. (راجع العرب والعالم)

وفيما من المقرر ان يجري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثات مع وزراء الخارجية العرب في القاهرة السبت تتناول الملف السوري، قال الرئيس فلاديمير بوتين ان مسألة لجوء الرئيس السوري بشار الاسد الى روسيا غير مطروحة للبحث في موسكو. واجرى المبعوث الصيني الى سوريا لي هواشين محادثات في دمشق مع المسؤولين السوريين ومع زعماء للمعارضة السورية في الداخل تناولت المبادرة الصينية ذات النقاط الست لحل الأزمة السورية. اما واشنطن، فأبقت كل الخيارات على الطاولة في ما يتعلق بالتعامل مع الملف السوري، مع التركيز على أهمية بناء تحالف دولي ودفع المعارضة السورية الى التوحد. واعلنت الهيئة العامة للثورة السورية ان 75 قتيلاً سقطوا برصاص الامن السوري في انحاء متفرقة من سوريا بينهم 47 في حمص.

آموس

وصرحت الناطقة باسم آموس، أماندا بيت، بأن المسؤولة الدولية  التي استمرت زيارتها لحمص قرابة ساعة، حاولت تفقد أحياء في المدينة تسيطر عليها المعارضة، لكنها “لم تتمكن من ذلك” لأسباب أمنية.

وقالت ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي التقته اموس في دمشق “أكد لها مع ذلك ان في امكانها التوجه الى حيث تشاء”. واوضحت ان اموس والاشخاص الذين كانوا يرافقونها “سمعوا اطلاق عيارات نارية” خلال زيارتهم. واضافت: “قالت ان الاقسام (في المدينة) التي شاهدوها مدمرة تماما (وان) حمص تشبه مدينة مقفلة تماما” امام السكان. وأشارت الى أنها تواصل اتصالاتها في سوريا في محاولة “لايجاد ترتيب يتيح وصول المساعدة الانسانية لوقت طويل”. ونقلت عن آموس ان الامن مشكلة واضحة وسمعوا اطلاقا للنار وهم هناك. وقالت ان الاجزاء التي شاهدوها من حي بابا عمرو مخربة الى حد بعيد”.

كلينتون

وفي واشنطن، صرحت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون خلال مؤتمر صحافي مشترك بعد لقائها نظيرها البولوني رادوسلاف سيكورسكي، بأن نظام الأسد لن يتمكن من البقاء في سوريا، وأن الأمر مسألة وقت، مشيرة إلى أن الضغوط تتزايد على النظام السوري من جميع الاتجاهات، وأن واشنطن تقوم بكل ما في وسعها مع مجموعة أصدقاء الشعب السوري  لدعم المعارضة السورية وبناء تحالف دولي أقوى لاتخاذ إجراءات على المستوى الإنساني وعلى مستوى عملية الانتقال السياسي اللذين تحتاج إليهما سوريا.

 وقالت: “لقد آن الأوان للدول التي تسلح الأسد وتدعمه أن تعمل على إنهاء سفك الدماء والعمل على تحقيق مستقبل أفضل لسوريا… ونحض جميع الدول على العمل معاً لدعم التطلعات الديموقراطية للشعب السوري”.

وفي ما يتعلق بالاتصالات الأميركية – الروسية في شأن سوريا، قالت إنها تحدثت مع وزير الخارجية سيرغي لافروف و”لا نزال نعتقد أن روسيا يجب أن تنضم إلى المجتمع الدولي وتلعب دورا إيجابيا في محاولة لوضع حد لإراقة الدماء والمساعدة على تهيئة الظروف لانتقال سلمي وديموقراطي هناك”.

وتشارك كلينتون الاثنين في جلسة لمجلس الامن على المستوى الوزاري في شأن الاثر الاوسع نطاقا للربيع العربي وتداعياته وذلك بدعوة من وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ الذي تتولى بلاده الرئاسة الدولية للمجلس.

وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند بأن كلينتون ستغتنم هذه الفرصة لعقد اجتماع ثنائي مع لافروف تتناول فيه موقف بلاده من سوريا.

وطلب لافروف بدوره عقد اجتماع للجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط.

 بانيتا

 الى ذلك، أفاد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أمام جلسة لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، أنه لا معنى للقيام بعمل عسكري أحادي في سوريا، مشيراً إلى أنه ينبغي العمل على بناء تحالف دولي تحسباً لدخول أي مواجهة هناك. وحذر من أن معظم الأنظمة الدفاعية السورية موجودة في أماكن مأهولة وأن استهدافها بضربات جوية سيؤدي إلى مقتل الكثير من المدنيين.

 وقال إن الولايات المتحدة تعمل على زيادة عزلة النظام السوري ديبلوماسياً وسياسياً من خلال التعاون مع الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية في فرض عقوبات عليه، وتقدم المساعدات الانسانية للشعب السوري بمبلغ مبدئي 10 ملايين دولار، كما تعمل مع مجموعة أصدقاء الشعب السوري على تعزيز المعارضة وتشجيعها على توحيد صفوفها للعمل على تحقيق تحول ديموقراطي سلمي من خلال حكومة تحقق وتحترم طموحات الشعب السوري.

 وأضاف أن واشنطن تعمل على “مراجعة المزيد من الخطوات التي يمكن اتخاذها مع شركائنا الدوليين لدعم جهود حماية الشعب السوري”، وأيد تصريحات كلينتون عن إمكان نشوب حرب أهلية في سوريا، وأكد أن واشنطن لا تستبعد أي إجراء ازاء النظام السوري في المستقبل، لكنها تركز حالياً على الحل والمساعي الديبلوماسية وليس التدخل العسكري. وابرز أهمية بناء إجماع دولي متعدد الطرف لدعم اتخاذ أي إجراء في المستقبل وخصوصاً بالحصول على تأييد اقليمي واضح من العالم العربي، وبناء أساس قانوني واضح للقيام بأي إجراء مع ابقاء كل الخيارات على الطاولة.

 ولفت الى ان الولايات المتحدة ستواصل تقويم الوضع السوري والتكيف مع المستجدات، مشيراً إلى أهمية سوريا لاستقرار المنطقة وتركيا ولبنان والعراق وإسرائيل، وأن جميع هذه الدول لها مصلحة في الحيلولة دون حصول أزمة إنسانية في سوريا. كما لفت إلى أن سوريا دولة محورية بالنسبة الى ايران، وهي الدولة الوحيدة الحليفة لها في المنطقة.

 وخلال الجلسة عينها، قال رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي  إن تنظيم “القاعدة” يحاول الاستفادة من الوضع داخل سوريا، إلا أنه ليس جزءاً من المعارضة.

 ودعا الممثل التجاري الاميركي رون كيرك امام لجنة في مجلس الشيوخ الى ان يشطب النواب اسم روسيا من لائحة الدول المعنية بتعديل جاكسون-فانيك العائد الى عام 1974 والذي يمنع الولايات المتحدة من اقامة علاقات تجارية مميزة مع دول مسؤولة عن انتهاكات لحقوق الانسان. ويمنع هذا التعديل الولايات المتحدة من المصادقة على انضمام روسيا الى منظمة التجارة العالمية الذي وقعته  153 دولة عضوا في كانون الاول. وستصير روسيا عضواً، لكن الولايات المتحدة لا يمكنها اثارة خلاف معها.

بوتين

* في موسكو، أعلن الرئيس الروسي المنتخب فلاديمير بوتين، أن مسألة منح الرئيس السوري بشار الأسد اللجوء السياسي ليست مطروحة على بساط المناقشة في روسيا.

 وقال في مقابلة مع الصحافيين في موسكو، رداً على سؤال عن إمكان منح الاسد اللجوء السياسي  وجهته اليه وكالة  “إنترفاكس” الروسية المستقلة: “إننا لا نتطرق حتى الى مناقشة هذه المسألة”.

تشوركين

وفي نيويورك، قال المندوب الروسي الدائم لدى الامم المتحدة السفير فيتالي تشوركين خلال جلسة مشاورات لمجلس الامن في شأن سوريا: “تلقينا معلومات مفادها ان هناك في ليبيا وبدعم كامل من السلطات، مركز تدريب خاصاً لمتمردين سوريين. ويرسل هؤلاء الاشخاص لاحقا الى سوريا لمهاجمة الحكومة هناك”.

دمشـق: نتعـاون مع خطـة البنـود السـتة الصينيـة آمـوس تدخـل بابـا عمـرو … و«حيـث تشـاء» في سـوريا

                      روسيا تتهم ليبيا بتدريب مسلحي المعارضة … وواشنطن تقدم تجهيزات اتصال

رحبت دمشق أمس بالخطة الصينية لحل الأزمة في سوريا، والتي تؤكد فيها بكين مواقفها، وأهمها رفضها تغيير النظام بالقوة، ومعارضة التدخل الخارجي، والدعوة إلى وقف فوري للعنف، وحض مختلف الأطراف في سوريا على الخوض في حوار شامل من دون شروط مسبقة، فيما زارت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس حي بابا عمرو في حمص، بعد حوالى أسبوع على إخراج القوات النظامية المسلحين منه، وذلك بعد ساعات من اجتماعها مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي أكد التزام دمشق بالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في إطار احترام سيادة البلد واستقلاله والسماح لها بزيارة اي مكان تشاء في سوريا في اطار مهمتها.

وفي استنساخ للتجربة الليبية، كشف وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا عن أن الولايات المتحدة تعتزم تقديم مساعدة غير عسكرية للمعارضة السورية ومنها على سبيل المثال تجهيزات اتصال، ولم يستبعد التدخل عسكريا في سوريا، على الرغم من تأكيده ان «الإدارة الأميركية تركز حاليا على مقاربات دبلوماسية وسياسية بدلا من التركيز على تدخل عسكري» وصفه الوزير الاميركي بأنه في ظل افتقاره الى الاجماع الدولي، سيشكل «خطأ كبيرا».

واتهم المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين الحكومة الليبية بإيواء معسكر تدريب لمتمردين سوريين، قبل انتقالهم إلى سوريا لشن هجمات. وقال، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول ليبيا، «تلقينا معلومات مفادها أن هناك في ليبيا وبدعم كامل من السلطات، مركز تدريب خاصا لمتمردين سوريين. ويتم إرسال هؤلاء الأشخاص لاحقا إلى سوريا لمهاجمة الحكومة هناك». وأضاف «هذا الأمر عير مقبول إطلاقا. هذا النشاط يزعزع استقرار الشرق الأوسط».

وكان رئيس الحكومة الليبية عبد الرحيم الكيب اعتبر، في خطاب أمام «مركز السلام الدولي» في نيويورك قبل الجلسة، أن «على العالم مساعدة الشعب السوري في الوصول إلى الحرية». وقال «الوضع في سوريا مشابه تماما» للوضع في ليبيا خلال الثورة والتي تدخل فيها حلف شمال الأطلسي عسكريا بحجة حماية المدنيين. وأعلن ان ليبيا تدعم وتمول المعارضة السورية، داعيا المجتمع الدولي الى تقديم المساعدة لها.

ووصل موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان الى القاهرة للتحضير لزيارته الأولى إلى دمشق المرتقبة السبت المقبل. وقال نائب الامين العام لجامعة الدول العربية احمد بن حلي ان انان سيلتقي الامين العام نبيل العربي اليوم ثم بعض وزراء الخارجية العرب غدا قبل ان يتوجه السبت الى سوريا يرافقه مساعده وزير الخارجية الفلسطيني السابق ناصر القدوة.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن المعلم تسلم رسالة خطية من نظيره الصيني يانغ جيتشي، نقلها مبعوث الوزير السفير الصيني السابق لدى سوريا لي هوا شين الذي التقى شخصيات من المعارضة الداخلية، «تتعلق بعلاقات الصداقة القائمة بين البلدين، ورؤية الصين ذات النقاط الست بشأن إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا».

وعبر المعلم عن «تقدير سوريا لموقف الصين الثابت في المحافل الدولية، وترحيب سوريا بالرؤية الصينية ذات النقاط الست، واستعدادها للتعاون الإيجابي معها باعتبارها الطريق نحو إيجاد حل يقوم على وقف العنف من أي

مصدر كان، وتسهيل جهود الأمم المتحدة في المجال الإنساني، والتعاون مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ودعوة كل الأطراف للحوار الوطني الشامل وتسريع عملية الإصلاح التي انطلقت في سوريا».

بدوره، أكد لي هوا شين «رفض بلاده لأي تدخل خارجي في الشؤون السورية»، موضحا أن «الشعب السوري هو وحده القادر على إيجاد حل للأزمة»، معبرا عن «رفض الصين محاولات استغلال بعض الأوساط للوضع الإنساني من أجل التدخل في الشؤون السورية تحت أي ذريعة كانت». وشدد على «تمسك الصين باحترام سيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، وبأهداف ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة».

والنقاط الصينية الست هي:

أولا، يجب على الحكومة السورية والأطراف المعنية الوقف الفوري والشامل وغير المشروط لكافة أعمال العنف وخاصة أعمال العنف ضد المدنيين الأبرياء، ويجب على مختلف الأطراف السورية التعبير عن مطالبها السياسية بطرق لاعنفية.

ثانيا، يجب على الحكومة السورية ومختلف الأطراف السورية العمل على إطلاق فوري لحوار سياسي شامل من دون شروط مسبقة ولا حكم مسبق تحت الوساطة النزيهة للمبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بشأن الأزمة السورية، حرصا على المصالح البعيدة المدى والأساسية لسوريا وشعبها، وذلك للتوصل إلى توافق الآراء حول خريطة طريق شاملة ومفصلة للإصلاح مرتبطة بجدول زمني وتطبيقها في أسرع وقت ممكن لاستعادة الاستقرار والنظام الاجتماعي الطبيعي في سوريا.

ثالثا، تدعم الصين دورا قياديا للأمم المتحدة في تنسيق جهود الإغاثة الإنسانية، بحيث تقوم الأمم المتحدة أو هيئة حيادية ومقبولة لدى جميع الأطراف بتقييم موضوعي وشامل للوضع الإنساني في سوريا وضمان النقل والتوزيع للمعونات الإنسانية وذلك على أساس احترام سيادة سوريا. إن الصين مستعدة لتقديم مساعدات إنسانية إلى الشعب السوري. ونعارض قيام أي شخص بالتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا بحجة «المسألة الإنسانية».

رابعا، يجب على الأطراف المعنية في المجتمع الدولي الاحترام الكامل لاستقلال سوريا وسيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها، واحترام حق الشعب السوري في اختيار النظام السياسي والطريق التنموي بإرادته المستقلة، وتهيئة ظروف مؤاتية وتقديم مساعدة ضرورية وبناءة لإطلاق الحوار بين الأطراف السياسية السورية واحترام نتائج الحوار. لا توافق الصين على التدخل العسكري ضد سوريا أو فرض ما يسمى بـ«تغيير النظام»، وترى أن فرض العقوبات أو التهديد بفرضها لا يساعد في حل المسألة حلا سليما.

خامسا، ترحب الصين بتعيين المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية (كوفي انان) بشأن الأزمة السورية وتدعم دورا بناء له في إيجاد حل سياسي للأزمة. كما تدعم الجهود الإيجابية المبذولة من قبل الدول العربية وجامعة الدول العربية لحل الأزمة سياسيا.

سادسا، يجب أن يلتزم أعضاء مجلس الأمن الدولي بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية. إن الصين كعضو دائم في مجلس الأمن تستعد للتنفيذ الأمين لمسؤولياتها، وإجراء مشاورات مستفيضة وطويلة النفس على قدم المساواة مع الأطراف الأخرى لحل الأزمة السورية سياسيا، بما يحمي وحدة مجلس الأمن.

والتقى لي هوا شين قيادات من معارضة الداخل بينها رئيس «الحزب السوري القومي الاجتماعي» علي حيدر ورئيس هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديموقراطي حسن عبد العظيم وعضو الهيئة حسين العودات ورئيس «تيار بناء الدولة السورية» لؤي حسين ورئيس «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» قدري جميل.

وقال عبد العظيم لـ«رويترز» ان المعارضة «تركز الآن على الضغط على النظام السوري من اجل السماح بدخول المساعدات الانسانية إلى المناطق المنكوبة في حمص والحاجة إلى دعم الصين لمبادرة الجامعة العربية والأمم المتحدة والتوافق الدولي لحل الأزمة في سوريا».

وأشارت مصادر الى ان قيادات المعارضة ابلغت المبعوث الصيني «ضرورة التأكد من ان العنف لن يحل المسالة، وأن الحل غير موجود الا في الداخل». وأضافت «يجب ان تتم التهيئة للحوار عبر إيقاف العنف وإطلاق السجناء».

آموس تزور بابا عمرو

وشدد المعلم، خلال لقائه آموس والبعثة المرافقة لها في دمشق، على أن «القيادة السورية تبذل قصارى جهدها لتوفير المواد الغذائية والخدمات والرعاية الصحية لجميع المواطنين برغم الأعباء التي تواجهها من جراء العقوبات الجائرة التي تفرضها بعض الدول العربية والغربية على سوريا والتي تمس مباشرة الشعب السوري في معيشته». وأكد «التزام سوريا بالتعاون مع البعثة في إطار احترام سيادة سوريا واستقلالها، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية والمغتربين».

ونقلت «سانا» عن آموس «التزامها وفريقها في مهمتهم بالمعايير الدولية الخاصة بالمساعدة الإنسانية وفي مقدمتها الاستقلالية والحياد». وشددت على «احترام سيادة سوريا، ورفض استخدام البعد الإنساني لأغراض سياسية، ورفضها محاولات الترويج لفكرة الممرات الإنسانية والمناطق العازلة».

وبعد اللقاء مع المعلم زارت آموس حي بابا عمرو في حمص. وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر هشام حسن، في جنيف، إن «آموس دخلت مع فريق المتطوعين من الهلال الاحمر السوري الذي بقي 45 دقيقة في هذا الحي».

وقالت المتحدثة باسمها اماندا بيت، في نيويورك، ان آموس «لاحظت ان الأحياء التي زارتها في مدينة حمص مدمرة بالكامل»، مضيفة انها «حاولت تفقد أحياء في المدينة تسيطر عليها المعارضة لكنها لم تتمكن من ذلك لأسباب أمنية».

وأعلنت بيت أن المعلم أكد لآموس ان «بإمكانها التوجه الى حيث تشاء». وأوضحت أن آموس والأشخاص الذين كانوا يرافقونها «سمعوا إطلاق عيارات نارية» أثناء زيارتهم. وأضافت «قالت ان الاقسام (في المدينة) التي شاهدوها مدمرة بالكامل (وإن) حمص تشبه مدينة مقفلة تماما» أمام السكان. وأوضحت ان آموس تواصل اتصالاتها في سوريا في محاولة «لإيجاد ترتيب يتيح وصول المساعدة الانسانية لوقت طويل».

واشنطن

وقال بانيتا، ردا على اسئلة اعضاء لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ، «تم تخصيص عشرة ملايين دولار من المساعدة الإنسانية، وخصوصا من الأغذية والأدوية، لمساعدة الشعب السوري».

وسأله السناتور الديموقراطي ريتشارد بلومانتال ماذا تم فعله في مجال تجهيزات الاتصال للمعارضة السورية؟ فرد بانيتا «أفضل ان اناقش ذلك في جلسة مغلقة، لكن يمكنني ان اقول لكم اننا نعتزم تقديم مجموعة كاملة من مساعدات لا تتضمن أسلحة قاتلة»، موضحا مع ذلك انه لم يتم تقديم أي مساعدة حتى الآن.

وفي ليبيا في العام 2011 قدمت واشنطن ما قيمته 25 مليون دولار من المساعدات لمسلحي المعارضة، ولا سيما من الحصص الغذائية والمعدات الطبية والخيم والبدلات العسكرية والسترات الواقية من الشظايا.

وقال بانيتا «من الواضح انه لا يوجد حل بسيط أو سريع لهذه الأزمة». وأضاف «نعتقد ان الحل الافضل لهذه الازمة يمر بعملية انتقالية سلمية وسياسية وديموقراطية يقودها الشعب السوري وفقا للخطوط التي حددتها جامعة الدول العربية». وتابع «حتى ولو أننا لا نستبعد اي عمل في المستقبل، فإن الادارة تركز حاليا على مقاربات دبلوماسية وسياسية بدلا من التركيز على تدخل عسكري». وأكد أن «التحرك العسكري الأحادي الجانب في سوريا سيكون خطأ كبيرا»، موضحا أنه « على الرغم من الإجماع في مجلس الأمن للتدخل العسكري في ليبيا إلا أننا لم نصل إلى هذا الإجماع في ما يخص سوريا». وأعلن أن «النظام السوري لا يزال متماسكا، على الرغم من وقوع عدد من الانشقاقات الكبيرة عنه». وقال «نعلم أن المعارضة السورية تقاتل وعمليات الانشقاق تزداد، لكن النظام السوري يستمر في الاحتفاظ بالقدرة العسكرية الكبيرة والمتماسكة».

بدوره، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي إنه «إذا تقرر التدخل العسكري يمكن أن نتحدث عن مساعدات إنسانية في سوريا وفرض حظر جوي وربما يكون هناك ضربات جوية»، مؤكداً أنه «إذا طلب منا التدخل في سوريا فنحن مستعدون لذلك»، لكنه حذر من تحديات تواجه حملة جوية طويلة الامد، موضحا ان الدفاعات الجوية السورية أقوى وأكثر تطورا بخمس مرات من الليبية.

روسيا

وقال الرئيس فلاديمير بوتين إن مسألة منح اللجوء السياسي للرئيس السوري بشار الأسد ليست موضع بحث في روسيا، في أول تعليق له على الأزمة السورية منذ انتخابه رئيسا لروسيا الأحد الماضي.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيزور القاهرة الجمعة والسبت، وسيعقد اجتماعا مع وزراء الخارجية العرب لبحث الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأضافت أن «الجانب الروسي سيركز على ضرورة اتخاذ خطوات منسقة من أجل حل المشاكل الداخلية في دول المنطقة من خلال حوار وطني واسع ومن دون تدخل خارجي».

وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون انها ستلتقي نظيرها الروسي سيرغي لافروف في نيويورك الاثنين المقبل.

تركيا وقطر

وذكرت وكالة الانباء القطرية (قنا) ان رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بحث مع رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان ووزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو، في انقرة، «العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات الراهنة في المنطقة». وكانت الوكالة اشارت الى انه بحث مع داود اوغلو الوضع في سوريا قبل ان تصدر تصحيحا.

وكرر الرئيس التركي عبد الله غول، في تونس، هجومه على الرئيس السوري بشار الاسد، محذرا «اولئك الذين يديرون سوريا حاليا من ان عليهم اتخاذ خيار الآن. ان الطريق الذي تسيرون عليه قاتل ومظلم ومليء بالخيبات».

وجدد الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية، التعبير عن استعداد بلاده لاستقبال الأسد وذلك بهدف «وقف المجازر».

ميدانيات

اعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «مقتل 19 شخصا، بينهم ستة عسكريين، في إطلاق الرصاص في بلدات وقرى كنصفرة وكفرومة ومعصران ومرعيان ومدينة معرة النعمان في محافظة ادلب ومدينة حمص والاتارب في ريف حلب ودرعا وحماه».

وقال «المجلس الوطني السوري»، في بيان، انه «رصد 42 دبابة و131 ناقلة جند انطلقت من اللاذقية متجهة الى مدينة سراقب» في محافظة ادلب، و«أرتالا عسكرية متوجهة نحو مدينة أدلب». وتضم مناطق محافظة ادلب، لا سيما جبل الزاوية، اكبر تجمع لعناصر «الجيش السوري الحر».

(«السفير»، سانا، قنا، أ ف ب، أ ب، رويترز)

أنان يحذّر من اللجوء إلى الخيار العسكري في سوريا والعربي يؤكد إستبعاد السيناريو الليبي

القاهرة- (يو بي اي): حذَّر المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي أنان الخميس، من خطورة اللجوء إلى الخيار العسكري لحل الأزمة السورية، فيما أكّد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن “السيناريو الليبي” غير مطروح على الإطلاق.

وقال أنان، في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة الخميس، إن “استخدام الخيار العسكري في ذلك البلد (سوريا) سيصعِّب الأمور ويزيدها سوءً”.

وأضاف “أتمنى ألا يأخذ أي شخص على محمل الجد قضية إستخدام العنف، فالعملية العسكرية ستؤدي لتفاقم الوضع إلى أسوأ مما هو عليه الآن، وقد سبق أن جرّبنا ذلك في مناطق بالشرق الأوسط”.

وتابع “صحيح أن الشعب السوري بحاجة للمساعدة وعلينا مواصلة العمل الدبلوماسي لمساعدته، ولكن يجب أن نكون واقعيين عند تقديم المقترحات بحيث تكون قابلة للتطبيق وإلا فإننا سنضيع الجهود”.

ووصف أنان الوضع في سوريا بـ “الخطير”، وقال إن “مستويات العنف الحالية في البلاد (سوريا) مرتفعة جداً وغير مقبولة بأي شكل من الأشكال”، مؤكداً “ضرورة عدم التغافل عن تأثير الوضع فيها على المنطقة بشكل عام”.

وأضاف إن “الشعب السوري شجاع ويستحق أفضل من هذا الوضع”، داعياً إلى “وقف القتل والعنف ضده والبدء بإصلاحات سياسية في سوريا”.

وأوضح أنان أن مهمته في سوريا تهدف إلى “وقف العنف وضمان وصول المساعدات الإنسانية وبدء عملية سياسية للوصول إلى حل يضمن الحقوق الديمقراطية للشعب السوري ضمن سياق القرار الصادر عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة”.

واعتبر أن “هناك حاجة لتغيير المسار في سوريا”، وقال إن “المبادرة العربية موجودة وهي تنص على إدارة العملية السياسية بأيد سورية”.

ومن جهته، حذَّر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي من أي عمل عسكري ضد سوريا، مؤكداً “أن السيناريو الليبي غير مطروح على الإطلاق”.

وكان الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان، الذي تم اختياره في شهر فبراير/ شباط الفائت مبعوثاً مشتركاً للأمم المتحدة والجامعة العربية، قد وصل إلى القاهرة مساء الأربعاء وأجرى مباحثات مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في وقت سابق اليوم، تركزت على الوضع الراهن على الساحة السورية.

وقال في تصريح عقب لقائه عمرو “سوف نبذل قصارى جهدنا لوقف العداء والقتل والعنف لأن الشعب السوري الأصيل والشجاع يستحق أفضل من ذلك”.

وأضاف “لا بد أن نفعل كل ما يمكننا لكي نوقف هذا العنف”، وأشار إلى أن “الحل يكمن في التسوية السياسية، وسوف ندفع الحكومة (الى ذلك)”، داعياً “المعارضة السورية الى أن تتحد وتعمل معنا لإيجاد حل يحترم طموحات الشعب السوري”.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية المصري محمد عمرو، إن أنان سيقوم باتصالاته مع السلطات السورية والمعارضة السورية من أجل الوصول إلى تطبيق مبادرة الجامعة العربية بشأن الوضع في سوريا كما سيلتقى أيضاً بجميع الأطراف الفاعلة.

وأشار كامل عمرو إلى أنه أطلع أنان على الموقف المصري حيال الأزمة السورية، موضحاً أن ذلك الموقف “يتركز على الوقف الفوري للعنف في سوريا وبدء الحوار.

وعبَّر وزير الخارجية المصري عن ثقته في قدرة أنان على التوصل إلى حل للأزمة السورية في إطار مبادرة جامعة الدول العربية، معرباً عن إستعداد القاهرة للتعاون مع أنان في جميع خطواته وفى جميع ما سيتخذه من إجراءات.

ومن المقرَّر أن يزور أنان، العاصمة السورية دمشق يوم السبت المقبل بعد أن رحَّبت الحكومة السورية باستقباله.

وتشهد سوريا منذ 15 آذار/ مارس عام 2011 مظاهرات تطالب بإصلاحات وبإسقاط النظام، قدّرت الأمم المتحدة حصيلة القتلى خلالها بـ5400 قتيل، وتقول المعارضة السورية إن العدد يصل إلى 8000 بينهم 590 طفلاً، فيما تقول السلطات السورية إن أكثر من 2400 جندي وعنصر أمن قتلوا في اشتباكات مع “عصابات إرهابية مسلحة” مدعومة من الخارج.

فاليري اموس زارت احياء في حمص ‘مدمرة بالكامل’ .. وتخوفات من عملية واسعة في ادلب

بانيتا لا يستبعد التدخل العسكري في سورية في المستقبل

تقارير عن مشاركة جهاديين اجانب بالقتال ضد النظام

دمشق ـ بيروت ـ عمان ـ وكالات: واصلت قوات الامن السورية عملياتها في المدن السورية حيث اعلن الاربعاء عن رصد دبابات وناقلات جند وقوات عسكرية متجهة الى محافظة ادلب (شمال غرب)، في الوقت الذي طالبت فيه عناصر من المعارضة السورية المجتمع الدولي بإمدادهم بالسلاح للدفاع عن المدنيين، فيما قال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا ‘إن واشنطن تبحث مع شركائها الدوليين الخيار العسكري في سورية إذا لزم الأمر’.

وقال بانيتا في جلسة استماع في الكونغرس الأمريكي بواشنطن عن تطورات الأوضاع في سورية امس ‘ندعم الشعب السوري بكل السبل بما في ذلك العمل العسكري إن لزم الأمر’. وأضاف ‘نعمل على زيادة العزلة المفروضة على نظام الأسد وتوسيع العقوبات’

وتعتزم الولايات المتحدة في الوقت الراهن تقديم مساعدة غير عسكرية للمعارضة السورية ومنها على سبيل المثال تجهيزات اتصال، كما اعلن بانيتا.

وردا على اسئلة اعضاء لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ اثناء جلسة استماع مخصصة للوضع في سورية، قال وزير الدفاع انه تم تخصيص عشرة ملايين دولار من المساعدة الانسانية، وخصوصا من الاغذية والادوية، لمساعدة الشعب السوري.

وسأله السناتور الديمقراطي ريتشارد بلومانتال ‘ماذا تم فعله في مجال تجهيزات الاتصال’ للمعارضة السورية؟.

فأجاب بانيتا ‘افضل ان اناقش ذلك في جلسة مغلقة، لكن يمكنني ان اقول لكم اننا نعتزم تقديم مجموعة كاملة من مساعدات لا تتضمن اسلحة قاتلة’، موضحا مع ذلك انه لم يتم تقديم اي مساعدة حتى الآن.

وخلص الى القول ‘حتى ولو اننا لا نستبعد اي عمل في المستقبل، فإن الادارة تركز حاليا على مقاربات دبلوماسية وسياسية بدلا من التركيز على تدخل عسكري’.

وحذر وزير الخارجية المصري محمد عمرو الاربعاء في بيان من اندلاع حرب اهلية في سورية اذا ما تم تسليح المعارضة السورية.

وقال ان تسليح المعارضة وجناحها العسكري الجيش السوري الحر المؤلف بأكثريته من المنشقين عن الجيش النظامي، ‘سيفضي الى تصعيد الصراع العسكري واشعال حرب اهلية في سورية’.

ومن جهته قال المتحدث باسم المجلس الوطني السوري بسام اسحق في مقابلة مع صحيفة ‘دي تسايت’ الألمانية الأسبوعية المقرر صدورها اليوم الخميس: ‘النظام يهاجم المدنيين وبأسلحة متطورة، لذلك يتعين الدفاع عن المواطنين. فعندما تهاجم دبابة مبنى سكنيا فإننا نحتاج إلى وسيلة لدرء الضرر عنه’.

وذكر اسحق أن بلاده لا تحتاج إلى تدخل خارجي بل إلى مساعدة في الدفاع عن نفسها. وأكد اسحاق ضرورة إنشاء منطقة حماية، وقال: ‘إننا نقبل أي مساعدة من جيراننا لإنشاء منطقة حماية سواء عبر تركيا أو دول أخرى’. ومن جانبه طالب المتحدث باسم المجلس الوطني السوري في المنفى، صديق الموصلي، بإمداد المعارضة بالسلاح لحماية الشعب السوري.

وانضم عدد من الجهاديين السنة الى مجموعة المقاتلين السوريين ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وعددهم الذي لا يزال يشكل اقلية حتى الآن، قد يرتفع في ظل الفوضى التي تعم البلاد.

ويصعب تحديد عدد هؤلاء المقاتلين في كل انحاء سورية، الا ان صحافيا في وكالة فرانس برس امضى حوالى اسبوع في محافظة حمص، لاحظ وجود عدد من الجهاديين السوريين بشكل اساسي، الى جانب بعض الاجانب السنة. كما التقى ببعض المقاتلين المسيحيين.

ويقول قائد مجموعة في الجيش السوري الحر المؤلف من جنود منشقين عن الجيش النظامي ومؤيدين، ‘كان هناك خمسة ليبيين يقاتلون الى جانبنا، وقد قتلوا جميعهم’.

ورفض الشاب الذي رفض الافصاح عن اسمه مقولة وجود عدد كبير من الاجانب بين المقاتلين، مضيفا ‘هناك عدد قليل من جنسيات مختلفة، لكننا سوريون بشكل اساسي’. ونفى اي علاقة لتنظيم القاعدة بالجيش الحر، قائلا ‘لا علاقة للقاعدة بنا. وتنظيم القاعدة لا يهمنا’.

في محافظة حمص، يقول ‘البغدادي’، وهو لبناني استوحى اسمه على الارجح من وجوده في بغداد حيث عمل ‘كقناص’، كما يقول، انه ‘يقاتل في سورية نظام الاسد الظالم’. ويتابع ‘البغدادي’ (29 عاما) الذي كان عاد الى لبنان بعد سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين والتحق اخيرا بالجيش الحر، ان الدين في المعركة الحالية ‘لا اهمية له’، مشيرا الى رفيق له مسيحي يقف الى جانبه.

ويطالب البغدادي الذي كان في العراق يقاتل الى جانب القوات الموالية لصدام حسين ضد القوات الامريكية التي اجتاحت البلاد، ‘بمساعدة من حلف شمال الاطلسي، والا فان النظام سيربح’.

ويروي جهادي آخر، ابو قاسم، رافضا الافصاح عن جنسيته، انه قاتل الجيش الامريكي في افغانستان وفي العراق.

ويطلق عليه رفاقه اسم ‘الطالباني’، نسبة الى حركة طالبان الافغانية. ويطالب ‘الطالباني’ فرنسا بارساء ‘منطقة حظر جوي’ فوق سورية، مضيفا مع ضحكة كبيرة، ‘والا فإننا سنهاجم فرنسا بعد قتل بشار’ الاسد. ثم يقول بعد استعادة لهجته الجدية ‘الامريكيون… لا نريد منهم شيئا.. انهم اعداؤنا’.

ولاحظت مسؤولة الاغاثة في الامم المتحدة فاليري اموس ان الاحياء التي زارتها في مدينة حمص السورية الاربعاء ‘مدمرة بالكامل’، كما اعلنت المتحدثة باسمها اماندا بيت لوكالة فرانس برس.

واضافت المتحدثة ان اموس التي استمرت زيارتها قرابة الساعة، حاولت تفقد احياء في المدينة تسيطر عليها المعارضة للجيش السوري لكنها ‘لم تتمكن من ذلك’ لاسباب امنية.

ودخلت اموس بعد ظهر الاربعاء الى حي بابا عمرو في حمص، بحسب ما افاد متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر وكالة فرانس في جنيف.

واوضح المتحدث هشام حسن ان ‘اموس دخلت مع فريق المتطوعين من الهلال الاحمر السوري الذي بقي 45 دقيقة في الحي’.

واوضح المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في دمشق صالح دباكة ان الفريق وآموس ‘اكتشفوا ما كنا نعلمه منذ فترة وهو ان غالبية سكان بابا عمرو خرجوا من الحي خلال القتال’ الذي حصل في الاسابيع الماضية وانتهى الخميس الماضي بسقوط الحي في ايدي قوات النظام.

وقال بيان ان ‘المجلس الوطني السوري رصد 42 دبابة و131 ناقلة جند انطلقت من اللاذقية منذ ساعات متجهة الى مدينة سراقب’ في محافظة ادلب، و’أرتالا عسكرية متوجهة نحو مدينة أدلب’.

وتوقف عند استمرار القصف على معرة النعمان في ادلب التي ‘سقط فيها العديد من الشهداء’.

مشاهدات من حمص: ام تبحث عن ابنها بين الجثث المكدسة وطفل يموت من سوء التغذية

الفاكهة (لبنان) ـ ا ف ب: لم تتمالك ام حسن نفسها لدى رؤيتها وجه ابنها البكر بين عشرات الجثث المكدسة في ثلاجة مخصصة اصلا لحفظ اللحم المبرد، في المشفى الوطني في تلبيسة، فانهارت وكادت تقع ارضا… كان عناصر الامن اعتقلوا حسن العريس الجديد، قبل ثلاثة ايام من منزل العائلة.

وتروي ام حسن (65 عاما) في منزل في قرية لبنانية قريبة من الحدود السورية في منطقة البقاع (شرق)، ‘دخلوا بيتنا في المساء، قيدوا ابني ثم اعتقلوه، ومنعنا عناصر امن من الخروج الى حين توارى الباقون به عن انظارنا’.

وتضيف هذه السيدة الستينية طالبة عدم ذكر اسمها الحقيقي وعدم تصوير وجهها ‘بعد ثلاثة ايام اتصلوا بي وطلبوا مني ان اذهب الى المشفى الوطني لاستلامه، ففهمت انه قضى’.

وتتابع ام حسن ‘في احد البرادات، بين الجثث المكدسة، كانت جثة ابني الاقرب الى باب البراد، وفي رأسه اثر طلقة رصاص. عندما رأيت الجثة، لم اعد استطيع الوقوف على قدمي’.

وتؤكد ام حسن ان ابنها البالغ من العمر 31 عاما ‘كان عريسا جديدا، ولا علاقة له بأي نشاط معارض’، وان عائلات كثيرة في المدينة فقدت ابناءها من دون معرفة السبب.

قبل اربعة ايام، قررت ام حسن الخروج من تلبيسة الى لبنان مع افراد عائلتها الآخرين بسبب صعوبة الوضع في المدينة.

وتقول ‘الوضع صعب جدا، قصف يومي، والامن يداهم منازل عديدة. احرقوا بعض البيوت، وحطموا مححتويات بعضها الآخر او سرقوها… لقد فقدت ابنا رحمه الله، ولا اريد ان افقد آخر’.

وخرج افراد العائلة ‘بالثياب التي كنا نلبسها، لاننا كنا نريد ان نتحرك بسرعة وخفة’. وساروا على الاقدام الى خارج المدينة حيث كانت بانتظاهرهم سيارة اجرة نقلتهم الى الحدود اللبنانية.

ويروي النازحون من تلبيسة ان الافران في المدينة تفتح ابوابها ساعتين صباحا فقط، فيما المدارس مقفلة، والمازوت مقطوع.

وتقول ام حسن ‘عندما يعرف الناس ان هناك صهريج مازوت دخل الحي، يتهافتون ويقفون في طابور طويل لشراء بضعة لترات’.

في منزل آخر قريب، يروي خالد (28 سنة، عامل) الذي انتقل قبل ايام الى لبنان، وهو من تلبيسة ايضا، ان احد اصدقائه اوقف على حاجز امني عندما كان معه، ولم يعرف عنه شيئا منذ ذلك الوقت.

ويقول ‘منذ شهرين ونصف تقريبا، كنت مع صديق لي من بابا عمرو في السيارة. اوقفنا حاجز للامن، تركوني اذهب، وقالوا له انت من بابا عمرو انزل. اخذوا منه الهاتف الجوال وادخلوه الى المركز’.

ويضيف ‘ذهبت الى العناصر وقلت لهم ماذا افعل؟ انتظره ام اذهب؟ قالوا اذهب انت وهو سنحوله الى فرع المخابرات، واذا لم يكن عليه شيء سنخلي سبيله’.

ويقول خالد ‘ما زال صديقي معتقلا منذ ذلك الوقت، ولا نعلم عنه اي شيء’.

ويؤكد خالد ان عناصر الامن السوري يوقفون ‘الشباب اما لاشتباههم في انهم ناشطون او ليعرفوا منهم اسماء الناشطين. واذا كان الشاب المعتقل لا يعرف فعلا اي معلومات فقد لا يصدقونه ويقتلونه، وقد يصدقونه ويفرجون عنه. لا توجد قاعدة لهذا الامر’.

وبحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة، انتقل الى لبنان في نهاية الاسبوع الماضي حوالى الفي نازح من سورية، معظمهم من محافظة حمص (وسط) التي تشهد عمليات عسكرية واسعة.

ويقيم معظم النازحين الذين تقدر الامم المتحدة عددهم الاجمالي ب7058 شخصا، في منطقة وادي خالد في الشمال وفي بلدات وقرى في البقاع (شرق).

وفي بيت مؤلف من غرفتين قرب بلدة الفاكهة في البقاع، يقيم محمد (30 عاما) وعائلته المكونة من زوجته واولاده الثلاثة الى جانب ثلاث عائلات اخرى. وقد هرب محمد من حي باب عمرو في حمص ‘قبل سقوطه’ بيد القوات النظامية الخميس الماضي.

في بابا عمرو، يروي محمد ‘كنا نلجأ الى قبو واسع في المبنى الذي نقيم فيه للاحتماء من القصف’، مضيفا ان ‘طفلا في الشهر الثالث او الرابع من عمره توفي في القبو معنا بسبب سوء التغذية’.

ويتابع ‘لم يعد يوجد في الحي اي محل لبيع المواد الغذائية، والجيش ضرب خزانات المياه’.

ويقول محمد ‘في الايام الاخيرة لوجودنا في الحي، اصيب منزل امي العجوز بقذيفة في الصباح، ولم نتمكن من اخراجها من البيت الا مساء بسبب القصف والقنص، لكن الحمد لله كانت اصابتها طفيفة’.

ويروي محمد ان احياء بابا عمرو اصبحت في الايام الاخيرة مقفرة، وان الاجتماع الوحيد لاهالي الحي كان في صلاة الجمعة ‘رغم العدد القليل بسبب القصف المتواصل’.

بوتين: منح الاسد اللجوء في روسيا ليس موضع بحث

‘التوازن’ مفتاح استجابة روسيا لمشروع قرار بشأن سورية

موسكو ـ ا ف ب ـ رويترز: قال الرئيس فلاديمير بوتين الاربعاء ان مسالة منح اللجوء السياسي للرئيس السوري بشار الاسد ليست موضع بحث في روسيا، في اول تعليق له على الازمة السورية منذ انتخابه رئيسا لروسيا الاحد.

وردا على سؤال صحافيين هل ان روسيا يمكن ان تمنح اللجوء السياسي للاسد قال بوتين ‘نحن حتى لم نتطرق الى هذا الامر’، بحسب وكالات روسية.

وكان الرئيس التونسي المنصف المرزوقي قال في نهاية شباط/فبراير ان بلاده على استعداد لمنح اللجوء السياسي لبشار الاسد لكن بامكانه ايضا اللجوء الى روسيا.

وطلب المرزوقي اثناء المؤتمر الدولي ‘لاصدقاء روسيا’ الذي جمع 60 دولة في تونس ‘الحصانة القضائية’ لبشار الاسد واسرته واشار الى لجوء محتمل للاسد الى روسيا.

واوضح حينها الرئيس التونسي انه يتعين التوصل الى حل مثل منح الرئيس السوري واسرته واعضاء نظامه الحصانة القضائية ومكان لجوء يمكن لروسيا ان توفره.

وأعرب الرئيس التونسي منصف المرزوقي الأربعاء عن أمله في أن يقوم بوتين بدور هام في حقن دماء السوريين، وإيجاد حل سلمي للأزمة في سورية. وقال عدنان منصر الناطق الرسمي بإسم الرئاسة التونسية في بيان وزعه، إن المرزوقي أعرب عن هذا الموقف خلال إتصال هاتفي أجراه امس مع بوتين هنأه فيه بانتخابه رئيسا للجمهورية الفدرالية الروسية.

وأشار إلى أن المرزوقي أكد للرئيس الروسي حرصه على مزيد دفع وتعزيز علاقات التعاون بين بلاده وروسيا.

وأضاف منصر، إن بوتين أكد للمرزوقي أن روسيا ‘ستقوم بكل ما في وسعها لحل الأزمة السورية في أسرع الأوقات، وتخفيف معاناة الشعب السوري وتحقيق أماله في الإستقرار’.

وقال إن الرئيس الروسي المنتخب،’ دعا الرئيس المرزوقي إلى زيارة موسكو قريبا من أجل تدعيم العلاقات الثنائية’.

وستتعلق استجابة روسيا لمشروع قرار جديد لمجلس الامن يدعو الى انهاء العنف في سورية على ما اذا كانت موسكو راضية بأنه يمثل ضغطا كافيا على المعارضين المسلحين للرئيس بشار الاسد.

وبعدما حمت روسيا والصين سورية من الادانة الدولية بعرقلة مشروعي قرارين ساندهما العرب والغرب تأمل الولايات المتحدة ان يؤدي إظهار موقف موحد من جانب القوى الكبرى الى أن يدرك الاسد انه يخاطر بفقد التأييد الدولي.

وسيختبر مشروع القرار الجديد الذي صاغته واشنطن رغبة رئيس الوزراء فلاديمير بوتين في التوافق مع الغرب بعد انتخابات اجريت يوم الاحد الماضي فاز فيها بفترة رئاسية جديدة مدتها ست سنوات.

ولا تجعل تحذيرات بوتين من التدخل الامريكي في شؤون الدول ذات السيادة الاتفاق بعيد المنال. لكن روسيا لن تدعم اي نص يمكن تفسيره كمحاولة للاطاحة بالاسد تحت ستار المخاوف الانسانية.

وأوضحت موسكو انها لا تنوي تغيير موقفها بشأن سوريا -والذي عرضها لانتقاد شديد من الغرب- من اجل التوصل لاتفاق وقالت انها لن تدرس تأييد الصيغة الامريكية بدون ادخال تغييرات عليها.

وقال نائب وزير الخارجية جينادي جاتيلوف يوم الاثنين ان نص المسودة الجديدة انما هو ‘نسخة معدلة تعديلا طفيفا’ من الوثيقة التي اعترضت عليها روسيا والصين بحق النقض (الفيتو) قبل شهر. واضاف ‘ينبغي أن تكون أكثر توازنا’.

وكنت كلماته احدث اشارة من جانب روسيا الى ان اي قرار بشأن سورية يجب ان يوازن الضغط على القوات الحكومية بمطالب مماثلة من المعارضة السورية المسلحة.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أمس الثلاثاء ان الاتفاق بشأن مشروع القرار السابق كان ممكنا لكن روسيا عرقلته لانه طالب القوات الحكومية السورية بالانسحاب من المدن بدون وضع ضغط مماثل على المعارضين.

وتشمل مسودة القرار الامريكي دعوة ‘للعناصر المسلحة في المعارضة السورية الى الامتناع عن كافة اشكال العنف على الفور’ بعدما تنهي الحكومة عملياتها العسكرية.

وقد تعارض روسيا التي تقول ان اول خطوة لحل الازمة في سوريا يجب ان تكون وقف الجانبين للعنف الاقتراح بأن على الحكومة وقف القتال اولا وربما تدعو لمزيد من المطالب المحددة فيما يخص المعارضين.

ومن العقبات الاخرى تحديد الطرف الذي يتعين تحميله مسؤولية اراقة الدماء في سوريا حيث تقول الامم المتحدة ان القوات الحكومية قتلت اكثر من 7500 مدني في الحملة التي مضى عليها عام. وتقول حكومة الاسد ان نحو 2500 من قوات الامن لقوا حتفهم على يد من تصفهم ‘بالارهابيين المسلحين’.

واتهمت موسكو الدول الغربية مرارا بتشجيع معارضي الاسد على الضغط للاطاحة به وقالت ان الجماعات المسلحة يقع عليها كثير من اللوم في العنف.

واتخذت روسيا موقفها بشأن سوريا بعد أن عبرت عن غضبها تجاه حملة حلف شمال الاطلسي التي ساعدت في الاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي العام الماضي.

وكانت موسكو قد امتنعت عن التصويت في مجلس الامن على القرار الذي منح التفويض بشن هذه الحملة على ليبيا لكنها اتهمت التحالف بتجاوز تفويضه لحماية المدنيين وباستغلال القرار للاطاحة بالقذافي.

وشبه بوتين القرار ‘بالدعوة للحملات الصليبية في العصور الوسطى’ وانتقد الغرب خلال حملته الانتخابية.

وابلغت وزارة الخارجية الروسية الغرب امس الا يتوقع تغيرا بشأن سوريا بعد انتهاء الحملة قائلة ان موقفها لا علاقة له بالسياسة الداخلية.

لكن مخاوف روسيا بشأن ضغط الغرب ودول الخليج العربية من اجل تنحي الاسد ربما لا تعرقل الاتفاق لان مشروع القرار لا يصل الى حد الموافقة على خطة الجامعة العربية التي تدعو الاسد الى نقل السلطة الى نائبه للاعداد لانتخابات حرة.

وتنتقد روسيا هذه الخطة قائلة ان السوريين هم من يقررون مستقبلهم السياسي وان المحادثات بشأن انهاء الازمة يجب الا تكون بشروط مسبقة.

لكن موسكو عبرت عن دعمها لمبادرة اكثر غموضا للجامعة العربية جرى تبنيها في نوفمبر تشرين الثاني ولجهود الاغاثة الانسانية في حين حذرت من استخدام جهود الاغاثة لفرض التغيير السياسي على سوريا.

وقد توافق روسيا على مشروع القرار كدليل على ان موقفها بشأن سوريا قائم على المبادي ولا تحركه جهود لحماية رجل يمنحها موطئ قدم في الشرق الاوسط.

ومن شأن التوصل لاتفاق ان يساعد على استمرارا الجهود الرامية لحل الازمة السورية في مجلس الامن عن طريق ضمان مشاركة روسيا كواحدة من الاعضاء الدائيمن في المجلس.

واذا لم يتم التوصل لاتفاق فإن الولايات المتحدة قد تتخذ الموقف الروسي ذريعة للجوء الى وسائل ضغط اخرى مثل مجموعة ‘اصدقاء سوريا’ التي لا تتمع فيها موسكو بأي نفوذ.

واظهرت موسكو تصميمها على استمرار دورها في الجهود الدبلوماسية الخاصة بسوريا من خلال اعلانها ايفاد وزير خارجيتها سيرجي لافروف الى اجتماع مع نظرائه العرب في القاهرة يوم السبت المقبل بينما يتوجه كوفي عنان مبعوث الامم والمتحدة والجامعة العربية الى دمشق.

حرب بشار الأسد لا تقل ضراوة وحقداً عن حروب اسرائيل ضد لبنان وغزة

الحريري في حفل اطلاق وثيقة تيار المستقبل حول الربيع العربي:

بيروت ـ ‘القدس العربي’ من سعد الياس: أعلن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ‘ان الربيع العربي يتيح أمام اللبنانيين فرصة ذهبية لتحديث تجربتهم الديمقراطية وتصفيتها من مخلفات الحروب الطائفية’، ومشيراً الى ان ‘الحرب التي يشنها الرئيس بشار الاسد على حمص لا تقل ضراوة وشراسة وحقداً عن حروب اسرائيل على لبنان وغزة’.

كلام الرئيس الحريري جاء في كلمة وجهها من السعودية عبر شاشة كبيرة في ‘بيت الوسط’، لمناسبة اطلاق الوثيقة السياسية ‘لتيار المستبقل’ تحت عنوان ‘تيار المستقبل وآفاق الربيع العربي’، في حضور نواب قوى الرابع عشر من آذار، اضافة الى شخصيات روحية ودبلوماسية وحشد من مناصري ‘المستقبل’ وممثلين عن 14 آذار.

وقال ‘أتوجه إليكم، وانتم في بيتكم، ‘بيت الوسط’، بروح الاعتدال والمحبة والانفتاح، الروح التي نشأنا عليها، وأقمنا معها عقداً على الوفاء، لوطننا لبنان، وعروبته ورسالته الحضارية. أتوجه إليكم، بما عرفتموه عن الرئيس الشهيد رفيق الحريري، شهيد الاعتدال، والعيش المشترك، والوحدة الوطنية، وشهيد القرار الوطني الحر المستقل، وطليعة شهداء الربيع العربي، ربيع الاستقلال اللبناني الثان. اتوجه إليكم، بروح الميثاق الوطني، الذي صنعه رجال الاستقلال الأول عام 1943، وبروح وثيقة الوفاق الوطني التي اقرها اللبنانيون في الطائف، واخرجت لبنان من دوامة الصراع الأهلي الدموي’، واكد ان ‘المسلمين في لبنان، ليسوا كياناً سياسياً مستقلاً، قائماً في ذاته، بل هم ركن من أركان المعادلة الوطنية، التي يشكل المسيحيون في لبنان نصفها الأول’. اضاف ‘الاجتماع، الذي نحن في صدده اليوم، ومشروع الوثيقة التي اعدت للصدور عنه، يعبّران عن هذه الحقيقة، وعن الوظيفة الوطنية والقومية النبيلة التي تجتمعون من اجلها. وإذا كان القول الشائع، بأن لبنان، بلد يحلّق بجناحين، هو قول يعبر عن واقع الحياة المشتركة، بين المسلمين والمسيحيين، فإن التحديات التي تواجه هذه الحياة، تتطلب مبادرات مسؤولة وشجاعة، في حجم ما تقدمون عليه، وفي مستوى الرؤية التي تواكب المتغيرات المحيطة بنا’.واعتبر ان ‘الربيع العربي، يتيح امام اللبنانيين، فرصة ذهبية لتحديث تجربتهم الديموقراطية، وتصفيتها من مخلّفات الحروب الطائفية وسياسات الاستقواء والرهان على الخارج. واللبنانيون جميعاً، معنيون بالتقاط هذه الفرصة، وتجنب القراءات الخاطئة لمسار الربيع العربي، وخصوصاً التغيير الحتمي القائم في سورية’، مشيراً الى وجود ‘أنظمة سياسية عمياء، رهينة حب الاستئثار الأبدي بالسلطة، اختارت أن تقود بلدانها، بشعارات المزايدة والممانعة المزيفة في خدمة الحزب الواحد والرئيس القائد. وهناك شعوب، قررت ان تكسر ابواب السجن الكبير، وان تصعد ببلدانها، نحو المسار الديمقراطي، لترفع عن عيونها غمامة عشرات السنين من القهر، والظلم، والاستبداد، لتنهي إلى غير رجعة، زمن الخوف الأبدي، والطاعة المطلقة للحكام، واحزابهم المحنطة’.

وتابع الحريري’ اللبنانيون امام هذا المشهد، إما ان يختاروا طريق الالتحاق بالأنظمة العمياء، فيعملون على تجميل الوجه الإجرامي القبيح لتلك الأنظمة وإما ان يأخذوا بيد الشعوب الحرة، في مطالبتها بالحرية والعدالة. وفي يقيني ان شعب لبنان، بأصالته الديمقراطية، لن يختار سوى طريق الشعوب. هذا ما يقوله المنطق، وما توجبه مصلحة لبنان. وإن كان هناك بين اللبنانيين من يرى، مع الأسف، خلاف ذلك، ويصر على ان يقرأ التطورات في سورية بعيون النظام الأعمى. هذه قراءة، أقل ما يمكن ان يقال فيها، إنها قراءة غير اخلاقية. هناك قاتل اسمه نظام بشار الأسد، يرتكب يومياً وفي الجرم المشهود، عشرات عمليات القتل، الموثقة بالصوت والصورة في كافة انحاء سوريا. وهناك مدينة اسمها حمص، شنّ عليها بشار الأسد حرباً لا تقل ضراوة وشراسة وحقداً، عن حروب إسرائيل ضد لبنان، وغزة. وهناك فرق، من الدبابات والشبيحة تقوم بمحاصرة المدن والقرى، من درعا الى إدلب، ومن بابا عمرو إلى جسر الشغور، وتمنع المياه والغذاء والدواء عن مئات آلاف المواطنين السوريين’، وسأل ‘أي دين واي دستور يجيز تبرير كل هذه الجرائم؟ اين هي مصلحة لبنان، من الرهان على نظام، يغرق في حقول الموت التي انشأها؟ هذا رهان وتبرير غير أخلاقي. ولن يشرف اللبنانيين ان يكون بين قياداتهم من يشارك في التغطية على ذبح الشعب السوري’.

ودعا ‘اصدقاء النظام السوري في لبنان، الى ان يعوا هذه المسألة، وان يدركوا ان قوة الحديد والنار لن تتمكن من إعادة عقارب الساعة الى الوراء. هذا النظام، يستطيع ان يعيش لأسابيع أو شهور عدة، لكن الشعب السوري هو الذي سيبقى الى الأبد. هذه سنة الحياة، وسنة التاريخ، وهذه إرادة الشعوب’.’

واعلن الحريري ان ‘اجتماعنا اليوم ثمرة من ثمار هذه الإرادة الوطنية، التي عاشها ومضى على طريقها الرئيس رفيق الحريري وهو خطوة في اتجاه التفكير السليم نحو مبادرات مسؤولة تساهم في إعداد البلاد لمواجهة المرحلة واستحقاقاتها. نحن نقدّر عالياً مساهمات الحلفاء في قوى 14 آذار من خلال المواقف والوثائق التي تحاكي الربيع العربي، وفي مقدمتها، شرعة الرئيس امين الجميل ومواقف الدكتور سمير جعجع، والوثيقة المسيحية للقاء سيدة الجبل، والبيان المميز لأبناء ومثقفي الجنوب، والمواقف المعلنة للشخصيات الوطنية واهل الرأي. إن هذه المبادرات تعكس التزاماً كبيراً بالربيع العربي وقضاياه في إقامة مجتمع الحرية والعدالة والديمقراطية’.

واوضح ان ”تيار المستقبل’ يقدم هذه الوثيقة مساهمة في إغناء الحوار بين كل القوى المؤيدة لحق الشعوب العربية في الديموقراطية وتداول السلطة’. ثم تلا الرئيس فؤاد السنيورة نص الوثيقة.

اضطرابات سوريا تنشّط المجتمع المدني… ومنظمّاته

طارق عبد الحي

خاص بالموقع – دمشق | بين مسيرات «دعم إصلاحات» السلطة السورية، والشكر لمواقف «الشقيقة» روسيا ونشاطات أخرى، جميعها دعوات تصل كرسائل نصيّة إلى هواتف السوريين تحت مسمّى «الفعاليات الشبابيّة الوطنية»، ما يجعل البلاد تبدو في حضرة حالة جديدة من منظمات المجتمع المدني التي أفرزتها الأحداث السورية منذ عام.

وبينما يصف هؤلاء الموالون أنفسهم بـ«الشباب المستقل الواعي العامل على بناء سوريا المتجددة»، فإن المعارضين لا يترددون في وصفهم بـ«الشبيحة»، جرّاء بعض ما يقومون به من نشاطات أقرب إلى الاستفزاز بحسب تعبير المعارضين.

لعل مفهوم المجتمع المدني في سوريا هو أمر شبه مفقود في البلاد. لكن، في السنوات القليلة الماضية، بدأت تظهر إلى العلن عشرات الجمعيات والمنظمات غير الحكومية التي تدعم مفهوم العمل التطوعي والنشاط الاجتماعي. غير أنّ معظم أنشطتها انحصر في المجالين الصحي والبيئي، إضافة إلى العمل الخيري، رغم الحضور الحاشد التي تمتعت به هذه الجمعيات بفضل تحالف سلطة الدعم المالي والعلاقات العامة وتعيين كبار رجال الأعمال في إدارات هذه الجمعيات، ما جعل انتشارها واضحاً. ومع بدء الأزمة في أرض الشام، بدأت تبرز إلى العلن منظمات وجمعيات شتى تتنافس في ما بينها على دعم السلطة ومؤازرة «مسيرة الإصلاح»، لتشهد شوارع دمشق والمدن السورية نشاطات شتى تتنوع تسميات منظميها، من «فريق دمشق التطوعي» و«بصمة شباب سوريا» و«شباب العلم السوري» و«نسور سوريا» وغيرها.

يعرّف «شباب فريق دمشق التطوعي» عن أنفسهم بكونهم الأقدم، حيث بدأوا عملهم في عام 2005، لكن توجههم تغيّر بعدما جرى احتضان الفريق من قبل محافظ دمشق بشر الصبان، إذ جرى تغيير توجُّه عمل الفريق، فأصبحت خطة عمله لا تعتمد على المشاركة في الفعاليات الآنية التي تنتهي بانتهاء المناسبة فحسب، بل تتخطّى ذلك لتؤدّي دوراً أكبر عبر تنفيذ مشاريع تنموية تساعد الحكومة في تحولها إلى اقتصاد السوق الاجتماعي، وتعمل على تعزيز مبدأ المسؤولية الاجتماعية لدى الجميع وتنمية حس المسؤولية للفرد لجعله شريكاً في المحافظة على الخدمة العامة. وتنوّعت نشاطات «شباب فريق دمشق التطوعي» بين حملات لشرح الدستور الجديد، والتظاهر لاستقبال وزير الخارجية الروسي، «الرفيق» سيرغي لافروف، أو التوقيع على رسالة كبرى بعنوان «المجلس الوطني لا يمثلني» لتسليمها إلى بعثة مراقبي الجامعة العربية.

في المقابل، يقول منظّمو «تجمع شباب العلم السوري» عن أنفسهم إنهم «كتيبة ضخمة من الشباب السوري الواعي والمتميز بعمله الميداني والمستعدّ للعمل الدائم والمستمر عبر الحملات الفعالة والمرئية». ويشيرون إلى أن الكوادر الأساسيين لـ«تجمع شباب العلم السوري» هم «أبناء سوريا وشبابها الهادفون إلى بعث رسالة صحيحة ودقيقة عن الشعب السوري ووعيه وإرادته القومية، إذ إن فعالياتنا بالكامل تجري بالتعاون مع الشعب السوري الأبي بكافة أطيافه». ويتابع هؤلاء أنه «لإدراكنا بواجب الوقوف صفاً واحداً شعباً وقيادة في مواجهة المؤامرة الخارجية، قرّرنا الالتزام بإطلاق الحملات الميدانية والمعنوية». ومن بين أبرز نشاطات هؤلاء الموالين:

حملة رفع أكبر علم سوري بطول 2300 متر وعرض 18 متراً، رُفع في دمشق ضمن حشد كبير، ومن ثم في باقي المحافظات السورية. كذلك كان لافتاً قيام الفريق بحملة «أكبر انتساب لحزب البعث العربي الاشتراكي»، وأخيراً نصب تمثال للجندي السوري في ساحة الأمويين وسط دمشق.

وفي السياق، نشطت منظمات أخرى في التظاهر أمام السفارات الغربية والعربية واقتحام بعضها، كالقطرية والإماراتية، بعد صدور قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا. في المقابل، تسيّر هذه المنظمات الموالية تظاهرات، آخرها كان قبل يومين أمام السفارة الروسية في دمشق، لشكر موسكو ولتهنئة الرئيس فلاديمير بوتين بفوزه. وبالطبع، بذلت تلك المنظمات جهداً كبيراً خلال دعوات المعارضة لتنفيذ «إضراب الكرامة» والعصيان المدني «منعاً لتخريب البلاد» على حدّ قولها. ورغم إصرار معظم هذه الفعاليات على أنها لا تتلقّى تمويلاً من السلطة أو من مقربين منها، وأنها تموِّل نفسها بنفسها، فإنّ عدداً من النشطاء في البلاد تحدثوا عن دعم تتلقاه هذه المنظمات من كبار رجال الأعمال أو ممن يعملون هم أو أسرهم تحت راية السلطة. ويبدو أن هذا التمويل يغطّي كافة ما تقوم به من أنشطة تتطلب طباعة للافتات وشعارات على الملابس، إضافة إلى تجهيزات ضخمة للصوت والأعلام السورية وغير السورية ذات الحجم الكبير، فضلاً بالطبع عن الإعلان عن كل ما يقومون به في وسائل الإعلام وعبر شركات الهاتف المحمول. ويؤكد المنضوون تحت هذه المنظمات أن جميع فعالياتهم ومسيراتهم مرخَّصة بموجب قانون التظاهر السلمي. ويشكّك المعارضون في صدقية هذا الكلام، مستدلين بحديث وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن ضرورة حماية البعثات الدبلوماسية، وذلك إثر التظاهرات الغاضبة التي شهدتها سفارات أو مقار إقامة السفراء في عاصمة الأمويين والهجمات عليها.

في جميع الأحوال، فإنّ دور النظام ووسائل إعلامه لا يمكن إغفاله، وتغطي الأخيرة على نحو متواصل هذه المسيرات الموالية وتفرد لها مساحات بثّ كبرى، وخصوصاً في دمشق وحلب واللاذقية.

آموس تدخل بابا عمرو… وموفد صيني يلتقي المعلم والمــعارضة

واشنطن لا تستبعد أي خيار وتفضّل الدبلوماسي

في تلميح هو الأكثر صراحة منذ بدء الأزمة في سوريا، أشارت واشنطن إلى أنها لا تستبعد أي خيار في بلاد الشام، فيما استقبلت سوريا أمس وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس، والمبعوث الصيني إلى سوريا لي هوا شين

فيما دخلت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس، وفريق من الهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، إلى حي بابا عمرو في مدينة حمص في جولة تقييمية، لوّحت واشنطن بالخيار العسكري للتعامل مع الأزمة، مع إبقاء باب الدبلوماسيّة مفتوحاً.

وفي جلسة أمام الكونغرس عن تطورات الأوضاع في سوريا أمس، لمّح وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، إلى إمكان استخدام الخيار العسكري ضد سوريا، لكن مضمون الحديث اختلف بحسب وسيلة النقل. ففي حين أشارت وكالات الأنباء إلى أن المسؤول الأميركي لم يأت على ذكر العمل العسكري مباشرة، نقل الموقع الإخباري لقناة «الجزيرة» عن بانيتا قوله «ندعم الشعب السوري بكل السبل، بما في ذلك العمل العسكري إن لزم الأمر». غير أن وكالة «فرانس برس» أوردت أنه قال «نعتقد أن الحل الأفضل لهذه الأزمة يمر بعملية انتقالية سلمية وسياسية وديموقراطية يقودها الشعب السوري، وفقاً للخطوط التي حددتها جامعة الدول العربية». وخلص إلى القول «حتى ولو أننا لا نستبعد أي عمل في المستقبل، فإن الإدارة تركز حالياً على مقاربات دبلوماسية وسياسية بدلاً من التركيز على تدخل عسكري». ونبّه إلى أن الوضع السوري مختلف عن الحالة الليبية، موضحاً أن «الإقدام على عمل أحادي يُعدّ خطأً».

وقال بانيتا «نعمل على زيادة العزلة المفروضة على نظام (الرئيس بشار) الأسد وتوسيع العقوبات». وأشار إلى أن بلاده تعمل على تقوية المعارضة السورية للقيام «بتحول ديموقراطي سلمي»، غير أنه أوضح أن المساعدة غير عسكرية. وأضاف «نعتزم تقديم مجموعة كاملة من مساعدات لا تتضمن أسلحة قاتلة»، وحدد المساعدة بـ«أجهزة اتصال».

في هذا الوقت، قال رئيس عمليات منظمة الهلال الأحمر السوري، خالد عرقسوس، إن «آموس وفريق الهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر دخلوا إلى حي بابا عمرو في مدينة حمص»، وذلك بعدما كانت المسؤولة الأممية التقت في دمشق، في وقت سابق أمس، وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وقالت إن الهدف من زيارتها هو تقييم الأوضاع الإنسانية في سوريا للنظر في ما يمكن القيام به لتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين. ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن المعلم تأكيده «التزام سوريا بالتعاون مع البعثة في إطار احترام سيادة سوريا واستقلالها وبالتنسيق مع وزارة الخارجية». وشدّد على أن «القيادة السورية تبذل قصارى جهدها لتوفير المواد الغذائية والخدمات والرعاية الصحية لجميع المواطنين، رغم الأعباء التي تواجهها من جرّاء العقوبات الجائرة التي تفرضها بعض الدول العربية والغربية على سوريا».

وبالتزامن مع زيارة المبعوثة الاممية لدمشق، دعت روسيا الحكومة السورية والمتمردين الى وقف «فوري» لأعمال العنف وتسهيل وصول المساعدة الانسانية ومبعوثي الامم المتحدة إلى سوريا. وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان بعد لقاء مع السفير السوري في موسكو بناءً على طلبه، «من الضروري أن تتوقف على الفور أعمال العنف من أي جهة أتت».

وفي أول تعليق له على الازمة السورية منذ انتخابه رئيساً لروسيا، قال الرئيس فلاديمير بوتين أمس إن مسألة منح اللجوء السياسي للرئيس السوري بشار الاسد ليست موضع بحث في روسيا. ورداً على سؤال صحافيين هل روسيا يمكن أن تمنح اللجوء السياسي للأسد قال بوتين «نحن حتى لم نتطرق الى هذا الامر»، بحسب وكالات روسية.

بدوره، أعرب الرئيس التونسي منصف المرزوقي عن أمله بأن يضطلع بوتين بدور مهم في حقن دماء السوريين، وإيجاد حل سلمي للأزمة في سوريا.

الموضوع السوري كان أيضاً مدار بحث بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته الأميركية هيلاري كلينتون. ونقلت وسائل إعلام روسية عن بيان للخارجية، أول من أمس، أن لافروف وكلينتون بحثا في اتصال هاتفي ملفات دولية ملحّة، بما فيها قضية الشرق الأوسط والأزمة السورية والبرنامج النووي الإيراني.

في هذا الوقت، قالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) إن المبعوث الصيني لي هوا شين التقى في دمشق أمس الوزير المعلم وسلّمه رسالة خطية من نظيره الصيني يانغ جيتشي «تتعلق بعلاقات الصداقة القائمة بين البلدين، وبرؤية الصين ذات النقاط الست بشأن إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا». وأوضحت أن المبعوث الصيني «عبّر عن رفض الصين محاولات استغلال بعض الأوساط للوضع الإنساني من أجل التدخل في الشؤون السورية تحت أي ذريعة كانت»، مشدّداً على «تمسك الصين باحترام سيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، وبأهداف ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة».

بدوره، عبّر المعلم عن ترحيب سوريا بالرؤية الصينية ذات النقاط الست، واستعدادها للتعاون الإيجابي معها باعتبارها الطريق نحو إيجاد حل يقوم على وقف العنف من أي مصدر كان، وتسهيل جهود الأمم المتحدة في المجال الإنساني، والتعاون مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، ودعوة كل الأطراف للحوار الوطني الشامل، وتسريع عملية الإصلاح التي انطلقت في سوريا.

ولاحقاً اجتمع المندوب الصيني بوفد من المعارضة السورية في الداخل. وقال لي «هناك لقاءات مع المعارضة السورية في الخارج، وكلها تصبّ في جهود الصين الرامية لتحقيق تسوية سياسية».

من جهة ثانية، حذر وزير الخارجية المصري محمد عمرو من اندلاع حرب أهلية في سوريا إذا ما جرى تسليح المعارضة السورية. وقال إن تسليح المعارضة وجناحها العسكري الجيش السوري الحر المؤلف بأكثريته من المنشقين عن الجيش النظامي، «سيفضي إلى تصعيد الصراع العسكري وإشعال حرب أهلية في سوريا».

وفي وقت متأخر من ليل الثلاثاء ـــ الأربعاء، اجتمع الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن الدولي والمغرب خلف أبواب مغلقة، لمناقشة مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة يطالب الحكومة السورية بإنهاء حملتها على المتظاهرين. وقال بعض المبعوثين الغربيين إن المشروع ضعيف للغاية. ويطالب المشروع الأميركي «بالسماح بلا قيد بوصول المساعدات الإنسانية» و«يدين استمرار وتفشي الانتهاكات الجسيمة والممنهجة لحقوق الإنسان والحريات الأساسية من جانب السلطات السورية، ويطالب الحكومة السورية بإنهاء هذه الانتهاكات على الفور».

وينص المشروع على أن المجلس سيطالب سوريا أيضاً «بإنهاء كل أعمال العنف، والإفراج عن كل السجناء الذين اعتقلوا تعسفاً نتيجة للأحداث الأخيرة، وسحب كل قوات الجيش والقوات المسلحة السورية من المدن والبلدات وإعادتها إلى ثكنها الأصلية».

ميدانياً، أعلن المجلس الوطني السوري أنه رصد أمس دبابات وناقلات جند وقوات عسكرية متجهة إلى محافظة إدلب، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي. وقال البيان إن «المجلس الوطني السوري رصد 42 دبابة و131 ناقلة جند انطلقت من اللاذقية منذ ساعات متجهة إلى مدينة سراقب» في محافظة إدلب، و«أرتالاً عسكرية متوجهة نحو مدينة إدلب».

وادّعى المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 19 شخصاً قتلوا، أمس، بنيران القوات النظامية في مناطق عدة من سوريا. وأضاف أن عدد القتلى في سوريا منذ بدء الاضطرابات في منتصف آذار 2011 وصل إلى 8458، غالبيتهم من المدنيين.

(سانا، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)

النظام السوري قد يكون قادراً على سحق المعارضة

شكوك غربية في قرب سقوط بشار الأسد

عبدالاله مجيد من لندن

رغم الجهود الأوروبية والأميركية ومساعي غالبية الدول العربية لتشديد الضغط عليه، لا يبدو سقوط نظام بشار الأسد وشيكاً، ويعترف ديبلوماسيون كبار بأن الغرب لا يمتلك “آلية واضحة” لإسقاط النظام السوري.

لا آلية واضحة لدى الغرب لإسقاط النظام السوري

دمشق: اعترف ديبلوماسيون غربيون كبار بأن الغرب لا يمتلك “آلية واضحة” لإسقاط النظام السوري، مشيرين الى بقاء الرئيس بشار الأسد في هذه الأثناء.

وقال الديبلوماسيون إنهم يعتقدون بأن سقوط الأسد ليس وشيكاً رغم الجهود الأوروبية والأميركية ومساعي غالبية الدول العربية لتشديد الضغط عليه.

وكان الرئيس الأميركي اوباما أعلن يوم الثلاثاء الماضي أن سقوط الأسد مسألة وقت، لكنّ الديبلوماسيين يرون أن نظامه ما زال يعتقد بأنه قادر على دحر المعارضة.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن أحد هؤلاء الديبلوماسيين، “أن هناك سيناريوهات مختلفة للتغيير، ولكن ليست هناك آلية واضحة في الوقت الحاضر لتحقيق ذلك”.

وقال السفير البريطاني في سوريا سايمون كوليس، الذي عاد الى لندن بعد غلق السفارة في دمشق، إنه لا يستبعد بقاء الأسد.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن كوليس أنه لا يستطيع القول إن بقاء الأسد “مستحيل من وجهة النظر التحليلية”، ولكنّه أضاف: “أنا بالتأكيد لا أعتقد أن بقاءه مرجح، وهو ليس مرغوباً فيه بكل تأكيد”.

وجاء هذا التقييم الحذر في وقت نظم المسؤولون السوريون، لمساعدة أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري آموس، جولة استمرت 45 دقيقة في حي بابا عمرو، أحد معاقل الثوار السوريين في مدينة حمص، التي تعرضت الى قصف استمر 26 يوماً متواصلاً.

كما سُمح لفرق إغاثة من الهلال الأحمر العربي السوري بتوزيع مواد غذائية وامدادات طبية في المنطقة، للمرة الاولى منذ سيطرة قوات النظام على الحي، الذي اكتشفت فرق الاغاثة أن غالبية سكانه غادروه هرباً من جيش النظام.

وتقوم آموس بزيارة الى سوريا التي مُنعت في البداية من دخولها، لاقناع السلطات بتمكين فرق الاغاثة من الوصول الى المدنيين المحتاجين الى المساعدة بلا قيود.

واجتمعت في وقت سابق مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي أبلغها بأن حكومته تحاول أن توفر احتياجات جميع المدنيين رغم الأعباء الناجمة عن العقوبات الغربية والعربية “الظالمة” ضد سوريا، كما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.

ويرى مراقبون أن الأسد ما زال يتمتع بتأييد واسع في أوساط النخبة الحاكمة، ويعترف مسؤولون غربيون وفي الجامعة العربية بأن من المستبعد أن ينهار نظام الأسد من الداخل.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن المسؤولين أن النظام متشجع بقدرته على سحق الانتفاضة في مواقع مهمة مثل مدينة حمص، واحتفاظه بالسيطرة على مدينتي دمشق وحلب الكبيرتين، حتى وإن كان الثمن 7000 قتيل على الأقل.

وقال السفير البريطاني كوليس إن النظام يعتقد أنه يستطيع أن ينتصر “وأنه يرى كل شيء من منظور أمني”.

ويعترف مسؤولون غربيون بأن قوى المعارضة ما زالت بعيدة عن تشكيل تحدٍ جدي للنظام، وأنه رغم أعداد العسكريين الذين ينضمون باستمرار الى صفوف المعارضة، فإن القسم الأعظم من الجيش ما زال موالياً للنظام.

ويُقدر عدد العسكريين المنشقين بنحو 10 آلاف الى 20 ألفاً، في حين يبلغ قوام الجيش السوري زهاء 220 الفاً.

وغالبية العسكريين المنشقين هم من الجنود وضباط الصف وليسوا من ذوي الرتب العالية، وبخلاف الانتفاضة الليبية لم تشهد الانتفاضة السورية انشقاق وحدات كاملة والانضمام اليها.

وليس لدى الجيش السوري الحر تسليح كافٍ أو هيكل قيادة متماسك، فيما يلاحظ مراقبون أن قياداته تبالغ في أعداد المقاتلين في صفوفه.

ورغم دعوة المملكة العربية السعودية الى تسليح الجيش السوري الحر، فإنه ما زال يقاتل بأسلحة لا تضاهي قدرات جيش النظام، واستبعدت الدول الغربية مساعدته بمعدات فتاكة.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الخبير البريطاني بشؤون الشرق الأوسط توبي دودج، أن المقاتلين السوريين لا يستطيعون هزم قوات الأسد.

وقال دودج إنهم مصدر “ازعاج” للنظام أكثر منه مصدر تهديد، وحذّر دودج قائلاً إن ما يجري هو “شكل من أشكال الاستنزاف الدموي”.

في هذه الأثناء يستثمر النظام السوري دعم روسيا والصين الديبلوماسي، الى جانب ما يتلقاه من دعم عسكري ومالي ومشورة وخبرات عسكرية من ايران.

كما أن لبنان والعراق، جاري النظام، لا يلتزمان بالعقوبات الاقتصادية، وحتى تركيا امتنعت عن اتخاذ خطوات ممكنة لتضييق الحصار الاقتصادي على النظام.

وقال ديبلوماسي غربي إن روسيا بحماية النظام السوري في الأمم المتحدة اعطته عملياً الضوء الأخضر لمواصلة حملته العسكرية ضد الثوار.

ويشكل الاقتصاد تحدياً أمام النظام السوري، فالاقتصاد السوري ينوء تحت وطأة العزلة والعقوبات الدولية، ولاسيما الحظر الذي فرضه الاتحاد الاوروبي على استيراد النفط السوري.

وتعمل البطالة المتفاقمة وأزمة السلع الضرورية على إضعاف قاعدة النظام، وخاصة بين طبقة التجار السنة في المدن الكبيرة.

اجتماع في جنيف لتنسيق المساعدة الإنسانيّة

آنان يحذر: المزيد من التسلح في سوريا يزيد الوضع سوءا

أ. ف. ب.

فيما بدأ في جنيف الخميس اجتماع لتنسيق المساعدة الانسانية الدولية لسوريا، حذر موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي آنان من أن “حسابات خاطئة” بشأن الوضع في سوريا قد يكون لها آثار على المنطقة بأسرها.

القاهرة: حذر موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي آنان الخميس من أنّ “مزيداً من التسلح في سوريا يزيد الوضع سوءا”، معتبراً أنه إذا حصلت “حسابات خاطئة” بشأن الأزمة السورية فقد تكون لها تداعيات على المنطقة بأسرها.

وقال آنان في مؤتمر صحافي مشترك مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي “اعتقد ان مزيدا من التسلح (في سوريا) سيزيد الوضع سوءا”. واضاف “ينبغي علينا ان نحذر من ان نستخدم دواء اسوأ من الداء” ذاته.

وتابع “آمل ان لا يفكر احد بجدية في استخدام القوة في هذا الوضع”. كما حذر آنان، الامين العام السابق للامم المتحدة، من اجراء “حسابات خاطئة” بشأن الوضع في سوريا الامر الذي يهدد بتداعيات على المنطقة باسرها.

وقال “لا يجب ان ننسى الاثار المحتملة لسوريا على المنطقة في حالة كانت هناك اي حسابات خاطئة”. وكان موفد الامم المتحدة والجامعة العربية دعا بعد اجتماع صباح الخميس مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو المعارضة السورية الى “التعاون معنا من اجل التوصل الى حل يحقق طموحات الشعب السوري”.

وفي وقت سابق اليوم، دعا آنان الخميس المعارضة السورية الى التعاون معه من أجل حل سياسي للأزمة فيما حذرت مصر من “اضرار هائلة” على المنطقة باسرها في حال نشوب حرب اهلية في سوريا. وقبل 48 ساعة من اول زيارة له الى دمشق منذ تعيينه موفد للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الشهر الماضي، دعا آنان “المعارضة السورية ان تأتي (بجميع اطيافها) لتعمل معنا من اجل البحث عن حل يحقق طموحات الشعب السوري”.

وفي تصريح مقتضب للصحافيين بعد اجتماع مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو اضاف آنان، الذي يبدأ السبت في دمشق مهمة صعبة لوقف العنف تمهيدا للبحث عن حل سياسي، “سنبذل قصارى جهدنا من اجل التعجيل بوقف الاعمال العدائية ووقف القتل والعنف” الذي اسفر عن سقوط قرابة 8500 قتيل منذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف اذار/مارس 2011 الماضي بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وتابع “ولكن بالطبع الحل النهائي (للازمة) يكمن في التسوية السياسية”.

وكان آنان وصل الاربعاء الى القاهرة حيث سيلتقي الخميس كذلك الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في اطار التحضير لاول زيارة له الى دمشق منذ تسميته مبعوثا للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الشهر الماضي.

وتأتي زيارة آنان للقاهرة قبل يومين من اجتماع يكتسب اهمية كبيرة بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظرائه العرب السبت في العاصمة المصرية. وتتبنى موسكو موقفا مدافعا عن النظام السوري وقد استخدمت حق النقص (الفيتو) مرتين خلال الشهور الاخيرة في مجلس الامن الدولي لمنع اتخاذ قرارات تدين النظام السوري.

وأكدت روسيا تمسكها بموقفها من الازمة السورية بالرغم من الضغوط الغربية والعربية التي تطالبها بمزيد من الحزم ازاء حليفها السوري وهي غير مزمعة على ما يبدو على تبديل هذا الموقف بعد عودة فلاديمير بوتين الى الكرملين.

اجتماع في جنيف لتنسيق المساعدة الإنسانية لسوريا

إلى ذلك، بدأ في جنيف الخميس اجتماع لتنسيق المساعدة الانسانية الدولية لسوريا، كما افاد متحدث باسم الامم المتحدة. وهو اجتماع مغلق لاستعراض الوضع بالنسبة للحاجات الراهنة وامكانيات ايصال المساعدة.

ويرأس الاجتماع مدير التنسيق للمساعدات الانسانية في الامم المتحدة جون غينغ ويضم ممثلين عن الدول الاعضاء وعن منظمات اقليمية مثل جامعة الدول العربية والمفوضية الاوروبية ومنظمات غير حكومية بينها اللجنة الدولية للصليب الاحمر ووكالات اممية مثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.

وتقوم مسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فاليرو اموس حاليا بزيارة الى سوريا. وقد توجهت الاربعاء مع فريق من الهلال الاحمر السوري الى حي بابا عمرو المدمر في مدينة حمص بعد ان التقت مسؤولين سوريين في دمشق. والهدف الرئيسي من هذه الزيارة التي تستمر يومين من 7 الى 9 اذار/مارس هو الحصول من سلطات دمشق على اذن لنقل المساعدة الانسانية الى المدنيين.

ستة قتلى في أعمال عنف

ميدانياً، سقط ستة قتلى في اعمال عنف اليوم الخميس في سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا. وقال المرصد في بيان ان طفلة قتلت برصاص مصدره قوات النظام في بلدة خان شيخون في محافظة ادلب (شمال غرب).

كما قتل رجل من قرية ابلين في جبل الزاوية في ادلب اثر اطلاق الرصاص عليه من القوات العسكرية السورية. ويفيد المرصد وناشطون عن استقدام القوات النظامية تعزيزات عسكرية وآليات الى ادلب.

وكان المرصد افاد في وقت سابق عن مقتل مواطنين في “اطلاق الرصاص عليهما بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس في مدينة الميادين في محافظة دير الزور (شرق) امام مفرزة الامن السياسي”. ونفذت قوات الامن السورية حملة مداهمات واعتقالات في حي الحويقة في مدينة دير الزور ترافقت مع اطلاق رصاص كثيف، وفقا للمرصد.

وكانت تظاهرة مسائية سارت في حي الجبيلي في دير الزور، بحسب ما اظهر ناشطون في شريط فيديو نشروه على شبكة الانترنت. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها “دماء الشهداء لن ننساها ما بقينا”، و”الثورة السورية يتيمة، ليس لها الا الله”. واطلقوا هتافات تهاجم الرئيس السوري بشار الاسد، على وقع قرع الطبول والاناشيد.

وافاد المرصد كذلك عن مقتل رجل (44 عاما) في اطلاق الرصاص عليه في قرية جرجرة في ريف حماة “من قبل مجموعة من الشبيحة بحسب الاهالي”. وقتل شخص في داريا في ريف دمشق في اطلاق رصاص.

وافاد الناشط في تنسيقية المزة ابو حذيفة المزي في اتصال من دمشق عبر سكايب مع وكالة فرانس برس ان قوات الامن هاجمت اليوم موكب تشييع مجند قتل قبل ثلاثة ايام في مدينة حمص بعد ان اطلق عليه الجنود النار بسبب رفضه تنفيذ اوامر باطلاق الرصاص على مدنيين.

وقال “ان الموكب كان يضم مئات الاشخاص وقد انطلق في حي المزة في دمشق، قبل ان تهاجمه قوات الامن وتعتدي بالضرب على عدد من المشيعين وتعتقل بعضهم”.

وواصلت القوات السورية ارسال تعزيزات عسكرية الى محافظة ادلب (شمال غرب) التي يتخوف ناشطون ومراقبون من ان تكون مسرحا لعملية عسكرية واسعة النطاق كتلك التي شهدتها مدينة حمص.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس ان حشودا عسكرية تصل الى ادلب لا سيما الى قرى جبل الزاوية. واضاف “هناك اشتباكات في كفر نبل بين القوات النظامية ومنشقين عنها”.

وتخوف عبد الرحمن من عملية عسكرية واسعة النطاق على محافظة ادلب قائلا “الاعلام السوري يركز هذين اليومين على ادلب ويقول ان فيها مجموعات ارهابية مسلحة، وانا ارى ان هذا مقدمة لعمل عسكري واسع”.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان اشتباكات وقعت امس الاربعاء “بين الجهات المختصة ومجموعة ارهابية مسلحة بين المعرة وخان شيخون ما ادى الى استشهاد نقيب ومقتل اثنين من الارهابيين”.

وتوجهت تعزيزات عسكرية كبيرة الى محافظة ادلب بينها دبابات وناقلات جند، الاربعاء بحسب ما اعلن المجلس الوطني السوري وناشطون في المحافظة. وطالب المجلس الوطني “المجتمع الدولي والجامعة العربية والمنظمات الدولية بالتحرك السريع والعاجل على الأصعدة كافة لعدم تكرار مجازر بابا عمرو التي سقط فيها المئات من الشهداء”.

واكد ناشطون ان “هناك اعدادا كبيرة من الجيش تحاصر المدينة”، مشيرين الى ان مناطق كثيرة في محافظة ادلب خارجة عن سيطرة النظام.

وتكتسب محافظة ادلب اهمية استراتيجية بسبب وجود اكبر تجمع للمنشقين فيها، لا سيما في جبل الزاوية. كما انها مناسبة لحركة الجيش السوري الحر بسبب مناطقها الوعرة والمساحات الحرجية الكثيفة، وقربها من الحدود التركية، واتصالها جغرافيا مع ريف حماة الذي تنشط فيه ايضا حركة الانشقاق عن الجيش النظامي.

بينما يتضامن العالم في الثامن من آذار مع يوم المرأة العالمي

النظام السوري يكرس سطوته ويحتفل بذكرى “وصوله” إلى الحكم

ملهم الحمصي

اليوم العالمي للتضامن مع المرأة، ذكرى لا يكاد السوريون يعلمون عنها أو يسمعون بها، فإذا ما جلت في شوارع مدينة دمشق في الثامن من آذار (مارس) من كل عام، تجدها خاوية على عروشها، بسبب تعطيل الدوائر الحكومية، ورغبة الناس بالبقاء في المنازل في ظل الظروف الراهنة.

يحتفل حزب البعث السوري في 8 آذار (مارس) من كل عام بذكرى “وصوله” إلى الحكم. لكن أياً من الذين سألتهم “إيلاف” عن معنى هذا اليوم لم يتردد في الإجابة بأن هذا اليوم هو ببساطة: “ذكرى ثورة الثامن من آذار”، ثم تختلف التعابير بعد ذلك في تفسير معنى ذلك، بين مؤيد يرى فيها ذكرى “وصول” حزب البعث العربي الاشتراكي إلى السلطة في سورية، وبين معارض يرى فيها ذكرى “استيلاء” الحزب على السلطة.

البعد “الثوري” لليوم غيّب البعد الإنساني “النسوي” له في ظل هيمنة الحزب الواحد على البلاد لأكثر من خمسة عقود، إلا أن ذلك لم يمنع النظام الحالي من الإبقاء على عطلة يوم 8 آذار، وإلزام الدوائر الحكومية بها، رغم إقرار الدستور الجديد لإلغاء المادة الثامنة منه، والتي كانت تنص على قيادة حزب البعث للدولة والمجتمع في سورية، وهو ما لا يفهم معه المواطن السوري العادي كيف يتم الإبقاء على عطلة ذكرى خاصة بحزب قد “أزيح” عن القيادة.

خطاب قيادتي حزب البعث، القطرية والقومية، لم يتغير كثيراً، فالقيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي أكدت في بيان لها بهذه المناسبة “أن ثورة الثامن من آذار شكلت نقلة نوعية في حياة سوريا وشعبها، وتمكنت من ترسيخ البناء الوطني الشامخ المستند إلى فكر الحزب وفلسفته الوطنية وتطلعاته الثورية المرتكزة أساساً إلى حاجات الشعب وطموحاته المستقبلية، والقائمة على بناء مؤسساتي متين، يعتمد الديمقراطية الشعبية في اختيار النخب المعبرة عن القواعد الجماهيرية والممثلة لها”.

وقالت القيادة القطرية بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين لثورة الثامن من آذار “إن مرور العقود الماضية من عمر الثورة، واحتفالنا بهذه المناسبة في هذه الظروف الصعبة، يؤكد من جديد صوابية الأهداف التي حققتها حتى الآن، والمزمع تحقيقها في المستقبل، مشيرة الى ما حققته سوريا من انجازات ونجاحات سياسية وتنموية أسهمت في بناء الوطن وتنامي دوره، على الرغم من العقبات والمؤامرات التي تعرضت لها خلال العقود الماضية”.

وأكد البيان “أن سورية ستنتصر على المؤامرة الكونية التي تتعرض لها هذه الأيام، كما انتصرت على غيرها من المؤامرات بفضل إرادة شعبها ووحدته الوطنية وتلاحمه مع القيادة والجيش العربي السوري الباسل درع الثورة وحامي الأرض والمدافع عن الشعب”.

بدورها، أكدت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتركي أن وعي الشعب السوري وإيمانه بتاريخه الحضاري وإنجازاته الوطنية ستمكنه من تجاوز المحنة ودحر المؤامرة التي يتعرض لها والخروج من الأزمة أكثر قوة وصمودا وعزة وكرامة.

وقالت القيادة القومية للحزب في بيان لها أن “ذكرى هذا العام مناسبة للسعي إلى تحفيز الهمم لتطوير نضالنا والارتقاء بنشاطنا وأداء مسؤولياتنا على أكمل وجه وتكثيف الجهود على مختلف الساحات المحلية والعربية الإقليمية والدولية لاستعادة الحقوق وتحقيق أهداف أمتنا الكبرى في الوحدة والحرية والاشتراكية”.

ورأى بيان القيادة القومية “أن إقرار الدستور الجديد الذي عدلت فيه المادة الثامنة المتعلقة بدور حزب البعث كقائد في الدولة والمجتمع، يفرض على جميع البعثيين إدراك أن ذلك لا يعني إبعاداً للحزب أو تقليصاً لدوره في الحياة السياسية والحركة الجماهيرية؛ لأن دوره ومكانته في الأوساط الشعبية منذ تأسيسه وانطلاقه من أوساط الجماهير، يبرزان من خلال جهود مناضليه وتفاعله مع الجماهير الشعبية العريضة، ما دام يعبر عن أحلامها وطموحاتها ويتبنى الدفاع عن مصالحها ومكتسباتها”.

النظام السوري يعتقل عائلة العميد المنشق فايز عمرو

ملهم الحمصي من دمشق

دمشق: كما كان متوقعاً، وهو ما يؤخر حركة انشقاقات المسؤولين والعسكريين، قامت سلطات النظام في سوريا باعتقال زوجة عائلة العميد الجوي الركن المنشق عن الجيش السوري، فايز عمرو، كإجراء عقابي.

وفي بيان تلقت “إيلاف” نسخة منه، استنكر التيار الوطني السوري وتيار التغيير الوطني “اعتقال زوجة المناضل العميد الجوي الركن فايز عمرو وأسرته بعد الموقف البطولي في انشقاقه عن جيش الاستبداد والقمع الأسدي، وانضمامه إلى قافلة الشرفاء من المنشقين عن تلك المؤسسة الاستبدادية، ووقوفه في صف ثورة الحرية والكرامة في مواجهة  النظام الأمني الدكتاتوري”.

وأكد البيان المشترك بين التيارين المنضويين تحت المجلس الوطني السوري، أنه “قد بات واضحاً أن النظام الأسدي يهدف إلى ترويع الشعب السوري الثائر في وجهه، للحيلولة دون وقوع انقسامات أخرى قادمة تهز أركانه وتضعف مؤسساته، متناسياً أن هذا الشعب العظيم قد تجاوز حاجز الخوف الذي صنعته أجهزته الأمنية؛ الأمر الذي يبين ما وصل إليه هذا النظام على المستوى النفسي من انهيار وضعف، إلى درجة أن يفقد صوابه ويتنازل عن أدنى معاني الشهامة والعروبة من خلال التهديد بالأطفال والنساء للضغط على النشطاء”.

وحيال ذلك، فقد أعلن كل من تيار التغيير الوطني والتيار الوطني السوري وقوفهما “إلى جانب العميد الركن فايز عَمرو في محنته، ونندد بالتصرفات الوحشية واللاأخلاقية لهذا النظام الاستبدادي، ونطالب بالإفراج الفوري عن زوجة العميد الركن فايز عمرو وأولاده، وعن جميع معتقلي الرأي والحرية في سورية. كما نستحث منظمات المجتمع المدني العربية والدولية للعمل على تأمين الحماية اللازمة لهم، واتخاذ موقف حق تجاه ما حدث من خرق فاضح لأدنى المعايير الدولية لحقوق الإنسان من غير إحساس بالمسؤولية”.

وحمل البيان المجتمع الدولي مسؤولية “سلامة أسرة العميد الركن بصورة خاصة، وعن سلامة الآخرين؛ بسبب صمته حيال الاعتقالات التعسفية والمجازر الوحشية التي يقترفها النظام في حق شعبه على مرأى ومسمع من العالم كله”.

مكافحة التجسس الفرنسي حاول إخراج بوفييه ودانييلز من سوريا

أ. ف. ب.

باريس: أكدت صحيفة لوموند الخميس ان عناصر من الادارة المركزية للاستخبارات الداخلية الفرنسية (جهاز مكافحة التجسس) حاولوا اخراج الصحافيين اديث بوفييه ووليام دانييلز من سوريا، بالاتفاق مع اجهزة الاستخبارات السورية، لكنهم فشلوا.

وردا على سؤال عن هذه المعلومة، رفض الجهاز التابع لوزارة الداخلية ووزارة الخارجية، الادلاء بتعليق. كذلك رفضت الادارة العامة للامن الخارجي (جهاز الاستخبارات الفرنسي) الادلاء بتعليق.

واوضحت الصحيفة الفرنسية التي لم تحدد مصادرها، ان الاتفاق الذي وافقت عليه الرئاسة الفرنسية، كان ينص على ارسال سيارات اسعاف للهلال الاحمر العربي السوري لنقل الصحافيين الفرنسيين وغربيين آخرين الى حمص خلال وقف عمليات القصف التي كان ينفذها الجيش السوري.

وكان عناصر من الادارة المركزية للاستخبارات الداخلية الفرنسية تربطهم علاقات قديمة بأجهزة الاستخبارات السورية، سيتولون تأمين الحماية للاشخاص الذين كانوا سينقلون الى دمشق قبل مغادرتهم سوريا جوا. الا ان العناصر الفرنسيين لم يتمكنوا من الاتصال بالصحافيين، لان اجهزة الاستخبارات السورية كانت تريد ان تبقى العملية تحت سيطرتها.

ورفضت وزارة الخارجية الفرنسية الحديث عن هذه العملية لكنها ذكرت بأن باريس حرصت على “الاعتماد على اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر العربي السوري” لاخراج الفرنسيين “في افضل الظروف الامنية، بالتنسيق مع السلطات السورية”. واضافت في تصريح لوكالة فرانس برس ان “هذا السيناريو لم يتحقق، لأسباب عدة، وخصوصا انعدام الثقة بين الاطراف المعنية واستمرار عمليات القصف”.

ونقل عناصر من الجيش السوري الحر الصحافيين في الاول من اذار/مارس من حمص الى لبنان . ثم عادا بالطائرة الى فرنسا.

واشنطن: إنشقاق نائب وزير سوري “نبأ سار جدا

أ. ف. ب.

واشنطن: اعتبرت الولايات المتحدة الخميس ان انشقاق معاون وزير النفط السوري عبدو حسام الدين سيشكل “نبأ سارا جدا” في حال تم تاكيده. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند “يتعذر علينا حتى الان تاكيد صحة الشريط على اليوتيوب” الذي اعلن فيه نائب الوزير انشقاقه. لكن اذا تاكدت المعلومة “فستكون نبأ سارا جدا”.

واضافت المتحدثة “هذا سيكون حصل فعلا بالتوافق مع الدعوات التي اطلقتها وزيرة الخارجية (هيلاري كلينتون) والرئيس (باراك اوباما) والتي تطلب من المسؤولين الكبار في النظام ان يقطعوا علاقتهم مع (الرئيس السوري بشار) الاسد”.

وقال معاون وزير النفط عبدو حسام الدين في شريط فيديو نشر على موقع يوتيوب الالكتروني “اعلن انشقاقي عن النظام واستقالتي من منصبي (…) وعدم مشاركتي في المؤتمر القطري الحادي عشر الذي سيعقد بعد ايام وانسحابي من حزب البعث العربي الاشتراكي كليا”.

واضاف “اعلن انضمامي الى ثورة هذا الشعب الابي الذي لن يقبل الضيم مع كل هذه الوحشية التي يمارسها النظام ومن يواليه لقمع مطالب الشعب في نيل حريته وكرامته”.

وتوجه حسام الدين في شريط الفيديو الى “النظام الذي ادعى انه يملك الارض”، قائلا له “لا تملك الا وحشيتك لقتل الابرياء، وقد قطعت اوصال البلاد بحواجز الرعب بدلا من ان تكون الامن والامان للمواطنين”.

ونصح زملاءه ب”ان يتخلوا عن المركب الهالك الذي اوشك على الغرق”، مضيفا “قضيت 33 عاما في السلك الحكومي ولا اريد ان انهي حياتي الوظيفية في خدمة جرائم هذا النظام”.

وحسام الدين هو اول مسؤول حكومي يعلن انشقاقه منذ بداية حركة الاحتجاج ضد النظام في منتصف اذار/مارس 2011. وبحسب منظمة سورية غير حكومية، فان 8500 شخص تقريبا قتلوا في اعمال العنف التي تهز البلاد.

ناشطون معارضون يتحدثون عن “مجازر” في حمص

أ. ف. ب.

قال ناشطون إن القوات النظامية ارتكبت مجازر بحق مدنيين في حي بابا عمرو في وقت أشار الاعلام إلى أن مسؤولية المجازر تقع على عاتق “مجموعات ارهابية مسلحة”.

بيروت: افاد ناشطون سوريون معارضون ان القوات النظامية ارتكبت “مجازر” في حق مدنيين في حي بابا عمرو في حمص (وسط) الذي سيطرت عليه قبل اسبوع، في وقت يشير الاعلام السوري الى مسؤولية “مجموعات ارهابية مسلحة” عن مقتل مدنيين في الحي.

قال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله في اتصال مع وكالة فرانس برس الخميس ان قوات النظام “اعدمت امس (الاربعاء) بدم بارد في بابا عمرو عددا من الشباب الذين استقدمتهم من حي جوبر”.

واوضح ان النظام كان نقل “العديد من العائلات الى بابا عمرو من حي جوبر المجاور وصورهم الاعلام السوري على انهم سكان من بابا عمرو عادوا اليه بعد خروج العصابات الارهابية المسلحة”. وذكر العبد الله انه يستقي معلوماته من اشخاص موثوق بهم في بابا عمرو.

ولا يتسنى لوكالة فرانس برس التأكد من هذه المعلومات من مصادر مستقلة. وقال العبدالله “هذه المجزرة تضاف الى ما ارتكبته القوات النظامية فور دخولها الى بابا عمرو حين اعدمت 16 شخصا في منطقة البساتين، بينهم ستة من آل صبوح”.

واضاف “بعد ذلك اعدموا ذويهم، والاهالي يقولون ان الاعلام السوري طلب منهم ان يقولوا ان العصابات المسلحة هي من قتل ابناءهم، ولما رفضوا قتلوهم”. كما اشار الى “اعدامات اخرى” تناولت عائلات، او مجموعة افراد من عائلة واحدة.

وعرضت قناة “الدنيا” التلفزيونية السورية قبل ايام تقريرا يظهر رجالا ونساء واطفالا مقتولين في منزل، وقالت القناة انهم من آل صبوح. واتهم تقرير القناة “عصابات ارهابية مسلحة” بالمسؤولية عن مقتل العائلة. وظهرت في الصور عبارة “كتائب الفاروق، الموت للعملاء” وقد كتبت على احد جدران المنزل.

وقال العبد الله “ان كتيبة الفاروق التابعة للجيش السوري الحر كانت مسيطرة على الحي لمدة شهر لم تسجل خلاله حالة سرقة واحدة”، مضيفا “لماذا لم تقتلهم كتيبة الفاروق الا عندما دخل الجيش السوري الى الحي؟”.

واشار الى ان اسم المجموعة المعنية من الجيش الحر هو “كتيبة الفاروق وليس “كتائب الفاروق”. واعلنت كتيبة الفاروق انسحابها من حي بابا عمرو الاسبوع الماضي قبل دخول قوات النظام اليه بعد حوالى شهر من الحصار والقصف على الحي.

واكدت لجان التنسيق المحلية في بيان ارتكاب القوات النظامية “اعدامات ومجازر” في حمص، مشيرة الى “مجازر شملت عائلات باكملها” وبينها 16 فردا من عائلة طحان، و20 من عائلة الرفاعين، وغيرهم…

واعتبرت اللجان ان هذه “الاعدامات انتقامية وتعود لوجود افراد ناشطين من هذه العائلات، او لرفض هذه العائلات الظهور على الفضائيات السورية للادلاء بشهادات مزورة عن العصابات المسلحة”. وتحدث العبد الله ايضا عن عمليات “اغتصاب نساء”.

جرحى سوريون يُكتب لهم “عمر جديد” في مستشفيات طرابلس

طرابلس ـ علاء بشير

ثلاثون جريحا ادخلوا الى مستشفيات طرابلس في خلال اليومين الماضيين، أربعة منهم في حال الخطر الشديد من جراء الاصابات البالغة والناتجة عن رصاص مباشر في الصدر والبطن. ما يؤشر الى ارتفاع كبير في معدل وصول الجرحى السوريين الى محافظة الشمال منذ مطلع الشهر الجاري بما يقارب العشرة جرحى يوميا وهم ينقلون في ظل ظروف صعبة جدا، بعد أن أحصى الصليب الاحمر وحده دون المؤسسات والجمعيات الانسانية الاخرى، عمليات نقل 108 جرحى خلال شهر شباط الماضي. على أن هذا الضغط المتزايد في اعداد النازحين والجرحى باتجاه الشمال خلق ارباكا كبيرا لدى غالبية المؤسسات المحلية التي تتعاطى معهم، في ظل الغياب الرسمي عن مواكبة هذا الملف الضاغط، بعد أن اعتمدت الحكومة سياسة “النأي بالنفس” حتى ولو كان من باب الواجب الديني أو الاخلاقي وحتى الانساني. وفي حال استمر ارتفاع أعداد الجرحى الوافدين نتيجة البطش العشوائي الدائر في مدينة حمص وريفها، حيث يمعن النظام السوري فتكا وتنكيلا بكل الآمنين، فان من المتوقع أن تتحول المنازل مستشفيات لمعالجة المصابين والجرحى.

منسقية اللاجئين السوريين في الشمال أكدت أن المعدل اليومي لوصول الجرحى الى الشمال يصل الى العشرة تقريبا وكلهم من الشباب الذين يصابون بطلقات نارية مباشرة. هذا الموضوع بات يشكل ضغطا كبيرا في ظل غياب المساعدات بل انعدامها، لولا بعض الجمعيات الخاصة التي تبادر الى مد يد المساعدة والاعانة. طبعا هناك بعض الجرحى يجري معالجتهم في المنازل لأسباب كثيرة. أما بالنسبة الى النازحين، فقد فاقت أعدادهم العشرين ألفا في الشمال وحده، غالبيتهم في طرابلس. وهناك تقصير كبير حيالهم.

وفي جولة على عدد من الجرحى الذين وفدوا قبل يومين الى بعض المنازل والمستشفيات في طرابلس، تبدو المعاناة كبيرة جدا. ووفق الجريح محمد ز. الذي وصل من بابا عمرو وهو مصاب برصاص متفجر دخل من صدره ووصل الى حدود الخاصرة، يقول: نصبوا الراجمات ومدافع الهاون في محيط منطقتنا وانهالوا بالقصف المباشر على كل الناس. وقد حاول قدر المستطاع المساعدة وانقاذ البعض، لكن الدمار كبير وطال معظم المساكن بقاطنيها. لم يسلم شجر ولا حجر ولا بشر من جور النظام. هناك عملية ابادة تجري على كل المواطنين سواء من له علاقة أو ليس له علاقة، فقط لأنك ابن حمص وريفها.

أما الجريح عمار ب. فيقول: أصبت برصاص حارق في الكتف وفي يدي وحملوني الشباب في ظروف صعبة الى طرابلس، لأن الجريح في سوريا يعدم مباشرة من قبل شبيحة النظام وأزلامه. يقتلون كل شيء. بقينا أربعة أيام على الطريق والنزيف مستمر والجرح مفتوح. نخشى أن نطلب المساعدة هناك لان الاجرام دائر.

ويقول الجريح محمد خالد: أسكن في حي الانشاءات بالقرب من مدينة حمص التي أمطروها بقذائف الدبابات والراجمات. حاولت انقاذ فتاتين أصيبتا بشظايا، وقد توفيت احداهما لاحقا، فاذا بقذيفة تسقط، فأصبت ببطني وساقي. وقبلها بيومين، أصابت قذيفة منزل جيراننا من آل الازهر فقتلت جميع أفرادها وعددهم ستة. لم نستطع أن نخرج منهم الا الاشلاء. قذيفة دبابة دخلت من النافذة مباشرة الى الغرفة التي كانوا فيها فقتلوا جميعا. في حي الانشاءات، هناك دمار كبير من قبل النظام المجرم الذي يفتك بالبشر ولم يرحم الاطفال ولا الشيوخ.

ويقول الجريح (مصطفى م.): تعرضت لاصابة على أثر خروجنا بمسيرة في مدينة حمص تطالب باسقاط النظام. فانهالوا علينا بقذائف الهاون. سقط منا العشرات. الضرب لا يتوقف في الليل والنهار. تدك مدفعية الجيش المنصوبة حول مرتفعات حمص “عاصون” من الجهة الغربية، ومن جانب المصفاة ومن جهة الكلية الحربية وادارة المخابرات الجوية. كلها تقصف حمص بشكل مباشر دون رحمة لا لشيء سوى لأنها قامت بالتظاهرات المنددة بنظام الاسد.

آموس دخلت بابا عمرو وغول يعتبر المسار “مظلماً

مخاوف من “عملية” في إدلب ولا نتائج في مجلس الأمن

خرج الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الدولي في وقت متأخر من ليل الثلاثاء/ الأربعاء، من اجتماع عقدوه لمناقشة الأزمة السورية، ومشروع قرار أمريكي جديد، من دون نتائج تذكر، إلا أن السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أكدت مواصلة الجهود حيال المسألة، فيما استبعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما تدخلاً عسكرياً في سوريا، ودعت موسكو إلى وقف العنف فوراً، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن مسألة منح اللجوء للرئيس السوري بشار الأسد، ليست محل بحث في بلاده، ووضعت أنقرة دمشق أمام أحد خيارين، إما الاستمرار في التعاطي الأمني مع الأحداث، أو الاستماع إلى المجتمع الدولي، في وقت أرسل الجيش السوري تعزيزات إلى إدلب (شمال غرب)، ونفذ عمليات في مناطق أخرى أسفرت عن سقوط قتلى، وتمكن فريق من الهلال الأحمر السوري من دخول حي بابا عمرو في حمص (وسط)، رفقة فاليري آموس مساعدة أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، التي التقت في وقت سابق وزير الخارجية السوري .

واستبعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما احتمال استخدام القوة العسكرية ضد سوريا، مثلما حصل مع ليبيا، “لأن العالم ليس موحداً حول هذا الخيار مثلما كان” . وقال “إن فكرة حلّ المشاكل باستخدام قواتنا، لم تثبت أنها صحيحة، ومن الخطأ الاعتقاد بوجود حل بسيط، أو أن الولايات المتحدة يمكن أن تتحرك بشكل منفرد” .

ودعت روسيا الحكومة السورية والمسلحين إلى وقف “فوري” لأعمال العنف وتسهيل وصول المساعدة الإنسانية ومبعوثي الأمم المتحدة، فيما قال الرئيس التركي عبد الله غول إن على الإدارة السورية أن تختار بين ما إذا كانت تريد البقاء في مسارها “المظلم” الحالي، أو الاستجابة للعروض الدولية .

وكان الأعضاء الخمسة دائمو العضوية في مجلس الأمن عقدوا اجتماعا، ليل الثلاثاء/الأربعاء، لبحث مشروع قرار أمريكي . وقالت السفيرة الأمريكية سوزان رايس “لا أعتقد أن عليكم أن تتوقعوا شيئا خاصا” . وفي بيان لاحق، قالت إن “المحادثات في بدايتها وستتواصل . في حال توصلنا إلى قاعدة لصياغة نص واقعي فسنرفعه إلى مجلس الأمن” .

ميدانياً، أعلن “المجلس الوطني السوري” المعارض، أنه رصد دبابات وناقلات جند وقوات عسكرية متجهة إلى محافظة إدلب (شمال غرب)، وتخوف ناشطون من “عملية عسكرية كبيرة” . وأفاد المرصد عن مقتل 4 مدنيين ومجند على أيدي القوات السورية في قرى مختلفة من محافظة إدلب . وأشار إلى “حملة مداهمات واعتقالات تنفذها في بلدة كفرنبل في ادلب بحثا عن مطلوبين”، ومقتل مواطن في بلدة الأتارب وطفل في حي الخالدية .

وقال المتحدث باسم اللجنة هشام حسن في جنيف “دخل فريق من الهلال الأحمر بابا عمرو” . وأضاف “مكث 45 دقيقة، وجد أن معظم السكان غادروا إلى مناطق أخرى، زارها بالفعل الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري الأسبوع الماضي” وقالت مصادر في الهلال الأحمر إن آموس وصلت إلى حمص، وقامت بزيارة ميدانية إلى بابا عمر استغرقت ساعة، وغادرتها بعد ذلك للتجول في بعض أحياء المدينة . (وكالات)

معاون وزير النفط السوري يعلن انشقاقه وانضمامه الثورة والمجلس الوطني يتوقع المزيد من الانشقاقات

وقال المسؤول السوري في الشريط “انا المهندس عبدو حسام الدين معاون وزير النفط والثروة المعدنية في سوريا وعضو المؤتمر القطري الحادي عشر لحزب البعث العربي الاشتراكي، اعلن انشقاقي عن النظام واستقالتي من منصبي (…) وعدم مشاركتي في المؤتمر القطري الحادي عشر الذي سيعقد بعد ايام وانسحابي من حزب البعث العربي الاشتراكي كليا”.

واضاف “اعلن انضمامي الى ثورة هذا الشعب الابي الذي لن يقبل الضيم مع كل هذه الوحشية التي يمارسها النظام ومن يواليه لقمع مطالب الشعب في نيل حريته وكرامته”.

وحسام الدين هو اعلى مسؤول ينشق عن النظام منذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف آذار/مارس 2011.

واكد رامي الناشط الذي صور الشريط الاربعاء ورفض الكشف عن كامل هويته، لوكالة فرانس برس ان معارضين سوريين “ساعدوا على تنظيم عملية الانشقاق”، رافضا الكشف عن مكان تصوير الفيديو “لاسباب امنية”، وعن مكان وجود حسام الدين حاليا.

وتوجه حسام الدين في شريط الفيديو الى “النظام الذي ادعى انه يملك الارض”، قائلا له “لا تملك الا وحشيتك لقتل الابرياء، وقد قطعت اوصال البلاد بحواجز الرعب بدلا من ان تكون الامن والامان للمواطنين”.

وتوجه الى روسيا والصين الداعمين للنظام السوري بالقول “موقفكما اثبت انكما ابعد ما تكونان عن صداقة هذا الشعب، بل انتما شريكان في قتل هذا الشعب”.

ونصح زملاءه ب”ان يتخلوا عن المركب الهالك الذي اوشك على الغرق”، مضيفا “قضيت 33 عاما في السلك الحكومي ولا اريد ان انهي حياتي الوظيفية في خدمة جرائم هذا النظام. لذلك آثرت ان انضم الى صوت الحق مع علمي بان هذا النظام سوف يحرق بيتي ويلاحق اسرتي ويلفق الكثير من الاكاذيب”.

وعبدو حسام الدين في السابعة والخمسين من العمر، متزوج وله اربعة اولاد، متخرج من كلية الهندسة الكيميائية والبترولية في جامعة البعث في سوريا.

وهو يتكلم الانكليزية، وقد شغل مناصب عدة في شركات نفطية ومؤسسات عامة، وعين مساعدا لوزير النفط منذ آب/اغسطس 2009.

وتشهد سوريا حركة احتجاجية تواجه بالقمع، ما تسبب بمقتل حوالى 8500 شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا. وانشق الالاف من عناصر الجيش النظامي وانضموا الى ما يعرف ب”الجيش السوري الحر” الذي يقوم بعمليات عسكرية ضد القوات النظامية.

الا ان الخبراء يؤكدون ان الانشقاقات عن الجيش لا تزال تقتصر على مجموعات صغيرة لا فرق كاملة، والضباط المنشقون من الرتب العالية لا يزال عددهم ضئيلا. بينما لم تسجل انشقاقات تذكر على المستوى السياسي.

وقد رحب رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون اليوم الخميس باستقالة معاون وزير النفط عبدو حسام الدين، متوقعا حصول المزيد من “الانشقاقات السياية والادارية” في سوريا.

وقال غليون في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من باريس “احيي نائب الوزير الذي انشق عن النظام، وادعو جميع الافراد في الوزارة والمسؤولين الاداريين (…) ان ينشقوا عن هذا النظام وان يلتحقوا بصفوف ثورة الحرية والكرامة”.

واضاف انه يتوقع “ان تكون هناك بالتاكيد شخصيات اخرى سياسية وادارية ستنشق عن النظام الذي يدخل الآن في مرحلة لم تحصل من قبل، مرحلة تفكك حقيقية بسبب الاستخدام غير الانساني والوحشي للعنف ضد المواطنين”.

وتابع “لا اعتقد ان هناك مواطنا سوريا او مسؤولا سوريا له ضمير يستطيع ان يستمر ويقبل بان يخدم في اطار هذا النظام”، معتبرا ان “ليس هناك سياسة في سوريا”، وان جميع المسؤولين “اداريون”.

وردا على سؤال عن سبب تأخر الانشقاقات في سوريا في ظل الحركة الاحتجاجية القائمة منذ عام تقريبا، قال غليون ان “السبب الرئيسي هو ان النظام يقوم منذ خمسين سنة على صناعة العبودية، والعبودية تعني تحويل الناس الى آلات تتحرك بالريموت كونترول ولا تفكر ولا تعي ولا تدرك حتى تصبح هناك يقظة واستعادة للضمير والوعي وللشعور الوطني”.

واشار الى ان “الصدمة الكبيرة” التي احدثت هذه اليقظة هي “الثورة (…) التي ستحرك ضمائر كل الاداريين والمديرين والمسؤولين بما في ذلك المسؤولون في الجيش الذين تحولوا الى اداة تطيع الاوامر”.

غليون: “أي حل سياسي لن ينجح إلا إذا رافقه ضغط عسكري على النظام

رحّب رئيس “المجلس الوطني السوري” برهان غليون “بكل جهد دولي يُقدم إلى الشعب السوري”، لافتاً إلى أن “الناس يشعرون أن الرواية تتكرر كل اليوم”، في إشارة إلى توافد الموفدين الدوليين، ومشيراً إلى أن مبعوث الأمم المتحدة الى سوريا “كوفي انان خيّب آمال السورييين في تصريحه الأول”.

غليون وفي حديث إلى قناة “الجزيرة” أبدى خشيته من أن تكون المجموعة الدولية “بصدد كسب وقت”، مشدداً على أنه “لا معنى لكل كلام، إذا لم يتوقف القتل، وأن على المجموعة الدولية ايقاف (الرئيس السوري بشار) الأسد ونظامه عن الاجرام”.

واذ أكد أن “الشعب السوري يريد آلية عملية لوقف القتل، خصوصاً وأن الناس جميعهم يدركون أن النظام لا يعيش إلا على القوة ولا يفهم إلا بلغة القوة”، أكدّ غليون أن “أي حل سياسي لن ينجح، إلا إذا رافقه ضغط عسكري على النظام لوقف القتل”.

وأضاف: “بعد سنة من عمليات القتل واجتياح المدن الذي لا يمكن أن يقبله عقل، على المجتمع الدولي أن يوجه ضربات عسكرية على مراكز الأمن لشل إرادة النظام”، مشيراً إلى أن “الرأي العام السوري خاب أمله من المجتمع الدولي، ولم يحصل منه إلا على مواقف إعلامية”.

غليون الذي أشار الى أن “المعارضة السورية لم ترفض الحل السياسي المتمثل بالتفاوض على نقل السلطة إلى حكومة سورية تمثل الشعب”، قال: “النظام الذي استمر بالقتل، هو الذي رفض المبادرة السياسية، وإذا كان سيستمر المجتمع الدولي بدعوته للحل السياسي، عليه أن يكثف جهوده لوقف القتل، لأن النظام السوري يستفرد بالشعب”.

وتابع: “إذا كان مشروع أنان تكرار ما حصل في الماضي مع الموفدين السابقين إلى سوريا، فإنه سيفشل”، مؤكداً أن “الحل الوحيد مع النظام السوري هو ضربات عسكرية تكسر قوته”، ولافتاً إلى “التردد لدى المجتمع الدولي ومصالح المتناقضة”.

وأردف قائلاً: “هنا دورنا في حشد هذه القوة لكسر أيادي هذا النظام، وفي التفاهم مع كل القوى في الداخل التي لا تزال مترددة وتخشى عواقب”. ورأى أنه “لا بد من تأمين السلاح النوعي للجيش السوري الحر (المنشق عن الجيش السوري)”، مشيراً إلى أن “هذا يحتاج إلى محادثات مع الدول، خصوصاً وأن الجميع يدرك أن النظام لن يستسلم الا بالقوة”.

وحول الموقف الروسي، أجاب غليون: “حسابات الروس خاطئة، وكانوا يقولون إنهم يعتقدون أن نظام الأسد زائل، واليوم تراجعوا ويعتقدون أن اجتياح كتائب الأسد للأحياء زاد من قوته، وهذا وهم”، مضيفاً: “سيكتشفون أن لا أمل لهذا النظام بالحياة”، وداعياً الوزراء والنواب والضباط في سوريا “إلى التخلي عن النظام للتخفيف من قتل الشعب، خصوصاً وأنه في حال لم يتم وضع حد للنظام، فإنه سيدمر سوريا كلها”.

وشدد على أنه “آن الاوان لجميع المعارضين للإرتفاع الى مستوى المسؤولية والتخفيف من نزاعاتهم الشخصية لمصلحة سوريا”، داعياً المجلس الوطني إلى “العمل من أجل وحدة المعارضة”.

وحول المبادرة الصينية (وأهمها نقاطها رفض بكين تغيير النظام بالقوة، والتدخل الخارجي، والدعوة إلى وقف فوري للعنف، وحض مختلف الأطراف في سوريا على الخوض في حوار شامل من دون شروط مسبقة)، أجاب غليون: “أهم ما جاء في المبادرة الصينية هو وقف العنف، لأن الصين تدرك مدى الهمجية التي يستخدمها النظام”، موضحاً في سياق متصل أن “موقف روسيا غير مبني على أي مبادئ”، مطالباً الروس بـ”وضع سوريا بالمقدمة، وليس مصالحهم، لأن الشعب السوري هو الذي سينتصر”.

واشنطن تقدم مليوني دولار إضافيين كمساعدات انسانية لسوريا

‎ أصدرت البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة في جنيف بياناً أعلنت فيه عن “مساهمة إضافية قيمتها مليوني دولار للمساعدة الانسانية الدولية في سوريا”.

وأكد مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة، كيلي تي كليمنتس هذه المساهمة، خلال اجتماع خصص لتنسيق المساعدة الانسانية لسوريا في الأمم المتحدة بجنيف.

ومع هذين المليوني دولار الإضافيين، تكون الولايات المتحدة قد أعطت سوريا مساعدة انسانية تفوق 12 مليون دولار.

إشارة إلى أنَّ الولايات المتحدة قد قدمت للشعب السوري مساعدات طبية عاجلة ومساعدة للتزود بمياه الشرب ومواد غذائية وأغطية وأجهزة تدفئة.

(أ.ف.ب.)

المرصد السوري”: السلطات السورية أوقفت محاميًا بارزًا في حمص

أعلن مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان” رامي عبد الرحمن أن “الأمن السوري اعتقل المحامي البارز عمر قندرجي على حاجر في حي الإنشاءات” المجاور لحي بابا عمرو.

عبد الرحمن، وفي اتصال مع وكالة “فرانس برس”، قال: “كان عمر قندرجي في طريقه لتفقد منزل والدته في حي الإنشاءات حين أوقفه حاجز للأمن”، موضحًا أن المحامي الموقوف “من أبرز المحامين والحقوقيين في مدينة حمص، وهو محامي الناشط السياسي البارز نجاتي طيارة”.

(أ.ف.ب.)

أكثر من 65 قتيلا

الجيش السوري يحشد قواته بإدلب

يواصل الجيش النظامي السوري حشد قواته بمحافظة إدلب استعدادا -على ما يبدو- للقيام بعمل عسكري واسع النطاق داخل المحافظة، التي تعد أحد المعاقل الرئيسة للجيش السوري الحر. فيما قتل 65 شخصا بمناطق مختلفة معظمهم قرب بابا عمرو في حمص.

وأفاد ناشطون أن قوات الجيش السوري تحكم قبضتها على الطرق الرئيسة بين مدن المحافظة وبلداتها، مشيرين إلى أن القوات النظامية نصبت راجمات صواريخ حول المكان.

كما أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم أن الجيش واصل إرسال تعزيزات عسكرية إلى إدلب، التي يتخوف ناشطون ومراقبون من أن تكون مسرحا لهجوم واسع كالذي شهدته مدينة حمص مؤخرا.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن للوكالة الفرنسية للأنباء إن حشودا عسكرية تصل إلى إدلب لا سيما إلى قرى جبل الزاوية.

عملية واسعة

وتخوف عبد الرحمن من عملية عسكرية واسعة على المحافظة قائلا “الإعلام السوري يركز هذين اليومين على إدلب ويقول إن فيها مجموعات إرهابية مسلحة، وأنا أرى أن هذا مقدمة لعمل عسكري واسع”.

من جانبه قال المجلس الوطني السوري إنه رصد 42 دبابة و131 ناقلة جند انطلقت من اللاذقية باتجاه مدينة سراقب في محافظة إدلب.

كما رصد المجلس -الذي طالب المجتمعَ الدولي بالتحرك السريع والعاجل لكي لا تتكرر ما وصفها بمجازر بابا عمرو- أرتالا عسكرية متوجهة نحو إدلب المدينة.

وتحدث ناشطون في وقت سابق عن إرسال قوات كبيرة من الجيش النظامي معززة بمئات الدبابات والآليات المدرعة إلى المحافظة.

من ناحية أخرى، قالت لجان التنسيق في سوريا إن 65 شخصا بينهم عائلات كاملة قتلوا اليوم برصاص الجيش السوري والشبيحة في عدة محافظات سورية، معظمهم في حي جوبر الملاصق لحي بابا عمرو بحمص، في حين تتزايد المخاوف من وقوع هجوم وشيك تشنه قوات الجيش النظامي السوري على محافظة إدلب التي تعد أحد المعاقل الرئيسة للجيش السوري الحر.

وأكدت الهيئة العامة للثورة السورية أن قوات الأمن السوري استهدفت اليوم جنازة خرجت في حي المزة وسط دمشق لتشييع جثمان قتيل سقط برصاص الأمن والجيش في وقت سابق.

وقالت الهيئة إن قوات الأمن أطلقت النار على الجنازة ونفذت حملة اعتقالات عشوائية طالت العشرات من المشيعين.

كما أفاد مجلس قيادة الثورة في دمشق بسماع أصوات إطلاق رصاص “كثيف جدا” في منطقة برزة.

وفي حي القدم، طالت حملة اعتقالات واسعة وعشوائية قرابة ثلاثين شابا، كما أقيمت حواجز تفتيش من قبل سرية المداهمة بفرع المنطقة وسمعت أصوات إطلاق رصاص متقطع، بحسب ناشطين.

ونقلت شبكة شام الإخبارية وقوع قصف عنيف وعشوائي استهدف المنازل بقذائف الدبابات والشيلكا في معرة النعمان بمحافظة إدلب.

كما قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات الجيش مدعومة بالدبابات اقتحمت مدينة قارة في ريف دمشق ويبرود في ثاني اقتحام للمدينة. بالإضافة إلى اقتحام بلدة بصر الحرير في درعا والقورية في دير الزور وحيي المرجة والفردوس في حلب.

وتحدث ناشطون عن اقتحامات أخرى شملت بلدات كفرنبل في إدلب وسلمى والمارونيات في ريف اللاذقية.

بكين طالبت كافة الأطراف بوقف العنف

أنان يحذر من تدخل عسكري بسوريا

قال مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي أنان إن أي تدخل عسكري في سوريا في الوقت الراهن سيزيد الأمور فيها سوءا، مؤكدا حاجة الشعب السوري إلى مساعدة ولكنها يجب أن تكون من خلال الطرق الدبلوماسية، وفي الأثناء حذرت مصر من أن انفجار الموقف في سوريا ستمتد آثاره إلى المنطقة بأسرها.

وأعرب أنان -في مؤتمر صحفي مشترك بالقاهرة مع الأمين العام لـجامعة الدول العربية نبيل العربي- عن أمله في ألا يؤخذ الحديث عن تدخل عسكري في سوريا مأخذ الجد “لأن النتائج معروفة”.

وأضاف أنه يجب مواصلة الجهود الدبلوماسية من خلال العمل بشكل منسق لإيقاف عمليات القتل في سوريا، مشددا على ضرورة أن تكون أي مقترحات بهذا الشأن قابلة للتطبيق حتى لا تتسبب في المزيد من المشاكل.

وقال أنان -الذي بدأ في مصر جولة تقوده إلى سوريا يوم السبت المقبل- إنه سيطرح المقترحات على الأطراف المعنية بالتفاوض في سوريا للتوصل إلى حل للوضع المتردي هناك، مؤكدا أن نجاح مهمته مرهون بمقدار التجاوب الذى ستبديه جميع الأطراف المعنية وكذلك بالدعم الدولي لجهود حل الأزمة سلميا.

من جانبه، قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، إن جهود الجامعة كان بها جزء أساسي وهو الوصول إلى حل يرضي الشعب السوري.

وأضاف أن هذه الجهود شملت مسارا سياسيا تمثل في إرسال مراقبي الجامعة إلى سوريا، وتوصلت الجامعة إلى ضرورة تعيين مبعوث وانتهى الأمر إلى أنه من الأفضل أن تكون هناك محاولة واحدة من شخص بهذا الموضوع وتعيين نائب له من المنطقة، وهو وزير الخارجية الفلسطيني السابق ناصر القدوة.

وشدد العربي على أنه لا أحد يرغب إطلاقا في إعادة السيناريو الليبي، وقال “نحاول الوصول إلى حل سلمي مع الحكومة السورية والمعارضة”.

مصر تحذر

وكان أنان قد وصل إلى القاهرة أمس الأربعاء، والتقى اليوم الخميس وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، ومن المقرر أن يلتقي بعض وزراء خارجية الدول العربية غدا الجمعة قبل أن يتوجه صباح السبت إلى سوريا.

وعقب لقائه أنان، حذر وزير الخارجية المصري، من انفجار الأوضاع في سوريا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية عمرو رشدي إن الوزير عرض خلال لقائه كوفى أنان رؤية مصر القائمة على “ضرورة الحفاظ بكل السبل الممكنة على وحدة سوريا الإقليمية وحل الأزمة السورية سلميا من خلال المبادرة العربية لتفادي التدخل العسكري أو تدويل الأزمة.

وأضاف رشدي، في بيان صادر عن الوزارة، أن وزير الخارجية حذر من أن “طبيعة سوريا الجغرافية والبشرية ستلحق ضررا هائلا بالمنطقة إذا ما تحول الوضع إلى حرب أهلية مسلحة”.

وأكد أن انفجار الموقف في سوريا “لن يكون داخليا ولن تقتصر آثاره على سوريا فقط وإنما ستمتد إلى المنطقة بأسرها.

خطة صينية

من ناحية أخرى، قالت وزارة الخارجية الصينية اليوم الخميس إن مبعوث الصين لسوريا أبلغ حكومة الرئيس بشار الأسد والأطراف الأخرى بضرورة وقف العنف فورا، ومساعدة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر في توزيع المساعدات بالمناطق التي تأثرت بالصراع.

وقال المتحدث باسم الوزارة ليو وي مين للصحفيين إن المبعوث لي هوا شين أبدى أيضا دعم بكين لعملية الوساطة بين الحكومة السورية والجماعات المعارضة والتي تقوم بها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.

وبدأ الموفد الصيني مهمته بلقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي أبدى تأييده للخطة الصينية، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، التي أوضحت أن هوا شين سلم المعلم رسالة من وزير خارجية الصين يانغ جيتشي تتعلق برؤية الصين ذات النقاط الست بشأن إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا.

وعبر المعلم عن ترحيب سوريا بالرؤية الصينية واستعدادها للتعاون الإيجابي معها باعتبارها الطريق نحو إيجاد حل يقوم على وقف العنف من أي مصدر كان وتسهيل جهود الأمم المتحدة في المجال الإنساني والتعاون مع المبعوث الأممي ودعوة كل الأطراف للحوار الوطني الشامل وتسريع عملية الإصلاح في سوريا.

وجدد المبعوث الصيني خلال لقائه المعلم، رفض بلاده لأي تدخل خارجي في الشؤون السورية، وقال إن “الشعب السوري هو وحده القادر على إيجاد حل للأزمة”، معبرا عن رفض بلاده “محاولات استغلال بعض الأوساط للوضع الإنساني من أجل التدخل بالشؤون السورية تحت أي ذريعة”.

الخيار العسكري

وتأتي هذه التطورات على صعيد التطورات السياسية في الملف السوري، عقب يوم من تصريحات لرئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي قال فيها إن وزارة الدفاع (البنتاغون) تعد خيارات عسكرية ضد سوريا بناء على طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما.

كما حذر وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا في كلمة له أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ من أن تدخل الجيش الأميركي سيكون “خطأ” ومن شأنه تأجيج حرب أهلية، ودعا مجلس الشيوخ إلى “إدراك حدود القوة العسكرية خاصة القوات الأميركية على الأرض”.

وحذر بانيتا وديمبسي من أن شن ضربات جوية من شأنه أن يسفر عن سقوط  ضحايا مدنيين. كما ذكرا أن الوضع في سوريا لا يمكن أن يقارن بليبيا التي فرض المجتمع الدولي عليها منطقة حظر جوي.

يذكر أن نظام الدفاع الجوي لسوريا يتقدم على نظيره الليبي بخمسة أضعاف، ما يعني الانخراط في حملة جوية طويلة مع ما يتطلبه ذلك من عدد كبير من الطائرات.

في المقابل قال السيناتور الجمهوري في الكونغرس جون ماكين إنه ليس من الضروري الحصول على موافقة الأمم المتحدة للتدخل في سوريا، مستشهدا بحالة كوسوفو، واعتبر في حديث للجزيرة أن أي ضربة عسكرية ضد نظام الرئيس بشار الأسد ستضعف نفوذ إيران وحزب الله اللبناني.

تركيا وتونس تعارضان تدخلا أجنبيا بسوريا

عبر كل من الرئيس التونسي المنصف المرزوقي والرئيس التركي عبد الله غل اليوم الخميس عن رفضهما لتدخل أي قوة من خارج المنطقة في سوريا، لكن تونس أبدت رغبتها في المشاركة في أي قوات حفظ سلام عربية ترسل إلى هناك.

ودعا غل في مؤتمر صحفي مشترك بتونس الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي ووقف العنف. ويقوم غل بزيارة لتونس تستمر ثلاثة أيام، في إطار جهود لتعزيز العلاقات بالمنطقة بعد انتفاضات الربيع العربي.

وقال غل في المؤتمر الذي عقد بقصر الرئاسة بتونس “تعارض تركيا تدخل أي قوة من خارج المنطقة. هذا التدخل سيكون عرضة للاستغلال”.

وأضاف أنه “من غير المقبول أن يربط نظامٌ بقاءه باستخدام العنف وممارسة الدكتاتورية. إن قرار استخدام القوات المسلحة ضد الشعب قد حول الأزمة إلى الاهتمام العالمي”.

يشار إلى أن تركيا هي الدولة المسلمة الوحيدة العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأنها تملك ثاني أكبر جيش في الحلف، وهي تنسق بصورة قوية مع جامعة الدول العربية في التصدي للأزمة السورية.

ومن جهته، عبّر المرزوقي عن رغبة تونس في المشاركة في قوة عربية لحفظ السلام بسوريا، في سياق نتائج مؤتمر “أصدقاء سوريا” الذي عقد في تونس الشهر الماضي، وحذر في نفس الوقت من أي تدخل عسكري.

وأوضح المرزوقي -الذي كان قد دعا بشار الأسد للاستقالة وأعطاه حق اللجوء السياسي في تونس، في سياق جهود وقف العنف المستمر في سوريا منذ أكثر من سنة- أن أفضل الحلول هو خروج متفاوض عليه للرئيس السوري تتلوه فترة انتقالية بسوريا.

وقال المرزوقي إن “ما نحتاجه الآن هو متابعة الجهود السياسية خاصة مع أصدقائنا الروس والصينيين الذين بإمكانهم إقناع النظام السوري بأن هذه اللعبة قد انتهت”.

وكانت روسيا والصين قد أحبطتا باستخدام حق النقض الدولي (الفيتو) مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي يدين العنف بسوريا ويدعم قرارا لجامعة الدول العربية يشتمل على دعوة للأسد بالتنحي.

كما كان البلدان قد رفضا حضور مؤتمر “أصدقاء سوريا” الذي حضرته دول غربية بالأساس إلى جانب الدول العربية.

أصدقاء سوريا

في نفس السياق عبر غل عن رغبته في “مشاركة دولية كبرى” في المؤتمر المقبل لأصدقاء سوريا بما يشمل “حضور روسيا”، لكنه لم يحدد موعدا لانعقاده.

وقال إن اجتماعا تحضيريا سينظم في الأسبوعين المقبلين، مشددا على ضرورة “التحضير جيدا لهذا الاجتماع من أجل تقريب وجهات النظر”.

وأكد غل ضمنا حضور فرنسا الاجتماع المقبل في إسطنبول “لأصدقاء سوريا” على الرغم من التوتر الدبلوماسي بين باريس وأنقرة بشأن مسألة إبادة الأرمن، وقال “يجب التمييز بين العلاقات الثنائية ومؤتمر دولي”.

وكان مصدر دبلوماسي تركي قد صرح مؤخرا أن أنقرة لا ترحب بمشاركة باريس في المؤتمر بسبب موقفها من قضية إبادة الأرمن، ولكن المجلس الدستوري الفرنسي رفض إقرار القانون الذي وافق عليه البرلمان الفرنسي بغرفتيه، مما خفف من التوتر الدبلوماسي بين البلدين.

مسؤولة أممية: بابا عمرو أصبح خرابا

دخلت الحي رفقة الهلال الأحمر السوري

وصفت مسؤولة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة فاليري أموس حي بابا عمرو بحمص بأنه أصبح خرابا وأنه شبه خال من السكان بسبب القصف الذي تعرض له في الفترة الأخيرة، وذلك خلال دخولها إلى هذا الحي أمس الأربعاء، وهي أول مسؤولة أممية تدخله منذ أن أطلقت القوات الحكومية أحدث حملة عسكرية على مدينة حمص.

وبدأت أموس -التي لم تسمح لها السلطات السورية بدخول البلاد الأسبوع الماضي- مهمة تستمر ثلاثة أيام وتنتهي غدا الجمعة في محاولة لإقناع السلطات بالسماح لعمال الإغاثة بتقديم المساعدات دون أي عقبات للمدنيين المحتاجين. كما دخل معها إلى حي بابا عمرو الهلال الأحمر العربي السوري.

ونقلت أماندا بيت، المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، عن أموس قولها إن “الأمن مشكلة واضحة في حي بابا عمرو وإنهم سمعوا إطلاقا للنار بينما كانوا هناك”، وأكدت أيضا أن الأجزاء التي شاهدوها في الحي “مخربة إلى حد بعيد”.

وأضافت تصف حمص “بدت وكأنها مدينة مغلقة وكان عدد قليل جدا من الناس في أنحاء المدينة وبدا كأنها باتت خرابا من جراء المعارك والقصف المدفعي”، مشيرة إلى أنهم شاهدوا عددا قليلا من الناس يبحثون عن أمتعتهم.

وقابلت المسؤولة الأممية أمس وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي أكد لها –وفق نفس المصدر- أنه سيسمح لها بالذهاب أينما تشاء في سوريا. وقالت وكالة الأنباء السورية إن الوزير شدد على أن القيادة السورية تفعل ما في وسعها لتلبية احتياجات المدنيين “على الرغم من الأعباء التي تسببها العقوبات الجائرة” التي فرضتها بعض الدول العربية والغربية.

وذكرت الوكالة أن أموس قالت للمعلم إن الهدف من زيارتها هو تقييم الوضع الإنساني على أرض الواقع وإنها شددت على احترام السيادة السورية ورفض استخدام الجانب الإنساني لأغراض سياسية.

وقالت مصادر سورية لوكالة الأنباء الألمانية إن أموس ستزور مناطق في حمص تقول المعارضة إنها دمرت جراء قصف القوات الحكومية المستمر  منذ شهر تقريبا.

ملجأ بحي بابا عمرو (الجزيرة) مساعدات

وبدوره، أكد هشام حسن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن فريق الهلال الأحمر السوري مكث داخل بابا عمرو مدة 45 دقيقة وأنه وجد أن معظم السكان غادروا الحي إلى مناطق أخرى زارها بالفعل الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري الأسبوع الماضي.

وأضاف أن المناطق الأخرى في حمص وقرية قابل القريبة وزع بها عمال الصليب والهلال مساعدات أمس للمرة الثانية، مشيرا إلى أن فرق الإغاثة قدمت مساعدات إلى نحو 450 أسرة في قابل ونحو 2700 شخص معظمهم من حي بابا عمرو، إضافة إلى نحو 2100 شخص تلقوا مساعدات في وقت سابق من الأسبوع.

وكانت فرق الهلال الأحمر قد قامت بإجلاء 30 شخصا يحتاجون إلى العناية الطبية من بابا عمرو وبعضهم مصاب بجروح خطيرة. وأعلن مسؤول الصليب الأحمر أنهم يريدون مواصلة مساعدة الناس ومنهم من فروا من بابا عمرو.

ويذكر أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر كانت أول وكالة دولية يسمح لها بإرسال عمال إغاثة إلى سوريا وكانوا يقدمون أغذية ومؤنا طبية منذ بدء الصراع قبل نحو عام.

الأمم المتحدة تعد خطة إغاثة لـ1.5 مليون سوري

مسؤولة الإغاثة الدولية ترغب بمعرفة ماذا حلّ بأهل بابا عمرو

العربية.نت

أعلنت الأمم المتحدة أنها بصدد إعداد خطة لإغاثة مليون و500 ألف سوري، وميدانياً، أفاد ناشطون بأن الجيش السوري واصل عملياته في ريف حماة، وقصف بلدة شيزر، كما شنّ حملة اعتقالات في كرناز وحيالين وتريمسة وجلمة والشيخ حديد.

وعلى صعيد آخر، أفاد ناشطون بأن تظاهرات احتجاج خرجت في كل من دمّر وكفر سوسة والقابون في دمشق. فيما اقتحمت قوات الأمن منطقة الهامة في ريف دمشق وسط حملة للجيش على المنطقة.

وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن عدد القتلى برصاص الأمن في سوريا وصل اليوم إلى 62 شخصاً.

بابا عمرو خالية

ومن جهة أخرى قالت فاليري آموس، مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، اليوم إن منطقة بابا عمرو بمدينة حمص السورية دمرت تماماً، بسبب هجوم القوات الحكومية ومصير سكانها غير معروف.

وقالت آموس لتلفزيون رويترز بعد اختتام اجتماعها مع وزراء في دمشق الدمار هناك كبير.. ذلك الجزء من حمص دمر تماما، وأنا أرغب بشدة في معرفة ما الذي حدث للناس الذين يعيشون في هذا الجزء من المدينة.

وفرّ مقاتلو المعارضة من حمص قبل أسبوع بعد قصف قوات حكومية استمر نحو شهر.

وأبلغ نشطاء عن عمليات انتقامية في بابا عمرو من جانب الموالين للرئيس بشار الأسد بعد انسحاب المعارضين. وقال العاملون لدى الهلال الأحمر العربي السوري، الذين دخلوا بابا عمرو يوم الأربعاء إنهم وجدوها خالية.

ونقل التلفزيون السوري لقطات اليوم الخميس لعاملين تابعين للأمم المتحدة يرتدون سترات زرقاء واقية من الرصاص وخوذات، ويلتقطون صوراً للحطام المحيط بهم، وقال مقدم البرنامج إنهم من فريق آموس أثناء زيارتها لبابا عمرو.

وقالت المتحدثة باسم آموس إن الأخيرة سمعت أصوات إطلاق نار أثناء جولتها التي استمرت قرابة الساعة.

وأشارت المتحدثة كذلك إلى أن آموس لم تتمكن من تفقد الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة لأسباب أمنية، إضافة إلى أنها تواصل الاتصال بالحكومة السورية من أجل التوصل إلى ترتيب يضمن وصول المساعدات الإنسانية.

بريطانيا تطالب بمحاسبة مسؤولين سوريين

وفي تصريح لـ”العربية” أكد سفير المملكة المتحدة في سوريا سايمون كوليز أن المجتمع الدولي يحاول في مساع حثيثة إقناع روسيا بسحب دعمها لبشار الأسد، مشدداً على مواصلة الضغط على النظام السوري ومحاسبة المسؤولين عن جرائمهم ضد الإنسانية.

وبحسب كلام كولينز يقتل كل يوم في سوريا 50 أو 100 وأكثر من ذلك أحياناً، ويتابع: “نريد أن نتعامل مع الروس للاتفاق على الالتزام بالقرارات الإنسانية والدولية لحل الأزمة السورية، وبناءً على هذا التعاون قد نصل إلى صيغة عمل سياسية لمعالجة المشكلة داخل مجلس الأمن، أما خارجه فسنعمل مع أصدقاء سوريا لزيادة الضغط على النظام وتوفير الدعم للمعارضة ومعالجة الوضع الإنساني، وأيضاً المحاسبة لأنها مهمة حسب رأينا، فهناك مسؤولون سوريون يجب أن يحاسبوا على ما اقترفوه من جرائم ويعلموا أن المحاسبة تنظرهم”.

وأكد السفير البريطاني كولينز على ضرورة تطبيق الخطة العربية وتوحيد صوت المعارضة، مستبعداً تأييد الحكومة البريطانية تسليحها أو إقامة منطقة عازلة.

وأشار كولينز إلى أن بلاده لا تؤيد تسليح المعارضة، شارحاً وجهة نظر الحكومة البريطانية: “تفضل الحكومة الدعم السياسي والمادي أيضاً، أما بالنسبة للمنطقة العازلة فهي فكرة جيدة لكن عملياً يصعب تطبيقها، لكن نرى أن هذه المبادرة ليست فعالة لحل المشاكل الداخلية في سوريا، ونصر على حق دخول المساعدات الإنسانية لعلاج المصابين، ومشروع قرار مجلس الأمن سيعالج هذا الأمر بتوفير كل ما يلزم”.

كوفي عنان يتخوّف من التفكير بحل عسكري

ومن جهة أخرى فإنه من المقرر أن يبقى كوفي عنان، المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية في القاهرة الجمعة، حيث يلتقي بوزراء خارجية السعودية وقطر والكويت قبل أن يطير إلى دمشق يوم السبت لبدء مهمته في سوريا.

وفي حديث للصحافيين عقب لقائه مع نبيل العربي، أمين عام الجامعة العربية، تمنى عنان ألا يكون هناك تفكير جاد في الحل العسكري للأزمة السورية حتى لا يزداد الأمر تعقيداً، مشيراً إلى ضرورة وضع اقتراحات عملية حتى لا ترتفع التوقعات دون الوصول لحل.

ومن جانبه قال العربي إنه لا أحد يرغب في الوصول للسيناريو الليبي، وشدد على ضرورة الإبقاء على الاتصالات مع أطراف المعارضة والحكومة السورية للوصول لوضع مقبول.

انشقاق مساعد وزير النفط السوري

وفي تطور آخر، أعلن مساعد وزير النفط والثروة المعدنية السوري عبده حسام الدين ليل الأربعاء في شريط فيديو نشره ناشط على موقع “يوتيوب” الإلكتروني، انشقاقه عن النظام واستقالته من منصبه وانضمامه إلى “ثورة الشعب” السوري.

وقال المسؤول السوري في الشريط: “أنا المهندس عبده حسام الدين، معاون وزير النفط والثروة المعدنية في سوريا وعضو المؤتمر القطري الحادي عشر لحزب البعث العربي الاشتراكي، أعلن انشقاقي عن النظام واستقالتي من منصبي كمعاون وزير النفط والثروة المعدنية، وأعلن انضمامي إلى ثورة هذا الشعب الأبيّ الذي لم ولن يقبل الضير مع كل هذه الوحشية التي يمارسها النظام ومن يواليه لقمع مطالب الشعب في نيل حريته وكرامته”.

كما أكد عدم مشاركته في المؤتمر القطري الحادي عشر الذي سيعقد بعد أيام، وانسحابه من حزب البعث العربي الاشتراكي كلياً.

وقال حسام الدين: “قراري جاء رغم إدراكي أن النظام سيحرق بيتي ويلاحق أسرتي. لا أريد أن أكون شريكاً في جرائم النظام، وأقول للنظام إنه كبّد الشعب عاماً من الأسى”، وأضاف أن الأسد متعنّت والاقتصاد أوشك على الانهيار.

وتابع “أقول لهذا النظام الذي ادعى أنه يملك الأرض: لا تملك موطئ الدبابة التي تحركها وحشيتك لقتل الأبرياء، وأحلت البلاد إلى شفير الهاوية بتعنّتك وتكبرك وانفصالك عن الواقع”.

ومن جهته، رحّب رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون، اليوم الخميس، باستقالة معاون وزير النفط عبدو حسام الدين، متوقعاً حصول المزيد من “الانشقاقات السياية والادارية” في سوريا.

وقال غليون في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “أحيي نائب الوزير الذي انشق عن النظام”، مضيفاً “أتوقع أن تكون هناك بالتأكيد شخصيات أخرى سياسية وإدارية ستنشق عن النظام الذي يدخل الآن في مرحلة تفكك حقيقية بسبب الاستخدام غير الإنساني والوحشي للعنف ضد المواطنين”.

وحسام الدين هو أعلى مسؤول ينشق عن النظام منذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف مارس/آذار 2011.

يُذكر أنه تم تعيين المهندس عبده حسام الدين معاوناً لوزير النفط والثروة المعدنية بعد أن تم نقله من ملاك الشركة السورية للنفط إلى ملاك وزارة النفط بموجب مرسوم أصدره الرئيس بشار الأسد بتاريخ 25 أغسطس/آب 2009.

وحسام الدين من مواليد 1954، ومتزوج وله أربعة أولاد، ويحمل شهادة الإجازة في الهندسة البترولية من جامعة البعث كلية الهندسة الكيمياوية والبترولية.

إنذار أخير” من اليونسكو إلى النظام السوري

المنظمة دانت الممارسات القمعية لكنها لم تطرد سوريا من عضويتها

باريس – سعد المسعودي

دانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “يونسكو”، الممارسات القمعية للنظام السوري ضد المدنيين، خلال اجتماع مجلسها التنفيذي، وتم التصويت على القرار من قبل 35 دولة، فيما امتنعت 14 دولة عن التصويت، وصوتت 8 دول ضده.

ولكن القرار تراجع عن طرد سوريا من المنظمة وحرمانها من نشاطات اليونسكو، كما كانت تأمل دول عربية وأوروبية.

ويدين مشروع القرار الذي طرحته دول من بينها السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا انتهاك السلطات السورية المستمر والواسع النطاق والمنهجي لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، طالباً من المدير العام لليونسكو تقديم تقرير في هذا الصدد.

وجاء في القرار أن المجلس التنفيذي لليونسكو يحث السلطات السورية على وضع حد على الفور لجميع انتهاكات حقوق الإنسان، وحماية السكان، وخصوصاً الأطفال والطلاب، وإعادة حرية التعبير والاتصال وحماية التراث.

سوريا عضو في لجنة حقوق الإنسان

وكان سفراء دول من بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وقطر والكويت طلبوا في ديسمبر/كانون الأول الماضي مناقشة وضع سوريا في اجتماع المجلس التنفيذي لليونسكو الذي يضم 58 عضواً.

وسعت 17 دولة تقودها روسيا والصين وكوبا وفنزويلا لتعطيل هذه الخطوة، وتمكنت فيما يبدو من إقناع بعض الأعضاء بتخفيف لهجة القرار من الطرد إلى الإنذار الأخير، ولكن يبقى أن إدانة اليونسكو في حد ذاتها تمثل خطوة مهمة بالنسبة للمنظمة التي نادراً ما توبخ أعضاءها.

ويذكر أن المجلس التنفيذي للمنظمة الذي يضم الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا كان قد انتخب سوريا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لعضوية لجنتين، إحداهما تنظر في انتهاكات حقوق الإنسان، وسعت بعدها مجموعة من الدول العربية والغربية إلى طرد سوريا من اللجنة المذكورة، في ما يشكل أحدث الجهود الدولية لعزل دمشق.

وأشارت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى المنظمة، ماريا فرانشيسكا سياتو لـ”العربية” إلى أنه من مهام اليونسكو العمل على صون الحريات واحترام حقوق الإنسان وحماية الصحفيين، مضيفة أنه “على سوريا احترام ذلك، نحن لا نسمح باستخدام العنف ضد الأطفال كما يجب ألا يحرموا من التعليم وأن لا يخضعوا لأي مساءلة أو تعذيب”.

وختمت السفيرة قائلة: “للأسف ما يحصل في سوريا انتهاك لطبيعة عمل اليونسكو ولذلك صوتنا على هذا القرار وهو إنذار أخير للسلطات السورية”.

تحذير أخير لدمشق

اما سفير المملكة العربية السعودية الدكتور زياد ادريس فقال للعربية” ان القرار بشكله الحالي يمثل رسالة الى السلطات السورية ومفادها انه لا يمكن لسوريا التي تم اختيارها عضو في المكتب التنفيذي لحقوق الانسان ان تنتهك حقوق الانسان، ان ما يجري في الشقيقة سوريا لا يمكن لمنظمة تهتم بالثقافة والعلوم وحقوق الانسان ان تبقى صامتة تجاهه”.

وختم السفير قائلاً “صحيح هذه هي المرة الاولى التي تواجه هذه المنظمة العتيدة حالة مشروع طرد احد اعضائها ولكن اليونسكو كانت بقدر مسؤولياتها التي رسمتها لها قوانين الامم المتحدة “.

ومع اصدار هذا القرار تكون اليونسكو قد حاولت ان تبقى في الوسط واستطاعت ان تنجح بصياغة نص يرضي الطرفين لاسيما بعد تهديد روسيا والصين بقطع دعمها المالي للمنظمة الغارقة في مشاكل مالية منذ أن قطعت امريكا دعمها لها على خلفية قبول فلسطين كعضو دائم.

ولكن المجموعة العربية والاوروبية اكدت ان هذه الصيغة الوسطية هي انذار اخير قبل قرار الطرد اذا استمر النظام السوري في بطشه ضد شعبه.

النساء السوريات أمهات الثورة السورية وقلبها

قف أنت في حضرة المرأة السورية

دمشق – جفرا بهاء

هن أمه وأخته وابنته، ودّعتهم الهزيمة والبكاء عندما سمعن بمقتله، وتفجر جسدهن هاتفاً للحرية كما كان يهتف هو، واشتركن معه في مواجهة الموت والرصاص بصدرهن وقلبهن على أمل أن ينلن الحرية السورية.

ثمة من سماهنّ حرائر سوريا، وخرجت المظاهرات السورية في 13 مايو/أيار من العام الماضي تحت اسم جمعة حرائر سوريا، للمطالبة بالإفراج عن الفتيات والنساء المعتقلات في السجون السورية حينها، وبدل أن تخرج أولئك دخل نساء جديدات إلى المعتقلات لتكتظ سجون النظام الأسدي بشابات في عمر الورود، وليصبح مع الوقت خبر اعتقال فتيات خبراً اعتيادياً يمر كغيره من أخبار القتل السوري الذي يبدو وكأنه لا متناهي.

يمكنك أن تستخف بأي شيء، ويمكنك أن تقف قليلاً قبل أن تصدق بطولات الثورة السورية، ولكن نساء سوريا وفتياتها أو حرائرها – كما يحب أن يسميهن الثوار – خارج خارطة الاستخفاف، وإذا كان الشاب يتظاهر ويعتقل وقد يقتل، فإن الفتاة تتظاهر وتعتقل وقد تقتل، ولكنها قبل كل ذلك تفجع بابنها وزوجها.

8 آذار يوم المتناقضات

ومن المعروف أن يوم 8 آذار هو عطلة رسمية في سوريا؛ لأنها تمثل ذكرى الثامن من آذار بالنسبة للنظام، ويوم الانقلاب الذي جعل الرئيس السابق حافظ الأسد رئيساً لسوريا ومن ثم ابنه بشار الأسد، وفي حين يحتفل النظام ويعلن عطلة رسمية تتظاهر شابات سوريات في قلب دمشق للتعبير عن مشاركتهن في الثورة السورية.

وهو يوم المرأة السورية بحسب الثورة السورية، ويوم احتفالي بالنسبة للنظام يستفز مشاعر كل من طالب ويطالب بسقوط الأسد.

ناشطات اعتدن المعتقلات

وأودع العديد من الناشطات على مدى سنة كاملة من عمر الثورة السورية المعتقلات والسجون، ومنهن من خرجن منه ليعدن بعد فترة وجيزة، وحدث أن استطاعت العديدات الهروب من سوريا خوفاً من اعتقال أو تعذيب وربما رصاصة تحتل القلب بدلاً عن الحب.

وتطول القائمة بأسماء اللواتي دخلن المعتقل، ونحن وإن ذكرنا بعض الأسماء فهي على سبيل المثال لا الحصر مثل: “سهير جمال الأتاسي وناهد بدوية وسيرين خوري وربا اللبواني ودانة إبراهيم الجوابرة وفهيمة صالح اوسي (هيرفين) ونسرين خالد حسن ووفاء محمد اللحام وليلى اللبواني وصبا حسن”، ولعل اسم الناشطة رزان زيتونة من أكثر الأسماء التي تم تداولها داخل وخارج سوريا خصوصاً عندما أعلنت على صفحتها الخاصة بـ”فيسبوك” أن الأمن هاجم منزلها لاعتقال زوجها، وبدلاً من اعتقاله أخذوا أخوه كرهينة إلى أن يسلم هو نفسه.

قصة أضاعت تفاصيلها

ويتداول الإعلام الرسمي الكثير من القصص التي تخرج على شاشاته وصحفه يومياً، فمنذ عدة أشهر أعلن شقيق الفتاة زينب الحصني عن اختطافها ومن ثم تقطيعها في مشهد لا يمكن أن يمتّ للإنسانية بصلة، ما جعل المنظمات الإنسانية تطالب النظام السوري حينها بمعرفة حقيقة ما حدث مع زينب، لتظهر زينب على القنوات السورية الرسمية معلنة أنها هربت من بيت أهلها لأنهم عاملوها بعنف، وهو ما كذبه الناشطون مؤكدين حينها أنهم عثروا على جثة زينب مقطعة، ولاتزال إلى الآن قصة زينب غامضة ترزح تحت تأكيد ونفي رواية النظام الرسمية.

نساء سوريا أخوات رجال

نساء وشابات سوريا لا يجلسن في بيوتهن، ينظمن التظاهرات، ويزغردن لسماع خبر استشهاد أحد أبنائهن، يخرج صوتهن عالياً يكاد يلامس سماء وطنهن، يهتفن لسوريا والحرية، ويطالبون بأخذ ثأرهن من قاتل الطفل والزوج والحبيب. أرجأن حكايا القلب ووضعن فيه صور من طالب بحريتهن ودفع حياته ثمنه.

قف أنت بحضرة نساء سوريا.

ناشط سياسي سوري لـ آكي: النظام ينقلب على دستوره الجديد

روما (8 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد ناشط سياسي سوري إن النظام السوري لم يحترم الدستور الجديد الذي وضعه، واعتبر كل المراسيم والقوانين التي صدرت مؤخراً “مسرحية هزلية لربح الوقت ولتثبيت سلطة النظام”، وشدد على أنه “لا حياة سياسية ولا حريات في سورية في ظل النظام الحالي”، ودعا إلى إعادة قراءة وكتابة التاريخ السياسي المعاصر لسورية ولإعادة تقييم تجربة حكم البعث منذ استلامه للسلطة

وقال سليمان يوسف السياسي المعارض المختص بشؤون الأقليات لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لم يحترم النظام السوري الدستور الجديد الذي وضعه هو والذي اعتبره خطوة سياسية مهمة ونقلة نوعية على طريق حل الأزمة الراهنة في البلاد والخروج منها”، وأوضح أنه “لم تمض سوى أيام قليلة على اعتماد الدستور حتى انقلب النظام على دستوره الجديد، وتجلى هذا الانقلاب الفاضح والسريع من خلال احتفال النظام بما يسميه بعيد ثورة الثامن من آذار، حيث أقرته الحكومة مجدداً عطلة رسمية وعيداً وطنياً” حسب قوله

وتابع “إن ثبات النظام على موقفه القديم من انقلاب البعث على السلطة واحتكاره لها وإصراره على اعتبار ذاك الانقلاب ثورة وعيداً وطنياً، إنما يؤكد بالدليل القاطع على أن لا تغيير جوهري أو نوعي في مواقفه السياسية أو في رؤيته للأسباب الحقيقة للأزمة الوطنية السورية الراهنة والمتفجرة بشكل عنفي في الشارع منذ نحو عام، والتي تسببت بمقتل وجرح عشرات الآلاف من السوريين بيد قوات الشرطة والأمن، فضلاً عن الخراب والدمار في الممتلكات العامة والخاصة وعشرات الآلاف من المشردين والنازحين واللاجئين السوريين داخل وخارج الحدود” وفق تعبيره

وكان الرئيس السوري قد أصدر نهاية شباط/فبراير الماضي مرسوماً يقضي باعتماد الدستور الجديد الذي ألغى قيادة البعث للدولة والمجتمع، بصرف النظر عن موقف المعارضة الرافضة له، حيث قاطعت الاستفتاء عليه نسبة كبيرة من السوريين ورفضته القوميات غير العربية من آشوريين وأكراد وأرمن كما رفضه المسيحيون والتيارات العلمانية والليبراليين

وأضاف يوسف “إن الإبقاء على يوم انقلاب البعث على السلطة يوم عيد يؤكد على أن الرئيس السوري وفريق حكمه متمسكون بأسس وقواعد نظام الحزب الواحد، وبأن هذا النظام الاستبدادي الشمولي سيبقى هو الأساس في طريقة إدارة وحكم البلاد، وأن كل المراسيم والقوانين التي صدرت والتي ربما تصدر ليست أكثر من مسرحية هزلية لربح الوقت ولتمرير النظام أجندته الخاصة ولتثبيت سلطته والمد من عمره”، وشدد على أنه “لا حياة سياسية ولا حريات في سورية طالما بقي هذا النظام في الحكم” على حد تعبيره

وتابع “يتناقض ذلك مع مبدأ التعددية السياسية كقاعدة للنظام السياسي للدولة السورية في الدستور الجديد، الذي تشير المادة الثامنة منه إلى أنه لا يجوز تسخير الوظيفة العامة أو المال العام لمصلحة سياسية أو حزبية أو انتخابية، وتعطيل مؤسسات الدولة يعتبر تسخيراً كاملاً للدولة ومؤسساتها لخدمة حزب البعث”، ودعا الحكومة السورية إلى إعادة النظر في الوصف السياسي لهذا اليوم الذي وصفه بأنه “أسود في تاريخ الحياة السياسية لسورية”، وختم بالدعوة إلى “إعادة قراءة وكتابة التاريخ السياسي المعاصر لسورية وإعادة تقييم تجربة حكم البعث طيلة العقود الماضية، وكذلك إعادة النظر بانقلاب حافظ الأسد على السلطة عام 1970 الذي وضع المادة الثامنة للدستور ليعزز من سلطته الشمولية ويخلد حكمه لسورية ويورثه فيما بعد” على حد قوله

محلل سياسي دولي: أمل بتجنب الحرب الأهلية بسورية

بروكسل (8 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رأى المدير الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط لمجموعة إدارة الأزمات الدولية بيتر هارلينغ، أن هناك أمل في إمكانية تفادي الحرب الأهلية في سورية

وفسر كلامه، في مقابلة أجرتها مع صحيفة لوسوار البلجيكية الصادرة اليوم، بالتعبير عن قناعته بوجود حركة شعبية واسعة في سورية تسعى للحفاظ على نسيج المجتمع السوري وتماسكه، فـ”طالما حافظت هذه الحركة على فعاليتها، فهناك أمل بإمكانية تجنب مشكلة طائفية في سورية”، وفق تعبيره

ورأى هارلينغ أن هذا الحراك يسعى لـ”تشكيل قوة مضادة لما يقوم به النظام السوري في تغذية الروح الطائفية” في البلاد

وحول مدى قوة النظام، قال المسؤول في مجموعة إدارة الأزمات الدولية، “يعتبر النظام السوري نفسه قوياً معتمداً في ذلك على ما يراه من إنقسامات في المعارضة السورية، وتناقضات في المواقف العربية والدولية، فهو لا يخشى أي تدخل عسكري خارجي”، وفق كلامه

وركز الباحث على فكرة أن النظام السوري يعتمد على التناقض والتردد في موقف الولايات المتحدة الأمريكية، التي تخشى عواقب وآثار القضاء على هذا النظام.

كما أثار المحلل الدولي نقطة “هامة” من وجهة نظره، مفادها “أن النظام في دمشق يعتقد أن الحل الأمني الذي يعتمده يحظى، بشكل أو بآخر، بغطاء دولي، شريطة ألا يتجاوز عدد القتلى حداً معيناً”، وفق تقديره

ويؤكد هارلينغ أن النظام السوري يصر على عدم التفاوض، ” إذ يرى نفسه منتصراً في ظل استمرار غياب أي تغير في المواقف الدولية”، على حد قوله

ورداً على سؤال يتعلق بكيفية دفع الرئيس السوري بشارالأسد لتغيير نظرته، أفاد المحلل الدولي بأن الأمر يتعلق بإمكانية توصل الأطراف الدولية والإقليمية مثل الولايات المتحدة وروسيا وتركيا، بشأن المرحلة الانتقالية

وأضاف أن على الأطراف الدولية إعطاء روسيا فرصة للعب دور قيادة في إدارة الأزمة السورية، حيث “يجب لفت النظر أن للروس قراءة مختلفة تماماً لما يحدث في سورية والمنطقة، كما أنهم لا يريدون تكرار ما حدث في ليبيا”

وأوضح أن الأمر سيختلف في حال توصلت كافة هذه الأطراف إلى تصور حول المرحلة الانتقالية في سورية، تفيد في تجنب الفوضى والغموض في المرحلة القادمة هناك

معاون وزير النفط السوري ينشق عن النظام وكوفي عنان يستعد للتوجه الى دمشق

اعلن معاون وزير النفط السوري عبده حسام الدين انشقاقه عن النظام، واستقالته من منصبه، وانضمامه الى “ثورة الشعب” السوري.

من جانب آخر، وصل الى القاهرة يوم الخميس الامين العام السابق للامم المتحدة، مبعوث المنظمة الدولية الخاص الى سوريا، كوفي عنان للتشاور مع مسؤولين في جامعة الدول العربية والحكومة المصرية قبل ان يتوجه لاحقا الى العاصمة السورية دمشق.

والتقى عنان بوزير الخارجية المصري محمد عمرو وامين عام الجامعة العربية نبيل العربي، ومن المقرر ان يسافر عدا الجمعة مع نائبه وزير الخارجية الفلسطيني الاسبق ناصر القدوة الى سوريا.

وحذر وزير الخارجية المصري في تصريحات ادلى بها عقب لقائه بعنان من “عواقب اقليمية وخيمة” في حال “انفجار” سوريا.

وقال محمد عمرو إن “انفجار الاوضاع في سوريا لن تكون له عواقب داخلية فقط بل عواقب ستشمل المنطقة باسرها.”

اما عنان، فقال إن “التدخل العسكري في سوريا سيزيد الامر سوء، ولكن الشعب السوري يحتاج الى مساعدات يجب ايصالها.”

من جانبه، قال نبيل العربي “لا احد يفكر في تكرار السيناريو الليبي في سوريا،” مضيفا ان ايفاد عنان الى دمشق يهدف الى التوصل الى حل يرضي الشعب السوري.

هذا ومن المتوقع ان يحث عنان القيادة السورية والمعارضة على وقف العنف والسعي للتوصل الى حل سياسي للازمة المستمرة منذ اكثر من سنة.

على صعيد آخر، قالت وزارة الخارجية الصينية يوم الخميس إن المبعوث الصيني الى دمشق لي هواشين حث الرئيس بشار الاسد على وقف العنف الذي تمارسه قوات نظامه فورا وعلى المساعدة في الجهود التي تبذلها الامم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الاحمر لايصال مواد الاغاثة للمناطق التي تأثرت من جراء القتال.

وقال ناطق باسم وزارة الخارجية ببكين إن المبعوث لي اكد للحكومة السورية دعم الصين لوساطة بين دمشق والمعارضة تشرف عليه الامم المتحدة وجامعة الدول العربية.

“اعلن انشقاقي”

وقال عبده حسام الدين في فيديو وضع على موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب “اعلن انشقاقى عن النظام واستقالتى من منصبى كمعاون وزير النفط والثروة المعدنية … واعلن انضمامى الى ثورة هذا الشعب الابي”.

وحسام الدين هو أرفع مسؤول مدني ينشق عن النظام من اندلاع الانتفاضة في منصف مارس/ اذار الماضي.

وقال المسؤول السوري في الشريط ” اعلن …..عدم مشاركتي في المؤتمر القطري الحادي عشر الذي سيعقد بعد ايام وانسحابي من حزب البعث العربي الاشتراكي كليا”.

واضاف “اعلن انضمامي الى ثورة هذا الشعب الابي الذي لن يقبل الضيم مع كل هذه الوحشية التي يمارسها النظام ومن يواليه لقمع مطالب الشعب في نيل حريته وكرامته”.

مشاهد من حمص التي تعرضت لقصف عنيف خلال الاسابيع الماضية

وقال في الشريط “قضيت 33 عاما في السلك الحكومي ولا اريد ان انهي حياتي الوظيفية في خدمة جرائم هذا النظام. لذلك آثرت ان انضم الى صوت الحق مع علمي بان هذا النظام سوف يحرق بيتي ويلاحق اسرتي ويلفق الكثير من الاكاذيب”.

واضاف”انصح زملائى ومن لايزالون بعد عام من السكوت على جرائم هذا النظام ان يتخلوا عن هذا المركب الهالك الذى اوشك على الغرق فدماء الشهداء لن تغفر لمن استمر فى التواطؤ معه بذريعة انه موظف او ينفذ الاوامر”.

واكد احد النشطاء الذي صور الشريط والذي رفض الكشف عن كامل هويته، لوكالة فرانس برس ان معارضين سوريين “ساعدوا على تنظيم عملية الانشقاق”، رافضا الكشف عن مكان تصوير الفيديو “لاسباب امنية”.

وبدا المسؤول السوري الذي كان يرتدي حلة وربطة عنق مستريحا وهو ينظر مباشرة الى الكاميرا ويقرأ فيما يبدو من بيان معد على شاشة حاسوبه المحمول.

وقال حسام الدين ان اقتصاد سوريا “اوشك على الانهيار.”

وكان حسام الدين، الذي يبلغ من العمر 58 عاما، عين في منصبه بمرسوم رئاسي في عام 2009.

قلق

من جانب آخر، قالت فاليري اموس مسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة إن حي بابا عمرو في حمص دمرته هجمات قوات الامن السورية وإن مصير الحي يكتنفه الغموض.

وقالت اموس لوكالة رويترز للانباء بعد انتهائها من اجتماع مع وزراء في دمشق “التدمير واسع المدى وانا قلقة على مصير من يقيم في هذه المنطقة من المدينة”.

وأموس، وهي بريطانية، أول مسؤول يزور بابا عمرو بعد شن الحكومة هجمات ضد مناهضي الرئيس بشار الاسد.

وقد فر الثوار المسلحون من حمص منذ اسبوع بعد قصف القوات الحكومية للمدينة على مدى شهر.

ويقول نشطاء إن الموالين للأسد يشنون هجمات انتقامية في بابا عمرو بعد انسحاب الثوار، وقالت فرق الهلال الاحمر السوري التي دخلت بابا عمرو يوم الجمعة إنها وجدته خاويا.

وبث التلفزيون الرسمي السوري يوم الخميس شريطا لفرق الامم المتحدة ترتدي خوذا و سترات زرقاء مضادة للرصاص تلتقط صورا للمباني المهدمة، وقال المذيع إن هذا التسجيل لفريق آموس في بابا عمرو.

وقد رفضت سوريا في بادئ الامر السماح لآموس بدخول سوريا ولكنها اعطتها الاذن بالدخول بعد انضمام روسيا والصين لباقي دول مجلس الامن في انتقادها.

وقد قابلت اموس وزير الخارجية السوري وليد المعلم يوم الاربعاء، وقال أحد مساعديه إن المعلم قال لآموس ان بإمكانها الذهاب لأي منطقة تريدها في سوريا.

وتهدف زيارة اموس الى السماح بدخول هيئات الاغاثة التي منعت من الوصول إلى المناطق التي تشتد فيها الهجمات.

وتقدر الامم المتحدة عدد القتلى بين المدنيين في سوريا إلى 7500 شخص في حملة قوات الامن الحكومية على الانتفاضة ضد نظام الاسد. وتقول الحكومة السورية إن الفين من الجنود وافراد قوات الامن قتلوا في هجمات شنتها جماعات مسلحة.

مشروع عقوبات

من جهة ثانية وافقت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الامريكي على مشروع قانون يفرض عقوبات جديدة على قطاع الطاقة في سوريا ويدعو الى احالة الرئيس بشار الاسد الى محكمة دولية لجرائم الحرب.

ووافقت اللجنة على فرض عقوبات على كل من يستثمر اكثر من خمسة ملايين دولار في تطوير موارد النفط والغاز في سوريا او ينفق ما لا يقل عن مليون دولار في دعم مصافي النفط في سوريا

وقال النائب هوارد برمان الديمقراطي الذي شارك في رعاية مشروع القانون إن هذا التشريع سيساعد على سقوط الرئيس السوري “باحكام الخناق المالي حول رقبة الاسد ذلك الخناق الذي ضيقته بالفعل حكومة أوباما.”

ويجب أن يوافق مجلس النواب بكامل هيئته على مشروع القانون قبل احالته الى الرئيس باراك اوباما ليقرر هل يوقعه ليصبح قانونا.

ويقضي المشروع ايضا بمعاقبة من يبيعون سوريا او يزودونها بمنتجات نفطية مكررة تزيد قيمتها على مليون دولار.

وسوف تنطبق العقوبات التي تشمل حظر القروض او تراخيص التصدير الامريكية والمعاملات مع المؤسسات المالية الامريكية على الكيانات الاجنبية وكذلك الولايات المتحدة.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

بذة عن معاون وزير النفط السوري المنشق

منذ تخرجه في جامعة البعث السورية بعد دراسة هندسة النفط، وعلى مدى 33 عاما أمضاها في جهاز الدولة السوري، يدل التاريخ المهني لمعاون وزير النفط السوري المستقيل عبده حسام الدين على أنه كان جزءا من آلة الحكم في سوريا.

ولهذا يأتي تسجيل الفيديو الذي اعلن فيه حسام الدين انشقاقه عن النظام، واستقالته من منصبه، وانضمامه الى “ثورة الشعب” السوري بمثابة دفعة للثوار السوريين.

ووفقا للسيرة الذاتية المنشورة على موقع “أخبار النفط والغاز السوري”، ولد حسام الدين عام 1954 وهو متزوج ولديه أربعة أبناء. ووفقا للموقع فإن حسام الدين يجيد الانجليزية والفرنسية.

ولم يتضح اذا ما كان حسام الدين ينتمي للطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الاسد والتي ينتمي إليها الكثير من افراد الطبقة الحاكمة، ولكنه عضو في حزب البعث الحاكم.

وترقى حسام الدين في المناصب في شركة النفط التي تمتلكها الدولة، حيث بدأ عمله كمهندس للحفر ثم تدرج في المناصب الادارية والمتخصصة.

واختار الاسد حسام الدين عام 2009 لتولي منصب معاون وزير النفط.

ويعد حسام الدين أول عضو في النظام السوري ينشق عنه رسميا.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

مفوضة الأمم المتحدة تقول ان المناطق التي زارتها في بابا عمرو”مدمرة بالكامل

وصفت مسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس المناطق التي زارتها في حي بابا عمرو في مدينة حمص بانها” مدمرة بالكامل”.

واوضحت آماندا بيت الناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانشانية في الامم المتحدة إن آموس، التي زارت الحي الاربعاء وتجولت فيه نحو ساعة، قالت إن الحي بات خربا بسبب القصف الذي تعرض له أخيرا وشبه خال من السكان.

وتعتبر فاليري آموس اول مسؤول دولي كبير تزور بابا عمرو منذ اقتحام القوات السورية له الاسبوع الماضي بعد شهر من الحصار والقصف.

السلطات السورية كانت تمنع فرق الهلال الأحمر من دخول حي بابا عمرو “لدواعي أمنية”

واضافت الناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية ان آموس “قالت ان الامن مشكلة واضحة وانهم سمعوا اطلاقا للنار وهم هناك”.

وقالت آموس إن زيارتها تهدف إلى حث كل الأطراف على السماح لفرق الإغاثة بالدخول دون عراقيل كي تتمكن من إجلاء الجرحى وتوزيع المساعدات.

وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن فرقا تابعة للهلال الأحمر السوري دخلت حي بابا عمرو الأكثر تضررا في مدينة حمص.

ونقلت وكالة رويترز عن متحدث باسم اللجنة إن معظم سكان الحي غادروه بالفعل إلى مناطق أخرى توجد بها فرق المنظمة.

وكانت فرق الإغاثة تنتظر منذ يوم الجمعة لدخول الحي وهو الطلب الذي رفضته السلطات السورية لـ”دواعي أمنية”.

ولم ترد أنباء عن نوع المساعدات الغذائية والطبية التي نقلها موظفو الهلال الاحمر معهم.

وقد فرضت السلطات السورية طوقا امنيا على حي بابا عمرو على مدى الايام الستة الماضية ولم تسمح لفرق المساعدات الانسانية بالدخول بدعوى ان ذلك يشكل خطرا امنيا علي حياتهم.

“انتهوا من جرائمهم”

الا ان نشطاء يتهمون الحكومة بالقيام بمحاولات لاخفاء الاعمال البشعة التي ارتكبتها قوات الامن ضد المعارضين، على حد قولهم.

ونقلت وكالة الاسوشيتد برس عن طارق بدرخان وهو من النشطاء السياسيين قوله ” انهم لم يسمحوا بدخول اي شخص لمدة اسبوع والان يسمحون لهم؟ .. ببسالطة : لقد انتهوا من جرائهم واخفوا كل الدلائل. والان يعتقدون ان بامكانهم ان يظهروا ان كل شيء طبيعي”.

واوضحت الناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية ان آموس تواصل اتصالاتها في سوريا في محاولة “لايجاد ترتيب يتيح وصول المساعدة الانسانية لوقت طويل”.

وكانت آموس قد أجرت محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم صباح الأربعاء قبل أن تتوجه بصحبة مسؤولي الصليب الأحمر إلى حمص للاطلاع على الأوضاع الإنسانية.

وأعلن وزير الخارجية السوري التزام بلاده بالتعاون مع البعثة الدولية بحسب ما نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا”.

وأكد المعلم خلال استقباله آموس “التزام سوريا بالتعاون مع البعثة فى اطار احترام سيادة واستقلال سورية وبالتنسيق مع وزارة الخارجية”.

كما نقلت الوكالة عن المعلم قوله إن “القيادة السورية تبذل قصارى جهدها لتوفير المواد الغذائية والخدمات والرعاية الصحية لجميع المواطنين رغم الاعباء التي تواجهها من جراء العقوبات الجائرة التى تفرضها بعض الدول العربية والغربية على سوريا”.

مبعوث الصين

آموس توجهت مع الوفد المرافق لها إلى حمص للاطلاع على الأوضاع الانسانية هناك

في غضون ذلك، التقى المعلم المبعوث الصيني لي هوا شين لبحث رؤية بكين ذات النقاط الست لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا وقدم شرحا لتلك الرؤية.

وعبر المعلم عن ترحيب بلاده بالرؤية الصينية واستعدادها للتعاون الإيجابي معها باعتبارها الطريق نحو إيجاد حل يقوم على وقف العنف من أي مصدر كان وتسهيل جهود الأمم المتحدة في المجال الإنساني والتعاون مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ودعوة كل الأطراف للحوار الوطني الشامل وتسريع عملية الإصلاح التي انطلقت في سوريا.

من جانبه أكد المبعوث الصيني رفض بلاده لأي تدخل خارجي في الشؤون السورية.

وأوضح أن الشعب السوري هو وحده القادر على إيجاد حل للأزمة معربا عن رفض بكين محاولات استغلال بعض الأوساط للوضع الإنساني من أجل التدخل بالشؤون السورية تحت أي ذريعة.

كما التقى المبعوث الصيني بقادة المعارضة السورية في الداخل لايجاد صيغة للحوار بين الاطراف السورية بعيدا عن العنف.

من ناحية أخرى دعت الصين مواطنيها الذي يعملون في سوريا لترك الأراضي السورية جراء العنف المستمر هناك، وقال وزير التجارة تشين ديمنغ ان حوالي مئة عامل سيبقون في سوريا لتامين مناطق العمل والمعدات.

أسرة

في غضون ذلك، افادت تقارير بشن قوات الامن لعمليات عسكرية في مدينة دير الزور وانتشار للدبابات في وسط واطراف منطقة حيراك في درعا.

ويقول الناشطون إن اسرة كبيرة من ستة عشر فردا من بينهم رضيع في عامه الاول ذبحوا بسكاكين في منزلهم.

لكن قناة تلفزيونية مقربة من النظام السوري قالت ان مسلحين معارضين هم من قتلوا الاسرة.

من جانبه أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 8500 شخص قتلوا في سوريا غالبيتهم من المدنيين منذ اندلاع الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد في منتصف ماسر / اذار الماضي.

وكانت آخر حصيلة للأمم المتحدة عن ضحايا العنف في سوريا تتحدث عن مقتل أكثر من 7500 منذ اندلاع الاحتجاجات.

المزيد من بي بي سيBBC © 2012

مسؤولة بالامم المتحدة: أجزاء من حمص دمرت تماما

دمشق (رويترز) – قالت فاليري اموس مسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة يوم الخميس ان منطقة بابا عمرو بمدينة حمص السورية دمرت تماما بسبب هجوم القوات الحكومية ومصير سكانها غير معروف.

وقالت اموس لتلفزيون رويترز بعد اختتام اجتماعها مع وزراء في دمشق “الدمار هناك كبير.. ذلك الجزء من حمص دمر تماما وأنا أرغب بشدة في معرفة ما الذي حدث للناس الذين يعيشون في هذا الجزء من المدينة.”

وفر مقاتلو المعارضة من حمص قبل اسبوع بعد قصف قوات حكومية استمر نحو شهر.

وأبلغ نشطاء عن عمليات انتقامية في بابا عمرو من جانب الموالين للرئيس بشار الاسد بعد انسحاب المعارضين. وقال العاملون لدى الهلال الاحمر العربي السوري الذين دخلوا بابا عمرو يوم الاربعاء انهم وجدوها خالية.

ونقل التلفزيون السوري لقطات يوم الخميس لعاملين تابعين للامم المتحدة يرتدون سترات زرقاء واقية من الرصاص وخوذات ويلتقطون صورا للحطام المحيط بهم وقال مقدم البرنامج انهم من فريق اموس أثناء زيارتها لبابا عمرو.

وكانت سوريا قد رفضت في باديء الامر السماح لاموس بدخول البلاد لكنها أذعنت بعد أن شارك حليفاها روسيا والصين بقية أعضاء مجلس الامن التابع للامم المتحدة في توبيخها.

والتقت اموس مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم يوم الاربعاء وقال مساعد له أنه أبلغها أن بامكانها الذهاب الى أي مكان تريد الذهاب اليه في سوريا.

وتسعى اموس لتأمين دخول منظمات الاغاثة التي منعت من دخول مناطق القتال العنيف.

وتقول الامم المتحدة ان أكثر من 7500 مدني قتلوا منذ بدء الانتفاضة المناهضة لحكومة الاسد في مارس اذار العام الماضي. وتقول الحكومة السورية ان أكثر من ألفين من أفراد الجيش والشرطة قتلوا في هجمات مسلحة.

روسيا تقول ان سوريا بها 15 ألف “ارهابي” أجنبي

جنيف (رويترز) – قال دبلوماسي روسي يوم الخميس ان الرئيس السوري بشار الاسد يقاتل “ارهابيين” يدعمهم تنظيم القاعدة بينهم 15 ألف أجنبي على الاقل سوف يستولون على بلدات في أنحاء سوريا في حالة انسحاب القوات الحكومية منها.

وروسيا مدافع قوي عن سوريا على الرغم من الادانة الدولية لحملة قوات الاسد ووجود أدلة على انتهاكات لحقوق الانسان في حق مدنيين عزل.

وقال ميخائيل ليبيديف نائب المندوب الروسي بالامم المتحدة في منتدى انساني حول سوريا ليوم واحد في مقر المنظمة الدولية بجنيف ان “المتمردين” نفذوا في الاونة الاخيرة هجمات على نطاق واسع ضد البنية التحتية السورية بما في ذلك مدارس ومستشفيات.

وأضاف ليبيديف أمام المنتدى “هجمات الجماعات الارهابية تشمل عمليات قتل وتعذيب وترويع للسكان المدنيين. تدفق كل أنواع الارهابيين من بعض دول الجوار يتنامى باطراد.”

وقال ردا على سؤال لرويترز حول تصوره لعدد المقاتلين الاجانب في سوريا “كم عدد الذين دخلوا (البلاد) بطرق غير مشروعة. الحدود هناك غير مرسمة..غير محددة..لذلك لا يعرف أحد. لكنهم 15 ألفا على الاقل.”

وقال كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الخاص الى سوريا يوم الخميس انه سيحث الاسد وخصومه على وقف القتال والبحث عن حل سياسي الامر الذي يثير انتقادات لاذعة من معارضي الاسد.

وتريد روسيا وقفا لاطلاق النار من جميع الاطراف وحوارا سياسيا شاملا. وقال ليبيديف لمنتدى الامم المتحدة ان انتقاد الاسد مبالغ فيه.

وأضاف “نحث شركاءنا على عدم الخضوع لاغواء تضخيم الاشياء ولكن على الاسراع بصياغة منهج متوازن واحترافي لمساعدة كل شرائح الشعب السوري دون استثناء.

“معظم المسلحين يتبعون تنظيم القاعدة بشكل مباشر أو على صلة وثيقة بها.”

وقال ليبيديف لرويترز ان المعلومات بشأن صلات القاعدة في سوريا “حقيقة لا لبس فيها” لكنه رفض ان يقول ما اذا كانت روسيا ستقدم أدلة للامم المتحدة لتعزيز ادعائها بأن المتمردين السوريين يرتكبون اعمال تعذيب.

وأضاف “كل ما أعرفه هو انه طول الوقت في (الحروب التي خاضتها روسيا في منطقة) الشيشان لم يصدقنا أحد حين قلنا ان الجماعات الاسلامية التي تعمل سرا بما فيها منظمات ارهابية تطور عملياتها على أرضنا.

“بعد خمس سنوات فقط تلقينا اعترافا بأننا فعلنا كل ما هو صواب.”

وقال ليبيديف ان محاولات ارغام الاسد على كبح جماح قواته من جانب واحد ستأتي بنتائج عكسية.

وأضاف “اذا طالبنا بأن تسحب القوات السورية قواتها من المدن دون ان نوجه نفس النداء للمعارضة يتعين ان نستعد لنرى البلدات المعنية تحتل على الفور من جانب الجماعات المسلحة العنيفة.”

من توم ميلز

ليبيا تنفي اتهامات روسية بتدريب وتسليح معارضين سوريين

واشنطن (رويترز) – نفى رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب يوم الخميس اتهامات روسيا لبلاده بادارة معسكرات لتدريب وتسليح المعارضين السوريين لكنه عبر عن تأييده للقوي السورية المطالبة بالحرية.

وقال الكيب الذي كان يتحدث الى الصحفيين بعد اجتماع مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في واشنطن ان بلاده كانت من اوائل الدول التي اعترفت بالمجلس الوطني السوري المعارض.

وقال الكيب انهم فعلوا ذلك لانهم يشعرون ان القضية السورية قضية عادلة وان شعب سوريا يرفع صوته للمطالبة بالحرية.

واضاف انه لا علم له بوجود معسكرات تدريب ما لم يكن ذلك يتم دون اذن الحكومة وهو ما يشكك في حدوثه.

وقال مسؤول امريكي رفيع في وقت لاحق انه يعتقد ان تصريحات الكيب تنفي تماما وجود أي معسكرات تدريب.

وكان سفير روسيا لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين قد اتهم ليبيا يوم الاربعاء باقامة مركز تدريب خاص للمعارضين السوريين وتسليح مقاتلين في معركتهم للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد.

وقال تشوركين لمجلس الامن التابع للامم المتحدة ان روسيا لديها معلومات بأن ليبيا تدعم بنشاط جهود مقاتلي المعارضة السورية وهو ما وصفه بانه غير مقبول على الاطلاق ويقوض الاستقرار في الشرق الاوسط.

وأشادت كلينتون في تصريحاتها بالتقدم الذي أحرزته ليبيا في بناء الديمقراطية وقالت ان المعارضة السورية يمكن ان تتعلم من النموذج الليبي في حشد جبهة موحدة ومنسقة لاسقاط حاكم مستبد.

وقال كلينتون “نعمل عن كثب مع المعارضة السورية لنحاول مساعدتهم ليتمكنوا من تقديم مثل هذه الجبهة الموحدة والاصرار الذي أعلم انهم يشعرون انه ضروي في هذا الكفاح ضد نظام الاسد الوحشي.”

وتعمل ادارة اوباما التي تواجه نداءات متنامية للقيام باجراء أقوى بشأن سوريا لبناء تحالف دولي لمساعدة المعارضة السورية لكنها رفضت التدخل العسكري على غرار ما حدث في لبيبا.

وقالت كلينتون ان الولايات المتحدة ستسعى لمساعدة ليبيا بشأن قضايا الحكم الرشيد والامن وهي تتجه الى انتخابات في يونيو حزيران لاختيار جمعية تعد دستورا جديدا.

واضافت انها اثارت أيضا مرة اخرى قضية عبد الباسط المقرحي الذي ادين بتدبير تفجير طائرة ركاب امريكية فوق لوكربي باسكتلندا عام 1988 .

ومازال المقرحي طليقا في طرابلس بعد ان اعيد الى ليبيا في عام 2009 بعد الافراج عنه من سجن اسكتلندي لاسباب انسانية وحثت الولايات المتحدة مرارا الحكام الجدد في ليبيا على اعادته الى السجن.

وقالت “نعلم ان ليبيا تواجه تحديات كثيرة لكنهم في نفس الوقت أكدوا لنا انهم يتفهمون حساسية هذه القضية وانهم سيعطون هذا الموضوع الاهتمام الذي يستحقه.”

وشكر الكيب كلينتون على المساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة حتى الان وقال ان طرابلس تأمل في مزيد من التعاون في المستقبل خاصة في حملة ليبيا لتعقب بقايا نظام القذافي الذين فروا الى خارج ليبيا.

من اندرو كوين

لبنان يرفض دعوة أمريكية لحماية أعضاء الجيش السوري الحر

بيروت (رويترز) – رفض وزير الخارجية اللبناني دعوة وجهتها السفيرة الامريكية لدى لبنان لحكومة بيروت كي تحمي كل السوريين الذين فروا عبر الحدود الى الاراضي اللبنانية.

ويوضح الخلاف السياسي الصعوبات التي يواجهها لبنان في التعامل مع الازمة في سوريا التي كانت تسيطر عليه فيما مضى ومازال لها حلفاء أقوياء في حكومته.

وذكر موقع السفارة الامريكية في بيروت على الانترنت ان السفيرة مورا كونيللي زارت وزير الداخلية مروان شربل يوم الثلاثاء وحثت السلطات على حماية “كل السوريين العزل بمن فيهم أعضاء الجيش السوري الحر المعارض” مشيرة في ذات الوقت الى حق لبنان ومسؤوليته في تأمين حدوده.

وأكدت السفيرة أيضا “قلق الولايات المتحدة بشأن اختفاء وخطف مواطنين سوريين في لبنان.”

ورد وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور المقرب من حركة أمل الموالية لسوريا على السفيرة بحدة. وقال ان “لبنان لا يطلب منه وهو يتصرف انطلاقا من مصلحته ووضعه الامني وامكاناته”

وعزز رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ذلك التوبيخ قائلا في موقعه على الانترنت يوم الاربعاء ان مجلس الوزراء يذكر “الهيئات الدبلوماسية العاملة في لبنان بضرورة احترام معاهدة فيينا ومؤسسات الدولة اللبنانية وقوانينها.”

وتحدد اتفاقية فيينا الموقعة عام 1961 اطار العلاقات الدبلوماسية وتلزم الدبلوماسيين باحترام قوانين ولوائح الدول المضيفة.

وقالت متحدثة باسم السفارة الامريكية ان كونيللي لم ترد على أحداث بعينها لكن تصريحاتها متسقة مع الموقف الامريكي فيما يتعلق بالقانون الانساني.

وهناك حالة انقسام في لبنان بشأن كيفية الرد على الانتفاضة التي تفجرت قبل عام في سوريا على حكم الرئيس بشار الاسد.

وعمل كثير من الدبلوماسيين على احتواء التوترات لكن رئيس الوزراء السابق سعد الحريري صعد الامور هذا الاسبوع حين اتهم الاسد بشن حملة لقتل شعبه.

وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان أكثر من سبعة الاف لاجيء سوري فروا الى شمال لبنان.

وتدخلت القوات السورية في الحرب الاهلية بلبنان عام 1976 واستمر وجودها به حتى عام 2005 حين أجبرتها احتجاجات بخصوص اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري على الانسحاب.

واتهم بعض السياسيين اللبنانيين في ذاك الوقت سوريا بالوقوف وراء اغتيال الحريري. وادانت محكمة خاصة دعمتها الامم المتحدة أربعة أعضاء ينتمون لجماعة حزب الله المدعومة من سوريا وايران. وتنفي سوريا وحزب الله أي دور لهما في اغتيال الحريري.

من اوليفر هولمز

ايران تقول ان دولا عربية ترسل مرتزقة الى سوريا

باريس (رويترز) – قال سفير ايران في فرنسا يوم الخميس ان دولا عربية ترسل مرتزقة الى سوريا لاجهاض اي فرصة للتوصل الى تسوية من خلال التفاوض تنهي الازمة السورية.

وكانت ايران الحليف المقرب لحكومة الاسد مؤيدة تماما في البداية لنهج السلطات السورية في اخماد الاحتجاجات التي بدأت قبل نحو عام لكنها طالبت الاسد فيما بعد باجراء اصلاحات تعالج المظالم الشعبية.

واتهم علي أهاني سفير ايران المعين في الفترة الاخيرة لدى باريس في مقابلة مع رويترز دولا عربية معينة بتمويل المعارضة السورية وتسليحها.

وقال أهاني النائب السابق لوزير الخارجية “لدينا معلومات بشأن ارسال اموال واسلحة ومرتزقة الى هناك لعرقلة الامور.” لكنه لم يحدد الدول التي يأتي منها المرتزقة.

وأضاف “هناك معلومات عن ان دولا عربية معينة أرسلتهم (المرتزقة) وتمولهم الولايات المتحدة بل واسرائيل.”

ودعت السعودية التي تقود مع قطر محاولات لاجبار الاسد على التنحي الى تسليح المعارضة السورية لكن اهاني لم يذكر السعودية بالاسم.

وزعم السفير الايراني ان التدخل يحول دون توصل المعارضة والحكومة الى تسوية عبر التفاوض مضيفا أن هذه التسوية هي الامل الوحيد لحل الازمة.

وقال “من الواضح ان هناك تلاعبا لا يسمح للحكومة او المعارضة بمحاولة اجراء حوار والتوصل الى اتفاق لحل المشكلات الداخلية. نشعر بالقلق بشأن مستقبل سوريا وشعبها.”

وتقدر الامم المتحدة أن اكثر من 7500 مدني قتلوا خلال الحملة التي يشنها الاسد منذ بدء الاحتجاجات قبل نحو عام. وواصل الاسد استخدام الدبابات وقوات الجيش ضد المحتجين رغم الضغوط المتزايدة من الغرب والدول العربية لوقف اراقة الدماء.

وأيدت ايران انتفاضات “الربيع العربي” الاخرى التي أطاحت بأنظمة استبدادية موالية للغرب في دول سنية لكنها واصلت دعمها للاسد الذي ينتمي للطائفة العلوية الشيعية.

ومن الممكن ان تتزايد عزلة ايران التي تواجه ازمة مع الغرب بالفعل بسبب برنامجها النووي اذا سقط الاسد.

وقال أهاني ان حكومة الاسد يجب ان تحقق مطالب الشعب السوري لكنه قال ان التدخل الخارجي يجعل ذلك أكثر صعوبة.

وقال “لا يمكننا فرض حل من الخارج للمشكلات الداخلية في سوريا … يجب تشجيع المعارضة والحكومة على محاولة حل المشكلة بأنفسهم. هناك مطالب للشعب السوري يجب احترامها وهذا ما قلناه للحكومة السورية.”

وتشير تقارير غير مؤكدة الى أن طهران تساعد حكومة الاسد في ادارة الازمة. لكن ردا على سؤال بشأن ما اذا كانت طهران قد ارسلت مستشارين لمساعدة الاسد قال أهاني ان سوريا دولة ذات سيادة تتخذ قراراتها بنفسها.

وقال “العلاقة الوثيقة بيننا وبين سوريا واضحة ومتنوعة بشكل جيد لكن هذا لا يعني ان جميع قرارات الحكومة السورية تخضع لموافقة ايران.”

من جون ايرش

خيارات تركية للأزمة السورية

الصحيفة التركية «توداي زمان»

بين سيء وأسوأ، تنحصر خيارات المجتمع الدولي حيال الأزمة السورية, ويبدو أنّ الأمور لا بد أن تصبح أكثر سوءاً قبل أن تتحسن, وبعبارة أخرى فإنّ عدد القتلى من المرجح أن يزداد بشكل كبير قبل اتخاذ خطوات حاسمة, وإن لم يتوقف نزيف الدم يرجّح أن تنجرّ سوريا إلى حرب أهلية شاملة بسبب عمق الجزء الأساسي من المشكلة في سوريا, والتي لا تختلف عن العراق, وهي الانقسامات الطائفية والقبلية في فترة ما بعد الاحتلال أو الاستبداد.

بعد عام كامل من بدء الاحتجاجات في سوريا وتدهور الأوضاع بشكل مأساوي, فشلت دول المنطقة في عرض مبادرة قوية ونافذة لإنقاذ السوريين, وإزاء هذه الأوضاع المأساوية ما الذي يتوجب على تركيا أن تفعله؟ وما الخيارات المطروحة أمامها؟ بل وما هي السياسة الإستراتيجية التي قد توصف بأنّها متدرجة؟

قد يبدو الموقف التركي في بداية الأزمة سلبياً؛ نظرا لتأييد الإصلاحات التي وعد بها الأسد، والحفاظ على الاتصالات الرسمية بين البلدين, إلاّ أنّ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أكّد أكثر من مرة دعمه للمحتجين، بل وقام باستضافة اجتماعات المعارضة ومؤتمراتهم, إلاّ أنّ هذا الموقف لم يستمر طويلاً مع إصرار الأسد على حملته القمعية فتصاعدت حدة الموقف التركي إزاءه بشكل واضح.

ولم يكن أمام تركيا سوى قطع العلاقات مع حليفتها السابقة، لا سيما بعد تصاعد ضغط الرأي العام الداخلي التركي والسوري والعربي والدولي, شرعت بعدها في زيادة ضغطها الدبلوماسي والاقتصادي على نظام الأسد, حيث قامت بتعليق المشروعات المشتركة للتّنقيب عن النفط وهددت بقطع إمدادات الكهرباء, ناهيك عن دعمها للمعارضة والسماح لهم بالإقامة في مخيمات اللاجئين.

بيد أنّ هذا لم يكن كافياً, حيث لم تتوقف الآلة العسكرية القمعية لنظام الأسد عن اجتثاث أرواح السوريين، لذا ينبغي على تركيا أن تحاول التأثير على النظام السوري من أجل كبح جماح حملته القمعية, ولو حتى بدعم بديل يعتمد على الأغلبية السنية ليحل محل النظام المستبد، وهذا ما يبدو جلياً من خلال التواصل المستمر مع مجموعات المعارضة السورية ودعمها، لكنها حتى هذه اللحظة لا تملك التأثير اللازم لإحداث هذا التغيير.

في المقابل, إذا ما قامت تركيا باستخدام هذا النهج في دعم المعارضة للإطاحة بالأسد فإنّها قد تواجه تحدياً صعباً ومخاطر اقتصادية بسبب رهان نظام الأسد على الدعم الإيراني مع تزايد العزلة الدولية، لكنها قد تحصّل مكاسب أخرى على الصعيد الإقليمي لسياساتها في المنطقة، وخاصة موقف الرأي العام العربي الإيجابي تجاه الدولة التركية.

من جهة أخرى, ينبغي على تركيا أن توفّر ملاذاً آمناً للاجئين السوريين الذين يفرّون إلى حدودها وخاصة للمنشقين من الجيش, إلاّ أنّ هذا قد ينذر ويهدد وضعها الأمني فيما يتعلق بالقضية الكردية, والتي قد تبرز وتتفاقم لدى الأكراد السوريين بنزعة انفصال مع أكراد تركيا مع سقوط نظام الأسد وتدهور الوضع الأمني في سوريا, ولذلك فقد تقوم تركيا بإقامة منطقة حزام أمني على الحدود.

أما عن الخيار العسكري فهو ليس ببعيد, حيث قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو: «إذا كانت هناك مأساة إنسانية في سوريا, فلا يمكن أن يصمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة، وإذا كانت الجامعة العربية تستطيع أن تتعايش مع استمرار الأوضاع الوحشية والقتل فإنّ تركيا لا تحتمل ذلك».

كما أعلنت الخارجية التركية أنّ كافة الخيارات بشأن سوريا, بما فيها التدخل العسكري, مطروح بقوة, مشيرة إلى أنّ عددا من الدول ناقشت هذا الأمر لوقف حمام الدم في سوريا, كما أنّ تركيا جاهزة لمواجهة كافة الاحتمالات وللمشاركة في أيّ نشاطات قد تقررها الأسرة الدولية لكبح جماح النظام السوري القمعي.

في نهاية المطاف, مهما كانت خيارات تركيا في، أو موقفها حيال، الأزمة السورية, فلا ريب أنّ الموقف الداخلي هو ما سيقرر مستقبل سوريا, ولا يمكن الإطاحة بأيّ نظام باللجوء للخارج سوى بالتدخل العسكري مثل ليبيا أو العراق, بيد أنّ هذا الحل لم يعد أمام المجتمع الدولي سواه بعد تزايد أعداد القتلى بشكل بشع لا يمكن الصمت عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى