أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 08 حزيران 2017

سباق محموم للسيطرة على البادية السورية

لندن، بيروت، موسكو – «الحياة»

دخلت التوترات الدولية في سورية مرحلة خطيرة مع تحذير روسيا من تداعيات قصف «التحالف الدولي» عناصر ميليشيات تدعمهم إيران على الحدود الجنوبية الشرقية لسورية، حيث تدرّب أميركا معارضين سوريين في «قاعدة التنف» قرب مثلث الحدود مع الأردن والعراق. ودانت موسكو الهجوم ووصفته بـ «عمل عدائي» و «انتهاك للقانون الدولي». وقال نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن في «مجلس الاتحاد» الروسي فرانس كلينتسيفيتش، إن بلاده ستطالب بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن، مشدداً على أن «لدى روسيا ما يكفي من القوات والوسائل ليس لحماية نفسها فحسب، بل ولحماية سورية». وأفاد التلفزيون الرسمي السوري بأن وزارة الخارجية السورية حذّرت «التحالف الدولي» بقيادة أميركا من «أخطار التصعيد» وطالبته بالتوقف عن شن ضربات جوية على القوات الموالية لدمشق.

وجاء تحذير الخارجية السورية بعد ساعات من تهديد تحالف عسكري داعم لدمشق باسم «قائد غرفة عمليات قوات حلفاء سورية»، من أنه قد يضرب مواقع أميركية في سورية إذا استدعى الأمر، محذراً من أن سياسة «ضبط النفس» إزاء الضربات الأميركية على قوات موالية للحكومة السورية ستتوقف إذا تجاوزت واشنطن «الخطوط الحمراء». وجاء في البيان أن الهجوم «تصرف متهور وخطير». وبث «تلفزيون المنار» التابع لـ «حزب الله» لقطات لطائرة إيرانية من دون طيار تتعقب طائرة أميركية فوق جنوب شرقي سورية.

وتفاقمت التوترات بين واشنطن وحلفائها على الأرض، والقوات النظامية السورية والميليشيات الموالية لها بعد ضربة جوية أميركية على جماعات تدعمها إيران قرب مثلث الحدود بين سورية والأردن والعراق. وقالت واشنطن إن قوات موالية للحكومة السورية دخلت مناطق «عدم الاشتباك» المتفق عليها بدبابة ومدفعية وأسلحة مضادة للطائرات ومركبات مسلحة وأكثر من 60 جندياً، ما حتم الرد العسكري، وهو الثاني من نوعه خلال ثلاثة أسابيع.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن 17 على الأقل قتلوا في الهجوم الأميركي الذي استهدف رتلاً لآليات وعتاد كان متجهاً من منطقة السبع بيار إلى حاجز ظاظا الذي يبعد أكثر من 100 كيلومتر من معبر التنف الحدودي. ويكشف الحادث أن المنطقة الواقعة حول قاعدة التنف في جنوب سورية تواجه سباقاً محموماً للسيطرة عليها. وانتزعت قوات من المعارضة تدعمها واشنطن السيطرة من «داعش» على مساحات في منطقة البادية التي تضم «التنف»، ما أزعج النظام السوري والقوات المتحالفة معه.

وقاعدة التنف مهمة لدى أميركا والمعارضة لاستخدامها منصة انطلاق للسيطرة على البوكمال وهي بلدة على الحدود السورية- العراقية وطريق إمداد مهم لـ «داعش». كما أن وجود «التحالف» في التنف الواقعة على الطريق السريع بين دمشق وبغداد يهدف أيضاً إلى منع الجماعات المدعومة من إيران من فتح طريق بري بين العراق وسورية.

وأفادت مصادر في المعارضة السورية بأن القوات النظامية والميليشيات الموالية لها أحرزت تقدماً على حساب «داعش» في ريف حمص الشرقي، لتسيطر على مساحات واسعة جنوب شرقي تدمر، توازياً وتزامناً مع عمليات «الجيش الحر» في البادية، وذلك في سباق مع فصائل المعارضة على البادية. وأدى التقدم الأخير للقوات النظامية في ريف حمص الشرقي إلى جعلها على تماس مع مناطق نفوذ «الجيش الحر». وأعلنت وسائل إعلام إيرانية أمس، مقتل قائد الاستخبارات في ميليشيات «فاطميون» التابعة لإيران، بانفجار لغم عندما كان يقوم بمهمة استطلاع في منطقة التنف.

في موازاة ذلك، قال «جيش مغاوير الثورة» التابع لـ «الجيش الحر» أمس، إنه تم إنشاء قاعدة جديدة في منطقة الزقف في البادية السورية، بريف حمص الشرقي، موضحاً أنها ستكون نقطة متقدمة في إطار الحرب على «داعش». وتقع القاعدة في منطقة الزقف الصحراوية التي تبعد نحو 70 كيلومتراً شمال شرقي التنف و130 كيلومتراً جنوب غربي البوكمال.

 

دمشق تحذر من «أخطار التصعيد» … وحلفاؤها يهددون برد عسكري

لندن، بيروت، موسكو – «الحياة»

قال التلفزيون الرسمي السوري إن وزارة الخارجية السورية حذرت «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة أمس، من «أخطار التصعيد» وطالبته بالتوقف عن شن ضربات جوية على القوات الموالية لدمشق.

ووصفت الوزارة «التحالف» بأنه «غير شرعي» وقالت إن تصرفاته لا تؤدي إلا لتقوية «تنظيم داعش»، من دون تقديم المزيد من التفاصيل.

وصدر البيان الرسمي بعد ساعات من تهديد تحالف عسكري داعم النظام السوري أنه قد يضرب مواقع أميركية في سورية إذا استدعى الأمر، محذراً من أن سياسة «ضبط النفس» إزاء الضربات الأميركية على قوات موالية للحكومة السورية ستنفد إذا تجاوزت واشنطن «الخطوط الحمراء».

ويمثل هذا التهديد تصعيداً للتوترات بين الولايات المتحدة والقوات المدعومة من إيران في شأن السيطرة على الحدود الجنوبية الشرقية لسورية مع العراق حيث تقوم الولايات المتحدة بتدريب معارضين سوريين في قاعدة التنف داخل الأراضي السورية. وشنت الولايات المتحدة هجوماً جوياً جديداً أول من أمس على عناصر تدعمهم إيران، قالت إنهم يشكلون تهديداً لقواتها وقوات تدعمها واشنطن في جنوب سورية في ثاني هجوم من نوعه خلال ثلاثة أسابيع.

وصدر بيان التحالف المؤيد للحكومة السورية باسم «قائد غرفة عمليات قوات حلفاء سورية» ونقله الإعلام الذي تديره جماعة حزب الله اللبنانية أحد حلفاء الحكومة السورية الأساسيين. وإيران وروسيا من ضمن حلفاء الحكومة السورية، لكن لم يتضح ما إذا كانت موسكو من بين الدول الموقعة على البيان.

وجاء في البيان أن «أميركا تعلم جيداً أن دماء أبناء سورية والجيش العربي السوري والحلفاء ليست رخيصة، وأن القدرة على ضرب نقاط تجمعهم في سورية وجوارها متوفرة ساعة تشاء الظروف، بناءً للمتوفر من المنظومات الصاروخية والعسكرية المختلفة، في ظل انتشار قوات أميركية بالمنطقة». وأضاف البيان أن «العدوان الجبان الذي قامت به أميركا تحت عنوان ما تسميه تحالف ضد الإرهاب هو تصرف متهور وخطير وخير دليل على كذب أميركا ونفاقها في مواجهة الإرهاب». ومضى يقول إن «التزام حلفاء سورية الصمت ليس دليلاً على الضعف، ولكنه عملية ضبط نفس مورست بناء لتمني الحلفاء، إفساحاً في المجال لحلول أخرى، وهذا لن يطول لو تمادت أميركا وتجاوزت الخطوط الحمراء».

وأدانت موسكو الهجوم، ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله إن الضربة الجوية الأميركية تمثل انتهاكاً للقانون الدولي.

وكانت قوات «التحالف الدولي» شنت هجوماً جوياً أول من أمس، على مقاتلين تدعمهم إيران قالت إنهم يشكلون تهديداً لقواتها وقوات تدعمها واشنطن في جنوب سورية، وذلك في تصعيد جديد للتوتر بين الولايات المتحدة والقوات التي تؤيد الحكومة السورية. وشن طيران «التحالف» هجوماً مشابهاً يوم 18 أيار (مايو) استنكرته دمشق.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري سوري قوله: «طيران التحالف الدولي يشن عدواناً على أحد مواقع الجيش العربي السوري على طريق التنف، ما أدى إلى ارتقاء شهداء وخسائر مادية… عدوان ما يدعى بالتحالف الدولي يؤكد مرة أخرى موقف هذه القوى الداعم للإرهاب».

وأضاف المصدر: «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تحذر من أخطار هذا التصعيد وتداعياته، وتدعو ما يسمى بالتحالف الدولي للكف عن مثل هذه الأعمال العدوانية تحت أي ذريعة كانت».

وفي الأيام الأخيرة وجه الجيش الأميركي تحذيرات متكررة لقوات تتجمع قرب قاعدة التنف بجنوب سورية ونصحها بالابتعاد من ما تعرف بمنطقة «عدم الاشتباك» قرب القاعدة التي تستخدمها قوات خاصة أميركية ومقاتلون تدعمهم واشنطن. واتفقت أميركا على منطقة عدم الاشتباك مع روسيا الحليف الرئيسي للحكومة السورية.

وقال التحالف الذي تقوده واشنطن في بيان: «على رغم تحذيرات سابقة دخلت قوات مؤيدة للنظام مناطق عدم الاشتباك المتفق عليها بدبابة ومدفعية وأسلحة مضادة للطائرات ومركبات مسلحة وأكثر من 60 جندياً».

وذكر البيان أن الولايات المتحدة وجهت عبر الخط العسكري الساخن مع روسيا تحذيرات عدة قبل القصف الذي دمر قطعتي مدفعية وسلاحاً مضاداً للطائرات ودبابة.

وأكد مسؤول أميركي لرويترز طلب عدم نشر اسمه تنفيذ الغارة، وقال إنها تمت بطائرات أميركية.

وأضاف البيان: «لا يسعى التحالف إلى قتال النظام السوري أو القوات المؤيدة له، لكن يظل مستعداً للدفاع عن قواته إذا رفضت قوات مؤيدة للنظام (السوري) إخلاء منطقة عدم الاشتباك».

ويكشف الحادث أن المنطقة الواقعة حول قاعدة التنف في جنوب سورية تواجه ضغوطاً متزايدة.

وانتزعت قوات من المعارضة تدعهما واشنطن السيطرة من «داعش» على مساحات في منطقة البادية التي تضم التنف، ما أزعج النظام السوري والقوات المتحالفة معه.

وقاعدة التنف مهمة لدى أميركا والمعارضة لاستخدامها منصة انطلاق للسيطرة على البوكمال وهي بلدة على الحدود السورية- العراقية وطريق إمداد مهم لـ «داعش». كما أن وجود «التحالف» في التنف الواقعة على الطريق السريع بين دمشق وبغداد يهدف أيضاً إلى منع الجماعات المدعومة من إيران من فتح طريق بري بين العراق وسورية.

وفي مقابلات مع قناة الإخبارية التلفزيونية السورية الرسمية يوم السبت الماضي تعهد جنود سوريون بإعادة فتح طريق بغداد- دمشق السريع.

وقال أحد الجنود في مقابلة مع التلفزيون في منطقة البادية: «خلال أيام قليلة ستجدوننا عند الحدود العراقية وسوف نحقق نصراً عظيماً وتاريخياً في تاريخ هذه الأزمة ونطهر البادية بأكملها ونحرر طريق التنف… ونستعيد الشريان الحيوي بين العراق وسورية». واستأنفت عناصر المعارضة حملة قصف صاروخي مكثف على نقاط تابعة لفصائل تدعمها إيران على امتداد طريق بغداد- دمشق السريع أول من أمس.

وأفاد «المرصد السوري» بأن عناصر من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جنسيات غير سورية قتلوا وأصيبوا في الضربات الجوية الأميركية التي استهدفتها في البادية السورية، بالريف الجنوبي الشرقي لحمص، ووثق «المرصد» مقتل 17 على الأقل، من ضمنهم ضابط على الأقل من الجنسية السورية. وأوضح «المرصد» أن الغارات استهدفت رتلاً لآليات وعتاد قوات النظام والمسلحين الموالين لها، كان متجهاً من منطقة السبع بيار إلى منطقة حاجز ظاظا الذي يبعد أكثر من 100 كلم عن معبر التنف الحدودي الذي يربط بين العراق وسورية، كما تسبب القصف بوقوع جرحى بعضهم لا يزال في حالات خطرة.

وجاء القصف بعد 9 أيام من إلقاء منشورات تحذيرية من «التحالف الدولي» على مناطق تواجد النظام في منطقة ظاظا ومنطقة الشحمي، على الطريق الواصل بين مثلث تدمر– بغداد– الأردن ومعبر التنف الحدودي مع العراق، وتضمنت المنشورات تحذيرات للنظام والمسلحين الموالين له من الاقتراب، ومطالبته بالانسحاب. وجاء في المنشورات التي حملت خريطة منطقة التماس بين قوات المعارضة وقوات النظام: «أي تحركات باتجاه التنف تعتبر عدائية وسندافع عن قواتنا… أنتم ضمن المنطقة الآمنة، غادروا هذه المنطقة الآن».

مبعوث أميركي: نعول على موسكو لتجنب التوتر مع إيران

قال بريت مكجورك المبعوث الأميركي لـ «التحالف الدولي» الذي يقاتل تنظيم «داعش» إن بلاده تعول على اتصالاتها المنتظمة مع روسيا لتجنب نشوب نزاع مع الميليشيات المدعومة من إيران التي تهدد القوات الأميركية وتلك التي تدعمها أميركا في جنوب سورية. وقال مكجورك إن الغارة الجوية الأميركية على المقاتلين المدعومين من إيران في سورية كان يراد منها الدفاع عن القوات الأميركية هناك. وطالب الجيش الأميركي مراراً القوات النظامية السورية وحلفاءها بالبقاء بعيدا من مناطق عدم الاشتباك على مقربة من قاعدتها القريبة من بلدة التنف في جنوب سورية. وقال مكجورك إن القيادة العسكرية الأميركية في المنطقة على اتصال يومياً بالجيش الروسي لتجنب وقوع لبس مع القوات الموالية للحكومة السورية التي تدعمها موسكو. وأوضح أن المنطقة تعرضت في الآونة الأخيرة للقصف وكان على القوات الأميركية أن تدافع عن نفسها. وأضاف: «نحن حقاً نعتمد على الروس عبر قنوات عدم الاشتباك… للمساعدة في حل هذه الأمور ولهذا من الواضح أننا نأمل في ألا يحصل هذا ثانية» في إشارة إلى الغارات على القوات المدعومة من إيران.

 

الطيران السوري يقصف مواقع لـ «داعش» غرب الرقة

بيروت – رويترز

ذكرت وسائل إعلام رسمية اليوم (الخميس)، أن الطيران السوري قصف مواقع إلى الغرب من مدينة الرقة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات.

ونسبت وسائل الإعلام إلى مصدر عسكري قوله إن «سلاح الجو في الجيش العربي السوري، يدمر مقرات وعربات وآليات مدرعة لتنظيم داعش الإرهابي في قرى دير مليحان، ودبسي عفنان، والقادسية في ريف الرقة الغربي».

ومن ناحية أخرى، تتقدم فصائل سورية مسلحة مدعومة من الولايات المتحدة على مشارف مدينة الرقة في الأيام الأولى، من هجوم يهدف لبسط السيطرة على قاعدة عمليات تنظيم «داعش» في سورية.

 

البرلمان التركي يوافق على نشر قوات في قطر

أنقرة – رويترز

وافق البرلمان التركي اليوم (الأربعاء)، على مشروع قانون يتيح نشر قوات في قاعدة عسكرية تركية في قطر.

وقطعت السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين العلاقات مع قطر، وأغلقت مجالاتها الجوية أمام الرحلات التجارية يوم الاثنين متهمة الإمارة بدعم جماعات متشددة. وتنفي قطر هذه الاتهامات.

وحظي مشروع القانون، الذي صيغ قبل الخلاف، بتأييد 240 نائباً خصوصاً مع دعم حزب «العدالة والتنمية» الحاكم وحزب «الشعب الجمهوري» القومي المعارض للمشروع.

من جهة أخرى، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، إن «عزل قطر وما يشمله من استخدام العقوبات لن يحل أي مشكلات»، مضيفاً أن أنقرة ستواصل «فعل كل ما في وسعها للمساعدة في حل الأزمة».

وأضاف الرئيس التركي في كلمة بعد مأدبة إفطار رمضاني: «نقوم وسنقوم بكل شيء في استطاعتنا لحل هذه الأزمة». وذكر في تصريحات بثها التلفزيون على الهواء مباشرة: «آمل أن ترفع العقوبات قريباً».

وأشار أردوغان إلى أنه تحدث إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وملك الأردن عبدالله وآخرين، في إطار مسعى ديبلوماسي إلى حل الخلاف.

وكان مصدر بالرئاسة التركية قال في وقت سابق، إن أردوغان تحدث هاتفياً مع زعماء قطر وروسيا والكويت والسعودية في شأن تهدئة التوتر.

من جهة أخرى، قال رئيس «جمعية المصدرين الأتراك» محمد بويكيكسي، إن المصدرين الأتراك مستعدون لتلبية الطلب القطري على الغذاء والماء بعدما قطع أهم مزودي الدوحة علاقاتهم معها.

 

الأردن يقدم «فرصة أخيرة» للأسد لكسر المعارضة في درعا

«قوات سوريا الديمقراطية» تتقدم في الرقة شمال سوريا

دمشق ـ «القدس العربي» ـ من هبة محمد: تصاعدت وتيرة المعارك في محافظة درعا جنوبي سوريا بين المعارضة المسلحة والنظام السوري، المدعوم من «حزب الله» اللبناني والميليشيات الشيعية المتعددة، في ظل تغطية جوية من قبل الطائرات الروسية، بهدف بسط السيطرة على معبر درعا القديم الواصل بين سوريا والمملكة الأردنية الهاشمية.

مصدر خاص مقرب من «الجبهة الجنوبية» قال لـ»القدس العربي» خلال اتصال هاتفي معه «الجانب الأردني منح قوات النظام السوري الفرصة الأخيرة للسيطرة على جمرك درعا القديم القريب من حي المنشية في درعا البلد، وذلك بهدف إعادة تنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية بين الجانبين، وإنهاء ملف المعارضة السورية على الحدود السورية الأردنية لصالح قوات النظام».

وأكد المصدر «أن الهجمات الأخيرة على حي المنشية وبقية أحياء درعا تعتبر الأعنف منذ بداية الثورة السورية عام 2011، حيث اجتمعت غالبية الأطراف المساندة للأسد برا وجوا ضد المعارضة السورية المسلحة، وفي حال فشل تلك الأطراف في حسم المعركة خلال أسبوع، سيجعل المملكة الأردنية تغير من سياستها تجاه النظام السوري، خاصة مع ارتفاع وتيرة الحديث عن قرار دولي للتحالف يقضي بإنهاء ملف حوض اليرموك «الخاضع لجيش خالد» المتهم بمبايعة تنظيم «الدولة» خلال الفترة القريبة القادمة».

كما سرب المصدر الخاص لـ»القدس العربي» أن «الأردن قد أوقف منذ قرابة شهر ونيف تمرير أو تقديم أي دعم عسكري لفصائل الجيش السوري الحر في درعا بشكل كامل»، منوها إلى أن «الأردن سيتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية لو نجح النظام السوري والميليشيات الإيرانية واللبنانية والعراقية في حسم معركة درعا لصالحهم، وذلك لمنعهم أنواع الدعم كافة عن الجيش الحر في المحافظة».

وقال المصدر «بدأت جهات أهلية ومحلية بجمع التبرعات المالية في محافظة درعا بهدف تأمين الذخائر اللازمة لمواجهة النظام السوري والميليشيات، خاصة بعد توقعات بانطلاق الحملة الأضخم من تلك القوات على مواقع المعارضة خلال الأيام القليلة المقبلة من أكثر من محور».

وبين المصدر «بدأت بعض الجهات المحلية المساندة لفصائل الثوار بشراء ذخائر متنوعة من قوات النظام السوري عبر التجار، بهدف تعزيز صمود فصائل المعارضة ضد الهجمة البرية الأعنف، والقصف الجوي غير المسبوق للطائرات الروسية على العديد من أحياء درعا، والذي أدى لوقوع مجازر وتدمير كبير في المباني والبنية التحتية».

واعتبر المصدر أن ما يجري في جنوب سوريا يعد الاختبار الحقيقي بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، وأحاديثها المطولة عن إفشال المشروع الإيراني ومخطط التغلغل الشيعي في العمق السوري، وأن نتائج الأسبوع المقبل ستبرهن وتبين في أي المواقع تصطف واشنطن، بحسب تعبيره.

جاء ذلك فيما أحرزت «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من واشنطن تقدما، أمس الأربعاء، داخل أحياء مدينة الرقة على حساب تنظيم «الدولة»، وذلك غداة إعلانها بدء «المعركة الكبرى» للسيطرة على مدينة الرقة، أبرز معاقل تنظيم «الدولة» في سوريا.

ودخلت «قوات سوريا الديمقراطية» الثلاثاء الى مدينة الرقة من الجهة الشرقية في حي المشلب بعد أشهر من المعارك سيطرت خلالها على مناطق واسعة في محافظة الرقة (شمال)، وقطعت طرق الإمداد الرئيسية للجهاديين من عدة محاور.

وأصبحت الرقة منذ سيطرة التنظيم المتطرف عليها في 2014، رمزا لأساليب الترهيب والممارسات الوحشية التي يستخدمها، ومركزا من أجل التخطيط لاعتداءات قام بتنفيذها في الخارج.

وتعد الرقة بالإضافة إلى مدينة الموصل في العراق، أحد أركان «الخلافة» التي أعلن عنها منذ نحو ثلاثة أعوام.

وتمكنت القوات، وهي تحالف لفصائل عربية وكردية تدعمها واشنطن، صباح أمس، من «اقتحام مدينة الرقة من الجهة الشرقية وتحرير حي المشلب ومن الجهة الغربية أيضا بعد تحرير قلعة هرقل» بحسب قيادة حملة «غضب الفرات» الهادفة إلى السيطرة على مدينة الرقة.

وأشار المرصد إلى وقوع «اشتباكات داخل حرم الفرقة 17 وفي محيطها» التي تبعد نحو 2 كلم شمال الرقة، إلا أن التنظيم زرع ألغاما في المنطقة بشكل كثيف.

 

النظام يصعّد عسكرياً في درعا والمعارضة تحضِّر لضرب خاصرته في السويداء

حسان كنجو

غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: رغم جميع محاولات النظام السوري على مدار ستة أيام مضت، لاستعادة زمام المبادرة على جبهات حوران بشكل عام وعلى جبهة حي المنشية في درعا البلد بشكل خاص، التي كرّس لها المئات من عناصر الميليشيات الشيعية والأفغانية بمؤازرة الطيران الروسي، إلا أن تكبده تلك الخسائر الكبيرة لم يكن في الحسبان، فالنظام السوري الذي اعتاد سياسة القضم البطيء أو «دبيب النمل» عبر التقدم والسيطرة على مساحات صغيرة وشن هجمات متلاحقة، لم تنفع أبداً في هجومه الأخير على حي المنشية الذي تمكنت المعارضة على مدار سبعة أشهر تقريباً من السيطرة على 90% منه تقريباً.

ولعل شعور المعارضة بخطورة الموقف وسعيها لتفادي خطر سقوط الجنوب الذي وصفه مراقبون بـ»الضربة الأخيرة»، هو ما دفعها لدخول «حرب استماتة» عنوانها «نكون أو لا نكون»، فالنظام يريد وعلى غرار الشمال أن يسيطر على الموقف ويسترجع ما خسره مع المعارضة خلال حرب الست سنوات التي خاضتها قواته وتلقت فيها خسائر جسيمة، وبات يسعى مؤخراً لإبعاد المعارضة عن مراكز المدن وقد نجح في ذلك عبر المعارك الضارية تارةً وتارة أخرى بالحصار والتهجير كما حدث في حلب وحمص.

يقول القيادي في الجبهة الجنوبية اسماعيل النعيمي في لـ «القدس العربي»: إن النظام بدأ يخطط مؤخراً لإسقاط الجنوب، وذلك لأسباب عدة أهمها تأمين محيط العاصمة دمشق من الجهة الجنوبية عبر التقدم من محور ما يعرف بـ»مثلث الموت»، حيث تقاطع الطريق بين دمشق والقنيطرة ودرعا، وصولاً إلى ريف درعا الشمالي وبالتحديد بلدة الحارة.

وبين أن النظام يتطلع منذ زمن للسيطرة على بلدة الحارة، وذلك لإطلالتها وإشرافها على طرق رئيسية وفرعية والعديد من القرى والبلدات في الريف المذكور، ثم التقدم جنوباً وفصل مناطق المعارضة إلى قسمين في حال نجح في وصل مناطقه بريف درعا الشمالي، بمناطق سيطرته في ريف درعا الأوسط باتجاه مدينة درعا.

ويضيف النعيمي، «في حال نجح النظام في ربط مناطقه، سيسهل عليه آنذاك المتابعة باتجاه معبر نصيب الحدودي مع الأردن، الذي يعد هو الآخر هدفاً مباشراً له، لما سيحققه من مكاسب سياسية وعسكرية وحتى اقتصادية، لاسيما وأنه يريد إعادة فتح المعابر التجارية مع الأردن من جديد، أيضاً بهدف إثبات الوجود السيادي كما يعتبره النظام على الحدود الممتدة مع الأردن»، لافتاً إلى أن النظام استقدم المئات من مقاتلي الميليشيات الشيعية وزج بهم على جبهات حي المنشية وعلى محاور بلدة النعيمة في ريف درعا الشرقي، ما دفع المعارضة لإعلان النفير العام وتشكيل غرفة عمليات مشتركة تحت مسمى «رص الصفوف».

أما القيادي في «فرقة عامود حوران» محمود نصري، فقد كشف لـ «القدس العربي» عن وجود تحضيرات لمعركة ستشنها المعارضة من أجل إحباط هجمات النظام على محاور درعا وخاصة محوري «المنشية والنعيمة»، مشيراً إلى أن المعارضة تحضر لشن هجمات على ريف السويداء عبر الأرياف الواصلة بين المحافظتين، وذلك من أجل إشغال النظام في جبهات أخرى قد تعد أكثر أهمية بالنسبة له.

وذكر أنه «في الأسبوع الأخير أي في الفترة الممتدة بين التاسع والعشرين من شهر أيار/مايو، وحتى الخامس من شهر حزيران/يونيو، بدأت المعارضة بتعزيز مواقعها على محاور ريف درعا الشرقي المتصل جغرافياً بريف السويداء الغربي، عبر اوتوسترادات وأراضٍ زراعية تفصل بين المحافظتين، حيث سيعتمد الهجوم على عزل ريف درعا الشرقي عن المعركة ونقل المعركة إلى مناطق النظام غرب السويداء». وأضاف أن هذا من شأنه أن يدفع بالنظام لسحب قسم كبير من أرتاله التي أرسلها لاقتحام المدينة باتجاه السويداء، لأن ذلك سيشكل خطراً أكبر بالنسبة له، لاسيما أن تلك السويداء تعد المحافظة الوحيدة الخالية من أي تواجد عسكري للمعارضة سواءً في المدينة أو الريف، باستثناء بعض المناطق شبه الصحراوية الممتدة من ريف السويداء الشرقي باتجاه البادية.

ويرى نصري أن نقل المعركة إلى مناطق النظام، هي أفضل طريقة لردع هجماته والحيلولة دون عودة مناطق المعارضة في درعا لسيطرته، فسقوط حي المنشية سيشكل انكساراً كبيراً للمعارضة، التي تقدمت على مدار أشهر واستولت على أفرع أمنية داخله، إضافة لأن سقوط درعا يعد سقوط الخط الدفاعي الأول عن مناطق المعارضة في القنيطرة، وهذا في حد ذاته يعد سقوطاً كاملاً للجنوب السوري المحرر.

 

قائد فوج سوري معارض: لم نتلق دعوة لجولة جديدة من اجتماعات الأستانة… وآخر يصفها بـ «اتفاقية استسلام»

حسين الزعبي

إسطنبول ـ «القدس العربي»: أكد العقيد أحمد عثمان قائد فرقة «السلطان مراد الرابع»، المؤلفة من تركمان سوريا، والمشاركة في وفد الفصائل المعارضة في اجتماعات «الأستانة»، أن الفصائل لم تتلق دعوة رسمية لحضور جولة جديدة من الاجتماعات.

وأشار العقيد أحمد عثمان في تصريح لـ «القدس العربي» إلى أن الفصائل لن تتخذ قراراً بالمشاركة في حال عقدت جولة جديدة إلا بالتشاور مع جميع التشكيلات في الداخل السوري، نافياً بذلك تقارير تحدثت عن تلقي ممثلي الفصائل دعوات لحضور جولة جديدة من الاجتماعات يومي 12 و 13 من الشهر الجاري، مشيراً في الوقت نفسه إلى توجيه الأستانة دعوات لنواب وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران.

وأعلن نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، يوم الجمعة الماضي أن اجتماعاً للدول الضامنة للهدنة، وهي روسيا وتركيا وإيران، يمكن أن يعقد في منتصف الشهر الجاري في الأستانة. وقال «أعتقد بأنه سيعقد قريباً لقاء آخر في الأستانة، ونتوقع أنه سيكون في منتصف حزيران/يونيو، والاتصالات تجري حالياً حول الموعد».

وأشار بوغدانوف إلى أن موسكو تعول على قيام تركيا بالعمل بشكل مكثف مع المعارضة السورية قبيل لقاءات الأستانة، قائلاً: «نحن نعول على أن شركاءنا الأتراك سيعملون مع المعارضة المسلحة السورية». الجولة المحتملة للأستانة استبقها قائد فوج المدفعية في «الجيش الحر» بدرعا أدهم الأكراد بانتقادات قاسية.

وقال الأكراد الذي يشارك فوجه في المعارك الدائرة في حي المنشية «كيف نقبل ضمانات من أطراف طائراتهم تقتلنا، والله لو احترموا عقولنا وذهبوا لتوقيع اتفاقية استسلام في هذه الاستانة لاحترمنا الذاهبين وربما ذهبنا معهم أو نقول لهم كما نقول الآن، الموت ولا المذلة».

وتشهد مدينة درعا تصعيداً عسكرياً عنيفاً من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية وميليشيات حزب الله، وأحصى ناشطون أكثر نحو 500 غارة جوية نفذها طيران النظام الحربي بالإضافة لعشرات صواريخ الـ «أرض ـ أرض» من طراز «فيل» خلال اليومين الماضيين، رغم أن المحافظة من المناطق التي شملها اتفاق خفض التوتر الذي تم اعتماده خلال جولة الأستانة الماضية، الأمر الذي يرى فيه المراقبون محاولة مسبقة من قبل النظام لفرض أمر واقع جديد وبالتالي إفشال ما سبق طرحه من فكرة إقامة منطقة آمنة في الجنوب السوري.

الضغط الحاصل على درعا التي يصفها ثوار سوريا بأنها مهد الثورة والحاضن الأكبر لتشكيلات «الجيش الحر» المدعوم من غرفة «الموك»، يخشى أهالي حوران أن يكون في سياق تخلي الدول الداعمة عن درعا لصالح النظام، معززين مخاوفهم بدفاع الولايات المتحدة عن التشكيلات التابعة لـ»الجيش الحر» في البادية السورية وقيامها باستهداف قوات النظام والميليشيات الإيرانية التي اقتربت من منطقة التنف قرب الحدود السورية العراقية، بينما تركت للميليشيات نفسها حرية الانتقال من دمشق وضواحيها باتجاه درعا التي تشهد كذلك قصفاً برياً وجوياً غير مسبوق.

 

الحشد” والحرس الثوري يواصلان التجمّع على الحدود السورية

عثمان المختار

توحي عملية التحشيد المستمرة على الحدود العراقية السورية من المحور الشمالي للعراق، جهة محافظة نينوى، لمليشيات “الحشد الشعبي”، لليوم الخامس على التوالي، بأن تحرّكها أبعد من مجرد خطوة للسيطرة على ثلاث قرى حدودية تابعة لقضاء البعّاج، غرب الموصل، والتي كانت تحت سيطرة تنظيم “داعش”. فقد بلغ عدد عناصر “الحشد” هناك نحو 30 ألف مسلّح، برفقة وحدات من الحرس الثوري الإيراني ومجاميع خاصة من الباسيج ومستشارين لبنانيين، يتبعون حزب الله، فضلاً عن مليشيا “فاطميون”، حسبما كشف قياديون في “الحشد”.

 

وتتركّز المليشيات حالياً على مساحة تبلغ 27 كيلومتراً، تبدأ من قرية أم جريص الحدودية، وتمتد بطول 12 كيلومتراً لترتبط مع قرى جبل سنجار، ثم تعود لتلف نحو طريق خويبرة السوري، والذي يعتبر طريق ربط العراق مع سورية من جهة الحسكة. وبحسب مصادر عسكرية عراقية، فإن مليشيات الخراساني والنجباء وبدر والبدلاء والإمام علي والعصائب، هي من تمسك زمام الملف هناك، لا الجيش العراقي. وتُظهر أسماء تلك المليشيات مدى أهمية العملية، إذ جرى انتقاء الفصائل الأقرب والأكثر تبعية لإيران للمشاركة فيها.

 

بدوره يشير مسؤول حكومي إلى أن “رئيس الوزراء حيدر العبادي أمر بسحب المليشيات من الشريط الحدودي مع سورية وأبلغهم رفضه الانتقال إلى داخل المناطق السورية، إلا أنه من الواضح أن المليشيات لم تعر أمر العبادي أو طلبه أي اهتمام”. ويلفت في حديثٍ لـ”العربي الجديد” إلى أنه “في اجتماع 23 مايو/ أيار الماضي تمّ الاتفاق على أن يبدأ الهجوم بشكل مشترك مع قوات الجيش، وبترتيبٍ مع قوات التحالف الدولي، بسبب مساحة الحدود الكبيرة (620 كيلومتراً) إلا أننا فوجئنا بوصول سليماني والحرس الثوري إلى المنطقة الحدودية”. وكان العبادي قد ذكر يوم الأحد أنه “لا نريد لقواتنا وأبنائنا أن يشاركوا بالقتال خارج الحدود، ولا نريد زعزعة أمن الدول، فدستورنا لا يسمح بذلك”. وذلك خلال لقائه مجموعة من رجال الدين في بغداد. بدوره، أعلن القيادي الأبرز في المليشيا المدعومة من إيران هادي العامري، يوم الثلاثاء الماضي، أنه “ستتمّ مواصلة التحرك على طول الحدود لحين تأمينها”، ملمّحاً إلى إمكانية عبورهم الحدود إلى سورية وبدء القتال هناك.

 

أما الزعيم القبلي في محافظة نينوى، فواز سعيد الجرنان، فيعتبر في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، أن “إيران بات بإمكانها نقل ما تريد، عبر طريق تم تأمينه ويبدأ من بلدة قصر شيرين الحدودية مع ديالى، تحديداً مدينة كلار، ثم بعدها إلى بلدات كفري وطوزخورماتو، ثم إلى سلسلة جبال حمرين، وصولاً إلى تلول الباج في محافظة نينوى، ثم الحضر ومنها إلى عين شمس شمال غربي تلعفر، فالبعّاج ثم أم جريص، بطول يصل إلى نحو 400 كيلومتر، حتى الوصول إلى أولى المدن السورية التي تُسيطر عليها بطبيعة الحال وحدات كردية متفاهمة مع إيران ونظام الأسد”.

 

ووفقاً للشيخ الجرنان فإنه “من المتوقع أن يتحوّل ملف الحدود إلى أزمة جديدة ذات بعد إقليمي قومي وطائفي، خصوصاً مع عمليات تهجير العرب من المناطق الحدودية، بزعمٍ بأنهم حواضن داعش”. ويكشف بأن “360 قرية عربية أخذها الأكراد (البشمركة وحزب العمال الكردستاني)، والآن عشرات القرى المماثلة تُبتلع بشكل تدريجي من المليشيات الموالية لإيران”.

 

من جهته، يُشير المتحدث باسم مليشيات “الحشد”، أحمد الأسدي، في حديث لـ”العربي الجديد”، إلى أن “الحشد الشعبي لم يتحرّك إلى داخل سورية، رغماً عن الحكومة العراقية ولا يمكن مخالفة أوامر بغداد، لكن بالتأكيد سيكون الحشد مستعداً للتحرّك داخل سورية في حال جرى أي تنسيق بين دمشق وبغداد بهذا الشأن”.

 

المسؤول العسكري الكردي لمحور سنجار غرب الموصل قرب الحدود مع سورية، آوات رحيم، يفصح لـ”العربي الجديد” عن أن “المعلومات تؤكّد وجود تنسيق بين حزب العمال والمليشيات على مقربة من جبل سنجار، وهم يتحالفون بطريقة ما، ومن الواضح أن التحالف ليس موجّهاً لتنظيم داعش، والذي بات بعيداً عنهم وضعيفاً، لكنه موجّه للأكراد ولتركيا بالدرجة الأولى”. ويحذّر من أن “أي عملية تجاوز أو تحرك غير مريح سيتم الرد عليه عسكرياً، ولن نسمح بتمرير مخططاتهم”.

 

كذلك يكشف القيادي في الحزب الديمقراطي، حميد باكوزي، أن “العمال الكردستاني سلّم منطقة خانصور ومناطق حدودية أخرى مع سورية للحشد الشعبي، بهدف تأمين ممر بري، وبالفعل تحقق لهم ذلك. كما أن الطيران الأميركي انسحب من المنطقة منذ أيام”.

 

الرقة همّشها النظام فهشّمها “داعش

ريان محمد

شغلت محافظة الرقة السورية العالم، منذ بداية عام 2014، عقب سيطرة تنظيم “داعش” عليها وتحويلها إلى معقله الرئيس في البلاد، على حساب الفصائل المعارضة التي سيطرت على مدينة الرقة بداية عام 2013، لتكون أول مدينة سورية تخرج عن سيطرة النظام.

 

تبعد الرقة عن العاصمة دمشق نحو 450 كم إلى الشمال، وعن حلب نحو 160 كم. تقع على كتف نهر الفرات الشرقي، واليوم تعود إلى الواجهة مع إعلان بدء العمليات العسكرية لطرد التنظيم منها، في ظل أزمة إنسانية كبيرة. يقول ابن المدينة عبد الجبار هويدي لـ”العربي الجديد”: “عدد السكان قبل الثورة كان نصف مليون نسمة. الزراعة كانت مصدر رزق معظمهم، بالإضافة إلى الوظائف الحكومية، فيما يكاد عدد المتطوعين في الجيش من أهل المدينة لا يذكر”. يتابع: “بشكل عام، كان المستوى الاقتصادي يتجاوز المتوسط بحسب واقع المعيشة في سورية، وإن كان الموسم الزراعي يلعب دوراً مهماً في ذلك صعوداً أو هبوطاً”.

 

يلفت إلى أنّ “نسبة التعليم ارتفعت بشكل ملحوظ، خلال الأعوام العشرين الأخيرة، وقد طاولت الإناث والذكور”. ويتابع: “الرقة كانت تتميز بخليط بشري متنوع، فقد كان بين سكانها عائلات من مختلف المناطق السورية، ومنهم من اندمج في المجتمع فولد وتزوج وعاش فيها، حتى بات يعرّف عن نفسه أنّه من أبناء الرقة”.

 

وعن الحياة السياسية في المدينة، يوضح أنّ “أهل الرقة بشكل عام غير مؤدلجين، حياتهم تمتاز بالبساطة، والتيار الأكبر منهم كان بعثياً بحكم الأمر الواقع. كذلك، كان هناك قوميون وشيوعيون وسلفيون وقلة قليلة من الإخوان المسلمين”. يبيّن أنّ “علاقة أهل الرقة بالنظام لم تكن متوترة، حتى إنّ الأخير لم يكن يتوقع أن تخرج الرقة عن سيطرته”.

 

يقول هويدي: “عقب خروج التظاهرات في درعا، وفي ظل الإحساس بالغبن في المحافظة، خرجت أول تظاهرة في الرقة بتاريخ 25 مارس/آذار 2011 من جامع الفردوس، وكان العدد لا يتجاوز خمسين متظاهراً جرى قمعهم من قبل قوى الأمن وشبيحة النظام، إلاّ أنّ الأخير كان حريصاً على عدم ارتكاب تجاوزات وجرائم بحق أبناء المحافظة المنتمين للثورة، وربما كان ذلك مراعاة لطبيعة المحافظة العشائرية وحرصاً على عدم خسارة تأييدها له. هذا الأمر ساهم في زيادة عدد الشباب المعبرين عن تأييدهم للثورة واتساع رقعتها في المحافظة على حساب تقلص حاضنة النظام”.

 

يضيف عن تلك الفترة: “بدأت التظاهرات تتسع رقعتها الجغرافية لتشمل المدينة ومراكز البلدات التابعة لها، وكان عدد الثوار في الرقة يأخذ طابعاً تصاعدياً أسبوعاً تلو آخر خلال أيام سلمية الثورة وأشهرها الأولى. أما أولى جرائم النظام في حق ثوار الرقة السلميين فكانت بعد عام كامل في الخامس عشر من مارس 2012، عندما قتل أحد الشباب وهو الشهيد علي البابنسي، ما أظهر معدن أهالي الرقة ودعاهم إلى المشاركة بصورة عظيمة أثناء تشييعه في اليوم التالي. وشهدت الرقة أكبر تظاهرة في تاريخ ثورتها ووصل عدد المشيعين إلى نحو 150 ألفاً قرروا التوجه بعد الجنازة إلى تمثال (الرئيس السوري الراحل) حافظ الأسد في المدينة كرمز للنظام لهدمه، ما أدى إلى ارتكاب مجزرة راح ضحيتها 40 شهيداً من شباب الثورة. وهو ما شكل نقطة تحول كبرى في تاريخ الثورة بالرقة وريفها”.

 

يشير هويدي إلى أنّ “العمل العسكري بدأ في الشهر الخامس من عام 2012، في ريف الرقة الشمالي المحيط بمدينة تل أبيض، ثم جرى تحرير تل أبيض في الشهر التاسع من العام نفسه لتكون مركز كلّ العمليات العسكرية في ما بعد. وجرى بعدها تحرير مدينة الطبقة إلى أنّ تم تحرير الرقة بشكل كامل في مارس 2013، ولم يبق للنظام بعدها أكثر من ثلاث نقاط”.

 

لكنّ تنظيم “داعش” سرعان ما سيطر على المدينة في بداية 2014. يعلق هويدي: “إجرام داعش ليس خافياً على أحد، فقد ارتكب التنظيم الكثير من الجرائم بحق أهالي المحافظة، ليدب الرعب في قلوبهم بغية فرض سيطرته المطلقة على الناس هناك. على هذا الأساس قتل أو اعتقل كلّ الناشطين الذين لم يتركوا المدينة. وعاش أهالي المحافظة وضعاً مريراً مع عدم القدرة على إبداء أيّ مقاومة، فقد كانت اتهامات الردة والتعامل مع الكفار جاهزة لتودي بمن يتهم بها خطفاً أو قتلاً، وهو ما بث الرعب في الأهالي، خصوصاً مع إعدام التنظيم أسراه من الفرقة 17 واللواء 93 التابعين للنظام، وقطع رؤوسهم، وتعليقها على دوار النعيم داخل المدينة، لتبقى أياماً على هذه الحال”.

 

يلفت إلى أنّه “قبل إعلان الحرب على داعش من قبل التحالف وحيازته على أجواء المحافظة، ارتكب طيران النظام والطيران الروسي بحجة داعش، مجازر عديدة، راح ضحيتها مئات المدنيين”.

 

تجاوز عدد سكان الرقة من أهلها والنازحين إليها من بقية المحافظات مع بداية الثورة مليون نسمة. لكنّه اليوم لا يتجاوز 100 ألف شخص، خصوصاً مع العمليات التي تشنها “قوات سورية الديمقراطية” بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، لطرد “داعش” من المدينة، في ظل أزمة إنسانية كبيرة بين الأهالي الذين ما زالوا فيها أو نزحوا عنها في الأسابيع الأخيرة.

 

وماذا بعد “تحرير” الرقة؟/ خليل عساف

في بيان “القيادة العامة لقوات سوريا الديموقراطية”، لإعلان انطلاق “المعركة الكبرى لتحرير الرقة.. وتنفيذ الخطة العسكرية التي تم إقرارها مع شركاءنا في قوات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب”، ذُكرَت اسماء 17 فصيلاً عسكرياً مشاركاً في “المعركة التاريخية”، ليس من بينها أي فصيل محلي له علاقة بالثورة السورية. لا بل إن البيان سمّى “لواء صقور الرقة” وهو فصيل محلي موالٍ للنظام، وتشكيلات صغيرة الحجم وقليلة التأثير من محافظات ديرالزور وحمص والحسكة تعمل تحت مظلة “قسد”. ولا يرفع علم الثورة من هذه الفصائل إلّا “قوات النخبة” التابعة للرئيس الأسبق لـ”الائتلاف الوطني” أحمد الجربا، و”مجلس ديرالزور العسكري” المُشكل بمعظمه من أبناء عشيرة الشعيطات.

 

التوليفة السياسية للمجموعات المساهمة في عملية “تحرير الرقة”، بحسب خطاب “قسد”، تأتي مؤكدة لمخاوف أبناء الرقة من أنهم ومدينتهم يدفعون ضريبة لعبة تجري على أرضهم، مرتين: الأولى عندما تُركت لتتحول إلى مرتع ومعقل لتنظيم “الدولة” ضمن مبارزة الاستقطابات والتحالفات الإقليمية والدولية، والثانية عندما تُقدَّم اليوم سُلماً لصعود الأكراد السياسي.

 

عضو سابق في المكتب السياسي لـ”لواء ثوار الرقة”، الفصيل المحلي الثوري المُستبعد من المشاركة في “تحرير الرقة”، يرى في الاستبعاد رسالة واضحة وقاطعة ليس لـ”اللواء” فحسب، بل لعموم المعارضة السورية، ومفادها أن لا أجندة خارج الأجندة الأميركية في “محاربة الإرهاب”. و”لواء ثوار الرقة” هو أول جماعة سورية مقاتلة حاربت تنظيم “الدولة الإسلامية” لحظة انطلاقته الأولى في مطلع العام 2014، والفصيل العربي الوحيد الذي حارب منذ البداية في معركة عين العرب إلى جانب التشكيلات الكردية.

 

عضو المكتب السياسي السابق، قال لـ”المدن”، إن ترتيبات منطقة الجزيرة السورية، سياسياً وعسكرياً وأمنياً، باتت شأناً أميركياً-كردياً؛ بل حتى “الأتراك أخذوا من الأميركيين ضمانات جعلتهم يهدأون ويغضون النظر عن معركة الرقة؛ ضمانات لا نعرف فحواها وهذا ما يزيد من قلقنا”.

 

و”معركة تحرير الرقة” بحسب القيادي في “لواء ثوار الرقة”، هي لعبة إعلامية أكثر منها عملاً عسكرياً، لأن مَنْ “بقوا من مقاتلي داعش في الرقة لا يتجاوز عددهم 500 مقاتل، ومعظمهم من أبناء الرقة ولا يريدون القتال، بل حلاً على طريقة (المنصورة والكرامة)”. وذلك في إشارة إلى رغبة عناصر التنظيم المحليين في تسليم سلاحهم وإجراء “مصالحات” عبر وجهاء وشيوخ عشائر، كما فعل أبناء بلدتي المنصورة والكرامة في وقت سابق. ويتابع: “لكن الخوف على المدينة والمدنيين فيها يأتي من جهة داعش من ثلاثة مصادر: من قطاعات الجبهة التي يقودها مهاجرون، ومن السيارات المفخخة الموزعة في الأحياء، ومن بعض المحلات التجارية المغلقة في أسواق المدينة التي كان التنظيم قد حولها مؤخراً إلى مخازن للأسلحة”.

 

ويتفق ناشطون وإعلاميون من الرقة مع التحليل السابق، ما عدا مسألة تقدير عدد مقاتلي التنظيم داخل المدينة الذي يرجحون أن يكون أكبر قليلاً، إلا أنهم يرون أن استبعاد “لواء ثوار الرقة” هو خطوة طبيعية لأن الأكراد يطمحون إلى شراكة استراتيجية مع النظام، ويأملون في إعادة تشغيل الدوائر الحكومية بتنسيق وتمويل من النظام والإيرانيين، كما يراهنون على ضعف النظام عسكرياً وأمنياً وبالتالي استمرار دورهم “شرطياً” للأميركيين والنظام والإيرانيين.

 

إلَا أن حجم الدمار في البنى التحتية لا بد أن يتطلب دخول أطراف أكثر ثقلاً وفاعلية عندما يأتي دور إعادة البناء والإعمار بالتزامن مع صياغة نظام سياسي جديد للبلاد. وهنا، سيتجسد الخلاف بين ما نلمسه اليوم من تباين في وجهات النظر بين الأميركيين والأوروبيين. إذ يصر الأوروبيون على إشراك المعارضة في أي عملية سياسية مستقبلية، كشرط لمساهمتهم في إعادة الإعمار، وليس واضحاً إذا ما كان موقف الأميركيين تجاه المعارضة سيلين بعد التخلص من “داعش”.

 

بين أن تكون الجزيرة السورية، ومن ضمنها الرقة، نوعاً من محمية ومنطقة نفوذ أميركية يديرها الأكراد، أو أن تعود إليها سلطة نظام الأسد بالتعاون مع الأكراد وبتغاض من الأميركيين لئلا يكرروا أخطاءهم في العراق، لا يبدو أن ثمة يقيناً حول مستقبل هذه المنطقة. على الأقل لا يملك أبناء المنطقة أي تصور عن مستقبل مدنهم وعائلاتهم وأملاكهم وبيوتهم ولا إن كانوا سيعودون إليها أم لا. كما لا يبدو أن “الدولة الإسلامية” ستنتهي قريباً، لا تنظيمياً ولا عقائدياً، ولا كإحتمال قائم لمشروع أو دور ما. كل ما يحيط بهذه المنطقة السورية وأهلها، يبدو مؤقتاً وأولياً وغامضاً، وكأنه صلصال بيد نحات لا يعرف ما الذي يُريد تجسيده.

 

إيران تهدد القوات الأميركية في سوريا

واشنطن تريد استهداف الوجود الإيراني على الأراضي السورية وضرب داعش بشكل متواز حتى لا تترك

دمشق – تتخذ التطورات في سوريا منحى دراماتيكيا بعد الغارات التي نفذتها طائرات للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد قوات موالية لنظام الرئيس بشار الأسد بالقرب من قاعدة التنف المحاذية للحدود الأردنية العراقية، أدت إلى مقتل 17 عنصرا، بحسب ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء.

 

وأصدرت وزارة الخارجية السورية بيانا حذرت فيه التحالف من “مخاطر التصعيد”، فيما بثت قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني لقطات قالت إنها لطائرة إيرانية من دون طيار تتعقب طائرة أميركية فوق جنوب شرق سوريا.

 

جاء ذلك بعد ساعات من تهديد ما سمي بـ”قوات حلفاء سوريا” بقصف مواقع أميركية على الأراضي السورية ردا على الضربات الجوية. وصدر التهديد في بيان باسم “قائد غرفة عمليات قوات حلفاء سوريا” ونقله الإعلام الحربي الذي تديره جماعة حزب الله اللبنانية، الذراع الرئيسية لإيران في سوريا.

 

ويمثل هذا التهديد تصعيدا لافتا بين الولايات المتحدة وإيران بشأن السيطرة على الحدود الجنوبية الشرقية لسوريا مع العراق حيث تقوم الولايات المتحدة بتدريب معارضين سوريين في قاعدة التنف داخل الأراضي السورية.

 

وجاء في البيان “إن أميركا تعلم جيدا أن دماء أبناء سوريا والجيش العربي السوري والحلفاء ليست رخيصة، وأن القدرة على ضرب نقاط تجمعهم في سوريا وجوارها متوفرة ساعة تشاء الظروف، بناء للمتوفر من المنظومات الصاروخية والعسكرية المختلفة، في ظل انتشار قوات أميركية بالمنطقة”.

 

وقال “إن التزام حلفاء سوريا الصمت ليس دليلا على الضعف ولكنه عملية ضبط نفس مورست بناء لتمني الحلفاء إفساحا في المجال لحلول أخرى، وهذا لن يطول لو تمادت أميركا وتجاوزت الخطوط الحمراء”.

 

وهذه المرة الأولى التي تهدد فيها القوات التابعة لإيران الولايات المتحدة باستهدافها ما يؤشر على أن المشهد في سوريا يسير بسرعة نحو منحدر خطير، يصعب إيقافه.

 

وكانت طائرات للتحالف قد شنت مساء الثلاثاء عددا من الغارات على قوات تابعة لإيران تتقدم صوب التنف.

 

ووهي المرة الثانية التي يقصف فيها التحالف في هذه المنطقة قوات موالية لدمشق وطهران. وكان شن ضربة أولى في 18 مايو قال إنها استهدفت قافلة لمقاتلين موالين لدمشق، إلا أن الأخيرة أعلنت إثر ذلك أن الضربة استهدفت “إحدى النقاط العسكرية للجيش السوري”.

 

وهناك سباق محموم بين الولايات المتحدة وإيران للسيطرة على الجهتين الجنوبية والشرقية خاصة لسوريا.

 

وتضع الولايات المتحدة على رأس أولوياتها في سوريا إفشال المخطط الإيراني الرامي إلى تشكيل حزام أمني يمر بالعراق ويمتد إلى سوريا وصولا إلى لبنان، وأيضا إنهاء وجود تنظيم الدولة الإسلامية حيث أعلنت الاثنين عن انطلاقة الحملة الكبرى ضده في معقله بالرقة.

 

ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة تريد السير في الهدفين -أي استهداف الوجود الإيراني على الأراضي السورية وضرب داعش- بشكل متواز حتى لا تترك الفرصة لطهران للإمساك فعليا بزمام الأمور خاصة على الحدود العراقية السورية.

 

ويشدد هؤلاء على أن واشنطن لن تتوانى عن استهداف الميليشيات التابعة لإيران في هذا الشطر، وأن دعوة المبعوث الأميركي للتحالف الدولي بريت مكجورك الأربعاء لروسيا بالتدخل لتخفيف التصعيد مع طهران في سوريا ليست سوى مناورة مكشوفة.

 

ويستدل هؤلاء بما حصل عقب الغارات الماضية على الميليشيات الموالية لطهران ودمشق، حيث تسارع واشنطن في كل مرة إلى الطمأنة بأنها لا تسعى بالمطلق إلى التصعيد في سوريا، وأن الهدف من الغارات المراد منها الدفاع عن القوات الأميركية بالمنطقة

 

إغلاق جميع منافذ عبور مقاتلي داعش بين العراق وسوريا، النزوح يسجل أعلى معدلاته و4 طرق آمنة للخروج

د أسامة مهدي

 

مع الإعلان في بغداد اليوم عن تحرير اخر مخفر حدودي على الحدود العراقية السورية تكون القوات العراقية قد نجحت في إغلاق جميع منافذ تسلل مسلحي تنظيم داعش عبرها.. فيما قالت الشرطة الاتحادية انها أمنت اربعة ممرات رئيسية لاجلاء النازحين من ايمن الموصل بينما سجلت اعداد النازحين منه اعلى معدلاتها.

 

إيلاف من لندن: نجحت قوات الحشد الشعبي الخميس باغلاق جميع منافذ عبور وتسلل عناصر تنظيم داعش بين العراق وسوريا. وباشرت الهندسة العسكرية للحشد الشعبي باغلاق الثغرات التي احدثها داعش في الساتر الحدودي والتي استخدمها سابقا منافذ للعبور والتسلل عبر الحدود العراقية السورية البالغ طورها 605 كيلومترات.

 

وشرعت قوات الحشد الشعبي مساء امس بعملية ليلية مباغتة لتأمين الحدود العراقية السورية واستطاعت تحرير قرية ومخفر “تل صفوك” آخر بلدة عراقية على الحدود مع سوريا. وقال المتحدث الرسمي بأسم الحشد الشعبي النائب احمد الاسدي في بيان تابعته “إيلاف” ان “العدو الداعشي قد مني بهزيمة عسكرية قاسية مخلفا وراءه العشرات من القتلى” وتم رفع العلم العراقي فوق مبنى المخفر الحدودي المحرر”.

انهت قوات الحشد الشعبي، الخميس، تطهير قرية ومعبر “تل صفوك” الحدودي بالكامل، فيما رفعت العلم العراقي فوقه.

 

وفي وقت لاحق اعلن إعلام الحشد الشعبي إن قوات الحشد انهت تطهير قرية ومعبر تل صفوك الحدودي بالكامل ورفع العلم العراقي فوقه كثاني معبر حكومي رسمي بين العراق وسوريا بعد تحرير معبر جاير غلفاس.

 

وكشفت قيادة الحشد عن تفاصيل المعركة التي استمرت حتى فجر اليوم قائلة “انطلقت ألوية الحشد الشعبي بعملية مباغتة الساعة 10 ليل امس ضمن عمليات محمد رسول الله الثانية باسناد طيران الجيش العراقي إمتدت حتى فجر الْيوم بمحاور متعددة بهدف السيطرة على آخر معابر داعش عبر الحدود العراقية السورية و بسط المزيد من السيطرة على الطريق الدولي بين البلدين”.

 

واضافت ان العملية حققت السيطرة على قرية و مخفر تل صفوك على الحدود والوصول للساتر الحدودي وغلق الثغرات التي احدثها داعش وتحقيق المزيد من الاندفاع والسيطرة في الشريط الحدودي و الطريق الدولي باتجاه قضاء القائم والشروع ببناء سواتر عازلة فيما تم قتل 34 عنصرا لداعش بينهم 10 انتحاريين وتدمير20 سيارة مسلحة.

 

واشارت الى ان آليات الهندسة العسكرية باشرت بغلق الثغرات التي احدثتها داعش في الساتر الحدودي و كانت تُستخدم كمنفذٍ لعبور عناصره من والى العراق عبر سوريا وكذلك المباشرة ببناء سواتر ترابية و شق الخنادق لتأمين المناطق المحررة.

 

تأمين 4 ممرات لاجلاء نازحي الموصل القديمة

 

واليوم قالت قيادة الشرطة الاتحادية انها أمنت اربعة ممرات رئيسية لاجلاء النازحين من المدينة القديمة بايمن الموصل بينما سجلت اعداد النازحين منه اعلى معدلاتها.

 

وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان “ان قوات الشرطة الاتحادية انجزت تأمين 4 ممرات رئيسية لاجلاء النازحين من المدينة القديمة باتجاه الفاروق وباب البيض وباب جديد والجسر الخامس تمهيدا لاقتحام المنطقة واستعادة جامع النوري”.

 

واكد ان قوات الشرطة استعادت سيطرتها على 85% من مساحة حي الزنجيلي ووصلت الى باب سنجار على مشارف المدينة القديمة والقطعات تتقدم بحذر شديد اثر قيام داعش بتلغيم المباني والمنازل والشوارع واعمدة الكهرباء وعجلات المواطنيين وتحصن قناصته في المساكن المأهولة بالعوائل فيما تكثف القوات الامنية من عملياتها الاستخبارية الميدانية ورصدها الجوي لمراقبة تحركات قيادات عناصر التنظيم واسلحته الساندة ودفاعته في المدينة القديمة واستهدافها بالصواريخ الموجهة.

 

وبالترافق مع ذلك فقد ارتفعت اعداد النازحين من الموصل الى اعلى معدلاتها خلال اليومين الماضيين حيث اكدت الأمم المتحدة، إن أكثر من 8 آلاف و400 شخص نزحوا من ايمن المدينة بسبب استمرار المعارك هناك.

 

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك أن عدد النازحين “يومي 5 و6 يونيو الحالي يمثلان أعلى مستوى للنزوح يتم تسجيله منذ الأسبوع الماضي”.

 

وأوضح خلال مؤتمر صحافي في مقر المنظمة الدولية بنيويورك أن هذا العدد “يتجاوز ضعف أعداد النازحين من غرب المدينة يومي 3 و4 يونيو. وأعرب عن قلق الأمم المتحدة إزاء حماية المدنيين في المناطق التي يسيطر عليها داعش في الجانب الغربي الايمن من الموصل حيث يعتقد أن أكثر من 100 ألف شخص ما زالوا في المدينة القديمة والأحياء الشمالية.

 

وتقترب القوات العراقية من استعادة السيطرة على كامل مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق من قبضة داعش حيث لم يتبق للتنظيم الإرهابي أي وجود في الجانب الغربي الايمن للموصل سوى حيي الشفاء والزنجيلي وأجزاء من الموصل القديمة.

 

وبدأ الجيش العراقي والقوات المساندة له حملة عسكرية في 17 أكتوبر عام 2016 واستعادت القوات النصف الشرقي الايسر من الموصل في 24 يناير الماضي وهي تقاتل منذ 19 فبراير لانتزاع النصف الغربي الايمن من قبضة داعش.

 

إرجاء محادثات أستانا حول سوريا لأجل غير مسمى   

قالت وزارة الخارجية في كزاخستان إن روسيا وتركيا وإيران أرجأت جولة مقررة من محادثات أستانا حول سوريا، كانت موسكو قد اقترحت عقدها يومي 12 و13 يونيو/حزيران الجاري.

 

وذكر متحدث باسم الوزارة أنه لم يتضح بعد متى ستعقد الجولة المقبلة من المحادثات التي تشارك فيها أيضا الحكومة السورية وبعض فصائل المعارضة، دون أن يذكر أسباب الإلغاء.

 

وكان من المفترض أن يبحث اللقاء التنسيق في المسائل المرتبطة بإقامة مناطق “تخفيف التصعيد” في سوريا وتعزيز وقف إطلاق النار.

 

ويأتي إعلان الإرجاء في الوقت الذي من المقرر أن يجري فيه مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا محادثات في موسكو الخميس مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول النزاع في سوريا.

 

وقال دي ميستورا قبيل اجتماعه بلافروف إنه “سيناقش مع وزير الخارجية الروسي الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف، معتبرا أن مفاوضات جنيف ستكون صعبة من دون توافق على تنفيذ اتفاقية مناطق خفض التصعيد في سوريا”.

 

ورغم أن المبعوث الأممي أكد على تكامل محادثات أستانا ومفاوضات جنيف فقد شدد على أنه ما من أفق للتسوية السياسية ما لم يتم إحراز تقدم في جنيف.

 

في جولة المحادثات الأخيرة بأستانا في مايو/أيار الماضي اتفقت روسيا وايران حليفتا دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة على إنشاء أربع مناطق “تخفيف التصعيد” في الجبهات الأكثر عنفا في سوريا.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

دي ميستورا في موسكو اليوم لبحث الأزمة السورية

دبي – قناة العربية

اعتبر المبعوث الأممي إلى #سوريا، ستيفان #دي_ميستورا، الذي يزور #موسكو اليوم، أن سبل التوصل إلى الحل في سوريا يجب أن يكون من خلال إشراك روسيا.

وتأتي زيارة دي ميستورا إلى موسكو تلبية لدعوة من الحكومة الروسية، حيث سيجتمع مع وزيري الخارجية سيرغي #لافروف، والدفاع سيرغي #شويغو.

ولفت المبعوث الأممي إلى أن وقف إطلاق النار لا يمكن أن يستمر لفترة طويلة من دون إيجاد أفق سياسي وفق مقررات #جنيف.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى