أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 09 حزيران 2016

 

«القبعات البيض» الأكثر عرضة للموت

لندن – إبراهيم حميدي

لم يكن مفاجئاً أن يكون بين قتلى القصف على حي الشعار أمس، عدد من عناصر «القبعات البيض» الذين سارعوا لإسعاف المصابين وانتشال الجثث بعد سقوط الدفعة الأولى من «البراميل المتفجرة» على أحد أحياء حلب، ذلك أن عناصر «الدفاع المدني السوري» اعتادوا على تشييع زملاء لهم هبوا للبحث عن الحياة بين الركام فوقعوا ضحايا الجولة الثانية من «البراميل».

وبدأت «مؤسسة الدفاع المدني» التي يُعرف عناصرها بأصحاب «القبعات البيض»، بمبادرات فردية في العام 2013 لإنقاذ مصابين وانتشال الجثث والأشلاء في مدينتي إدلب وحلب، لكن عدد أفرادها تجاوز الآن ثلاثة آلاف ينتشرون في ثماني محافظات سورية، وعقدوا قبل أيام مؤتمراً لتخطيط العمل للعام 2020. ويقول مدير «الدفاع المدني» رائد صالح إن عناصر هذه المؤسسة التطوعية «اختاروا طريق الحياة لصنع الأمل للسوريين».

ووفق أرقام الأمم المتحدة وجمعيات حقوقية، أودى الصراع السوري خلال خمس سنوات بحياة حوالى 400 ألف شخص ودفع خمسة ملايين لاجئ الى دول الجوار وسبعة ملايين الى النزوح الداخلي وقذف بثلاثة ملايين طفل ليكونوا «جيلاً ضائعاً» من دون تعليم وأكثر من 13 مليوناً (من 18 مليوناً) الى حافة الحاجة الماسة للمساعدات الإنسانية. لكن آلاف السوريين (شباباً وصبايا) لبسوا «قبعات بيضاء» وامتلكت قلوبهم الشجاعة بحثاً عن الحياة داخل البلاد، فأنقذوا 50 ألفاً من الموت.

وفي بلد غرق خلال خمس سنوات في الرعب والإحباط والقتل والموت، يتمسكون بـ «الأخلاق والأمل ويبحثون عن الحياة بين الانقاض»، وفق أحد الأعضاء، الذي يقول إن زملاءه «يهرولون الى دمار غارات والقصف والحرائق، عندما يهرب الآخرون. نريد أن نقف مع الضحايا عندما يشيح العالم بوجهه عن أعظم كارثة إنسانية خلال نصف قرن».

ولأنهم على أهبة الاستعداد الدائم للذهاب الى أي مكان يتعرض للقصف، فإنهم الأكثر عرضة للموت. وحضت رئيس «منظمة أطباء بلا حدود» جوان ليو بعد تعرض أحد المستشفيات التابعة للمنظمة في ريف إدلب على تحييد المؤسسات الطبية والإغاثية، قائلة إن «طبيب عدوي ليس عدوي. ومنقذ عدوي ليس عدوي»، أي ان مرتدي الخوذة البيض غير مقاتلي الخوذة الخضراء العسكرية. لكن واقع الحال غير ذلك. اذ قتل 120 من أصحاب «القبعات البيض» وجرح مئات آخرين كان آخرهم في حي الشعار بعد اسابيع من قتل خمسة في غارة، لم يعرف ما اذا كانت روسية أم سورية، على مركز «الدفاع المدني» في مدينة الأتارب في ريف حلب.

وتقديراً لـ «الدور المهم والشجاع» لثلاثة آلاف شخص، منحهم «المجلس الأطلسي» خلال مؤتمره السنوي في بولونيا «جائزة الحرية» تسلمها صالح نيابة عنهم. كما رشحت جمعيات سورية وأعضاء في الكونغرس الأميركي ومراكز أبحاث أصحاب «القبعات البيض» لنيل جائرة نوبل للسلام لهذا العام، إسوة بمنحها العام الماضي لرباعي الحوار التونسي «تكريماً للشعب التونسي وتتويجاً للمسار الصعب الذي اختاره من أجل الحرية والديموقراطية».

 

اجتماع روسي – إيراني – سوري لصوغ إستراتيجية عسكرية

طهران – محمد صالح صدقيان

لندن، أنقرة، موسكو، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – يُعقد في طهران اليوم اجتماع لوزراء الدفاع الروسي والإيراني والسوري لتنسيق المواقف ووضع إستراتيجية لمواجهة ما سمته طهران «الحرب ضد الإرهاب» وردم الفجوة بين موسكو وطهران بعد تردد أنباء عن تفاهم روسي – أميركي ازاء سورية لا يأخذ في الاعتبار وجهة النظر الإيرانية، في وقت مني تنظيم «داعش» في شمال سورية بنكسات أمام تحالف كردي – عربي بات على مشارف مدينة منبج.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن وزراء الدفاع الروسي سيرغي شويغو والسوري فهد الفريج والإيراني حسين دهقان سيستعرضون في طهران «التطورات في المنطقة ووسائل تعزيز مكافحة الإرهاب». وتعمل هذه الدول الثلاث في إطار غرفة العمليات المشتركة في سورية منذ العام الماضي لمساعدة الجيش النظامي في مواجهة المعارضة السورية. لكن التنسيق الروسي – الأميركي الأخير «ربما أقلق الجانب الإيراني وحليفه السوري حول امكان وجود صفقة سرية بين موسكو وواشنطن في شأن سورية»، وفق مصادر في طهران. وقالت هذه المصادر إن الاجتماع سيحاول تقويم التعاون العسكري الثلاثي في سورية والتطورات الميدانية التي تحصل فيها وآلية مواجهتها. وقال المحلل السياسي الإيراني هادي محمدي القريب من الحرس الثوري إن الولايات المتحدة تبحث عن متغيّر جديد في سورية من دون أن يستبعد وقوفها وراء تحرك عناصر «قوات سورية الديموقراطية» باتجاه مدينة الرقة السورية للمساعدة في تحقيق هذا المتغير، لافتاً إلی أن هذا المتغيّر يمكن أن يساهم في تحريك مفاوضات السلام في جنيف.

وقالت مصادر إيرانية إن غرفة العمليات المشتركة بين إيران وسورية وروسيا والعراق «تبحث في شكل ميداني التطورات علی الأرض لكن اجتماع وزراء الدفاع لهذه الدول يحاول رسم خريطة إستراتيجية لموقفها في المرحلة المقبلة»، مشيرة إلى أن الدعوة وجّهت إلى وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي للمشاركة في الاجتماع لكنه اعتذر عن عدم المشاركة بسبب التطورات علی جبهة الفلوجة.

وبدا تنظيم «داعش»، أمس، على شفا الانهيار في ريف حلب الشمالي تحت ضغط مزدوج من فصائل المعارضة و «قوات سورية الديموقراطية». وأفيد بأن التنظيم أخلى فجأة عدداً من القرى التي سيطر عليها في الأسابيع الماضية بين مدينتي مارع وأعزاز قرب الحدود التركية، ما سمح للمعارضة بإعادة ربط المدينتين اللتين تُعتبران من معاقلها الأساسية في ريف حلب الشمالي. وجاءت هذه الخطوة، كما يبدو، بهدف تعزيز خطوط دفاع التنظيم في وجه «قوات سورية الديموقراطية» التي وصلت إلى منبج، معقل «داعش» في ريف حلب الشمالي الشرقي. وقال الناطق باسم «المجلس العسكري في منبج ان «قوات سورية» على مشارف منبج «لكن بسبب وجود مدنيين في المدينة أردنا أن نتريث في شأن دخولها. نستطيع الدخول إليها وقت ما نشاء. أستطيع أن أقول إن موضوع تحرير منبج أصبح محسوماً».

وأعلن مركز التنسيق الروسي في سورية إن وزارة الدفاع الروسية رصدت تحرك أكثر من 160 عنصراً من «جبهة النصرة» عبر الأراضي التركية لتعزيز «الإرهابيين» في محيط مدينة حلب. لكن إبراهيم كالين الناطق باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان نفى أن تكون تركيا ترسل أسلحة إلى مناطق خاضعة لسيطرة «داعش» في سورية ووصف تقارير بهذا المعني بأنها «خاطئة» و «دعاية روسية»، لافتاً إلى أن «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية لن تدخل بلدة منبج لأنها «ستصعّد التوتر العرقي إن فعلت»، علماً أن تركيا أعربت عن القلق من ربط مناطق الأكراد شمال سورية وقرب حدودها، وقالت إنها تلقت ضمانات بأن الأكراد لن يبقوا مسيطرين على المناطق التي يُطرد منها تنظيم «داعش» غرب الفرات في ريف حلب.

وأضاف كالين في مؤتمر صحافي أن الوضع في حلب يثير قلق أنقرة وأن احتمال وقوع «مذبحة» هناك قد يدفع مئات الآلاف من الأشخاص إلى الهجرة إلى تركيا، في وقت قتل 22 مدنياً على الأقل أمس في غارات للطائرات السورية على الأحياء الشرقية في حلب، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فيما احصت «مؤسسة الدفاع المدني» مقتل «23 شخصاً، بينهم 15 في حي الشعار».

 

تحذير من بدء «داعش» مرحلة «أكثر خطورة»

نيويورك – «الحياة»

حذرت الأمم المتحدة من أن تنظيم «داعش» بدأ «مرحلة جديدة أكثر خطورة» تتسم «بزيادة أخطار الهجمات المعدة في شكل متقن والموجهة مركزياً ضد أهداف مدنية دولية بوتيرة متزايدة».

وكان مقرراً أن يبحث مجلس الأمن مساء أمس، في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي تضمن توصيات منها زيادة الدول الرقابة على انتقال المقاتلين الإرهابيين الأجانب وتبادل المعلومات في شأنهم و «تعزيز الإجراءات القانونية والتشريعية المعنية بالعدالة الجنائية» والمضي في «مكافحة تمويل الإرهاب» وتعزيز مراقبة الحدود والتجنيد عبر الانترنت.

وأشار تقرير الأمين العام إلى أن «داعش» شن في الشهور الستة الأخيرة هجمات في روسيا وألمانيا وإندونيسيا وباكستان وبلجيكا وبنغلاديش وتركيا وفرنسا ولبنان ومصر والولايات المتحدة، أسفرت عن مقتل 500 وجرح المئات، إلى جانب عملياته في سورية والعراق وليبيا واليمن وأفغانستان.

واعتبر أن تكثيف الضغط على التنظيم في سورية والعراق يدفعه إلى «نقل أمواله إلى الجماعات المنتسبة إليه خارج منطقة النزاع»، مشيراً إلى أن القيادة الأساسية للتنظيم «تعاني ضغوطاً مالية» حالياً، ما كشفه خفض رواتب المقاتلين في الرقة 50 في المئة أواخر العام الماضي.

وأضاف التقرير أن مصادر تمويل «داعش» لا تزال تعتمد أساساً على «الضرائب والابتزاز وعائدات تهريب النفط»، على رغم أن بعض الدول أفاد بأن قدرة التنظيم على إنتاج النفط في سورية والعراق «انهارت».

وأكد أن «قرار الحكومة العراقية وقف صرف رواتب الموظفين الذين يعيشون في مناطق سيطرة داعش قطع تدفق الأموال إلى هذه الأراضي، بما يعادل بليوني دولار سنوياً، ما قلّص قدرة التنظيم على فرض الضرائب»، في وقت تراجعت موارده من تجارة النفط بين 30 و50 في المئة.

ولفت إلى أن «ليبيا تحولت إلى مركز تحويل مالي لتنظيم داعش لتمويل الجماعات الإرهابية الأخرى، حيث تدر أعمال التهريب موارد مهمة للتنظيم». وقدرت الأمم المتحدة أن عدد مقاتلي التنظيم يصل إلى 30 ألفاً في سورية والعراق «فيما يستمر تدفق المقاتلين الأجانب على مناطق التنظيم بوثائق سفر مزورة وعبر طرق غير مباشرة».

 

جنود فرنسيون في سورية لتقديم المشورة لفصائل عربية كردية

باريس – أ ف ب

يقدم جنود فرنسيون النصح في سورية لقوات “سورية الديموقراطية” الكردية العربية التي تقاتل تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، وفق ما ذكر مصدر في محيط وزير الدفاع الفرنسي.

وقال المصدر ان “هجوم منبج كان مدعوما بشكل واضح من بعض الدول بينها فرنسا. الدعم هو نفسه بتقديم المشورة”، من دون ان يضيف اي تفاصيل عن عدد الجنود. ولم تكن تفرنسا تعترف من قبل سوى بوجود قوات خاصة، عديدها 150 رجلا، في كردستان العراق.

 

تقدم للمعارضة السورية ضد “داعش” في حلب وزراء الدفاع لروسيا وسوريا وإيران يلتقون اليوم

المصدر: (و ص ف، رويترز)

حقق المناهضون لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في سوريا والعراق نجاحات كبيرة في جبهات عدة، الامر الذي شكل واحدة من أشد مراحل الضغط على التنظيم منذ إعلانه الخلافة قبل سنتين.

وصرّح ناطق باسم تحالف “قوات سوريا الديموقراطية” الذي تدعمه الولايات المتحدة إن قواته على استعداد لدخول مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي بعد أسبوع واحد من حملة تهدف إلى طرد مقاتلي التنظيم من آخر موطئ قدم لهم على الحدود السورية – التركية.

وإلى الغرب قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له إن مقاتلي “داعش” انسحبوا فجأة من قرى قرب بلدة مارع تحت وطأة هجوم مضاد من مقاتلي المعارضة.

وكسر مقاتلو المعارضة حصارا للتنظيم عندما سيطروا على قرية كفر كلبين على الطريق الذي يربط مارع وبلدة أعزاز على مسافة 20 كيلومتراً إلى الشمال الغربي على الحدود مع تركيا. وسبق التقدم بياناً للمعارضة جاء فيه ان هذه وحدت صفوفها.

وعلى مسافة قصيرة إلى الغرب قالت المعارضة التي تقاتل “داعش” والحكومة السورية إن التنظيم انسحب من منطقة قرب الحدود.

 

الفلوجة

وعلى الطرف الآخر للأراضي الخاضعة للتنظيم على مسافة 750 كيلومتراً جنوباً على نهر الفرات، قالت القوات العراقية إنها بدأت تتقدم في مواجهة “داعش” داخل منطقة عمرانية بمدينة الفلوجة معقل التنظيم المتشدد إلى غرب بغداد.

وتحظى الحكومة العراقية بدعم جوي أميركي ومساندة من مسلحين شيعة متحالفين مع إيران خصم واشنطن بالمنطقة.

وأوضحت القوات العراقية أنها بدأت تتقدم في مواجهة “داعش” داخل منطقة مبان بمدينة الفلوجة معقل التنظيم المتشدد غرب من بغداد.

وصرّح الناطق باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعماني: “قواتنا بدأت منذ ساعات الصباح الأولى التقدم في حي الشهداء” بجنوب الفلوجة. وأضاف أن الهدف التالي سيكون وسط الفلوجة.

وتخشى واشنطن خسارة القوات العراقية وتشعر بقلق من دور المسلحين الشيعة الذين انتقد قادتهم رئيس الوزراء حيدر العبادي الأسبوع الماضي لإرجائه التقدم حماية للمدنيين.

وقالت الأمم المتحدة أمس إن ما يصل إلى 90 ألف مدني قد يكونون محاصرين داخل الفلوجة وهو تقريباً ضعفاً التقديرات السابقة.

 

اجتماع روسي – ايراني – سوري

في غضون ذلك، أوردت وكالة الجمهورية الاسلامية الايرانية للانباء “ارنا” ان وزراء الدفاع الروسي الجنرال سيرغي شويغو والسوري العماد فهد جاسم الفريج والايراني الجنرال حسين دهقان سيعقدون اليوم في طهران اجتماعاً للبحث في “مكافحة الارهاب” في الشرق الاوسط.

ولم تذكر الوكالة النزاعين في سوريا والعراق، لكنها قالت إن شويغو والفريج ودهقان سيعرضون “التطورات في المنطقة ووسائل تعزيز مكافحة الارهاب”.

وتدعم روسيا وايران نظام الرئيس السوري بشار الاسد سياسياً ومالياً وعسكرياً في الحرب ضد الجهاديين في سوريا وضد مقاتلي المعارضة المدعومين من دول غربية وعربية.

ويتمركز مستشارون ايرانيون في العراق لمساعدة القوات العراقية على مكافحة الجهاديين.

 

قوات سوريا الديموقراطية” على وشك اقتحام منبج وأنقرة تحذّر من توتر عرقي إذا دخلها مقاتلون أكراد

المصدر: ( و ص ف، رويترز)

تحدث تحالف “قوات سوريا الديموقراطية” الذي تدعمه الولايات المتحدة عن استعداده لدخول مدينة منبج الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في أي وقت، لكنه يتريث بسبب وجود مدنيين.

صرح الناطق باسم المجلس العسكري في منبج شرفان درويش من سوريا بأن “قوات سوريا الديمقراطية” التي تشكل “وحدات حماية الشعب” الكردية طليعتها، على مشارف منبج و”لكن بسبب وجود مدنيين في المدينة… أردنا أن نتريث في دخول المدينة. نستطيع دخولها وقت نشاء… أستطيع أن أقول إن موضوع تحرير منبج أصبح محسوماً”. وأضاف: “عندما يأتي الوقت سوف ندخل إليها طبعاً”. وأشار الى ان “هناك أنباء عن هروب الكثير من عناصر داعش وإخلاء بعض مناطق منبج”.

الى ذلك، قال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له، ان الفصائل المعارضة في ريف حلب الشمالي شنت “هجوما مضاداً على تنظيم الدولة الاسلامية تمكنت خلاله من استعادة قريتي كفر كلبين وكلجبرين” الواقعتين على طريق الامداد الوحيدة هذه للفصائل المعارضة بين مارع واعزاز.

وأوضح ان مقاتلي المعارضة نفذوا هجومين متزامنين من مارع جنوباً واعزاز شمالاً بعد محاولات عدة سابقة باءت بالفشل لاعادة فتح الطريق. وأفاد ان أفراد التنظيم المتطرف “لم يخوضوا اشتباكات عنيفة، بل عمدوا الى الانسحاب، لأنهم يتصدون على جبهات عدة اخرى في شمال سوريا لهجمات” من “قوات سوريا الديموقراطية” في ريف الرقة الشمالي وفي منبج بحلب، ومن قوات النظام في ريف الرقة الجنوبي الغربي.

وكانت مارع، قبل استعادة الفصائل القريتين، بحكم المحاصرة بين “داعش” من ثلاث جهات والمقاتلين الاكراد من الجهة الغربية.

واجبر هجوم “داعش” الآلاف على الفرار الى المنطقة الحدودية مع تركيا شمال مدينة اعزاز، ليضاف هؤلاء الى عشرات الآلاف من النازحين الموجودين أصلاً هناك. وقالت الامم المتحدة إن ثمانية آلاف سوري محاصرون بسبب القتال في المناطق المحيطة بمارع.

ودعما للفصائل المعارضة في معاركها ضد الجهاديين، القى الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في 3 حزيران ذخائر للمقاتلين الذين صدوا محاولات عدة للتنظيم المتطرف لاقتحام مارع.

 

أنقرة

وفي أنقرة، صرح الناطق باسم الرئاسة التركية إبرهيم كالين بأن المزاعم عن إرسال تركيا أسلحة إلى مناطق خاضعة لسيطرة “داعش” في سوريا “خاطئة” و”دعاية روسية”. وأضاف أن الوضع في حلب بسوريا يثير قلق أنقرة وأن احتمال حصول مذبحة هناك قد يدفع مئات الآلاف من الأشخاص إلى الهجرة الى تركيا. وأشار الى أن “وحدات حماية الشعب” لن تدخل منبج لأنها ستزيد التوتر العرقي إن فعلت.

 

موسكو

وفي موسكو، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مركز التنسيق الروسي في سوريا أن وزارة الدفاع الروسية رصدت تحرك أكثر من 160 عنصراً من “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” من تركيا إلى سوريا لتعزيز “الإرهابيين” في محيط مدينة حلب. وقال إن مقاتلي الجبهة عبروا الحدود في شمال محافظة إدلب.

 

غارات للنظام

وقال عبد الرحمن: “قتل 15 مدنيا، عشرة منهم ببرميل متفجر سقط امام مستشفى في حي الشعار، خلال قصف جوي لقوات النظام السوري لاحياء عدة” في الجهة الشرقية من مدينة حلب.

وأعلن في وقت لاحق مقتل سبعة مقاتلين في حي الصاخور جراء القصف الجوي لقوات النظام، لترتفع الحصيلة الى 22 قتيلاً.

وفي حي الشعار، استهدف برميلان متفجران شارعاً مكتظاً بالناس والمحال المتخصصة ببيع قطع الدراجات النارية، وقد سقطا على مسافة 15 متراً من مستشفى البيان. وتوقف المستشفى عن العمل بسبب الاضرار التي لحقت به. ونقل المصابون، وبينهم متطوعان في الدفاع المدني، الى مستشفيات أخرى.

وتظهر صور التقطها مصور “وكالة الصحافة الفرنسية” احدى غرف المستشفى وقد تصدعت اجزاء منها نتيجة قوة القصف.

 

نتنياهو يعتبر مصير الأسد “مسألة ثانوية” ولافروف تحدث عن استعداد إسرائيل لقبول المبادرة العربية

المصدر: (روسيا اليوم)

أفاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه بحث والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلثاء في الوضع في سوريا، واصفاً مصير الرئيس السوري بشار الأسد بأنه مسألة ثانوية، مشيراً إلى أن إسرائيل لا تتدخل فيها.

قال نتنياهو في اجتماع مع ممثلي الطائفة اليهودية في موسكو: “ناقشت ذلك (سوريا) أمس بالطبع مع الرئيس بوتين. والأهم ألا يؤدي ما حصل في النتيجة إلى كارثة جديدة وألا يهدد بلدينا”. وأضاف أن مصير شخصية الرئيس الأسد من وجهة نظره “مسألة ثانوية”، وأن اسرائيل لا تتدخل في هذه المسألة.

وقال أيضاً: “لا أعرف ما إذا كان ممكناً إعادة ذلك “البيض المقلي” الذي حصل الآن في سوريا إلى حاله البدائية “بيض نيء”. وقد انهار عدد من الدول حولنا، وأنظروا إلى ما يجري في سوريا والعراق وليبيا واليمن. وربما كان كل ذلك منظّما بشكل مختلف”.

لافروف

أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي في موسكو بأن نتنياهو أبدى خلال زيارته لموسكو استعداداً لقبول مبادرة السلام العربية من دون أي تعديلات.

وقال: “تعد هذه المبادرة متكاملة، وهي تشمل مجمل العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، بما فيها فلسطين. ولا داعي لإدخال أي تعديلات عليها. وإذا اتفقنا جميعا على أن هذه الوثيقة مقبولة لدى الجميع كأساس جيد لمواصلة المفاوضات، فمن المهم الشروع في وضع تفاصيلها العملية وتسلسل الخطوات من أجل إحراز تقدم نحو التسوية الفلسطينية – الإسرائيلية والعربية – الإسرائيلية”.

ولاحظ أن مبادرة السلام العربية تعد اليوم وثيقة يقبلها الجميع وهم مستعدون للاعتماد عليها كأساس للتسوية. ورأى انه من الضروري اتخاذ إجراءات إضافية للحيلولة دون تصعيد الوضع في الشرق الأوسط. وأوضح أن البحث في اللقاء ونظيره الفلسطيني تناول تردي العلاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وشدد على ضرورة تجاوز هذه النزعة السلبية التي تصب في مصلحة المتطرفين في المنطقة برمتها.

ودعا إلى تكثيف دور لجنة الوسطاء الرباعية المعنية بالتسوية الشرق الأوسطية، وكشف أن روسيا تعمل حالياً مع شركائها في اللجنة على وضع تقرير يتضمن توصيات للحيلولة دون تدهور الوضع، معرباً عن أمله في أن يأتي هذا التقرير بمساهمة مهمة في إنعاش عملية السلام. وقال إن التقرير الذي تعده اللجنة الرباعية حاليا يرمي إلى تجديد وتحديث الأطر القانونية الدولية لتسوية النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي.

وختم: “إننا ندعم من حيث المبدأ أي مبادرات قد تساعدنا في هذه المرحلة الحرجة، عندما نشاهد تدهور الوضع، كي ندفع هذه الظاهرة نحو التهدئة وتهيئة الظروف لمعاودة المفاوضات المباشرة. وانطلاقاً من هذه المهمة، ومن تفهمنا لضرورة تهيئة الظروف لمعاودة المفاوضات، شاركت روسيا في اجتماع باريس الذي انعقد في 3 حزيران”.

 

انشطار أرض «خلافة داعش» في سوريا

عبد الله سليمان علي

للمرة الأولى منذ إعلان «خلافته» يتعرض تنظيم «داعش» في سوريا لتهديد جدي بإمكان انشطار أرض «دولته» إلى قسمين شبه منفصلين، الأول غرب نهر الفرات والثاني شرقه، مع فقدان خطوط الاتصال وطرق الإمدادات بينهما.

وربما هذا الانشطار هو ما يفسر سببَ الانسحابات المتسارعة التي قام بها التنظيم في ريف حلب الشمالي باتجاه منبج، لأن الانسحاب هو المحاولة الوحيدة المجدية للحفاظ على ما يمكنه الحفاظ عليه، أما العناد والبقاء فيعنيان أن «داعش» قرر أن يغامر، ليس بالأرض وحسب بل بالأرض وبكل ما فوقها من عدة وعتاد ومقاتلين، خصوصاً بعدما أصبحت خطوط إمداده الأخيرة التي يمكنه الاعتماد عليها، قاب قوسين أو أدنى من الخطر الكامل.

وحتى قبل خسارة مدينة منبج، التي تستعد «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد) لاقتحامها، ربما خلال الساعات المقبلة، فإن العملية العسكرية الكردية أدّت عملياً إلى قطع التواصل بين الرقة والحدود التركية، كما جعلت خط الإمداد شبه الوحيد من الرقة نحو مناطق سيطرة التنظيم في ريف حلب الشرقي والشمالي هو ذاك الذي يمر عبر مدينة الطبقة. وهنا وجد «داعش» نفسه أمام التقدم السريع وغير المتوقع الذي قام به الجيش السوري على محور أثريا ـ الطبقة، ولم يعد يفصله سوى أقل من 20 كيلومترا قبل أن يصل إلى أوتستراد الرقة ـ حلب. وسيطرة الجيش السوري على هذا الاوتستراد، حتى قبل وصوله إلى مطار الطبقة أو المدينة، سيوجه ضربة قاصمة لخط إمدادات «داعش» الأخير، وستصبح مناطقه الشاسعة في ريفي حلب الشمالي والشرقي معزولة، إلا من بعض الطرق الثانوية التي لا تكفي لتأمين ما تتطلبه جبهات القتال من احتياجات متزايدة.

وكانت «قوات سوريا الديموقراطية» قد استكملت تطويق مدينة منبج، بعدما تمكنت خلال الأيام السابقة من انتزاع السيطرة على عشرات القرى في أريافها الثلاثة، الشمالية والشرقية والجنوبية. وآخر هذه القرى ما سيطرت عليه، أمس، وهي المنكوبة وشويحة الخزناوي. وبالتالي أصبحت مسألة اقتحام المدينة مسألة وقت وحسب.

ولكن متحدثاً باسم «قسد» تذرّع بالمدنيين وحمايتهم لتبرير التريث قبل اقتحام المدينة، رغم تأكيده أن «القوات» قادرة على دخولها وقتما تشاء. وذلك في وقت سارع متحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالين للتحذير من أن «دخول قوات سوريا الديموقراطية إلى منبج سيزيد التوتر العرقي في المنطقة». وكانت أنقرة قد أشارت سابقاً إلى امتلاكها ضمانات أميركية بعدم دخول عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية إلى مناطق غرب الفرات، ووجوب خروجهم منها فور انتهاء المهمة الموكلة إليهم. وهو ما يشير إلى أن المانع دون اقتحام المدينة حتى الآن قد يكون متعلقاً باعتراضات تركيا على نوعية القوة التي ستقوم بالاقتحام، وضمان عدم بقاء المقاتلين الأكراد داخل المدينة بعد السيطرة عليها.

وقد عادت إلى الحياة مجدداً بعد غياب طويل، بعضُ الهياكل الاجتماعية والسياسية المدعومة تركياً، ولكنها توقفت عن العمل في منبج منذ عامين، لتعود أمس وتصدر بيانات شجب واستنكار وتصف العملية الكردية بأنها «احتلال». ومع ذلك فمن المتوقع أن تبدأ عملية اقتحام المدينة بأي وقت، بغض النظر عن الموقف التركي.

من الجهة الأخرى، استمر تقدم الجيش السوري على محور أثريا ـ الطبقة، وأصبح بعد سيطرته على قرية خربة زيدان يبعد عن مفرق الطبقة حوالي خمسة كيلومترات، وعن مطار الطبقة أقل من 20 كيلومتراً. ولا يحتاج الجيش للسيطرة على المطار أو المدينة لقطع خط إمداد «داعش»، إذ بمجرد وصوله إلى أوتوستراد الرقة ـ حلب يكون الخط قد انقطع تلقائياً، وبالتالي تصبح مناطق سيطرة التنظيم في ريفي حلب الشمالي والشرقي، والتي تعادل تقريباً مساحة محافظة إدلب، معزولة ومنفصلة عن مناطق سيطرته الواقعة إلى الغرب من نهر الفرات.

هذا الواقع، على ما يبدو، فرض على تنظيم «داعش» اتخاذ قرارات سريعة ومصيرية، لأنه لا يستطيع المخاطرة بحصار عدد كبير من مقاتليه، خصوصاً أن المؤشرات خلال اليومين الماضيين دلت على وجود تسوية كبيرة بين بعض الدول لإيجاد حل لمدينتي مارع وإعزاز، وإبعاد خطر التنظيم عنهما. لذلك لم يكن أمام «داعش» سوى الانسحاب من قرى ريف حلب الشمالي، مثل كفركلبين وكلجبرين، ما يعني فك الحصار عن مدينة مارع التي هاجمها التنظيم سابقاً بكثير من المفخخات من دون أن يتمكن من اقتحامها. كما انسحب من قرى جارز، يحمول، بريشة، كوبري، يني يابان، غزل، لتحل محله الفصائل المسلحة وعلى رأسها «لواء المعتصم».

وقد كان لافتاً أن الفصائل «الثورية» في مدينة مارع اتخذت قراراً مفاجئاً بعد منتصف ليل أمس الأول يقضي بالاندماج في ما بينها، تحت مسمى أكثر هذه الفصائل شهرة ودعماً من قبل الولايات المتحدة، وهو «لواء المعتصم». وجاء ذلك بعد ساعات من تأكيد ممثلين عن بعض مؤسسات الإغاثة أن هذه المؤسسات ستستأنف عملها أمس، بعد توقف دام لأكثر من أسبوعين، كما جاء بعد قيام طائرات التحالف بإلقاء مساعدات عسكرية فوق مارع، وبعد أيام أيضاً من انقضاض «الجبهة الشامية» على التشكيل الجديد الذي اتخذ لنفسه اسم «ألوية النصر»، حيث تم اعتقال قائده أحمد الفتوح بتهمة التعامل مع روسيا. فكان واضحاً أن ثمة قراراً بإنهاء حالة حصار مارع قبل اجتياح مدينة منبج للحفاظ على الحد الأدنى من التوازنات بين بعض الأطراف الإقليمية المعنية.

 

العبدة: روسيا تعمل على فرض حل سياسي على مقاس بشار الأسد

أنقرة – الأناضول – اتهم رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أنس العبدة، روسيا بالعمل على إلحاق الهزيمة بالثورة السورية، وفرض حل سياسي على مقاس نظام بشار الأسد.

 

واعتبر العبدة أن “عدم جدية النظام في مفاوضات جنيف الأخيرة(انطلقت أواخر كانون ثان/ يناير الماضي)، أثبتت أن روسيا باعتبارها راع للعملية السياسية في سوريا إلى جانب الولايات المتحدة، لم تقم بالدور المنوط بها والمتمثل في ممارسة الضغط على نظام الأسد”.

 

وتابع قائلاً “دائما ما يقول الروس إن هامش المناورة لديهم ضيق فيما يتعلق بالضغط على النظام وهذا يقولونه علناً ومع الدبلوماسيين، وهم يقولون بذلك إما لكي لا يحدثوا مستوى عال من التوقعات، أو أنهم لا يملكون إرادة حقيقة فيما يتعلق بالانتقال السياسي”.

 

واستطرد “ربما يكون هناك تصور لدى روسيا يتضمن إنشاء حكومة وحدة وطنية، والإبقاء على النظام، بل وحتى السماح للأسد بالترشح مرة أخرى للرئاسة، وهذا أبعد ما يكون عن الحد الأدنى للعملية السياسية”.

 

واعتبر العبدة محاولات روسيا إدراج فصيلي “أحرار الشام” و”جيش الإسلام” المعارضين، على قوائم الإرهاب “محاولات يائسة القصد من ورائها تمييع وهزيمة الثورة السورية”.

 

ولفت أن “موقف المعارضة السورية، ومجموعة أصدقاء سوريا(مجموعة اتصال دوليّة تدعم الثورة السورية ضد نظام الأسد، تتكون من 70 بلداً، عقدت أول مؤتمر لها عام 2012)، كان واضحاً، ويعتبر الفصيلين المذكورين، من الفصائل المقاتلة المعتدلة ويشكلان أحد أهم أسس الثورة ولا يمكن الحديث عن حل سياسي بدونهما”.

 

وفيما يتعلق بعملية التفاوض بين النظام والمعارضة قال العبدة إنهم “لم يتسلموا من جانب النظام أية وثيقة بخصوص الحل السياسي، وأن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لم يبلغهم بأي تفاصيل بشأن المقترحات المقدمة من النظام (في حال وجودها)، مشيراً الى أن المعارضة السورية تدرس حالياً تقديم تفاصيل رؤيتها للمرحلة الانتقالية وبعد إقرارها من الهيئة العليا للمفاوضات سيتم تقديمها لدي ميستورا”.

 

وذكر أن المعارضة مستعدة للذهاب لجولة جديدة من المفاوضات “في حال شعرت بوجود جدية من المجتمع الدولي”، موضحاً أنه من المزمع أن تنعقد جولة مباحثات تقنية قريبة إلا أن النظام يتهرب منها لأنه لا يريد أن يخوض في تفاصيل الحل السياسي.

 

وطالب العبدة المجتمع الدولي بتوضيح الأمور، والإشارة صراحة للطرف الذي يعيق المسار السياسي، والآخر الذي يقدم أفكاراً إيجابية، على حد تعبيره.

 

وأعرب عن اعتقاده بعدم إمكانية توسيع الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة في الوقت الراهن، إلا ذلك ممكن في الوفد التفاوضي حيث يمكن ضم أطراف جديدة إليه في حال وافقت تلك الأطراف على أسس بيان مؤتمر الرياض التي انبثقت عنه الهيئة العليا للمفاوضات.

 

وبخصوص المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، ذكر العبدة أن الأمم المتحدة تنتظر موافقة النظام لإلقاء المساعدات جواً لتلك المناطق، وقال “لكن لو كانت لدى النظام نية لذلك، لسمح بدخول المساعدات براً”.

 

واعبتر أن “العوائق التقنية التي تقول الأمم المتحدة إنها تواجهها بهذا الخصوص يمكن التغلب عليها بسهولة”، دون أو يوضح طريقة ذلك.

 

وأفاد أن “تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى وجود نحو 700 ألف سوري محاصرين في 28 منطقة، إلا أن تقديرات الائتلاف تفيد بوجود نحو مليون شخص بحاجة لمساعدات عاجلة”.

 

وشدّد المعارض السوري، على أن “الملف الإنساني غير قابل للتفاوض وهو بين النظام والمجتمع الدولي، ونحن نراقب وإذا حدث تحسن يمكن وقتها الحديث عن الانتقال السياسي”.

 

وأوضح رئيس الائتلاف أنهم تواصلوا مع الجانب الأمريكي، عقب تناقل وسائل الإعلام أنباءً عن وجود اتفاق أمريكي روسي على دستور جديد لسوريا، مشيراً أن المسؤولين الأمريكيين نفوا وجود مثل هذا الاتفاق، مؤكداً أن الدستور “هو عقد اجتماعي وهناك آليات واضحة لكتابة الدستور ولن تتم إلا عبر الشعب السوري”.

 

قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على 75 قرية ومزرعة وتقترب من مدينة منبج

القاهرة – د ب أ – أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس، بأن قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على 75 قرية ومزرعة وتقترب أكثر من مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي.

 

وقال المرصد في بيان، إن المعارك العنيفة لا تزال مستمرة بين قوات سوريا الديمقراطية من طرف، وتنظيم “الدولة الإسلامية” من طرف آخر، في محيط مدينة منبج ومشارفها، حيث تحاول قوات سوريا الديمقراطية إطباق الحصار والوصول إلى أطراف المدينة من الجهات الثلاث الشرقية والشمالية والجنوبية.

 

وأشار المرصد إلى أن هذه القوات سيطرت خلال الساعات الماضية على عدد من القرى في شرق وشمال شرق المدينة، محققة تقدماً أكبر من هذا المحور، ليرتفع إلى 75 على الأقل عدد القرى والمزارع التي سيطرت عليها قوات سورية الديمقراطية خلال هجومها منذ 31 شهر أيار / مايو الماضي من العام الجاري.

 

وقال المرصد إن الاشتباكات العنيفة ترافقت مع تحليق مستمر لطائرات التحالف الدولي وتنفيذها لضربات استهدفت مواقع لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وقرى أخرى لا يزال يسيطر عليها التنظيم، ومنها قرية الشبالي الواقعة حوالي 10 كلم إلى جنوب غرب مدينة منبج، ما أسفر عن مقتل سيدة و4 من أطفالها وإصابة زوجها بجراح، ليرتفع إلى 30 بينهم 11 طفلاً و4 مواطنات عدد المواطنين المدنيين الذين قتلتهم طائرات التحالف الدولي منذ بدء العملية.

 

المعارضة السورية تفتح طريق اعزاز ومارع بعد طرد تنظيم «الدولة» وقوات مدعومة أمريكيا تستعد لدخول منبج وتركيا تهدد بضربها

22 قتيلا في غارات للنظام على حلب

عواصم ـ «القدس العربي» من إسماعيل جمال: أعادت الفصائل المعارضة أمس فتح طريق بين معقلين لها في محافظة حلب شمال سوريا، بعد هجوم مضاد شنته ضد تنظيم «الدولة»، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما قال متحدث إن قوات سورية مدعومة أمريكيا على استعداد لدخول مدينة منبج الخاضعة لسيطرة تنظيم «الدولة» وقتما تشاء لكنها تتريث بسبب وجود مدنيين.

وكان تنظيم «الدولة» سيطر في هجوم مفاجئ نفذه في 27 أيار/ مايو على خمس قرى في ريف حلب الشمالي، بينها كفر كلبين وكلجبرين، ما أدى إلى قطع طريق تصل مارع، أحد معاقل مقاتلي المعارضة في اعزاز، المعقل الآخر القريب من الحدود التركية.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن الفصائل المعارضة في ريف حلب الشمالي شنت «هجوما مضادا ضد تنظيم «الدولة» تمكنت من خلاله من استعادة قريتي كفر كلبين وكلجبرين» الواقعتين على طريق الإمداد الوحيدة هذه للفصائل المعارضة بين مارع واعزاز.

وأوضح أن مقاتلي المعارضة نفذوا هجومين متزامنين من مارع جنوبا واعزاز شمالا بعد محاولات عدة سابقة باءت بالفشل لإعادة فتح الطريق.

وقال إن عناصر تنظيم «الدولة»، «لم يخوضوا اشتباكات عنيفة، بل عمدوا إلى الانسحاب، كونهم يتصدون على جبهات عدة أخرى في شمال سوريا لهجمات» من قوات سوريا الديمقراطية في ريف الرقة الشمالي وفي مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، ومن قوات النظام في ريف الرقة الجنوبي الغربي.

وقال شرفان درويش المتحدث باسم تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» من سوريا إن تلك القوات على مشارف منبج «لكن بسبب وجود مدنيين في المدينة.. أردنا أن نتريث بشأن دخول المدينة. نستطيع الدخول إليها وقتما نشاء».

وأضاف «عندما يأتي الوقت سوف ندخل إليها طبعا. هناك أنباء عن هروب الكثير من عناصر (الدولة الإسلامية) داعش وإخلاء بعض مناطق منبج».

وهددت تركيا، بضرب الوحدات الكردية التي تتقدم بشكل سريع داخل مدينة منبج السورية التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة» بدعم جوي وبري أمريكي.

ونقلت صحيفة «حرييت» التركية عن مصادر رسمية قولها، إن تركيا أوصلت تهديداً واضحاً للولايات المتحدة وقوات «سوريا الديمقراطية» بأنها ستقوم بضرب الوحدات الكردية في حال اقترابها من الحدود التركية لمسافة تصل إلى 15 كيلومترا.

وتخشى أنقرة وصول الوحدات الكردية لمدينتي أعزاز وجرابلس على حدودها، حيث تعتبر وحدات حماية الشعب امتداداً لحزب العمال الكردستاني المصنف «إرهابياً»، وتخوض ضده حرباً واسعة منذ أشهر، واتهمته بتنفيذ هجومين داميين الثلاثاء والأربعاء في إسطنبول وماردين.

وسبق لتركيا أن ضربت بشكل مكثف بالصواريخ الموجهة وقذائف المدفعية الوحدات الكردية التي سيطرت على قاعدة مينغ الجوية في ريف مدينة أعزاز شمال سوريا، حيث تعتبر أنقرة أن عبور وحدات حماية الشعب الكردية السورية إلى غرب نهر الفرات «خط أحمر» بالنسبة لها.

وقتل 22 شخصا على الأقل أمس بينهم 15 مدنيا في قصف جوي لقوات النظام السوري استهدف أحياء سكنية وسوقا مكتظة تبعد بضعة أمتار عن أحد مستشفيات الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة في مدينة حلب.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن «قتل 15 مدنيا، عشرة منهم في برميل متفجر سقط أمام مستشفى في حي الشعار، خلال قصف جوي لقوات النظام السوري على أحياء عدة» في الجهة الشرقية من مدينة حلب في شمال سوريا.

وأفاد في وقت لاحق عن مقتل سبعة مقاتلين في حي الصاخور جراء القصف الجوي لقوات النظام، لترتفع الحصيلة بذلك إلى 22 شخصا.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «قتل 15 مدنيا، عشرة منهم في برميل متفجر سقط أمام مستشفى في حي الشعار، خلال قصف جوي لقوات النظام السوري على أحياء عدة في حلب».

وأحصى الدفاع المدني التابع للمعارضة في المدينة من جهته مقتل «23 شخصا، بينهم 15 في حي الشعار».

وأفاد المرصد بأن طفلين هما في عداد القتلى في حي المرجة، مشيرا الى ان عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى بينهم حالات خطرة.

وسقط برميلين متفجرين في شارع مكتظ على بعد 15 مترا من مستشفى البيان في حي الشعار، ما أدى إلى تضرر واجهته.

وبسبب القصف، توقف المستشفى عن العمل، وتم نقل المصابين، وبينهم متطوعان في الدفاع المدني، إلى مستشفيات أخرى.

 

في مخيم اليرموك بدمشق… قد يدفع المرء حياته للحصول على كسرة خبز

بيروت ـ من جون ديفيسون ـ يعتمد الفلسطينيون المقيمون بمخيم اليرموك للاجئين في جنوب دمشق على المساعدات الغذائية للعيش في الحرب الأهلية التي تعصف بسوريا. لكن الوصول إلى تلك المساعدات قد يكلف المرء حياته.

 

ففي ظل القتال بين تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا من أجل السيطرة على المخيم عجزت الأمم المتحدة منذ أكثر من عام عن إيصال المساعدات وتوفرها بدلا من ذلك في مناطق مجاورة.

 

في الرحلة إلى نقطة الحصول على المساعدات لا تتوفر للسكان في بعض المناطق أي حماية من رصاص القناصة إلا قطع قماش سميك تتدلى بين المباني. ولا ينجح القناصة عادة في التمييز بين المقاتلين وغيرهم.

 

وبعد أن يجتاز سكان المخيم هذا التحدي يتعين عليهم عبور نقطة تفتيش أقامتها الدولة الإسلامية. وتسيطر نقطة التفتيش تلك على الطريق الواصل إلى بلدة يلدا المجاورة حيث تتولى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ومنظمات أخرى تسليم المساعدات حينما يتسنى لها ذلك.

 

ووصف ساكن يطلق على نفسه اسم محمود- رغم تأكيده أن ذلك اسم مستعار يستخدمه خوفا من بطش المتشددين- في حوار عبر الإنترنت كيف يقوم بهذه الرحلة ثلاث مرات أسبوعيا.

 

وأضاف الشاب البالغ من العمر 22 عاما لرويترز “أخرج من منزلي وأجد نقطة تفتيش على بعد كيلومتر تقريبا. أغلب الشوارع في المخيم تقع في مرمى نيران القناصة.. من الجانبين. يكون علي أن أحذر منهم. يمكنني الركض في بعض الشوارع ولا يسعني في البعض الآخر سوى السير”.

 

فر عشرات الآلاف من المخيم منذ اندلاع الحرب لكن مئات السكان لا يزال يملكون جرأة القيام بنفس الرحلة.

 

وشيد مخيم اليرموك قبل عشرات السنوات كواحد من مخيمات كثيرة أقيمت في المنطقة بعد الحرب بين العرب وإسرائيل في 1948 من أجل إيواء الفلسطينيين الذين فروا أو طردوا من منازلهم. واليوم يكاد مخيم اليرموك يضيق بساكنيه من اللاجئين الأصليين ناهيك عن بعض السوريين الذين شردتهم الحرب فسكنوا بالمخيم.

 

وقصف مخيم اليرموك وحوصر وعزل عن العالم الخارجي منذ بدايات الصراع متعدد الأطراف الذي يعيش الآن عامه السادس. واقتتلت القوات الحكومية ومعارضون مسلحون ومتشددون إسلاميون من أجل السيطرة على المخيم الذي يقع على بعد كيلومترات قليلة من قلب دمشق.

أرض فضاء

 

دخل مقاتلو الدولة الإسلامية المخيم الذي يعج بالبنايات في أبريل نيسان من العام الماضي بفضل مساعدة من جبهة النصرة في موقف تعاون نادر بين الفصيلين الخصمين. وسيطرت الدولة الإسلامية وقتها على غالبية المخيم.

 

وبعدها رفع الطرفان- الدولة الإسلامية وجبهة النصرة- السلاح كل في وجه الآخر وأتت المعارك في الأسابيع الأخيرة على عدد لا يحصى مما تبقى من مساكن المخيم في ظل محاولة الدولة الإسلامية على انتزاع مناطق تسيطر عليها جبهة النصرة.

 

وقال محمود “ساءت الأوضاع بشدة في الفترة الأخيرة. هذا قتال يدور داخل المخيم فقط.. ولا يمتد لمنطقة أخرى.. يتركز هنا فقط”.

 

وأضاف أن المقاتلين يستهدفون المنازل ويحرقونها ولو كان بداخلها سكان بغرض عرقلة تقدم الطرف الآخر.

 

وفي الناحية الأخرى من شريط داخل أرض فضاء متاخمة لمنطقة سيطرة الدولة الإسلامية هناك مقاتلون تحت راية الجيش السوري الحر يسيطرون على بلدة يلدا.

 

وقال يوسف وهو كغيره من سكان مخيم اليرموك الذين تحدثوا لرويترز قدم نفسه باسم مستعار “تتوقف مدى خطورة الطريق إلى يلدا على سخونة المعارك هناك. في الفترة الأخيرة يتعين على من يسكنون في مناطق القتال الاحتماء بقطع قماش سميكة أو بالأرصفة أسفل البنايات.”

 

وقال يوسف “يوم الخميس الماضي أصيب أحد الأشخاص برصاصة قناص”.

 

وقال ساكن آخر قدم نفسه باسم محمد وعمره 30 عاما “إذا رغب أحدهم في مغادرة منزله للحصول على بعض الماء فقد لا يعود”.

 

وأضاف محمد الذي اشتغل قبل أحداث العنف الأخيرة بيع الأطعمة من كشك في الشارع “قد يدفع المرء حياته ثمنا للحصول على كسرة خبز أو بعض الطعام”.

إمدادات متواضعة

 

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الدولة الإسلامية تسيطر على ثلثي مساحة مخيم اليرموك تقريبا وتسعى لانتزاع بقيته من يدي جبهة النصرة منذ أبريل نيسان. وأضاف المرصد أن مدنيين كثر قد قتلوا خلال الأسابيع الماضية.

 

ولا يخاطر كثيرون بالخروج للشارع. وقال أبو أنس وهو عامل سابق “كثير من الناس يكتفون بالجلوس في منازلهم.. نحن عالقون هنا وعالقون في المخيم”.

 

وأضاف “الماء قليل جدا والوقود قليل. نحصل على المساعدات بالأساس من الأونروا.. لا نحصل على الكثير لكنهم أملنا الرئيسي.. كل 20 يوما نحصل على حزمة تكفي بالكاد عائلة واحدة”.

 

وقال إن هذه الحزمة تتكون من 4 كيلوجرامات من العدس و5 كيلوجرامات من السكر وكيلوجرام من المعكرونة وعلب طماطم.

 

وقد يتسبب القتال في إغلاق نقطة التفتيش لأيام. لكن إذا تسنى للسكان العبور يصبح بمقدور محمد ويوسف وغيرهما شراء أشياء أخرى يمكنهم دفع ثمنها من أكشاك صغيرة في يلدا قبل العودة.

 

وحتى الحصول على مساعدات فإن قطع الكيلومترات القليلة من دمشق إلى يلدا مرورا بمناطق تسيطر عليها الحكومة وأخرى تسيطر عليها المعارضة يتطلب حديثا مضنيا مع السلطات المحلية ووجهاء وقادة من طرفي الصراع.

 

وقال كريس جانيس المتحدث باسم الأونروا “حين سمح لنا بالوصول إلى يلدا لأول مرة.. ولمجرد الوصول إلى هناك كان على الأمم المتحدة التفاوض على 17 اتفاقا منفصلا.” وعلى مدى شهر على الأقل بدءا من أبريل نيسان تعجز الأونروا حتى عن الوصول إلى يلدا وحذرت من أن السكان يواجهون خطر المجاعة إن لم تستأنف المساعدات.

 

وقال جانيس “داخل اليرموك دأبت القوات المتحاربة على استخدام ذخائر كبيرة دون تمييز. من غير المقبول على الإطلاق أن يجد أناس تساعدهم الأمم المتحدة في القرن الحادي والعشرين أنفسهم في هذا الوضع في عاصمة بلد عضو بالأمم المتحدة”.

8

هجرة

في ظل الانقطاع المتكرر للكهرباء والماء يلجأ الناس لاستخدام المولدات وشرب ماء يباع على ظهر شاحنات يقول السكان إنها تسلك طريقا مختلفا من أجل الوصول. وقال يوسف إن الماء الذي يستخرج من آبار بعيدة ملوث ولا يمكن استخدامه إلا للاستحمام.

 

وبين آلاف ممن نزحوا في موجة هجرة من مخيم اليرموك بحث البعض عن ملجأ داخل سوريا بينما قصد آخرون دولا مجاورة أو أوروبية.

 

وقال عامل إغاثة في مؤسسة جفرا التي ترصد أوضاع حقوق الإنسان في المخيمات الفلسطينية بسوريا إن المئات تركوا المخيم خلال الأسابيع الماضية فقط.

 

وكان عدد الفلسطينيين من ساكني المخيم قبل الحرب 160 ألفا مقابل ثلاثة إلى ستة آلاف فقط في الوقت الحالي. وقال عامل الإغاثة إن عددا مماثلا تقريبا للنازحين من المخيم يعيش في يلدا.

 

وقال محمود الذي أفاد بمقتل والدته في قصف للقوات الحكومية قبل ثلاث سنوات إنه سيبقى في المخيم.

 

وأضاف “بيتي هنا وأبي يعيش هنا. حين أذهب إلى يلدا أشعر أني نازح. اليرموك مخيمي.. لن أتركه أبدا”.(رويترز)

 

جنبلاط مفنّداً «إنجازات» حاكم دمشق في محاربة الإرهاب: 10 ملايين مهجّر في الداخل و5 ملايين في الخارج و3 ملايين قتيل وجريح

بيروت ـ «القدس العربي»: في رد جديد على الرئيس السوري بشار الاسد بعد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، غرّد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط عبر حسابه على «تويتر» مفنّداً «إنجازات» الأسد كما يلي «منذ 2011 لم يتغيّر حرف في كلام حاكم دمشق، إنه يحارب الإرهاب، أما الكلفة: 10 ملايين مهجر من شعب سوريا في الداخل و 5 ملايين مهجر سوري في الخارج وربما اكثر. 3 ملايين سوري بين قتيل وجريح و400 ألف معتقل وعشرات الآلاف من المفقودين، مدن وقرى مدمرة بالمئات لا تحصى وحوالي 300 مليار دولار خسائر».

وختم «هذا هو التقدير الاولي وخطاب آخر أمام حشد من المصفقين».

 

قائد عسكري من المعارضة السورية المسلحة: رمضان سيشهد الانتصارات… وتقدم الثوار في حلب خير دليل

هبة محمد

حلب ـ «القدس العربي»: صرح القـائد العسـكري للفوج الأول نجيب الشيخ لـ «القدس العربي»، عن ظـروف المعارك التي تخوضها كتائب الثوار ضمن الحـرب التي تشـهدها حـلب شمال سوريا، وتوعد القيادي بأن يشـهد شهر رمضان انتصارات عدة برغم الحشد والتجيـيش الذي يقوم به النظام السوري وحكومة طهران لانتزاع السيطرة على المناطق التابعة لسيطرة المعارضة المسـلحة.

وقال القائد العسكري نجيب الشيخ: تتولى غرفة عمليات «فتح حلب» منذ أشهر عدة تنسيق العمل العسكري، كما تولت غرفة عمليات جيش الفتح المعارك في ريف حلب الجنوبي، وهناك حد مقبول من التنسيق بين جميع التشكيلات العاملة على الأرض.

وأضاف المتحدث العسكري شارحاً عن قدرات الثوار والخطط العسكرية فقال: «دائماً كان لدى الثوار القدرة على المفاجأة والمباغتة، حيث يتم رسم الخطط العسكرية داخل مراكز القرار، ولا تطرح على الإعلام إلا عندما تتحول إلى واقع على الأرض، لنضمن بذلك عنصر المفاجأة والتمكن من تحقيق الهدف». وأردف «شهر رمضان سيكون بالنسبة للثوار شهر النصر كما كان في السنوات الخمس الفائتة، فقد بدأت معارك عدة ابتداء من الجنوب السوري وحتى الشمال، ففي القنيطرة أعلن الثوار عن معركة «لبيك يا داريا» وفي مدينة داريا المحاصرة أثبت الثوار قدرتهم على حماية المدينة، أما في حلب والتي تشهد قتالاً منذ أكثر من ثلاث سنوات، فقد أثبت ثوارها قدرتهم على الصمود وكانت معارك الريف الجنوبي وتقدم الثوار فيها خير مثال على ذلك».

وذهب أبو مالك القائد الميداني من جبهات ريف حلب الجنوبي في تصريح لـ «القدس العربي» إلى أن كتائب الثوار تعتمد ومنذ بداية الثورة على ما يغتنمونه من معاركهم مع نظام بشار الأسد والميليشيات التي تقود المعارك هناك، ومؤخراً باتوا يعتمدون على ما يصنعونه يدوياً، مضيفاً «لا تعويل على أي دعم لأنه لو تم تقديم دعم كاف منذ البداية لسقط النظام، والتعويل الحقيقي على صمود الثوار وصمود أهلنا».

وأضاف متحدثاً عن رمزية حلب والأسباب التي تجعل النظام السوري والإيراني والروسي يستشرس بهدف السيطرة عليها فقال: تعتبر حلب ثاني أكبر مدينة من حيث عدد السكان، وأهم المدن الصناعية والتجارية، فلذلك تعتبر حساسة بالنسبة للنظام السوري والروسي، كما أن وجود الآلاف من الطائفة الشيعية في الضـواحي التـابعة لهـا جعـلها مهـمة بالنسبة لإيـران، ووجودها على الحدود التركية جعل ما يحـدث فيها هاجساً للأتراك ولذلك تحظى باهتمام مختـلف عن بـاقي المنـاطق.

 

الخارجية الأمريكية تنتقد خطاب الأسد وتطالب روسيا بالضغط على من حوله لوقف تدمير «الهدنة» كلياً والسماح بدخول المساعدات للمحاصرين

تمام البرازي

واشنطن ـ «القدس العربي»: وجهت الخارجية الأمريكية انتقادات حادة لما قاله الاسد في خطابه الأخير، وقال مارك تونر نائب الناطق باسم الخارجية الأمريكية «ان خطاب الأسد الأخير كان مثل خطاباته القديمة وكرر ما قاله مراراً في الماضي وكنا نتمنى ان يعترف بدوره في مجازر سوريا وان يتعهد بالاستقالة وتحقيق الانتقال السياسي، ولسوء الحظ لم يقل ذلك. بل أصر على القول إنه لن يتراجع أو يتنحى جانباً ويستمر في قتاله، ولم يعترف بدوره في خلق الظروف التي تسود في سورية اليوم، حيث قدر تنظيم «الدولة» لأن يؤسس نفسه، كما انه حاصر جزءًا من شعبه ومنع عنهم المساعدات الإنسانية. ان هذه حقائق خلقها الاسد بمفرده. ولنظام الأسد السلطة ان يلاحق تنظيمي «جبهة النصرة» و»الدولة» وليس التنظيمات المشتركة في وقف الأعمال العدائية».

وأضاف تونر «نعتقد أن روسيا وإيران يمكنهما أن تناشدا بعض رجالات النظام الذين لهم نفوذ على الأسد ليكف عن القيام بمحاولته لإسقاط وقف الأعمال العدائية كلياً والعملية السلمية، ونرفض اتهامات الاسد بأن تركيا ارسلت آلاف المقاتلين الأجانب مؤخراً إلى حلب».

وحول اعتبار الاسد لمجلس الشعب انه منتخب شرعياً مما يعطيه الشرعية أشار تونر «لقد اعتبرنا عندما دعا إلى انتخابات لمجلس الشعب في ظل الظروف القائمة وفي ظل استمرار قيام النظام بهجمات ضد المدنيين الذي يدعي انه يمثلهم امراً فارغاً، وان أكثر من نصف مواطنيه اما نازحون داخل البلاد أو مهجرون خارجها وهذا يشكك في نزاهة اي نوع من الانتخابات، ورفض الناطق التعليق حول تقدم قوات النظام في الرقة ولكن اعتبر تحرير النظام لها مثلما حدث في تدمر انه وضع افضل نسبياً من سيطرة تنظيم الدولة عليها ولكن ليس أفضل كثيراً».

وحول الافتتاحية التي نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» وانتقدت بشدة سياسة الإدارة الامريكية حول المساعدات الإنسانية لسورية وانتقدت وزير الخارجية كيري نفسه؟

قال تونر «ان الصعوبات التي يواجهها المجتمع الدولي في ايصال المساعدات للمناطق المحاصرة غير مقبول، ولقد ضغط المجتمع الدولي على النظام بالسماح بدخول المساعدات لكل المناطق المحاصرة، ونتوقع ان يوافق النظام على طلب الأمم المتحدة ادخال المساعدات للمناطق المحاصرة عن طريق الجو أو البر وما زلنا نفضل البر، وسنظل نضغط على النظام للاستجابة لمطالب الأمم المتحدة. ونعترف أنه لم نصل إلى كل المناطق المحاصرة ولكن نجحنا في إيصال المساعدات لحوالي 700 الف محاصر سوري منذ تحقيق وقف الأعمال العدائية، ولم يكن أمراً كاملاً ولكن افضل مما كان عليه في السابق وسنظل نضغط على النظام، وهذا الأمر ليس مسؤولية الولايات المتحدة فقط بل كل اعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا في اجتماع فيينا الأخير بما فيها روسيا وايران والتي قررت انه يجب ان تدخل المساعدات الإنسانية لكل المناطق المحاصرة في سوريا، ونحن مستمرون في ممارسة الضغوط والبحث عن الخيارات ويقوم برنامج الغذاء العالمي بذلك، ونتوقع ان تضغط روسيا وايران على النظام للقبول بإدخال المساعدات لأربع مناطق محاصرة على رأسها داريا».

وحول قبول 10 آلاف لاجئ سوري بحلول تشرين الأول/ اكتوبر المقبل ولم يقبل حتى الآن سوى 2500 لاجئ سوري، قال تونر «إننا مازلنا ملتزمين بخطة الرئيس أوباما بقبول 10 آلاف لاجئ سوري من اصل 85 ألفاً من كل انحاء العالم، وانه حتى 25 أيار/مايو قبلنا 2500 لاجئ سوري ونتوقع زيادة هذا الرقم في الصيف وسنصل إلى الـ10 آلاف لاجئ سوري في الموعد المحدد».

 

قوات سورية الديمقراطية” على مشارف منبج: دعم أميركي وفرنسي

أنس الكردي

واصلت “قوات سورية الديمقراطية” تقدّمها في مدينة منبج بريف حلب الشرقي والخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، لتسيطر على آخر الطرق الرئيسية المؤدية إلى المدينة، فيما اتخذت المعركة طابعاً دولياً على الأرض، مع إعلان باريس وجود جنود فرنسيين يقدّمون الدعم لهذه القوات، وأكدت مصادر “العربي الجديد” هذه الأنباء.

وذكر الصحافي عدنان الحسين المتواجد على الحدود السورية التركية لـ”العربي الجديد” أن “قوات سورية الديمقراطية تقدّمت من جهة الجنوب الغربي وسيطرت على قرية الشيخ طباش، وباتت على مسافة 2 كيلومتر من المدينة قرب الطريق الدولي حلب منبج، فيما سيطرت من جهة الشمال على قرية شويحة، واحتفظت بالمواقع التي تقدّمت فيها من جهة الشرق في قرى الهدهد والياسطي”.

 

من جانبه، أعلن المتحدث الرسمي باسم “قوات سورية الديمقراطية” شرفان درويش أن “طريق منبج حلب بات تحت سيطرة قوات المجلس العسكري لمنبج”، ما يعني أن هذه القوات قد سيطرت على آخر طريق رئيسي يؤدي إلى المدينة.

 

في السياق نفسه، ذكرت “تنسيقية شباب منبج” أن “طيران التحالف استهدف المشفى الوطني غربي مدينة منبج، فيما تسبب قصف التحالف على قرية الشبالي إلى وفاة عائلة مكونة من ستة أشخاص”.

 

إلى ذلك، كشف مصدر مقرب من وزير الدفاع الفرنسي أن جنوداً فرنسيين يقدمون المشورة لقوات “سورية الديمقراطية” في سورية، لتنضم بذلك إلى القوات الأميركية المتواجدة في سورية.

 

وصرح هذا المصدر أن “هجوم منبج كان مدعوماً بشكل واضح من بعض الدول بينها فرنسا، الدعم هو نفسه بتقديم المشورة”، دون أن يدلي بأي تفاصيل عن عدد الجنود.

 

وكان وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان ألمح من قبل إلى وجود جنود فرنسيين مع جنود أميركيين إلى جانب قوات “سورية الديمقراطية” في الهجوم على منبج.

 

وأكد الصحافي الحسين المنحدر من بلدة قريبة من منبج نبأ وجود القوات الفرنسية، مشيراً إلى أن أعدادها تقارب 100 جندي، بمقدار ثلث القوات الأميركية التي يصل عددها إلى 300، وهم يتخذون من مدينة عين العرب مقراً لهم، ويقدّمون أكثر من المشورة، ويشاركون القوات الديمقراطية في الخطوط الخلفية.

وأكدت مصادر لـ”العربي الجديد” في وقت سابق أن القوات الأميركية المتواجدة في بلدة عين عيسى، شمالي الرقة، قد ارتدت شارات “وحدات حماية الشعب الكردية”، خلال المواجهات الدائرة مع تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قد أكد قبل نحو شهر أن الولايات المتحدة سترسل إلى سورية مائتين وخمسين مقاتلاً، ليصبح عدد المقاتلين الأميركيين نحو 300.

 

خبراء: ألمانيا وظفت اليورو لصالحها وأضرت بـ”أوروبا الفقيرة

لندن ــ موسى مهدي

أسبوعان فقط، تبقت على الاستفتاء حول مصير بريطانيا داخل أوروبا، في وقت تتزايد فيه الشكوك بالعديد من دول الاتحاد الأوروبي حول جدوى البقاء في اليورو، بل بلغ الحد ببعض الحركات الجماهيرية المناهضة للاتحاد الأوروبي أن طالبت بإجراء استفتاء مماثل للاستفتاء البريطاني.

وحسب استطلاعات الرأي التي جرت في أوروبا أخيراً، تبدو شعبية الوحدة الأوروبية في تناقص مستمر.

كما يرى خبراء أن ألمانيا وظفت مشروع منطقة اليورو، أي العملة الاوروبية الواحدة، لصالحها حيث حولت باقي دول منطقة اليورو، خاصة دول الجنوب الأوروبي، إلى مجتمعات مستهلكة للبضائع والخدمات الألمانية.

كما واصلت المانيا فرض سياسات التقشف في أعقاب أزمة المال العالمية في العام 2008، في وقت عملت معظم دول العالم على اتباع سياسات التحفيز الكمي وتوسيع الكتلة النقدية ودعم الشركات والبنوك وقطاع الخدمات، عبر شراء سنداتها بأسعار أعلى من ثمنها الحقيقي، لتحريك ماكينة الإنتاج.

وحسب المسح الذي أجراه مركز “بو” الأميركي للأبحاث، فإن 38% فقط من الفرنسيين لديهم وجهة نظر إيجابية حول مشروع الوحدة الأوروبية، وذلك مقارنة بنسبة 69% في العام 2004. كما وجد المسح أن 47% من الإسبان فقط يدعمون البقاء في الاتحاد الأوروبي، مقارنة بنسبة 80% في العام 2007.

وفي إيطاليا انخفضت شعبية البقاء في الاتحاد الأوروبي إلى نسبة 58% من 78% قبل 10 أعوام، أما في اليونان فقد هبطت النسبة إلى 27%.

ووجد المسح الذي أجراه المركز ونشرت نتائجه أمس، أن العديد من سكان أوروبا باتوا غير مقتنعين بجدوى مشروع الاتحاد الأوروبي. وهنالك انتقادات واسعة للدور الذي تلعبه ألمانيا في تحطيم الاقتصادات الأوروبية الهشة، مقارنة بقوة الماكينة الألمانية.

ويقول الاقتصادي يورغ بيباو، في دراسة نشرها أخيراً، إن الموجودات الخارجية الألمانية نمت كنسبة من إجمالي الناتج المحلي من صفر في بداية التسعينات إلى 40% في العام 2010.

كما أن الصادرات الألمانية أصبحت تمثل 50% من إجمالي الناتج المحلي. وهذا يعني أن الاقتصاد الألماني واصل النمو وبقوة في لحظات ضعف اقتصادات منطقة اليورو.

لكن الأكثر من ذلك أن البنوك الألمانية وشركات السيارات الألمانية توسعت بشدة في دول منطقة اليورو خلال العقدين الماضي والجاري. واستفادت البنوك الألمانية من سعر الفائدة المنخفض والمخاطر المنخفضة في منطقة اليورو، ومولت بقوة التوسع الاقتصادي الألماني في أوروبا، وكانت النتيجة إفقار عدد من الدول الصغيرة الواقعة على الهامش الجنوبي في أوروبا.

وما يزيد من الشكوك حول مشروع الوحدة الأوروبية قضايا الهجرة، وخاصة أن أوروبا في الفترة الأخيرة أصبحت الوجهة الرئيسية للمهاجرين من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

وحسب المسح الذي شمل 10491 شخصا من 10 دول، الذي أجراه المركز، وجد أن هنالك اهتزازاً في شعبية مشروع الوحدة الأوروبية، ففي إيطاليا مثلاً، دعت حركة “5 ستار” ذات الشعبية في الشارع الإيطالي إلى إجراء استفتاء حول بقاء إيطاليا في الاتحاد الأوروبي.

وتعيش العديد من دول منطقة اليورو مرحلة من التقشف الشديد منذ أزمة المال بسبب السياسة النقدية الألمانية التي فرضت على البنك المركزي الأوروبي، في وقت تتوسع فيه الكتلة النقدية في دول العالم الصناعي.

وكانت نتيجة هذه السياسة حدوث انكماش اقتصادي لا تزال أوروبا تعيشه حتى اليوم، كما أدت هذه السياسة النقدية المتشددة وما تلاها من تقشف إلى ارتفاع نسبة البطالة في العديد من دول الاتحاد الأوروبي.

ففي إيطاليا مثلاً، بلغت نسبة البطالة 18.8% في أربع ولايات من الولايات الجنوبية في إيطاليا، كما بلغت نسبة البطالة في ولايات أخرى بين 12 و18%.

ولاحظت دراسة صدرت أخيراً في لندن، أن إيطاليا لم تتمكن بعد من حل مشكلة الديون غير العاملة، خاصة في القطاع البنكي الذي شارف على الإفلاس في الربع الأول من العام الجاري.

يذكر أن “المركزي الأوروبي” تدخل لإنقاذ المصارف الإيطالية من الإفلاس، فيما استخدمت هذه المصارف حيلة مالية أشبه بالاحتيال لاستخدام أموال المركزي الأوروبي بطرق شرعية.

وتبدو إيطاليا من أكثر الدول التي تتراجع فيها شعبية مشروع الوحدة الأوروبية، حيث تلقي الجماهير بفشل الحكومة في معالجة ملفات الاقتصاد على أوروبا، وكلما تزايدت النقمة على الحكومة، ارتفعت النقمة على مشروع الوحدة الأوروبية.

ويبدو أن المشاكل الاقتصادية المستعصية انعكست على شعبية الحكومة الإيطالية، ولكن الأكثر من ذلك أنها أعطت المواطن الإيطالي الإحساس بأن مشروع الاتحاد الأوروبي فاشل ويجب الانسحاب منه.

وفي هذا الصدد، وجدت الأحزاب الرئيسية نفسها معزولة عن الجماهير، فيما وجدت الحركات الوطنية والشعبية المطالبة بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي جماهيرية أكبر في الشارع الإيطالي. وفي إيطاليا بلغت شعبية حركة “يورو سكبتكس”، أي المتشككين في مشروع الاتحاد الأوروبي، نسبة 58%.

أما في فرنسا التي تعاني حالياً من موجة إضرابات، فإن 55% من مواطنيها، وحسب استطلاع “بو”، دعوا إلى إجراء استفتاء حول بقاء فرنسا في الاتحاد الأوروبي، بينما قال 41% من الذين شملهم الاستطلاع إنهم سيصوتون لصالح خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي.

ومعروف أن فرنسا تعاني من مشكلة البطالة والضعف الاقتصادي، في وقت تدخل فيه النقابات العمالية في مواجهة مفتوحة بشأن الإصلاحات التي أجرتها الحكومة على قانون النقابات، وهي إصلاحات ترفضها النقابات، فيما تقول الحكومة إنها ضرورية للنمو الاقتصادي.

ويرى العديد من خبراء الاقتصاد في أوروبا، أن اليورو لعب دوراً سلبياً في الأزمة المالية الخانقة التي مرت بها كل من اليونان وإلى درجة ما إيرلندا الجنوبية وقبرص والبرتغال وباقي دول الجنوب في دول الاتحاد الأوروبي، حيث لم تتمكن هذه الدول من الاستفادة من العملة في دعم تنافسية صادراتها. وأزمة هذه الدول.

وحسب قول خبراء في صندوق النقد الدولي، لا تختلف عن الأزمة التي مرت بها تركيا في بداية الألفية الجديدة. ولكن يلاحظ أن تركيا استخدمت آلية تخفيض عملتها الليرة بنسبة كبيرة. وأدت هذه الخطوة إلى دعم السياحة، حيث أصبح السفر إلى تركيا أقل كلفة من السفر إلى المناطق السياحية الشبيهة.

وعلى صعيد الصادرات، انتشرت بسرعة الخضروات والفواكه والأجبان التركية في الأسواق الأوروبية، حيث باتت رخيصة مقارنة بمنافستها المصنوعة في دول أوروبا. وبهذه الميزات التنافسية تمكنت تركيا من العودة بسرعة إلى النمو وخرجت معافاة من أزمة عاصفة كادت أن تذهب بالاقتصاد التركي.

أما بالنسبة لدول منطقة اليورو خاصة، فليس أمامها إلا زيادة التنافسية عبر وسائل أخرى، ليس من بينها خفض سعر العملة، لأنها لا تملك عملة أساساً، فاليورو في الواقع تملكه ألمانيا.

وسط هذه الشكوك، يلاحظ أن مشروع الوحدة الأوروبية، سرعان ما دخل مرحلة جديدة، بعد أن بدأ وردياً ووسط حماسة جماهيرية كبيرة. وتحت ظروف الحرب الباردة، بدأت الخطوات الأولى لمشروع الوحدة الأوروبية، حيث وجد دعماً بلا حدود من أميركا.

 

“قوات الردع الثورية”… محاولة لإعادة الروح للجيش السوري الحرّ

محمد أمين

يؤمل من الضباط السوريين المنشقين عن جيش النظام، استعادة زمام المبادرة حين يعلنون عن ولادة تشكيل عسكري جديد، تحت اسم “قوات الردع الثورية”. تعكس هذه الخطوة التي اتخذت قبل أيام، نوايا هؤلاء الضباط الذين يأملون، شأنهم شأن الكثير من السوريين، أن تكون مقدمة لإعادة الروح لـ”الجيش السوري الحر”، في مرحلة “شديدة التعقيد” في سورية، التي باتت ساحة لـ”قوات” و”جيوش” و”ألوية”، سِمتها المشتركة أنها عاجزة عن توحيد صفوفها في قتالها ضد قوات النظام والمليشيات الطائفية المتحالفة معها.

 

ويقول من كان يعرف بقائد “المجلس العسكري الثوري” في حلب، العميد زاهر الساكت، في بيان ألقاه في مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا، إن تشكيل “قوات الردع الثورية” جاء “نتيجة الظروف التي تمر بها سورية، والتحالفات المشبوهة لإجهاض ثورتنا”، موضحاً أن عدداً من “الضباط الأحرار” قرروا “إعادة الثورة إلى مسارها الشعبي الحقيقي”. ويضيف أن القوات الجديدة التي سيتولى قيادتها بالاشتراك مع اللواء محمد فارس، واللواء محمد الحاج علي، وبمساعدة مجموعة من الضباط المنشقين عن جيش النظام، ستضم 11 فصيلاً عاملاً على جبهات القتال، آملاً في أن تكون هذه القوات “نواةً للجيش السوري الحر الوطني”.

 

تجدر الإشارة إلى أن قادة هذا التشكيل الثوري الجديد هم شخصيات وازنة على الساحة العسكرية السورية، في مقدمتهم اللواء محمد فارس، الذي هو أول رائد فضاء سوري، والذي صعد ضمن برنامج “الفضاء السوفياتي في مركبة الفضاء “سويوز أم3” إلى المحطة الفضائية الروسية “مير” في 22 يوليو/تموز 1987، مع رائدي فضاء روسيين، ليحظى بعد ذلك بشهرة واسعة في سورية، الأمر الذي تجلى بإطلاق اسمه على عدد من المدارس. وتسلم فارس عدداً من المناصب داخل المؤسسة العسكرية السورية، ولكن جرى تهميشه بعد ذلك وخاصة مع تولي بشار الأسد للسلطة في عام 2000. وتعرض فارس لتهديدات بالقتل بسبب تأييده للثورة، وخروجه بمظاهرات في دمشق، فاضطر إلى إعلان انشقاقه في نهاية عام 2012 ومغادرة سورية إلى تركيا، حيث يقيم في اسطنبول منذ ذلك الحين.

 

” ومن بين العسكريين المنشقين عن جيش النظام، يُعتبر اللواء محمد الحاج، الأعلى رتبةَ، وهو كان مديراً لكلية الدفاع الوطني منذ عام 2008، قبل أن يعلن انشقاقه في بداية شهر أغسطس/ آب 2012، ويغادر سورية. كذلك، للعميد زاهر الساكت رمزية قوية ناتجة عن كونه كان يشغل منصب رئيس شعبة الحرب الكيميائية في الفرقة الخامسة في الجيش السوري قبل أن يعلن انشقاقه في بداية عام 2013، ليتولى رئاسة “المجلس العسكري الثوري” في حلب، حيث خاض مع فصائل “الجيش السوري الحر” عدة معارك دفاعاً عن المدينة وريفها.

 

وتزدحم الأرض السورية بالعديد من “القوات” و”الجيوش” التي تم تشكيلها على مدى سنوات الثورة المسلحة، والتي لم تستطع توحيد كلمتها والعمل تحت راية وقيادة واحدة لمواجهة قوات النظام وعشرات المليشيات الطائفية الممولة من الحرس الثوري الإيراني. وتعد قوات “الردع الثورية” أول تشكيل عسكري سوري معارض يضم ضباطاً يحملون رتباً رفيعةً، بقيت لعدة سنوات بلا عمل عسكري حقيقي، إذ تشير التقديرات إلى أنه جرى تهميش عدد كبير من ثلاثة آلاف ضابط سوري، انشقوا عن جيش النظام منذ منتصف عام 2011.

 

ولم تلق خطوة تشكيل “قوات الردع الثورية” ترحيباً واسعاً من فصائل المعارضة السورية، التي تقاتل قوات النظام في الشمال السوري وخاصة في حلب وريفها. ويشير المتحدث باسم “جيش المجاهدين” في حلب، النقيب أحمد أمين ملحيس، في حديث مع “العربي الجديد”، إلى أن القوات الجديدة ليس لها ارتباط بالداخل وسيكون “محكوم عليها بالفشل”، وفق قوله. ويضيف ملحيس أن العسكريين المعنيين بالإعلان عن ولادة التشكيل القتالي الجديد، لم يذكروا أسماء الفصائل الناشطة على الأرض والتي يؤكدون أنها تشكل ركيزة هذه القوات الجديدة، معتبراً أن وجود ضباط برتب رفيعة على رأس هذا التشكيل الجديد “ليس مهماً”. ويوضح ملحيس أن أهمية أي تشكيل جديد تنبع من وجود قيادته في الداخل السوري.

 

فضلاً عن ذلك، تواجه “قوات الردع الثورية” الكثير من التحديات وخاصة أن الإعلان عن تشكيلها يتزامن مع بدء “قوات سورية الديمقراطية”، التي تهيمن عليها الوحدات الكردية، عملية عسكرية تهدف إلى قضم المزيد من الجغرافيا السورية من قوات المعارضة السورية وتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في شمال وشرق البلاد. يضاف إلى ذلك أن هذه القوات تحظى بدعم سياسي وعسكري، روسي أميركي مزدوج، الأمر الذي يمكّنها من تثبيت أقدامها في المعادلة العسكرية السورية، في الآونة الاخيرة، ويجعل منها “رأس الحربة” في محاربة “داعش”.

 

ويقلل أحد ضباط الجيش السوري الحر، فضّل عدم ذكر اسمه، من أهمية التشكيل الجديد، معتبراً إياه استمراراً لحالة “الفوضى العسكرية في المعارضة السورية”، ومشيراً إلى أنه لا يعوّل عليه، على الرغم من النوايا الصادقة من قبل الضباط الذين أعلنوا عن تشكيله. ويرى الضابط نفسه أن “الجيش السوري الحر” بات بأمس الحاجة لدعم إقليمي جديّ وخاصة من تركيا والأردن، على صعيدي التدريب والتسليح. ويتساءل في هذا الإطار: لماذا استطاع رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني، تدريب آلاف الضباط والعناصر السوريين الأكراد، المنشقين عن جيش النظام، حتى باتوا قوات يُعتمد عليها في القتال، في حين فشلت الدول الإقليمية في دعم تشكيل جيش وطني سوري له قضية واضحة، ويتمتع بتدريب وتسليح قادر على تغيير المعادلات ومواجهة قوات النظام وحلفائه، خاصة الميليشيات الطائفية والتي تعيث فساداً وقتلاً في سورية.

 

سؤالٌ يلخّص عمق محنة “الجيش السوري الحر” الذي أعلن تأسيسه العقيد رياض الأسعد، في يونيو/تموز 2011، إلى جانب العسكريين المنشقين من جيش النظام، للدفاع عن المتظاهرين السلميين ومواجهة قوات النظام والأجهزة الأمنية، في خطوة جعلته ينال ثقة السوريين. ولم يتأخر هذا الجيش عن طرد قوات النظام من مدن وبلدات سورية عدة. لكنه سرعان ما بدأ دوره يتراجع بسبب قلة الدعم السياسي والعسكري من قبل الدول الإقليمية، والقوى الدولية الفاعلة في الملف السوري وخاصة بعد رفضه توجيه البندقية باتجاه تنظيم “الدولة الاسلامية”، ومهادنة النظام.

 

حجاب يدعو إلى تبني مبادرة شاملة في رمضان

أنس الكردي

دعا منسق هيئة التفاوض العليا عن المعارضة السورية، رياض حجاب، إلى ضرورة تبني مبادرة شاملة في شهر رمضان، مشيراً إلى أن الوقت حان لإيصال المساعدات جواً، في ظل “تعنّت النظام وإصراره على استخدام المدنيين كسياسة ممنهجة”.

وتحدّث حجاب مع وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، خلال اجتماع في مقر وزارة الخارجية التركية في أنقرة، بحسب بيان صدر عن الهيئة، مساء أمس الأربعاء، عن الوضع الإنساني المتدهور في مدينة حلب وسائر المحافظات السورية، جراء تصعيد النظام عمليات القصف الجوي والمدفعي على المناطق الآهلة بالسكان.

 

وحذّر رئيس الوزراء السوري المنشق عن النظام، من التبعات الإنسانية التي تدفع بمئات الآلاف من السوريين إلى اللجوء إلى الدول المجاورة، وتزيد من معاناة الشعب السوري، لافتاً إلى ضرورة تبني مبادرة شاملة خلال شهر رمضان تتضمن وقف سائر الأعمال العدائية، ورفع الحصار عن مختلف المناطق، وإطلاق سراح المعتقلين، وإيصال المساعدات لنحو مليون ونصف المليون مدني محاصرين في مختلف المحافظات السورية.

 

وقدّمت الهيئة العليا للمفاوضات، مطلع الشهر الجاري، اقتراحاً إلى الأمم المتحدة بإعادة تفعيل قرار وقف الأعمال العدائية، خلال شهر رمضان وأيام العيد، والتأكيد على التزام النظام والقوى المتحالفة معه بوقف شامل لإطلاق النار على الأراضي السورية كافة من دون استثناء.

 

في سياق متصل، أكد حجاب أن الوقت قد حان لتوصيل المساعدات جواً إلى المناطق المتضررة، في ظل “تعنّت النظام واستمراره في استخدام المدنيين كسياسة ممنهجة”، مبيّناً أن الهيئة تعمل حالياً على صياغة رؤية شاملة للحل السياسي.

 

المعارضة تستفيد من الحملة العسكرية ضد داعش شمال سوريا

دمشق – خففت الحملة العسكرية التي يتعرض لها تنظيم الدولة الإسلامية في أكثر من جبهة شمال سوريا وشرقها الضغط على فصائل المعارضة.

ويواجه تنظيم داعش حملة عسكرية في محيط منبج شمال حلب وفي محافظة الرقة شرقا، خسر خلالها العديد من القرى والبلدات في كلا الجبهتين.

 

وتتولى قوات سوريا الديمقراطية تحت قيادة وحدات حماية الشعب الكردي معركة منبج التي انطلقت في 31 مايو، وقد نجحت في استعادة 60 قرية ومزرعة وباتت على مشارف المدينة، بفضل الدعم الجوي للتحالف الدولي والقوات الخاصة الأميركية على الأرض.

 

وأكد شرفان درويش المتحدث باسم قوات سوريا إن عناصرهم على مشارف منبج “لكن بسبب وجود مدنيين.. أردنا أن نتريث بشأن دخول المدينة، مشددا “نستطيع الدخول إليها وقتما نشاء”.

 

وحيال معركة الرقة، وعلى خلاف ما كان متوقعا من قبل البعض من أن قوات سوريا الديمقراطية ستتولى العملية، فقد أظهر التقدم الذي أحرزه الجيش السوري داخل المحافظة (بات على بعد أقل من 25 كيلومترا فقط من بلدة الطبقة الاستراتيجية) أنه من يتولى زمام المعركة على الأرض وذلك بدعم جوي روسي.

 

وتعتبر الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم داعش في سوريا وكان قد أعلنها في العام 2014 عاصمة لخلافته.

 

ودفعت الحملة العسكرية الكبيرة التي يواجهها التنظيم إلى انسحاب عناصره من بعض المناطق والطرقات الرئيسية في حلب التي انتزعها في الفترة الماضية من فصائل المعارضة.

 

وتمكنت الفصائل صباح الأربعاء، من فتح طريق بين معقلين رئيسيين لها في حلب، بعد استعادة بلدتي كفر كلبين وكلجبرين من التنظيم المتشدد.

 

وكان تنظيم الدولة الإسلامية سيطر في هجوم مفاجئ نفذه في 27 مايو على خمس قرى في ريف حلب الشمالي، بينها كفر كلبين وكلجبرين، ما أدى إلى قطع طريق تصل مارع، أحد معاقل مقاتلي المعارضة بأعزاز، المعقل الآخر القريب من الحدود التركية.

 

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن الفصائل المعارضة في ريف حلب الشمالي شنت “هجوما مضادا ضد تنظيم الدولة الإسلامية تمكنت من خلاله من استعادة قريتي كفر كلبين وكلجبرين” الواقعتين على طريق الإمداد الوحيدة بين مارع واعزاز.

 

وأوضح عبدالرحمن أن مقاتلي المعارضة نفذا هجومين متزامنين من مارع جنوبا وأعزاز شمالا بعد محاولات عدة سابقة باءت بالفشل لإعادة فتح الطريق.

 

ولفت إلى أن عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “لم يخوضوا اشتباكات عنيفة، بل عمدوا إلى الانسحاب، كونهم يتصدون على جبهات عدة أخرى في شمال سوريا لهجمات” من قوات سوريا الديموقراطية في ريف الرقة الشمالي وفي مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، ومن قوات النظام في ريف الرقة الجنوبي الغربي.

 

وكان التحالف الدولي بقيادة واشنطن قد ألقى في الثالث من يونيو ذخائر للمقاتلين الذين صدوا محاولات عدة للتنظيم المتطرف لاقتحام مارع.

 

وتلك كانت المرة الأولى التي تسقط فيها الولايات المتحدة أسلحة لفصائل المعارضة، ذلك أن الأكراد كانوا الطرف الوحيد الذي يتلقى مثل هذه المساعدات جوا.

 

ويبدو أن هناك هدفا روسيا أميركيا لتوجيه أنظار النظام والمعارضة وأيضا الأكراد قدر الإمكان صوب داعش، وهو ما يفسر المشهد الميداني الحالي الذي يكاد يكون منصبا بأكمله في قتال التنظيم، مع استمرار الخروقات التي يرتكبها بين الحين والآخر سلاح الجو النظامي في مناطق تابعة للمعارضة في حلب أساسا.

 

أردوغان يرد على الأسد بنسف المفاوضات

تخوف تركي من تحديد ساعة الصفر لمعركة حلب خلال اجتماع عسكري في طهران.

أنقرة – قال متحدث باسم الرئاسة التركية إن بقاء المعارضة السورية في المفاوضات يبدو مستحيلا مع استمرار انتهاكات النظام، وذلك بعد يوم من خطاب الرئيس السوري بشار الأسد شديد اللهجة تجاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووصفه بالسفاح.

ويعكس كلام المسؤول التركي رغبة في نسف المفاوضات وخلط أوراق الملف السوري خاصة بعد أن خسرت أنقرة مختلف أوراقها على الأرض.

 

ويأتي هذا التصريح في وقت كان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يبحث فيه مع رياض حجاب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، التطورات الميدانية بسوريا وملف المفاوضات.

 

ويسبق الموقف التركي “المتشائم” تجاه المفاوضات بيوم لقاء وزاريا ثلاثيا بين روسيا وإيران وسوريا قد يتم فيه تحديد ساعة الصفر لانطلاق معركة حلب.

 

وأعلن مكتب العلاقات العامة في وزارة الدفاع الإيرانية أن وزراء دفاع إيران وروسيا وسوريا سيجتمعون في طهران الخميس لبحث الوضع السوري وقضية مكافحة الإرهاب.

 

وأشار محللون سياسيون إلى أن اجتماعا عسكريا بهذا المستوى لا شك أن تصدر عنه قرارات مهمة خاصة ما يتعلق بترتيب وتنسيق التحركات على الأرض في مواجهة داعش من جهة، والمعارضة الأخرى، وخاصة جبهة النصرة من جهة ثانية.

 

وقال المحلل السياسي الروسي أندريه مورتازين “هناك هدف رئيس لاجتماع طهران يتمحور حول تعزيز التعاون المشترك والتضامن مع سوريا في حربها على الإرهاب”.

 

وأضاف مورتازين في تصريح لـ”العرب”، “بلا شك سيتطرق الاجتماع إلى الوضع العسكري الميداني في سوريا وتحديدا محافظة حلب، حيث يشارك الطيران الروسي بتقديم الدعم الجوي للجيش السوري”.

 

وقد يتبنى الاجتماع تصعيدا عسكريا على الحدود مع تركيا في ظل تواتر التقارير عن تسلل مقاتلين منها باتجاه حلب، وخاصة مقاتلين مرتبطين بجبهة النصرة.

 

أندريه مورتازين: اجتماع طهران سيتطرق بلا شك إلى الوضع العسكري وتحديدا محافظة حلب

وأفادت وكالة الإعلام الروسية الأربعاء نقلا عن مركز التنسيق الروسي في سوريا أن وزارة الدفاع الروسية رصدت تحرك أكثر من 160 عنصرا من جبهة النصرة من تركيا إلى سوريا لتعزيز “الإرهابيين” في محيط مدينة حلب.

 

وقال مركز التنسيق الروسي إن مقاتلي الجبهة عبروا الحدود في شمال محافظة إدلب.

 

وتعمل تركيا ما في وسعها لمنع التوصل إلى حل سياسي في سوريا دون أن تكون طرفا فيه، وهو ما يفسر تلويح أنقرة بنسف المفاوضات السورية التي تتحكم فيها روسيا.

 

واعتبر مراقبون أتراك أن تصريحات المتحدث باسم الرئاسة تعكس ارتباكا كبيرا في الموقف التركي، وإحساسا من الرئيس رجب طيب أردوغان والمحيطين به بأن روسيا قد أحكمت الحصار عليهم، وأن تصريحات الرئيس السوري عن أردوغان تعبير عن هذا الحصار الذي أفقد أنقرة أي دور في الملف السوري.

 

وتعتبر تركيا أن هجوم الأسد الصريح وتعهده بمواصلة القتال لاستعادة “كل شبر من سوريا” وتأكيده على أن حلب ستكون “المقبرة التي ستدفن فيها آمال وأحلام السفاح أردوغان ومشروعه الإخواني”، ليس مجرد كلام للاستهلاك المحلي.

 

وتعرف أنقرة أن التطورات العسكرية في شمال سوريا تسير بعكس رغباتها سواء بتقدم القوات الكردية المدعومة أميركيا لإحكام الحدود السورية التركية شمالا، أو بتقدم قوات الأسد مدعومة بميليشيات إيرانية وحلفائها على الأرض بالإضافة إلى الغطاء الجوي الروسي.

 

ويرى خبراء أن تخوفا تركيا من عمل عسكري واسع النطاق في حلب يعود ليس فقط إلى خطاب الأسد بل إلى تصريحات روسية تتمسك بشن غارات متواصلة على المحافظة بعد عدم تجاوب واشنطن مع الطلب الروسي بضرورة فصل المعارضة عن الفصائل الإسلامية وتحديدا النصرة.

 

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن بلاده “ستدعم بقوة” الجيش السوري إذا تعرض لتهديدات في حلب ومحيطها. وأضاف “بالنسبة إلى ما يحدث في حلب ومحيطها، فقد حذرنا الأميركيين. فهم يعرفون أننا سندعم بقوة الجيش السوري جوا لمنع الإرهابيين من الاستيلاء على أراض”. وأضاف “سنتخذ قراراتنا بناء على تطورات الوضع″.

 

دي ميستورا: دمشق وافقت على نقل المساعدات براً

أعلن المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، اليوم، أن الأمم المتحدة حصلت على موافقة الحكومة السورية لإدخال مساعدات إنسانية براً إلى 19 منطقة محاصرة.

 

وأضاف دي ميستورا، خلال مؤتمر صحافي، أن إيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة برياً «هو الخيار الأول»، مشيراً إلى أن إنزالها جواً هو آخر الخيارات. وأكد خلال حديثه ضرورة الحصول على نوع من الموافقة من قبل الحكومة السورية لإيصال المساعدات داخل سوريا.

وحول مصير الجولة الجديدة من محادثات «جنيف 3»، ذكر المبعوث الدولي أنه لم يحن الوقت لذلك، معتبراً أن على الجميع أن يبدوا رغبة وقناعة بإمكانية التوصل لحل.

في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى دراسة خطوات إضافية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالوضع في سوريا. وجاء هذا التصريح في مستهل جولة محادثات بين لافروف ونظيره الأردني، ناصر جودة، اليوم، إذ أعرب الوزير الروسي عن سروره لهذه الفرصة الجديدة لمواصلة التنسيق الوثيق مع الأردن، وبحث العلاقات الثنائية والخطوات الإضافية الضرورية لتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بتسوية النزاع السوري. كما بحث الجانبان العلاقات الثنائية بين روسيا والأردن وسبل تعزيزها.

وكان لافروف قد دعا في اتصال هاتفي مع نظيره المصري، سامح شكري، أول من أمس، إلى «الالتزام بنظام وقف الأعمال القتالية في سوريا خلال شهر رمضان»، مؤكداً أن «نظام وقف العمليات القتالية المستقر سيتيح تسوية مسائل إيصال المساعدات الإنسانية، والدفع قدماً بعملية الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة، والتي يجب أن تكون ذات طابع شامل».

(الأخبار، روسيا اليوم)

 

معارضون: لا آفاق لحل سياسي قريب في سوريا

اسقاط نظام بشار يحتاج جرأة دولية

بهية مارديني

يرى معارضون سوريون أن الحل العسكري في سوريا بات غير واقعي، بينما الحل السلمي يراوح مكانه بسبب عدم وجود جرأة دولية.

 

إيلاف من لندن: قال الصحافي السوري فضل نوفل لـ”إيلاف”، إن الحديث عن الحل في سوريا يحتاج الى جرأة كبيرة في الطرح.

 

ودعا في محاولة لايجاد مقاربة واضحة “الى دراسة كل الاحتمالات”، وأكد “أن الحل العسكري في سوريا مستحيل”، وأردف “بل اكثر من مستحيل، وعودة الشارع الى ما كان عليه قبل اقتحام العسكر الساحة من سابع المستحيلات”.

 

واعتبر أنه “حتى لو عادت المظاهرات والحراك السلمي من المستحيل أن يسقطوا هكذا نظام”.

 

وأضاف”اذن، لو دققنا قليلاً بحقيقة الحدث سنجد ان مشروع اسقاط النظام مشروع مؤجل الى زمن لا يعلمه الا الله ومصلحة الدول، وبالتأكيد ليست مصلحة الشعب السوري وهنا لب الكارثة”.

 

وقال نوفل: “لنذهب الى الحدث بواقعيته دون شعارات طنانة ورنانة من هذا الفريق او ذاك، فالحدث او الثورة لم تستطع بعد ست سنوات أن تحدث أي انقسام واضح في مكونات المجتمع السوري سواء الدينية أو العسكرية أو الاقتصادية أو الثقافية… “، موضحًا “أننا سنجد عند الفريقين كل الطوائف من سنه ودروز ومسيحية وعلوية…وسنجد الفقير والغني مع الثورة والفقير والغني مع النظام والفقير وسنجد المثقف عند الفريقين وسنجد ايضًا ابن الشارع عند الفريقين والنسب الى الان لا يستطيع أحد تحديدها “.

 

وتساءل: “نحن فعلاً امام معضلة حقيقية ما العمل؟ خاصة في ظل بديل لم يستطع أن يرفع الحدث من حالة الاستنقاع التي قادنا اليها النظام لا بل ساهم وبشكل فعال في تعزيز هذه الحالة التي وصلت الى ما نحن فيه “، مؤكدًا: “نحن الان في مستنقع ، مستنقع قذر جدًا”.

 

وتابع: “انت تدركين استمرار هذه الحالة الى اين سيأخذ ما تبقى من البلد ومن الناس”.

 

وأشار الى أن هذه المقدمة ليقول “إن الحل هو على طاولة المفاوضات ومستحيل ان نصل الى انقاذ ما يمكن انقاذه الا بالمفاوضات”، معتبرًا أن أغلب السوريين لا يجرأون على قول ذلك؟

 

عملية قيصرية

 

وبرأي محمد خالد شاكر، عضو تيار الغد السوري، الذي تحدث لـ”إيلاف”، أن المفاوضات تحتاج إلى “عملية ” قيصرية” خارج النسق الروتيني لمنصة الهيئة العليا للمفاوضات “.

 

وقال: “قادمون على تصعيد جديد في حلب”.  مضيفاً: “لا تبدو أية مصلحة لطرفي ” المفاوضات” في متابعة جنيف 4، ففشل المفاوضات كما نتج عنه تمدد للنظام على الأرض، ساهم أيضاً بتكريس التفاهم بين القوتين العظميين، الذي أصبح تفاهماً استراتيجياً على الأرض، بعد أن كان نوعاً من الغزل في كواليس المفاوضات”.

 

وأضاف شاكر: “تدرك كل من الولايات المتحدة وروسيا، أن كل من النظام ومنصة الرياض غير قادرين على التفاوض، وأنهما استمرا لعبة توازن الخسائر، الأمر الذي زاد الاستعصاء استعصاءً، لاسيما بعد الانشقاقات أو الاستقالات والارتباكات داخل الهيئة العليا للتفاوض، التي لم تحسم أمورها بعد سواء لجهة المتابعة في المفاوضات أو لجهة تثبيت أسماء مفاوضيها، أو لجهة اعترافها بتوسيع المعارضة، وهي العقلية التي جاءت لتصب في مصلحة النظام، الذي كان ينتظر أية تفاصيل تساعده على الاستمرار برؤيته التي تؤمن الإبقاء عليه، وذلك بالإبقاء على حالة الحرب، وبما يحقق رؤيته التي صرح عنها مؤخراً باختيار الحل العسكري، قابلته احتمالات استغناء منصة الرياض عن جناحها العسكري، ما يشير إلى تفاهمات تتقاطع والرؤية الروسية – الأميركية”.

 

ولفت شاكر الى أن  تيار الغد السوري تحدث مراراً وتكراراً حول إشكالية القرار 2245، و”لطالما وجهنا انتقاداتنا حول عدم قدرة الهيئة العليا للتفاوض في فهم القرار وحسم أمورها تجاهه، لاسيما ما تعلق منها بفصل المعارضة المعتدلة عن المتطرفين، وهو ما تعمل عليه الدولتان العظميان الآن، بعد أن دفعت حلب ثمن هذا الخطأ الفادح”.

 

اللعبة الروسية في سوريا

 

واعتبر “أنّ القرار 2254 لا يتلائم ومطالب الشعب السوري، كما أنه لا يتناقض في بنوده مع جنيف 1 وحسب، بل يتراجع عن مبادئ جنيف الأساسية ويلغيها، فمن الناحية القانونية فالقوة التنفيذية للقرار 2254 أقوى من مبادئ جنيف وأكثر مشروعية، كون مجلس الأمن الدولي هو السلطة التنفيذية الوحيدة المنوط بها حل المنازعات وحفظ السلم والأمن الدوليين. قبول الهيئة العليا للتفاوض بالذهاب إلى جنيف3 ، حسب معطيات القرار2254، كان استعجالاً وارتجالاً أعطى النظام مشروعية التمسك بالقرار 2254، والتمدد أكثر على الأرض، كأن المسألة ” لعبة نرد” على الأرض “، لافتاً الى “أن التفاهمات الأميركية – الروسية تتعمق أكثر لترسم خارطة الحركة على أرض المعارك، فمن منبج حيث تتقدم قوات سوريا الديمقراطية بدعم أميركي، تتقدم بدعم روسي قوات النظام نحو الرقة، في الوقت الذي تغيب عن المشهد الفصائل التي تمثل المعارضة التي ذهبت إلى التفاوض”.

 

وحول المنظور الروسي الأميركي للملف السوري اليوم، أجاب أنه ” تتبلور على الأرض الرؤية الاميركية – الروسية حول أولوية محاربة التنظيمات الإرهابية، الأمر الذي أصبحت معه مسألة رحيل النظام في بدء المرحلة الانتقالية غير واردة في العملية التفاوضية، التي ولدت ميتة وفي مرحلة لا تحتمل تفويت الوقت، إن لم تكن مجرد ” فشة خلق” غايتها تضييع الوقت الذي أرادته إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما ، للإفلات من تبعات التدخل إلى ما بعد رحيل أوباما”.

 

وعبّر عن أسفه ازاء ما يحدث، وقال “لا يبدو حتى نهاية هذا العام، أي بوادر للتهدئة، وربما نحن إزاء تصعيد جديد في حلب، فروسيا مازالت تهدد بتوصيف جيش الإسلام وأحرار الشام بالإرهابيين، بينما يقتصر الدور الأميركي على الطلب من روسيا تأجيل هذا الموضوع، وتفضيل العمل على فصل المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين. أما النظام، فما زال يتأرجح في إطار الرغبة الإيرانية في استمرار الحرب، لاسيما بعد دعواته مؤخراً للحل العسكري كأفق وحيد للحرب السورية، بينما ترى الولايات للمتحدة في ذلك، أمراً غير مشجع قد يهدد علاقتها مع روسيا، التي أصبحت تقف أمام تحديات اقتصادية داخلية، قد تغيّر موازين اللعبة الروسية في سوريا. لذلك تحاول روسيا اليوم السير في عمليتين متوازيتين، وذلك بالدفع نحو إيجاد بدائل لمعارضة أكثر مرونة وعقلانية، كما دفعها نحو إقصاء الأسد على طريقتها، وبما يحقق مصالحها الحيوية في الإبقاء على الدولة السورية”.

 

تجويع المدنيين

 

هذا وعقد وفد الهيئة العليا للمفاوضات برئاسة المنسق العام الدكتور رياض حجاب اجتماعاً الأربعاء، مع وزير الخارجية التركي مولود شاووش أوغلو في مقر وزارة الخارجية التركية بأنقرة.

 

وتم الحديث خلال اللقاء، وبحسب بيان، تلقت “إيلاف” نسخة منه، عن الوضع الإنساني المتدهور في مدينة حلب وسائر المحافظات السورية جراء تصعيد النظام عمليات القصف الجوي والمدفعي على المناطق الآهلة بالسكان.

 

كما تمت مناقشة سبل وقف العمليات العدائية “والتصدي للانتهاكات المروعة بحق المدنيين في مختلف المحافظات السورية، وتقييم مستقبل العملية السياسية، حيث نبّه المنسق العام للهيئة إلى خطورة الأوضاع الإنسانية في سوريا، وخاصة في محافظتي حلب وإدلب، اللتين ارتكب النظام وحلفاؤه فيهما عدداً من المجازر المروعة في الأيام الماضية، وذلك في ظل انشغال المجتمع الدولي بمتابعة الحملة العسكرية التي تشنها قوات التحالف ضد تنظيم “داعش” شرق البلاد”.

 

وحذّر حجاب من” التبعات الإنسانية للعمليات الأخيرة التي تدفع بمئات الآلاف من السوريين للجوء إلى الدول المجاورة، وتزيد من معاناة الشعب السوري، مؤكداً ضرورة تبني مبادرة شاملة خلال شهر رمضان تتضمن: وقف سائر الأعمال العدائية، ورفع الحصار عن مختلف المناطق، وإطلاق سراح المعتقلين، وإيصال المساعدات لنحو مليون ونصف مليون مدني محاصر في مختلف المحافظات السورية”، مؤكداً أن الوقت قد حان لتوصيل المساعدات جواً إلى المناطق المتضررة في ظل تعنت النظام واستمراره في استخدام تجويع المدنيين كسياسة ممنهجة.

 

وأكد حجاب أن “الهيئة تعمل في الوقت الحالي على صياغة رؤية شاملة للحل السياسي، وترغب في الانفتاح على سائر المكونات المجتمعية في سوريا من خلال توسع أطر التواصل مع منظمات المجتمع المدني، والمؤسسات الإعلامية، وتبني ثقافة الحوار مع مختلف المكونات المجتمعية والقوى السياسية، والتعاون مع مراكز الفكر بهدف تعزيز الاحترافية، ورفد الهيئة بالدراسات الجادة التي تساعدها على اتخاذ القرار”.

 

ادانة الارهاب

 

الى ذلك، دان رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أنس العبدة والوفد المرافق له العمليات الإرهابية التي وقعت في مدينة ماردين في تركيا، وخلال الأيام الماضية في اسطنبول وعمان.

 

وأكد خلال لقائه الأربعاء في أنقرة مع وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، بحسب بيان تلقت” إيلاف” نسخة منه، إدانته الكاملة لها، وتضامنه مع عائلات الضحايا، والشعبين الأردني والتركي.

 

وقدم العبدة شكره لتركيا على دعمها للقضية السورية من مختلف الجوانب، كما قدم التعازي لتركيا ولذوي ضحايا الهجمات الإرهابية التي استهدفت اسطنبول.

 

وأوضح العبدة أن” الائتلاف يعمل على تطوير عمله على الصعيد الإداري والسياسي، والعلاقات الخارجية، كما يمضي نحو توسعة داخل الهيئة العامة بالانفتاح على مكونات المجتمع السوري، والتوسعة النسائية، إضافة إلى تفعيل عمل الحكومة الموقتة على الأراضي السورية المحررة لتقدم خدماتها للسكان فيها”.

 

من جهته، أكد جاووش أوغلو، بحسب ذات البيان، على موقف بلاده الثابت من القضية السورية، وعدم تغيير سياستها تجاه نظام الأسد، وشدد على ضرورة التحول الديمقراطي في سوريا، وتحقيق الانتقال السياسي بدون الأسد.

 

وأوضح جاووش أوغلو “أن السكان المحليين لمدينة منبج هم من سيديرون مناطقهم بعد طرد تنظيم داعش منها، مشيراً إلى أن ذلك جاء بتفاهم أميركي مع تركيا”.

 

وطرح وفد الائتلاف المشكلات والتحديات التي تواجه السوريين المقيمين في تركيا، ووعد من طرفه وزير الخارجية بدراستها بجدية والعمل على تسهيل الإجراءات أكثر، وأكد جاووش أوغلو بأنه سيتم فتح معبر باب الهوى أمام السوريين في أيام عيد الفطر السعيد.

 

ورقة الانتقال السياسي

 

من جانبه، عقد المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي اجتماعه في الرابع من الشهر الجاري.

 

وناقش التطورات السياسية والميدانية على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي، واستمع إلى تقارير ممثليه في الهيئة العليا للمفاوضات عن الاجتماع الأخير الذي حصل في مقرها بمدينة الرياض في الفترة بين 26-28/5/2016 وما نتج عنه من خطوات إيجابية على صعيد تطوير العلاقة مع قوى المعارضة السورية الفعلية من مؤتمر القاهرة، ولقاء موسكو الثاني، ومع الفعاليات الاجتماعية والثقافية ومراكز الدراسات السورية السياسية والثقافية.

 

وعلى صعيد استمرار الإعداد للجولة الرابعة من العملية السياسية التفاوضية، بعد اتخاذ الهيئة العليا للمفاوضات قرارها السابق بتأجيل المشاركة فيها خلال الجولة الثالثة موقتًا، “بسبب تجاهل النظام السوري للفقرات 12 و 13 و 14 من القرار 2254/2015، بخرق الهدنة وعدم الالتزام بوقف الأعمال العدائية في مناطق عديدة في حلب، وريفها، والمناطق الوسطى والجنوبية، واستمرار الحصار على جميع المناطق التي لا يسيطر عليها، ورفض دخول المنظمات الإنسانية وبعثة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، وقوافل المساعدات الغذائية والطبية إليها، ورفضه إطلاق سراح المعتقلين والسجناء السياسيين، وتعطيل الجهود التي بذلتها المجموعة الدولية والرئاسة المشتركة الأميركية الروسية، لتحسين الوضع الإنساني وتثبيت وقف إطلاق النار، وناقشت الهيئة العليا للمفاوضات ضرورة إنجاز رؤيتها للانتقال السياسي وهيئة الحكم الانتقالي للجولة الرابعة، ومسودة الإطار التنفيذي للعملية السياسية، وفق بيان جنيف المعد من خبراء وقانونيين”.

 

وانتهى المكتب التنفيذي الى اعتبار “قرار الهيئة العليا للمفاوضات بتشكيل لجنتين الأولى: للقاء والحوار مع قوى المعارضة من منصة القاهرة وموسكو، ومع قوى في الحركة الوطنية الكردية في سوريا، وشخصيات مستقلة من الرموز الدينية والثقافية والاجتماعية، واللجنة الثانية: للقاء والحوار مع المنتديات والفعاليات الاجتماعية والثقافية ومراكز الدراسات السورية، خطوة إيجابية تعزز توحيد جهود المعارضة ورؤيتها وتعزيز دورها في العملية التفاوضية.”.

 

كما اعتبر” أن الإعداد الجدي لتقديم رؤية واضحة حول الانتقال السياسي، وحول هيئة الحكم الانتقالي كاملة الصلاحيات، وحول مسودة الإطار التنفيذي للعملية السياسية وفق بيان جنيف، خطوة إيجابية هامة أخرى لاستئناف العملية التفاوضية بالتوازي مع الاهتمام بالقضايا الإنسانية، وتثبيت الهدنة، وملف المعتقلين، لا سيما وأن الهيئة العليا منفتحة على مشاركة قوى المعارضة الأخرى وفعالياتها بآرائهم واقتراحاتهم حول مسودة الإطار التنفيذي لتحقيق مشاركتهم في الرؤية المشتركة لقوى الثورة والمعارضة في الحل السياسي التفاوضي، وفق بيان جنيف 30/6/2012 ، والبيانات اللاحقة في فيينا وميونخ والقرارات الدولية ذات الصلة بالقضية السورية، وتوفير عوامل نجاح مؤتمر جنيف 3 وإنقاذ الشعب السوري والدولة السورية، وتعبئة الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب بالتوازي مع عملية الانتقال السياسي”.

 

رسائل ردع أميركية بحرية لروسيا في شرق المتوسط

دعمًا لعملية (العزيمة الأطلسية) والحرب ضد داعش

نصر المجالي من واشنطن

مع تطورات الأوضاع القتالية على الأرض في العراق وسوريا ضد تنظيم (داعش)، عززت الولايات المتحدة وجودها البحري في شرق المتوسط، في خطوة لتحقيق التوازن مع الأنشطة العسكرية الروسية في المنطقة.

 

واشنطن: مع إبحار حاملة الطائرات الأميركية (هاري ترومان) من منطقة الخليج إلى المتوسط، أصدرت القيادة الأميركية في أوروبا بيانًا أكدت فيه دخول الحاملة (دوايت دي أيزنهاور) ومجموعة السفن المصاحبة لها البحر المتوسط يوم الأربعاء.

 

تتزامن الخطوة مع تدريبات عسكرية لحلف الأطلسي في أنحاء مختلفة في شرق أوروبا، وفي تركيا، قد تثير توترًا مع روسيا. ويقول مسؤولون أميركيون إن روسيا تنشر سفنًا حربية وغواصات في البحر المتوسط وتخطط لتدريبات خاصة بها في الأسابيع المقبلة.

 

قمة وارسو

كما يأتي التحرك الأميركي البحري قبل قمة لحلف شمال الأطلسي في العاصمة البولندية وارسو، في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن إلى الإسراع في وتيرة قتالها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، “دعمًا لمصالح الأمن القومي الأميركي في أوروبا والمتوسط”.

 

وقالت مصادر أميركية إن الحاملة (اري إس ترومان) ستسلم المهمة لحاملة الطائرات (دوايت دي. أيزنهاور) عندما تصل في طريقها إلى الخليج، مما يسمح لترومان بالعودة إلى الولايات المتحدة بعد مهمة امتدت ثمانية أشهر.

 

توازن القوى

من جانبه، شرح البنتاغون لماذا ينقل حاملة الطائرات “هاري ترومان” من الخليج إلى البحر المتوسط. وقال الأميرال بريت باتشلدر للصحافيين الأميركيين على متن حاملة الطائرات، إن هذا استعراض للقدرات القتالية هو لطمأنة حلفاء الولايات المتحدة من الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، وتأكيد حرص الولايات المتحدة على المحافظة على توازن القوى في البحر المتوسط.

 

وذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية، نقلًا عن مصدر عسكري أميركي قوله، إن إدخال حاملة الطائرات “هاري ترومان” إلى البحر المتوسط يعتبر بمثابة رسالة إلى روسيا، يجب أن تحمل الروس على التحسب كثيرًا قبل الإقدام على خطوة ما.

 

وأضافت أن حاملة الطائرات قامت بمناورتها المفاجئة في الأسبوع الماضي، وأبحرت من الخليج إلى البحر الأبيض المتوسط، وتشير إلى أنه في السنوات الثلاث الماضية كان يتواجد ما بين 10-15 سفينة بحرية روسية في المتوسط.

 

رسالة إلى موسكو

وذكر مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أن مناورة حاملة الطائرات هاري ترومان هي بمثابة “إشارة” إلى موسكو، بأن وجود هذه السفينة بمثابة ردع لروسيا، قائلًا: ” قرارنا المفاجئ بنقل هاري ترومان إلى المتوسط من شأنه أن يجعل روسيا تفكر مرتين”، حسب تعبيره.

 

وبحسب مسؤول أميركي، فإن التناوب المشترك لحاملتي الطائرات سيدعم عملية “العزيمة الأطلسية” التي يخوضها حلف الناتو بزعامة الولايات المتحدة في الدول الأوروبية. وقال الكابتن ريان شول ضابط القيادة في حاملة الطائرات ترومان، إنه لا توجد أي تعاملات مع السفن الحربية الروسي، وإن الطيارين الأميركيين والروس ملتزمون بشكل كبير بقواعد الاشتباك في العمليات الجوية بهدف تجنب احتمال سوء التقدير.

 

من جهته، قال الكابتن داني هرنانديز المتحدث باسم القيادة الأميرية الأوروبية إن “إرسال (الحاملة) ترومان والتحركات في مسرح القيادة الأوروبية، إضافة إلى التداخل مع أيزنهاور يتيح لنا مواصلة إضعاف تنظيم الدولة الإسلامية وتحقيق مجموعة من المزايا التشغيلية”.

 

وقال إن التداخل في انتشار حاملتي الطائرات مقصود به أيضًا تعزيز مهام مثل عملية حسم الأطلنطي الهادفة إلى طمأنة حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا بعدما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم.

 

ترومان وداعش

وقالت البحرية الأميركية يوم الأربعاء إن ترومان استعملت الطائرات التي على متنها، وعددها 72، في إسقاط 1481 قنبلة ذكية ومنشورات على الدولة الإسلامية في العراق وسوريا منذ ديسمبر 2015 عندما وصلت إلى الخليج.

 

وقالت إن الطائرات الموجودة على ترومان شنت 68 غارة على العراق وسوريا، وأطلقت 52 سلاحًا دقيق التوجيه منذ تحركها إلى البحر المتوسط من الخليج يوم الجمعة الماضي.

 

وقال الأميرال بريت باتشيلدر، قائد المجموعة الضاربة على ترومان إن الدولة الإسلامية فقدت 45 في المئة من أراضيها في العراق ونقص عائدها من النفط في سوريا إلى النصف.

 

قوات سوريا الديمقراطية تقطع طريق منبج الباب  

قالت مصادر من قوات سوريا الديمقراطية اليوم الخميس إنها قطعت طريق الإمداد بين مدينتي منبج والباب في ريف حلب الشرقي الخاضعتين لتنظيم الدولة الإسلامية، في وقت قصفت قوات النظام بـالبراميل المتفجرة مدينة داريا بالغوطة الغربية وواصلت غاراتها على حلب.

 

وذكرت المصادر أن مقاتلي ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية -المكونة بشكل رئيسي من وحدات حماية الشعب الكردية- سيطروا بشكل كامل على الطريق الواصل بين مدينتي منبج والباب في ريف حلب.

 

وقال شرفان درويش الناطق باسم المجلس العسكري في منبج -المتحالف مع قوات سوريا الديمقراطية- لرويترز إن المقاتلين وصلوا إلى الطريق الذي يربط منبج بحلب من الغرب. وهو الطريق الرئيسي الأخير المؤدي إلى المدينة، وبذلك تكون هذه القوات قد قطعت طرق إمداد التنظيم بين المدينتين.

 

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر كردي قوله إن دفاعات تنظيم الدولة الإسلامية انهارت في الضفة الغربية لنهر الفرات مع تقدم قوات سوريا الديمقراطية، وتحاول هذه القوات إطباق الحصار والوصول إلى أطراف المدينة من الجهات الثلاث الشرقية والشمالية والجنوبية.

 

وكانت مصادر للجزيرة أفادت بأن التحالف الدولي شن غارات مكثفة على مواقع تنظيم الدولة في مدينة منبج ومحيطها بريف حلب الشرقي. كما دمر آخر جسر بري يصل بين منبج وجرابلس، أبرز معاقل التنظيم في المنطقة.

 

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الخميس من جهته بأن قوات سورية الديمقراطية سيطرت على 75 قرية ومزرعة في شرق وشمال شرق المدينة، وتقترب أكثر من مدينة منبج الواقعة في ريف حلب الشرقي.

 

وفي سياق المعارك أفادت مصادر للجزيرة بأن طائرات التحالف الدولي استهدفت فجر اليوم الخميس المشفى الوطني في منبج (80 كلم شمال شرق حلب)، كما قتل ستة أشخاص من عائلة واحدة إثر غارات للتحالف على قرية الشبالي بريف المدينة فجر اليوم.

 

غارات وقصف

وفي غوطة دمشق ألقت مروحيات النظام صباح الخميس ما لا يقل عن 14 برميلاً متفجرا على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية، كما سقط المزيد من الصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض أرض تطلقها قوات النظام على أماكن في المدينة منذ صباح اليوم.

 

وتعرضت أماكن في منطقة المرج بالغوطة الشرقية لقصف من قوات النظام التي استهدفت أيضا بالرشاشات الثقيلة أماكن في مدينة معضمية الشام بغوطة دمشق الغربية.

 

وكان 65 شخصا قد قتلوا الأربعاء جراء سلسلة غارات عنيفة لقوات النظام وروسيا في حلب وريفها، نصفهم سقطوا في حي الصاخور بمدينة حلب نتيجة غارات ببراميل متفجرة، وفي حي الشعار.

 

واستهدف القصف مستشفى “البيان” الجراحي في حي الشعار، مما أسفر عن تضرره وتوقفه عن العمل. كما تضرر مستشفى الحكيم للأطفال في المدينة، ودُمّر مستوصف طبي في حي المعادي.

وشُنت أعنف الغارات على مستشفى ميداني في حي الشعار.

 

وقصف النظام السوري أيضا حي المرجة جنوبي حلب بصواريخ فراغية فقتل أربعة وأصاب آخرين، كما قصف حي المعادي بحلب القديمة فقتل شخصا وجرح العشرات. وتم هذا القصف بالألغام البحرية والصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة.

 

وفي ريف حلب الشمالي، قال مراسل الجزيرة أمير العباد إن قوات المعارضة السورية فكت الحصار الذي ضربه تنظيم الدولة على مارع (35 كلم شمال حلب) منذ أسبوعين، وقطعت الطريق الرابط بينها وبين إعزاز القريبة من الحدود السورية التركية بعد سيطرتها على قرى كُفر كَلبين وكلجبرين وصندف.

 

مقتل المعارض السوري بكور السليم بتفجير بالقلمون  

أفادت مصادر في المعارضة السورية المسلحة بمقتل العقيد بكور السليم قائد قوات أحمد العبدو التابعة للمعارضة المسلحة في القلمون الشرقي ورئيس غرفة عمليات الجبهة الجنوبية، جراء تفجير مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية نفسه أمام أحد المقرات.

 

والعقيد بكور السليم هو عضو مؤتمر الرياض وعضو الهيئة العليا للمفاوضات، وقد انشق عن جيش النظام في منتصف عام 2012، وشارك في تأسيس المجلس العسكري الثوري في دمشق وريفها.

 

وأشارت المصادر إلى أن التفجير أدى أيضا إلى مقتل ثلاثة ضباط آخرين كانوا موجودين في المقر الذي وقع فيه التفجير.

 

وقد نعت الهيئة العليا للمفاوضات مقتل السليم. وقالت في بيان إن “السليم كرّس حياته للدفاع عن الشعب السوري”, مؤكدة أنها “ماضية في سبيلها حتى تتطهر البلاد من قوى الظلم والقمع والإرهاب التي عاثت في الأرض فسادا”.

 

وتخوض القوات التي يقودها السليم منذ مطلع عام 2014 معارك عنيفة ضد تنظيم الدولة في منطقة القلمون الشرقي في ريف دمشق، وتعد من الفصائل الملتزمة بمفاوضات جنيف.

وكانت قوات أحمد العبدو -التابعة للجيش الحر- قد تمكنت أوائل الشهر الجاري من السيطرة على حاجزي ظاظا وكبد لتنظيم الدولة الواقعين على الطريق الدولي دمشق–بغداد شمال شرق منطقة بير قصب في بادية الشام بالقلمون الشرقي.

 

انتقاد أميركي لجهود موسكو بملف المساعدات بسوريا  

انتقدت الخارجية الأميركية جهود موسكو في دعم تسليم المساعدات الإنسانية للمدن السورية المحاصرة رغم تأييدها تلك الجهود ونشرها طائرات داخل سوريا مع إذن باستخدامها.

واتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر روسيا بالتخلي عن التزاماتها التي أعلنتها خلال لقاء المجموعة الدولية لدعم سوريا في مايو/أيار الماضي لإقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالسماح بإيصال المساعدات الإنسانية الأممية في سوريا.

 

وقد انقضى الموعد النهائي ولم تبدأ حتى الآن عمليات نقل الأغذية والأدوية جوا، مما دفع الولايات المتحدة لتوجيه هذه الانتقادات.

 

وقال تونر “نشعر بالتأكيد بخيبة أمل وبعبارة أخف فإن… روسيا لم تتخذ أي خطوات يمكن إثباتها لدعم دعوة المجموعة الدولية لدعم سوريا لتسليم المساعدات الإنسانية جوا”.

 

وأضاف “لقد كانوا (الروس) في فيينا والتزموا أيضا بهذا الموعد النهائي، لذلك كما تعرفون بمقدورهم التصعيد وممارسة ضغوط”، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أجرى اتصالا بنظيره الروسي سيرغي لافروف.

نقل المساعدات

ونوه المتحدث إلى أن موسكو في وضع جيد يمكنها من المساعدة في نقل المساعدات، وقال “تملك روسيا بالفعل أسطولا جويا على الأرض في سوريا ولديها ظاهريا إذن من الحكومة السورية بالتحليق”.

 

ولفت تونر إلى أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد منعت “دخول المساعدات الإنسانية” واستبعدت أدوية وأغذية من بعض القوافل التي سمحت لها بالدخول، معتبرا منع النظام دخول كل الإمدادات “تراجعا عن تعهده ومواصلة لانتهاج سياسة رفض دخول الأغذية والأدوية إلى المحتاجين كأداة حرب”.

 

وفي وقت لاحق، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية طلب عدم كشف هويته إن واشنطن تحاول وضع موسكو “في تحد” مع وعودها بمساعدة المدنيين السوريين المتضررين من النزاع الذي أسفر عن مقتل أكثر من 280 ألف شخص خلال أكثر من خمس سنوات.

 

من جهته أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك أمس الأربعاء أن الحكومة السورية سمحت للأمم المتحدة بإيصال مساعدات إنسانية برا إلى ثلاث مدن محاصرة هي داريا ودوما والمعضمية في ريف دمشق.

 

وطلبت الأمم المتحدة أخيرا السماح لها بإيصال مساعدات إنسانية خلال الشهر الحالي إلى 17 منطقة محاصرة وقد وافقت دمشق أولا على 12 منها.

 

وأوضح المتحدث أن الأمم المتحدة تلقت موافقة على 15 من 17 منطقة محاصرة و”ستستمر في طلب الحصول على موافقات لقوافل برية”.

 

والمنطقتان اللتان لم تحظيا بموافقة الحكومة السورية هما حي الوعر في مدينة حمص (وسط) والزبداني في ريف دمشق.

 

مقتل 130 من “داعش” في معركة طرد التنظيم من منبج

بيروت – فرانس برس

قُتل أكثر من 130 إرهابياً في معركة مستمرة منذ 10 أيام تخوضها قوات سوريا الديموقراطية بدعم من واشنطن لطرد تنظيم “داعش” من مدينة منبج في محافظة حلب، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الخميس.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة “فرانس برس”: “أسفرت المعارك وغارات التحالف الدولي بقيادة واشنطن المستمرة منذ 31 أيار/مايو، تاريخ إطلاق العملية في ريف حلب الشمالي الشرقي، عن مقتل 132 عنصرا من تنظيم داعش”.

وأوضح عبد الرحمن أن غالبية مقاتلي داعش “قُتلوا في غارات التحالف فضلا عن 10 مدنيا، بينهم 11 طفلا”. وأشار أيضا إلى مقتل 21 عنصرا من قوات سوريا الديموقراطية في المعارك.

ومنذ إطلاق التحالف الدولي حملته الجوية في سوريا ضد الإرهابيين في أيلول/سبتمبر 2014، قتل في غاراته 447 مدنيا، بحسب حصيلة للمرصد السوري.

ويدعم التحالف الدولي قوات سوريا الديموقراطية في معاركها ضد تنظيم “داعش”، وآخرها معركة تحرير منبج، أحد أهم معاقل الارهابيين في محافظة حلب في شمال البلاد.

ومنذ اطلاقها عملية منبج، سيطرت قوات سوريا الديموقراطية على 75 قرية ومزرعة في ريف مدينة منبج.

ووصل هذا التحالف من فصائل عربية وكردية، أهمها وحدات حماية الشعب الكردية، الى تخوم منبج الشمالية كما تقدمت من الجهة الجنوبية غربا “لتقطع ناريا المنفذ الأخير للإرهابيين الى خارج المدينة” باتجاه مناطق سيطرتهم، بحسب عبد الرحمن.

وكانت قوات سوريا الديموقراطية تمكنت من تطويق المدينة بشكل كامل من الجهات الشرقية والشمالية والجنوبية. وقطعت طريق إمداد التنظيم المتطرف بين الرقة، معقله في سوريا، ومنبج وصولا الى جرابلس على الحدود التركية.

وأعلن مجلس منبج العسكري، الذي يقود عمليات قوات سوريا الديموقراطية في المنطقة، إن “قواتنا.. اقتربت بمسافة تمكنهم من استهداف إرهابيي داعش داخل المدينة”.

 

دي ميستورا: الوقت لم يحن لجولة محادثات سورية جديدة

النظام السوري يوافق على دخول المساعدات إلى المناطق المحاصرة الـ19

جنيف – رويترز، فرانس برس

كشف مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، اليوم الخميس، أن الأمم المتحدة لن تعقد جولة جديدة من محادثات السلام السورية في جنيف حتى يتفق المسؤولون من كل الأطراف على معايير اتفاق الانتقال السياسي الذي تنتهي مهلة التوصل إليه في الأول من أغسطس/آب.

وقال دي ميستورا للصحافيين: “الوقت لم يحن بعد لجولة ثالثة رسمية من المحادثات السورية”، مضيفاً أنه سمع من روسيا عن إفراج النظام السوري عن “عدد كبير” من المحتجزين، لكنه لايزال يريد الحصول على تأكيد ومزيد من التفاصيل.

وفي سياق آخر، أكد دي ميستورا أن النظام السوري وافق على دخول قوافل المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق الـ19 المحاصرة بنهاية حزيران/يونيو وفق ما أعلن، إلا أنه قال إن “الموافقة لا تعني وصول المساعدات”.

وقال دي ميستورا: “أبلغنا فريقنا في دمشق أنه تم الحصول مبدئيا على إذن” من النظام السوري “لكل المناطق الـ19 المحاصرة”.

لكنه ذكّر أن النظام السوري أعطى مثل هذه الموافقات سابقا، إلا أنه منع القوافل من توزيع الإعانات الضرورية لإنقاذ حياة السكان.

وجاءت تصريحاته بعد الاجتماع الأسبوعي مع فريق المهمات الإنسانية في سوريا، والذي تتشارك روسيا والولايات المتحدة في رئاسته، حيث يحاول منذ أشهر زيادة وصول المساعدات لملايين السوريين المحتاجين.

وواجه الفريق ضغوطا من عدة جهات من بينها فرنسا وبريطانيا للبدء في عمليات إسقاط جوي للمساعدات على المناطق المحاصرة، فيما لا تزال قوات بشار الأسد تغلق طريق القوافل.

وقال دي مستورا إن “جميع الخيارات مطروحة”، معرباً عن أمله في أن تزيد قوافل المساعدات البرية في الأسابيع المقبلة بشكل يجعل من العمليات المكلفة والخطرة لإلقاء المساعدات غير ضرورية.

 

90 ألف طفل سوري يتغيبون عن مقاعد الدراسة

عمان – نادر المناصير

تحذر منظمة “كير” العالمية مع حلول اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال الذي يصادف 12 من يونيو المقبل، من الأثر المباشر للأزمة السورية على مستقبل الأطفال السوريين، حيث أجبر العديد منهم على الانخراط في سوق العمل لتأمين لقمة العيش.

وتقول المنظمة في تقرير لها، حصلت “العربية.نت” على نسخة منه، إنه لا يزال عشرات الآلاف من الأطفال السوريين في المنطقة منخرطين في العمل، ما يؤدي لمواجهتهم للاستغلال والعديد من الظروف القاسية.

وتقدر منظمة العمل الدولية عدد الأطفال العاملين في الأردن بأكثر من 100 ألف طفل، مرتفعاً من 33 ألفاً قبل بداية الأزمة، حيث يمارس حوالي 40 في المائة منهم أعمالاً شاقة وخطرة، كـ”كراجات السيارات” وأعمال الميكانيك، فيما ما يقارب 90 ألف طفل سوري يتغيب عن مقاعد الدراسة.

وقالت مديرة منظمة “كير” العالمية في الأردن، سلام كنعان إن الكثير من الأطفال اللاجئين السوريين في المملكة والمنطقة انقطعوا عن الدراسة، وذلك لاضطرارهم أن يكونوا المعيلين الوحيدين لأسرهم.

وتضيف كنعان أن حوالي ثلث العائلات السورية في الأردن ترأسها نساء، وغالباً ما تخشى النساء اللاجئات أن يكنّ عرضةً لظروف عمل غير ملائمة، أو تعانين من مشقة إيجاد أعمال مضمونة الدخل، ما يجبرهن على الزج بأطفالهن للعمل بدلاً من الالتحاق بالدراسة.

وتعمل المنظمة بتطبيق برنامج “النقد مقابل التعليم” لضمان حق الأطفال السوريين في التعليم وذلك من خلال إبعادهم عن سوق العمل وإعادتهم للمدرسة.

وبدأ البرنامج بمائة طفل في العام 2014 وتوسع ليشمل حوالي 500 طفل في السنة الثانية، بما في ذلك كافة الأطفال الذين تم إشراكهم في السنة الأولى، والبرنامج على وشك دخول عامه الثالث بعددٍ أكبر من الأطفال.

وتقدر كنعان، معدل دخل الطفل السوري العامل الواحد بما يصل إلى 40 دولارا في الشهر.

ودعت المنظمة المجتمع الدولي لتقديم المزيد للعائلات السورية اللاجئة والدول المستضيفة لهم، وتقول كنعان “ودون مصادر دخل وسبل معيشة مستقرة فإن عدد الأطفال السوريين المجبرين على الانخراط في عمالة الأطفال سيتزايد وستتفاقم أوضاعهم وسيبقون محرومين من التعليم”.

 

الخارجية الأمريكية تصرف النظر عن خطاب الأسد الأخير: ثرثار يكرر مقولاته الكلاسيكية

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية(CNN)  — قللت وزارة الخارجية الأمريكية من أهمية التصريحات التي أدلى بها الرئيس السوري، بشار الأسد، الثلاثاء، وتحدث فيها عن استمرار الحرب في بلاده وإشارته إلى أن “سفك الدماء لن ينتهي” في بلاده، ورأت أن موقفه غير مفاجئ ومن “تصرفات الأسد الكلاسيكية”.

 

إذ قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية، مارك تونر، للصحفيين: “لقد نهض (الأسد) ببساطة ليقول ما يقوله دائما، وهو أنه لن يتراجع أبدا، ولن يتنحى أبدا، وسيواصل القتال ولن يعترف أبدا بالدور الذي لعبه مباشرة في تهيئة الظروف التي توجد اليوم في سوريا.”

 

ورأى تونر أن من حق الجيش السوري ملاحقة الجماعات الإرهابية مثل “داعش” و”جبهة النصرة”، لكنه حذر من استهداف جماعات المعارضة المشاركة في اتفاق وقف الأعمال العدائية، الذي تعرض للكثير من الاختراقات منذ إعلان بدء سريانه في فبراير/ شباط الماضي.

 

وكان الأسد قد تعهد أمام مجلس الشعب بالاستمرار في محاربة ما وصفه بـ”الإرهاب”، وأعلن أن عملية السلام للتوصل إلى حل سياسي للأزمة ماتت، وقال: “حربنا مع الإرهاب ستستمر، ليس لأننا نحب الحروب، لأنهم هم من بدأوا الحرب ضدنا، ولكن لأن سفك الدماء لن يتوقف سوى باقتلاع الإرهاب من جذوره أينما كان وبصرف النظر عن أي قناع يرتدي.”

 

ووصف تونر تعليقات الأسد بأنها “مجرد إطناب”، في حين أن إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لم تعلن بعد نهاية لعملية السلام أو اتفاق وقف الأعمال العدائية.

 

كما أضاف تونر أن الولايات المتحدة لا تزال تعتقد أن روسيا وإيران، الداعمين الرئيسيين لنظام الأسد، “يمكنهما على الأقل مناشدة النظام الذي لا يزال لديهما نفوذ عليه لمنع انهيار العملية السياسية أو اتفاق وقف الأعمال العدائية.”

 

دي ميستورا: الوقت لم يحن لجولة جديدة من محادثات السلام السورية

جنيف (رويترز) – قال ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا يوم الخميس إن المنظمة الدولية لن تعقد جولة جديدة من محادثات السلام السورية في جنيف حتى يتفق المسؤولون من كل الأطراف على معايير اتفاق الانتقال السياسي الذي تنتهي مهلة التوصل إليه في الأول من أغسطس آب.

 

وقال دي ميستورا للصحفيين “الوقت لم يحن بعد لجولة ثالثة رسمية من المحادثات السورية.”

 

وأضاف أنه سمع من روسيا عن إفراج الحكومة السورية عن “عدد كبير” من المحتجزين ولا يزال يريد الحصول على تأكيد ومزيد من التفاصيل.

 

(إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

 

تركيا تدين الضربات الروسية لمستشفيات ومدارس في سوريا

أنقرة (رويترز) – أدانت تركيا يوم الخميس الضربات الجوية الروسية لمساجد ومستشفيات ومدارس ومبان مدنية في سوريا وقالت إن هذه جرائم يجب ألا تمر دون عقاب.

 

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن الغارات الروسية تستهدف مستشفيات في مدينة حلب منذ يوم الأربعاء ووصفت هذه الأفعال بأنها غير إنسانية.

 

(إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى