أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 1 تشرين الأول 2015

 

غارات روسية على أهداف سورية… وواشنطن تتوقع فشل «الحل العسكري»

موسكو – رائد جبر – واشنطن – جويس كرم – نيويورك – «الحياة»

شنت مقاتلات روسية أمس حوالى عشرين غارة في وسط سورية بعد ساعات من حصول الرئيس فلاديمير بوتين على تفويض من مجلس الفيديرالية (الشيوخ) باستخدام القوة العسكرية في سورية، وسط دعوات أميركية وغربية حضت موسكو على تجنب استهداف فصائل المعارضة السورية مقابل ضرب «داعش»، في وقت توقعت واشنطن فشل «الحل العسكري» وواصلت طائرات التحالف الدولي- العربي غاراتها على ريف حلب. ودار جدل حاد حول المواقع التي استهدفتها الغارات الروسية وما إذا كانت تابعة لـ «داعش» أم لتنظيمات أخرى. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان القصف طال مواقع لجبهة «النصرة» وفصائل اسلامية.

وجاءت هذه الضربات قبل ساعات من قيام روسيا بتقديم مشروع قرار الى مجلس الأمن يدعو إلى «تنسيق بين كل القوى التي تواجه داعش والبنى الإرهابية الأخرى». (للمزيد)

ولم يطل انتظار التحرك العسكري الروسي بعد قرار مجلس الشيوخ منح الرئيس فلاديمير بوتين التفويض باستخدام القوات المسلحة، إذ أعلنت وزارة الدفاع أن مقاتلات روسية دمرت «تجهيزات عسكرية» و «مخازن للأسلحة والذخيرة» تابعة لتنظيم «داعش» في ثلاث مناطق. وقال الناطق باسم الوزارة الجنرال إيغور كوناشينكوف: «وفقاً لقرار القائد الأعلى للقوات المسلحة فلاديمير بوتين، شنت طائراتنا غارات جوية ووجهت ضربات دقيقة لأهداف على الأرض لإرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية في سورية». وأشار كوناشينكوف إلى أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أبلغ الشركاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي بماهية الأهداف التي تعكف الطائرات الحربية الروسية على تدميرها في منطقة الشرق الأوسط.

وأعربت الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا عن دعمها قرار موسكو شن الغارات. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن رئيس قسم الشؤون العامة فسيفولود تشابلن أن «القتال ضد الإرهاب هو معركة مقدسة اليوم، وربما تكون بلادنا هي القوة الأنشط في العالم التي تقاتلها».

من جهته، قال الناطق باسم البيت الأبيض جوش إيرنست: «من المبكر بالنسبة إلي أن أقول ما هي الأهداف التي استهدفوها (الروس)، وما هي الأهداف التي ضربوها»، مؤكداً أن موسكو لن تستطيع فرض «الحل العسكري» في سورية. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في نيويورك إن الولايات المتحدة لن تعارض الضربات الجوية الروسية في سورية إذا كان الهدف «الحقيقي» منها هزيمة تنظيم «داعش»، معرباً عن «القلق البالغ» في حال لم تستهدف الضربات الروسية «داعش والقاعدة».

ورحب وزير خارجية بريطانيا فيليب هاموند بعزم روسيا استخدام القوة في مواجهة «داعش». لكنه قال إن على موسكو أن تتأكد أن ضرباتها الجوية استهدفت «داعش» والجماعات المرتبطة بتنظيم «القاعدة» لا عناصر المعارضة السورية. وأضاف: «من المهم جدا أن تتمكن روسيا من تأكيد أن العمل العسكري الذي قامت به في سورية موجه لتنظيم داعش والأهداف المرتبطة بتنظيم القاعدة وحسب لا المعارضين المعتدلين لنظام الأسد». وأضاف أن «التحركات الروسية المؤيدة للنظام لا تتوافق مع التنفيذ الفعال للحرب على داعش في سورية».

كما طالبت فرنسا بضمانات في شأن الهدف الحقيقي للضربات الجوية الروسية. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مؤتمر صحافي: «بالطبع تجب محاربة داعش بكل قوة وجماعياً. وجميع أولئك الذين يريدون الانضمام إلينا مرحب بهم بثلاثة شروط: أن الضربات يجب أن توجه الى داعش والمجموعات الإرهابية الأخرى وليس الى المدنيين والمعارضة المعتدلة».

وكانت وكالة «رويترز» نقلت عن مصدر عسكري أميركي أن القوات الجوية الروسية استهدفت مواقع في محيط مدينة حمص وسط سورية، قال إنها ليست تابعة لـ «داعش» فيما أعلن مسؤول عسكري فرنسي أن الطيران الروسي قصف مواقع تابعة لمجموعات معارضة أخرى.

وإذ أعلنت الرئاسة السورية أن التدخل العسكري الروسي جاء بناء على طلب من الرئيس بشار الأسد، أعلن بوتين أن بلاده «لن تنخرط كثيراً في الأزمة السورية»، مشدداً على أنه «على الرئيس الأسد أن يكون مستعداً لتسوية مع معارضة مقبولة». وأضاف: «السبيل الوحيد للتصدي للإرهابيين في سورية هو العمل بشكل استباقي»، مشيراً إلى أن «التدخل العسكري الروسي في الشرق الأوسط سيشمل القوات الجوية وحسب وسيكون موقتاً».

ورصدت الولايات المتحدة بأجهزتها الاستخباراتية والدفاعية التحرك الروسي في سورية، وفق مسؤول أميركي. وقال إن الضربات الروسية «لم تستهدف على ما يبدو داعش بل مجموعات معارضة تحارب الأسد». وأضاف أن روسيا وخلال إبلاغها الولايات المتحدة بالضربات قبل ساعة من تنفيذها في حمص أمس، “قالت إن الجيش الأميركي يجب أن يبقى خارج الأجواء السورية وأن يسحب أي قوات لديه على الأرض مع الثوار».

وأكد مسؤول أميركي رفيع المستوى أن “تحركات روسيا في سورية خطرة، ولم تكن هناك محادثات بشأن عدم تعارض» العمليات. وقال إن الوزير كيري أبلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف «استياء واشنطن من الضربات الجوية».

في نيويورك، أعلن لافروف أن بلاده ستطرح مشروع قرار في مجلس الأمن لإطلاق إطار دولي جديد يهدف الى التنسيق بين كل الأطراف التي تريد محاربة تنظيم «داعش» والتنظيمات الإرهابية الأخرى في سورية. وشدد لافروف على «ضرورة العمل من ضمن الحكومات الشرعية على محاربة الإرهاب».

وقال لافروف في جلسة وزارية ترأسها في المجلس أمس، إن مشروع القرار «يهدف الى بناء أنشطة مشتركة لمحاربة الإرهاب والتنسيق بين القوات» متوقعاً أن يتم «نقاش معمق» حول المشروع خلال شهر تشرين الأولى (أكتوبر).

في المقابل، شدد كيري على أن «داعش»، «لا يمكن أن يهزم طالما أن الأسد في السلطة»، مشيراً الى أن بلاده لا تعارض الضربات الجوية الروسية في سورية إن هي استهدفت تنظيم «داعش»، لكنه شدد على أن بلاده «سيكون لديها هواجس بالغة إن استهدفت الغارات الروسية مناطق لا تنشط فيها تنظيمات داعش وسواها ذات الصلة بالقاعدة وهو ما يطرح أسئلة حول الدوافع الروسية الفعلية وعما إن كانت مقاتلة داعش أم حماية نظام الأسد».

وطالب رئيس الوزراء التركي احمد داود أوغلو بإقامة «مناطق آمنة» في سورية لحماية المدنيين الفارين من البراميل المتفجرة التي يلقيها النظام السوري، ومن هجمات تنظيم «داعش».

ودعا داود اوغلو الى التحرك العاجل لتحقيق «الأمان للسوريين النازحين داخل بلدهم، وإقامة منطقة آمنة خالية من القصف الجوي الذي ينفذه النظام والهجمات البرية التي يقوم بها داعش (الدولة الإسلامية) وغيره من المنظمات الإرهابية».

من جهته، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن «من يقاتلون الإرهاب في سوريا بحاجة للتعاون والتنسيق مع الحكومة».

الى ذلك، ارتفعت أسعار النفط بفعل المخاوف من تفاقم الوضع في سورية. وارتفع الخام الأميركي 21 سنتا إلى 45.44 دولار للبرميل ليتجه صوب إنهاء معاملات أيلول (سبتمبر) على انخفاض سبعة بالمئة. وارتفع خام برنت 32 سنتاً ليسجل 48.55 دولار متجهاً إلى تراجع نسبته تسعة بالمئة هذا الشهر.

 

الغارات الروسية قد تتوسع إلى العراق

بغداد – «الحياة»

احتدم الخلاف العراقي – العراقي حول «المركز الأمني» الذي أعلنت روسيا تشكيله في بغداد، ويضم إضافة إليها، العراق وسورية وإيران، ومهمته المعلنة محاربة «داعش»، ففي مقابل تأييد فصائل «الحشد الشعبي» الشيعية التحالف مع روسيا على حساب أميركا، وجد السنة أن المركز يمثل «انتهاكاً للسيادة العراقية»، فيما استبعد الأكراد مشاركة قواتهم في أعماله.

وأكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس إرسال خبراء عسكريين الى «مركز التنسيق» الذي «أنشئ حديثاً في بغداد للتنسيق بين الطائرات وعمل القوات البرية في سورية».

وعلى رغم أن المهمة الروسية تبدو مركزة على سورية لدعم نظام الرئيس بشار الأسد، فإن اختيار بغداد مقراً للمركز يشير إلى أن العمليات يمكن أن تتوسع إلى العراق خلال المرحلة المقبلة.

وكان «تحالف القوى السنية» اعتبر «الاتفاق على إقامة المركز الأمني الرباعي انتهاكاً للسيادة العراقية»، فيما رحبت به فصائل «الحشد الشعبي» التي تتهم أميركا بدعم «داعش». وقال الناطق باسم «كتائب أهل الحق» جعفر الحسيني في بيان: «إذا كان لا بد من الاستعانة بالجهود الدولية، فإننا نرحب بالانفتاح على دول أخرى غير التحالف الأميركي، الذي أثبت فشله وتواطؤَه مع داعش».

ويبدو أن موقف هذه الفصائل مرتبط بشكل مباشر بتحرك القوات الأميركية لتشكيل قوة سنية لتحرير الأنبار، واستبعاد «الحشد الشعبي» من العملية. وأصدرت الفصائل الشيعية الثلاثة الأكثر قرباً من إيران داخل «الحشد»، وهي: «عصائب أهل الحق» و «كتائب حزب الله» و «بدر»، بياناً مشتركاً مساء أول من أمس حذرت فيه من نشر قوة أميركية على الأرض، لأن ذلك «مقدمة لاحتلال جديد». وأضاف أن «الحكومة المحلية في الأنبار غير مخولة الاتفاق مع طرف خارجي في قضايا تتعلق بالأمن القومي وسيادة البلاد. وإننا في الوقت الذي نعلن بكل حزم رفضنا القاطع التحركات والمساعي الأميركية الأخيرة تثبيت وجود عسكري في الأنبار نطالب السلطتين التنفيذية والتشريعية بالقيام بواجباتهما لحفظ وحدة العراق وسيادته واستقلاله».

وكان التحالف الدولي أكد في بيان الإثنين «أن تقارير وسائل الإعلام الأخيرة التي أشارت الى أن الجيش الأميركي شارك مباشرة في المعارك البرية في الأنبار، غير دقيقة، إذ يواصل التحالف دعمه قوات الأمن العراقية، من خلال الضربات الجوية والمعدات والتدريب وتقديم المشورة والمساعدة في حملة الرمادي».

واعتبر النائب عن «ائتلاف الوطنية» كاظم الشمري في بيان، أن «العراق يرحب بأي جهد دولي أو إقليمي من شأنه مساعدتنا في هزيمة الإرهاب وداعش وتحرير مناطقنا المغتصبة».

وقال رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان حاكم الزاملي إن «الاتفاق بدأ مرحلة التنفيذ، بعد وصول خبراء عسكريين من روسيا وإيران إلى بغداد، لوضع الأسس الخاصة بالتعاون لتقويض داعش».

 

قوات برية إيرانية وصلت إلى سورية

بيروت – رويترز

قالت مصادر لبنانية مطلعة اليوم (الخميس) إن مئات من القوات الإيرانية البرية وصلت إلى سورية منذ حوالى 10 أيام للمشاركة في عملية برية في شمال البلاد، مؤكدة أن “حزب الله” اللبناني يستعد إلى المشاركة في هذه العملية أيضاً.

وأكدت المصادر أن العملية البرية التي سيقوم بها الجيش السوري وحلفاؤه ستواكبها غارات يشنها الطيران الروسي. وأوضح أحد المصادر أن “العمليات الجوية الروسية ستترافق في المستقبل القريب مع تقدم للجيش السوري وحلفائه براً”.

 

 

 

 

بوتين: على الأسد أن يكون مستعداً لتسوية مع المعارضة

موسكو – أ ف ب، رويترز

اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم (الأربعاء) أن على الرئيس السوري بشار الأسد أن يكون مستعداً لـ «تسوية» مع المعارضة المقبولة، فيما قامت روسيا بأولى ضرباتها الجوية دعماً للقوات النظامية في سورية.

وقال بوتين: «نعول على موقفه الفاعل والمرن واستعداده لتسوية لصالح بلاده وشعبه».

وأضاف بوتين أن «السبيل الوحيد للتصدي للإرهابيين في سورية هو العمل بشكل استباقي»، مشيراً إلى أن «التدخل العسكري الروسي في الشرق الأوسط سيشمل القوات الجوية وحسب وسيكون موقتاً».

وأوضح في اجتماع للحكومة إنه لا يزال من الممكن والضروري أن تتحد الجهود الدولية للتغلب على المتشددين في سورية.

من جهة ثانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطيران الروسي قام بأولى ضرباته في سورية فدمر خصوصاً «تجهيزات عسكرية» و«مخازن للأسلحة والذخيرة» لتنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش).

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الجنرال ايغور كوناشينكوف إنه «وفقاً لقرار القائد الأعلى للقوات المسلحة فلاديمير بوتين شنت طائراتنا غارات جوية ووجهت ضربات دقيقة لأهداف على الأرض لإرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية في سورية».

 

الجبير لـ «الحياة»: البحث يتركز الآن على مصير الأسد في المرحلة الانتقالية

نيويورك – راغدة درغام

< قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن البحث جار الآن على ما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد «سيترك الحكم في بداية المرحلة الانتقالية أو يبقى في سورية من دون أي صلاحيات أو امتيازات»، مشدداً على ضرورة أن «نعرف النهاية» المتعلقة بالعملية السياسية وأن «مبادئ جنيف١ ليس لها معنى إن لم يكن هناك قبول بتنحي بشار الأسد من السلطة في سورية». وشدد الجبير في حديث إلى «الحياة» على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، على ضرورة أن لا تكون للأسد «أي صلاحيات» ابتداء من تشكيل هيئة الحكم الانتقالية التي يجب أن تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة، معتبراً أن ذلك يشكل «مبدأ» من المبادئ التي قام عليها بيان جنيف١. وعن معارضة روسيا هذا المبدأ، قال إن «الحل لا يعتمد على روسيا» لأن المبادئ هي «أن لا دور لبشار الأسد في مستقبل سورية، والحفاظ على المؤسسات المدنية والعسكرية في سورية كي لا تعم الفوضى والانهيار، ولكي تستطيع الحكومة السورية أن تحافظ على الأمن وتوفر الخدمات لشعبها ومواطنيها وتواجه التطرف الموجود»، مؤكداً أن لا خلاف على ذلك. (نص المقابلة ص9) وفي حين أشار الى أن الخلاف بين روسيا والمملكة العربية السعودية قائم حول مسألتين هما الموقف من الأزمة السورية و «مد إيران بالسلاح»، إلا أنه أشار الى أن العلاقة الثنائية مع روسيا «يجب أن تكون أوسع مما هي عليه الآن»، إذ إن «حجم المملكة العربية السعودية وحجم روسيا اقتصادياً وسياسياً لا يتماشى وحجم العلاقات بين البلدين». وأفاد بأن بين البلدين «مصالح مشتركة تتعلق بالنفط والزراعة، إضافة لاتفاق تفاهم في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية» وأن «هناك أموراً عديدة يمكن أن نبني عليها علاقات». وقال الجبير إن إيران «أصبحت دولة محتلة في سورية» وإنها «أرسلت آلافاً من فيلق القدس، وميليشيات شيعية مثل حزب الله وغيرها من المنطقة لدعم نظام بشار الأسد». وأضاف:»إذا كانت إيران تريد أن يكون لها دور «في إيجاد حل سياسي في سورية فإن عليها أن تسحب قواتها والميليشيات التابعة لها من سورية. وأشار الى أن ذلك «ليس شرطاً، إنما هو أكبر دور ممكن أن تلعبه إيران في سبيل مساعدة سورية للخروج من الأزمة التي تمر بها الآن». وعن الحوار بين السعودية وإيران، قال إن «المسألة تتعلق بأفعال إيران وليس بأقوالها»، مشيراً إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي ومنذ الثورة الإيرانية تواجه سياسة عدوانية من إيران التي «تتدخل في شؤون المنطقة في لبنان وسورية والعراق واليمن، وتحاول تهريب متفجرات إلى البحرين وإلى المملكة العربية السعودية، وأن تبني خلايا في الدول العربية من أجل التخريب». وأضاف إن إيران «هي أكبر راع للإرهاب في العالم، وهي تعمل من أجل زعزعة الاستقرار في المنطقة، وإذا أرادت بناء علاقات طيبة مع جيرانها يجب عليها أن تتعامل معهم على مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤونهم، ونحن نرحب بذلك». ودعا إيران الى أن تحدد ما إذا كانت دولة أم ثورة» وأنها إن كانت «تريد تصدير ثورتها وتعيد الإمبراطورية الفارسية كما يصفها كبار المسؤولين فيها فلا نستطيع التعامل معها». وقال الجبير إنه لا يتوقع أن تتغير العلاقات الأميركية- الإيرانية «بالشكل الذي يتوقعه بعض المحللين في المنطقة» لأن الولايات المتحدة «لا تزال تنظر الى إيران كأكبر داعم للإرهاب في العالم». وعن الوضع في اليمن، رأى الجبير أن «هناك مؤشرات تبشر بالخير، وهناك محاولات من قبل المبعوث الأممي أعتقد أنها قد تؤدي إلى نتيجة». وشدد على أنه «في نهاية الأمر هناك حل سياسي، ونحن متفائلون بأنه إذا أدرك الحوثيون وقوات صالح أن مشروعهم لا يستطيع أن ينجح في اليمن، فهذا قد يجعلهم يقبلون العملية السياسية». وأضاف: «الهدف هو إعادة الشرعية والدفاع عن المملكة وإبعاد الخطر الذي تشكله الصواريخ والطائرات على المملكة وفتح المجال للحل السياسي في اليمن» وأنه «لا بد للحل في اليمن أن يكون سياسياً وليس عسكريا». وحذر الحوثيين من أنهم «إذا تحركوا وقاموا بأعمال عدوانية، سيُرد عليهم، وإذا أرادوا السلم فالباب مفتوح. والحل معروف وهو مبني على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن ٢٢١٦».

 

روسيا لبّت طلب الأسد مساندته بغارات جوية والغرب لا يُصدق أنها استهدفت مواقع “داعش

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

في أكبر تدخل لموسكو في الشرق الاوسط منذ عشرات السنين، شن الطيران الحربي الروسي أمس غاراته الجوية الاولى في سوريا بناء على طلب الرئيس السوري بشار الاسد. وقوبلت هذه الغارات بتشكيك الغرب والمعارضة السورية في اهدافها اللذين قالا انها لم تستهدف تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) بل مواقع للمعارضة المدعومة من الغرب ولا سيما منها “الجيش السوري الحر”.

 

لكن وزارة الدفاع الروسية ردت في بيان بان الطيران الروسي استهدف ثمانية اهداف لتنظيم “الدولة الاسلامية” في سوريا، مدمرا خصوصاً مركز قيادة للتنظيم المتطرف. وقالت: “هاجمنا ثمانية اهداف. وقد اصيبت كلها. ان الاهداف وخصوصاً مركز قيادة لارهابيي تنظيم الدولة الاسلامية دمرت تماما”.

ونقلت الوكالات الروسية للانباء عن الناطق باسم الوزارة ايغور كوناشنكوف: “أريد ان اوضح ان كل هذه الغارات جرت بعد القيام بعمليات استطلاع جوية بناء على معلومات استخبارية قدمتها السلطات السورية”.

ووزعت وزارة الدفاع الروسية شريط فيديو عن الغارات الجوية تظهر فيه ثلاثة مواقع وقد اصيبت بالقصف وهي تشمل “مخازن ذخائر واسلحة وعتاد عسكري”.

ورداً على الانتقادات لاستهداف الغارات مواقع لـ”الجيش السوري الحر”، قال الكرملين إن معظم “الجيش السوري الحر” انضم الى داعش”.

وأوردت وكالة “سبوتنيك” الروسية للانباء عن الناطق الصحافي باسم السفارة الروسية في تل ابيب يفغيني بيسكونوف: انه “وفقا للتعليمات التي وردت من موسكو، أعلمنا صباح اليوم الجانب الإسرائيلي بالقرار الذي اتخذ”.

وأوضح مصدر امني سوري ان الغارات الروسية استهدفت “مواقع ارهابية” في محافظتي حمص وحماه.

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال جلسة لمجلس الأمن : “من يريدون حقا قتال الإرهاب في سوريا عليهم أن يتعاونوا وينسقوا العمل مع الحكومة السورية التي يقاتل جيشها وقواتها الإرهاب”.

 

المعارضة السورية

في المقابل، قال مدير الدفاع المدني في ريف حمص الشمالي الذي تسيطر عليه المعارضة عبد المنعم اسطيف عبر الانترنت: “نقلت فرقنا اليوم 43 شهيدا مدنيا بينهم ستة اطفال واكثر من مئة جريح” نتيجة الغارات الروسية التي استهدفت تلبيسة والرستن والزعفرانة والمكرمية. ونفى استهداف اي مقار للفصائل، موضحا ان المقار التابعة لـ”جبهة النصرة” (فرع القاعدة في سوريا) و”حركة احرار الشام “موجودة على اطراف هذه المدن والبلدات التي تديرها مجالس محلية مدنية.

واتهم رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” خالد خوجة موسكو بان هدف غاراتها الجوية “ابقاء” الاسد في السلطة وليس قصف مواقع “داعش”، كما تحدث عن مقتل 36 مدنيا في القصف الروسي لموقع في محافظة حمص.

 

تشكيك غربي

وصرح وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر بانه “من المرجح” ألا تكون هناك قوات لـ”الدولة الاسلامية” في المناطق التي استهدفها القصف الروسي. واضاف: “ان مقاربتهم محكومة بالفشل”، معتبراً ان “ما يقومون به لن ينجح وهو غير بناء”.

واضاف ان الاستراتيجية الروسية عندما لا تلحظ وجود عملية انتقالية سياسية ورحيل بشار الاسد عن السلطة انما تؤدي الى “صب الزيت على النار”.

وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان “أية غارات من هذا النوع سترسم علامات استفهام حول النيات الحقيقية لروسيا وهل هي قتال داعش ام حماية نظام الاسد”. واكد ان “علينا ألا نخلط، ولن نخلط، بين قتالنا داعش ودعم الاسد”.

الا ان البيت الابيض كان اكثر حذرا في تعليقه على الغارات الروسية عينه، اذ رأى انه من السابق لاوانه تحديد المواقع التي استهدفتها.

وكان كيري اتصل بنظيره الروسي سيرغي لافروف ووصف الغارات الروسية بانها غير بناءة. كما اعتبرت واشنطن ان هذه الغارات لن تغير شيئا في المهمات العسكرية التي يقوم بها الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد “داعش” في كل من سوريا والعراق.

وكشف مسؤول أميركي ان موسكو اشعرت واشنطن بالغارات قبل شنها بساعة، وقال الكرملين إن هدفها مساعدة الرئيس بشار الأسد على صد المتشددين الإسلاميين.

وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي بان الإشعار بالهجوم جاء من مسؤول روسي في بغداد طلب من القوات الجوية الأميركية تجنب المجال الجوي السوري خلال المهمات.

وصرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بان”هناك اشارات تدل على ان الغارات الروسية لم تستهدف داعش”.

وقال الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس شتولتنبرغ خلال زيارة للولايات المتحدة: “إنني قلق من التقارير التي تقول ان الغارات الجوية الروسية في سوريا لم تستهدف الدولة الإسلامية”. واشار الى ان موسكو أبلغت الحلف الغربي انها تقدم مساعدة عسكرية للاسد. لكنه دعا روسيا الى أن تسعى الى نهاية ديبلوماسية للحرب السورية.

 

بوتين

وحصل هذا التسارع في التدخل الروسي في سوريا على خلفية اختبار قوة بين الرئيس الاميركي باراك اوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شأن مستقبل الاسد، ذلك ان الاول يعتبره “طاغية” لا يمكن ان يكون له دور في مستقبل سوريا، في حين ان الثاني يعتبره اساسيا في الحرب على “داعش”.

وقال بوتين خلال اجتماع للحكومة الروسية ان على روسيا ان تتحرك بشكل استباقي لضرب الجهاديين في سوريا قبل ان يصلوا الى اراضيها. واضاف في تصريحات متلفزة: “الطريقة الوحيدة الصحيحة لقتال الارهاب الدولي هي التصرف بشكل استباقي وقتال المقاتلين والارهابيين على الاراضي التي يسيطرون عليها والقضاء عليهم، وعدم انتظار وصولهم الينا”. وأمل ان يقبل الرئيس السوري بـ”تسوية”، قائلا: “التسوية النهائية والدائمة للنزاع في سوريا ممكنة فقط على اساس اصلاح سياسي وحوار مع القوى السليمة في البلاد…اعرف ان الرئيس الاسد يتفهم ذلك وانه مستعد لمثل هذه العملية”.

وشدد بوتين على ان التدخل العسكري الروسي في سوريا يقتصر على الغارات الجوية دعما للقوات الحكومية السورية، مستبعدا في الوقت الحاضر ارسال قوات على الارض. وقال: “تم ابلاغ كل شركائنا المخططات والتحركات الروسية في سوريا”، داعيا “كل الدول المهتمة بمكافحة الارهاب” للانضمام الى مركز التنسيق الذي انشأته سوريا وايران والعراق وروسيا في بغداد.

وجاءت هذه الغارات قبل ساعات من تقديم روسيا مشروع قرار الى مجلس الامن يدعو الى “تنسيق بين كل القوى التي تواجه تنظيم الدولة الاسلامية والبنى الارهابية الاخرى”.

 

داود اوغلو

من جهة أخرى، طالب رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو في كلمته امام الجمعية العمومية للامم المتحدة باقامة “مناطق امنة” في سوريا لحماية المدنيين الفارين من البراميل المتفجرة التي يلقيها النظام السوري، ومن هجمات “داعش”.

 

رسائل سياسية وعسكرية في كل الاتجاهات.. وواشنطن «متفهمة»

الغارات الروسية: حرب سوريا إلى أين؟

كتب محرر الشؤون العربية:

غداً يوم آخر. فما بعد الجولة الأولى من الغارات الروسية الاولى من نوعها لا في سوريا وحسب، بل في منطقة الشرق الاوسط منذ الحرب الأفغانية في القرن الماضي، تكون الحرب في سوريا، وعليها، قد دخلت مسارا جديدا، تماما مثلما تدخل المنطقة برمّتها فصلا جديدا، مع احتمالات عدة، تتراوح ما بين التفاؤل الكامل، أو نقيضه التشاؤمي.

هذا في المشهد العام. في التفاصيل التي لا تقل أهمية ان روسيا لم تنتظر طويلا بعد خطاب الرئيس فلاديمير بوتين في نيويورك، وبادرت، بعد رسالة الرئاسة السورية التي تطلب الإسناد الجوي، الى تنفيذ سلسلة من الغارات شملت محافظات حمص واللاذقية وحماه، وتنوعت أهدافها، ولم تستثن فصيلا، من تنظيم «داعش» الى «جبهة النصرة» الى «حركة أحرار الشام» وصولا حتى الى فصائل تابعة لما يسمى «جيش الفتح» و «الجيش الحر»، بما يعنيه ذلك من رسالة روسية صارمة ان ولاءات وانتماءات هذه الفصائل إقليمياً، لا تعني موسكو شيئا.

وفي التفصيل ايضا، ان الروس تعمدوا إبلاغ الجميع (باستثناء فرنسا على ما يبدو) بما في ذلك الولايات المتحدة، ان سماء سوريا يجب أن تُخلى من الطائرات خلال ساعة. أما كيف تبلغ الاميركيون بالغارات الروسية، فهي رسالة اخرى لا تقل أهمية: عبر جنرال روسي يعمل في غرفة العمليات العسكرية المشتركة المقامة في بغداد (تضم العراق وايران وسوريا وروسيا)، توجه الى السفارة الاميركية في العاصمة العراقية وأبلغهم «شفهيا» بقرار الكرملين بدء الغارات.

ولم يعترض أحد (باستثناء الاحتجاج الفرنسي المضحك). حتى ان الاميركيين بدوا مرتبكين في التعاطي مع عاصفة الغارات الروسية المفاجئة في سرعتها واتساعها. فتارة قالوا إن الغارات تنسجم مع تفاهم بوتين ونظيره الاميركي باراك اوباما قبل يومين بالقضاء على تنظيم «داعش»، ثم قالوا إن الروس لم ينتظروا التنسيق العسكري معنا، ليكتمل مشهد الارتباك في ظهور وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى جانب نظيره الروسي سيرغي لافروف، لا للاعتراض على الهجوم الروسي، بل للتشديد على أهمية التنسيق والتفاهم بين موسكو وواشنطن، أقله على الصعيد العسكري، مع تأكيد أهمية الحفاظ على وحدة الاراضي السورية.

لكن العاصفة الروسية التي فتحت معادلات جديدة اقليميا ودوليا، والتي وضعتها موسكو مرارا في اطار دعم مؤسسات الدولة السورية والجيش السوري ومكافحة الارهاب المتمدد في المنطقة في ظل فشل «التحالف» الذي أعلنته الولايات المتحدة قبل عام ولم يساهم في دحر التنظيمات التكفيرية في المنطقة برمّتها، بل في تناميها، تطرح، وستطرح في الايام المقبلة، العديد من الاسئلة والهواجس.

ماذا بعد الغارات الجوية، خصوصا ان الطلب الرئاسي السوري لم يتضمن دعوة لعمل بري، وبوتين كررها أمس ان لا نية للعمل على الارض مباشرة، وهناك من يذكّر بأن الحملة الجوية التي شنها «التحالف» الاميركي في العراق وسوريا لم تحقق نتائج جيدة؟ كما ان هناك من يذكّر بأن للحملة الروسية عناصر أكثر فاعلية لأنها تستند الى اعتماد على وجود الجيش السوري على الارض بكثافة، وهو كما اكد بوتين خلال الايام الماضية، الجهة الوحيدة المؤهلة والقادرة على خوض المعركة ضد الارهاب. إلا ان الاجابة عن التساؤل ستنتظر ما ستحمله الغارات الجوية من نتائج خلال الايام وربما الاسابيع المقبلة.

ولا تتوقف الاسئلة هنا: هل هي بداية نهاية للحرب السورية؟ ام انها بداية تصعيد جديد فيها؟ هل هي ضوء في نهاية نفق السنوات الخمس المظلمة؟ وهناك سؤال آخر سيظل مطروحا: ماذا يريد الروس فعليا؟ وهل هو تدحرج اقليمي نحو تصعيد اكبر، ام انه مؤشر على بلورة تفاهمات، سورية، اقليمية ودولية، ربما حان قطافها؟ ومن سيخرج رابحا في المشهد الجديد الذي اقتحمه الروس بقوة؟ وما هي لائحة الخاسرين عربيا واقليميا بعد اكثر من اربعة اعوام من الرهانات على إسقاط دمشق، من دون جدوى، إلا تضخيم المأساة السورية وخسارات السوريين شعبا ودولة؟

وتتوالى الاسئلة: هل تفتح الغارات الطريق أمام «جنيف 3» اكثر واقعية؟ ام ان الغارات تمثل عمليا إجهاضا لخيارات مساري «الجنيفين»؟ وهل يمثّل الاقتحام الروسي انقلابا على خيار «المناطق الآمنة» في الشمال، مع التذكير بأن الضربات الجوية أمس استهدفت في من استهدفت، «حركة أحرار الشام» المرتبطة بقوة بالاستخبارات التركية، وفصائل في «جيش الفتح» الممتد في ولاءاته الى الأتراك وبعض الخليجيين؟

ومهما يكن، فإن الغارات الروسية التي تجددت في وقت متأخر من ليل امس، أشاعت الكثير من اجواء التفاؤل بين شريحة كبيرة من السوريين. تفاؤل سيظل رهينة في الايام المقبلة، لما ستتمخض عنه الضربات الجوية لمقاتلات «السوخوي» المتطورة، على صعيد مئات الجبهات السورية الممتدة على مساحة هذا الوطن الممزق.

الغارات

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن الطيران الروسي قام بعشرين طلعة جوية، وأصاب ثمانية أهداف لتنظيم «داعش» في سوريا، مدمراً خاصة مركز قيادة للتنظيم.

وذكرت الوزارة «هاجمنا ثمانية أهداف، وقد أصيبت جميعها. إن الأهداف، وخاصة مركز قيادة لإرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية، دُمّرت تماما».

وقال المتحدث باسم الوزارة أيغور كوناشنكوف انه تم تسجيل «20 طلعة» أمس. وأضاف «أريد أن أوضح أن كل هذه الضربات جرت بعد القيام بعمليات استطلاع جوية بناءً على معلومات استخباراتية قدمتها السلطات السورية».

وكان كوناشنكوف قد أشار إلى أن «وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أبلغ الشركاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي بماهية الأهداف التي تعكف الطائرات الحربية الروسية على تدميرها، وأنها تستهدف المعدات العسكرية ونقاط الاتصال والعربات، إضافة إلى مستودعات الذخيرة وخزانات الوقود التابعة للإرهابيين».

ووزعت وزارة الدفاع الروسية شريط فيديو حول الغارات الجوية، تظهر فيه ثلاثة مواقع وقد أصيبت، وهي تضم «مخازن ذخائر وأسلحة وعتاداً عسكرياً».

وقال مصدر أمني سوري رفيع المستوى، لوكالة «فرانس برس»: «شنت طائرات روسية وسورية ضربات جوية عدة، استهدفت مواقع للإرهابيين في محافظتي حماه وحمص»، موضحاً أن الضربات الجوية التي استهدفت مناطق في محافظة اللاذقية شنها الطيران السوري بمساعدة من الطيران الروسي في عملية «تحديد الأهداف».

ونقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري انه «تنفيذاً للاتفاق بين سوريا وروسيا لمواجهة الإرهاب الدولي، والقضاء على تنظيم داعش وبالتعاون مع القوى الجوية، نفذ الطيران الروسي عدة ضربات جوية استهدفت أوكار إرهابيي داعش». وأشار إلى أن الغارات استهدفت مناطق الرستن وتلبيسة والزعفرانة ودير فول في محافظة حمص، ومناطق تلول الحمر وعيدون ومحيط السلمية في محافظة حماه.

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن إن «الضربات الروسية استهدفت في محافظة حمص مقار تابعة لجبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية، المتحالفة معها في إطار «جيش الفتح»، بالإضافة إلى فصائل أخرى مقاتلة».

وفي محافظة حماه، قال عبد الرحمن إن القصف استهدف مواقع لفصائل إسلامية و «النصرة» بالإضافة إلى فصائل أخرى، تُصنّف على أنها «معتدلة»، مشيراً إلى أن الغارات استهدفت في بلدة اللطامنة مستودع أسلحة تابعاً لـ «جيش العزة»، التابع لـ «الجيش الحر»، وهو فصيل يحظى بدعم عربي وأميركي.

بوتين

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماع للحكومة الروسية في موسكو، إن «تنظيم داعش الإرهابي أعلن روسيا عدواً له منذ فترة طويلة». وأضاف ان «آلاف المسلحين من مختلف الدول يقاتلون في صفوف الإرهابيين»، محذراً من أنهم «إذا نجحوا في سوريا فإنهم سيعودون حتماً إلى بلدانهم، وسيأتون إلى روسيا». وأكد أن «الطريق الصحيح الوحيد لمكافحة الإرهاب الدولي في سوريا يتمثل في القيام بخطوات وقائية، وتصفية المسلحين والإرهابيين في المناطق التي قد سيطروا عليها، من دون أن ننتظر قدومهم إلى بيوتنا».

وتابع «نحن بالطبع لا ننوي أن نغرس رأسنا في النزاع السوري. وسننفذ خطواتنا في الأطر المحددة بدقة. أولاً، سندعم الجيش السوري فقط في كفاحه الشرعي للتنظيمات الإرهابية تحديداً، وثانيا سيكون هذا الدعم جوياً فقط من دون مشاركة في عمليات برية، وثالثاً، مثل هذا الدعم سيقتصر من ناحية الزمن على فترة قيام الجيش السوري بإجراء عمليات هجومية».

وأوضح بوتين، الذي تلقى ضوءاً أخضر من مجلس الاتحاد الروسي لضربات جوية بناءً لطلب الرئيس بشار الأسد، أن «موسكو أبلغت جميع شركائها الدوليين عن خطتها وخطواتها في سوريا»، داعيا «كل الدول المعنية إلى الانضمام لعمل المركز التنسيقي في بغداد». وقال «روسيا كانت دائماً تؤيد ولا تزال تؤيد مكافحة الإرهاب الدولي»، مؤكدا أن «ذلك يجب أن يجري وفقاً للقانون الدولي، وفي إطار قرارات يتخذها مجلس الأمن الدولي في هذه الحالات، أو بطلب من جهة تحتاج إلى المساعدات العسكرية».

واعتبر أن «السبيل الوحيد لخروج سوريا من أزمتها هو الإصلاح السياسي والحوار بين كل قوى البلد السلمية»، مشيراً إلى أنه يرى أن الأسد مستعد للإصلاح والحوار. وعبّر عن أمله أن يتخذ الرئيس السوري «موقفا فاعلا ومرنا»، ويكون مستعدا لحلول يرتضيها بلده وشعبه.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الحملة الجوية الروسية في سوريا لن تمتد إلى العراق، وإن الطائرات الروسية لا تستخدم المجال الجوي العراقي في تنفيذ الهجمات داخل سوريا. وأضاف أن العراق لم يطلب من موسكو شن ضربات جوية ضد المتشددين الإسلاميين على الأراضي العراقية.

واشنطن

وكان بارزاً تبليغ موسكو واشنطن بالغارات عبر المركز الاستخباري الموجود في بغداد. وأوضح مسؤول عسكري أميركي أن جنرالاً روسياً يعمل في مركز التنسيق لمكافحة الإرهاب الذي أنشأته في بغداد، سوريا وإيران والعراق وروسيا، زار السفارة الأميركية وأبلغنا شفهيا بالضربة الوشيكة، فيما أشار آخر إلى أن موسكو منحت واشنطن إشعارا قبل ساعة من الضربات، وهي طلبت من الطائرات الأميركية وقف التحليق فوق سوريا.

وأعلن نائب وزير الدفاع الأميركي روبرت وورك أن الولايات المتحدة قلقة من أن روسيا شنت ضربات جوية في سوريا من دون محادثات عسكرية مسبقة مع واشنطن، واصفاً التحركات الروسية بأنها «عدوانية». وقال «نحن قلقون مما حدث هذا الصباح (امس). ما تم الاتفاق عليه بين الرئيسين هو أن جيشينا سيتحادثان حتى لا يقع اشتباك في العمليات»، مضيفاً «لا أعتقد أن هذا إخفاق.. أعتقد أنه عمل عدواني من جانب روسيا حاليا قبل مناقشاتنا بين جيشينا».

وحاول البيت الأبيض تلطيف الأجواء مع روسيا، بعد انتقاد مسؤولين أميركيين للغارات واعتبارهم أنها لم تستهدف مواقع لـ «داعش» بل مواقع للمعارضة السورية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست «من المبكر بالنسبة لي أن أقول ما هي المواقع التي استهدفوها، وما هي الأهداف التي ضربوها».

وقال وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر انه «من المرجح» ألا تكون هناك قوات لتنظيم «داعش» في المناطق التي استهدفتها الغارات الروسية، معتبراً أن مقاربة روسيا في سوريا «مصيرها الفشل». وقال إن «الإستراتيجية الروسية عندما لا تلحظ وجود عملية انتقالية سياسية ورحيل بشار الأسد عن السلطة إنما تؤدي إلى صب الزيت على النار».

وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمام مجلس الأمن، أن الولايات المتحدة لن تعارض الضربات الجوية الروسية في سوريا إذا كان الهدف «الحقيقي» منها هزيمة «داعش».

وقال كيري، الذي اتصل بنظيره الروسي سيرغي لافروف، «إذا كانت أفعال روسيا في الآونة الأخيرة وتلك التي تجري الآن تعبيراً عن التزام حقيقي بهزيمة ذلك التنظيم، فإننا مستعدون للترحيب بهذه الجهود وإيجاد سبيل لمنع التعارض بين عملياتنا ومن ثم مضاعفة الضغوط العسكرية على داعش والجماعات المتحالفة معه»، مشيراً إلى أن مثل هذه المحادثات قد تحدث قريبا هذا الأسبوع.

وأعلن لافروف، الذي كان يترأس جلسة لمجلس الأمن بعنوان «دعم السلام في العالم.. تسوية النزاعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومواجهة التهديد الإرهابي»، أن روسيا مستعدة لفتح «قنوات اتصال مستمرة» مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وأضاف كيري «ستستمر الولايات المتحدة والتحالف في عملياتنا الجوية المتواصلة. وقد نفذنا عددا من الضربات على أهداف تابعة لداعش في سوريا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، منها ما كان قبل ساعة فحسب» في إشارة إلى غارة قرب حلب.

وتابع «أوضحنا أننا سنشعر بالقلق البالغ إذا ضربت روسيا مناطق ليست فيها أهداف لداعش والقاعدة». واعتبر أن «أي ضربات من هذا النوع ستضع علامات استفهام حول نيات روسيا الحقيقية وهل هي القتال ضد داعش أم حماية نظام الأسد». وتابع «يجب ألا نخلط ولن نخلط بين قتالنا داعش ومساندة الأسد. وداعش نفسه لا يمكن هزيمته ما دام بشار الأسد رئيسا لسوريا».

وكان لافروف قد دعا، خلال جلسة مجلس الأمن، إلى استغلال إمكانيات هيئات الأمم المتحدة، مثل لجنة الأركان العسكرية، عند تخطيط العمليات العسكرية المشتركة ضد «داعش».

وقال «نرى أنه من الضروري البدء من التعريف الواضح للأولويات. وهناك فهم واضح بأن الخطر الرئيسي هو العدوان الإرهابي الذي يتجسد في أعمال داعش. وبحسب رؤيتنا، يجب أن نتبع ذلك بخطوات عملية في ثلاثة مجالات رئيسية». وأكد أنه لا ينبغي محاربة التطرف الدولي من دون الحصول على موافقة من سلطات البلدان المعنية.

وقال «من الضروري توفير مواكبة خارجية متزنة وشاملة للعملية السياسية بمشاركة روسيا والولايات المتحدة والسعودية وإيران وتركيا ومصر والإمارات والأردن وقطر. ونعتبر أنه يجب على الاتحاد الأوروبي أن يلعب دورا مفيدا».

وسارعت باريس للتحفظ على الضربات الروسية إذا لم تكن تستهدف «داعش»، مشيرة الى ان موسكو لم تبلغها مسبقا بالضربات، فيما اتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم باريس «بدعم الإرهاب». ورحب وزير خارجية بريطانيا فيليب هاموند بعزم روسيا استخدام القوة في مواجهة «داعش»، لكنه قال إن على موسكو أن تتأكد من أن ضرباتها الجوية استهدفت «الدولة الإسلامية» والجماعات المرتبطة بتنظيم «القاعدة» لا مقاتلي المعارضة السورية.

 

غارات روسية جديدة في سوريا..ومحادثات عسكرية مع واشنطن

أغارت طائرات روسية اليوم الخميس على مواقع يسيطر عليها مسلحون متشددون، بينهم “جبهة النصرة”، في محافظتي ادلب وحماه، بحسب ما افاد مصدر أمني سوري.

وقال المصدر “أغارت اربع طائرات حربية روسية على مقرات لجيش الفتح في جسر الشغور وجبل الزاوية في ريف ادلب كما استهدفت اهدافا للجماعات المسلحة بينها مقرات ومخازن اسلحة في قرية الحواش عند سفح جبل الزاوية في ريف حماة الغربي”.

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن طائراتها نفذت ثماني غارات خلال الليل وقصفت أربع أهداف لـ”داعش”، وأن هذه الأهداف “حددت بناء على معلومات استخبارية موثوقة”.

بدوره، أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن “تحديد مواقع التنظيمات الإرهابية والمتطرفة التي يستهدفها سلاح الطيران الحربي الروسي في سوريا، يجري بالتنسيق مع القوات المسلحة السورية”.

وقال بيسكوف إن الجانب الروسي “أخذ على عاتقه تمويل عملية القوات الجوية الروسية في سوريا لمكافحة الإرهاب”، مشيراً إلى أن “عمل هيئة الأمن الفيدرالية الروسية وغيرها من الأجهزة الخاصة في البلاد في هذا المجال يحمل طابعا منتظما ودائما بهدف كشف مخططات الإرهابيين والحيلولة دون تنفيذها”.

إلى ذلك، قررت وزارة الدفاع الروسية إشراك سفن الإنزال البحري للرد السريع المنتشرة في مياه المتوسط في العملية الجوية الروسية في سوريا، لحماية المنشآت العسكرية الروسية في طرطوس واللاذقية.

ونقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية عن مصدر عسكري قوله إن “قوات أسطول البحر الأسود سوف تكون في مقدمة القوات المشاركة في هذه العملية بما يخدم حماية نقطة الدعم الفني والإسناد في طرطوس والقاعدة الجوية المؤقتة في اللاذقية”.

وكشف عن أنه “سيتم كذلك إلحاق قوات خاصة بمشاة البحرية إضافة الى قوات تابعة لفرقة الإنزال الجوي الجبلية السابعة”.

وفي هذا الإطار، أفادت “إنترفاكس” في وقت سابق نقلا عن مصادر محلية مطلعة أنه شوهدت في البحر الاسود سفينتا “كورولوف” و”ألكسندر أوتراكوفسكي” الكبيرتان وهما تعبران مضائق البحر الأسود في طريقهما الى المتوسط.

إلى ذلك، اعتبر مصدر عسكري سوري أن “الدعم العسكري الروسي سيحدث تغييراً كبيراً في مجريات الحرب المستمرة منذ اكثر من أربع سنوات، خاصة من خلال قدرات الاستطلاع المتطورة التي يمكن أن تحدد الأهداف التابعة لمقاتلي المعارضة.

 

وأضاف المصدر “أكيد سوف يحصل تغيير كبير على مجريات الحدث الميداني بحكم ما لدى الجيش الروسي من تقنية متطورة، من سلاح حديث، خاصة في استطلاع وتحديد الأهداف.”

واليوم، جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على أن الضربات الجوية الروسية في سوريا لا تستهدف سوى “داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية”، مرجحا فتح قنوات تنسيق مع العسكريين الأميركيين في أقرب وقت.

وحث وزير الخارجية الروسي خلال مؤتمر صحافي عقده في نيويورك في ختام محادثات أجراها مع نظيره الأميركي جون كيري “على عدم الاستماع لتصريحات البنتاغون في ما يتعلق بعمليات روسيا العسكرية في سوريا”.

وفي هذا الشأن، قال لافروف “لقد قيل كل شيء من قبل وزارة الدفاع الروسية، أرجو ألا تستمعوا لتصريحات البنتاغون بشأن ضرباتنا الجوية”.

وأضاف “هناك قلق من جانب الشركاء الأميركيين بأن الأهداف ليست هي الأهداف التي يجب ضربها والبعض يقول بأن هناك دلائل على ذلك، ولكن نحن قمنا بتوضيح هذا الأمر وشرحه بشكل واضح”، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الأميركي والأعضاء الآخرين في مجلس الأمن “يرحبون بالخطوات الروسية” وأنه ليس “هناك نوايا مسبقة للتصادم مع طيران التحالف الدولي”.

وذكر لافروف أن هناك تغيرا في المواقف الأميركية بشأن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، مشيراً إلى أن خروج الأخير من الساحة السياسية في هذه الظروف “أمر غير واقعي”.

ولفت لافروف الى أن الرئيس الروسي عبر عن المخاطر التي قد تتعرض لها روسيا بشكل واضح. وقال إن “التهديد الأساسي يكمن بأن الآلاف من المقاتلين من دول الاتحاد السوفييتي السابق ومن روسيا قد يعودون بعد ذلك ويمارسون هذه الأعمال على الأراضي الروسية وهو خطر رئيسي نحذر منه”.

وأكد الوزير الروسي أنه ينبغي على جميع الأطراف السورية أن تجلس إلى طاولة الحوار من دون استثناء، مضيفا أن بعض الأطراف السورية تطرح شروطا إضافية لحل الأزمة بضغط خارجي.

كما أشار لافروف إلى أن موسكو تود أن تصبح سوريا دولة مدنية آمنة تضم جميع مكونات المجتمع، معتبراً ان اللقاء مع كيري والحوار الذي دار بين الرئيسين الأميركي والروسي “يمثل فرصة طيبة لصياغة نهج جيد تجاه الوضع في سوريا وفي الإقليم والمنطقة”، لافتاً إلى أن “الاتصالات ستستمر مع وزير الخارجية جون كيري”، وأن الجانبين “منفتحان على الحوار والاتصال في ما بينهما”.

من جهته، وصف وزير الخارجية الأميركي محادثاته مع نظيره الروسي بـ”المثمرة”، مؤكداً نية الوزيرين “عقد لقاء إضافي بمشاركة الخبراء العسكريين في أقرب وقت”.

وقال كيري “لقد اتفقنا على إمكانية عقد اجتماع بمشاركة العسكريين في أقرب وقت ممكن، ومن الممكن عقده الخميس، لبحث إمكانية إحداث انفراج في الوضع في سوريا”.

وذكر كيري أنه ناقش مع لافروف ” السبل المختلفة لمحاولة وضع حد للنزاع، وسيتم بحث بعض السبل في المستقبل”، موضحا “لا بد من أن أناقشها في واشنطن”.

إلى ذلك، ذكر مصدر في قصر الإليزيه اليوم أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرانسوا هولاند “سيبحثان الأزمة السورية على هامش قمة رباعية النورماندي في باريس” غداً الجمعة.

(“روسيا اليوم”، “سبوتنيك”، أ ف ب، “رويترز”)

 

مسؤول تركي: التحالف الروسي الإيراني يهدف لتحقيق مكاسب سياسية بسوريا

أنقرة- الأناضول – قال مساعد الأمين العام لرئاسة الجمهورية التركية، المتحدث باسمها، إبراهيم قالن، إن الهدف الرئيسي للتحالف الروسي الإيراني هو تحقيق مكاسب سياسية مفيدة للبلدين، أكثر منه إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش.

 

وأوضح قالن، في مقال له نُشر الخميس في صحيفة “ديلي صباح”، تحت عنوان “أنقذوا الشعب السوري، وليس الطاغية المجرم”، أن تعزيز روسيا وجودها العسكري في سوريا وتقديمها الدعم للرئيس السوري، بشار الأسد، أثار موجة جديدة من الجدل السياسي والتحركات الدبلوماسية.

 

ولفت إلى أن السؤال المتبادر إلى الأذهان هو لماذا لم يشن النظام السوري، المدعوم بالسلاح والمعلومات الاستخبارية من جانب روسيا وإيران وحزب الله، أي هجمات ضد تنظيم داعش، في حين أنه قتل الكثير من السوريين وقصف المدن وأجبر الملايين على النزوح من ديارهم، وفي المقابل لم يبادر التنظيم إلى شن هجمات ضد النظام.

 

وأفاد أن نظام الأسد وتنظيم داعش “يتغذيان من بعضهما، وعلى الأدق يعملان معًا من أجل وأد الأمال بسوريا ديمقراطية وتعددية، من خلال المعارضة المعتدلة”، مضيفًا أن “داعش” أصبح “أداة عملية في الحرب السورية، يستخدمها الجميع من أجل إظهار صواب سياستهم في سوريا والعراق”.

 

وأوضح أن غاية الأسد كانت منذ البداية جر العناصر المتطرفة والمحبذة للعنف، إلى الحرب السورية، ثم الإعلان للعالم أنه يحارب المجموعات الأصولية من أجل سوريا علمانية، مشيرًا أن النظام السوري هو من خلق الظروف المؤدية إلى توسع وانتشار تنظيم داعش.

 

ومضى قائلًا “على العكس مما قاله الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فإن التضحية بالشعب السوري من أجل من وصفه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما بالطاغية، لهي خطأ فادح”.

 

ولفت إلى أن عدم قيام التحالف الغربي بأي تحرك مهد الطريق أمام روسيا من أجل الوصول إلى وجود عسكري ذو شان في سوريا، مضيفًا “الهدف الرئيسي للتحالف الروسي الإيراني هو تحقيق مكاسب سياسية مفيدة للبلدين، أكثر منه إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش”.

 

وأشار أن الدعم الروسي العلني لنظام الأسد يهدف إلى إبعاد الأنظار عن مناورات موسكو العسكرية في أوكرانيا والقرم، وأن العالم يتحدث عن سوريا أكثر من ضم جمهورية القرم إلى الاتحاد الروسي، والحرب المستمرة في أوكرانيا.

 

وأضاف “لا شك في أن من الضروري أن تكون روسيا وإيران جزءًا من مهد إقليمي واسع يهدف إلى حل الأزمة السورية، إلا أن ذلك لا يعني القبول بدعم نظام يرتكب الجرائم”.

 

وختم قالن مقاله بالقول: إن الحل مرتبط لتقوية المعارضة المعتدلة في سوريا، وبذلك تتمكن من إدارة العملية السياسية وحماية الشعب السوري، وإنشاء سوريا جديدة على أساس فوقية القانون والديمقراطية والتعددية والشفافية، وتشكيل المناطق الآمنة هو الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح ليلتقط الشعب السوري أنفاسه إزاء هجمات النظام السوري وداعش.

 

روسيا تبدأ غاراتها في سوريا… وأمريكا تتهمها بتجنب قصف «الدولة»

الكرملين: معظم الجيش الحر انضم لـ«الدولة» ناشطون يتهمون موسكو باستهداف المدنيين

موسكو ـ واشنطن ـ لندن «القدس العربي» ـ وكالات: شنت روسيا ضربات جوية ضد أهداف في سوريا، أمس الاربعاء، في أكبر تدخل للكرملين في الشرق الأوسط منذ عشرات السنين، وأبلغت القوات الجوية الأمريكية بالابتعاد أثناء قيام طائراتها الحربية بمهام.

وتأكيد موسكو أنها هاجمت تنظيم الدولة الإسلامية طعنت فيه على الفور واشنطن ومصادر المعارضة السورية. واعتبر وزير الدفاع الأمريكي أن الاستراتيجية الروسية في سوريا «تصبّ الزيت على النار». وأضاف «يبدو أن الضربات الجوية الروسية في سوريا كانت في مناطق ربما لم تكن فيها قوات للدولة الإسلامية».

وقال مسؤول أمريكي إن موسكو منحت واشنطن إشعارا قبل ساعة من الضربات التي قال الكرملين إن الهدف منها مساعدة الرئيس بشار الأسد أوثق حليف لموسكو في المنطقة على صدّ المتشددين الإسلاميين.

وأعطت روسيا والولايات المتحدة روايات متضاربة عن الأهداف التي ضربت فيما يؤكد التوترات المتزايدة بين خصمي الحرب الباردة سابقا بشأن قرار موسكو بالتدخل.

وقال مسؤولون أمريكيون إن أهدافا في منطقة حمص هي التي تعرضت للضرب وليس مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.

كما قال مسؤول عسكري أمريكي إن هذه الغارات الروسية استهدفت قوات معارضة وليس جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية، بعكس التصريحات الروسية.

وفي السياق نفسه قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في كلمة القاها أمام مجلس الأمن الدولي إن الولايات المتحدة لن تعارض الضربات الجوية الروسية في سوريا إذا كان الهدف «الحقيقي» منها هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.

وجاءت هذه الضربات قبل ساعات من قيام روسيا بتقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن يدعو إلى قيام «تنسيق بين كل القوى التي تواجه تنظيم الدولة الإسلامية والبنى الإرهابية الأخرى».

إلا أن فرنسا سرعان ما تحفظت على الضربات الروسية في حال لم تكن تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في تصريح صحافي من نيويورك الأربعاء «هناك إشارات تفيد بأن الضربات الروسية لم تستهدف داعش»، مضيفا أنه «لا بد من التحقق من الأهداف» التي ضربتها الطائرات الروسية.

وقال ناشطون وسكان محليون ومعارضون إن المناطق في محافظة حمص السورية التي تعرضت لضربات جوية روسية أمس الأربعاء تخضع لسيطرة جماعات معارضة من بينها عدة جماعات تعمل تحت قيادة «الجيش السوري الحر». ولم يذكر أي من المصادر الدولة الإسلامية على أنها واحدة من الجماعات التي تعمل في المناطق التي تعرضت للضرب أمس الأربعاء.

غير أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن الطيران الروسي قام بعشرين غارة جوية وأصاب «ثمانية أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية» في سوريا، مدمرا بشكل خاص مركز قيادة للتنظيم المتطرف.وقالت إنها ضربت مستودعات أسلحة وذخيرة وبنية أساسية للاتصالات ومستودعات وقود تابعة للدولة الإسلامية. وفي وقت لاحق أمس قال الكرملين إن «معظم الجيش السوري الحر انضم للدولة الإسلامية».

وقال رئيس جماعة معارضة سياسية سورية مدعومة من الغرب ان الضربات الروسية قتلت 36 مدنيا على الأقل وكانت موجهة الى أهداف ليس فيها وجود لمقاتلي الدولة الإسلامية أو مقاتلين لهم صلة بتنظيم القاعدة.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن ظهر الأربعاء مقتل 27 مدنيا في قصف جوي استهدف مدينتي الرستن وتلبيسة بالإضافة إلى بلدة الزعفرانة في حمص.

وقال عبد الرحمن إن الضربات الروسية تسببت بمقتل خمسة مقاتلين.

وتسيطر قوات النظام على مدينة حمص مركز المحافظة باستثناء حي الوعر، وعلى مناطق أخرى في المحافظة، فيما يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق واسعة في الريف الشرقي أبرزها مدينة تدمر الأثرية.

اما المناطق التي طالها القصف في حماة، فمعظمها تحت سيطرة فصائل إسلامية وأخرى «معتدلة»، فيما تسيطر جبهة النصرة وفصائل مبايعة لتنظيم الدولة الإسلامية على بعضها الآخر.

ووفقا لمصدر عسكري مؤيد للحكومة السورية «وقعت خمس ضربات في خمس مناطق في حمص في سوريا». وقال إن مناطق أخرى ربما قصفت أيضا.

ومنطقة حمص مهمة لسيطرة الأسد على غرب سوريا. وإذا سيطرت المعارضة على هذه المنطقة فسيشطر ذلك غرب البلاد الذي يسيطر عليه الأسد ويفصل دمشق عن مدينتي اللاذقية وطرطوس الساحليتين حيث توجد لروسيا منشأة بحرية.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن ضرب حمص وجماعات المعارضة وليس الدولة الإسلامية يبين ان الهدف الرئيسي للكرملين هو دعم الأسد.

ويعني تدخل موسكو أن الصراع في سوريا انتقل خلال بضعة أشهر من حرب بالوكالة قامت خلالها قوى خارجية بتسليح وتدريب معظم السوريين على قتال بعضهم البعض إلى صراع دولي تتدخل فيه القوى العسكرية الرئيسية في العالم ماعدا الصين مباشرة في القتال.

ويثير هذا مخاطر وقوع حوادث عسكرية بين قوى خارجية ويزيد الضغوط لإيجاد حل دبلوماسي لكنه لا يجعل الأمر أكثر سهولة.

وكانت الطائرات الروسية بدأت القيام بمهام بعد ان أعطى مجلس الاتحاد في البرلمان الروسي الرئيس فلاديمير بوتين تأييدا بالإجماع لشن ضربات بعد طلب من الأسد بتقديم مساعدة عسكرية.

وفي انتقاد مقنع يبدو أنه موجه إلى واشنطن قال متحدث باسم بوتين في وقت لاحق إن التصويت يعني ان موسكو ستكون من الناحية العملية البلد الوحيد في سوريا الذي يقوم بعمليات «على أساس مشروع» وبناء على طلب «الرئيس الشرعي لسوريا».

وكانت آخر مرة منح فيها البرلمان الروسي لبوتين حق استخدام القوة العسكرية في الخارج وهو مطلب فني بموجب القانون الروسي عندما استولت موسكو على منطقة القرم في أوكرانيا العام الماضي.

وقال بوتين متحدثا بعد الضربات الجوية إن السبيل الوحيد لمحاربة «الإرهابيين» في سوريا هو القيام بضربات استباقية. وقال ان التدخل العسكري الروسي في الشرق الأوسط سيشمل فقط القوات الجوية وسيكون مؤقتا.

وقال الزعيم الروسي إنه ما زال يعتقد أن الحل النهائي لمشاكل سوريا هو حل سياسي.

وقال بوتين «إنه لا يمكن إيجاد حل نهائي طويل الأجل في سوريا إلا على أساس إصلاح سياسي وعلى أساس حوار بين القوى المعتدلة في البلد».

وأضاف «أعرف ان الرئيس الأسد يدرك ذلك وهو مستعد لمثل هذه العملية. إننا نعول على موقف نشط ومرن وعلى استعداده لحل وسط».

ويقوم تحالف تقوده الولايات المتحدة بالفعل بتوجيه ضربات للدولة الإسلامية في العراق وسوريا. لكن بوتين سخر من الجهود الأمريكية يوم الاثنين في كلمة بالأمم المتحدة، مضيفا انه يجب تشكيل تحالف أشمل وأكثر تنسيقا لهزيمة المتشددين.

من جهة ثانية طالب رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأربعاء بإقامة «مناطق آمنة» في سوريا لحماية المدنيين الفارين من البراميل المتفجرة التي يلقيها النظام السوري، ومن هجمات تنظيم الدولة الإسلامية.

ودعا داود اوغلو الى التحرك العاجل لتحقيق «الأمان للسوريين النازحين داخل بلدهم، وإقامة منطقة آمنة خالية من القصف الجوي الذي ينفذه النظام والهجمات البرية التي يقوم بها داعش (الدولة الإسلامية) وغيره من المنظمات الإرهابية».

 

روسيا أبلغت إسرائيل قبل شن غارتها الجوية في سوريا

SEPTEMBER 30, 2015

 

القدس ـ أ ف ب: صرح مسؤول إسرائيلي لوكالة فرانس برس أن موسكو أبلغت إسرائيل الأربعاء بأنها على وشك أن تشن غارات جوية في سوريا قبل تنفيذها.

وقال المصدر الأمني «شنت طائرات روسية وسورية ضربات جوية عدة الأربعاء، استهدفت مواقع للإرهابيين في محافظات حماة وحمص (وسط) واللاذقية (غرب)».

وصرح مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته أن روسيا أبلغت إسرائيل مسبقا بالعملية.

 

بشار الأسد التاجر الأبرز لنفط «تنظيم الدولة».. و«دولة الخلافة» تهرّب البترول عبر الدواب أو أنابيب بدائية

أنقره ـ «القدس العربي» من بسام البدارين: عدد الجنود الأتراك الذين قتلهم تنظيم «الدولة الإسلامية» ضمن مناوشات حدودية يصل إلى خمسة جنود فقط. ومؤخرا بعد نمو الضغط على الدولة التركية نفذت عمليات ضد تجمعات التنظيم بذراع الجيش التركي وتم تشديد إجراءات الحدود وخصوصا في القرى التي تقول تقارير الإعلام إنها تتضمن نقاط عبور لصالح «تنظيم الدولة».

الحملة التركية المعاكسة وخلال عشرة أسابيع انتهت باعتقال وتوقيف نحو عشرة آلاف شخص بينهم أتراك، بتهمة محاولة العبور بصورة غير شرعية لأراضي تنظيم «الدولة الإسلامية». وقصة «غض البصر» والتراخي الأمني لتأمين عبور المجاهدين الذين يلتحقون بـ»تنظيم الدولة»، حسب الباحث في مركز الشرق الأوسط للدراسات أوتون اورهان، مجرد فبركات إعلامية تغذيها ماكينة إعلامية مناكفة لتركيا، إضافة إلى أنها ادعاءات لا أدلة عليها ولو توفرت هذه الأدلة لاصطادها خصوم تركيا وأعلنوها.

حتى المسؤولين الأتراك الذين قابلتهم «القدس العربي» اعترفوا بأن الحدود مع العراق وسوريا تشهد أحيانا نشاطا لصالح تنظيم «الدولة الإسلامية» او غيرها، لكنها مشكلات حدودية بكل الأحوال ليست مبرمجة ولا يمكن السيطرة تماما عليها ليس في تركيا ولا في أي مكان في العالم، إضافة إلى أنها مشكلات يحاول الجيش والأمن التركيان أصلا مواجهتها وبصفة يومية.

«إبتسامة ساخرة»، تبرز على وجه أورهان عندما تطرح «القدس العربي» سؤالا حول قصة «المتاجرة بالنفط مع دولة داعش»؟… والجواب على شكل استغراب من «جدية» طرح مثل هذه المسألة لأن دولة داعش تهرب او تبيع النفط المهرب، إما في الغالونات المحمولة على الأكتاف او على الدواب، او عبر أنابيب بدائية جدا تزرع في القرى الحدودية هنا وهناك.

المعنى ان تجارة تنظيم «الدولة الإسلامية» النفطية لا تغري تركيا بكل الأحوال لأنها تتعلق بكميات بائسة جدا، لذلك يبدو الاتهام مضحكا برأي الأتراك الذين يشيرون إلى أن دولة مثل تركيا غير نفطية لن تجازف برعاية عمليات بيع لنفط غير شرعي، مع التأكيد على حقيقة تقرها جميع المؤسسات النفطية وقوامها: التاجر الأول بالنفط مع تنظيم «الدولة» هو نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وفقا للرواية التركية الرسمية ما يحصل على الحدود مع سوريا والعراق هو نفسه ما يحصل على اي حدود في الكرة الأرضية، خصوصا مع دول فيها نزاعات وحروب أهلية حيث يوجد مزارعون وبحارة صغار يجتهدون في ابتكار اساليب التهريب البائسة التقليدية، وطبعا يوجد بين هؤلاء بعض الأتراك بدون شك لكنهم يجازفون بمخالفة القانون ولا تسيطر عليهم الدولة.

وعندما يتعلق الأمر بالمازوت والديزل والبنزين والمحروقات يتم تحويل كميات صغيرة جدا عبر انابيب بدائية مزروعة على أطراف حدود تزيد عن 1000 كيلومتر، حتى هذه الأنابيب يبحث عنها الجيش التركي ويدمرها لكنها سرعان ما تظهر في مكان آخر لأن التهريب لا يمكن السيطرة عليه تماما في حدود شاسعة لبلدان ملتهبة وبدون وجود دول مركزية تتعاون فيما بينها.

رغم ذلك يحدث ان تجارا أتراكا يقيمون عمليات شرعية للتصدير عبر الشمال الكردي للعراق فتنتقل البضائع وفقا لقياسات السوق ومتطلباته وهذا أمر طبيعي، فيما تدعم تركيا رسميا اللاجئين والنازحين على طول شريطها الحدودي مع سوريا وتقدم لهم المساندة بالغذاء والدواء والطعام والماء، خلافا لدعم علني وغير سري لمجموعات مسلحة تقاوم النظام السوري وهو دعم لا تخفيه أنقرة أصلا.

 

روسيا لا تستطيع هزيمة تنظيم «الدولة» وحدها… وجودها سيطيل الحرب ويشعل تمردا سنيا واسعا

أوراق واشنطن الرابحة: مناطق آمنة في الجنوب والشمال ودعم الأكراد والعشائر السنية

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: كتب الصحافي المعروف ديفيد إغناطيوس في صحيفة «واشنطن بوست» معلقا على خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قائلا إن «بين السطور اعترافا حزينا بالفشل: فلم تكن الولايات المتحدة قادرة على تنظيم استراتيجية رابحة للتعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية، وربما علينا أن نترك الأمر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحاول».

ولاحظ إغناطيوس أن خطاب الرئيس أوباما يحمل رسالتين: واحدة تقول إن الولايات المتحدة تعلمت من العقد الماضي أنها لا تستطيع بنفسها فرض الاستقرار على أرض أجنبية، أما الثانية فهي استعداد واشنطن للتعاون في «المستنقع» السوري مع «أي دولة بمن فيها روسيا وإيران».

ومقارنة مع اعتراف أوباما هاجم بوتين السياسة الخارجية لأمريكا والتي حملها مسؤولية القلاقل في العراق وسوريا واليمن وليبيا. وبحسب رايان كروكر، السفير الأمريكي في العراق «فقد لعبت روسيا ورقتها الرهيبة بمهارة وطوينا نحن ورقتنا الجيدة».

وقال «لقد استطاع الروس تحويل موقفهم الدفاعي إلى هجومي لأننا كنا غائبين». ويعتقد إغناطيوس أن الروس لن ينجحوا في سوريا والعراق أكثر من الولايات المتحدة.

ومع ذلك فبوتين يربح في الوقت الحالي لعبة التصورات. وهو ما سيخلق وضعا ترى فيه دول المنطقة تراجعا أمريكيا من المنطقة تماما كما فعلت بريطانيا عام 1971 عندما انسحبت من قواعدها العسكرية شرق قناة السويس، خطوة نظر إليها الشهقة الأخيرة للإمبراطورية البريطانية.

 

مرحلة تقييم

 

ويرى إغناطيوس أن التدخل العسكري الروسي يأتي في وقت تقيم فيه واشنطن نكساتها التي واجهتها في محاربة «تنظيم الدولة» في العراق وسوريا.

وأشار للتقييم الصريح الذي تم في حزيران/يونيو في الكونغرس وقدمته الباحثة ليندا روبنسون في مؤسسة راند. وكان تقييم المؤسسة صادما للجميع حيث أشار إلى ضعف القوات العسكرية العراقية التي قالت روبنسون إنها «ليست قوة فاعلة».

وفي الوقت الذي وصف التقرير البيشمركه الأكراد بأنهم قوات «قادرة» لكنهم في «مزاج دفاعي» وهم بهذه المثابة ليسوا رصاصة الرحمة كما يعتقد البعض.

وفي الوقت نفسه لا تزال القبائل السنية في البداية، أما برنامج تدريب المعارضة السورية فهو «قليل ومتأخر».

ودعت روبنسون بأدب لتعديل الاستراتيجية الأمريكية إما بالعمل مع حلفاء جدد أو بشكل فردي من خلال إرسال قوات جديدة أو التحول لتطبيق استراتيجية محدودة تقوم على «جز العشب» بين فترة وأخرى.

 

لا يستطيع

 

ويتساءل الكاتب في ظل هذا القصور الأمريكي هل على أوباما ترك الساحة لبوتين؟ ويجيب أن تصرفا كهذا سيكون خطأ فادحا. لأن بوتين ورغم تفاخره واختياله لا يمكنه الانتصار لوحده على «تنظيم الدولة».

بل على العكس فالتدخل الروسي بالتعاون مع إيران سيؤدي لزيادة التمرد السني. وسيرى حلفاء واشنطن في المنطقة – السعودية وتركيا وحتى إسرائيل تخلي واشنطن عنهم مدعاة لفوضى في المنطقة أكبر مما تعيشه الآن.

ويرى إغناطيوس إن أوباما رغم تشتت استراتيجيته في الوقت الحالي لديه عدد من الأوراق الذي يمكنه لعبها مثل فرض مناطق آمنة في شمال وجنوب البلاد، تتمكن من خلالها المعارضة السورية من التدريب وإعادة عمل المؤسسات الحكومية.

وستخلق المناطق الآمنة واقعا جديدا يؤكد عدم قدرة الأسد على العودة لما قبل الانتفاضة 2011. والورقة الثانية هي الأكراد والقبائل السنية، حيث يمكن زيادة دعم 25.000 مقاتل كردي و 5.000 مقاتل من أبناء العشائر يزحفون بعد تجهيزهم نحو عاصمة «التنظيم» في الرقة. وكان بوتين قد اعترف بقوة الأكراد وضرورة دعمهم.

ويحذر إغناطيوس روسيا من مغبة تداعيات تدخلها في المنطقة فقانون الآثار غير المقصودة يطبق عليه كما طبق على جورج دبليو بوش في عراق عام 2003.

ويجب والحالة هذه أن يعترف بوتين بالعبء الذي تحمله لحرب «تنظيم الدولة» وأن الحل الوحيد هو عملية دبلوماسية تقوم على «نقل للسلطة منظم» كما دعا إليه أوباما ويشمل بالضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.

 

لا لخيار بوتين

 

ولهذا السبب يرى روجر بويز المعلق في صحيفة «التايمز» أن وصفة بوتين في الأمم المتحدة الداعية لصفقة مع الأسد مقابل التركيز على حرب «تنظيم الدولة» لا يمكن شراؤها وعلى الغرب رفضها جملة وتفصيلا ليس لأن بوتين والأسد يحكمان بلديهما منذ عام 2000 بالقمع، ولكن لأن العرض التبسيطي للأزمة لا يأخذ بعين الاعتبار رد السنة الذين قد يثورون بطريقة تجعل ما جرى ويجري اليوم في العراق مجرد لعبة صغيرة.

كما أن الغرب لا يمكنه الاختيار بين شرين: الأسد أو «تنظيم الدولة ـ داعش»، فما هو معروف لدى الجميع هو أن الأسد يقف وراء المذابح والتشريد في سوريا.

وقام نظامه بالتعاون مع الجهاديين لضرب المعارضة التي وصمها بالإرهاب. وينعى الكاتب على بعض الدول الغربية التي تشتري وصفة بوتين: «تنظيم الدولة» أولا.

ولو كان الأمر بيد بوتين لجعل «داعش» يستمر للأبد. وفي الوقت الذي دعا فيه الرئيس الروسي لتحالف دولي ضد الجهاديين فإن مساهمته كانت تقديم سلاح جديد للأسد كي يضرب مواقع المعارضة في حلب «ويقوم بوتين تحت غطاء مواجهة «تنظيم الدولة» بقتل كل شخص يمكن أن يجلس في المستقبل مع الأسد والتفاوض حول المشاركة بالسلطة». وحذر من تنافس في مواجهة الجهاديين، بين تحالف 4+1 (روسيا وسوريا والعراق وإيران إضافة لحزب الله) والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

ويرى أنه لن يتم حل مشكلة «تنظيم الدولة» طالما لم يتم التصدي للأسد «إسال أي لاجئ يصل إلى أوروبا، وكلهم يقول إنه لا يهرب من «تنظيم الدولة» ولكن الأسد الذي شردهم من وطنهم».

 

هوس بإيران

 

ولهذا فقبول الغرب بحل بوتين المقترح للأزمة يعني قبوله بنفوذ روسيا في المنطقة وهو ما طبع تعليقات عدد من المحللين اليمنيين الذي رأوا في فشل استراتيجية أوباما ضد «تنظيم الدولة» تراجعا من المنطقة.

والسبب واضح كما يرى كون كوغلين في «دايلي تلغراف» الذي قال إن أوباما استثمر كثيرا من أجل عقد صفقة مع «آيات الله» في إيران وهو ما جعله يتجاهل المشاكل الأخرى في المنطقة.

ويرى كوغلين أن أوباما ومنذ وصوله للسلطة عام 2009 وخطابه الذي ألقاه في جامعة القاهرة في العام نفسه ووعد فيه «ببداية جديدة» حقق ما يريد هذا العام بالاتفاق مع إيران. فالبداية الجديدة هي التخلي عن المنطقة أو تكييف علاقات واشنطن معها بطريقة ما.

ويرى الكاتب أن موقف أوباما من الأزمة السورية دليل واضح على هذا، فلم يلتفت للأزمة السورية إلا بقدر ودخل الحرب ضد «تنظيم الدولة» مترددا، وهو ما ترك فراغا ملأته الآن روسيا.

ويحلم الرئيس الروسي بتقوية موقع بلاده في العالم العربي، فهو كعميل سابق للكي بي جي- الاستخبارات السوفييتية – يعي المعارك التي دارت على أرض العرب بين «كي جي بي» و»سي آي إيه» في الخمسينيات والسيتنيات من القرن الماضي لفرض السيادة على العالم العربي والتنافس على ثرواته النفطية.

ويرى غوكلين أن اهتمام بوتين بالعالم العربي بدأ منذ غزو العراق الذي عارضه واستغل اهتمام أوباما بالملف الإيراني وعمل على تأكيد مصالحه في المنطقة.

ولاحظ الكاتب نشاطا محموما للدبلوماسية الروسية خلال العامين الماضيين التي قامت بتقوية الصلات مع دول عربية.

وواصل في الوقت نفسه دعمه العسكري للأسد. ومن هنا فمن حق أوباما المطالبة برحيل الأسد لكن ليست لديه الوسائل لتحقيق هذا. وبالمقارنة فقد وفر بوتين الضمانات لبقاء النظام السوري.

وبسبب هوس أوباما بالملف الإيراني فلم يبق لديه أوراق للعبها في المسألة السورية والذي يتصدى لها اليوم هو بوتين وليس أمريكا.

 

تعاون مشروط

 

ومع ذلك ترى صحيفة «فايننشال تايمز» في افتتاحيتها أن الولايات المتحدة يجب عليها التعامل مع المبادرة الروسية بحذر.

وقالت «على الولايات المتحدة أن لا يكون لها أي وهم حول الدوافع الحقيقية وراء دعوة بوتين لمواجهة «تنظيم الدولة». فروسيا تواجه تهديد التطرف الإسلامي، وتريد موسكو أيضا أن تحتفظ بموطئ قدم لها في سوريا، وأكثر من هذا يريد بوتين أن يحرف نظر العالم عن النزاع في أوكرانيا والذي حوله إلى منبوذ دولي… ويريد إظهار أن روسيا هي قوة عظيمة ولا يمكن تجاهلها».

وتقول الصحيفة أن مشكلة واشنطن تنبع من حقيقة الخطة التي يملكها بوتين تجاه سوريا وهو ما لا يوجد لديها. فبعد الكوارث الأمريكية في العراق وأفغانستان تجنب أوباما مغامرات عسكرية في الخارج.

وعليه فبوتين في وضع يسمح له باستغلال الفراغ الذي تركه الغرب. ومع ذلك فلا تحتاج الولايات المتحدة للانضمام إلى المبادرة الروسية، ولكنها قد تستخدمها دبلوماسيا كي تضغط على موسكو التعاون في عملية نقل السلطة من الأسد. مشيرة إلى أن مخاطر الحرب في سوريا التي تحولت إلى ساحة تدريب للإرهابيين. وترى الصحيفة أن تعاون واشنطن مع موسكو يجب أن لا يكون من دون شروط. فعلى بوتين التعاون في أوكرانيا من خلال سحب قواتها من شرق أوكرانيا.

 

مواصلة الحشود

 

ولم توقف الحملة الدبلوماسية في الأمم المتحدة روسيا عن مواصلة الحشود العسكرية. وذكرت صحيفة « التايمز» أن روسيا أرسلت ستا من أكثر طائراتها المقاتلة تطورا إلى سوريا لترجيح كفة الحرب لصالح الأسد.

وشوهدت عدة طائرات (إس يو-34 فولباكس) في قاعدة اللاذقية الجوية. وربما وصلت الطائرات الست فوق بحر قزوين ثم إيران ثم العراق ووصلت سوريا.

وسجل موقع (فلايترادار24) الذي يرصد حركة الطيران طائرة عسكرية روسية (تي يو 154) تسلك ذلك المسار يوم الاثنين أي في اليوم نفسه الذي التقى فيه بوتين مع أوباما في نيويورك.

وربما كانت طائرة (تي يو 154) ترافق الطائرات الست من طراز (إس يو 34) حيث تم تصويرها من المدونين لدى وصولها إلى المطار بحسب موقع (ذي ايفييشانيست).

وقال ناشط سوري في اللاذقية أن 4 طائرات (إس يو 34) ربما وصلت في 28 أيلول/سبتمبر واثنتين يوم أمس. وأضاف الناشط الذي يطلق على نفسه اسم مجدي أبو ريان أن «الحركة في المطار لا تتوقف فهناك طائرات حربية وطوافات تقلع وتحط « طوال الوقت.

وقال أيضا إنه «لا يسمح بالاقتراب من المطار وحتى للضباط والجنود السوريين. الإدارة روسية 100% ما عدا بعض الرتب السورية العالية والخبراء الذين يصاحبون الروس أحيانا إلى المطار».

وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي نشرتها أمريكا هذا الشهر أنه وصل للاذقية ما لا يقل عن 28 طائرة عسكرية روسية – 12 إس يو 25 فنسر و12 إس يو 25 فروغفوت طائرات هجوم أرضي وأربع طائرات إس يو 30 إس أم.

ونقلت الصحيفة عن دوغلاس باري، خبير الطيران العسكري لدى المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إنه لا يستطيع تأكيد وصول طائرات إس يو 34 في اللاذقية ولكن التطور «يجعل من طائرات القتال جو أرض بعيدة المدى والتي تستطيع حمل بعض أحدث الصواريخ الروسية. فإن كانت الفكرة ضرب مقرات «تنظيم الدولة» أو ضرب مخازن الأسلحة الخاصة به ستسمح لك الطائرة بذلك».

وأضاف باري، لا بد من استخدام الطواقم الروسية لتشغيل طائرات إس يو 34 و إس يو 30 إس أم المتطورة لأن الجيش السوري لم يتدرب عليها.

 

مخاوف أمريكية

 

وتخشى الولايات المتحدة من أن يؤدي الحشد العسكري إلى زيادة نيران الحرب في سوريا. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) وخبراء في السياسات أن دعم روسيا لنظام الأسد المتهالك سيطيل أمد الحرب ولن تكون الحشود عاملا مهما في هزيمة «تنظيم الدولة» بل على العكس قد تعمل على صب النار على الزيت. وقالوا إن وصول مقاتلات روسية جديدة يوم الاثنين ستعزز من قدرة الروس على شن غارات جوية، وهو وما سيدعم القوات السورية في الميدان. كما رصد تحليق طائرات استطلاع روسية فوق مناطق المعارضة التي يلقى بعضها دعما من الولايات المتحدة.

ويقول الخبراء إن تقديم روسيا معلوماتها الأمنية عن مناطق المعارضة للنظام السوري ستزيد الحرب وهو ما سيحبط الحل الدبلوماسي.

وسيدفع الدول العربية لزيادة دعمها للمعارضة السورية. وكان عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي قد ألمح يوم الثلاثاء إلى أنه في حالة غياب حل سياسي لا يشمل رحيل الأسد فسيزيد شحن الأسلحة وغيرها من الإمدادات لجماعات المعارضة.

وكان وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر قد حذر في الأسبوع من الماضي من مخاطر الحشد العسكري التي قال إنها ستصب الكاز على النار.

ولكن الخبراء يرون أن الحشد العسكري يساعد تركيا على تحقيق عدة أهداف: منع انهيار نظام الأسد، وبناء موطئ قدم لها في المنطقة وهو ما سيمسح لها بالبقاء حتى بعد رحيل الأسد. وفي حالة نجحت روسيا بتدمير «تنظيم الدولة» فسيكون هذا جيد لها.

ويقول صناع السياسة الأمريكية إن مواجهة «تنظيم الدولة» ليست أولوية روسيا فقط. ويشيرون إلى طبيعة الأسلحة التي أرسلتها روسيا مثل «أس يو- 30» ذات المدى البعيد والتي لا تهدف لضرب الجماعات المتطرفة فقط ولكن لإقناع منافسي روسيا على عدم إنشاء مناطق آمنة.

وقال القائد العام لقوات الحلفاء في أوروبا الجنرال فيليب بريدلاف إن روسيا بإرسالها أسلحة نوعية إلى سوريا تريد أن ينظر نظرة متساوية على المسرح الدولي وتريد حرف العالم عن أوكرانيا، أما الهدف الثالث فهو الوصول إلى المياه الدافئة، حسب الجنرال. وبعد ذلك «فسيقومون ببعض الهجمات ضد تنظيم الدولة لتبرير وجودهم في سوريا».

ونقلت الصحيفة عن جيري وايت المحلل السابق لشؤون الشرق الأوسط في وكالة الاستخبارات الدفاعية «أعتقد ان الاستراتيجية العسكرية الروسية تقوم على حشد قوة تكون قادرة على التدخل في ميادين عسكرية مختارة وتغيير الميزان في هذه الميادين». و»بحسب رأيي فيمكن أن تحقق تغيرا في الميادين التي تطبق فيها» و»ستعمل على منع تحقيق المعارضة مكاسب كبيرة وستساعد الحكومة على استعادة بعض المناطق التي خسرتها».

ويرى فردريك هوف، الزميل الباحث بالمجلس الأطلنطي والمستشار السابق لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون أن القوة الجوية الروسية قد تكون مفيدة لمنع تقدم تنظيم الدولة باتجاه دمشق من تدمر، وهو ما يتصدى لمشكلة يخشاها الأمريكيون وهي سقوط دمشق بيد «تنظيم الدولة».

لكن التحديات العسكرية على المدى الطويل ستظل قائمة في ظل تراجع سيطرة النظام على البلاد حيث لم يعد يسيطر إلا على 20% تقريبا.

 

السعودية مستاءة من التأييد الروسي للرئيس السوري ووزير خارجيتها يهدد بالخيار العسكري لرحيل الأسد

جدة ـ «القدس العربي»: ابلغت مصادر سياسيه سعوديه «القدس العربي» ان المملكة منزعجة من التاييد البالغ الذي اظهره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرئيس بشار الاسد في كلمته بالامم المتحدة وتصريحاته في نيويورك .

والتي تعكس ان هدف التدخل الروسي العسكري حماية النظام في دمشق اكثر منه محاربة «داعش» وهذا على عكس التطمينات التي اعطتها موسكو من قبل للرياض بان تدخلها لن يكون لمصلحة الرئيس الاسد .

ويوم امس عاود وزير الخارجية السعودي عادل الجبير التاكيد على ضرورة رحيل الرئيس الاسد حتى انه هدد ان على الرئيس الاسد الرحيل او مواجهة الخيار العسكري قائلا أنه يجب على الرئيس السوري بشار الأسد الرحيل أو أن يواجه خياراً عسكرياً».

ورفض «الجبير» المبادرات الدبلوماسية لروسيا الداعمة للنظام السوري، والتي دعت إلى قيام تحالف دولي ضد تنظيم داعش، مؤكدا ان بلاده لايمكن لها التعاون مع ايران او الرئيس الاسد بمحاربة الارهاب».

وفي مقابلة مع قناة تلفازية امريكية، أشار الجبير في حواره إلى أن التحركات الروسية تجعل من الصعب بشكل أكبر حل الأزمة السورية، معتبرا أن الإستراتيجية الروسية إما أنها تعقد الأزمة أو تقوض القتال ضد «الدولة الاسلامية».

وتحدث الجبير عن وجود تحالف يقاتل «الدولة» بالفعل يضم الكثير من الدول وإذا أرادت روسيا الانضمام إليه فمن غير المتوقع أن يمانع أي من الأعضاء، معتبرا أن روسيا ترغب من وراء تحركاتها دعم بشار الأسد.

واعتبر الجبير أن اقتراح روسيا تشكيل تحالف مع الأسد وشركاءها في المنطقة لقتال «الدولة» أمر غير معقول لأن الأسد هو الذي خلق تنظيم «الدولة».

 

قتلى وجرحى بتجدد الغارات الروسية على مدن سورية

العربي الجديد – أنس الكردي

جدّدت روسيا غاراتها الجوية، اليوم الخميس، على عدد من المدن السورية، مستهدفةً ‏أحياء سكنية ومواقع تابعة لـ”الجيش السوري ‏الحر” و”جيش الفتح”، ما أسفر عن ‏سقوط قتلى وجرحى بعد يوم من شنها لسلسلة غارات طاولت أهدافاً مدنية في ريف ‏حمص ‏الشمالي وأخرى عسكرية في ريفي حماة واللاذقية.‏

 

وأفاد مدير شبكة “سوريا مباشر” علي باز لـ “العربي الجديد” بـ”سقوط خمسة قتلى ‏وأكثر من عشرين جريحاً، في غارة من ‏الطائرات الروسية المقاتلة على مدينة جسر ‏الشغور في ريف إدلب الغربي، كما استهدف الطيران الروسي مراكز “للواء صقور ‏‏الجبل”، التابع للجيش الحر في بلدة خربة حاس بعدد من القنابل الفراغية دون أنباء عن ‏خسائر”.‏

 

بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم “مركز حماة الإعلامي” حكم أبو ريان لـ “العربي ‏الجديد” إن “الطيران الروسي جدد القصف ‏اليوم على مدينة اللطامنة في ريف حماة ‏الشمالي، مستهدفاً مقرات تجمع العزة التابعة للجيش الحر، كما قصف أهدافاً لجيش ‏الفتح ‏في قرى المنصورة والقرقور في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، دون ‏أنباء عن خسائر”.‏

 

وكان الطيران المروحي التابع للنظام قد ألقى ظهر اليوم الخميس، ستة براميل متفجرة ‏على بلدة الزعفرانة بريف حمص ‏الشمالي، أدت إلى وقوع إصابات بين المدنيين ‏ودمار في المباني السكنية.‏

 

وشككت اليوم عدة عواصم غربية في طبيعة المواقع التي استهدفها الطيران الروسي ‏في سورية، مرجّحةً ألا تكون تابعة ‏لتنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

ودخلت العمليات العسكرية الجوية الروسية المشتركة مع النظام ‏السوري على المدن السورية يومها الثاني.‏

 

وكان الطيران الروسي قد شن بالأمس سلسلة من الغارات الجوية، على مواقع ‏مدنية في ريف حمص الشمالي أسفرت عن سقوط ‏‏36 مدنياً وإصابة العشرات، ‏وأخرى عسكرية تابعة لـ “الجيش السوري الحر” في ريف حماة الشمالي.‏

 

كما أفاد الناشط الإعلامي حسام الجبلاوي لـ”العربي الجديد” نقلاً عن مصادر رفيعة في ‏‏”الفرقة الساحلية الأولى” (أكبر الفصائل ‏العسكرية في ريف اللاذقية التابعة لـ “الجيش ‏الحر”) بأن “الطيران الروسي شن غارة على جبل النوبة القريب من بلدة سلمى في ‏‏جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي”، “مشيراً إلى أن “هذه الغارة التي جاءت بطائرة ‏يعتقد أنها روسية كونها حديثة الطراز، وغير ‏معهودة في جبال اللاذقية، استهدفت ‏محارس تابعة للفرقة الساحلية، دون أي إصابات”.‏

 

تخوّف عربي من ضرب روسيا لمواقع المعارضة السورية

القاهرة – العربي الجديد

ذكرت مصادر دبلوماسية عربية أن مشاورات تجري بين عدد من الدول والجامعة العربية بشأن الضربات التي وجهتها روسيا ضد ‏مواقع داخل الأراضي السورية، زعمت أنها استهدفت تنظيم “داعش”، في وقت تحدثت فيه دوائر عديدة عن استهدافها مواقع ‏للمعارضة السورية، وهو ما يعكس، وفق نفس المصادر، النوايا الروسية الحقيقية لتثبيت أقدام نظام الأسد بالحكم‎.‎

 

وأوضحت المصادر، أنّ هذه المشاورات تسعى للكشف عمّا إذا كانت هذه الضربات شملت مواقع تنظيم “داعش”، بعدما ‏تذرعت روسيا بأنها تسعى إلى تشكيل تحالف دولي لهزيمة التنظيمات الإرهابية المنتشرة في سورية وعلى رأسها “داعش”، بينما ‏تشير التقارير إلى أن الضربات استهدفت جماعات أخرى، بينها جبهة النصرة، ولم تشمل “داعش” الذي يشكل الخطر الرئيسي ‏على سورية والعديد من دول المنطقة‎.‎

 

وأفادت تقارير بوجود تنسيق جرى بين موسكو وتل أبيب، قبل بدء الأولى لعملياتها داخل الأراضي السورية، وهو ما يفسر ‏عدم اعتراض إسرائيل عليها‎.‎

 

من جهتها، أجمعت قيادات من المعارضة السورية بالقاهرة على رفض بقاء نظام الأسد في الحكم، وانتقدت لـ”العربي الجديد”، ما ‏جرى من مداولات بشأن الملف السوري خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك، وأبدت أسفها لما ‏لمسته من مواقف متباينة تثير علامات استفهام، خاصة من جانب دول كبرى غربية تجاه الوضع في سورية‎.‎

 

وقال فراس الخالدي، ممثل تكتل الحراك الثوري بالقاهرة “إن ما جرى من مناقشات في الجمعية العامة كشف عن هشاشة المواقف ‏وتبدلها، معتبراً أنّ الموقف الأميركي يثير علامات استفهام، بذريعة محاربة المنظمات الإرهابية، وعلى رأسها “داعش”، التي هي من ‏صنيعة النظام‎.‎

 

كما لفت الخالدي إلى أنّ المعارضة ترفض الإبقاء على النظام، مؤكداً أنّه السبب فيما حلّ على سورية من دمار وخراب منذ عهد حافظ ‏الأسد، واعتبر أن السيناريو يتكرر مرة ثانية بصورة أخرى، وأضاف أن أميركا تطالب بضرورة الإبقاء على النظام بدعوى ‏الحفاظ على الدولة السورية، مثلما جرى مع نظام الأب في السبعينيات‎.‎

 

وشدد ممثل تكتل الحراك الثوري بالقاهرة على أن المعارضة لن تلدغ من جحر مرتين، ولن تقبل بأي حل سياسي أو تسوية تُبقي ‏على هذا النظام، لافتاً إلى تمسكها برحيله حتى لو تم ذلك بصورة مرحلية وعبر حل تفاوضي، وفقاً لوثيقة جنيف 1 بحيث ‏تتجمد خلالها صلاحيات الأسد‎.‎

 

وفي ذات الاتجاه، شدّد جبر الشوفي، القيادي بالائتلاف السوري المعارض، على رفض المعارضة لأي حلول سياسية “لا يمكن ‏أن تفرض عليها من الخارج”، من شأنها إهدار التضحيات التي قدمها السوريون من خلال الدماء التي أريقت، وأرواح مئات ‏الآلاف، إلى جانب تشريد الملايين طيلة السنوات الماضية منذ اندلاع الثورة في مارس/ آذار 2011‏‎.‎

 

واعتبر الشوفي أن التحرر من قبضة نظام الأسد لا يمكن أن يتحقق إلا بيد السوريين وحدهم، مشدداً على أنه لا يمكن للشعب ‏السوري التراجع عن تحقيق الهدف في نيل حريته شأنه في ذلك شأن كل الشعوب، والخلاص من هذا النظام مهما كان الثمن ‏غالياً‎.‎

 

شجار بين لاجئين سوريين وأفغان داخل نزل ألماني

برلين ــ شادي عاكوم

أعلن متحدث باسم شرطة ولاية هامبورغ الألمانية، اليوم الخميس، أن عناصر الشرطة تدخلوا ليلاً لفض اشتباك داخل نزل للاجئين في المدينة استمر حتى ساعات الصباح الأولى.

 

شارك في الاشتباك أكثر من 200 لاجىء من المقيمين داخل المركز، وأغلبهم من السوريين والأفغان، وشهدت الواقعة إصابات عديدة بينهم، عدا عن تحطيم الأسرّة والطاولات والكراسي.

 

وكان مدير مكتب وزير الداخلية في ولاية هامبورغ، بيورن دومروزه، أعلن أمس الأربعاء عن استنفاد الولاية لطاقتها الاستيعابية للاجئين، وأنها لن تتمكن من استقبال المزيد منهم حتى إشعار آخر.

 

وجاء القرار بعدما لم تتكمن المدينة من تأمين مراكز إيواء لأكثر من 500 لاجىء وصلوا قبل يومين، واضطروا لقضاء ليلتهم في العراء أمام مركز التسجيل الرئيسي في المدينة.

 

تجدر الإشارة إلى أن العديد من مراكز الإيواء في البلاد تشهد أعمال شغب بين اللاجئين تعود لأسباب مختلفة، نتيجة الاكتظاظ في أماكن السكن وتعدد الجنسيات والعادات والأعراق والأديان، حتى أن السلطات المحلية في بعض الولايات عمدت إلى تثبيت نقاط حراسة داخل مراكز الإيواء الخاصة باللاجئين.

 

وأعلن المكتب الاتحادي الألماني للهجرة واللاجئين، الأربعاء، أن ما يقارب 290 ألف لاجئ لا يزالون غير مسجلين في ألمانيا.

ودعا رئيس المكتب، فرانك يورغن فايزي، والذي يشغل، أيضاً، منصب رئيس الوكالة الاتحادية للعمل، إلى التعامل بشفافية أكبر مع الأزمة وإيضاح كيفية توزيع ومعالجة هموم اللاجئين والاهتمام بملفاتهم على وجه السرعة.

وأشار فايزي إلى أن ثلثي طالبي اللجوء لا يملكون جوازات سفر، ما يعقّد الكثير من الإجراءات، حتى أن رئيس مكتب حماية الدستور (المخابرات الداخلية الألمانية) انتقد الوضع القائم واعتبر أنه مربك للغاية.

 

النظام يقصف ريف حمص الشمالي استكمالاً للغارات الروسية

محمد أمين – ريف حمص

ألقى طيران مروحي، خمسة ألغام بحرية، قبل ظهر اليوم الخميس، على قرية الزعفرانة، شمال حمص (وسط سورية)، ما أدى إلى وقوع إصابات بين المدنيين، وفق المركز الإعلامي في حمص، فيما أعلنت فصائل تابعة للجيش السوري الحر، شمال حمص، أن روسيا “تحولت إلى عدو رسمي”.

ويأتي قصف اليوم غداة قصف الطيران الروسي وطيران النظام، مدناً وبلدات في ريف حمص الشمالي، أمس، أدى إلى مقتل أكثر من 36 مدنياً وإصابة العشرات.

وأكد الناشط الإعلامي خالد الحمصي لـ”العربي الجديد”، أن طيران النظام قام، قبل ظهر اليوم، بإلقاء ستة براميل متفجرة على بلدة الزعفرانة بريف حمص الشمالي، أدت إلى وقوع إصابات بين المدنيين ودمار في المباني السكنية، مبينا أن القصف جاء استكمالا للغارات الروسية على المنطقة.

وقال الناشط الإعلامي مصطفى حمود، من المركز الإعلامي في مدينة تلبيسة، لـ”العربي الجديد”، إن الطيران الروسي عاود، منتصف ليل أمس، قصف قرية المكرمية، ما أدى إلى إصابة مدنيين جرى إسعافهم إلى مشفى بلدة الزعفرانة. وتسود حالة من الرعب في مدينة تلبيسة، في اليوم التالي للمجزرة التي اقترفها الطيران الروسي، أمس الأربعاء، في قصف طاول مدنيين.

وأشار المركز الإعلامي في المدينة، إلى أن 17 مدنيا قتلوا، بينهم 3 أطفال وامرأتان. ونفى المركز وجود أي مواقع لتنظيم “الدولة الإسلامية” أو جبهة النصرة في المدينة، وأن الغارات استهدفت أحياء سكنية، لافتاً إلى أن حجم الدمار كان كبيراً.

وشككت اليوم عدة عواصم غربية في طبيعة المواقع التي استهدفها الطيران الروسي في سورية، حيث رجحت ألا تكون تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.

وكان الرائد جميل الصالح، قائد تجمع ألوية وكتائب العزة التابعة للجيش السوري الحر، أكد أمس أن الطيران الروسي استهدف المدنيين ومواقع لقوات التجمع، في مدينة اللطامنة في ريف حماة، وقال إن الطيران نفذ غارتين على مقراته.

 

اقرأ أيضا: “وحدات حماية الشعب الكردية” بسورية تطالب روسيا بالتنسيق والسلاح

 

وأعرب العقيد طيار مصطفى بكري (منشق عن جيش النظام) عن اعتقاده بأن الطيران الروسي لن يستهدف مقرات لتنظيم الدولة، بل سيضرب الجيش السوري الحر، وهذا ما أشار إليه وزير الدفاع الأميركي بقوله “أية ضربات من هذا النوع ستضع علامات استفهام حول نوايا روسيا الحقيقية، وهل هي القتال ضد تنظيم الدولة أم حماية نظام الأسد”.

بموازاة ذلك، أصدرت فصائل تابعة للجيش السوري الحر، شمال حمص، بياناً أمس نشره مركز حمص الإعلامي، قالت فيه إن روسيا “تحولت إلى عدو رسمي”، إثر غارات الطيران الروسي، وأكدت أنه “لم يستهدف قوى متطرفة”، إن غايته “تهجير المسلمين السنة من مناطق حمص كافة، لتسهيل التقسيم الجغرافي والديمغرافي”.

 

روسيا تقصف القوى المعتدلة..وثوار حمص يتهمونها بالتهجير

تريد روسيا أن تثبت أنه لا يوجد جيش حر في سوريا (إنترنت)

قصفت المقاتلات الروسية قرية المكرمية قرب تلبيسة، ليل الأربعاء-الخميس، بعد دقائق من بدء رئيس “الائتلاف الوطني” خالد خوجة مؤتمره الصحافي في نيويورك. وعندما همَ الخوجة بالإجابة على أسئلة الصحافيين أغارت المقاتلات الروسية على مدينة كفرزيتة شمالي حماة. وكان الطيران الروسي قد شن ست غارات، ظهر الأربعاء، أربعاً منها في ريف حمص الشمالي.

 

في ريف حماة الشمالي، قصفت المقاتلات الروسية مدينة اللطامنة ومقراً عسكرياً تابعاً لـ”تجمع العزة”، أحد فصائل غرفة “الموم” المدعومة أميركياً.

 

وأكد قائد “تجمع العزة” الرائد جميل الصالح، في مقطع مصور، أن الطيران الروسي استهدف مدينة اللطامنة شمالي حماة، إضافة لأحد مقرات “تجمع العزة”. وأن القصف استهدف كل موقع بعشرة صواريخ، وأن حجم الإنفجارات كان كبيراً جداً.

 

الرائد الصالح قال لـ”لمدن”: “الهدف من ضرب الجيش الحر هو القضاء على الثورة السورية والفصائل المعتدلة. وتريد روسيا أن تثبت أنه لا يوجد جيش حر في سوريا، وأن كل الفصائل هي فصائل إرهابية”.

 

إلى ذلك قصف الطيران الروسي بلدات تلبيسة والرستن والغنطو والفرحانية والزعفرانة. وقال عضو “المركز الإعلامي في تلبيسة” مصطفى تلبيسة، لـ”المدن”: “الطائرات الروسية استهدفت الأحياء السكنية وسط تلبيسة بعشرة صواريخ. وحصل القصف بعد أن مسحت طائرة استطلاع المنطقة قبل التنفيذ بنصف ساعة”. وأكّد تلبيسة أن 17 قتيلاً سقطوا لحظة القصف مباشرة.

 

وقال مصطفى تلبيسة: “لا وجود لتنظيم الدولة في مدينة تلبيسة، ولا جبهة النصرة ولا حتى أحرار الشام. يوجد فقط جيش التوحيد وهو تابع للجيش الحر”.

 

مصدر طبي في تلبيسة، قال: “هناك أكثر من 20 جريحاً، وتوجد حالات بتر للأطراف، وبعض الحالات وضعها لم يستقر حتى اللحظة، وبحاجة إلى مراقبة لمدة 72 ساعة”.

 

الناشط أنس أبو عدنان من قرية الزعفرانة، ذكر أن “مراصد الثوار أكدت أن الطائرات هي ميغ 31، وأن المكالمات التي التقطتها المراصد هي باللغة روسية”. وقال أنس لـ”المدن”: “إن الطائرات كان تحلق على ارتفاع شاهق جداً وأن الطيران نفذ أربع غارات في كل غارة أطلق ستة صواريخ فراغية”. وقال إن “أشلاء الشهداء متناثرة في كل مكان وحجم الدمار في المنازل السكنية لا يمكن وصفه”.

 

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعنلت، الأربعاء، أن الطيران الروسي قام بأولى ضرباته في سوريا فدمر “تجهيزات عسكرية ومخازن للأسلحة والذخيرة”، تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

من جهته، أعلن قائد “جيش التوحيد” في حمص، عبد السلام المرعي، الرد على مناطق سيطرة النظام وقصفها بصواريخ “غراد”.

 

إلى ذلك، أصدرت فصائل الثوار في حمص بياناً “حول العدوان الروسي”. وجاء في البيان الذي تلقت “المدن” نسخة منه، والذي وقعت عليه “حركة تحرير حمص” و”فيلق الشام” و”جيش التوحيد” وعدد من الفصائل: “إن روسيا تحولت بهذه الخطوة إلى عدو رسمي لينتقل من مدافع عن قاتل الأطفال إلى قاتل مجرم”.

 

وأوضح البيان: “إن الروس لم يستهدفوا أية قوى متطرفة بل يعملون على تهجير المسلمين السنة من كافة مناطق حمص وذلك لتسهيل التقسيم الجغرافي والديموغرافي، ما يعتبر جريمة في كل الشرائع والقوانين والأعراف الدولية”. وأهابت فصائل الثوار الموقعة على البيان: “بالمجتمع الدولي أن يتلفت إلى حجم هذا الانعطاف بالملف السوري وألا يترك المدنيين الباحثين عن حريتهم وحيدين في مواجهة هذا الإجرام”.

 

التدخل الروسي لم يتأخر كثيراً ليحدد طريقة وقوفه إلى جانب نظام الأسد، بل ويبدو أن روسيا بدأت برسم خارطة الحل السياسي في سوريا بدم الأطفال والمدنيين. ويأتي استهداف “تجمع العزة” ليوجه رسالة لكل فصائل المعارضة أن الخيار أمامكم: إما مصالحة النظام أو اعتباركم “دواعش” ويجب محاربتكم.

 

لا شك أن القصف الروسي المتزايد سيزيد من قوة التيار السلفي الجهادي في مناطق تواجد “جبهة النصرة” بحجة “الغزو الصليبي” المدعوم بمباركة من الكنيسة الروسية. وهو أمر سيكون له انعكاساته المباشرة على انتشار القوى العسكرية المعارضة، وإعادة رسم نفوذها على الأرض السورية الخارجة عن سيطرة النظام.

 

روسيا تبدأ عملياتها العسكرية في سوريا..بمذبحة في حمص

أعلنت وزارة الدفاع الروسية بدء عملياتها العسكرية في سوريا ضد تنظيم “داعش”، الأربعاء، وقالت إن الطيران الروسي نفّذ ضربات نوعية ضد مواقع التنظيم في سوريا، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

 

وكان ناشطون قد أكدوا قبل الإعلان الروسي أن طيراناً روسياً نفذ، الأربعاء، غارات جوية على مدينة تلبيسة، بريف حمص، والتي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. ونُشرت مقاطع مصورة في موقع “يوتيوب” ترصد لحظات انفجار الصواريخ الروسية.

 

ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول أميركي، الأربعاء، أن الولايات المتحدة تعتقد بأن روسيا بدأت شن ضربات جوية في سوريا في محيط حمص. وأضاف المسؤول أن موسكو أخطرت الولايات المتحدة بالعمليات قبل ساعة من تنفيذها، فيما قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن 27 شخصاً على الأقل “قتلوا في ضربات جوية مكثفة شنها الجيش السوري على مناطق بمحافظة حمص في غرب سوريا”. وذكر المرصد أن هناك ستة أطفال بين القتلى كما أصيب العشرات.

 

كما استهدف الطيران الروسي مقراً لـ”تجمع العزة” في ريف حماة، التابع للجيش الحر، والمدعوم أميركياً.

 

من جهة ثانية، نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية مقالاً للمحلل العسكري في الصحيفة عاموس هرئيل، بعنوان “بوتين يُلمحُ لقصقصة أجنحة إسرائيل في الأجواء السورية”، وجاء فيه أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أخبر الرئيس الأميركي باراك أوباما، خلال لقائهما الثنائي في نيويورك، الثلاثاء، بقلقه تجاه الهجمات الإسرائيلية في سوريا. وكان واضحاً أن بوتين لا يشير إلى الصواريخ الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، التي أطلقت مطلع الأسبوع الحالي على موقعين لمدفعية قوات النظام السوري كرد على قذائف طائشة أصابت الأراضي الإسرائيلية، خلال معركة بين المعارضة المسلحة وقوات النظام. بل إن تعليق بوتين، كان أكثر عمومية، مشيراً إلى أكثر من 10 غارات بالطيران على الأراضي السورية، نسبت إلى إسرائيل، خلال العامين ونصف العام الماضيين.

 

ويُظهر ذلك، أنه وعلى الرغم من لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ببوتين في موسكو، الأسبوع الماضي، فإن روسيا تنوي خلق وقائع جديدة على الأرض السورية، وقد تتضمن تقييداً لحرية الحركة الإسرائيلية في الأجواء السورية.

 

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، قد قال الثلاثاء، إن اسرائيل لا تنسق أعمالها في الشمال مع روسيا. يعالون قال: “لدينا مصالح، وعندما تتعرض للتهديد سنتصرف وسنستمر في التحرك، وذلك ما تمّ ايضاحه للرئيس الروسي. ليس لدينا نية للتنازل عن قدرتنا على حماية مصالحنا، وأنا أنصح بألا يتم تجريبنا”. يعالون أضاف: “سنستمر في الدفاع عن خطوطنا الحمراء”.

 

موقع “The Aviationist” أورد مقالاً لدايفيد سينسيوتتي، بعنوان “روسيا أوصلت إلى سوريا على الأقل طائرة واحدة من نوع Il-20 Coot التجسسية”. والـ” Il-20″ هي منصة استخبارات الكترونية، تُجهز بعدد كبير من الهوائيات، وحساسات أشعة تحت الحمراء وأخرى بصرية، ورادارات جانبية، وستالايتات لمعدات الاتصال التي تعمل لمشاركة البيانات في زمن-حقيقي. وتعتبر طائرة “Il-20 Coot” طائرة التجسس الرئيسية الروسية.

 

وستعمل هذه الطائرة في مهمات جمع المعلومات الاستخباراتية، والتنصت على اتصالات المليشيات المسلحة، ورصد الانبعاثات الصادرة عن أنظمة اتصالاتهم، لبناء نظام إلكتروني في المعركة ضد “داعش”، بحسب كاتب المقال.

 

لافروف يكذّب تقارير البنتاغون.. بحضور كيري

تستمر الإدارة الروسية بانتهاج منطق الإنكار وتكذيب كل الحقائق والتقارير التي تتحدث عن ضرب المقاتلات الروسية في سوريا لأهداف مدنية، ومناطق تسيطر عليها فصائل في المعارضة السورية. ففي الوقت الذي حذر فيه الكرملين من التقارير الإعلامية “المضللة” حول الضربات الروسية ضد تنظيم “داعش” في سوريا، أعاد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف التأكيد على أن الضربات الجوية الروسية في سوريا لن تستهدف سوى “داعش” وشبيهاتها من “التنظيمات الإرهابية”. وأنه ليس هناك نوايا مسبقة للتصادم مع طيران التحالف الدولي.

 

وأكد لافروف خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده في نيويورك في ختام محادثات أجراها مع نظيره الأميركي جون كيري، على أن الطرفين اتفقا على ضرورة تشكيل قنوات اتصال بين العسكريين الروس والأميركيين بشأن الضربات الجوية في سوريا.

 

وحث لافروف الصحافيين الأميركيين على عدم الاستماع إلى تصريحات وزارة الدفاع الأميركية، بل الاستماع إلى ما تعلنه وزارة الدفاع الروسية حول عمليات الطيران الروسي في سوريا.

وقال لافروف “هناك قلق من جانب الشركاء الأميركيين لأن الأهداف ليست هي التي يجب ضربها، والبعض يقول بأن هناك دلائل على ذلك، ولكن نحن قمنا بتوضيح هذا الأمر وشرحه بشكل واضح”، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الأميركية والأعضاء الآخرين في مجلس الأمن يرحبون بالخطوات الروسية.

 

من جهة ثانية أعرب حلف شمال الأطلسي عن قلقه من أن تكون الضربات الجوية الروسية في سوريا قد دمرت مناطق في البلاد تسيطر عليها المعارضة، وأنها ربما لم تستهدف مواقع تنظيم “الدولة الاسلامية”.

 

وقال الامين العام لحلف شمال الأطلسي ينس شتولتنبرج، أثناء زيارة للولايات المتحدة “إنني قلق بشأن التقارير التي تقول إن الضربات الجوية الروسية في سوريا لم تستهدف الدولة الإسلامية”. وأضاف “أشعر بقلق خاص لأنه لم يكن هناك جهد حقيقي من الجانب الروسي للفصل بين الضربات الجوية الروسية في سوريا، والحملة التي تقودهها الولايات المتحدة ضد الدولة الاسلامية”.

 

وكان الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قد حمّل روسيا المسؤولية القانونية والأخلاقية عن الضحايا المدنيين، بالشراكة مع “النظام والاحتلال الإيراني”. وأدان الإئتلاف في بيان صدر عنه، الأربعاء، القصف الوحشي الذي نفذته طائرات حربية روسية لمواقع مدنية سورية في ريفي حمص وحماة، وأدى إلى إيقاع ضحايا مدنيين؛ بينهم أطفال ونساء. ووصف البيان الغارات الروسية بـ”العدوان”، واعتبر انه “غير مبرر، وانتهاك للسيادة السورية ولا يستند إلى أي شرعية قانونية، ويتناقض مع التزامات موسكو الدولية، بما فيها التزامها ببيان جنيف ١، الذي يمنع تصعيد العنف ويدعو لاتخاذ إجراءات تحدُّ من ذلك”. وأضاف البيان “إن القصف الذي أوقع نحو ٤٠ شهيداً، وما يتوارد عن إرسال وحدات روسية خاصة إلى ثكنات ومطارات عسكرية تمهيداً لعمليات برية؛ يمثل عدواناً سافراً على الشعب السوري بكافة مكوناته، ويعزز الاعتقاد بأن موسكو باتت شريكاً لنظام الأسد في ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بحق السوريين، كما يُقوض مزاعمها في السعي لإيجاد حل سياسي وادعاءها الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية، بينما هي تدعم نظاماً متهالكاً وفاقداً لأي شرعية”.

 

وكان رئيس الائتلاف خالد خوجة، قد عقد مؤتمراً صحافياً ليل الأربعاء-الخميس، طالب فيه المجتمع الدولي “ممثلاً بالأمم المتحدة والدول الفاعلة بإدانة هذا العدوان، واتخاذ كافة الخطوات اللازمة لمنع هجمات أخرى”. وأعلن أن روسيا أصبحت دولة تحتل سوريا، إلى جانب إيران والميليشيات الطائفية الأخرى.

 

وكانت المقاتلات الروسية قد استهلت ضرباتها الجوية في سوريا الأربعاء 30 سبتمر/ أيلول، واستهدفت مناطق في تلبيسة، والزعفرانة، وتلول الحمر، وعيدون، وديرفول، ومحيط مدينة السلمية.

 

الكنيسة الروسية تبارك “الحرب المقدسة”..والغارات بالتنسيق مع إيران

نقلت إدارة الصحافة في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، عن بطريرك موسكو وعموم روسيا البطريرك كيريل، مباركته لقتال القوات الروسية في سوريا، قائلاً إنه يأتي لأجل: “حماية الشعب السوري من العلل التي جلبها تعسف الإرهابيين”، وأضاف كيريل أن “الشعب الأرثوذكسي” لاحظ “العديد من حوادث العنف ضد المسيحيين في المنطقة”.

 

ونقلت قناة “روسيا اليوم”، عن مصدر رفيع المستوى في الكنيسة يدعى فسيفولد تشابلين، قوله إن القرار الروسي يأتي “لحماية الضعفاء، مثل المسيحيين في الشرق الأوسط، الذين يتعرضون لحملة إبادة”. وأضاف تشابلين: “كل حرب ضد الإرهاب هي حرب تتمتع بميزة أخلاقية، ويمكن حتى تسميتها بحرب مقدسة”.

 

من جهتها، نقلت وكالة “انترفاكس” الروسية للأنباء، عن تشابلين، قوله إن “القتال ضد الإرهاب هو معركة مقدّسة اليوم، وربما تكون بلادنا هي القوة الأنشط في العالم التي تقاتلها”. وقال تشابلين، إن الكنيسة تدعم قرار روسيا نشر قواتها الجوية في سورية لمهاجمة “تنظيم الدولة”، معتبراً أن “هذا القرار ينسجم مع القانون الدولي وعقلية شعبنا والدور الخاص الذي تلعبه بلادنا دائما في الشرق الأوسط”.

 

معهد واشنطن، أصدر دراسة بعنوان “الضربات الروسية الأوّلية في سوريا لا تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية” للكاتب فابريس بالونش. وجاء في الورقة، أن الغارات أصابت تلبيسة بريف حمص، وجيباً للمتمردين في مدينة الرستن، حيث لا يتواجد مقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

ويكمن الهدف الاستراتيجي من الضربات الروسية، بحسب بالونش، في مساعدة قوات النظام ومليشيا “حزب الله” على “القضاء على هذا الجيب من المتمردين وتوفير حماية أفضل لمدينة حمص. ويمكن لهذه الخطوة أيضاً أن تدفع المتمردين للتفاوض بجدية حول رحيلهم، كما فعلوا عندما خرجوا من مركز المدينة في نيسان/أبريل 2014″.

 

وفي الوقت ذاته، أصابت الضربات الروسية في محافظة اللاذقية جبل الأكراد الذي يشكّل معقلاً لـ”جيش الفتح” وتهديداً مباشراً على مدينة اللاذقية. وستحتاج روسيا إلى إزالة هذه المنطقة التي يتواجد فيها المتمردون إذا كانت تأمل في تأمين الطرف الشمالي الذي يشكل قلب نظام الأسد العلوي -والذي تأمل موسكو أن يكون مقراً لقواعدها العسكرية في سوريا وشرق البحر الأبيض المتوسط في الوقت الحاضر والمستقبل، بحسب بالونش.

 

والهدف الآخر الذي تم استهدافه في 30 أيلول/سبتمبر يقع بالقرب من بلدة محردة المسيحية في محافظة حماة التي تقع تحت تهديدات “جبهة النصرة”. وتُعد المدينة أيضاً نقطة رئيسية في جبهة حماة بالقرب من طريق حلب السريع، الذي تحاول قوات النظام إعادة فتحه منذ ثلاث سنوات ولكن دون جدوى.

معهد واشنطن، يقول بإنه يمكن للتدخل العسكري الروسي القوي في منطقة حلب أن يضع موسكو في وسط رقعة الشطرنج السورية. وتخلص الورقة إلى أن هدف الموجة الأولى من الضربات الجوية الروسية هو تأمين الأراضي التي تسيطر عليها قوات النظام السوري. وأكدت أن تنسيق الضربات الروسية تم مع قوات النظام و”حزب الله” أيضاً، وبالتالي مع إيران.

 

ألمانيا تعرّب دستورها لدمج اللاجئين

في إطار سعيها لتحقيق اندماج اللاجئين بالمجتمع، أعلنت ألمانيا عن قيامها بترجمة أول 20 مادة من دستورها إلى اللغة العربية. وتمّت طباعة 10 آلاف نسخة سيتم توزيعها على اللاجئين في مراكز التسجيل.

 

واعتبر نائب المستشارة الألمانية ورئيس الحزب الديموقراطي الاشتراكي زيغمار غابرييل، أن هذه المواد من الدستور “ترسم ملامح ثقافة ألمانيا”، مشيراً إلى أن بلاده ترحب باللاجئين الذين يتوجب عليهم تعلم قواعد العيش المشترك. وأضاف أن على اللاجئين تقبل فصل الدين عن الدولة، والمساواة بين المرأة والرجل، وحرية التعبير، والحق في المثلية وغيرها.

 

من جهة ثانية، أعلنت ولاية هامبورغ الألمانية، الخميس، تعليق استقبالها للاجئين. وأشار مدير مكتب وزير داخلية الولاية بيورن دومروزه، عن استنفاد هامبورغ الطاقات الاستيعابية لمساكن اللاجئين، حيث لم تستطع السلطات في هامبورغ، الثلاثاء الماضي، توفير مسكن لـ500 لاجئ.

 

وكانت السلطات في مقاطعة بافاريا الجنوبية، قد أعلنت الأربعاء، وصول ما بين 270 و280 ألف لاجئ إلى ألمانيا خلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضي.

 

وكانت السلطات في أوكرانيا قد سجلت أكثر من 87 ألف لاجئ، خلال الأسبوعين الماضيين، في مراكز الاستقبال الحدودي، ليتم فيما بعد نقلهم إلى المجر، ومعظم أولئك يقصدون ألمانيا مع انتهاك عمليات التسجيل.

 

على صعيد آخر، أشارت هيئة الإنقاذ في النمسا، التي تشارك في مجال المساعدات الطبية للاجئين، إلى وجود أمراض معدية بدأت بالظهور بين اللاجئين. وقال المتحدث باسم الهيئة، إن “اللاجئين القادمين من المجر، والمتجهين إلى ألمانيا، يعاني الكثير منهم من مرض السعال والرشح وبحة الصوت، إضافة لمشاكل في الجهاز الهضمي ناجمة عن تغيير النظام الغذائي”. وقالت المسؤولة في وزارة الصحة النمساوية ريندي فاجنر، إن “أمراض السل والجزام أكثر الأمراض المعدية التي تنتشر بين الفقراء واللاجئين وضحايا الحرب”.

 

أما في تركيا التي تستقبل أكثر من 1.5 مليون لاجئ سوري، فتشير الأنباء الى قيام الحكومة التركية بإصدار قرار مؤقت يلزم السوريين بالحصول على إذن مسبق من إدارة الجوازات، في حال رغبتهم بالتنقل بين المدن التركية. وبحسب المعلومات، فإن القرار يستمر طوال فترة الانتخابات التركية وبعدها بفترة قصيرة، بهدف ضبط الوضع الأمني في تركيا.

 

من جهة ثانية حددت المديرية العامة للهجرة في تركيا، جملة من الخطوات يجب على اللاجئين السوريين إتباعها للاستفادة من الحقوق والخدمات التي تقدمها الحكومة التركية للاجئين. وفي كُتيب نشرته المديرية على موقعها الرسمي على الانترنت، تفيد المديرية أن على اللاجئ السوري مراجعة مراكز الأمن في المدينة التي يقيم فيها لتسجيل بياناته الشخصية والحصول على بطاقة تعريف مؤقتة. وتمنح بطاقة التعريف المؤقتة للاجئين في تركيا، حق البقاء في الأراضي التركية والاستفادة من الخدمات، والمساعدات التعليمية، والصحية وغيرها.

 

معارضون: روسيا شريكة الأسد بجرائمه ضد الشعب

ترجمة عبدالاله مجيد

اتهموا الولايات المتحدة بالتورط بالهجوم

تأكدت مخاوف المعارضة السورية، التي توقعت أن تكون هي المستهدفة من الاتفاق الروسي السوري بتنفيذ غارات جوية، وليس تنظيم داعش، بدليل أن القصف نفذ فوق مناطق لا وجود فيها اصلاً لعناصر ومراكز التنظيم.

 

لندن: قال الرجل الذي كان يصور ما خلفته الغارات الروسية على بلدة تلبيسة في محافظة حمص، “انها أعنف الضربات، هذا هو النظام الروسي المجرم”. وأنهى تعليقه بالقول “هذا ما فعلته الطائرات الروسية المجرمة”.

 

المعارضة مستهدفة

وهكذا تأكدت مخاوف المعارضة السورية لنظام بشار الأسد حين توقعت بعد إعلان روسيا الشروع في ضرب مواقع تنظيم داعش أن تكون هي المستهدفة وليس داعش.

ولكن الغارات الروسية فاقت حتى توقعات المعارضة، عندما استهدفت مناطق لا وجود فيها لمقاتلي داعش، بينها مناطق ذات قيمة رمزية لأنها كانت مهد المعارضة التي انبثقت في تلك المنطقة، من حمص، بانضمام منشقين عن جيش النظام إلى صفوفها.

واستهدفت الغارات الروسية مواقع جماعة سورية معارضة كانت تتلقى الدعم والتسليح من الولايات المتحدة وحلفائها، كما أكد قائد الجماعة جميل الصالح، وأضاف أن قاعدة الجماعة في محافظة حمص، قُصفت بشدة وأن ثمانية من مقاتليها أُصيبوا بجروح نتيجة القصف. وأكد مسؤولون أميركيون لاحقا، أن الغارات الروسية استهدفت جماعات مدعومة من الولايات المتحدة.

وأوضح الصالح لصحيفة نيويورك تايمز قائلاً “نحن على خطوط الجبهة مع جيش بشار الأسد، واننا ثوار سوريون معتدلون لا يربطنا شيء بداعش بل ان داعش يبعد 100 كلم على الأقل عن مواقعنا”.

وكانت جماعة الصالح نشرت على الانترنت، أشرطة فيديو يظهر فيها مقاتلوها، وهم يستخدمون صواريخ تاو المتطورة في تدمير دبابات النظام.

 

اميركا متحالفة مع الأسد

وقدمت الغارات الروسية ما يقول كثير من المعارضين السوريين انه دليل آخر على أن الولايات المتحدة بعد ان وعدت بمساعدات، لم تصل بكميات يُعتد بها، تخلت عنهم متحالفة من الناحية العملية مع روسيا وايران والأسد.

وقال الناشط الإعلامي السوري في حمص خضير خشفة، لصحيفة نيويورك تايمز، “إن روسيا شريكة في جرائم الأسد اليوم، بموافقة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لقتلنا”. واضاف خشفة “ان روسيا إذا استمرت الغارات  بهذه الوتيرة ستقتل من المدنيين عددا أكبر مما قتله بشار في اربع سنوات”.

وتساءل خشفة قائلاً “كيف سُمح رسميًا لحليف بشار الأسد الرئيسي، ان يتدخل ويقتل الشعب السوري، أنا حقًا لا أفهم كيف تسمح دولة عظمى مثل الولايات المتحدة لروسيا بأن تقصف في سوريا”.

 

تطرف وتقسيم

وحذر محللون وقادة عسكريون في المعارضة من أن ترك الشعب السوري تحت رحمة الأسد وحلفائه سيؤدي إلى مزيد من التطرف بين عناصر المعارضة، ويمكن ان يدفع مزيدًا من مقاتليها إلى ضم قواهم مع داعش وجماعات متطرفة أخرى.

وقال الصحافي جلال زين الدين الذي يعمل مع المعارضة “إن لا حل إلا بالتسليح الذاتي والايمان العميق بالله، ومن شأن هذا أن يمد في طول الأزمة السورية جاعلاً من الأسهل تقسيم سوريا كخطة ب”.

 

الغارات الروسية

في هذه الأثناء، قالت الجمعية الطبية الاميركية السورية، التي تساعد عيادات طبية في محافظة حمص، إن 33 شخصًا قُتلوا في الغارات الروسية، بينهم ثلاثة اطفال وعامل انقاذ.

وفي بلدة الرستن، قال تمام الذي انشق عن مخابرات القوة الجوية للنظام في وقت مبكر من الانتفاضة ضد الأسد، إن الأهالي عبروا عن روح التحدي بإعادة فتح المتاجر بعد الغارات. واضاف: “مات من مات وعاش من عاش”.

وتابع تمام أن الطائرات الروسية، شنت أربع غارات على الرستن، وان “الضربات كانت دقيقة والدوي كأنه زلزال ارضيّ”.

ومن ردود الأفعال الأولى على تنامي الدور الروسي في سوريا، إعلان جيش الإسلام الذي له وجود قوي حول دمشق، الحرب على روسيا، أينما رفعت رأسها في سوريا. وقال احمد ابو محمد من سكان حمص على فايسبوك إن روسيا “شريكة عصابات الأسد وهي عدوة الشعب السوري ويجب استهداف مصالحها”.

 

 

«صبرا»: التدخل الروسي في سوريا هجوم معاكس لإفشال الحل السياسي

قال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، «جورج صبرا»، إن «ما نفذته روسيا من تدخل في سوريا، هو هجوم عسكري وسياسي معاكس، من أجل قلب القاعدة التي بني عليها الحل السياسي، بناء على جنيف 1، في يونيو/حزيران 2012».

 

وأضاف «صبرا» في حوار مع «وكالة أنباء الأناصول» أن «الدورة الـ70 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجارية حاليا، تتم على إيقاع الهجوم المعاكس الروسي، الذي أدى إلى نزول قوات روسية على الأرض، كما ترافق مع هجوم معاكس سياسي لقلب القاعدة التي بني عليها الحل السياسي».

 

وأشار «صبرا» إلى أن الروس «حاولوا تقديم رؤيتهم الجديدة، وهي إعادة تأهيل نظام بشار الأسد، ليكون له دور في الحل السياسي ومستقبل بلاده، ولكن المجتمع الدولي لم يستطع أن يقبل هذه الفكرة، لأن الأسد في الأساس هو الذي اختار الحل الأمني والعسكري، وإيران الداعم الرئيسي له لم تعترف ببيان جنيف 1»، متسائلا «كيف يمكن أن يبنى حل سياسي على استمرارالأسد، هذا إذا أهملنا الجرائم الكبرى التي قام بها بحق الشعب السوري؟».

 

أسباب اهتمام موسكو بدمشق

وحول أسباب اهتمام موسكو بدمشق، بين «صبرا» أنها «قائمة على محور داخلي، وإقليمي، ودولي، فالداخلي أن روسيا لها علاقات تاريخية مع الشعب السوري، وهناك أكثر من 35 ألف سوري تخرجوا من الجامعات الروسية، وهناك علاقة على المستوى العسكري بين البلدين خلال فترة الصراع مع إسرائيل، وكذلك قاعدة للأسطول الروسي في طرطوس (غربي سوريا)».

 

وتابع: «هناك أيضا، النفط السوري الموجود في المياه الإقليمية، والأراضي السورية، والذي يسيل لعاب الشركات الروسية من أجله، كذلك أعتقد أن العلاقة التاريخية بين البلدين تجعل موسكو تأمل بالمساهمة في إعادة بناء سوريا لحل مشاكلها الاقتصادية».

 

والمحور الإقليمي، بحسب «صبرا»، يتمثل في أن «إيران تحتل كل الأرض السورية ولها نفوذ عليها، وهنا تريد روسيا التي تلاحظ أن النظام في حالة انهيار، أن لا تترك كل الفوائد على الأرض لإيران، فهي تتدخل لتأخد نصيبها من الكعكة، عندما تبدأ مرحلة جديدة لنظام جديد في سوريا، خاصة أن جزءا من الطائفة العلوية يميل إلى النفوذ الروسي أكثر من الإيراني».

 

كما رأى أن «النزول الروسي في اللاذقية (غرب)، فيه شيء من المنافسة للنفوذ الإيراني»، مشيرا إلى أن «طهران لم تكن مرتاحة لنزول القوات الروسية على الأرض السورية، وهناك قضية أخرى، أن موسكو تريد أن تظهر كلاعب إقليمي مهم في المنطقة وهذه فرصة لها».

 

أما على المستوى الدولي، فاعتبر «صبرا» أن «سوريا جزء من الصراع الروسي مع الغرب، حيث تريد موسكو أن تقبض على الورقة السورية، وتستبدلها بالورقة الأوكرانية التي تسببت بفرض عقوبات ومقاطعة اقتصادية على روسيا، وهذا جزء من الطموح السوفيتي القديم الذي يحييه الرئيس فلاديمير بوتين، في أن بلاده دولة عظمى يجب أن يحسب حسابها في كل الشؤون الإقليمية».

 

ووصف رئيس المجلس الوطني، محاولات «بوتين» بـ«العبثية»، لأن النظام السوري «هو الذي استولد الإرهاب، واستورده من حزب الله اللبناني، ومن الميليشيات الطائفية في العراق، والحرس الثوري في إيران، فضلا عن تنظيم داعش، والمنظمات الإرهابية الأخرى التي ظهرت كرد فعل على إرهاب النظام»، على حد قوله.

 

مرحلة انتقالية بدون«الأسد»

وردا على سؤال حول رأيه في المرحلة الانتقالية بدون «الأسد»، التي تحدث عنها الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، في كلمته بالأمم المتحدة، الإثنين الماضي، قال: «نحن نفهم القيادة التي ستفرزها إرادة الشعب السوري، والتي يجب أن تخرج من هيئة الحكم الانتقالي، كاملة الصلاحيات، وهو ما ينص عليه الحل السياسي في بيان جنيف 1».

 

وفيما يتعلق بالجيش السوري الحر، والمعارضة المعتدلة المدربة أمريكيا، رأى «صبرا» أن هذا الجيش «راح ضحية التجاذبات الإقليمية التي جرت خلال فترة من الزمن، أدت إلى خسارته لمواقعه وسمعته، ولقدرته القتالية، والاستمرار على الأرض».

 

وأضاف أن «برنامج تدريب المعارضة المعتدلة الأمريكي، أمر يدعو للتعجب، وهي تجربة فاشلة في مرحلتها الأولى والثانية، لأنه ليس من المنطقي أن تطلب من السوري محاربة داعش، وبراميل بشار الأسد تنهال فوق رأسه من الطائرات»، معربا عن رأيه في أنه «لابد من إعادة النظر في هذا البرنامج، وأن التعاون التركي الأمريكي له دور أساسي في هذا المجال».

 

وفي هذا السياق، طالب المجتمع الدولي أن «ينظر للإرهاب بالعينين معا، عين على إرهاب النظام، وهو إرهاب الدولة، وعين على إرهاب داعش، والذي هو إرهاب المنظمات».

 

اللاجئون السوريون

وعلى صعيد أزمة اللاجئين، قال: «من الواضح إن هذه التغريبة الكبيرة من السوريين التي تتوجه نحو أوروبا، تتوجه تحت ضغط أكثر من 4 سنوات من انعدام الحياة الطبيعية في كل سوريا، وأساسها مناطق سيطرة النظام، فجزء كبير من هؤلاء خرجوا من مناطق النظام، ويريدون تهريب أبنائهم من الخدمة الإلزامية، كي لا يموتوا مجانا خدمة للأسد».

 

واستطرد: «اللاجئون تعبوا في مخيمات اللجوء، وليس هناك أي أمل في المدى المنظور لحل سياسي، كما أن الحياة في الداخل أصبحت لا تطاق، فلا ماء، ولا كهرباء، ولا بنية تحتية، والوضع الاقتصادي مترد».

 

تركيا: نظام «الأسد» هيأ الأرضية لظهور التنظيمات الإرهابية

أكد وزير الخارجية التركي «فريدون سنيرلي أوغلو» أن «نظام الأسد هو من هيأ الأرضية لظهور التنظيمات الإرهابية كداعش، عندما قصف الشعب السوري بالأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة، وداس على تطلعات الشعب بتحقيق الديمقراطية، ومارس سياسات التفرقة المذهبية وانتهك حقوق الإنسان».

 

وقال «سنيرلي أوغلو» في كلمته التي ألقاها، مساء أمس الأربعاء، خلال الاجتماع الوزاري لـ«مجلس الأمن الدولي»، الذي ترأسه وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف»: «يجب علينا سياسيا المحافظة على سوريا موحدة علمانية ديمقراطية غير مرتبطة بمذاهب متعددة الثقافات وخالية من الأسد».

 

وفي سياق آخر أشار الوزير التركي إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون في ظل الاحتلال الإسرائيلي، قائلا «لا نستطيع أن نتجاهل المأساة التي يعيشها الفلسطينيون تحت الاحتلال، وآن الأوان لتحقيق حل الدولتين».

 

جدير بالذكر أن تركيا تعتبر من أكبر الدول الداعمة لحق الشعب السوري بالحرية والعدالة، ومن أكثرها دعما له من خلال استقبالها ما يقارب المليوني لاجئ سوري.

 

وكان مسؤول تركي رفيع قد قال في وقت سابق «تقترح تركيا تشكيل منطقة آمنة للاجئين.. وإلا فإن موجة جديدة من اللاجئين ربما تكون حتمية، وينبغي حل هذه القضية داخل سوريا»، داعيا الشركاء و«الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأوروبي» والولايات المتحدة للتركيز على السبب الرئيسي.

 

وقالت تركيا والولايات المتحدة في يوليو/تموز الماضي إنهما تعملان على وضع خطط لتوفير غطاء جوي للمعارضين السوريين وستقومان سويا بإخراج مقاتلي «الدولة الإسلامية» من قطاع من الأرض بطول الحدود التركية مما يعزز أمن تركيا واحتمال أن يوفر ملاذا آمنا للاجئين.

 

سماء سوريا مزدحمة بحملة أميركية وأخرى روسية  

كان المشهد في بغداد أشبه بفيلم سينمائي، إذ ظهر جنرال روسي صباح أمس الأربعاء في السفارة الأميركية ببغداد ليخبر الولايات المتحدة بأنها يجب أن تخلي سماء سوريا المجاورة لأن قصفا روسيا على وشك أن يبدأ.

 

لكن مسؤولين قالوا إن الولايات المتحدة تحدت تحذير روسيا، رغم مخاوف بشأن سلامة الأطقم الجوية الأميركية التي تحلق بسرعة كبيرة بالمجال الجوي السوري المحدود لقصف أهداف تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وذكر مسؤولون أن الجيش الأميركي شن ضربة واحدة على الأقل أمس الأربعاء، ولم يخبر الروس بموعدها أو مكانها.

 

وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر في إفادة صحفية إن “التحالف سيواصل مهام التحليق فوق العراق وسوريا كما هو مخطط، وكما فعلنا اليوم”.

 

وأدخلت الضربات الصراع السوري، المستمر منذ أربع سنوات، في مرحلة متغيرة جديدة تشارك فيها القوى العسكرية الرئيسية بالعالم -باستثناء الصين- بشكل مباشر.

 

مخاطر الحملتين

وتدرك واشنطن وموسكو مخاطر المضي قدما في حملتين جويتين متنافستين فوق سوريا دون تنسيق, فقد يترك هذا الوضع للقوات في مواقع الأحداث أمر اتخاذ قرارات في اللحظات الأخيرة لتفادي أي حادثة.

 

وذكر مسؤول عسكري أميركي طلب عدم ذكر اسمه أنه “عندما تقترب طائرتان من بعضهما البعض بسرعة عشرين ميلا في الدقيقة.. لا يكون أمامك وقت لترفع الأمر إلى المستوى الرئاسي”.

 

وتتوقع الولايات المتحدة إجراء محادثات عسكرية مع روسيا، اليوم الخميس، في أقرب موعد لبحث سبل الفصل بين الجيشين.

 

وتحد الجغرافيا حتى الآن على الأقل من حجم الخطورة، إذ تنفذ الطائرات الأميركية والروسية مهامها في أجزاء مختلفة من سوريا.

 

ويرجع الفضل في هذا لأسباب من بينها الأهداف نفسها, وتقول الولايات المتحدة وحلفاؤها إن روسيا تقصف مناطق لا يبدو أن تنظيم الدولة يحظى بسطوة فيها رغم أن موسكو تزعم أن حملتها التي بدأت للتو تستهدف التنظيم المتشدد.

 

وتحدث مسؤولون أميركيون عن ضربة روسية قرب مدينة حمص وأخرى محتملة في محافظة حماة.

 

ضرب الجماعات

وعلى الطرف الآخر، ينصب تركيز الولايات المتحدة أساسا على قصف التنظيم، لكنها وجهت ضربات أيضا لجماعات أخرى منها جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا، وجماعة خراسان.

 

وقال ديف ديبتولا، وهو ضابط متقاعد في سلاح الجو الأميركي, إن الوتيرة البطيئة للضربات الأميركية في سوريا تحد أيضا من المخاطر.

 

وأضاف الضابط، وهو عميد معهد ميتشل لدراسات الطيران، أن “حقيقة الأمر أن العمليات الجوية التي تقوم بها الولايات المتحدة في سوريا ليست نشيطة”.

 

وأرسلت روسيا مقاتلات إلى سوريا تملك قدرات قصف طائرات، وأخرى متخصصة في نوع الضربات التي نفذتها موسكو أمس الأربعاء، وقصفت فيها أهدافا على الأرض.

 

لكن بول شوارتز، وهو زميل بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية هوّن من فرص حدوث اشتباك في سماء سوريا، وتوقع أن يجد الطرفان طريقة لتفادي أي حادثة في الجو. وأضاف أنه “سيعمل الاثنان حثيثا لمحاولة تفادي هذا النوع من التصادم”.

 

الأكراد بسوريا يطلبون من روسيا التنسيق والسلاح  

طالب القائد العام لوحدة حماية الشعب الكردية في سوريا سيبان حمو روسيا بتقديم السلاح لهم وتنسيق تحركاتهم معاً ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

 

جاء ذلك في حديث أدلى به لموقع “سبوتنيك” باللغة التركية التابع لوكالة الأنباء الروسية الرسمية خارج روسيا، ودعا فيه موسكو لقصف مواقع جبهة النصرة أيضا، وعدم الاكتفاء بقصف مواقع تنظيم الدولة.

 

ومن جانب آخر، قال إدريس نعسان, مسؤول العلاقات الخارجية لحزب الاتحاد الديمقراطي (كردي سوري) بمدينة عين العرب (كوباني) “إننا مستعدون للتعاون مع أي جهة تحارب تنظيم الدولة، ونحن الآن نتلقى الدعم من الولايات المتحدة الأميركية وقوات البشمركة في إقليم كردستان العراق.

 

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن الطيران الروسي قام بأولى ضرباته في سوريا ضد تنظيم الدولة، مشيرة إلى أن تلك الضربات دمرت تجهيزات عسكرية ومخازن للأسلحة والذخيرة تابعة للتنظيم. إلا أن المعارضة السورية أعلنت أن الطائرات الروسية قصفت المواقع التي تسيطر عليها هي.

 

كما أدان رئيس الائتلاف السوري خالد خوجة بشدة الغارات الروسية أمس، مشيراً إلى أنها أودت بحياة 36 شخصا بينهم خمسة أطفال.

 

موسكو: نشرنا أكثر من 50 طائرة ومروحية في سوريا

موسكو – فرانس برس

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، أن الجيش الروسي نشر أكثر من50 طائرة ومروحية وقوات مشاة تابعة للبحرية ومظليين ووحدات من القوات الخاصة في إطار وجودها العسكري في سوريا، كما نقلت وكالة “إنترفاكس”.

وهي المرة الأولى التي تؤكد فيها موسكو رسمياً حجم الالتزام العسكري الروسي في سوريا في مرفأ طرطوس، حيث يملك الجيش الروسي منشآت لوجستية، وكذلك في مطار اللاذقية خصوصا حيث بنى قاعدة عسكرية.

وقد شنّ الطيران الروسي أمس الأربعاء أولى الضربات الجولة في سوريا تلتها ضربات أخرى ليل الأربعاء-الخميس، حسب موسكو.

 

السويد: الأسد قتل 7 أضعاف “داعش” وعليه الرحيل

ستوكهولم – صالح حميد

قالت وزيرة الخارجية السويدية، مارغوت فالستروم، أمس الأربعاء، إن بشار الأسد قتل 7 أضعاف مما قتله “داعش” من الشعب السوري، ويجب أن يرحل.

ونقل التلفزيون السويدي تصريحات فالستروم أثناء تواجدها في نيويورك لحضور اجتماعات الأمم المتحدة لمناقشة حلول إنهاء الصراع الدائر في سوريا، حيث أكدت على أن موقف السويد إزاء الوضع الراهن في سوريا يتمثل في أن “أي عملية سلام في سوريا أو مرحلة انتقالية لن تكتمل بوجود الأسد”.

ووفقاً للإذاعة السويدية، فقد رحبت فالستروم باجتماعات قادة الدول الكبرى في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، والتي تناولت مواضيع عدة، أبرزها تغيرات المناخ وإنهاء الحرب الدائرة في سوريا، والتي تسببت بدمار معظم المدن السورية وتهجير نصف سكانها.

وتعارض السويد موقف روسيا المتمسك بالحل عن طريق استمرار الأسد في سدة الحكم، وتحذو حذو دول الاتحاد الأوروبي على أن لا حل للقضية بوجود الأسد.

واعتبر فالستروم أن رحيل الأسد مسألة وقت فقط، حيث قالت: “نحن نرحب بالحوار الأميركي الروسي على أمل إيجاد حل، ولكن من المهم أن يدرك المرء أنه لا مستقبل للأسد في حل القضية السورية، فهو قد ارتكب جرائم تجاه شعبه وقد قتل منهم أكثر بسبعة أضعاف مما يقوم بقتله تنظيم داعش”.

وبحسب الإذاعة السويدية، عقد رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين اجتماعاً خاصاً مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في نيويورك، لبحث طرق إيقاف الحرب في سوريا.

 

حرب شوارع في اللاذقية.. مقتل شخصين وتهديد للضحايا

العربية.نت – عهد فاضل

حرب شوارع حقيقية تشهدها محافظة اللاذقية، ما بين أفراد من آل الأسد وأفراد من آل الأسد أدت حتى الآن إلى قتل شخصين.

وفي تطور وصف بالخطير، في قضية محاولة اغتيال فاطمة مسعود الأسد، زوجة هلال الأسد الذي قتل على يد المعارضة السورية، وأُم سليمان هلال الأسد، المجرم الذي اعتقل بجريمة قتل العقيد في جيش النظام السوري، حسان الشيخ، قام المدعو حيدر الأسد المعروف بأبي الحارث، بتوجيه تهديد علني للسيدة فاطمة مسعود، بأنها لو جاءت مرة ثانية إلى اللاذقية “فسوف تكون نهايتها”، كما قال حرفيا على صفحته على “فيسبوك”، والتي يسمّي فيها نفسه “محمد هلال” لحماية حسابه من السرقة، كما قال منذ فترة.

 

تهديد واضح لفاطمة مسعود بعد نجاتها من محاولة الاغتيال

ثم قام بالادعاء أن السيدة فاطمة مسعود هي التي بادرت بإرسال “مسلّحيها” إلى “منطقته” فظنّ – على حد زعمه – أن مسلّحي فاطمة مسعود من الإرهابيين فأطلق النار عليهم ودافع عن نفسه.

ونشر حيدر الأسد على حسابه الإلكتروني تصريحا له بأنه دافع عن نفسه وأنه قدّم وثائق تثبت ذلك لجهات في النظام. إلا أن أخبارا تتداول الآن، على أنه قام بقتل أكثر من شخص من أقرباء فاطمة مسعود، أو من الذين يعملون لديها، في منطقة اللاذقية، وكما تداول ناشطون فهو قد قام بقتل شخصين يعملان لدى فاطمة مسعود في منطقة “الصليبة” بمحافظة اللاذقية مسقط رأس آل الأسد، حيث اندلعت معركة بالأسلحة الخفيفة في أكثر من شارع.

 

بعد قيامه بقتل شخصين يشرح لقريبه رئيس النظام كيف تمت العملية

وفي تطور مرتبط بقضية محاولة قتل فاطمة مسعود، فقد أدلى المدعو حيدر الأسد، بدلوه في هذا الشأن، وادعى أن الضحية هي التي بادرت بإطلاق النار على هالة الأسد، أخت زوج فاطمة، وأن هالة الأسد وابنها كرام، فوجئا بوجود فاطمة وهي تحمل سلاحاً وتطلق النار على سيّاراتهما حول المنزل.

ونشر مجموعة من الصور لسيارات مصابة بطلق ناري هنا وهناك، ولم يتبين سبب هذه الاصابات ولا مكانها ولا زمانها ولا إلى من تعود ملكيتها.

علماً أن فاطمة مسعود كانت قد قالت إن حادثة الاعتداء عليها وقعت في منطقة “كلماخو” في بيت زوجها القتيل لا بيت أحد آخر.

إلى هذا فإن الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية، يشهد انتشارا لميليشيات مسلحة مرتبطة بأكثر من “رأس” من آل الأسد. وأجمعت مصادر من المنطقة بأن ما يجري هناك هو أقرب إلى حرب المافيات العائلية المسلحة التي تسبب خلافها على “المغانم” بحرب تصفيات متبادلة “كما لو أن اللاذقية دولة لتلك العائلة” كما تخوّف البعض من مجريات الأحداث التي باتت تسمح لأي أحد من آل الأسد، بقتل أي شخص يريده، ثم الادعاء بأنه كان يدافع عن نفسه.

وهو ما قام به حيدر الأسد، في الساعات الأخيرة، منتقما من فاطمة مسعود التي باتت تعني لآل الأسد “كابوساً” يجثم على صدورهم بسبب ما تمتلكه من معلومات سبق وهددت بإذاعتها للرأي العام.

خصوصا أن رئيس النظام السوري، رفض الاستماع لشكواها، ففهم الأمر على أنه سماح للآخرين بالتصرف وإجراء “اللازم”. فقامت هالة الأسد، أولا، بمحاولة قتلها، ثم قام الآن حيدر الأسد بقتل شخصين يعملان لديها.

وسط توقعات تتخوف من أن تكون السيدة فاطمة مسعود هدفا لعملية انتقام جديدة، قد “تُنهي” حياتها أو قد يتم فبركة تهمة لها تبقيها في السجن مدى الحياة، وهو ما فعله آل الأسد الآن، عبر دفع “الانفعالي العنيف” حيدر الأسد، إلى “التدخل” بالقضية، وقتل شخصين، ومن ثم الادعاء بأن الضحية هي التي قامت بإطلاق النار.

 

محللون لـCNN: بوتين لا يريد ضرب داعش ولا إنقاذ الأسد بل يساوم لرفع العقوبات عنه بديسمبر

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — شكك المستشار العسكري لـCNN، المقدم المتقاعد في الجيش الأمريكي، ريك فرانكونا، بصحة خطط موسكو لاستهداف تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في سوريا، قائلا إنهم يرغبون بالحفاظ على النظام السوري الذي يضمن لهم بقاء قواعدهم بذلك البلد، في حين حذر خبير روسي بأن الهدف النهائي هو ضمان إسقاط العقوبات الغربية عن روسيا بحلول ديسمبر المقبل.

 

وقال فرانكونا، في حديث لـCNN حول نظرته لطبيعة الأهداف التي أعلنت موسكو عن ضربها: “يبدو أنهم استهدفوا قوات معادية للنظام، لكن المناطق التي قصفوها بحمص وحماة ليس فيها الكثير من المواقع لداعش، وليس في الفيديوهات المنشورة ما يدل على استهداف داعش.”

 

وعن موقفه حيال هذا الأمر استغرب فرانكونا ضرب التنظيمات المعارضة دون حتى السعي للبدء بقصف داعش أولا قائلا: “كنت أعتقد أنهم سيستهدفون داعش أولا، كما فعل الأتراك الذين ضربوا داعش أولا ثم الأكراد، ولكنهم يريدون الحفاظ على نظام الأسد ليضمن لهم وصولهم إلى قواعدهم بسوريا وعدم فقدان ذلك بسقوطه.”

 

وعن الطريقة التي يجب أن ترد عبرها أمريكا على هذا التطور قال فرانكونا: “الطريقة التي يتصرف بها الروس ودعوتها لنا إلى سحب طائراتنا عبر السفارة بالعراق ليست الطريقة التي يتصرف بها الشركاء، وهناك الآن في سماء سوريا الكثير من القوى وأي خطأ في التقدير سينعكس بالكثير من الخسائر، وسيكون هناك تنافس حتى يتضح معدن كل طرف.”

 

من جانبه، قال إيغور سوتيادجين، كبير الباحثين بالشؤون الروسية بمعهد الدراسات الروسية في لندن، إن الهدف الرئيس لبوتين ليس محاربة داعش أو إنقاذ الأسد بل حل مشاكله الخاصة قائلا: “بوتين يجيد الكذب وخداع شعبه، وهدفه ليس إنقاذ الأسد أو محاربة داعش، بل رفع العقوبات المفروضة على روسيا عند حلول موعد تجديدها في ديسمبر/كانون الأول المقبل، باعتبار أنه سيقدم نفسه حليفا دوليا بالحرب على داعش ولا يمكن بالتالي لحلفائه العودة لمعاقبته.”

 

وحول إمكانية استهداف داعش لروسيا ردا على ضرباتها قال سوتيادجين: “يمكن للتصرف الروسي أن يتسبب بهجمات من داعش على روسيا، فهناك فروع لداعش داخل روسيا، ويمكن للتنظيم شن هجمات ولكن السياسة الروسية تقوم على مواجهة المشاكل بعد وقوعها وليس قبل ذلك، ولذلك فالعملية الروسية برمتها خطأ كبير.”

 

مصادر: مجلس عسكري مشترك يُشرف ويراقب التغيير السياسي في سورية

روما (30 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

 

 

أكّدت مصادر دبلوماسية أوربية أن دولاً غربية تبحث مع قياديين عسكريين رفيعي المستوى منشقين عن النظام السوري، عملية تشكيل مجلس عسكري مشترك بين المعارضة والنظام، وأن روسيا تشارك في جزء كبير من النقاش، وأشارت إلى “محادثات متقدمة” بهذا الخصوص

 

وأكّدت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن “الفكرة التي ما تزال تجري بعيداً عن الإعلام، تقضي بتشكيل مجلس عسكري مشترك بين قوات محددة من المعارضة يقودها ضباط منشقون ذوي قدرة وخبرة وقوات الجيش السوري النظامي فقط، وأن تكون القرارات مشتركة ولا يحق لأي طرف اتخاذ أي إجراء بشكل منفرد”، الأمر الذي “لم تمانع عليه روسيا لكنها تناور لتغيير بعض التوازنات فيه”، وفق ذكرها

 

وأوضحت المصادر أن “المجلس المُقترح لا يضم أياً من ميليشيات النظام وفق توافق غربي روسي”، وأنه “سيتكون من نحو خمسين ألف مقاتل معارض ونحو ضعفهم من الجيش، وتخضع له كافة القوات العسكرية والأمنية دون استثناء”، حسب قولها

 

ووفق المصادر فإن “دولاً أوربية على اطلاع على خطوط عامة لهذه العملية، لكنها تنتظر موافقة روسية نهائية لتتبلور الفكرة ومهام وبرنامج عمل هذا المجلس العسكري”، الذي “يُفترض أنه سيُشرف على مراقبة سير عملية التغيير السياسي ويكون حيادياً تجاهها”، حيث “ستعمل روسيا ودول غربية على إرغام كل الأطراف على تنفيذها”، على حد تعبيرها

 

الاتحاد الأوروبي ينأى بنفسه عن الجدل حول الضربات الروسية في سورية

بروكسل (1 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

تسعى مؤسسات الاتحاد الأوروبي إلى النأي بالنفس عن الجدل الدائر حالياً في الأروقة الدولية حول طبيعة الاهداف التي طالتها الضربات الجوية الروسية في سورية.

 

وكانت العديد من الدول الغربية قد قالت إن الأهداف التي ضربتها الطائرات الروسية في سورية لم تستهدف مواقع ما يعرف بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، كما إدعت موسكو، وإنما مواقع تابعة لأطراف معارضة أخرى وُصفت غربياً بـ”المعتدلة”.

 

وينطلق التعامل مع هذه المسألة من إقرار أولي بألا دور للاتحاد الأوروبي، بوصفه مؤسسة و”ليست طرفاً في التحالف العسكري ضد داعش”، وفق كلام المتحدثة باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني. وتؤكد كاترين ري، على الطبيعة “الانسانية” للدور الأوروبي في الصراع، خاصة تجاه مساعدة ما ضحايا داعش. وأعادت التأكيد على رغبة الاتحاد الأوروبي للقيام بدور في “تسهيل العملية الانتقالية في سورية عندما يحين الوقت لذلك”، على حد وصفها.

 

وتحاول المؤسسات الأوروبية التميز عن الدول الأعضاء عبر تبنيها موقفاً وسطاً، لا يزعج روسيا، بالدرجة الأولى، حيث ترى أنه “حان الوقت لأن يقر لعالم أجندة موحدة، فمن جهة محاربة داعش بشكل منسق، ومن جهة أخرى، إطلاق مرحلة انتقالية سياسية في سورية وفق قرارات الأمم المتحدة”، حسبما نقلت المتحدثة عن موغيريني.

 

وبات الاتحاد الأوروبي يعي، منذ فترة ليست بالقصيرة، أن الحل في سورية يمر عبر إشراك جميع الأطراف الفاعلة وذات النفوذ، بما في ذلك إيران والسعودية، وهما يقفان على طرفي نقيض من الصراع الدامي في سورية. ومن هذا المنطلق، والكلام دائماً لكاترين ري، “دعت موغيريني إلى إعادة إطلاق جهد دولي مكثف تحت راية الأمم المتحدة، يشمل جميع الأطراف، ويهدف إلى الشروع بعملية انتقالية سياسية” في سورية.

 

ويتحفظ الاتحاد الأوروبي على الخوض في مسألة مصداقية روسيا، فبروكسل، بعكس العواصم الأوروبية، لا تريد أي تصعيد إضافي مع موسكو.

 

ويختلف الموقف المؤسساتي الأوروبي مع مواقف باقي الدول الأعضاء، خاصة بشأن حقيقة الضربات العسكرية الروسية في سورية، ما يعكس استمرار الانقسام الأوروبي، وعدم وجود نية وقدرة حقيقيتين للدخول بشكل ريادي على خط حل الأزمة السورية.

 

وكانت موغيريني، قد رفضت في وقت سابق، مطالبات برلمانية وُجهت لها لإطلاق مبادرة أوروبية خاصة لقيادة أي حل قادم للصراع السوري.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى