أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 10 تموز 2014

“داعش” تسمح لأهالي ريف دير الزور العودة مقابل “توبتهم”
بيروت – “الحياة”
سمع دوي انفجار عنيف في مدينة دير الزور شرق سورية منتصف ليل الأربعاء الخميس ولم ترد معلومات عن طبيعته حتى اللحظة، في حين تعرضت المناطق المحيطة بمطار دير الزور العسكري بعد منتصف ليل أمس لقصف من قبل قوات النظام، وفق ما ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” على موقعه الإلكتروني.

من جهة اخرى، أفاد المرصد ان “الدولة الاسلامية” داهمت يوم أمس “محال تجارية عدة في مدينة الميادين وصادرت كميات التبغ الموجودة فيها واعلنت منع دخول التبغ الى المدينة”، كذلك “اعتقلت عددا من الأشخاص الذين يتعاطون الحبوب المخدرة والحشيش” في بلدة البصيرة بريف دير الزور الشرقي والتي تسيطر عليها “الدولة الإسلامية”، والقت القبض على عدد من الذين يتاجرون بها.

الى ذلك، ذكر المرصد انه تم الاتفاق اليوم بين وجهاء من بلدة خشام في لريف الشرقي لدير الزور و “الدولة الإسلامية”، على “عودة أهالي البلدة اليها ابتداءً من ظهر اليوم الخميس، وذلك مقابل “أن تقوم كل عائلة بتسليم بارودة كلاشينكوف للدولة الإسلامية واعلان توبتهم لها”.

وكانت الدولة الإسلامية هجّرت أهالي بلدة خشام والبالغ عددهم أكثر من 15500 نسمة، في 23 من حزيران (يونيو) الماضي، على خلفية الاشتباكات التي دارت بينها وبين “تجمع كتائب عبدالله بن الزبير” الذي ينتمي للبلدة.

طائرات إيرانية قصفت مواقع «داعش» من قواعد قرب حدود العراق أو سورية
موسكو – رائد جبر { واشنطن – جويس كرم { طهران – محمد صالح صدقيان { بروكسيل – «الحياة»

حذرت مصادر غربية واسعة الاطلاع في بروكسيل من خطر انزلاق دول إقليمية إلى الانخراط في أدوار عسكرية مباشرة على الأرض العراقية الأمر الذي يُنذر بتعقيد النزاع وتزايد احتمالات توسعه.

وقالت المصادر الغربية لـ «الحياة»، نقلاً عن «مصادر عراقية موثوق فيها»، إن الغارات الجوية التي شُنت في الأيام الماضية في العراق ضد مواقع «داعش» دعماً للقوات الحكومية التابعة لرئيس الوزراء نوري المالكي، «نفذتها طائرات إيرانية يقودها طيارون إيرانيون».

وأضافت أن هذه الطائرات انطلقت من قواعد إيرانية قريبة من حدود العراق وفي بعض الأحيان من قواعد جوية في سورية.

وشددت المصادر نفسها على أن الطائرات الحربية التي تسلمها العراق من روسيا، لم تشارك في القتال بعد، وأن الإعلان عن وصولها سهل للطائرات الإيرانية تنفيذ غاراتها. وأشارت إلى أن طائرات الهليكوبتر التي استهدفت مواقع المعارضين المسلحين كانت طائرات تابعة لسلاح الجو العراقي.

ولفتت المصادر إلى أن المشاركة الميدانية الإيرانية في الأحداث الدائرة في العراق توحي بأن طهران اختارت طريق التشدد وأنها تتعامل مع تقليص سلطة الحكومة العراقية الموالية لها على أنها محاولة لتقليص النفوذ الإيراني في هذا البلد، وهو «ما لن تقبل به في وقت تخوض مفاوضات صعبة مع الغرب تتعلق بملفها النووي».

وفي طهران نفت الناطقة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن تكون أرسلت طائرات حربية إلى العراق.

وفي موسكو أكدت مصادر عسكرية روسية أن بغداد تسلمت خلال الأيام الأخيرة خمس مقاتلات من طراز «سوخوي 25» في إطار اتفاق سابق على تزويد العراق بـ12 طائرة من الطراز ذاته وتم تسريع تنفيذه بعد التطورات الأخيرة.

ووفق المصادر، وصلت الطائرات الخمس إلى العراق قبل أيام، وأن تسريع تنفيذ العقد تم باتفاق بين الطرفين في المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأسبوع الماضي وأعرب خلالها عن تضامن موسكو مع جهود الحكومة العراقية لمواجهة الموقف الناشئ. وزادت «أن الطائرات السبع الأخرى سيتم تسليمها في أسرع وقت». واللافت أن موسكو لم تعلن عن وجود هذا العقد في وقت سابق.

ولم توضح المصادر أي تفاصيل عما إذا كانت الطائرات المسلمة دخلت الخدمة العسكرية فوراً، لكن جهات روسية تحدثت إليها «الحياة» أشارت إلى أن الاتفاق الروسي- العراقي ركز على هذا الطراز من «سوخوي» لأن طائرات من هذا النوع كانت مستخدمة في العراق أثناء فترة الحرب العراقية– الإيرانية ما يعني أن لدى الطيارين العراقيين خبرة جيدة في استخداماتها ولا يحتاجون للمرور بفترات تدريب خاصة عليها، في إشارة إلى احتمال أن تكون دخلت الخدمة الميدانية فوراً.

وفي واشنطن أكد مسؤول في الخارجية الأميركية لـ «الحياة» أن واشنطن «اطلعت على تقارير ومدركة أن لدى إيران وكلاء داخل العراق وزودت الجيش العراقي ببعض المعدات». وأضاف المسؤول أن الإدارة «تراجع التقارير التي تحدثت عن استلام العراق سلاحاً من إيران وسنتخذ القرار المناسب ونحن نجمع المزيد من المعلومات».

وشدد على أنه «إذا كانت إيران تعمل فقط كقوة عسكرية نيابة عن الشيعة، وإذا انحصرت في هذا الإطار، فان ذلك سيسيء إلى الوضع وسيقوض فرص تشكيل الحكومة العراقية والقيام بخطوات بناءة في المدى الطويل».

دو ميستورا مبعوثاً دولياً إلى سوريا الأمم المتحدة تسترضي الجامعة العربية
كشف ديبلوماسيون في نيويورك أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون أبلغ أمس المندوب السوري الدائم لدى المنظمة الدولية السفير بشار الجعفري أنه يعتزم تسمية الديبلوماسي الايطالي الأسوجي ستيفان دومينغو دو ميستورا (67 سنة) مبعوثاً خاصاً الى سوريا خلفاً للجزائري الأخضر الابرهيمي.

واتخذ بان هذا القرار عقب أنباء عن اعتذار المنسقة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتخليص سوريا من ترسانتها سيغريد كاغ عن قبول هذا المنصب. واستقال الابرهيمي في 31 أيار الماضي بعدما أخفق في احراز اي تقدم في اطلاق العملية السياسية وتطبيق بيان جنيف الذي حققه سلفه الامين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان في 30 حزيران 2012. وظهرت خلافات بين الامم المتحدة وجامعة الدول العربية على طبيعة المهمة المشتركة، مما أدى عملياً الى الغائها. لذلك سيكون دو ميستورا ممثلاً للمنظمة الدولية فحسب، وسيواجه واحدة من الازمات الأكثر تعقيداً في العالم منذ عقود. وفي خطوة تبدو استرضائية، يتوقع أن يكون نائبه ممثلاً لجامعة الدول العربية.
وعمل دو ميستورا طوال 40 سنة ديبلوماسياً دولياً، وتلوى منصب الممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة في العراق بين عامي 2007 و2009، وفي افغانستان بين 2010 و2011، والممثل الشخصي للأمين العام في جنوب لبنان بين 2001 و2004 ومدير مركز الامم المتحدة للمعلومات في روما.
الى ذلك، كثف ديبلوماسيون من الاردن واللوكسمبور واوستراليا جهودهم بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لاقناع روسيا والصين بمشروع قرار في مجلس الأمن “يجيز للوكالات الانسانية التابعة للامم المتحدة وشركائها المنفذين استخدام أقصر الطرق المباشرة، بما فيها عبر خطوط النزاع ومع إبلاغ السلطات السورية المعابر الحدودية الاضافية في باب السلام وباب الهوى واليعربية وتل شهاب، من أجل ضمان وصول المساعدة الانسانية، بما في ذلك الامدادات الطبية والجراحية، الى الناس المحتاجين في كل أنحاء سوريا”، مشدداً على “ضرورة أن تستخدم كل المعابر الحدودية بفاعلية للعمليات الانسانية للأمم المتحدة”.
وينص على “إنشاء آلية مراقبة، تحت سلطة الامين العام للامم المتحدة، بموافقة الدول المجاورة ذات الصلة، لتحميل شحنات الاغاثة الانسانية من الوكالات الانسانية التابعة للأمم المتحدة، في مرافق الامم المتحدة ذات الصلة، لدخول سوريا من المعابر الحدودية في باب السلام وباب الهوى واليعربية وتل شهاب، من أجل تأكيد الطبيعة الانسانية لشحنات الاغاثة هذه”. وفي حال عدم الامتثال من أي طرف سوري “تتخذ اجراءات موجهة ضد ذلك الطرف بموجب ميثاق الأمم المتحدة”.
■ في اسطنبول، انتخب “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هادي البحرة رئيسا جديدا له خلفا لأحمد الجربا.

تسوية سعودية – قطرية تحتوي صراعات “الائتلاف”
هادي البحرة رئيساً.. والجربا لقيادة “الجيش الوطني الحر”
محمد بلوط
“الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية” أو المراوحة في المكان. التسوية القطرية – السعودية جنبت “الائتلافيين” معارك طواحين: أنصار الجناح السعودي واحمد الجربا حصلوا على رئاسة “الائتلاف”، لقاء دعم جناح مصطفى الصباغ القطري، الذي حصل على كل المناصب الأخرى، الإطار الخارجي الأوسع للمعارضة السياسية السورية. نصر الحريري أميناً عاماً، وثلاثة نواب للرئيس، أولهم عبد الحكيم بشار، لإرضاء “المجلس الوطني الكردي”، وتأمين نصاب كردي لـ”الائتلاف”، ونورا الأمير نائباً ثانياً للرئيس، ومحمد قداح نائباً ثالثاً، وكلا الأخيرين، مع الحريري، من المقربين لمصطفى الصباغ، وقطر.
حصل هادي البحرة على 62 صوتاً، متقدماً على منافسه موفق نيربية بعشرين صوتاً، إذ حاز على 42 صوتاً، ولم يجد المرشح الثالث وليد العمري، أكثر من ثلاثة أصوات تحمل اسمه في صندوق الانتخاب “الائتلافي”.
ويخرج ميشال كيلو خاسراً رئيساً من المنافسة التي خاضها، خلف موفق نيربية لقيادة “الائتلاف”. إذ بدا أولا أن “كتلة الديموقراطيين”، التي تألفت تحت رعايته قبل عام، قد تعرضت لانقسامات كبيرة. وتبين أن السعوديين قد قرروا تهميشه، بعد أن دعموا إعادة تشكيل “الائتلاف” وانتزاعه من القطريين قبل عام، بتكوين تحالف يجمع كيلو إلى الجربا.
وظهر انتماء المتنافسين الثلاثة إلى الكتلة التي قام كيلو بتأسيسها قبل عام، للسيطرة على “الائتلاف” وإصلاحه، كمؤشر على انقسامها نهائياً. إذ فضل الجربا العمل مع ما تبقى من “الكتلة الديموقراطية”، لكن من دون ميشال كيلو، بعد أن استخدمه للوصول إلى رئاسة “الائتلاف” عاماً كاملاً.
وتعرضت “كتلة الديموقراطيين” لنكسة كبيرة بسبب عدم تجانس تركيبتها الأصلية، والتي لم يكن ليجمع بين عناصرها، سوى قوة التمويل السعودي، عبر الزعيم الشمري احمد الجربا، وشبكة علاقاته السعودية، والعداء لهيمنة قطر على المعارضة السورية الخارجية، وتشكيلها الآخر، “المجلس الوطني”، وهو عداء ساد قبل عام في صفوف من أيدوا إصلاح المعارضة السورية، متزامناً مع الهجوم السعودي للإمساك بالمعارضة الخارجية السورية وتحجيم الدور القطري.
وتخرج جماعة “الإخوان المسلمين” خاسرة أيضاً في الانتخابات، بعد أن تفاهم الجربا مع مصطفى الصباغ على تحجيمها في “الائتلاف”، مع مجموعة “إعلان دمشق”، وما تبقى منها، بالإضافة إلى مجموعة رجل الأعمال الدمشقي رياض سيف.
ويبدو أن التفاهم بين الجربا وصباغ، وبين السعودية وقطر، تمّ على إعطاء الجناح القريب من الدوحة المزيد من المواقع داخل “الائتلاف”، ولو على حساب المقربين من الجربا، لكنه تقريب لقطر من دون “الإخوان”.
ومن البديهي أن تجانساً أكبر بات يجمع قيادة “الائتلاف”، مع ترجيح الاتجاه القطري، التضحية بـ”الإخوان المسلمين”، و”كتلة الديموقراطيين”، التي تمزقت بين الجربا وميشال كيلو.
ويقول معارض “ائتلافي” إنه لا ينبغي انتظار أي مبادرات كبيرة من المعارضة الخارجية، لأن الوجوه “الائتلافية” الجديدة لا تنتمي إلى الصف الأول، وكلها تكنوقراطي لا يملك رؤية سياسية، ولا يحسن اتخاذ القرارات، بل يخضع إلى “المعلم” وللقرارات التي يتخذها.
وتعد خبرة البحرة “تفاوضية” في المقام الأول، بعد قيادته وفد التفاوض “الائتلافي” إلى جنيف، وتكوينه الأكاديمي الأميركي في جامعة “ويتشيتا” في كنساس في ميدان العلاقات العامة والاتصال.
والأرجح أن اختيار الأسماء القيادية، من هادي البحرة، إلى نواب الرئيس فالأمين العام، خضع لاستراتيجية احمد الجربا الشخصية، الذي لا يزال صاحب القرار الأول في “الائتلاف”، لأنه يملك ناصية التمويل السعودية، وقنوات التوزيع، كما خضع للتوافق القطري – السعودي، على تجنيب “الائتلاف” خضات جديدة، بتحييد “الإخوان المسلمين”.
ومن المستبعد أن يبتعد الزعيم الشمري احمد الجربا عن قيادة المعارضة، وان ابتعد عن الكرسي “الائتلافي” الأولى التي أولاها إلى البحرة، إذ يقول معارضون إن الجربا يُعدّ للبقاء في مركز القرار “الائتلافي”، على هامشيته وتراجع أهميته، باستحداث منصب يجمع العسكري إلى السياسي.
ومن المنتظر أن يعمل الجربا، مع عدد من الضباط المنشقين في الأردن وتركيا، على تفعيل مشروع “الجيش الوطني الحر”، بإنشاء “كتائب وهيئة أركان جديدة” تحل محل “هيئة الأركان” الحالية، ويتولى فيها منصب القائد العام، جامعاً بيديه القرار السياسي والعسكري والتمويل، الذي يتلقاه من السعودية، ويوزعه على الأوفياء في “الائتلاف” وغيره.
ورحبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بيساكي بانتخاب البحرة رئيساً لـ”الائتلاف”. وقالت، في بيان، “نتطلع للعمل معه ومواصلة بناء الشراكة مع الائتلاف. نشيد بجهود البحرة لدعم الشعب السوري وخدمته المميزة في الائتلاف، ونتطلع إلى البحرة وقادة الائتلاف الجدد للتقارب مع كل السوريين وتقوية وحدة المؤسسات الديموقراطية المعارضة”.
وأضافت “كما شدّد الوزير (جون) كيري عند زيارة الجربا إلى واشنطن مطلع العام الحالي، فإن الائتلاف أعطى صوتاً لكل السوريين الذين قمعهم النظام طيلة عقود. نواصل تعهّدنا بدعم الائتلاف طالما كان يعمل للتوصل إلى أهداف الثورة بشأن الحرية والكرامة لجميع السوريين”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال إن “فرنسا تهنئ هادي البحرة على انتخابه رئيساً للائتلاف الوطني السوري”. وأضاف “نتوقع من الرئيس الجديد أن يواصل تعزيز التزام الائتلاف من أجل سوريا حرة وديموقراطية”، مؤكداً أن باريس ستواصل “تقديم دعمها الكامل في مكافحة القمع وضد الإرهاب”، موضحاً أن “فرنسا تقدم مساعدة مدنية وعسكرية غير قاتلة. هذه المساعدة ترمي إلى تمكين المعارضة المعتدلة من حماية السكان من هجمات النظام والإرهابيين وتوفير خدمات عامة أساسية في المناطق المحررة”.

هادي البحرة: قرار حل هيئة الأركان خاطئ وليس من صلاحيات الحكومة المؤقتة
الأناضول- الأناضول: قال الرئيس الجديد للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية “هادي البحرة” في رده على سؤال مراسل الأناضول، المتعلق بأسباب إلغاء الأمانة العامة للائتلاف لقرار حل هيئة أركان الجيش السوري الحر وإقالة رئيسه العميد عبد الإله البشير الصادر عن الحكومة المؤقتة “إن القرار كان خاطئاً ويخرج عن صلاحيات الحكومة ورئيس الحكومة، وفيه فهم خاطئ للنظام الأساسي للحكومة، وتمَّ تصويب هذا الخطأ بقرار من الهيئة العامة”.
وحول برنامج الائتلاف في المرحلة القادمة أوضح البحرة عقب أول مؤتمر صحفي يعقده بعد تسلمه لمنصبه الحديد، أنه سيتم تصحيح الأخطاء السابقة وإعادة القطار إلى مساره، والالتفات أكثر إلى الداخل السوري بوصفه الأساس في قوة الثورة.
ورداً على سؤال يتعلق بكيفية تعامل الائتلاف مع خليفة “الأخضر الإبراهيمي” في حال الإعلان عنه، قال رئيس الائتلاف السوري “قدمنا ورقة سياسية في مؤتمر جنيف سابقاً توضح خارطة الطريق، ونحن ملتزمون بهذه الخطة والنظام لم يلتزم بها، وأي شيء يحقق أهداف الثورة نحن معه ولا تراجع عن هذه الأهداف”.
وفاز هادي البحرة (55 عاماً) برئاسة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، على حساب منافسه “موفق نيربية”، بفارق 21 صوتاً، عندما حصد 62 صوتاً، مقابل 41 صوتاً لمنافسه من أصل 120 صوتاً من أعضاء الائتلاف، وذلك في الانتخابات التي جرت في ضواحي “اسطنبول” التركية فجر الأربعاء.
ويذكر أنَّ، رئيس الحكومة السورية المؤقتة، أقال رئيس هيئة أركان الجيش الحر العميد، عبد الإله البشير، وحلَّ مجلس القيادة العسكرية العليا وأحال أعضاءها للتحقيق، بحسب بيان صدر عن الحكومة المؤقتة بتاريخ 26 حزيران/ يونيو الماضي، بينما ألغت الأمانة العامة للائتلاف هذه القرار بتصويت أعضائها بالإجماع في اجتماع الائتلاف يوم أمس.

في انتخابات اعتبرها محللون تراجعا لنفوذ الإخوان: هادي البحرة رئيساً للائتلاف السوري خلفاً للجربا
لندن ـ «القدس العربي» ـ من احمد المصري: تمكن المرشح هادي البحرة من الفوز برئاسة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، على منافسه موفق نيربية، وفاز البحرة المقرب من الجربا الذي أنهى ولايتين متتاليتين من ستة اشهر على رأس الائتلاف، بـ62 صوتاً من أصل 116، مقابل 41 صوتاً لمنافسه موفق نيربية، أما المرشح الثالث وليد العمري فنال ثلاثة أصوات فقط.
وفي جلسة اخرى عقدت بعد الظهر، تم انتخاب نصر الحريري أمينا عاما للائتلاف، وكل من محمد حسين قداح وعبد الحكيم بشار (ممثل الاكراد) ونورا الامير (مقعد المرأة) نوابا للرئيس.
وسبقت الانتخابات تجاذبات واتصالات مكثفة بين اعضاء الائتلاف لتزكية انتخاب البحرة المدعوم من السعودية رئيسا، وخالد خوجا المحسوب على جماعة الاخوان المسلمين والمدعوم من قطر أمينا عاما، في خطوة تعكس توافقا اقليميا بعد طول نزاع بين قطر والسعودية حول النفوذ والقرار.
الا ان اصواتا ارتفعت داخل الائتلاف تطالب بعدم تهميش الدور السوري على حساب ترك الاطراف الخارجية تقرر مصير الائتلاف، ما دفع اعضاء من الائتلاف، وبينهم نيربية والحريري، الى الترشح. وقد فاز الحريري بالأمانة العامة بـ62 صوتا مقابل 50 لخوجا.
ويعتبر البحرة الذي عمل في السعودية لفترة طويلة من المحسوبين على الخط السعودي داخل الائتلاف ومقرب من الرئيس السابق للائتلاف الجربا. ويرى مراقبون ان الانتخابات الاخيرة كانت اتفاقا اكثر منها اقتراعا، وتأتي ضمن محاولات الرياض للحد من نفوذ جماعة الاخوان المسلمين داخل الائتلاف التي تراجع نفوذها مؤخرا داخل مؤسسات المعارضة السورية.
يذكر أن اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، بدأت يوم الأحد الماضي، في مدينة شيله، المطلة على البحر الأسود، شمالي اسطنبول. من أجل انتخاب هيئة رئاسية وسياسية جديدة للائتلاف، والاطلاع على الأوضاع الميدانية في حلب، و زيادة تمثيل المرأة بإحداث توسعة جديدة في الائتلاف.

هل تؤدي مغامرة نتنياهو لإنضمام غزة لمحور الجهادية: سوريا، العراق وسيناء؟
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: ترى صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية أن ما يجري في غزة اليوم لم يعد مرتبطا بالسياق المعروف عن الصراع العربي- الإسرائيلي، بل يجب أن ينظر إليه في السياق الجيو- سياسي في المنطقة وصعود الجهاديين في العراق وسوريا وإعلانهم عن دولتهم الإسبوع الماضي، وما يجري في شبه جزيرة سيناء وبشكل محتمل ما يجري في الأردن ولبنان.
ومن هنا دعت الصحيفة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتوخي الحذر وعدم إثارة نزعات جهادية متطرفة جديدة، من خلال هز نظام حماس في غزة لأن البديل عنها سيكون جماعات متطرفة مما يعني اكتمال المحور الجهادي المتصاعد في المنطقة.
وتقول الصحيفة إن الهدف من القصف الجوي وحشد قوات برية إسرائيلية على حدود غزة هو إجبار الحركة وقف سيل الصواريخ التي زخت على المدن الإسرائيلية ليلة الأربعاء، وفي حالة لم توقف هذه الصواريخ فليس أمام إسرائيل خيار إلا دخول غزة كما فعلت عام 2008 وعندها ستفقد السيطرة على الوضع وتؤدي لفراغ في السلطة.

تحذيرات هولدر

وتعبر الصحيفة في تحذيراتها لنتنياهو عن المخاوف الغربية والأمريكية من صعود الإسلام السياسي فقد حذر وزيرالعدل الأمريكي إريك هولدر من تحول سوريا والعراق إلى «محضن للعنف المتطرف».
وقال المسؤول الأمريكي في كلمة له في العاصمة النرويجية، أوسلو «لا يمكن للعالم، ببساطة الجلوس ويسمح بتحولهما لساحة تدريب يعود منها مواطنونا ليشنوا هجمات». ووصف التهديد القادم من سوريا والعراق بالخطير لدرجة أنه «لا نستطيع الجلوس ساكنين، وبدلا من ذلك فنحن بحاجة لمنافع وسائل التحقيق والإدعاء العام التي تجعلنا قادرين على التحرك بسرعة في مواجهتنا للمشكلة».
وقال «لو انتظرنا ابناء شعوبنا للسفر إلى سوريا والعراق كي يتحولوا إلى متشددين والعودة إلى الوطن، فقد يكون الوقت فات لحماية أمننا القومي بطريقة مناسبة».
وكان هولدر يتحدث أمام جمع من الدبلوماسيين والأكاديميين ومسؤولي الامن القومي اجتمعوا في مقر إقامة السفير الأمريكي ووصف في كلمته صورة مثيرة للقلق عن تدفق أعداد كبيرة من المواطنين الأوروبيين والأمريكيين للقتال في سوريا. وكان محمد أبو صالحة، قد نفذ في حزيران/ يونيو عملية انتحارية وهو أول أمريكي يقتل في عملية كهذه. ويقدر مسؤولون أمريكيون عدد الشبان الذين سافروا من أمريكا بالعشرات فيما انضم مئات من الشبان الأوروبيين من بين 7.000 مقاتل أجنبي في سوريا حسب هولدر، مشيرا إلى أن هناك سبب للخوف من عودتهم شن هجمات في بلادهم.
وبحسب صحيفة «لوس أنجليس تايمز» فقد دعا هولدر إلى مدخل من أربعة أجزاء، داعيا الدول تبني التشريعات الأمريكية ضد التآمر والسماح بعمليات سرية مثل ما يفعل مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي أي) من مراقبة وملاحقة العائدين من سوريا.
ودعا هولدر الدول للتعاون والتشارك في المعلومات حول المسافرين من خلال الشرطة الدولية «إنتربول»، كما وحث هولدر على التعاون مع المجتمع وقال «علينا العمل على منع الأفراد من الوقوع في أسر التشدد من خلال وضع برامج قوية لمواجهة التطرف العنيف في المراحل الأولى».
وقال «هذه أزمة عالمية تحتاج لحل عالمي». ويخشى المسؤولون الأمريكيون من أفراد يسافرون بدون تأشيرات بين أمريكا واوروبا وعودة هؤلاء وقد تأثروا بالفكر المتشدد وهم في سوريا.
وكان وزير الأمن الداخلي جيه جونسون قد طلب تشديد الحراسة على بعض المطارات الدولية، خاصة بعد تقارير أمنية عن عمليات إرهابية جديدة قادمة من اليمن. ويعكس خطاب هولدر اعتقاد المسؤولين الأمريكيين أن التهديد الذي يمثله القتال في سوريا يمكن أن ينتشر في أمريكا وأوروبا.

مباديء ويلسون

وفي هذا السياق ذكر ديفيد إغناطيوس في صحيفة «واشنطن بوست» إن المظهر الإيجابي الوحيد لإعلان الدولة الإسلامية في العراق والشام هو أنها أعطت العالم عنوانا مما يعني أن أي دولة تتحول لملجأ للإرهابيين تصبح هدفا في حد ذاتها. وبهذه المثابة فقد ولدت الدولة الإسلامية «وبرشامة انتحارية في فمها».
وجاء هذا في إطار تحليل الكاتب لنقاط الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون الـ14، وذكر إغناطيوس كيف عارضت الولايات المتحدة ترتيبات سايكس- بيكو لمرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى أو «خط على الرمال.
وكان رفض الولايات المتحدة للتقسيم لأنها لم تكن راضية عن الدبلوماسية السرية بين بريطانيا وفرنسا.
ورفضت الولايات المتحدة المشروع الإستعماري للمنطقة ودعت لحق تقرير المصير. مع أن واشنطن تحولت في النهاية لحام ومحافظ لهذا التصميم الإستعماري بدون قصد او معرفة كما يقول الكاتب. ويشير لنقاط ويلسون التي دعا فيها لتقرير مصير الشعوب في كانون الثاني/يناير 1918 أي بعد دخول الولايات المتحدة الحرب بتسعة أشهر.
وتحولت النقاط مركزا للنقاش في مؤتمر فرساي، وكانت نقاطا ملهمة خاصة لضحايا النظام القديم ومثار إزعاج لكل من بريطانيا وفرنسا.
لم تنتصر نقاط ويلسون بل انتصرت بريطانيا وفرنسا وفرضتا بأنانية وضيق نظر نظاما أدى لصعود النازية وقاد للحرب العالمية الثانية، ومعها جاء صداع الشرق الأوسط الدائم. وما حدث يلخصه كتاب ديفيد فرومكين «سلام ما بعده سلام».
وهو الذي يمزق نسيج المنطقة حيث الحروب الأهلية في سوريا والعراق والتي تخلق تقسيما فعليا، وهو ما يضع تحديات على صناع السياسة من ناحية إعادة رسم الخريطة أو ترك المنطقة تتفتت إلى كانتونات «ولايات» كما في العهد العثماني.
ويرى الكاتب هنا إنه من الباكر الحديث عن مرحلة ما بعد -1919 فبعد15 عاما من تقسيم الحرب الأهلية للبنان، انتصرت فكرة الهوية الوطنية اللبنانية، واستعاد سيادته بعد مؤتمر الطائف عام 1989.
ويعتقد أن هذا ما سيحدث في سوريا ولكنه ليس متأكدا ماذا سيجري للعراق، وفي النهاية هذه أسئلة يقررها أبناء المنطقة لا الخارج. ويتساءل عن نقاط ويلسون وماذا تعني اليوم؟ ويجيب أن النقاط الخمس الأولى منها مهمة وهي «ميثاق مفتوح للسلام» والتي كانت نقدا لسايكس- بيكو مما يعني ان أي نظام في المنطقة يجب أن ينبع منها ويبدأ من إيران والسعودية باعتبارها زعيمة للمنطقة. وما إلى ذلك. وما دام الحديث عن إيران فقد عززت طهران من وجودها ودعمها لحكومة نوري المالكي.

تورط إيراني في العراق

وكان مسؤولون أمريكيون وعراقيون قد قالوا يوم امس الأول إن الحكومة الإيرانية أرسلت ثلاث طائرات روسية الصنع لحكومة المالكي كي تستخدمها ضد المقاتلين السنة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
ويقول المسؤولون الأمريكيون ان وصول طائرات سو-25 والتي قامت بطلعات في غرب وشمال العراق هي أخر الخطوات التي اتخذتها حكومة طهران لمساعدة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ووسعت بالتالي من تأثيرها على المشهد السياسي العراقي الذي يحاول في السياسة تشكيل حكومة.
وقال مسؤول أمريكي لم يذكر اسمه إن واحدة من الطائرات الثلاث قادها طيار إيراني، مع أن مسؤولا عراقيا بارزا أكد أن الطائرات يقودها عراقيون من سلاح الجو العراقي، وهي جزء من الطائرات العراقية التي نقلت لإيران في أثناء حرب الخليج الاولى عام 1991.
وقال المسؤول إن إيران التي تفهم الحاجة الملحة على الأرض «أعطتنا بعض الطائرات». وجاء الحديث عن الطائرات ووصولها من إيران وسط تقارير عن مقتل ضابط إيراني بارز في سامراء.
ويقول الأمريكيون إن الطيار الذي كشفت وكالة الأنباء الإيرانية عن اسمه شجاعت المداري مرجاني كان يقوم بمهمة استطلاعية عندما أصابته قذيفة هاون من داعش، ولكن المسؤولين العراقيين يقولون إن الرجل الميت هو سائح إيراني كان يعمل في الملاحة الجوية. ويأتي قرار طهران تقديم طائرات للعراق بعد إرسالها طائرات استطلاع من اسطول «ابابيل» ومستشارين وأنظمة اتصال. وتنطلق الطائرات هذه من قاعدة الرشيد في بغداد.
وتشبه طائرة سو-25 الطائرات الأمريكية إي-10 فهي مصممة للقيام بهجمات أرضية ومزودة بمدفع حجم 30- مليميتر، ومزودة بالصواريخ والقنابل وقد تكون عملية ضد قوافل داعش وتجمعات مقاتليه حسب جوزيف ديمبسي المحلل العسكري في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله إن سو-25 قامت بمهام فوق الفلوجة والرمادي ومصفاة نفط بيجي ولم يقل إن كانت قد رمت قنابل أم لا، لكنه قال إن إيران أرسلت قوات جديدة من الحرس الثوري وعسكريين من القوات الجوية للعراق.
وعبر أعضاء في الكونغرس عن قلقهم من تزايد الدور الإيراني في العراق بعد حديث كل من وزير الدفاع تشاك هيغل ورئيس هيئة الأركان مارتن ديمبسي للجنة القوات المسلحة في الكونغرس.
ونقل عن النائب عن ولاية جورجيا ساكسي تشامبليس قوله «يقومون بدور كبير في هذا المرحلة»، وأضاف «لا أثق بالإيرانيين وعليه فافترض أنهم هناك لأهداف شريرة ومن أجل مصالحهم الخاصة».
وتحاول إيران تعزيز دفاعات بغداد ضد أي هجوم متوقع من داعش والمدن الجنوبية خاصة المزارات المقدسة التي تقاتل الميليشيات من اجلها وليس من أجل العراق الموحد. ورغم ذلك فالجنوب ليس هادئا كما تقول لوفدي موريس في تقرير لها من الديوانية التي تبعد 110 ميلا جنوب بغداد.

مشاكل في الجنوب

وتحدث التقرير عن حملة اعتقالات قامت بها قوات الحكومة في الأيام الأخيرة وطالت ممثل محمود الصرخي في الديوانية، وكان أتباعه قد اشتبكوا الإسبوع الماضي في مدينة كربلاء وخلفت عملية قوات الأمن سبعة قتلى.
ومنذ ذلك الوقت تم اعتقال أكثر من 100 من أتباع رجل الدين، حيث تحاول الحكومة التصدي لأي محاولة لزعزعة الإستقرار خاصة أنها تواجه تهديد داعش في الشمال.
وكانت قوات الأمن قد استخدمت مروحيات وأطلقت القذائف على مجمع للصرخي أول حادث من النزاع الشيعي- الشيعي منذ سيطرة قوات داعش على شمال وغرب العراق وأعلن التنظيم عن الدولة الإسلامية.
ويحذر محللون من اقتتال جديد خاصة أن الميليشيات الشيعية تقوم بتسليح وإعادة بناء نفسها مما يخلق تجمعات معقدة غير نظامية لا تملك الدولة تأثيرا عليها.
وتظل الديوانية ليست جديدة على الصراع الشيعي ـ الشيعي، فهنا قامت عناصر جيش المهدي من أتباع مقتدى الصدر بمواجهة القوات الأمريكية والعراقية عام 2006، وتزين صور وملصقات الصدر الشوارع والجدران أكثر من تلك للمالكي.
وهناك شكوك لدى السلطات أن الصرخي مختف في الديوانية. خاصة أن أتباعه هاجموا في الإسبوع الماضي ثماني نقاط تفتيش. ويعرف عن الصرخي وهو من تلامذة والد مقتدى الصدر بأرائه الغريبة.
وعندما عقد مدير شرطة الديوانية اجتماعا طارئا الإسبوع الماضي كانت النقطة الرئيسية على أجندة اللقاء وهي السيطرة على أتباع الصرخي وليس تهديد الدولة الإسلامية أو القاعدة. ونقلت الصحافية عن صادق خاقاني وهو من أتباع الصرخي الهاربين قوله « الشيعة منقسمون على أنفسسهم أكثر من أي وقت مضى».
و»حذرنا وحذرنا أن هذه الحكومة لن تؤدي إلا إلى الفوضى الطائفية».
ويؤكد أن قوات الأمن حاصرت مجمع الصرخي عندما أصدر الأخير فتوى يشجب فيها فتوى المرجعية الشيعية آية الله علي السيستاني ودعا فيها الشيعة لحمل السلاح وقتال داعش. فالصرخي يعتقد أن هذه الفتوى لن تقود إلا لحرب طائفية حسب الخاقاني. واستجاب عشرات الألوف لدعوات السيستاني قتال التمرد السني، وانضم للدعوة 4.000 من الديوانية حسب حسين البديري عضو اللجنة الأمنية في المدينة.
وتقول إن الفتوى التي أكدت على تطوع المدنيين أعطت الميليشيات الغطاء كي تعيد تنشيط عملها.
وتقود ميليشيات أنشأتها إيران مثل «عصائب الحق» العمليات الأمنية للجيش العراقي. وينتمي البديري لقوات بدر، التابعة للمجلس الإسلامي الأعلى الذي يتزعمه عمار الحكيم وعاد أفرادها وحملوا السلاح، ويزعم أنه مستقل ولا مكان للميليشيا في داخل قوات الجيش. كما وأعاد جيش المهدي بناء نفسه تحت مسمى «كتائب السلام» حيث نظم عشرات الألاف من الموالين للصدر مسيرات في بغداد والمدن العراقية الأخرى.
ويقول فيليب سميث، الباحث في جامعة ميرلاند والمتخصص في شؤون الميليشيات الشيعية أن استعراضات القوة لم تكن فقط لإرسال رسالة للدولة الإسلامية «فهذه الإستعراضات نظمت في المناطق الشيعية وهي رسالة للمالكي» الذي يحاول ترتيب البيت الشيعي حيث يطالب الصدر والحكيم بتنحي المالكي عن السلطة.
وتعاني مدينة الديوانية من مشكلة فقر وبطالة حيث توقف مصنعي المطاط والنسيج أو قاربا عن العمل، وليس هناك مخرج من البطالة سوى الإنضمام للجيش حيث ينضمون للفرقة الثامنة المتمركزة في المدينة. ولكن لم يبق في الثكنات سوى 70 جنديا فيما غادر البقية لأنهم «بصراحة جبناء» كما يقول البديري.
ويقول التقرير إن القوات غير النظامية ساعدت على وقف تقدم مقاتلي داعش، لكن دخول الحرب حالة من الجمود، فتمزق الجبهة الداخلية مسألة وقت حسب سميث والذي قال «كلما قل تقدم القوات كلما زادت احتمالات الإقتتال الداخلي».

سوريا: اعتقال عشرات العناصر واربعة ضباط من قوات النظام بتهمة سرقة 180 كيلو من الذهب
ياسين رائد الحلبي
عندان – ريف حلب ـ «القدس العربي» اعتقل الأمن العسكري التابع للنظام السوري 60 من عناصره واربعة ضباط برتب مختلفة واحالهم الى المحكمة العسكرية وذلك بتهمة سرقة 180 كيلو غرام من الذهب .
وعلمت «القدس العربي» من مصادر عسكرية داخل قوات النظام ان التهمة للعناصر المحتجزين هي سرقة معادن من الذهب تعود ملكيته لأحد المحال التجارية في سوق حلب القديمة جانب القلعة، حيث يقدر سعره بأكثر من ثلاثة ملايين دولار .
محلات الصاغة والتي تقع بالقرب من قلعة حلب ليست كباقي محلات الذهب وتتميز هذه المحلات بمخزونها الكبير من الذهب وثراء اصحابها والذين يعتمدون على اخفاء هكذا معادن ثمينة وكميات كبيرة بعيداً عن اعين النظام .
وبعد دخول المعارضة المسلحة الى مدينة حلب ووصولها الى حلب القديمة في نهاية العام 2012، دمرت عشرات المحلات التجارية نتيجة القصف المتواصل على السوق من قبل قوات النظام، ونتيجة الاشتباكات الدائرة هناك ما ادى لهروب اصحاب المحلات، ولوقوع اخرى تحت خط النار بين الطرفين ما لا يمكن افراغ هذه المحلات مطلقاً . يقول والد احد العناصر المعتقلين من ريف حلب والذي رفض الكشف عن اسمه خوفاً على ابنه لـ»القدس العربي»، «منذ شهر من الآن قامت قوة من الامن العسكري باعتقال ولدي و60 من رفاقه من حلب القديمة مع اربعة ضباط مسؤولين عن جبهة حلب القديمة، ولم نعرف السبب اولاً ولكن فيما بعد تبين لنا ان التهمة الموجهة لهم سرقة 180 كيلو غرام من الذهب وذلك عن طريق دعوة قدمها صاحب احد المحلات التجارية» . يتنهد والد العنصر بحسرة ويقول «ابني ليس لصاً وليس سارقاً وانا متأكد ان سبب هذه الاعتقال الجماعي ما هو الا خوفاً من عملية انشقاق جماعية على تلك الجبهة، لان ولدي قبل اعتقاله بفترة قصيرة ابلغني انه سيحاول الانشقاق عن الجيش والقدوم الينا الى الريف المحرر» . مدينة حلب العاصمة الإقتصادية من المدينة لم تتوقف اثار الحرب على منازلها واحيائها وشوارعها بل وصلت لمصانعها واثارها ومخزونها التجاري والإقتصادي فمنها ما احترق ومنها ما سرق ومنها ما تدمر ومنها ما تلف على خط النار بين النظام والمعارضة المسلحة .
ويقول الناشط ابو المهيب «ان ما يقلقنا هو استمرار هذه العمليات فهي ليست اولها ولن تكون اخرها فسرقة الذهب والاثار وتهريبه الى خارج البلد سيكون له انعكاساته الكبيرة في المستقبل، فسوريا لن تتعافى لمئات السنين ان لم يتوقف ما يحصل وان لم تضبط الحدود وهذا ما لا طاقة للثوار في هذه الظروف في مدينة حلب فالنظام يتقدم والسرقة والنهب والفلتان الامني بازدياد عما سبق، ولا يستطيع احد ان يضبط الوضع الأمني في المدينة ولا الريف فهناك تنقيب مستمر عن الآثار في الاماكن الاثرية يجري ليلا وتقوم بعض العصابات باستخراج الاثار وتهريبها وبيعها بعشرات آلاف الدولارات» .
سوق حلب القديمة من أكثر الأسواق في سوريا التي تحتوي على بضائع يقدر ثمنها بالمليارات وبالاضافة الى البضائع فيحتوي على الذهب والزخرفيات ومخزون كبير للأقمشة، وهي مصدر ترويج للصناعات الحلبي المعروفة والخسائر داخل السوق وصلت لعشرات المليارات .

نشطاء يتهمون الجيش السوري الحر بالتوقيع على هدنة المليحة سرا… ونازحون ينتظرون العودة
نوران النائب
دوما ـ «القدس العربي» استكمالاً لسياسة الهدن التي اتبعها النظام تؤكد مصادر لـ»القدس العربي» ان بلدة المليحة على وشك الاعلان عن مصالحة يجري الاعداد لها بين ممثلين عن الاجهزة الامنية وفصائل معارضة. وربما تمتد لتشمل سائر مدن الغوطة الشرقية كما يقول ناشطون . وفق مصادر عسكرية فأن موضوع هدنة المليحة قد تمت مناقشته قبل اشتداد معاركها، ونزوح سكانها منها أثر رفض الحر الهدنة سابقاً .
الخسائر البشرية والمادية التي تكبدها الطرفين في تلك المعركة كبيرة جداً، بين معارك كر وفر واستنزاف الحر على وجه الخصوص بكامل عتاده وأعداده، وذلك عقب استعانة النظام السوري بقوات كورية وإيرانية وميليشيات عراقية بحسب ناشطين مطلعين ،وهو ما أنهك قوى الفصائل العسكرية المعارضة على مدار شهور ثلاثة لم يستطع خلالها كلا الطرفين بإنهاء المعركة بشكل كلي لصالحه، وبينما أعلنت قوات النظام السوري مؤخراً استعدادها للانسحاب من المناطق التي احتلتها مؤخراً في المليحة بريف دمشق اشترطت قوات الأسد من أجل ذلك أن توقف المعارضة المسلحة القصف على ثكنات الجيش النظامي ومراكزه في مدينة جرمانا وما حولها .
وقال أحد المقاتلين أن الأنباء تضاربت ما بين معارض للهدنة ومؤيد لها ، لا سيما المجلس المحلي لبلدة المليحة الذي قدم بنود صعبة للنظام السوري في حال تم طرح هدنة وكان من المتوقع عدم الموافقة عليها، وقد شملت الهدنة المطروحة من قبل النظام السوري حسب ما أورده نشطاء البنود التالية :
1- انسحاب الجيش لوراء نقط معمل المتـة (أي نقاطه القديمة قبيل الحملة ).
2- فتح معبر انساني بالمليحة وإعادة الكهرباء والماء والخدمات اليها .
3- يستلم فيلق الرحمن كافة النقط بالمليحة.
4- ينسحب الجيش النظامي من دون استهدافه .
واتهم نشطاء ومواطنون فصائل المعارضة المسلحة المتواجدة في الغوطة الشرقية بالتوقيع على الهدنة سراً بكافة الفصائل دون استثناء، وأكدوا بأن الأمر جاء عقب توحيد غير علني لكتائب الجيش الحر المتواجدة في الغوطة الشرقية، في الوقت الذي نفت فيه المصادر العسكرية موافقتها على شروط الهدنة المطروحة وقالت بأنها مجرد شائعات . ويشار لأهمية منطقة المليحة كونها قريبة من مطار دمشق الدولي ومنطقة جرمانا التي يسعى النظام جاهداً لتأمينها بشتى السبل لا سيما بعد فشل مخطط النظام في دخول المنطقة بعد ان مارس عليها حصاراً فاقم الفقر والجوع، وقصفاً بشتى أنواع الصواريخ الثقيلة، ما ادى الى نزوح أكثر من أربعة آلاف عائلة، وقضى خلاله أكثر من مئة قتيل وأعداد لا متناهية من الجرحى وذلك بحسب تقرير إحصائي للمكتب الإعلامي بالمليحة، إضافة لاستهداف المدنيين وإلحاق الدمار والخراب الكبير للأبنية والمنازل، فضلاً عن تدمير بناها التحتية بعشرات الصواريخ والقذائف والغارات اليومية .

مليون مدني في حلب يواجهون كارثة إنسانية في نقص مياه الشرب والكهرباء
هبـه محمـد
دمشق ـ «القدس العربي» يواجه مليون مدني في محافظة حلب شمال غربي البلاد كارثة إنسانية محتمة، بسبب نقص حاد في مياه الشرب، وغياب خدمات الكهرباء، بعد استهداف البنية التحتية وتعطيلها من قبل نظام الأسد، و تدمــير جزء كبير الخدمات، وتخريب الأنابيب الرئيسة في المناطق التي تســـيطر عليــها كتائب المعـــارضة المسلحة، فضلاً عن استهداف النظام لفرق الإصلاح المعنية في مدن وبلـــدات حلب وريفها لتصبح خارج نطاق المناطق المخدمة، الأمر الذي حول الأحياء التي من المفترض أن تكون سكنية، لمناطق معـــدومة الـــياة بشكل كامل، بهذه الكلمـــات وصف أبو فراس الحلبي عضو المكتب الإعلامي في الجبهة الإسلامية سوء المعيشة في حديث مع «القدس العربي».
وقد أرجعت وزارة كهرباء التابعة لنظام الأسد الخلل في توفير الكهرباء إلى «موجة الحر»، وقال المدير العام لتوزيع واستثمار الطاقة الكهربائية في حكومة النظام المهندس عماد خميس، أن السبب في انقطاع التيار الكهربائي عن حلب وريفها، يعود إلى «عدم وجود برنامج في الأصل للتقنين»، و»أن عودة الحرارة إلى معدلاتها سوف تلغي الحاجة إلى التقنين وستلغى الحاجة للانقطاع المفاجيء للتيار الكهربائي الذي ترافق مع هذه الحالة العابرة من الارتفاع في درجات الحرارة».
وأكد الحلبي في اتصال له مع «القدس العربي» أن انقطاع الكهرباء والمياه، بدأ منذ حوالي ستة أشهر، حيث تم قطعهم لشهر كامل و بشكل متواصل، لتعود سياسة القطع ما بين حي وأخر، مما أدى إلى خروج العديد من المشافي في المحافظة عن العمل بشكل نهائي، وزيادة عدد النازحين باتجاه الحدود التركية والى المخيمات، بأضعاف ما كانت عليه في الفترات السابقة، وذكر أهم الأحياء التي قطعت عنها الخدمات وهي»حي الشعار، حي الصاخور، الحيدرية وحي هنانو» في حلب المدينة، أما في الريف الحلبي فقد انقطعت الخدمات عن كلٍ من « عندان، مارع، تل رفعت، رتيان، حيان، دارة عزة».
الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك صرح بأن نحو مليون مواطن من سكان حلب يعانون نقصاً في مياه الشرب العذبة، مؤكداً إلى أنها غير متوفرة بشكل كلي في بعض أحياء المدينة.
وتشير البيانات الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن الوضع في مجال تزويد المدينة بالكهرباء في تدهور مستمر، وأضاف دوجاريك «الكهرباء مقطوعة عن بعض أحياء حلب بالكامل، في حين تتوفر في أحياء أخرى لمدة لا تزيد عن ساعة يوميا، بينما قطعت المياه عن الجزء الأكبر من المدينة لمدة عشرة أيام، ويحاول الهلال الأحمر التفاوض مع طرفي النزاع من أجل إصلاح الأنابيب وخطوط نقل الكهرباء المتضررة جراء تفجير 2 حزيران/ يونيو الذي حرم نحو مليون من سكان حلب من انتظام توفر المياه».

ستيفان دي ميستورا… خلطة سويدية إيطالية لاستعصاء سوري
باريس ــ محمد المزديوي
في العام 2012، ورد اسم الإيطالي ــ السويدي ستيفان دي ميستورا إلى جانب اسم الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس، كمُرشحين لمنصب المبعوث الأممي في سوريا بعد مغادرة كوفي عنان المهمة. ولكن الظروف والتدخلات الدولية شاءت أن ينتظر الثاني بعض الوقت، أي بعد أن أعلن الأخضر الإبراهيمي عن فشله المدوّي.

فما الذي يستطيع أن يفعله دي ميستورا في سورية، بعد فشل كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي؟ هل يستطيع، فعلاً، إيقاف هذه المحرقة وإعادة الأطراف إلى طاولة التفاوض؟ وقبل هذا، هل يمتلك تفويضاً واضحاً، من الأمم المتحدة ومجلس الأمن؟ وهل له صلاحيات كبيرة ومحددة؟ هي مجموعة من الأسئلة وجد الممثلان الخاصان السابقان للأمين العام للأمم المتحدة نفسيهما إزاءها منزوعي السلاح.

يستطيع دي ميستورا أن يتكئ على أكثر من 30 سنة من التجارب الدبلوماسية في هذه المنظمة الأممية. فقد رَاكَمَ هذا المولود من أب إيطالي وأم سويدية، والأب لابنتين، خبرات كبيرة في مهمات صعبة في مناطق صراع، من العراق بين 2007 و2009، الى لبنان والصومال والسودان وكوسوفو. وهو يتقن العديد من اللغات كالإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والعربية إلى جانب لغتيه السويدية والإيطالية. كما أنه عمل مديرا مساعدا لبرنامج الغذاء العالمي.

تميز في منصبه رئيساً للجنة مساعدة الأمم المتحدة في أفغانستان منذ سنة 2010، من دون إغفال عمله نائبا لوزير خارجية بلده إيطاليا.

ويعرف هذا الدبلوماسي المحنك، أن شخصية المبعوث الخاص لا تكفي لإحداث اختراق مهم في هذا الجمود الدبلوماسي، عجز عنه سلفه كوفي عنان، مع كل ما كان يمتلكه من قوة إقناع وسحر. ويعرف، مثلما كان عنان والإبراهيمي يعرفان، أنه من دون توافق أميركي ــ روسي، لا يمكن حدوث أي شيء مهم. أي لا شيء من دون اضطلاع مجلس الأمن بدوره السياسي والأخلاقي.

يعرف هذا الدبلوماسي المحنك، أن شخصية المبعوث الخاص لا تكفي لإحداث اختراق مهم في هذا الجمود الدبلوماسي

وليست سورية استثناءا في الدبلوماسية. فقد اكتشف، من خلال كل مهماته، عجز الأمم المتحدة عن العمل، بحرية وفعالية، وكيف أنها تجد نفسَها ملحقاً للولايات المتحدة في الكثير من الأماكن، مثل العراق أو أفغانستان أو في كوسوفو. واقع يعني، أن هامش المناورة الذي يمتلكه ضئيل، وأنه محكوم عليه، في النهاية، أن يبحث عن حلول وسط لا ترضي أحداً.

لم يمتلك دي ميستورا أي سلطة في أفغانستان، بدليل طريقته في الحديث عن الرئيس حامد قرضاي: “لدينا حليفٌ (هو هنا يتبنى الموقف الغربي وليس الأممي) له القدرة على أن يكون بالغ التعقيد وصعب المراس، بكل قواه وضعفه، مثلنا جميعاً، ولكنه يُمثل واقعا أفغانيًا. إن عمل الرئيس قرضاي هو الأصعب والأخطر في العالم، وهو يعاني من “متلازمة نجيب الله” (أي رئيس يبقى في حماية مكتب الأمم المتحدة بكابول وتأتي طالبان وتعدمه)، ويُحفّزُهُ عنصرٌ أساسي يُوحِّدُ الأفغان، وهو القومية والسيادة الوطنية. وإذا أردنا حلاً وسطاً، فعلينا العثور على شخص قادر على إنجازه مع الجميع”.

وحين يُسأل عن سبب التواجد الغربي في أفغانستان يجيب: “قدمنا إلى أفغانستان بسبب تفجيرات 11 سبتمبر 2001، ليس من أجل تحويل أفغانستان إلى سويسرا، وبِحكامة بالغة الكمال، من دون فساد وفي ظل احترام حقوق الإنسان. لكن هذا لا يعني أنه لا يجب أن نصل يوماً إلى هذا، من أجل الوصول إلى استقرار حقيقي، ولكن هذا الهدف هو للتحقيق في العشر سنوات المقبلة، بمساعدة من منظمة الأمم المتحدة”.

في المناصب الأممية التي شغلها، كان قريباً جداً من الموقف الغربي

ويعترف ابن الـ67 عاماً، بأنه “حين كانت طالبان في السلطة، لم يكن رجالها فاسدين ولم يكونوا يشترون سيارات مرسيديس، ولكنهم كانوا عاجزين عن الاهتمام بشؤون شعبهم. الفساد يعيق الحكومة الأفغانية حتى تكون فعّالة، ولكن توجد مدارس ومستشفيات أكثر مما كان زمن طالبان. الفساد ليس ثابتة مطلقة. ولكن في المقابل يجب مراقبة المساعدات الدولية وتمرير الصفقات”.
صحيح أن عمله في العراق وأفغانستان ساعداه على معرفة أفضل بالمسؤولين الإيرانيين، ولكن هل يستطيع إقناعهم بالقيام بدور أكثر إيجابية في سورية؟

لم يكن دي ميستورا حراً في تصرفاته، ولا قادراً على بناء علاقاته الخاصة مع طالبان، على حد اعتراف مسؤولين فرنسيين؛ ففُرِض عليه أن يعمل مع عدد متزايد من المسؤولين الخاصين، وخاصة ممثل حلف شمال الأطلسي، مارك سيدويل، سفير بريطانيا السابق في كابول، مع كل ما يمثله الأمر من تجريده من حرية القرار.

لا يُنتظَر أن يتغير الأمر في سورية، إلا إذا قرّر المجتمع الدولي، أخيراً، أن يتحمل مسؤولياته، وإذا قررت الولايات المتحدة أن تتوقف عن سياسة الغموض غير البنّاء. حينها، سيكون باستطاعة هذا الرجل، الذي يتحدث العربية، بطلاقة، أن ينظر في وجه بشار الأسد ويقول له: “آنَ لهذه المحرقة أن تتوقف”.

سوريا مستعرة: براميل على درعا والدولة الإسلامية تحارب الأكراد
الميادين السورية مشتعلة جدًا، فالنظام يقصف درعا والمليحة بالبراميل المتفجرة، بينما تشن الدولة الاسلامية حملة لإحتلال عين العرب الكردية.

إيلاف من بيروت: استهدف الطيران المروحي التابع لنظام الأسد بالبراميل المتفجرة مدينة درعا وبعض بلدات ريف درعا، منها بلدات نوى وإنخل وداعل وطفس والجيزة. وقد نشر الناشطون السوريون مقاطع مصورة لهذا القصف الهمجي، الذي يستهدف المدنيين في بيوتهم، والذي يخلف دمارًا هائلًا، وعددًا كبيرًا من القتلى والجرحى.

ريف دمشق مشتعل

وفي ريف دمشق، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن اشتباكات عنيفة دارت بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس بين قوات النظام ومقاتلي الكتائب الاسلامية في بساتين مدينة حرستا. وقصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في الزبداني، وفتحت قوات النظام السوري نيران رشاشاتها الثقيلة على طريق بلدة دير مقرن بمنطقة وادي بردى، كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في جرود عرسال على الحدود السورية اللبنانية.

ودارت اشتباكات طاحنة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة والكتائب الاسلامية من جهة أخرى في بلدة المليحة ومحيطها. وارتفع إلى 13 عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي على مناطق في المليحة ومحيطها، وسط قصف لقوات النظام بقذائف المدفعية والهاون، وإطلاق نار بالرشاشات الثقيلة على البلدة.

وفتح النظام نيرانه الثقيلة على الطريق الواصل بين المقيليبة وزاكية، في حين تعرضت أطراف مدينة سقبا لقصف عنيف من دون تسجيل خسائر بشرية.

ونفذ الطيران الحربي 3 غارات على أطراف مدينة كفربطنا ومزارعها، فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة بين مقاتلي الدولة الإسلامية من جهة، وجيش الإسلام والكتائب الإسلامية الموالية له من جهة أخرى في مسرابا بالغوطة الشرقية.

حلب تنتظر مصيرها

ودفع جيش الأسد وحزب الله بالمزيد من القوات لاقتحام حلب، بعد تضييق الخناق على المدينة بهدف قطع طرق الإمداد عن مقاتلي المعارضة التي سبق ووجهت نداءات بتقديم المساعدة لتفادي سقوط المدينة بأيدي النظام.

ونفذ الطيران الحربي غارة على منطقة الملاح بحريتان في ريف حلب الشمالي، من دون معلومات عن خسائر بشرية. كما استهدف مقاتلو الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة بعدد من قذائف الهاون مكان تمركز قوات النظام والمسلحين الموالين لها في منطقة البريج شمال شرق حلب، في حين قصفت الكتائب الإسلامية بلدتي نبّل والزهراء، اللتين يقطنهما مواطنون شيعة.

وتدور اشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من طرف، ومقاتلي الدولة الإسلامية من طرف آخر بالقرب من بلدة الراعي.

قتال الأكراد

من ناحية أخرى، سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على قرى عبدي كوي وكندال وكري صور، في الريف الشرقي لمدينة عين العرب “كوباني”، بعد انسحاب وحدات حماية الشعب الكردي منها، حيث شهدت هذه القرى اشتباكات عنيفة وعلى مسافات قريبة بـين الطرفين، بحسب تقرير للمرصد السوري لحقوق الانسان.

وارتفع إلى 18 عدد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي الذين لقوا مصرعهم منذ الأربعاء، بينهم 14 مقاتلًا قضوا في اشتباكات دارت في قرى عبدي كوي وكري صور وكندال، من ضمنهم 8 جثث لمقاتلين سقطوا في الاشتباكات، لم تكن عليها أية آثار لطلقات نارية أو شظايا القذائف، وهي محترقة بشكل كامل، وسط شكوك لدى الأطباء حول نوعية السلاح الذي استخدم.

ولقي 4 مقاتلين مصرعهم جراء تفجير مقاتل من الدولة الإسلامية من الجنسية التونسية لنفسه بعربة مفخخة، بالقرب من معمل الاسمنت، في شمال غرب بلدة عين عيسى في ريف الرقة. كانت الدولة الإسلامية توعدت في خطبة الجمعة 21 آذار (مارس) الفائت في مساجد الرقة بأنها ستضم عين العرب “كوباني” إلى الدولة الإسلامية.

لندن ترحب برئاسة البحرة للائتلاف السوري
رحبت بريطانيا بانتخاب هادي البحرة رئيسًا للائتلاف الوطني السوري خلفاً لأحمد الجربا، وأكدت دعمها للمعارضة السورية المعتدلة.

قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إنه مع الترحيب بانتخاب هادي البحرة لرئاسة الائتلاف الوطني السوري المعارض، لإن العنف الذي ترتكبه جماعة داعش في العراق وسوريا دليل قوي على ضرورة دعم المعارضة السورية التي تدافع عن نفسها بمواجهة الدكتاتورية والتطرف وتطمح إلى تحقيق الديموقراطية والتعددية.

وأكد هيغ أنه لا يمكن التوصل لتسوية سلمية في سوريا إذا كان كل ما هو أمام الشعب السوري الخيار بين نظام وحشي من جهة وإرهابيين من جهة أخرى.
ويرفض مقاتلو التنظيمات الإسلامية المتشددة، والذين يهيمنون على المعارضة، الاعتراف بقيادة الائتلاف الوطني السوري في المنفى.

وقال هيغ إن المملكة المتحدة ستواصل العمل عن قرب مع رئيس الائتلاف البحرة وآخرين في الائتلاف الوطني والحكومة الموقتة لمساعدتهم في تحقيق طموحاتهم لأجل أن تصبح سوريا ديموقراطية.

مساعدات ودعم
واضاف: وكما أعلنت في شهر مايو (أيار)، ستقدم المملكة المتحدة 30 مليون جنيه استرليني من الدعم العملي خلال السنة المالية الحالية لمساعدة المعارضة وتعزيز أمن المنطقة، هذا إضافة إلى 600 مليون جنيه استرليني من مساهماتنا الإنسانية.

وأثنى وزير الخارجية البريطاني على قيادة رئيس الائتلاف السابق الجربا خلال مفاوضات (جنيف 2) التي جرت في وقت سابق من العام الحالي، مشيراً إلى أن المعارضة السورية أبدت قدرتها على الوقوف لأجل التوصل لحل سياسي وحشد التأييد لرؤيتها التعددية الديموقراطية لمستقبل سوريا.

ويشار الى أن البحرة المولود في دمشق العام 1959، حاصل على بكالوريوس في الهندسة الصناعية من جامعة ويتشتا في الولايات المتحدة، وسبق أن عمل مديراً تنفيذيًا لمستشفيات “عرفان وباقدو” في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية خلال الفترة بين (1983-1987)، ثم اصبح المدير التنفيذي لشركة الأفق للتطوير التجاري في الفترة بين (1987-2003)، ليشغل بعدها منصب المدير العام لشركة الأفق العالمية للمعارض بين عامي (2004-2005)، ثم مديرًا تنفيذيًا لشركة “تكنو ميديا” منذ 2005.

ويتوقع العديد من المحللين أنه يرتبط بعلاقات جيدة مع الجانب السعودي على غرار علاقات أحمد الجربا التي اتسمت بحسن العلاقة بين السعودية والمعارضة.

رغم العفو الرئاسي… آلاف المعتقلين يقبعون في السجون السورية
أ. ف. ب.
القرار حجة لدفع المقاتلين الى تسليم سلاحهم
على الرغم من مرور شهر كامل على صدور قانون العفو من الرئيس السوري بشار الاسد، لا يزال عشرات آلاف الاشخاص، بينهم معارضون بارزون وناشطون تم توقيفهم بسبب أنشطتهم المناهضة للنظام، محتجزين في السجون السورية أو مجهولي المصير.

دمشق: منذ صدور مرسوم العفو من الرئيس السوري بشار الأسد، في 9 حزيران (يونيو)، تنتظر يارا بدر (29 عاماً) أي معلومة عن زوجها الناشط والصحافي المعروف مازن درويش المعتقل منذ شباط (فبراير) 2012. مع مرور الوقت، تضمحل آمالها برؤيته حراً، ولو انها لم توقف النضال من اجل تحقيق هذه الغاية.

وتقول “لا اتمنى لأحد أن يعاني مثلنا. قرار العفو منحني املاً حقيقيًا بأنه سيفرج عنه في غضون ساعات، لكنه لا يزال في السجن بعد مرور شهر. ويستحيل أن اعرف ما سيحصل لاحقاً”.

واعتقل درويش في وقت واحد مع رفيقيه المدوِّن حسين غرير والناشط هاني زيتاني اثناء وجودهم في المركز السوري للاعلام وحرية التعبير في دمشق.

وتعبِّر بدر عن مخاوفها من توجيه اتهامات جديدة الى زوجها ورفيقيه لتمديد فترة سجنهم، على الرغم من أن قرار العفو الرئاسي شمل موقوفين بموجب “قانون الارهاب”، علماً أن الاتهامات التي وجهت الى الناشطين الثلاثة جاءت استناداً الى هذا القانون ومنها “الترويج للارهاب”. وصدر “قانون الارهاب” في 2012، وتم على اساسه توقيف عشرات الاف الاشخاص لمجرد نشاطهم السياسي أو الاعلامي المعارض للنظام.

لا حركات احتجاجية

ولا يقر النظام بوجود حركة احتجاجية ضده، بل يدرج ما يحصل في سوريا على أنه “مؤامرة” تنفذها “مجموعات ارهابية” بدعم من الخارج.

وتقول يارا بدر: “كلما مرّ الوقت، كلما اصبحت الامور اكثر صعوبة”. وتتابع “علينا مواجهة واقع انهم قد لا يخرجون قريبًا”.

ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان إن اجهزة النظام اعتقلت اكثر من مئة الف شخص منذ بدء الازمة في منتصف آذار (مارس) 2011، وأن هناك حوالى خمسين الفًا في الأفرع الأمنية قيد التحقيق، وأن اعدادًا هائلة من المعتقلين لا يُعرف عنها شيء منذ توقيفها.

استمرار الاعتقالات

وكان يفترض أن يشمل قرار العفو الذي صدر اثر اعادة انتخاب بشار الاسد رئيساً، عشرات الآلاف. وفيما أعلن الإعلام الرسمي الإفراج عن دفعات قدرت بأقل من خمسة آلاف في الايام التي تلت صدور المرسوم، قال محامون إن عدد المفرج عنهم لم يتجاوز الـ 1500، وبينهم عدد محدود من الناشطين السياسيين.

في موازاة ذلك، استمرت الاعتقالات على الارض على الوتيرة نفسها، بينما افادت تقارير عن وفاة العديدين خلال الشهر الفائت قيد الاعتقال بسبب التعذيب.

وتقول الباحثة لما فقيه في منظمة “هيومن رايتس ووتش” المدافعة عن حقوق الانسان لوكالة فرانس برس، “نستنكر تخلف الحكومة عن الافراج عن المعتقلين واستمرارها في احتجازهم في ظروف رهيبة”. وتضيف: “يبدو أن قرار العفو صدر فقط في محاولة لإعطاء مصداقية للحكم، وان لا نية لتطبيقه”.

تزوير

وتتابع “باستثناء بعض الحالات، فإن الذين تم الافراج عنهم على ما يبدو هم الذين كانوا معتقلين لأسباب غير سياسية، علمًا أن الموقوفين السياسيين لم يكن يفترض توقيفهم اصلاً”.

وتصف الناشطة في مجال مساعدة المعتقلين وعائلاتهم لاسيما نصار قرار العفو بأنه “تزوير”. وتقول: “اذا اخذنا مثلاً مدينة داريا قرب دمشق، يتبين لنا أن هناك ثلاثة آلاف معتقل من هذه المدينة بتهم مرتبطة بالثورة. تم الافراج عن عشرين فقط منهم بينهم امرأة خلال الشهر الفائت”.

وبين المفرج عنهم قادة عسكريون في المعارضة المسلحة أو جنود اشتبه بأنهم كانوا يحضرون للانشقاق عن الجيش السوري.

حجة النظام

وتضيف نصار “هذا ليس عفوًا، بل عملية عسكرية. العفو كان حجة لدفع المقاتلين الى تسليم اسلحتهم والتوقف عن القتال ضد القوات الحكومية”.

وبين الناشطين المعروفين، الذين تم الافراج عنهم بموجب قرار العفو، الطبيب جلال نوفل المعارض المعروف، والناشط حازم واكد.

وتقول نصار “في الوقت نفسه، استمرت حملات الدهم والاعتقالات، وكذلك عمليات التعذيب والانتهاكات”.

وافاد ناشطون، الاربعاء، عن مقتل محمد زريق ناشط في العشرين من عمره في السجن، “تحت التعذيب”.

ويقول صديقه فارس احمد، إن زريق خطف قبل 18 شهراً اثناء مشاركته في أنشطة سلمية انسانية وسياسية.

ويضيف: “اناس كثيرون يحبونه. كان يساعد اشخاصًا على الفرار عندما كانت القوى الامنية تعمل على تفريق التظاهرات والتجمعات الاحتجاجية”.

ودانت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي في نيسان (أبريل) تعميم التعذيب في السجون السورية، معتبرة أن استخدامه بشكل منتظم هو “جريمة حرب” و”جريمة ضد الانسانية”.

دي ميستورا مبعوثاً للأمم المتحدة الى سوريا
صرّح ديبلوماسيون، اليوم الأربعاء، أنّ نائب وزير الخارجية الايطالي السابق ستافان دي ميستورا سيخلف الأخضر الإبراهيمي المستقيل كبعوث للأمم المتحدة لسوريا.
ودي ميستورا من موالدد عام 1947 في ستوكهولم ويحمل الجنسيتين الايطالية والسويدية.
تولى مناصب عدة في الامم المتحدة خصوصا كممثل خاص للوكالة الدولية في افغانستان.
وتمّ تأكيد تعيين دي ميستورا خلفاً للابراهيمي للدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، لكن الأمم المتحدة لم تعلنه رسميّاً بعد.
وقال ديبلوماسي في المجلس “إنّ دي ميستورا سيمثّل الأمم المتحدة، في حين كان الإبراهيمي موفداً خاصاً مشتركاً للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وسيكون له مساعد عربي”.
من جانبه، صرح مسؤول في الأمم المتحدة طالباً عدم كشف اسمه “أنّ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيعلن تعيينه وموعد توليه مهامه رسميّاً بعد الظهر، ولم يعيّن بعد مساعداً له”.

صواريخ روسية حسمت معارك القصير
وسيم عيناوي-القلمون
بعد سقوط القصير بيد قوات النظام السوري وعناصر حزب الله، نزح مقاتلو المعارضة باتجاه جبال القلمون، وتحدث بعضهم عن صاروخ “عجيب” يطلقه عناصر حزب الله لديه القدرة على تعقب السيارات والمدرعات حتى في الليل، كما أنه يصيب هدفه بدقة شديدة.

وظل هذا الصاروخ لغزا محيرا للثوار إلى أن سيطروا على مستودعات مهين، وعندها تم اكتشاف ماهية هذا الشبح بعد أن حصد أرواح العشرات من الثوار -من بينهم قائد تجمع كتائب وألوية القلمون التحتاني، الميداني البارز الملازم أول أحمد العبدو- وأنه صاروخ “كورنيت” الروسي الصنع مضاد للدروع من طراز (AT-14) ولديه إمكانية عالية لإصابة الهدف بدقة متناهية، وتصل مسافة إصابته للهدف إلى 5500 متر، تزيد إلى سبعة آلاف متر في النسخة المعدلة منه، مع إمكانية استهداف ليلي قد تصل إلى 3500 متر، ويقوم باختراق الآليات بقدرة نارية كبيرة وإحراقها بشكل بالغ.

وشكل الصاروخ مصدر قلق وذعر لمقاتلي المعارضة حيث أصبحت كيفية التعامل معه العنصر الأهم في حساباتهم لأي معركة، وباتوا يشكلون فرقا هدفها الأول معرفة مكان منصة إطلاقه كي يحسبوا المساحة الآمنة التي يستطيعون التحرك فيها.

ويقول القائد الميداني للقيادة الموحدة بالقلمون النقيب أبو أحمد “سلاح كورنيت هو المعادلة الأصعب في مواجهة عناصر حزب الله، ويزداد الأمر صعوبة في ظل شح الإمكانيات لدى الثوار”.

وتحدث أبو أحمد للجزيرة نت عن “الكوارث” التي أصابت الثوار منذ استخدام الحزب هذا الصاروخ قائلا “استهدف الصاروخ العشرات من سيارات الثوار إضافة لوقوع العشرات من الشهداء حين مرورهم ضمن المدى الناري له، وبالأخص في معركة تحرير مستودعات مهين التي تأخر فيها الثوار في الانتباه لخطورة هذا السلاح”.
ضغط
ويضيف “تكرر استهدافهم به من مسافات بعيدة جدا كون المنطقة ذات مساحات مكشوفة وجرداء ومفتوحة بشكل كبير، وكان استشهاد الملازم أول أحمد العبدو إثر صاروخ كورنيت علامة فارقة في تلك المعركة، وسببا في بدء انسحاب الثوار تدريجيا من المنطقة، وعناصر حزب الله وقوات النظام باتت تستخدم هذا السلاح ركيزة أساسية لمعاركها من بعد معركة مستودعات مهين في معارك منطقة القلمون بشكل خاص التي تتميز بمناطق كبيرة واسعة ومكشوفة”.

لكن الموازين انقلبت -والحديث لأبي أحمد- عندما استطاع الثوار اغتنام صواريخ كونكورس (وهي صواريخ روسية الصنع سلكية الإطلاق يمكن توجيهها ليلا وأقصى مدى لها هو 3500 متر) وبدأوا مواجهة قوات النظام وحزب الله، فعلى الرغم من أن “كونكورس” أقل تطورا من كورنيت فإنه سبب رعبا حقيقيا لعناصر الحزب وقوات النظام وشكل لهم أرقا في أي عمل عسكري ضمن المناطق المكشوفة، على حد قوله.

ويرى أبو مصعب (قائد ألوية أمجاد الشام في القلمون) أن امتلاك الثوار قواعد لإطلاق صواريخ كونكورس “حتى مع أعداد محدودة أحدث فارقا في المعارك، حيث وضع الثوار على رأس أولوياتهم محاولة اغتنام إحدى قواعد إطلاق صواريخ كورنيت ليقلبوا من خلالها موازين المعارك”.

وأكد أن عناصر الحزب أخذوا كل أسباب الحيطة والحذر في عدم وصول هذه القواعد ليد الثوار، وفي حال الشك بأي محاول اقتراب للثوار لمكان تمركز قاعدة كورنيت كانوا يسحبونها مباشرة إلى الخطوط الخلفية للمعركة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014

هادي البحرة
هو الرئيس الجديد للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والشخصية المعروفة بأنها الواجهة الدبلوماسية للائتلاف بعد ترؤسه وفد التفاوض مع ممثلي نظام الرئيس بشار الأسد في مفاوضات جنيف2.

التحصيل والأعمال
ولد البحرة في دمشق عام 1959، وتخرج من كلية الهندسة الصناعية بجامعة ويتشتا الأميركية عام 1983 وله خبرات واسعة في تقنيات الاتصالات والإعلام وتنظيم المؤتمرات.

بين أوائل الثمانينيات وعام 2003 عمل في إدارة عدد من المستشفيات والمؤسسات التجارية والمعارض في السعودية، ثم أسس شركة كبرى لإنتاج ألعاب وبرامج الكمبيوتر والرسوم المتحركة بمجالات التعليم والثقافة. وقد نظمت شركته عام 2004 معرضا للتعليم عبر الترفيه بعاصمة بلاده دمشق زاره 105 آلاف شخص خلال خمسة أشهر.

الانضمام للمعارضة
بعد اندلاع الثورة السورية المطالبة بإسقاط بشار الأسد عام 2011 ركز البحرة على توظيف علاقاته العالمية وخبراته التقنية في دعم هذه الثورة، من خلال المساعدة بدعم العمل الإغاثي والإعلامي.

وكانت له كتابات ومساهمات إعلامية عن الثورة السورية بشبكات التواصل الاجتماعي وفي الصحف العالمية، وساعد بتشكيل مجموعات للتواصل بين الداخل السوري والإعلام، وتأسيس تقنية لمساعدة الإعلاميين السوريين هناك على البث المباشر.

في يناير/كانون الثاني 2014 عينه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كبيرا لمفاوضيه بمؤتمر جنيف2 الذي رعته الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا بشأن السلام في سوريا.

حصيلة جنيف
وأوجز البحرة حصيلة المؤتمر في مقابلة خاصة مع الجزيرة نت قال فيها “لقد أتينا جنيف استنادا إلى الشرعية الدولية والقرار الأممي 2118، وبناء على رعاية الولايات المتحدة وروسيا لهذا المؤتمر، كما أن النظام قبل بحضور المؤتمر ووافق على المادتين 16 و17 من القرار الأممي 2118، غير أنه لم يظهر أي جدية في التعامل، ولهذا وصل المؤتمر إلى طريق مسدود، مما يلقي على الأمم المتحدة وروسيا وأميركا الدولتين الراعيتين لمؤتمر جنيف وجامعة الدول العربية مسؤولية إيجاد مخرج من هذا الوضع”.

في 8 يوليو/تموز 2014 انتخب رئيسا لائتلاف المعارضة بغالبية 62 صوتا خلفا لأحمد الجربا خلال اجتماع للائتلاف في إسطنبول.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014

اليرموك.. شبان يحاولون تسوية وضعهم و”النصرة” ترفض
العربية.نت
شهد مخيم اليرموك أمس الأول توتراً، على إثر ذهاب عدد من الشبان المطلوبين إلى بلدية اليرموك بقصد تسوية أوضاعهم، الأمر الذي لم يرق لجبهة النصرة التي قامت بإطلاق النار، ما أدى إلى إصابة شخص واحد على الأقل.

وفي التفاصيل فإن 9 شبان من أصل 50 مطلوباً أرادوا تسوية أوضاعهم في بلدية اليرموك الواقعة تحت سيطرة النظام، تنفيذاً لأحد بنود اتفاقية تحييد المخيمات والذي كان يرفضه الأهالي والكتائب فيما يصر عليه النظام.

وأشار الناشط محمود نصار من المخيم إلى أن الرغبة في كسر “حالة اللاحرب واللاسلم”، وإدخال الطعام لآلاف العائلات المحاصرة كان العامل الذي ضغط على المطلوبين للبدء في تسوية أوضاعهم.

لكن جبهة النصرة وبعض الجهات المقاتلة الأخرى كالجبهة الإسلامية، اعتبرت في هذا البند خروجاً عن مبدأ تحييد المخيمات، حيث إنه في نظر هؤلاء “مجرد تسوية الوضع عند النظام يعني الاعتراف بأن المخيم سيعود إلى حضن النظام”.

وأضاف الناشط نصار أن هذا الأمر دفع الأمور باتجاه التصعيد، وذلك عندما أراد وفد المصالحة البدء بتسوية أوضاع عدد من الشباب كخطوة أولية، مقابل خطوة من قبل النظام تتمثل في فتح طريق، فأطلقت جبهة النصرة النار على الوفد.

ويؤكد ناشطون من داخل المخيم أن الشبان أخذوا موافقة الهيئة الشرعية قبل خروجهم وبعض الأهالي دعموهم في قرارهم لأنهم يريدون إنهاء حالة الحصار التي أودت بحياة ما يزيد عن 145 قتيلاً بسبب الجوع.

معارك بريف دمشق وقصف على ريف حمص
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
اندلعت اشتباكات بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة على جبهات عدة في ريف دمشق، الخميس، في حين اشتدت حدة القصف على بلدات ريف حمص الشمالي.

وقال “مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق” إن معارك عنيفة دارت بين القوات الحكومية والجيش السوري الحر على جبهات المليحة وداريا وسقبا، في وقت قصف الطيران الحربي مدينة الزبداني بالبراميل المتفجرة.

من جانبها، ذكرت “الهيئة العامة للثورة السورية” أن الجيش الحر قصف مواقعا للقوات الحكومية وحلفاءها من “الميليشيات العراقية” في المليحة، في حين أعطب عربة عسكرية خلال اشتباكات في الطيبة.

وقالت “شبكة سوريا مباشر” إن الجيش السوري قصف بالمدفعية بلدة الغنطو في ريف حمص، إضافة إلى تعرض تلبيسة في الريف الشمالي لقصف بالأسطوانات المتفجرة.

أما في ريف إدلب، فقد تحدث “اتحاد تنسيقيات الثورة” عن مواجهات حول معسكري وادي الضيف والحامدية بين فصائل من المعارضة والجيش الذي لجأ إلى سلاح الجو لدعم قواته البرية في هذه المعارك.

ناشطون في حلب لـCNN: الأسد يقصفنا جوا وداعش تضربنا برا فكيف للثورة أن تنتصر؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — قال ناشطون سوريون إن قوات المعارضة الموجودة في مدينة حلب باتت في موقف صعب بعد تمكن الجيش السوري من إحكام الطوق حولها في الكثير من المناطق، بالترافق مع تعرضها للقصف من قبل قوات “داعش” ما يهدد بسقوط أكبر المدن التي مازالت بيد القوى المناهضة للرئيس بشار الأسد.

وقال المركز الإعلامي لمدينة حلب في اتصال مع CNN إن قوات الجيش المدعومة بمليشيات مؤيدة لها من حزب الله اللبناني وقوات ما يعرف بـ”الدفاع الشعبي” تمكنت من السيطرة على حي الشيخ نجار بالمدينة، وكذلك على قرية “كفر صغير” التي تحتل موقعا استراتيجيا عند مدخل المدينة لجهة الشمال الغربي.

وذكرت مصادر في المدينة أن القوات المناهضة للرئيس بشار الأسد اعتبرت ما جرى “انتكاسة استراتيجية” وقررت تشكيل وحدة عسكرية تضم 600 من عناصر النخبة لمواجهة تقدم الجيش الذي يهدد بمحاصرة وعزل مناطق تضم أكثر من 300 ألف شخص في أكبر مدن سوريا لجهة عدد السكان.

وقال محمود وسام من مركز حلب الإعلامي لـCNN: “الثوار يحصنون مواقعهم على مشارف المدينة، ولكن السكان يخشون التعرض للحصار” في حين قال عبدالرحمن ددم، رئيس مجلس محافظة حلب التابع للمعارضة: “ستكون هذه طريقة الموت.. الوضع الإنساني سيكون صعبا وسيدفع المدنيون الثمن.”

وندد ددم بالصمت الدولي حيال ما يجري في حلب قائلا: “في أي مكان بالعالم يمكن قبول إلقاء الطائرات مئات الكيلوغرامات من المتفجرات على مناطق مدينة؟ على المجتمع الدولي التدخل لوقف القتل.

أما من الجهة الغربية للمدينة، فيواجه عناصر الجيش الحر تهديدات أخرى، خاصة في الريف الغربي لحلب، بعدما سيطر تنظيم “داعش” على ثلاث مدن رئيسية في المنطقة، بما في ذلك نقطة حدودية مهمة مع سوريا في جرابلس.

وقد علق ددم على ذلك بالقول: “النظام يقاتلنا بالصواريخ والقنابل من السماء بينما يقصفنا داعش بالدبابات وقذائف الهاون.. كيف يمكن لثورة أن تقف بوجه كل هؤلاء؟ لذلك نحن نطالب المجتمع الدولي بالتدخل ووقف سفك الدماء.”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى