أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 12 كانون الأول 2013

تعليق المساعدات الأميركية والبريطانية عن المعارضة قبل «جنيف 2»

واشنطن – جويس كرم؛ لندن، نيويورك – «الحياة»

أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا، أمس، تعليق كل المساعدات «غير الفتاكة» التي تُقدّم إلى المعارضة السورية في شمال البلاد، في خطوة جاءت بعد أيام فقط من سيطرة «الجبهة الإسلامية» التي تضم تكتلات مسلحة قوية على مقارّ ومستودعات الأسلحة التابعة لهيئة الأركان في «الجيش الحر» في إدلب على الحدود مع تركيا. وعلى رغم أن «جبهة النصرة»، وهي فصيل تابع لـ «القاعدة» في سورية، ليست جزءاً من «الجبهة الإسلامية»، إلا أنها تمكنت أيضاً من الاستيلاء على كميات من الأسلحة والمعدات التابعة لـ «الجيش الحر»، الأمر الذي أثار قلقاً في الأوساط الغربية من أن المساعدات التي تُرسل للمعارضة السورية يمكن أن ينتهي المطاف بها في أيدي «متشددين مرتبطين بالقاعدة». لكن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حذّر أمس أمام مجلس العموم من خطوة اعتبار أن المعارضة الوحيدة في سورية هي المعارضة المتطرفة، مدافعاً عن ضرورة استمرار الاتصال بالمعارضين المعتدلين.

وأكد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ «الحياة»، أن واشنطن «علّقت كل مساعداتها غير المسلحة إلى شمال سورية» بعد التقارير «عن سيطرة قوات الجبهة الإسلامية» على مخازن ومراكز تابعة للمجلس العسكري الأعلى في «الجيش الحر» (هيئة الأركان بقيادة الجنرال سليم إدريس).

وفيما أشار المسؤول إلى أن واشنطن «تدرس الخطوات المقبلة»، قال السفير المسؤول السابق عن ملف سورية فريديريك هوف لـ «الحياة»، إن التطورات «تزيد من العراقيل أمام الإدارة في التحضير لجنيف ٢» وإن خياراتها «ازدادت سوءاً».

وقال المسؤول في الخارجية لـ «الحياة» إن الإدارة «اطلعت على التقارير حول سيطرة قوات الجبهة الإسلامية على مخازن ومراكز تابعة للمجلس العسكري الأعلى في أطمة (على الحدود السورية مع تركيا) وهذا الأمر يقلقنا». وأضاف: «كنتيجة علّقت الولايات المتحدة كل مساعداتها غير المسلحة لشمال سورية»، إنما «المساعدات الإنسانية للشعب السوري غير متأثرة بذلك».

وأضاف المسؤول أن الإدارة «تعمل مع قائد المجلس الأعلى العسكري (قيادة أركان الجيش الحر) سليم إدريس لرصد المعدات والمساعدات التي قدمتها للمجلس»، كما تستشير إدارة أوباما «أصدقاءنا في المعارضة السورية حول الخطوات المقبلة» لمساعدة الشعب السوري.

بدوره قال المسؤول السابق عن الملف السوري في الخارجية الأميركية فريديرك هوف لـ «الحياة»، إن سيطرة «الجبهة الإسلامية» على معدات مقدمة من أميركا لـ «الجيش الحر» تضع واشنطن اليوم «أمام عواقب مباشرة لسياستها غير الجدية حول سورية». واعتبر أن دعم واشنطن أصلاً لـ «الجيش الحر» كان «متردداً وغير متكافئ وخلفيته أن الانتصار العسكري غير ممكن في سورية، وبالتالي كان على الجيش الحر أن يبقى حياً من دون السيطرة». وقال هوف من مكتبه في «مركز الحريري للشرق الأوسط» التابع لمعهد «أتلانتيك كاونسل»، إن «داعمي نظام الأسد وخصومه الإسلاميين يلعبون للنصر وليس لديهم القيود المفروضة على الجيش الحر».

وأشار إلى أن هذه التطورات تعرقل حسابات الإدارة الأميركية وتحضيراتها لمؤتمر «جنيف ٢» بعد «التقدم التكتيكي للنظام وبمساعدات من ميليشيات مدعومة من إيران… والآن نتيجة العبء على الجيش الحر وخسارته على الأرض في سورية».

وأضاف هوف أن «الذراع العسكري للائتلاف الوطني مهمش بالكامل اليوم، فما هو البديل؟ الجبهة الإسلامية!». وقال إن الإدارة تحاول إقناع «الجبهة الإسلامية» بـ «التصرف بحنكة سياسية، إنما هذا ليس بالأمر السهل».

وعموماً اعتبر هوف أن استراتيجية أوباما بإبقاء النزاع السوري بعيداً بما فيه الكفاية «جاء بعواقب غير محسوبة وجدية… وتعريف سورية بمشكلة للحد من السلاح مفهوم سياسياً، إنما الأزمة غير ذلك». وخلص أن خيارات الإدارة «للتعامل مع انهيار الدولة والكارثة الإنسانية لم تتحسن على الإطلاق لا بل هي ازدادت سوءاً».

وسبق للولايات المتحدة أن أعلنت هذه السنة تقديم مساعدات «غير فتاكة» للمعارضة السورية بقيمة 250 مليون دولار، وتردد أنها تضم آليات وأجهزة رؤية ليلية وأجهزة اتصالات متطورة. وأعلنت لندن مساعدات أخرى بقيمة 20 مليون جنيه استرليني يُعتقد أنها تحوي عربات وأجهزة اتصال.

وانتقد معهد «تشاتام هاوس» في ورقة بحثية أمس غياب «رؤية واضحة» للغرب في خصوص سورية، ودعا إلى تحديد «أولويات» والسعي إلى تحقيقها مع ضمان عدم «انهيار الدولة».

وفي نيويورك، قال ديبلوماسي غربي في مجلس الأمن، إن «محاربة المتطرفين في سورية بعد التوصل إلى اتفاق سياسي هي واحدة من العناوين التي تناقش على مستوى رفيع حالياً» خصوصاً لجهة «من سيتمكن من دحر المتطرفين لتوطيد الحل السياسي في حال التوصل إليه». وأضاف خلال لقاء ضيّق في الأمم المتحدة: «يجب أن يتولى أحد ما محاربة المتشددين في سورية رغم أن التوصل إلى اتفاق في جنيف سيقلّص دورهم السياسي ولكن حضورهم الميداني سيبقى مشكلة أساسية ينبغي التعامل معها». وأشار الى «وجود خطر يشكله هؤلاء على أي عملية سياسية يمكن أن تبدأ في سورية».

وأبدت روسيا مرونة خلال المفاوضات التحضيرية لمؤتمر «جنيف ٢» وأعلنت «الموافقة على مشاركة المعارضة السورية بوفد واسع التمثيل»، بدلاً من شرطها السابق بأن يكون الوفد «شامل التمثيل»، بحسب المصدر نفسه، في وقت يتوقع أن ينجز اللقاء الثلاثي التحضيري في ٢٠ الشهر الجاري لائحة المدعوين لتعلن في ٢٧ منه. وسيعقد الممثل الخاص إلى سورية الأخضر الإبراهيمي اللقاء نهاية الأسبوع المقبل مع ممثلي وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا في جنيف «باعتباره آخر اللقاءات الثلاثية التحضيرية، ما لم يطرأ جديد في سياق الاستعدادات لعقد جنيف ٢».

وأكدت مصادر دولية مطلعة أن مكان انعقاد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر في ٢٢ كانون الثاني (يناير) سينقل إلى مدينة مونترو السويسرية بسبب ازدحام فنادق مدينة جنيف بالمشاركين في مهرجان سنوي للساعات، على أن يعود المتفاوضون إلى جنيف لاستكمال التفاوض في الجلسات التالية. وتوقع ديبلوماسيون أن تعقد الجلسة الافتتاحية في فندق بالاس في مونترو «بمشاركة واسعة على المستوى الوزاري» وأن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيوجه الدعوات للمشاركة في هذه الجلسة إلى «إيران والمملكة العربية السعودية والدول المجاورة لسورية، فضلاً عن جامعة الدول العربية والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وجهات أخرى».

إنسانياً، من المقرر أن تجتمع ٢٢ دولة بينها المملكة العربية السعودية وإيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والدول المجاورة لسورية في جنيف في ١٩ الشهر الحالي لبحث تفعيل إيصال المساعدات الإنسانية الى سورية بمشاركة مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس. ووصف ديبلوماسي رفيع في الأمم المتحدة اللقاء بأنه «لوضع خطوات عملية موضع التنفيذ، خصوصاً أن آموس أبلغت مجلس الأمن ضرورة رفع الحكومة السورية مستوى تعاونها في المجال الإنساني بما يوازي مستوى تعاونها في ملف الأسلحة الكيماوية».

تسجيل أول حالة وفاة لطفل سوري بسبب البرد

أنقرة – الأناضول

أعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض، عن تسجيل أول حالة وفاة لطفل في سورية بسبب موجة البرد القاسية التي تجتاح المنطقة.

وفي بيان أصدره مساء أمس الأربعاء، أكد الائتلاف “تسجيل أول حالة وفاة لطفل في سورية (الطفل حسين الطويل 6 أشهر، مواليد حلب)، بسبب البرد في سورية”، مشيراً إلى أنه “هناك أنباء متقاطعة عن تسجيل حالات وفيات أخرى للسبب نفسه”.

واجتاحت موجة برد قاسية منطقة الشرق الأوسط، مع وصول العاصفة الثلجية “ألكسا” مساء الثلاثاء من روسيا، التي أدت إلى تساقط الثلوج والأمطار الغزيرة على معظم مناطق سورية ولبنان والأردن وفلسطين وتركيا، فيما زادت أحوال الطقس السيء معاناة اللاجئين السوريين في المناطق الحدودية، التي تقام فيها المخيمات المخصصة لإيواء مئات الآلاف منهم.

ولم يذكر الائتلاف مكان وفاة الطفل “الطويل”، إلا أن ناشطين إعلاميين أكدوا على شبكة التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، أنها “حصلت في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب، وتتعرض لحصار خانق من قبل قوات النظام”.

وطالب الائتلاف “منظمات الإغاثة الإنسانية حول العالم، الحكومية منها وغير الحكومية، العالمية والإقليمية، بتوفير المساعدات العاجلة والسريعة والأساسية للسوريين، لتجنيب الأطفال والنساء والشيوخ الموت برداً”.

وأكد الائتلاف أن “أكثر من 4 ملايين سوري من نازحي الداخل، ومليونين من اللاجئين إلى دول الجوار، هم في أمسّ الحاجة إلى وسائل التدفئة ومعدات الوقاية من برد قارس هو الأقسى منذ قرن، فقد بات الآلاف اليوم يلفون أجساد أطفالهم بأوراق الصحف إن وجدوها، لوقايتهم من لسعات البرد”.

كما أبدى “الجاهزية الكاملة” لوحدة “تنسيق الدعم” التابعة له، في توصيل المساعدات العاجلة إلى المناطق الأكثر تضرراً بالتنسيق الكامل مع كتائب الثوار في المناطق المحررة.

الائتلاف السوري: طفلان سوريان ماتا برداً

بيروت – أ ف ب

توفي طفلان، أحدهما في شهره السادس، برداً في سورية التي تجتاحها عاصفة قاسية تشمل الدول المجاورة، وفق ما ذكر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وناشطون.

وقال مسؤول في المكتب الإعلامي للائتلاف سونر احمد: “توفي الطفل حسين طويل، وهو طفل في شهره السادس أمس نتيجة البرد في مدينة حلب” في شمال سورية التي تساقط فيها الثلج خلال الساعات الماضية.

وأوضح انه “كان في منزل متضرر على الأرجح (بسبب المعارك) ولم يتمكن من الصمود”.

وأضاف أن “طفلاً آخر توفي أمس في مدينة الرستن” الواقعة في محافظة حمص في وسط البلاد، من دون ان يتمكن من إعطاء تفاصيل إضافية.

وبث ناشطون الخميس شريط فيديو يظهر جثة طفل بدت ذراعاه مرفوعتين في الهواء، مجلدتين على الأرجح. وقال المصدر تعليقاً على صور الطفل الملفوف ببطانية: “الأطفال يموتون برداً في الرستن”.

ولم تتمكن “وكالة الصحافة الفرنسية” (أ ف ب) من التحقق من الصدقية العلمية لهاتين الوفاتين.

وأفادت وكالة “سانا” السورية الرسمية للأنباء عن انسداد عدد من الطرق في محافظة حمص بسبب تراكم الثلوج والجليد.

وتشهد سورية ولبنان والأردن عاصفة ثلجية، منذ أمس، تدنت فيها درجات الحرارة في بعض المناطق الى ما دون الصفر.

وإذا كانت مثل هذه العاصفة أمراً عادياً في مثل هذا الفصل، بحسب الأرصاد الجوية، فإن تداعياتها أكثر قسوة من السنوات العادية بسبب غياب الحماية والمأوى المناسب لمئات آلاف السوريين المتضررين بسبب حرب مدمرة مستمرة في بلادهم منذ نحو ثلاث سنوات، بالإضافة إلى النازحين واللاجئين الذين يعيشون في مخيمات هشة ومنازل غير مجهزة بوسائل التدفئة.

لافروف: روسيا قلقة من تشرذم المعارضة السورية

روسيا – يو بي أي

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده قلقة إزاء “تشرذم” المعارضة السورية، التي يتوجب عليها اتخاذ قرار بشأن مشاركتها في مؤتمر “جنيف 2”.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) عن لافروف قوله أن “تشرذم المعارضة يقلق روسيا خاصة وأن كافة أطرافها لا بد أن تكون ممثلة في جنيف 2”.

وتابع “حتى اللحظة نرى تفتتاً وتشرذماً”.

وأشار لافروف إلى أن “المعارضة السورية يجب أن تتحلى بالعقلانية وألا تتنازع على تقسيم غنيمة ليست باليد، بل الحضور إلى مؤتمر جنيف 2”.

وأعرب عن أمله أن يؤدي مؤتمر “جنيف2” إلى “السلم والتسوية ووقف العنف لطرح الظروف المؤاتية، والتي ستسمح للمواطنين بالعودة إلى منازلهم وببقاء سورية دولة علمانية وديمقراطية”.

وشدد لافروف على أن من يعالج هذه المسألة “ليس لا الروس ولا الأميركيون إنما الشعب السوري نفسه”.

تعليق الغرب تسليم الشمال السوري مساعدات “غير مميتة” يُضعف “الجيش الحر” ويجعل مشاركته في جنيف 2 على المحك

جنيف – موسى عاصي العواصم – الوكالات

علقت الولايات المتحدة وبريطانيا المساعدات غير المميتة لشمال سوريا بعدما استولى مقاتلون إسلاميون على مخزن اسلحة تابع لـ”الجيش السوري الحر”، الأمر الذي يبرز المخاوف من أن تنتهي هذه الامدادات إلى جماعات غير مرغوب فيها.

واتخذ القرار الاميركي – البريطاني وقت تفيد المعلومات المستقاة من مصادر متابعة للتحضيرات لمؤتمر جنيف 2 في المقر الاوروبي للامم المتحدة بجنيف ان “الجيش السوري الحر”، نتيجة النكسات المتتالية التي مني بها اخيراً سواء على الجبهة مع الجيش السوري النظامي، أم على جبهة المجموعات الاسلامية المتطرفة، اقترب اكثر فأكثر من التصفية لدوره العسكري في الداخل، والسياسي على المستوى التفاوضي مما جعل مشاركته في جنيف – 2 على المحك. ويبقى تحديد هذه المشاركة مرهوناً بمجريات الامور العسكرية وامكان محافظته على بعض المواقع تخوله فرض بعض التمثيل على طاولة المفاوضات.

لكن مشاركة الميدان السوري في هذه المفاوضات باتت في مكان آخر، وتتحدث الاوساط المتابعة في جنيف عن سيناريو جديد يتلخص بفرض تمثيل “بعض المجموعات السورية العسكرية الاسلامية المتطرفة” عبر “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، وذلك من خلال مد جسر يلاقي “الائتلاف” من جهة والقوى العسكرية الاسلامية من جهة أخرى. ويجهد بعض دول الخليج كالمملكة العربية السعودية وقطر وتركيا منذ فترة لتعبيد الارض امام ولادة هذا التحالف الجديد، بحيث يكون الائتلاف “وجهه السياسي المفاوض والمجموعات الاسلامية الذراع العسكرية على الارض، على أن لا تكون للقوى الاسلامية (حتى الآن) اي مشاركة مباشرة في مفاوضات جنيف”.

وعلى هذا الاساس، يستعيد الائتلاف السوري تمثيله للميدان بقوة ويفرض نفسه قوة تمثل جزءاً من سوريا على المستويين العسكري والسياسي، وفي المقابل تستعيد الدول الراعية لهذا التحالف الجديد نفوذاً انحسر في الاشهر الاخيرة.

ومن حيث التحضيرات لجنيف – 2، باتت مدينة مونترو وجهة شبه محسومة لاستضافة المؤتمر السوري في يومه الاول فقط، نظراً الى كثافة المشاركة الدولية، والتي لن تتمكن مدينة جنيف المزدحمة في هذه الفترة من السنة من استقبالها، وقالت مصادر مقربة من مكتب الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي إنه في اليوم التالي وعندما تنطلق المفاوضات بين طرفي النزاع في سوريا سيعود المؤتمر الى مقر الامم المتحدة في جنيف.

تعليق المساعدات

وفي واشنطن، صرح الناطق باسم البيت الأبيض جوش ارنست بأن إدارة الرئيس باراك أوباما قلقة من تقارير عن استيلاء قوات “الجبهة الإسلامية” على مبان تابعة للمجلس العسكري الأعلى التابع لـ”الجيش السوري الحر”. وقال: “نتيجة لذلك الوضع… علقت الولايات المتحدة تسليم كل المساعدات غير المميتة لشمال سوريا”، لكن المساعدات الإنسانية لن تتأثر بهذا الاجراء.

الى ذلك، صرح ناطق باسم السفارة البريطانية في انقرة: “ليست لدينا أية خطط لتسليم أية معدات ما بقي الوضع غير واضح”. وقال ان بريطانيا “على اتصال بهيئة الاركان العليا (في “الجيش السوري الحر”)” للتحقق من وضع المعدات البريطانية. وأكد ان هذه الخطوة لا تعني ان الدعم البريطاني للمعارضة السورية يتضاءل.

وكان مقاتلون من “الجبهة الاسلامية” سيطروا على مقر المجلس العسكري الاعلى المسؤول اسماً عن قيادة “الجيش السوري الحر” ومخازن أسلحة تابعة له عند معبر باب الهوى على الحدود الشمالية الغربية لسوريا مع تركيا. وتتالف “الجبهة الاسلامية” من ست جماعات معارضة رئيسية قالت الاسبوع الماضي انها انسحبت من “الجيش السوري الحر”.

وكشف مسؤول أميركي إن قائد “الجيش السوري الحر” اللواء سليم إدريس فر إلى تركيا لدى استيلاء الإسلاميين على مخازن الأسلحة التي تضم أجهزة اتصال لاسلكي وحواسيب محمولة وشاحنات واقية للبدن وامدادات طبية واموالا وأغذية.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له إن “الجبهة الاسلامية” استولت على عشرات الاسلحة المضادة للطائرات والقذائف الصاروخية المضادة للدبابات من مخازن المجلس العسكري الاعلى في معارك السبت.

وصرح ناطق باسم السفارة الاميركية في انقرة، بأن الموقف لا يزال قيد التحقيق لتحديد “موقف المعدات والإمدادات الأميركية التي أرسلت الى المجلس العسكري الأعلى”. واضاف أن تسليم المساعدات إلى جنوب سوريا عبر الأردن لن يتأثر.

وقتل خمسة مقاتلين في الاشتباكات عند باب الهوى من غير ان يتضح الى أي جانب ينتمون.

وترسل المساعدات الأميركية التي تشمل شاحنات وسيارات اسعاف ووجبات جاهزة الى سوريا برا من تركيا.

وقال مسؤولون اميركيون الصيف الماضي إنهم طوروا نظام توزيع يعتمد على عناصر المجلس العسكري الأعلى وهو ما من شأنه أن يضمن وصول المساعدات الى الجماعات المتحالفة مع الولايات المتحدة. وتحرص الولايات المتحدة على ألا تصل المساعدات غير الفتاكة الى الاسلاميين.

ولفت مسؤول كبير في الادارة الاميركية إلى أنه يجب ألا يساء تفسير تعليق المساعدات. وأضاف: “ليس هذا على الاطلاق بداية لأن تنفض الولايات المتحدة يديها. سنظل مشاركين في الجهد الانساني وسنظل مشاركين في المسعى الديبلوماسي. هذا لا يمثل تغييرا في سياسة دعمنا للمعارضة المعتدلة”. واشار الى إن الادارة تبحث عن سبل أخرى لتقديم الدعم من غير أن يقع في ايدي “المتطرفين”.

وأعلنت مصادر في الجمارك إن تركيا أقفلت جانبها من المعبر الحدودي في إقليم هاتاي بسبب تقارير عن زيادة الاشتباكات على الجانب السوري.

ولا يؤثر اعلان أمس على المساعدات الإنسانية لأنها توزع من طريق منظمات دولية وغير حكومية. وسيقدم اول جسر اغاثة جوي تابع للامم المتحدة من العراق مساعدات غذائية وامدادات لمواجهة الشتاء إلى شمال شرق سوريا الذي يغلب عليه الأكراد خلال الأيام العشرة المقبلة.

وقلل الناطق باسم “الجيش السوري الحر” لؤي المقداد شأن القتال بين “الجبهة الاسلامية” وكتائب هذا الجيش. وقال ان ما حدث سوء تفاهم، وإن ادريس يتحدث مع قادة الجبهة لمحاولة انهاء المواجهة.

وسئل هل فقد أي من مخزونات الاسلحة التابعة لـ”الجيش السوري الحر” ، فأجاب بأن كل شيء سيتضح في الساعات المقبلة.

خيام النازحين في مواجهة جليد العاصفة وسيولها

ألكسا: اليوم الأول عادي

أغدقت العاصفة الثلجية «ألكسا» خيراتها المائية والثلجية أمس. وغطت الثلوج المرتفعات دون 900 متر. وقطعت مختلف الطرق الجبلية بدءا من 1400 متر. وكان النازحون السوريون المتضرر الأكبر من يوم العاصفة الأول، حيث واجهوا الجليد في عكار وإبل السقي وعرسال والفاعور، واجتاحت السيول خيمهم في مخيم عين الحلوة وعدد من المناطق الساحلية، وذلك وسط شكوى عامة من عدم تمكنهم في الحصول على الوقود الكافي، وغياب وسائل للتدفئة. وأبدت «المفوضية العليا للاجئين» أمس، قلقها على «آلاف النازحين السوريين الذين يعيشون في خيام هشة مستحدثة، ويواجهون عاصفة قاسية مع درجات حرارة متدنية جداً». العاصفة مستمرة تشتد فعالياتها وقوتها اليوم، وغداً وبعد غد، كما أعلن المدير العام لـ«مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية» ميشال افرام، الذي أشار إلى استمرارها حتى صباح الأحد المقبل، ويرافقها برد قارس وثلوج قد تصل إلى الجبال المتوسطة وربما أقل. علما أن اليوم الأول للعاصفة مرَّ عادياً، ولم يأتِ كما كان متوقعاً.

وتساقطت الثلوج في مختلف القرى البقاعية (سامر الحسيني)، التي يصل ارتفاعها إلى 800 متر، بينما بقيت طريقا ضهر البيدر ــ بيروت، وزحلة ــ ترشيش ــ ضهور الشوير، مفتوحتين أمام السيارات المجهزة بالسلاسل المعدنية والدفع الرباعي، وكانت قوى الامن الداخلي تقفل الطريقين لفترات قصيرة من الوقت وخصوصا مع اشتداد قوة العاصفة، ريثما تنتهي الجرافات من جرف الثلوج.

في الاضرار سجل وقوع حادث سير على طريق ضهر البيدر بسبب سوء الرؤية، وأدى إلى اصطدام نحو عشر سيارات في ما بينها ولم ينتج عن الحادث أي إصابات. وأقفلت كل المدارس والجامعات الرسمية والخاصة وشلت الحركة في مختلف الإدارات الرسمية والمؤسسات الخاصة، بينما شهدت محطات الوقود وأفران الخبز زحمة مواطنين تهافتوا عليها.

في الهرمل (علي جعفر)، ترافق تساقط الثلوج مع رياح شديدة السرعة وضباب كثيف أدى إلى انعدام الرؤية على الطرق الجبيلية. فقُطعت طريقا الهرمل ــ القبيات، والهرمل ــ سير الضنية. وعزلت القرى بدءا من ارتفاع 500 متر، حيث تراوحت سماكة الثلوج بين 25 سنتيمتراً في السهل، ونصف متر في القرى الجردية. وشهدت طريق الهرمل بعلبك حركة سير خفيفة. وانقطع التيار الكهربائي عن الكثير من البلدات. وللمرة الأولى منذ العام 1992 تساقطت الثلوج على ضفاف نهر العاصي، وقطعت الطرق في عدد من الأحياء والشوارع داخل مدينة الهرمل لساعات. وعبّر السكان عن فرحتهم وتفاؤلهم بالثلوج. وعملت بعض الجرافات من جهة عكار على فتح طريق الهرمل ــ القبيات. ووصلت إلى منطقة الرويمة، في حين لم تتحرك أي آلية من الهرمل. وعلم أن السبب يعود الى عدم دفع المستحقات المتوجبة على وزارة الأشغال لاصحاب الآليات المستأجرة خلال العام الماضي. وعقد قائمقام الهرمل طلال قطايا اجتماعا في سرايا المدينة، ضم رؤساء البلديات، حيث تم الاتفاق خلاله على وضع خطة عملانية لمواكبة تطورات العاصفة.

وفي مدينة بعلبك (عبد الرحيم شلحة)، تساقطت الثلوج ظهر أمس ليتكون الجليد. وبلغت سماكة الثلوج نحو 20 سنتيمتراً، بينما وصلت في المرتفعات المحيطة الى 40 سنتيمتراً. وأدت العاصفة إلى خلل في توزيع التغذية بالكهرباء بسبب صعوبة التصليحات. وقطعت طرق القرى والبلدات المرتفعة بين بعلبك وحام ومعربون، واليمونة ــ عيناتا، وجنتا ـ يحفوفا. وعملت جرافات بلدية بعلبك على فتح الطرق الداخلية التي اقفلت.

وفي البقاع الغربي (شوقي الحاج)، تشكلت السيول واندفعت من أعالي الجبال، جارفة معها الحصى والأتربة وجدران الجلول الزراعية، حيث عامت الأراضي السهلية بالمياه وتشكلت البرك المائية والمستنقعات. وتساقطت الثلوج على ارتفاع 800 متر، قبل أن تعمل الجرافات على فتحها. ودفعت العاصفة المواطنين، إلى التهافت على شراء المواد الغذائية والخبز واللحوم والأسماك، وتخزين مادتي المازوت والبنزين. وتفاقمت معاناة النازحين السوريين، لا سيما المقيمين منهم في المخيمات، حيث تسربت مياه الأمطار إلى الخيم، وحولت أراضيها إلى مستنقعات، في حين غرقت الكثير من الخيم فوق بحيرات من المياه وفقاً لما ذكرته أم عدنان وهي إحدى النازحات وتقيم في مخيم الرفيد.

العاصفة شمالاً

في عكار (نجلة حمود)، قطعت الطرق بدءا من ارتفاع 900 متر، وعملت البلديات على إعادة فتحها. وأدت الرياح إلى اقتلاع شجرة معمرة في مدينة حلبا وسقوطها على مستوصف للجيش، ما أدى إلى حدوث أضرار في المستوصف وفي السيارات المتوقفة أمامه، كما تسببت الرياح بأضرار في المزروعات والبيوت البلاستيكية في سهل عكار. وعملت بلدية فنيدق على إعادة فتح طريق فنيدق ـ الغابة السويدة وطريق النبع ـ الغربية، والنبع ـ القموعة. وفي منطقة الجومة تساقطت الثلوج بكثافة على منطقة الحفة الزراعية، ولامست ارتفاع 800 متر في حين بقيت جميع الطرق سالكة. وأفادت مصادر الدفاع المدني «ان طريق تاشع ـــ فنيدق وطريق عكار العتيقة ـــ القموعة، قطعتا بسبب الثلوج، وبقيت طريق ممنع ــ تاشع وعكار العتيقة القبيات مفتوحة أمام السيارات المجهزة بسلاسل معندية».

وفي ساحل عكار تفقد المزارعون محاصيلهم وعملوا على إصلاح الأعطال التي أصابت البيوت البلاستيكية. وأبدى النازحون استياءهم من شح المساعدات وعدم توفر وسائل التدفئة، لافتين الى «أنهم على الرغم من إعلان المؤسسات الدولية عن القيام بتوزيع مواقد ومازوت للنازحين السوريين الا ان ما تم توزيعه لا يغطي ربع الأعداد الموجودة في محافظة عكار، والذين يعانون أوضاعا إنسانية صعبة للغاية، أما بالنسبة لوسائل التدفئة من أغطية وإسفنج فهي قليلة جدا ولم يتم توزيع أي شيء يذكر هذا العام». ولم يأبه الأطفال النازحون بشدة البرودة وسرعة الرياح وخرجوا للهو بالثلج. «لم نتمكن من النوم طيلة الليل ونحن نحاول تحصين خيمنا من الرياح التي عصفت بنا من جميع الجهات وكانت كفيلة بتمزيق شوادر النايلون التي جمعناها منذ أشهر تحضيرا لفصل الشتاء»، يقول النازح خالد الكردي. ويضيف: أتقاسم الخيمة مع شقيقي وعائلته وعمدنا على التناوب خلال ساعات الليل بهدف إبقاء النار مشتعلة حرصا على صحة أطفالنا، كما عمدنا الى تثبيت الخيم ببعض المسامير، ونحن نخاف من اشتداد العاصفة وإغراق الخيم بمياه الأمطار».

وشهدت فرى الضنية (عمر إبراهيم) التي يزيد ارتفاعها على 1200 متر تساقطا كثيفا للثلوج، ما أدى إلى إغلاق طريق الضنية ـ الهرمل، فضلا عن العديد من الطرق الفرعية. وشهدت المناطق الوسطى في القضاء تساقطا غزيرا للامطار مصحوبة بموجة برد قارس.

في البترون (لمياء شديد)، مرت العاصفة ناثرة بياضها على القمم العالية وغطت سطوح المنازل وقرميدها في تنورين وجوارها ابتداء من ارتفاع 1300 متر. وبقيت كل الطرق سالكة امام السيارات باستثناء طريق تنورين الفوقا باتجاه حدث الجبة. وعلى طريق تنورين ـ اللقلوق عملت آليات وزارة الاشغال في مركز جرف الثلوج على إزالة الثلوج. وفي تنورين الفوقا تراكمت الثلوج بسماكة 20 سنتيمترا وعملت جرافات وزارة الأشغال على فتح الطرق الرئيسية والداخلية.

وفي إهدن (حسناء سعادة)، لم تقفل الطرق حيث عملت الجرافات على ابقائها مفتوحة ومساعدة المواطنين الذين غطت الثلوج سياراتهم. ووصلت سماكة الثلوج في ميدان إهدن إلى 30 سنتيمترا بينما تخطت في كنيسة سيدة الحصن نصف متر. وغصت المدينة بالوافدين اليها للعب بالثلج.

وفي بشري عملت البلديات وجرافات وزارة الأشغال على إبقاء الطرق مفتوحة، حيث وصلت سماكة الثلوج إلى 20 سنتيمترا في قرى حصرون وحدث الجبة وبشري لترتفع الى ستين سنتمترا في الأرز الذي بقيت طريقه مفتوحة، بينما أقفلت الثلوج طريقي عيناتا الأرز وحدث الجبة تنورين. وتسببت الثلوج بانقطاع التيار الكهربائي لا سيما في بلدة وادي قنوبين في حبن عملت الفرق الفنية على اصلاح الاعطال في أكثر من بلدة.

ثلوج الجنوب

غمرت الثلوج أمس مرتفعات شبعا وكفرشوبا (طارق أبو حمدان). ولامست مواقع قوات «اليونيفيل»، حيث بلغت سماكتها في شبعا نحو 15 سنتيمترا، وفي كفرشوبا 5 سنتيمترات، وباتت معها طريق شبعا ــ جنعم ــ راشيا الوادي، سالكة فقط أمام السيارات المجهزة بالسلاسل المعدنية. وأشار رئيس بلدية كفرشوبا قاسم القادري إلى استعداد بلديته لمواجهة العاصفة. وناشد الجهات المعنية لإغاثة النازحين، العمل على تزويدهم بمادة المازوت والمواد التموينية، بعدما تلقينا كما أضاف شكاوى عدة من النازحين، الذين لجأوا الى استعمال الإطارات المطاطية والبلاستيك، كوقود لنار التدفئة.

وجرفت السيول الجارفة التي سببتها الأمطار الغزيرة، معها الأتربة والوحول الى بعض طرقات حاصبيا ، كما غمرت الحقول المزروعة بالخضار في وادي الحاصباني وفي سهول المجيدية والماري وسردة. وجهد النازحون السوريون في مخيم ابل السقي، على تمتين خيمهم لتتمكن من مقاومة الرياح، في حين شكا معظمهم من نقص في المحروقات، ووقود التدفئة. وأشار النازح عبد اللطيف العلي، إلى وجود «15 طفلا مريضا داخل المخيم تتراوح أعمارهم بين سنة وخمس سنوات، بحاجة لمعاينات طبية، نعجز عن معالجتهم في ظل الظروف الطبيعية القاسية. لذا نطالب الجهات المعنية بتأمين عيادة طبية نقالة وبشكل عاجل الى المخيم».

وشهدت منطقتا النبطية وإقليم التفاح (عدنان طباجة) هطول أمطار غزيرة مصحوبة برياح شديدة وتدن في درجات الحرارة وضباب كثيف على المرتفعات، وانخفاض في الرؤية على عدد من الطرق، ما أدى إلى تراجع حركة السير. وتغيب العشرات من الموظفين عن وظائفهم في المؤسسات والدوائر الخاصة والرسمية. وأعلن الدفاع المدني في محافظة النبطية حال الاستنفار في صفوف عناصره وآلياته، كذلك البلديات تحسباً للأحوال الطارئة.

وبقي المرفأ التجاري في صيدا (محمد صالح)، معطلاً وغادرته السفن إلى عرض البحر، ولازم الصيادون مرفأهم خشية تعرض مراكبهم للغرق. وفي حارة صيدا وشرقيها وقرى الزهراني اقتصرت الأضرار على خيم البلاستك وبعض المزروعات. ورأس رئيس بلدية صيدا محمد السعودي اجتماعا للجنة الطوارئ خصص لبحث الخطوات والاستعدادات التي اتخذتها البلدية من أجل مواجهة العاصفة وتداعياتها . وفي عين الحلوة، تشكلت السيول في الأزقة لعدم قدره استيعاب شبكه الصرف الصحي مياه الأمطار، ما أدى إلى إعاقه حركه الناس حيث تداعى سكان المخيم للعمل على فتح المجاري. ودخلت السيول إلى خيم النازحين السوريين وشكلت أزمه إنسانيه. واعتبر مسؤول الشؤون الاجتماعية للجان الشعبية في صيدا فواد عثمان أن «الفيضانات في الشوارع وأزقه المخيم تتحمل مسؤوليتها الأونروا».

وفي صور (حسين سعد)، تحول عدد من الطرق في المنطقة الصناعية إلى برك للمياه، بينما انهمك عمال البلدية بتعزيل المجاري في منطقتي الزراعة والمساكن الشعبية، بعدما جرفت السيول أغصان الأشجار والنفايات إليها. وأدى الطقس الماطر والعاصف إلى توقف الملاحة في مرفأ صور التجاري.

وتفقد صيادو ميناءي صور والناقورة مراكبهم. وعمدوا إلى ربطها عند رصيف الميناءين، تخوفا من سحبها إلى البحر. ومواكبة للعاصفة، عقد في قائمقامية صور اجتماع ضم ممثلين عن قوى الامن الداخلي والدفاع المدني والصليب الاحمر، جرى في خلاله التداول في مواجهة أي آثار تنجم عن العاصفة، وتنظيف ممرات المياه.

وأكــــد قائمــــقام صــور بالإنابة حسن عيــــديبي اتخـــــاذ الإجراءات بالتنسيق مــــع الأجهـــزة المخــــتصة، لمواجهــــة مخاطر العاصفة في المنـطقة.

«أحرار الشام» للبغدادي: اضبط جنودك أو نغرق جميعاً!

عبد الله سليمان علي

واصلت «حركة أحرار الشام الإسلامية» (حاشا) محاولة السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من محيط معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، فاستولت على مقارّ تابعة لـ«تجمع ألوية وكتائب شهداء سوريا» التي يقودها جمال معروف (أصبح أيضاً رئيس جبهة ثوار سوريا التي تشكلت منذ يومين)، ومقارّ أخرى تابعة لـ«كتائب الفاروق»، بينما سارعت كتيبة صغيرة تدعى «كتيبة الطير»، مقرها بالقرب من معبر باب الهوى، إلى مبايعة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) والانضمام إلى صفوفه.

ويأتي ذلك بعد سيطرة «داعش» على عدة مقارّ تابعة لـ«ألوية أحفاد الرسول» و«لواء صقور الإسلام» وبعض مستودعات الأسلحة التابعة لـ«هيئة أركان الجيش الحر» في المنطقة نفسها.

هذا التناحر بهدف السيطرة على معبر باب الهوى الحدودي بين «حاشا» و«داعش»، تزامن مع الاشتباكات العنيفة التي وقعت بين الطرفين في بلدة مسكنة بريف حلب، وسقط بسببها عدد من القتلى والجرحى.

ولوحظ أن عناصر لواء «مصعب بن عمير»، التابع لـ«حركة أحرار الشام»، انسحبوا من مقارّ عديدة كانوا يتمركزون فيها، أهمها مقر معمل السكر، بينما تمركز في هذه المقارّ عناصر من «داعش». وذكرت مصادر إعلامية مقربة من «أحرار الشام» أن انسحاب عناصر اللواء جاء حقناً للدماء على حد تعبيرها.

ولكن من دون شك فإن مشهد انسحاب عناصر «لواء مصعب بن عمير» من مقارّه، كان مؤلماً لقادة اللواء وقادة «أحرار الشام»، لا سيما أن «لواء مصعب بن عمير» كان يعتبر نفسه الحاكم الأوحد لبلدة مسكنة، وقد سبق له أن أصدر منذ أشهر، بياناً يمنع فيه تشكيل أي فصيل مسلح في مسكنة ويحظر الانشقاق عنه، معتبراً ذلك خطاً أحمر لا يسمح بتجاوزه، فكان دخول «داعش» إلى مسكنة وتعيينه أميراً عليها هو «أبو دجانة الكويتي» ووضع حواجز خاصة به ونشر عناصره، ومن ثم طريقة الاستخفاف التي تعامل بها «أمير داعش»، يوم الاشتباكات، مع وفود «لواء مصعب بن عمير» أو ممثلي «حركة أحرار الشام»، والتي كان فيها الكثير من الإهانة والإذلال المقصودين، حيث قام باعتقال وفدين بينهما عناصر قيادية من اللواء والحركة، كل ذلك جعل من الصعب على «لواء مصعب بن عمير» (حركة أحرار الشام) أن يستوعب الصفعة التي وجهها إليه «داعش».

ربما هذا الإحساس الدفين بالإهانة الموجهة عمداً من قبل «أمير داعش» في مسكنة أبو دجانة الكويتي، كان تأثيره أصعب على قادة اللواء والحركة من تأثير القتلى والجرحى الذين سقطوا خلال الاشتباكات. ورغم أن «حركة أحرار الشام» أصدرت بياناً لتوضيح أسباب وملابسات أحداث مسكنة بينها وبين «داعش»، كما صدر بيان داعم لموقفها باسم «الجبهة الإسلامية»، التي يشغل فيها «أمير أحرار الشام» حسّان عبود منصب رئيس المكتب السياسي، فإن النفوس بقيت تغلي، وتأثير الصفعة على ما يبدو كان يتفاعل تصاعدياً في كواليس «أحرار الشام».

في هذا السياق، بدا لافتاً أن يخرج أبو عبد الملك، أحد القيادات «الشرعية» البارزة في «أحرار الشام»، ويسجل مواقف ضد «داعش» هي الأعنف من نوعها منذ بدء الاحتكاك المباشر بين الطرفين عبر الاغتيالات والاعتقالات المتبادلة خلال الأشهر الماضية.

ولا يستبعد أن تكون تغريدات أبو عبد الملك القاسية التي طالت «أمير داعش» أبو بكر البغدادي شخصياً، رسالة موجهة إلى «داعش» بأن اللعب من اليوم فصاعداً سيكون على المكشوف، وأن كثيراً من الاعتبارات التي كانت تمنع الحركة من التصعيد، وأهمها الحفاظ على صورة «المجاهدين» في سوريا، لن يكون لها مكان بعد أحداث مسكنة، ولن تؤخذ في الاعتبار.

فقد اتهم أبو عبد الملك «الشرعي» كما يلقب، «داعش» بالغلو والتكفير «فلا حرج عند كثير من أمراء وأفراد تنظيم الدولة من وصف الإسلاميين وغيرهم بأنهم مبتدعة وصحوات وأن الجيش الحر كافر». كما عمد إلى فتح ملفات سابقة لمشاكل افتعلها «داعش» بدءاً باغتيال كمال حمامي (أبو بصير) أحد قيادات «الحر» في الساحل السوري، ومروراً بالبرنس والطير. وكان لافتاً كشفه أن «أمير داعش» في الساحل السوري أبو أيمن العراقي قال في جمع من قادة الفصائل الذين اجتمعوا لبحث قضية مقتل حمامي: «أنا لا أريد شرع الله»، وفي موقف آخر قال: «أنا لن آخذ حقي بشرع الله وإنما بشرع الغاب».

واستمر أبو عبد الملك «الشرعي» في هجومه غير العادي على تنظيم «داعش»، فاتهمه بنقض العهود، وإعطاء الأمان والنكث به والغدر وقصف مقارّ «المجاهدين» واقتحام البيوت. ورأى في التنظيم «صناع الصحوات التي تحارب الجهاد الشامي» على حد قوله، مشيراً إلى أن الحركة «لن تسمح بتكرار المشروع الجهادي في الشام بعد أن نُحر في العراق، ولن نكون كأنصار الإسلام أعانهم الله».

وقد يكون أقسى ما صدر عن «الشرعي» هو العبارة التي جاءت في ختام تغريداته، والتي وجهها إلى البغدادي شخصياً قائلاً: «أخيراً أنادي أبا بكر البغدادي بوضوح: اضبط جنودك، وراجع سياستهم، فنحن في سفينة واحدة إن غرقت غرقنا جميعا، وتباً لمن رفض التحاكم للشرع ثلاث مرارٍ (مرات)».

إذ بغض النظر أن مجرد التوجه إلى البغدادي بالكلام عبر «تويتر» سيعتبر إساءة لا تغتفر من قبل «داعش» وأنصاره، فإنه من المتوقع ان يكون لتحميله المسؤولية شخصياً عن سلوك عناصره ومطالبته بمراجعة سياسته تداعيات خطيرة على العلاقة بين الطرفين، وقد يصح أن يقال ان ما قبل مسكنة لن يكون كما بعدها.

وفي تأكيد أن تغريدات أبي عبد الملك تحظى بغطاء رسمي من قبل «الجبهة الإسلامية»، فقد لوحظ أن أبا العباس الشامي، «المفتي العام للجبهة الإسلامية» أعاد التغريد بها على حسابه في «تويتر»، في دلالة واضحة على أن تغريدات عبد الملك تمثل الموقف العام لكل فصائل «الجبهة الإسلامية»، ولكن لسبب أو لآخر لم تشأ الجبهة إصدار بيان رسمي بها، وكلفت أحد الشرعيين بنشره كتحذير أولي.

وما لم يقله عبد الملك، تولى القيادي في «أحرار الشام» أبو ابراهيم الحجي توضيحه من دون لبس، فقد قال في تغريدة له أقرب إلى التهديد إنه «إذا لم يسمع البغدادي نداء الشيخ أبي عبد الملك ويوقف جنوده فستتعرقل مسيرة الجهاد في سوريا، وسوف نضطر إلى سحب قواتنا من الجبهات من أجل الدفاع عن إخوتنا».

لم يصدر أي رد رسمي من «داعش» على كلام «شرعي الأحرار»، ولكن مساءً سُمعت أصوات اشتباكات وقصف مدفعي. وقال يونس ك، وهو ناشط من البلدة لـ«السفير»، إنهم عناصر البغدادي يستخدمون مدفع 57 لقصف مقارّ «أحرار الشام».

وقد دفعت خطورة الوضع بين «داعش» و«حاشا» عدداً من قيادات «صقور العز» و«جند الأقصى» و«جبهة النصرة»، إلى تشكيل وفد للتوسط بين الطرفين ومحاولة نزع فتيل الفتنة بينهما. وبحسب الشيخ عبدالله المحبسني، الذي يعتبر مقرباً من «داعش»، فإن ما يحقن الدماء هو وقف إطلاق النار فوراً، وإطلاق سراح المعتقلين من الطرفين، وتحديد قضاة ليحكموا في قضية مسكنة على نحو عاجل.

روسيا تذكّر السعودية: مبادرة جنيف السورية مدعومة دولياً

فضيحة مخازن السلاح في باب الهوى تتفاعل

كشف الاستيلاء على مخازن اسلحة قرب باب الهوى، عند الحدود التركية، عن فضيحة أمنية أخذت بالتفاعل في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا.

فبعدما كان الحديث يدور عن «معدات غير قاتلة» قدمتها واشنطن ولندن لـ«الجيش الحر»، واستولت عليها تنظيمات إسلامية «جهادية» قبل أيام، تبين أن هذه «المعدات»، هي في الحقيقة صواريخ مضادة للطيران والدبابات، وأن من بين الجهات التي استولت عليها، تنظيم «جبهة النصرة» المصنف «إرهابياً» على اللوائح الأميركية والأممية، ما أجبر الولايات المتحدة وبريطانيا، على الإعلان أمس عن تعليق تقديم هذه «المساعدات»، وفتح تحقيق لتحديد مصيرها، خصوصاً أنها قد تشكل كابوساً أمنياً للدول الغربية نفسها، في ظل عدم وجود إمكانية لتعقبها، واحتمال استخدامها خارج سوريا.

في هذا الوقت، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من طهران أمس، «الدول المسؤولة» إلى التحرك لضمان أن يفضي مؤتمر «جنيف 2» المزمع عقده في 22 كانون الثاني المقبل إلى «نتيجة إيجابية».

وقال لافروف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في طهران، «على كل الدول المسؤولة أن تفعل شيئاً ليفضي مؤتمر جنيف 2 إلى نتيجة إيجابية» وذلك رداً على سؤال لأحد الصحافيين عن شائعات مفادها أن الرياض التي تدعم المعارضة ستهدد الدول الحليفة للنظام السوري إذا ترشح الرئيس بشار الأسد لولاية جديدة في العام 2014. وأضاف «الذين لا يريدون التوصل إلى مثل هذه النتيجة يثبتون عدم التزامهم بمطالب الأسرة الدولية. مبادرة جنيف 2 مدعومة من المجتمع الدولي ومن قرار دولي وعلى دول المجتمع الدولي أن تطبقه».

وأكد لافروف أكثر من مرة أن إيران «لاعب أساسي» في تسوية النزاع في سوريا. وقال «من دون شك، إيران من بين الأطراف التي بوسعها التأثير بشكل إيجابي على ما يجري في سوريا». وأضاف «آمل أن تكون إيران ضمن قائمة الأطراف التي ستوجه لها الدعوة لحضور جنيف 2، علماً أن ذلك يجب أن يتم بحلول نهاية العام الحالي».

واعتبر لافروف أن «مؤتمر جنيف 2 يجب أن يجسد نص جنيف 1» الذي اتفق المشاركون خلاله على مبدأ تأليف «هيئة حكم انتقالية».

وأكد ظريف «تطابق وجهات النظر بين إيران وروسيا والعديد من أعضاء المجتمع الدولي بأن هذه الأزمة لا يمكن حلها عسكرياً، وأن على الآخرين أن يدركوا ذلك ويساعدوا على حل الأزمة السورية». وأشار إلى أن «الحوار السياسي بجب أن يكون من دون شروط مسبقة. إن الأجانب لا يمكنهم تقرير مصير سوريا، والشعب السوري هو من يجب أن يقرر مستقبله». وأعلن أن طهران مستعدة للمشاركة في المؤتمر ولكن من دون وجود «شروط مسبقة». (تفاصيل صفحة10 )

واشنطن ولندن

وأعلنت واشنطن ولندن تعليق المساعدات العسكرية «غير القاتلة» للمعارضة في شمال سوريا، بعد استيلاء «الجبهة الإسلامية»، المؤلفة من أبرز الألوية والكتائب الإسلامية المقاتلة في سوريا والداعية إلى إنشاء دولة إسلامية، قبل أيام على مقار تابعة لـ«هيئة الأركان في الجيش السوري الحر»، وبينها مستودعات أسلحة عند معبر باب الهوى، ومن ثم على المعبر، بعد معارك عنيفة بين الطرفين. وقالت مصادر في الجمارك التركية إن أنقرة أغلقت المعبر من جهة حدودها في إقليم هاتاي بسبب تقارير عن زيادة الاشتباكات على الجانب السوري.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «الجبهة الاسلامية استولت على عشرات الأسلحة المضادة للطائرات والقذائف الصاروخية المضادة للدبابات من مخازن المجلس العسكري». وأشار الى أن «جبهة النصرة»، الموضوعة على اللائحة الأميركية للمنظمات الإرهابية، سيطرت على كميات من الأسلحة الموجودة في المخازن على المعبر. وتستخدم هذه المخازن لتمرير الأسلحة وغيرها من المساعدات التي تتلقاها المعارضة المسلحة من الخارج عبر الأراضي التركية.

واعتبر المتحدث باسم «الجيش الحر» لؤي المقداد أن الخطوة الأميركية والبريطانية خاطئة ومتسرعة. وقال «نأمل أن يفكر أصدقاؤنا مرة أخرى وينتظروا بضعة أيام حتى تتضح الأمور». وقلل من شأن القتال بين «الجبهة الإسلامية» وكتائب «الجيش الحر»، معتبراً أن «ما حدث سوء تفاهم»، مضيفاً إن «قائد المجلس العسكري الأعلى اللواء سليم إدريس يتحدث مع قادة الجبهة لمحاولة إنهاء المواجهة».

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست إن إدارة الرئيس باراك أوباما قلقة من تقارير عن استيلاء «الجبهة الإسلامية» على مبان تابعة لـ«المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر». وأضاف «نتيجة لذلك الوضع، علقت الولايات المتحدة تسليم كل المساعدات غير المميتة لشمال سوريا»، لكنه شدد على أن المساعدات الإنسانية لن تتأثر بهذا الإجراء. وقال إن الولايات المتحدة تتشاور مع رئيس «الأركان» اللواء سليم إدريس لجرد إمدادات المعدات الأميركية.

وكان المتحدث باسم السفارة الأميركية في أنقرة تي جي غروبيشا أعلن سابقاً تعليق المساعدات. وكانت واشنطن أشارت إلى أنها تقدم مساعدات «غير قاتلة» للمسلحين تتضمن أجهزة رؤية ليلية وأجهزة اتصالات وبزات مضادة للرصاص وآليات، بالإضافة إلى أطعمة جاهزة.

وقال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية إنه يجب ألا يساء تفسير تعليق المساعدات. وأضاف «ليس هذا على الإطلاق بداية لأن تنفض الولايات المتحدة يديها. سنظل مشاركين في الجهد الإنساني وسنظل مشاركين في المسعى الديبلوماسي. هذا لا يمثل تغييراً في سياسة دعمنا للمعارضة المعتدلة»، موضحاً أن الإدارة تبحث عن سبل أخرى لتقديم الدعم من دون أن يقع في أيدي «المتطرفين». وقال مسؤول آخر إن تدفق المساعدات «غير القاتلة» سيتواصل عبر الأردن.

وأعلنت لندن أيضاً تعليق المساعدات «غير الفتاكة» للمسلحين في شمال سوريا. وقال متحدث باسم السفارة البريطانية في أنقرة «ليست لدينا أية خطط لتسليم أية معدات طالما بقي الوضع غير واضح». وأضاف إن بريطانيا «على اتصال بهيئة الأركان العليا للتحقق من وضع المعدات البريطانية».

وتابع «أريد أن أؤكد أن دعمنا للمعارضة لا يزال غير منقوص. نقدم منذ فترة طويلة دعماً قوياً للواء إدريس والمجلس العسكري الأعلى، ولا يزال الوضع كذلك. من المهم أن يظل المجلس العسكري الأعلى متحداً في مواجهة هجمات النظام والجماعات المتطرفة. إذا لم يحدث ذلك ستكون هذه انتكاسة لكل السوريين الذين يؤيدون حلاً سياسياً ومستقبلاً ديموقراطياً تعددياً لبلادهم».

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال «إبقاء فرنسا على مساعداتها العسكرية غير الفتاكة الى الائتلاف الوطني السوري بالتنسيق مع شركائها في الاتحاد الاوروبي». («مهر»، «ارنا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

ائتلاف المعارضة السورية يدعو لإنقاذ اللاجئين من الشتاء القارس بعد وفاة أربعة أطفال

القاهرة- (د ب أ): دعا الناطق الرسمي للائتلاف الوطني السوري لؤي صافي المجتمع الدولي والدول العربية خاصة إلى “تحمل مسؤولياتهم تجاه اللاجئين السوريين في الدول المجاورة”، معتبراً أن وفاة طفلين سوريين من البرد في مخيم عرسال اللبناني وآخرين في كل من الرستن وحلب “مسألة لابد للدول أن تقف عندها”.

وقال في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للائتلاف “إن الإمكانيات الاقتصادية للائتلاف لا تكفي لحل كافة المشكلات التي يعاني السوريون منها، لذا لابد من موقف عربي وإقليمي جاد تجاه العاصفة الثلجية والبرد القارس الذي يهدد اللاجئين في الأيام المقبلة”.

وفي السياق ذاته، قال ناشطون ميدانيون داخل مخيم عرسال بلبنان والزعتري بالأردن إن “مئات الأطفال مهددون بالموت بردا داخل المخيمات”.

وطالب الائتلاف العالم بتوفير المساعدات العاجلة والسريعة والأساسية للسوريين لتجنيب الأطفال والنساء والشيوخ الموت بردا بعد أن فروا من التوترات في سورية.

وأعلن الائتلاف “الجاهزية الكاملة لوحدة تنسيق الدعم في توصيل المساعدات العاجلة إلى المناطق الأكثر تضرراً بالتنسيق الكامل مع كتائب الثوار في المناطق المحررة”.

سي إن إن: الغموض يكتنف مصير اللواء سليم إدريس

القاهرة- (د ب أ): قالت شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأمريكية إن مصير اللواء سليم إدريس، رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر، يكتنفه الغموض بعد الهجوم على مقر للجيش الحر قرب حدود تركيا من قبل جماعة مسلحة متشددة قامت بالاستيلاء على مخزن الأسلحة فيه.

ونقلت الشبكة عن عدد من المسؤولين الأمريكيين القول إنهم لا يعرفون مصير إدريس، الذي يحظى بدعم الغرب، مضيفين أنه قد يكون خارج سورية.

من جانبها، قالت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، جين بساكي، إن واشنطن، التي علقت تقديم المساعدات غير القتالية للمعارضة السورية بعد سقوط المقر “على تواصل مع إدريس وقيادة الجيش السوري الحر” لبحث الوضع وما يمكن القيام به.

ولدى سؤالها عن مكان وجوده وما إذا كان في تركيا أم أنه نجح في العودة إلى سورية، قالت بساكي: “ليس لدي معطيات جديدة حول مكان وجوده”.

وكانت مجموعات تابعة لما يعرف بـ(الجبهة الإسلامية) التي تشكلت قبل أشهر في سورية والتي تضم عشرات الآلاف من المقاتلين المنتمين لفصائل إسلامية قد سيطرت على مقر للجيش الحر عند معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا، ما دفع واشنطن ولندن لتعليق المساعدات المكونة من حطب للتدفئة وأدوية ومولدات كهربائية وأجهزة اتصال.

انفجاران عنيفان يهزان معسكرات “الصاعقة” في دير الزور بسورية

دمشق- (د ب أ): أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن انفجارين عنيفين هزا معسكرات “الصاعقة” بريف دير الزور الغربي شرق سورية صباح اليوم الخميس.

وذكر المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه أن هناك “معلومات عن استهداف الكتائب الاسلامية المقاتلة المعسكرات بسيارتين مفخختين تبعه اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الاسلامية المقاتلة في محيط مستودعات الذخيرة والسلاح في المنطقة وسط قصف من قبل القوات النظامية على المنطقة”.

وقال المرصد إن مناطق في أحياء “دير الزور” تعرضت لقصف من قبل القوات النظامية صباح اليوم ترافق مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي الكتائب المقاتلة في حي الحويقة وعدة أحياء في المدينة.

وأضاف أن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام ومقاتلي الكتائب المقاتلة في محيط (الفرقة 17) بمحافظة الرقة شمال وسط سورية فيما لم ترد معلومات عن خسائر بشرية.

وأوضح المرصد أن مناطق في مدينة “الباب” بمحافظة حلب شمال سورية تتعرض لقصف من قبل قوات النظام السوري.

واشنطن ولندن تعلّقان إرسال المساعدات للمعارضة السورية

جنرال اسرائيلي: بقاء نظام بشار الأسد أفضل لتل ابيب

عواصم ـ وكالات ـ الناصرة ـ ‘القدس العربي’ ـ من زهير اندراوس: اعلنت السفارة الامريكية في انقرة ان واشنطن علقت مساعداتها غير القاتلة لشمالي سوريا بعد استيلاء الجبهة الاسلامية على منشآت للجيش السوري الحر المرتبط بالمعارضة السورية، كما اعلنت بريطانيا امس انها علقت المساعدات غير الفتاكة للمعارضة السورية في شمالي البلد المضطرب بعد ان سيطر مسلحون اسلاميون على قواعد رئيسية للجيش السوري الحر.

وصرح متحدث باسم السفارة البريطانية في انقرة لوكالة ‘فرانس برس′، ‘ليست لدينا اية خطط لتسليم اية معدات طالما بقي الوضع غير واضح’.

وقال ناطق باسم السفارة تي جي غروبيشا ‘بسبب هذا الوضع علقت الولايات المتحدة تسليم اي مساعدة غير قاتلة لشمالي سوريا’.

الا ان غروبيشا الذي اعرب عن ‘قلقه’ من استيلاء القوات الاسلامية على منشآت للمعارضة، اوضح ان المساعدات محض الانسانية لا يشملها هذا القرار لانها توزع عن طريق منظمات دولية وغير حكومية.

واضاف الدبلوماسي الامريكي ‘نقوم بجمع المعلومات والوقوف على اراء اصدقائنا في المعارضة السورية حتى نقرر تدابير جديدة لمصلحة الشعب السوري’.

وكانت الجبهة الاسلامية سيطرت مطلع الشهر الجاري على مقار تابعة لهيئة الاركان في الجيش السوري الحر وبينها مستودعات اسلحة عند معبر باب الهوى بعد معارك عنيفة بين الطرفين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

واشار المرصد امس الى ان كميات من هذه الاسلحة ‘سيطرت عليها جبهة النصرة’ الاسلامية المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة، علما انها ليست جزءا من ‘الجبهة الاسلامية’.

وقررت تركيا الثلاثاء ان تغلق ‘بسبب المعارك’ بين الفصائل السورية موقع كليفيغوزو الحدودي (محافظة هاتاي التركية، جنوب شرق) وهو نقطة عبور مهمة بين تركيا وسوريا مقابل باب الهوى، كما اعلنت الاربعاء وزارة الجمارك التركية في بيان.

الى ذلك قال القائد العام لهيئة أركان جيش الاحتلال الاسرائيلي الأسبق، الجنرال في الاحتياط دان حالوتس، كان المسؤول عن الجيش الإسرائيليّ خلال العدوان الذي شنّته دولة الاحتلال على لبنان لصحيفة ‘معاريف’ العبريّة، إنّ اسرائيل تُفضّل بقاء نظام الرئيس بشّار الأسد، خوفا من سيطرة جهات إسلامية متطرفة على الحكم في سوريا، على حدّ تعبيره.

ولفتت الصحيفة في عددها الصادر أمس الأربعاء إلى أنّه يتبيّن من تصريحات الجنرال حالوتس انّ الدولة العبريّة تملك القُدُرات على إسقاط نظام الرئيس د. الأسد، كما لفتت إلى أنّ تصريحات حالوتس تُعتبر بشكلٍ أو بآخر، غير عادية نسبيا لمسؤول رفيع المستوى في جهاز الأمن، خاصة وأنّ إسرائيل درجت على القول إنّها لا تتدخل في الشؤون الداخليّة في بلاد الشام، على حدّ قول الصحيفة.

واشار الجنرال حالوتس في سياق كلمته الى إنّ النظام الحاكم في سوريا يقوم بقتل مواطنيه بشكلٍ يوميٍّ، ولكن بالمقابل، أضاف، يتحتّم الإقرار بأنّ من أسماها بالمعارضة في سوريا مركّبة بشكل أساسيّ من مسلمين متطرفين جدا، مثل تنظيم القاعدة، على حدّ قوله.

علاوة على ذلك، نقلت الصحيفة عنه قوله إنّ السؤال المهّم هو ما هو الأفضل بالنسبة لإسرائيل؟ مشدّدا على أنّه يجب أن نسأل أنفسنا ما إذا كنّا نريد استبدال النظام السيئ الذي نعرفه بنظام أسوأ لا نعرفه، موضحا أنّه يتحتّم على صنّاع القرار في تل أبيب دراسة هذه المعضلة بصورة جديّةٍ للغاية، على حدّ تعبيره.

وبرأي الجنرال حالوتس فإنّ العبوة الناسفة التي انفجرت يوم الجمعة الماضي، على الحدود مع سوريا، والتي أعلن الجيش الإسرائيليّ بشكلٍ رسميّ بأنّ تنظيم القاعدة هو المسؤول عن تفعيلها عبر جهاز تحكّم من بعيد، والتي انفجرت على الحدود للمرة الأولى منذ 40 عاما هي برأيه مؤشر صغير على ما سيحصل في حال تسلّم هؤلاء المتطرفون، أي الإسلاميون، مقاليد السلطة في سوريا.

وزاد قائلاً إنّه حتى هذه اللحظة يبدو أنّ العالم أيضا يدرك أنّه لا يستطيع استبدال نظام الرئيس الأسد طالما لا يعرف من يستبدله، مشيرا إلى أنّه حتى اليوم يبدو أنّ البديل هو جهات وفئات تُشكّل خطرا على استقرار منطقة الشرق الأوسط.

أمّا في ما يتعلّق بمصر فقال إنّه يتحتّم على المجتمع الدوليّ الإدراك جيدا أنّ مصر لن تشهد الديمقراطيّة في الأجيال القريبة، مشيرا إلى أنّه في العام 2003 قال لأحد المسؤولين الأمريكيين إنّ الديمقراطيّة لن تصل إلى العراق حتى بعد ألفي عام من احتلاله في العام 2003. وقالت الصحيفة العبريّة إنّ الجنرال حالوتس تطرّق في سياق كلمته إلى الاتفاق المرحليّ الذي تمّ التوقيع عليه بين مجموعة دول (خمسة + واحد) وبين الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في ما يتعلّق بالملّف النوويّ الإيرانيّ، وقال إنّ الولايات المتحدّة الأمريكيّة تضعف وتتعب، ويتحتّم على الدولة العبريّة الاستعداد وبشكلٍ جديٍّ لليوم الذي يتراجع فيه الحضور والتدّخل الأمريكي في المنطقة بصورةٍ كبيرةٍ، لافتا إلى أنّه يجب عدم الإساءة للعلاقات مع الولايات المتحدة، ولكنّه استدرك قائلاً إنّه يجب التنبه والإدراك بأنّ الولايات المتحدّة الأمريكيّة لا يُمكنها أنْ تستمر بذلك لأنّ مصالحها قد تغيرت، على حدّ تعبيره، وذلك في إشارة إلى القرار الأمريكيّ بنقل التدّخل إلى شرق آسيا، وتحديدا إلى الصين، حيث توجد هناك فرص اقتصاديّة أكبر بكثير من الفرص المتاحة أمامها في الشرق الأوسط.

وخلص مراسل الشؤون السياسيّة في الصحيفة إلى القول إنّ تصريحات حالوتس تعكس تباين المواقف في المنظومتين الأمنيّة والسياسيّة في إسرائيل، فمن ناحية، جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة)، المدعوم من قبل وزير الاستخبارات د. يوفال شطاينتس، يؤيّد إسقاط الأسد، لأنّ ذلك سيؤدّي إلى تدمير محور الشر المكون من سوريا وإيران وحزب الله، ولكن من الناحية الأخرى، هناك فئات وجهات سياسيّة وأمنيّة في تل أبيب تؤمن بأنّ إسقاط الأسد سيؤدّي إلى حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، ويُحضر تنظيمات الجهاد العالميّ الناشطة في سوريا إلى الحدود مع إسرائيل.

أبو بكر البغدادي ينشئ في الرقة خلافة إسلامية ستغير شكل المنطقة وظاهرة اختطاف الصحافيين في سوريا مرتبطة بوصول ‘داعش

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ أصبحت ظاهرة الإختطاف قي مناطق المقاتلين ظاهرة لا يسلم منها السوريون ولا الأجانب، ففي هذه المناطق الواسعة التي تتنازع سلطتها فصائل مسلحة متعددة يستخدم الإختطاف كوسيلة لتأكيد السلطة وجمع المال والإنتقام. وفي يوم الثلاثاء الماضى خرجت زوجة الصحافي خافيير اسبنوزا عن صمتها عندما كشفت عن قيام القاعدة باختطافه مع ريكاردو غارسيا فيلانوفا ومصور سوري ليس بعيدا عن الأراضي السورية، وكشف في اليوم نفسه عن اختفاء ناشطة ومحامية معروفة في الإنتفاضة رزان زيتونة وثلاثة من زملائها، حيث اختفت في مناطق يسيطر عليها المقاتلون قرب العاصمة دمشق. وكشفت تصريحات مونيكا بريتو، زوجة الصحافي الإسباني عن حالة يتم فيها استهداف الصحافيين الأجانب من قبل الجماعات المرتبطة بالقاعدة، حيث اختطف 34 صحافيا وعامل إغاثة اجنبي فيما قتل 55، مما يجعل سورية من أخطر مناطق العالم على الصحافيين ورجال الإعلام.

وتقول صحيفة ‘غارديان’ إن النداء الذي وجهته بريتو والتي عملت نفسها في تغطية الأحداث السورية، يضع تساؤلات حول فعاليته وامكانية استجابة الخاطفين لها،خاصة أن عائلتي صحافيين آخرين تتجنبا الكشف عن الموضوع خشية أن لا يؤثر على محاولات تأمين إطلاق سراحهما، وخشية أن يزيد الخاطفون من قيمة الفدية المطلوبة بعد خروج الموضوع للإعلام.

وقد حاولت بريتو التوصل لمكان زوجها من خلال وسطاء بدون فائدة. وتنبع المشكلة من ان الجهاديين على خلاف الخاطفين المحترفين لا يطالبون بفدية، ويتجنبون الحوار ويعزلون رهائنهم عن العالم الخارجي أي يحولون الثورة السورية من حركة للمطالبة بالحقوق والعدالة إلى مركز للجهادالعالمي حسب الصحيفة.

أفرجوا عنهم

ونقلت عن جويل سايمون، المدير التنفيذي لمنظمة حماية الصحافيين دعوته للإفراج عن الصحافيين المعتلقين ضد رغبتهم، مشيرا إلى أن ريكاردو دخل سورية وغطى أحداثها على الرغم من كل المخاطر التي كان يواجهها. ويلاحظ أن موجة الإختطافات قد زادت منذ أيار / مايو الماضي، والجهة التي قامت بمعظم حالات الإختطاف هي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).

ويعتقد ان كلا من اسبينوزا وفيلانوفا معتقلون في مدينة الرقة التي تسيطر الدولة عليها وتدير شؤونها منذ أن أخرجت القوات السورية منها والجماعات المنافسة لها. وهناك سبعة صحافيين أجانب آخرين وعدد آخر من السوريين.

ويقول تقرير ‘غارديان’ إن الصحافيين أجبروا منذ بداية الإنتفاضة على لعب ‘القط والفأر’ أولا مع النظام الذي راقبهم وحظر عليهم دخول البلاد لتغطية التظاهرات السلمية ولاحق بشراسة من دخلوا البلاد بطريقة غير قانونية.

وبعد سقوط عدد من المعابر الحدودية بيد المقاتلين خاصة في الشمال كان بإمكان الصحافيين التحرك من وإلى سوريا بحرية، حيث غطوا الأوضاع في حلب وإدلب والرقة ودير الزور.

داعش وصلت

وكان الصحافيون يتحركون بحماية من المقاتلين. وبالإضافة للصحافيين تدفق عبر هذه الحدود آلاف من المقاتلين الأجانب الذين انضم معظمهم للجماعات الجهادية، حيث كان بإمكان داعش وجبهة النصرة تأكيد وجودهما في المناطق وفرض سلطتهم على المجتمعات المحلية. وأصبح الإختطاف شائعا على الرغم من تراجع عدد المراسلين الأجانب. ومع ذلك ارتفعت قائمة الصحافيين الذين اختفوا، أربعة فرنسيين هم ديدي فرانسوا، و والمصور ادوارد الياس، والصحافي نيكولاس هنين وبيير توري.

وهناك كل من جيمس فولي وأوستن تايس الأمريكيان اللذان لا يعرف مكان وجودهما. وكان فولي قد اختفى في الشمال في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي. فيما اختفى الصحافي الإسباني مارك ماركينداس قرب مدينة حماة في 4 أيلول/سبتمبر الماضي.

في منتصف تشرين الأول/أكتوبر تعرض فريق قناة ‘سكاي نيوز العربية’ لهجوم قرب حلب والقي القبض عليهم. فيما ألقي القبض على السويدين ماغنوس فولكيهد، والمصور نيكلاس هامرستروم في جبال القلمون، وكانا من ضمن قلة من الصحافيين اجتازوا الحدود من لبنان إلى سوريا.

ويظل اسبينوزا الذي يكتب بشكل دوري في ‘الموندو’ من أكثر الصحافيين الذين ظلوا يترددون على سوريا على الرغم من زيادة المخاطر.

ماذا حصل للثورة

وترى صحيفة ‘لوس انجليس تايمز′ أن زيادة الإختطاف مرتبط بالجماعات ذات العلاقة مع القاعدة، وأشارت إلى اختطاف راهبات معلولا والصحافيين، لكن حادثة اختفاء زيتونة تظل غير مفسرة فقد تمت مهاجمة المركز الذي تعمل فيه وهو مركز توثيق الإنتهاكات واعتقلوا زوجها وائل حمادة واثنين من زملائه حسب اللجان التنسيقية، وبحسب التقارير المحلية فقد تم اختطاف الأربعة من دوما قرب دمشق، مشيرة إلى أن رزان حازت على العديد من جوائز منظمات حقوق الإنسان وتتصل بها وسائل الإعلام الخارجية. وبحسب مصادر صحافية لبنانية نقلت عن زملاء للأربعة فقد تم أخذهم إلى منطقة يسيطر عليها المقاتلون الإسلاميون في منطقة دوما. ونقلت صحيفة لبنانية ما قالوا إن رزان تلقت تهديدات من الإسلاميين بسبب ‘آرائها العلمانية’.

وكانت زيتونة قد شجبت الإختطافات في مقال لها نشر في الأول من كانون الأول / ديسمبر الحالي.

وجاء في المقال أن الجماعات التي تخطف تقوم بإكمال ما بدأه النظام من ملاحقة للناشطين ودفع الذين قرروا البقاء على مغادرة البلاد للمنفى. ونقلت ‘واشنطن بوست’ عن ناشط في التنسيقيات قوله إن اختطاف رزان هو ‘صفعة وهو اشارة تحذير للجميع لما وصلت إليه الثورة’، مضيفا ‘لقد أصبحت حربا طائفية إقليمية تستخدم كغطاء المطالب العادلة للديمقراطية، وحش دموي’.

الخلافة تبدأ من الرقة

وفي الوقت الذي نفت فيه الفصائل الأخرى مثل الجبهة الإسلامية مسؤوليتها عن الإختطاف ينظر للقاعدة وأخواتها في سورية باعتبارها المتهم الرئيسي، وقد استطاعت الجبهة التوسع منذ أيار/مايو بفعل القدرات البشرية التي وصلت إليها من الخارج.

وترى مجلة ‘تايم’ في تقرير لها عن تطور الدولة الإسلامية وتوسع ساحتها في شمال العراق وسوريا إلى أن الاخيرة مثلت لداعش فرصة لإرسال قوات ومسلحين مدربين وذوي خبرة عملياتية واسعة.

وتحدثت المجلة في عددها الأخير عن قائد الدولة أبو بكر البغدادي، الرجل الغامض الذي وصفه مسؤول أمني في حزب الله بـ ‘الشبح’، فقد أصبح البغدادي ينافس زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري على الزعامة، ولم ينفذ أوامر الزعيم الذي ينتقل في مناطق القبائل في الباكستان عدم التدخل في سورية. فقد اعترف الظواهري بأبي محمد الجولاني، زعيم النصرة كممثل في سوريا لكن البغدادي قال إنه كان أمام الإختيار بين ‘حكم الله وحكم الظواهري، واخترت طاعة أوامر الله’.

وتنقل المجلة عن سيث جونز، الخبير في شؤون مكافحة الإرهاب في مؤسسة ‘راند’ قوله إن ‘حقيقة عصيان البغدادي لأوامر الظواهري تقترح أنه ينظر لنفسه كقائد أهم من الظواهري’.

ويعترف التقرير إن غياب الظواهري وانشغاله بأمنه قد فتح الباب أمام التنوعات الإقليمية للقاعدة كي تتنافس على القيادة، سواء في اليمن، الصومال، المغرب العربي أو العراق. ويرى جونز أن البغدادي ‘هو الولد المشاكس في القاعدة، ولا يزال على علاقة مع عائلته (التنظيم) في باكستان لكنه يسبب لهم وجع الرأس′.

ونظرت الإدارة الأمريكية للخلافات كفرصة لحدوث انشقاقات داخل التنظيم.

سيطرنا على مناطق

وفي الوقت الحالي يعترف الظواهري بموهبة البغدادي ولا يريد التخلي عنه. والسبب راجع كما تقول المجلة إلى الإنجازات التي حققتها القاعدة في سوريا وأجزاء من العراق. فقد استطاع البغدادي السيطرة على مناطق ويدير مدنا وتجمعات سكانية وهو ما لم يفعله أسامة بن لادن على الرغم من كل العمليات التي نفذها حول العالم. وقد جعل هذا القاعدة في سوريا والعراق من أقوى الفروع، مما يمنح التنظيم فرصة لتغيير خريطة المنطقة. وتقول جيسكا لويس، مديرة البحث في مركز دراسات الحرب بواشنطن إن البغدادي يملك دافعية ‘وسيطر على مناطق وأقام نوعا من الحكم’.

وتضيف أن البغدادي هو الذي ‘يدير الحرب التي يبحث عنها المقاتلون الأجانب، ويصدر الأوامر مما يجعله لاعبا رئيسيا في تنظيم القاعدة التي تتقدم للأمام’.

ويساعد البغدادي في تحقيق أهدافه تدفق أعداد من المقاتلين المجربين بطريقة لم تشهدها أية ساحة من قبل، فبحسب مسؤول في إدارة أوباما، فقد جذبت سوريا أعدادا من المقاتلين لم تجذبه أفغانستان طوال الحرب ضد السوفييت. ومعظم الجهاديين القادمين يقدمون قسم الولاء للبغدادي.

وتقول المجلة إن البغدادي ‘لا يقاتل فقط ولكن يدير مناطق’ خاصة الرقة التي زاد عدد سكانها بسبب تدفق اللاجئين من مناطق الحرب عن المليون، والموصل التي يعيش فيها مليوني نسمة ومناطق في الأنبار.

وتسيطر القاعدة أيضا على معابر حدودية قريبة من تركيا مما جعل من القدوم لسوريا أسهل مما كان عليه الأمر في أفغانستان في الماضي، وفي مناطقها تقوم القاعدة بجمع الضرائب والسيطرة على آبار نفط تشكل مصدرا للمال، وتدير مدارس ومحاكم شرعية.

وتقول المجلة إن ‘البغدادي لم يوجه بصره نحو الغرب كما فعل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ولكن لو استمر تنظيم القاعدة بدون تحد، او استمرت الحرب الأهلية في سورية واستمر معها تدفق الجهاديين الأجانب، فالمسألة مسألة وقت قبل أن يوجه انتباهه للغرب’. ونقلت ما قاله مايك روجرز، رئيس لجنة الأمن في الكونغرس ‘إنهم يتحدثون عن عمليات في الخارج، وهو بالضبط ما فعلوه في أفغانستان والذي قاد لـ 9/11′. وكان روجرز يتحدث أمام منبر السياسة الخارجية بواشنطن حيث قال ‘الشيء الوحيد الذي يمنعهم من القيام بعمل خارجي هو الخلاف الحادث في داخل التنظيم’.

ويقول ماثيو أولسين، من المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب ‘إنهم يقولون إصبر لم يحن الوقت بعد’، مضيفا أن ‘الكادر الكبير من المقاتلين الأجانب يعزز الجانب العملياتي للتنظيم في الخارج والذين يمكن استخدامهم في الغرب’.

الرجل الغامض

ويتحدث التقرير عن صعود البغدادي واسمه إبراهيم بن عوض بن إبراهيم البدري الرضوي الحسيني، المولود في سامراء والذي درس في جامعة بغداد حيث حصل على شهادة الدكتوراة منها في الشريعة الإسلامية. وعمل مع أبو مصعب الزرقاي الذي قتل عام 2006، ثم أصبح زعيما لما يعرف بالدولة الإسلامية عام 2010 بعد مقتل ابو أيوب المصري وخلفه. وتنقل عن أبو عبد الرحمن حمد، وهو مقاتل من داعش في حمص يتلقى العلاج في طرابلس بعد إصابته في المعارك قوله إنه التقى بابي بكر في ديالا عام 2004 عندما سافر هو ومجموعة من المتطوعين السوريين لمواجهة الأمريكيين، ويتذكر حمد أبو بكر بقوله ‘كان قليل الكلام وإن تكلم أقنع وبهدوء’ حتى وإن كان وسط قصف وهجمات، وكان يخطط ويشارك في المعارك ويأخذ بعين الإعتبار خطط التراجع. وبدأ يخفي نفسه ويغطي وجهه بشكل جعله غامضا ورواغ من كان يحاول استهدافه، وقد ساعدته قدرته على التحدث بأكثر من لهجة على المرور دون أن يثير أي شبهة.

وقد أدى توسع تنظيم البغدادي لوصول المتطوعين إليه كما أنه يقوم بتمويل عملياته عبر الإختطاف وتبرعات من الداعمين لأيديولوجيته من دول الخليج.

وتمنح الرقة التي سيطر المقاتلون عليها في 15 آذار/ مارس العام الماضي صورة عن حلم البغدادي في بناء دولة وحكم حيث أقامت فيها داعش محاكم وسيطرت على توزيع المساعدات الإنسانية، وتحكمت بآبار النفط، ومصافيه حيث وزعت حصصه على المواطنين واستخدمته لابقاء التيار الكهربائي.

العصا والجزرة

وفتحت داعش مدارس في المدينة. ولم تكن هذه الخدمات بدون ثمن فقد انتشرت في المدينة إعلانات تدعو النساء للإلتزام بالحجاب، وقام المقاتلون بملاحقة من يقوم بالتدخين، وقاموا بمنع استخدام التعويذات وتعليقها على مرآة السيارة. وفي النهاية تمثل الرقة بداية طموح البغدادي لدولة تمتد من حدود إيران حتى تخوم الجزيرة العربية إلى شمال إفريقيا، اي إعادة حلم الإمبراطورية الإسلامية في العصر العباسي كما تقول. ولأن الرقة كانت من مدن الخلافة العريقة فقد دعا هذا عدد من أتباع البغدادي للأمل في إحياء الخلافة ويقولون حسب عامل إغاثة غربي في تركيا ‘نسيطر على مناطق ونحن أقرب للخلافة’.

ومع أن عدد مقاتلي داعش يتراوح ما بين 5-6 آلاف مقاتل لكنهم في المعظم محاربين أشداء قاتلوا في أفغانستان والعراق وليبيا.

وتقول لويس إن القاعدة قد تطورت فهي ‘ليست العدو الذي قاتلناه في العراق والذي اعتمد على التفجيرات الضخمة، لقد تطورت القاعدة والرجل الذي جعل هذا ممكنا هو وريث بن لادن’ ابو بكر البغدادي الذي تضع الولايات المتحدة على رأسه 10 ملايين دولار لمن يقتله او يبلغ عنه.

وكانت نجاحات سوريا جزءا من نجاحات حملة ‘كسر الجدران’ والتي أعلن عنها البغدادي منذ بداية العام الحالي وداهم فيها أكثر من 8 سجون منها سجن بغداد المركزي (أبو غريب سابقا) وحرر مئات من معتقلي القاعدة وأرسلهم لسوريا.

وفي دراسة للباحث النرويجي توماس هيغهامر نشرتها مجلة ‘فورين بوليسي’ لخص فيها أسباب تدفق الجهاديين بصورة كبيرة بسهولة وصولهم وغض الغرب نظره عنهم لأن الغرب عمليا يدعم ‘المقاتلين’، مقارنة مع الذين يفكرون مثلا بالإنضمام لحركة الشباب حيث يجدون أنفسهم في السجن حالة عودتهم للدول الغربية.

ولان المعارضة تسيطر على مناطق بخلاف ما كان عليه الأمر في العراق، حيث يمكن للجهادي الشاب الباحث عن مغامرة الذهاب لسوريا والعودة منها والزعم أنه قاتل فيها، يضاف إلى هذا الطابع الطائفي الذي اتخذته الحرب.

الأجانب في سوريا

وقد أدت سهولة التحرك بين سوريا والغرب بالكثيرين لقضاء اشهر في ساحات القتل ثم العودة والعودة من جديد.

وهناك ملمح لاحظه الكاتب هي طبيعة الجهاديين التي ضمت شبانا في العشرينات ونساء ورجالا في منتصف العمر على خلاف العراق أو أفغانستان.

ويختم هيغهامر دراسته بالقول إن ‘تجمع أعداد كبيرة من المقاتلين في سوريا ليس جيدا، فبعيدا عن الآثار المستقبلية على الإرهاب العالمي، فوجودهم ليس جيدا لمستقبل سوريا، وحتى لو آمنا ‘كما أؤمن أن القتال في سوريا عمل عادل وأن من بين المقاتلين صادق في نواياه، فليس من مصلحة أي شخص أن يكون هناك جيش دولي من المتطوعين في سوريا، فالجهة الوحيدة التي ستستفيد من وجودهم هي الجماعات المتطرفة التي لا تمثل حقيقة الشعب السوري والتي تخبئ في طياتها نوايا غير طيبة لسوريا، وللمنطقة والغرب بشكل عام’.

بطش النظام وتخاذل المجتمع الدولي أنتجا التطرف في سوريا

بهية مارديني ايلاف

 شدد معارضون سوريون على ضرورة توثيق العلاقة مع الثورة في الداخل السوري، من اجل رد الثورة إلى مسارها الديمقراطي، وألقوا باللائمة على النظام السوري القمعي والمجتمع الدولي المتخاذل في إنتاج تطرف ينهش المناطق السورية المحررة.

 رأى زكريا السقال، عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض، أن التطرف ظاهرة لها جذورها بالمعنى الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، تتجلى بتلبية الحاجات والمصالح في ظل حالة الفراغ القائمة. وقال السقال لـ”ايلاف” إن الشعوب والمجتمعات تلجأ الى وسائل يغيب عنها الامن كحالة وعي عام للمصالح بسلوك فردي قسري، عندما لا تجد من يعبر عن همومها واحلامها، وتستند إلى مفهوم قاصر بنظرية الحق والواجب، وتعتبر أنها الشهادة الوحيدة القادرة والواعية لمصالح المجتمعات.

أضاف السقال، وهو عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الديمقراطيين السوريين، أن التطرف قد يأخذ اشكالاً كثيرة، منها القومي واليساري والديني، “واخطرها الديني، وعلينا فهم جذور التطرف واسبابه لمقاومته”.

 النظام مسؤول

وقال عمر كوش، عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الديمقراطيين، إن الوضع في سوريا وصل إلى درجة شديدة من التعقيد، واعتبر أن الفصائل العسكرية المتطرفة بدأت تفرض سيطرتها على المناطق الخارجة عن سيطرة النظام. وأكد كوش أن سحب البساط من تحت أرجل المتطرفين يتطلب جهدًا كبيرًا وعملًا كبيرًا، وأن على القوى الديمقراطية تقوية التواصل مع كل الفعاليات المدنية والعسكرية المتضررة من أجندة الفصائل المتطرفة، وتشكيل جبهة مدنية وعسكرية واسعة لمقاومتها، وتوحيد الجهود وتنظيمها، في سبيل تبيان أن الحرية هي هدف الثورة وليس دويلات وامارات متطرفة بعيدة عن الاسلام وكل الاديان.

ويضع معارضون اللوم على النظام السوري أولًا، ويعتبرونه اوصل البلاد لهذه الحالة، “إذ كان وما زال يجيد هذه اللعبة عندما كان يصدر التطرف والارهاب إلى دول الجوار، كما يضعون اللوم على المجتمع الدولي في نشر التطرف عندما تخاذل عن نصرة الشعب السوري وقضيته العادلة، ونتيجة دوره السلبي في التعامل مع القضية وتفاعلاتها وجميع الاطراف، وازداد التطرف رغم قراءة المجتمع الدولي لذلك”.

 تخاذل العالم

يركز النشطاء على الموقف الأميركي، صاحب الدور المركزي. فرغم تعاطف الولايات المتحدة المعلن مع الثورة السورية ومعارضتها لنظام الأسد وممارساته الدموية، فقد أدى ترددها وتذبذب مواقفها إلى إطالة أمد الأزمة وتعقّد الصراع، إلى جانب ضعف الموقف الدولي ومواقف دول أصدقاء الشعب السوري، التي تآكلت كتلتها وخف زخم مواقفها في دعم القضية السورية وانخفضت مستويات دعمها، بما في ذلك المساعدات الإنسانية، وتلك التي كان يُفترض أن تُقدم للجيش الحر، ما كرس عدم مصداقية الموقف الأميركي، الذي من دونه كان من الصعب على الدول المنضوية في هذا المعسكر الذهاب إلى مواقف لا تحظى بموافقة واشنطن ورضاها.

ويرى معارضون أن تخاذل المجتمع الدولي أفسح المجال أمام النظام ليستمر في سياساته وممارساته المتطرفة، وإشاعة العنف وأعمال الإرهاب، وسمح بتوافد الجهاديين إلى سوريا، واستغلالهم أجواء الإحباط واليأس لتنمية البؤر المحلية المتطرفة، ثم توليد التشكيلات الجهادية، وبينها جبهة النصرة ودولة العراق والشام، التي ما لبثت أن انتشرت على حساب تشكيلات الجيش الحر والثوار، وسط معاناة هيئة الاركان من نقص المال والأسلحة والذخائر والإمداد، مقابل وفرة الموارد والأسلحة لدى تشكيلات جماعات التطرف، التي من المؤكد أن مواردها وأسلحتها وذخائرها تمر عبر دول الجوار المحسوبة على هذا المعسكر.

ويؤكد معارضون أن الهجوم على مقار الاركان ما كان ليحدث لولا غطاء الاطراف الداعمة للجبهة الاسلامية واعطاؤها ضوءًا اخضر وافساح المجال لها لتقويض الاركان واضعافها، الامر الذي يعقد المشهدين السياسي والعسكري للمعارضة السورية.

 اختطاف نشطاء مدنيين

ودان اتحاد الديمقراطيين السوريين، في بيان تلقت “ايلاف” نسخة منه، اقدام مجموعة مسلحة فجر الثلاثاء الماضي على اختطاف النشطاء المدنيين رزان زيتونة وسميرة خليل ووائل حمادة وناظم حمادي، من مقر عملهم وسكنهم في دوما، بريف دمشق.

وطالب اتحاد الديمقراطيين السوريين بإطلاق سراح الناشطين الأربعة فورًا، وضمان سلامتهم، ودان هذا العمل المنافي لقيم ومبادىء الثورة السورية، ويرتكبه النظام الأسدي، وبعض المجموعات العسكرية المتطرفة، بحق ناشطين كرسوا حياتهم وجهودهم لتوثيق انتهاكات النظام بحق شعبنا، ويطالب كافة التشكيلات العسكرية والقوى الثورية بالعمل على متابعة قضيتهم وضمان عودتهم أحرارًا.

واشار البيان الى سياسة الترهيب والخطف والقتل، بوصفها سياسة مارسها، وما زال يمارسها النظام المستبد على مدى عقود ضد أبناء شعبنا، ويجري توارثها من قبل من يدعون الثورة لفرض ايديولوجياتهم وأجنداتهم على الشعب السوري ضد تطلعاته.

 وشدد الاتحاد على أن حماية المواطنين السوريين، وأمنهم تقع على عاتق من يبسط سيطرته على الأرض، وأن أي عمل عنفي ضد الناشطين الحقوقيين والإعلاميين جريمة يجب أن يحاكم كل من يقوم بها، وسيحاسبهم الشعب السوري عليها.

“جنيف2” لن يُعقد في جنيف

بيروت –  دُعيت أكثر من ثلاثين دولة بينها السعودية، أبرز داعم للمعارضة السورية، وإيران، حليفة النظام السوري، للمشاركة في المؤتمر الدولي الساعي إلى إيجاد حلّ سلمي للأزمة السورية والُمُقرر في 22 كانون الثاني/يناير في سويسرا، بحسب ما أفاد دبلوماسيون يشاركون في التحضيرات.

وبعد أن كان منتظراً أن تستضيف مدينة جنيف السويسرية المؤتمر، وأُطلق عليه اسم جنيف-2، تقرّر مؤخراً عقده في مدينة مونترو على بحيرة ليمان في سويسرا.

وأوضح دبلوماسي غربي لوكالة فرانس برس أنه “لم يكن في الإمكان تنظيمه في جنيف التي تشهد في الوقت المحدّد لعقد المؤتمر معرضاً دولياً حول الساعات، وكل الفنادق محجوزة”.

هذا وسيترأس المؤتمر، الذي سيفتتح بحفل غداء في 22 كانون الثاني/يناير، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لينتهي بعد أربع وعشرين ساعة.

ويقول دبلوماسي عربي يتابع الملف إنه “حتى الساعة، وُجّهت الدعوات إلى 32 دولة، لكن هذا العدد يمكن أن يرتفع لأن كثيرين يريدون المشاركة”. وأشار إلى أن من بين المشاركين “الدول الخمس الكبرى الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، والدول المجاورة لسوريا، والسعودية وإيران، وكذلك ألمانيا وإيطاليا وغيرها”. وستمثل معظم الدول بوزراء خارجيتها و”يحقّ لكل وزير ان يقوم بمداخلة لمدة خمس دقائق”، بحسب الدبلوماسي.

وبعد المؤتمر، يُفترض أن يتوجه الوفدان السوريان (النظام والمعارضة) في 24 كانون الثاني/يناير إلى مدينة جنيف، لبدء مفاوضات بينهما في قصر الأمم برعاية الموفد الدولي

الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.

ويقول الدبلوماسي العربي “سيتألف كل وفد من تسعة أعضاء ويُفترض أن يسلّم كل من النظام والمعارضة لائحة الأسماء إلى الأمم المتحدة في 27 كانون الأول/ديسمبر.

وإذا كانت مسألة تشكيل وفد لا تُعتبر مشكلة بالنسبة إلى النظام الموحّد بقيادة الرئيس بشار الأسد، فإنها معضلة حقيقية بالنسبة إلى المعارضة التي لا تملك موقفاً موحداً حتى من المشاركة في المؤتمر.

في هذا الإطار، يقول دبلوماسي ثالث إن رئيس الإستخبارات السعودية بندر بن سلطان وعد في مطلع كانون الأول/ديسمبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماعه به في موسكو، بدعم مؤتمر السلام، على أن يكون الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية وحده ممثل المعارضة فيه.

وكان الإئتلاف قد أعلن أنه سيشارك في المؤتمر على أن يؤدي إلى مرحلة انتقالية لا يكون للنظام السوري أي دور فيها، الأمر الذي يرفض النظام مجرّد البحث فيه، معتبراً أن الشعب السوري هو الذي يقرّر مصير الرئيس “من خلال صندوق الاقتراع”.

ويقول دبلوماسي أوروبي مركزه في الأمم المتحدة “يكفي أمر صغير لتفجير الموقف وإلهاب النقاش”، ويشير إلى أنه “لتجنّب أي صدام منذ بداية الاجتماع، ستنتدب الأمم المتحدة خلال الأيام التي تسبق المؤتمر موفدين سيحاولون أن يشرحوا للأطراف المعنية قواعد لعبة المفاوضات”.

ويضيف “إلى جانب ذلك، ومباشرة قبل بدء الجلسة الإفتتاحية، سيطلب بان كي مون من عرّابي النظام والمعارضة أن يهدّئوا من حماسة حلفائهم”.

ويتابع “حتى الآن، لست متأكداً من انعقاد المؤتمر لأن هناك الكثير من الأمور غير المتوقعة التي يمكن أن تحصل”.

نداءات لإنقاذ اللاجئين السوريين من شتاء مهلك

                                            أطلق آلاف اللاجئين السوريين في مخيم عرسال اللبناني صرخة استغاثة بعد تردي الأحوال الجوية وارتفاع معدل تساقط الثلوج، وحذرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من تفاقم الأوضاع الإنسانية للنازحين السوريين بسبب موجة البرد القارس.

ونقل مراسل الجزيرة شكوى اللاجئين في مخيم عرسال اللبناني بسبب عدم تلقيهم أي نوع من المساعدات لافتقارهم إلى التصاريح الأمنية، في وقت بدأت فيه الثلوج بالتساقط على المناطق الشمالية من لبنان.

لكن أقسى مراحل الشتاء لم تحل بعد بالنسبة إلى قرابة 2.3 مليون لاجئ يعيشون خارج سوريا وملايين النازحين داخلها.

وتجتاح عاصفة ثلجية أطلق عليها اسم “أليكسا” أنحاء سوريا ولبنان مصحوبة برياح عاتية مع هبوط شديد في درجات الحرارة، وتمثل بداية ثالث شتاء منذ بدء الصراع السوري في مارس/آذار 2011.

وأضيفت إلى الوضع الإنساني -المتدهور أصلا في ظل قلة الغذاء والدواء- قسوة الأحوال الجوية، ليتفاقم وضع النازحين في عشرات المدن السورية وفي مخيمات اللجوء على الحدود في دول الجوار: لبنان وتركيا والأردن.

تحذير أممي

في هذه الأثناء، حذرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من تفاقم الأوضاع الإنسانية للنازحين السوريين بسبب موجة البرد القارس.

وقالت المفوضية إنها سترسل مزيدا من المساعدات إلى اللاجئين السوريين في الداخل وفي البلدان المجاورة، وحذرت من أن كارثة تواجههم بسبب برودة الطقس التي تعيق تقديم المساعدات.

وتحدثت مصادر من داخل الهيئة الأممية عن أن توقعات الأرصاد الجوية تشير إلى أن شتاء هذه السنة سيكون قاسيا، مما سينعكس سلبا على أوضاع اللاجئين بشكل مباشر.

وكانت المفوضية ذكرت في وقت سابق أنها سترسل طائرات محملة بالمواد الغذائية والمساعدات الأخرى من العراق إلى المناطق الكردية في شمال سوريا تحديدا.

وأوضحت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي إليزابيث بيرز أن البرنامج يعتزم القيام بعشر رحلات في الأيام القادمة لتقديم طعام لأكثر من ثلاثين ألف شخص مدة شهر، وأن أول رحلة ستنقل أربعين طنا من الأغذية.

مساعدات عاجلة

وبدأت وكالات تابعة للأمم المتحدة بنقل إمدادات محدودة إلى سوريا من العراق ولبنان، لكنها لم تنقل إمدادات من تركيا بسبب رفض سلطات دمشق.

وأكد دبلوماسي غربي أنه تم التخطيط لتنفيذ عملية مشتركة بين مفوضية اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي برا، لكن تعذر ذلك.

وأوضح مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين، أمين عوض، أن مدينتي الحسكة والقامشلي السوريتين ستستقبلان أغذية ومواد إغاثة مع حلول الشتاء.

وذكر أن عدد من يحتاجون للمساعدة في الحسكة وحدها يتراوح بين خمسين وستين ألفا، معترفا بوجود صعوبات في دخول هذه المدينة.

بينما أبرز المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين دان مكنورتون أن الشحنة التي ستشرع المفوضية في إرسالها تبلغ 285 طنا.

وتوضح مفوضية اللاجئين أن عدد النازحين داخل البلاد بلغ 6.5 ملايين شخص، في حين وصل عدد اللاجئين للدول المجاورة إلى 2.3 مليون.

تفجير مفخختين بمعسكر الصاعقة في دير الزور

قال مراسل الجزيرة في دير الزور إن كتائب إسلامية معارضة استهدفت بسيارتين مفخختين معسكر الصاعقة ومستودعات الذخيرة بمنطقة عياش التابعة لقوات النظام في المدخل الغربي لمدينة دير الزور، وذلك في وقت وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 59 قتيلا في محافظات مختلفة.

وقال مراسل الجزيرة في دير الزور إن كتائب إسلامية معارضة استهدفت بسيارتين ملغومتين معسكر الصاعقة ومستودعات الذخيرة في منطقة عياش التابعة لقوات النظام في المدخل الغربي لمدينة دير الزور.

وأفاد المراسل بأن التفجيرين أعقبتهما اشتباكات بين عدة فصائل معارضة وقوات النظام في حي الحويقة وسط المدينة، إضافة إلى منطقة عياش والمستودعات القريبة منها. وقال إن هذه المستودعات تعد الأكبر المتبقية للنظام في محافظة دير الزور.

من جانبها، ردت قوات النظام بقصف أحياء دير الزور الخاضعة لقوات المعارضة بالطيران الحربي والمدفعية الثقيلة.

وفي سياق آخر، سيطر الثوار على حواجز الكسارة والمزرعة الأولى والثانية شمالي مدينة إنخل في درعا، إثر اشتباكات قتل خلالها 21 عنصرا من قوات الأسد وأسر آخران، كما دمرت ثلاث دبابات وعربة عسكرية، وفق ما أفاد به مسار للتقارير والدراسات.

ونصبت فصائل سورية كمينا لعناصر من ميليشيا “أبو الفضل العباس” قرب قرية البيطرية في ريف دمشق وتمكنت من قتل 12 منهم، بينما قصفت قوات الأسد بلدة الرحيبة في القلمون، مما أسفر عن سقوط قتلى من المدنيين.

صواريخ محلية

واستهدف مقاتلو المعارضة معاقل القوات النظامية عند تلة الشيخ يوسف في حلب، وقصفوا اللواء 80 بصواريخ محلية الصنع، وتجمعات جيش الدفاع الوطني في بلدتي نبل والزهراء.

وسيطرت قوات المعارضة على مبنى الجمارك ومفرزة الأمن الجوي والمطاحن في عدرا بريف دمشق، بينما أغلقت قوات النظام الطريق السيارة بين دمشق وحمص عند عقدة جسر بغداد القريبة من عدرا العمالية.

وتصدى الثوار لمحاولة اقتحام وادي السايح في حمص من قبل قوات الأسد وعناصر من حزب الله، وتعرض حي جورة الشياح وبلدة قلعة الحصن لقصف القوات النظامية.

كما استهدفت كتائب الثوار قوات النظام السوري المنتشرة على طريق الإمداد بالقرب من مبنى المواصلات في منطقة النقارين بحلب، وسط اندلاع حريق داخل محطة الكهرباء جراء استهدافها بقذيفة مدفعية من قبل قوات النظامية.

وأفاد مجلس قيادة الثورة في دمشق بأن اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة اندلعت بين الجيش السوري الحر وقوات الأسد على أطراف العاصمة.

كما تحدث عن قصف عنيف من قوات النظام على أحياء القابون وجوبر وبرزة وتشرين، مشيرا إلى أن القصف تجدد أيضا على أحياء العسالي والقدم والتضامن والحجر الأسود جنوبي دمشق.

عشرات القتلى

وذكرت الشبكة السورية لحقوق الانسان أن 59 قتيلا سقطوا الأربعاء جراء قصف القوات النظامية الذي استهدف محافظات دمشق وريفها وحمص والحسكة ودرعا وحلب وإدلب ودير الزور.

وأوضحت الشبكة أن من بين القتلى تسعة أطفال وست سيدات وستة قتلى في صفوف الجيش الحر.

وقال مراسل الجزيرة إن بلدات عين العبد والناصرية والرفيد تعرف نزوحا واسعا، في ظل العمليات العسكرية التي تشهدها المدينة.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن مدينة دوما بريف دمشق تتعرض لقصف بصواريخ أرض أرض من قبل قوات النظام، مما أدى إلى دمار كبير في بعض الأبنية.

ولا تزال دوما محاصرة منذ أشهر، وهي تعاني نقصا حادا في المواد الغذائية والطبية جراء ذلك.

يشار إلى أن “الجبهة الإسلامية” في شمالي سوريا سيطرت أمس على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا بعد أيام من المواجهات مع تشكيلات محسوبة على الجيش الحر، قتل فيها خمسة أشخاص لم يحدد انتماؤهم.

وكانت الجبهة المشكّلة حديثا قد سيطرت يوم الجمعة الماضي على مخازن سلاح ومواقع للمجلس العسكري الأعلى التابع للائتلاف الوطني السوري المعارض.

ومباشرة بعد سيطرة الجبهة على المعبر، قامت السلطات التركية بغلقه من جانبه، وعلقت واشنطن وباريس مساعداتهما غير القتالية للجيش الحر بعد التطورات المستجدة في المعبر.

ألف يوم على أزمة سوريا واللاجئين

                                            مرّ على الأزمة والمواجهات الدائرة في سوريا ألف يوم، بلغ أثناءها عدد القتلى أكثر من مائة ألف، وتحول أكثر من مليوني مواطن سوري إلى لاجئين في دول الجوار، بالإضافة إلى أكثر من سبعة ملايين نازح هجروا مساكنهم إلى مناطق أخرى داخل سوريا.

وقالت المبعوثة الخاصة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الممثلة العالمية آنجلينا جولي إن “كل يوم من الألف يوم التي مرّت كانت كابوسا يعيشه الشعب السوري”، وأضافت في إشارة إلى عدد القتلى وعدد أيام النزاع “في أدنى الحدود، إن هذا يعني أن 100 شخص كان يقتل كل يوم من تلك الأيام الألف”.

وأشارت جولي إلى أن القصة الحقيقية للألف اليوم لم يعرفها العالم بعد، حيث إن معظم أنحاء سوريا لا يمكن الوصول لها، لا من قبل عمال الإغاثة ولا من الصحفيين، ولا يزال حوالي ربع مليون شخص مدني عالق في تلك المناطق التي أغلقتها الحرب.

وحملت المتحدثة مسؤولية المآسي في سوريا لجميع الأطراف، وقالت “سوف نتذكر هذه الأيام في يوم ما والشعور بالعار يملؤنا، وسيلاحقنا جميعا فشلنا في منع هلاك الناس الأبرياء”.

وعبرت المبعوثة الخاصة للمفوضية عن أملها بأن يضع المشاركون في مؤتمر جنيف الشهر القادم معاناة اللاجئين ونصف عددهم من الأطفال، وأن يعملوا على التوصل إلى حلّ يمكن منظمات الإغاثة من الوصول إلى كافة المنكوبين وإعانتهم.

أليكسا تضرب

من جهة أخرى، حذرت المفوضية من أن موجة الصقيع المرافقة للعاصفة “أليكسا”، التي تضرب منطقة بلاد الشام، قد وضعت أكثر من 838 ألف لاجئ سوري في وضع لا يحسدون عليه، من بينهم 120 ألفا يعيشون في خيام لا تقي من البرد والمطر والزوابع.

وقال مدير عمليات الشرق الأوسط وأفريقيا في المفوضية أمين عواد “بالنسبة لمئات الآلاف من اللاجئين (السوريين) في لبنان والبلدان المجاورة، وأولئك النازحين داخل سوريا، فإن عاصفة كهذه قد ألقت عليهم كما كبيرا من الصعوبات والمعاناة”.

يذكر أن المفوضية قد وزعت حزم معدات شتائية على اللاجئين السوريين في منطقة البقاع اللبنانية، وتتوقع أن يصل عدد الحزم الموزعة إلى 55 ألفا، بالإضافة إلى 150 ألف بطاقة مصرفية في حساب كل منها 150 دولارا أميركيا لإعانة العوائل التي تواجه صعوبات في الحصول على مستلزماتها.

وفي منطقة عرسال اللبنانية، أطلق آلاف اللاجئين السوريين هناك صرخة استغاثة، بعد تردي الأحوال الجوية وارتفاع مستوى تساقط الثلوج، ونقل مراسل الجزيرة شكواهم من عدم تلقيهم أي نوع من المساعدات، وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من آثار برودة الجو أثناء الأشهر المقبلة، على اللاجئين السوريين الذين فروا من ديارهم إلى الدول المجاورة.

الملايين بحالة لجوء

وقالت لاجئة سورية لمراسل الجزيرة رائد فقيه “نحن هنا منذ 15 يوما، لم نستقبل أي مساعدات من أي أحد”.

لكن بلدية عرسال أوضحت بأنها بمصادرها المحدودة لديها أولويات تتمثل بحوالي أربعمائة عائلة سورية من مناطق القلمون والنبك السورية عالقة على الحدود في العراء، وبحاجة إلى مساعدات عاجلة على أمل أن يعودوا إلى ديارهم قريبا.

وبالنظر تفاقم الأوضاع الإنسانية التي زادت من حدتها الأعاصير الشتوية، فقد دعا المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في سوريا بيتر كيسلير، دول العالم إلى زيادة مساعداتها للاجئين السوريين في فصل الشتاء.

وقال في تصريحات للجزيرة إن هناك نحو تسعة ملايين سوري ما بين لاجىء ونازح، ما يشكل أكبر أزمة لاجئين في العالم.

أوضاع مأساوية للاجئين السوريين بسبب العاصفة “ألكسا

الثلج والبرد يقتلان عشرة سجناء في حلب وتزايد معاناة النازحين من نقص الغذاء والتدفئة

بيروت – نسرين حاطوم، دبي – حسين الطود

زادت العاصفة الثلجية التي تضرب أجزاء كبيرة من العالم العربي معاناة السوريين في الداخل والمخيمات مع قلة الطعام والتدفئة والدواء، الأمر الذي أدى إلى مقتل عدد من الأطفال برداً، وإصابة العشرات بأمراض مختلفة، فيما قضى عشرة سجناء في سجن حلب.

في مخيم بالقرب من مدينة زحلة في البقاع، فيه نحو 100 خيمة، تجولت مراسلة “العربية” في أنحائها، حيث اتضح تأثير الأمطار والثلوج، حيث يعاني اللاجئون من إزالة مياه المطر والثلوج عن الخيام، واستخدامهم للكارتون في التدفئة، ويستخدمون الحطب والأحذية وحرق الإطارات للتدفئة.

وذكرت المراسلة أن استخدامهم لهذه المواد يضر بصحتهم، خاصة أنهم أيضاً لا يملكون أغطية كافية ولا ملابس مناسبة، ومعاناة نقص الغذاء رغم بعض القسائم من المفوضية العليا للاجئين، ولا تتجاوز 28 دولاراً بالشهر الكامل.

والأطفال يدفعون الثمن الأكبر لشدة البرد ونقص التدفئة، ليتحول الثلج بلونه الأبيض في سوريا إلى وبال في تأثيره على أبنائه، إذ إن هذا الرداء الأبيض يغطي تحته آلاماً وأحزاناً وظروفاً صعبة يعيشها السوريون على وقع أقوى عاصفة تضرب المنطقة منذ عقود.

ودفع نقص المواد الغذائية ووسائل التدفئة وقلة المساعدات الغذائية للسوريين إلى استجداء المساعدة من الخارج، حيث يطالب سوريون بالمساعدة من الدول العربية، مع استمرار معاناتهم اليومية.

وتتزايد أعداد النازحين واللاجئين السوريين لتصل إلى أرقام كبيرة، حيث إن هناك مليونين ومئتي ألف لاجئ مسجل، وستة ملايين وخمس مئة ألف سوري نازح داخل سوريا، ما يعني أن هناك نحو ثمانية ملايين وثماني مئة ألف شخص اقتلعوا من مختلف أرجاء البلاد .

وخارج سوريا، تُضاعف المنظمات الدولية والحكومات جهودها لتخفيف معاناة اللاجئين في مواجهة الشتاء القارس، ففي مخيم الزعتري استبدلت إدارته الخيم بكرنافات قدمتها السعودية وعمان وتايوان، كما حفرت الأقنية لتصريف مياه الأمطار.

ورغم كل الظروف الصعبة في سوريا يبقى الأمل في الحياة أقوى من خوف الردى، ليبقى نابضاً في عروق أطفال يلعبون في الثلج غير آبهين لمخاطر القصف المحيط بهم.

أطفال سوريا تتجمد قلوبهم.. وصورهم تحتل الصفحات السورية

طفلان في أشهرهما الأولى توفيا في حمص والرستن بسبب البرد القارس

دمشق – جفرا بهاء

سيطرت صور أطفال سوريا في العاصفة الثلجية “ألكسا” على وسائل الاتصال السورية، وبات الابتهال والدعاء لحماية أولئك الأطفال أشبه بتعويذة تحتل كل الصفحات السورية.

وإن كان الإعلام اهتم بتغطية مخيمات اللجوء السوري وظروف البرد القارس والموت شبه الأكيد، فإن ما يعانيه السوريون داخل سوريا يمكن تصنيفه تحت بند الموت البطيء، ويبقى الفارق ما بين الحالتين أن الأولى في خيمة والأخيرة تحت سقف وبين أربع جدران، فالمدن السورية كلها تقريباً محرومة من الكهرباء معظم ساعات اليوم، وفي بعض المدن محرومة كلياً، عدا عن شبه انقطاع للوقود في المدن، وبالتالي صعوبة إيجاد وسيلة للتدفئة تساعد الأطفال والكبار على مقاومة الموت البارد.

وسجلت أول حالة وفاة سورية بسبب البرد كانت من الرستن، حيث توفيت أمس الطفلة نضال اسكيف بعد أن تجمدت يداها من البرد وتوقف قلبها لشدة الصقيع.

الصورة الأكثر انتشاراً

لعل الصورة الأكثر انتشاراً على الصفحات السورية هي تلك التي تحمل رمزية واضحة، تظهر مدى المعاناة والألم الذي تعيشه سوريا، بعد أن قرر البرد الفتك بحياتهم إلى جانب الرصاص والسكاكين التي استعملها النظام وأعوانه.

بساطة الصورة “رجال ثلج يصلون على متوفى” ورمزيتها جعلت منها الأكثر ألماً وإيلاماً، حتى إن الكثيرين استخدموها بدلاً من صورهم على صفحات “فيسبوك”.

صرخات للعالم

عمل بعض السوريين على نشر صور لأطفال سوريا، وقام بعضهم بتصاميم لمحاولة التأثير على الرأي العام لمساعدة أولئك الأطفال، كصورة الأطفال الذين يتدفأون على مدفأة مرسومة على الجدار.

وانتشر رسم كاريكاتوري لرجل الثلج الكرتوني وهو يعانق طفلاً سورياً، ليصل التعاطف والتأثر برجل الثلج إلى حد البكاء على الصديق الذي قد لا يحتمل قلبه الصغير كل تلك البرودة.

واحتلت صورة الأب الذي يحمل ابنته مع تجليات القهر على وجهه حيزاً واسعاً من المشاركات، على أمل أن تصل إلى الرأي العام كما وصلت صور الأطفال.

موت بارد

قال ناشطون إن حمص ودعت الطفل “حسين طويل” ذو الـ6 أشهر لعدم قدرة قلبه على مقاومة البرد الشديد، حيث وصلت درجة الحرارة في حمص إلى 3 درجات تحت الصفر، ليكون حسين هو الطفل الثاني بعد نضال، وليشتركا أيضاً في العمر إذ إن الطفلين في أشهرهم الأولى من العمر.

ويتنادى نشطاء في رسائل استغاثة، وينبهون من أن عدداً كبيراً من الأطفال في سوريا معرضون للموت برداً، نتيجة تضييق النظام السوري على الناس وشبه انعدام وسائل التدفئة.

الحر يصف قرار تعليق المساعدات غير الفتاكة بالمؤامرة

المعارضة وصفته بأنه ضغط سياسي وقالت إن من شأنه إفشال أي لقاء دولي

العربية نت

اعتبر العقيد قاسم سعد الدين الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الأعلى أن القرار الأميركي والبريطاني بوقف المساعدات غيرِ الفتاكة للجيش الحر يشكل صورةً من التآمر عليه وعلى الشعب السوري خاصة قبل مؤتمر جنيف2.

من جهته وصف عبد الباسط سيدا عضو الائتلاف الوطني السوري القرار بغير المتوقع, وأضاف أن أي ارتباط لهذا القرار بالضغوطِ الممارسة على المعارضة من شأنه إفشال أي لقاء دولي من أجل معالجة الوضع السوري.

وكانت واشنطن ولندن قررتا تعليق مساعداتهما غير القتالية للمعارضة السورية شمال البلاد، بعد أن تمكن متشددون من السيطرة على مستودعات الأسلحة التابعة لهيئة الأركان في منطقة باب الهوى على الحدود التركية.

وكانت “الجبهة الإسلامية” سيطرت مطلع الشهر الجاري على مقار تابعة لهيئة الأركان في الجيش السوري الحر وبينها مستودعات أسلحة عند معبر باب الهوى، بعد معارك عنيفة بين الطرفين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ناشطون: مقتل مسلحين من حزب الله بحمص

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال ناشطون في المعارضة السورية، الخميس، إن الجيش السوري الحر قتل عناصر من حزب الله اللبناني في حمص، في وقت استمرت المعارك في مناطق متفرقة من البلاد.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن مقاتلين من الجيش الحر قتلوا 16 مقاتلا من الحزب اللبناني بعد أن نصبوا لهم كمينا في ريف حمص التي شهدت بعض مناطقها قصفا مدفعيا.

وأضافت أن قرى جنوب الحسكة تعرضت لقصف براجمات الصواريخ والمدفعية من قبل القوات الحكومية، في حين تصدت المعارضة لمحاولة اقتحام حي وادي السايح.

وفي حماة، ذكر ناشطون أن الجيش الحر فرض سيطرته على قرية الحمرا بريف المحافظة الشرقي بعد أن اقتحمها فجر الخميس، إثر اشتباكات مع القوات الحكومية.

وقال الناشطون إن أهالي ريف حماة الشمالي والشرقي الذين نزحوا إلى المدينة جراء القصف الذي تعرضت له قراهم، يعيشون ظروفا مأساوية في ظل العاصفة الثلجية.

في غضون ذلك، دارت اشتباكات بين الجيشين الحكومي والحر على أطراف حي جوبر الدمشقي، في حين استمر القصف المدفعي من القوات الحكومية على حي القابون.

وفي ريف العاصمة، شنت القوات الحكومية قصفا على مدينتي الضمير والمعضمية، بينما أعلن الجيش الحر سيطرته على جسر بغداد في الغوطة الشرقي، وأسر عدداً من جنود الجيش الحكومي.

كما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قذائف هاون سقطت فجر الخميس على طريق حمص دمشق الدولي الذي كانت القوات الحكومية قد نجحت في تأمينه بعد السيطرة على قرى بالقلمون.

من جهة أخرى، أعلن الائتلاف السوي المعارض أن قطع المساعدات العسكرية غير الفتاكة من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا عن الجيش الحر سيضر بوضع المقاتلين في شمال البلاد.

وكانت كل من واشنطن ولندن أعلنت وقف المساعدات العسكرية عن الجيش الحر في شمال سوريا، بعد استيلاء مقاتلين “الجبهة الإسلامية” على مستودعات للأسلحة في معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.

هيرش لـCNN: جبهة النصرة قادرة على صنع السارين

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — دافع الصحفي الأمريكي، سيمور هيرش، عن مقالته التي شكك فيها بامتلاك الولايات المتحدة لأدلة قاطعة على مسؤولية نظام الرئيس بشار الأسد عن هجوم الغوطة الكيماوي، مؤكدا – في مقابلة مع CNN – أن الاستخبارات الأمريكية تعلم بقدرة جبهة النصرة على صنع غاز السارين، بينما نفت المخابرات الأمريكية صحة مزاعمه بشكل كامل.

وكان هيرش قد قال في مقال له إن إدارة الرئيس باراك أوباما تصرفت بانتقائية مع المعلومات حول استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، مضيفا أن بعض الفصائل المتشددة مثل جبهة النصرة كانت تمتلك مادة السارين السامة التي استخدمت في الهجوم الدموي بغوطة دمشق.

وكان أوباما قد قال في خطاب له، إنه كان يعلم بتحضير قوات الرئيس بشار الأسد لهجوم قبل 21 أغسطس/آب الماضي في منطقة مجاورة لمكان الهجوم الكيماوي، كما يعلم بقيامهم بمزج غاز السارين وتوزيع الأقنعة على الجنود ومن ثم إطلاق الصواريخ على 11 حيا كانت قوات الأسد تحاول السيطرة عليها وإخراج المعارضة منها.

ولكن الصحفي الأمريكي قال إن تحديد مسؤولية الأسد عن الهجوم ليست أمرا مؤكدا، علما أن CNN لا يمكنها التحقق من المزاعم التي وردت في تقريره، وقد أوضح هيرش وجهة نظره خلال المقابلة بالقول: “لم أقل إنني أعرف هوية الجهة التي نفذت الهجوم، ولكنني أقول إن الإدارة الأمريكية بدورها لا تعرف ذلك على وجه التأكيد.”

وأضاف هيرش: “البيت الأبيض كان يريد الذهاب إلى حرب في دولة ليس لنا فيها مصالح وطنية بل على أساس قضية استخدام الكيماوي، ولكن الحقيقة أننا لم نمتلك تلك المعلومات المؤكدة. كما أن الحقيقة أننا نعرف منذ الربيع الماضي على الأقل أن تنظيم جبهة النصرة، وهو سلفي وهابي، لديه القدرة على الحصول على غاز السارين. ولذلك عندما وقع الهجوم لم تأخذ الإدارة باحتمال أن تكون جبهة النصرة هي المسؤولة عن الهجوم بل عمدت إلى اتهام بشار الأسد وانساق معها الإعلام العالمي، ولكن الأمر لم يكن مبنيا على أسس صلبة.”

من جانبه، رد شون تيرنر، الناطق باسم جهاز الأمن القومي الأمريكي، على هيرش بتصريح لـCNN جاء فيه: “التقارير الاستخبارية دلت بصراحة على أن نظام الرئيس بشار الأسد وحده المسؤول عن تنفيذ الهجوم ولا يوجد دليل يدعم افتراضات السيد هيرش وكل المزاعم حول إخفاء معلومات استخبارية هي مزاعم غير صحيحة.

وتابع تيرنر بالقول: “لا يوجد حتى اليوم أي معلومات تدل على أن بوسع جبهة النصرة بناء قدرات كيماوية.”

ولكن هيرش رد على تصريحات تيرنر بالقول: “هذا يتناقض مع المعلومات التي بحوزتهم (أجهزة الأمن الأمريكية) وهذا أمر عادي لأنه القضية محرجة بالنسبة للرئيس، فالحقيقة أنه لم يكن لديه أسس صلبة وليس هناك دليل على مسؤولية الأسد.”

وردا على سؤال من CNN حول دقة تقريره في ظل إشارة الأمم المتحدة مؤخرا إلى مسؤولية النظام السوري على أعلى المستويات عن جرائم الحرب في سوريا رد هيرش بالقول: “هذه اللجنة تتحدث عن جرائم الحرب الأخرى وليس الهجوم الكيماوي، لأن الأمم المتحدة لا يحق لها تحديد هوية الجهة التي نفذت الهجوم، وإنما تكتفي بتأكيد حصوله.”

وأضاف هيرش: “هناك الكثير من التفاصيل التي يجب الكشف عنها، فهناك نوعية غاز السارين المستخدم، فالغاز الذي يمتلكه الجيش السوري لديه تركيب كيماوي مختلف عن ذلك الذي قد يكون لدى جبهة النصرة، ولا أعرف لماذا لا يتحدث أحد عن ذلك وعن طبيعة الغاز وما إذا كان من النوع الذي يمتلكه الجيش السوري أم لا.”

وتابع هيرش متسائلا: “إذا كان لدى الرئيس أوباما قضية قائمة على أسس صحيحة فلماذا تراجع بسرعة عن الضربة العسكرية؟ لماذا العودة إلى الكونغرس بعد تسخين الأمور وهو الرجل الذي قام بغزو (العاصمة الليبية) طرابلس دون الاهتمام برأي الكونغرس؟”

وعن وجود “شبه إجماع” دولي حول مسؤولية الأسد عن هجوم الغوطة الكيماوي بسبب تأكيدات أجهزة الأمن الفرنسية والبريطانية وحتى التلميحات من المسؤولين الإيرانيين قال هيرش: “هل هناك دليل؟ هل تقدم أحد بالبراهين؟ ما نعرفه هو أن القوى المتشددة في المعارضة – وهنا أشير إلى جبهة النصرة وليس بالضرورة الجيش الحر العلماني – لديها القدرة على صنع السارين فهو ليس غازا يصعب إنتاجه، بل يمكن صنعه في الفناء الخلفي للمنزل، هذا أمر كنا نعرفه، ومن المحرج ألا نقر به. كان يجب أن ننظر إليهم على أنهم طرف مشتبه به لكننا لم نفعل ذلك.”

أوروبا لا تنوي حالياً تعديل خططها حيال الملف السوري

بروكسل (12 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكد المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، أن الإتحاد لا ينوي حالياً تغيير خططه في التعامل مع الملف السوري

جاء ذلك في تصريح أدلى به مايكل مان، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء اليوم الخميس تعليقاً على الأنباء التي تحدثت عن قرار بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية قطع مساعداتهما العسكرية غير القتالية لشمال سورية بعد استيلاء مقاتلين اسلاميين متشددين على مواقع كانت تابعة للجيش الحر على الحدود التركية

وأوضح مان أن الإتحاد يتابع التطورات عن كثب، وقال “نحن نعي تماماً خطورة التدهور الأمني الحاصل في شمال سورية”

وشدد على أن الإتحاد لا ينوي حالياً تغير أنشطته ومقاربته للملف السوري، ملمحاً إلى إمكانية أن يتطور الموقف في المستقبل

وأكد أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في التكتل الموحد سيعودون إلى مناقشة الملف السوري من مختلف جوانبه خلال اجتماعهم الدوري يوم الإثنين القادم في بروكسل

ويذكر أن الإتحاد الأوروبي ينشط خصوصاً في مجال المساعدات الطبية والإنسانية لسورية، كما أنه أجاز لدوله تزويد المعارضة السورية “المعتدلة” بمعدات غير فتاكة

وقد أثار القرار الأمريكي – البريطاني إستياء أطراف المعارضة السورية، كما أنه طرح تساؤلات عدة حول مصداقية التعامل الغربي وبشكل خاص وحدة الموقف الأوروبي تجاه الأزمة السورية

إلى ذلك ، لا تتوقع مصادر أوروبية مطلعة أي تحرك ملموس من قبل التكتل الموحد بسبب وجود أفق إنعقاد مؤتمر جنيف2 للسلام في سورية المزمع إنعقاده في الثاني والعشرين من الشهر القادم

هيئة أركان الجيش الحر تنفي هروب رئيسها وتؤكد تواجده داخل سورية

روما (12 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

نفى الناطق باسم قيادة أركان الجيش السوري الحر وجود أي غموض في مصير اللواء سليم إدريس بعد الهجوم على مستودعات ومقر للجيش الحر شمال سورية، وشدد على أن إدريس موجود داخل البلاد وفي المناطق الحدودية المتاخمة في تركيا

وكانت مصادر أمريكية أشارت إلى غموض في مصير اللواء سليم إدريس رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر الذي يحظى بدعم أمريكي بعد الهجوم على مستودعات للأسلحة ومقر تابع لهيئة الأركان عند معبر باب الهوى على الحدود الشمالية الغربية لسورية مع تركيا من قبل الجبهة الإسلامية

وحول ما يُثار حول هيئة الأركان وقيادتها ورئيسها، قال لؤي المقداد، الناطق الرسمي باسم هيئة الأركان “إن كل ما يُثار كاذب ولا صحة له، وقيادة الأركان ورئيسها يقومون بعملهم داخل سورية أو في المناطق الحدودية، وهمهم الأساس في هذه المرحلة هو رأب الصدع وتوحيد صفوف الثوار وبندقيتهم في وجه المجرم بشار الأسد” وفق تعبيره

وكان مسؤولون أمريكيون قالوا إن اللواء سليم إدريس فر إلى تركيا ومن ثم إل قطر أثناء استيلاء الإسلاميين على مخازن الأسلحة التي تضم أجهزة اتصال لاسلكي وحواسب محمولة وشاحنات واقية للبدن وإمدادات طبية وأموالاً وأغذية

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا قد قررتا الخميس تعليق كل المساعدات غير الفتاكة الجديدة إلى شمال سورية بعد هذه الحادثة، بسبب مخاوف أن تنتهي هذه المساعدات إلى جماعات غير مرغوب فيها، ولم تتأثر المساعدات الإنسانية بهذا القرار

تدهور الحالة الصحية لناشطة سورية معارضة بعد 22 يوماً من الإضراب عن الطعام

روما (10 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

دخلت ناشطة سورية معارضة بمرحلة صحية حرجة بدخول إضرابها عن الطعام يومه الثاني والعشرين تضامناً مع المناطق المحاصرة في سورية واحتجاجاً على ممارسات دولة العراق والشام الإسلامية في مدينتها الرقة في شمال سورية

وتلقت الناشطة السورية سعاد نوفل مساندة طبية عاجلة في تركيا بعد تردي وضعها الصحي ورفضها وقف الإضراب عن الطعام على الرغم من مناشدة ناشطين.

ويشارك نوفل إضرابها عدد من الناشطين السوريين من أبناء مدينتها، غير أن تراجع الحالة الصحية لنوفل كان أكبر نظراً لضعف جسمها وعدم احتماله هذه الفترة الطويلة من الإضراب عن الطعام.

واشتهرت نوفل بأنها الوحيدة في مدينة الرقة التي اعتصمت بمفردها لمدة شهرين أمام مقر دولة العراق والشام الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة، محتجة على اختطاف الدولة للعديد من الناشطين المعارضين للنظام، كما وقفت ضد النظام بجرأة وأصبحت أحد الوجوه المعروفة بنشاطها الاحتجاجي السلمي في سورية، ونالها من كلا الفريقين نصيباً وافراً من الظلم والتهديد

وكانت نوفل قد قالت لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء في الأيام الأولى لإضرابها عن الطعام أن ناشطي الرقة قد هجروها بسبب عنف دولة العراق والشام الإسلامية (داعش)، وأشارت إلى أن هذا التنظيم يسعى لوضع المرأة “داخل قمقم”، ونوّهت بتمرد النسوة في المنطقة على إرادات هذا التنظيم المتشدد كما هن متمردات على النظام” الحاكم

وقالت نوفل “لم يبق أحد من ناشطين الرقة فيها ليقف بوجههم بعد تعرض الكثير منهم للخطف والجلد والاغتيال”، وأضافت “غالبية الناس هنا ضد النظام ولا يعرفون جنيف 2 ولا غيره، إنهم يسعون لإيجاد خبز يومهم وتفادي قصف الطيران وعنف داعش”.

وأوضحت أن وضع المرأة في شمال سورية “سيء جداً” بعد سيطرة الكتائب المتشددة، وقالت إنهم “يريدون حجب المرأة عن كل شيء، لكن الكثير من النسوة لا تأبه بهم ولا بقراراتهم وإراداتها”، وقال “المشكلة في النظام القاتل أولاً وأخيراً، فهو الذي فتح الباب أمام كل هؤلاء لدخول سورية والعبث بمجتمعها”، على حد وصفها

سوريا: الثلوج تزيد معاناة اللاجئين والمعارضة تناشد بإرسال محروقات لمواجهة الطقس

ناشدت المعارضة السورية دول العالم بإرسال المزيد من المحروقات بشكل طارئ إلى المناطق التي يسيطر عليها مسلحوها، قائلة إن طفلين “لقيا حتفها بسبب البرد”، بعد أن ضربت عاصفة شتوية المنطقة.

وقال الائتلاف الوطني المعارض إن الآباء لا يستطيعون توفير التدفئة لأبنائهم في مبان قصفتها القنابل في الوقت الذي انخفضت فيه درجات الحرارة، وفرشت الثلوج كثيرا من ساحات المعارك الرئيسية.

وقال متحدث باسم الائتلاف لوكالة الأنباء الفرنسية إن “حسين الطويل، وهوطفل في شهره السادس مات من البرد الأربعاء في حلب”، وهي ثاني مدينة في سوريا من حيث الحجم، ولا تزال ساحة قتال بين قوات الحكومة والمسلحين منذ يوليو/تموز في العام الماضي.

وقتل طفل آخر من شدة البرد في الرستن، وهي بلدة تقع في حمص ويسيطر عليها المسلحون.

وحل وأغطية من البلاستيك

وقد أدت العاصفة الشديدة التي تعرضت لها منطقة الشرق الأوسط الخميس لأحوال طقس قاسية، أفضت إلى إغلاق الطرق والمدارس، وغطت مخيمات السوريين الموجودين في مخيمات للاجئين في لبنان بالثلوج والجليد.

واحتشد آلاف اللاجئين السوريين عبر أرجاء لبنان فوق أرض موحلة وتحت أغطية من البلاستيك لا توفر إلا قليلا من الحماية من الرياح الباردة.

وعبرت فتاة في الثالثة عشرة من عمرها في مخيم سعد نايل في الجبال خارج بيروت عن رد فعلها إزاء هذا الطقس قائلة “أنا أكره البرد”.

وهناك ترى الكثير من الأطفال دون شيء يحمي رؤوسهم، أو قفازات تدفئ أيديهم، يعطسون، ويفركون أيديهم بردا.

وتقول الفتاة “عندما يتساقط الثلج، تصبح المياه الناتجة عن ذوبانه وحلا داخل الخيام، فتتساقط على رؤوسنا بسبب ثقل الثلوج”.

وقد فر أكثر من 800.000 سوري إلى لبنان بعد بدء الصراع قبل نحو ثلاث سنوات، ويعيش كثيرون منهم في خيام ومبان غير مكتملة.

كما نزح ملايين داخل سوريا، بسبب العاصفة.

وتسببت العاصفة في إرجاء نقل معونات الأمم المتحدة جوا من منطقة كردستان العراق إلى سوريا.

وقال متحدث باسم المنظمة الدولية “يبدو أن أحوال الطقس في القامشلي، وسوء الظروف التي تسود المنطقة، أخرت بدء النقل الجوي”.

وتعتزم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين نقل 40 طن من المساعدات إلى المنطقة، التي أصبح من الصعب الوصول إليها، لتوفير “مواد إغاثة لنحو 10.000 أسرة، أو ما بين 50.000، إلى 60.000 شخص”.

ويشارك برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة في إرسال مساعدت إلى سوريا عبر الجو.

وتعتزم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إنفاق 195 مليون دولار لمساعدة سوريا التي ضربها “الشتاء”، والبلدان الأخرى المجاورة.

BBC © 2013

عاصفة ثلجية تهدد اللاجئين السوريين في لبنان

أعربت الأمم المتحدة عن “قلقها الشديد” حيال أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان مع هبوب عاصفة ثلجية شديدة وسوء أحوال الطقس في فصل الشتاء في المنطقة.

كست الثلوج شمال لبنان وسهل البقاع شرقي البلاد حيث يوجد حوالي 200 مخيم غير رسمي لللاجئين، كما زاد نشاط الرياح والأمطار مع انخفاض كبير في درجات الحرارة.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها تعمل “بجد أكثر من أي وقت مضى” لحماية أكثر من 80 ألف سوري يحتمون في لبنان من الصراع المحتدم في بلدهم.

من جهته بدأ الجيش اللبناني توزيع مستلزمات الطوارئ على اللاجئين، والتي تشمل بطانيات وأغطية للشتاء.

وقالت ليزا أبو خالد، المتحدثة باسم المفوضية، لوكالة فرانس برس، إنهم “قلقون للغاية لأن الأجواء شديدة البرودة في منطقة البقاع، خاصة أن الملاجئ هناك دون المستوى المطلوب.”

وسيقضي حوالي 80 ألف لاجئ الشتاء في الخيام، بينما يواجه كثيرون آخرون الأجواء الباردة في مبان غير مزودة بالتدفئة وليست أكثر أماناً من الخيام المؤقتة.

وقالت المتحدثة إن المفوضية لديها مخزونا من المساعدات لللاجئين الذين دمرت ملاجئهم تضم مؤنا مثل البطانيات والفرش والأغطية البلاستيكية والمراتب.

وتقدم المفوضية إمدادات من هذا المخزون للمراكز المحلية.

تساقط الثلوج

في نفس السياق يقول وفيق خلف، عضو المجلس البلدي في عرسال – وهي بلدة في شمال البقاع – إن “اللاجئين السوريين، وبالأخص الذين يسكنون الخيام، يعانون بشدة من الأجواء الباردة”.

وأضاف أن المياه تتسرب إلى الخيم كما وصلت كثافة الثلوج إلى 10 سم حتى الآن مع توقع سقوط المزيد في الفترة المقبلة.

ويتوقع خبراء الأرصاد وصول كثافة الثلوج إلى ما بين 7 سم و13 سم في المجمل.

وقد استقبل سهل البقاع نحو 20 ألف لاجيء في الشهور الأخيرة.

وطبقاً لإحصائيات الأمم المتحدة فإن 2.3 مليون سوري لجأوا إلى البلاد المجاورة منذ بدء الصراع السوري في 2011، بينما يوجد حوالي 6.5 مليون شخص شردوا من منازلهم داخل سورية وعدد أكبر منهم بحاجة إلى المساعدات.

BBC © 2013

مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تبدأ في إرسال إمدادات إنسانية من كردستان إلى شمال سوريا

من المنتظر أن تغادر 12 طائرة محملة بالإمدادات كردستان في غضون الأيام القليلة المقبلة

تبدأ مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إرسال مواد غذائية ومواد أخرى بالطائرات من إقليم كردستان العراقي إلى شمالي سوريا في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.

وهذه أول مرة تضطلع فيها المفوضية بهذه المهمة بعد حصولها على موافقة الحكومة المحلية في إقليم كردستان وموافقة الحكومة السورية.

وتعرضت قافلات المساعدات التي سلكت طريق البر لإطلاق نار واحتجزت عند نقاط التفتيش.

ومن المنتظر أن تغادر 12 طائرة محملة بالإمدادات كردستان في غضون الأيام القليلة المقبلة.

وتشمل هذه الإمدادات مواد غذائية وبطانيات وخيام قبيل حلول فصل شتاء يُتوقع أن يكون قارسا.

ويقول مدير المفوضية في المنطقة، أمين عواد، إن السكان هناك في أمس الحاجة إلى المساعدة.

وسائل إعلام حكومية

وعلى صعيد التطورات الميدانية، أفادت وسائل اعلام حكومية سورية باستعادة الجيش الحكومي سيطرته الكاملة على مدينة النبك بمنطقة القلمون، مما يعزز سيطرة الجيش على الطريق الدولي بين دمشق وحمص.

وقد اتهمت المعارضة الجيش الحكومي ومسلحين موالين له بارتكاب اعمال مروعة بحق اطفال وعائلات في المدينة دون أن يتسن لبي بي سي التأكد من صحة هذه التقارير من مصادر مستقلة.

ويحتاج النظام السوري إلى طريق القلمون لإخراج مئات الأطنان من الأسلحة الكيماوية من البلاد لتدميرها في الخارج طبقا للاتفاق الأخير مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

ويمثل القتال في سوريا عقبة أمام تنفيذ اتفاق بين دمشق والمنظمة الدولية لإزالة الأسلحة الكيماوية بحلول نهاية العام لتدميرها.

وقال أحمد زمومجو رئيس منظمة حظر الاسلحة الكيميائية إن من الصعب ازالة الاسلحة الكيماوية من سوريا بشكل كامل بحلول نهاية المهلة المحددة لذلك في نهاية الشهر الجاري.

وبدأ الجيش السوري حملة في منتصف نوفمبر /تشرين الثاني لتأمين الطريق السريع الذي يمر بجبال القلمون على مسافة 50 كيلومترا تقريبا شمال دمشق ويمتد بمحاذاة الحدود اللبنانية وتطل عليه الكثير من القواعد والمواقع العسكرية.

واستعاد الجيش السيطرة على بلدتي قارة ودير عطية الواقعتين على الطريق السريع من مقاتلي المعارضة وقام بحملات حول بلدة النبك القريبة من الطريق.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن إن الطريق أصبح مفتوحا لكنه ليس آمنا مضيفا انه مازال معرضا لهجمات مضادة من جانب مقاتلي المعارضة.

ووافقت سوريا بموجب اتفاق تم التوصل اليه بمساعدة الولايات المتحدة وروسيا على تفكيك ترسانتها الكيماوية وتدمير 1300 طن من غاز السارين وغاز الخردل والمواد السامة الأخرى.

وتم تكليف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومقرها في لاهاي بالإشراف على إزالة الترسانة الكيماوية السورية.

ونجح الاتفاق الأمريكي الروسي في تفادي هجمات صاروخية كانت الولايات المتحدة تعتزم شنها على سوريا بعد هجوم بغاز السارين قتل المئات في ريف دمشق في أغسطس /أب.

وتساهم الولايات المتحدة بسفينة حربية ومعدات في عملية نقل الترسانة الكيماوية السورية لكن لا يوجد اتفاق حتى الأن على المكان الذي سينقل المخزون إليه.

في هذه الأثناء قال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي إن بلاده قد تساعد في توفير وسائل لنقل مخزون الأسلحة الكيماوية السورية إلى ميناء اللاذقية لتدميرها في البحر.

وأجاب بوغدانوف على سؤال وجهه إليه أحد الصحفيين عما إذا كان بوسع روسيا أن توفر الأمن أو وسائل لنقل الأسلحة إلى اللاذقية حيث من المقرر أن ترسلها سوريا إلى منشأة تدمير عائمة فأجاب “من حيث النقل.. نعم. الأمر محل بحث”.

BBC © 2013

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى