أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 13 كانون الثاني 2012

 

130 بلداً تعترف بـ «الائتلاف» ممثلاً «وحيداً» للشعب السوري

الرباط – محمد الاشهب

لندن، دمشق، بيروت، موسكو – ا ف ب، رويترز – اعلنت 130 دولة امس اعترافها بـ «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية» ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري، وذلك خلال اجتماع «اصدقاء الشعب السوري» الذي عقد في مراكش، وهو الاجتماع الرابع لهذه المجموعة بعد اجتماعات سابقة في تونس واسطنبول وباريس. ويعد هذا الاعتراف اهم مكسب ديبلوماسي حققه الائتلاف منذ تشكيله في المؤتمر الذي عقد في الدوحة في الشهر الماضي. وفي تطور قد يكون شديد الأهمية، أفادت مصادر في حلف شمال الأطلسي أن القوات النظامية السورية أطلقت هذا الاسبوع عدداً من صواريخ سكود الباليستية. وقال مسؤول في الحلف أن «استخبارات حليفة ومراقبة واستطلاع رصدت اطلاق عدد من الصواريخ الباليستية القصيرة المدى هذا الاسبوع… ويشير المسار والمسافة التي قطعتها هذه الصواريخ إلى أنها من طراز سكود».

وفي خطوة رحب بها «الائتلاف»، أعلنت المملكة العربية السعودية منح هبة مقدارها 100 مليون دولار للمعارضة. وجاء الإعلان عن الهبة في الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي رأى أن تشكيل ائتلاف المعارضة السورية تحت قيادة موحدة «يشكل بصيص أمل». وأعرب عن أمله في «أن يتمكن هذا الائتلاف من بلورة منظور شامل وواضح لتحقيق طموحات الشعب السوري بمكوناته كافة٬ ويحافظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً وسيادة». وبعدما أكد اعتراف بلاده بالائتلاف السوري ممثلاً حقيقياً وشرعياً للشعب السوري٬ دعا إلى توحد المعارضة السورية بغية تحقيق خيارات الشعب السوري والانتقال السلمي للسلطة.

واعلن سعد الدين العثماني وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي ان اللقاء المقبل لاصدقاء الشعب السوري سيعقد في ايطاليا في موعد لم يتم تحديده. كما اعلن وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رينديرز ان بلجيكا اقترحت على «الائتلاف» فتح ممثلية له في بروكسل مقر مؤسسات الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي. وقال ان بلجيكا مستعدة اما لاستضافة مؤتمر لاصدقاء سورية او اجتماع لحكومة انتقالية اذا شكلت بسرعة. لكنه اوضح ان «السفارة السورية في بروكسل لن تغلق» لكن «يمكن اقامة مكتب ثان» يمثل المعارضة في العاصمة البلجيكية.

وبرز على هامش اجتماع مراكش خلاف في وجهات النظر بين الادارة الاميركية ورئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب، وذلك بعد اعلان واشنطن انها تعتبر «جبهة النصرة» تنظيماً ارهابياً يرتبط بتنظيم «القاعدة»، ومنعت المؤسسات والرعايا الاميركيين من التعامل معه. فقد حث الخطيب في كلمته الادارة الاميركية على إعادة النظر في تصنيفها «جبهة النصرة». وقال إنه قد يكون هناك اختلاف مع بعض الأحزاب وأفكارها ورؤيتها السياسية والأيديولوجية لكن ما من شك في أن كل أسلحة المعارضة تهدف إلى اطاحة النظام السوري. وفيما رفضت وزارة الخارجية الاميركية التعليق على هذا الموقف، اعلن وليام بيرنز نائب وزيرة الخارجية الأميركية الذي حضر اجتماع مراكش بدل الوزيرة هيلاري كلينتون التي غابت لاسباب صحية، ان الخطيب مدعو الى زيارة واشنطن «في اقرب فرصة.

وقال الخطيب، في كلمته امام الاجتماع: «اوجه رسالة مباشرة الى الاخوة العلويين ونقول بكل صراحة ان الثورة السورية تمد يديها لكم فمدوا ايديكم لها وابدأوا العصيان المدني ضد النظام فقد ظلمكم كما ظلمنا.» وحمّل المجتمع الدولي وخاصة روسيا «كامل المسؤولية في حال استخدم النظام الاسلحة الكيمياوية ضد شعبنا». كما دعا ايران و»حزب الله» الى التوقف عن دعم النظام.

وانتقدت جماعة «الاخوان المسلمين» السورية في بيان امس القرار الاميركي بادراج «جبهة النصرة» على لائحة المنظمات الارهابية، ووصفت القرار بانه «اجراء متعجل وخاطىء ومستنكر». واعتبر البيان الاجراء الاميركي «مناقضا لدعم مشروع الحرية والكرامة الانسانية». واضاف «ما تابعه المجتمع الدولي على مدى عشرين شهرا، وما وثقته المنظمات الحقوقية الدولية يؤكد ان الارهابي الاول والوحيد على الارض السورية هو بشار الأسد وعصاباته المجرمة».

من جهة اخرى انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعتراف الولايات المتحدة بـ «الائتلاف» السوري. وقال ان روسيا تعتبر ان الولايات المتحدة «تعول على انتصار الائتلاف بواسطة السلاح»، ما يتعارض مع بنود مبادرة جنيف التي تدعو الى اطلاق حوار بين الحكومة السورية من جهة والمعارضة من جهة اخرى.

على الصعيد الميداني، انفجرت بعد ظهر امس سيارة ملغومة وعبوتان ناسفتان امام البوابة الرئيسية لوزارة الداخلية في دمشق، ما أدى الى سقوط سبعة قتلى، بحسب مصادر رسمية سورية. وتقع وزارة الداخلية في حي كفرسوسة القريب من ساحة الامويين.

سورية: 16 قتيلا في انفجار سيارة مفخخة في قطنا

دمشق – ا ف ب

اعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) مقتل 16 شخصا اليوم الخميس، في انفجار سيارة مفخخة في منطقة قطنا بريف دمشق.

وقالت الوكالة ان “ارهابيون استهدفوا بسيارة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات منطقة رأس النبع السكنية امام مدرسة ميخائيل سمعان فى منطقة قطنا بريف دمشق”، موضحة ان الانفجار ادى الى سقوط “16 شهيدا بينهم سبعة اطفال وعدد من النساء”.

“الائتلاف” السوري نال الاعتراف في مراكش

والنظام يُطلق صواريخ “سكود” على المعارضة

    و ص ف، أ ب، رويترز، ي ب أ

أعلنت الدول والمؤسسات المشاركة في المؤتمر الوزاري الرابع لمجموعة “أصدقاء الشعب السوري” الذي انعقد في مراكش اعترافهم بـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية “بصفته ممثلاً شرعياً للشعب السوري”.

وصرّح نائب وزيرة الخارجية الأميركية وليم بيرنز الذي مثل واشنطن في المؤتمر بان رئيس “الائتلاف” أحمد معاذ الخطيب الذي اعترفت به الولايات المتحدة ممثلا شرعيا للشعب السوري، مدعو لزيارة الولايات المتحدة “في أقرب فرصة”.

وكانت واشنطن صنفت “جبهة النصرة” التي نفذت أكثر العمليات الانتحارية في سوريا، وفرضت وجودها على غالب جبهات القتال، في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.

ودعا معاذ الخطيب واشنطن الى التراجع عن قرارها الخاص بـ”جبهة النصرة”.

كما اثار قرار الولايات المتحدة في هذا الشأن انتقادات واسعة من مقاتلي “الجيش السوري الحر” واوساط الناشطين والمعارضة السورية التي ابدت تعاطفها مع “جبهة النصرة” الاسلامية المتطرفة.

صواريخ “سكود”

وتزامن مؤتمر مراكش مع تطور عسكري في الداخل السوري، إذ قال مسؤول أميركي كبير إن قوات موالية للرئيس بشار الأسد أطلقت صواريخ “سكود” من منطقة دمشق على مقاتلي المعارضة في شمال سوريا.

وأوضح مسؤول اميركي آخر أن الأهداف تقع في مناطق تخضع لسيطرة “الجيش السوري الحرّ”، متحدثاً عن استخدام نحو ستة صواريخ.

وفي بروكسيل أكد مسؤول في حلف شمال الأطلسي إن عددا من الصواريخ غير الموجهة القصيرة المدى أطلق داخل سوريا خلال الأسبوع الجاري. وقال: “رصدت أجهزة الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع في الحلف إطلاق عدد من الصواريخ القصيرة المدى غير الموجهة داخل سوريا هذا الأسبوع… وتشير مسارات المقذوفات والمسافات التي قطعتها إلى أنها صواريخ من نوع سكود”.

وفيما لم يتحدث الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني عن اطلاق الصواريخ، رأى “ان فكرة اطلاق النظام السوري صواريخ داخل حدوده وعلى شعبه، تبعث على الذهول، وهي بمثابة تصعيد عسكري يائس وغير متكافئ”.

وسئلت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نيولاند عن معلومات في هذا الشأن اوردتها صحيفة “النيويورك تايمس” فأجابت: “ليس في وسعي ان اؤكد اي نوع من الصواريخ، لكني اقول ببساطة اننا نشاهد استخداما للصواريخ الان”. واضافت: “فيما يزداد يأس النظام، نراه يلجأ الى اسلحة اشد فتكا. ورأينا في الايام الاخيرة عمليات نشر صواريخ”، مشيرة الى “استخدام سلاح آخر رهيب، وهو نوع من قنبلة برميل هي قنبلة حارقة”.

وقالت “النيويورك تايمس” إنه يبدو انها المرة الأولى تستخدم حكومة الأسد هذه الصواريخ داخل سوريا.

ونقلت عن مسؤول إن الإدارة الأميركية ترى أن استخدام حكومة الأسد صواريخ “سكود” “تصعيد مهم” للنزاع، يظهر مدى “يأس” الأسد بما أن هذه الصواريخ هي لأهداف دفاعية في الأساس وتستخدمها الحكومة لمهاجمة المعارضة. وأضاف ان “استخدام الصواريخ لاستهداف دبابات أو قواعد عسكرية هو أمر، لكن استخدامها لاستهداف ثوار يختبئون في ملاعب مدارس أمر مختلف”.

ونسبت الى خبراء عسكريين أن القوات الحكومية قد تكون قلقة بسبب تعرض قوتها الجوية لضربات عدة من الدفاعات الجوية التابعة للمعارضين بعد سيطرتهم على قواعد جوية واستحواذهم على أسلحة دفاع جوي.

إجراءات يونانية

* في أثينا، طلبت حكومة اليونان من سفيرة سوريا في اثينا هدى الحمصي ومن ديبلوماسيين سوريين اثنين آخرين مغادرة البلاد.

وأعلنت وزارة الخارجية اليونانية ان “الامين العام للوزارة اليونانية السفير فاسيليس كاسكاريليس استدعى امس (الثلثاء) سفيرة سوريا في اثينا وطلب منها مغادرة البلاد مع ديبلوماسيين اثنين آخرين”. وافادت ان امام السفيرة السورية والديبلوماسيين السوريين الآخرين “عشرة ايام لمغادرة البلاد”.

وشارك وزير الخارجية ديمتريس افراموبولوس في مراكش في مؤتمر مجموعة “اصدقاء الشعب السوري”.

تفجير كفرسوسة: مقتل عضو بمجلس الشعب وقائد عمليات دمشق في الجيش السوري

أعلنت وزارة الداخلية السورية في بيان أن “التفجيرات الثلاثة التي استهدفت الباب الخارجي لمبنى الوزارة في كفرسوسة في دمشق، أدت إلى مقتل 5 أشخاص وجرح 23 آخرين بين مدنيين وعناصر من الوزارة”.

إلى ذلك، نعى رئيس المكتب السياسي للحزب “السوري القومي الاجتماعي” في سوريا نذير العظمة عضو المكتب السياسي للحزب وعضو مجلس الشعب السوري عبد الله قيروز بعد مقتله في التفجير الذي استهدف الوزارة،فيما أعلن المجلس العسكري لدمشق وريفها المعارض عن مقتل قائد عمليات دمشق في الجيش السوري عبد المعطي صالح في التفجير.

واشنطن: النظام السوري يطلق صواريخ سكود وقنابل حارقة على المعارضة

“أ.ف.ب”

اعلن مسؤول اميركي ان النظام السوري اطلق صواريخ سكود على المتمردين الذين يحاولون طرد بشار الاسد من السلطة.

وقال هذا المسؤول لوكالة فرانس برس ان “صواريخ سكود سقطت في سوريا”.

وكانت وزارة الخارجية الاميركية اكدت ان النظام السوري استخدم “صواريخ” وقنابل حارقة ضد المسلحين المعارضين خلال الاسبوع الماضي، ولم يكن في وسعها ان تقدم مزيدا من الايضاحات عن الاسلحة المستخدمة.

ومنذ ثلاثة ايام، يسمع مراسل وكالة فرانس برس في محافظة ادلب، شمال غرب سوريا، انفجارات قوية جدا مصدرها منطقة قاعدة الشيخ سليمان وهي حامية للجيش سيطر عليها متمردون اسلاميون مطلع الاسبوع.

واضاف ان انفجارا هز الاثنين مدينة دارة عزة (غرب مدينة حلب). وبحسب القائد في الجيش السوري الحر ابو جلال فان الامر يتعلق بصاروخ ارض-ارض سقط على قاعدة الشيخ سليمان التي تبعد ثلاثة كيلومترات من دارة عزة.

واضاف “لا نعلم اين توجد مرابض اطلاق هذه الصواريخ” ولكن مع الاستيلاء على قاعدة الشيخ سليمان فان الجيش السوري لم يعد له وجود في كل منطقة غرب حلب حتى الحدود التركية وهذا يعني انه يلجأ الى صواريخ يصل مداها الى 30 كلم على الاقل.

الفيصل يقدم 100 مليون دولار.. وحمد يدعو إلى دعم المسلحين ورفض الحوار مع النظام

مؤتمر مراكش: اعتراف بـ«الائتلاف ممثلاً للسوريين»

أعلنت «مجموعة أصدقاء الشعب السوري» المعارضة للنظام، خلال اجتماعها في مدينة مراكش المغربية، اعترافها «بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كممثل للشعب السوري».

وكرر رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، خلال الاجتماع، دعوته إلى «دعم من يقاتلون النظام السوري»، فيما أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل تقديم 100 مليون دولار «كمساعدة للائتلاف»، في حين دعا رئيس «الائتلاف» احمد معاذ الخطيب، الذي تلقى دعوة رسمية لزيارة واشنطن، إلى «الاعتراف بحق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه بكافة الوسائل الممكنة»، مكررا رفضه «أي تدخل للقوات الأجنبية في سوريا».

وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي سعد الدين العثماني، في مؤتمر صحافي في ختام اللقاء الذي حضره ممثلون عن 130 بلدا ومنظمة دولية، «اليوم، تم الاعتراف الكامل بالائتلاف الوطني كممثل وحيد للشعب السوري». وأعلن أن المجموعة ستعقد اجتماعها المقبل في ايطاليا، من دون تحديد موعد للقاء. لكن صفة «الوحيد» لم ترد في البيان الختامي.

وأوضح البيان الختامي لمجموعة «أصدقاء الشعب السوري»، اعترف المشاركون بالائتلاف الوطني ممثلا شرعيا للشعب السوري ومظلة تنظيمية تأتلف تحتها أطياف المعارضة السورية». وأضاف «خسر (الرئيس السوري) بشار الأسد الشرعية». وطالبوا «مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ «قرار ملزم وذات معنى للأزمة»، و«الدول الداعمة للنظام السوري إلى مراجعة موقفها».

الخطيب

وقال الخطيب، خلال الاجتماع، «يجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوة حاسمة تجاه النظام السوري»، داعيا إلى «الاعتراف بالائتلاف ممثلاً شرعياً للشعب وإعطائه الصلاحيات المترتبة عن ذلك.. وإنشاء صندوق دعم مفتوح لإعادة إعمار سوريا».

وأضاف الخطيب أن «الائتلاف يطالب أيضا بالاعتراف بحق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه بكافة الوسائل الممكنة، وتسهيل إجراءات تنقل وعمل السوريين في دول العالم». وتابع إن «الائتلاف الذي يرفض أي تدخل للقوات الأجنبية في سوريا، يحمّل المجتمع الدولي، خاصة روسيا، مسؤولية استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي». وطالب «النظام الإيراني بسحب كافة خبرائه من سوريا، كما نطالب قيادة حزب الله بسحب أي مقاتلين لها، إن وجدوا، في سوريا».

وقال الخطيب «أوجّه رسالة مباشرة إلى الإخوة العلويين، ونقول بكل صراحة إن الثورة السورية تمد يديها لكم فمدوا أيديكم لها وابدأوا العصيان المدني ضد النظام، فقد ظلمكم كما ظلمنا».

قطر

وقال رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، في مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع، إن «ما حدث يكفي»، داعيا «الأسد لاتخاذ قرار شجاع بالتنحي لوقف إراقة الدماء والدمار والانسحاب، من أجل السماح لأبناء الشعب السوري بإقامة حكومة ودولة يعتقدون أنهما مناسبتان».

واعتبر أن «النتيجة واضحة، لكن السؤال هو كمية الدماء التي يتعين على السوريين دفعها لتحقيق هدفهم». وأعرب عن أمله أن «تعترف القيادة السورية بالحقيقة، وأن الشعب سينتصر».

وكان حمد قال، أمام الاجتماع، «واجبنا الإنساني والأخلاقي يدعونا لأن نقدم الدعم والمساندة وبكل الوسائل المشروعة لمن يقاتلون ضد الظلم والقهر ومن أجل الحرية والكرامة الإنسانية». واعتبر أن «الائتلاف أثبت أنه بالفعل ممثل حقيقي وشرعي للشعب السوري، وأنه البديل الشرعي للنظام الحالي، وأنه المؤتمن على استلام السلطة وإدارة الفترة الانتقالية»، مضيفا أن «المطلوب الآن وبإلحاح دعم هذا الائتلاف مادياً ومعنوياً، والاعتراف به وبممثليه في مختلف دول العالم وعدم التباطؤ في ذلك».

وقال «في ظل هذه الظروف فإن دور مجلس الأمن الدولي مهم ومطلوب لفرض وقف إطلاق النار وتأمين انتقال السلطة»، معتبرا أن «مهمة المبعوث الدولي والعربي المشترك الأخضر الإبراهيمي تتركز في هذا الهدف وفي حشد الدعم الدولي لتحقيقه لأنه لم يعد هناك مجال أو إمكانية لأي حوار مع نظام فقد شرعيته ومقومات بقائه وأصبح جزءاً من الماضي». ورأى أن «مسؤولية المجتمع الدولي هي الاستعداد منذ الآن لاستحقاقات العهد الجديد في سوريا».

العربي والفيصل

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن «الأوضاع في سوريا قد تغيرت، حيث تم تشكيل ائتلاف وطني وأصبح واجهة سياسية تشمل الشعب السوري وكذلك واجهة عسكرية تمثل قيادة موحدة». وشدد على أن «الوضع السياسي يقتضي أن يدعم الجميع جهود المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي»، معتبرا أن «انتهاء النظام السوري أصبح وشيكا، وعلى الجميع أن يفكر معا في استحقاقات اليوم التالي».

وأعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل تقديم الرياض 100 مليون دولار كمساعدات إنسانية للشعب السوري، مطالبا «مجلس الأمن الدولي ألا يتحول إلى ساحة لتصفية الحسابات ومساعدة الشعب السوري»، مشددا على «ضرورة توحيد صفوف المعارضة السورية والمساعدة في الانتقال السلمي للسلطة بعد فقدان النظام لشرعيته».

وتابع الفيصل إن «السعودية إذ تعلن اعترافها بالائتلاف الوطني باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري، فإنها ترى في توحد المعارضة ما يزيل أي مبرر أو ذريعة لاستمرار الانقسام الحاصل في المجتمع الدولي حيال القضية السورية». وأعرب عن أمله في أن «يتمكن الائتلاف من بلورة منظور شامل وواضح يتضمن حقوق جميع أبناء الشعب السوري بكافة أعراقه وفئاته وأقلياته».

بيرنز

وقال نائب وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز، الذي يمثل واشنطن في الاجتماع بدل وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الغائبة بسبب طارئ صحي، أن الولايات المتحدة قد «التحقت بشركائها بأخذ مبادرة مهمة». وذكر بأن بلاده «اعترفت بالائتلاف ممثلا شرعيا للشعب السوري، وستواصل تقديم الدعم له».

واعلن بيرنز ان الخطيب مدعو لزيارة واشنطن. وقال «لقد وجهنا الدعوة لمعاذ الخطيب ولقيادة الائتلاف الوطني (السوري) من اجل القيام بزيارة إلى واشنطن في أقرب فرصة». وقال «يجب على نظام (الرئيس) بشار الأسد أن يرحل»، مضيفا «يجب البدء بمرحلة انتقالية ديموقراطية في سوريا».

وأوضح أن قرار السلطات الأميركية إدراج «جبهة النصرة» على قائمة المنظمات الإرهابية جاء لأنها «على صلة بتنظيم القاعدة»، داعيا «الائتلاف إلى اتخاذ موقف حازم ضد المتطرفين» الذين من الممكن أن يستولوا على الانتفاضة من دون ان يذكر «جبهة النصرة» بالاسم.

وقال بيرنز «مع كل يوم يمر تضعف سيطرة النظام على الحكم، وتقل قدرته على السيطرة على الأراضي. لقد اتحدت المعارضة أكثر»، داعيا «المعارضة إلى تسريع عملية التخطيط للانتقال السياسي الديموقراطي ليحمي حقوق وتطلعات جميع السوريين».

بريطانيا وفرنسا

وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن «الاعتراف الجماعي الذي حصل عليه الائتلاف يشكل تقدما حقيقيا». وأضاف أن «النقطة الأساسية الآن هي الحصول على مزيد من المساعدة». وتابع «في حالتنا، سيكون دعمنا غير مسلح بل سيركز على المساعدات الإنسانية».

ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الدول التي لم تعترف بعد «بالائتلاف» إلى الاعتراف به. وقال «نفعل ذلك بشكل عام لكن يجب ان يعترف كل منا في بلده اذا لم يكن ذلك قد تم بعد».

ورحب فابيوس «بتشكيل المجلس العسكري للمعارضة» باعتبار أن ذلك يساعد على تنسيق العمليات العسكرية للمسلحين، لكنه اعلن ان الشكوك تجاه «جبهة النصرة» تمثل «مشكلة» ما يعني أن فرنسا وبريطانيا لا تعتزمان إعادة النظر في تمديد حظر السلاح المفروض على سوريا ومدته ثلاثة أشهر. وقال «بالنسبة للوقت الراهن فإننا لا نتحرك (في هذا الشأن). ليس هناك مجال لإشراك الجهاديين في هذه الآلية، وسيحتاج هذا إلى مزيد من النقاش الآن بعد إضافة جبهة النصرة لقائمة» المنظمات الإرهابية.

كما تحدث في المؤتمر وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي أكمال الدين إحسان أوغلو ووزراء خارجية تركيا أحمد داود أوغلو وتونس رفيق عبد السلام والأردن ناصر جودة والبحرين خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة مؤكدين دعمهم «للائتلاف».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

 دعــم مــالـي وغـمـوض حــول التسـلـيـح .. وســلسـلة تفجـيـرات فـي دمشـق

«أصدقاء سوريا» لا يفكّك لغم «الجهاديين» اعتراف في مراكش بائتلاف المعارضة وتشكيك بشرعية نظام الأسد

محمد بلوط

حصيلة متفاوتة لاجتماع «أصدقاء الشعب السوري» في مراكش: الاعتراف بـ«الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» ممثلاً شرعياً للشعب السوري، والتشكيك بشرعية استمرار نظام الرئيس بشار الاسد، مقابل إرسال قضية تسليح المعارضة إلى مرحلة لاحقة بسبب عدم حسم قضية «لغم الجهاديين» المقربين من تنظيم «القاعدة» في «الثورة» السورية، لاسيما جماعة «جبهة النصرة»، ورفض «الائتلاف» الاستجابة للضغوط الأميركية بعزل هذه المجموعة عن بقية المجموعات المقاتلة من المعارضة المسلحة.

وينعقد المؤتمر بعد تأخير ومماطلة أميركية في الدعوة إلى انعقاده، بحسب معارض سوري مقيم في الولايات المتحدة، ريثما ينضج الموقف الأميركي في الملف السوري، وتنجح المعارضة في تقديم تشكيل أفضل من «المجلس الوطني» الذي انتقدته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون علناً ودعت إلى طي صفحته. لكن الإشارة الأميركية إلى الموافقة على انعقاد المؤتمر، أوحت أن واشنطن حسمت أمرها وقررت الاعتراف «بالائتلاف»، بعد مرحلة من الانتظار، وهو احد انجازات مراكش.

وتقدم «الائتلاف» إلى الحاضرين في مراكش بلائحة واضحة من المطالب، تتضمن الحصول على اعتراف واسع وواضح بتمثيله للمعارضة والشعب السوري. كما توقع «الائتلاف» الحصول على تعهد واضح بتسليح «الجيش الحر»، فضلاً عن تقديم طلبات بمساعدات مالية عاجلة.

وحصل «الائتلاف» على دعم مالي لا يزال ما دون المنتظر، ويقل عما تقدم به إلى المؤتمر. ففي حين قال أديب الشيشكلي إن الحاجات العاجلة تبلغ ٧٠٠ مليون دولار لتمويل عمليات إنسانية، ذهب وليد البني إلى المطالبة بمليار دولار ضرورية لأربعة أشهر مقبلة، أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عن تبرع بلاده بمئة مليون دولار، وقدمت الولايات المتحدة ٤٠ مليون دولار، تضاف إلى ٧٦ مليون دولار من مساعدات ماضية لم تصرف بعد، كما تعهد الألمان بتقديم ٢٢ مليون يورو. ومن المنتظر أن تعلن بلدان أخرى عن مبالغ لمساعدة «الائتلاف».

ورغم أن المؤتمر الرابع «لأصدقاء سوريا» شهد تقدماً نسبياً في عدد الذين محضوه الاعتراف المطلوب بشرعية تمثيله للشعب السوري، مقارنة بما سبقه من مؤتمرات عقدت في تونس واسطنبول وباريس، والتي حصل خلالها سلفه «المجلس الوطني» وشريكه الحالي على اعتراف ١٠٣ دول، إلا أن عدداً كبيراً من المعارضين السوريين الذين حضروا الاجتماعات قالوا إنهم كانوا يفضلون الحصول على مساعدات أكثر من الاعتراف. وقال المتحدث باسم «الائتلاف» وليد البني إن

«اعترافاً من دون دعم فعلي لن يحل القضية السورية».

وحضرت مراكش ١١٤دولة و١٣ منظمة إقليمية، وافقت على بيان ختامي، باستثناء مصر والجزائر، عرض ٤١ نقطة بدأت بالإشادة بالشعب السوري، ونص يدعو إلى «الاعتراف بالائتلاف الوطني بصفته الممثل الشرعي للشعب السوري والمظلة التي تجتمع تحت لوائها مجموعات المعارضة كافة». (تفاصيل صفحة 8)

وعكس البيان الختامي الأجواء السائدة غربياً، وفي صفوف المعارضة من احتمال لجوء النظام إلى استخدام الأسلحة الكيميائية، إذ تعهد المشاركون بسلسلة من ردود الأفعال من الأسرة الدولية إذا ما لجأ النظام السوري إلى الكيميائي ضد شعبه.

وللمرة الأولى تصطدم المعارضة السورية برعاتها الدوليين علناً، وفي مؤتمر مكرس لدعمها وتقديم المزيد من الاعتراف الديبلوماسي بها. وشكلت «جبهة النصرة» محور الخرق في العلاقات مع واشنطن. وفيما كان السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد يركز على أهمية عزل «الجبهة» والحصول على موقف من المعارضة يهدئ من مخاوف الإدارة الأميركية تجاه عدوى «القاعدة» في سوريا، دافع رئيس «الائتلاف» احمد معاذ الخطيب عن «جبهة النصرة» من دون أن يسمّيها.

وانتقد الخطيب، من دون أن يسمّيها أيضاً، قرار الولايات المتحدة وضع «جبهة النصرة» على لائحة المنظمات الإرهابية، و أن «اعتبار إحدى الجهات التي تقاتل النظام جهة إرهابية قرار تلزم إعادة النظر فيه، وان انتشار الطابع الإسلامي للثورة أمر إيجابي».

وتظهر الجماعات الإسلامية و«الجهادية»، قدرة قتالية عالية في مواجهة الجيش السوري، فضلاً عن انضباطها الذي لا يمكن مقارنته بـ«الجيش السوري الحر». ويرى «الائتلاف» أن إلقاء الحرم السياسي على مجموعات تعتبر ورقة عسكرية مهمة في ظروف القتال الصعبة، لا تمكن المخاطرة بها في الوقت الحاضر، ما يحرم المعارضة المسلحة من احد أقوى أجنحتها العسكرية.

وقال عضو «الائتلاف» نذير الحكيم إن «كل الأسلحة شرعية ضد النظام السوري، وإذا لم نسلح المعارضة، كما ينبغي، فسنجد أن الجهاديين هم الطرف الأقوى، وليست الساعة ساعة إدانة النصرة أو غيرها».

وتميل المعارضة إلى تأجيل النقاش في مصير الجماعات «الجهادية» وتوصيفهم، خوفاً من وضع جماعات أخرى على لائحة الإرهاب تعمل على جبهات أساسية كحلب وادلب. وقال وليد البني «لا نوافق على الموقف الأميركي، ولا اعتبر كل من انتمى إلى النصرة إرهابيا، وأتمنى أن يكون لدينا الوقت الكافي للتحدث إلى الجميع».

وفي لهجة معتدلة، تقطع مع لهجة مسؤولي المعارضة السورية، وجه زعيم «الائتلاف» نداء إلى «حزب الله لسحب مقاتليه من سوريا، إن وجدوا»، كما وجه دعوة مماثلة لإيران كي تتوقف عن إرسال أسلحتها وخبرائها لمساعدة النظام السوري.

وتصدرت أولوية الحل السياسي البيان الختامي الذي يتمثل في تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، وغاب عنه ما كان منتظراً من إعلان بشأن التقدم نحو تقديم أسلحة لـ«الجيش الحر» صراحة.

وكان بارزاً ما قاله معاذ الخطيب من رفضه لأي تدخل أجنبي في سوريا. وهي المرة الأولى أيضاً التي يرفض فيها زعيم سوري معارض على هذا المستوى اللجوء إلى قوات أجنبية لإسقاط النظام، فيما يحتدم النقاش حول خطط يعدها حلف شمال الأطلسي، لتوجيه ضربات إلى سوريا، في حال التأكد من التهديد الكيميائي.

وقال معارض سوري إن الولايات المتحدة التي شجعت تشكيل الائتلاف، كما شجعت في الدوحة ترئيس الخطيب، حصلت على ما كانت تصبو إليه من خلال «استغناء» المعارضة عن فكرة استدعاء تدخل دولي لإسقاط النظام. ورأى المعارض، الذي قدم استقالته من «المجلس الوطني»، أن الأميركيين يغسلون بذلك أيديهم من مسؤولياتهم تجاه الشعب السوري، معتبرا انه من غير تدخل عسكري خارجي فلن يكون بوسع المعارضة سوى إطالة أمد الحرب الأهلية، وتدعيم تأثير الجماعات الإسلامية.

وفي المقابل يسود اعتقاد في صفوف المعارضة، يعبر عنه الخطيب، انه لا حاجة لأي تدخل خارجي، وان المعارضة المسلحة، باتت بعد توحيد «مجلسها العسكري» قادرة وحدها على إسقاط النظام، فيما تقترب المواقف الغربية من القناعة بضرورة رفع الحظر المفروض على السلاح خلال الأشهر المقبلة. ويرى معارضون أن القطريين والسعوديين قد زودوا المعارضة السورية بما يكفي من الأسلحة لإسقاط النظام في الأسابيع المقبلة.

ورغم أن البيان الختامي لمؤتمر مراكش لم يأت على ذكر الحكومة المؤقتة، إلا أن البحث فيها سيبدأ في الأيام المقبلة. وقالت نائبة رئيس «الائتلاف» سهير الاتاسي إن البحث بقضية الحكومة سيبدأ في الأيام المقبلة، وإن تشكيلها قد يستغرق ثلاثة أسابيع. يضغط الفرنسيون والبريطانيون للتسريع بتشكيل تلك الحكومة لتسهيل الاعتراف بها، والتعجيل بخلق بديل يفتح مرحلة ما بعد الأسد، ويكون جاهزاً لتولي مرحلة انتقالية إذا ما تسارعت الأمور على الأرض. وكانت الاتاسي قالت، عشية مؤتمر مراكش، إن حكومة مؤقتة ستضم مجموعة من التكنوقراط لإدارة المناطق التي تسيطر المعارضة عليها.

وفي المؤتمر الصحافي الختامي، الذي غاب عنه ممثلو الائتلاف بدا السعوديون والأتراك والقطريون نافدي الصبر، وأكثر يقيناً من قرب سقوط النظام السوري. وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو «جرت اجتماعات كثيرة وينبغي الانتقال إلى الأشياء العملية، واليوم يوجد بديل للنظام السوري في هذه المعارضة. نحن ندعم خطة الإبراهيمي لكن لا بد من إطار زمني ولا نريد أن نرى مجرد جهود ديبلوماسية».

ورأى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل انه حان وقت العمل وان «المعارضة قد توحدت ولم يعد هناك من حجج لدى الدول المترددة في دعم المعارضة». أما وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني فحسم أن الحل «هو أن تتخذ القيادة في سوريا قراراً شجاعاً بالانسحاب والسماح للشعب السوري بتشكيل دولته المناسبة».

واعتبر مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية السورية، لمراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر، أنه «لا نتائج سياسية جديدة بعيدة عن الهمرجة الناتجة عن المؤتمر». ورأى أن الأجواء العامة السياسية «تشير لتفهم أكثر على المستوى الدولي لما يجري في العمق السوري»، وقدر أن «هناك تراجعاً عما تم العمل عليه في المؤتمرات السابقة، ولاسيما باتجاه الدفع نحو عملية عسكرية». (تفاصيل صفحة 8)

واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الولايات المتحدة «تعول على انتصار بواسطة السلاح للائتلاف» بعد أن اعترف به الرئيس الأميركي باراك أوباما «ممثلاً شرعياً للشعب السوري»، مضيفاً إن الاعتراف الأميركي «بالائتلاف يخالف الاتفاقات التي نص عليها بيان جنيف والتي تقضي بإطلاق حوار سوري شامل بين ممثلين عن الحكومة من جهة والمعارضة من جهة أخرى».

وبالتزامن مع اجتماع مراكش، قتل 11 شخصاً في سلسلة تفجيرات في دمشق، 3 منها استهدفت مقر وزارة الداخلية في منطقة كفرسوسة. وقال مصدر امني سوري لوكالة «فرانس برس» إن 3 تفجيرات، استخدمت في احدها سيارة، استهدفت وزارة الداخلية، وأدت إلى مقتل 7 أشخاص، وإصابة 50. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، «قتل 3 أشخاص، وأصيب 20، بانفجار عبوة بحافلة في حي المزة». وكانت عبوتان انفجرتا بسيارتين وسط دمشق، إضافة إلى انفجار عبوتين في جرمانا، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا). وذكر المرصد « قتل 123 شخصاً في أعمال عنف في مناطق متفرقة من سوريا».

قدري جميل “أصدقاء سوريا” أعداء لبلادنا

أعربت المعارضة السورية الداخلية، عن ثقتها بأن الدول المشاركة في مجموعة “أصدقاء سوريا”، هم أعداء لبلادهم.

وقال ممثل “الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير” قدري جميل من موسكو، “أيمكن أن يكون صديقا، من لا يسمح للشعب السوري بحل مشاكله بنفسه، من لا يريد التوصل إلى حل سلمي للأزمة ويسهم في سفك الدماء وتدمير سوريا؟”.

ووفقا لجميل، فإن المعارضة لا تضع رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة، شرطاً أساسيا للحوار مع الحكومة، مؤكدا أن “الحوار أمر لا بد منه، وهذا هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة. يجب تحقيق ذلك، فإن الوقت قد حان”.

وأضاف ” المهمة الرئيسية الآن، هي التخلص من المتطرفين في صفوف المعارضة والحكومة”، مشيرا “نحن بحاجة إلى عزلهم، ومن ثم فتح الطريق أمام المصالحة الوطنية”.

(انباء موسكو)

المرصد السوري: غارات واشتباكات وقصف في أنحاء مختلفة من سورية

القاهرة- (د ب أ): أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن طائرة حربية شنت غارة على مدينة “داريا” بمحافظة ريف دمشق صباح الخميس.

وذكر المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الخميس، أن مدينتي “داريا ومعضمية الشام تعرضتا للقصف من قبل القوات النظامية السورية ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية”.

وأضاف أن رتلا عسكريا من تسع آليات ثقيلة وعدة سيارات، بينها سيارات اسعاف، شوهد وهوي يتجه إلى داريا كما تعرضت مناطق بالغوطة الشرقية للقصف من طائرة حربية صباح الخميس.

وسمع دوي انفجار في محيط مدينة “حرستا” بريف دمشق تبعه اطلاق رصاص ولايعلم حتى اللحظة طبيعة هذا الانفجار واطلاق الرصاص الذي سمع في حيي “القابون” و”برزة” بدمشق المجاورين لمدينة حرستا.

كما دارت اشتباكات صباح الخميس في بلدة “الشيخ مسكين” بمحافظة درعا جنوبي سورية بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة.

وأوضح المرصد أن مدينة “عندان” بمحافظة حلب شمالي سورية تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية حيث سقطت عشرات القذائف على مناطق في المدينة خلال ساعتين من القصف.

وذكر أن اشتباكات عنيفة دارت في مدينة حلب بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة عند اطراف حي الصاخور صباحا.

نواب أمريكيون: أسلحة سوريا الكيماوية جاهزة للاستخدام

واشنطن 13 ديسمبر كانون الأول (رويترز): قال مايك روجرز رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي الأربعاء إن الأسلحة الكيماوية في سوريا في وضع يمكن فيه استخدامها “بمجرد إشعار فوري” وإنه يجب على المجتمع الدولي ألا يقبل أي تأكيدات من المسؤولين السوريين إنه لن يتم استخدام هذه الأسلحة.

وكان مسؤولون أمريكيون وغربيون آخرون وجهوا في الآونة الأخيرة تحذيرات شديدة إلى الرئيس السوري بشار الأسد من مغبة استخدام الأسلحة الكيماوية. ووصفت دمشق هذه التحذيرات بانها “ذريعة للتدخل” في الحرب الأهلية.

وقال روجرز- وهو نائب جمهوري- لرويترز في مقابلة ان أنشطة الحكومة السورية المتصلة بالأسلحة الكيماوية شهدت تحولا في وضع هذه الأسلحة وأنها مبعث قلق بالغ.

وقال روجرز “أعتقد أنهم وضعوا عناصر برنامجهم للأسلحة الكيماوية في حالة يمكن فيها استخدامها بمجرد إشعار فوري وهو ما يختلف كثيرا عما كان عليه الوضع من قبل”.

واضاف قوله أنه يجب على المجتمع الدولي ألا يقبل تأكيدات المسؤولين السوريين أنهم لن يستخدموا الأسلحة الكيماوية.

وقال “هذا نظام يزداد يأسا كل يوم. ومن المؤكد أنهم وضعوا عناصر برنامجهم للأسلحة الكيماوية في وضع مهيأ للاستخدام وهذا أمر يبعث على قلقنا جميعا”.

وجاءت تصريجات روجرز وسط أنباء بأن قوات الأسد أطلقت صواريخ ذاتية الدفع من طراز سكود من العهد السوفيتي على مقاتلي المعارضة في تصعيد خطير للصراع الذي مضى عليه نحو عامين.

وقال روجرز إنه يجب الحصول على مزيد من المعلومات قبل أن يمكنه أن يقول على وجه اليقين إنه تم استخدام صواريخ سكود.

واضاف قوله إن الأنباء عن استخدام أسلحة من طراز سكود وتغيير وضع الأسلحة الكيماوية تنبئ بأن حكومة الأسد وصلت إلى حالة من اليأس.

واستدرك بقوله “لن يكون غريبا على نظام يمتلك بعض أنظمة السلاح المتطورة في هذه الأيام -فيما أرى- والأشهر أو الأيام والأسابيع الأخيرة لنظام يائس أن يستخدم ما لديه من أسلحة”.

وقد عاد روجرز قبل وقت قريب من زياة للبحرين والسعودية حيث ناقش مسألة سوريا وقضايا أمنية أخرى مع المسؤولين. وقال ان مسؤولي الجامعة العربية يريدون ان يروا دورا أكبر للولايات المتحدة في الأزمة السورية واستدرك بقوله إنه لا يشير إلى عمل عسكري.

وقال روجرز “الولايات المتحدة لديها قدرات فريدة للتعامل مع هذه الأسلحة” وذلك في إشارة الى الأسلحة الكيماوية السورية. ولم يسهب في وصف هذه القدرات.

وقال “إني لمست شعورا بخيبة أمل حقيقية لدى شركائنا في الجامعة العربية وخيبة أمل في الولايات المتحدة. واعتقد أنه يجب علينا ان نعزز دورنا ولا أقصد دورا عسكريا انما اتحدث عن النفوذ الأمريكي والقيادة الأمريكية وطرح القدرات الفريدة التي تملكها الولايات المتحدة فحسب على مائدة البحث في هذه المناقشات”.

واضاف قوله “ومرة أخرى لا يعني ذلك ارسال جنود على الأرض. لكنه يعني أن لدينا قدرات فريدة يجب على الأقل ان نعرضها في إطار المناقشات بشأن سبل منع استخدام هذا الأسلحة الكيماوية والأزمة الإنسانية في المنطقة التي ستنشأ في اعتقادي عن استخدامها”.

جورج صبرا: ‘جبهة النصرة’ جزء من الثورة في سوريا

واشنطن- (يو بي اي): استغرب نائب رئيس “الائتلاف الوطني السوري” المعارض جورج صبرا إدراج الولايات المتحدة “جبهة النصرة” على لائحة الإرهاب، مشدداً على ان الشعب السوري يعتبرها جزءاً من الثورة.

وقال صبرا في حديث إلى شبكة (سي إن إن) الأمريكية حاورته الإعلامية كريستيان أمانبور انه لا يفهم سبب إدراج أمريكا “جبهة النصرة” على لائحة الإرهاب.

وأضاف ان “الشعب السوري يعتبر النصرة جزءاً من الثورة”.

وتابع ان وصف الغرب للجبهة بأنها “إرهابية” يدعم مزاعم الرئيس السوري بشار الأسد بأن الحرب الأهلية ليست انتفاضة طبيعية وإنما غزواً من قبل القوى الأجنبية.

إلا ان صبرا أشار إلى أن الجبهة ليست أساسية بالنسبة إلى المعارضة، وإنما مجرد عنصر في عدة مجموعات تشكل الجيش السوري الحر.

وقال إن ثمة رغبة سياسية بسيطة جداً لدى الأمريكيين بالتورط في حرب جديدة بالشرق الأوسط، لكنه شدد على ان ما تريده المعارضة السورية هو أسلحة أمريكية.

وأوضح “نحن لا نريد أي جنود أجانب في بلادنا وهذا واضح جداً، ولكننا بحاجة لأسلحة خاصة تستخدم ضد الدبابات والمقاتلات، ولدينا ما يكفي من المقاتلين”.

وكان رئيس “الائتلاف الوطني السوري” المعارض معاذ الخطيب علق على وضع الولايات المتحدة “جبهة النصرة” على لائحة الإرهاب فقال ان وضع “إحدى الجهات التي تقاتل النظام جهة إرهابية تلزم إعادة النظر فيه”.

وأضاف “إننا نعشق بلادنا بجنون وقد نختلف مع بعض الجهات في أفكارها ورؤيتها السياسية والفكرية ولكن كل بنادق الثوار هدفها إسقاط نظام طاغوتي مجرم”.

وتابع “لا يعيب أحداً أن يكون دافعه لتحرير بلاده هو الدين، وكون الحراك العسكري إسلامي اللون بمعظمه هو شيء إيجابي فالشهادة في سبيل الله طالما كانت هي المحرك الرئيس لحرية الإنسان”.

ولكنه شدد على القول “إننا بكل وضوح ضد أي فكر تكفيري وكل فكر يستبيح دماء الناس وكل فكر يريد أن يفرض بفكره على الجميع، والنسيج الاجتماعي لسوريا خط أحمر لن نسمح لأحد بتجاوزه”.

واشنطن تعلن أن النظام السوري اطلق صواريخ سكود على المعارضين

واشنطن- (ا ف ب): اعلن مسؤول أمريكي الاربعاء أن النظام السوري اطلق صواريخ سكود على المعارضين الذين يحاولون طرد بشار الأسد من السلطة.

وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس إن “صواريخ سكود سقطت في سوريا”.

وكانت وزارة الخارجية الامريكية اكدت الاربعاء ان النظام السوري استخدم “صواريخ” وقنابل حارقة ضد المسلحين المعارضين خلال الاسبوع الماضي، ولم يكن في وسعها ان تقدم مزيدا من الايضاحات حول الاسلحة المستخدمة.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند “ليس في وسعي ان اؤكد اي نوع من الصواريخ، لكني اقول ببساطة اننا نشاهد استخداما للصواريخ الان”، وذلك ردا على معلومات لصحيفة نيويورك تايمز اكدت ان النظام السوري اطلق صواريخ سكود على قوات المعارضة السورية.

واضافت نولاند “فيما يزداد يأس النظام، نراه يلجأ إلى اسلحة اشد فتكا. ورأينا في الايام الاخيرة عمليات نشر صواريخ”، مشيرة إلى “استخدام سلاح آخر رهيب، وهو نوع من قنبلة برميل هي قنبلة حارقة”.

من جهته، لم يشأ المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني تأكيد مقال نيويورك تايمز الذي تحدث صراحة عن اطلاق دمشق صواريخ سكود على المعارضين السوريين المسلحين.

وقال كارني إن “فكرة اطلاق النظام السوري صواريخ على شعبه داخل حدوده، هو تصعيد عسكري مذهل وغير متناسب ويعبر عن فقدان الامل”.

ومنذ ثلاثة ايام، يسمع مراسل وكالة فرانس برس في محافظة ادلب، شمال غرب سوريا، انفجارات قوية جدا مصدرها منطقة قاعدة الشيخ سليمان وهي حامية للجيش سيطر عليها متمردون اسلاميون مطلع الاسبوع.

وقال إن هذه الانفجارات تسمع على بعد اكثر من 15 كلم بمعدل ثلاثة او اربعة انفجارات يوميا وهي غير اصوات المدفعية العادية.

واضاف ان انفجارا هز الاثنين مدينة دارة عزة (غرب مدينة حلب). وحسب القائد في الجيش السوري الحر ابو جلال فان الامر يتعلق بصاروخ ارض-ارض سقط على قاعدة الشيخ سليمان التي تبعد ثلاثة كيلومترات من دارة عزة.

ولم يكن باستطاعته تحديد طبيعة الصاروخ معتبرا انه صاروخ اصغر من حجم صاروخ سكود ويصل مداه الى عشرات الكيلومترات ويحمل متفجرات بزنة 300 الى 500 كلغ.

واضاف “لا نعلم اين توجد مرابض اطلاق هذه الصواريخ” ولكن مع الاستيلاء على قاعدة الشيخ سليمان فان الجيش السوري لم يعد له وجود في كل منطقة غرب حلب حتى الحدود التركية وهذا يعني انه يلجأ الى صواريخ يصل مداها الى 30 كلم على الاقل.

وكان قائد اخر في الجيش السوري الحر بغرب حلب هو الشيخ عزام الجمار قال الاحد لوكالة فرانس برس ان صواريخ من طراز لونا سقطت في المنطقة.

ويشار إلى أن هذه الصواريخ السوفياتية الصنع يبلغ طولها ثمانية امتار وهي توازي تقريبا السكود ويصل مداها الى حوالى 70 كلم.

مجموعة اصدقاء سورية تعترف بالمعارضة ‘ممثلا وحيدا’ وتنأى بنفسها عن الدعم العسكري

نجاة وزير الداخلية السوري بعد تفجيرات استهدفت الوزارة

الناتو: النظام استخدم صواريخ ‘سكود’ ضد مقاتلي المعارضة

الرباط ـ ‘القدس العربي’ من محمود معروف: بيروت ـ دمشق ـ بروكسل ـ وكالات: استهدفت ثلاثة انفجارات، احدها ناتج عن سيارة مفخخة، وزارة الداخلية السورية في منطقة كفرسوسة في غرب دمشق الاربعاء، فيما اعلنت مجموعة اصدقاء الشعب السوري المعارضة لنظام بشار الاسد خلال اجتماعها في مدينة مراكش المغربية الاربعاء، اعترافها بائتلاف المعارضة السوري ‘كممثل وحيد’ للشعب السوري.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 122 مواطنا سوريا قتلوا امس الأربعاء في أنحاء متفرقة من البلاد.

وذكر المرصد، الذي يتخذ من لندن مقرا له في بيان امس، ‘ارتفع إلى 91 عدد الشهداء المدنيين الذين انضموا اليوم إلى قافلة شهداء الثورة السورية’. وأضاف: ‘ قتل مالا يقل عن 31 من القوات النظامية إثر استهداف آليات بتفجير عبوات ناسفة واشتباكات في عدة محافظات سورية’.

ولا تتضمن حصيلة المرصد هذه، ثمانية قتلى من أفراد القوات النظامية السورية وأكثر من أربعين مصابا بعضهم حالته حرجة اثر الانفجارات التي استهدفت وزارة الداخلية بحي كفرسوسة مساء امس.

واستهدفت ثلاثة تفجيرات نفذ واحد منها بسيارة مفخخة وزارة الداخلية في دمشق كما افاد مصدر امني.

ونقلت محطة ‘الجزيرة’ القطرية عن مصادر قولها أن الانفجار استهدف موكب وزير الداخلية محمد الشعار، وقال التلفزيون الرسمي السوري ان وزير الداخلية وكبار موظفي السفارة هم جميعا بخير.

من ناحية اخرى قال مسؤول في حلف شمال الاطلسي امس الاربعاء إن عددا من الصواريخ القصيرة المدى من نوع سكود أطلقت في سورية هذا الاسبوع.

وقال المسؤول ‘رصدت أجهزة المخابرات والمراقبة والاستطلاع في الحلف اطلاق عدد من الصواريخ القصيرة المدى غير الموجهة داخل سورية هذا الاسبوع… وتشير مسارات المقذوفات والمسافات التي قطعتها الى انها صواريخ من نوع سكود.’

وكانت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ نقلت امس عن مسؤول امريكي رفض الكشف عن اسمه قوله إن الجيش السوري أطلق صواريخ من نوع ‘سكود’ ضد مقاتلين معارضين في الأيام الماضية. وقال ان الصواريخ أطلقت من منطقة دمشق باتجاه أهداف في شمالي سورية.

وقال مسؤول آخر إن الأهداف تقع في مناطق تخضع لسيطرة الجيش السوري الحرّ، متحدثاً عن استخدام حوالي ستة صواريخ سكود.

ولم يعرف بعد عدد الضحايا الذين سقطوا نتيجة استخدام هذه الصواريخ، وهي صواريخ تم تصميمها في الحقبة السوفيتيية واكتسبت شهرة واسعة في حرب الخليج الأولى حين استخدمها العراق بزعامة صدام حسين.

وقالت الصحيفة إنه يبدو انها المرة الأولى التي تستخدم فيها حكومة الأسد هذه الصواريخ داخل سورية.

وقال المسؤول إن الإدارة الأمريكية ترى أن استخدام حكومة الأسد لصواريخ سكود ‘تصعيد مهم’ للنزاع، كما تظهر مدى ‘يأس’ الأسد بما أن هذه الصواريخ هي لأهداف دفاعية في الأساس وتستخدمها الحكومة لمهاجمة المعارضة.

وفي مراكش لم يذهب الاجتماع الرابع لمجموعة اصدقاء الشعب السوري بعيدا عن المتوقع منه ونأى بنفسه رسميا عن الدعم العسكري للمعارضة او التدخل العسكري الدولي والاكتفاء بالاعتراف بائتلاف المعارضة كممثل شرعي للشعب السوري وزيادة الدعم الانساني في ظل محاولات خلق اجواء بقرب سقوط نظام الرئيس بشار الاسد

وأعلن المشاركون في الاجتماع الوزاري الرابع لمجموعة اصدقاء الشعب السوري الذي عقد امس الاربعاء بمدينة مراكش اعترافهم بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بصفته الممثل الشرعي للشعب السوري والمظلة التي تجتمع تحت لوائها كافة مجموعات المعارضة السورية ودعوا في اعلان مراكش الرئيس السوري بشار الاسد للتنحي عن الحكم وتشكيل حكومة ائتلاف وطني تضمن انتقال ديمقراطي في البلاد التي تعيش ازمة منذ بداية 2011.

وحذر الاعلان نظام الرئيس الاسد من أن استخدامه الأسلحة الكيماوية او البيولوجية سيقابله ‘رد جدي’ دون ان يحدد طبيعة هذا الرد.

وحاول ممثلو اكثر من 130 دولة النأي ببلادهم عن العمل العسكري او دعم المعارضة بالسلاح رغم ضغوطات بعض الدول المشاركة بالاجتماع التي ترى ان الدعم العسكري للمعارضة يعجل باسقاط النظام وانهاء الازمة وسفك الدماء والدمار الذي تعرفه البلاد.

وقال العاهل المغربي الملك محمد السادس في رسالة الى الاجتماع ‘إننا لنتطلع إلى أن يشكل مؤتمر مراكش خطوة مهمة نحو وقف دوامة العنف في سورية وتحقيق التطلعات المشروعة للسوريين في الديمقراطية والحرية واحترام سيادة سورية والحفاظ على وحدتها الوطنية والترابية’.

وقال سعد الدين العثماني وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي خلال ندوة صحافية في ختام اللقاء الذي حضره ممثلون عن 130 بلدا ‘اليوم، تم الاعتراف الكامل بالائتلاف الوطني كممثل وحيد’ للشعب السوري.

وبعد دول مثل فرنسا وبريطانيا، اعترفت الولايات المتحدة بدورها الثلاثاء بالائتلاف الجديد للمعارضة السورية.

وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مقابلة تلفزيونية على قناة ‘ايه بي سي’ ‘قررنا ان الائتلاف (…) جمع ما يكفي من الفصائل التي تعكس وتمثل بشكل كافة الشعب السوري، بحيث نعتبره الممثل الشرعي للسوريين’.

وقال اوباما ‘انها خطوة كبيرة’. في تحرك قد يمنح المعارضة المناهضة للأسد دفعة دبلوماسية بعد نحو عامين من الصراع.

وقال وليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأمريكية الأربعاء ان احمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري المعارض الذي اعترفت به الولايات المتحدة ممثلا شرعيا للشعب السوري، مدعو لزيارة واشنطن.

من جهته، قال وليام هيغ وزير الخارجية البريطاني في مراكش، ان الاعتراف الجماعي الذي حصل عليه ائتلاف معارضي النظام في دمشق يشكل ‘تقدما حقيقيا’. واضاف ان ‘النقطة الاساسية الآن هي الحصول على مزيد من المساعدة’.

وتابع هيغ ‘في حالتنا، سيكون دعمنا غير مسلح بل سيركز على المساعدات الانسانية’.

وفي مراكش ايضا، اعلن وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رينديرز ان بلجيكا اقترحت على الائتلاف الوطني فتح ممثلية له في بروكسل مقر مؤسسات الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي.

من جهته، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الدول التي لم تعترف بعد بالائتلاف الى الاعتراف به كل على حدة. وقال ‘نفعل ذلك بشكل عام لكن يجب ان يعترف كل منا في بلده اذا لم يكن ذلك قد تم بعد’.

وستعقد المجموعة اجتماعها المقبل لمجموعة اصدقاء الشعب السوري في ايطاليا، كما اعلن الوزير المغربي، بدون تحديد موعد.

قد دعا زعيم لائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب الولايات المتحدة الى اعادة النظر في قرارها ادراج جبهة النصرة على لائحة الارهاب.

وقال الخطيب ان ‘القرار باعتبار احدى الجهات التي تقاتل النظام جهة ارهابية تلزم اعادة النظر فيه’، مؤكدا ان ‘كل بنادق الثوار هدفها اسقاط النظام المجرم’ في سورية.

وقد دانت جماعة الاخوان المسلمين الاجراء الامريكي واعتبرته ‘متعجلا وخاطئا ومستنكرا’.

كما دان رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب التابع للجيش السوري الحر العقيد عبد الجبار العكيدي القرار، مؤكدا ان ‘جبهة النصرة لم تقم بأي عمل مدان او غير قانوني ضد اي دولة اجنبية وعناصرها يحاربون حاليا الى جانبنا’.

من جهته، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان الولايات المتحدة ‘تعول على انتصار بواسطة السلاح’ للائتلاف الوطني السوري المعارض بعد ان اعترفت به ممثلا شرعيا للمعارضة السورية.

وقال ‘استغربت الى حد ما’ اعلان الولايات المتحدة. واضاف ‘نستنتج بالتالي ان الولايات المتحدة قررت ان تراهن على انتصار بواسطة السلاح لهذا الائتلاف’.

مصر تخصص طائرة لنقل رعاياها بسورية عبر بيروت

القاهرة ـ د ب أ: قررت مصر للطيران إرسال طائرة خاصة امس الخميس لنقل مئات من الرعايا المصريين في سورية من مطار بيروت بعد نقلهم برا الى لبنان بالاتفاق مع وزارة الخارجية المصرية عقب تدهور الأوضاع الأمنية في العاصمة السورية دمشق.

وقال الطيار رشدي زكريا رئيس مصر للطيران للخطوط الجوية ‘تم أيضا تكبير طراز رحلة الشركة للبنان إلى طراز إيرباص 330 حيث تستوعب الطائرتان حوالى 500 راكب حيث سيتم نقل الرعايا المصريين برا من العاصمة السورية دمشق للبنان’.

وأضاف ‘ستتم عودة بعثة مصر للطيران في دمشق والتي تضم ثلاثة موظفين على أن يتولى وكيل محلي إدارة شؤون الركاب والبضائع الذين يرغبون في العودة على رحلات الشركة حيث ستستمر رحلات الشركة بين القاهرة وحلب طبقا للوضع الأمني هناك’.

كان توقف رحلات مصر للطيران المتجهة من القاهرة إلى دمشق استمر بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في الطرق المؤدية لمطار دمشق حيث تم اتخاذ قرار التوقف بالتشاور مع وزارة الخارجية على أن يتم استئناف الرحلات فور استقرار الأوضاع الأمنية هناك.

سورية ساحة جزء من صراع اوسع بين السنة والشيعة سيحدد وجه الشرق الاوسط.. ودول الخليج يمكنها عمل اكثر من مجرد تمويل السلفية

قادة الجيش البريطاني ليسوا مرتاحين من ‘الحمى الاجنبية’ التي اصابت كاميرون.. خطط للحرب وتردد تجاه التدخل في سورية

لندن ـ ‘القدس العربي’: واشنطن تعترف بجماعة سورية وتقرر وصم جماعة اخرى يعتبر مقاتلوها ‘ابطالا’ بانها ارهابية. ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تقلق ‘شهيته’ الزائدة للتدخلات الاجنبية بال قادته العسكريين.

وفي انتظار المعركة الاخيرة للنظام يفر الارمن من بيوتهم، ويخشى من اندلاع حرب طائفية حيث يتساءل زعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين السابق بادي اشادون ومبعوث الامم المتحدة سابقا في البوسنة عن اي طرف يجب على الغرب دعمه في الحرب الطائفية. اذا لم يمنع غياب وزيرة الخارجية الامريكية،هيلاري كلينتون عن مؤتمر مجموعة اصدقاء سورية عن مؤتمر مراكش امس من عدم اعتراف الولايات المتحدة رسميا بالائتلاف الوطني الذي كانت واحدة من شهود ولادته القيصرية في قطر الشهر الماضي. وسيفتح الاعتراف الباب امام هذا الائتلاف لتلقي السلاح والدعم المالي من واشنطن ان قررت الاخيرة دعمه، خاصة انها ظلت تتعلل بعدم التسليح خشية وقوع الاسلحة في يد منظمات اسلامية متشددة.

وفي الوقت الحالي تقود بريطانيا الى جانب دول الخليج الحملة لتسليح المعارضة حيث كشف يوم الثلاثاء عن طلب كاميرون من قادته اعداد الخطط العسكرية لتوفير الدعم الجوي والبحري للمعارضة ان اقتضى الامر، واستضافت لندن اجتماعا سريا الشهر الماضي حضره قادة من دول صديقة للمعارضة في مقدمتها فرنسا وقطر والامارات وتركيا والاردن وثلاثة عسكريين امريكيين. وعقد الاجتماع في التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر) حيث حضره مشعل الزبن، رئيس هيئة الاركان في الجيش الاردني حيث نوقشت قضايا تتعلق بسورية لكن لم يتم التطرق الى خيارات محددة للتدخل العسكري. وقال مصدر حكومي نقلت عنه ‘ديلي تلغراف’ ان المجتمعين لم يناقشوا تفاصيل ولم يتحدثوا عن من يسلح من ، لكن اللقاء هو جزء من مناقشات مستمرة. واكد المسؤول انهم لا يزالون يبحثون عن حل دبلوماسي مع الاخذ بعين الاعتبار ان كل الخيارات لا تزال مفتوحة. وتربط لندن تحركها بتحرك من واشنطن اذ انها ترغب العمل ضمن تحالف دولي. وفي ضوء الضغوط التي يمارسها ‘دوانينغ ستريت’ مقر الحكومة عبر عدد من القادة العسكريين عن قلقهم من الضغوط المتزايدة عليهم، على الرغم من تأكيد المسؤولين ان تدخلا عسكريا ليس مطروحا الان وان واشنطن هي التي تقود الجهود. ومع ذلك يقول العسكريون البريطانيون ان التدخل في سورية سيكون مختلفا عن التدخل العام الماضي في ليبيا. وفي تحليل في صحيفة ‘الغارديان’ جاء فيه ان الجيش والحكومة ليسا متفقين بشكل كامل على استراتيجية سورية. ويقول التقرير ان مجرد اعداد السير ديفيد ريتشاردز، قائد القوات البريطانية يجب ان لا ينظر اليه على انه ‘شهية’ من الجيش للتدخل. وقد يجبر الجيش على القيام به ولكنه لا يريد هذا، ذلك ان قادة الجيش وفي الاشهر الماضية عبروا عن عدم ارتياحهم للمنظور لاي مسؤول عنده استعداد للاستماع اليهم ولكن كاميرون ليس واحدا من هؤلاء، فهو الذي يشعر بالنشوة لنجاحه في ليبيا والقلق على مصير السوريين، يملك قضية مقنعة لما يسميه البعض ‘الحمى الاجنبية’، فهو يطلب من الجيش ‘عمل المزيد’ لكن لا يعرف ماذا يعني بقوله هذا. ففي اجتماع لمجلس الامن القومي الشهر الماضي، وبعد عودة كاميرون من الشرق الاوسط، حيث قدم سير ريتشاردز الخيارات والاحتمالات.

قرار سياسي

ويخلص التقرير الى ان الجيش لا يزال مترددا، حيث يدعو القادة الى ارادة سياسية واضحة وواحدة اضافة الى استراتيجية خروج في حالة حدث التدخل. ويظل السبب الوحيد الذي سيدفع بريطانيا للتدخل هو السيناريو الكيماوي الذي تراجع تهديد الولايات المتحدة فيما يتعلق به، وتراجع تلويحها بالحرب ضد الاسد. وحالة حدوث هذا فمشاركة بريطانيا لن تتعدى توفير قوات خاصة لتأمين مواقع السلاح الكيماوي. وفي الوقت الحالي فسيواصل ريتشاردز تحذيره من الحرب في وقت يحتاج فيه الجيش لاعادة تشكيل وذلك بعرض بعض الافكار التي ترضي غرور كاميرون.

في مستشفى تشرين

وما لا يقوله القادة العسكريون هو ان التدخل يعني الغوص في وحل الحرب الاهلية الجارية في سورية، ففي تقرير كتبه من دمشق اشار فيه لموقف جنود النظام من الحرب حيث قابل عددا منهم في مستشفى تشرين العسكري بعد ان اصيبوا في المواجهات مع المقاتلين. وينقل التقرير وجهة نظر هؤلاء من الحرب.

وينقل عن ضابط في الجيش اصيب بعشر طلقات في رجله في مواجهة مع مقاتلين تساؤله عن سبب دعم الحكومات الاوروبية لمقاتلين من القاعدة. ويشير التقرير الى ان كل جانب في الحرب يعتقد انه المحق وان النظام لديه مؤيدون. ويقول انه على الرغم من فشل الحكومة في دمشق الا ان الجميع متفقون على ان البديل عنها سيكون اسوأ.

ويعتبر مستشفى تشرين باسرته الالف اكبر مستشفى في الشرق الاوسط، حيث يقول مديره برتبة جنرال ان الطوارىء تستقبل كل يوم ما بين 15- 20 جنديا، معظمهم اصيبوا بطلقات رصاص ونسبة 20 بالمئة منهم يموتون متأثرين بها. ويضيف المدير وهو مسيحي من حمص ان ستة اطباء واربعة سائقين لسيارات اسعاف قتلوا منذ العام الماضي.

وشهدت المنطقة حول المستشفى بداية الاسبوع معركة حامية حيث تم جرف البنايات المحيطة به من اجل منع القناصة من استخدامها. وفي المستشفى عدد كبير من الجنود الذي اصيبوا وهم يحرسون البنايات، وينقل عن ابراهيم (25 عاما) كان يتدرب في الكلية العسكرية، واصيب بكتفه قوله ان ما يحدث هو ثورة حقيقية حيث يدمر المقاتلون ما بناه الناس وكل شيء من مدارس الى محطات كهرباء اضافة للخطف.

الارمن السوريون

في تقرير من يريفان عاصمة ارمينيا رصد تقرير لصحيفة ‘نيويورك تايمز’ جاء فيه ان عددا من ارمن سورية عادوا الى ‘وطنهم الام’. ونقلت عن مديرة مدرسة افتتحت حديثا، تدرس المقرر السوري، ويظهر العلم السوري فيها، والطلاب هم سوريون قولها ان من فر من الارمن الى ارمينيا يريدون العودة فمع ان لغتهم هي الارمينية الا ان ثقافتهم سورية ومن الصعب العيش هنا. وتقول الصحيفة ان تدفق الارمن السوريين يضع اعباء جديدة على الحكومة التي تعتمد على الارمن في المهاجرين وتحويلاتهم، كما ان خروج الارمن يضع اسئلة حول مستقبل سورية كبلد ذي تنوع اثني وثقافي وديني. وفي الوقت الحالي تقوم الحكومة الارمينية بارسال المساعدات للارمن في سورية كي تساعدهم على البقاء، كما انها تساعد من يرغب للقدوم اما مؤقتا او بشكل دائم من خلال استخراج التأشيرات المستعجلة لهم ومنحهم الاقامة او الجنسية.

ونقلت عن مسؤول في الرئاسة الارمينية ان سياسة الدولة تقوم على مساعدتهم بالطريقة التي يرغبون فيها المساعدة. وحتى الآن وصل عدد الارمن الذين لجأوا الى ارمينيا حوالي 6 الاف. ويتدفق اسبوعيا عدد جديد، يقرر القليلون منهم العودة لانهم يخشون على ممتلكاتهم وبيوتهم في سورية. ويقدر عدد الارمن بحوالي 120 الفا غالبيتهم تعيش في حلب. وفي الوقت الذي وقف فيه الارمن على الحياد في الازمة الحالية الا انهم يخشون من التغير وما سيحمله معه.

مع اي طرف نقف؟

في مقال لبادي اشداون، في صحيفة ‘التايمز’ قال فيه ان ‘صديقا عراقيا تحدث اليه قبل فترة معلقا ان من اهم اثار ازاحة صدام حسين عن الحكم هو توسيع حدود ايران 400 ميل للغرب’ مما يعني سيطرة على العراق الذي تمتثل الحكومة فيه لرغبات طهران. ويعلق اشداون ان صديقه ربما كان يتحدث سياسة ولكن ‘اظن انه كان يتحدث عن الدين ايضا’. ومن هنا يرى ان النزاع في سورية لا ينحصر فيمن يسيطر عليها بل هو ‘جزء من صراع اوسع، وسورية جزء منه بين السنة والشيعة’. واضاف ان تاريخ السياسة الغربية تجاه العالم الاسلامي حافل بالامثلة التي ‘نتصرف فيها بناء على ما يحدث وليس بناء على ما نطمح ان يحدث’. ومن الامثلة على ذلك ان الغرب اراد التخلص من السوفييت في الثمانينات من القرن الماضي فانتهى به الامر لدعم جماعات جهادية عالمية، كما انه دعم صدام العلماني ضد ملالي ايران ليطيح به. والان يقول ‘اكتشفنا اننا ساعدنا في توسيع تأثير ايران بطريقة لم نردها’. ويمضي اشداون بالقول ان الغرب آمل ان يقود الربيع العربي الى نشوء حكومات علمانية ليشهد ‘صعود السلفية السنية التي تمتد من مالي في افريقيا الى ليبيا ومصر الى الجماعات والفصائل المائلة للتشدد وبشكل كبير في سورية’. وقال ان هذه الثورة المضادة المتطرفة الطابع ‘يتم تمويلها ودعمها من اثرياء في دول عربية نعتبرها صديقة في المعركة ضد الاسد مثل السعودية وقطر ودول خليجية اخرى’.

وتساءل ان كانت اللعبة تتكرر، ام ان تهديدا مرعبا يبرز في عالم الاسلام السني. ويقول ان النظرة الاولى لنتائج الربيع العربي كانت تشير الى امكانية نشوء ديمقراطيات متعددة على غرار النموذج التركي، حيث ظهرت الحكومة التي انتخبت في مصر بداية الربيع العربي انها ستحذو حذو تركيا، اي تدعم البراغماتيين الاسلاميين وتؤمن بالتعدد والتسامح في نظرتهم وفوق كل هذا ديمقراطيون. لكنهم يعتبرون ولنفس الاسباب من نفس السعودية وملوك الخليج على انهم تهديد كبير.

السلفية الصاعدة

ويقول ان النموذج السلفي المتشدد واضح الآن في مالي المعروفة بنموذجها الصوفي، حيث تحول السلفيون هناك الى القوة المتسيدة، ونفس الامر في الجارة ليبيا التي يسيطرون فيها على عدد من العصابات المسلحة خارج عن سلطة الحكومة. وفي مصر، فالتردد واضح من خلال استطلاع للرأي اجري قبل فترة واظهر ان 60 بالمئة من المصريين يؤيدون حكومة سلفية على الطريقة السعودية. وفي سورية فتصاعد دور الجهاديين بدأ يؤثر على استقرار الدول المجاورة بمن فيها تركيا. وفي الاردن ‘هناك تزايد ملحوظ للمعارضة السلفية للملك الذي ينظر اليه على انه مستغرب اكثر من اللازم’. وعلى الرغم من كل هذا يقول انه من الخطأ النظر الى هذه التطورات على انها شكل من اشكال العداء للغرب، فالعداء للغرب هي اثر ثانوي وليس رئيسيا، فالايام التي كان يعرف فيها الوهابيون انفسهم بالعلاقة مع الغرب ولت. فكما اظهرت حربا افغانستان والعراق، كذب اسطورة الحضور الغربي في المنطقة ‘ فنحن لسنا مهمين في الشرق الاوسط’.

سني ضد شيعي

ويعتقد الكاتب ان العالم السني اليوم ‘لا يعرف نفسه كما فعل بن لادن من خلال العلاقة مع ‘الشيطان الاكبر’ بل من خلال علاقته مع ‘الهرطقة الكبيرة’ للشيعة. وهذا هو الصراع الذي يحضر الغرب نفسه ويساعد فيه على الاقل بدون رغبة. ومن هنا يقول ان الغرب يتعامل مع ما يحدث في سورية بطريقة مبسطة اي كفاح بين الحرية والديمقراطية ولكن الصراع اعقد من هذا. فبالنسبة للسلفية المتصاعدة والمضادة للثورة فالنزاع لا علاقة له بالديمقراطية او الديكتاتورية. فسورية هي المقصورة التي سيتم من خلالها قيادة العالم السني وبالتالي مواجهة الخطر الشيعي. واشار الى التقارير التي تحدثت عن الدعم العسكري الامريكي للمقاتلين، وكذا فرنسا، وليس بريطانيا التي تقدم الدعم والتشجيع للمقاتلين. وهذا الدعم ليس مهما اكثر من اهمية وعي الغرب للنزاع الاقليمي ومخاطره وان ننشط اكثر في اقناع ‘اصدقائنا الملكيات العربية من ان افضل رد على الربيع العربي هو التصدي لتحدياته وليس اضعافه’.

لن يحل السلام

وقال ‘نأمل بحلول السلام في سورية، ولكن حتى لو سقط الاسد قريبا، فهناك سبب كبير يدعونا للقول ان السلام لن يحل، لان سورية ليست النزاع بل هي جبهة في امر اكبر، صراع طويل المدى ويتوسع بين السنة والشيعة سيحدد مستقبل الشرق الاوسط’. وختم بالقول ان ‘الروس واعون لهذا، فدعمهم للاسد لا ينبع من كونه ‘رجلهم’ وانه الوحيد الباقي لهم في المنطقة، بل نابع من مخاوفهم ان يمتد داء السلفية الى جمهورياتهم الاسلامية في داغستان والشيشان، فيما يخشى الصينيون من تزايد مظاهر التشدد بين المسلمين اليوغور’. وكل هذه المخاوف تدعو الغرب للحذر وان يعرف الطرف الذي يدعمه.

هيومن رايتس ووتش’: القوات السورية تستخدم أسلحة حارقة

بيروت ـ ا ف ب: قالت منظمة ‘هيومن رايتس ووتش’ الأربعاء إن القوات السورية أسقطت قنابل حارقة على مناطق مأهولة بالسكان ودعت السلطات لوقف استخدام مثل هذا السلاح الذي يسبب ‘معاناة إنسانية قاسية بشكل خاص’.

وأضافت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان أن أغلب الأسلحة التي عثر عليها هي لنوعين من الأسلحة السوفيتية أحدهما يخرج 48 قطعة ذخيرة حارقة صغيرة على مساحة تماثل مساحة ملعب كرة القدم.

وتحتوي الأسلحة الحارقة على مواد سريعة الاشتعال مثل النابالم أو الترميت أو الفوسفور الأبيض ويمكن أن تشعل النيران في المباني أو تسبب حروقا أو أضرارا شديدة بالجهاز التنفسي.

وقال ستيف جوس مدير إدارة الأسلحة في هيومن رايتس ووتش التي تتخذ من نيويورك مقرا ‘هذه الأسلحة تسبب للمدنيين معاناة قاسية بشكل خاص ودمارا كبيرا للممتلكات عندما تستخدم في مناطق مأهولة بالسكان’.

وأضاف ‘يجب أن تتوقف سورية عن استخدام الأسلحة الحارقة إدراكا منها للأذى المدمر الذي تسببه هذه الأسلحة’.

وقالت المنظمة إنها استندت في هذه النتائج إلى مقابلات مع شهود ومن خلال تحليل شرائط مصورة نشرها نشطاء على الانترنت. وخلصت إلى أن مثل هذه القنابل ضربت أربع مناطق على الأقل وهي بلدتان قرب العاصمة دمشق وبلدة في محافظة إدلب بالشمال وبلدة في محافظة حمص. وما زالت هيومن رايتس ووتش تتحقق من استخدام هذه الأسلحة بمناطق أخرى.

ويزداد أمر الإصابات الناجمة عن القنابل الحارقة سوءا في المناطق التي تضررت بشدة في سورية حيث أضيرت البنية الأساسية بسبب الاشتباكات التي تشهدها البلاد وكذلك المستشفيات في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة والتي تعرضت لقصف الجيش.

وجاء في تقرير ‘هيومن رايتس ووتش’ ‘يصعب علاج الحروق خاصة في مناطق الصراع التي تفتقر للمنشآت الطبية اللازمة ومن الممكن أن يكون العلاج ذاته مؤلما جدا.’

وتابعت المنظمة استنادا لنيك جنزن جونز وهو محلل مستقل متخصص في شؤون السلاح أن أغلب القنابل التي تستخدمها القوات الحكومية السورية تحتوي على مادة الترميت.

ومضت المنظمة تقول ‘الترميت لا يستخدم إلا لآثاره الحارقة وليس لوضع علامات مميزة أو إضعاف الرؤية أو الإضاءة أو أغراض أخرى’.

وتحدث نشطاء عن إسقاط قنابل من مقاتلات ميج روسية وانفجارها في الهواء قبل خروج كرات من اللهب منها على منطقة مساحتها أوسع.

ولم توقع سورية على معاهدة الأسلحة التقليدية لعام 1980 والتي تشمل قيودا على استخدام الأسلحة الحارقة في المناطق التي يسكنها عدد كبير من المدنيين. وقالت ‘هيومن رايتس ووتش’ إنها لا تعلم حجم مخزون سورية من الأسلحة الحارقة والتي يعتقد أن الاتحاد السوفيتي السابق هو الذي زودها بها.

مناع: إدراج ‘جبهة النصرة’ على لائحة الإرهاب سيحرج داعميها واجتماع مراكش مجرّد حفلة اعترافات وتأييد

لندن ـ يو بي آي: إعتبر رئيس هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة في المهجر، هيثم منُاع، أن إدراج الولايات المتحدة لجماعة ‘جبهة النصرة’ على لائحة المنظمات الإرهابية سيحرج الدول الداعمة لها، ووصف اجتماع ‘أصدقاء سورية’ في مراكش بأنه مجرّد حفلة إعترافات وتأييد.

وقال منّاع ليونايتد برس إنترناشونال عبر الهاتف، الأربعاء، إن القرار الأميركي بشأن جبهة النصرة ‘إجراء طبيعي لأنه سيكون من غير المعقول الحديث عن حرب ضد الإرهاب بمعيار واحد وميزان واحد من دون أن يتم إدراج هذه الجبهة على لائحة الإرهاب، مع أننا نعتقد من حيث المبدأ أن قوائم الإرهاب غير مدروسة بشكل مستقل’.

واستغرب ‘عدم إدراج جبهة النصرة حتى اليوم على لوائح الإرهاب في أوروبا والأمم المتحدة’، رغم ما اعتبره ‘الطابع الفاقع لعملياتها التي تستهدف المدنيين ولا تميّز بين مدني وعسكري ولا تحترم القانون الإنساني الدولي’.

وأضاف منّاع أن هيئة التنسيق السورية المعارضة ‘تعتبر أن القرار الأمريكي وضع الأمور في نصابها الصحيح لأن جبهة النصرة قتلت مدنيين عن سابق إصرار وتصميم، ونفّذت عمليات جهادية أو انتحارية استهدفت مدنيين سوريين من طوائف أخرى أو من فئات أخرى من المجتمع غير الفرقة الناجية التي تنتمي إليها’.

وتوقع أن يقود القرار الأمريكي إلى ‘دفع الأطراف المسلّحة في سورياة، التي تعمل تحت تنسيق الغرب، لاتخاذ موقف والتوقف عن القيام بعمليات مشتركة، كما هو الحال اليوم مع جبهة النصرة، خشية أن تفقد صفة النضال من أجل الحرية إذا تم إدراجها أيضاً على لوائح المنظمات الإرهابية’.

وعمّا إذا كان القرار الأمريكي سيسبب إحراجاً للدول الداعمة لـ’جبهة النصرة’ وغيرها من الجماعات الجهادية، قال منّاع إن ‘هذا القرار سيسبب إحراجاً للدول المعنية، لكنه لن يغيّر شيئاً على الواقع، لأن هناك تواطؤاً ضمنياً من قبل الدول المعنية، وتحديداً تركيا وقطر والسعودية، مع هذه الظاهرة ما دامت تشكل مادة للتصدير وليس للإستعمال الداخلي’.

وكانت جماعة الأخوان المسلمين السورية المعارضة إنتقدت إدراج ‘جبهة النصرة’ على لائحة الإرهاب، وقال نائب المراقب العام للجماعة، فاروق طيفور، إن القرار ‘خاطئ تماماً لأنه من السابق لأوانه تصنيف الناس داخل سوريا بهذه الطريقة نظراً لحالة الفوضى السائدة في البلاد’.

وقال رئيس هيئة التنسيق الوطنية في المهجر ‘كانت هناك تسهيلات للمعتقلين بتهمة الإنتماء إلى تنظيم القاعدة وتم إخراجهم من السجون السعودية ومنحهم جوازات سفر والسماح لهم بمغادرة المملكة والذهاب إلى اسطنبول، حيث جرى من هناك إرسالهم إلى سورية ودول أخرى، في حين لا يزال مناضلو الحركة الدستورية بلا جوازات سفر وممنوعين من مغادرة المملكة’.

وأضاف ‘نحن نرى تسهيلات لتصدير هذه الظاهرة وكأن هناك اتفاقاً ضمنياَ لوقف العمليات داخل الدول المعنية مقابل تمكين الجهاديين من الوصول إلى مناطق الصراع الخارجية، مثل سورية واليمن ومالي’.

وأشار منّاع إلى أن العديد من الدول الإقليمية والعربية والدولية ‘لا تحرص أبداً على تماسك سورية وقوتها العسكرية والاقتصادية وبغض النظر عن اختلاف مواقفها، لأن الكثير من هذه الدول تريد أن يجعل سورية ضعيفة كي تصبح قوى إقليمية على حسابها’.

وقال ‘إن نفوذ فرنسا، على سبيل المثال، سيقوى في لبنان عندما تصبح سورية ضعيفة، كما أن تركيا يمكن أن تلعب دوراً إقليمياً أقوى طالما أصبحت سورية ضعيفة وكذلك العراق’.

ونفى منّاع أن تكون هيئة التنسيق الوطنية تعمل حالياً مع تيارات معارضة أخرى على صياغة حكومة وحدة وطنية، وقال إن ‘الهيئة لا يمكن أن تخرج عن مقررات مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية في تموز (يوليو) الماضي وتقوم بأي إجراء منفرد، وتعتبر أن الأساس في أي مرحلة إنتقالية هو تجمع أكبر قدر ممكن من المعارضة السورية للإتفاق على حكومة إنتقالية بموجب خطة السلام العربية ـ الأممية التي يُعبر عنها أفضل تعبير اليوم الأخضر الإبراهيمي، المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية’.

وأضاف أن هيئة التنسيق الوطنية المعارضة ‘لديها ثقة بأن الإبراهيمي يسير بحكمة وحذر ويحاول بالفعل ابتكار حل سوري مقبول وقابل للعيش’.

وشدد منّاع على أن هيئة التنسيق ‘لن تفتح أي حوار مع أي طرف في السلطة قبل التوجّه نحو وقف إطلاق النار، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، والسماح بحملة تعبئة حقيقية من أجل الإغاثة، انطلاقاً من معرفتها بأن كل ما يحدث في عمليات الإغاثة وكل الدعايات الإعلامية وغير الإعلامية حولها لا تشكل 10 بالمئة من احتياجات الشعب السوري’.

وقال إن ‘الحوار إذا ما تم بعد تحقيق هذه البنود سيكون من أجل التفاوض على انتقال السلطة، والاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية’.

ووصف منّاع اجتماع ‘أصدقاء سورية’ في مدينة مراكش المغربية، الذي انطلقت أعماله اليوم من دون مشاركة هيئة التنسيق الوطنية، بأنه ‘مجرّد حفلة اعترافات وتأييد، ولن يختلف عن الاجتماعات السابقة’.

وقال ‘نتمنى من المجموعة الدولية أن تكون أكثر جدية، وأن تتعامل مع المعارضة السورية بكل أطيافها ولا تقتصر على الفصائل الموالية أو التابعة للغرب، وأن لا تكرر تجربة المجلس الوطني السوري حين وضعته على الرف بعد نحو شهرين على الاعتراف به لأنه، في نظرها، لم ينجح في توحيد المعرضة السورية’.

وأضاف منّاع ‘نحن نعوّل أكثر على النقاشات الجارية اليوم لإطلاق مبادرة جنيف الثانية، ونرى أنه في حال تمكنت الإدارة الأميركية من عزل المتطرفين الأجانب والسوريين على حد سوء، ونجحت القيادة الروسية في إبعاد الأطراف الرافضة للتسوية السياسية في النظام السوري، فإن طريق الحل السياسي سيصبح معبّداً أكثر’.

وأشار إلى أن هيئة التنسيق الوطنية ‘تعمل مع تيارات معارضة أخرى لعقد مؤتمر في العاصمة المصرية القاهرة من أجل توحيد المعارضة السورية على أسس ومبادئ مؤتمر القاهرة الأول للمعارضة السورية، وتتناقش الآن على تحديد موعد انعقاده، وأجرت مشاورات بشأنه مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي’.

وقال رئيس هيئة التنسيق الوطنية في المهجر ‘دَعَونا أيضاً إلى عقد مؤتمر تشاوري في روما مطلع العام المقبل لكل أطراف المعارضة السورية المؤيدة للحل السياسي والمناهضة للتدخل الخارجي والرافضة للطائفية’.

معركة دمشق وشدّ الحبال الروسيّ الأميركيّ

عكس الاعتراف الاميركي بالائتلاف السوري المعارض شد حبال بين واشنطن وروسيا بعد أقل من أسبوع على لقاء دبلن، وسط كلام على اقتراب معركة دمشق

هيام القصيفي

لا تزال التطورات السورية عنصراً أساسياً في النقاشات اللبنانية بعدما كثر في الآونة الأخيرة الكلام على معركة وشيكة في دمشق وتأثيراتها على لبنان، وسط المعلومات التي بدأت ترشح عن اجتماع دبلن بين وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف.

يقول احد السياسيين اللبنانيين إن إحدى أبرز الخلاصات التي نتجت من المفاوضات الدائرة غرباً وشرقاً حول الوضع السوري ومستقبل النظام، أنها تتعامل مع الرئيس بشار الأسد كأحد أطراف النزاع الذين اصبحوا كثراً في سوريا. ومن شأن ذلك ان يترك تأثيرات كبرى على إطار أي مفاوضات حول مستقبله ومستقبل بلاده، الأمر الذي يعطي بعداً مختلفاً لطبيعة التسويات المقترحة على إيقاع الحرب الدائرة.

وبحسب أوساط سياسية على صلة بدوائر اميركية مؤثرة، أثبتت الأوضاع الميدانية في سوريا في الأسابيع الأخيرة أنه لا يمكن السلطة السورية أو المعارضة حسم الحرب الدائرة بينهما لمصلحتها، وفق موازين القوى الموجودة حالياً. وطرحت الأحداث الأمنية المكثفة التي وقعت الأسبوع الأخير في ريف دمشق وعلى أبواب العاصمة، أسئلة عن احتمالات أن تكون معركة دمشق هي الحدّ الفاصل لكسر حالة الجمود التي تطبع حالياً مختلف المناطق التي شهدت معارك قاسية.

وبغضّ النظر عن انفراط البنية الأساسية للنظام السوري، والحديث عن الاحتمالات المطروحة عسكرياً وسياسياً لمرحلة ما بعد الأسد، إلا أن الكلام الذي يتردد في الصالونات السياسية والإعلامية عن معركة دمشق، ينحو في رأي هذه الأوساط التي تعرف جيداً تركيبة النظام السوري، في اتجاه الاستخفاف بحجم أي معركة على دمشق وخطورتها. فدمشق ليست درعا أو داريا، فهي العاصمة السياسية والإدارية للنظام الذي يؤكد عارفوه أنه لن يسمح بإسقاطها؛ لأن ذلك يعني حكماً نهايته. وهي نقطة الثقل العسكري والاستخباري للنظام السوري، حيث تتجمع فيها كل الوحدات النخبوية وذات الثقل العسكري، بما فيها تلك التي سحبت من بعض المناطق. ودمشق أيضاً خط الدفاع الأساسي عن حلقة النظام الأقرب والتركيبة التي أرساها، وعن العائلة التي تحيط به والطائفة العلوية. لذا إن أي كلام على حسم قريب للوضع السوري من باب إسقاط دمشق كلام متسرع وسابق لأوانه. فمن دون أي عملية نوعية خارجية أو أي انقلاب داخلي على وزن انشقاق لواء كامل من الجيش، فإن لا مؤشرات فعلية على أن النظام السوري يمكن أن يسلم مفاتيح دمشق بمثل هذه السهولة، ولا سيما أنه يعمد اليوم إلى توسيع رقعة انتشاره حول العاصمة في ريفها من لتأمين خط دفاع قوي حولها. فيما يرى محللون أن توقيت المعركة لا يصب في مصلحة المعارضة، بعدما فاتت عليها فرصة الانقضاض على العاصمة بعد اغتيال القادة الأمنيين الأربعة.

كذلك يتجاهل الكلام على معركة من هذا النوع مدى ضغط مثل هذه المعركة على لبنان، للتماس الجغرافي الموجود بين البلدين، ولجهة تدفق المئات من النازحين إليه، إضافة إلى حجم الخسائر البشرية و«الإبادات» التي يمكن أن تحصل في معركة الحياة أو الموت في دمشق، مع الأخذ في الاعتبار قدرة النظام العسكرية الحالية المتفوقة في العاصمة.

كل هذه الاعتبارات يأخذها المفاوضون الأميركيون والروس في الاعتبار، مدركين مدى خطورة مثل هذه المعركة المصيرية وفتح ملف الأسلحة الكيميائية الذي أعقبه قرار حلف شماليّ الأطلسي نشر صواريخ الباتريوت على الحدود التركية.

من هنا، كانت أهمية لقاء كلينتون ـــ لافروف الثنائي، ومن ثم الثلاثي مع الموفد الدولي الأخضر الابراهيمي. وفي محصلة، وصلت بعض تفاصيلها إلى مطلعين لبنانيين أن الطرفين الأميركي والروسي جادان في التفتيش عن إطار الحل السياسي للأزمة السورية، في ظل وجهتي نظر: الأولى يعبّر عنها الأميركيون والدول العربية والمعارضة السورية وتكمن في تقديم رحيل الرئيس السوري بشار الأسد على طرح صيغة الحل. لكن الروس وخلفهم الإيرانيون لا يلاقون وجهة النظر هذه، بل هم يتفقون على تقديم الإطار السياسي قبل رحيل الأسد.

وفي القراءة المقرونة بمعطيات، ثمة اتفاق على ضرورة حفظ هيكلية النظام السوري، بالمعنى الإداري والتنظيمي، كي لا تتكرر تجربة العراق وليبيا؛ لأن أي حل سياسي يجب أن يستند إلى هيكلية قائمة لا إلى فوضى عارمة، يمكن أن تؤدي إلى انفلات عشوائي يطاول لبنان والأردن تحديداً.

وفي جعبة موسكو في إطار مفاوضاتها هذه عدة أوراق. فهي تملك حضوراً مؤثراً في الجيش الذي تعرف تركيبته وفي مؤسسة الحكم وتعرف تماماً خريطة توزع الأسلحة الكيميائية، (التي تراجع الحديث عنها بعد لقاء دبلن) وتفاوض لذلك من موقع قوة من أجل ضمان حقوق الطائفة العلوية والأقليات في أي تسوية سياسية. وتريد وفقاً لذلك أن يكون بعض أركان النظام غير المتورطين مباشرة بالعنف جزءاً من أي مرحلة انتقالية. ولا يزعج هذا الأمر الأميركيين، الذين يميلون إلى تفاهم حقيقي مع الروس بشأنه، مع بقاء الخلاف قائماً حول مصير الأسد شخصياً. وبعد أقل من أسبوع على لقاء دبلن، جاء اعتراف واشنطن بالائتلاف السوري المعارض وانتقاد روسيا لهذا الاعتراف، بمثابة مؤشر على دخول المفاوضات بين الطرفين مرحلة حساسة، وقد تكون حاسمة. فما قيل لم يكن تعبيراً عن مواقف ثابتة، بل هو كلام يدخل في إطار شدّ الحبال الذي بدأ بين الطرفين بشأن بنود التسوية أو تطوير نقاط الالتقاء بينهما، في شأن مصير سوريا. وهو ما ستعكسه التطورات السورية تباعاً.

تضارب الأنباء حول مصير وزير الداخلية السوري.. أصيب لم يصب

 تضاربت الأنباء حول مصير وزير الداخلية السوري محمد الشعار بعد ثلاثة انفجارات استهدفت مبنى الوزارة وموكبا للوزير، وأكدت مصادر إعلامية إصابة الشعار بجراح خطيرة لكن دمشق نفت ذلك.

دمشق: قالت مصادر إعلامية إن وزير الداخليه السوري، محمّد الشعار، تعرض لاصابة في إنفجار استهدف وزارة الداخلية، وسط العاصمة السورية دمشق يوم الأمس.

وأكدت قناه الميادين الفضائية النبأ، فيما أفاد الناطق باسم شبكة شام الإخبارية، سلام محمد، في تصريح لوكالة الأناضول، أن تفجير “كفرسوسة”، الذي استهدف وزارة الداخلية السورية، أدى إلى إصابة وزير الداخلية السورية” محمد الشعار”، بجروح وصفها بالخطيرة.

وأضاف محمّد، أن التفجير أودى بحياة عدد من الضباط، كانوا متواجدين في موقع التفجير، كان من بينهم، العميد عبد المعطي الصالح، قائد عمليات دمشق، والرائد حسن محرز، والعقيد توفيق داود، والنقيب رامي سليمان.

يذكر أن التلفزيون السوري، كان قد بث في وقت لاحق، مشاهد توضح الآثار الناتجة عن التفجير، نافياً أن يكون وزير الداخلية قد أصيب في تلك العملية التي وصفها بالإرهابية.

كما أعلنت وزارة الداخلية السورية مقتل خمسة أشخاص وإصابة 23 آخرين في ثلاثة تفجيرات استهدفت مبنى الوزارة

وقالت وزارة الداخلية في بيانها إن أحد التفجيرات تم عبر سيارة مفخخة تحمل نحو 200 كيلوغرام من المواد المتفجرة.

وأعلن المجلس العسكري لمدينة دمشق وريفها المعارض الأربعاء مقتل العميد عبد المعطي الصالح قائد عمليات دمشق في وزارة الداخلية في تفجيرات استهدفت مقر الوزارة في حي كفرسوسة بالعاصمة دمشق.

وأشار أبو قتادة المتحدث باسم المجلس إلى أن احد التفجيرات الثلاثة استهدف موكب وزير الداخلية السوري.

غير أن مصادر مقربة من دمشق قالت بأن وزير الداخلية اللواء محمد الشعار وكبار مساعديه لم يصابوا بأذى خلال التفجيرات.

 16 قتيلا في انفجار سيارة مفخخة في منطقة قطنا بريف دمشق

من جهة أخرى اعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) مقتل 16 شخصا وجرح 23 آخرين الخميس في انفجار سيارة مفخخة في منطقة قطنا بريف دمشق.

وقالت الوكالة ان “ارهابيين استهدفوا بسيارة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات منطقة رأس النبع السكنية امام مدرسة ميخائيل سمعان فى منطقة قطنا بريف دمشق ما ادى الى استشهاد واصابة عدد من المواطنين ووقوع اضرار مادية فى المكان”.

ونقلت الوكالة عن مصدر في مستشفى الشهيد خالد سقا اميني انه “وصلت الى المشفى جثث 16 شهيدا جراء التفجير الارهابي بينهم سبعة اطفال وعدد من النساء”.

واضاف المصدر انه “تم اسعاف 23 جريحا معظمهم من الاطفال والنساء اصاباتهم خطيرة”.

وقالت سانا ان التفجير “الارهابي ادى الى وقوع اضرار مادية في السيارات والمحال التجارية والمباني السكنية والبنى التحتية في المكان”.

وكانت دمشق شهدت الاربعاء تفجيرات عدة استهدف ثلاثة منها وزارة الداخلية حيث سقط 11 قتيلا على الاقل، كما ذكر مصدر امني سوري والمرصد السوري لحقوق الانسان.

الأسد يفقد السيطرة على البلاد

إلى ذلك  اعلن ميخائيل بوغدانوف احد نواب وزير الخارجية الروسي الخميس ان النظام السوري يفقد السيطرة على البلاد “اكثر فاكثر” واعتبر انه لا يمكن استبعاد انصار المعارضة في النزاع.

وقال بوغدانوف في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الروسية ايتار-تاس “علينا ان نواجه الامر. النظام والحكومة يفقدان السيطرة على البلاد اكثر فاكثر”.

واضاف “وبالتالي لا يمكننا استبعاد انتصار المعارضة”.

وتابع بوغدانوف “الا ان موسكو ستصر لتطبيق اتفاق جنيف والتوصل الى حل سلمي للنزاع”.

وكان بوغدانوف يشير الى الاتفاق حول مبادئ عملية انتقالية سياسية في سوريا تبنه مجموعة العمل حول سوريا في جنيف في 30 حزيران/يونيو.

وروسيا من الدول القليلة التي لا تزال تدعم النظام السوري، كما انها تزوده بالسلاح.

وعرقلت موسكو حتى الان صدور كل مشاريع القرارات التي تندد بنظام بشار الاسد في مجلس الامن الدولي.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/779718.html

نزوح الأرمن يهدد باختفاء أحد أهم مكونات المجتمع السوري

عبدالاله مجيد

تعتمد المدرسة الأكيليكية في العاصمة الأرمنية يريفان كتبًا مدرسية نُقلت جوًا من سوريا، وتعلم المنهج السوري، ويرفع المعلمون السوريون أعلامًا سورية في القاعات. فالجميع هنا سوريون من أصول أرمنية، هجَّرتهم الحرب إلى وطن قومي لا يعرفون عنه إلا القليل.

إعداد عبد الاله مجيد: قالت مديرة المدرسة نورا بليبوسيان، التي نزحت من حلب في الصيف، “من الواضح أن الذين يأتون إلى هنا يريدون العودة. فالأرمنية لغتنا، ولكن ثقافتنا سورية، والمجيء إلى هنا صعب علينا”.

وكان أجداد هؤلاء السوريين الأرمن هربوا من الإبادة الجماعية في زمن الامبراطورية العثمانية قبل نحو قرن، وبنوا حياة جديدة في سوريا، حيث ازدهروا مثلهم مثل العديد من الأقليات القومية التي تعايشت فيها منذ زمن طويل.

لكن نزوح الأرمن الآن وضع مستقبل التنوع الذي تتميز به سوريا موضع تساؤل، رغم أن محنتهم حمتهم من تداعيات الحرب التي لا تحظى باهتمام يُذكر. وهي اليوم تدفع أرمينيا التي تعتمد على جالياتها القوية في الشتات للتعويض عن تواضع ثقلها الجيوسياسي، إلى إجراء حسابات دقيقة لتشجيعهم على نزوحهم الثاني أو كبحه.

اختارت أرمينيا ألا تحسم قرارها لمصلحة هذا الخيار أو ذاك في الوقت الحاضر. فهي ترسل مساعدات إلى الأرمن في سوريا تعينهم على البقاء والصمود. ولكنها تساعدهم أيضًا على الرحيل إلى أرمينيا بصورة مؤقتة أو دائمة، من خلال منح التأشيرات والإقامة والجنسية بلا إبطاء.

وقال فيغن سركسيان مدير مكتب الرئيس الأرمني سيرج سركسيان إن سياسة أرمينيا هي مساعدة السوريين الأرمن على النحو الذي يقترحونه هم على الحكومة.

ولجأ نحو 6000 سوري إلى أرمينيا بسبب القتال في حلب التي يعيش فيها، بحسب التقديرات، 80 ألفًا من أرمن سوريا، البالغ عددهم 120 ألفًا. ويزداد عدد الوافدين كل أسبوع رغم عودة البعض، الذين لا يتحمّلون تكاليف العيش في العاصمة يريفيان أو لا يطيقون البعد عن ديارهم ومصالحهم في سوريا.

يشكل السوريون ذوو الأصول الأرمنية نسبة ضئيلة من سيل اللاجئين السوريين، الذين يُتوقع أن يصل عددهم إلى 700 ألف لاجئ بحلول نهاية العام، غالبيتهم في تركيا والأردن ولبنان. ولكن الأرمن، بخلاف السوريين الآخرين، يستطيعون الحصول على جنسية بديلة بسهولة، وبالتالي فإن سوريا تواجه خطر انقراض واحد من مكونات شعبها المهمة.

والمعروف أن الأرمن السوريين بارعون في صياغة الذهب والفضة ومهنة الطهي. كما إنهم يشكلون حلقة وصل مهمة بين سوريا من جهة وروسيا والغرب من الجهة الأخرى من خلال علاقاتهم مع الشتات الأرمني في العالم.

وفي حين أن أرمن سوريا ظلوا رسميًا محايدين في الحرب الأهلية السورية فإنهم، بوصفهم مسيحيين، ينظرون بتوجّس إلى العناصر الإسلامية المتطرفة بين فصائل المعارضة السورية، وبوصفهم أرمنًا، ينظرون بارتياب إلى دعم تركيا للمعارضة السورية المسلحة.

وتعكس المدرسة الأرمنية بتلاميذها، البالغ عدهم 250 تلميذًا، المشاعر التي تتنازع الأرمن السوريين. فإن كثيرين يريدون العودة إلى البلد الذي هاجر إليه أجدادهم رغم الحفاوة التي يلقونها في وطنهم التاريخي.

وقال رجل قدم نفسه باسم هارون لصحيفة نيويورك تايمز أثناء زيارته النادي الأرمني السوري، الذي افتُتح حديثًا في يريفان، “إن أرمينيا كانت دائمًا تقول “عودوا إلى وطنكم. وأنا بصدق أُحب أرمينيا، ولكنني لن أترك سوريا، وابتهل من أجل العودة فقط”.

يثير توافد الأرمن السوريين من جديد نقاشًا في أرمينيا حول طريقة التعامل مع جالياتها في الشتات بين تشجيعهم على الهجرة أو إبقائهم حيث يعيشون الآن، من الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، حيث يسخون عليها بالتحويلات المالية، ويلتزمون بالدفاع عن مصالح أرمينيا في الخارج.

ويذهب دعاة إعادة التوطين إلى أن خسارة سوريا يمكن أن تكون مكسبًا لأرمينيا في نهاية المطاف. فهم لا يريدون حماية أشقائهم الأرمن فحسب، بل يريدون من السوريين الأرمن الذين كثيرًا ما يكونون أصحاب مهارات وثروات وذوي تعليم وقدرات تجارية، أن يساعدوا على إنهاض الاقتصاد الأرمني ووقف الهجرة من أرمينيا واستيراد أفكار جديدة.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن فاهي يعقوبيان، وهو محام يقيم في كاليفورنيا ولديه استثمارات في أرمينيا وعمل مستشارًا لحكومتها، “إن مثل هذا التنوع ليس من شأنه إلا إثراء الأمة”.

لذا تعمل الحكومة الأرمنية على تيسير إعادة توطين النازحين إليها. فالسوريون في أرمينيا يستطيعون أن يستخدموا رخصة القيادة الصادرة في سوريا، ويحق لهم العلاج مجانًا، ويدفعون أجور الدراسة الجامعية التي يدفعها الأرمني الأصلي. وتقدم منظمات حكومية وأهلية مساعدتها للأرمن السوريين على إيجاد فرص عمل ونقل مصالحهم وأعمالهم إلى أرمينيا.

اغتنمت أقلية نشيطة المخاوف من تصاعد أعمال العنف في سوريا وذكريات الإبادة الجماعية في زمن العثمانيين للدعوة إلى تحقيق هدف قومي أوسع هو عودة جميع الأرمن إلى وطنهم الأول. ويقول ناشطون قوميون إن الأرمن السوريين الذين يحنون إلى سوريا يريدون العودة إلى حلب كما كانت قبل عام، مدينة معروفة بتعايشها السلمي. ولكن حلب هذه قد لا تعود أبدًا.

ولكن الأرمن السوريين المصابين بمرض الحنين الى سوريا يصعب عليهم القبول بإعادة توطينهم في ارمينيا وهم يشيرون الى ان هؤلاء القوميين جاءوا الى ارمينيا باختيارهم وليس هربا من أعمال العنف.

وقالت المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية الأرمنية سالبي غازريان إن أرمينيا أيضًا تحتاج جالياتها ذات النفوذ الواسع في الشرق الأوسط لمساعدتها على التعاطي مع التوترات الإقليمية. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن غازريان إن أرمن البلدان العربية وإيران أسهموا في منع النزاع بين أرمينيا ذات الغالبية المسيحية وأذربيجان ذات الغالبية المسلمة من التحول إلى قضية إسلامية عامة، داعين حكومات بلدانهم إلى عدم الانحياز لمصلحة هذا الطرف أو ذاك.

كما إن أرمن طهران يسهمون في تشجيع التجارة التي تتسم بأهمية بالغة مع إيران، بحسب غازريان، مشيرة إلى أن أرمينيا بلد ليس لديه منفذ بحري، وحدودها مع أذربيجان وحليفتها تركيا مغلقة، وبالتالي فإن إيران شريان الحياة بالنسبة إليها. وأضافت “إذا اختفت هذه الجاليات ستختفي هذه العلاقات الإنسانية، ونبقى من دون أصدقاء طيبين”.

اتخذت أرمينيا موقفًا محايدًا من الانتفاضة السورية، وعملت جاهدة على مساعدة المتضررين داخل سوريا. وغادرت ثلاث طائرات شحن محمّلة بالمواد الغذائية ومعونات تبرّع بها الأرمن من يريفان إلى حلب خلال الفترة الماضية بعد مفاوضات صعبة مع النظام السوري، الذي فرض قيودًا شديدة على المساعدات الخارجية، ومع تركيا التي تمنع عادة طائرات الشحن الأرمنية من التحليق في أجوائها. وجرى توزيع هذه المساعدات في أحياء أرمنية، ولكن من دون تمييز على أساس الطائفة أو القومية.

وقال عضو البرلمان الأرمني فاهان هوفهانيسيان، الذي أشرف على هذه المعونات، “نحن نعتبر سوريا جارتنا”. وأضاف إن الأرمن يشعرون بالامتنان إلى سوريا، لأن سوريا بعد الإبادة الجماعية “أعادت إليهم حياتهم”.

وتدرك حكومة يريفان أن سوريا هي الوطن الوحيد الذي يعرفه أجيال من الأرمن السوريين. وأعطت موافقتها على تدريس المنهج السوري في المدرسة الأكيليكية. وقالت المسؤولة في وزارة التربية الأرمنية آماليا قوجريان “إنهم يشعرون بأن سوريا وطنهم، ولكن الواقع أن لديهم وطنين هما سوريا وأرمينيا”.

وفي المدرسة سُئل تلاميذ الصف من يفتقد سوريا، فأجاب جميعهم بلسان عربي وصوت واحد: “أنا”. وكانوا أهدأ حين سُئلوا عن الحياة في يريفان. وقالوا إنهم يفتقدون المنازل والأصدقاء. وقال أحد التلاميذ إنه لا يستطيع أن يكون سعيدًا وهو يرى صور القتال في حلب. وأوضح فأنا ابن الأحد عشر عامًا، “في حلب كنتُ أرى العلم الأرمني، وكنتُ أُريد الذهاب، وهنا عندما أرى العلم السوري أُريد العودة إلى بلدي”.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/779709.html

بدأت سلمية في سوريا.. لكنها الآن حرب شاملة

أ. ف. ب.

الثورة التي انطلقت سلمية في سوريا، سعيًا لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، تخلت عن سلميتها، وصار العمل العسكري هو السمة الأبرز، ردًا على وحشية قوات النظام التي جرت البلاد إلى حرب شاملة.

دمشق: بعد عشرين شهرا على انطلاق حركة احتجاج شعبية تقمع بالقوة وتحولت الى ثورة مسلحة، باتت وعود الربيع العربي بعيدة كل البعد في سوريا.

وان لم تنطفىء شرارة الثورة، تحولت الحركة الشعبية والسلمية ضد نظام بشار الاسد شيئا فشيئا الى حرب دامية، ردا على وحشية القوات الحكومية.

وحارب مقاتلو المعارضة الذين يحظون بدعم الغالبية السنية، ببنادق مهربة او تم شراؤها من ضباط فاسدين.

وباتوا اليوم يسيطرون على قسم كبير من المناطق الريفية وبعض المدن بحسب مراسل فرانس برس. وفي شمال غرب البلاد اصبحوا على وشك السيطرة على منطقة شاسعة تمتد من حلب (شمال) حيث تدور حرب شوارع لم تحسم بعد، حتى الحدود التركية.

وامتدت حركة الاحتجاج الى شرق البلاد لكن المعارك اقتربت خصوصا من دمشق حيث يشن الجيش النظامي عمليات واسعة ضد “الارهابيين”، التسمية التي يطلقها النظام على مقاتلي المعارضة.

وبات الشيخ توفيق زعيم الحزب الاسلامي النافذ في حلب، مقتنعا بان “النظام يضعف اكثر واكثر يوما بعد يوم”. ويرى انها “بداية النهاية”.

والنظام الذي عجز عن استعادة المناطق التي خسرها، تخلى عن الارياف وكثف الدفاع عن العاصمة والمدن الكبرى والمحاور الاستراتيجية وتقوية المنطقة العلوية على ضفاف البحر الابيض المتوسط.

وتقصف القوات الحكومية القرى والاحياء المتمردة غير آبهة بالضحايا المدنيين.

وامام مراسل فرانس برس قضى اكثر من اربعين شخصا بينهم 22 طفلا في 18 تشرين الاول/اكتوبر في معرة النعمان تحت انقاض مبنى القت عليه طائرة ميغ قنبلة.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان قضى 42 الف شخص معظمهم من المدنيين منذ اندلاع حركة الاحتجاج في سوريا في اذار/مارس 2011.

وفر مئات الاف السوريين من بلادهم، وفي بلدة اطمة ينتظرون وسط اشجار الزيتون قرب الاسلاك الشائكة عند الحدود التركية لعبورها.

وفقدت الاسرة الدولية الامل في ايجاد حل تفاوضي لوقف اعمال العنف في سوريا وتعلم دمشق جيدا انه يمكنها الاعتماد على دعم حليفيها الروسي والايراني.

ولا يزال الجيش السوري المتفوق بعتاده وعديده، قادرا على تنفيذ عمليات على نطاق واسع.

الا ان سلاح الجو السوري قد يخسر تفوقه بسبب استخدام مقاتلي المعارضة صواريخ مضادة للطائرات. وفي نهاية تشرين الثاني/نوفمبر شهد مراسل فرانس برس لحظة تاريخية عندما اسقط الثوار مقاتلتين سوريتين خلال 24 ساعة في شمال غرب البلاد بصواريخ ارض-جو “ضبطت من العدو” على حد قولهم.

واصبح لمقاتلي المعارضة اسلحة خفيفة وذخائر لكنهم لا يزالون يفقترون الى المعدات الاكثر تطورا.

واختارت المعارضة استراتيجية تقضي بقطع خطوط التموين وتضييق الخناق على المدن الكبرى ومحاصرة الثكنات المعزولة.

ونظم مقاتلو المعارضة انفسهم بشكل افضل وشكلوا وحدات مدعومة بمئات المتطوعين الاجانب، لمحاربة العسكريين والشبيحة وعناصر المخابرات.

لكن الاشهر الستة الاخيرة شهدت تصاعد النزعة الاسلامية في صفوف المعارضة وبروز جبهة النصرة المتهمة بانها فرع تنظيم القاعدة في سوريا.

وقد تفرض منظمة جبهة النصرة نفسها على كافة خطوط الجبهة.

ففي العاشر من كانون الاول/ديسمبر استولى جهاديو جبهة النصرة ومجموعات مرتبطة بها على قاعدة الشيخ سليمان آخر معاقل الجيش في غرب حلب.

وقبل يوم شاهد صحافي علم الاسلاميين يرفرف فوق احد المباني.

وقال عضو في الجيش السوري الحر ان “الاسلاميين باغتوا مقاتلي الجيش السوري الحر وهاجموا مساء السبت الثكنة”.

ويثير مقاتلو جبهة النصرة المنظمين جيدا، اعجاب العديد من السوريين الذين باتوا يعتبرون ان كتائب الجيش السوري الحر “فاسدة”.

وجذبت جبهة النصرة التي تضم سوريين اساسا، العناصر المتشددة في المعارضة بينهم جهاديون اجانب.

وينذر حقدهم “للكفار” وتطرف النظام السوري الذي يستخدم الاداة الطائفية، بـ “لبننة” النزاع في سوريا.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/779678.html

الانتربول يرفض البلاغ المقدم إليه من السلطات السورية

بيروت: رفضت المنظمة الدولية للشرطة الجنائية “الانتربول” البلاغ المقدم إليه من السلطات السورية، والذي يتضمن طلبًا من قبل السلطات القضائية السورية بإصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري والنائب عقاب صقر والناطق باسم “الجيش السوري الحر” لؤي المقداد بدعوى تسليح الجيش الحر.

وأوضحت صحيفة “المستقبل” اللبنانية اليوم أن الانتربول وجّه أمس تعميمًا لمكاتبه في الدول العربية يفيد بأن المذكرات السورية “لن يتم الاحتفاظ بها في قاعدة بيانات الانتربول، ولن يكون التعاون في هذه القضية من خلال قنوات المنظمة متماشيًا مع النظام التأسيسي وقوانين الانتربول”.

ونقلت الصحيفة عن بيان الانتربول بهذا الشأن القول إن الأمانة العامة للمنظمة الدولية أجرت مراجعة قانونية للمعلومات الواردة في الطلب للتأكد من التزامها بالنظام التأسيسي وقوانين الانتربول، حيث تم التوصل إلى خلاصة، مفادها أن تسجيل المعلومات الواردة في الرسالة لن يكون متماشيًا مع النظام التأسيسي للانتربول، وخاصة استنادًا إلى المادة الثالثة منه، والتي تنص على أنه “يمنع منعًا باتًا على المنظمة أن تتدخل في أية نشاطات ذات طابع سياسي عسكري ديني أو عرقي”.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/12/779727.html

سعود الفيصل: توحد المعارضة السورية يزيل أي مبرر لاستمرار الانقسام الدولي

أعلن اعتراف بلاده بالائتلاف الوطني.. وتبرعها بـ100 مليون دولار له

الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي يتحدث الى نظيره الفرنسي لوران فابيوس أمس على هامش اجتماع «أصدقاء سوريا» في مراكش أمس (رويترز)

مراكش: «الشرق الأوسط»

أعلن الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، اعتراف بلاده بالائتلاف الوطني باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري، مؤكدا أنها ترى في توحد المعارضة ما يزيل أي مبرر أو ذريعة لاستمرار الانقسام الحاصل في المجتمع الدولي حيال القضية السورية، كما أعلن دعم السعودية تبرعها بمبلغ 100 مليون دولار كمساعدات عن طريق الائتلاف الوطني للتخفيف من معاناة الشعب السوري، مبينا أن الحالة الإنسانية في سوريا «تظل محور اهتمامنا وشغلنا الشاغل خاصة في ظل تفاقم الأوضاع وازدياد عدد النازحين واللاجئين». وقال: «يتعين علينا في هذا الصدد أن ننوه بكل جهد إقليمي أو دولي يسهم في التخفيف من حدة هذه المشكلة». جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الأمير سعود الفيصل في الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء الشعب السوري في دورته الرابعة المنعقد في مدينة مراكش المغربية، حيث يرأس الوفد السعودي المشارك في الدورة، وفيما يلي نص الكلمة:

«أتقدم بداية بالشكر الجزيل لحكومة المملكة المغربية الشقيقة لاستضافتها الاجتماع الرابع لأصدقاء الشعب السوري. وأبدي إعجابي بهذا الجمع الغفير من مؤيدي الشعب السوري وعسى أن يكون لهذا الجمع تأثير على من يخالفون المجتمع الدولي لمناصرة الشعب السوري.

أيها الحضور الكريم: نجتمع اليوم وقد بلغ تدهور الأوضاع في سوريا حدودا قصوى وتجاوزت المعاناة الإنسانية في هذا البلد المنكوب ما لا يمكن تحمله أو السكوت عنه وأصبحت الآلة الحربية للنظام أكثر شراسة وتدميرا. زد على ذلك أننا نقف الآن على أعتاب تحدي إمكانية استخدام السلاح الكيماوي في هذه الحرب الضروس وهو السلاح المحرم دوليا مع ما ينطوي عليه هذا الأمر من عواقب وخيمة ونتائج رهيبة لا يعلم مداها إلا الله عز وجل.

ومع متابعتنا لهذا المشهد المأساوي الذي تتعاقب فصوله على امتداد ما يقرب من العامين يبرز لنا بصيص أمل هذه الأيام يتمثل في تشكيل ائتلاف للمعارضة السورية هدفه انضواء كافة فصائل المعارضة تحت قيادة موحدة، وكلنا أمل في أن يتمكن هذا الائتلاف من بلورة منظور شامل وواضح يتضمن حقوق جميع أبناء الشعب السوري بكافة أعراقه وفئاته وأقلياته، وبما يحقق طموحات الشعب السوري الأبي في الحفاظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا وسيادة واستقلالا.

والمملكة العربية السعودية إذ تعلن اعترافها بالائتلاف الوطني باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري فإنها ترى في توحد المعارضة ما يزيل أي مبرر أو ذريعة لاستمرار الانقسام الحاصل في المجتمع الدولي حيال القضية السورية، وبضرورة توحيد رؤيته في إيجاد صيغة للحل تستند إلى خيارات الشعب السوري وتحقق تطلعاته المشروعة نحو الانتقال السلمي للسلطة بعد أن فقد نظام سوريا مشروعيته بالكامل.

إن الحقائق أمام مجلس الأمن باتت واضحة، كما أن مسؤولياته محددة بموجب ميثاق الأمم المتحدة وأهمها مسؤوليته في حفظ الأمن والسلم الدوليين، وبالتالي لا ينبغي عليه أن يتحول إلى ساحة للمنافسة أو مكان لتصفية الحسابات بين أعضائه الدائمين، وحيث إن المبعوث الدولي مكلف من قبل مجلس الأمن لمعالجة الملف السوري فإن قدرته على أداء مهمته ترتبط ارتباطا وثيقا بوحدة المجلس وفعاليته في التعاطي مع هذا الملف، خصوصا أنه يتمتع بتأييد واسع من المجتمع الدولي.

السيدات والسادة: تظل الحالة الإنسانية في سوريا محور اهتمامنا وشغلنا الشاغل خاصة في ظل تفاقم الأوضاع وازدياد عدد النازحين واللاجئين، ويتعين علينا في هذا الصدد أن ننوه بكل جهد إقليمي أو دولي يسهم في التخفيف من حدة هذه المشكلة، مؤكدين حرص المملكة العربية السعودية على دعم هذه الجهود باعتبارها واجبا إنسانيا. إن من الضرورة بمكان ليس فقط استمرار هذه الجهود، بل لا بد من تكثيفها ومضاعفتها عبر عمل دولي جماعي تشارك فيه المنظمات الإنسانية، يستند إلى آلية أكثر فعالية وملائمة لظروف المرحلة الراهنة. ويسرني في هذا الصدد أن أعلن تبرع حكومة خادم الحرمين الشريفين بمبلغ مائة مليون دولار كمساعدات عن طريق الائتلاف الوطني وهذا لا يشمل بالطبع المساعدات الشعبية المستمرة وكلنا أمل في أن تسهم الدول المشاركة بسخاء في هذا المجال وهو أقل ما يمكن عمله للتخفيف من معاناة الشعب السوري.

ختاما، يحدوني الأمل في أن يصدر عن اجتماعنا الراهن ما يعزز من مكانة ودور الائتلاف السوري والدفع بالجهود الدولية لمعالجة الأزمة السورية على النحو الذي يواكب تطلعات وطموحات الشعب السوري الشقيق».

أوباما يعترف بائتلاف المعارضة السورية رغم «عدم ارتياحه» لوجود تيارات إسلامية متشددة فيه

محللون يتساءلون: هل تسير إدارة أوباما في نفس مسار الأزمة الليبية نحو حل عسكري في سوريا

واشنطن: هبة القدسي موسكو: سامي عمارة

سجل الائتلاف الوطني السوري انتصارا كبيرا عندما أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء الثلاثاء دعم الولايات المتحدة رسميا للائتلاف باعتباره الممثل الشرعي للمعارضة السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وجاء الاعتراف الأميركي بالائتلاف، بعد ساعات من إعلان إدارته إدراج جبهة النصرة السورية على لائحة المنظمات الإرهابية. وفسر المحللون ذلك أنه خطوة للتفريق بين الجماعات المتطرفة التي تتبنى أفكارا راديكالية متشددة تتعارض مع مبادئ الديمقراطية، وبين ائتلاف المعارضة السورية الذي يرأسه معاذ الخطيب. لكنه في الوقت نفسه طرح عدة تساؤلات حول رؤية الولايات المتحدة للمعارضة السورية خلال الفترة المقبلة، وهل ستقدم على تسليحها على الرغم من إدراكها لوجود تيارات إسلامية متشددة داخل قوى المعارضة، وهل تصبح الخطوة مقدمة لتدخل عسكري مثلما حدث في التعامل الأميركي مع الملف الليبي. ووجهت واشنطن أمس دعوة للخطيب لزيارتها في اقرب وقت ممكن لتوثيق العلاقات.

وقد وصف أوباما الاعتراف الأميركي بائتلاف المعارضة السورية بأنه خطوة كبيرة، وقال في مقابلة أذاعتها شبكة «آيه بي سي» الأميركية لقد اتخذت قرارا بأن ائتلاف المعارضة السورية أصبح شاملا بما يكفي، ويعكس ويمثل بدرجة كافية الشعب السوري، ولذا نحن نعتبره الممثل الشرعي للشعب السوري في مواجهة نظام الأسد. وأكد الرئيس الأميركي أن الاعتراف بالائتلاف يأتي معه مسؤوليات مؤكدا أنه «يتوجب على الائتلاف التأكد من أنه ينظم نفسه بشكل فعال ويمثل كل الأطراف ويلزم نفسه بعملية انتقال سياسي تحترم حقوق المرأة والأقليات».

وأبدى أوباما «عدم راحة» من التيارات الإسلامية المتشددة داخل قوى المعارضة السورية، وقال – دون أن يشير إلى جبهة النصرة ليس الجميع المشارك على الأرض في القتال ضد الأسد، من الناس الذين نحن مرتاحون للتعامل معهم. وأضاف، هناك البعض لديهم أجندة أعمال متطرفة ومعادية للولايات المتحدة ونحن ذاهبون للتمييز بين تلك العناصر.

وتعتبر الخارجية الأميركية جبهة النصرة – التي تدعو لإقامة دولة إسلامية في سوريا – منظمة تابعة لتنظيم القاعدة في العراق. وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند «أن جبهة النصرة حاولت تصوير نفسها على أنها جزء من المعارضة السورية المشروعة، لكنها في الواقع محاولة من جانب تنظيم القاعدة في العراق لخطف نضال الشعب السوري لتحقيق أغراضها الخبيثة» لكن الرئيس أوباما لم يبد أي إشارة لإمكانية الاعتراف السياسي والقانوني بالائتلاف المعارضة السورية، أو إمكانية التفكير في تسليحها، أو اتخاذ نفس الطريق الذي اتخذه مع المجلس الوطني الليبي بعد الاعتراف به، وهو مسار الحشد الدولي لحملة عسكرية. وهو ما طالب به المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري وليد البني وقال، الاعتراف الأميركي لطيف، لكننا بحاجة إلي دعم حقيقي، مشيرا إلى الدعم العسكري وتوفير السلاح.

وقد رفضت الولايات المتحدة بحزم تسليح المعارضة السورية خوفا من سقوط الأسلحة في أيدي الجماعات الجهادية المناهضة للولايات المتحدة وتعتقد واشنطن ولندن، إضافة إلى عدد من الدول الأوروبية أن هناك الكثير من العناصر التابعة للمنظمات الإرهابية تقاتل جنبا إلى جنب مع المتمردين السوريين ومن بينها جبهة النصرة. وقال مسؤول أميركي كبير «إن إدراج جبهة النصرة على قائمة المنظمات الإرهابية تعطي إشارة للدول الأخرى المعنية بمساعدة المعارضة السورية أن تحمل على مأخذ الجد مخاوفنا بشأن جبهة النصرة ونفوذها المتزايد في سوريا. وأوضح أن إدراجها على القائمة السوداء لن يؤدي إلي تقليص نشاطها في سوريا بشكل سريع، لكنه يعطي إشارة مهمة للمعارضة السورية والدول الخليجية المساندة للمعارضة بأن جبهة النصرة ينبغي ألا تلعب دورا في الانتقال السياسي في سوريا. بعض المحللين قارن بين الاعتراف الأميركي بالمجلس الوطني الليبي أثناء الأزمة الليبية وما تبعه من خطوات أميركية، وبين تلك الخطوة للاعتراف بائتلاف المعارضة السورية. وقد أشارت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إلى تلك المقارنة بين اللازمة السورية والأزمة الليبية، وقالت: أود أن أذكر لكم كيف كان الوضع في ليبيا، حيث كنا قادرين على اتخاذ خطوات تدريجية واتخذنا خطوات مع المعارضة الليبية وعملنا معهم وسرنا قدما في الطريق الذي تعاملنا معهم سياسيا. وتشير تلك التصريحات إلى انتقال اعتراف أميركا بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي من كونه «ممثلا شرعيا» إلى الممثل الشرعي للشعب الليبي، ثم قام بفتح مكتب له في واشنطن، وفي المقابل أرسلت واشنطن سفيرها كريس ستيفنز مبعوثا إلى بنغازي. كما فتحت تلك الخطوة الأميركية الباب أمام قادة ليبيا الجديدة للوصول إلى مليارات الدولارات من الأصول المجمدة في المصارف الأميركية التي تنتمي لنظام القذافي.

ويبقي السؤال إذا ما يمكن للمعارضة السورية إقامة مكتب اتصال في واشنطن كما فعل الليبيون، كما أنه ليس من المرجح – بالنظر إلى مستوى العنف في سوريا وتهديدات الأسلحة الكيماوية – أن تقوم الولايات المتحدة بإرسال ممثل أميركي إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

ويشير محللون إلى أن الاعتراف بالائتلاف السوري لا يقدم فقط دعما معنويا للمعارضة السورية بل يرسل أيضا رسالة قوية إلى الرئيس بشار الأسد أن الولايات المتحدة مستعدة لتصبح «عدوا» صريحا ومباشرا له.

ويقول مسؤولون بالإدارة الأميركية إن هذه الخطوة تمهد الطريق لمزيد من الدعم الأميركي للمعارضة السورية التي تسعى للإطاحة بالأسد، وأوضح مسؤول أميركي في مؤتمر صحافي عبر الهاتف الأربعاء، أن المقصود هو فضح جبهة النصرة وتوضيح أن فكرهم ليس له دور في مرحلة ما بعد الأسد في سوريا.

الى ذلك انتقدت موسكو قرار واشنطن حول الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري واعتبرته «رهانا على الانتصار العسكري لقوى المعارضة». وقال سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية أمس في ختام مباحثاته مع نظيره السلوفاكي ميروسلاف لايتشيك أمس: «إن اعتراف واشنطن بالائتلاف السوري المعارض يخالف اتفاقات جنيف». وكشف وزير الخارجية الروسية عن أنه فوجئ بالأنباء التي تقول إن الولايات المتحدة اعترفت على لسان رئيسها بالائتلاف الوطني ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري.

ما بعد الأسد.. أهم ما بحثه الوزراء العرب في اجتماع مراكش

الشيخ حمد بن جاسم : ما نتمناه أن تكون للأسد الشجاعة لأن يرحل

مراكش: طلحة جبريل

قال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري إن الفرصة بدأت تضيق الآن أمام بشار الأسد للخروج الآمن من سوريا، وقال: «ما نتمناه أن تكون لديه الشجاعة أن يرحل، وهناك فرصة قليلة أمام بشار، والحل يضيق مع استمرار تدفق الدماء»، مشيرا إلى أن المطلوب في البداية كان أن ينتهي النظام، لكن مع استمرار عناد بشار لم يتبقَّ أمامه سوى فرصة ضيقة لكي يخرج من سوريا. ودعا الشيخ حمد إلى ضرورة التفكير الجدي في إعمار سوريا، مشيرا إلى أن بشار الأسد دمر كل سوريا. كما تطرق إلى الأوضاع الإنسانية وقال إنها كارثية، ودلل على وجود أربعة آلاف جريح في المستشفيات القطرية حاليا.

وقال سعد الدين العثماني إن توقعات المعارضة السورية بسقوط نظام بشار الأسد في فترة أقصاها ثمانية أسابيع لم تناقش، كما لم يتم التطرق إليها بأية صورة من الصور خلال اجتماع «أصدقاء سوريا» في مراكش الذي ضم 114 دولة، وبدا العثماني متحفظا في معرض رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول هذا الموضوع، وقال: «لم نتطرق إلى الأمر حتى في الاجتماعات الجانبية»، ولم يشأن الدخول في التفاصيل، وقال: «أؤكد لك أن هذا الأمر لم يتم التطرق إليه خلال اجتماع مراكش». من جهة أخرى، أعلن العثماني أن اجتماع «أصدقاء سوريا» المقبل سينعقد في العاصمة الإيطالية روما، ملمحا إلى أنه سيركز على الجوانب الإنسانية، لكن المسؤول المغربي لم يحدد موعدا لهذا الاجتماع.

وخلال الندوة الصحافية التي عقدها سبعة وزراء خارجية شاركوا أمس في اجتماع مراكش الذي ضم 114 دولة، قال العثماني إن الشعب السوري لا يطالب بأي تدخل عسكري لحسم الأمور، مشيرا إلى أن قرار تشكيل حكومة انتقالية قرار خاص بالشعب السوري.

وهيمن موضوع المساعدات الإنسانية للشعب السوري على الندوة الصحافية التي عقدها وزراء كل من المغرب وقطر ومصر وتونس ومصر وبريطانيا وكندا، عقب اختتام اجتماع «أصدقاء سوريا» أمس (الأربعاء) في مراكش، وكذلك مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد، وفي هذا الصدد قال رفيق عبد السلام وزير خارجية تونس إن انتقال المعارك إلى قلب دمشق يفرض ضرورة البحث في مرحلة ما بعد سقوط النظام، منوها في هذا الصدد بإنشاء صندوق لإعمار سوريا ما بعد بشار، تتولى الإشراف عليه كل من ألمانيا والإمارات.

وتطرق محمد كامل عمرو وزير خارجية مصر إلى الوضع الإنساني في سوريا، وقال إنه بلغ «مرحلة الخطر، مع تزايد أعداد النازحين واللاجئين»، مشددا على ضرورة نقل السلطة بطريقة محكمة بعد سقوط النظام.

وصول دفعة مساعدات سعودية للنازحين السوريين في لبنان

عبروا عن شكرهم لخادم الحرمين الشريفين داعين له بالشفاء

بيروت: «الشرق الأوسط»

أعلن سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري أمس عن وصول عشرين ألف بطانية من أصل مائة ألف بطانية مقدمة من «الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا»، في إطار المساعدات التي تقدمها المملكة للنازحين السوريين في لبنان.

وأشار، في بيان صادر عن السفارة السعودية في بيروت، إلى أن عسيري «سلم عينات منها إلى عدد من العائلات السورية، بحضور رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللبنانية العميد إبراهيم بشير ومدير مكتب الحملة في لبنان وليد الجلال».

وأكد السفير عسيري أن «الدفعات الأخرى من هذه المساعدة ستصل قريبا وستوزع على النازحين السوريين في مختلف المناطق اللبنانية وهي بمثابة لفتة أخوية رمزية من أشقائهم السعوديين خلال فصل الشتاء». واعتبر أن «الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا تقوم بتوزيع المواد الغذائية على النازحين وهي تقوم وهيئة الإغاثة الإسلامية بجهود جبارة لتنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله، بمساعدة الأشقاء السوريين في كل من لبنان وتركيا والأردن». كما أثنى على «التعاون الذي تقدمه الحكومة اللبنانية ممثلة بالهيئة العليا للإغاثة في تسهيل إيصال المساعدات إلى أصحابها».

ونقل بيان السفارة السعودية عن «المواطنين السوريين الذين تسلموا عينات من البطانيات»، دعوتهم «باسم النازحين السوريين جميعا لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله بالشفاء العاجل، وعبروا عن شكرهم لمقامه لاحتضانهم احتضان الوالد لأبنائه ولكونه أول من سارع إلى تقديم المساعدات المختلفة لهم». وشددوا على أن «هذه المواقف ليست غريبة على المملكة العربية السعودية وقيادتها التي كانت ولا تزال رمزا للخير والعطاء والوقوف إلى جانب الشعوب العربية».

المعارضة تدعو العلويين للعصيان المدني وتعتبر أن «مجزرة عقرب» نقطة تحول

النظام ينفي حدوثها.. وروسيا ترى أنها ستؤدي إلى تأزم العلاقة بين الطوائف

بيروت: كارولين عاكوم

بعد ساعات قليلة على ارتكاب النظام السوري مجزرة بحق أبناء بلدة عقرب ذات الغالبية العلوية، التي ذهب ضحيتها نحو 200 شخص، جاءت دعوة الشيخ أحمد معاذ الخطيب، رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، العلويين في كلمته أمام مؤتمر «أصدقاء سوريا» في مدينة مراكش المغربية، إلى العصيان المدني بالقول: «فمدوا أيديكم لها وأعلنوا العصيان المدني ضد النظام»، مطالبا النظام الإيراني وحزب الله اللبناني بسحب كل أجهزتهم الأمنية من الداخل السوري.

ورغم تأكيد الناشطين والمعارضين أن مشاركة أبناء الطائفة العلوية لا تزال لغاية اليوم، ليست على المستوى المطلوب، وإن كان بينهم ما يصفونهم بـ«الأغلبية الصامتة»، فيعتبر هؤلاء أن «مجزرة العقرب» ستترك آثارها السلبية على النظام الذي يعمل على إشعال الحرب الطائفية، وهذا ما يشير إليه العقيد أحمد حجازي في الجيش السوري الحر قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «مما لا شك فيه أن مشاركة الطائفة العلوية في الثورة لا تزال ضعيفة مقارنة بالطوائف الأخرى وبقية المناطق، لكننا مما لا شك فيه نؤيد كلام الخطيب وندعو العلويين للوقوف إلى جانب إخوانهم من الطوائف الأخرى، والالتحاق بالثورة قبل فوات الأوان». وفي حين لفت حجازي إلى أن هناك عددا من الضباط والعناصر العلويين الذين سبق لهم أن أعلنوا انشقاقهم وانضموا إلى الجيش الحر، إلا أن عددهم بسيط جدا بالنسبة إلى عدد الضباط المحسوبين على هذه الطائفة والذين يتجاوز عددهم 50 ألفا. واعتبر حجازي أن «النظام الذي ارتكب مجزرة العقرب، لا يعدو كونه يقوم بلعبته المخابراتية المعروفة، وبالتالي سيرتكب مجازر عدة مماثلة في المرحلة القادمة؛ للقول إن الطائفة العلوية مستهدفة ويذبح أبناؤها على أيدي المتطرفين الإسلاميين». وشدد حجازي على أن «مرحلة ما بعد سقوط النظام لن تسيء إلى أي طائفة، لأن الثورة هي ضد الظلم والإجرام، وستتم محاسبة كل من ارتكب ظلما وسينال جزاءه أيا كانت طائفته».

بدوره، اعتبر زهير سالم، عضو في المجلس الوطني السوري والمتحدث باسم «الإخوان المسلمين»، أن دعوة الخطيب العلويين للعصيان المدني أتت في مكانها وفي الوقت المناسب، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «آن الأوان لنخرج جميعا تلبية لنداء الثورة، لا سيما بعد المجزرة التي نفذتها قوات النظام بحق عائلات علوية في حماه، والتي أكدت أنه مستعد ليقتل كل الشعب على اختلاف طوائفه لتحقيق مصالحه». وعن موقف الطائفة العلوية من الثورة، قال سالم: «الأمور والمواقف متفاوتة، ولا نستطيع أن نعطي أحكاما مطلقة، لكن ما يمكننا تأكيده أن هناك أكثرية صامتة، وبالتالي لا يستطيع النظام أن يقول إن أغلبية الطائفة العلوية معه، بل سيأتي يوم وينكسر فيه هذا الجليد وسيظهر أن الثورة هي لكل السوريين وليست لطائفة دون أخرى، وضد النظام الذي يلعب على ورقة الطوائف والأقليات». وانتقد سالم نفي النظام حدوث المجزرة ومن ثم اتهام روسيا الإرهابيين بها بالقول: «النظام السوري ينفي حتى أن الشمس تشرق، والموقف الروسي اعتدنا عليه، لكننا نؤكد أن هذه المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام في حماه، واستهدفت عائلات علوية، سيكون لها دور كبير في تغير الموقف العلوي من النظام؛ لما للمجازر والموت من تأثير مؤلم على الجميع ولا يرتبط بطائفة دون أخرى».

مع العلم، بأن النظام السوري كان قد نفى «حصول أي مجزرة في منطقة عقرب»، بحسب ما نقلت وكالة سانا السورية عن مصدر عسكري، بينما أتى الرد الروسي على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية ليؤكد وقوع المجزرة، إنما متهما من أطلق عليهم صفة «الإرهابيين» بتنفيذها، معتبرا أنه من الممكن أن تؤدي إلى تأزم العلاقة بين مختلف الطوائف.

وقال ألكسندر لوكاشيفيتش: «موسكو تستنكر بشدة الهجوم الذي تعرضت له بلدة عقرب السورية، وترى أن مسؤولية ذلك تقع على عاتق الذين يساندون الإرهابيين، والحديث يدور عن مأساة حقيقية، من الممكن أن تؤدي إلى تأزم العلاقة بين مختلف الطوائف».

معتبرا أن الإرهاب يستخدم بشكل واسع من قبل المعارضة المسلحة في مواجهاتها مع السلطات، مضيفا: «مع الأسف فإن بعض شركائنا ما زالوا يتجاهلون هذه التحذيرات. ونرى أن مسؤولية هذه الجريمة ومقتل التلاميذ في مخيم الوافدين وغيرها من الجرائم الإرهابية في سوريا، ومن ضمنها التهديد بإسقاط الطائرات المدنية وإعلان مطار دمشق الدولي منطقة للعمليات الحربية تقع على عاتق ليس فقط المنفذين والمنظمات التي ينتمون إليها، بل بدرجة معينة على عاتق الذين يساندون الرهان على الحل العسكري للأزمة واستخدام القوة لإسقاط النظام القائم، ويقدمون الأموال والمساعدات اللوجيستية لمقاتلي المعارضة، وتزودهم بالسلاح وتساعدهم في تجنيد المرتزقة الأجانب ونقلهم إلى سوريا».

وقال: «المأساة الجديدة التي حدثت في سوريا تتطلب رد فعل مكافئا من جانب المجتمع الدولي وكافة القوى الخارجية، وأصبح لزاما العمل بموجب النقاط التي تضمنها البيان الختامي للقاء (مجموعة العمل بشأن سوريا) الذي صدر في 30 يونيو (حزيران) الماضي».

الحريري: الأسد فقد صلاحيته الأخلاقية والسياسية

النائب العام التمييزي لـ «الشرق الأوسط»: لم أتبلغ بعد بمذكرات التوقيف السورية

بيروت: نذير رضا

سخر رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري من مذكرات التوقيف السورية الصادرة بحقه، معتبرا أن الرئيس السوري بشار الأسد «فقد صلاحيته الأخلاقية والإنسانية والسياسية، وهو مطلوب إلى عدالة الشعب السوري التي سيمثل أمامها عاجلا أم آجلا»، في وقت تشتعل حرب قضائية بين بيروت ودمشق، إذ أصدرت دمشق مذكرات توقيف بحق الرئيس الحريري والنائب عقاب صقر والمتحدث باسم الجيش السوري الحر لؤي المقداد، غداة طلب القضاء اللبناني الاستماع لمدير مكتب الأمن القومي السوري اللواء علي مملوك وعدنان (مجهول باقي الهوية) في قضية الوزير السابق ميشال سماحة.

وتلقى مكتب الإنتربول اللبناني في قوى الأمن الداخلي مساء أول من أمس رسالة إلكترونية بصدور مذكرات التوقيف السورية بحق الحريري وصقر والمقداد من الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، التي كانت تبلغت المذكرات من أحد قضاة التحقيق السوريين، وطلبت تعميمها على وزارات الداخلية في 16 دولة عربية.

لكن هذه المذكرات لم تصل إلى النيابة العامة التمييزية في لبنان. وأكد النائب العام التمييزي القاضي حاتم ماضي لـ«الشرق الأوسط»: «إنني لم أتبلغ بعد بالمذكرات السورية التي تناولتها وسائل الإعلام»، مشيرا إلى أن التبليغ بمذكرات مشابهة «يتم عبر وزارة العدل»، مؤكدا أنه «لم تصلني المذكرات عبر الوزارة، وبالتالي لم أطلع على مضمونها».

وبعيد إعلان دمشق عن إصدارها مذكرة التوقيف بحق الحريري وصقر والمقداد بتهمة «الاشتراك بمد الإرهابيين بالمال والسلاح في سوريا»، أصدر الحريري بيانا، اعتبر فيه أنه «من سخرية القدر أن يتحول الوحش إلى إنسان، ينطق بالعدل ويصدر الأحكام»، مشيرا إلى أن «بشار الأسد وحش كامل المواصفات، فقد صلاحيته الأخلاقية والإنسانية والسياسية، وهو مطلوب إلى عدالة الشعب السوري التي سيمثل أمامها عاجلا أم آجلا». وأكد أن الأسد أيضا «سيمثل أمام العدالة اللبنانية، وهو الذي شارك عن سابق إصرار وتصميم في عمليات الاغتيال والإرهاب وإرسال المتفجرات لإثارة الفتن بين اللبنانيين».

ورأى الحريري أن «مذكرات التوقيف مردودة لصاحبها بشار الأسد الذي تنتظره أقفاص العدالة لمحاكمته بتهم سفك الدماء في لبنان وفلسطين والعراق وقتل الأطفال وإبادة الشعب السوري».

في هذا الوقت، أعلن السفير السوري علي عبد الكريم علي بعد زيارته وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور أن «السلطات السورية وكلت المحامي رشاد سلامة لرفع دعاوى أمام القضاء اللبناني ضد كل من شارك ومول وسلم السلاح للجيش السوري الحر، وكانوا شركاء فعليين في سفك الدم السوري».

من جهته أوضح المحامي رشاد سلامة حول تكليفه من الدولة السورية تقديم شكوى أمام القضاء اللبناني أن الموضوع لا يزال قيد الدرس وأنه لم يقدم أي شكوى.

في المقابل، أصدر الجيش السوري الحر مذكرة اعتقال عسكرية تحمل رقم 2 بحق الرئيس الأسد ووزير العدل السوري نجم الأحمد والمدعي العام السوري مروان اللوجي «بجرم التحريض على القتل والتزوير واستعمال المزور وانتحال الصفة واستغلال النفوذ لتضاف إلى المذكرة السابقة بحق أركان النظام بجرم القتل والإبادة الجماعية وارتكاب جرائم حرب والخيانة العظمى والتآمر على كيان الدولة وإثارة النعرات الطائفية».

وبحسب البيان الذي نشرته مواقع المعارضة السورية على الإنترنت، كلف الحر كتائبه وتشكيلاته في دمشق وريفها «بتنفيذ المذكرة وتسليم المطلوبين إلى أقرب مجلس قضاء ثوري ليصار إلى محاكمتهم بالجرائم المنسوبة لهم».

وجاءت مذكرة التوقيف السورية غداة إصدار قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا قرارا بدعوة المدعى عليهما (مدير مكتب الأمن الوطني السوري) اللواء علي مملوك وعدنان (مجهول باقي الهوية) إلى جلسة في 14 يناير (كانون الثاني) المقبل للاستماع إلى إفادتهما في قضية الوزير السابق ميشال سماحة، وقرر التريث بعدم دعوة مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان.

وجاء في نص الدعوة أن إبلاغ مملوك وعدنان يتم «بواسطة حضرة قاضي التحقيق العسكري الأول في دمشق». وفي حال عدم حضورهما أو في حال عدم رجوع جواب التبليغ قبل موعد الجلسة، «سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية التي ترعى مثل هذه الحالة».

وتخصص الجلسة المذكورة «لسماعهما حول الادعاء عليهما من قبل مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بموجب ورقة الطلب رقم 11148 / 2012».

في هذا السياق، اعتبر السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم أن «الموضوع كان فيه استدراج أكثر مما فيه حقائق دامغة، ومع ذلك الذي يشير إليه الجميع في دهشة واستغراب أن الشخص الأساسي الذي من المفترض أن يوجه إليه الاتهام أو يستحضر إلى الشهادة على الأقل، كان مغيبا في هذا الملف»، لافتا إلى أنه يقصد بكلامه «الشاهد ميلاد الكفوري، ومع ذلك للقضاء رجاله والمدافعون عنه ومحاموه، ونرجو أن تكون الحقيقة هي المعيار وليس الاتهام ولا الاتجار في السياسة ولا قلب الحقائق وتزويرها»، مشيرا إلى أن «سوريا تريد الحقائق وليس افتعال الحقائق».

واشنطن تمتنع عن توضيح ردها إذا استعمل نظام الأسد الأسلحة الكيماوية

ويليام بيرنز: التغيير آت في سوريا واعترافنا بالائتلاف يؤكد ذلك

مراكش: طلحة جبريل

ترك ويليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية الباب مواربا بشأن رد فعل أميركا إذا استعمل نظام الأسد الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري، وقال بيرنز عندما سئل عن هذه المسألة: «ليس فقط الولايات المتحدة ضد هذه الخطوة، بل إن الرسائل من جميع أنحاء العالم تشير إلى أنه سيكون عملا خطيرا، لكنني لا أود أن أدخل في التفاصيل في حالة حدوث ذلك (استعمال الأسلحة الكيماوية)».

وقال ويليام بيرنز في لقاء مع عدد محدود من الصحافيين حضرته «الشرق الأوسط» أمس في مراكش، إن التغيير في سوريا آت، والخطوة التي اتخذناها بالاعتراف بالائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة في سوريا، تؤكد ذلك، وعبر عن اعتقاده بأن اعتراف واشنطن بالائتلاف الوطني يشكل دعما كبيرا للمعارضة السورية. ومضى يقول: «يجب أن نكون مستعدين للتغير منذ الآن في سوريا». وقال بيرنز إن دعوة وجهت بالفعل إلى أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، لزيارة واشنطن مع وفد من التحالف، وعلمت «الشرق الأوسط» أن الخطيب تلقى دعوة مكتوبة لزيارة العاصمة الأميركية.

ودافع بيرنز عن قرار واشنطن اعتبار «جبهة النصرة» السورية منظمة إرهابية، وقال إنها مثل تنظيم القاعدة في العراق، وزاد يقول: «لا نريد أن تختطف جماعة متطرفة ثورة الشعب السوري»، ولم يرد على سؤال حول امتعاض المعارضة السورية من هذا القرار وطلبها من واشنطن مراجعته.

من جهة أخرى وأوضح ويليام بيرنز أن واشنطن قدمت 14 مليون دولار لتمويل مساعدات طبية، ولمح إلى أنه يمكن أن تقدم المزيد من المال لدعم السوريين، مع تأكيد أن مساعداتها ستكون دائما ذات طابع إنساني.

يشار إلى أن ويليام بيرنز كان ألقى كلمة في اجتماع «أصدقاء سوريا» شدد فيها على أنها الكلمة التي كان يفترض أن تلقيها هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية، التي حال المرض بينها وبين الحضور، وحذرت كلينتون في كلمتها من استعمال نظام بشار الأسد استعمال أسلحة كيماوية، مشيرة إلى أن التغيير قادم في سوريا، ودعت إلى ضرورة احترام حقوق الأقليات والمرأة في مرحلة ما بعد سقوط النظام. وقالت إن نظام بشار الأسد يجب أن يمضي فورا.

«أصدقاء سوريا» يعترف بائتلاف المعارضة ممثلا للشعب السوري

اجتماع مراكش يقر بحق السوريين في الدفاع عن أنفسهم ضد وحشية النظام

مراكش: «الشرق الأوسط» القاهرة: أدهم سيف الدين

أقر المشاركون في اجتماع «أصدقاء سوريا» بمراكش، الذين مثلوا 114 دولة، «بالحق الشرعي للشعب السوري في الدفاع عن نفسه ضد حملات العنف الوحشية التي ينتهجها الأسد»، وهذا أوضح إشارة حول موضوع تسليح الثوار السوريين، بيد أنها لم تلب طموح المعارضة السورية التي كانت تريد عبارة صريحة حول التسليح.

واشتملت الخلاصات (البيان الختامي) التي صدرت عقب اختتام الاجتماع، على 43 نقطة، تغطي «صمود ومقاومة الشعب السوري»، و«الالتزام بسيادة سوريا ووحدة أراضيها»، و«التحذير من محاولات تصدير الأزمة السورية»، و«مسؤولية المجتمع الدولي»، و«تشجيع الحل السياسي»، و«الاعتراف بـ(الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية)»، و«وقف انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا»، و«العقوبات»، و«التخفيف من معاناة الشعب السوري»، و«إعادة البناء وتوطيد السلام».

وفي التفاصيل، جاء في الخلاصات أن المشاركين يعلنون «اعترافهم بـ(الائتلاف الوطني) بصفته الممثل الشرعي للشعب السوري والمظلة التي تجتمع تحت لوائها كافة مجموعات المعارضة». وأعرب المشاركون التزامهم تقديم الدعم للائتلاف بما في ذلك «وحدة تنسيق المساعدات»، وجدد المشاركون تأكيد أن «رحيل بشار الأسد في أقرب وقت سيجنب البلاد المزيد من الخسائر». وشدد المشاركون على أن بشار الأسد فقد الشرعية في حكم سوريا.

وأيد المشاركون في اجتماع مراكش قرار حلف شمال الأطلسي الرفع من قدرات تركيا الدفاعية وعزم الحلفاء نشر نظام الدفاع الجوي (باتريوت) في تركيا. وحث المشاركون بعض الدول الداعمة للنظام السوري (روسيا وإيران) على مراجعة موقفها.

وقال المشاركون إنهم يحبذون حلا سياسيا يقوده السوريون أنفسهم، مع دعمهم الكامل لمهمة الأخضر الإبراهيمي المبعوث العربي والدولي المشترك.

وحول مستقبل سوريا كما يراه المشاركون في اجتماع مراكش، فإنها ستكون «حرة ومستقلة وديمقراطية وتعددية، يتساوى فيها جميع السوريين».

ولاحظ المشاركون تصاعد وتيرة انتهاكات النظام السوري لحقوق الإنسان بشكل واسع وممنهج، بما في ذلك الاعتقالات والتعذيب والعنف الجنسي والتدمير المتعمد لمناطق سكنية. وقالوا إن النظام السوري لن يفلت من المساءلة والعقاب، وجددوا الدعوة إلى توثيق خروقات النظام السوري للقانون الدولي، مع ضرورة متابعة المتورطين في هذه الجرائم ومساءلتهم ومحاكمتهم. وبشأن موضوع الأسلحة الكيماوية، قال المشاركون إن استعمال الأسلحة الكيماوية والبيولوجية من طرف النظام سيكون عملا قذرا وسيثير ردود الفعل من قبل المجتمع الدولي، وطلبوا من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية مواصلة جهودها الوقائية.

وجدد المشاركون دعوتهم إلى المجتمع الدولي بتشديد العقوبات ضد النظام السوري، وخاصة من طرف دول الجوار على ألا تستهدف العقوبات المدنيين في سوريا. ونوه المشاركون بالذين انشقوا عن النظام السوري، ووصفوا خطوتهم بالشجاعة، مع التزام برفع العقوبات عنهم حسب ما يكون مناسبا، ووجهوا دعوة إلى جميع العاملين مع النظام السوري والمتعاونين معه والقوات المسلحة والقطاعات المالية والفاعلين الاقتصاديين الابتعاد عن النظام.

وفي موضوع إعمار سوريا، رحب المشاركون بجهود فريق العمل المكلف إعادة البناء والإنعاش الاقتصادي، تحت الرئاسة المشتركة لألمانيا والإمارات العربية المتحدة. وحث المشاركون «الائتلاف الوطني» والمعارضة السورية على الفترة الانتقالية لما بعد الأسد، التي يجب أن تضمن حقوق جميع السوريين.

ومن جانبه قال وليد البني الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني السوري لـ«الشرق الأوسط»: «حققنا تطورا ونتائج إيجابية جيدة في هذا المؤتمر رغم أن طموحات الائتلاف كانت أكبر من الذي قدم على الصعيد الإغاثي، ولكن بكل الأحول مؤتمر مراكش أفضل بكثير من المؤتمرات السابقة، وحصلنا على صفة (الممثل) الشرعي للشعب السوري دون أن يشارك أحد الائتلاف شرعيته».

وأشاد البني بدور الدول التي قدمت المساعدات للشعب السوري لإغاثة اللاجئين خارج سوريا والنازحين في الداخل السوري، وقال: «كان هناك تشجيع حقيقي للشعب السوري في ثورته من الدول المشاركة وخاصة المملكة العربية السعودية التي تبرعت بقيمة 100 مليون دولار، وبقية الدول أصدقاء سوريا قدمت ما بين 30 إلى 100 مليون دولار».

ومن جهتها أعلنت المملكة العربية السعودية على لسان وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل أن الحكومة السعودية ستتبرع بمائة مليون دولار للشعب السوري لتخفيف المأساة، وأكد الفيصل أن الأوضاع الإنسانية في سوريا محور اهتمام المملكة وشغلهم الشاغل في ظل تفاقم الأوضاع. وشدد على أن النظام السوري فقد شرعيته، معلنا الاعتراف بالائتلاف الوطني ممثلا شرعيا للشعب السوري، موضحا تصاعد وتيرة العنف في سوريا.

وبدوره حذر هيثم المالح عضو الائتلاف السوري من تداعيات هذا الاعتراف بالائتلاف السوري بوصفه ممثلا شرعيا للشعب السوري دون أن يكون ممثلا وحيدا وشرعيا للشعب السوري، وقال المالح لـ«الشرق الأوسط»: «نخشى أن تكون هناك لعبة دولية ويتشارك مع الائتلاف الوطني أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد اجتماعه الأخير في العاصمة الإيرانية طهران في منتصف الشهر الماضي، لأنهم يمثلون النظام السوري لا المعارضة السورية».

كما طالب لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي الائتلاف الوطني السوري بتقوية وحدته المدنية والعسكرية من خلال تشكيل حكومة انتقالية بشكل عاجل. وبشأن جهود حل الأزمة قال فابيوس إن العمل ما زال متعثرا في مجلس الأمن لحل الأزمة السورية.

الأسد يحرق شعبه بقنابل سوفياتية

                                            لندن ـ مراد مراد ووكالات

كشفت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أمس أن قوات نظام بشار الأسد تستخدم سلاحاً حارقاً سوفياتي الصنع، يتسبب بألم كبير ويشوه من يصاب به، وأن السلاح هذا استخدم للمرة الأولى في مدينة داريا في ريف دمشق، وفي مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب، وفي مدينة القصير في محافظة حمص.

وأشار تقرير أصدرته المنظمة أمس إلى أن السلاح عبارة عن قنابل تلقيها طائرات على مناطق مأهولة بالسكان، وقال إنه تم تسجيل نوعين من الأسلحة هذه، بعضها يخرج ذخيرة حارقة صغيرة بعد أن يتشظى وينشرها على مساحة تماثل مساحة ملعب كرة القدم.

وتحتوي الأسلحة الحارقة على مواد سريعة الاشتعال مثل النابالم أو الترميت أو الفوسفور الأبيض ويمكن أن تشعل النيران في المباني أو تسبب حروقاً أو أضراراً شديدة بالجهاز التنفسي.

ودعت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان نظام الأسد لوقف استخدام مثل هذا السلاح الذي يسبب “معاناة إنسانية قاسية بشكل خاص”.

وقال مدير إدارة الأسلحة في “هيومن رايتس ووتش” ستيف غوس عن السلاح الحارق الذي تستخدمه قوات الأسد، “هذه الأسلحة تسبب للمدنيين معاناة قاسية بشكل خاص ودماراً كبيراً للممتلكات عندما تُستخدم في مناطق مأهولة بالسكان”. وأضاف “يجب أن تتوقف سوريا عن استخدام الأسلحة الحارقة إدراكاً منها للأذى المدمر الذي تسببه هذه الأسلحة”.

وقالت المنظمة، التي تتخذ من نيويورك مقراً، إنها استندت في هذه النتائج إلى مقابلات مع شهود ومن خلال تحليل شرائط مصورة نشرها نشطاء على الانترنت. وخلصت إلى أن مثل هذه القنابل ضربت أربع مناطق على الأقل، وهي بلدتان قرب العاصمة دمشق وبلدة في محافظة إدلب بالشمال وبلدة في محافظة حمص.

وما زالت “هيومن رايتس ووتش” تتحقق من استخدام هذه الأسلحة في مناطق أخرى.

وتابعت المنظمة استناداً لنيك جنزن جونز، وهو محلل مستقل متخصص في شؤون السلاح، أن أغلب القنابل التي تستخدمها القوات الحكومية السورية تحتوي على مادة الترميت التي “لا تستخدم إلا لآثاره الحارقة وليس لوضع علامات مميزة أو إضعاف الرؤية أو الإضاءة أو أغراض أخرى”.

وجاء في تقرير المنظمة الحقوقية، “ينتج عن السلاح الحارق هذا ألم شديد، يصل غالباً الى العظام، ويمكن أن يتسبب أيضاً بتلف في الجهاز التنفسي. أما علاج الحروق فهو صعب، خصوصاً أن مناطق النزاع تفتقد الى المرافق الصحية والعلاج بحد ذاته يمكن أن يكون شديد الألم. والخوف الدائم والتشوه يمكن أن يقودا الى عزلة اجتماعية”.

وأوضح تقرير “هيومن رايتس” أن الأسلحة الحارقة المستخدمة، وهي روسية الصنع، تنقسم أساساً إلى نوعين، أحدهما يخرج 48 قطعة ذخيرة حارقة صغيرة على مساحة تماثل مساحة ملعب كرة القدم.

وتحدث نشطاء عن إسقاط قنابل من مقاتلات ميغ روسية وانفجارها في الهواء قبل خروج كرات من اللهب منها على منطقة مساحتها أوسع.

وقالت “هيومن رايتس ووتش” إنها لا تعلم حجم مخزون سوريا من الأسلحة الحارقة والتي يعتقد أن الاتحاد السوفياتي السابق هو الذي زودها بها.

معاذ الخطيب يطالب “حزب الله” بسحب مقاتليه من سوريا

لأنه لا يجوز سفك دمائهم دفاعاً عن “نظام أرعن فرعوني”

                                            دعا رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” معاذ الخطيب “حزب الله” إلى سحب مقاتليه من سوريا “فدماؤهم لا يجوز أن تسفك في الدفاع عن نظام أرعن فرعوني”. جاء كلام الخطيب خلال مؤتمر “أصدقاء سوريا” في مراكش بالمغرب، حيث نال الائتلاف مزيدا من الاعتراف الدولي بتمثيله للشعب السوري، من دون أن يعني ذلك فك الحظر المفروض على تسليح الثوار، الذين يستخدمون ما يستولوا عليه من قوات الأسد وما يشترونه من السوق المحلية في معركة عسكرية غير متكافئة البتّة.

أما روسيا التي قاطعت مؤتمر مراكش فقد ساءها اعتراف الرئيس الأميركي بائتلاف المعارضة، واتهم واشنطن بالرهان على “انتصار مسلح” ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد.

ميدانياً، سجلت ثلاثة انفجارات في دمشق أمس أحدها ناتج عن سيارة مفخخة كانت متوقفة أمام مبنى وزارة الداخلية في محلة كفرسوسة وسط العاصمة دمشق.

“أصدقاء سوريا”

على وقع التطورات الأمنية والسياسية داخليا وخارجيا، اعلنت “مجموعة اصدقاء الشعب السوري” خلال اجتماعها في مدينة مراكش المغربية امس، انها تعترف بائتلاف المعارضة السوري “ممثلا شرعيا” للشعب السوري.

وقالت المجموعة البيان الذي صدر في ختام لقاء مراكش “اعترف المشاركون بالائتلاف الوطني ممثلا شرعيا للشعب السوري ومظلة تنظيمية تأتلف تحتها اطياف المعارضة السورية”.

وتضم مجموعة أصدقاء الشعب السوري التي تجتمع للمرة الرابعة على المستوى الوزاري، أكثر من مائة دولة عربية وغربية ومنظمة دولية، اضافة الى ممثلي المعارضة.

ويعتبر لقاء مراكش الاول منذ الاجتماع الذي اعلن خلاله عن توحيد المعارضة السورية، تحت ضغط اميركي خصوصا وبعد دول مثل فرنسا وبريطانيا، اعترفت الولايات المتحدة بدورها الثلاثاء بالائتلاف الجديد للمعارضة السورية.

معاذ الخطيب

وطالب رئيس الائتلاف معاذ الخطيب في كلمته أمام المجتمع الدولي بالإعتراف بجماعته ممثلاً شرعياً للشعب السوري، لافتاً الى أن هدف الائتلاف هو إسقاط النظام ومن ثم التهيئة لمؤتمر وطني جامع.

وقال إنه يطالب المجتمع الدولي بأن يعتبر الائتلاف الممثل الشرعي للشعب السوري، ويعطى كافة الصلاحيات المترتبة على ذلك.

ودعا إلى تقديم دعم مالي وصحي وإغاثي عاجل للشعب السوري وإنشاء صندوق دعم مفتوح لإعادة الإعمار وتجديد البنية التحتية لسوريا وتقديم كل أنواع الدعم الفني للبناء.

كما طالب بالإعتراف بحق الشعب السوري بالدفاع عن نفسه بكافة الوسائل الممكنة، وتجميد أموال من وصفها بـ”العصابة الحاكمة في كل الدول، وهي الأموال المنهوبة من الشعب السوري لوضعها من أجل الإعمار والبناء القادم”.

كما دعا إلى إعداد الملفات اللازمة لتقديم المسؤولين عن الجرائم في سوريا إلى محكمة الجنايات الدولية.

وطالب الدول بتسهيل إجراءات الإقامة والتنقل والعمل للسوريين، ومن السفارات السورية الاستجابة إلى حالات السوريين وتسهيلها.

وقال الخطيب “إن هدف الائتلاف هو إسقاط النظام ثم التهيئة لمؤتمر وطني جامع يسير بسوريا نحو مستقبل واعد، وعند تلك اللحظة سيُحَل الائتلاف ذاتياً”. وأضاف “إن سعينا لإسقاط النظام وتفكيك بنيته الأمنية لا يعني تقويض بنية الدولة، وأشار الى النظام يجب أن يرحل ومؤسسات الدولة ملك للشعب نطالبه بالمحافظة التامة عليها”.

كما رحّب بالقيادة العسكرية المشتركة “التي تقودها كفاءات عالية مخلصة نبارك لهم جهودهم في الدفاع عن شعبنا ليكونوا نواة جيش وطني قادم”.

وطالب الخطيب المجتمع الدولي أن يتخذ خطوة حاسمة تجاه النظام، وحمله، وخصوصا روسيا، المسؤولية “في حال استخدم النظام الأسلحة الكيميائية ضد شعبنا”، وطالبها “برفع كامل الغطاء السياسي وإيقاف أي دعم عسكري للنظام”.

ورفض تدخّل قوات أجنبية، وقال “نرفض تماماً تدخّل أي قوات أجنبية، وشعبنا يسأل عن السكوت عن ذبحنا 20 شهراً ثم الكلام عن هذا الموضوع الآن”. أضاف: “أقول لشعبنا المرابط إن وعيك وحرصك على عدم حصول أي نزاعات طائفية أو مقدّمات لحرب أهلية وحده الضمان لعدم دخول قوات أجنبية”.

وتوجه إلى العلويين قائلاً “أوجه رسالة مباشرة إلى الأخوة العلويين ونقول بكل صراحة إن الثورة السورية تمد يديها لكم فمدوا أيديكم لها وابدأوا العصيان المدني ضد النظام فقد ظلمكم كما ظلمنا”.

وقال “نطالب النظام الإيراني بسحب كافة خبرائه من سوريا”.

كما طالب “قيادة حزب الله بسحب أي مقاتلين لها، إن وجدوا في سوريا، فدماؤهم لا يجوز أن تسفك في الدفاع عن نظام أرعن فرعوني”.

ونفى الخطيب وجود أي اتفاقات سرية مع الولايات المتحدة، وقال “لم نذهب حتى الآن إلى الولايات المتحدة ولم نعقد أي اتفاقات سرية أو علنية معها، ولكنها بحكم مسؤوليتها الدولية تقوم باتصالاتها السياسية مع مختلف دول العالم للبحث عن أفضل التفاهمات لإنهاء محنة السوريين وخلافنا في وجهات النظر مع الولايات المتحدة في العديد من القضايا لا يمنعنا من رؤية الجانب الإيجابي من تحركها تجاه شعبنا”.

تونس

واعترفت تونس رسمياً أمس بالإئتلاف الوطني السوري “ممثلاً شرعياً للشعب السوري”. ونقلت وسائل إعلام تونسية مقتطفات من كلمة وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام خلال الدورة الرابعة لمؤتمر أصدقاء سوريا، قال فيها “تُعلن تونس إعترافها بالإئتلاف باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري، والمحاور الأساسي للمنتظم الدولي”. وأعرب عن أمله في أن يرى “سوريا الجديدة والمحررة تنهض مجدداً من تحت أنقاض الخراب والدمار”.

مصر

وأكد وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أهمية دعم الائتلاف الوطنى وتشجيع أطياف المعارضة التي لم تفعل ذلك بعد وضرورة التنسيق معه ومؤازرة جهوده لطرح رؤية موحدة وشاملة لعملية البناء الديموقراطى لسوريا الجديدة، مؤكدا ترحيب مصر بطلب الائتلاف أن يكون مقره في القاهرة وتعهدها بتقديم كافة أشكال الدعم اللازم له ليقوم بمهامه على الوجه الأكمل.

وقال عمرو في كلمة أمام المؤتمر، “إن الشعب السوري خطا خطوة مهمة فى جهوده لتوحيد صفوف المعارضة بالاتفاق على تشكيل الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية استكمالا للجهود التي سعت مصر وشقيقاتها من الدول العربية وباقي أعضاء المجتمع الدولي، ومن خلال جامعة الدول العربية لتحقيقها على مدى الأشهر الماضية”. وأضاف، “لقد أنصتنا جميعا لصوت العقل والحكمة فى كلمة الملك محمد السادس ملك المغرب والتى أوضحت بجلاء مدى انحيازه وشعبه الكريم لكفاح الشعب السورى لتحقيق الحرية والكرامة , كما استمعنا إلى كلمتي أحمد معاذ الخطيب رئيس ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية وسهير الأتاسي نائبة رئيس الائتلاف اللذين أوضحا لنا من جديد مدى المأساة التي يعيشها شعبنا فى سوريا”.

وتابع “إننا نجتمع اليوم فى توقيت بالغ الدقة فى مسيرة الشعب السوري من أجل نيل حقوقه في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، حيث لاتزال آلة القمع والقتل التابعة للنظام تواصل استهداف أبناء هذا الشعب فى محاولة يائسة لوقف حركة التاريخ الذى حتما سينحاز لجانب الحق والعدل”.

والتقى عمرو على هامش المؤتمر مع قيادات الائتلاف، وشدد خلال اللقاء على أهمية الخطوة الخاصة بالاعتراف بالائتلاف باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري..مؤكدا استعداد مصر لتقديم كل الدعم للائتلاف ولمكتبه في القاهرة. وأكد الطرفان اعتزامهما تكثيف التشاور في المرحلة القادمة بشأن الانتقال المحكوم والمنشود للسلطة في سوريا.

قطر

وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني قال في أمام “أصدقاء سوريا” إن حكم الأسد انتهى بعد الانتفاضة المستمرة منذ 20 شهرا والتي تقدمت خلالها المعارضة إلى أطراف دمشق. وأضاف الشيخ حمد أن العالم عليه واجب إنساني وأخلاقي يدعوه لتقديم الدعم بالوسائل الشرعية لمن يقاتلون ضد القمع ومن أجل حريتهم.

وقال الشيخ حمد عقب الاجتماع “إن ما حدث يكفي” داعيا الأسد “لاتخاذ قرار شجاع بالتنحي لوقف إراقة الدماء والدمار والانسحاب من أجل السماح لأبناء الشعب السوري بإقامة حكومة ودولة يعتقدون أنهما مناسبتان.

واعتبر في مؤتمر صحافي أن النتيجة واضحة لكنه تساءل عن كمية الدماء التي يتعين على السوريين دفعها لتحقيق هدفهم. وقال إنه يأمل أن تعترف القيادة السورية بالحقيقة وإن الشعب سينتصر.

فرنسا

وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قال إن أكثر من 100 دولة تعترف بالائتلاف الوطني السوري ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري. وأعرب عن أمله في حصول اعتراف دولي بالائتلاف خلال شهر. وقال يجب أن يكون عام 2013 عام سوريا الديمقراطية والموحدة والحرة . وأضاف أن جزءاً مهماً من الأراضي السورية حُرّرت، وشرعية النظام باتت شبه معدومة. واختصر فابيوس الوضع بسوريا بكلمتين المعاناة والألم.

لكن كرر أن فرنسا ليست مستعدة بعد لتزويد مقاتلي المعارضة السورية بالسلاح رغم تشكيل مجلس عسكري جديد للمعارضة. وقال للصحافيين قبل الاجتماع “في الوقت الراهن قررنا عدم التحرك . سنرى خلال الاشهر القليلة القادمة”.

ورحب فابيوس الذي كانت حكومته أول من اعترف بالمعارضة السورية بتشكيل المجلس العسكري للمعارضة باعتبار أن ذلك يساعد على تنسيق العمليات العسكرية لفصائل المقاتلين.

بريطانيا: وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في مراكش، ان الاعتراف الجماعي الذي حصل عليه ائتلاف معارضي النظام في دمشق يشكل “تقدما حقيقيا”. واضاف ان “النقطة الاساسية الآن هي الحصول على مزيد من المساعدة (…)، وفي حالتنا، سيكون دعمنا غير مسلح بل سيركز على المساعدات الانسانية”.

واشنطن

نائب وزير الخارجية الأميركية وليام بيرنز قال على هامش اجتماع مراكش ان الخطيب مدعو لزيارة واشنطن. وقال، “لقد وجهنا الدعوة لمعاذ الخطيب ولقيادة الائتلاف الوطني (السوري) من اجل القيام بزيارة الى واشنطن في أقرب فرصة”.

وسبق لبيرنز، وهو أكبر مسؤول يمثل بلده في لقاء مراكش بدل وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الغائبة بسبب طارئ صحي، ان اعتبر ان الولايات المتحدة قد “التحقت بشركائها بأخذ مبادرة مهمة”.

وذكر بيرنز بأن بلاده “اعترفت بالإئتلاف الوطني لقوى المعارضة ممثلا شرعيا للشعب السوري”.

وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اعلن الثلاثاء اعتراف الولايات المتحدة بدورها بالائتلاف السوري المعارض “ممثلا شرعيا” للسوريين.

وقد جاء إعلان أوباما في سياق مقابلة مع قناة “إيه.بي.سي نيوز” التلفزيونية عشية اجتماع “أصدقاء سوريا” في المغرب لكنه لم يصل إلى حد إجازة تسليح الثوار الذين يسعون للإطاحة بالأسد.

وقال اوباما “انها خطوة كبيرة.” في تحرك قد يمنح المعارضة المناهضة للأسد دفعة دبلوماسية بعد نحو عامين من الصراع.

وأكد أوباما في مقابلة التي أجرتها باربرة وولترز معه في البيت الأبيض “اتخذنا قرارا مفاده ان ائتلاف المعارضة السورية يتسم الآن بانه اشتمالي بدرجة كافية وأنه يعكس الشعب السوري ويمثله بدرجة كافية ولذا فإننا نعتبرهم الممثل الشرعي للشعب السوري في معارضة نظام الأسد”.

غير ان اوباما أوضح انه ما زال يشعر بالقلق بشأن بعض الفئات السورية المسلحة المرتبطة بالائتلاف السوري وانه غير مستعد لبدء تزويد المعارضين بالأسلحة وهو أمر يرفضه بشدة على الرغم من مطالبات بعض المنتقدين الجمهوريين.

وقال اوباما “ليس كل من يشارك على الأرض في قتال الأسد أناس نستريح إليهم. فالبعض فيما أرى يتبنون أجندة متطرفة أجندة مناهضة لأمريكا وسوف نعمل على التمييز بين تلك العناصر”. وخص اوباما بالذكر جماعة “جبهة النصرة السورية” التي أدرجتها واشنطن على قائمتها للمنظمات الإرهابية الأجنبية قائلة إنها تحاول خطف نضال الشعب السوري نيابة عن تنظيم القاعدة في العراق.

وقال عبد الباسط سيدا عضو ائتلاف المعارضة وعضو المجلس الوطني السوري المعارض لوكالة “رويترز”، “الاعتراف الدبلوماسي ليس كافيا. اننا في حاجة الى دعم عسكري. فقد بدأت مرحلة انتقالية ونحن نريد الوسائل اللازمة للدفاع عن الأجزاء المحررة من سوريا من ضربات النظام”. واضاف “اننا نقترب من النهاية والمعارك في دمشق تقترب كثيرا من الحرم الداخلي للنظام ولا أتوقع أن يستمر بشار طويلا”.

روسيا

ورأت موسكو اعتراف الولايات المتحدة بالائتلاف الوطني السوري المعارض بوصفه الممثل الشرعي للشعب السوري وقالت إن هذا يتعارض مع جهود السعي الى تحقيق الانتقال السياسي في البلاد.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه دهش من اعتراف واشنطن بالائتلاف الذي يشير الى أن الولايات المتحدة تراهن على “الانتصار المسلح” للائتلاف على حكومة الرئيس بشار الأسد. وأضاف “هذا يتعارض مع الاتفاقات التي يحددها بيان جنيف والذي يقترح بدء حوار سوري شامل بين الممثلين الذين تحددهم الحكومة من جهة والمعارضة من جهة أخرى”.

وتابع لافروف “خلال مشاورات جرت منذ ثلاثة ايام في جنيف اعتقدنا أن الأمريكيين فهموا ضرورة توفير الظروف لإجراء حوار سوري شامل يضم أعضاء من الحكومة ايضا”. وأضاف “بالنسبة لنا هذا تطور غير مقبول وسنسعى الى استيضاح ماذا يدور في ذهنهم تحديدا (الولايات المتحدة)”.

الصين

وعبّرت الصين امس، عن الاستعداد للحفاظ على اتصالاتها مع الأطراف المعنية في سوريا، وحثّت الجميع على العمل في سبيل تحقيق التسوية العادلة والسلمية والمناسبة للأزمة السورية.

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة شينخوا عن المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي، قوله تعليقاً على الاعتراف الأميركي بالائتلاف السوري المعارض ممثلاً شرعياً للشعب، إن الصين مستعدة للحفاظ على اتصالاتها مع الأطراف المعنية في سوريا.

وقال هونغ إن مستقبل سوريا ومصيرها ينبغي أن يقرره الشعب السوري بنفسه.

وأشار إلى ضرورة إطلاق العملية الإنتقالية السياسية بقيادة الشعب السوري، والدفع بها قدماً في أقرب وقت ممكن من أجل تحقيق التسوية العادلة والسلمية والمناسبة للقضية. وأضاف أن بيكين تأمل بأن تعمل كل الأطراف المعنية في سوريا باتجاه الأهداف الآنفة الذكر.

تطورات ميدانية

ميدانيا، استهدفت ثلاثة انفجارات، احدها ناتج عن سيارة مفخخة، وزارة الداخلية السورية في منطقة كفرسوسة في غرب دمشق امس بحسب ما ذكر التلفزيون الرسمي السوري.

وقال التلفزيون في شريط اخباري عاجل “ثلاثة تفجيرات ارهابية ادت الى تضرر الواجهة الامامية لوزارة الداخلية” في كفرسوسة في غرب دمشق، مضيفا في شريط آخر ان “احد التفجيرات ناتج عن سيارة مفخخة”. كما اشار الى وقوع اصابات.

وكان التلفزيون اورد معلومات اولية فيها ان الانفجارات استهدفت الباب الخارجي لوزارة الداخلية.

وبث تلفزيون “الاخبارية السورية” الرسمي صورا عن مكان وقوع الانفجار من منطقة كفرسوسة ظهرت فيها فجوة كبيرة وحجارة على الارض ودمار واسلاك كهرباء متدلية، بالاضافة الى بقع دماء على الارض.

وفي 18 تشرين الاول، فجر انتحاري نفسه على دراجة نارية قرب مقر وزارة الداخلية في دمشق، من دون ان يتسبب بوقوع ضحايا. وتوجد في المنطقة ايضا مراكز امنية عدة.

ومنذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الاسد ثم تحولها الى نزاع دام، وقعت انفجارات عدة في العاصمة بعضها انتحاري استهدفت في احيان كثيرة مراكز حكومية وامنية، وكان اشدها انفجار 18 تموز الذي استهدف مقر الامن الوطني وقتل فيه اربعة مسؤولين امنيين كبار.

اما التفجير الذي حصد اكبر عدد من القتلى في العاصمة، فوقع في ايار واوقع 55 قتيلا.

وقالت وكالة الأنباء السورية “سانا” في وقت سابق ان عمليتي تفجير وقعتا في دمشق وريفها، الاولى تمثلت بانفجار عبوتين ناسفتين ملصقتين بسيارتين في وسط دمشق، والاخرى بتفجير عبوتين مزروعتين على الطريق في مدينة جرمانا جنوب شرق العاصمة، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا”.

وتحدثت الوكالة عن مقتل شخص واصابة خمسة آخرين في جرمانا، واصابة شخص بجروح في شارع النصر خلف القصر العدلي في دمشق.

وفي خبر آخر للوكالة ان “ارهابيين فجروا عبوتين ناسفتين الصقوهما بسيارتين خلف مبنى القصر العدلي في منطقة القنوات بدمشق، ما أدى الى اصابة شخص بجروح ووقوع أضرار مادية في المكان”.

وقتل 54 شخصا واصيب 120 بجروح في 28 تشرين الثاني في انفجار سيارتين مفخختين في جرمانا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. واتهم الاعلام الرسمي السوري “ارهابيين” بالعمليتين.

وسبقت هذا الانفجار ثلاثة انفجارات اخرى وقعت بين آب وتشرين الاول الماضيين في المدينة نفسها التي يقطنها دروز ومسيحيون، وحصدت العديد من القتلى والجرحى.

هذا ويلف الغموض الحادث الدموي الذي وقع اول من امس في بلدة عقرب في محافظة حماة في وسط سوريا واستهدفت علويين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.

وبسبب التطورات الأمنية، قررت السفارة المصرية فى دمشق امس استمرار الجسر البري لإجلاء أبناء الجالية المصرية المتبقين فى سوريا عن طريق الآراضى اللبنانية، حتى اليوم الخميس.

وكانت السفارة قد وجهت نداء فى الأول من كانون الأول الجاري إلى المصريين المتبقين في سوريا للتوجه إليها لمساعدتهم على مغادرة الأراضى السورية عن طريق لبنان. وقامت بالتنسيق مع الجهات المعنية فى سوريا ومع السفارة المصرية في لبنان، وتم إجلاء أكثر من 60 مصريا عن طريق مطار بيروت.

وقال القائم بالأعمال المصري في دمشق علاء عبدالعزيز لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في سوريا، إن السفارة تلقت استغاثات من عدد من المصريين العالقين في مناطق المواجهات يؤكدون عدم تمكنهم من الوصول إلى السفارة خلال الرحلة السابقة بسبب الاشتباكات الجارية في المناطق التي يقيمون فيها.

وأشار إلى أن السفارة قررت إقامة جسر بري جديد إلى بيروت خصوصا أن عدد المستغيثين يقترب من المئة. وأضاف أنه “تحدد (يوم) الخميس موعدا لمغادرة المجموعة إلى مصر عن طريق مطار بيروت الدولي”.

وأفاد القائم بالأعمال المصري بأن السفارة ستقوم أيضا بإجلاء كافة العاملين في شركة مصر للطيران، حفاظا على أرواحهم في ظل تعليق رحلات الشركة إلى دمشق لأجل غير مسمى.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، أ ش أ)

] الائتلاف الوطني السوري يحصد اعتراف 130 دولة ] 100 مليون دولار من السعودية والخطيب إلى واشنطن

تفجير وزارة الداخلية ومقتل ضباط كبار بينهم قائد عمليات دمشق

أدّت سلسلة تفجيرات استهدفت مبنى وزارة الداخلية في دمشق أمس، إلى مقتل عدد من كبار ضباط النظام منهم قائد العمليات العسكرية في العاصمة السورية العميد عبدالمعطي الصالح من ضمن ثمانية قتلى آخرين وخمسين جريحاً حسب حصيلة أولية.

وفي مراكش، اعترفت واشنطن أمس بالائتلاف الوطني السوري المعارض باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري، من ضمن اعتراف جماعي لمجموعة أصدقاء سوريا اجتمعت امس بحضور ممثلين لـ130 دولة، طالبها رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب الذي دعته الولايات المتحدة إلى زيارتها، بدعم الشعب السوري.

وأعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل خلال الاجتماع الوزاري الرابع للمجموعة تقديم بلاده 100 مليون دولار للائتلاف الوطني السوري المعارض، في حين دعا رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، النظام السوري إلى اتخاذ قرار شجاع لوقف حمام الدم بسوريا، معرباً عن اعتقاده أن فرص خروج آمن للأسد أضحت قليلة.

ففي سوريا أعلنت المعارضة أمس أن عدداً من كبار الضباط قتلوا في انفجار استهدف مقر وزارة الداخلية في منطقة كفرسوسة غرب دمشق أمس، منهم العميد عبدالمعطي الصالح قائد العمليات العسكرية في العاصمة، ومن الضباط الذين سقطوا في التفجير العقيد توفيق داوود والرائد حسن محرز والنقيب رامي سليمان حسب موقع “أحرار ثورة الكرامة”.

وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان ومركزه لندن ان الانفجارات الثلاثة اسفرت عن مقتل ثمانية جنود سوريين واصابة اكثر من اربعين.

وفي القاهرة، ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط ان المبنى الذي يضم السفارة المصرية في دمشق اصيب بأضرار فادحة من جراء احد الانفجارات وأن احد موظفيها اصيب. دولياً، وبعد الاعتراف الكامل لعدد من الدول الأوروبية على رأسها فرنسا وبريطانيا بالائتلاف الوطني السوري، اعترفت الولايات المتحدة بالائتلاف المعارض باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري.

واعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن مكونات الائتلاف الذي تشكل أخيراً تضم عدداً كافياً من الجماعات التي تمثل أطياف الشعب السوري.

وقال أوباما في مقابلة أذاعتها شبكة “أي بي سي” الأميركية أمس، “لقد اتخذنا قراراً بأن ائتلاف المعارضة السورية شامل الآن بما يكفي، ويعكس ويمثل بدرجة كافية الشعب السوري”. وأضاف “نحن نعتبرهم الممثل الشرعي للشعب السوري في مواجهة نظام الأسد”.

وكانت مجموعة اصدقاء الشعب السوري المعارضة للنظام المجتمعة في مراكش المغربية أمس، اعترفت بائتلاف المعارضة السورية “كممثل وحيد” للشعب السوري، وقال سعد الدين العثماني وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي خلال ندوة صحافية في ختام اللقاء الذي حضره ممثلون لـ130 بلدا “اليوم (أمس)، تم الاعتراف الكامل بالائتلاف الوطني كممثل وحيد” للشعب السوري.

وتضم مجموعة أصدقاء الشعب السوري التي تجتمع للمرة الرابعة على المستوى الوزاري، أكثر من مئة دولة عربية وغربية ومنظمة دولية، اضافة الى ممثلي المعارضة. ولقاء مراكش هو الاول منذ الاجتماع الذي اعلن خلاله عن توحيد المعارضة السورية، تحت ضغط اميركي خصوصاً.

ومن مراكش، طالب رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” معاذ الخطيب دول العالم بدعم الثورة السورية، وطالب “حزب الله” بسحب مقاتليه من سوريا “فدماؤهم لا يجوز أن تسفك في الدفاع عن نظام أرعن فرعوني”، وتوجه إلى إيران “نطالب النظام الإيراني بسحب كافة خبرائه من سوريا”. (التفاصيل ص 14)

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في مراكش، ان الاعتراف الجماعي الذي حصل عليه ائتلاف معارضي النظام في دمشق يشكل “تقدما حقيقيا”. واضاف ان “النقطة الاساسية الآن هي الحصول على مزيد من المساعدة”. وتابع هيغ “في حالتنا، سيكون دعمنا غير مسلح بل سيركز على المساعدات الانسانية”.

وأعلن وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رينديرز ان بلجيكا اقترحت على الائتلاف الوطني فتح ممثلية له في بروكسل مقر مؤسسات الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي.

ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الدول التي لم تعترف بعد بالائتلاف الى الاعتراف كلاً على حدة به. وقال “نفعل ذلك بشكل عام لكن يجب ان يعترف كل منا في بلده اذا لم يكن ذلك قد تم بعد”.

وأعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل تقديم بلاده دعما قدره 100 مليون دولار للائتلاف السوري المعارض.

وأضاف ان هذا الدعم “لا يشمل بالطبع المساعدات الشعبية المستمرة”، معبرا عن أمل بلاده في ان “تساهم الدول المشاركة بسخاء في هذا المجال وهو أقل ما يمكن عمله للتخفيف من معاناة الشعب السوري”. وأكد ان “الحالة الإنسانية في سوريا محور اهتمامنا وشغلنا الشاغل خاصة في ظل تفاقم الأوضاع وازدياد عدد النازحين واللاجئين”، مؤكدا ان السعودية تدعم الجهود الإقليمية والدولية “ليس فقط للحفاظ على استمرارها (الجهود) بل لا بد من تكثيفها ومضاعفتها”.

ودعا رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني النظام السوري أمس، إلى اتخاذ قرار شجاع لوقف حمام الدم بسوريا والسماح للشعب السوري بتشكيل الحكومة التي يراها مناسبة، معربا عن اعتقاده أن فرص خروج آمن لبشار الأسد أضحت قليلة.

وأكد الشيخ حمد في مؤتمر صحافي مشترك مع عدد من وزراء خارجية الدول الصديقة للشعب السوري في ختام الاجتماع الوزاري الرابع لمجموعة أصدقاء الشعب السوري الذي عقد في المغرب أمس، على ضرورة التركيز في مرحلة ما بعد رحيل النظام، على صيانة وحدة التراب السوري وتماسك مختلف مكونات الشعب السوري، وتابع أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يتدخل بشكل واضح وفعال في بناء وإعادة إعمار سوريا التي دمرها النظام.

وطلبت اليونان من سفيرة سوريا في اثينا ومن ديبلوماسيين سوريين اثنين اخرين مغادرة البلاد، كما اعلنت وزارة الخارجية في بيان صدر أمس قال ان “الامين العام للوزارة اليونانية السفير فاسيليس كاسكاريليس استدعى (أول من) امس سفيرة سوريا في اثينا وطلب منها مغادرة البلاد مع ديبلوماسيين اثنين اخرين”.

وستعقد المجموعة اجتماعها المقبل في ايطاليا بدون تحديد موعد.

وتعليقاً على اعتراف واشنطن بالائتلاف السوري المعارض، اعتبر لافروف أمس ان روسيا تعتبر ان الولايات المتحدة “تعول على انتصار بواسطة السلاح” للائتلاف.

وقال لافروف في تصريحات نقلتها وكالات الانباء الروسية “لقد استغربت الى حد ما عندما عرفت ان الولايات المتحدة اعترفت من خلال رئيسها بالائتلاف الوطني كممثل شرعي للشعب السوري”. واضاف “نستنتج بالتالي ان الولايات المتحدة قررت ان تراهن على انتصار بواسطة السلاح لهذا الائتلاف”.

ورد وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي من مراكش وقال للصحافيين “نعتبر ان لا اساس لهذا الانتقاد ونطلب من روسيا الاعتراف بدورها بأن زمن نظام الاسد قد ولى” في سوريا.

واستكمالاً للموقف الاميركي المتقدم حيال المعارضة السورية، قال وليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأميركية أمس، ان احمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري المعارض مدعو لزيارة واشنطن.

وفي سياق آخر، أعلنت وزارة الخارجية الاميركية أمس، ان النظام السوري استخدم صواريخ وبراميل متفجرة ضد المسلحين المعارضين خلال الاسبوع الماضي.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند انها ليست في موقع يسمح لها “بتأكيد انواع الصواريخ، ولكننا نقول ببساطة اننا نشاهد استخداما للصواريخ الآن”، مضيفة انه يوجد كذلك “سلاح اخر، هو برميل متفجر”.

وأكد مسؤول أميركي اشترط عدم نشر اسمه استخدام الأسد لصواريخ سكود.

وبلغت حصيلة قتلى الاربعاء 123 شخصا هم 59 مدنيا و33 مقاتلا و31 جنديا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

(ا ف ب، رويترز، بي بي سي، قنا، موقع ثورة أحرار الكرامة في الفايسبوك)

بوغدانوف: الحكومة السورية تفقد سيطرتها ولا يجوز استبعاد احتمال انتصار المعارضة ،

تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي هي أخطر تصريحات تصدر عن مسؤول روسي حتى الآن بالنسبة لسوريا، وقد تكون ناقوس الإنذار الأخير للأسد قبل السقوط. بعد هذه التصريحات، لم يبقَ للأسد إلا إيران.. وآتباعها في لبنان!

صرح نائب وزير الخارجية الروسي، مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف في كلمة ألقاها في الغرفة الاجتماعية الروسية يوم 13 ديسمبر/ كانون الأول بأن الحكومة السورية تفقد سيطرتها على البلاد أكثر فأكثر، ولا يجوز استبعاد احتمال انتصار المعارضة.

وقال بوغدانوف: “فيما يتعلق بالاستعدادات لانتصار المعارضة، فلا يجوز استبعاد ذلك بالطبع. يجب النظر إلى الوقائع، هناك توجه إلى هذا المسار. النظام والحكومة يفقدان السيطرة على البلاد أكثر فأكثر”.

وأضاف أن المعارضة المسلحة تقول إن نصرها قريب، وإنها “على وشك السيطرة على حلب” و”على وشك السيطرة على دمشق”. وتابع بوغدانوف قائلا: “الآن، فإن الاعتراف بالمعارضة وتأهيل المقاتلين وتمويل إمدادات الأسلحة من الخارج كل ذلك يزيد من حماس المعارضين”.

ويرى بوغدانوف أن “هناك عددا من الظروف التي تحول دون تحقيق الأهداف القائمة (أي التسورية السلمية للأزمة السورية)، ومنها سلوكيات بعض شركائنا، مثلا”.

وأوضح أن “إمدادات الأسلحة الحديثة على نطاق واسع تدفع المتمردين السوريين إلى الرهان على القوة”، مما يؤدي فقط إلى “تصاعد وتيرة العنف”، على حد قوله.

وأعرب عن مخاوف موسكو من حصول المسلحين على الأسلحة الكيميائية قائلا: “تنمو في سورية وفي سيناء مناطق خارجة عن السيطرة تتحول إلى بؤر خطرة للإرهاب. ويحظى متطرفو “القاعدة” بنفوذ كبير في صفوف المعارضة المسلحة. قد يؤدي ذلك إلى عواقب وخيمة”.

وأضاف أن المسلحين السوريين قد يسيطروا على مخازن الأسلحة، وهو ما يجري بالفعل، وبذلك قد يصلون إلى مخازن السلاح الكيميائي.

لدى روسيا خطط عمل لإجلاء رعاياها من سورية عند الحاجة

أكد بوغدانوف على وجود خطط عمل لدى روسيا في حال تطلب الوضع إجلاء المواطنين الروس من سورية.

وأضاف أن عدد المواطنين الروس في سورية يبلغ الآلاف، وأغلبهم غير مسجلين بالقسم القنصلي، مشيرا إلى أن المواطنات الروسيات المتزوجات من سوريين وأبناءهن هم أغلب رعايا روسيا هناك.

وتابع قائلا إن “نصفهم يدعم المعارضة. وإلى جانب ذلك، ضمت وفود المعارضة التي زارت روسيا أشخاصا يحملون جوازات سفر روسية”.

ومع ذلك أشار بوغدانوف إلى أن موسكو لا تنوي إجلاء العاملين في سفارتها في سورية، قائلا إنه “توجد لدينا خطط لكل الحالات” وإن “الحالة لم تصل إلى هذا الحد بعد”.

روسيا ستصر على تطبيق بنود بيان جنيف

صرح بوغدانوف تعليقا على نتائج اجتماع ما يسمى بمجموعة “أصدقاء سورية” في مراكش، بأن روسيا ستصر على تطبيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها في جنيف.

وقال بوغدانوف: “نحن لا نطرح ما يعارض نتائج الاجتماع في مراكش، وإنما نقول فقط إن لدينا أساسا للتسوية السياسية للأزمة السورية حظي بالموافقة عليه بالإجماع. يبدو لنا أنه يجب بذل كافة الجهود لتحقيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها في جنيف”. وأضاف: “سنصر على ذلك”.

وتابع قائلا: “أود أن أدعو إلى النظر في تصريحات صدرت عن مختلف الأعضاء الذين لم يحضروا مؤتمر مراكش. وتلك التصريحات تنتقد بشدة قرارات الاعتراف بالائتلاف الوطني. هم لا يوافقون على ذلك”.

روسيا تعول على عقد اجتماع جديد لـ”مجموعة العمل” حول سورية

قال بوغدانوف: “قلنا لشركائنا الغربيين والعرب إنه يجب مواصلة العمل على أساس بيان جنيف. ينبغي دعم مهمة المبعوث الأممي العربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي”.

وأضاف: “من وجهة نظرنا، يجب توظيف إطار “مجموعة العمل” التي عقدت اجتماعها الأول، ونأمل بألا يكون الأخير، في جنيف في 30 يونيو/ حزيران 2012″.

لافروف يستقبل غدا وفدا من المعارضة السورية

أعلن بوغدانوف أنه تقرر أن يستقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وفدا لمعارضة الداخل السوري في 14 ديسمبر/ كانون الأول يرأسه قدري جميل، عضو الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير المعارضة.

وأضاف أن لافروف سيلتقي غدا بجميل، وقد وصل أعضاء الوفد اليوم إلى موسكو.

وأشار بوغدانوف إلى أن المبعوث الأممي العربي الإبراهيمي سيزور دمشق في القريب العاجل لإجراء مباحثات مع كافة الأطراف المعنية.

وتابع قائلا: “سنكون مستعدين لمقابلة زملائنا الأمريكيين، كما اتفقنا في جنيف، والاستماع إلى تقرير حول العمل الذي أنجزه الإبراهيمي لتحليل وفهم الأمر واتخاذ الخطوات المقبلة للمضي قدما في عملية تطبيق بيان جنيف”.

موسكو ترحب بإدراج الولايات المتحدة “جبهة النصرة” على قائمة التنظيمات الإرهابية

أكد بوغدانوف على موقف موسكو مفاده أنه يجب تسوية كافة النزاعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بطرق سلمية، قائلا: “يتلخص موقفنا في إصرارنا على تسوية كافة المشكلات القائمة في الدول العربية بالطرق السلمية فقط عن طريق الحوار وبدون تدخل خارجي. هذا خطنا الثابت الذي لم ولن يتغير”.

ورحب بوغدانوف بإدراج الولايات المتحدة جماعة “جبهة النصرة” على قائمة التنظيمات الإرهابية، قائلا: “قال الأمريكيون في اجتماع جنيف إنهم أدرجوا جماعة “جبهة النصرة” على القائمة السوداء للتنظيمات الإرهابية. وقلت لهم إن ذلك تصرف صحيح، لأن الأمر كذلك”.

ويرى بوغدانوف أن ذلك يتعارض مع التصريحات بأن الرئيس السوري بشار الأسد يقصف المتظاهرين السلميين، ويؤكد على صحة مزاعم الأسد بأنه يقود حربا ضد الإرهابيين.

وأضاف أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة ينتقد الولايات المتحدة بسبب إدراجها “جبهة النصرة” على قائمة التنظيمات الإرهابية وأنهم يقولون “هؤلاء رفاقنا وأصدقاؤنا ونحن معهم”.

التطورات الدراماتيكية في العالم العربي تمس مصالح روسيا

قال بوغدانوف إن “العمليات الدراماتيكية التي تجري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تمثل تهديدا للمصالح الوطنية الروسية، إذ أن تعزيز مواقف قوى الإسلام الراديكالي قد يؤثر سلبا على الوضع في شمال القوقاز وآسيا الوسطى”.

وأضاف أن الشركات الروسية تتكبد خسائر اقتصادية بسبب عدم تنفيذ العقود نتيجة للأحداث الجارية في المنطقة، مشيرا إلى أن حملة الدول الغربية والعربية المعادية لروسيا تهدف إلى إضعاف “نفوذنا في المنطقة وتجميد علاقاتنا المستقبلية مع دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.

وفي هذا السياق نفى بوغدانوف ما تردد من أنباء حول تكليف معارضة الخارج السورية في مؤتمر الدوحة بقطع كافة العلاقات مع روسيا، قائلا: “لم تتوفر لدينا مثل هذه المعلومات. صحف مختلفة تبالغ وتؤلف”.

المصدر: وكالات روسية + “روسيا اليوم”

تعيين أردني أميرا لجبهة النصرة بسوريا

محمد النجار-عمّان

كشفت مصادر خاصة للجزيرة نت أن “مجلس شورى المجاهدين واللجنة الشرعية في جبهة النصرة” في سوريا عينا أمس الأربعاء مصطفى عبد اللطيف صالح الملقب بـ”أبي أنس الصحابة” خلفا لإياد الطوباسي الملقب بـ”أبي جليبيب” الذي رجحت المصادر مقتله.

وأكد القيادي البارز في التيار السلفي الجهادي بالأردن محمد الشلبي “أبو سياف” للجزيرة نت أنباء تعيين أبو أنس الصحابة، لكنه قال إن مصير الطوباسي لم يعرف حتى الآن.

و”الصحابة” البالغ من العمر 38 عاما هو صهر زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل عام 2006 بغارة أميركية في العراق.

ويعتبر القائد الجديد لجبهة النصرة، التي تتهمها الولايات المتحدة والحكومة السورية بأنها ذراع تنظيم القاعدة في العراق، أحد أبرز قيادات التيار السلفي الجهادي بالأردن وكان مشرفا على الملف الإعلامي خلال وجوده في الأردن قبل انتقاله لسوريا قبل عام ونصف تقريبا.

وتقطن عائلة الصحابة في منطقة الجبل الشمالي بجوار منزل منظر التيار السلفي الجهادي بالأردن أبو محمد المقدسي الذي يقضي عقوبة السجن لخمس سنوات في أحد السجون الأردنية بتهمة تقديم الدعم لحركة طالبان الأفغانية.

وكان القائد الجديد لجبهة النصرة مساعدا رئيسيا للشيخ أبو أنس الشامي الذي عمل مستشارا شرعيا للزرقاوي في العراق قبل مقتل الأول بغارة أميركية عام 2004.

وغادر الصحابة العراق إلى سوريا بعد مقتل الزرقاوي حيث اعتقلته قوات الأمن السورية لمدة ثلاث سنوات قبل أن تقوم بتسليمه للأردن عام 2010، حيث خضع للمحاكمة أمام محكمة أمن الدولة ليفرج عنه بعد نحو سنة وشهرين من الاعتقال بعد الحكم عليه بالبراءة من تهم أسندت إليه.

واعتقل الصحابة آخر مرة في الأردن عام 2011 فيما عرف بأحداث الزرقاء التي شهدت مواجهات بين المئات من السلفيين الجهاديين وقوات الأمن الأردنية في أبريل/نيسان من نفس العام.

وكانت الولايات المتحدة قد وضعت جبهة النصرة على لائحة المنظمات الإرهابية، لكن فصائل في المعارضة السورية رفضت هذا التصنيف.

قتلى بسوريا واتهام النظام باستخدام سكود

                                            قال التلفزيون السوري إن 16 قتيلا وأكثر من 25 جريحا سقطوا في انفجار وقع صباح اليوم في منطقة راس النبع بمدينة قطنا بريف دمشق، في وقت اتهم فيه مسؤول أميركي رفيع القوات النظامية السورية بإطلاق صواريخ سكود على مقاتلي الجيش السوري الحر.

وأشار التلفزيون السوري إلى أن من بين القتلى أطفالا ونساء فى حالة خطرة، في حين أشار أحد المواقع الإخبارية المقربة من النظام على شبكة الإنترنت إلى أن الانفجار وقع في مساكن أفراد في الجيش النظامي.

من جهتها قالت لجان التنسيق المحلية إن 16 شخصا قتلوا اليوم بينهم رجل مات بسبب التعذيب.

وبث الناشطون صورا جديدة لما قالوا إنه تجدد القصف الجوي على عدد من مدن وبلدات الريف الدمشقي، بينها كفربطنا وسقبا وحَرَّان العَواميد، كما أفاد الناشطون بأن الجيش الحر صد محاولة اقتحام لقوات النظام في عربين بالغوطة الشرقية.

تفجير

ومساء أمس وقع تفجير قرب مبنى وزارة الداخلية السورية في حي كفر سوسة بدمشق استهدف موكبا لوزير الداخلية محمد الشعار. وأورد التلفزيون السوري أن الشعار بصحة جيدة.

وقال الإعلام الرسمي السوري إن التفجير أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة 23 آخرين بجروح، كما عرضت قناة الإخبارية السورية صورا لعدد من التفجيرات، وقالت إن أحدها نجم عن سيارة مفخخة استهدف الباب الخارجي للوزارة.

في المقابل، أكد الناطق باسم شبكة شام في دمشق وريفها أبو يزن الحمصي في اتصال مع الجزيرة أن الشعار أصيب في الانفجار إصابة بالغة.

وفي تطور آخر ذكر ناشطون أن قوات النظام قصفت محطة للطاقة الكهربائية في حي الحجر الأسود بدمشق مما أسفر عن اشتعالها وقطع التيار الكهربائي عن أحياء دمشق الجنوبية.

مهلة ومعارك

وعلى صعيد آخر، أمهلت كتائب الثوار في حلب القوات النظامية المتحصنة بمدرسة المشاة العسكرية يوما واحدا للاستسلام قبل اقتحام المدرسة بشكل كامل.

وقد لقي أكثر من عشرين جنديا نظاميا وتسعة ثوار مصرعهم وأصيب عشرات آخرون في المواجهات بين الطرفين في الأيام الثلاثة الماضية، وانشق 56 عسكريا بينهم 12 ضابطا.

وفي إدلب، أعلن الجيش الحر إتمامه المرحلة الأولى من معركة “التوحيد والإخلاص” للسيطرة على جسر الشغور، كما تمكن من السيطرة على قرى زرزور والجميلية وعامود والجديدة.

وقال قياديون في الجيش الحر إن المرحلة الثانية لإتمام السيطرة على المنطقة قد تبدأ في أي وقت. وتعد جسر الشغور منطقة إستراتيجية تصل إدلب بمحافظة اللاذقية الساحلية قرب الحدود مع تركيا.

وتتواصل الاشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام في حي الحجر الأسود بدمشق، وداخل إدارة المركبات في عربين وعلى أطراف داريا ومعضمية الشام وعلى طريق مطار دمشق الدولي.

انتهاكات

من جهة أخرى، قال ناشطون إن طائرات النظام عاودت قصف الغوطة الشرقية بقنابل الفوسفور الأبيض، وبثوا صورا لمناطق سكنية في كفربطنا بريف دمشق، وقد قصفت بتلك القنابل، وقد سبق أن قصفت أيضا دوما وجسرين بالفوسفور.

وقال مدير قسم الأسلحة في منظمة هيومن رايتس ووتش ستيفن غووس للجزيرة إن استعمال النظام السوري للأسلحة الحارقة كالفوسفور وغيره وثقته أشرطة فيديو وشهادات شهود عيان.

وأكدت المنظمة أن النظام استخدمها في أربع مناطق سكنية على الأقل منذ منتصف الشهر الماضي. علما بأن استخدامها في المناطق السكنية يعد جريمة حرب.

صواريخ سكود

من جهة أخرى قال مسؤول أميركي رفيع الأربعاء إن القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد أطلقت صواريخ سكود على مقاتلي المعارضة الذين يحاولون الإطاحة بنظامه.

وأوضح مسؤولون أميركيون أنهم لا يعلمون في أي حالات سابقة استخدمت قوات الأسد صواريخ سكود خلال الانتفاضة المستمرة منذ عشرين شهرا.

من جانبه رفض المتحدث باسم البيت البيض جاي كارني تأكيد هذه الأنباء قائلا إنه علم بها لكنه لا يمكنه الخوض في الحديث في مسائل الاستخبارات.

لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند قالت “ليس في وسعي أن أؤكد أي نوع من الصواريخ، لكني أقول ببساطة إننا نشاهد استخداما للصواريخ الآن”، وذلك ردا على معلومات لصحيفة نيويورك تايمز أكدت أن النظام السوري أطلق صواريخ سكود على قوات المعارضة السورية.

من جانبه قال مسؤول بحلف شمال الأطلسي (ناتو) أيضا الأربعاء إن عددا من الصواريخ الذاتية الدفع القصيرة المدى “من نوع سكود” أطلق داخل سوريا في الأيام الأخيرة.

وأضاف المسؤول -الذي اشترط عدم نشر اسمه- “رصدت أجهزة المخابرات والمراقبة والاستطلاع في الحلف إطلاق عدد من الصواريخ القصيرة المدى غير الموجهة داخل سوريا هذا الأسبوع وتشير مسارات المقذوفات والمسافات التي قطعتها إلى أنها صواريخ من نوع سكود”.

اعتراف دولي بائتلاف سوريا وتحذير للأسد

                                            اعترفت أكثر من 120 دولة مشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا الذي انعقد أمس الأربعاء في مدينة مراكش المغربية بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية “ممثلا وحيدا للشعب السوري”. من جهة أخرى حذر المشاركون في المؤتمر الرئيس بشار الأسد من استخدام السلاح الكيماوي.

وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي سعد الدين العثماني في مؤتمر صحفي بعد اختتام المؤتمر “اليوم، تم الاعتراف الكامل بالائتلاف الوطني ممثلا وحيدا” للشعب السوري.

وقد أشار بيان الدول المجتمعة في مراكش إلى أن الرئيس الأسد لم يعد يتمتع بأي شرعية وعليه التنحي للسماح بعملية انتقال سياسي، وحذره من مغبة استعمال السلاح الكيماوي في وجه الثوار وقد باتوا يحققون مكاسب لافتة في الآونة الأخيرة.

وتضم مجموعة أصدقاء الشعب السوري التي تجتمع للمرة الرابعة على المستوى الوزاري عشرات الدول والمنظمات الدولية، إضافة إلى ممثلي المعارضة.

ويعد مؤتمر مراكش هو الأول منذ الاجتماع الذي أعلن فيه عن توحيد المعارضة السورية في العاصمة القطرية الدوحة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في مراكش إن الاعتراف الجماعي الذي حصل عليه ائتلاف معارضي النظام في دمشق يشكل “تقدما حقيقيا”. وأضاف أن “النقطة الأساسية الآن هي الحصول على مزيد من المساعدة”. وتابع هيغ “في حالتنا، سيكون دعمنا غير مسلح بل سيركز على المساعدات الإنسانية”.

وفي مراكش أيضا، أعلن وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رينديرز أن بلجيكا اقترحت على الائتلاف الوطني فتح ممثلية له في بروكسل مقر مؤسسات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

وقال “اقترحت على الائتلاف فتح ممثلية في بروكسل”، وأوضح أن بلجيكا مستعدة أيضا “لاستضافة مؤتمر لأصدقاء سوريا أو اجتماع لحكومة انتقالية إذا شكلت بسرعة”.

وأضاف أن “السفارة السورية في بروكسل لن تغلق” لكن “يمكن إقامة مكتب ثان” يمثل المعارضة في العاصمة البلجيكية. وأوضح أن فتح هذه الممثلية “يمكن أن يسهل من وجهة لوجستية” الاتصالات بين المعارضة ومؤسسات الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي.

وستعقد مجموعة أصدقاء الشعب السوري اجتماعها المقبل في إيطاليا، كما أعلن وزير الخارجية المغربي، دون تحديد موعد.

دعوة للإغاثة

وكان رئيس الائتلاف معاذ الخطيب دعا في كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر المجتمع الدولي إلى القيام بواجباته لوقف المعاناة التي يتعرض لها الشعب السوري، الذي قال إنه “ما زال يقصف بطائرات الميغ بشكل متوحش”.

ودعا الخطيب العلويين إلى شن حملة عصيان مدني ضد الرئيس بشار الأسد الذي ينتمي لهذه الأقلية، قائلا إن “الثورة السورية تمد يديها لكم فمدوا أيديكم لها، وابدؤوا العصيان المدني ضد النظام فقد ظلمكم كما ظلمنا”.

وحمّل الخطيب روسيا المسؤولية الكاملة في حال استخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، كما طالب إيران بسحب خبرائها من سوريا.

أهمية المؤتمر

وفي كلمته أمام المؤتمر، قال رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة في سوريا رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، إن أهمية هذا المؤتمر تأتي من أنه جاء “بعد أن توحدت المعارضة السورية بجناحيها السياسي والعسكري ونبذت خلافاتها وجسدت بحق إرادة الشعب السوري في ظل عهدها الجديد الذي تلوح معالمه في الأفق”.

وقال إن المجتمع الدولي أكثر استعدادا اليوم للوقوف إلى جانب الشعب السوري ودعم مطالبه وإنهاء معاناته، مشيرا إلى أن عدد القتلى فاق حتى الآن خمسين ألفا، إلى جانب ملايين النازحين والمشردين داخل البلاد وخارجها.

وذكر أنه “بعد توحد المعارضة لم يعد أي مبرر للتردد في الاعتراف بالائتلاف الوطني بعد أن أثبت أنه المؤتمن على الشعب السوري، حتى يستكمل مهمته في أسرع وقت ممكن”.

وأشار إلى أن النظام السوري يتهاوى، والمرحلة المقبلة هي تأسيس العهد الجديد لبناء سوريا جديدة وتشكيل حكومة وحدة وطنية تستوعب الجميع، واقترح عقد مؤتمر دولي للمانحين لتلبية احتياجات الشعب السوري.

تحدي الكيماوي

أما وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل فقال إن تشكيل ائتلاف المعارضة يمثل بصيص أمل لحل الأزمة في سوريا، في وقت بدا فيه النظام أكثر شراسة، “مع تحدي استخدام السلاح الكيماوي الذي ينطوي على عواقب وخيمة”.

وأضاف أن “الحالة الإنسانية في سوريا تظل محور اهتمامنا”، وأعلن عن تبرع السعودية بمبلغ مائة مليون دولار لتخفيف معاناة الشعب السوري.

من جهته طالب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الائتلاف الوطني السوري بتعزيز وحدته المدنية والعسكرية من خلال تشكيل حكومة انتقالية سريعا. وبشأن جهود حل الأزمة قال إن العمل ما زال متعثرا في مجلس الأمن لحل الأزمة السورية.

ثوار اللاذقية: نهاية النظام ستكون في الساحل

                                            حسين جلعاد-شمال سوريا

يرى قادة كتائب من الجيش السوري الحر بمنطقة اللاذقية أن نهاية نظام الرئيس بشار الأسد ستكون في منطقة الساحل، ويعللون ذلك بأن النظام حصّن تلك المناطق كقاعدة أخيرة له. ويستبعد أولئك القادة أن تشهد البلاد -بعد انهيار النظام- حالة من فوضى السلاح أو الاقتتال الطائفي.

الجزيرة نت التقت أبو بصير اللاذقاني قائد كتيبة العز بن عبد السلام، والملازم المنشق أبو رحال قائد كتيبة الهجرة إلى الله في منطقة على الشريط الحدودي قرب تركيا.

ويمثل القائدان وجهي الثورة السورية، فالأول ناشط مدني اعتصم بالجبال وشكل كتيبته بعدما كثف النظام قمع المتظاهرين بكافة أنواع الأسلحة، بينما انشق أبو رحال عن الجيش النظامي بعدما رأى “مجازر” ترتكب بحق المدنيين في درعا جنوب البلاد.

ينحدر الشاب الثلاثيني أبو بصير من عائلة عريقة في اللاذقية تعمل بالتجارة، وكانت “الدنيا مفتوحة” أمامه حسب قوله، فالأغنياء والتجار في نظام الأسد تفتح لهم الأبواب ما داموا بعيدين عن التدخل في شؤون الأمن والسياسة. لكن أبو بصير أصابه ما أصاب “عشاق الحرية”، إذ لم يعد ممكنا أن يظل الشعب السوري “متاعا يتوارثه آل الأسد” في عصر الربيع العربي.

الخوف والثورة

يستعيد أبو بصير الأيام الأولى للحراك السلمي، يقول إنه عرف معنى أن تبلغ القلوب الحناجر، فقد اتفق المتظاهرون أن يخرجوا يوم جمعة من أحد مساجد اللاذقية، لكن المحاولة الأولى باءت بالفشل، ثم الثانية في الأسبوع التالي.. كان الخوف يسيطر على الناس، وفي المرة الثالثة “فتح الله علينا، فبعد أن شرع خطيب المسجد في النفاق والتزلف، وقف له الشباب وهتفوا لشهداء درعا”، ثم انطلقت المظاهرات في المدينة.

ويعتبر قائد كتيبة العز بن عبد السلام أنه حمل السلاح مكرها، فالنظام لم يترك خيارا للإصلاح، كما أن منسوب القمع كان أكبر من أن يحتمل.. “لقد حشد اللاذقية طائفيا، وألّب الناس على بعضهم، وأطلق عصابات الشبيحة ثم رجال الأمن والجنود”.

شهداء درعا

أما أبو رحال قائد كتيبة الهجرة إلى الله فهو ضابط منشق عن الجيش النظامي، لم يحتمل ضميره أن يرى بنادق الجيش تصوب نحو أبناء شعبه الأعزل. ويروي أن خدمته العسكرية كانت بدرعا، وأنه شهد قمع المدنيين لكنه رفض تنفيذ الأوامر بقصف المتظاهرين، بل تراجع بآليته العسكرية وانسحب إلى مقره، وحين عاد الجنود هاله أن ضابطا يتفاخر بقتل المدنيين، فأمسكه أبو رحال وصوب المسدس إلى رأسه.

سيحاكم الملازم أبو رحال عسكريا، ويعتقل لأشهر طويلة في سجن صيدنايا، حيث تعرف هناك على 1055 ضابطا كلهم سجنوا لأسباب تتعلق بالثورة السورية. ويوضح في حديثه لنا أن عدد الضباط المعتقلين قد تضاعف الآن.. ستبرئه المحكمة، و”سيوضع في مهمة مكتبية هامشية”، لكنه غادر المؤسسة العسكرية بمجرد أن سنحت له الفرصة.

العمل العسكري

يقول القائدان إن بداية العمل العسكري ضد النظام كان الاعتصام بالمناطق الجبلية، وأنهما بدآ بتسيير دوريات صغيرة، ثم اتسعت الكتائب عددا وتسليحا بعد تحقيق انتصارات أوجعت الجيش النظامي. ويلفت اللاذقاني إلى أن عدد مقاتلي الجيش الحر في منطقة جبل الأكراد وحدها يبلغ ثمانية آلاف مقاتل، وأن الثوار يسيطرون على ريف اللاذقية كله، كما أن طلائع قواتهم باتت على مقربة 30 كلم من مداخل مدينة اللاذقية.

ويضيف قائد كتيبة العز بن عبد السلام أن “معركة اللاذقية قريبة بإذن الله، ونحن نحرر مناطق جديدة يوميا.. لدينا أسلحة كافية، وقادرون على الوصول إلى القرداحة (بلد الرئيس الأسد)، لكننا نعطي قاعدة بشار فرصة للدخول بدون قتال”، وأكد أن “آخر طلقة في الثورة السورية ستكون في الساحل السوري”.

ويقدم الضابط المنشق أبو رحال قراءة إستراتيجية في سير المعارك، فيشير إلى أن الثوار يقاتلون وفق مبدأي “الاستنزاف والتحرير”، ويشرح الأمر بقوله إن جيش النظام حاول بداية أن يحصن الحدود ففشل، ثم حاول تحصين الأرياف ففشل، وهو الآن يتحصن ببعض المدن بعدما خسر الأرض، لافتا إلى أن المدن تسقط تباعا بأيدي الثوار.

ويوضح “نعمل على تحرير الريف، وتأمين القرى التي تسكنها طائفة بشار الأسد، هناك ضيعات استجابت بالحسنى، لكن ضيعات أخرى رفضت وأعلنت أنها ستقاوم الثورة”. ويؤكد أنه لا بد من “تثبيت النصر بالريف” ليصار إلى تحرير المدينة.

واعتبر أبو رحال أن نظام الأسد يخوض آخر معاركه، وأن سقوط اللاذقية يعني سقوط النظام، وقال إن “حشد النظام الأسلحة الثقيلة في جبال الساحل كقاعدة أخيرة.. هناك انشقاقات داخل بنية النظام العسكرية، فضباط الأسد بدؤوا يتركون مواقعهم بالمدن ويعودون إلى قراهم الأصلية ليحموا أهلهم.. إنهم لا يعلنون انشقاقهم، ولكنهم يعودون إلى قراهم ويقولون إنهم سيقاتلون فيها”.

الأفق السياسي

على الصعيد السياسي، يرى أبو بصير أن “العالم كله يريد أن تستمر الثورة السورية، لكنهم لا يريدون لها أن تنتصر”. ويؤيده رفيقه أبو رحال بالقول إن الدول والقوى الكبرى تريد أن تفرض سياساتها على الشعب السوري، هم “يسعون إلى تهديم البنية التحتية للبلاد كي يفرضوا حلولا مستقبلية على سوريا، ولكي يفرضوا رئيسا لا يعادي إسرائيل، ويبقى مشغولا بالكارثة الداخلية”، لافتا إلى أن بشار الأسد قد أوكلت له مهمة تحطيم البلاد ليصار إلى تأمين ملاذ آمن له لاحقا، حسب قوله.

ويضيف قائد كتيبة الهجرة إلى الله أن “قتال جيش بشار الأسد خيار أكرهنا عليه.. نحن نبكي دما كلما أسقطنا طائرة عسكرية، لأن ثمنها من دماء السوريين، وهم من دفعوا ثمنها وليس عصابات الأسد”.

أما عن علاقة الثوار بالمعارضة السياسية فإنها مشروطة بعملها على إنجاح الثورة، واعتبر قائد كتيبة العز بن عبد السلام أن الحكومة المؤقتة المتوقع تشكيلها لا بد أن تراعي مصالح سوريا والثورة، وإلا “فلن نسمح لأي معارض عاش بالخارج أن يتدخل في شؤون الثورة”.

وأضاف أبو بصير “نحن نقاتل من أجل بناء سوريا ديمقراطية، ويجب أن يأتي جميع ممثلي الحكومة عبر صناديق الاقتراع.. لا نقبل أحدا مفروضا علينا من الخارج”.

ولفت إلى أنه يجري حاليا في الساحل السوري تشكيل ائتلاف شباب الثورة لحماية الثورة والدفاع عنها استعدادا لمرحلة ما بعد الأسد، كما أن العمل جار على توسيعه ليشمل جميع المحافظات.

ومن جانبه يؤكد الضابط المنشق أبو رحال “سنحمل السلاح حتى سقوط النظام، وسنوكل للنشطاء المدنيين الذين فجروا المظاهرات السلمية بمهمة حفظ حقوقنا وحماية مستقبل الثورة”.

ويستبعد القائدان أن تعاني البلاد من فوضى السلاح والمليشيات بعد انتصار الثورة كما حدث  في النموذج الليبي، وأكدا أن كتائبهما ستسلم السلاح للدولة الجديدة وسيتركون بناء مجتمع العدل والحق أمانة بيد الثائرين المدنيين.

الأردن يخشى نظاما إسلاميا بسوريا

                                            الملك قلق من المحور التركي القطري المصري

محمد النجار-عمّان

أبدى ملك الأردن عبد الله الثاني “قلقه” من المحور المصري التركي القطري الذي قال إنه بدأ يتشكل بعد الربيع العربي، وتحدث عن تقاطع المخاوف الأردنية مع السعودية من هذا المحور، وفق ما تسرب من لقاءات جمعته بشخصيات أردنية.

وكشف سياسيون وإعلاميون حضروا اللقاءات التي جمعت الملك بشخصيات قومية ويسارية في منزل أحد مستشاريه السابقين ووزير أسبق خلال الأيام القليلة الماضية، عن قلق أردني من هذا المحور الذي يتحالف مع جماعات الإخوان المسلمين الصاعدة في العالم العربي.

ووفقا للمصادر ذاتها، وصف الملك الموقف التركي بـ”الطائفي”، واعتبر أن تركيا لا تدافع عن حرية الشعب السوري بقدر ما تعادي النظام السوري طائفيا، فيما عبر عن قلقه من “التدخل القطري” في سوريا التي قال إن الأردن يخشى أن تنضم سوريا للمحور الجديد.

وأبدى خشيته من قيام نظام إسلامي بسوريا، وتحدث عن قلق سعودي من مستوى التدخل القطري فيها. وكشف الملك خلال بعض تلك اللقاءات عن رفض الأردن التدخل في سوريا.

كما تحدث عن رفض الأردن نقل مساعدات عسكرية للمعارضة السورية، وقال إن النظام في سوريا منهار ماليا واقتصاديا “لكنه قادر على الصمود عسكريا مدة عامين قادمين”، متحدثا في الأثناء عن محور عربي جديد يتشكل أساسا من الأردن والسعودية والإمارات.

وشهد اللقاء الأخير الذي جمعه أول أمس بشخصيات يسارية محسوبة على ما يسمى “الحركة الوطنية الأردنية”، هجوم الملك على مصر التي حملها مسؤولية كبيرة في أزمة بلاده الاقتصادية جراء انقطاع أو تراجع الغاز المصري.

وقال خالد الكلالدة رئيس حركة اليسار الاجتماعي الذي حضر لقاء الملك الأول السبت الماضي إن قلق الملك من المحور التركي القطري المصري مرده تجاهل الأردن من جهة، والسعي لضم سوريا إليه. وأضاف “الملك أبدى هذا القلق لكنه لم يتحدث إطلاقا عن معاداته لسوريا المستقبل في حال حكمها الإسلاميون”.

الداخل والإخوان

داخليا، دافع ملك الأردن عن قرارات رفع الأسعار الأخيرة التي وصفها بالضرورية، وتعهد بأن يعود سعر أسطوانة الغاز لما كان عليه في حال استؤنف ضخ الغاز المصري.

وقال إنه “مستهدف شخصيا” من جماعات الإخوان المسلمين الصاعدة في العالم العربي، متهما إخوان الأردن بأنهم جزء من الجماعة في العالم العربي.

وفي لقاء حضره الكاتب والمحلل السياسي ناهض حتر المعروف بهجومه المستمر على الإسلاميين، وصف الملك اليسار الأردني بـ”القوة الصاعدة”.

وقال عبد الله الثاني إنه “يساري في ما يتعلق بالصحة والتعليم والتأمين الاجتماعي”، لكنه “يميني” فيما يتعلق بالجيش والتسلح. واستمع الملك لنقد مباشر عن عدم الجدية في مكافحة الفساد، وذهب حاضرون إلى حد انتقاده وإبلاغه بتراجع شعبيته في الشارع وحساسية الموقف وفقا للتسريبات.

لكن الملك أبلغ الحضور أنه بحاجة لالتفاف الأردنيين حوله في هذه المرحلة التي نعتها بالدقيقة جدا خاصة فيما يتعلق بالأردن.

وقال رئيس حركة اليسار الاجتماعي خالد الكلالدة إن الملك بدا مدركا أكثر من أي وقت مضى للوضع الخارجي والداخلي.

وأضاف “هذه المرة بدا لنا أن المتحدث هو الملك الحسين وليس الملك عبد الله الثاني”، قائلا إنه “لم يظهر انحيازا لأي طرف، ولم نشعر أن هناك هجوما منه على الإخوان المسلمين”.

كيفية منع استخدام الأسد أسلحته الكيماوية؟

أشار كاتبان أميركيان مختصان إلى التهديدات التي تمثلها الأسلحة الكيماوية في سوريا. وتساءلا -في مقال نشرته لهما صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية- عن كيفية تمكن الولايات المتحدة من منع استخدام أو انتشار هذه الأسلحة الخطرة؟

فقد قال كل من الكاتبين الأميركيين المدير التنفيذي لمنظمة مراقبة التسلح داريل كيمبال ومدير برنامج الأمن البيئي التابع  لمنظمة الصليب الأخضر الدولية بول وولكر في مقالهما، إن الصراع الدائر في سوريا يمكن أن يزداد خطورة ودموية، وذلك إذا استخدم الرئيس السوري بشار الأسد ترسانته من الأسلحة الكيماوية أو فقد السيطرة عليها في الأيام أو الأسابيع القادمة.

وأضاف الكاتبان أن خيارات المجتمع الدولي لمنع هذه السيناريوهات تعتبر محدودة، ولكنها قد تشكل نقطة انطلاق، وذلك من أجل وقف تفاقم الحرب القاسية المستمرة منذ عامين، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألفا.

وأشارا إلى التحذير الذي وجهه الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى النظام السوري بشأن الأسلحة الكيماوية، وأن الخطر لا يكمن فقط في استخدام الأسد هذه الأسلحة ضد المعارضة وضد  الشعب السوري، ولكن الخطر يكمن أيضا في حال تم قصف مواقع إنتاج وتخزين هذه الأسلحة الكيماوية، أو في حال وقوعها بأيدي جماعات إرهابية.

خطط طوارئ

وقال الكاتبان إن مسؤولين أميركيين عكفوا منذ شهور على وضع خطط الطوارئ لمواجهة السيناريوهات المتعددة المختلفة المتعلقة بخطر الأسلحة الكيماوية التي يمتلكها النظام السوري، وإنهم تشاوروا مع الدول المجاورة من أجل القيام بالاستجابة المنسقة في حال أي طارئ.

وأشارا إلى أنه يعتقد أن النظام السوري يمتلك مئات الأطنان من غازات الأعصاب والخردل والسارين وغيرها من الغازات الخطرة، وأن ترسانته من الأسلحة الكيماوية يمكن استخدامها من خلال قذائف المدفعية أو راجمات الصواريخ والصواريخ البالسيتة.

كما أشارت الصحيفة في تقرير منفصل إلى تصريحات وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، والمتمثلة في قوله إن مخابرات بلاده لم ترصد في الأيام القليلة الماضية خطوات جديدة من جانب النظام السوري لاستخدام أسلحة كيماوية.

وتأتي تصريحات بانيتا في أعقاب تواتر تحذيرات غربية لنظام الأسد من استخدام هذه الأسلحة، وذلك وسط الخشية من أن يلجأ النظام السوري إلى استخدامها في حال شعر أنه مهدد بالانهيار.

المصدر:كريستيان ساينس مونيتور

واشنطن: نظام الأسد أطلق صواريخ سكود على المعارضين

المتحدث باسم البيت الأبيض وصفه بالتصعيد العسكري المذهل وغير المناسب

واشنطن – فرانس برس

أعلن مسؤول أمريكي الأربعاء أن النظام السوري أطلق صواريخ سكود على المعارضين الذين يحاولون طرد بشار الأسد من السلطة قائلاً “صواريخ سكود سقطت في سوريا”.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أكدت أن النظام السوري استخدم “صواريخ” وقنابل حارقة ضد المسلحين المعارضين خلال الأسبوع الماضي، ولم يكن في وسعها أن تقدم مزيدا من الإيضاحات حول الأسلحة المستخدمة.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند “ليس في وسعي أن أؤكد أي نوع من الصواريخ، لكني أقول ببساطة إننا نشاهد استخداما للصواريخ الآن”، وذلك ردا على معلومات لصحيفة نيويورك تايمز أكدت أن النظام السوري أطلق صواريخ سكود على قوات المعارضة السورية.

وأضافت نولاند “فيما يزداد يأس النظام، نراه يلجأ الى أسلحة أشد فتكا ورأينا في الأيام الأخيرة عمليات نشر صواريخ”، مشيرة الى “استخدام سلاح آخر رهيب، وهو نوع من قنبلة برميل هي قنبلة حارقة”.

من جهته، لم يعلق المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني على مقال نيويورك تايمز الذي تحدث صراحة عن إطلاق دمشق صواريخ سكود على المعارضين السوريين المسلحين.

وقال كارني إن “فكرة إطلاق النظام السوري صواريخ على شعبه داخل حدوده، هو تصعيد عسكري مذهل وغير متناسب ويعبر عن فقدان الأمل”.

التلفزيون السوري: 16 قتيلاً في انفجار سيارة مفخخة في قطنا

أشارت المعلومات إلى مقتل العميد عبدالمعطي صالح قائد عمليات دمشق في جيش النظام

دبي – العربية، موسكو – فرانس برس

أعلنت وكالة الأنباء الرسمية السورية عن مقتل ستة عشر شخصاً في انفجار سيارة مفخخة أمام مدرسة ميخائيل سمعان في قطنا بريف دمشق.

قبل ذلك ذكر التلفزيون السوري أن عبوات ناسفة انفجرت عند البوابة الرئيسية لوزارة الداخلية في دمشق، ما تسبب بعدد من القتلى والجرحى.

ووفقاً للمكتب الإعلامي للمجلس العسكري في دمشق وريفها فإن العميد عبد المعطي صالح قائد عمليات دمشق في جيش النظام قتل في تلك التفجيرات

فيما قال المكتب السياسي للحزب “السوري القومي الاجتماعي” إن عضو المكتب السياسي للحزب وعضو مجلس الشعب السوري عبدالله قيروز قتل أيضا في التفجير.

ولم يذكر التلفزيون السوري الرسمي عدد القتلى والجرحى، في حين قالت وكالة “فرانس بريس” إن سبعة أشخاص قتلوا في التفجير وأصيب أكثر من خمسين آخرين.

المعارضة السورية: مقتل قائد عمليات دمشق بوزارة الداخلية

واشنطن تتهم النظام السوري باستخدام الصواريخ والبراميل المتفجرة ضد المعارضين

    التلفزيون السوري: 16 قتيلاً في انفجار سيارة مفخخة في قطنا

دمشق – فرانس برس

وقعت تفجيرات عدة في دمشق، الأربعاء، استهدفت ثلاث منها وزارة الداخلية حيث سقط 11 قتيلاً على الأقل، كما ذكر مصدر أمني سوري والمرصد السوري لحقوق الإنسان، في حين ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن النظام السوري بدأ في استخدام الصواريخ والبراميل المتفجرة ضد المسلحين المعارضين خلال الأسبوع الماضي.

وقال المكتب الإعلامي للمجلس العسكري في دمشق وريفها إن العميد عبد المعطي صالح قائد عمليات دمشق في جيش النظام قتل في التفجير

فيما قال المكتب السياسي للحزب “السوري القومي الاجتماعي” إن عضو المكتب السياسي للحزب وعضو مجلس الشعب السوري عبدالله قيروز قد قتل في التفجير. ولم يذكر التلفزيون السوري الرسمي عدد القتلى والجرحى، في حين قالت وكالة “فرانس بريس” إن سبعة أشخاص قتلوا في التفجير مع إصابة أكثر من خمسين آخرين.

وقد استهدفت ثلاثة تفجيرات استخدمت في أحدها سيارة مفخخة، وزارة الداخلية في غرب العاصمة السورية فسقط سبعة قتلى و50 جريحاً، كما أفادت حصيلة أولى أعلنها مصدر أمني.

وقال المكتب الإعلامي للمجلس العسكري في دمشق وريفها إن العميد عبد المعطي صالح، قائد عمليات دمشق في جيش النظام، قتل في التفجير

وأدت التفجيرات، وفقاً لما أورده التلفزيون الرسمي، إلى تضرر الواجهة الأمامية لوزارة الداخلية.

كما بث التلفزيون صوراً عن مكان وقوع الانفجار من منطقة كفرسوسة، ظهرت فيها فجوة كبيرة وحجارة على الأرض ودمار وأسلاك كهرباء متدلية، بالإضافة إلى بقع دماء.

ومن جهته، أكد المرصد السوري أن الانفجارات الثلاث أسفرت عن مقتل ثمانية جنود سوريين وإصابة أكثر من 40 آخرين.

وفي القاهرة، ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن المبنى الذي يضم السفارة المصرية في دمشق أصيب بأضرار فادحة جراء أحد الانفجارات وأن أحد موظفيها قد أصيب.

ومساءً، أدى انفجار قنبلة في حافلة صغيرة إلى مقتل ثلاثة أشخاص و20 جريحاً في حي المزة بغرب دمشق، كما ذكر المرصد.

وكانت عبوتان انفجرتا في وقت سابق بسيارتين في وسط دمشق، إضافة الى انفجار عبوتين في مدينة جرمانا جنوب شرق العاصمة، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا”.

وأشارت “سانا” إلى مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين في جرمانا، وإصابة شخص بجروح في شارع النصر خلف القصر العدلي في دمشق.

وقتل 54 شخصاً وأصيب 120 بجروح في 28 نوفمبر/تشرين الثاني في انفجار سيارتين مفخختين في جرمانا، بحسب المرصد السوري. واتهم الاعلام الرسمي السوري “ارهابيين” بالعمليتين.

صواريخ وبراميل متفجرة

وفي موازاة ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن النظام السوري بدأ باستخدام الصواريخ والبراميل المتفجرة ضد المسلحين المعارضين خلال الأسبوع الماضي.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة، فيكتوريا نولاند، إنها ليست في موقع يسمح لها “بتأكيد أنواع الصواريخ، ولكننا نقول ببساطة إننا نشاهد استخداماً للصواريخ الآن”، مضيفة أنه يوجد كذلك “سلاح آخر، هو برميل متفجر”.

وكانت واشنطن أدرجت متمردي ومقاتلي جبهة النصرة على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، باعتبارها إحدى المجموعات الجهادية المتفرعة عن القاعدة في العراق.

وتتخوف واشنطن منذ أشهر من “خطف الثورة السورية” من قبل إسلاميين متطرفين مسلحين. ويشدد الأمريكيون على أن الجهاديين في جبهة النصرة، لا يمثلون في أي حال من الأحوال “إرادة الشعب السوري” المعارض لنظام الأسد.

وبرزت مجموعة “جبهة النصرة”، التي كانت غير معروفة بداية 2011، بشكل سريع في الفترة الأخيرة بسبب نشاطها الميداني المكثف.

وقد دعا رئيس الائتلاف الوطني السوري، أحمد معاذ الخطيب، الولايات المتحدة الى إعادة النظر في قرارها إدراج “جبهة النصرة” على لائحة الإرهاب.

ودانت جماعة الإخوان المسلمين الإجراء الأمريكي وإعتبرته “متعجلاً وخاطئاً ومستنكراً”.

55 قتيلا بسوريا وانفجار في قطنا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفاد ناشطون بأن 55 قتيلا سقطوا الخميس بأعمال عنف متفرقة في مدن سورية عدة، في حين قالت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” إن 16 شخصا بينهم نساء وأطفال قتلوا بانفجار سيارة مفخخة في ضاحية قطنا بريف دمشق.

وكان المركز الإعلامي السوري المعارض أعلن في وقت سابق الخميس أن الجيش السوري الحر سيطر على كتيبة عسكرية على طريق مطار دمشق الدولي.

وأوضح المركز أن كتيبة “معاوية” التابعة للجيش الحر تمكنت من “تحرير كتيبة الإنشاءات العسكرية في منطقة شبعا” على طريق المطار بعد أن قتلت كافة العناصر الموجودين في المقر.

وفي العاصمة دمشق، أفادت مصادر المعارضة أن إطلاق رصاص بالأسلحة الثقيلة سمع عقب انفجار هز حي القابون وسط تحليق للطيران الحربي، بينما قصفت المروحيات العسكرية أحياء في جنوب العاصمة.

كما أظهرت لقطات بثها ناشطون عبر الإنترنت طائرة حربية من طراز ميغ وهي تقصف الغوطة حيث علت سحب الدخان، بالتزامن مع قصف مدفعي “عنيف” استهدف أحياء سكنية في المعضمية بريف دمشق.

وفي حلب، سجلت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات الحكومية التي قصفت حي الصاخور بقذائف الهاون، كما عمد الجيش الحكومي إلى استهداف بلدة عندان بريف المدينة الشمالي براجمات الصواريخ.

من جهة أخرى، أعلنت منظمة أطباء بلاحدود أن القتال تسبب في محاصرة عشرات الآلاف من السوريين في مدينة دير الزور، وأن هناك حاجة عاجلة لفرق طبية يسمح لها بإجلاء الجرحى.

وقالت المنظمة إن الحكومة السورية لم تسمح حتى الآن بنشر وكالات مساعدات دولية رغم الأزمة الإنسانية المتنامية في سوريا، لكنها ستواصل محاولة زيادة وجودها في البلاد لمساعدة الجرحى.

وقام فريق من أطباء بلا حدود بزيارة غير رسمية لمحافظة ديرالزور، لكنه أكد أن الأوضاع بالغة الخطورة بالنسبة لهم لكي يدخلوا المدينة، وزار الفريق مستشفيات عامة وخاصة، وقال ان المباني تعج بالجرحى وبعضها به مئات المرضى.

بوغدانوف: لا نستبعد انتصار المعارضة السورية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن موسكو لا تستبعد انتصار المعارضة السورية المسلحة في نهاية المطاف، وإن بلاده تعد خطة لإجلاء رعاياها من سوريا إذا اقتضت الضرورة.

وفي تصريحات لوكالة “إيتار تاس” الروسية، الخميس، أضاف بوغدانوف الذي يشغل أيضا منصب مبعوث الكرملين الخاص لشؤون الشرق الأوسط أن سيطرة الرئيس بشار الأسد على الأراضي السورية تضعف وأنه يخسر المزيد من المواقع على الأرض بشكل مستمر.

وقال: “ينبغي أن نستشف الحقائق… النظام والحكومة في سوريا يفقدان السيطرة على المزيد والمزيد من الأراضي.”

واختتم “للأسف لا يمكن استبعاد انتصار المعارضة السورية.”

صاروخ سكود في الواجهة من جديد

محمد جمعة جبالي- أبوظبي – سكاي نيوز عربية

كان لهجمات صواريخ سكود العراقية على إسرائيل خلال حرب الخليج تأثير كبير على فكرها الاستراتيجي وعقيدتها العسكرية. فقد أظهرت أهمية امتلاك بعض الدول العربية لهذا النوع من الصواريخ البالستية، إلا أن إسرائيل لم تع حجم خطر هذه الصواريخ إلى أن وجدت نفسها عرضة لضرباتها.

وقد شرعت القوات النظامية السورية في استخدام بعض أنواع “سكود” لقصف المعارضين، وفقا لما ذكرته الولايات المتحدة الأميركية التي اعتبرت أنها محاولة يائسة بعد أن ضعفت قبضة الحكومة على مقاليد البلاد.

سكود هو اسم لسلسلة من الصواريخ البالستية التكتيكية “أرض – أرض” التي طورت من قبل الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة، وصدرت بشكل واسع إلى دول أخرى، وأطلق عليه في البداية اسم “إس إس 1 سكود” من قبل حلف الناتو، أما الاسم الروسي للصاروخ في نسخته الأولى فهو “آر-11″، أما النسخ المتطورة فسميت “آر-300 إلبرس”.

يبلغ طول كل الصواريخ من نوع سكود التي طورها الاتحاد السوفيتي 11.25 متر فيما عدا “سكود-أي” الذي هو أقصر من البقية بمتر واحد بينما يبلغ قطرها 0.88 متر.

والصاروخ البالستي هو صاروخ يتبع مسارا منحنيا (أو شبه مداري)، وهو مسار يتأثر حصرا بالجاذبية الأرضية والاحتكاك الهوائي (مقاومة المائع)، والمسار المنحني يسبقه مسار تسارع ناتج عن محرك صاروخي يمنح الصاروخ الدفع المناسب للوصول إلى هدفه.

طور العراق أبان حكم الرئيس الراحل صدام حسين صاروخ سكود بحيث قللت حمولته من أجل منحه مدى أبعد “سكود بي”، وسكود طويل المدى ذا حمولة أقل، صاروخ الحسين، وصاروخ العباس الذي يُعد أقلهم حمولة وأطولهم مدى.

وتتميز جميع صواريخ سكود العراقية -ماعدا العباس- بإمكان إطلاقها من منصات متحركة، وتم تطويرها أيضا لكي تستطيع أن تحمل رؤوس حربية وكيماوية أيضا.

طورت مصر صواريخ “سكود بي” و”سي” و”دي”، كما طورت بالتعاون مع الأرجنتين بتمويل عراقي نسخة أخرى معروفة باسم “بدر 2000” في مصر أو “كوندور 2” في الأرجنتين.

ويمكن “سكود بي” و”سي” أن يحملا متفجرات تقليدية عالية القوة، ويمكنهما أن يحملا رؤوسا نووية بقدرة  5 إلى 80 طنا.

ويمكن للصاروخ “سكود دي” أن يحمل رؤوس تقليدية ذات قوة تفجيرية عالية، و40 من القنابل العنقودية القادرة على تدمير مدارج الطيران، كما يمكنه أن يحمل 100 × 5 كيلوجرام من المتفجرات المضادة للأفراد.

بعض أنواع صواريخ سكود:

طراز (SS-21) ومداه 120 كم

طراز (SSC.1.B) ومداه 450 كم، ويبلغ طوله 10.5م.

طراز (SCUD-B) ومداه 180-280 كم، ويبلغ طوله 11.25م.

طراز (SCUD-C) ومداه 450 كم، ويبلغ طوله 10.70م.

يذكر أن العراق كان أول من استخدم الصواريخ البالستية من بين الدول العربية أثناء الحرب العراقية الإيرانية التي بدأت في 27 أكتوبر 1982، واستمرت ضربات سكود على إيران حتى عام 1985، فسقط أكثر من 100 صاروخ منها داخل إيران.

في أبريل 1986 ، أطلقت ليبيا صاروخين اثنين أو ثلاثة صواريخ سكود على حرس سواحل الولايات المتحدة في محطة الجزيرة بجزيرة لامبيدوسا الإيطالية، انتقاما لغارة أميركية على طرابلس، إلا أنها سقطت في البحر ولم تتسبب في أي أضرار.

وعند اندلاع حرب الخليج، أطلق العراق 42 صاروخ سكود على إسرائيل، وخلال الحرب الأهلية عام 1994 في اليمن، تبادل كل من انفصاليي جنوب اليمن  والقوات الحكومية إطلاق هذا النوع من الصواريخ.

روسيا:مقاتلو المعارضة السوريون قد ينتصرون ومقتل 16 في انفجار بدمشق

بيروت (رويترز) – قال مبعوث الكرملين الخاص لشؤون الشرق الأوسط يوم الخميس إن قوات المعارضة السورية تحقق مكاسب في مواجهة القوات الحكومية ومن الممكن أن تنتصر في الحرب الدائرة مع نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال المبعوث ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية أيضا إن روسيا تعكف على خطط لإجلاء مواطنيها من سوريا إذا لزم الأمر.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن بوجدانوف قوله “ينبغي أن نواجه الحقائق… النظام والحكومة في سوريا يفقدان السيطرة على المزيد والمزيد من الأراضي.”

وتابع “للأسف لا يمكن استبعاد انتصار المعارضة السورية.”

ويسيطر مقاتلو المعارضة الآن على مساحة متصلة من الأرض تمتد من الشرق إلى الجنوب الشرقي من العاصمة دمشق رغم القصف العنيف من الجيش النظامي بهدف القضاء على المكاسب التي حققتها المعارضة.

وقال نشطاء ووسائل إعلام حكومية سورية إن سيارة ملغومة انفجرت مما أسفر عن مقتل 16 رجلا وامرأة وطفلا في قطنا وهي البلدة التي تقع على بعد نحو 25 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من دمشق حيث يعيش كثير من الجنود.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إن الانفجار وقع في منطقة سكنية للجنود في قطنا التي تقع قرب عدد من قواعد الجيش.

وذكر أن عدد القتلى يبلغ 17 منهم سبعة أطفال وامرأتان. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن 16 شخصا لقوا حتفهم.

وألقى التلفزيون الحكومي باللوم على “إرهابيين” وهي الكلمة التي تستخدمها الحكومة في الإشارة إلى مقاتلي المعارضة وعرضت لقطات لجنود وهم يسيرون قرب مبنى دمر جزء منه مع تناثر الحطام وقطع معدنية على الطريق.

ويأتي الهجوم عقب وقوع ثلاثة تفجيرات عند وزارة الداخلية مساء أمس الأربعاء والذي قالت الوكالة السورية للانباء إن خمسة قتلوا خلاله منهم عبد الله كيروز نائب البرلمان من الحزب القومي الاجتماعي السوري.

وإلى جانب تحقيق مكاسب في مشارف دمشق خلال الأسابيع القليلة الماضية شن مقاتلو المعارضة أيضا هجمات كر وفر أو فجروا قنابل داخل العاصمة وكثيرا ما استهدفوا مباني امن الدولة أو المناطق التي ينظر لها على أنها موالية للأسد مثل جرمانا حيث أسفر تفجيران عن مقتل 34 شخصا في نوفمبر تشرين الثاني.

وشن مسلحون هجوما على دمشق بعد تفجير في 18 يوليو تموز أسفر عن مقتل أربعة من أقرب مساعدي الأسد منهم صهره آصف شوكت لكن تم صد محاولاتهم لاحقا.

ووردت انباء عن أن الأسد الذي أصبح في موقف بالغ الصعوبة بدأ يلجأ لاستخدام أسلحة أكثر فتكا ضد خصومه.

وقال مسؤولون امريكيون من حلف شمال الأطلسي يوم الاربعاء أمس إن الجيش السوري أطلق صواريخ بالستية من نوع سكود -وهي قوية لكنها ليست دقيقة بصورة كبيرة- على مقاتلي المعارضة في الأيام القليلة الماضية.

وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن بعض المناطق المأهولة بالسكان تعرضت لهجمات بقنابل حارقة وتحتوي مواد قابلة للاشتعال مثل النابالم أو الترميت او الفوسفور الأبيض مما قد يؤدي لاشتغال النار في المباني أو يسبب حروقا شديدة أو تلفا كبيرا في الجهاز التنفسي.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات حربية قصفت يوم الخميس ضواحي في شرق دمشق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وإن المدفعية تضرب داريا والمعضمية وهما منطقتان في الجنوب الغربي قرب الوسط حيث تشن المعارضة معارك للاحتفاظ بموضع قدم.

ولقي 40 ألف شخص على الأقل حتفهم في الانتفاضة السورية التي بدأت في مارس اذار عام 2011 باحتجاجات في الشوارع والتي قوبلت بنيران قوات الأسد وتحولت إلى صراع مسلح.

وأعلنت الولايات المتحدة والقوى الأوروبية والدول العربية عن اعترافها الرسمي بالائتلاف السوري المعارض الجديد يوم الاربعاء رغم تزايد مؤشرات عن عدم قبول الغرب فكرة زيادة عدد المتشددين الإسلاميين في صفوف مقاتلي المعارضة.

واحتشدت دول غربية في محادثات “أصدقاء سوريا” في مراكش بالمغرب حول الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة الذي تشكل الشهر الماضي تحت رئاسة رجل الدين المعتدل معاذ الخطيب.

وانتقدت روسيا التي منعت إلى جانب الصين أي محاولة لاتخاذ إجراءات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضد الأسد قرار واشنطن بمنح الائتلاف اعترافا رسميا قائلة إنها تخلت فيما يبدو عن أي محاولة للتوصل إلى حل سياسي.

وكانت تصريحات بوجدانوف أوضح مؤشر حتى الآن على أن روسيا تتأهب لهزيمة محتملة لنظام الأسد.

وقال بوجدانوف “نتعامل مع المسائل المتعلقة بالاستعدادات لعملية الإجلاء. لدينا خطط تعبئة ونستوضح الأماكن التي يوجد فيها مواطنونا.”

من أوليفر هولمز

(إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى